الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه تخريج حديث: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا والحكم على أسانيده، وبيان العلل التي فيه، على طريقة أهل الحديث
جزء فيه تخريج حديث: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا والحكم على أسانيده، وبيان العلل التي فيه، على طريقة أهل الحديث
سلسلة روائع البحار في تخريج الآثار |
جزء
فيه تخريج حديث:
«اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا»
والحكم على أسانيده، وبيان العلل التي فيه، على طريقة أهل الحديث
تخريج:
أبي صالح أيمن بن صالح بن أحمد الأثري
وأبي يوسف إبراهيم بن علي الحمري الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة أثرية
قال شيخ شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «مجموع فتاواه ورسائله» (ج13 ص277): (حديث أم سلمة ڤ: أن النبي r كان يقول: إذا صلى الصبح حين يسلم: «اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا»؛ ففيه مولى أم سلمة: وهو مجهول، وحديث المجهول: غير مقبول، حتى تعلم حاله).اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن فإنك نعم المعين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذا جزء لطيف فيه تخريج حديث أم سلمة ڤ: (أن النبي r كان يقول في دبر الفجر إذا صلى: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا)؛ والحكم على أسانيده، وبيان العلل التي فيه، على طريقة أهل الحديث، هذا ونسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الجزء عامة المسلمين، وأن يتقبله منا، ويجعله في موازين حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون.
* وفي الختام لا ننسى الشكر، والتقدير لفضيلة شيخنا العلامة المحدث الوالد فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري، الذي تفضل مشكورا بمراجعة هذا الجزء والتعليق عليه، ونسأل الله العظيم أن يجعله في موازين حسناته، وأن يرفع منزلته في الدنيا والآخرة، على تعليمه لنا السنة النبوية الصحيحة، ولما أظهر من منهج السلف الصالح y، فجزاه الله خيرا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو صالح الأثري
وأبو يوسف الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب سهل يا كريم
ذكر الدليل على ضعف الدعاء:
«اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا»
بعد صلاة الفجر
عن أم سلمة ڤ، قالت: (أن النبي r كان يقول في دبر الفجر إذا صلى: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا). وفي رواية: (كان رسول الله r يدعو في صلاة الصبح... فذكره)
حديث منكر
أخرجه أحمد في «المسند» (26521)، و(26700)، والنسائي في «السنن الكبرى» (9930)، وفي «عمل اليوم والليلة» (102)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (7671)، والخطيب البغدادي في «السابق واللاحق» (51)، والطبراني في «المعجم الكبير» (685)، وفي «الدعاء» (669)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص330) من طريق وكيع، وأبي نعيم؛ كلاهما: عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
قلنا: وإسناده منكر، وقد أعله جماعة من أهل العلم؛ منهم: الدارقطني، والبوصيري، والخطيب البغدادي، وابن القيم، والشوكاني، وابن عثيمين، وعبد العزيز بن باز، وغيرهم رحمهم الله([1])، وللحديث ثلاث علل:
العلة الأولى: جهالة «مولى أم سلمة»، فهو مجهول العين، لم نجد له ترجمة. ([2])
قال الحافظ البوصيري / في «مصباح الزجاجة» (ج1 ص318): (هذا إسناد رجاله ثقات، خلا: «مولى أم سلمة»؛ فإنه لم يسم، ولم أر أحدا ممن صنف في المبهمات ذكره، ولا أدري ما حاله).
وقال العلامة الشوكاني / في «نيل الأوطار» (ج2 ص358): (ورجاله ثقات، لولا: جهالة «مولى أم سلمة»).
وقال الحافظ مغلطاي / في «شرح سنن ابن ماجة» (ج5 ص1561): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن «مولى لأم سلمة»، عن أم سلمة ڤ... فذكره، هذا حديث خرجه النسائي من جهة موسى عن: «مولاة لأم سلمة»، وذكره عبد الله في كتاب «العلل» عن أبيه -أحمد بن حنبل-([3])، ثنا وكيع، ثنا سفيان، عن موسى).اهـ
وقال شيخ شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «مجموع فتاواه ورسائله» (ج13 ص277): (حديث أم سلمة ڤ: أن النبي r يقول: إذا صلى الصبح حين يسلم: «اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا»؛ ففيه: «مولى أم سلمة»: وهو مجهول، وحديث المجهول: غير مقبول، حتى تعلم حاله).اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /: (حديث أم سلمة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا»، وفي اللفظ الآخر: «رزقا واسعا»، رواه أحمد وابن ماجة، لكن في إسناده: «مبهم»، وهو الراوي الذي يروي عن أم سلمة، وهو مولاها، فيروى عن: «مولى أم سلمة»، ويروى عن: «مولى أبي سلمة»([4])، وهو: «مجهول، لا يعرف»، فيكون الحديث: «ضعيفا» من هذه الحيثية، فهو عند أحمد وابن ماجة من حديث: «مولى أم سلمة»، فيكون: ضعيفا بهذا الإسناد). ([5])
وقال الخطيب البغدادي / في «تاريخ بغداد» (ج5 ص64): (قال علي بن عمر: لم يقل فيه: «عن عبد الله بن شداد»، غير: المخرمي، عن شاذان. قلت: غيره يرويه عن سفيان، عن موسى، عن: «مولى لأم سلمة» ([6])، عن أم سلمة ڤ).اهـ
وسئل الإمام الدارقطني / في «العلل» (ج15 ص220)، عن حديث عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أم سلمة: «كان رسول الله r، إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا، يكررها ثلاثا»، فقال: (يرويه موسى بن أبي عائشة، واختلف عنه؛ فرواه شاذان، عن الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة، قاله: أحمد بن إدريس المخرمي، عن شاذان.
وغيره يرويه، عن الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن: «مولى لأم سلمة»، عن أم سلمة ڤ، وكذلك قال عمرو بن سعيد بن مسروق، ورقبة بن مصقلة، عن: موسى بن أبي عائشة، وهو الصواب) ([7]).اهـ
والعلة الثانية: التفرد والمخالفة، فقد تفرد به راو مجهول، عن أم سلمة ڤ، لم يروه عنه إلا موسى بن أبي عائشة، مع أن هذا من الأذكار التي تقال بعد صلاة الفجر في مجمع من الناس، لو كان مما يجهر به رسول الله r؛ لكان نقل الصحابة ممن يصلون خلفه r أولى من نقل أم سلمة ڤ له، وهي تصلي في الصفوف المتأخرة مع النساء، أو في بيتها، فتفرد راو مجهول بهذا الدعاء عن صحابي واحد، ولم يتابع عليه، ولا شهد له أحد من الصحابة بمثله، بل لم يصح أي حديث في دعاء النبي r بعد السلام من الصلاة، ولا عن أحد من الصحابة في ذلك شيء، مما يزيد من بيان نكارته، وجلاء علته.
قال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج1 ص249): (وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة، أو المأمومين، فلم يكن ذلك من هديه r أصلا، ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن([8])، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر، فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه، ولا أرشد إليه أمته).اهـ
والعلة الثالثة: الاضطراب في ألفاظ الحديث، وفي أسانيده.
فأما الاضطراب في ألفاظه:
فمرة يقال: (كان يقول في دبر الفجر إذا صلى).
ومرة يقال: (في دبر كل صلاة)، يعني: على الدوام.
ومرة يقال: (يدعو في صلاة الصبح).
ومرة يقال: (كان إذا أصبح قال).
ومرة يقال: (كان رسول الله r يقول: فذكر الدعاء)، هكذا مطلقا، ولم يحدد: موضعه، ووقته.
ومرة يقال: (كان يقول إذا أصبح حين يسأل).
ومرة يقال: (إذا صلى الصبح حين يسلم).
ومرة يقال: (إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول).
ومرة يقال: (كان إذا صلى الصبح).
ومرة يقال: (حين يصلي الصبح).
ومرة يقال: (كان رسول الله r يقول في دبر الصلاة)، دون تحديد: (صلاة الصبح)!.
ومرة يقال: (إذا أصبح وصلى صلاة الصبح).
ومرة يقال: (إذا صلى، أو حين يسلم)، بالشك.
ومرة يقال: (مولى لأم سلمة).
ومرة يقال: (مولاة لأم سلمة)، بالتأنيث.
ومرة يقال: (بعض أهل أم سلمة).
ومرة يقال: (عن رجل).
ومرة يقال: «عملا صالحا» بدل: «متقبلا».
ومرة يقال: (يكررها ثلاث مرار).
قلنا: وكل ذلك من الاضطراب في الحديث، مما يزيد من نكارته، لاختلاف ألفاظه، وبالتالي اختلاف فقه الحديث.
قال الحافظ ابن حجر / في «نتائج الأفكار» (ج2 ص330): (وفي رواية أبي نعيم: «صالحا»، بدل: «متقبلا»، وفي رواية عبد الرزاق: «في دبر كل صلاة»، أخرجه أحمد عن وكيع، عن سفيان الثوري، ولم يقل في روايته: «كل».
وبه إلى الطبراني ... قال «في دبر كل صلاة الغداة»، ورجال هذه الأسانيد: رجال الصحيح إلا: «المبهم»؛ فإنه لم يسم، ولأم سلمة موال وثقوا.
وقد أخرجه الدارقطني... فقال: عن «بعض أهل» أم سلمة، فكأنه أطلق: «الأهل» على: «المولى»، وأخرجه أيضا من رواية شاذان عن سفيان الثوري فقال: «عبد الله بن شداد»، بدل: «مولى أم سلمة»، وهي رواية شاذة).اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /: (حديث أم سلمة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا»، وفي اللفظ الآخر: «رزقا واسعا»، رواه أحمد وابن ماجة، لكن في إسناده: «مبهم»، وهو الراوي الذي يروي عن أم سلمة، وهو مولاها، فيروى عن: «مولى أم سلمة»، ويروى عن: «مولى أبي سلمة»([9])، وهو: «مجهول، لا يعرف»، فيكون الحديث: «ضعيفا» من هذه الحيثية، فهو عند أحمد وابن ماجة من حديث: «مولى أم سلمة»، فيكون: ضعيفا بهذا الإسناد). ([10])
وأما الاضطراب في أسانيده:
فقد اختلف على سفيان الثوري فيه:
1) فرواه وكيع، وأبو نعيم، كلاهما: عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤبه.
أخرجه أحمد في «المسند» (26521)، و(26700)، والنسائي في «السنن الكبرى» (9930)، وفي «عمل اليوم والليلة» (102)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (7671)، والخطيب البغدادي في «السابق واللاحق» (51)، والطبراني في «المعجم الكبير» (685)، وفي «الدعاء» (669)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص330) من طريق وكيع، وأبي نعيم، كلاهما: عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
قلنا: وإسناده منكر، وقد أعله جماعة من أهل العلم، منهم: الدارقطني، والبوصيري، والخطيب البغدادي، وابن القيم، والشوكاني، وابن عثيمين، وعبد العزيز بن باز، وغيرهم رحمهم الله([11])، وللحديث ثلاث علل:
العلة الأولى: جهالة «مولى أم سلمة»، فهو مجهول العين، لم نجد له ترجمة. ([12])
والعلة الثانية: التفرد والمخالفة؛ فقد تفرد به راو مجهول، عن أم سلمة ڤ، لم يروه عنه إلا موسى بن أبي عائشة، مع أن هذا من الأذكار التي تقال بعد صلاة الفجر في مجمع من الناس، لو كان مما يجهر به رسول الله r؛ لكان نقل الصحابة ممن يصلون خلفه r أولى من نقل أم سلمة ڤ له، وهي تصلي في الصفوف المتأخرة مع النساء، أو في بيتها، فتفرد راو مجهول بهذا الدعاء عن صحابي واحد، ولم يتابع عليه، ولا شهد له أحد من الصحابة بمثله، بل لم يصح أي حديث في دعاء النبي r بعد السلام من الصلاة، ولا عن أحد من الصحابة في ذلك شيء، مما يزيد من بيان نكارته، وجلاء علته.
والعلة الثالثة: الاضطراب في ألفاظ الحديث، وفي أسانيده.
وقد تابعهما على هذا الإسناد: إسماعيل بن عمرو البجلي
أخرجه الشجري في «الأمالي الخميسية» (ج1 ص90 و319 و331) من طريق محمد بن نصر، ومحمود بن أحمد بن الفرج، وأبي جعفر محمد بن علي بن مخلد بن مرثد الفرقدي، وأبي عبد الله محمد بن نصير المدني، كلهم: عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
قلنا: وهذا سنده منكر؛ كسابقه.
واختلف على إسماعيل بن عمرو البجلي فيه:
أ) فرواه محمد بن نصر، ومحمود بن أحمد، وأبو جعفر الفرقدي، وأبو عبد الله محمد بن نصير المدني؛ كلهم: عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
أخرجه الشجري في «الأمالي الخميسية» (ج1 ص90 و319 و331) من طريق محمد بن نصر، ومحمود بن أحمد بن الفرج، وأبي جعفر محمد بن علي بن مخلد بن مرثد الفرقدي، وأبي عبد الله محمد بن نصير المدني، كلهم: عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
قلنا: وهذا سنده منكر، وقد تقدم.
ب) ورواه محمود بن أحمد بن الفرج مرة ثانية، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن موسى بن أبي عائشة، عن سفينة مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ؛ (فزاد في الإسناد: منصورا، وسمى المولى: سفينة).
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (689) حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا سفيان، عن منصور، عن موسى بن أبي عائشة، عن سفينة مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ به.
قلنا: وهذا إسناد منكر، فيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، صاحب غرائب، ومناكير عن الثوري وغيره، وهذه من منكراته عن سفيان الثوري؛ فقد خالف الثقات في الإسناد؛ بإدخال «منصور»: بين سفيان الثوري، وموسى بن أبي عائشة، وكذلك خالف في تسميته مولى أم سلمة: بـ«سفينة».
قال عنه أبو حاتم: «ضعيف الحديث»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال ابن عدي: «حدث عن مسعر، والثوري، وغيرهم بأحاديث، لا يتابع عليها»، وقال ابن حبان: «يغرب كثيرا»، وقال أبو الشيخ الأصبهاني: «غرائب حديثه تكثر»، وقال الخطيب البغدادي: «صاحب غرائب، ومناكير عن الثوري وغيره».([13])
ج) ورواه أبو جعفر الفرقدي مرة ثانية، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ (وتغير متنه).
أخرجه الخطيب البغدادي في «السابق واللاحق» (ص127 و128) أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القارئ، ثنا عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني، ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الفرقدي، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ قالت: (كان رسول الله r يقول: اللهم إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا). دون تقييد بوقت!.
قلنا: وهذا سنده منكر كسابقه، فيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، صاحب غرائب، ومناكير عن الثوري وغيره، وقد جاء بالغرائب في الإسناد والمتن، وكل هذا من الاضطراب في الحديث.
وكذلك قد توبع سفيان على هذا الإسناد، تابعه خمسة: شعبة، وعمر بن سعيد الثوري، ورقبة بن مصقلة، وأبو عوانة، ومسعر.
المتابع الأول: شعبة بن الحجاج:
أخرجه أحمد في «المسند» (26602)، و(26701)، و(26731)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (29256)، وفي «مسنده» (ج1 ص318- مصباح الزجاجة)، وابن منيع في «مسنده» (ج1 ص318- مصباح الزجاجة)، وإسحاق بن راهويه في «مسنده» (1714)، وعبد بن حميد في «مسنده» (1533)، وأبو يعلى في «المسند» (6944)، و(6991) ([14])، وابن ماجة في «سننه» (925)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (54) و(110)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1644)، وفي «الدعوات الكبير» (93)، والطبراني في «المعجم الكبير» (686)، وفي «الدعاء» (671)، والطيالسي في «المسند» (1710)، وابن شاذان في «المجلس الأول من جزئه» (65)، وفي «المجلس الثاني من جزئه» (76)، وعبد الله بن عمر المقدسي في «جزئه» (3)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص329 و411)، وأبو بكر البزاز في «جزء حديثه» (80) من طريق محمد بن جعفر، وروح بن عبادة، وشبابة، والنضر بن شميل، وعبد الملك بن عمرو، وبهز بن أسد، ومسلم بن إبراهيم، ويحيى بن أبي بكير، ووهب بن جرير، والحارث بن خليفة، والطيالسي، وحجاج بن محمد، ويحيى بن سعيد القطان، كلهم: عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ: (أن رسول الله r كان إذا صلى الصبح وسلم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا).
وفي رواية: (إذا صلى الصبح حين يسلم).
وفي رواية: (كان إذا أصبح قال).
وفي رواية: (كان يقول إذا أصبح حين يسأل)
وفي رواية: (وعملا صالحا) بدل: (متقبلا).
قلنا: وهذا كسابقه إسناده منكر؛ لما تقدم من العلل، فيه جهالة مولى أم سلمة، ولعلة التفرد والمخالفة، ولعلة الاضطراب في أسانيده وألفاظه، وقد تقدم تفصيل شيئ من ذلك، ويأتي مزيد.
فقد اختلف على محمد بن جعفر فيه:
أ) فرواه أحمد بن حنبل، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ.
أخرجه أحمد في «المسند» (26701)، و(26731).
قلنا: وهذا سنده منكر، كسابقه.
ب) ورواه محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولاة لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ (فقال: مولاة لأم سلمة، بدلا من: مولى).
أخرجه أبو يعلى في «المسند» (6924) حدثنا محمد بن بشار عنه به عن مولاة لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ: (أن رسول الله r كان إذا صلى الصبح، ثم سلم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا).
قلنا: وهذا كسابقه، فـ«مولاة أم سلمة» كذلك هي مجهولة العين، وهذا الاختلاف يدل على الاضطراب في أسانيد الحديث، والله المستعان.
المتابع الثاني: عمر بن سعيد الثوري:
أخرجه الحميدي في «المسند» (301)، ومن طريقه ابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (703) ثنا سفيان هو ابن عيينة قال: ثنا عمر بن سعيد الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ: (أن رسول الله r كان يقول بعد الصبح: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا مقبولا).
قلنا: وهو كسوابقه في الحكم.
المتابع الثالث: أبو عوانة:
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (687)، وفي «الدعاء» (672)، وابن عبدالبر في «جامع بيان العلم» (703)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص331)، ومسدد في «مسنده» (ج1 ص318- مصباح الزجاجة) من طرق عن أبي عمر الضرير، ومسدد، وسعيد بن منصور، كلهم: عن أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ قالت: (كان رسول الله r يقول في دبر صلاة الغداة: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا).
قلنا: وهذا سنده منكر كسابقه أيضا.
المتابع الرابع: رقبة بن مصقلة:
أخرجه أبو يعلى الحنبلي في «ستة مجالس من أماليه» (78) أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن نيروز قال: حدثنا محمد بن يحيى بن كثير قال: حدثنا محمد بن موسى بن أعين الحراني، حدثنا إبراهيم يعني ابن يزيد بن مردانبه، عن رقبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ قالت: (كان رسول الله r إذا صلى الغداة يقول: اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا).
قلنا: وهذا كسوابقه تمامـا.
المتابع الخامس: مسعر بن كدام:
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (688) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو معمر، ثنا أبو أسامة، ثنا مسعر، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة ڤ، عن النبي r نحوه.
قلنا: وهذا كسوابقه أيضا.
2) ورواه عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة، عمن سمع أم سلمة، عن أم سلمة ڤ (فقال: عمن سمع أم سلمة، بدلا من: مولى لأم سلمة).
أخرجه أحمد في «المسند» (26700) عنه به عن موسى بن أبي عائشة، عمن سمع أم سلمة ڤ تحدث أن النبي r كان يقول في دبر الفجر إذا صلى: (اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا).
قلنا: وهذا الإسناد كسابقه منكر، فيه من لم يسم، وهذا كذلك من الاختلاف في الإسناد الذي يوجب ضعف الحديث.
3) ورواه شاذان، ثنا سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أم سلمة ڤ (فسمى المبهم: عبد الله بن شداد بن الهاد)([15]).
أخرجه الدارقطني في «العلل» (ج15 ص220)، وفي «الأفراد» (ص185)، ومن طريقه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج5 ص64) من طريق الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن إدريس المخرمي، قال: حدثنا شاذان، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أم سلمة ڤ قالت: (كان رسول الله r إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا)، يكررها ثلاث مرار.
قلنا: وهذا إسناده منكر، وله علتان:
الأولى: أحمد بن إدريس المخرمي، وهو مجهول الحال، ترجم له الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد»، والذهبي في «تاريخ الإسلام»، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلا؛ فهو مجهول، لا يحتج به. ([16])
والثانية: مخالفتة للثقات الأثبات ممن رووه عن سفيان بإبهام الراوي، وكذلك ممن تابع سفيان على ذلك، فهي رواية شاذة، وقد أعلها الحافظ ابن حجر بالشذوذ، وبذلك أعلها الدارقطني، وتابعه الخطيب البغدادي، فلا يعتضد بها البتة.
قال الحافظ ابن حجر /في «نتائج الأفكار» (ج2 ص331): (وأخرجه أيضا من رواية شاذان عن سفيان الثوري فقال: عبد الله بن شداد، بدل: مولى أم سلمة، وهي رواية شاذة).
وقال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج15 ص220): (فرواه شاذان، عن الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة، قاله: أحمد بن إدريس المخرمي، عن شاذان.
وغيره يرويه: عن الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن مولى لأم سلمة، عن أم سلمة.
وكذلك قال: عمر بن سعيد بن مسروق، ورقبة بن مصقلة، عن موسى بن أبي عائشة، وهو الصواب).اهـ
وقال الحافظ الخطيب البغدادي / في «تاريخ بغداد» (ج5 ص64): (قال علي بن عمر –يعني: الدارقطني-: لم يقل فيه: «عن عبد الله بن شداد» غير: المخرمي، عن شاذان. قلت –يعني: الخطيب-: غيره يرويه عن سفيان، عن موسى، عن: «مولى لأم سلمة»، عن أم سلمة ڤ).اهـ
وأورده ابن حجر في «النكت الظراف» (ج13 ص46).
وأخرجه الدارقطني في «الأفراد» (ص185) من طريق عبد الجبار بن العلاء، ثنا سفيان، عن عمر بن سعيد، عن موسى بن أبي عائشة، عن بعض أهل أم سلمة، عن أم سلمة ڤ، أن النبي r: (كان إذا صلى الصبح قال: اللهم إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا).
وإسناده منكر، كسابقه، وفيه رجل لم يسم.
فهو: حديث مضطرب.
4) ورواه عبد الرزاق عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، سمع أم سلمة ڤ (فقال: عن رجل، بدل: مولى لأم سلمة).
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (3197)، ومن طريقه الطبراني في «المعجم الكبير» (685)، وابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص330) من طريق سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، سمع أم سلمة، تقول: (كان رسول الله r يقول في دبر صلاة: اللهم إني أسألك رزقا طيبا، وعملا متقبلا، وعلما نافعا).
قلنا: وهذا كسوابقه منكر أيضا، وقد خالف في سنده فقال: «رجل» بدلا من: «مولى أم سلمة»، وهذا من الاضطراب في الإسناد، فلا يحتج به، وقد تقدم.
5) ورواه النعمان بن عبدالسلام، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الشعبي، عن أم سلمة ڤ (فتغير شيوخ سفيان).
أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير» (ج1 ص260)، ومن طريقه: أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (ج1 ص464)، وأبو بكر الإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (255) من طريق عامر بن إبراهيم بن عامر الأصبهاني، والحسين بن محمد بن عفير، كلاهما: عن إبراهيم بن عامر الأصبهاني، عن أبيه عامر بن إبراهيم، عن النعمان بن عبد السلام، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن الشعبي، عن أم سلمة ڤ قالت: (كان النبي r يقول بعد صلاة الفجر: اللهم إني أسألك رزقا طيبا، وعلما نافعا، وعملا متقبلا).
قلنا: وهذا إسناده منكر أيضا ([17])، فيه ثلاث علل:
الأولى: تفرد به عامر بن إبراهيم الأصبهاني، وخالف الثقات في هذا الإسناد، فهو شاذ.
قال الطبراني في «المعجم الصغير» (ج1 ص260): (لم يروه عن سفيان إلا النعمان، تفرد به عامر).
والثانية: الاضطراب في إسناده.
والثالثة: الإنقطاع بين الشعبي، وأم سلمة([18]). ([19])
قال الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج5 ص67): (وقال ابن المديني في «العلل»: لم يسمع من زيد بن ثابت، ولم يلق أبا سعيد الخدري، ولا أم سلمة).
وللحديث شاهد: من حديث أبي الدرداء t:
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (617)، ومن طريقه ابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص332)حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، قالا: ثنا مالك بن مغول، عن الحكم، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء t: (أن النبي r يدعو في صلاة الصبح: اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا صالحا، ورزقا طيبا).
قلنا: وهذا حديث منكر، فيه أبو عمر الصيني؛ وهو مجهول([20])، وروايته عن أبي الدرداء مرسلة([21])، مع العلم أن أبا عمر الصيني ليس له إلا حديث واحد يرويه بلفظ آخر، وقد اضطرب فيه أيضا، فهذا الحديث يعتبر منكرا.
فقد أخرجه الطبراني بنفس الإسناد تماما، ولكن متنه مغاير تمامـا؛ كما في «الدعاء» (711) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، قال: ثنا مالك بن مغول عن الحكم، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء t قلنا: (يا رسول الله ذهب الأغنياء بالصدقة والجهاد ونحو ذلك، قال لنا رسول الله r: أفلا أدلك على ما إن أخذتم به جئتم بأفضل مما يجيء به أحد منهم، تسبح ثلاثا وثلاثين، وتحمد ثلاثا وثلاثين، وتكبر أربعا وثلاثين في دبر كل صلاة).
وقد توبع مالك بن مغول عن الحكم على هذا اللفظ: تابعه شعبة
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (710) حدثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب، ح وحدثنا محمد بن محمد التمار، ثنا أبو الوليد الطيالسي، قالا: ثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء t بمثله.
قلنا: وأبو عمر الصيني هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث!، بهذا اللفظ المغاير لحديث أم سلمة ڤ، فبطل أن يكون من حديثه شاهد له، فقد حسن([22]) الحافظ ابن حجر /: حديث أم سلمة، بناء على اعتضاده بهذا الشاهد، وليس فيه ما يعضد حديث أم سلمة، بل هو منكر قد اضطرب فيه اضطرابا شديدا في الأسانيد، والألفاظ.
قال الإمام ابن أبي حاتم / في «الجرح والتعديل» (ج9 ص407): (أبو عمر الصيني: قال أبو زرعة: لا نعرفه إلا برواية حديث واحد([23])!، عن أبي الدرداء عن النبي r: «سبقنا الأغنياء بالدنيا والآخرة، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم.. الحديث»، ولا يسمى) ([24]).اهـ
وقال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج6 ص213): (وسئل عن حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء t، قال: «يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموالهم، ... الحديث في فضل التسبيح».
قال: هو حديث يرويه عبد العزيز بن رفيع، والحكم بن عتيبة، واختلف عنهما:
فأما عبد العزيز بن رفيع: فرواه عنه جرير بن عبد الحميد، وأبو الأحوص سلام بن سليم، فقالا: عن أبي صالح، عن أبي الدرداء.
وخالفهما: سفيان الثوري، فرواه عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء.
وقال شريك: عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، ولم يتابع شريك على ذكر أم الدرداء. ([25])
وأما الحكم: فرواه عنه مالك بن مغول، وشعبة بن الحجاج، وزيد بن أبي أنيسة.
فقال شعبة، ومالك بن مغول: عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء.
وقال زيد بن أبي أنيسة: عن الحكم، عن أبي عمر، عن رجل، عن أبي الدرداء.
ورواه ليث بن أبي سليم، واختلف عنه:
فقيل عنه: الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي الدرداء.
وقال الحماني: عن المحاربي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الدرداء، وليس هذا من حديث ابن أبي ليلى، ولا من حديث مجاهد.
والصحيح([26]) من ذلك: قول شعبة، ومالك بن مغول، عن الحكم، عن أبي عمر الصيني، عن أبي الدرداء t، وقول الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء.
وسئل عن اسم: «أبي عمر الصيني»، فقال: لا يعرف، ولا روي عنه غير هذا الحديث) ([27]).اهـ
قلنا: فهذا الاضطراب في حديث أبي عمر الصيني بـ«اللفظ المغاير»؛ لا يشهد لحديثنا -حديث أم سلمة ڤ- بلفظ: «اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا صالحا، ورزقا طيبا»!.
قلنا: ورواه أبو عمر الصيني، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، وهو وهم لا يصح.
ذكره ابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص332): (ومنهم من أدخل بينه، وبين أبي الدرداء أم الدرداء).
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (9900)، وفي «عمل اليوم والليلة» (148)، والطبراني في «الدعاء» (707) من طريقين عن شريك، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي عمر، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: (قلت: يا رسول الله، ذهب أصحاب الأموال بالخير، يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، ويتصدقون وليس لنا أموال نتصدق، قال r: يا أبا الدرداء، ألا أدلك على شيء إن أنت فعلته لم يسبقك من كان قبلك، ولم يدركك من كان بعدك إلا من جاء بمثل ما جئت به؟ تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا وثلاثين).
قلنا: وقد تقدمت هذه الطريق، ذكرها الدارقطني في الاضطراب على حديث أبي الدرداء، فلا يعتد بها، ناهيك أنها لا تعتبر شاهدا لحديث أم سلمة؛ لاختلاف المتن اختلافا بينا، فتنبه.
قلنا: فالحديث منكر، لا يصح بحال؛ لما تقدم فيه من العلل العضال؛ ولذلك لا يشرع العمل به في الشريعة المطهرة بعد السلام من صلاة الصبح بعد ثبوت نكارته، والله ولي التوفيق.
هذا آخر ما وفقنا الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
درة أثرية.................................................................................................... |
5 |
2) |
المقدمة..................................................................................................... |
6 |
3) |
ذكر الدليل على ضعف الدعاء: «اللهم إني أسألك علما نافعا، وعملا متقبلا، ورزقا طيبا» بعد صلاة الفجر........................................ |
8 |
([1]) وانظر: «العلل» للدارقطني (ج15 ص220)، و«شرح سنن ابن ماجة» لمغلطاي (ج5 ص1561)، و«مصباح الزجاجة» للبوصيري (ج1 ص318)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج5 ص64)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج2 ص358)، و«مجموع فتاواى ورسائل ابن عثيمين» (ج13 ص277).
([4]) لم نجده بهذا الإسناد عن: «مولى أبي سلمة»، ولعله يقصد عن: «مولاة لأم سلمة»، فهذا من الاضطراب الواقع في إسناد هذا الحديث، فمرة يقال عن: «مولى أم سلمة»، ومرة يقال عن: «مولاة لأم سلمة»، ووقع غير ذلك أيضا.
([5]) «التواصل المرئي»، بعنوان: «شرح المنتقى من أخبار المصطفى»، بصوت: «العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /»، الجزء: «17»؛ بقراءة: «العلامة عبد العزيز الراجحي».
([7]) أي: الصواب في طرق الحديث؛ بإثبات: «مولى أم سلمة»، فأعل الدارقطني الحديث بالإسناد الذي فيه الراوي المجهول.
([8]) قلنا: وهذا إعلال من الإمام ابن القيم / للدعاء هذا بعد صلاة الفجر، ومما يدل على إعلاله له أنه أورده بصيغة التمريض، كما في «زاد المعاد» (ج2 ص342) فقال: (ويذكر عنه r أنه كان إذا أصبح قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا طيبا، وعملا متقبلا)، وثم تبع ذلك بذكر الأحاديث الصحيحة: فلم يوردها بصيغة التمريض، وإنما جزم فيها، فقال / في «زاد المعاد» (ج2 ص343): (وقال r: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت،،، الحديث»، ومن قال حين يصبح وحين يمسي: «سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه»..).اهـ
([9]) لم نجده بهذا الإسناد عن: «مولى أبي سلمة»، ولعله يقصد عن: «مولاة لأم سلمة»، فهذا من الاضطراب الواقع في إسناد هذا الحديث، فمرة يقال عن: «مولى أم سلمة»، ومرة يقال عن: «مولاة لأم سلمة»، ووقع غير ذلك أيضا.
([10]) «التواصل المرئي»، بعنوان: «شرح المنتقى من أخبار المصطفى»، بصوت: «العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /»، الجزء: «17»، بقراءة: «العلامة عبد العزيز الراجحي».
([11]) وانظر: «العلل» للدارقطني (ج15 ص220)، و«شرح سنن ابن ماجة» لمغلطاي (ج5 ص1561)، و«مصباح الزجاجة» للبوصيري (ج1 ص318)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج5 ص64)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج2 ص358)، و«مجموع فتاواى ورسائل ابن عثيمين» (ج13 ص277).
([13]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص321)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص190)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ج1 ص256)، و«الكامل في ضعفاء الرجال» لابن عدي (ج1 ص523)، و«الثقات» لابن حبان (ج8 ص100)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج1 ص336).
([14]) قلنا: وقع عند أبي يعلى في «المسند» (6991): «حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد قال: حدثني موسى بن أبي عائشة»، فأسقط «شعبة» من الإسناد، والصواب بإثباته: فقد رواه ابن السني من طريق أبي يعلى فذكر «شعبة» في الإسناد، وكذلك قد ذكره ابن حجر في «نتائج الأفكار».
قال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص330): (وأخرجه أبو يعلى عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن يحيى بن سعيد القطان، وعن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر، وعن مجاهد بن موسى عن بهز بن أسد، ثلاثتهم: عن شعبة).
([15]) قلنا: وقد صرح الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد»، والدارقطني في «العلل» بأنه: «عبد الله بن شداد بن الهاد» وهو: «الليثي»، وهو ليس من «الموالي»، فليس هو المقصود: بـ«مولى لأم سلمة».
وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص222).
قال الحافظ ابن حجر / في «تهذيب التهذيب» (ج12 ص413): (وهذا المولى اسمه: عبد الله بن شداد، سماه: الدارقطني في «الأفراد»، في روايته لهذا الحديث من طريق: شاذان الأسود بن عامر، عن سفيان، فإن كان: «عبد الله بن شداد» غير: «الليثي»، فلا إشكال، وإن كان هو: «الليثي»؛ فيبعد أن يقال فيه: «مولى»، فلعل ذلك: من الاختلاف في الإسناد، فالموضع موضع احتمال).اهـ
قلنا: فسقط الاستدلال!، فالصواب: أن احتمال كونه غير الليثي بعيد؛ لأنه جاء مصرحا بأنه ابن الهاد، يعني: الليثي، فهو كما قال: من الاختلاف في الإسناد، وهذا الصواب؛ ولذلك رجح الحافظ أن هذه الطريق: «شاذة»، كما في «نتائج الأفكار» (ج2 ص331).
([16]) وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب (ج5 ص64)، و«العلل» للدارقطني (ج15 ص220)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج6 ص259).
([17]) قلنا: وقد جود إسناده الشيخ الألباني واعتبره عاضدا لحديث أم سلمة من طريق المولى المجهول، وهو في الحقيقة من الاضطراب على سفيان كما ترى، وليس من المتابعات أو الشواهد في شيء، فلا هو يقوى بنفسه، ولا هو يعضد به غيره، والله ولي التوفيق.
قال الشيخ الألباني / في «تمام المنة» (ص 233): (قوله: وروى أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة: بسند فيه مجهول، عن أم سلمة، أن النبي r كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: «اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وعملا متقبلا»، قلت: لكن أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير»، بإسناد جيد: ليس فيه المجهول، كما بينته في «الروض النضير»).اهـ
([18]) وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج10 ص111)، ثم قال: (رواه الطبراني في «الصغير»، ورجاله ثقات).
فالشعبي ومن دونه ثقات، لكنه منقطع؛ لأن الشعبي لم يسمع من أم سلمة.
([19]) وانظر: «نتائج الأفكار» لابن حجر (ج1 ص159و161)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج7 ص140)، و«أحاديث معلة ظاهرها الصحة» للشيخ مقبل الوادعي (ص480).
([21]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1181)، و«تهذيب التهذيب» له (ج12 ص195)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج34 ص110).
([22]) قال الحافظ ابن حجر / في «نتائج الأفكار» (ج2 ص331): (وقد وجدت للحديث شاهدا من أجله؛ قلت: إنه حسن، وبه إلى الطبراني ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب -هو محمد بن العلاء- ثنا أبو معاوية وابن نمير -هو عبد الله- قالا: ثنا مالك بن مغول، عن الحكم، عن أبي عمر، عن أبي الدرداء t، عن النبي r قال: فذكر مثله، ورجال هذا الإسناد أيضا رجال الصحيح إلا أبا عمر؛ فإنه لا يعرف اسمه، ولا حاله، وقيل: اسمه نشيط، بفتح النون، وكسر المعجمة، ويقال له: الصيني بصاد مهملة مكسورة، ونون، نسبة إلى الصين الإقليم المشهور، وقد روى عنه جماعة، فهو مستور، وأخرج له النسائي حديثا غير هذا عن أبي الدرداء، ومنهم من أدخل بينه، وبين أبي الدرداء: أم الدرداء، والله أعلم).اهـ
([23]) قلنا: وهذا هو المقصود؛ أنه لم يرو غير حديث: «فضل التسبيح دبر الصلوات»، وليس له غيره، فبطل الاستشهاد لحديث أم سلمة به.
([24]) قوله: (ولا يسمى)، أي: ولا يسمى: بأبي عمر الصيني، إنما يكنى بأبي عمر فقط، دون تسميته، وهذا أكثر ما يرد في طرق الحديث عنه.
وانظر: «نتائج الأفكار» لابن حجر (ج2 ص275).
([25]) قال الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (ج2 ص332): (ومنهم من أدخل بينه، وبين أبي الدرداء أم الدرداء).
قلنا: وهذا في لفظ حديث: «فضل التسبيح»، فهو من الاضطراب.