القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / الذهب الأصلي في خطورة من يعبد الله تعالى ولا يعرف يصلي

2023-11-26

صورة 1
الذهب الأصلي في خطورة من يعبد الله تعالى ولا يعرف يصلي

39

سلسلة

من شعار أهل الحديث

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الذهب الأصلي

في

خطورة من يعبدالله تعالى ولا يعرف يصلي

 

 

 

 

 

تأليف:

العلامة المحدث الفقيه

فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه

بسم الله الرحمن الرحيم

درة نادرة

في

أنه يجب أن نعبد الله تعالى على علم في الدين([1])

 

عن الإمام الزهري / قال: (ما عبد الله بمثل الفقه)؛ يعني: الفقه في الدين.

أثر صحيح

أخرجه عبدالرزاق في «المصنف» (20479)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج3 ص365)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (81) من طريق هشام بن يوسف، ومعمر بن راشد عن الزهري به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

                                                                                                                                                                                                   

المقدمة

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد،

فقد أعذر الله تعالى إلى امرئ أحياه في الدنيا حتى بلغ ستين سنة([2])، أو أكثر من ذلك من السبعين سنة، والثمانين سنة، ثم لم يجتهد في الطاعة، والعبادة في الدين، فقد أعذر الله تعالى إليه، لأنه أهمل في الدين.

1) قال تعالى: ]ومن الناس من يعبد الله على حرف[ [الحج: 11]؛ أي: على جهل، وعلى طرف في العبادة، وهذا هو ضعيف الإيمان([3]).

2) وعن أبي هريرة t: أن النبي r دخل المسجد؛ فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي r، فرد النبي r ، فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل، فصلى ثم جاء، فسلم على النبي r، فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل؛ ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره، فعلمني، قال النبي r: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر... الحديث).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص276)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص98)، وأبو داود في «سننه» (ج1 ص226)، والترمذي في «سننه» (ج2 ص103 و104)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص336)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص437) من طرق عن أبي هريرة t به.

فقوله r: (ارجع فصل، فإنك لم تصل)، فيه دليل على إبطال صلاة من لم يحسن صفة صلاة النبي r، لقول الرجل: (فما أحسن غيره).

والرجل طلب من النبي r أن يعلمه صفة الصلاة، فعلمه النبي r الصلاة، وكيفيتها([4]).

3) وعن أبي هريرة t قال: (إن الرجل ليصلي ستين سنة، ما يقبل الله منه صلاة، لعله يتم الركوع، ولا يتم السجود، ويتم السجود، ولا يتم الركوع).

أثر صحيح: له حكم الرفع

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج1 ص288) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وتابعه سعيد بن يحيى اللخمي قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن مشيختهم؛ قالوا: قال أبو هريرة t به.

أخرجه هشام بن عمار في «حديثه» (ص255).

وفي إسناده جهالة أشياخ محمد بن عمرو، لكن في رواية: ابن أبي شيبة، ذكر الواسطة، وهو: أبو سلمة، فيكون الحديث حسنا.

قلت: فالذي يصلي على طريقة العادات في المساجد؛ لا تقبل منه الصلاة، وإن صلاها ستين سنة، لأنه لا يعرف يصلي صفة صلاة النبي r.

4) وعن الإمام الحسن البصري  / قال: في قوله تعالى: ]يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا[ [الروم: 7]؛ (ليبلغ من علم أحدهم من دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره؛ يخبرك بوزنه، ما يحسن يصلي).

أثر صحيح

أخرجه أبو حاتم الرازي في «الزهد» (ص66)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص3088) وابن المنذر في « تفسير القرآن » (ج6 ص484 - الدر المنثور) من طريق علي بن عثمان اللاحقي قال: حدثنا جويرية بن بشير عن الحسن البصري به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وفي الأثر: (إن قوما تركوا العلم, ومجالسة أهل العلم, واتخذوا محاريب، فصاموا وصلوا, حتى بلي جلد أحدهم على عظمه, وخالفوا السنة؛ فهلكوا) ([5]).

ولذلك لأن هؤلاء يعبدون الله تعالى على جهل، فلم يزدادوا بجهلهم من الله إلا بعدا([6]).

5) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: (يأتي على الناس زمان يجتمعون في المسجد، ليس فيهم مؤمن)([7]). وفي رواية: (يجتمعون ويصلون).

أثر صحيح: وله حكم الرفع

أخرجه وكيع في «الزهد» (271)، وابن أبي شيبة في «الإيمان» (101)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص442)، والآجري في «الشريعة» (116)، والفريابي في «صفة المنافق» (84)، و(85) من طريق سفيان الثوري، وفضيل بن عياض، وشعبة بن الحجاج؛ كلهم: عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به.

قلت: وهذا سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد صححه الشيخ الألباني في «تعليقه على الإيمان» (ص33).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.

قلت: ومقصود ابن عمرو رضي الله عنهما: أن كثيرا من المساجد يصلي فيها من يكون ضعيف الإيمان، أو ذاهب الإيمان بالكلية.

فهؤلاء يصلون في آخر الزمان في مساجدهم، فلا يكون فيهم مؤمن حق الإيمان، ويكون فيهم منافقون، ويكون فيهم مبتدعون، وهذا ظاهر من أهل التحزب في سيطرتهم على المساجد في هذا الزمان.

قلت: فهم يأتون في المساجد، وليس همهم إلا الدنيا، ليس فيهم إخلاص للعبادات في المساجد، لذلك الإيمان في قلوبهم على حسب بعدهم من الدين.

وليس لله تعالى فيهم حاجة مادامت نياتهم هذه.

6) وعن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة t رجلا لا يتم الركوع والسجود، قال: (ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا r عليها).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (791) من طريق حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت زيد بن وهب به.

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص128): باب: إذا لم يتم الركوع.

وأخرجه البخاري في «صحيحه» (389) و(808) من طريق الصلت بن محمد، أخبرنا مهدي، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان t أنه: (رأى رجلا لا يتم ركوعه، ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت؟. قال: وأحسبه قال: ولو مت مت على غير سنة محمد r).

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص231): باب: إذا لم يتم السجود.

7) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أعذر([8]) الله إلى امرئ أخر أجله([9])، حتى بلغه ستين سنة).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (6419) من طريق معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة t به.

ومعناه: لم يترك له عذرا إذ أمهله هذه المدة.

يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر.

قلت: فإذا عمر الإنسان حتى بلغ ستين سنة، فقد أقام الله عليه الحجة، ونفى عنه العذر، لأن ستين سنة يعيش فيها.

ويعرف من آيات الله تعالى ما يعرف، ولا سيما إذا كان ناشئا في بلد إسلامي.

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج11 ص238): باب من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج14 ص248): (قوله r: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله، حتى بلغه ستين سنة»؛ أي: أعطاه عمرا يكون لله عز وجل العذر فيه، وإقامة الحجة على هذا المعذر، فلم يكن له عذر عند الله عز وجل.

فالإنسان الذي يعمرستين سنة، وعنده النذير قد قامت عليه الحجة، ولا عذر له؛ لأنه إذا بلغ ستين سنة عرف أنه قرب من الموت الآن، فيجب عليه أن يتعظ بالنذير، وليس المراد: أن النذير يمتد إلى ستين سنة).اهـ

هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة، وأن يتقبل مني هذا الجهد، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه، ورعايته إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

                                                                                   أبو عبدالرحمن

فوزي بن عبدالله الأثري

 

 

                              

ذكر الدليل على أن الجاهل ([10]) إذا صلى الخمس الصلوات الـمفروضة؛

حتى لو صلاها في الـمسجد، وفي الصف الأول، فإنها لا تقبل صلاته منه، لأنه لا يحسن لشروطها، وأركانها، وواجباتها، ومستحباتها

فهي باطلة وإن صلاها ستين سنة!

ولا يعذر بجهله، لأنه مفرط في تعلم العلم([11])، ومهمل فيه،

ومعرض عن العلم في حياته الدنيا، مع استطاعته أن يتعلم

 

اعلم رحمك الله أن أكثر الناس لا يحسنون صفة صلاة النبي r، لأنهم لم يتعلموا كيفية صلاة النبي r، ولم يتفقهوا: شروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها.

وهؤلاء يجهلون أحكام الصلاة، ويؤدونها على جهل بالغ دون التفاتهم إلى التفقه فيها، فإذا لم يتعلموا صفة الصلاة، وماتوا على جهل بها، فهم: في خطر عظيم.

وإليك الدليل:

1) قال تعالى: ]ومن الناس من يعبد الله على حرف[ [الحج: 11]؛ أي: على جهل، وعلى طرف في العبادة، وهذا هو ضعيف الإيمان([12]).

2) وعن أبي هريرة t: أن النبي r دخل المسجد؛ فدخل رجل فصلى، فسلم على النبي r، فرد النبي r ، فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل، فصلى ثم جاء، فسلم على النبي r، فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل؛ ثلاثا، فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره، فعلمني، قال النبي r: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر... الحديث).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص276)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص98)، وأبو داود في «سننه» (ج1 ص226)، والترمذي في «سننه» (ج2 ص103 و104)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص336)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص437) من طرق عن أبي هريرة t به.

فقوله r: (ارجع فصل، فإنك لم تصل)، فيه دليل على إبطال صلاة من لم يحسن صفة صلاة النبي r، لقول الرجل: (فما أحسن غيره).

والرجل طلب من النبي r أن يعلمه صفة الصلاة، فعلمه النبي r الصلاة، وكيفيتها([13]).

3) وعن أبي هريرة t قال: (إن الرجل ليصلي ستين سنة، ما يقبل الله منه صلاة، لعله يتم الركوع، ولا يتم السجود، ويتم السجود، ولا يتم الركوع).

أثر صحيح: له حكم الرفع

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج1 ص288) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة t به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وتابعه سعيد بن يحيى اللخمي قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن مشيختهم؛ قالوا: قال أبو هريرة t به.

أخرجه هشام بن عمار في «حديثه» (ص255).

وفي إسناده جهالة أشياخ محمد بن عمرو، لكن في رواية: ابن أبي شيبة، ذكر الواسطة، وهو: أبو سلمة، فيكون الحديث حسنا.

قلت: فالذي يصلي على طريقة العادات في المساجد؛ لا تقبل منه الصلاة، وإن صلاها ستين سنة، لأنه لا يعرف يصلي صفة صلاة النبي r.

4) وعن الإمام الحسن البصري  / قال: في قوله تعالى: ]يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا[ [الروم: 7]؛ (ليبلغ من علم أحدهم من دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره؛ يخبرك بوزنه، ما يحسن يصلي).

أثر صحيح

أخرجه أبو حاتم الرازي في «الزهد» (ص66)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص3088) وابن المنذر في « تفسير القرآن » (ج6 ص484 - الدر المنثور) من طريق علي بن عثمان اللاحقي قال: حدثنا جويرية بن بشير عن الحسن البصري به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وفي الأثر: (إن قوما تركوا العلم, ومجالسة أهل العلم, واتخذوا محاريب، فصاموا وصلوا, حتى بلي جلد أحدهم على عظمه, وخالفوا السنة؛ فهلكوا) ([14]).

ولذلك لأن هؤلاء يعبدون الله تعالى على جهل، فلم يزدادوا بجهلهم من الله إلا بعدا([15]).

5) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: (يأتي على الناس زمان يجتمعون في المسجد، ليس فيهم مؤمن)([16]). وفي رواية: (يجتمعون ويصلون).

أثر صحيح: وله حكم الرفع

أخرجه وكيع في «الزهد» (271)، وابن أبي شيبة في «الإيمان» (101)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص442)، والآجري في «الشريعة» (116)، والفريابي في «صفة المنافق» (84)، و(85) من طريق سفيان الثوري، وفضيل بن عياض، وشعبة بن الحجاج؛ كلهم: عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به.

قلت: وهذا سنده صحيح على شرط الشيخين، وقد صححه الشيخ الألباني في «تعليقه على الإيمان» (ص33).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، ووافقه الذهبي.

قلت: ومقصود ابن عمرو رضي الله عنهما: أن كثيرا من المساجد يصلي فيها من يكون ضعيف الإيمان، أو ذاهب الإيمان بالكلية.

فهؤلاء يصلون في آخر الزمان في مساجدهم، فلا يكون فيهم مؤمن حق الإيمان، ويكون فيهم منافقون، ويكون فيهم مبتدعون، وهذا ظاهر من أهل التحزب في سيطرتهم على المساجد في هذا الزمان.

قلت: فهم يأتون في المساجد، وليس همهم إلا الدنيا، ليس فيهم إخلاص للعبادات في المساجد، لذلك الإيمان في قلوبهم على حسب بعدهم من الدين.

وليس لله تعالى فيهم حاجة مادامت نياتهم هذه.

6) وعن زيد بن وهب قال: رأى حذيفة t رجلا لا يتم الركوع والسجود، قال: (ما صليت، ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا r عليها).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (791) من طريق حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت زيد بن وهب به.

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص128): باب: إذا لم يتم الركوع.

وأخرجه البخاري في «صحيحه» (389) و(808) من طريق الصلت بن محمد، أخبرنا مهدي، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان t أنه: (رأى رجلا لا يتم ركوعه، ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة: ما صليت؟. قال: وأحسبه قال: ولو مت مت على غير سنة محمد r).

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ص231): باب: إذا لم يتم السجود.

7) وعن أبي سعيد الخدري t مرفوعا وفيه: (إذا خلص المؤمنون من النار فأمنوا ... يقولون ربنا إخواننا الذين كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلتهم النار، فيقول: اذهبوا، فأخرجوا من قد عرفتم؛ فيأتونهم فيعرفونهم بصورتهم لا تأكل النار صورهم ... ).

أخرجه عبدالرزاق في «المصنف» (20857)، ومن طريقه أحمد في «المسند» (ج3 ص94 و95)، والنسائي في «السنن الكبرى» (5010)، وفي «السنن الصغرى» (ج8 ص112)، والترمذي في «سننه» (2598)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص480) من طريق معمر عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (ص521)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ص284)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص16) من طريق عبدالرحمن ابن إسحاق عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري t قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة فذكر الحديث بطوله؛ وقال: فما أحدكم في حق يعلم أنه حق له بأشد مناشدة منهم لإخوانهم الذين سقطوا في النار، يقولون: أي رب كنا نغزوا جميعا، ونحج جميعا، ونعتمر جميعا، فبم نجونا اليوم وهلكوا، قال: فيقول الله تبارك وتعالى: انظروا من كان في قلبه زنة دينار من الإيمان فأخرجوه ... الحديث).

وإسناده حسن.

قال الشيخ الألباني / في «ظلال الجنة» (ص284): (إسناده جيد، وهو على شرط مسلم).

قلت: وهذا الحديث يدل على أن هؤلاء الذين دخلوا النار كانوا يصلون، ويصومون، ويحجون، ورغم ذلك عذبوا بالنار.

وهذا يدل على أنهم كانوا يعبدون الله تعالى على جهل، وخلل في عبادتهم في الدين.

قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /: (فالواجب على الرجال والنساء من المسلمين التفقه في الدين والتبصر، والسؤال عما أشكل عليهم، وعدم السكوت على الجهل، وعدم الإعراض، وعدم الغفلة؛ لأنهم خلقوا ليعبدوا الله تعالى، ويطيعوه سبحانه وتعالى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، لا يحصل هكذا من دون طلب ولا سؤال، لا بد من طلب العلم، ولا بد من السؤال لأهل العلم حتى يتعلم الجاهل) ([17]).اهـ

8) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أعذر([18]) الله إلى امرئ أخر أجله([19])، حتى بلغه ستين سنة).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (6419) من طريق معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة t به.

ومعناه: لم يترك له عذرا إذ أمهله هذه المدة.

يقال: أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر.

قلت: فإذا عمر الإنسان حتى بلغ ستين سنة، فقد أقام الله عليه الحجة، ونفى عنه العذر، لأن ستين سنة يعيش فيها.

ويعرف من آيات الله تعالى ما يعرف، ولا سيما إذا كان ناشئا في بلد إسلامي.

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج11 ص238): باب من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج14 ص248): (قوله r: «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله، حتى بلغه ستين سنة»؛ أي: أعطاه عمرا يكون لله عز وجل العذر فيه، وإقامة الحجة على هذا المعذر، فلم يكن له عذر عند الله عز وجل.

فالإنسان الذي يعمر ستين سنة، وعنده النذير قد قامت عليه الحجة، ولا عذر له؛ لأنه إذا بلغ ستين سنة عرف أنه قرب من الموت الآن، فيجب عليه أن يتعظ بالنذير، وليس المراد: أن النذير يمتد إلى ستين سنة).اهـ

وقال الإمام ابن بطال / في «شرح صحيح البخاري» (ج10 ص152): (وقوله r : «أعذر الله إلى امرئ أخر أجله، حتى بلغه ستين سنة»؛ أي: أعذر إليه غاية الإعذار، الذى لا إعذار بعده، لأن الستين قريب من معترك العباد، وهو سن الإنابة، والخشوع، والإستسلام لله تعالى، وترقب المنية، ولقاء الله تعالى.

فهذا إعذار بعد إعذار في عمر ابن آدم، لطفا من الله لعباده حين نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، وأعذر إليهم مرة بعد أخرى، ولم يعاقبهم؛ إلا بعد الحجج اللائحة المبكتة لهم.

وإن كانوا قد فطرهم الله تعالى على حب الدنيا، وطول الأمل، فلم يتركهم مهملين دون إعذار لهم وتنبيه، وأكبر الإعذار إلى بنى آدم بعثه الرسل عليهم السلام إليهم...

فبان رفق الله بعباده المؤمنين، وعظيم لطفه بهم حين أعذر إليهم ثلاث مرات: الأولى: بالنبي r، والمرتان: في الأربعين، وفي الستين؛ ليتم حجته عليهم).اهـ

قلت: لا شك أن هذا يؤدي إلى قطع حجته إذا لاقى الله تعالى، لأنه لا عذر له، فقد قامت عليه الحجة، مع أن الحجة تقوم على الإنسان من حين أن يبلغ، فإنه يدخل في التكليف، ولا يعذر بالجهل.

فإن الواجب على المرء أن يتعلم من شريعة الله تعالى ما يحتاج إليه.

مثلا: إذا أراد أن يتوضأ لا بد أن يعرف كيف يتوضأ، وما هي أحكام الوضوء.

وإذا أراد أن يصلي لا بد أن يعرف كيف يصلي، وما هي أحكام الصلاة.

وإذا صار عنده مال لا بد أن يعرف ما مقدار النصاب، وما مقدار الواجب، وما أشبه ذلك.

وإذا أراد أن يصوم لا بد أن يعرف كيف يصوم، وما هي أحكام الصيام.

وإذا أراد أن يحج، أو يعتمر، فيجب عليه أن يعرف كيف يحج، وكيف يعتمر، وما محظورات الإحرام... وهكذا.

قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج11 ص240): (قوله r «أعذر الله»؛ الإعذار إزالة العذر، والمعنى: أنه لم يبق له اعتذار؛ كأن يقول لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال: أعذر إليه إذا بلغه أقصى الغاية في العذر، ومكنه منه.

وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له؛ فلا ينبغي له حينئذ؛ إلا الاستغفار، والطاعة، والإقبال على الآخرة بالكلية... والمعنى: أن الله لم يترك للعبد سببا في الاعتذار يتمسك به).اهـ

قلت: فقد أعذر الله تعالى إلى امرئ أحياه في الدنيا حتى بلغ ستين سنة([20])، أو أكثر من ذلك من السبعين سنة، والثمانين سنة، ثم لم يجتهد في الطاعة، والعبادة في الدين، فقد أعذر الله تعالى إليه، لأنه أهمل في الدين.

قال الإمام الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج22 ص196): (فإذا بلغ الستين، وهو آخر الأسنان([21])، فقد ظهر فيه ضعف القوة، وتبين فيه النقص، والانحطاط، وجاءه نذير الموت، فهو وقت الإنابة إلى الله تعالى).اهـ

وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج11 ص240): (وغالب ما يكون ما بين الستين، والسبعين؛ فحينئذ يظهر ضعف القوة بالنقص، والانحطاط، فينبغي له الإقبال على الآخرة بالكلية لاستحالة أن يرجع إلى الحالة الأولى من النشاط والقوة).اهـ

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج10 ص154)؛ باب ما يحذر من زهرة الدنيا، والتنافس فيها.

قلت: وهذا ينبه في أن زهرة الدنيا ينبغي أن يخشى سوء عاقبتها،وشر فتنتها، ويحذر التنافس فيها، والطمأنينة إلى زخرفها الفاني([22]).

قال تعالى: ]أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون [. [هود: 16].

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج25 ص20)؛ باب: من جاهد نفسه في طاعة الله تعالى

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج25 ص14)؛ باب: ما يتقى من محقرات الذنوب.

فعن أنس بن مالك t قال: (إنكم لتعملون أعمالا، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي r من الموبقات)([23]).

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج14 ص244)؛ باب: في الأمل وطوله.

وقال تعالى: ]ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون[ [الحجر: 3].

قلت: هذا تهديد للجهلة من الناس، وأن الأمل لا بد أن يلهي هؤلاء في هذه الحياة، حتى يقول أحدهم: غدا أتوب، وغدا أتعلم، وغدا أتدين وهكذا، وإذا بالأجل قد حضر، وهو معرض، فلم يتب، ولم يتعلم في الكتاب والسنة والآثار، نعوذ بالله من الخذلان.

قال تعالى: ]ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون[ [آل عمران: 23].

وقال تعالى: ]اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون[ [الأنبياء: 1].

وقال تعالى: ]بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون[ [الأنبياء: 24].

وقال تعالى: ]بل هم عن ذكر ربهم معرضون[ [الأنبياء: 42].

قلت: فعلى المرء أن يبادر إلى تعلم العلم، لكي يكون على بينة من أمر دينه، فإذا جاء الأجل يكون على استعداد للموت.

فعلى المرء أن يبادر الأجل قبل أن يحل به، أما الأمل فإنه يكون بعيدا وبعيدا.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج14 ص251): (غفلوا عن النية، فصارت عباداتهم عادات، فتجده يتوضأ، ويأتي ويصلي على العادة، ولا يستحضر أنه جاء إلى المسجد؛ ليعبد الله، ويقف بين يديه، ويناجيه بكلامه ودعائه، فيكون عنده غفلة كثيرة، وتنقلب عباداته عادات).اهـ

قلت: فهؤلاء العوام صارت عباداتهم عادات، لأنهم عبدوا الله تعالى بغير علم.

قلت: والمهم أن المرء إذا بلغ ستين سنة، فقد قامت عليه الحجة التامة، وليس له عذر، وكل امرء بحسبه.

فكل امرء يجب عليه أن يتعلم من الشريعة ما يحتاج إليه، في «الصلاة»، و«الصيام»، و«الحج»، و«الزكاة»، و«البيع»، وغيرها، حسب ما يحتاج إليه.

وهذا الحديث فيه دليل على أن الله تعالى له الحجة على عباده.

وذلك أن الله تعالى أعطاهم عقولا وأفهاما، وأرسل إليهم رسلا([24]).

قلت: فأعذر الله تعالى إلى امرئ؛ أي: سلب عذر ذلك الإنسان فلم يبق له عذر يعتذر به.

فحقيقة المعنى فيه أن الله تعالى لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به.

قال تعالى: ]أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير[ [فاطر:37].

قلت: فهذا المرء لا حجة له عند الله تعالى، ولم يبق له أي موضع للإعتذار حيث أمهله طول هذه المدة([25]).([26])

فعن أبي هريرة t قال: سمعت رسول الله r يقول: (لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل)([27]).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج11 ص239)، وابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (ص49) من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة t قال: سمعت رسول الله r فذكره.

وروي من أوجه عن ابن شهاب.

وبوب الحافظ ابن الجوزي في «حفظ العمر» (ص31)؛ الباب الأول: في بيان شرف العمر والحث على اغتنامه في الخير.

وعن الفضيل بن عياض / قال: (إن من الشقاء طول الأمل، وإن من النعيم قصر الأمل) ([28]).

قلت: احذر طول الأمل، فإنه سبب هلاك الناس، اللهم سلم.

وعن الحسن البصري / قال: (ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل) ([29]).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من حياتك لموتك، ومن صحتك لسقمك، فإنك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا) ([30]).

وعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (يكبر ابن آدم، ويكبر معه اثنان: حب المال، وطول العمر).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج11 ص239) من طريق هشام الدستوائي، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك t به.

ورواه شعبة عن قتادة.

وعن علي بن أبي طالب t قال: (أيها الناس: إن أخوف ما أخاف عليكم  من طول الأمل، واتباع الهوى.

فأما طول الأمل: فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى: فيضل عن الحق، وفي رواية:[يصد عن الحق].

ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، وفي رواية:[ وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، والآخرة قد قربت مقبلة]، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل). وفي رواية: (إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى). وفي رواية: (إنما أخوف عليكم خصلتين: طول الأمل، واتباع الهوى).

أخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقا (ج11 ص236)، وابن المبارك في «الزهد» (255)، وابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (49)، ووكيع في «الزهد» (191)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج5 ص158)، وأحمد في «فضائل الصحابة» (ج1 ص530)، وابن الجوزي في «القصاص والمذكرين» (65)، والمعافى بن عمران الموصلي في «الزهد» (220)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج13 ص172)، وأبو داود في «الزهد» (106)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص76)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (1179)، و(1180)، و(1181) من طرق عن  علي بن أبي طالب t به.

قال تعالى: ]أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون[. [الشعراء: 205-207].

9) عن حذيفة بن اليمان t قال: (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة).

أثر حسن

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص275)، وأحمد في «الزهد» (224)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص381)، والطبري في «تهذيب الآثار» (1006)، من طريق وكيع، وعبدالرحمن بن مهدي عن عكرمة بن عمار عن أبي عبدالله الفلسطيني عن عبدالعزيز ابن أخ لحذيفة قال: سمعت حذيفة بن اليمان t به.

قلت: وهذا سنده حسن.

وأخرجه أبو داود في «الزهد» (289)، والطبري في «تهذيب الآثار» (1007) من طريق جرير عن مغيرة عن يزيد بن الوليد عن رجل من أهل الشام عن عمه عن حذيفة بن اليمان t به.

وإسناده فيه جهالة.

وبوب الحافظ ابن الجوزي في «حفظ العمر» (ص37)؛ الباب الثاني: في ذكر من كان يبادر العمر ويبالغ في حفظ لحظاته.

وعن مالك بن دينار / قال: (ويل لمن ذهب عمره باطلا) ([31]).

قلت: والكثير من الناس يفنون أعمارهم في الغفلة، والعياذ بالله.

قال تعالى: ]ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا[. [الكهف: 28].

وعن الربيع بن برة / قال: (قطعتنا غفلة الآمال عن مبادرة الآجال، فنحن في الدنيا حيارى، لا ننتبه من رقدة إلا أعقبتنا في أثرها غفلة) ([32]).

فإن تحسن أيها المرء يحسن إليك، وإن تسئ فعلى نفسك بالعتب فارجع، فقد بين الله تعالى وأعذر وأنذر، فما للناس على الله حجة بعد الرسل عليهم السلام.

قال تعالى: ]وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا [ [الفرقان: 62].

قال الحافظ ابن الجوزي / في «حفظ العمر» (ص 30): (فإني رأيت العمر بضاعة للآدمي، فعجبت من تفريط الناس فيه، كأنهم ما علموا أن الدنيا ميدان شقاق.

وأن غاية العمر الغاية، إلا أن التفاضل في السباق على مقدار الهمم، وتفاوت الهمم على قدر الإيمان بالآخرة، فمن صدق يقينه جد، ومن تيقن طول الطريق استعد، ومن قلت معرفته تثبط، ومن لم يعرف المقصود تخبط).اهـ

10) وعن ثوبان t عن النبي r أنه قال: (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا، قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال r: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).

حديث حسن

أخرجه ابن ماجه في «سننه» (4245)، والروياني في «المسند» (651)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (4632)، وفي «المعجم الصغير» (662)، وفي «مسند الشاميين» (680)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج15 ص418) من طريقين عن عقبة بن علقمة بن حديج المعافري، عن أرطاة بن المنذر، عن أبي عامر الألهاني، عن ثوبان t به.

قلت: وهذا سنده حسن.

وبوب الحافظ ابن ماجه في «السنن» (ج5 ص315)؛ باب: ذكر الذنوب.

وأخرجه ابن منده في «معرفة الصحابة» (ج2 ص715)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص177) من طريق المفضل بن فضالة، عن الثقة، عن عطاء، عن سالم مولى أبي حذيفة: أن رسول الله r قال: (يأتي رجال من أمتي يوم القيامة، ومعهم من الحسنات كجبال تهامة، فإذا جاءتهم جعلها الله هباء، قال سالم: بأبي أنت، ولم يا رسول الله، صفهم فقد خشيت أن أكون منهم؟ فقال يا سالم: قد كانوا يصلون، ويصومون، ويأخذون حظا من الليل، غير أنه إذا أشرف لأحدهم شيء من الحرام انتهكه، فلذلك جعل أعمالهم هباء).

وإسناده حسن في الشواهد.

قلت: لقد كثرت المعاصي من الجهلة في الدين، والذنوب منهم، فأحاطت بقلوبهم، ورانت عليها، والعياذ بالله.

قال تعالى: ]كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون[ [المطففين: 14].

11) وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال؛ قلت لأبي: أرأيت قول الله عز وجل: ]الذين هم عن صلاتهم ساهون[. [الماعون:5]؛ أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟، قال سعد t: (إنه ليس ذلك، إنه إضاعة الوقت). وفي رواية: (ولكن تأخيرها عن وقتها).

أثر صحيح

أخرجه سعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج8 ص433 و434)، والحربي في «الفوائد المنتقاه» (10)، والطبري في «جامع البيان» (ج24 ص649 و660)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ص214)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (43)، وأبو يعلى في «المسند» (704)، وابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج2 ص239 و240)، وآدم بن أبي إياس في «تفسير القرآن» (ص753) من طريق حماد بن زيد، وأبان بن يزيد العطار، وهشام الدستوائي، وسفيان الثوري، جميعهم: عن عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص t موقوفا به.

قلت: وهذا سنده حسن.

وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص730)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج15 ص687).

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج1 ص325)؛ ثم قال: «رواه أبو يعلى، وإسناده حسن».

وكذلك صححه موقوفا أبو حاتم كما في «العلل» لابنه (1740)، والبزار في «المسند» (1145).

وأخرجه عبدالرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص400)، والخطيب في «تالي تلخيص المتشابه» (233)، وأبو جعفر النحاس في «إعراب القرآن» (ج5 ص296)، والطبري في «جامع البيان» (ج24 ص659 و660)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ص214)، وأبو يعلى في «المسند» (705) من طريق طلحة بن مصرف، وسماك بن حرب عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي سعدا، فقلت: يا أبه: ]الذين هم عن صلاتهم ساهون[ [الماعون: 5] أسهو أحدنا في صلاته؛ حديث نفسه؟ قال سعد t: أوليس كلنا يفعل ذلك؟ ولكن الساهي عن صلاته: الذي يصليها لغير وقتها، فذلك الساهي عنها) ([33]).

قلت: وهذا سنده صحيح.

قال البيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ص214): (وهذا الحديث إنما يصح موقوفا).

وقال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج3 ص377): (والموقوف أولى).

وقال الدارقطني في «العلل» (592): (رواه طلحة بن مصرف، وسماك بن حرب، وعاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد، عن أبيه موقوفا، وهو الصواب).

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج2 ص13): باب: تضييع الصلاة عن وقتها.

قلت: والتضييع يكون إما في تقديمها عن وقتها، وإما في تأخيرها عن وقتها.

12) وعن مسروق بن الأجدع الهمداني قال: في قوله تعالى: ]الذين هم عن صلاتهم ساهون[. [الماعون: 5]؛ قال: (تضييع وقتها). وفي رواية: (الترك لوقتها).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3468)، والطبري في «جامع البيان» (ج24 ص660) من طريق أبي معاوية، وسفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

فالذين هم عن صلاتهم ساهون؛ هم: الذين يضيعون أوقات الصلوات المفروضة التي شرعها الله تعالى لعباده.

فإنهم يصلون قبل الوقت بسبب جهلهم بأحكام المواقيت، وإهمالهم في معرفة أوقاتها الشرعية([34]).

وكذلك يؤخرونها عن وقتها بدون عذر في الشرع.

فوقعوا في تقديم الوقت قبل أن يدخل، وفي تأخير الوقت عن أول الوقت حتى ضاع الوقت للصلوات بسبب تساهلهم في تعلم أحكام الصلاة من شروط، وأركان، وواجبات، وسنن([35]).

قال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج7 ص662): (ولهذا قال: ]للمصلين[؛ أي: الذين هم من أهل الصلاة، وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية؛ -يعني: تركها- وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية.

وإما عن وقتها الأول؛ فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا.

وإما عن أدائها بأركانها، وشروطها على الوجه المأمور به.

وإما عن الخشوع فيها، والتدبر لمعانيها، فاللفظ يشمل هذا كله([36]).

ولكل من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الآية. ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه، وكمل له النفاق العملي).اهـ

قلت: فعني بالآية؛ الذين يتهاونون بالصلاة، ويتغافلون عن أحكامها، ويجهلون أوقاتها حتى ضيعوها: ]فويل للمصلين[. [الماعون: 5].

قلت: وهؤلاء يصلون ولكن لم ينتفعوا بصلاتهم من ناحية التأثر بها، وطلب الزيادة بمعرفة السنة جملة وتفصيلا، والله المستعان؟!.

قال تعالى: ]إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر[ [العنكبوت:45].

13) فعن عبد الله بن مسعود t قال: «من لم تامره صلاته بالمعروف، وتنهه عن المنكر لم يزدد بها من الله إلا بعدا» ([37]).

14) وعن عبد الله بن مسعود t قال: «لا تنفع الصلاة إلا من أطاعها». وفي رواية: «إن فلانا كثير الصلاة؛ قال: فإنها لا تنفع إلا من أطاعها»، ثم قرأ: ]إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر[ [العنكبوت: 45] ([38]).

والمراد: أن العبد إذا صلى عليه أن يتق الله تعالى في صلاته، فيحسنها بالعلم، ولا يسيء إليها بالجهل، فإن فعل ذلك انتفع بصلاته، لأنه موافق لصفة صلاة النبي ه([39])، فهذا قد أطاع صلاته، وحافظ على صفتها المأمور بها، وطاعة الصلاة بعد ذلك سوف تنهاه عن المحرمات، والبدع، والمنكرات.

15) وعن قتادة والحسن، قالا: في قوله تعالى: ]إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر[ [العنكبوت: 45] من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فإنه لا يزداد من الله بذلك إلا بعدا».([40]) وفي رواية: «ولا يزداد الله عليه بها إلا غصبا».

قلت: إنما الصلاة التي تنهى المصلي عن الفحشاء والمنكر، هي التي توافق صفة صلاة النبي ه، فإذا لم تنهك صلاتك عن فحشاء، ولا منكر، فإنك لست تصلي صفة صلاة النبي ه.

ومن صلى صلاة لم تأمره بالمعروف، وتنهه عن المنكر، لم تزده صلاته من الله تعالى إلا بعدا، لاغتراره بنفسه، وبصلاته على ما فيها من نقص وخلل، والله المستعان.

16) فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله تعالى: ]إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر[ [العنكبوت: 45]؛ قال: «في الصلاة منتهى، ومزدجر عن معاصي الله تعالى».([41])

قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي / في «تفسيره» (ص632): (قوله تعالى: ]إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر[ [العنكبوت: 45] والفحشاء: كل ما استعظم، واستفحش من المعاصي التي تشتهيها النفوس، والمنكر: كل معصية تنكرها العقول، والفطر.

ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها، وشروطها، وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل، أو تنعدم رغبته في الشر.

فبالضرورة، مداومتها، والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها.

وثم في الصلاة مقصود أعظم من هذا، وأكبر، وهو ما اشتملت عليه من ذكر الله، بالقلب، واللسان، والبدن). اهـ

قلت: ومعنى هذا: أن الله تعالى أخبر أن الصلاة ناهية عن الفحشاء، والمنكر فمن أقامها ثم لم ينته عن المعاصي لم تكن صلاته بالصفة التي وصفها الله تعالى لنبيه ه، وهي وبال عليه يوم القيامة.([42])

قلت: وليس الخطأ أن تقعوا في الشر، ولكن الخطأ أن تستمروا على الشر، والله المستعان.

قال تعالى: ]يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار[ [النور: 37].

17) وعن علقمة قال: «كنا عند عبد الله بن مسعود ط؛ فأتي بشراب، فقال: اسق فلانا، قال: إني صائم، حتى عرضه على القوم كلهم، فكلهم، يقول: إني صائم. قال: هات ولكني لست بصائم. قال: ثم نظر في وجوههم، فقال: ]يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار[ [النور: 37]».([43])

18) وعن عبد الله بن مسعود ط، قال: «إن الإثم حواز القلوب، فما حز في قلب أحدكم شيء فليدعه».([44])

والمراد: لا ترتكب ما لم يثبت في الدين من المخالفات التي تحك في صدرك، ولم يطمئن عليها قلبك؛ لما فيها من الشعور بالذنب، والإثم، والعياذ بالله.([45])

قلت: فتعلموا من هذه الآثار، ومن تعلم منكم فليعمل بما علم، والله المستعان.

19) فعن عبد الله بن مسعود ط قال: «السعيد من وعظ بغيره».

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3645)، وابن وهب في «القدر» (ص61 و63)، واللالكائي في «الاعتقاد» (1047)، والفريابي في «القدر» (140)، والآجري في «الشريعة» (361)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج4 ص214 إتحاف المهرة)، والطبراني في «المعجم الكبير» (3044)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (1402)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (2644)، وابن حبان في «صحيحه» (6177)، وأبو داود في «الزهد» (170) من طرق عن ابن مسعود ط به.

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

درة نادرة في أنه يجب أن نعبد الله تعالى على علم في الدين.......................................................................................................

5

2)

المقدمة.....................................................................................................

6

2)

ذكر الدليل على أن الجاهل إذا صلى الخمس الصلوات الـمفروضة؛ حتى لو صلاها في الـمسجد، وفي الصف الأول، فإنها لا تقبل صلاته منه، لأنه لا يحسن لشروطها، وأركانها، وواجباتها، ومستحباتها فهي باطلة وإن صلاها ستين سنة! ولا يعذر بجهله، لأنه مفرط في تعلم العلم، ومهمل فيه، ومعرض عن العلم في حياته الدنيا، مع استطاعته أن يتعلم.......................................................................................................

13

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) لذلك على المسلم إذا أراد أن تصح عبادته في الدين، وتقبل منه فعليه أن يتعلم العلم، ثم يعبد الله تعالى على علم.

     وعلى هذا لا يصلي المسلم إلا على علم، ولا يصوم إلا على علم، ولا يحج إلا على علم، وهكذا.

([2]) لأن هذا السن فيه الإنابة، والخشوع، وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله تعالى بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم، فلم يعاقبهم؛ إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا ، وطول الأمل، لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك، ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.

     وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص240)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج1 ص152)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج13 ص492).

([3]) وانظر: «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» للشيخ السعدي (ج5 ص279)، و«تفسير القرآن» للمراغي (ج17 ص94)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج12 ص17 و18)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج6 ص432)، و«مفاتيح الغيب» للرازي (ج24 ص12).

([4]) قلت: وأنت ترى في هذا الزمان أكثر العوام الذين يصلون في المساجد لا يحسنون صفة صلاة النبي r، ومع هذا لا يطلبون من العلماء أن يتعلموا صفة الصلاة، وكيفيتها، وشروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها.

لذلك صلاة هؤلاء باطلة بلا شك، ولا تصح منهم، وصلواتهم في ذمتهم يوم القيامة.

([5]) انظر: «الفقيه والمتفقه» للخطيب (65).

([6]) فلزموا المساجد بجهل، فصلوا بدون فقه في الدين، فضلوا وهلكوا، فلا تفيدهم هذه الصلاة يوم القيامة، لأنها أديت على خطأ، وهم مصرون على الجهل.

([7]) يعني: ليس كلهم؛ منهم؛ وهم: أهل الأهواء والبدع، وهؤلاء ليسوا بمؤمنين، لأنهم اتخذوا المساجد لمصالحهم ومآربهم الدنيوية، وهذا مشاهد منهم في البلدان الإسلامية، والله المستعان.

([8]) أعذر: من الإعذار، وهو: إزالة العذر.

([9]) أخر أجله: أطال حياته حتى بلغ ستين سنة.

     انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص40).

([10]) وكذلك فعل هذا الجاهل من المعاصي، والعياذ بالله.

([11]) ويسأل عن دينه في الأصول والفروع، لكي يعبد الله تعالى على يقين في دينه.

([12]) وانظر: «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» للشيخ السعدي (ج5 ص279)، و«تفسير القرآن» للمراغي (ج17 ص94)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج12 ص17 و18)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج6 ص432)، و«مفاتيح الغيب» للرازي (ج24 ص12).

([13]) قلت: وأنت ترى في هذا الزمان أكثر العوام الذين يصلون في المساجد لا يحسنون صفة صلاة النبي r، ومع هذا لا يطلبون من العلماء أن يتعلموا صفة الصلاة، وكيفيتها، وشروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها.

لذلك صلاة هؤلاء باطلة بلا شك، ولا تصح منهم، وصلواتهم في ذمتهم يوم القيامة.

([14]) انظر: «الفقيه والمتفقه» للخطيب (65).

([15]) فلزموا المساجد بجهل، فصلوا بدون فقه في الدين، فضلوا وهلكوا، فلا تفيدهم هذه الصلاة يوم القيامة، لأنها أديت على خطأ، وهم مصرون على الجهل.

([16]) يعني: ليس كلهم؛ منهم؛ وهم: أهل الأهواء والبدع، وهؤلاء ليسوا بمؤمنين، لأنهم اتخذوا المساجد لمصالحهم ومآربهم الدنيوية، وهذا مشاهد منهم في البلدان الإسلامية، والله المستعان.

([17])«فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص241).

([18]) أعذر: من الإعذار، وهو: إزالة العذر.

([19]) أخر أجله: أطال حياته حتى بلغ ستين سنة.

     انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص40).

([20]) لأن هذا السن فيه الإنابة، والخشوع، وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار لطفا من الله تعالى بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم، فلم يعاقبهم؛ إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا ، وطول الأمل، لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك، ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.

     وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص240)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج1 ص152)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج13 ص492).

([21]) والأسنان أربعة: 1) سن الطفولة.

                                    2) وسن الشباب.

                                    3) وسن الكهولة.

                                    4) وسن الشيخوخة.

     وانظر: «الكواكب الدراري» للكرماني (ج22 ص196)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص240).

([22]) وانظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج10 ص155).

([23]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6106).

     الموبقات: المهلكات.

([24]) والنبي r جعل الله تعالى آيته العظيمة الباقية هذا القرآن الكريم.

     فإن آيات الأنبياء تموت بموتهم، ولا تبقى بعد موتهم، إلا ذكرى.

     أما النبي r فإن آيته هذا القرآن العظيم، باقية إلى يوم القيامة.

     قال تعالى: ]بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون * وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم[ [العنكبوت: 49-51].

     فالكتاب كاف عن كل آية لمن تدبره، وعرف معانيه وانتفع به، فإنه يغني عن كل شيء من الآيات.

     وقال تعالى: ]ليدبروا آياته[ [ص:29].

     قلت: وكثير من المسلمين يتلون الكتاب للتبرك، والأجر فقط، لكنهم لا يعلمون ما به من فقه.

([25]) ففي هذه السن لا ينبغي له حينئذ؛ إلا الاستغفار، ولزوم العبادة، والإقبال على الآخرة.

([26]) وانظر: «رياض الصالحين» للنووي (ص116)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص239 و240)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج13 ص490 و491 و492)، و«الكواكب الدراري» للكرماني (ج22 ص196).

([27]) والمراد بالأمل هنا: محبة طول العمر.

     وسماه r شابا إشارة إلى قوة استحكام حبه للمال.

     فهذا الإنسان يحرص على المال، ويحرص على العمر.

     وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص240 و241)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج13 ص493)، و«حفظ العمر» لابن الجوزي (ص58 و59)، و«قصر الأمل» لابن أبي الدنيا (ص49).

([28]) أثر حسن

     أخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (ص76).

     وإسناده حسن.

([29]) أثر حسن

     أخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (ص82).

     وإسناده حسن.

     وهو في «الزهد» للحسن البصري (ص82)

([30]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6416)، والترمذي في «سننه» (2333)، وابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (ص26).

([31]) أثر حسن

     أخرجه ابن أبي الدنيا في «العمر والشيب» (ص76).

     وإسناده حسن.

([32]) أثر حسن

     أخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (ص68)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص298)، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» (ج3 ص354).

     وإسناده حسن.

([33]) وروي مرفوعا، ولا يصح.

     أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ص214)، وأبو عمرو الداني في «المكتفى في الوقف» (ص630)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (1445)، وابن المنذر في «الأوسط» (1081).

([34]) كما حدث في هذا الزمان تماما من تضييع أوقات الصلوات المفروضة بوضع ما يسمى بالتقويم الفلكي حتى ضاعت الأوقات؛ إما بالتقديم عن الوقت الشرعي، وإما بالتأخير عنه بكثير.

     وهذا التقويم الفلكي: لم يراع في وضعه الدقة المطلوبة الشرعية، ولم يشرف على وضعه الشرعيون المحققون في الدين.

([35]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (ج8 ص696)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج7 ص662)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص730)، و«جامع البيان» للطبري (ج24 ص659)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج15 ص687)، و«الفتاوى» للشيخ ابن باز (ج15 ص282 و284)، و«الصحيحة» للشيخ الألباني (ج2 ص308)، و(ج5 ص52).

([36]) وهذا كله وقع للناس في هذا الزمان بالإخلال في أوقات الصلوات، والإخلال بشروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها.

     والكل بحسبه فمن جهل حكما فيما ذكر فله قسط من الإثم، ويدخل في الساهين، والعياذ بالله.

([37]) أثر صحيح.

     أخرجه أحمد في «الزهد» (199)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص103)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج5 ص159 - الدر المنثور)، وأبو داود في «الزهد» (134)، والطبري في «جامع البيان» (ج18 ص409)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3264)، وسعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج7 ص27).

     وإسناده صحيح، وقد صححه ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج6 ص290).

     وقال العراقي في «المغني» (ج1 ص134): وإسناده صحيح.

وقال الهيثمي في «الزوائد» (ج2 ص261): رجاله رجال الصحيح.

([38]) أثر صحيح.

       أخرجه أبو داود في «الزهد» (165)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص163)، والطبري في «جامع البيان» (ج18 ص408)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص3066)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3263)، وعبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج5 ص159 - الدر المنثور)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص98).

    وإسناده صحيح.

    وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج5 ص159).

([39]) قلت: أما إذا كان جاهلا بصفة الصلاة، فإنه لم ينتفع بها، لأنه مخل فيها، فهذا لابد أن يقع في المحرمات، والبدع، والمنكرات ولابد، كما هو مشاهد من عامة المصلين في البلدان الإسلامية، وذلك بسبب جهلهم بشروط، وأركان، وواجبات الصلاة.

      فهذا المصلي الجاهل لم يطع الصلاة، وما دام كذلك فلم يتأثر بها، لأنها مخالفة لصفة صلاة النبي ه، بناء على ذلك لم تنهه صلاته عن فعله للمخالفات الشرعية.

      فالصلاة التي تنهى العبد عن الفحشاء والمنكر هي ما وافقت قوله ه: «صلوا كما رأيتموني أصلي»؛ وإلا فلا؟!.

([40]) أثر صحيح.

     أخرجه سعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج7 ص30)، وأحمد في «الزهد» (ص324)، والطبري في «جامع البيان» (ج18 ص410).

     وإسناده صحيح.

([41]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص3066)، والطبري في «جامع البيان» (ج18 ص408).

     وإسناده صحيح.

    وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج5 ص159).

([42]) وانظر: «الوسيط في تفسير القرآن المجيد» للواحدي (ج3 ص421).

([43]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو داود في «الزهد» (127)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج7 ص104- تحفة الأشراف)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص166)، وابن المبارك في «الزهد» (501)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص177)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص310)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج8 ص3609).

    وإسناده صحيح.

([44]) أثر صحيح.

         أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص163)، وأبو داود في «الزهد» (133)، وابن أبي حاتم في «الزهد» (32)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5434)، وهناد في «الزهد» (934)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص134)، والعدني في «المسند» (1590- المطالب العالية).

     وإسناده صحيح، وقد صححه ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (ج2 ص96)، والشيخ الألباني في «الصحيحة» (2613).

     وقال العراقي في «المغني» (ج1ص17): موقوفا على ابن مسعود.

     وقال الهيثمي في «الزوائد» (ج1ص80)؛ رجاله ثقات.

([45]) وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص377)، و«الترغيب والترهيب» للمنذري (ج3 ص37).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan