القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه ضعف حديث: يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها

2024-11-04

صورة 1
جزء فيه ضعف حديث: يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها

                سلسلة

          روائع البحار في تخريج الآثار

 

 

جزء

شكل بيضاوي: 15

فيه ضعف حديث:   

(يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها)

 

 

دراسة أثرية منهجية علمية في ضعف الحديث المذكور، وما وقع فيه من اختلاف واضطراب، ونكارة متنه ومخالفته للأصول وأن الدرجات في الجنة تحصل للمسلم على حسب أعماله الصالحة، لا على قراءة القرآن فقط، فتفطن لهذا

 

 

تخريج:

أبي الحسن علي بن حسن بن علي العريفي الأثري

غفر الله له، ولشيخه، وللمسلمين

 

 

معه:

نبذة يسيرة في فضل القرآن وتعليمه

    

رب افتح بخير وأعن يا كريم

المقدمة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن تنقية السنة النبوية ونخل المرويات، من أجل العلوم النافعة التي يتقرب بها إلى الله عز وجل، فكما أن حفظ الشريعة لازم لا يخرج منها أي شيء، فكذلك صونها على أن لا يدخل فيها ما ليس منها؛ بل هو ألزم وآكد.

ولما صار من كثير من المنتسبين([1]) إلى العلم الشرعي فضلا عن العامة حيث أدخلوا أحاديث ضعيفة في فضائل القرآن([2])؛ منها حديث: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها»، فأحببت أن أبين ضعفه، ومخالفته للأصول بدراسة حديثية أثرية على طريقة أئمة الحديث شرفهم الله.

وفي الختام: لا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى شيخي العلامة الجليل والمحدث الأصيل فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري حفظه الله على تفضله بمراجعة هذا البحث، فجزاه الله عني خير ما جزى شيخا عن تلميذه.

والله نسأل أن يجعل عملنا كله صالحا، وأن يجعله لوجهه الكريم خالصا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

كتبه

أبو الحسن علي بن حسن العريفي الأثري

 

 

 

 

 

 

    

اللهم وفقني لما تحبه وترضاه

رب وفق

ذكر الدليل

 على ضعف حديث منزلة قارئ القرآن في الآخرة

 

 

عن عبد الله بن عمرو t قال: قال رسول الله r: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها).

حديث منكر

أخرجه أبو داود في «سننه» (ص230 ح1464)، والترمذي في «جامعه» (ص1003 ح2914)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج7 ص272 ح8002)، وأحمد في «المسند» (ج11 ص403 ح6799)، وابن حبان في «صحيحه» (ص314 ح766)، والبيهقي في «سننه الكبرى» (ج2 ص53)، وفي «سننه الصغرى» (ج1 ص350 ح988)، و(ج1 ص351 ح989)، وفي «شعب الإيمان» (ج3 ص381 ح1844)، و(ج3 ص474 ح1970)، وابن شاهين في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص220 ح204)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج4 ص478)، وفي «الحدائق في علم الحديث والزهديات» (ج1 ص500)، وفي «التبصرة» (ص640)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (ج3 ص164)، وأبو جعفر النحاس في «القطع والائتناف» (ص10)، والغافقي في «لمحات الأنوار» (ج1 ص106)، وابن عبد الهادي في «هداية الإنسان» (ق/44/ط)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج10 ص60)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص7 و24)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص739 ح2030)، والبغوي في «شرح السنة» (ج4 ص435 ح1178)، وفي «معالم التنزيل([3])» (ج1 ص42)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص320 ح235)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (ص78 و121)، والداني في «البيان في عد آي القرآن» (ص299)، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص167 ح60)، و(ص168 ح61)، والآجري في «أخلاق أهل القرآن» (ص40 ص10)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن وتلاوته» (ص160 ح133)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص86)، والمروزي في «قيام الليل» (ص74)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص65)، وضياء الدين المقدسي في «المنتقى من مسموعات مرو» (ق/127/ط)، وفي «فضائل القرآن العظيم» (ص55)، وفي «فضائل الأعمال» (ص523)، والمحاسبي في «فهم القرآن» (ص293)، وأبو حيان في «المنتخب من حديث شيوخ بغداد([4])» (ق/26/ط)، (ص158)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج7 ص114)، والسهمي في «تاريخ جرجان» (ص139)،  والذهبي في «معجم الشيوخ الكبير([5])» (ج2 ص297) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبي داود عمر بن سعد الحفري، وأبي نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح جميعهم: عن سفيان الثوري، حدثني عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن عمرو t به مرفوعا.

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو ابن بهدلة، وهو صدوق([6]) له أوهام، وحديثه في الصحيحين مقرونا؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص369)، وقد تفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد من الثقات على هذا الحديث، فهذا من أوهامه؛ فهو حديث منكر.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: وليس هو كما قال، لضعف الحديث.

وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج1 ص1006)؛ ثم قال: (رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح، والنسائي، والحاكم، وابن حبان عن ابن عمرو، وابن أبي شيبة عنه موقوفا).

قلت: والوقف علة أخرى في الحديث.([7])

قال الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج13 ص480): (روى له البخاري، ومسلم مقرونا بغيره).

وقال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص357): (وهو في الحديث دون الثبت صدوق يهم).

قلت: وفي هذا الحديث تفرد به عاصم، ولم يتابعه أحد من الثقات الحفاظ، فحديثه منكر([8])؛ لأنه وهم فيه.

لذلك ترك الإمام البخاري حديثه هذا، ولم يذكره في «صحيحه»؛ لأنه ليس على شرطه، وهو لم يذكره إلا بالمتابعة في «صحيحه».

وكذلك ترك الإمام مسلم حديثه هذا بناء على ما قلناه.

فنكارة الحديث أيضا من قبل متونه.

قلت: وروى له البخاري، ومسلم مقرونا بغيره.

قال الحافظ ابن حجر في «هداية الساري» (ص411): (ما له في الصحيحين سوى حديثين؛ كلاهما من روايته عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قرنه في كل منهما بغيره). اهـ

قلت: وهذه الرواية من مناكيره في الحديث، لتفرده بها، ولم يتابع عليها.

وقال عنه أبو حاتم: (لم يكن بذاك الحافظ)، وقال ابن خراش: (في حديثه نكرة)، وقال ابن معين: (ليس بالقوي في الحديث)، وقال النسائي: (ليس بحافظ)، وقال العقيلي: (لم يكن فيه إلا سوء الحفظ)، وقال الدارقطني: (في حفظه شيء)، وقال ابن علية: (سيء الحفظ)، وقال ابن سعد: (ثقة؛ إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه) .([9])

قلت: وهذا الحديث مخالف للأصول؛ حيث أن الدرجات في الجنة تحصل للمسلم على حسب أعماله الصالحة([10])، لا على قراءة القرآن فقط([11])، كما هو مصرح في هذا الحديث.

قلت: ولو حفظ المسلم سورة: «الإخلاص» على ما استطاع عليه من حفظ القرآن؛ مع ما قام به من الأعمال الصالحة حصلت له الدرجات الكبرى في الجنة إن شاء الله، كما فعل عدد من أصحاب رسول الله r.

بل هناك عدد من الصحابة الكرام y لم يحفظوا شيئا من القرآن، مع ما لهم من الدرجات العلى في الجنة لما لهم من الأعمال الصالحة التي تقضي إن شاء الله لهم بالدرجات الكبرى في الآخرة، فافهم لهذا.

وإليك الدليل:

قال تعالى: ]ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون[ [الأنعام: 132]؛ ولم يقل مما قرؤوا.

قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج9 ص564): (يقول تعالى ذكره: ولكل عامل في طاعة الله، أو معصيته منازل ومراتب من عمله، يبلغه الله إياها، ويثيبه بها، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا). اهـ

وقال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج21 ص146): (يقول تعالى ذكره: ولكل هؤلاء الفريقين: فريق الإيمان بالله واليوم الآخر، والبر بالوالدين، وفريق الكفر بالله واليوم الآخر، وعقوق الوالدين اللذين وصف صفتهم ربنا عز وجل في هذه الآيات منازل ومراتب عند الله يوم القيامة، مما عملوا، يعني من عملهم الذي عملوه في الدنيا من صالح، وحسن، وسيئ يجازيهم الله به). اهـ

وقال الإمام السمعاني / في «تفسير القرآن» (ج1 ص530): (أي: درجات في الجزاء مما عملوا). اهـ

وقال العلامة السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ص274): (]ولكل[؛ منهم: ]درجات مما عملوا[؛ بحسب أعمالهم). اهـ

وقال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج2 ص186): (أي: لكل من الجن والإنس درجات متفاوتة مما عملوا فنجازيهم بأعمالهم). اهـ

وقال تعالى: ]ولكل درجات مما عملوا([12]) وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون[ [الأحقاف: 19].

قال الإمام ابن أبي زمنين / في «تفسير القرآن العزيز» (ج4 ص227): (]ولكل درجات مما عملوا[؛ المؤمنون والمشركون؛ للمؤمنين درجات في الجنة على قدر أعمالهم، وللمشركين درجات في النار على قدر أعمالهم). اهـ

وقال العلامة السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ص782): (]ولكل[ من أهل الخير، وأهل الشر ]درجات مما عملوا[؛ أي: كل على حسب مرتبته من الخير والشر، ومنازلهم في الدار الآخرة على قدر أعمالهم). اهـ

وقال تعالى: ]من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون[ [البقرة: 62].

وقال تعالى: ]وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى[ [الكهف: 88].

وقال تعالى: ]فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا[ [الكهف: 110].

وقال تعالى: ]إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون[ [سبأ: 37].

وقال تعالى: ]إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون[ [فصلت: 8].

وقال تعالى: ]إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير[ [البروج: 11].

قلت: فالحديث مخالفا للأصول، فانتبه.

قال الحافظ الخطيب البغدادي / في «الكفاية في علم الرواية» (ص464): (ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل، وحكم القرآن الثابت المحكم, والسنة المعلومة, والفعل الجاري مجرى السنة, وكل دليل مقطوع به). اهـ

وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص106): (لأن المستحيل لو صدر عن الثقات رد ونسب إليهم الخطأ، ألا ترى أنه لو اجتمع خلق من الثقات فأخبروا أن الجمل قد دخل في سم الخياط لما نفعتنا ثقتهم ولا أثرت في خبرهم، لأنهم أخبروا بمستحيل، فكل حديث رأيته يخالف المعقول، أو يناقض الأصول، فاعلم أنه موضوع فلا تتكلف اعتباره). اهـ

* واختلف على عاصم بن بهدلة في إسناده:

(1) فرواه سفيان الثوري، حدثني عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن عمرو رضي لله عنه به مرفوعا.

وأخرجه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص320 ح233) من طريق أبي حفص السلمي، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني عاصم، عن زر، عن عبد الله به.

قال الحافظ الرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص320): (فالأول عبد الله بن مسعود، والثاني يذكرون أنه عبد الله بن عمرو).

ثم ذكر الحديث (235) بسنده إلى عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو عن النبي r به.

وقال الحافظ الخطيب: (وكل حديث جاء فيه: عاصم عن زر عن عبد الله غير منسوب؛ فهو ابن مسعود، غير هذا الحديث).([13])

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه أبو حفص السلمي، وهو مجهول.

وخالفه: الإمام أبو داود السجستاني؛ فرواه عن مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثني عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو به.

أخرجه أبو داود في «سننه» (ص230 ح1464)، والبيهقي في «السنن الصغرى» (ج1 ص351 ح989)، وفي «شعب الإيمان» (ج3 ص381 ح1844).

قلت: فالخطأ من أبي حفص السلمي المجهول.

قلت: والحديث لم يروه النسائي في «المجتبى» له، وإنما رواه في «السنن الكبرى» في «فضائل القرآن»؛ كما في «تحفة الأشراف» للمزي (ج6 ص290).([14])

وقال أبو علي الرواس: سمعت عمرو بن علي يقول: (لم يرو زر عن عبد الله([15])؛ إلا هذا الحديث).([16])

قلت: ومما سبق يدل أن عاصم بن أبي النجود أخطأ في ذكر رواية: زر بن حبيش عن عبد الله بن عمرو؛ لأنه لم يسمع منه شيئا، ولم يكن معروفا في روايته عن عبد الله بن عمرو؛ بل هو معروف بروايته عن عبد الله بن مسعود فقط، وهو ثبت فيه.([17])

ثم رواية: عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش مضطربة لسوء حفظه، وهذه الرواية في هذا الباب منها؛ فهي منكرة.([18])

قلت: وقد خالف فيها الثقات.

قال الإمام ابن رجب / في «شرح العلل الصغير» (ج2 ص788): (عاصم بن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجود الكوفي، القارئ، كان حفظه سيئا، وحديثه عن زر، وأبي وائل، مضطرب، كان يحدث بالحديث تارة عن زر، وتارة عن أبي وائل). اهـ

وقال الحافظ العجلي في «معرفة الثقات» (ج2 ص6): (وكان ثقة في الحديث، ولكن يختلف عنه في حديث زر، وأبي وائل). اهـ

قلت: فعابوا عليه أنه كان يختلف عليه في حديث زر بن حبيش، وأبي وائل، وكان يشك فيه لسوء حفظه في الحديث.

وفي حديث الباب اضطرب عاصم بن أبي النجود في إسناده في رفعه، ووقفه، وفي صحابي الحديث لذلك فلا يحتج به في فضل قراءة القرآن.

ولقد وجدت متابعا لسفيان الثوري؛ فقد تابعه حماد بن شعيب، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو به مرفوعا.

أخرجه أبو عمرو الداني في «التحديد في الاتقان والتجويد» (ص75)، والآجري في «أخلاق أهل القرآن» (ص39 ح9)، وأبو حيان في «المنتخب من حديث شيوخ بغداد([19])» (ق/19/ط)، (ص102) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني به.

قلت: وهذه متابعة لا يفرح بها، ولها ثلاث علل:

الأولى: يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال عنه ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص845): (حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث).

وقال عنه ابن نمير: (كذاب)، وقال أحمد: (كان يكذب جهارا)، وقال السعدي: (ساقط)، وقال النسائي: (ضعيف).([20])

الثانية: حماد بن شعيب أبو شعيب الحماني، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه يحيى: (ليس بشيء)، وقال النسائي: (ضعيف)، وقال ابن حبان: (يقلب الأخبار ويرويها على غير جهتها)، وقال البخاري: (فيه نظر)، وقال ابن عدي: (أكثر حديثه مما لا يتابع عليه)، وقال أبو حاتم: (ليس بالقوي)، وقال الجوزجاني: (واهي الحديث)، وقال أبو زرعة: (ضعيف الحديث).([21])

الثالثة: حال عاصم بن أبي النجود، وهو يهم في الحديث، ويتفرد عن الثقات.

(2) ورواه زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمرو، قال: (يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة: اقرأ وارقه في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلك في الدرجات عند آخر ما تقرأ). كذا موقوفا.

أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص65)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص234 ح30558) من طريق أبي أسامة، وحسين بن علي الجعفي، وأبي جعفر الرازي؛ كلهم: عن زائدة بن قدامة به.

فرواه سفيان الثوري مرفوعا، وخالفه زائدة بن قدامة فأوقفه.([22])

فمرة يروي الرواة عن عاصم المرفوع، ومرة يروي الرواة عن عاصم الموقوف.

قلت: فقد اضطرب فيه عاصم بن أبي النجود: فقد رواه مرة مرفوعا، ومرة موقوفا، وهذا الاضطراب يوجب ضعفه أيضا.

قال يعقوب بن سفيان؛ عن عاصم: (في حديثه اضطراب).([23])

قلت: ولا يقع الاضطراب إلا من كان في حفظه شيء.

قال الدارقطني؛ عن عاصم: (في حفظه شيء).([24])

قلت: وهذا نوع آخر من الموقوفات، وهي ضعيفة في أصلها؛ لأن بعض الرواة قصر فيها لشك طرأ عليه، أو لعدم ضبط سنده، أو لعدم ضبط متنه، أو لعدم نشاط عند التحديث، فأوقفه.

وهذا النوع كثير، وجله ليس له حكم الرفع، فتفطن لهذا.

قلت: إذ أن الاضطراب دليل على أن الراوي لم يضبط الحديث، ولم يحفظه جيدا.([25])

وأخرجه الشجري في «الأمالي الخميسية» (ص110) من طريق عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، عن قيس بن الربيع، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن عمر([26]) به مرفوعا.

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: إسماعيل بن عمرو بن نجيح أبو إسحاق البجلي، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه الدارمي، والدارقطني، وابن عدي، وأبو حاتم: (ضعيف).([27])

الثانية: قيس بن الربيع، أبو محمد الأسدي الكوفي، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه يحيى بن معين: (ضعيف)، وقيل لأحمد لم ترك الناس حديثه قال: (كان يتشيع وكان كثير الخطأ في الحديث وروى أحاديث منكرة)، وقال الدارقطني: (ضعيف الحديث)، وقال النسائي: (متروك الحديث)، وقال أبو حاتم: (ليس بقوي)، وقال الذهبي: (صدوق في نفسه، سيئ الحفظ)، وقال ابن حبان: (تتبعت حديثه فرأيته صادقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه فيدخل عليه فيجيب فيه ثقة بابنه فوقعت في المناكير في روايته فاستحق المجانبة)، وقال علي: (كان وكيع يضعفه).([28])

قلت: فالراجح أنه ضعيف.

الثالثة: عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو ابن بهدلة، وهو  صدوق له أوهام، وقد تفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد من الثقات، فهذا من أوهامه؛ فهو حديث منكر؛ كما تقدم.

وأخرجه الشجري في «الأمالي الخميسية» (ص110) من طريق عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن السائب بن مالك، عن عبد الله بن عمر([29]) به مرفوعا.

قلت: وهذا سنده منكر، وله أربع علل:

الأولى: إسماعيل بن عمرو بن نجيح أبو إسحاق البجلي، وهو ضعيف الحديث؛ كما تقدم.

الثانية: أبو بكر بن عياش الأسدي، وهو ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، وقد اختلف في اسمه، والصواب أن اسمه كنيته.

قال عنه ابن حجر: (ثقة عابد ولما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح)، وقال العقيلي: (ويخطئ عن الكوفيين خطأ كثيرا)، وقال العجلي: (ثقة كان يخطئ بعض الخطأ).([30])

الثالثة: أبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي مدلس من «الطبقة الثالثة»([31]).([32])

قلت: فمثله لا يحتج به في المتابعات، فانتبه.

ورواه ابن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال النبي r: (من قرأ آية من القرآن كانت له درجة من الجنة ومصباحا من نور).

أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص381).

قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:

الأولى: رشدين بن سعد المصري، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه يحيى بن معين: (ليس بشيء)، وقال عمرو بن علي، وأبو زرعة، والدارقطني: (ضعيف)، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث، فيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات)، وقال النسائي: (متروك)، وضعفه أحمد وقدم عليه ابن لهيعة، وقال ابن عدي: (رشدين ضعيف)، وقال الجوزجاني: (عنده مناكير كثيرة)، وقال الذهبي: (سيء الحفظ، غير معتمد)، وقال ابن حجر: (ضعيف، رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة).([33])

الثانية: حيي بن عبد الله بن شريح المصري، وهو ضعيف الحديث، وفي أحاديثه مناكير، وهو منكر الحديث فيما تفرد به عن أبي عبد الرحمن الحبلي.

قال عنه ابن حجر: (يهم)، وقال النسائي: (ليس بالقوي)، وقال أحمد: (أحاديثه مناكير)، وقال البخاري: (فيه نظر).([34])

وهكذا وقع مرفوعا.

وذكره الهندي في «كنز العمال» (ج1 ص547)؛ وعزاه للبيهقي في «شعب الإيمان».

وكذا السيوطي في «جمع الجوامع» (ج9 ص757).

وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (789)، وفي «الرقائق» (974) من طريق رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله المعافري، حدثه عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: (كل آية من القرآن درجة في الجنة، ومصباح في بيوتكم).

وهو منكر.

هكذا موقوفا على ابن عمرو.

وذكره الهندي في «كنز العمال» (ج1 ص517)؛ وعزاه لأبي نعيم في «حلية الأولياء» من حديث ابن عمر.

وذكره السيوطي في «جمع الجوامع» (ج6 ص427)؛ وعزاه لأبي نعيم، وابن زنجويه عن ابن عمر موقوفا.

 (3) ورواه شعبة، عن عاصم، واختلف عليه في وقفه ورفعه:

* فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: (يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنة).

حديث منكر

أخرجه الترمذي في «سننه» (ص1002 ح2915)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص379 ح1841)، و(ج3 ص379 ح1842)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص475 ح2045)، والسراج في «حديثه» (ج2 ص305 ح1266)، و(ج3 ص28 ح1724)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ص51 ص14)، وفي «فضائل القرآن» (14)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير([35]») (ص338 ح688)، والبزار في «المسند» (ج16 ص13).

هكذا جعله من مسند: «أبي هريرة t»، وبلفظ آخر، وفيه: (اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنة).

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو ابن بهدلة، وهو صدوق له أوهام، وقد تفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد من الثقات، وقد اضطرب فيه سندا ومتنا كما ترى.

وقد أعله الحافظ البزار بتفرد عبد الصمد بن عبد الوارث بهذا الإسناد؛ فقال البزار في «المسند» (ج16 ص13): (وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الصمد عن شعبة). اهـ

وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

قلت: وليس هو كما قال لنكارة الإسناد.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

قلت: وفيه نظر.

وقد أعله الترمذي في «السنن» (ص1002)؛ بالوقف.

وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج9 ص213)، وابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج14 ص500).

** ورواه محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، بنحوه، ولم يرفعه.

أخرجه الترمذي في «سننه» (ص1002 ح2915)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص379 ح1842).

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو ابن بهدلة، وهو صدوق له أوهام، وقد تفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد من الثقات، وقد اضطرب فيه سندا ومتنا كما ترى.

وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج9 ص213).

قال الإمام الترمذي في «السنن» (ص1002): (وهذا أصح عندنا من حديث عبد الصمد، عن شعبة). اهـ

أي: الموقوف.

قلت: نعم؛ لأن غندرا من أوثق الناس في شعبة.

قال عنه الذهبي: (أحد الأثبات المتقنين، ولا سيما في شعبة)، وقال عبد الله ابن المبارك: (إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غندر حكم فيما بينهم)، وقال ابن مهدي: (غندر أثبت في شعبة مني)، وقال يحيى بن معين: (كان من أصح الناس كتابا، وأراد بعضهم أن يخطئه فلم يقدر عليه).([36])

فالمحفوظ عن شعبة بن الحجاج: الوقف.

وتابع شعبة على هذا الوجه موقوفا: زائدة بن قدامة فرواه عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا، وفيه: (فيقول: يا رب، زده، فيرضى عنه، فليس بعد رضى الله شيء). وليس فيه موضع الشاهد.

أخرجه الجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (689)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (101)، و(109)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج6 ص130) من طريق أبي توبة أحمد بن سالم العسقلاني([37])، وابن أبي شيبة، وحفص بن عمر؛ كلهم: عن الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة به.

قال الحافظ الجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج2 ص347): (هذا حديث لا يرجع منه إلى صحة، وليس لهذا الحديث أصل من حديث رسول الله r). اهـ

وأورده الحافظ الذهبي في «تلخيص الأباطيل» (ص45)؛ ثم قال: (الموقوف أشبه). اهـ

وأشار الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص100)؛ فقال: (أحمد بن سالم العسقلاني، أبو توبة، حدث عن حسين الجعفي بخبر موضوع). يعني: هذا الحديث.

وساق الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (ج1 ص176)؛ الحديث بإسناد الجوزقاني، ونقل قوله فيه؛ ثم قال: (هذا الحديث: أخرجه الترمذي في «فضائل القرآن» من وجهين عن شعبة؛ أحدهما: مرفوع، والآخر: موقوف، وقال في المرفوع: حسن، وفي الآخر: هذا أصح من المرفوع.

قلت: وهذا له حكم المرفوع، وإن كان وقفه أصح). اهـ

وتابعه على الوقف: زيد بن أبي أنيسة، عن عاصم، عن أبي صالح، قال: سمعت أبا هريرة به موقوفا.

أخرجه الدارمي في «المسند» (3354) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عاصم به، وفيه: (يا رب ارض عنه، فليس بعد رضاك شيء).

*** ورواه حجاج، عن شعبة، عن عاصم، عن ذكوان، عن أبي هريرة، أنه قال: (نعم الشفيع القرآن). قال: قال شعبة: وأحسبه قال: (يقول يوم القيامة: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيكسى حلة الكرامة، فيقول: يا رب ارض عنه، فإنه ليس بعد رضاك شيء. قال: فيرضى عنه).

أخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (83).

وليس فيه موضع الشاهد.

قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج10 ص158): (يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه؛

فرواه شعبة، واختلف عنه؛

فرواه أبو قتيبة سلم بن قتيبة، وعبد الصمد، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا، ووقفه غندر، عن شعبة.

وكذلك رواه زائدة بن قدامة وزيد بن أبي أنيسة، عن عاصم موقوفا، وهو الصواب). اهـ

* ورواه أبو قتيبة سالم بن قتيبة، ثنا شعبة، عن عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي r قال: (نعم الشفيع القرآن لصاحبه يوم القيامة, يقول: يا رب أكرمه، فيلبس تاج الكرامة, ثم يقول: يا رب زده, ارض عنه , فليس بعد رضى الله شيء).

وليس فيه موضع الشاهد.

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج7 ص206)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج2 ص284).

قال أبو نعيم: (غريب من حديث شعبة, تفرد به سالم).

وقال الجوزقاني: (هذا حديث باطل، رواه عن شعبة: عبد الصمد بن عبد الوارث، فخالف فيه سالم بن قتيبة). يعني: عبد الصمد أوقفه.

**** ورواه غندر، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن زياد الرصاصي، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد أنه قال: (القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة يقول: يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله، ومنعته عن كثير من شهواته، ولكل عامل من عمله عمالة([38])، فيقال له: ابسط يدك، قال فتملأ من رضوان الله، فلا يسخط عليه بعده، ثم يقال له: اقرأ وارقه، قال: فيرفع له بكل آية درجة، ويزاد بكل آية حسنة).

أثر مرسل

أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (806)، وسعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (22)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص233 ح30550)، و(ج10 ص234 ح30559)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (102).

هكذا مقطوعا.

قلت: ومثل هذا لا يؤخذ؛ إلا ما صح عن المعصوم r، والإسناد مرسل.

وهو مقطوع عن مجاهد لا يحتج به في الأحكام خاصة الغيبية منها، وليس له حكم المرفوع؛ كما هو مقرر في أصول الحديث.([39])

ثم لابد أن ننتبه لأقوال مجاهد لمثل هذه الأمور؛ فإنه ينقل عن بني إسرائيل.

قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم ينفون تفسير مجاهد؟ قال: (كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب).([40])

قلت: وقد كانت فيهم الأعاجيب.

(4) ورواه حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن مجاهد، قال: (يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرجل الشاحب جاء من الغيبة، فيأتي صاحبه فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: لا، من أنت يا عبد الله؟ فيقول: أنا الذي كنت أمنع منك النوم، واللذة. قال: إنك القرآن. فيأخذ بيده، فينطلق به، فيقول: ابسط يمينك فيبسط يمينه، فتملأ من رضوان الله، وتحل عليه حلة الكرامة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، وينطلق به إلى درجات الجنة، ويقال له: اقرأ وارقه، واعلم أن منزلك عند آخر آية كنت تقرأها).

أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (94) من طريق أبي الربيع الزهراني -وهو سليمان بن داود العتكي- به.

وإسناده منكر، ومتنه منكر، فيه عاصم بن بهدلة، وهو منكر الحديث؛ كما سبق.

قلت: وهذا كذلك من الاضطراب.

قلت: فيبقى مدار هذا الحديث على عاصم بن أبي النجود.

وله طريق آخر عن أبي هريرة:

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص357 ح5760) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: نا شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: (يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب، يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك، وأظمئ هواجرك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتان، لا يقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب، أنى لنا هذا؟ فيقال لهما: بتعليم ولدكما القرآن، وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ، وارق في الدرجات، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية معك).

قلت: وهذا سنده ساقط، وله علتان:

الأولى: يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال عنه ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص845): (حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث).

وقال عنه ابن نمير: (كذاب)، وقال أحمد: (كان يكذب جهارا)، وقال السعدي: (ساقط)، وقال النسائي: (ضعيف).([41])

الثانية: شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطىء كثيرا؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص339).

قال الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص358): (لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن عيسى إلا شريك، ولا رواه عن شريك إلا يزيد بن هارون، ويحيى الحماني). اهـ

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج7 ص160)؛ ثم قال: (رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني، وهو ضعيف). اهـ

قلت: بل هو يحيى بن عبد الحميد الحماني، وفيه علة أخرى كذلك.

وللحديث شاهد: من حديث أبي سعيد الخدري t، وفضالة بن عبيد الأنصاري t، وتميم بن أوس الداري t، وعبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وابن عباس رضي الله عنهما، وعائشة رضي الله عنها، وأبي أمامة t، وابن عمر رضي الله عنهما

(1) أما حديث أبي سعيد الخدري t:

فعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه).

حديث منكر

أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ص579 ح3780)، وأحمد في «مسنده» (ج17 ص454 ح11360)، وأبو يعلى في «مسنده» (ص259 ح1095)، و(ص297 ح1339)، وأبو يحيى فراس المكتب في «مسانيده» (117 و118)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج3 ص182 ح2193) من طريق عبيد الله بن موسى، ومعاوية بن هشام، وطلق بن غنام؛ كلهم: عن شيبان، عن فراس، عن عطية عنه به.

قلت: وهذا الشاهد لا يفرح به سنده ضعيف جدا، وله علتان:

الأولى: فراس  بن  يحيى  الهمداني، وهو صدوق ربما وهم؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص619).

الثانية: عطية  بن  سعد  العوفي، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه أحمد: (ضعيف الحديث)، وقال أبو زرعة: (لين)، وقال أبو حاتم: (ضعيف، يكتب حديثه، وأبو نضرة أحب إلي منه)، وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: (مائل)، وقال النسائي: (ضعيف)، وقال الذهبي: (مجمع على ضعفه)، وقال أبو داود: (ليس بالذي يعتمد عليه)، وقال ابن حجر: (صدوق يخطئ كثيرا).([42])

قلت: وكذلك هو مدلس، وهو مشهور بالتدليس القبيح، وذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من المدلسين.([43])

قلت: والحديث مداره على عطية العوفي، وهو ضعيف، وكذلك مدلس؛ كما تقدم، وتدليسه ليس من النوع الذي ينفع فيه تصريحه بالتحديث، بل هو المعروف بتدليس الشيوخ؛ لأنه يسمي شيخه، أو يكنيه، أو ينسبه، أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف؛ كما هو مقرر في علم الحديث.

قال الحافظ ابن حجر / في «تعريف أهل التدليس» (ص130): (ضعيف الحفظ، مشهور بالتدليس القبيح). اهـ

قلت: يشير الحافظ ابن حجر / إلى أن تدليسه من النوع القبيح، وتدليسه لا يزال قائما، وإن قال في السند: حدثني أبو سعيد.

قال الحافظ ابن حبان / في «المجروحين من المحدثين» (ج2 ص167): (سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله بكذا يحفظ، وكناه أبا سعيد ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا تحل  كتابة حديثه إلا على جهة التعجب). اهـ

وقال الإمام أحمد: (ثم قال: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي ويسأله عن التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد.

وقال أحمد: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: سمعت الكلبي قال: كناني عطية أبا سعيد).([44]) اهـ

قلت: فربما أن عطية أوهم أنه روى عن أبي سعيد الخدري، وإنما روى عن الكلبي، وسماه بما لا يعرف به.

قال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (ج3 ص187): (هذا إسناد فيه عطية العوفي، وهو ضعيف). اهـ

وبه أعله الشيخ الألباني / في «الصحيحة» (ج5 ص282).

وأخرجه أحمد في «المسند» (ج16 ص104 ح10087)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص64)، والغافقي في «لمحات الأنوار» (ج1 ص107)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص379 ح1840)، ووكيع في «نسخته عن الأعمش» (ص75 ح17)، والمروزي في «قيام الليل» (ص74)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص234 ح30556)، والذهبي في «معجم شيوخه الكبير» (ج2 ص296) من طريق وكيع، قال: حدثنا الأعمش([45])، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، أو عن أبي هريرة -شك الأعمش- قال: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقه، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها).

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ من أجل شك الأعمش هل هو عن أبي سعيد، أو عن  أبي هريرة، وهو موقوف أيضا؛ فلا يصح؛ لأنه خطأ فيه، وهو معروف عن أبي سعيد الخدري مرفوعا؛ كما سبق، فهو من الاختلاف في الحديث، فنتبه.

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج7 ص162)؛ ثم قال: (رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح). اهـ

وقد أورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج6 ص277)؛ من رواية: ابن أبي شيبة به، كما عزاه إلى ابن الضريس.

وقال العلامة الألباني / في «الصحيحة» (ج5 ص282): (وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وتردد الأعمش بين أبي سعيد، وأبي هريرة لا يضر؛ لأن كلاهما صحابي؛ كما لا يضر وقفه). اهـ

قلت: وفي هذا نظر؛ بل تردده يضر، والشك هنا يدل على أنه لم يحفظه، ولذلك جعل الحديث موقوفا، ألا فانتبه.

(2) وأما حديث فضالة بن عبيد الأنصاري t، وتميم بن أوس الداري t:

فعن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، عن النبي r قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة، كتب له قنطار([46])، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة، يقول ربك عز وجل: اقرأ وارق لكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك عز وجل للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم، فيقول بهذه الخلد، وبهذه النعيم).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج2 ص350 ح1253)، وفي «المعجم الأوسط» (ج8 ص205 ح8446)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص495 ح2007)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (397) من طريقين عن محمد بن بكير الحضرمي، ثنا إسماعيل بن عياش([47])، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: محمد بن بكير الحضرمي، وهو يخطئ.

قال عنه ابن حجر: (صدوق يخطئ)، وقال أبو حاتم: (صدوق عندي يغلط أحيانا)، وقال أبو نعيم: (وهو صاحب غرائب).([48])

الثانية: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق يغرب كثيرا؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص629).

الثالثة: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي لم أجد ما يدل على سماعه من فضالة بن عبيد، وتميم الداري.

قال الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج8 ص205): (لا يروى هذا الحديث عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري إلا بهذا الإسناد، تفرد به: إسماعيل بن عياش).اهـ

والحديث أورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج2 ص267)؛ ثم قال: (رواه الطبراني في «الكبير»، و«الأوسط»، وفيه إسماعيل بن عياش، ولكنه من روايته عن الشاميين، وهي مقبولة). اهـ

واختلف على إسماعيل بن عياش العنسي في متنه:

* فرواه محمد بن بكير الحضرمي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري عن النبي r قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة، كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة، يقول ربك عز وجل: اقرأ وارق لكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك عز وجل للعبد: اقبض، فيقول العبد بيده يا رب أنت أعلم، فيقول بهذه الخلد، وبهذه النعيم).

** ورواه محمد بن الخليل([49]) وسعيد بن منصور، حدثنا ابن عياش، عن يحيى بن الحارث، حدثني القاسم أبو عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، أن رسول الله r قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة كتب من المصلين ولم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الحافظين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاث مائة آية لم يحاجه القرآن في تلك الليلة، ويقول ربك عز وجل: لقد نصب عبدي في، ومن قرأ ألف آية كان له قنطار، القيراط منه خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة قيل له: اقرأ وارقه([50])، فكلما قرأ آية صعد درجة حتى ينتهي إلى ما معه، ويقول الله عز وجل له: اقبض بيمينك على الخلد وشمالك على النعيم).

أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان([51])» (ج3 ص494 ح2006)، وسعيد بن منصور في «السنن» (ج1 ص116)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج52 ص167).

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق يغرب كثيرا؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص629).

الثانية: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي لم أجد ما يدل على سماعه من فضالة بن عبيد، وتميم الداري.

قلت: وهذا الاختلاف في المتن يوجب ضعف الحديث، فمرة: (من قرأ عشر آيات في ليلة، كتب له قنطار)، ومرة: (ومن قرأ ألف آية كان له قنطار، القيراط منه خير من الدنيا وما فيها)، فالحديث مضطرب المتن، ضعيف السند.

وتابع ابن عياش؛ صدقة بن عبد الله على هذا الوجه:

أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج52 ص167) من طريق محمد بن تمام اللخمي، حدثني منبه -هو: ابن عثمان اللخمي-([52])، عن صدقة وهو ابن عبد الله، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري عن النبي r بهذا الحديث.

قلت: وهذه متابعة لا يفرح بها منكرة، ولها أربع علل:

الأولى: محمد بن تمام اللخمي، وهو مجهول.

ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج52 ص167)؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وكذا ابن منده في «فتح الباب في الكنى والألقاب» (ص498).

الثانية: صدقة بن عبد الله أبو معاوية السمين القرشي الشامي الدمشقي، وهو ضعيف جدا في الحديث.

قال عنه ابن حجر: (ضعيف)، وقال أحمد: (ضعيف جدا ليس بشيء أحاديثه مناكير لا يساوي حديثه شيئا)، وقال مسلم: (منكر الحديث)، وقال ابن نمير، ويحيى بن معين، والنسائي، والدارقطني: (ضعيف)، وقال البخاري: (ضعيف جدا)، وقال ابن حبان: (كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب)، وقال أبو زرعة: (كان قدريا لينا)، وقال ابن عدي: (أحاديثه منها ما يتابع عليه، وأكثرها مما لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق).([53])

الثالثة: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق يغرب كثيرا؛ كما تقدم.

الرابعة: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي لم أجد ما يدل على سماعه من فضالة بن عبيد، وتميم الداري.

قلت: فهي متابعة منكرة، لا يفرح بها؛ فيبقى الحديث من إفراد ابن عياش.

قلت: وقد أعل الحديث بالوقف.

قال الإمام ابن أبي حاتم في «العلل» (ص455): (وسألت أبي عن حديث رواه محمد بن الخليل، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري، عن النبي r قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة كتب من المصلين، ولم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الحافظين، ومن قرأ مئة آية كتب من القانتين...)، وذكر الحديث بطوله؟

قال أبي: هذا حديث خطأ؛ إنما هو موقوف عن تميم، وفضالة). اهـ

وقال الحافظ البيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص496): (كذا رواه إسماعيل بن عياش مرفوعا، ورواه الهيثم بن حميد، عن يحيى بن الحارث موقوفا، عن تميم، وفضالة بن عبيد). اهـ

وقد اختلف في رفعه ووقفه على يحيى بن الحارث:

* فرواه ابن عياش، عن يحيى بن الحارث، حدثني القاسم أبو عبد الرحمن، عن فضالة بن عبيد، وتميم الداري به مرفوعا.

** ورواه يحيى بن حمزة، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن تميم الداري، وفضالة بن عبيد قالا: (من قرأ ألف آية في ليلة، كتب له قنطار، والقيراط من القنطار خير من الدنيا وما فيها، واكتنز من الأجر ما شاء الله). وفي رواية: (من قرأ عشر آيات في ليلة، لم يكتب من الغافلين). وفي رواية: (من قرأ بعشر آيات في ليلة، كتب من المصلين). وفي رواية: (من قرأ خمسين آية في ليلة، كتب من الحافظين). وفي رواية: (من قرأ بمائة آية في ليلة، كتب من القانتين).

فلم يذكر فيه: (ومن قرأ ثلاث مائة آية لم يحاجه القرآن في تلك الليلة، ويقول ربك عز وجل: لقد نصب عبدي في...)، وكذا لم يذكر فيه: فإذا كان يوم القيامة...).

أخرجه الدارمي في «المسند» (ص468 ح3477)، و(ص468 ح3478)، و(ص468 ح3482)، و(ص468 ح3485)، و(ص469 ح3487) من طريق يحيى بن بسطام به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: يحيى بن بسطام، وهو ضعيف.

ذكره البخاري في «الضعفاء الصغير» (ص118)، وقال: (يذكر بالقدر). اهـ

وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج4 ص394)؛ وقال: (حديثه غير محفوظ). اهـ

وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (ص395).

وقال ابن حبان في «المجروحين» (ج2 ص471)؛ عنه: (كان قدريا داعية إلى القدر، لا تحل الرواية عنه لهذه العلة، ولما في روايته من المناكير التي تخالف رواية المشاهير). اهـ

الثانية: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو صدوق يغرب كثيرا؛ كما تقدم.

الثالثة: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي لم أجد ما يدل على سماعه من فضالة بن عبيد، وتميم الداري.

وتابع يحيى بن حمزة؛ الهيثم بن حميد على الوقف:

ذكره البيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص469)؛ بقوله: (كذا رواه إسماعيل بن عياش مرفوعا، ورواه الهيثم بن حميد، عن يحيى بن الحارث موقوفا، عن تميم، وفضالة بن عبيد). اهـ

قلت: ولم أجد من أسنده.

وتابع: القاسم أبا عبد الرحمن؛ العباس بن ميمون على الوقف:

أخرجه الدارمي في «المسند» (ص468 ح3477) من طريق عثمان بن مسلم([54])، عن العباس بن ميمون، عن تميم الداري، قال: (من قرأ عشر آيات في ليلة، لم يكتب من الغافلين).

قلت: وهذا سنده ضعيف فيه العباس بن ميمون، وهو مجهول.

ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج26 ص343)، فقال: (العباس بن ميمون من أصحاب مكحول له ذكر). اهـ

قلت: والعباس بن ميمون هذا له رواية: عن «القاسم»([55])، فلعله أخذه منه.

قلت: فالحديث منكر؛ المرفوع والموقوف، لما في إسناده من ضعف، وما في متنه من اضطراب؛ فهو غير محفوظ، ولا يصلح في الشواهد والمتابعات.

(3) وأما حديث عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني:

فعن عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني؛ أن رسول الله r قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق فما يقرأ آية إلا رفعه الله بها درجة حتى ينتهي به القرآن إلى غرفة لها سبعة آلاف باب فيها أزواجه، وخدمه وقهارمته، وفيها الأنهار مطردة والثمار متدلية، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فبينا هو فيها قد سر وحبر وقرت عينه إذ دخل عليه من أول باب منها سبعون ألف ملك أحسن قوم رآهم وجوها وأطيبهم ريحا، وكلهم معه هدية أهداها الله له، وكل شيء من ذلك: ريح، ولون، وطعم صاحبه فيقولون له: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، قال: فيوضع بين يديه فيسر ويحبر وتقر عينه، فيأمر قهارمته، فيرفعونه، وما يفرغ حتى يدخل عليه من باب آخر مائة ألف وأربعون ألفا هم أحسن من الذين كانوا من قبل، وأطيب أرواحا منهم، وكلهم معه هدية أهداها الله عز وجل لكل شيء من ذلك لون، وريح، وطعم غير طعم صاحبه، فيقولون له: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار؛ فيضعونه بين يديه، وتقر عينه، ويأمر قهارمته فيرفعونه، ثم يدخلون على قدر ذلك من التضعيف من الأبواب كلها، ثم يؤتى بأبويه إذا كانا مسددين، فيصنع بهما مثل ما صنع به تكرمة له).

حديث منكر

أخرجه قوام السنة الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص167 ح2296) من طريق أبي محمد بن حيان([56])، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سهل، ثنا المحاربي، ثنا إسماعيل بن رافع، عن عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله علل:

الأولى: عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني، وهو مجهول.

ذكره أبو الشيخ الأصبهاني في «طبقات المحدثين» (ج3 ص371)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وكذا الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج6 ص967).

وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (ج2 ص23)، وقال: (صاحب أصول). اهـ

وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج1 ص272)؛ في حديث آخر: (عبد الله بن محمد بن العباس الأصفهاني، فإني لم أعرفه). اهـ

الثانية: سهل بن عثمان بن فارس، الكندي، أبو مسعود، العسكري، وهو صاحب غرائب.

قال ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص324)؛ عنه: (أحد الحفاظ له غرائب). اهـ

وقال أبو الشيخ الأصبهاني في «طبقات المحدثين» (ج2 ص120): (وله غرائب بكثرة). اهـ

الثالثة: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو وإن كان لا بأس به إلا أنه يخطئ.

قال عنه ابن حجر: (لا بأس به)، وقال عثمان بن أبي شيبة: (هو صدوق ولكنه هو كذا مضطرب)،  وقال الساجي: (صدوق يهم)، وقال ابن سعد: (كان ثقة كثير الغلط)، وقال الذهبي: (ثقة يغرب)، وقال أبو حاتم: (صدوق إذا حدث عن الثقات، ويروي عن المجهولين أحاديث منكرة، فيفسد حديثه بروايته عن المجهولين).([57])

الرابعة: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو مدلس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث.

وصفه العقيلي بالتدليس، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين، وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه: (بلغنا أنه كان يدلس).([58])

الخامسة: إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري، وهو ضعيف الحفظ، منكر الحديث.

قال عنه ابن حجر: (ضعيف الحفظ)، وقال أحمد: (ضعيف)، وقال مرة: (منكر الحديث)، وقال ابن معين: (ضعيف)، وقال أبو حاتم: (منكر الحديث)، وقال النسائي: (متروك الحديث)، وقال مرة: (ضعيف)، وقال مرة: (ليس بشيء)، وقال مرة: (ليس بثقة)، وقال ابن خراش: (ضعيف)، وقال الدارقطني: (متروك)، وقال ابن سعد: (كان كثير الحديث ضعيفا)، وقال ابن عدي: (أحاديثه كلها مما فيه النظر).([59])

السادسة: عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني لم أجد له ترجمة، ولم أجده ضمن شيوخ إسماعيل بن رافع؛ كما في «تهذيب الكمال» للمزي (ج3 ص85)؛ بل وجدت: «عبد الرحمن بن أبي ليلى الإسكندراني».

وكذا عبد الرحمن بن أبي ليلى الإسكندراني لم أجد له ترجمة.

(4) وأما حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي t:

فعن بريدة t قال: كنت عند رسول الله r فسمعته يقول: (إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول له: هل تعرفني؟، فيقول: ما أعرفك، فيقول له: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في الهواجر وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟، قال: فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو ترتيلا).

حديث منكر

أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ص579 ح3781)، وأحمد في «المسند» (ج38 ص76 ح22976)، والدارمي في «المسند» (ص462 ح3426)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص230 ح30546)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص374 ح1835)، والبغوي في «شرح السنة» (ج4 ص453 ح1190)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص42)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص477 ح2059)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج1 ص332 ح690)، وقوام السنة الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص169 ح2299)، والمروزي في «قيام الليل» (ص171)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن وتلاوته» (ص157 ح129)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص84)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص60 ح99)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج1 ص143)، وابن عدي في «الكامل» (ج2 ص182) من عدة طرق عن بشير بن المهاجر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه به مختصرا ومطولا.

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه بشير بن المهاجر الغنوي، وهو ضعيف الحديث.

قال عنه ابن حجر: (صدوق لين الحديث)، وقال أحمد: (منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيء بالعجب)، وقال البخاري: (يخالف في بعض حديثه هذا ([60])وقال ابن حبان: (يخطئ كثيرا).([61])

(5) وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي r قال: (درج([62]) الجنة على قدر آيات القرآن، بكل آية درجة، فبكل ستة ألف ومائتا آية وست عشرة، بين كل درجتين ما بين السماء والأرض. قال: فينتهي القارئ به إلى أعلى عليين، لها سبعون ألف ركن، كل ركن ياقوتة([63]) تضيء مسيرة أيام وليالي، ويصب عليه حلة الكرامة، فلولا أنه ينظر إليها برحمة الله لأذهب تلألؤها ببصره).

حديث موضوع

أخرجه ابن شاهين في «فضائل الأعمال» (205)، والديلمي في «مسند الفردوس» (ج4 ص471) من طريق أبي سهل الهمداني([64])، ثنا الفيض بن وثيق، ثنا الفرات بن سليمان([65])، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما به.

قلت: وهذا سنده واه، وله علتان:

الأولى: الفيض بن وثيق بن يوسف الثقفي، قال عنه يحيى بن معين: (كذاب خبيث).([66])

الثانية: أبو سهل الهمداني، وهو السري بن عاصم، وهو كذاب يسرق الحديث.([67])

وذكره السيوطي في «جمع الجوامع» (ج4 ص802)؛ وعزاه للديلمي.

وكذا الهندي في «كنز العمال» (ج1 ص541).

وقد أعله السيوطي في «الإتقان في علوم القرآن» (ج1 ص182).

(6) وأما حديث عائشة رضي الله عنها:

فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله r: (عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة).

حديث منكر

أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص380 ح1843)، والديلمي في «مسند الفردوس» (ج5 ص729) من طريق أبي الحسين محمد بن أحمد الخياط ببغداد من أصل كتابه، حدثنا أبو عبد الله محمد بن روح، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: محمد بن أحمد بن تميم، أبو الحسين الخياط، وهو لين الحديث.([68])

الثانية: محمد بن روح بن عمران أبو عبد الله المصري، قال عنه ابن يونس: (منكر الحديث)، وقال ابن الجوزي: (وهو منكر الحديث)، وضعفه الدارقطني.([69])

قلت: وكذلك هو معلول بالوقف؛ كما سوف يأتي.

بل هو حديث مضطرب أيضا.

الثالثة: شعيب بن إسحاق القرشي تفرد به عن هشام بن عروة من دون أصحابه الثقات المعروفين بالرواية عنه، فمثل هذا لا يقبل تفرده عند أهل الحديث.

قال الإمام مسلم / في «صحيحه» (ص6): (فأما من تراه يعمد([70]) لمثل الزهري في جلالته، وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما، أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما([71])، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس). اهـ

قلت: أي: إذا تفرد مثلا صدوق أو ثقة عن الزهري، أو غيره بحديث، ولم يروه أحد من أصحابه الثقات الأثبات المعروفين بالرواية عنه؛ فإن حديثه هذا لا يقبل، وهذا منه.

والمراد: أن يكون الراوي مشهورا؛ فلا يأتي عن شيخه بحديث لا يعرفه أهل طبقته، ومن أخذ عن نفس الشيخ.

قلت: فمن يتفرد عن إمام مشهور من دون أهل طبقته؛ فهذا يقدح في ثبوته، ما لم يحتف به ما يدل على الضبط والمعرفة.

قال الحاكم: (هذا إسناد صحيح ولم يكتب هذا المتن إلا بهذا الإسناد، وهو من الشواذ).([72])

وتعقبه العلامة الألباني في «الضعيفة» (ج8 ص320)؛ بقوله: (قلت: بل هو منكر؛ علته محمد بن روح - وهو أبو عبد الله القتيري المصري -؛ قال ابن يونس: «منكر الحديث»، وكذا قال الذهبي في «الضعفاء»، وقال الدارقطني: «ضعيف») اهـ

وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص85)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج6 ص120)، والداني في «البيان في عد آي القرآن» (ص299) من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن السدوسي، عن معفس بن عمران بن حطان، قال: سمعت أم الدرداء، قالت: دخلت على عائشة فقلت: ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأه ممن دخل الجنة؟، فقالت عائشة: (إن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن، فليس أحد ممن دخل الجنة أفضل ممن قرأ القرآن).

هكذا: وقع موقوفا.

قلت: وهذا سنده ضعيف، وله علتان:

الأولى: محمد بن عبد الرحمن السدوسي، وهو مجهول.

ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (ج1 ص463)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج7 ص434)؛ ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

فهو مجهول.

وذكره مسلم في «الكنى والأسماء» (ج1 ص521).

وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج7 ص374)؛ على قاعدته في توثيق المجاهيل.

قال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (ج1 ص14): (وهذا الذي ذهب إليه: «ابن حبان» من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب، والجمهور على خلافه، وهذا هو مسلك: «ابن حبان» في كتاب: «الثقات» الذي ألفه؛ فإنه يذكر خلقا من نص عليهم: «أبو حاتم»، وغيره على أنهم مجهولون، وكأن عند «ابن حبان» أن جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، وهو مذهب شيخه «ابن خزيمة»، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره وقد أفصح: «ابن حبان» بقاعدته؛ فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم، وقال في ضابط الحديث الذي يحتج به إذا تعرى راويه من أن يكون مجروحا، أو فوقه مجروح، أو دونه مجروح، أو كان سنده مرسلا، أو منقطعا، أو كان المتن منكرا هكذا نقله: «الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي» في «الصارم المنكي» من تصنيفه، وقد تصرف في عبارة: «ابن حبان» لكنه أتى بمقصده). اهـ

وقال الإمام ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي» (ص103): (وقد علم أن: «ابن حبان» ذكر في هذا الكتاب -يعني: الثقات- الذي جمعه في الثقات عددا كبيرا، وخلقا عظيما من المجهولين الذين لا يعرف هو ولا غيره أحوالهم). اهـ

وقال الإمام ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي» (ص104): (وقد ذكر: «ابن حبان» في هذا الكتاب -يعني: الثقات- خلقا كثيرا من هذا النمط، وطريقته فيه أنه يذكر من لم يعرفه بجرح([73])، وإن كان مجهولا لم يعرف حاله). اهـ

قلت: وهذه القاعدة: «لابن حبان» في كتابه: «الثقات» في توثيق المجهولين؛ انتقدها أهل العلم؛ مثل: الإمام عبد الهادي، والحافظ ابن حجر، والعلامة الألباني، وغيرهم.

الثانية: معفس  بن  عمران بن حطان، وهو كذلك مجهول.

ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (ج9 ص434)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج8 ص494)؛ ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

فهو مجهول.

وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج7 ص525)؛ على قاعدته في توثيق المجاهيل.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص355) من طريق زكريا بن يحيى بن عمر، حدثني عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أبي عبد الرحمن كاتب محارب بن دثار، عن معفس بن عمران بن حطان قال: دخلت مع أبي على أم الدرداء فسألها أبي ما فضل من قرأ القرآن على من لم يقرأ قالت: حدثتني عائشة رضي الله عنها به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله أربع علل:

الأولى: زكريا بن يحيى الطائي، وهو له أوهام.

قال عنه ابن حجر: (صدوق له أوهام لينه بسببها الدارقطني)، وقال الدارقطني: (ليس بالقوي يحدث بأحاديث ليست بمضيئة)، وقال الحاكم: (يحدث بأحاديث خطأ(.([74])

الثانية: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو مدلس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث.

وصفه أحمد، والعقيلي بالتدليس، وذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين.([75])

الثالثة: أبو عبد الرحمن كاتب محارب بن دثار لم أقف له على ترجمة.

الرابعة: معفس  بن  عمران بن حطان، وهو مجهول.

وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص86) من طريق حجاج، عن عمران بن يحيى، قال: سمعت معفس بن عمران بن حطان، يقول: سأل أبي أم الدرداء عن ذلك، ثم ذكر مثل حديث مروان، إلا أنه لم يذكر عائشة رضي الله عنها.

قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:

الأولى: عمران بن يحيى، وهو مجهول.

ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص515)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج6 ص393)؛ ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج8 ص496)؛ على قاعدته في توثيق المجاهيل.

الثانية: معفس  بن  عمران بن حطان، وهو مجهول أيضا.

وأخرجه الحارث المحاسبي في «فهم القرآن» (ص294)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج59 ص355) من طريق موسى الفراء، حدثني معفس بن عمران بن حطان([76]) قال: كنت مع أبي يسأل أم الدرداء عن فضل القرآن فذكره من قول أم الدرداء، ولم يذكر عائشة رضي الله عنها.

قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:

الأولى: موسى بن قيس الفراء، وهو له مناكير.([77])

الثانية: معفس  بن  عمران بن حطان، وهو مجهول.

قلت: فالأثر منكر، ومثل هذا لا يحتمل من معفس بالانفراد بالحديث، ومداره عليه.

(7) وأما حديث أبي أمامة t:

فعن أبي أمامة t قال: قال رسول الله r: (من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ نصفه أعطي نصف النبوة، ومن قرأ ثلثيه أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقه بكل آية درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، فيقال له: اقبض فيقبض، فيقال له: هل تدري ما في يديك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم).

حديث موضوع

أخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج6 ص333-إتحاف الخيرة)، والمعافى بن زكريا في «الجليس الصالح» (ص583)، وابن حبان في «المجروحين» (ج1 ص187)، والحارث المحاسبي في «فهم القرآن» (ص290)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن» (50)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (431)، وابن أبي عمر العدني في «المسند» (ج6 ص333-إتحاف الخيرة)، والأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» (5)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج2 ص157)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج3 ص377 ح1838)، و(ج4 ص176 ح2351)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (ج1 ص412)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج56 ص100)، والذهبي في «معجم الشيوخ» (ج2 ص69)، وأبو جعفر الضرير في «الوقف والابتداء» (ص61 ح4) من عدة طرق عن بشر بن نمير، عن القاسم([78]) الشامي، عن أبي أمامة به.

قلت: وهذا سنده واه، وله علتان:

الأولى: بشر بن نمير القشيري، وهو متهم بالكذب.

قال عنه يحيى بن سعيد: (كان ركنا من أركان الكذب)، وقال أحمد: (ترك الناس حديثه)، وقال يحيى: (ليس بثقة)، وقال البخاري: (منكر الحديث)، وقال أبو حاتم الرازي، وعلي بن الجنيد: (متروك)، وقال ابن حبان: (منكر الحديث جدا فلا أدري التخليط في حديثه من القاسم أو منهما معا؛ لأن القاسم ليس بشيء في الحديث وأكثر رواية بشر عن القاسم فمن هنا وقع الاشتباه فيه).([79])

الثانية: القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صاحب أبي أمامة، وهو صدوق يغرب كثيرا؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص629).

قال الحافظ الذهبي في «معجم الشيوخ» (ج2 ص69): (هذا حديث منكر غير صحيح). اهـ

والحديث أورده الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص326)؛ في ترجمة بشر ثم قال: (ولبشر عن القاسم نسخة كبيرة ساقطة). اهـ

وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص412): (هذا حديث لا يصح عن رسول الله r). اهـ

وقال  الحافظ البوصيري / في «إتحاف الخيرة» (ج6 ص333): (هذا حديث ضعيف). اهـ

وقال الإمام ابن أبي حاتم / في «علل الحديث» (ج4 ص620): (وسألت أبي عن حديث رواه بشر بن نمير، وجعفر بن الزبير؛ البصريان، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليهم وسلم؛ قال: (من أوتي ثلث القرآن فقد أوتي ثلث النبوة، ومن أوتي نصف القرآن فقد أوتي نصف النبوة، ومن أوتي القرآن فقد أوتي النبوة، إلا أنه لا يوحى إليه).

قال أبي: هذا خطأ؛ الصحيح: ما رواه عمر ابن عبد الواحد، عن يحيى بن الحارث، عن النبي r قال: من أوتي ...، مرسل). اهـ

قلت: جعفر بن الزبير الباهلي، هو متروك الحديث.([80])

وذكره السيوطي في «جمع الجوامع» (ج9 ص770)، وقال: (وأورده ابن الجوزي في «الموضوعات» فلم يصب).

وتعقبه السيوطي في «الآلئ» (ج1 ص243)؛ بذكر الشواهد.

قلت: وتعقبه للحافظ ابن الجوزي فيه نظر؛ فإن شواهده لا تصلح للاستشهاد.

(8) وأما حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله r: (من قرأ ثلث القرآن أعطي ثلث النبوة، ومن قرأ ثلثي القرآن أعطي ثلثي النبوة، ومن قرأ القرآن كله أعطي النبوة كلها، ويقال له يوم القيامة: اقرأ وارقه، بكل آية درجة، فيقرأ ويصعد درجة حتى ينجز ما معه من القرآن، وثم يقال له: اقبض يقبض بيده، ثم يقال له: هل تدري ما بيدك؟ فإذا في يده اليمنى الخلد، وفي الأخرى النعيم).

حديث منكر

أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج14 ص454) من طريق قاسم بن إبراهيم الملطي، قال: حدثنا لوين، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر به.

قلت: وهذا سنده ساقط؛ فيه القاسم بن إبراهيم الملطي، وهو كذاب.([81])

قال الحافظ الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج14 ص454): (وكان كذابا أفاكا يضع الحديث، روى عنه الغرباء عن أبي أمية المبارك بن عبد الله، وعن لوين، عن مالك عجائب من الأباطيل). اهـ

وقد ذكر الذهبي: القاسم هذا في «ميزان الاعتدال» (ج3  ص367)، ونقل عن الدارقطني أنه قال عنه: (كذاب)، ثم قال الذهبي: (قلت: أتى بطامات لا تطاق ...)، ثم ذكر حديثا وقال بعده: (وأطم منه ما روى عن لوين ...)، ثم ذكر هذا الحديث، وقال: (وهذا باطل، وضلال؛ كالذي قبله). اهـ

الخلاصة:

قلت: فيتحصل من هذا التفصيل أن الحديث ضعيف مضطرب.

وقد اضطرب عاصم بن أبي النجود في إسناده:

فمرة يقول: عن عبد الله بن عمرو مرفوعا، ومرة يقول: عن عبد الله بن عمرو موقوفا، ومرة يقول: عن عبد الله بن مسعود مرفوعا، ومرة يقول: عن أبي هريرة، ومرة يقول: عن مجاهد مقطوعا؛ فهذا اضطراب شديد من عاصم يدل على عدم ضبطه للحديث، وهذا بسبب انفراده عن الثقات فيه.

وقد ذكر لهذا الحديث شواهد، كما مر عليك في البحث قواه بها بعض أهل الحديث؛ وهي أحاديث لا تصح، وغير محفوظة؛ فهي منكرة لا يحتج بها في علم الحديث، فانتبه لهذا ترشد.

ﭑ ﭑ ﭑ

    

ذكر الدليل

على ضعف الأحاديث في الارتقاء في درجات الجنة

 

 

عن الضحاك بن قيس([82]) قال: (يا أيها الناس: علموا أولادكم وأهاليكم القرآن؛ فإنه من كتب الله عز وجل له من مسلم أن يدخل الجنة إلا قيل له: اقرأ، وارتق في درج الجنة؛ حتى ينتهي إلى علمه من القرآن).

أثر منكر مرسل

أخرجه سعيد بن منصور في «السنن» (ج3 ص9 ح2993)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص499)، و(ج13 ص375)، والبلاذري في «أنساب الأشراف» (ج11 ص47)، وابن أبي الدنيا في «العيال» (ج1 ص482 ح311) من طريق جرير بن عبد الحميد الرازي، عن منصور بن المعتمر السلمي، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح الهمداني قال: قال الضحاك بن قيس به.

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ لجهالة الضحاك بن قيس، ولإرساله، وأبو الضحى لم يذكر له سماعا من الضحاك هذا.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج8  ص315)، وعزاه: لابن أبي شيبة فقط.

وعن إبراهيم بن يزيد التيمي، قال: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارقى([83])، ورتل، فينتهي حيث ينتهي به القرآن).

أثر منكر مرسل

أخرجه سعيد بن منصور في «السنن» (ج3 ص9 ح2994) من طريق هشيم، عن العوام بن حوشب الشيباني، عن إبراهيم  بن  يزيد التيمي به.

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه هشيم بن بشير الواسطي، وهو مدلس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث هنا.([84])

وعده الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (ص115) في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين، وهم: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا بالسماع.([85])

وعن أبي صالح قال: (لأن أكون جمعت القرآن، ثم قمت به سنة، كان أحب إلي من كذا وكذا، وذلك: أنه بلغني أنه يقال لصاحب القرآن: (اقرأ، وارقى([86])، ورتل، فيرجى إذا كان جمع القرآن أن يكون من المقربين).

أثر منكر مرسل

أخرجه سعيد بن منصور في «السنن» (ج1 ص69) من طريق هشيم، عن العوام، عن عقبة بن صعير قال: سمعت أبا صالح به.

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه عقبة بن صعير، وهو مجهول([87])، وهشيم بن بشير الواسطي مدلس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث هنا.

 

ﭑ ﭑ ﭑ

    

رب يسر وأعن وتمم بخير

ذكر الدليل

على فضل القرآن العظيم وتعليمه

 

 

اعلم أرشدك الله لطاعته أنه لا يخفى على أحد من المسلمين ما للعناية بكتاب الله الكريم، وتعليمه، وتجويده، وحفظه، ودارسته تفسيرا، وفقها، وحديثا من فضل عظيم على المسلمين جميعا، وفي تطبيق ذلك من العزة، والأمان، والبركة، والاطمئنان في بلدانهم الإسلامية.([88])

قال تعالى: ]إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور[ [فاطر: 29].

وقال تعالى: ]واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك[ [الكهف: 27].

قلت: فالقرآن الكريم هو كلام الله, والخير كل الخير  في الاشتغال به في الحياة الدنيا, والعناية به دراسة وتدريسا, حفظا وتحفيظا, علما وعملا، دعما ماديا ومعنويا.([89])

فعن عثمان t: عن النبي r قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).([90])

وعن أبي أمامة الباهلي t قال: سمعت رسول الله r يقول: (اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه).([91])

قال أبو الفضل الرازي / في «فضائل القرآن» (ص50): (ورد عن النبي r في التنبيه على عظمة القرآن، وفضله على غيره من الكلام، والكتب، وعلى شرف حملته وحفظته، وقراءته، والترغب في تلاوته ... فطوبى لمن حفظه واستحكمه، وأحسن تلاوته، واتبعه، وتدبره، وعمل بما فيه، وأخلص النية في ذلك). اهـ

قلت: وتعليم القرآن العظيم فيه الأجر العظيم من الله تعالى.

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده([92]».([93])

قلت: فمجالس القرآن الكريم لها منزلة خاصة وعظيمة عند الله تعالى؛ بأن تنزل فيها السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة، ويتوج ذلك كله بذكر الله تعالى لهم فيمن عنده من الملائكة المقربين العظام، وهذا يدل أن تدارس كتاب الله تعالى، هو تدارس أعظم كتاب على وجه الأرض.([94])

وعن عقبة بن عامر t قال: قال رسول الله r: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد، فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل).([95])

وعن أبي موسى t، عن النبي r قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل الذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها).([96])

قلت: ولعظم هذا القرآن الكريم أمر العبد أن يحسن صوته إذا تلاه، لما في ذلك من رقة في القلب، ودمع العين، وخشوع الجوارح، واستجماع القلب لتشوق إلى سماعه.([97])

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ما أذن الله لشيء، ما أذن لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن([98])، يجهر به).([99])

قال ابن القيم / في «الكلام على السماع» (ص315): (هذه الأدلة إنما تدل على فضل الصوت الحسن بكتاب الله؛ لا على فضل الصوت الحسن بالغناء، الذي هو مزمور الشيطان، ومن قاس هذا، بهذا وشبه أحدهما بالآخر؛ فقد شبه الباطل بالحق، وقاس قرآن الشيطان على كتاب الرحمن). اهـ

قلت: والمراد من وراء ذلك كله تدريس القرآن الكريم، وكذلك تدريس علومه, وحفظه، وتجويده، وتعلمه، والعمل به.

قال تعالى: ]ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين[ [النحل: 89].

وقال تعالى: ]إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا[ [الإسراء: 9].

وقال تعالى: ]الم (1) تلك آيات الكتاب الحكيم (2) هدى ورحمة للمحسنين[ [لقمان: 1 - 3].

وقال تعالى: ]ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين[ [يونس: 57].

وقال تعالى: ]ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون[ [الأعراف: 52].

قلت:  فتعلم القرآن، والعمل به يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، ما لا يرفعه الملك، ولا المال، ولا الجاه، ولا غير ذلك.

فعن النواس بن سمعان t قال: سمعت النبي r يقول: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، تحاجان عن صاحبهما).([100])

قلت: والغبطة كل الغبطة لمن حاز العناية بتعليم القرآن الكريم ونشره, إما بالتعليم, وإما بالإنفاق والعون.([101])

فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: (لا حسد([102]) إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء([103]) الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار).([104])

تم بحمد الله تعالى، وأسأله سبحانه أن يتقبله بقبول حسن، وأن ينفع به، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة......................................................................................................

5

2)

ذكر الدليل على ضعف حديث منزلة قارئ القرآن في الآخرة.......................................................................................................

7

3)

 حديث عبد الله بن عمرو.....................................................................

7

4)

حديث أبي سعيد الخدري.....................................................................

35

5)

حديث فضالة بن عبيد الأنصاري، وتميم بن أوس الداري.......................................................................................................

39

6)

حديث عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني................................

47

7)

حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي....................................................

51

8)

حديث ابن عباس....................................................................................

53

9)

حديث عائشة..........................................................................................

55

10)

حديث أبي أمامة....................................................................................

62

11)

حديث ابن عمر....................................................................................

65

12)

ذكر الدليل على ضعف الأحاديث في الارتقاء في درجات الجنة........................................................................................................

67

13)

أثر الضحاك بن قيس ..........................................................................

67

14)

أثر إبراهيم بن يزيد التيمي.................................................................

68

15)

أثر أبي صالح..........................................................................................

69

16)

ذكر الدليل على فضل القرآن العظيم وتعليمه.............................

70

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) وهؤلاء ليس عندهم علم الحديث؛ ليجمعوا الأسانيد والمتون، ويمحصوا حالها، وذلك لجهلهم البالغ في العلم عموما، وفي علم الحديث خصوصا.

      قلت: وعلم الحديث لا يحصل عليه أي أحد من الناس؛ أي: ممن أعرض عنه، ألا فافهم.

([2]) ومن الأحاديث الضعيفة: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»، يأتي تخريجه في جزء منفرد.

([3]) ووقع في المطبوع «عبد الله بن عمر»، والصحيح هو «عبد الله بن عمرو».

       كذا وقع في طبعة: «دار طيبة» (ج1 ص42) تحت فصل: «في فضائل تلاوة القرآن»، وفي طبعة: «الدار العالمية» (ج1 ص14)، ولم أجد هذا في طبعة: «دار ابن حزم».

([4]) ووقع عنده «عبد الله بن عمر» في الأصل، والصحيح هو «عبد الله بن عمرو».

        وقد ذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج9 ص454)؛ في مسند: «عبد الله بن عمرو».

([5]) ووقع عنده «عبد الله بن عمر»، والصواب هو: «عبد الله بن عمرو»، وذلك لثلاث أمور:

     الأول: أن الحديث معروف في كتب السنة أنه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.

     الثاني: أن الذهبي قال عقب هذا الحديث: (رواه الترمذي وصححه).

      قلت: فمعلوم أن الذي رواه الترمذي في «جامعه» أنه من حديث «عبد الله بن عمرو».

     الثالث: أن الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج9 ص336)؛ لم يذكر عبد الله بن عمر أنه من شيوخ زر؛ بل ذكر عبد الله بن عمرو.

([6]) صدوق: يعني في دينه.

([7]) كما سوف يأتي.

([8]) وقد روى أحاديث أنكرت عليه، وهذا بسبب أنه يتفرد بها، وهي مما ينكر عليه.

([9]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص478)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج3 ص336)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص357)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص508)، و«سير أعلام النبلاء» له أيضا (ج5 ص256)، و«العبر في خبر من غبر» له أيضا (ج1 ص128)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص38)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص340)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج7 ص585)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج25 ص239)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص320)، و«الثقات» لابن حبان (ج7 ص256).

([10]) وانظر: «الكشف والبيان» للثعلبي (ج2 ص577)، و(ج5 ص457)، و«تفسير القرآن» للسمعاني (ج1 ص530)، و(ج4 ص58)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص347)، و(ج5 ص100)، و«جامع الرسائل» لابن تيمية (ج1 ص116 و133).

([11]) قلت: والخوارج يقرؤون القرآن حفظا، ومع ذلك هم كلاب النار، والعياذ بالله.

       فالعبرة ليست بقراءة القرآن؛ بل بالعمل به، ألا فانتبه.

([12]) يعني: لهم درجات من الأعمال الصالحة.

([13]) نقله عنه ابن عبد الهادي في «هداية الإنسان» (ق/44/ط).

([14]) وانظر: «الصحيحة» للشيخ الألباني (ج5 ص283).

([15]) يعني: «عبد الله بن عمرو»، وهو غلط أيضا؛ لأن زر بن حبيش لم يرو عن عبد الله بن عمرو شيئا في الأصل؛ لأن هو معروف بالرواية عن عبد الله بن مسعود فقط.

([16]) أخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص139).

([17]) فرواية: زر بن حبيش عن عبد الله بن عمرو خطأ من عاصم بن أبي النجود لسوء حفظه؛ كما سبق.

([18]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص278)، و(ج5 ص35)، و«شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص788)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص71 و72).

([19]) ووقع عنده «عبد الله بن عمر» في الأصل، والصحيح هو «عبد الله بن عمرو».

([20]) انظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص197)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص108)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج5 ص130).

([21]) وانظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص233)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص547)، و«ديوان الضعفاء» له (ص101)، و«المغني في الضعفاء» له أيضا (ج1 ص189)، و«أحوال الرجال» للجوزجاني (ص112)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص31)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج3 ص15)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج3 ص366)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص156)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص306).

([22]) هكذا رواه سفيان الثوري مرفوعا، ورواه زائدة بن قدامة موقوفا، والاضطراب من عاصم؛ فلا يترجح أحدهما على الآخر، فافهم لهذا ترشد.

       قلت: وذلك لتساوي الطرق، وعدم إمكان الجمع، واتحاد مخرج الحديث.

      وانظر: «علوم الحديث» لابن الصلاح (ص94)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج1 ص348)، و«طرح التثريب في شرح التقريب» للعراقي (ج2 ص130)، و«الجوهر النقي» لابن التركماني (ج1 ص278)، و«إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام» لابن دقيق (ج2 ص193)، و«الاقتراح في بيان الاصطلاح» له (ص22)، و«شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص843)، و«إرواء الغليل» للشيخ الألباني (ج4 ص119).

([23]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص477)، و«المعرفة والتاريخ» للفسوي (ج3 ص197)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج25 ص 224).

([24]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص478).

([25]) وانظر: «علوم الحديث» لابن الصلاح (ص193)، و«فتح المغيث بشرح ألفية الحديث» للسخاوي (ج1 ص31)، و«تمام المنة في التعليق على فقه السنة» للشيخ الألباني (ص263)، و«الضعيفة» له (ج3 ص135).

([26]) هكذا وقع في المطبوع: «عبد الله بن عمر»، وهو خطأ، والصواب: «عبد الله بن عمرو».

       فلم نعرف رواية لزر بن حبيش الأسدي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

       لذلك لم يذكر الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج9 ص335)؛ عبد الله بن عمر ضمن شيوخ زر، وذكر: عبد الله بن عمرو.

       وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص321).

([27]) انظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص118)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج1 ص85)، و«ميزان الاعتدال» له (ج1 ص235)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص36)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص129).

([28]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج24 ص25)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص391)، و«تقريب التهذيب» له (ص638)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص19)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص88)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج3 ص469)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص128)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص526)، و«ميزان الاعتدال» له (ج3 ص391)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج8 ص299)، و«الضعفاء الصغير» له (ص115)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص131).

([29]) هكذا وقع في المطبوع: «عبد الله بن عمر»، وهو خطأ، والصواب: «عبد الله بن عمرو».

      فلم نعرف رواية للسائب بن مالك الثقفي عن عبد الله بن عمر.

       لذلك قال الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج10 ص192)؛ في ترجمة السائب: (روى عن: سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب إن كان محفوظا، وعبد الله بن عمرو بن العاص). اهـ

      قلت: وهو يروي عن عبد الله بن عمرو، كما في «المسند» لأحمد (ج11 ص182 و651)، و«المسند» للبزار (ج6 ص417).

      ولذلك لم يذكر الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج3 ص450)؛ ضمن شيوخه عبد الله بن عمر، وذكر عبد الله بن عمرو.

([30]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج33 ص129)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ج2 ص399)، و«تهذيب التهذيب» له (ج12 ص34)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج2 ص189)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج9 ص348)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص774)، و«المغني في الضعفاء» له (ج2 ص774)، و«الثقات» للعجلي (ص492)، و«الثقات» لابن حبان (ج2 ص669).

([31]) قلت: والمرتبة الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا بالسماع.

     وانظر: «مقدمة تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص23).

([32]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص58 و95)، و«تعريف أهل التقديس» له (ص101)، و«المدلسين» لابن العجمي (ص44)، و«المدلسين» لأبي زرعة ابن العراقي (ص77)، و«أسماء المدلسين» للسيوطي (ص77)، و«العلل ومعرفة الرجال» لأحمد (ج1 ص442-رواية عبد الله)، و«المعرفة والتاريخ» ليعقوب بن سفيان (ج2 ص633 و637)، و«مذكرة في دروس علل المدلسين» لشيخنا فوزي الأثري (ج2 ص4)، و«الثقات» لابن حبان (ج5 ص177).

([33]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص251)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص284)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص55)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص47)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص464).

([34]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص214)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص242)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص47)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص574)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص281).

([35]) ووقع عنده: «عن أبي سعيد الخدري»، وهو خطأ، والتصويب من المراجع الأخرى.

([36]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج25 ص7)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص97)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج1 ص231)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص76).

([37]) هكذا وقعت رواية: أبي توبة العسقلاني موقوفة.

       لكنها وقعت مرفوعة عند الشجري في «الأمالي» (388)، وضياء الدين المقدسي في «المنتقى من مسموعات مرو» (ق/127/ط).

      وإسناده منكر.

([38]) عمالة: أجر ما عمل.

      انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج11 ص476).

([39]) انظر: «المنهل الروي» لابن جماعة (ص136)، و«الجامع لأخلاق الراوي» للخطيب (ج2 ص191).

([40]) أثر صحيح.

        أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج5 ص467)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج57 ص29).

        ونقله عنه السخاوي في «فتح المغيث» (ج1 ص229)، والذهبي في «تهذيب تهذيب الكمال» (ج8 ص379)، وفي «تاريخ الإسلام» (ج3 ص148)، وفي «سير أعلام النبلاء» (ج4 ص451)، وابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج10 ص43).

([41]) انظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص197)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص108)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج5 ص130).

([42]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج20 ص145)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج7 ص224)، و«تقريب التهذيب» له (ص541)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص503)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج3 ص359)، و«أحوال الرجال» للجوزجاني (ص72)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص276)، و«تاريخ الإسلام» له (ج3 ص281)، و«المغني في الضعفاء» له أيضا (ج2 ص436)، و«ميزان الاعتدال» له أيضا (ج3 ص88)، و«الكامل» لابن عدي (ج7 ص84)، و«سؤالات أبي عبيد الآجري» للإمام أبي داود السجستاني (ص81).

([43]) وانظر: «تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس» لابن حجر (ص130)، و«تقريب التهذيب» له (ص541).

([44]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج20 ص147)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص88).

([45]) فائدة: وعنعنة الأعمش تحمل على الاتصال؛ لأنه يروي عن أبي صالح السمان.

       قال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص209): (وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدري به، فمتى قال: حدثنا فلا كلام، ومتى قال: «عن» تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم: كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمان؛ فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال). اهـ

([46]) وقع عند الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج8 ص205): «كتب له قنطاران من الأجر»، وهو خطأ، والتصويب من المصادر الأخرى.

       وانظر: «مجمع الزوائد» للهيثمي (ج2 ص267).

([47]) فائدة: إسماعيل بن عياش العنسي، هو صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم؛ كما في «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص92).

        قلت: يحيى بن الحارث الذماري شامي.

       وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج31 ص256).

([48]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج34  ص543)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص81)، و«تقريب التهذيب» له (ص658)،  و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص287).

([49]) هو محمد بن الخليل بن حماد بن سليمان الخشني.

      وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج25 ص167).

([50]) وعند البيهقي من مسند: «فضالة بن عبيد»، وحده، ووقع عنده: «كتب له قناطير»، والتصويب من المراجع الأخرى.

([51]) كذا وقع في رواية محمد بن الخليل: (اقرأ وارقه) بهاء ملحقة بفعل الأمر، وهي هاء السكت، أو نائب عن المفعول المطلق؛ أي: ارتق الارتقاء.

    وانظر: «حاشية سنن سعيد بن منصور» لفريق من الباحثين (ج3 ص12).

([52]) وانظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج60 ص273)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج5 ص466)،  و«الثقات» لابن حبان (ج9 ص198)، و«فتح الباب في الكنى والألقاب» لابن منده (ص498).

([53]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص133)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص415)، و«تقريب التهذيب» له (ص354)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج2 ص54)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج2 ص207)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص1889)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج1 ص307)، و«ميزان الاعتدال» له (ج2 ص285)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص195)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج5 ص508)، و«الضعفاء الصغير» له (ص76)، و«سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي» للدارقطني (ص79)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص77)، و«التاريخ» لابن معين (ص133-برواية الدارمي)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص474)، و«الكامل» لابن عدي (ج5 ص115).

([54]) كذا وقع في المطبوع، والصواب: عفان بن مسلم فإن الدارمي يروي عنه.

       وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج20 ص160)، و«السنن» للدارمي (ص124 ح938)، و(ص202 ح1583)، و(ص266 ص2005)، و(ص289 ح2172)، (ص366 ح2623)، و(ص384 ح2728).

([55]) وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني (ج6 ص2037).

([56]) هو المعروف: بأبي الشيخ الأصبهاني.

      وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج12 ص305)، و«تذكرة الحفاظ» له (ج3 ص105)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج17 ص297).

([57]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج17 ص386)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص473)، و«تهذيب التهذيب» له (ج6 ص265)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج2 ص99)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج5 ص343)، و«الكاشف» للذهبي (ج1 ص642)، «الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص392).

([58]) انظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص93)، و«تقريب التهذيب» له (ص473)، و«المدلسين» للأبي زرعة العراقي (ص67)، و«التبيين لأسماء المدلسين» لابن العجمي (ص38)، و«أسماء المدلسين» للسيوطي (ص72)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج2 ص347).

([59]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج3 ص85)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص88)، و«تهذيب التهذيب» له (ج1 ص278)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج5 ص432)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص111)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص49)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج1 ص76)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص384).

([60]) أي حديث: «عند رأس مائة سنة يبعث الله ريحا باردة طيبة يقبض فيها روح كل مؤمن».

      وانظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (ج2 ص497).

      قلت: وهذا فيه دليل على أنه يخالف.

([61]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج4 ص176)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص117)، و«تهذيب التهذيب» له (ج1 ص468)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج1 ص143)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص309)، و«ديوان الضعفاء» له (ص50)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص29)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج2 ص497)، و«الثقات» لابن حبان (ج6 ص98).

([62]) درج: هي جمع درجة: مرقاة.

        انظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص240).

([63]) ياقوتة: هي من الجواهر؛ أجوده الأحمر الرماني.

        انظر: «القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص209).

([64]) وقع عند الديلمي: «أبو إسماعيل الهمذاني».

([65]) هكذا وقع في المطبوع في «فضائل الأعمال»، وصوابه (فرات بن سلمان) ولم أجد من له ترجمة بهذا الاسم؛ بل وجدت (فرات بن سلمان الرقي).

       قال عنه أبو حاتم: (لا بأس به محله الصدق صالح الحديث)، وقال أحمد: (ثقة)، وقال ابن عدي: (ولفرات بن سلمان غير ما ذكرته من الحديث، ولم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به؛ لأني لم أر في روايته حديثا منكرا).

      انظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص80)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص342)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج6 ص324)، و«الكامل» لابن عدي (ج7 ص136)، و«الثقات» لابن حبان (ج7 ص322).

([66]) وانظر: «الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج3 ص460)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج4 ص22)، و«السؤالات» لابن الجنيد (ص432).

([67]) وانظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص310)، و«المنتظم» له (ج6 ص392)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص366)، و«تاريخ الإسلام» له (ج6 ص88)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج1 ص249)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص540).

([68]) وانظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج6 ص518)، و«تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (ج1ص283)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج25 ص404).

([69]) انظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص58)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص116)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج7 ص133).

([70]) أي: يروي.

([71]) يعني: من أصحاب الزهري، وهشام بن عروة، والآخذون عنهما كثرة، وفيهم حفاظ متقنون.

([72]) انظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (ج3 ص380).

([73]) وانظر: «مقدمة الثقات» لابن حبان (ج1 ص11 و12 و13).

([74]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص263)، و«تهذيب التهذيب» له (ج3 ص338).

([75]) انظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص93)، و«تقريب التهذيب» له (ص473)، و«المدلسين» للأبي زرعة العراقي (ص67)، و«التبيين لأسماء المدلسين» لابن العجمي (ص38)، و«أسماء المدلسين» للسيوطي (ص72)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج2 ص347).

([76]) وقع عند المحاسبي في «فهم القرآن» (ص294): «عن أبي عنبس عن عمران بن حطان»، وهو تصحيف، والصواب ما أثبته.

([77]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص367)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص403)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص148).

([78]) وقع عند المحاسبي في «فهم القرآن» (ص290): «عن القثم مولى خالد بن يزيد بن معاوية قال: أخبرني أبو أمامة»، وهو تصحيف، والصواب ما أثبته.

([79]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج4 ص155)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص460)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص144)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج1 ص138)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج2 ص451)، و«الضعفاء الصغير» له (ص22)، و«بحر الدم» لابن عبد الهادي (ص29)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج2 ص155)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص187).

([80]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص260)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج2 ص175)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص171)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص140)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص372)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص409).

([81]) وانظر: «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص13)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج7 ص480).

([82]) والضحاك بن قيس لم ينسب هنا؛ فهو لا يعرف، والمترجم لهم في هذه الطبقة ثلاثة، ليس هو واحد منهم، والراوي عنه هو أبو الضحى، ولم يذكر المزي في ترجمته في «تهذيب الكمال» (ج27 ص520)، (3/ق/1326/ط) أنه روى عن أحد ممن اسمه الضحاك، ولم أجد في تراجم هؤلاء الثلاثة أن أبا الضحى روى عن أحد منهم.

       أما هؤلاء الثلاثة:

      (1) الضحاك بن قيس الفهري، وهو مختلف في صحبته.

      (2) الضحاك بن قيس، روى عن النبي r، ولم يذكر له سماعا.

      (3) الضحاك بن قيس الكندي، يروي عن ابن عمر.

     انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص279)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص448 و449)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج5 ص578)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص457 و458)، و«الثقات» لابن حبان (ج3 ص199)، و(ج6 ص480).

([83]) كذا في الأصل: «وارقى»، والجادة: «وارق»؛ ويتخرج ما في الأصل على لغة بعض العرب، يجرون المضارع المعتل الآخر مجرى الصحيح، أو على إشباع فتحة الألف، فتولدت عنها ألف، وهي لغة أيضا.

     وانظر: «حاشية سنن سعيد بن منصور» لفريق من الباحثين (ج3 ص9).

([84]) وانظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص115)، و«تهذيب التهذيب» له (ج11 ص59)، و«المدلسين» للعراقي (ص98)، و«التبيين لأسماء المدلسين» لسبط ابن العجمي(ص59)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج10 ص173)، و«التاريخ الأوسط» له (ج2 ص165)، و«الثقات» للعجلي (ص459)، و«سؤالات ابن الجنيد» لابن معين (ص343)، و«الكامل» لابن عدي (ج7 ص137)، و«الثقات» لابن حبان (ج7 ص587).

([85]) وانظر: «مقدمة تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص23)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج11 ص59).

([86]) كذا في الأصل: «وارقى»، والجادة: «وارق».

([87]) وانظر: «الإكمال» لابن ماكولا (ج5 ص183)، و«تبصير المنتبه» لابن حجر (ج3 ص836).

([88]) وانظر: «فضائل القرآن العظيم» لضياء الدين المقدسي (ص27)، و«فضائل القرآن وتلاوته» للرازي (ص33)، و«فضائل القرآن» لابن الضريس (ص7).

([89]) وانظر: «فضائل القرآن وتلاوته» للرازي (ص47)، و«فضائل القرآن» للنسائي (ص87)، و«فضائل القرآن» للفريابي (ص121)، و«فضائل القرآن» لابن كثير (ص102).

([90]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج9 ص66)، وأبو داود في «سننه» (1452)، وابن ماجه في «سننه» (212)، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص120)، وأبو جعفر النحاس في «القطع والائتناف» (ص78)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص19)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (132)، و(133)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن وتلاوته» (ص83 و85 و86).

([91]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (804)، وابن حبان في «صحيحه» (116)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج2 ص485)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج2 ص401)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص235)، وابن الضريس في «فضائل القرآن» (98)، والمستغفري في «فضائل القرآن» (ج1 ص497)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل القرآن» (47).

([92]) يعني: من الملائكة المقربين.

([93]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2699)، وأبو داود في «سننه» (1455)، والترمذي في «سننه» (2945)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص252)، وابن ماجه في «سننه» (238)، والآجري في «أخلاق أهل القرآن» (19)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن وتلاوته» (ص109).

([94]) وانظر: «المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج» للنووي (ج6 ص82)، و«فضائل القرآن» للفريابي (ص173)، و«فضائل القرآن» لابن كثير (ص77)، و«فضائل القرآن وتلاوته» لأبي الفضل الرازي (ص109).

([95]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (803)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص1496)، وابن ماجه في «سننه» (3782).

([96]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج9 ص58 و59)، ومسلم في «صحيحه» (979)، وأبو داود في «سننه» (4829)، والترمذي في «سننه» (2869)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8027)، و(8028)، وفي «المجتبى» (ج8 ص124)،

([97]) وانظر: «المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج» للنووي (ج6 ص78)، و«فضائل القرآن العظيم» لضياء الدين المقدسي (ص70)، و«فضائل القرآن» لابن كثير (ص87).

([98]) «يتغنى بالقرآن» أي: يحسن صوته بالقرآن؛ كما قال الشافعي وأصحابه، وأكثر العلماء من الطوائف.

      وانظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص78)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج9 ص68)، و«فضائل القرآن وتلاوته» للرازي (ص64)، و«فضائل القرآن» للنسائي (ص94)، و«فضائل القرآن العظيم» لضياء الدين المقدسي (ص78).

([99]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج9 ص68)، ومسلم في «صحيحه» (792)، وأبو داود في «سننه» (1473)، والبغوي في «شرح السنة» (ج4 ص484)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج2 ص54)، والحميدي في «المسند» (ج1 ص422).

([100]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (805)، والترمذي في «سننه» (2883)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص183).     

([101]) وانظر: «فضائل القرآن» لابن كثير (ص99)، و«فضائل القرآن وتلاوته» للرازي (ص95).

([102]) «لا حسد»: أي: لا غبطة، والغبطة: وهي أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها.

     انظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص197).

([103]) والآناء: الساعات.

   انظر: «رياض الصالحين» للنووي (ص420)، و«فضائل القرآن العظيم» لضياء الدين المقدسي (ص43).

([104]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج9 ص65)، ومسلم في «صحيحه» (815)، والترمذي في «سننه» (1936)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8072)، وابن ماجه في «سننه» (4262)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص8)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص188)، والفريابي في «فضائل القرآن» (97)، و(98)، والمروزي في «قيام الليل» (ص28)، وأبو الفضل الرازي في «فضائل القرآن وتلاوته» (ص95).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan