الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه ضعف حديث: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
جزء فيه ضعف حديث: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
|
||||
جزء فيه
ضعف حديث:
«خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»
تخريج:
أبي الحسن علي بن حسن بن علي العريفي الأثري
غفر الله له، ولوالديه، ولشيخه، وللمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة نادرة
في أن النبي -صلى الله عليه وسلم -لم يعين لعرفة دعاء ولا ذكرا
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج26 ص132): (ولم يعين النبي - صلى الله عليه وسلم - لعرفة دعاء، ولا ذكرا؛ بل يدعو الرجل بما شاء من الأدعية الشرعية، وكذلك يكبر، ويهلل، ويذكر الله تعالى حتى تغرب الشمس). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب زدني علما
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا جزء حديثي لطيف في تخريج حديث: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» بينت فيه ضعف الحديث على طريقة أهل الحديث، والأثر، وذلك لما صار كثير من الناس لا يميزون بين صحيح الحديث وسقيمه، والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» (ص134): (ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة أو حسنة). اهـ
قلت: ولذلك يجب أن نتعبد الله بالأحاديث الثابتة لا بالأحاديث الضعيفة، اللهم سلم سلم.
* وهذا الجزء من سلسلتنا المباركة بإذن الله تعالى: «سلسلة روائع البحار في تخريج الآثار» (7)، التي أسأل الله تعالى أن يعظم النفع بها، وأن ييسر قبولها بين أهل العلم، وطلبته قبولا حسنا.
* وأحمد الله عز وجل الذي يسر لي إتمام هذا البحث... فـ]ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس[ [يوسف:38].
وفي الختام: لا أنسى الشكر والتقدير إلى فضيلة شيخي العلامة المحدث فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري حفظه الله، ونفع به الأمة على مراجعته لهذا الجزء الذي أسأل الله أن ينفع به، وأسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل في موازين حسناته، وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة، على تعليمه لنا السنة النبوية الصحيحة، ولما أظهره من منهج السلف الصالح رضي الله عنهم، فجزاه الله خيرا.
كتبه
علي بن حسن العريفي
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن بفضلك ورحمتك
ذكر الدليل
على ضعف حديث: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي r قال: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وفي رواية: (كان أكثر دعاء رسول الله r يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير).
حديث منكر
أخرجه الترمذي في «سننه» (ص1191 ح3585)، وأحمد في «مسنده» (ج11 ص548 ح6961)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص316 ح3489)، وفي «فضائل الأوقات» (ص369 ح192)، وأبو طاهر المخلص في «المخلصيات» (ج2 ص232 ح1437)، وبكر بن بكار في «أحاديثه([1])» (ص168 ح29)، والمحاملي في «الدعاء» (ص169 ح64)، والفاكهي في «أخبار مكة» (ج4 ص321 ح2759)، وابن الجوزي في «مثير الغرام» (ص185)؛ بإسنادين، وفي «جامع المسانيد» (ج4 ص450)، وفي «الوفا بفضائل المصطفى» (ج3 ص252 ح938)، والذهبي في «معجم شيوخه» (ج1 ص79)، والرافعي في «التدوين» (ج2 ص168) من طريق عبد الله بن نافع، وروح، وعبد العزيز بن محمد، وبكر بن بكار، والنضر بن شميل؛ جميعهم: عن حماد بن أبي حميد([2])، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به بألفاظ عندهم.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: محمد بن أبي حميد، واسمه إبراهيم، الأنصاري الزرقي، أبو إبراهيم، المدني، وهو حماد بن أبي حميد، وحماد لقب، وهو منكر الحديث.
قال عنه ابن حجر: «ضعيف»، وقال أحمد: «ليس بقوي في الحديث»، وقال مرة: «أحاديثه مناكير»، وقال يحيى: «ليس حديثه بشيء»، وقال السعدي: «واهي الحديث ضعيف»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال الذهبي: «ضعف»، وقال مرة: «ضعفوه»، وقال أبو زرعة الرازي: «ضعيف الحديث»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال ابن حبان: «كان شيخا مغفلا، يقلب الأسانيد ولا يفهم، ويلزق به المتن ولا يعلم، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بروايته»، وقال الدارقطني: «ضعيف».([3])
قال الحافظ الترمذي / في «سننه» (ص1191): (هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وحماد بن أبي حميد هو: محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر / في «التلخيص الحبير» (ج4 ص1602): (وفي إسناده حماد بن أبي حميد، وهو ضعيف). اهـ
والحديث أورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص252)؛ ثم قال: (رواه أحمد، ورواته موثقون). اهـ
قلت: وليس كما قال /.
وللحديث شواهد: من حديث، علي بن أبي طالب t، وطلحة بن عبيد الله بن كريز([4])، وابن عمر رضي الله عنهما، وابن أبي الحسين، وجابر بن عبد الله t، والمطلب بن عبد الله، والمسور بن مخرمة t:
(1) أما حديث علي بن أبي طالب t.
فعن علي، t قال: قال رسول الله r: (إن أكثر دعاء من كان قبلي من الأنبياء ودعائي يوم عرفة أن أقول: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في بصري نورا، وفي سمعي نورا، وفي قلبي نورا، اللهم اشرح صدري، ويسر لي أمري، اللهم أعوذ بك من وسواس الصدور، وشتات الأمور، وفتنة القبر، وشر ما يلج في الليل، وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، ومن شر بوائق الدهور).
أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى» (ج5 ص117)، وفي «الدعوات الكبير» (ج2 ص159 ح537)، وفي «فضائل الأوقات» (ص373 ح195)، وابن قدامة في «فضل يوم التروية وعرفة» (ق/69/ط/أ)، والخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج1 ص33) من طريق أبي يوسف يعقوب بن سفيان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعيسى بن جعفر، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه، وهو عبد الله [بن] ([5]) عبيدة الربذي، عن علي رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:
الأولى: موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وهو منكر الحديث.
قال عنه أبو حاتم: «منكر الحديث»، وقال علي بن الجنيد: «متروك الحديث»، وقال يحيى: «ليس بشيء»، وقال مرة: «ضعيف»، وقال مرة: «لا يحتج بحديثه»، وقال مرة: «روى أحاديث مناكير»، وقال ابن حجر: «ضعيف»، وقال النسائي: «ضعيف»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال الهيثمي: «ضعيف»، وقال أحمد: «اضرب على حديث موسى بن عبيدة»، وقال أيضا: «منكر الحديث»، وقال أيضا: «لا تحل الرواية: عن موسى بن عبيدة»، وقال أحمد: «لا تكتب عن أربعة ومنهم: موسى بن عبيدة»، وقال علي بن عبد الله المزني: «ضعيف يحدث بأحاديث مناكير»، وضعفه غيرهم.([6])
الثانية: الانقطاع بين عبد الله بن عبيدة، وعلي بن أبي طالب t.
قال أبو زرعة: (عبد الله بن عبيدة عن علي: مرسل).([7])
وقال الحافظ البيهقي / في «سننه الكبرى» (ج5 ص117): (تفرد به موسى بن عبيدة وهو ضعيف، ولم يدرك أخوه عليا t). اهـ
وقال الحافظ البوصيري رحمه الله في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج3 ص213): (رواه إسحاق بن راهويه، والبيهقي؛ بسند ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة). اهـ
واختلف على موسى بن عبيدة:
أ) فرواه: عبيد الله بن موسى، واختلف عليه:
* فرواه: أبو يوسف يعقوب بن سفيان، وأحمد بن إبراهيم الدورقي؛ كلاهما: عن عبيد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه، وهو عبد الله بن عبيدة الربذي، عن علي به.
أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى» (ج5 ص117)، وفي «الدعوات الكبير» (ج2 ص159 ح537)، وفي «فضائل الأوقات» (ص373 ح195)، وابن قدامة في «فضل يوم التروية وعرفة» (ق/69/ط/أ).
* ورواه: أبو هشام الرفاعي: محمد بن يزيد بن رفاعة، ويوسف بن موسى قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، أخبرنا قيس، عن الأغر المنقري، عن خليفة بن حصين، عن علي، t قال: كان أكثر دعاء النبي r عشية عرفة: (اللهم رب الحمد، لك الحمد كما نقول، وخيرا مما نقول، لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك مآبي، وإليك ثوابي، أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسته، وشتات الأمر اللهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح، وأعوذ بك من شر ما تجيء به الرياح).
أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص1338 ح2841)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص501 ح2779)، والمحاملي في «الدعاء» (ص167 ح62).
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: قيس بن الربيع، أبي محمد الأسدي الكوفي، وهو ضعيف الحديث.
قال عنه يحيى بن معين: «ليس بشيء»، وقال مرة: «ضعيف»، وقال مرة: «لا يكتب حديثه»، وقيل لأحمد: لم ترك الناس حديثه؟ قال: «كان يتشيع، وكان كثير الخطأ في الحديث، وروى أحاديث منكرة»، وقال أحمد مرة: «ليس حديثه بشيء»، وكان ابن المديني، ووكيع يضعفانه، وقال السعدي: «ساقط»، وقال الدارقطني: «ضعيف الحديث»، وقال النسائي: «متروك الحديث»، وقال أبو حاتم: «ليس بقوي، ومحله الصدق، يكتب حديثه، ولا يحتج به»، وقال أبو زرعة: «لين»، وقال الذهبي: «صدوق في نفسه، سيئ الحفظ»، وقال ابن حبان: «تتبعت حديثه فرأيته صادقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فيدخل عليه فيجيب فيه ثقة بابنه، فوقعت في المناكير في روايته فاستحق المجانبة».([8])
وقال العلامة مقبل بن هادي الوادعي في «أحاديث معلة ظاهرها الصحة» (ص195)؛ عن قيس بن الربيع: (ضعيف).
قلت: فالراجح أنه ضعيف.
وتابع عبيد الله بن موسى؛ علي بن ثابت، وعبد الصمد، والحسن بن عطية على سنده ومتنه:
عند الترمذي في «سننه» (ص1173 ح3520)، وأبي نعيم في «أخبار أصبهان» (ج1 ص266)، وأبي بكر الشافعي في «الغيلانيات» (ص217 ح581)، وابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (ص160 ح13).
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: قيس بن الربيع، أبي محمد الأسدي الكوفي، وهو ضعيف الحديث؛ كما تقدم.
قال الإمام الترمذي / في «سننه» (ص1173): (هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي).
وكذلك تابعهم عفان:
عند البيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص367 ح3560) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا عفان، حدثنا قيس، حدثنا الأغر، عن خليفة بن حصين، عن علي به.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: قيس بن الربيع، أبي محمد الأسدي الكوفي، وهو ضعيف الحديث؛ كما تقدم.
وخالف إبراهيم بن إسحاق الحربي؛ الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري في متنه: فرواه عن عفان بن مسلم، ثنا قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن علي، t قال: قال رسول الله r: (أفضل ما قلت أنا والنبيون قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (ص273 ح874)، وفي «فضل عشر ذي الحجة» (ص55 ح51).
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: قيس بن الربيع، أبي محمد الأسدي الكوفي، وهو ضعيف الحديث؛ كما تقدم.
ب) ورواه وكيع، واختلف عليه:
^) فرواه: أبو هشام الرفاعي، ويوسف بن علي قالا: حدثنا وكيع، حدثنا موسى بن عبيدة، عن علي، t قال: (كان أكثر دعاء رسول الله r عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل لي في سمعي نورا، وفي بصري نورا، وفي قلبي نورا، اللهم اغفر لي ذنبي، ويسر لي أمري، واشرح لي صدري، اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدر، ومن شتات الأمر، ومن عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر).
أخرجه المحاملي في «الدعاء» (ص168 ح63).
قلت: وهذا سنده واه؛ من أجل: موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وهو منكر الحديث؛ كما تقدم.
^^) ورواه: ابن أبي شيبة عن وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه، عن عليt به.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج5 ص563 ح15349)، و(ج10 ص142 ح30150)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج6 ص40).
قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:
الأولى: موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي، وهو منكر الحديث؛ كما تقدم.
الثانية: الانقطاع بين عبد الله بن عبيدة، وعلي بن أبي طالب t؛ كما تقدم.
(2) وأما حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز.
فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز: أن النبي r قال: (أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له).
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص378 ح8125)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (ج4 ص284)، و(ج5 ص117)، وفي «سننه الصغرى» (ج2 ص188 ح1677)، وفي «الدعوات الكبير» (ج2 ص157 ح536)، وفي «فضائل الأوقات» (ص367 ح191)، ومالك في «الموطأ» (ج1 ص214-رواية: يحيى الليثي)، و(ج1 ص422-رواية: يحيى الليثي)، و(ج1 ص245 ح621-رواية: الزهري)، و(ج1 ص565 ح1462-رواية: الزهري)، و(ص172 و458-رواية: الحدثاني)، و(ج1 ص480- رواية: ابن بكير)، و(ق/68/ب/رواية: ابن القاسم)، والبغوي في «شرح السنة» (ج7 ص157 ح1929)، والمحاملي في «الدعاء» (ص170 ح65)، والفاكهي في «أخبار مكة» (ج4 ص321 ح2760)؛ مختصرا، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص337 ح372)، والجندي في «فضائل مكة» (103) من طريق يحيى الليثي، وأبي مصعب، ومطرف بن عبد الله، وعبد الرزاق، وابن بكير، والقعنبي، وسويد وأبي قرة، جميعهم: عن مالك بن أنس، عن زياد بن أبي زياد، مولى ابن عياش، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز به.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: طلحة بن عبيد الله بن كريز -بفتح أوله- الخزاعي، أبي المطرف ثقة، وهو من الثالثة؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص365)؛ فهو أرسل عن النبي r.
قلت: والطبقة الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين؛ كما نص على ذلك ابن حجر في «مقدمة تقريب التهذيب» (ص36).
قال الحافظ البيهقي / في «سننه الكبرى» (ج4 ص284): (هذا: مرسل).اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «سننه الكبرى» (ج5 ص117): (هذا: مرسل، وقد روي عن مالك؛ بإسناد آخر موصولا، ووصله ضعيف). اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «الدعوات الكبير» (ج2 ص157): (وهذا: منقطع، وقد روي من حديث مالك؛ بإسناد آخر موصولا، وهو ضعيف، والمرسل هو المحفوظ). اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «فضائل الأوقات» (ص368): (هذا: مرسل حسن، وقد روي من حديث مالك موصولا؛ بإسناد آخر فوصله ضعيف). اهـ
وقال الحافظ البغوي في «شرح السنة» (ج7 ص157): (هذا حديث: مرسل).اهـ
وقال الحافظ العجلوني في «كشف الخفاء» (ج1 ص153): (رواه مالك عن طلحة بن عبيد لله بن كريز: مرسلا). اهـ
وقال الحافظ الجوهري في «مسند الموطأ» (ص338): (وهذا حديث مرسل). اهـ
وقال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في «التمهيد» (ج6 ص39): (لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث؛ كما رأيت، ولا أحفظه بهذا الإسناد مسندا من وجه يحتج بمثله). اهـ
قلت: واختلف على مالك بن أنس فيه:
أ) فرواه يحيى الليثي، وأبو مصعب، ومطرف بن عبد الله، وعبد الرزاق، وابن بكير، والقعنبي، وسويد، وأبو قرة، عن مالك بن أنس، عن زياد بن أبي زياد، مولى ابن عياش، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز به.
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص378 ح8125)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (ج4 ص284)، و(ج5 ص117)، وفي «سننه الصغرى» (ج2 ص188 ح1677)، وفي «الدعوات الكبير» (ج2 ص157 ح536)، وفي «فضائل الأوقات» (ص367 ح191)، ومالك في «الموطأ» (ج1 ص214-رواية: يحيى الليثي)، و(ج1 ص422-رواية: يحيى الليثي)، و(ج1 ص245 ح621-رواية: الزهري)، و(ج1 ص565 ح1462-رواية: الزهري)، و(ص172 و458-رواية: الحدثاني)، و(ج1 ص480- رواية: ابن بكير)، و(ق/68/ب/رواية: ابن القاسم)، والبغوي في «شرح السنة» (ج7 ص157 ح1929)، والمحاملي في «الدعاء» (ص170 ح65)، والفاكهي في «أخبار مكة» (ج4 ص321 ح2760)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص337 ح372)، والجندي في «فضائل مكة» (103).
ب) ورواه: عبد الرحمن بن يحيى المدني، حدثنا مالك بن أنس، عن سمي، مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله r: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل قولي وقول الأنبياء قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير).
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص500 ح3778)، وابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (ص158 ح11)، وابن عدي في «الكامل» (ج5 ص472).
قلت: وهذا سنده منكر؛ من أجل: عبد الرحمن بن يحيى المدني، وهو يحدث عن الثقات بالمناكير.
قال الحافظ ابن عدي: (يحدث عن الثقات بالمناكير).([9])
قلت: وهو غلط في هذا إنما رواه جماعة عن مالك مرسلا.
قال الحافظ البيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص500): (هكذا رواه أبو عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه إنما رواه مالك في الموطأ مرسلا). اهـ
وقال الحافظ ابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (ص158): (تفرد بوصله عبد الرحمن وهو مرسل في الموطأ). اهـ
وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل» (ج5 ص472): (وهذا منكر عن مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف وهذا الحديث في «الموطأ» عن زياد بن أبي زياد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن النبي عليه السلام: مرسلا). اهـ
قلت: وقد أخطأ من قال أن حديث أبي هريرة t شاهدا للحديث؛ بل هو خطأ من راو، وأنكره عليه البيهقي، وابن عساكر، وابن عدي.
قلت: والمرسل من أقسام الحديث الضعيف، فلا يحتج به في الشريعة المطهرة.
(3) وأما حديث ابن عمر ﭭ.
فعن ابن عمر ﭭ قال: (كان عامة دعاء النبي r والأنبياء قبله عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك وهو على كل شيء قدير).
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (ص274 ح875)، وفي «فضل عشر ذي الحجة» (ص56 ح52)، وابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (ص159 ح12)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج3 ص462) من طريق الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثور، وعبد الله بن محمد بن عبيد الله، وأحمد بن محمد بن الجعد، عن أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ به.
قلت: وهذا سنده ساقط؛ من أجل: فرج بن فضالة التنوخي: أبي فضالة الشامي الحمصي، وهو ضعيف الحديث، ويحدث عن يحيى بن سعيد بمناكير.
قال عنه ابن حجر: «ضعيف»، وقال يحيى بن معين، والنسائي: «ضعيف الحديث»، وقال أبو حاتم: «صدوق يكتب حديثه، ولا يحتج به حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار»، وقال الذهبي: «ضعفوه»، وقال أحمد: «إذا حدث عن يحيى بن سعيد أتى بمناكير([10])»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال ابن حبان: «كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به».([11])
قال الحافظ ابن حجر / في «التلخيص الحبير» (ج4 ص1602): (وفي إسناده فرج بن فضالة، وهو ضعيف جدا). اهـ
وقال الحافظ العقيلي رحمه الله في «الضعفاء الكبير» (ج3 ص462): (لا يتابع عليه). اهـ
(4) وأما حديث ابن أبي حسين.
فعن ابن أبي حسين، قال: قال رسول الله r: (أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير).
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج5 ص563 ح15350)، (ج10 ص142 ح30151)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج6 ص40) من طريق وكيع، عن النضر بن عربي، عن ابن أبي حسين به.
قلت: وهذا سنده معضل؛ من أجل: ابن أبي حسين، هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي المكي وهو لم يدرك النبي r؛ لأنه من الطبقة الخامسة؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص406).
(5) وأما حديث جابر بن عبد الله t.
فعن جابر بن عبد الله t، قال: قال رسول الله r: (ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف فيستقبل القبلة بوجهه، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ثم يقرأ: {قل هو الله أحد} مائة مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وعلينا معهم مائة مرة إلا قال الله تعالى: يا ملائكتي ما جزاء عبدي هذا؟ سبحني، وهللني، وكبرني، وعظمني، وعرفني، وأثنى علي، وصلى على نبيي، اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت له، وشفعته في نفسه، ولو سألني عبدي هذا لشفعته في أهل الموقف كلهم).
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص502 ح3780)، وابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (ص163 ح15) من طريق أبي إبراهيم الترجماني، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الطلحي، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله t به.
قلت: وهذا متنه منكر، وسنده ضعيف، من أجل: عبد الرحمن بن محمد الطلحي، وهو مجهول.
وأورده الحافظ ابن حجر في «أماليه» (ج2 ص106-اللآليء المصنوعة للسيوطي)؛ وقال: (رواته كلهم موثوقون إلا الطلحي؛ فإنه مجهول).
وقال الحافظ البيهقي / في «شعب الإيمان» (ج5 ص502): (هذا متن غريب، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع، والله أعلم). اهـ
(6) وأما حديث المطلب.
فعن المطلب أن النبي r قال: (إن من أفضل الدعاء يوم عرفة، وإن أفضل ما أقول أنا، وما قال النبيون قبلي: لا إله إلا الله).
أخرجه علي بن حجر في «حديثه عن إسماعيل بن جعفر المدني» (ص429 ح369)، وقوام السنة الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص271 ح2509) من طريقين عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب به.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل: المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، وهو كثير التدليس والإرسال من الرابعة؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص756)، فهو أرسل عن النبي r.
(7) وأما حديث المسور بن مخرمة t.
فعن المسور بن مخرمة، t قال: قال رسول الله r: (خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما جاء به النبيون قبلي: لا إله إلا الله).
أخرجه ابن مردويه في «أماليه» (ص111 ح3) من طريق الحسن بن عطية، ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن المسور بن مخرمة t به.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل أبي معشر: نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف.
قال عنه ابن حجر: «ضعيف، من السادسة، أسن واختلط»، وقال ابن عدي، وابن مهدي: «تعرف وتنكر»، وقال ابن نمير: «كان يحفظ الأسانيد»، وقال يحيى، والنسائي، والدارقطني: «ضعيف»، وقال يحيى مرة: «ليس بقوي في الحديث»، وقال أبو حاتم: «ليس بقوي في الحديث»، وقال البخاري: «منكر الحديث».([12])
قلت: فالحديث لايصح بأبي هو وأمي.
قلت: وشواهد الحديث لا تزيد الحديث إلا ضعفا؛ فهي شديدة الضعف، فافطن لهذا ترشد.
قال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله في «فتاوى نور على الدرب» (ج17 ص399)؛ عن الحديث: (في إسناده ضعف). اهـ
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك - إن شاء الله - سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،
وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
درة نادرة في أن النبي -صلى الله عليه وسلم -لم يعين لعرفة دعاء ولا ذكرا ................................................................................................. |
5 |
2) |
المقدمة.................................................................................................... |
6 |
3) |
ذكر الدليل على ضعف حديث: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»..........
|
8 |
([3]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج25 ص112)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص132)، و«تقريب التهذيب» له (ص666)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص54)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج1 ص308)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص149)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج1 ص188)، و«ميزان الاعتدال» له (ج1 ص542)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص100 و348)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج1 ص70)، و«الضعفاء الصغير» له (ص119)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص136)، و«الكامل» لابن عدي (ج3 ص11)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص282).
([5]) ووقع عند ابن قدامة في «يوم التروية وعرفة»، «عن» بدلا من «بن»، وهو خطأ والتصويب من المصادر الأخرى؛ فتنبه.
([6]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص786)، و«تهذيب التهذيب» (ج6 ص468)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص147)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج4 ص160)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص224)، و«الضعفاء الصغير» للبخاري (ص127)، و«التاريخ الأوسط» له (ج2 ص73)، و«مجمع الزوائد» للهيثمي (ج8 ص283).
([7]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص310)، و«المراسيل» لابن أبي حاتم (ص97)، و«جامع التحصيل» للعلائي (ص214)، و«تحفة التحصيل» للعراقي (ص181).
([8]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج24 ص25)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص391)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص19)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص88)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج3 ص469)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص128)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص526)، و«ميزان الاعتدال» له (ج3 ص391)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج7 ص156)، و«الضعفاء الصغير» له (ص115)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص131).
([11]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج23 ص156)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص260)، و«تقريب التهذيب» له (ص620)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص4)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص87)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج3 ص462)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص114)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص509)، و«ميزان الاعتدال» له (ج3 ص343)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص317)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج7 ص134)، و«الضعفاء الصغير» له (ص114)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص125)، و«الكامل» لابن عدي (ج7 ص141)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص207).
([12]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج29 ص322)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص798)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص157)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص562)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص694)، و«ميزان الاعتدال» له (ج5 ص11)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص408)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج8 ص114)، و«الكامل» لابن عدي (ج8 ص311).