القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / الكواكب النيرات في بيان عظم ثواب تربية البنات

2023-11-27

صورة 1
الكواكب النيرات في بيان عظم ثواب تربية البنات

 

 

 

 

 

 

 

 

الكواكب النيرات

 في بيان

عظم ثواب تربية البنات

 

 

 

 

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

المقدمة

 

الحمد لله، وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه، ومن والاه.

أما بعد:

فهذه رسالة فريدة في فضل تربية البنات في الإسلام، والإحسان إليهن، والقيام بما يصلحهن، والقصد بذلك وجه الله تعالى، كن له سترا من النار؛ فاجعلوا لأنفسكم حجابا من النار يوم القيامة.

هذا؛ وأبتهل إلى الله تعالى: العلي القدير، أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع في خدمة سنة رسول الله r، ويجعله خالصا لوجهه الكريم.

ويوفقني لما يحبه ويرضاه، ولمزيد من خدمة كتابه، وسنة رسوله r، إنه نعم المولى ونعم النصير.

وصلى الله على نبينا، ورسولنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

كتبه

أبو عبد الرحمن الأثري

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

ذكر الدليل

على فضل تربية البنات في الإسلام، والإحسان إليهن، والقيام بما يصلحهن، والقصد بذلك وجه الله تعالى، كن له سترا من النار يوم القيامة

 

1) عن عائشة، زوج النبي r حدثته قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي r فحدثته، فقال: (من يلي من هذه البنات شيئا، فأحسن إليهن، كن له سترا من النار). وفي رواية: (من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له سترا من النار). وفي رواية: (فأخذتها، فشقتها باثنين بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا).

أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح المختصر» (1418)، و(5995)، وفي «الأدب المفرد» (132)، ومسلم في «المسند الصحيح المختصر من السنن» (2629)، ومعمر بن راشد الأزدي في «الجامع» (19693)، والخرائطي في «مكارم الأخلاق» (648)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (1471)، وابن الجوزي في «النساء وما يتعلق بهن» (ص422)، وفي «البر والصلة» (ص208)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (1914)، و(1915)، وأحمد في «المسند» (24055)، و(24572)، و(25332)، و(26060)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (2939)، وتمام الرازي في «الفوائد» (1384)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (147)، والطيالسي في «المسند» (1550)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص379)، وابن راهويه في «المسند» (1695)، و(1696)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (7000)، وفي «مسند الشاميين» (1752)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج3 ص602)، والحسين المروزي في «البر والصلة» (140)، وابن عدي في «الكامل» (ج2 ص161 و162)، وابن بشران في «الأمالي» (1614)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (522)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج7 ص478)، وفي «الآداب» (17)، وفي «شعب الإيمان» (8675)، و(11019)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج36 ص64)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح» (ج2 ص233 و234)، والبغوي في «شرح السنة» (1681) من طريق الزهري، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، أن عروة بن الزبير، أخبره، أن عائشة، زوج النبي r حدثته به.

قلت: وهذا الحديث يدل على أن من كن له بنات: يؤويهن، ويرحمهن، ويحسن إليهن، وصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن، كن له حجابا من النار، ووجبت له الجنة إن شاء الله.([1])

وبوب عليه الحافظ ابن الجوزي / في «النساء وما يتعلق بهن» (ص422) الباب التاسع والسبعون في ثواب تربية البنات، والنفقة عليهن، وعلى الأخوات.

وبوب العلامة الشيخ الألباني / في «الصحيحة» (ج3 ص24)؛ فضل: تربية البنات، والإحسان إليهن.

وبوب الحافظ النووي / في «المنهاج» (ص1055) باب: فضل الإحسان إلى البنات.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج5 ص43): (هذا الحديث فيه عجائب، منها:

أولا: أن بيت النبي r، أفضل البيوت، وأشرفها، ولا سيما بيت عائشة ڤ، الصديقة بنت الصديق، ومع ذلك لا يوجد فيه؛ إلا تمرة واحدة، فأين نحن من هذا؟!.

ثانيا: إيثارها ڤ، على نفسها: أن تتصدق بهذه التمرة، ويبقى بيتها، ليس فيه شيء؛ فهذا من المناقب العظيمة لعائشة ڤ.

ثالثا: الرحمة العظيمة في هذه المرأة؛ فإنها إن قسمت الثمرة أثلاثا، ضعف نصيب كل واحدة، وإن أعطتها واحدة دون الأخرى صار في ذلك جور.

* فما بقي إلا أن تؤثر ابنتيها على نفسها، وتشق الثمرة، بينهما: نصفين، وهذا شيء عجيب.

* ولذلك لما دخل النبي r، حدثته عائشة ڤ، بهذا عجبا، وتعجبا.

* فذكر النبي r، أن من ابتلي من هذه البنات بشيء، كن له سترا من النار.

* لكن لا تظن أنها شر، لكن المعنى: من قدر له ذلك، وإن الله تعالى يقول: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون} [الأنبياء: 35]؛ فالابتلاء: بمعنى: الاختبار). اهـ

وقال أبو العباس القرطبي / في «المفهم» (ج6 ص636): (باب: ثواب القيام على البنات والإحسان إليهن.

قوله r: (من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار) ابتلي: امتحن واختبر، وأحسن إليهن: صانهن، وقام بما يصلحهن، ونظر في أصلح الأحوال لهن، فمن فعل ذلك، وقصد به وجه الله تعالى، عافاه الله تعالى من النار، وباعده منها، وهو المعبر عنه بالستر من النار، ولا شك في أن من لم يدخل النار دخل الجنة، وقد دل على ذلك قوله في الرواية الأخرى في المرأة التي قسمت التمرة بين بنتيها: إن الله قد أوجب لها الجنة وأعاذها من النار.

وقوله r: (بشيء من البنات)، يفيد بحكم عمومه: أن الستر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدة من البنات، فأما إذا عال زيادة على الواحدة فيحصل له زيادة على الستر من النار السبق مع رسول الله r إلى الجنة؛ كما جاء في الحديث الآخر، وهو قوله: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه).

* ومعنى: (من عال جاريتين حتى تبلغا): قام عليهما بما يصلحهما ويحفظهما. يقال منه: عال الرجل عياله، يعولهم، عولا وعيالة، ويقال: علته شهرا: إذا كفيته معاشه). اهـ

وقال الإمام ابن بطال / في «شرح صحيح البخاري» (ج3 ص417): (وفي حديث عائشة أن النفقة على البنات، والسعي عليهن من أفضل أعمال البر، وأن ذلك ينجي من النار). اهـ

وقال الحافظ العيني / في «عمدة القاري» (ج7 ص210): (وفيه أن النفقة على البنات والسعي عليهن من أفضل أعمال البر المنجية من النار، وكانت عائشة رضي الله تعالى عنها من أجود الناس). اهـ

2) وعن أنس بن مالك t، قال: قال رسول الله r: (من عال([2]) جاريتين([3]) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه. وفي رواية: (من عال جاريتين حتى تدركا، دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين)، وأشار محمد بالسبابة والوسطى.

أخرجه مسلم في «المسند الصحيح المختصر» (2631)، والبخاري في «الأدب المفرد» (894)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (1914)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (25439)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8674)، والبغوي في «شرح السنة» (1982)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص177) من طريق محمد بن عبد العزيز، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس بن مالك t به.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

وأورده الحافظ ابن القيم في «تحفة المودود» (ص23).

وبوب عليه الحافظ الترمذي / في «السنن» (ج3 ص43)؛ باب ما جاء في النفقة على البنات والأخوات.

وقال الإمام النووي / في «المنهاج» (ج16 ص180): (قوله r: (من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه) ومعنى: عالهما، قام عليهما بالمؤنة، والتربية، ونحوهما مأخوذ من العول، وهو القرب). اهـ

وقال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج8 ص111): (قوله r: (جاء يوم القيامة أنا وهو) وضم أصابعه، جاء في غير الحديث: (كهاتين)، يريد: رفاقته معه في الجنة، أو دخوله معه إياها في أول من يدخل، وكفى بهذا فضلا؛ ولذلك في الحديث الآخر: (كن له حجابا من النار)). اهـ

وقال الإمام الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج7 ص188): (إما أحوال البنات، وإما نفس البنات؛ أي: من ابتلي منهن بأمر من أمورهن أو من ابتلي منهن ببنت). اهـ

3) وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r يقول: (من كان له ثلاث بنات، وصبر عليهن، وكساهن من جدته([4])، كن له حجابا من النار).

حديث صحيح

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (76)، وأحمد في «المسند» (17403)، وابن ماجة في «سننه» (3669)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8688)، وفي «الآداب» (28)، وأبو يعلى في «المسند» (1758)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص826)، والروياني في «المسند» (229)، وابن الجوزي في «النساء وما يتعلق بهن» (ص427 و429)، والحسين المروزي في «البر والصلة» (152)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص500) من طريق حرملة بن عمران أبي حفص التجيبي، قال: حدثني أبو عشانة المعافري، قال سمعت: عقبة بن عامر t به.

قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني / في «صحيح الأدب المفرد» (ص57).

وقال الحافظ البوصيري في «مصباح الزجاجة» (ج3 ص162): (هذا إسناده صحيح). اهـ

وقال الشيخ الألباني / في «الصحيحة» (ج1 ص590): (وهذا إسناد صحيح). اهـ

وأورده الحافظ ابن القيم في «تحفة المودود» (ص23).

وبوب عليه الحافظ البخاري في «الأدب المفرد» (ص86): باب من عال جاريتين أو واحدة.

قلت: فهذه الأحاديث تبين فضل الإحسان إلى البنات، أو البنتين، أو البنت الواحدة، وهو ينجي من النار.

قال الإمام النووي / في «المنهاج» (ج16 ص179): (في هذه الأحاديث فضل الإحسان إلى البنات والنفقة عليهن والصبر عليهن وعلى سائر أمورهن). اهـ

هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

5

2)

ذكر الدليل على فضل تربية البنات في الإسلام، والإحسان إليهن، والقيام بما يصلحهن، والقصد بذلك وجه الله تعالى، كن له سترا من النار يوم القيامة..................................................................................

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) وانظر: «تحفة الباري» للأنصاري (ج2 ص274)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج3 ص417)، و«عمدة القاري» للعيني (ج7 ص210)، و«الكواكب الدراري» للكرماني (ج7 ص188)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج3 ص602)، و«المفهم» للقرطبي (ج6 ص636)، و«المنهاج» للنووي (ج16 ص176).

([2]) أي: قام بأمر معيشة البنات.

      انظر: «الرائد» لجبران مسعود (ص543).

([3]) يعني: بنتين.

([4]) يعني: من عناه.

     وقوله r: (من كان له ثلاث بنات)، فيه تأكيد حق البنات، لما فيهن من الضعف غالبا، عن القيام بمصالحهن.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan