الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / السيوف البارقة في بيان جهود خلفاء وأمراء الإسلام في قتل الزنادقة
السيوف البارقة في بيان جهود خلفاء وأمراء الإسلام في قتل الزنادقة
56 |
سلسلة من شعار أهل الحديث |
السيوف البارقة
في
بيان جهود خلفاء وأمراء الإسلام في قتل الزنادقة
تأليف
العلامة المحدث الفقيه فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثواه
بسم الله الرحمن الرحيم
]أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى[
المقدمة
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، يبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!.
ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتاويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب([1])، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب ([2])،يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم([3])، فنعوذ بالله من فتنة المضلين.([4])
فهذا جزء لطيف في أعداء هذا الدين، وهم المبتدعة: «الزنادقة» في الخارج والداخل في معرفة حكمهم، وجهود الخلفاء فيهم على مر العصور، وكر الدهور.
وذلك ليعلم الناس أن المبتدعة بجميع أنواعهم في البلدان الإسلامية ليس لهم أي احترام، أو توقير، أو تعظيم، أو محبة في الإسلام.([5])
وذلك لمحاداتهم لله تعالى، ولرسوله ﷺ، وللصحابة ﭫ، والسلف الكرام، وأهل الحديث العقلاء.([6])
قال تعالى: ]هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون[ [المنافقون: 4].
وللعلم فإن أعداء هذا الدين من اليهود، والنصارى، والمجوس وغيرهم قد غاظهم ما رأوه من انتشار دين الإسلام.
وإقبال الناس على الدخول فيه، فاشتعلت نار الحقد على الإسلام في قلوبهم، وأجمعوا على الكيد لهذا الدين، فلم يقدروا على مقاومته بالسلاح والسنان، فعملوا على تدبير المؤامرات، والخطط للكيد له في خارجه وداخله.([7])
فأظهر كثير منهم الدخول في الإسلام بقصد إفساد عقيدة المسلمين، وتشتيت كلمتهم، وتفريق جماعتهم، والعمل على القضاء على دين الإسلام.
قلت: وقد حل بالإسلام بسبب هؤلاء الكفرة من المصائب والمحن، والتفرق والاختلاف ما حل مما هو معلوم لكل من تدبر التاريخ الإسلامي؛ إلا أن أولئك الكفرة لم يستطيعوا القضاء على دين الإسلام، رغم ما قاموا به منذ بزوغ فجر الرسالة إلى يومنا هذا من المؤامرات، والخطط الخبيثة، والحرب الضروس بضد الإسلام والمسلمين.([8])
وصدق الله تعالى إذ يقول: ]يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون[ [الصف:8].
قلت: فقد أتم الله تعالى نوره كما وعد؛ فهيأ سبحانه لهؤلاء: «الزنادقة» من تصدى لمكايدهم من خلفاء المسلمين وأمرائهم وعلمائهم، حيث وقفوا لهؤلاء المبتدعة بالمرصاد، فجردوا سيوفهم، وأقلامهم للدفاع عن دين الإسلام، ومحاربة «الزنادقة» المبتدعة، وغيرهم من أعداء هذا الدين في الداخل والخارج، وكشف شبهاتهم، والقضاء على حركاتهم الخبيثة ضد البلدان الإسلامية.
قلت: ولم يزل أعداء الدين من «الزنادقة» الحزبية يتربصون بهذا الدين وأهله الدوائر في هذا العصر في الداخل.
قال الإمام مالك $:( النفاق على عهد رسول ﷺ هو الزندقة فينا اليوم).([9])
وقال الإمام أحمد $:( الزنادقة الذين ينتحلون الإسلام، وهم على دين غير ذلك). ([10])
وقال الإمام عبد الله بن المبارك $ في المبتدعة:( هم الزنادقة ؛ لأن النفاق على عهد رسول الله ﷺ هي الزندقة من بعده). ([11])
قلت: فبدأت حركات: «الزنادقة» تبرز في هذا العصر، حيث ظهرت تلك الحركات، وانتشرت في صفوف البلدان الإسلامية.
وخاصة في جهة المغرب، ثم انتشرت في المشرق، وقد نادت تلك الحركات في بداية ظهورها بالدعوة إلى الإسلام نفاقا!.
وكان معظم الذين قاموا بهذه الحركات، ودعوا إليها هم من أهل التحزب.
قلت: فقد استغل دعاة الحزبية تلك الأصول التي جاء بها الإسلام، للتمهيد لحركات «الزنادقة» ضد البلدان الإسلامية.([12])
قلت: فرفعوا الشعارات البراقة للتمويه على المسلمين، وأبطنوا دعواتهم الخبيثة بالحط من شأن حكام المسلمين، وبغضهم والنيل منهم.
قلت: وقد بدأت ملامح الدعوات الحزبية الخبيثة تبرز في شعاراتهم التي يفخرون بها عن طريق جمعياتهم المزعومة، وينبذون فيها حكاما ومحكومين بأسلوب ماكر خفي في بلدانهم في المشرق والمغرب.
ولم يكتف الحزبيون بمجال الأعمال الخيرية المشبوهة، والتهجم على حكام المسلمين، بل سلكوا في ذلك مجالات أخرى للكيد من تأليف الكتب الباطلة، واختلاق القصص المكذوبة، والأحاديث الضعيفة بجميع أنواعها لنصر أفكارهم الفاسدة في المساجد وغيرها.([13])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين $ في «شرح القواعد المثلى» (ص255): (وعلى هذا فكل ملحد، وزنديق، ومبتدع يأتي بما عنده من الزندقة، والبدع، والإلحاد). اهـ
قلت: لذلك ارتبطت الحزبية «بالزندقة» ارتباطا، وثيقا منذ نشأتها في بلاد الإسلام، وأثرت كل واحدة منهما في الأخرى.
حتى إن البعض لا يكاد يفصل بين «الزندقة» و«الحزبية»، وذلك أن غالب من اتهم «بالزندقة» قديما كان من المتحزبة على مر العصور، وكر الدهور.
فالحزبية بتنظيمها السري تؤدي إلى: «الزندقة» إن من أبغض البلدان الإسلامية أبغض دينهم، ومن مكر بهم، مكر بدينهم ولابد.([14])
قلت: لذلك انتهت الحزبية بأصحابها إلى الهجوم على الإسلام، والنفاق به باطنا، وإن كانوا في الظاهر يدعون الإسلام!.
فقد نشر أهل الأهواء، العقائد الباطلة، والأفكار المشبوهة بين المسلمين؛ من: الخرافات والشركيات، والفلسفة والغناء، والرقص والثورات، والتقليد الأعمى، والأحاديث الضعيفة، والسياسات الغربية، والمعاصي والمحرمات، والتحزب والتنظيمات السرية، والغلو في الدين، والعلوم الآكاديمية، والدكتوراه الآكاديمية، والقتال بين الناس، وزرع الفتن في بلدانهم، وتعطيل الصفات ونشر الإرجاء والتجهم، والجهل بالدين، وغير ذلك، والكل بحسبه.
وقد أدرك العلماء تلك العلاقة القوية بين «الحزبية» و«الزندقة»، وأن منتهى الحزبيين هو «الزندقة»، كما أن بداية الزنادقة الحزبية، والتنظيمات السرية.
قلت: فالرابطة بين التنظيم الحزبي و«الزندقة» رابطة قوية، حتى أن أهداف الزنادقة، وأهداف الحزبية يصعب التفريق بينها. ([15])
فالحزبية تدفع أتباعها إلى: «الزندقة»، و«الزنادقة» يتخذون الحزبية وسيلة من وسائلها؛ غير أنهم لم يكونوا ليظهروا بدعهم، وذلك لخوفهم من المسلمين. ([16])
ولذلك فإن كثيرا ممن عرفوا بالحزبية، والنيل من الإسلام هم من المتهمين «بالزندقة» قديما وحديثا.
قلت: والحزبيون لم يقفوا عند افتخارهم بأفكارهم الباطلة، وبغض بلدان المسلمين وتنقصهم، بل ذهب الكثير منهم إلى تنقص الإسلام، والسخرية بشعائره، كما ظهر للناس واضحا في دعوة الإخوان المسلمين مثلا!، والدعوات الحزبية الأخرى.
وكذلك فعل عدد من: «زنادقة»([17]) الحزبية الذين صنفوا الكتب البدعية في النيل من السنة وأهلها، ودفعهم الحقد على أهل السنة والجماعة.
قلت: وهذا بلا شك يدل على الصلة القوية بين الحزبية و«الزندقة».
فالحزبية سلكوا طرقا عدة، وأساليب متنوعة لمحاربة السنة وأهلها، وإن من أهم الأساليب التي سلكوها في ذلك استغلالهم للدعوة إلى الله، وانتحالهم الأسماء البراقة في الإسلام لتحقيق أهدافهم، ومآربهم، ومصالحهم الدنيوية.
قلت: ولذا نجد أن الجماعات الحزبية ليست كغيرها من أصناف فرق الملل والنحل الأخرى، وإنما هي من ضمن هذه الفرق التي تجمعها العداوة للبلدان الإسلامية، والسعي للقضاء عليها بكل الوسائل المتاحة لها.([18])
قلت: ففرق الحزبية، وإن تعددت، فهي تجتمع على كل ما من شأنه تشويه السنة وأهلها، وإضعافها، وإفساد عقيدة المسلمين، والقضاء عليها.([19])
ولهذا يتضح أن جذور: «الزندقة» العقدية ليست مقصورة على طوائف الألحاد في الخارج، وإنما هي مزيج من العقائد والطوائف من أهل الأهواء والبدع في الداخل قديما وحديثا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج4 ص22): (وفي دولة بني بويه ونحوهم: الأمر بالعكس، فإنهم كان فيهم أصناف المذاهب المذمومة، قوم منهم: «زنادقة»، وفيهم: قرامطة كثيرة، ومتفلسفة، ومعتزلة، ورافضة، وهذه الأشياء كثيرة فيهم غالبة عليهم، فحصل في أهل الإسلام والسنة في أيامهم من الوهن ما لم يعرف). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج28 ص231): (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ... إذ تطهير سبيل الله ودينه، ومنهاجه وشرعته، ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج28 ص232): (فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعا تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس ولم تبين للناس: فسد أمر الكتاب وبدل الدين؛ كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله ... فلا بد أيضا من بيان حال هؤلاء؛ بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم([20])؛ فإن فيهم إيمانا يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم؛ بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق؛ لكن قالوها ظانين أنها هدى، وأنها خير وأنها دين؛ ولم تكن كذلك لوجب بيان حالها). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج2 ص41): (البدع لا تزال تخرج الإنسان من صغير إلى كبير حتى تخرجه إلى الإلحاد والزندقة). اهـ
وقال الإمام ابن القيم $ في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص160): (من عرض عليه حق؛ فرده فلم يقبله، عوقب بفساد قلبه، وعقله، ورايه). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج7 ص117): (وإذا تدبرت حججهم([21]) وجدت دعاوى لا يقوم عليها دليل). اهـ
وقال العلامة الشيخ السعدي $ في «تيسير الكريم الرحمن» (ص45): (فإن المعاصي يجر بعضها بعضا، فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير، ثم ينشأ عنه الذنب الكبير، ثم ينشأ عنها أنواع البدع، والكفر، وغير ذلك). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن $ في «الدرر السنية» (ج9 ص23): (العاقل يدور مع الحق أينما دار). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين $ في «القول المفيد» (ج1 ص390): (البدع غالبها شبهة، ولكن كثيرا منها سببه الشهوة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج7 ص392): (التمسك بالأقيسة - يعني: الآراء - مع الإعراض عن النصوص، والآثار طريق أهل البدع).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج1 ص121): (فقل من تجد في اعتقاده فسادا؛ إلا وهو يظهر في عمله). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الرد على البكري» (ج1 ص274): (فإن البدع في الدين سبب الفواحش وغيرها من المنكرات). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج2 ص116): (أن فعل هذه البدع يناقض الاعتقادات الواجبة، وينازع الرسل عليهم السلام ما جاءوا به عن الله، وأنها تورث القلب نفاقا، ولو كان نفاقا خفيفا). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج2 ص116): (فمن تدبر هذا، علم يقينا ما في حشو البدع من السموم المضعفة للإيمان، ولهذا قيل: إن البدع مشتقة من الكفر). اهـ
وقال العلامة الشاطبي $ في «الإفادات والإنشادات» (ص178): (فإن البدع في الدين هلاك، وهي في الدين أعظم من السم في الأبدان). اهـ
ولهذا نبه العلماء إلى أن إنكار منكر المبتدعة أولى من إنكار دين اليهود والنصارى.([22])
قلت: وجهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك.([23])
قال الإمام ابن القيم $ في «إغاثة اللهفان» (ج1 ص214): (المعرض عن التوحيد مشرك، شاء أم أبى، والمعرض عن السنة مبتدع ضال، شاء أم أبى، والمعرض عن محبة الله وذكره عبد الصور، شاء أم أبى). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج2 ص229): (البدع مظان النفاق؛ كما أن السنن شعائر الإيمان). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج28 ص231): (ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإن بيان حالهم، وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين).اهـ
وقال الإمام ابن القيم $ في «إغاثة اللهفان» (ج1 ص213): (القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن). اهـ
وقال الإمام ابن القيم $ في «حادي الأرواح» (ج1 ص140): (الإعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «شرح أصول الإيمان» (ص410): (دعاة الضلال في وقتنا الحاضر أكثر من دعاة الهدي؛ فلا يغتر بهم). اهـ
وقال العلامة الشاطبي $ في «الاعتصام» (ج2 ص335): (والراي إذا عارض السنة فهو بدعة وضلالة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «درء تعارض العقل والنقل» (ج7 ص182): (وأهل الكلام الذين ذمهم السلف لا يخلو كلام أحد منهم على مخالفة السنة، ورد لبعض ما أخبر به الرسول ﷺ، كالجهمية والمشبهة، والخوارج والروافض، والقدرية، والمرجئة). اهـ
قلت: لذلك كان السلف يتهمون كل من تردد في قبول الأحاديث، أورد شيئا منها، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «منهاج السنة» (ج3 ص79)؛ عن أهل الأهواء: (يردون الأحاديث التي تعارض مقولاتهم([24])). اهـ
قلت: فأسباب تمادي أهل البدع في ضلالاتهم، أنهم يضعون لهم قاعدة باطلة، ويبنون عليها أحكاما باطلة لذلك، ثم يجرهم ذلك إلى قواعد جديدة باطلة، وهكذا تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، والعياذ بالله.
قال العلامة الشاطبي $ في «الاعتصام» (ج1 ص49): (المبتدع معاند للشرع، ومشاق له). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج7 ص392): (فكانوا متمسكين بظاهر من القول لا بظاهر القول([25])؛وعمدتهم عدم العلم بالنصوص التي فيها علم بما قيد وإلا فكل ما بينه القرآن وأظهره فهو حق؛ بخلاف ما يظهر للإنسان لمعنى آخر غير نفس القرآن يسمى ظاهر القرآن كاستدلالات أهل البدع من المرجئة والجهمية والخوارج والشيعة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج17 ص445): (الجهمية ليس معهم على نفي الصفات، وعلو الله على العرش ونحو ذلك نص أصلا لا آية ولا حديث ولا أثر عن الصحابة ﭫ.
بل الذي ابتدأ ذلك لم يكن قصده اتباع الأنبياء، بل وضع ذلك كما وضعت عبادة الأوثان، وغير ذلك من أديان الكفار مع علمهم بأن ذلك مخالف للرسل([26])؛ كما ذكر عن مبدلة اليهود ثم فشا ذلك فيمن لم يعرفوا أصل ذلك). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج13 ص142): (والمفترقة من أهل الضلال تجعل لها دينا، وأصول دين قد ابتدعوه برايهم ثم يعرضون على ذلك القرآن والحديث، فإن وافقه احتجوا به اعتضادا لا اعتمادا، وإن خالفه فتارة يحرفون الكلم عن مواضعه ويتأولونه على غير تاويله، وهذا فعل أئمتهم وتارة يعرضون عنه ويقولون: نفوض معناه إلى الله، وهذا فعل عامتهم، وعمدة الطائفتين في الباطن غير ما جاء به الرسول يجعلون أقوالهم البدعية محكمة يجب اتباعها، واعتقاد موجبها والمخالف إما كافر وإما جاهل لا يعرف هذا الباب، وليس له علم بالمعقول، ولا بالأصول). اهـ
قال العلامة الشاطبي $ في «الاعتصام» (ج1 ص106): (فاعلموا أن البدعة: لا يقبل معها عبادة من صلاة، ولا صيام، ولا صدقة، ولا غيرها من القربات، ومجالس صاحبها تنزع منه العصمة، ويوكل إلى نفسه، والماشي إليه وموقره معين على هدم الإسلام، فما الظن بصاحبها وهو ملعون على لسان الشريعة، ويزداد من الله بعبادته بعدا؟!، وهي مظنة إلقاء العداوة والبغضاء، ومانعة من الشفاعة المحمدية، ورافعة للسنن التي تقابلها، وعلى مبتدعها إثم من عمل بها، وليس له من توبة، وتلقى عليه الذلة والغضب من الله، ويبعد عن حوض رسول الله ﷺ، ويخاف عليه أن يكون معدودا في الكفار الخارجين عن الملة، وسوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا، ويسود وجهه في الآخرة، ويعذب بنار جهنم، وقد تبرأ منه رسول الله ﷺ وتبرأ منه المسلمون، ويخاف عليه الفتنة في الدنيا زيادة إلى عذاب الآخرة).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج10 ص107): (وأما أهل الكفر، والبدع والشهوات فكل بحسبه قيل لسفيان بن عيينة: ما بال أهل الأهواء لهم محبة شديدة لأهوائهم فقال أنسيت قوله تعالى ]وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم[ [البقرة: 93]. أو نحو هذا من الكلام). اهـ
وعن قتادة $ قال: في قوله تعالى: ]وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم[ [البقرة: 93]؛ قال: (أشربوا حبه، حتى خلص ذلك إلى قلوبهم).([27])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج20 ص103): (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). اهـ
وقال الإمام ابن القيم $ في «الفوائد» (ص101): (فإن اتباع الهوى يعمي عين القلب، فلا يميز بين السنة والبدعة، أو ينكسه فيرى البدعة سنة، والسنة بدعة). اهـ
وقال الحافظ الخطيب البغدادي $ في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص376): (ليس كل من ادعى العلم أحرزه، ولا كل من انتسب إليه كان من أهله).اهـ
قال العلامة الشيخ مقبل الوادعي $ في «قمع المعاند» (ج2 ص310): (مجالس السوء يجب على المسلم أن يبتعد عنها، فهو أسلم لدينه، وعرضه، ومروءته).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج10 ص568): (طريق السنة علم وعدل وهدى؛ وفي البدعة جهل وظلم وفيها اتباع الظن وما تهوى الأنفس).اهـ
اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
كتبـه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة نادرة
عن ابن عون $ قال: (أنا رأيت غيلان؛ يعني: القدري مصلوبا على باب دمشق).
أثر صحيح
أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (ج10 ص120)، وفي «زوائد العلل» (5249)، وفي «الرد على الجهمية» (999) من طريق سوار بن عبد الله العنبري قال: حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وفي رواية: قال ابن عون $: (أنا رأيته مصلوبا على باب دمشق).
أخرجها الفريابي في «القدر» (281)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1839)، واللالكائي في «الاعتقاد» (1161)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج31 ص328)، و(ج48 ص198 و210)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج8 ص122) من طريق عبيد الله بن معاذ به.
وإسناده لا بأس به.
ﭑ ﭑ ﭑ
|
جهود
خلفاء بني أمية في
قتل الزنادقة في عهدهم
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن غيلان بن أبي
غيلان الدمشقي([28]) قتل على الزندقة
فقد ظهرت: «الزندقة» في عهد: «بني أمية»، ولم تكن معروفة إلا في أواخر الدولة.
فواجه الخلفاء، والأمراء: «الزنادقة» بكل قوة، ولم يترددوا في قتل أولئك «الزنادقة»، وتتبعهم وإبادتهم، وإن كان هناك من بقي على «زندقته» متسترا؛ حتى قتل في عهد: «بني العباس».
ولعل من أبرز الخلفاء الأمويين الذين كان لهم أثر بالغ ضد «الزنادقة» الخليفتين: «عمر بن عبد العزيز»، و«هشام بن عبد الملك»، وإن كان ظهور «الزنادقة» في خلافة: «هشام بن عبد الملك» أكثر منه في خلافة «عمر بن عبد العزيز».
فقد ظهر في عهد «عمر بن عبد العزيز»: الزنديق «غيلان بن أبي غيلان القدري»، فأحضر: «عمر بن عبد العزيز» هذا «الزنديق» عنده، ووعظه وبصره.
ولما رأى أن ذلك لا ينفعه، وتظاهر بالتوبة، وقد كان رحمه الله يشك في صدق توبته([29])... وبقي هذا «الزنديق» مسرا زندقته حتى توفي: «عمر بن عبد العزيز»، فلما كان زمن هشام بن عبد الملك أظهر ما أسره من الزندقة في قوله في القدر.
فظهرت: «الزندقة» في خلافة: «هشام بن عبد الملك»، ممثلة في أرباب الفرق المنحرفة؛ كـ«الجهمية»، و«القدرية»، و«النصيرية»، وغيرها، كما راجت في زمنه «الزندقة الأدبية»، وذلك بسبب ترجمة كتب «زنادقة الفرس»، وفلاسفة اليونان.
فأظهر هذا: «الزنديق» مقالته في القدر و«زندقته» في خلافة: «هشام بن عبد الملك»، فأخذه هشام بن عبد الملك، فقطع يده، ولسانه، وقتله، وصلبه على باب دمشق.([30])
قلت: فهذا: «الزنديق» لم ينته عن زندقته حتى قتل على ذلك بعد أن قطعت يده، ثم أمر به الخليفة بعد ذلك فصلب على باب دمشق، ليكون آية للناس، وعبرة للمعتبرين.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن الجعد بن درهم([31])
قتل على الزندقة
فقد كان: «الجعد بن درهم» الزنديق بالبصرة، فأظهر «زندقته»، وقوله بخلق القرآن... وقد كان أخذ ذلك عن الزنديق «بيان بن سمعان».
وقد طلبه بنو أمية، فهرب، ولم يزل على «زندقته»، وضلاله حتى ظفر به أمراء العراق، فقتلوه في «الزندقة».([32])
قال الحافظ ابن حجر $ في «فتح الباري» (ص12 ص270): (والتحقيق ما ذكره من صنف في «الملل» أن أصل: «الزنادقة» اتباع: «ديصان» ثم «ماني» ثم «مزدك»... وقام الإسلام، و«الزنديق» يطلق على من يعتقد مقالتهم). اهـ
قلت: فأطلق وصف: «الزندقة» على فرق «الثنوية» سواء في ذلك: «المانوية»، أو غيرها من الفرق كـ «الديصانية»، و«المزدكية»، وغيرها.
وقد كان وصف: «الزندقة» يطلق على هذه الفرق قبل الإسلام... واستمر ذلك بعد قيام الإسلام.([33])
قال أبو عبد الله الخوارزمي في «مفاتيح العلوم» (ص56): (الزنادقة هم: «المانوية»، وكان «المزدكية» يسمون بذلك). اهـ
وبذلك أطلق السلف وصف: «الزندقة» على المبتدعة من: «الجهمية»، و«القدرية»، و«المعتزلة»، و«الخارجية» وغيرهم.([34])
قلت: ففي عهد «هشام بن عبد الملك» ظهرت الفرق في الإسلام، وانتشرت، وظهرت الزندقة؛ غير أن الخليفة هشاما وقف من «الزنادقة» موقفا حازما، حيث حاربهم، وأوصى أمراءه في الأقطار بالقضاء عليهم.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن أبا منصور
العجلي([35]) وهو الملقب بـ «الكسف»
قتل على الزندقة
فقد خرج هذا: «الزنديق»، وادعى النبوة، وأظهر الإباحية، وأسقط الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ولبس على عدد من المغفلين، فصدقوه على ذلك واتبعوه.
وكان ذلك ببلاد العراق في خلافة: «هشام بن عبد الملك»، وكان والي العراق لهشام بن عبد الملك، هو: «يوسف بن عمر الثقفي».
فلما وقف: «يوسف بن عمر الثقفي» ([36]) على «زندقته» وإباحيته، أخذه وقتله، وصلبه على «زندقته».([37])
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن المغيرة بن سعيد([38]) الكوفي([39])
قتل على الزندقة
كان هذا: «الزنديق» ساحرا، ثم ادعى النبوة، وأخذ يدعو إلى «زندقته» وضلاله، وكان خروج: «المغيرة الزنديق» ببلاد العراق.
فلما بلغ خبره أمير العراق من قبل: «هشام بن عبد الملك»، أخذه، وأحرقه ومن معه - وكانوا ستة أو سبعة -، وبهذا تم إحراق هؤلاء «الزنادقة» مع زعيمهم «المغيرة».([40])
قال الحافظ الذهبي / في «ميزان الاعتدال» (ج4 ص160): (المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي الرافضي الكذاب). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن بيان بن سمعان([41])
قتل على الزندقة
فقد ظهر هذا: «الزنديق» بالعراق، وقال بإلهية: «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه، ثم زاد على هذه «الزندقة»؛ فادعى النبوة، ولم يزل يكذب على اتباعه حتى رفع خبره إلى أمير العراق: «خالد القسري»، فقتله، وأحرقه بالنار.([42])
قال الحافظ الذهبي / في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص357): (بيان الزنديق، قتله خالد بن عبد الله القسري، وأحرقه بالنار). اهـ
وكان: «خالد القسري» قد قبض على: «بيان بن سمعان» مع: «المغيرة الكوفي» وأتباعه، وأحرقهما جميعا، وذلك سنة: (119هـ)، وكان ذلك في عهد بني أمية.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن جهم بن صفوان([43]) السمرقندي
قتل على الزندقة، وهو زنديق ضال مبتدع، ورأس الجهمية
كان ظهور: «جهم بن صفوان»، وبداية ضلاله في زمن: «هشام بن عبد الملك»؛ حيث أظهر هذا: «الزنديق» مقالته ببلاد خراسان، فلما نقل خبره إلى الخليفة: «هشام بن عبد الملك» أرسل إلى: «نصر بن سيار» ([44]) والي خراسان بأمره بقتل: «جهم بن صفوان» لما أظهر من «الزندقة»، فقتل لما أظهر من «الزندقة» والضلال.([45]) ([46])
ﭑ ﭑ ﭑ
|
نماذج
|
جهود
خلفاء بني العباس
في قتل الزنادقة في العهد
العباسي الأول
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن أبا الخطاب الأسدي([47])
قتل على الزندقة
فقد أظهر: «أبو الخطاب الأسدي» زندقته بالكوفة، في العهد العباسي الأول وتبعه من تبعه ممن أزاغ الله قلوبهم حتى غلوا فيه فقالوا بنبوته، ولم يكتفوا بذلك، بل جعلوه إلها لهم من دون الله تعالى.
وأظهر لهم دين الإباحية، من استحلال المحرمات، وترك الواجبات.
فلما وقف: «عيسى بن موسى»، والي الكوفة؛ لأبي جعفر المنصور على «زندقته»، وخبث دعوته، قتله بسبخة الكوفة.([48])
وبهذا قضى هذا الأمر على: «زنادقة الخطابية» بعد أن أظهروا زندقتهم، فقتلوا جميعا، وصلب هذا: «الزنديق»، وكان ذلك بأمر الخليفة المنصور العباسي.
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن عبد الكريم بن أبي العوجاء([49])
قتل على الزندقة
فقد اشتهر هذا: «الزنديق» بوضع الأحاديث، ونسبتها إلى رسول الله ﷺ يحرم فيها الحلال، ويحلل فيها الحرام، ويناقض بها الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله ﷺ.
قلت: وقد بينا أن الوضع في الحديث هو أحد الأساليب التي عمل بها: «الزنادقة» لتحقيق أهدافهم الخبيثة.
وقد كان هذا: «الزنديق» مع وضعه للأحاديث يبطن: «المانوية»، ويقول بتناسخ الأرواح، ويميل إلى الرافضة والقدرية.([50])
ولما بلغ خبره لأمير الكوفة: «محمد بن سليمان» ([51])، وتحقق من «زندقته سجنه عنده، ثم قتل: «ابن أبي العوجاء» الزنديق وصلب بكناسة البصرة، وكان ذلك في العصر العباسي الأول.
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن محمد بن سعيد المصلوب([52])
قتل على الزندقة
فقد كان هذا: «الزنديق» على طريقة: «ابن أبي العوجاء» في وضع الأحاديث على رسول الله ﷺ حتى عرف بذلك، وقد قتله وصلبه الخليفة أبو جعفر المنصور في الزندقة([53])،وكان ذلك في العصر العباسي الأول.
قال الإمام القرطبي رحمه الله في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص78): (فمنهم قوم من الزنادقة؛ مثل: المغيرة بن سعيد الكوفي، ومحمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة، وغيرهما، وضعوا الأحاديث، وحدثوا بها ليوقعوا بذلك الشك في قلوب الناس). اهـ
وقال الإمام القرطبي رحمه الله في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص78)؛ عن محمد المصلوب: (كان يدعو إليه من الإلحاد والزندقة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «درء تعارض العقل والنقل» (ج7 ص92): (وآخرون من الزنادقة والملاحدة كذبوا أحاديث مخالفة لصريح العقل ليهجنوا بها الإسلام ويجعلوها قادحة فيه). اهـ
قلت: فالزنادقة إنما سلكوا هذا المسلك للوصول إلى أهدافهم الخبيثة من تشويه الإسلام، والتشكيك في السنة والشريعة، وغير ذلك من مقاصدهم السيئة، والتي نبه عليها أئمة الحديث.([54])
هكذا فعل الزنادقة بوضع الأحاديث المختلفة، وإلزاقها برسول الله ﷺ حتى يهدموا بها الإسلام.
إذ جمعوا من الأحاديث المختلفة ما لا يقبله العقل فضلا عن مصادمتها لنصوص القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة.([55])
قلت: واشتهر الخليفة المهدي بموقفه الحازم تجاه الزنادقة حتى قتل منهم: أعدادا كثيرة، وتتبعهم في الأقطار الإسلامية، بل بلغ اهتمام المهدي([56]) بأمر الزنادقة إلى أن جعل له ديوانا خاصا لتتبع أخبارهم؛ أضافة إلى دواوين الدولة الرسمية، لمحاربة أفكارهم الخبيثة.
ولذلك حق أن يطلق على هذا الخليفة قصاب الزنادقة.([57])
قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج7 ص401) عن الخليفة المهدي: (كان جوادا، ممداحا، معطاء، محببا إلى الرعية، قصابا في الزنادقة، باحثا عنهم). اهـ
وقال الإمام الطبري / في «التاريخ» (ج4 ص580)؛ في حوادث سنة: «سبع وستين ومائة»: (فيها جد المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم).اهـ
قلت: وبهذا يتضح ما قام به الخليفة أبو جعفر من محاربة الزنادقة وقتلهم، وذلك لإدراكه بخطرهم على الإسلام وأهله.
وقال الإمام الطبري / في «التاريخ» (ج4 ص582)؛ «في سنة ثمان وستين ومائة»: (وفيها قتل المهدي الزنادقة ببغداد). اهـ
قلت: فتتبع المهدي الزنادقة حتى أبادهم جماعات، وأفرادا في البلدان الإسلامية.
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن بشار بن برد([58]) الزنديق الشاعر الخليع
قتل على الزندقة
فقد كان: «بشار بن برد» هذا أحد الشعراء «الزنادقة»، بل كان من أشهر شعرائهم، وإن كان حريصا على إخفاء زندقته خاصة في زمن المهدي الذي جد في تتبع الزنادقة حتى أبادهم، وكان ذلك في العصر العباسي الأول.
وقد كان مع مجونه وزندقته يذهب هذا: «الزنديق» إلى تكفير الصحابة رضي الله عنهم؛ كما هو مذهب الرافضة.
ولما علم المهدي بزندقته هذه أمر بضربه، فضرب حتى مات.([59])
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن المقنع الأعور([60]) الزنديق
قتل على الزندقة
فقد خرج هذا: «الزنديق» بخراسان، وكان رجلا أعور قصيرا من أهل مرو يسمى حكيما.
وقد سمي المقنع لكونه تقنع بوجه من ذهب لئلا يرى وجهه، وقد ادعى هذا الزنديق الألوهية، وكان يقول بتناسخ الأرواح.
وقد اهتم المهدي بأمره، وتتبعه هو وأتباعه فقتلوا، وكان ذلك في سنة: ثلاث وستين ومائة ([61]) في العصر العباسي الأول.
قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج7 ص306): (هو عطاء المقنع الساحر العجمي، الذي ادعى الربوبية من طريق المناسخ، وربط الناس بالخوارق، والأحوال الشيطانية، والإخبار عن بعض المغيبات، حتى ضل به خلائق من الصم والبكم... فعبدوه، وحاربوا دونه، مع ما شاهدوا من قبح صورته، وسماجة وجهه المشوه). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن الحسين بن أبي منصور العجلي الزنديق
قتل على الزندقة
فقد ادعى هذا: «الزنديق» النبوة، وادعى مرتبة أبيه، وكان في العهد العباسي الأول.
فجلبت إليه الأموال، وتابعه على رأيه، ومذهبه بشر كثير، فصدقوه فيما زعم من النبوة، وإتيان الملك له.
ولم يزل هذا: «الزنديق» ينشر زندقته إلى أن قبض عليه، وأحضر عند المهدي العباسي، وأقر بالزندقة، وادعاء النبوة، فأمر بقتله وصلبه، ثم طلب المهدي أصحابه، وجد في طلبهم حتى ظفر منهم، فقتلهم وصلبهم.([62])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن يقطين بن موسى([63]) الزنديق
قتل على الزندقة
وقد كان ابنه: «علي بن يقطين» الزنديق يسخر من الإسلام والمسلمين، فأمر به الخليفة موسى الهادي فقتله، ثم صلبه على الزندقة، وكان ذلك في العصر العباسي الأول.
قال الإمام الطبري / في «التاريخ» (ج4 ص595)؛ «في سنة تسع وستين ومائة»: (وفي هذه السنة اشتد طلب موسى الهادي الزنادقة، فكان ممن قتل منهم: يزدان بن باذان كاتب يقطين، وابنه علي بن يقطين من أهل النهروان). اهـ
قلت: فقد سار الخليفة الهادي في محاربة الزنادقة على طريقة والده في قتله للزنادقة.([64])
قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج7 ص443) عن الهادي: (وكان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم، فقتل عدة منهم). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن يونس بن أبي فروة([65]) الزنديق
قتل على الزندقة
فإن في سنة: «سبعين ومائة» من الهجرة تتبع الخليفة «هارون الرشيد» الزنادقة حتى قتل منهم خلقا كثيرا منهم: «يونس بن أبي فروة»،([66]) وكان ذلك في العصر العباسي الأول.
قال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (ج10 ص165)؛ في حوادث هذه السنة: (وفيها تتبع الرشيد خلقا من الزنادقة فقتل منهم: طائفة كثيرة). اهـ
وقال الحافظ السيوطي / في «تاريخ الخلفاء» (ص57): (أخذ هارون الرشيد زنديقا([67])، فأمر بضرب عنقه، فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي؟ قال له: أريح العباد منك).اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن أنس بن أبي الشيخ([68]) الزنديق
قتل على الزندقة
لما بلغ الخليفة الرشيد خبر: «أنس بن أبي الشيخ»، وأنه يذهب إلى الزندقة أخذه وأمر به فأدخل عليه، فدار بينه وبينه كلام، ثم أخرج الرشيد سيفا من تحت فراشه، وأمر أن تضرب عنقه به.([69])
قلت: فضرب عنق هذا الزنديق.
هذه هي أهم جهود الخليفة الرشيد في محاربة الزنادقة، وقد كان ذلك في العصر العباسي الأول.
ولا شك أنها جهود عظيمة تدل على تعظيمه رحمه الله لحرمات الدين، وشدته على أعداء الإسلام من الزنادقة في الداخل.([70])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن محمود بن الفرج النيسابوري([71]) الزنديق
قتل على الزندقة
فلما تولى الخليفة المتوكل على الله: جعفر بن المعتصم، الخلافة بعد وفاة أخيه: «الواثق»، وقد كانت فتنة القول بخلق القرآن قائمة على أشدها.
فلما ولي الخلافة أظهر السنة، ودحض البدعة، ورفع المحنة.
فاجتهد رحمه الله في نشر السنة، ومحاربة البدع والزندقة، وقد كان ذلك في العصر العباسي الأول.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج4 ص21): (وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام... فعزت السنة، وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم). اهـ
فحارب الخليفة المتوكل رحمه الله ما كان منتشرا في زمن: «المأمون»، والخلفاء بعده من القول بخلق القرآن، وإظهار: «التجهم» الذي عده أهل السنة نوعا من الزندقة.([72])
فأمر رحمه الله بإماتة ذلك كله، وتوعد من تكلم بشيء من ذلك بالقتل، ثم أمر الناس بالاشتغال بالكتاب والسنة.([73])
قال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (ج10 ص330): (كتب المتوكل إلى الآفاق بالمنع من الكلام، في مسألة الكلام، والكف عن القول بخلق القرآن، وأن من تعلم علم الكلام، أو تكلم فيه فالمطبق([74]): مأواه إلى أن يموت، وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير). اهـ
قلت: ولا شك أن هذا الفعل من الخليفة المتوكل رحمه الله نصر للسنة وأهلها، ومحاربة للمبتدعة الزنادقة.
ولذلك أحبه الناس، وبالغوا في الثناء عليه حتى شبهه بعضهم بالصديق رضي الله عنه في قتله أهل الردة.
وذلك لنصره للحق، وردهم إليه حتى رجعوا إلى الدين.
وقد أكرم المتوكل رحمه الله علماء السنة، وقربهم إليه.([75])
قلت: فجهود الخليفة المتوكل رحمه الله في محاربة الزنادقة معروفة: فقد ظهر في خلافته رجل بسامرا؛ يقال له: «محمود بن الفرج النيسابوري»، فادعى أنه نبي، وقد اتبعه على ضلالته جماعة قليلون لا يتجاوزن تسعة وعشرين رجلا.
وقد كان هذا: «الزنديق» نظم لهم كلاما، وجعله في مصحف له بزعمه، ثم زعم أن جبريل عليه السلام جاءه به من الله تعالى.
فقبض عليه وعلى أصحابه، فأمر به الخليفة المتوكل فضرب ضربا شديدا، فمات بعد ذلك من أثر الضرب، وحبس أصحابه، وبذلك انتهت فتنة هذا الزنديق، وقد كان ذلك في: سنة: «خمس وثلاثين ومائتين» من الهجرة.([76])
قلت: وهذا يدل على حرص هذا الخليفة رحمه الله على قتل الزنادقة، وخاصة من ظهر أمره منهم، وجاهر بالدعوة إلى زندقته.([77])
ﭑ ﭑ ﭑ
|
جهود
خلفاء بني العباس
في قتل الزنادقة في
العهد العباسي الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على قتل صاحب الزنج الزنديق
وأنه قتل على الزندقة
لقد استمرت جهود الخلفاء العباسيين ظاهرة في العصر العباسي الثاني، ولم تنقطع بانتهاء العصر العباسي الأول الذي يعد بحق العصر الذهبي للدولة العباسية بما يمتاز به من قوة الخلفاء، واستقلالهم في إدارة شؤون الدولة.
وبانتهاء العصر الأول بدأ الضعف يظهر على الخلفاء العباسيين، ومع هذا الضعف الذي اتصف به كثير من خلفاء هذا العصر العباسي، إلا أنه قد برزت بعض الجهود العظيمة في محاربة الزنادقة، والقضاء على حركاتهم بقيادة الأمير: «الموفق».([78])
حيث ظهرت في هذا العصر بعض الحركات الخبيثة التي قام بها الزنادقة في محاولة جادة للقضاء على دولة الإسلام، ونشر الزندقة والإلحاد؛ كحركة: «صاحب الزنج» قضى عليها الخليفة: «المعتمد»([79]) بقيادة أخيه الأمير: «الموفق».
فكان ظهور: «صاحب الزنج»: في سنة: خمس وخمسين ومائتين بظاهر البصرة، وقد زعم هذا الزنديق أنه من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واسمه: «علي بن محمد بن أحمد»، ولم يكن صادقا في ذلك، وإنما كان نسبه في: «عبد قيس» ([80])، وأصله من قرية من قرى الري.
قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج13 ص129): (افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي([81])، وكان منجما، طرقيا، ذكيا، حروريا، ماكرا، داهية، منحلا، على رأي فجرة الخوارج، يتستر بالانتماء إليهم، وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق). اهـ
قلت: ولما خرج هذا الزنديق، وادعى هذا النسب العلوي، دعا الناس إلى طاعته، وجمع إليه «الزنج»، و«العبيد».
فلما كثر اتباعه أخذ يتنقل بهم بين الأمصار، وصار يهاجم القرى، فيقتل ويسلب حتى خافه الناس، وجرى بسببه قتال كثير، وفتن عظيمة.
ولم يكتف هذا «الزنديق» بذلك، بل سلك طريقه سلفه من الزنادقة، فادعى مرتبة النبوة، وقد دامت فتنة هذا الزنديق أكثر من أربعة عشر عاما، حتى قضى عليه «الموفق» أخو الخليفة المعتمد.([82])
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن أحمد بن الطيب الزنديق
قتل على الزندقة
فقد كان: «أحمد بن الطيب» ([83]) مؤدبا للخليفة المعتضد، ثم صار نديمه ومشورته بعد توليه الخلافة، إلا أنه كان مبطنا للزندقة يدعو إلى ذلك سرا.
فلما خلا بالخليفة دعاه إلى الإلحاد والكفر بالله تعالى، فتحقق الخليفة من زندقته، ثم أمر به فقتل، فقتله الخليفة: «المعتضد» على الزندقة([84])، وفساد المعتقد.
وقد حرق الخليفة المعتضد لكتاب قد جمع رخص العلماء وزلاتهم؛ بعد أن ذكر له القاضي إسماعيل بن إسحاق([85]): (أن جامع هذا الكتاب زنديق عدو للإسلام)؛ فأمر الخليفة: «المعتضد» بتحريق هذا الكتاب.([86])
قلت: ومنع الخليفة: «المعتضد» الوراقين من بيع كتب الفلاسفة، وما شاكلها من كتب الزنادقة، وأهل الضلال.
ومنع من الاجتماع على المنجمين، كما منع الخليفة: «المعتضد» من الخوض في علم الكلام والجدل، وتوعد من فعل ذلك بالضرب.
قال الإمام الطبري / في «التاريخ» (ج5 ص604)؛ في حوادث سنة: «تسع وسبعين ومائتين»: (فمن ذلك ما كان من أمر السلطان بالنداء بمدينة السلام، إلا يقعد على الطريق، ولا في مسجد الجامع قاص، ولا صاحب نجوم، ولا زاجر، وحلف الوراقون ألا يبيعوا كتب الكلام، والجدل، والفلسفة). اهـ
هذه هي أهم جهود الخليفة: «المعتضد» في محاربة الزنادقة، والقضاء على الزندقة، ولا شك أنها جهود عظيمة كان لها أعظم الأثر في الحد من انتشار الزندقة في المجتمع المسلم، وكان ذلك في العصر العباسي الثاني.
قلت: وقد تولى؛ «المكتفي» بالله علي بن المعتضد بالله الخلافة بعد وفاة أبيه: «المعتضد».
وكانت فتنة القرامطة على أشدها من إخافة الناس، والإفساد في الأرض بالقتل، والنهب، وقطع الطريق على الحجيج، حتى امتنع كثير من الناس عن الحج خوفا من هجوم القرامطة عليهم.
فما كان من الخليفة: «المكتفي» إلا أن جهز الجيوش لقتالهم، وتتبعهم في الأمصار حتى قتل منهم: أعدادا كثيرة وهزمهم، وأسر من أسر منهم، وأطفأ الله تعالى شرهم في سنة: «تسع وثمانين ومائتين»، وفي سنة: «إحدى وتسعين ومائتين» تابع الخليفة: «المكتفي» الجيوش لمحاربة زنادقة القرامطة حتى هزمهم، وقتل منهم: أعدادا كثيرة.([87])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن الحلاج الزنديق
قتل على الزندقة
قد ظهر: «الحلاج» بزندقته، وإلحاده في خلافه: «المقتدر» العباسي([88])، حيث تنقل بين البلدان الإسلامية لبث زندقته مظهرا للناس الزهد والعبادة، ومخادعا لهم ببعض الحيل والشعوذة حتى اغتر به كثير من الناس، وغلوا فيه حتى بلغ الحال ببعضهم إلى اعتقاد ربوبيته.
فلما بلغ خبره الخليفة: «المقتدر» أمر بسجنه، ثم استفتى فيه القضاء فأفتوا بأنه زنديق يجب قتله، فجاء الأمر من الخليفة بضربه وقتله، فضرب وقتل، وكان ذلك في العصر العباسي الثاني.([89])
قلت: ولما قتل الحلاج الزنديق مع اتباعه نودي ببغداد؛ إلا تشترى كتب الحلاج، ولا تباع لما تحوي من الزندقة والإلحاد.
ثم إنه في سنة: «إحدى عشرة وثلاثمائة» عثر على بعض كتب الحلاج، وغيره من الزنادقة مع صورة: «ماني»، فأحرقت أمام الناس.
قال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (ج11 ص162): (وفي رمضان أحرق بالنار على باب العامة، «مائتين وأربعة» أعدال من كتب الزنادقة؛ منها: ما كان صنفه الحلاج وغيره). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن محمد بن إسماعيل الزنديق
قتل على الزندقة
ظهر في خلافة: «المقتدر» رجل ادعى أنه «محمد بن إسماعيل»([90])، وانتسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ودعا الناس إلى طاعته، وصدقه على ذلك طائفة من الأعراب، والتفوا حوله، وقويت شوكته، فأرسل إليه الخليفة: «المقتدر» جيشا، فقاتلوه، وهزموه، وقتلوا أصحابه، وكان ذلك في العصر العباسي الثاني.([91])
قال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (ج11 ص162): (وهذا المدعي المذكور هو رئيس الإسماعيلية). اهـ
هذه هي أهم جهود الخليفة: «المقتدر» وهي جهود عظيمة شملت لزنادقة القرامطة، وغيرهم من الزنادقة الذين أرادوا نشر الزندقة والإلحاد، «كالحلاج» وأمثاله حيث قتلهم الخليفة: «المقتدر»، وحرق كتبهم، وأراح المسلمين من شرهم.
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن الشلمغاني الزنديق
قتل على الزندقة
فقد ظهر في خلافة: «الراضي»([92])؛ زنديق يعرف بالشلمغاني، فكان يدعي الإلهية عن طريق الحلول، ويقول بالتناسخ، ويعتقد ترك الصلاة، والصيام، ويستحل الزنى، فاستغوى الجهلة من أتباعه، وأرباب الشهوات، فقبض عليه الخليفة: «الراضي»، واستفتى الفقهاء، فأفتوا بإباحة دمه، فأحضر، وأحضر معه صاحباه: «ابن أبي عون»، و«ابن عبدوس» فقتلوا.([93])
قلت: وقد تولى الخليفة: «الراضي» بالله محمد بن المقتدر بالله بعد خلع الخليفة: «القاهر بالله بن المعتضد».([94])
وبجهود هذا الخليفة تنتهي أهم جهود خلفاء العصر العباسي الثاني، والذي تم القضاء فيه على كثير من فرق الزنادقة، ودعاتهم على اختلاف أصنافهم، وأساليبهم في الدعوة إلى الزندقة.
|
جهود
خلفاء بني العباس
في قتل الزنادقة
في العهد العباسي الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن صاحب سمرقند الزنديق
قتل على الزندقة
لما تولى الخلافة المستظهر بالله: «أحمد بن الخليفة المقتدي بالله» بعد وفاة أبيه المقتدي([95])، وكان في العهد العباسي الثالث.
وقد كانت السيطرة للسلاجقة([96]) الأتراك، إلا أن الخليفة المستظهر بالله كان قويا، فضبط أمور الخلافة، وقضى على كثير من الزنادقة خاصة الباطنية، وأمر بتأليف الكتب في الرد عليهم.
وفي سنة: «ثمان وثمانين وأربعمائة» قتل: «أحمد خان صاحب سمرقند»، وكان يتهم بفساد الاعتقاد والزندقة، وأحضر القضاء، فشهد عليه جماعة بفعل العظائم، وأنه زنديق، فأفتى القضاة بقتله.([97])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن الدوري([98]) الزنديق
قتل على الزندقة
تولى الخلافة القادر بالله: «أحمد بن إسحاق بن المقتدر»؛ وهو كان في العصر العباسي الثالث، وفي عهده انتشرت الزندقة، وعلى الرغم من ذلك لم يؤثر على الخليفة القادر بالله، ولم يضعف عزيمته ضد الزنادقة حيث ظهرت جهوده واضحة في قتل الكثير من زنادقة الباطنية وغيرهم.
كما حرص على نشر السنة، والمنع من الخوض في مذاهب أهل البدع، بل أمر رحمه الله باستتابة كثير من فرق الضلالة، وكان ذلك في العصر العباسي الثالث.
فخرج في خلافة القادر أحد الزنادقة الباطنية، ويعرف بالدوري، فادعى ربوبية الحاكم الباطني، فقتل، وقطع سنة ثمان وأربعمائة لما باح بالزندقة والإلحاد، نعوذ بالله من الضلال.
ﭑ ﭑ ﭑ
|
جهود
خلفاء بني العباس
في قتل الزنادقة
في
العهد العباسي الرابع
«وهو الأخير في حكم العباسيين»
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن أحمد بن الثقفي
قتل على الزندقة
انتهى العصر العباسي الثالث بسقوط بغداد، وقتل الخليفة المستعصم بالله([99]) على يد التتار، بل وقتل جميع أهل بغداد.
وكانت هذه المصيبة من أكبر المصائب على الإسلام وأهله، وقد كان ذلك في سنة: «ست وخمسين وستمائة».
وقد انتقلت الخلافة بعد هذه الحادثة من بغداد إلى بلاد مصر، حيث كان المستنصر بالله([100]) العباسي محبوسا ببغداد.
فلما هاجمها التتار هرب حتى قدم على سلطان مصر الظاهر بيبرس([101])، فلما أثبت نسبه بويع له بالخلافة.
وقد كان أول من بايعه بذلك السلطان ثم القضاة، وتلقب بالمستنصر بالله، ثم تتابع خلفاء بني العباس بعد ذلك بمصر، غير أن خلافة بني العباس في هذا العصر تختلف عنها في العصور السابقة لها، إذ كانت مجرد صورة اسمية لا دلالة لها، فلا دخل لهم في شؤون الدولة، وإنما ذلك إلى سلاطين المماليك الذين جاؤوا بالعباسيين، ورفعوا عنهم ما أصابهم، وأعزوهم بعد ذل، وجمعوا أمرهم بعد اختفاء.
قلت: ورغم هذا الضعف في العصر العباسي الرابع إلا أنه بقي لهم جهود واضحة في محاربة «الزنادقة»، والقضاء عليهم، وحماية الدين من عبثهم، خاصة في فترة «المستكفي»([102])، و«الواثق»([103]).
قلت: ففي خلافة «المستكفي بالله» في الديار المصرية في سنة: «إحدى وسبعمائة» قتل الزنديق: «أحمد بن الثقفي» حيث حكم عليه القاضي المالكي بما ثبت عنده من تنقصه للشريعة، واستهزائه بالآيات المحكمات، ومعارضته بالمشتبهات ببعضها ببعض، وما يذكر عنه من استحلال المحرمات، ولما قتل هذا الزنديق نودي عليه هذا جزاء من طعن في الله تعالى، ورسوله ﷺ.([104])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن ابن الهيثمي الزنديق
قتل على الزندقة
ففي سنة: «ست وعشرين وسبعمائة» ضربت عنق ناصر بن الشرف بن أبي الفضل بن إسماعيل بن الهيثمي بسوق الخيل بدمشق.
وذلك لزندقته، واستهانته بآيات الله تعالى، وصحبته للزنادقة، والتلاعب بدين الإسلام، وقد كان قتله عزا للإسلام، وذلا للزنادقة، وأهل البدع. ([105])
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (ج14 ص127): (وقد شهدت قتله، وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية حاضرا يومئذ، وقد أتاه وقرعه على ما كان يصدر منه قبل قتله، ثم ضربت عنقه، وأنا شاهد ذلك). اهـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن إسماعيل الكردي الزنديق
قتل على الزندقة
ففي سنة: «عشرين وسبعمائة» ضربت عنق: «إسماعيل الكردي المصري»، وكان قد تفقه، وتمهر في القراءات والعربية.
وقد كان يحفظ الكثير من التوراة، والإنجيل ثم إنه رمي «بالزندقة» بسبب ما كان يطلقه من كلمات قبيحة في الدين.
فكان كثيرا ما يتماجن حتى اشتهر: «بإسماعيل الزنديق»، ومنهم من يقول: «إسماعيل الكافر»، وقد كان يطعن في نبي الله: «لوط» عليه السلام، فقبض عليه، وعقد له مجلس، فحكم القاضي المالكي بقتله، فقتل بحكمه، والحمدلله. ([106])
ﭑ ﭑ ﭑ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على أن علي بن أبي الفضل الزنديق
قتل على الزندقة
ففي سنة: «خمس وخمسين وسبعمائة» قتل الزنديق: «علي بن أبي الفضل بن محمد بن حسين» على غلوه وزندقته، وسبه للصحابة الكرام.
فأمر به الحاكم إلى السجن، ثم احضر عند القاضي المالكي، وجلده بالسياط، ثم أفتى بقتله، فضربت عنقه، ونادوا عليه هذا جزاء من سب أصحاب رسول الله ﷺ. ([107])
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في «البداية والنهاية» (ج14 ص262): (وقد ناظرت هذا الجاهل بدار: «القاضي المالكي»، وإذا عنده شيء مما يقوله: «الرافضة الغلاة»، وقد تلقى عن أصحاب ابن مطهر أشياء في الكفر والزندقة). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
|
جهود
أمراء بني العثمان
في قتل الزنادقة
في
بداية الدولة العثمانية
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على جهود أمراء الدولة العثمانية
في قتل الزنادقة
بدأت البذرة الأولى: «للدولة العثمانية» في: «النصف الثاني من القرن السابع» الهجري عندما تعاون سلطان: «السلاجقة» مع «بني عثمان» في بلاد الروم مع: «عثمان بن أرطغرل بن سليمان» ([108]) جد العثمانيين.
وذلك لمشاركته له في جهاده ضد: «البيزنطيين» ([109])، وقد واصل: «أرطغرل» بعد ذلك جهاده: «للبيزنطيين»، وتمكن من الانتصار عليهم، والاستيلاء على كثير من بلادهم، كما استطاع أن ينتصر أيضا على: «التتار»، واستولى على عدد من المدن المهمة حتى توسعت مملكته جدا.
ثم خلفه على مملكته ابنه: «أورخان»([110]) في عام: «726 هـ»، ثم توالى العثمانيون على تلك المملكة، وهم مع ذلك مستمرون في الفتوحات الإسلامية حتى جاء: «محمد الفاتح» ([111]) في سنة: «855 هـ»، وافتتح: «القسطنطينية».
ثم توجهت الدولة العثمانية إلى ضم البلاد العربية التي كانت تحكمها دويلات متناحرة، فضمت إليها: «الشام»، و«الحجاز»، و«مصر»، و«اليمن»، وغيرها من الأقطار العربية.
وقد كانت بلاد مصر آنذاك تحت حكم المماليك، وهم الذين احتضنوا الخلافة العباسية، فلما سقطت دولتهم بقيادة: «سليم الأول العثماني»، تنازل آخر خلفاء بني العباس في مصر، وهو: «المتوكل على الله»([112]) عن الخلافة للسلطان: «سليم الأول»، وسلمه مفاتيح الحرمين الشريفين.
وصار العثمانيون منذ ذلك الوقت هم الأمراء، وتوجهت إليهم أنظار المسلمين، وانتقل الحكم من القاهرة إلى: «استانبول»، وذلك في سنة: «923 هـ».
ثم توالى العثمانيون على الحكم ما يزيد على ثلاثة قرون إلى أن بدأ الضعف يدب في: «الدولة العثمانية» شيئا فشيئا حتى سقطت: «الدولة العثمانية» في سنة: «1341 هـ»، وألغيت، وطرد آخر أمير من بني عثمان: وهو «عبدالمجيد الثاني»([113]) على يد: «مصطفى كمال أتاتورك اليهودي» وبذلك انتهت: «الدولة العثمانية»، وقرر؛ «مصطفى كمال اليهودي» إعلان: «العلمانية»، وأصدر القرارات بعد ذلك بإلغاء الوظائف الدينية، والحرب على الإسلام والمسلمين.
وقد كان سلاطين العثمانيين مع هذا التوسع العظيم، وتلك الفتوحات الكثيرة في الشرق والغرب معظمين لأحكام الشرع، ومنقادين له، ومحترمين للعلماء والقضاة. ([114])
وفي هذا الوقت سجل لعدد من أمراء العثمانيين جهود بارزة في محاربة الزنادقة، والقضاء عليهم.
* فقد ظهر في أيام السلطان: «محمد جلبي العثماني» ([115]) رجل يسمى: «بدر الدين»، كان يشغل وظيفة قاضي عسكر.
* ثم أظهر: «الزندقة» والإلحاد، وقد تبع هذا «الزنديق» في دعوته الخبيثة خلق كثير من الجهلة، فحاربه السلطان: «محمد العثماني» حتى ظهر عليه، وقبض على كثير من أتباعه، فقتلهم جميعا، ثم قبض على هذا «الزنديق» وقتل، وانتهت فتنته.
* وفي ولاية: «بايزيد([116]) خان الثاني» قتل: «لطفي التوقاني الرومي» الزنديق في سنة: «أربع وتسعمائة» بعد اتهامه بالزندقة والإلحاد، حيث حكم عليه القاضي بإباحة دمه فقتل.
* ولما تولى السلطان: «سليمان خان القانوني» ([117]) في سنة: «926 هـ» أمر قضاة مملكته بأن ينظروا إلى أمر «الزنادقة»، فمن أظهر «الزندقة» وأصر عليها؛ فإنه يقتل.
* وقد خرج في أيام السلطان: «سليمان القانوني» رجل يعرف: بـ«القابض العجمي» اشتهر بزندقته، ودعوته لفساد الدين، فقتله السلطان بفتوى العلماء في سنة: «932 هـ».
* وقد انتشرت في أيام السلطان: «سليمان القانوني» طريقة من طرق الصوفية الفاسدة، والتي في ظاهرها التصوف، وفي باطنها نبذ الشريعة، وطلب الإباحية، والقضاء على الإسلام.
وقد تزعم هذه الطريقة أحد «الزنادقة»، ويدعى «حمزة البوسني»، فنسبت هذه الطريقة الإباحية إليه، فسميت بالطريقة: «الحمزوية».
وقد قتل هذا «الزنديق» بمدينة استانبول بعد أن حكم عليه القضاة بذلك لزندقته، وفساد عقيدته، وقتل أتباعه، وذلك في سنة: «تسع وستين وتسعمائة».
* ولم يغفل سلاطين الدولة العثمانية عن زنادقة: «الباطنية»، وكيدهم للإسلام والمسلمين، ولم تشغلهم الفتوحات الإسلامية عن محاربتهم.
فقد قضوا على: «الإسماعيلية» الباطنية في بلاد اليمن في أيام السلطان: «عبدالعزيز العثماني» ([118]) لما كانت اليمن إحدى الولايات التابعة للدولة العثمانية، حيث تم القضاء على دولتهم، وفتح حصونهم، وأنزل الهزيمة الشديدة بهم.
* كما قاتل السلاطين العثمانيون زنادقة: «النصيرية»، و«الدروز» في بلاد الشام، وغيرها، وانتصروا عليهم، وقتلوا منهم أعدادا كثيرة.
قلت: فهذه هي أهم جهود سلاطين الدولة العثمانية، ولا شك أنها جهود عظيمة أثرت في إضعاف «الزنادقة»، وكسر شوكتهم، وخاصة زنادقة الباطنية في بلاد اليمن والشام.
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1 |
المقدمة........................................................................................................... |
5 |
2 |
درة نادرة......................................................................................................... |
22 |
3 |
جهود خلفاء بني أمية في قتل الزنادقة في عهدهم............................. |
23 |
4 |
ذكر الدليل على أن غيلان بن أبي غيلان الدمشقي قتل على الزندقة |
24 |
5 |
ذكر الدليل على أن الجعد بن درهم قتل على الزندقة............................. |
26 |
6 |
ذكر الدليل على أن أبا منصور العجلي وهو الملقب بـ«الكسف» قتل على الزندقة............................................................................................................ |
28 |
7 |
ذكر الدليل على أن المغيرة بن سعيد الكوفي قتل على الزندقة |
29 |
8 |
ذكر الدليل على أن بيان بن سمعان قتل على الزندقة.................. |
30 |
9 |
ذكر الدليل على أن جهم بن صفوان السمرقندي قتل على الزندقة، وهو زنديق ضال مبتدع، ورأس الجهمية.......................... |
31 |
10 |
جهود خلفاء بني العباس في قتل الزنادقة في العهد العباسي الأول... |
32 |
11 |
ذكر الدليل على أن أبا الخطاب الأسدي قتل على الزندقة................... |
33 |
12 |
ذكر الدليل على أن عبد الكريم بن أبي العوجاء قتل على الزندقة....... |
34 |
13 |
ذكر الدليل على أن محمد بن سعيد المصلوب قتل على الزندقة........ |
35 |
14 |
ذكر الدليل على أن بشار بن برد الزنديق الشاعر الخليع قتل على الزندقة.. |
38 |
15 |
ذكر الدليل على أن المقنع الأعور الزنديق قتل على الزندقة.............. |
39 |
16 |
ذكر الدليل على أن الحسين بن أبي منصور العجلي الزنديق قتل على الزندقة.... |
40 |
17 |
ذكر الدليل على أن يقطين بن موسى الزنديق قتل على الزندقة......... |
41 |
18 |
ذكر الدليل على أن يونس بن أبي فروة الزنديق قتل على الزندقة........ |
42 |
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
19 |
ذكر الدليل على أن أنس بن أبي الشيخ الزنديق قتل على الزندقة....... |
43 |
20 |
ذكر الدليل على أن محمود بن الفرج النيسابوري الزنديق قتل على الزندقة.. |
44 |
21 |
جهود خلفاء بني العباس في قتل الزنادقة في العهد العباسي الثاني.... |
47 |
22 |
ذكر الدليل على قتل صاحب الزنج الزنديق وأنه قتل على الزندقة...... |
48 |
23 |
ذكر الدليل على أن أحمد بن الطيب الزنديق قتل على الزندقة........... |
50 |
24 |
ذكر الدليل على أن الحلاج الزنديق قتل على الزندقة............................ |
53 |
25 |
ذكر الدليل على أن محمد بن إسماعيل الزنديق قتل على الزندقة...... |
55 |
26 |
ذكر الدليل على أن الشلمغاني الزنديق قتل على الزندقة..................... |
56 |
27 |
جهود خلفاء بني العباس في قتل الزنادقة في العهد العباسي الثالث... |
57 |
28 |
ذكر الدليل على أن صاحب سمرقند الزنديق قتل على الزندقة........... |
58 |
29 |
ذكر الدليل على أن الدوري الزنديق قتل على الزندقة........................... |
59 |
30 |
جهود خلفاء بني العباس في قتل الزنادقة في العهد العباسي الرابع «وهو الأخير في حكم العباسيين»............................................................... |
60 |
31 |
ذكر الدليل على أن أحمد بن الثقفي قتل على الزندقة.......................... |
61 |
32 |
ذكر الدليل على أن ابن الهيثمي الزنديق قتل على الزندقة................... |
64 |
33 |
ذكر الدليل على أن إسماعيل الكردي الزنديق قتل على الزندقة.......... |
65 |
34 |
ذكر الدليل على أن علي بن أبي الفضل الزنديق قتل على الزندقة...... |
66 |
35 |
جهود أمراء بني العثمان في قتل الزنادقة في بداية الدولة العثمانية... |
67 |
36 |
ذكر الدليل على جهود أمراء الدولة العثمانية في قتل الزنادقة........... |
68 |
([1]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص282)؛ تعليقا على كلمة الإمام أحمد هذه: (هذه حقيقة حال أهل البدع؛ كما قال الإمام أحمد في كتابه «الرد على الزنادقة والجهمية»: مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب). اهـ
([2]) قال تعالى: ]وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد[ [البقرة: 176].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص301): (قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه، فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص284): (وأما قوله: بأنهم (متفقون على مخالفة الكتاب)؛ فهذا إشارة إلى تقديم غير الكتاب على الكتاب، كتقديم معقولهم، وأذواقهم، وآرائهم ونحو ذلك على الكتاب، فإن هذا اتفاق منهم على مخالفة الكتاب، ومتى تركوا الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فلا بد أن يختلفوا، فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزل من السماء). اهـ
([3]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «درء تعارض العقل والنقل» (ج1 ص222)؛ (وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس، هو الذي يتضمن الألفاظ المتشابهة المجملة التي يعارضون بها نصوص الكتاب والسنة). اهـ
([6]) فأدخلوا في الدين الباطل على أنه من الدين، وهو ليس من الدين؛ فكذبوا على الله تعالى: ]فويل يومئذ للمكذبين[ [الطور: 11].
قال تعالى: ]وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون[ [آل عمران: 78].
([7]) وهذا كيد الجماعات الحزبية تماما، وهي: «الإخوانية الزنادقة»، و«التراثية الزنادقة»، و«السرورية الزنادقة»، و«الصوفية الزنادقة»، و«القطبية الزنادقة»، و«الأشعرية الزنادقة»، و«الربيعية الزنادقة»، و«الداعشية الزنادقة»، و«الفرقة اليمنية الزنادقة»، و«الإباضية الزنادقة»، و«الطالحية الزنادقة» وغيرهم في البلدان الإسلامية.
([8]) وهذا ظاهر من كيد: «اليهود»، و«النصارى»، و«الملاحدة»، و«المجوس» وغيرهم في الخارج للبلدان الإسلامية.
([12]) قد استكن الحقد في صدورهم، كالداء الدفين، فإن حركاتهم تخاييل المبطلين، اشتعلت نيرانها في صدورهم.
([13]) وقد ظهرت «الزندقة» صريحة في كتب أهل البدع والأهواء، وفي فلتات ألسنتهم في البلدان الإسلامية في هذا العصر الحاضر.
([14]) فعامة من ارتاب بالإسلام إنما جاءه هذا عن طريق الحزبية، وتنظيمها السري في بلدان المسلمين.
فإذا أبغض الإنسان شيئا أبغض أهله، وإن أبغض البلدان الإسلامية أبغض الجزيرة العربية، لأنها معقل الإسلام.
([17]) جمع: زنديق، والزنديق بهذا المعنى هو المشهور عند السلف، وهو الذي يتكلم في الدين بغير علم، وهو المبتدع في كل زمان.
والحاصل: أن لفظ: «الزنديق» قد صار علما على المبتدع الذي يتكلم في الدين بجهل، وبهواه.
([19]) فقد تأثرت هذه الجماعات الحزبية بعقائد متنوعة من عقائد: «الزنادقة» القديمة، ومزجوا فيما بينها، وبنوا على ذلك عقائدهم المنحرفة.
لذلك فهم في هذا العصر؛ هم: «الزنادقة» ضد الإسلام والمسلمين.
وقد ظهر تأثر المتحزبة في هذا العصر: «بالزنادقة» ما هو واضح لكل مسلم يعرف الحق في الدين.
([25]) فربيع هذا تمسك في الدين بظاهر من القول لا بظاهر القول: ]يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا[ [الروم: 7].
قال تعالى: ]أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد [ [الرعد: 33].
وقال تعالى: ]ظلمات بعضها فوق بعض[ [النور: 40].
أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج1 ص176)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج1 ص52)، والطبري في «جامع البيان» (ج2 ص263).
وإسناده صحيح.
وذكره ابن كثير في «تفسيره» (ج1 ص492)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج1 ص472).
([28]) وهو «غيلان بن مسلم الدمشقي»، أو مروان، تنسب إليه فرقة: «الغيلانية» من القدرية، وهو ثاني من تكلم في القدر، ودعا إليه، لم يسبقه سوى معبد الجهني القدري، كان يقول: القدر خيره وشره من العبد.
وانظر: «الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص165)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج5 ص415)، و«الأعلام» للزركلي (ج5 ص124)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص45).
([29]) ولذلك دعا عليه عمر بن عبد العزيز رحمه الله بقوله: (اللهم إن كان صادقا فثبته، وإن كان كاذبا فاجعله آية للمؤمنين). وفي رواية: (اللهم إن كان عبدك غيلان صادقا، وإلا فاصلبه).
أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص234 و235 و236).
([30]) وانظر: «القدر» للفريابي (ص203 و204)، و«الإبانة الكبرى» لابن بطة (ج2 ص236)، و«الأعلام» للزركلي (ج5 ص124)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص45).
([31]) الجعد بن درهم، فتلقى مذهبه الخبيث عمن كان فيها من «الصابئة»، و«الفلاسفة»، وهو شيخ الجهم بن صفوان.
تنسب إليه: «الفرقة الجعدية».
وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج9 ص394)، و(ج10 ص21)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج5 ص432)، و«ميزان الاعتدال» له (ج1 ص399)، و«الأعلام» للزركلي (ج2 ص120)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص41).
([33]) وانظر: «الفهرست» لابن النديم (ص410)، و«مروج الذهب» للمسعودي (ج4 ص10 و11)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج8 ص612)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج12 ص270)، و«مفاتيح العلوم» للخوارزمي (ص56).
([34]) وانظر: «الرد على الجهمية» لأحمد (ص15 و16)، و«الرد على الجهمية» للدارمي (ص173)، و«الإبانة الكبرى» لابن بطة (ج2 ص101)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص294)، و«الشريعة» للآجري (ج1 ص503).
([35]) وهو زعيم «فرقة الكسفية»، وهو رجل من عبد القيس كان يسكن الكوفة، وزعم أن الله تعالى أرسل محمدا بالتنزيل، وأرسله هو بالتأويل!.
وانظر: «الفصل» لابن حزم (ج4 ص185)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص76).
([36])«يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم الثقفي»، وهو أمير العراق، وخراسان، لهشام بن عبد الملك: كان شهما مهيبا جوادا معطاء.
وانظر: «السير» للذهبي (ج5 ص442 و444)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج1 ص172).
([38]) «المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي»، الزنديق الدجال المنجم، كان يقول بتأليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد ادعى النبوة لنفسه، واستحل المحرمات، فقد جمع بين الإلحاد والزندقة.
وانظر: «الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص238 و242)، و«الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص207 و209)، و«الأعلام» للزركلي (ج7 ص276).
([40]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص160 و162)، «الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص240 و241)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص77).
([41]) بيان بن سمعان التميمي زنديق، ظهر بالعراق في أوائل القرن الثاني، وأتباعه هم: «فرقة البيانية».
وانظر: «الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص236 و238)، و«الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص176 و177).
([42]) وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج4 ص428)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص174 و175)، و«الأعلام» للزركلي (ج7 ص276)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص75).
([43]) جهم بن صفوان الترمذي مولى بني راسب، الذي أظهر زندقته وتعطيله في آخر دولة بني أمية في إقليم خراسان، وكان جهم بن صفوان قد أخذ ذلك عن الجعد بن درهم.
وانظر: «الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص211)، و«الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص97)، و«الرد على الجهمية» للدارمي (ص17)، و«البرهان» للسكسكي (ص34).
([44]) نصر بن سيار الكناني، وهو والي خراسان، ولاه عليها هشام بن عبد الملك.
وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج7 ص267)، و«الأعلام» للزركلي (ج8 ص23).
([45]) وانظر: «الرد على الجهمية» للدارمي (ص17)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص426)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص346)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص28)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص20)، و«البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص75).
([47]) وهو زعيم: «فرقة الخطابية»، اسمه: «محمد بن أبي زينب مولى بني أسد أبو الخطاب».
انظر: «البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان» للسكسكي (ص69).
([48]) وانظر: «الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص211)، و«الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص247)، و«مقالات الإسلاميين» لأبي الحسن الأشعري (ص11)، و«البرهان» للسكسكي (ص69).
([49]) عبد الكريم بن أبي العوجاء، زنديق كذاب، جمع بين أربع ضلالات وهي: «إبطان المانوية»، و«القول بالتناسخ»، و«الميل إلى الرافضة»، و«الانحراف في القدر»، وكان مع ذلك يضع الأحاديث.
وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص644)، و«الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص283).
([50]) وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج5 ص207)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص508)، و«الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص273 و274)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج5 ص55)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص116)، و«ميزانالاعتدال» للذهبي (ج2 ص644).
([51]) محمد بن سليمان بن علي العباسي، ولي البصرة، ومملكة فارس، وكان جوادا، عظيما في قومه.
انظر: «تاريخ بغداد» للخطيب (ج2 ص386)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج1 ص282)، و«السير» للذهبي (ج8 ص240).
([52]) محمد بن سعيد بن حسان الشامي المصلوب، أحد الزنادقة الذين عرفوا بوضع الحديث.
وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص564)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص184).
([53]) وانظر: « تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص86)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص262)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص561 و562)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج1 ص78).
([54]) وانظر: «الكفاية» للخطيب (ص471)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص58)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص644)، و«تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ص404).
([55]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج ص)، و«درء تعارض العقل والنقل» له (ج7 ص92)، و«تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ج1 ص78)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج1 ص78).
([57]) فقد أدرك الخليفة المهدي خطر الزنادقة، وما يكيدونه للأمة الإسلامية، خاصة وأنه رحمه الله كان واليا على خراسان في خلافة أبيه المنصور، وقد كانت خراسان مركزا للثوار من الزنادقة وغيرهم.
وانظر: «التاريخ الإسلامي» لمحمود شاكر (ج5 ص129).
([58]) بشار بن برد مولى بني عقيل، وهو من جملة الزنادقة في دولة بني العباس، وهو من الشعراء في عصرهم، متهم في دينه، وقد كان يقول برجعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد موته.
وانظر: «الشعر والشعراء» لابن قتيبة (ص513)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج7 ص116)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج1 ص694)، و«وفيات الأعيان وأبناء أبناء الزمان» لابن خلكان (ج1 ص273).
([59]) وانظر: «الفهرست» لابن النديم (ص411)، و«الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص54 و55)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج7 ص116)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج5 ص254)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص153).
([60]) المقنع الخراساني اسمه: عطاء، وتنسب عليه: «الفرقة المقنعية».
وانظر: «السير» للذهبي (ج7 ص306)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص136)، و«الأعلام» للزركلي (ج4 ص235).
([61]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج8 ص263)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج5 ص238)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص136)، و«البرهان» للسكسكي (ص70).
([64]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج8 ص309)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج5 ص264)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص595).
([65]) وهو يونس بن محمد بن كيسان؛ الملقب: بأبي فروة، وقد كان يونس متزندقا خبيثا خالط بمثل ابن المقفع، وبشار بن برد، وحماد بن عجرد وغيرهم.
وانظر: «الأعلام» للزركلي (ج9 ص263).
([66]) وقد اهتم هارون الرشيد بأمر الزنادقة، فقتل منهم: أعدادا كثيرة مقتفيا في ذلك بسيرة والده: «المهدي» وأخيه: «الهادي».
وانظر: «تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص620)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج5 ص279).
([68]) أنس بن أبي الشيخ كان كاتب البرامكة، قتله الرشيد على الزندقة سنة: «187هـ».
انظر: «تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص662)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج2 ص162).
([69]) وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص181 و198)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص662)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج2 ص162).
([70]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج9 ص47)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص181)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج4 ص664).
([72]) وانظر: «تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج5 ص314)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص301)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج6 ص105 و106)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص327 و330 و365).
([73]) فحارب الخليفة المتوكل الجهمية الزنادقة، حيث قمع فتنتهم بنصره للسنة، ومنعه من إظهار التجهم، والقول بخلق القرآن.
([75]) فأكرم الخليفة المتوكل رحمه الله: الإمام أحمد رحمه الله، وقربه، وكان لا يولي أحدا إلا بعد مشورة للإمام أحمد رحمه الله، وذلك لعظم مكانته عنده.
وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص330).
([76]) وانظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص351)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص327)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج6 ص105)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج5 ص306)، ، و«الأعلام» للزركلي (ج7 ص180).
([77]) وبجهود الخليفة المتوكل رحمه الله تختم جهود الخلفاء العباسيين في العصر الأول، والذي قضى فيه الخلفاء على كثير من الزنادقة وحركاتهم المضللة.
([78]) طلحة بن جعفر بن محمد بن الرشيد. أبو أحمد الهاشمي العباسي، ولي عهد المؤمنين، كان عالي الرتبة، نبيل الرأي، شجاع القلب، مهيبا جوادا، محبوبا إلى الرعية، لقب: الناصر لدين الله توفى سنة: «278هـ».
انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص169)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص172).
([79]) المعتمد على الله: أحمد بن جعفر المعتصم العباسي، أبو العباس؛ تولى الخلافة بعد مقتل المهتدي بالله، ومكث فيها ثلاثا وعشرين سنة، كان من أسمح آل العباس، جيد الفهم.
انظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص316 و319)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص69)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج12 ص540).
([81]) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين الهاشمي، العلوي، المدني، كان ذا علم، وجلالة، وصلاح.
انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج5 ص389).
([82]) وانظر: «تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج5 ص493)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص33)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص316)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص129)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج1 ص158 و159)، و«وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان» لابن خلكان (ج5 ص122)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج6 ص240).
([83]) أحمد بن محمد، أبو العباس السرخسي، كان فيلسوفا ذا تصانيف، قتله المعتضد في أول سنة: «286هـ».
انظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص289)، و«معجم الأدباء» لياقوت (ج1 ص391)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص448).
([84]) وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص93)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص321)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص464).
([85]) هو الإمام إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل أبو إسحاق البصري الفقيه المالكي القاضي.
وانظر: «ترتيب المدارك» للقاضي عياض (ج1 ص464 و472)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص339).
([86]) وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص93)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص321)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج13 ص465).
([87]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج13 ص6)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص101)، و«تاريخ الملوك والأمم» للطبري (ج5ص651)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج6 ص421).
([89]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج13ص201 و206 و240)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج7 ص4 و5 و16)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص141).
([91]) وانظر: «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج7 ص23)، و«المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج13 ص248)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص163).
([92]) محمد بن جعفر بن أحمد. أبو العباس الراضي بالله مات في بغداد سنة: «329هـ».
انظر: «الأعلام» للزركلي (ج6 ص71)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص209)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص338).
([93]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج13 ص342)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج7 ص103)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص191).
([94]) القاهر بالله: محمد بن المعتضد بن طلحة بن المتوكل أبو منصور العباسي، بويع بالخلافة بعد المقتدر، وقد كان أهوج سفاكا للدماء بغير حق قبيح السيرة، ثم إنه خلع سنة: «322هـ».
انظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص335)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج11 ص190)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج2 ص292).
([95]) عبد الله بن محمد بن القائم بأمر الله العباسي، أبو القاسم المقتدي بأمر الله.
كان خيرا دينا، عالي الهمة، له علم بالأدب، والشعر، ظهرت في أيامه خيرات كثيرة، وآثار حسنة في البلدان.
ومن محاسنه أنه نفى المغنيات، والمفسدات ببغداد، ومنع الملاحين أن يحملوا في زوارقهم الرجال والنساء مجتمعين، مات فجأة ببغداد سنة (487هـ).
وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج18 ص318)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص365)، و«الأعلام» للزركلي (ج4 ص122)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج3 ص380).
([96]) السلاجقة: أصلهم من بر بخارى، لهم عدد، وقوة وشجاعة، فلا يدخلون تحت طاعة، وقد قضوا على كثير من الزنادقة من الباطنية وغيرهم.
وانظر: «وفيات الأعيان» لابن خلكان (ج5 ص63)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج18 ص107)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج3 ص62)، «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج8 ص107).
([98]) وانظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» لابن الجوزي (ج15 ص94 و125 و126 و196)، و«الكامل في التاريخ» لابن الأثير (ج8 ص171)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج12 ص7 و28 و29)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج3 ص186)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج4 ص22)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص347).
([99]) عبدالله بن منصور المستعصم بالله العباسي، آخر الخلفاء البغداديين، كان كريما حليما متدينا، إلا أنه لم يكن متيقظا ولا حازما.
حيث وكل الأمر إلى وزيره «ابن العلقمي» الرافضي، فأطمع التتار في المجيء إلى العراق، والقضاء على الدولة العباسية.
فقتل الخليفة: ثم امتد القتل إلى قتل العلماء والأمراء، حتى آل الأمر إلى قتل جميع أهل بغداد من المسلمين، وكانت بلية لم يصب الإسلام بمثلها، وكان ذلك في سنة «656هـ».
انظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص401 و408)، و«السير» للذهبي (ج23 ص174 و184)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج5 ص270 و272).
([100]) أحمد بن محمد الظاهر العباسي، أبو القاسم المستنصر بالله، أول الخلفاء العباسيين بمصر، دخلها بعد «ثلاث سنين» من القضاء على الخلافة ببغداد.
انظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص411 و412)، و«السير» للذهبي (ج23 ص168 و171).
([101]) بيبرس العلائي الصالحي، ركن الدين الملك الظاهر، صاحب الفتوحات، والأخبار والآثار.
انظر: «شذرات الذهب» لابن العماد (ج5 ص350)، و«الأعلام» للزركلي (ج2 ص79).
([102]) هو سليمان بن أحمد الحاكم العباسي، أبو الربيع المستكفي بالله، اشتغل بالعلم قليلا ثم ولي الخلافة عقب والده.
انظر: «تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص417)، و«الدرر الكامنة» لابن حجر (ج2 ص336 و338)، و«الأعلام» للزركلي (ج1 ص63).
([103]) هو إبراهيم بن محمد المستمسك العباسي، أبو إسحاق الواثق بالله، ولي الخلافة بعد موت المستكفي.
انظر: «الدرر الكامنة» لابن حجر (ج1 ص57 و58)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص420 و421).
([104]) وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج14 ص19)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (ج6 ص2)، و«الدرر الكامنة» لابن حجر (ج4 ص261 و265)، و«الأعلام» للزركلي (ج7 ص11)، و«تاريخ الخلفاء» للسيوطي (ص430).
([108]) وهو عثمان بن أرطغرل بن سليمان التركماني، ويعرف أيضا بـ«عثمان الأول»، وهو جد الأمراء العثمانيين.
انظر: «تاريخ الدولة العثمانية» لعلي حسون (ص12 و13).
([109]) البيزنطيون: هم الروم النصارى، ونسبتهم إلى: «الإمبراطورية البيزنطية الرومانية»، و«بيزنطة» هي عاصمة الروم.
وقد سميت بعد ذلك بـ «القسطنطينية» نسبة إلى ملكهم: «قسطنطين»، وقد افتتحها السلطان: «محمد الفاتح العثماني» في سنة: «857 هـ».
انظر: «معجم البلدان» للحموي (ج4 ص395)، و«التاريخ الإسلامي» لمحمود شاكر (ج8 ص41).
([110]) أورخان بن عثمان بن أرطغرل التركماني، تغلب على طرف من بلاد الروم، فوقعت بينه وبينهم وقائع كثيرة، وانتصر، وعظم قدره.
وفي عهده قضى على شوكة الروم، وفتح أبواب أوروبا أمام المسلمين، توفي في سنة: «761 هـ».
انظر: «الدرر الكامنة» لابن حجر (ج1 ص369)، و«تاريخ الدولة العلية العثمانية» لمحمد فريد بك (ص122 و129)، و«تاريخ الدولة العثمانية» لعلي حسون (ص14 و15).
([111]) محمد بن مراد بك بن بايزيد العثماني؛ والمعروف بـ«محمد الفاتح»، ولد في سنة: «835 هـ»، وولي السلطنة بعد أبيه في سنة: «855 هـ».
وهو أعظم ملوك العثمانيين جهادا، وأقواهم إقداما واجتهادا، افتتح القسطنطينية بعد حصارها خمسين يوما، واستجلب إليها العلماء من أقاصي الديار، وأنعم عليهم، توفي في سنة: «886 هـ».
انظر: «شذرات الذهب» لابن العماد (ج7 ص344 و345)، و«تاريخ الدولة العثمانية» لعلي حسون (ص31 و48).
([112]) محمد بن يعقوب المستمسك العباسي، المتوكل على الله، آخر خلفاء الدولة العباسية بمصر.
انظر: «الأعلام» للزركلي (ج7 ص147).
([113]) عبدالمجيد ابن السلطان عبدالعزيز.
انظر: «تاريخ الدولة العلية العثمانية» لمحمد فريد بك (ص718)، و«التاريخ الإسلامي» (ج8 ص233) لمحمود شاكر.
([114]) إلا أنه قد أخذ على بعض السلاطين تأثرهم بما كان سائدا في آخر زمنهم من تعظيم الأضرحة، وبناء المساجد عليها، وغير ذلك من المخالفات الشركية التي كانت ظاهرة في ذلك الوقت.
ومن ذلك ما ورد في سنة: «1293 هـ» من أمر السلطان: «عبدالحميد الثاني» بتعمير الأضرحة بالقبب، وغيرها.
([115]) محمد بن بايزيد، السلطان العثماني المشهور بـ« محمد جلبي الغازي» خامس سلاطين الدولة العثمانية، كانت مدة حكمه كلها حروبا داخلية، توفي فجأة في سنة: «824 هـ».
انظر: «التاريخ الإسلامي» لمحمود شاكر (ج8 ص79 و80)، و«تاريخ الدولة العلية العثمانية» لمحمد فريد بك (ص149 و152).
([116]) با يزيد خان الثاني أكبر أبناء السلطان محمد الثاني الفاتح، ولد في سنة: «851 هـ» كان ميالا للسلم أكثر منه إلى الحرب.
انظر: «التاريخ الإسلامي» لمحمود شاكر (ج8 ص92 و95)، و«تاريخ الدولة العثمانية» لعلي حسون (ص40 و41).
([117]) سليمان ابن السلطان سليم العثماني، الملقب بـ«القانوني»، وهو عاشر السلاطين العثمانيين، تولى الخلافة بعد وفاة أبيه في سنة: «926 هـ».
وفي عهده بلغت الدولة أوج قوتها واتساعها، حيث فتحت المغرب وغيرها، توفي من أثر مرض في سنة: «974 هـ».
انظر: «التاريخ الإسلامي» لمحمود شاكر (ج8 ص104 و105)، و«تاريخ الدولة العثمانية» لعلي حسون (ص52 و53)، و«تاريخ الدولة العلية العثمانية» لمحمد فريد بك (ص198 و252).