القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / الدر المخبوء في أن النبي يعرف أتباعه في يوم القيامة بعلامة النور في الوجه من أثر الوضوء

2023-11-25

صورة 1
الدر المخبوء في أن النبي يعرف أتباعه في يوم القيامة بعلامة النور في الوجه من أثر الوضوء

       
 

                سلسلة

        من شعار أهل الحديث

 

 
 
    شكل بيضاوي: 19

 

 

 

 

 

 

 

الدر المخبوء

في

أن النبي r يعرف أتباعه في يوم القيامة بعلامة النور في الوجه من أثر الوضوء

 

 

 

 

تأليف:

العلامة المحدث الفقيه

فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

حفظه الله، ونفع الله به الإسلام والمسلمين

 

    

فتوى

شيخ الإسلام ابن تيمية / 

في

أن رأس الفرقة الضالة في النار في الآخرة وأتباعه معه في النار([1])؛ لأنهم أخذوا الدين من كتبه الخبيثة، وتركوا كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وآثار الصحابة الكرام

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج11 ص519): (فمن أحب شيخا مخالفا للشريعة كان معه؛ فإذا دخل الشيخ النار كان معه.

ومعلوم أن الشيوخ المخالفين للكتاب والسنة أهل الضلال والجهالة؛ فمن كان معهم كان مصيره مصير أهل الضلال والجهالة). اهـ

    

نعوذ بالله من الخذلان

درة نادرة

في

أن أهل السنة في وجوههم نور يتلألأ يوم القيامة, وأن أهل البدعة في وجوههم سواد مظلم; يعني: ليس لهم أي نور يوم القيامة

 

قال تعالى: ]يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون[ [آل عمران: 106].

قلت: فتبيض وجوه أهل السنة, وتسود وجوه أهل البدعة.

وقال تعالى: ]تعرف في وجوههم نضرة النعيم[ [المطففين: 24].

قلت: فأهل البدع والأهواء: وجوههم مسودة يوم القيامة.([2])

فعن قتادة / قال: في قوله تعالى: ]فأما الذين اسودت[ [آل عمران: 106]، قال: (هم: أهل البدع كلهم).([3])

وعن أبي أمامة t قال؛ في الخوارج: (هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم، ثم قرأ: ]يوم تبيض وجوه وتسود وجوه [ [آل عمران: 106]).([4])

قلت: فإن سيماء المبتدعة المجرمين يوم القيامة هي: اسوداد الوجوه بسبب إجرامهم في البلدان, فبعد الحساب يؤخذون بالنواصي والأقدام؛ فيرمون في نار جهنم تنكيلا وإذلالا لهم ([5]): ]ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا[ [الإسراء: 60].

قال تعالى: ]يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام[ [الرحمن: 41].

وقال تعالى: ]يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا[ [طه: 102].

وعن الحسن البصري /، في قوله تعالى: ]يعرف المجرمون بسيماهم[ [الرحمن: 41] قال: (يعرفون باسوداد الوجوه، وزرقة العيون).([6])

وعن الضحاك بن مزاحم / قال: في قوله تعالى: ]يعرف المجرمون بسيماهم[ [الرحمن: 41] قال: (بسواد وجوههم، وزرقة أعينهم).([7])

وعن قتادة بن دعامة / قال, في قوله تعالى: ]يعرف المجرمون بسيماهم[ [الرحمن: 41] قال: (يعرفون باسوداد الوجوه).([8])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص41)؛ في قوله تعالى: ]يومئذ زرقا[ [طه: 102]: (زرق العيون).

وقال السدي /: في قوله تعالى: ]يومئذ زرقا[ [طه: 102]؛ قال: (مسودة وجوههم, كالحة).([9])

وقال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج3 ص65): (وانتصاب: «زرقا»؛ على الحال من المجرمين، أي: زرق العيون). اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج3 ص173): (وقوله تعالى: ]يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا[ [طه: 102]؛ قيل: معناه زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال). اهـ

وقال القرطبي المفسر / في «الجامع لأحكام القرآن» (ج11 ص244): (زرقا: حال من المجرمين، والزرق: خلاف الكحل، والعرب تتشاءم بزرق العيون وتذمه، أي: تشوه خلقتهم بزرقة عيونهم، وسواد وجوههم). اهـ

وقال أبو حيان المفسر / في «البحر المحيط» (ج6 ص343): (فالمعنى: تشويه الصورة من سواد الوجه وزرقة العين، وأيضا فالعرب تتشاءم بالزرقة). اهـ

وقال أبو حيان المفسر / في «البحر المحيط» (ج6 ص343): (والظاهر: أن المراد بالزرق زرقة العيون). اهـ

قلت: وذلك غاية في التشويه.

وقال الإمام البغوي / في «معالم التنزيل» (ج5 ص294): (فيحشرون زرق العيون، سود الوجوه). اهـ

قلت: زرق العيون([10])، وصفوا بذلك؛ لأن الزرقة سوف تكون بأسوء حال من التشويه لهم, لأن كانوا أعدى الأعداء لله تعالى, ولرسوله r, وللمؤمنين([11])، والله المستعان.

وقال الإمام ابن الجوزي / في «زاد المسير» (ج5 ص321): (والمراد: أنه يشوه خلقهم بسواد الوجوه، وزرق العيون). اهـ

قلت: فيحشر الكفرة، والمبتدعة بزرق العيون، وسود الوجوه، قد تغيرت أعينهم، ووجوههم، وأجسامهم إلى أشكال قبيحة، ومخيفة بسبب ما قاموا به من الإجرام في الحياة الدنيا، مع ادعائهم أن هذا الإجرام هو الإصلاح في البلدان([12])، نعوذ بالله من الخذلان.

قال تعالى: ]أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين[ [البقرة: 16].

وقال تعالى: ]صم بكم عمي فهم لا يرجعون[ [البقرة: 18].

وقال تعالى: ]ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم[ [البقرة: 7].

وقال تعالى: ]يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون[ [البقرة: 9].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: ]فيؤخذ بالنواصي والأقدام[ [الرحمن: 41]، قال: (تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه).([13])

وذكر ابن عطية المفسر في «المحرر الوجيز» (ج8 ص176)؛ أن الله أخبر في هذه الآية أن الأخذ يكون بالنواصي، ويكون بالأقدام، والعياذ بالله.

قال تعالى: ]خذوه فغلوه (30) ثم الجحيم صلوه[ [الحاقة: 30، 31].

وقال تعالى: ]كذلك نفعل بالمجرمين[ [المرسلات: 18].

وقال تعالى: ]إن المجرمين في ضلال وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر[ [القمر: 47، 48].

وقال تعالى: ]كذلك سلكناه في قلوب المجرمين[ [الشعراء: 200].

وقال تعالى: ]من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون[ [الأعراف: 186].

وبين ابن عطية المفسر في «المحرر الوجيز» (ج8 ص175)؛ أن سيماء المجرمين يوم القيامة: هي اسوداد الوجوه، وزرقة العيون؛ كما جاء في أقوال السلف، ثم ذكر احتمالا آخر، فقال: (ويحتمل أن يكون غير هذا من التشويهات). اهـ

قال تعالى: ]وجوه يومئذ مسفرة (38) ضاحكة مستبشرة (39) ووجوه يومئذ عليها غبرة (40) ترهقها قترة (41) أولئك هم الكفرة الفجرة[ [عبس: 38 - 42].

وقال تعالى: ]فمنهم شقي وسعيد[ [هود: 105].

وقال تعالى: ]فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة[ [الأعراف: 30].

وقال تعالى: ]فريق في الجنة وفريق في السعير[ [الشورى: 7].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله تعالى: ]سيماهم في وجوههم[ [الفتح: 29]، قال: (بياض يغشى وجوههم يوم القيامة).([14])

وقال تعالى: ]إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى[ [طه: 74].

وقال تعالى: ]ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا[ [الإسراء: 97].

وقال تعالى: ]ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين[ [الزمر: 60].

وقال تعالى: ]ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا[ [الإسراء: 60].

قلت: فيا معشر المسلمين, ارغبوا فيما رغبكم الله تعالى فيه, واحذروا مما حذركم الله تعالى منه, وخافوا مما خوفكم الله تعالى به من عذابه وعقابه, ومن جهنم, اللهم سلم سلم: ]فذكر بالقرآن من يخاف وعيد[ [ق: 45].

قال تعالى: ]ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير[ [آل عمران: 28].

وقال تعالى: ]إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها[ [الكهف: 29].

وقال تعالى: ]فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون[ [الذاريات: 60].

وقال تعالى: ]أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها[ [محمد: 24].

قلت: ويوزن العبد؛ مثل: المبتدع يوم القيامة، فلا يزن جناح بعوضة، لما له من الأعمال الباطلة عند الله تعالى؛ لأنه لا قيمة له يوم القيامة.([15])

فعن أبي هريرة t، عن رسول الله r قال: (إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرءوا، ]فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا[ [الكهف: 105]).([16])

وعن الحسن البصري /, قال: (لا يقبل الله من صاحب البدعة شيئا).([17])

وعن الفضيل بن عياض / يقول: (لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل).([18])

ﭑ ﭑ ﭑ

 

    

فتوى

شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / 

في

أن أهل البدع بجميع أنواعهم لا يشربون من حوض النبي r يوم القيامة، فيهلكون من العطش بسبب ما أحدثوه من الباطل في المساجد وغيرها

 

 

سئل فضيلة الشيخ: بالنسبة لحديث الحوض والذي يرده الناس, والذي يكون الرسول r قائما عليه؛ من هم: هؤلاء الناس الذين يمنعون من الشرب, هل هم: أصحاب البدع ([19])، وهل للبدع أنواع؟.

فأجاب فضيلته: (الممنوع من الشرب من حوض النبي r يوم القيامة؛ كل من أحدث في دين الله تعالى ما ليس منه ([20])؛لأن النبي r يقال له: (لا تدري ما أحدثوا بعدك).

وكل ما كان المسلم أقوى في الاتباع للرسول r كان وروده أضمن.([21])

ولهذا قيل: من ورد على شريعتي فشرب, ورد على حوضي فشرب, ومن لا؛ فلا: ]ولكل درجات مما عملوا[ [الأنعام: 132].

وأما قول السائل: هل البدع أنواع; فنعم: هي أنواع متعددة كثيرة؛ منها: ما يصل إلى الكفر, ومنها: ما دون ذلك).([22]) اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

    

رب يسر وأعن

المقدمة

 

إن الحمد للـه نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللـه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده اللـه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

                        [آل عمران: ١٠٢].

                                     ﭡﭢ             ﭨﭩ          [النساء: ١ ].

                               ﯔﯕ                  [الأحزاب: ٧٠].

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كتاب اللـه، وخير الهدي هدي محمد ه، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فهذا جزء لطيف حديثي؛ جمعت فيه بعض الآثار عن النبي r, والتي تبين أن النبي r لا يعرف المسلم الذي من أمته؛ إلا من علامة البياض فيه من آثار الماء في الوضوء, وإلا فلا يعرفه r.

لذلك يجب إتقان الوضوء للصلاة على صفة وضوء النبي r ([23])، ومعرفة ذلك عن طريق تعلم العلم النافع في أحكام الطهارة([24]) جملة وتفصيلا.([25])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج19 ص99): (إن الإنسان مضطر إلى الشرع؛ فإنه بين حركتين: حركة يجلب بها ما ينفعه؛ وحركة يدفع بها ما يضره. والشرع: هو النور الذي يبين ما ينفعه وما يضره، والشرع نور الله في أرضه وعدله بين عباده وحصنه الذي من دخله كان آمنا). اهـ

هذا والله أسال أن يجعل عملنا هذا بما يرضيه سبحانه وتعالى.

كتبه

أبو عبد الرحمن الأثري

    

وبه أستعين

ذكر الدليل على أن النبي r لم يعرف أمته إلا من العلامة البيضاء التي تكون موجودة في الوجه من أثر الوضوء, ولا تكون هذه العلامة موجودة إلا إذا صح الوضوء([26])، وقبل في الشرع, وكان على صفة وضوء النبي r

 

 

1) عن حذيفة بن اليمان t، قال: قال رسول الله r: (إن حوضي لأبعد من أيلة([27]) من عدن والذي نفسي بيده، إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه قالوا: يا رسول الله وتعرفنا؟ قال: نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم). وفي رواية: (والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجل). وفي رواية: (يا رسول الله وهل تعرفنا يومئذ ؟ قال: نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص217 و218)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1438)، وابن حبان في «صحيحه» (ج16 ص225)، وابن طرخان في «مشيخته» (ص224 و225)، وأبو القاسم البسري في «أماليه» (ق/147/ط)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص309)، وابن أبي عاصم في «السنة» (761)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج1 ص70 و71)، وفي «تاريخ دمشق» (ج18 ص37 و38)، وابن اللتي في «مشيخته» (ص400 و401)، والمخلص في «المخلصيات» (ج2 ص122)، وأبو البقاء الدمشقي في «مشيخته» (ص287) من طريق علي بن مسهر عن سعد بن طارق الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان t به.

وعلقه البخاري كتاب: «الرقائق» من «صحيحه» (6205).

الغرة: بياض في وجه المسلم يوم القيامة, وهو نور في وجهه.

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج2 ص138): (ومعنى غرا: قال أهل اللغة الغرة بياض في وجه الفرس، والتحجيل بياض في يديها ورجليها قال العلماء: سمي النور([28]) الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة، وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس). اهـ

التحجيل: بياض في القدم, وهو بياض فيه نور.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج2 ص53): (قوله r: (أنتم الغر المحجلون يوم القيامة)؛ هذا من خصائص هذه الأمة.

والغرة: بياض في وجه الفرس.

والتحجيل: بياض في أرجله.

وذلك لأن الوضوء يطهر به الوجه, ويطهر به الذراعان, ويطهر به القدمان, فتأتي هذه الآية يوم القيامة غرا محجلين.

وهذا التحجيل ليس مجرد بياض, بل هو بياض فيه نور؛ فتكون لهم هذه السيما فضلا من الله سبحانه وتعالى عليهم). اهـ

قلت: وهذا يدل على أن رسول الله r يعرف أمته يوم القيامة؛ بهذا العمل العظيم، وهو الوضوء فمن لم يأت به على الوجه المطلوب شرعا، فلا يكون من أمته r؛ يعني: أمة الإجابة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص365): (وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص365): (وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص355): (ما في القلب من النور والظلمة، والخير والشر يسري كثيرا إلى الوجه والعين). اهـ

وعن الإمام يحيى بن معين / قال: (الله تعالى قدر الذنوب على عباده، ويعذبهم عليها، وهم: صاغرون).([29])

2) وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: (إن حوضي أبعد من أيلة من عدن([30])؛ لهو أشد بياضا من الثلج، وأحلى من العسل باللبن([31])، ولآنيته([32]) أكثر من عدد النجوم، وإني لأصد الناس عنه، كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا: يا رسول الله أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم لكم سيما([33]) ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا، محجلين من أثر الوضوء).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (247)، وأبو عبيد في «الطهور» (30)، وأبو نعيم في «المسند الصحيح» (ج1 ص309)، والنسائي في «السنن الكبرى» (166)، وفي «المجتبى» (ج1 ص93)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج1 ص7)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص244)، وابن حبان في «صحيحه» (ج2 ص192)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص426)، والبيهقي في «البعث والنشور» (708) من طريق يحيى بن زكريا، ومروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة t به.

قال أبو العباس القرطبي / في «المفهم» (ج1 ص506): (قوله r: (إني لأصد الناس)؛ أي: لأمنع وأطرد الناس؛ بمعنى: أنه يأمر بذلك, والمطرودون هنا الذين لا سيماء لهم من غير هذه الأمة ([34])). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج1 ص471): (قوله r: (إن أمتي)؛ يعني: أمة الإجابة([35])). اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج20 ص258): (وأما قوله r: (فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء)؛ ففيه دليل على أن الأمم أتباع الأنبياء([36]) لا يتوضأون مثل وضوئنا على الوجه؛ فاليدين، فالرجلين؛ لأن الغرة في الوجه، والتحجيل في اليدين والرجلين؛ هذا ما لا مدفع فيه على هذا الحديث). اهـ

قلت: فالنبي r يعرف أمته من بين الأمم من النور الذي في وجوههم من آثار الوضوء.([37])

قلت: والسيماء: العلامة, والغرة والتحجيل من خواص هذه الأمة.([38])

قال تعالى: ]سيماهم في وجوههم[ [الفتح: 29].

وقال تعالى: ]أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه[ [الزمر: 22].

قال القاضي عياض / في «إكمال المعلم» (ج2 ص43): (قد استوفى r في قوله: (غرا محجلين)؛ جميع أعضاء الوضوء؛ لأن الغرة بياض في جبهة الفرس، والتحجيل بياض في يديه ورجليه، فاستعار للنور الذي يكون بأعضاء الوضوء يوم القيامة اسم الغرة، والتحجيل على جهة التشبيه). اهـ

قلت: فالغر جمع أغر, وسمي أبيض الوجه أغر استعارة من غرة الفرس, أي: فاستعير للنور الذي يكون بأعضاء الوضوء يوم القيامة.([39])

قال أبو العباس القرطبي / في «المفهم» (ج1 ص499): (وأصل الغرة لمعة بيضاء في جبهة الفرس([40]), تزيد الغرة على قدر الدرهم, يقال منه: فرس أغر, ثم قد استعمل في الجمال، والشهرة، وطيب الذكر.

والتحجيل: بياض في اليدين والرجلين من الفرس, وأصله من الحجل؛ وهو الخلخال، والقيد). اهـ

وبوب الحافظ أبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص292): باب: في فضل من أحسن وضوءه.([41])

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج1 ص475): (وفي هذا الحديث من الفوائد: فضيلة الوضوء, والحث على إسباغ الوضوء؛ أي: إتمامه وإكماله, فتأتي يوم القيامة، وقد كمل نورك، وضوءك). اهـ

3) وعن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: (ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه([42])، كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي. فيجيبني ملك، فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (247)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص308) من طريق ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة t به.

قلت: فسألوا النبي r هل تعرفنا؟ قال: «نعم», وذلك بما يأتون يوم القيامة من كونهم غرا محجلين من أثر ماء الوضوء.

ووصف النبي r الحوض؛ بأن ماءه أبيض من الثلج واللبن, وأحلى من العسل, وأطيب من رائحة المسك, وهذه كلها صفات تدعو المسلم إلى الحرص للشرب من الحوض.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج2 ص55): (هذا فيه دليل على فضيلة هذه الأمة؛ بكونهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين). اهـ

4) وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r أتى المقبرة، فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا: أولسنا إخوانك؟ يا رسول الله قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك؟ يا رسول الله فقال: أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟([43]) قالوا: بلى يا رسول الله قال: فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض([44]) ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم([45]) فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا([46])).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (249)، ومالك في «الموطأ» (ج1 ص28)، وأبو نعيم في «المسند الصحيح» (ج1 ص306)، والنسائي في «السنن الكبرى» (167)، وفي «المجتبى» (ج1 ص63)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص375)، وأبو عبيد في «الطهور» (33)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص322)، والبيهقي في «البعث والنشور» (709)، وابن حبان في «صحيحه» (ج5 ص68) من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة t به.

قال الإمام الطيبي / في «الكاشف» (ج2 ص23): (قوله r: (وأنا فرطهم)؛ أي: متقدمهم إلى حوضي في الحشر). اهـ

قلت: فالأمة يعرفهم النبي r بما عليهم من سيما هذه الأمة من الغرة, والتحجيل, فإذا رآهم النبي r عرفهم بالسيماء, ومن كان من أصحابه يعرفهم بأعيانهم, فيناديهم ألا هلم؛ أي: تعالوا فاشربوا من الحوض.

حتى يأتي الذين بدلوا في الدين؛ كالمنافقين, والمرتدين, والمبتدعين, فحيل بينهم, وبين النبي r, وأخذ بهم, فيطفأ نورهم, فيبغون في الظلمات, فينقطع بهم عن الورود, وعن جواز الصراط.

فحينئذ يقولون للمؤمنين: ]انظرونا نقتبس من نوركم[ [الحديد: 13].

فيقال لهم: ]ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا[ [الحديد: 13]؛ مكرا، وتنكيلا؛ ليتحققوا مقدار ما فاتهم، فيعظم أسفهم وحسرتهم.([47])

5) وعن نعيم بن عبد الله المجمر، قال: (رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد([48])، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق([49])، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله r يتوضأ. وقال: قال رسول الله r: أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله([50])).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (246)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص308)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص243) من طريق عمارة بن غزية الأنصاري، عن نعيم بن عبد الله المجمر به.

6) وعن نعيم بن عبد الله، أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال سمعت رسول الله r يقول: (إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (136)، ومسلم في «صحيحه» (246)، وأبو عبيد في «الطهور» (26)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص425)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص400)، وابن حبان في «صحيحه» (1046)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج1 ص308)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج1 ص57) من طريق  سعيد بن أبي هلال، عن نعيم بن عبد الله به.

وقوله r: (غرا محجلين)؛ غرا: جمع أغر؛ أي: ذو غرة.

وأصل الغرة: لمعة بيضاء تكون في جبهة الفرس, ثم استعملت في الشهرة, وطيب الذكر.

ومحجلين: من التحجيل, وهو بياض يكون في قوائم الفرس, وأصله من الحجل, وهو الخلخال.

والمعنى: أن النور يسطع في وجوههم وأيديهم, وأرجلهم يوم القيامة.

وهذا من خصائص هذه الأمة, التي جعلها الله تعالى شهداء على الناس.([51])

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج1 ص63): باب فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء.

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج1 ص471): (قوله r: (إن أمتي) يعني: أمة الإجابة (يدعون يوم القيامة)؛ أي: ينادون؛ كما قال تعالى: ]ندعو كل أناس بإمامهم[ [الإسراء: 71]، وقال تعالى: ]وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها[ [الجاثية: 28]؛ فيحكم بينها بكتابها الذي نزل عليها, ويحكم عليها بكتابها الذي كتب عليها؛ لأن كل أمة لها كتابات: كتاب نزل عليها تشريعا, وكتاب كتب عليها مجازاة وحسابا؛ كما قال تعالى: ]وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا[ [الإسراء: 13]؛ فيوم القيامة يدعى الناس بكتابهم, أي: بإمامهم المنزل عليهم, والمكتوب عليهم, وتدعى هذه الأمة على هذا الوصف:

(غرا)؛ جمع أغر, والغرة بياض في وجه الفرس, وهذا البياض ليس بياض عيب وبرص, لكنه بياض نور, فهي تتلألأ نورا من آثار الوضوء يعرفون بها, قال النبي: (سيما ليست لأحد غيركم)؛ أي: علامة ليست لغير هذه الأمة.

(محجلين)، والمراد بالتحجيل هنا, بياض الأطراف, الرجلين واليدين, ومعلوم أن الوضوء يصل إلى الكعبين في الرجلين, وإلى المرفقين في اليدين, فتأتي هذه المواضع بيضاء تلوح نورا؛ لأن الناس في يوم القيامة كلهم عراة ليس عليهم لباس, فيتبين هذا, فيدعون به يوم القيامة.

وقوله r: (من آثار الوضوء)؛ أي: من آثار غسلها؛ لأنها تطهر بالوضوء من كل خطيئة). اهـ

7) وعن سهل بن سعد t، قال: قال النبي r: (إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (6583)، و(7050)، ومسلم في «صحيحه» (2290)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص333)، والشحامي في «الأحاديث السباعيات الألف» (ص142 و143)، والبيهقي في «البعث والنشور» (707) من طريق محمد بن مطرف، ويعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم، عن سهل بن سعد t به.

قلت: فهذه الأحاديث تدل على أن من أحدث البدع والأهواء في الدين, فإنه يطرد عن الحوض كائنا من كان يوم القيامة؛ مثل: أهل البدع, وأهل الكبائر([52]) الذين أعلنوا بالمخالفات الشرعية, وأصروا عليها, ولم يتوبوا عنها, وماتوا عليها, والعياذ بالله.([53])

قال الإمام ابن عبد البر / في «الاستذكار» (ج2 ص184): (وكل من أحدث في الدين ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض والمبعدين عنه.

وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم؛ مثل: الخوارج: على اختلاف فرقها، والروافض: على تباين ضلالها، والمعتزلة: على أصناف أهوائها، وجميع أهل الزيغ والبدع؛ فهؤلاء كلهم مبدلون

وكذلك الظلمة المسرفون في الجور، والظلم، وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم؛ كلهم مبدل يظهر على يديه من تغيير سنن الإسلام.

وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: (من أراد الله فأخطأ أقل فسادا مما جاهر بترك الحق، المعلنين بالكبائر، المستخفين بها)). اهـ

وقال الإمام القرطبي / في «التذكرة» (ج2 ص710): (قال علماؤنا رحمة الله عليهم([54]):فكل من ارتد عن دين الله, أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله, فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه, وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم؛ كالخوارج: على اختلاف فرقها, والروافض: على تباين ضلالها, والمعتزلة: على أصناف أهوائها؛ فهؤلاء كلهم مبدلون, وكذلك الظلمة المسرفون في الجور، والظلم، وتطميس الحق, وقتل أهله وإذلالهم, والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي.

وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع.

ثم البعد قد يكون في حال ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال، ولم يكن في العقائد, وعلى هذا التقدير يكون نور الوضوء يعرفون به, ثم يقال لهم: سحقا, وإن كانوا من المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله r يظهرون الإيمان ويسترون الكفر فيأخذهم بالظاهر.

ثم يكشف لهم الغطاء فيقول لهم: سحقا سحقا, ولا يخلد في النار إلا كافر جاحد مبطل ليس في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان). اهـ

قلت: وإن من أنفذ الله تعالى عليه وعيده من أهل الكبائر في دخوله النار؛ فإنه لا يرد على الحوض، ولا يشرب منه؛ لأنه أحدث بعد النبي r الفسق والفجور, وأسرف في المعاصي والمحرمات, فاستحق أن يدخل النار, والعياذ بالله.

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «فتاوى نور على الدرب» (ج1 ص116): (وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله r أن بعض العصاة يدخل النار، ويبقى فيها ما شاء الله، ثم يخرجه الله سبحانه من النار بسبب توحيده، وإيمانه، وإسلامه إلى الجنة). اهـ

قلت: وأكثر قراء القرآن في هذا الزمان لن يشربوا من الحوض؛ لأنهم من أهل الأهواء، لذلك لم يعملوا بالقرآن، كما جاء ذلك عنهم في السنة والآثار، اللهم سلم سلم.

فعن عبد الله بن مسعود t أن رسول الله r قال: (أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم , يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية).

حديث صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (39045)، والدارمي في «المسند» (222)، وابن وضاح في «البدع» (278) من طريق عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده عن ابن مسعود t به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

قلت: فهؤلاء القراء في هذا الزمان يضلون ويفتنون بقراءتهم للقرآن، حيث أنهم يتحزبون ثم يتعاونون في المساجد مع أهل التحزب في البلدان الإسلامية لنيل مآربهم ومصالحهم الدنيوية([55])، والعياذ بالله.

وعن الحسن البصري / قال: (ألا إن من شرار الناس أقواما قرءوا هذا القرآن لا يعملون بسنته).

أثر صحيح

أخرجه ابن وضاح في «البدع» (283) من طريق أسد قال: أخبرنا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبيد الله عن الحسن البصري به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

قلت: فهؤلاء القوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم من الهمج والرعاع.([56])

وبوب الإمام المستغفري في «فضائل القرآن» (ج1 ص149): باب ما جاء في ذكر النبي r نشأ يتخذون القرآن مزامير، والنهي عن قراءة القرآن بهذه الألحان المبتدعة.

قلت: إنما يقرأ المسلم بلحون العرب، وطرائقها في القراءة والترتيل، مثل قراءة النبي r، والصحابة y، والسلف.([57])

وبوب الحافظ ابن الجوزي في «الحدائق» (ج1 ص508) باب: ذم من يقرأ القرآن، ولا يعمل به.

فعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه).([58])

وعن مالك بن أنس / قال: (يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن؛ كما أن الغيث ربيع الأرض).([59])

وعن عقبة بن عامر t قال: قال رسول الله r: (أكثر منافقي أمتي قراؤها). وفي رواية: (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها).([60])

حديث حسن

أخرجه الفريابي في «صفة النفاق» (32)، والبخاري في «خلق أفعال العباد» (614)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج12 ص282)، والسلفي في «الأربعين» (37)، والروياني في «المسند» (ج1 ص171 و172)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج10 ص357)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» (ج2 ص6)، والذهبي في «المعجم اللطيف» (2)، وفي «السير» (ج8 ص351)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص103)، وعبد الله بن المبارك في «الرقائق» (503)، وابن قتيبة في «غريب الحديث» (ج1 ص453)، وتمام الرازي في «الفوائد» (957)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج35 ص76)، وفي «معجم الشيوخ» (608)، وابن عدي في «الكامل» (ج4 ص1466)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص155)، وأبو نعيم في «صفة المنافقين والنفاق» (154)، والشحامي في «الأحاديث السباعيات الألف» (ص117)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (ج1 ص161)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص425)، وابن وضاح في «البدع» (257)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (944) من طرق عن ابن لهيعة، والوليد بن المغيرة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر t به.

قلت: وهذا سنده حسن، لحال مشرح بن هاعان، فإنه صدوق، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج2 ص276).

وتابعه أبو عشانة حي بن يؤمن، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r يقول: (أكثر منافقي أمتي قراؤها).

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص305) من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر t به.

وإسناده حسن في المتابعات.

وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج8 ص27)؛ فيما رواه من طريق قتيبة بن سعيد: (هذا حديث محفوظ، قد تابع فيه الوليد بن المغيرة: ابن لهيعة، عن مشرح).اهـ

وذكر الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج11 ص238) متابعة الوليد بن المغيرة؛ لابن لهيعة.

وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج6 ص229)؛ ثم قال: رواه أحمد، والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات.

وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج11 ص238)، والهندي في «كنز العمال» (ج10 ص186).

قال الحافظ البغوي في «شرح السنة» (ج1 ص77): (وقوله: (أكثر منافقي أمتي قراؤها)؛ فهو أن يعتاد ترك الإخلاص في العمل). اهـ

وله شاهد: من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها).([61])

حديث حسن

أخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص175)، وابن وضاح في «البدع» (282)، وابن المبارك في «الزهد» (451)، وفي «الرقائق» (504)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص258)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص702)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص74)، والفريابي في «صفة النفاق» (ص42)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج12 ص280 و281)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج11 ص3575)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج2 ص575)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج1 ص257)، وفي «خلق أفعال العباد» (613)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص228) من طريق شراحيل بن يزيد، ودراج بن سمعان عن محمد بن هدية، وعبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به.

قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج2 ص276).

وقال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج2 ص90): (وقد روي هذا عن عبد الله بن عمرو، عن النبي عليه السلام بإسناد صالح). اهـ

وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج6 ص229)؛ ثم قال: رواه أحمد، والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات.

وعن عبد الله بن مسعود t قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة يجرى عليها، إذا ترك([62]) منها شيء قيل: تركت السنة، وفي رواية: [غيرت السنة]. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم، وكثرت جهالكم، وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين).([63])

أثر صحيح

أخرجه الدارمي في «المسند» (186)، واللالكائي في «الاعتقاد» (123)، وابن وضاح في «البدع» (285)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص514)، والبيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (858)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1135)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (19003)، ونعيم بن حماد في «الفتن» (52)، ومعمر بن راشد في «الجامع» (ج11 ص359)، وأبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (281)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (758)، وابن حزم في «الإحكام» (ج7 ص881)، والخطابي في «العزلة» (ص11) من طرق عن عبد الله بن مسعود t به.

وإسناده صحيح، وصححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص155).

قلت: في هذا الأثر التبيين الدقيق لواقع المتعالمة، والمقلدة، والقراء([64]) في زماننا هذا الذين بدلوا، وحرفوا في أحكام الدين في الأصول والفروع.

قلت: والإضلال عقوبة من الله تعالى لمن لم يقبل الحق بعد معرفته، بقول الله تعالى، ورسوله r.

قال تعالى: ]وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم[ [التوبة: 115].

وقال تعالى: ]وإن كثيرا من الناس لفاسقون[ [المائدة: 49].

وقال تعالى: ]ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه[ [الطلاق: 1].

قلت: وأكثر قراء هذا الزمان يدخلون في هذه الآيات([65])؛ لأنهم يقرؤون القرآن من أجل الدنيا([66])، وهم أيضا من أتباع الجماعات الحزبية، فهم: مبتدعة من أهل الضلالة والأهواء، فهذا القرآن عليهم لا لهم يوم القيامة.

قال العلامة الشيخ الألباني / في «الصحيحة» (ج5 ص284): (ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن، لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى، وليس للدنيا والدرهم والدينار، وإلا فقد قال r: (أكثر منافقي أمتي قراؤها». اهـ

يقول الله تعالى في محكم كتابه: ]ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين[ [آل عمران: 178].

قلت: ففي هذه الآية بيان بليغ من الله عز وجل؛ لسنته مع أهل الباطل، وأعداء أوليائه أنه يملي لهم، ويتركهم يستمرون في باطلهم وظلمهم، ومحاربتهم لأوليائه، ويكثر أتباعهم وأنصارهم على الباطل، لا لكون ما هم عليه هو الحق، وأن غيرهم على الباطل!، ولكن ليزيد من أوزارهم، ويكون ذلك وبالا عليهم، وليبتلي بهم أهل الحق فيزيد من أجورهم، ويمحص عباده ليعلم منهم الصادق ممن يعبده على حرف.

قال العلامة السعدي / في «تفسيره» (ج1 ص460)؛ عند الآية: (أي: ولا يظن الذين كفروا بربهم ونابذوا دينه، وحاربوا رسوله r أن تركنا إياهم في هذه الدنيا، وعدم استئصالنا لهم، وإملاءنا لهم خير لأنفسهم، ومحبة منا لهم.

كلا ليس الأمر كما زعموا، وإنما ذلك لشر يريده الله بهم، وزيادة عذاب وعقوبة إلى عذابهم، ولهذا قال تعالى: ]إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين[ [آل عمران: 178] فالله تعالى يملي للظالم، حتى يزداد طغيانه، ويترادف كفرانه، حتى إذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر، فليحذر الظالمون من الإمهال، ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال). اهـ

قلت: والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، فانتبه. ([67])

 

هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله-  سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله،  وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) مثل: ربيع المدخلي وأتباعه في نار جهنم في الآخرة إذا لم يتوبوا إلى الله؛ لأنهم أخذوا الدين من كتبه الضالة!، فأفسدوا البلدان بها باسم السلفية!، وفرقوا المسلمين في البلدان باسم السنة!، وعثوا في الأرض الإجرام، فوقعوا في الضلالات الكبرى والصغرى، ولابد.

      قال تعالى: ]فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين[ [الأعراف: 74].

       قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج12 ص359): (فقابلهم قوم أرادوا تقويم السنة فوقعوا في البدعة. وردوا باطلا بباطل وقابلوا الفاسد بالفاسد). اهـ

       قلت: فسبحان الله؛ كأن شيخ الإسلام / يتكلم عن ربيع وأتباعه، والله المستعان.

([2]) وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج4 ص167)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج3 ص722)، و«تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (ج3 ص729)، و«جامع البيان» للطبري (ج5 ص665)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج1 ص88)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج2 ص92).

([3]) أثر صحيح.

       نقله عنه البغوي في «معالم التنزيل» (ج1 ص88)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج3 ص125).

([4]) أثر صحيح.

       أخرجه الحارث في «المسند» (ص221-الزوائد)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص226)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص253 و250 و269)، والآجري في «الشريعة» (ج1 ص156)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص307)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص102)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج5 ص1429)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص623)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص62) من طرق عن أبي أمامة t به.

      وإسناده صحيح.

([5]) وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج7 ص499 و500)، و«التخويف من النار» لابن رجب (ص232)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج14 ص130).

([6]) أثر صحيح.

       أخرجه عبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص265)، والطبري في «جامع البيان» (ج22 ص231).

      وإسناده صحيح.

([7]) أثر صحيح.

        أخرجه هناد في«الزهد» (302).

        وإسناده صحيح.

        وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص129).

([8]) أثر صحيح.

       أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج22 ص231).

      وإسناده صحيح.

([9]) علقه يحيى بن سلام في «تفسير القرآن» (ج1 ص278).

([10]) قلت: صفة العدو هذه يوم القيامة, والعياذ بالله.

([11]) وانظر: «تفسير القرآن» للسمعاني (ج3 ص354)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج11 ص244)، و«أنوار التنزيل وأسرار التأويل» للبيضاوي (ج2 ص77)، و«جامع البيان» للطبري (ج16 ص211)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج9 ص343)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج5 ص294)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج16 ص261)، و«زاد المسير» لابن الجوزي (ج5 ص321).

([12]) قلت: والقول الصحيح: أن يقال هو الفساد العريض في البلدان.

       قال تعالى: ]وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون[ [البقرة: 11، 12].

       وقال تعالى: ]في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون[ [البقرة: 10].

([13]) أثر حسن؛ بهذا اللفظ.

       أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3325).

      وإسناده حسن.

      وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص130).

       وأخرجه البيهقي في «البعث والنشور» (591) بلفظ آخر، ولا يصح.

       وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص268)، وعزاه للبيهقي.

([14]) أثر صحيح.

       أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (ج3 ص21)، وابن نصر في «قيام الليل» (ص16)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج2 ص817).

       وإسناده صحيح.

        وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج13 ص519).

([15]) وانظر: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم» للالكائي (ج1 ص343 و344).

([16]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (4729)، ومسلم في «صحيحه» (2785).

([17]) أثر حسن.

        أخرجه الالكائي في «الاعتقاد» (238).

        وإسناده حسن.

([18]) أثر صحيح.

        أخرجه السلفي في «الطيوريات» (27)، واللالكائي في «الاعتقاد» (239)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج8 ص103).

        وإسناده صحيح.

([19]) وهم الذين أحدثوا الضلالات في البلدان الإسلامية؛ مثل: «الجماعات الحزبية» كلها، اللهم سلم سلم.

([20]) مثل: «الإخوانية»، و«القطبية»، و«السرورية»، و«التراثية»، و«الربيعية»، و«الطالحية»، و«الإباضية»، و«الأشعرية»، و«الداعشية»، و«الصوفية»، وغيرهم من المبتدعة: ]وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص[ [ق: 36].

         قال تعالى: ]إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد[ [ق: 37].

([21]) فالمتبع للرسول r حق الاتباع, فهذا الذي سوف يشرب من حوض النبي r.

([22]) انظر: «موقع سماحته»؛ فتاوى نور على الدرب: (شريط: 302): «من هم الذين يمنعون من الشرب من حوض النبي r؟».

([23]) ويكون بتعلم صفة وضوء النبي r وفروضه, وسننه, ونواقضه, وذلك عن طريق دروس أهل الحديث الصافية من الأحاديث الضعيفة في أحكام الطهارة, وإلا لا يستطيع العبد أن يعرف صفة وضوء النبي r الذي علمه الصحابة الكرام.

([24]) لكي يعرف النبي r هذا العبد, فإذا لم يكن فيه هذا النور فلا يعرفه النبي r.

     وإذا لم يعرفه النبي r؛ فهو هالك, ومن المطرودين من أمته, ومن الحوض يوم القيامة, فيبقى مثل: البعير الضال، اللهم سلم سلم.

([25]) وطريق معرفة صفة وضوء النبي r هو العلم الصحيح، فافطن لهذا.

([26]) وأما من جاء ووضوءه باطلا يوم القيامة, وليس على صفة وضوء النبي r لم يحصل على هذه العلامة البيضاء في وجهه.

       فمن كان كذلك فلا يعرفه النبي r يوم القيامة, ولا يعتبر من أتباعه, ولا يشرب من الحوض, وهو مطرود منه.

       فمن كان كذلك فهو هالك, ولابد.

([27]) أيلة: بفتح الألف, وسكون الياء, بلدة على ساحل البحر الأحمر, وتسمى اليوم: «إيلات».

     انظر: «الأنساب» للسمعاني (ج1 ص237)، و«معجم البلدان» للحموي (ج1 ص292).

([28]) قلت: فالنبي r يعرف المسلم بهذا النور في وجهه, وإلا فلا, اللهم سلم سلم.

([29]) أثر صحيح.

        أخرجه ابن محرز في «معرفة الرجال» (ص267).

        وإسناده صحيح.

([30]) أي: بعد ما بين طرفي حوضي أزيد من بعد أيلة من عدن.

([31]) أي: المخلوط به.

([32]) والآنية جمع إناء، وهي الأوعية، والأواني جمع الجمع.

([33]) السيما: العلامة.

       انظر: «المنهاج» للنووي (ج3 ص135)، و«إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج2 ص43)، و«المفهم» للقرطبي (ج1 ص499)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص471 و472).

([34]) يعني: من غير أمة الإجابة؛ مثل: المنافقين, والمبتدعين, فهؤلاء من الأمة في الجملة, لكنهم ليسوا من أمة الإجابة.

      وانظر: «التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص471).

([35]) وهي التي استجابت للرسول r في الأصول, والفروع في الدين.

([36]) وأما حديث: (هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي)؛ فهو حديث منكر لا يصح.

       أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج20 ص260)، وغيره.

     وإسناده ضعيف فيه زيد بن الحواري، وهو ضعيف، وقد اختلف عليه فيه أيضا.

      وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص407).

       والحديث ضعفه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج20 ص259)، وغيره.

([37]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج20 ص261 و262).

([38]) وانظر: «إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج2 ص43).

([39]) انظر: «إكمال إكمال المعلم» لأبي (ج2 ص44)، و«مكمل إكمال الإكمال» للسنوسي (ج2 ص44)، و«المنهاج» للنووي (ج3 ص135)، و«المجموع» له (ج1 ص427)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج2 ص16)، و«إحكام الأحكام» لابن دقيق العيد (ص98 و99)، و«الإعلام» لابن الملقن (ج1 ص408)، و«مرقاة المفاتيح» للقاري (ج2 ص28)، و«عمدة القاري» للعيني (ج2 ص249).

([40]) قلت: فيعرف النبي r أمته من غيرها؛ كما يعرف هذا الرجل فرسه, وخيله بين الخيول.

      وانظر: «إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج2 ص43).

([41]) قلت: ولا يعرف العبد الوضوء الصحيح حتى يتعلم أحكام الطهارة, وإلا فلا.

([42]) بمعنى: أطرد، وأمنع.

([43]) والمراد نفس الغني والمعنى بين أفراس، وقوله r: (دهم بهم); أي: سود لم يخالط لونها لون آخر.

([44]) أي: متقدمهم إليه؛ يقال: فرط يفرط فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم.

([45]) معناه: تعالوا, وهلموا يا رجال، وللمرأة هلمي، وللمرأتان هلمتا، وللنسوة هلممن.

([46]) معناه: بعدا بعدا, والمكان السحيق البعيد, ونصب على تقدير: ألزمهم الله سحقا، أو سحقهم سحقا.

       وانظر: «المصباح المنير» للفيومي (ص329)، و«المفهم» للقرطبي (ج1 ص499)، و«المنهاج» للنووي (ج3 ص135).

([47]) وانظر: «المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم» لأبي العباس القرطبي (ج1 ص504 و505)، و«إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج2 ص45 و46)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص471).

([48]) معناه: أدخل الغسل فيهما.

([49]) الغرة: بياض في جبهة الفرس، والتحجيل: بياض في يديها ورجليها؛ سمي النور الذي يكون على مواضع الوضوء يوم القيامة غرة وتحجيلا تشبيها بغرة الفرس.

       وانظر: «الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج2 ص23)، و«المفهم» للقرطبي (ج1 ص499)، و«المنهاج» للنووي (ج3 ص135)، و«إحكام الأحكام» لابن دقيق العيد (ص98 و99).

([50]) وقوله: (فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله)؛ هذا من قول أبي هريرة t.

        فلا يعتبر مرفوعا من قول النبي r.

       انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج1 ص218)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص272)، و«القصيدة النونية» لابن القيم (ص312).

([51]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج1 ص218)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص346)، و«تنبيه الأفهام بشرح عمدة الأحكام» لشيخنا ابن عثيمين (ص48).

([52]) وهم: المسرفون في المعاصي الذين يدخلون النار إلى ما شاء الله تعالى,, ثم يخرجون منها, ويدخلون الجنة, بعد تطهيرهم, والعياذ بالله.

([53]) وانظر: «المنهاج» للنووي (ج3 ص137)، و«الاستذكار» لابن عبد البر (ج2 ص184)، و«التمهيد» له (ج20 ص261 و262)، و«المفهم» للقرطبي (ج1 ص505).

([54]) وهم: خلق من علماء أهل السنة والجماعة.

([55]) وانظر: «البدع» لابن وضاح (ص189).

([56]) قلت: فلا ينتفعون بقراءتهم للقرآن؛ لأنهم لا يعملون به.

([57]) قلت: وإياكم ولحون أهل التجويد المبتدعة فإنها لحون الغناء في هذا الزمان مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم من العامة.

         وإياكم ولحون العجم؛ فإنها لحون التنطع.

([58]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (4351)، و(4667)، و(7432)، ومسلم في «صحيحه» (ج2 ص741 و742)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص4).

([59]) أثر صحيح.

      أخرجه أحمد في «الزهد» (ج2 ص299)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص358)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج1 ص510).

    وإسناده صحيح.

([60]) قلت: والمراد بالقراء هنا؛ هم: الذين يقرؤون القرآن رياءا، وتكسبا لمصلحة دنيوية، ولا يعملون بما يقرؤون؛ مثل: «قراء الإخوانية»، و«قراء الصوفية»، و«قراء السرورية»، و«قراء التراثية»، و«قراء القطبية»، و«قراء الأشعرية»، و«قراء الأزهرية»، و«قراء الربيعية»، و«قراء الداعشية»، و«قراء المرجئية»، وغيرهم في المساجد في البلدان الإسلامية، والله المستعان.

([61]) قراؤها: أي أنهم يحفظون القرآن نقيا لنفي التهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصر النبي r بهذه الصفة!، وهذه الصفة موجودة في «قراء الإخوانية»، و«قراء الصوفية»، و«قراء السرورية»، و«قراء التراثية»، و«قراء القطبية»، و«قراء الداعشية»، و«قراء المرجئية»، وغيرهم في المساجد في البلدان الإسلامية، والله المستعان.

      وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج4 ص30).

([62]) وفي رواية: (فإذا غير منها شيء).

([63]) قلت: وهذا الأثر فيه تشخيص لحال القراء الذين اتخذوا هذا الأمر مهنة، فالتمسوا الدنيا بعمل الآخرة، فصارت النيات زائفة عند القراء، فهم يريدون أن يكونوا من القراء لكي يدر عليهم من المال الوفير وينالوا المناصب، والله المستعان.

([64]) إن العبرة ليست بكثرة العباد والقراء، بل العبرة بفقه هذه العبادة، وبفقه القراءة، والعمل بها.

        وأدل دليل على هذا: حال الخوارج المبتدعة؛ حيث وصفهم النبي بكثرة العبادة، والقراءة.

       لكن هذه العبادة، والقراءة لم تنفعهم؛ إذا هم: يمرقون من الدين، وهذا حال لواقعنا من القراء في هذا الزمان، فالعبرة إذا بموافقة السنة الصحيحة، اللهم غفرا.

([65]) فيوم القيامة وجوههم مسودة، وعيونهم زرقاء قبيحة، والعياذ بالله.

([66]) وهم: يأتون إلى البلدان لينصروا المبتدعة؛ فيلقون المحاضرات في مساجد المتحزبة، ويؤمون العامة في مساجد المتحزبة، ويكثرون سوادهم لينالوا بشيء من الأموال التي في أيدي أهل التحزب، اللهم غفرا.

([67]) وانظر: «القواعد الحسان» للشيخ السعدي (ص18).

       قلت: فالعام شامل لجميع أفراده، أي: أن سبب النزول إنما هو مثال يوضح اللفظ، ليس اللفظ بمقتصر عليه، فافهم لهذا ترشد.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan