القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة تراجم أهل الحديث / نبذة علمية في ترجمة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

2023-11-07

صورة 1
نبذة علمية في ترجمة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

    

رب يسر

وفاء ورثاء

نبذة علمية في ترجمة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين /

 

إن الله -تقدست أسماؤه- اختص من خلقه من أحب؛ فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب؛ فتفضل عليهم فعلمهم الكتاب والحكمة، وفقههم في الدين وعلمهم التأويل، وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان، رفعهم بالعلم وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال والحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح، والبدعة من السنة، والخطأ من الصواب، فضلهم عظيم، ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء.

* ومن هؤلاء -ولست أشك- شيخنا وأستاذنا وقدوتنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين -/، وجعل الجنة مثواه، وجمعنا به مع من أنعم الله عليهم في جنات النعيم- آمين... آمين. 

* كان شيخنا / فاضلا، سنيا([1])، سلفيا([2])، أثريا([3])، صالحا، قانعا، مجتهدا([4])، أصوليا متعففا... ينال من المتكلمة والمبتدعة، وقد تعصبوا عليه لإظهاره مذهب أهل السنة والأثر...

* وكان قوالا بالحق، داعية إلى الأثر والحديث، لا يخاف في الله لومة لائم.

* ولم يدخل شيخنا أبدا في علم الكلام، ولا الجدل، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفيا أثريا قحا... يأخذ عقيدته من كتاب الله -جل شأنه- أو المأثور من سنة نبيه r، أو ما ثبت وصح عن السلف الصالح من الصحابة الكرام والتابعين لهم الفخام... حتى انتهى إليه علم التوحيد، والعقيدة، والحديث، والفقه بالدليل، فرحمه الله رحمة واسعة.

* فإذا وجد الدليل من الكتاب والسنة أفتى بموجبهما، ولا يلتفت إلى ما خالفهما، ولا إلى من خالفه كائنا من كان... فقد شرحهما، وحل غريبهما، وقرب ألفاظهما، وأوضح مسائلهما، وأبان ما يرجحه من مسائل الأحكام بالدليل...

* ولم يتعصب شيخنا لرجل بعينه من أئمة الإسلام... ولم يقلد ويتعصب لمذهب من المذاهب([5])... بل كان قوالا بالسنة...

* ولم يكن يقدم على الحديث الصحيح عملا، ولا رأيا، ولا قول فلان، ولا مذهب فلان... بموجب الدليل يحكم ويرجح ويناقش.

* فجدد رحمه الله ما علق في الناس من تقليد وتعصب وبدع... إلى القول بالدليل والبرهان من الكتاب والسنة؛ لأن الله تعالى تعهد بالعلماء الربانيين المجددين على فترات، يقومون بتجريد المتابعة للكتاب والسنة، وشحذ النفوس لتتعلق بهما، والدعوة إليهما...

* وقد روى أبو داود في «سننه» (4291)؛ بسند صحيح: عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها).

* ونحن لا نشك في أن شيخنا أبا عبد الله الأثري السلفي هو أحد هؤلاء المجددين.

* لقد كان عصره رحمه الله كما هو مشاهد يمور بالفساد... والعقائد الفاسدة... وظهور الشرك... والتقليد... والتعصب الأعمى للأحزاب والمذاهب... وما رافقه من تمزق المسلمين، وضعف شوكتهم، وطمع العدو فيهم...

* كل هذا فرض على شيخنا: أن يحمل لواء التجديد لمفاهيم الناس للدين في: العقيدة، والتوحيد، والفقه، والمنهج... فكان مجددا في هذا العصر؛ تناول بالإصلاح والتجديد هذه الأوضاع كلها...

* حمل عليه أهل الفكر والمعاصرة لتمسكه بالدليل... ونسبوا إليه ما لم يقل به، ولم ينظروا في تصانيفه ولا فهموا كلامه... فالله المستعان.

ما الفخـــر إلا لأهل العلم إنهـــــم

 

 

على الهــــــــدى لمن استهــــــــدى أدلاء

وقــــدر كل امرئ ما كان يحســـنه

 

 

والجاهلـــــــون لأهل العـــــلم أعـــــــداء

* وأصحابه وأعداؤه خاضعون لعلمه وفقهه، معترفون بذكائه، مقرون بسرعة فهمه، ويندرون أخطاءه... وخطؤه أيضا مغفور له -لاجتهاده-.

* فموته رحمه الله حدث جلل عظيم على الأمة الإسلامية، وكأنها فقدت عضوا من أعضائها، والله المستعان.

قال الإمام أيوب السختياني /: (إنه ليبلغني موت الرجل من أهل السنة، فكأنما أفقد به بعض أعضائي).

أثر صحيح

أخرجه أحمد في «العلل» (ج1 ص165)، وابن أبي الدنيا في «الإشراف» (ج1 ص327)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج3 ص9)، بإسناد صحيح.

* والله أسأل أن يغفر لنا وله ولجميع المسلمين، وأن يجمعنا وإياه في جنات النعيم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولـٰئك رفيقا.

* اللهم لك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا، ونعم الوكيل.

 



([1]) يسمى المنتسب إلى: «أهل السنة»؛ سنيا، نسبة للسنة.

([2]) ويسمى المنتسب إلى: «السلف»؛ سلفيا، نسبة للسلف الصالح.

([3]) ويسمى المنتسب إلى: «أهل الأثر»؛ أثريا، نسبة للأثر.

([4]) قال الشيخ ناصر الدين الألباني /؛ عندما سئل عن أهل الاجتهاد في هذا العصر، فقال: (لا يحضرني من أهل الاجتهاد في هذا العصر إلا فضيلة الشيخ ابن باز، وفضيلة الشيخ ابن عثيمين).

     «شريط مسجل» بصوت: «الشيخ الألباني» بعنوان: «مع أهل الحجاز»، في سنة: «1410هـ».

([5]) قال عنه الشيخ ناصر الدين الألباني /: (لم يكن فضيلة الشيخ ابن عثيمين من المقلدين).

     «شريط مسجل» بصوت: «الشيخ الألباني» بعنوان: «مع أهل الحجاز»، في سنة: «1410هـ».


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan