الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء: فيه ضعف، حديث: لا تقل تعس الشيطان. وبيان العلل التي فيه، وذكر الآثار الواردة في ذلك، والحكم على أسانيده على أصول أهل الحديث
جزء: فيه ضعف، حديث: لا تقل تعس الشيطان. وبيان العلل التي فيه، وذكر الآثار الواردة في ذلك، والحكم على أسانيده على أصول أهل الحديث
سلسلة روائع البحار في تخريج الآثار
|
25 |
جزء:
فيه ضعف، حديث:
«لا تقل تعس الشيطان».
وبيان العلل التي فيه، وذكر الآثار الواردة في ذلك،
والحكم على أسانيده على أصول أهل الحديث
تخريج:
أبي صالح أيمن بن صالح بن أحمد الأثري
وأبي عبد الله عارف بن أحمد المرزوقي الأثري
غفر الله لهما، ولشيخهما، وللمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
ذكر الدليل على ضعف حديث:
«لا تقل تعس الشيطان»
عن أبي المليح، عن أبيه؛ وهو أسامة بن عمير t قال: كنت ردف رسول الله r، فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان؛ فقال النبي r: (لا تقل: تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صرعته، ولكن قل: باسم الله، فإنه يصغر حتى يكون مثل الذبابة).
حديث منكر
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ح10313)، وفي «عمل اليوم والليلة» (ح555)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ح509)، وأبو يعلى في «معجم شيوخه» (ح71)، وعلي بن حجر السعدي في «حديث إسماعيل بن جعفر المدني» (ح266)، والحاكم في «المستدرك» (ج5 ص415)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج7 ص12)، والدولابي في «الأسماء والكنى» (ج1 ص55)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ح516)، وفي «الدعاء» (ح2010)، والدارقطني في «الأفراد والغرائب» (ق /62 / ط)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج1 ص79)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ح1412)، و(1413)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (ح1068)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج16 ص220)، والبيهقي في «الآداب» تعليقا (ح531)، وأبو زكريا ابن منده في «معرفة أسامي أرداف النبي r» (ص65)، وابن أبي الفتح الصوري في «حديثه» (ص673) من طريقين عن محمد بن حمران القيسي ثنا خالد الحذاء([1])، عن أبي تميمة([2])، عن أبي المليح([3])، عن أبيه، وهو أسامة بن عمير t([4]) به.
* وهذا الحديث إسناده ضعيف، فيه محمد بن حمران بن عبد العزيز القيسي، أبو عبد الله البصري: لين الحديث، ويتفرد، ويخالف الثقات.
لذلك قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص838): «صدوق: فيه لين».
* قال عنه علي بن المديني: «يتقى هذا الشيخ»، وقال النسائي: «ليس بالقوي»، وقال أبو حاتم: «هو صالح»، وقال ابن عدي: «له أفراد وغرائب».([5])
وقال أبو عبد الرحمن النسائي في «السنن الكبرى» (ج9 ص205): «الصواب عندنا: حديث عبد الله بن المبارك([6])، وهذا عندي خطأ»، يعني: حديث: محمد بن حمران.
* واختلف على خالد الحذاء
1) فرواه أحمد بن عبدة([7])، وسعيد بن منصور([8])، كلاهما: عن محمد بن حمران عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن أبيه، وهو أسامة بن عمير t مرفوعا به.
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ح10313) وفي «عمل اليوم والليلة» (ح555)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ح509)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ح516)، وفي «الدعاء» (ح2010)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ح1412)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج7 ص12)، وعلي بن حجر السعدي في «حديث إسماعيل بن جعفر المدني» (ح266)، والحاكم في «المستدرك» (ج5 ص415)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (ح1068)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج1 ص79).
* وهذا سنده ضعيف، كسابقه فيه محمد بن حمران القيسي، وهو لين الحديث، لا يحتج به.
* وهذا يدل على خطأ من قال: أن محمد بن حمران القيسي، لم يخالف حتى نحكم على روايته بالشذوذ، وإنما عنده زيادة علم، وهي تسمية ردف النبي r، وأنه: «أسامة بن عمير» t.
* بل خطأ في ذكره: «لأسامة بن عمير» فجعله موصولا، وهو مرسل، وخالف الثقات الأثبات الذين أرسلوه، وهم: خالد بن عبد الله الطحان، وعبد الله بن المبارك، وعبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن زريع، وعبد العزيز بن المختار.
* لذلك: صوبه الحافظ النسائي في «السنن الكبرى» (ج9 ص205)، والحافظ الدارقطني في «العلل الواردة في الأحاديث» (ج13 ص286).
ولذلك: لم يصب الحافظ النووي في «الأذكار» (ج2 ص762)، بقوله: «وكلا الروايتين: صحيحة متصلة»؛ لأن علة الحديث الإرسال.
2) ورواه القاسم بن مالك، أنبأ خالد الحذاء، عن أبي صالح الهذلي، عن أبي تميمة الهجيمي قال: (كان رسول الله r)، مرسلا به.
أخرجه الدولابي في «الأسماء والكنى» (ح134).
* وهذا سنده ضعيف، وفيه أربع علل:
الأولى: الإرسال؛ فإن أبا تميمة، لم يدرك النبي r، فهو منقطع.
الثانية: القاسم بن مالك المزني، أبو جعفر الكوفي، وهو لين الحديث، ويخطئ في الحديث.
الثالثة: أبو صالح الهذلي، واسمه جعفر بن مسافر بن راشد التنيسي، وهو يخطئ في الحديث. ([9])
الرابعة: أدخل أبو صالح الهذلي، بين خالد الحذاء، وأبي تميمة، وليس هو من حديثه.
3) ورواه عبد الله بن المبارك([10])، وعبد الوهاب الثقفي([11])، وخالد بن عبد الله الطحان([12])، جميعهم: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن ردف رسول الله r، بدلا من أسامة بن عمير.
أخرجه أبو داود في «سننه» (ح4982)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ح10312 و10314)، وفي «عمل اليوم والليلة» (ح556)
* وهذا إسناده ضعيف: مرسل، فإن أبا المليح أرسله، ولم يذكر من هو الصحابي، فهو منقطع.
قال الحافظ النسائي في «السنن الكبرى» (ج9 ص205): «الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك».
قلنا: وقول النسائي «والصواب عندنا: حديث عبد الله بن المبارك»: وهذا لا يعني: صحة الإسناد، بل هو المحفوظ، مع انقطاعه؛ ليبين أنه معلول، لا يصح.
وقد أعله الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج13 ص286) بقوله: «وكذلك: رواه خالد الحذاء، عن أبي تميمة، وهو الصواب».
4) ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف([13])، عن خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن أبي تميمة قال: (كنت رديف النبي r).
أخرجه الخطيب في «المتفق والمفترق» (ح979).
قلنا: وهذا إسناده ضعيف؛ بسبب خطأ عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أبي نصر العجلي، وهنا جعل الحديث من رواية أبي المليح عن أبي تميمة مرسلا عن النبي r.
قال عنه ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ج1 ص626): «صدوق ربما أخطأ».
قلنا: وهذا الإسناد من خطئه.
5) ورواه عبد العزيز بن المختار، ويزيد بن زريع([14])، كلاهما: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله r به: مرسلا، بإسقاط أبي المليح.
أخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج5 ص415)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج6 ص3182).
* وهذا إسناده ضعيف؛ لإرسال أبي تميمة عن رديف النبي r.
* فقد أسقط بين أبي تميمة، ورديف النبي r: رجلا، وهو أبو المليح، ويكون لخالد الحذاء إسنادان: مرة بذكر أبي المليح، ومرة بدون ذكره، وهذا من الاختلاف الذي لا يحتج به.
* وتابع خالدا الحذاء، عاصم الأحول:
فرواه عاصم الأحول([15])، عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان رديف النبي r.
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ح20899)، والبغوي في «شرح السنة» (ح3384)، وأحمد في «المسند» (ح20591 و20592 و20690 و23092)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج7 ص13)، وأبو زكريا ابن منده في «معرفة أسامي أرداف النبي r» (ص67 و68)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ح4819 و4820 و4821)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ح1413 و1414)، ومعمر في «جامعه» (ح20899)، وأبو عبد الله ابن منده في «معرفة الصحابة» (ص68-الأرداف)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج6 ص3182)، وأبو يعلى في «المسند» (ج6 ص432-إتحاف الخيرة المهرة) عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان رديف النبي r.
* وهذا الإسناد كسابقه، لا يصح.
* واختلف على عاصم الأحول، وإليك التفصيل:
أ) فرواه معمر بن راشد الأزدي([16])، وسفيان الثوري([17])، وعبد الله بن المبارك، كلهم: عن عاصم، عن أبي تميمة، عن من كان رديف النبي r.
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ح20899)، وأحمد في «المسند» (ح20591)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ح4820و 4821)، والبغوي في «شرح السنة» (ح3384)، ومعمر في «جامعه» (ح20899)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج7 ص13)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ح1414 و1413)، وأبو عبد الله ابن منده في «معرفة الصحابة» (ص67-الأرداف)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج6 ص3182)، وأبو زكريا ابن منده في «معرفة أسامي أرداف النبي r» (ص67)، وأبو يعلى في «المسند» (ج6 ص432-إتحاف الخيرة المهرة).
* وهذا الإسناد أسقط الراوي بين أبي تميمة، وبين النبي r، وهو: أبو المليح.
وذكره البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج6 ص432).
ب) ورواه شعبة([18])، وسفيان، كلاهما: عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي r، أو عن رجل، عمن ردف النبي r.
أخرجه أحمد في «المسند» (ح20592 و20690 و23092)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ح4819 و4820)، وذكره ضياء الدين المقدسي تعليقا في «الأحاديث المختارة» (ج4 ص198)، وأبو زكريا ابن منده في «معرفة أسامي أرداف النبي r» (ص67 و68).
قلنا: وهذا شك من الراوي.
* وأورد الحديث الشيخ مقبل الوادعي / في «أحاديث معلة، ظاهرها الصحة» (ص32) وقال: (الحديث معروف عن أبي المليح، عن رديف النبي r غير مسمى، حتى قال الإمام المزي في: «تحفة الأشراف» رواه جماعة عن خالد لم يقولوا: عن أبيه، قالوا: عن رجل).اهـ
* وله شاهد من حديث أنس t:
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (ج4 ص6) من طريق محمد بن أحمد بن حبيب القفاص، وحدثنا دينار بن عبد الله مولى أنس، قال: حدثني مولاي أنس t قال: كنت يوما مع رسول الله r، أنا وعلي ماضيين، في حاجة إذ عثر علي عثرة فقال: تعس الشيطان، فقال له رسول الله r: (يا أبا الحسن لا تقل هكذا إذا قلت هكذا فرح الشيطان، وشمخ، وطالت عنقه). وقال: (ذكرت عند مصيبة، فإذا أنت عثرت يا أبا الحسن فقل: بسم الله، والحمد لله، وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، تكتب لك الحسنات، وتمحى عنك السيئات، ويطير الشيطان من بين يديك، ويذوب كما يذوب الرصاص).
حديث ضعيف جدا
قلنا: وهذا سنده واه، وفيه ثلاث علل:
الأولى: دينار مولى أنس، مرسل عن أنس، لم يسمع منه، ولم يدركه.
الثانية: دينار بن عبد الله، يقال كنيته أبو مكيس، وهو منكر الحديث.
* قال عنه ابن عدي: «مولى أنس، عن أنس، منكر الحديث، ضعيف ذاهب، شبه المجهول»، وقال ابن حبان: «شيخ يروي عن أنس أشياء موضوعة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه»، وقال الذهبي: «ذاك التالف المتهم، حدث في حدود الأربعين ومئتين، بوقاحة عن أنس بن مالك»، وقال مرة: «ساقط»، ومرة: «غير مأمون»، وقال الحاكم: «روى عن أنس قريبا من مئة حديث موضوعة».([19])
الثالثة: محمد بن أحمد بن يزيد بن حبيب القفاص، وقيل: الفصاص، وقيل: القصاص، المقرئ البصري.
* قال عنه الذهبي: «هالك»، وقال ابن حجر: «واه»، وقال ابن عدي: «كان ابن حبيب هذا أميا، وكان طريقه بعيدا، فلم أكتب عنه».([20])
وللحديث شاهد في معناه ولا يصح:
فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (لا تسبوا الشيطان، فإنه يتغيظ، ولكن تعوذوا بالله من شره).
حديث ضعيف
* فقد اختلف في هذا الحديث:
* فرواه هلال بن العلاء، ويحيى بن أيوب العلاف، كلاهما: عن عبد الغفار بن داود الحراني عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t، مرفوعا، به، باللفظ المذكور أعلاه.
أخرجه الغضائري في «أحاديثه» (ص37)، وتمام الرازي في «الفوائد» (ج3 ص372).
* ورواه ابن زنجويه عن عبد الغفار بن داود الحراني عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t، مرفوعا، بلفظ: (لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شره).
أخرجه أبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج7 ص155)، وأبو شجاع الديلمي في «الفردوس» (ج5 ص11)، والمخلص في «المخلصيات» (ج2 ص292)، و(ج3 ص14 و15)، وليس عندهم: «فإنه يتغيظ».
*وهذا من الاختلاف في المتن.
* ورواه محمد بن المبارك الصوري عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t قال: (لا تسبوا الشيطان؛ فإنه يتغيظ، ولكن تعوذوا بالله من شره).
أخرجه يحيى بن معين في «الفوائد» (ص120)، هكذا: موقوفا، وعنده: «فإنه يتغيظ».
* وهذا من الاختلاف في السند.
* فاختلف على عيسى بن يونس في هذا الحديث.
* فرفعه: عبد الغفار بن داود الحراني، ووقفه محمد بن المبارك الصوري.
والصحيح: وقفه.
* وقد أعله الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج10 ص146)؛ بالوقف.
قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج10 ص146): (يرويه الأعمش، واختلف عنه؛ فرواه أبو صالح الحراني، عبد الغفار بن داود عن عيسى بن يونس عن الأعمش، مرفوعا، وغيره، لا يرفعه: وهو الصحيح). اهـ
* وكلاهما: غير محفوظ.
* وقوله: «وغيره لا يرفعه»، يعني: مخالفة، عبد الغفار الحراني: هنا، ترجيح رواية: الجمع على رواية: الفرد المخالف، وإن كان: «ثقة»، كما هو مقرر في علم العلل.
* فهو غير محفوظ من حديث: الحراني.
* وهذا الاختلاف([21])، لم يشر إليه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج5 ص547)، فاقتصر على تصحيح، الرواية: المرفوعة، ولم يصب؛ لأنها معلولة، كما بين الحافظ الدارقطني، وتضعيفه: للحديث المرفوع هو الصواب.
وأشار الحافظ السيوطي في «الجامع الصغير» (ج2 ص207) إلى ضعفه.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على ضعف الآثار الواردة في حديث:
«لا تقل تعس الشيطان»، في معناه، ولا تصح، ولا يحتج بها
1) أثر مجاهد([22])/:
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (ح2010) من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن يونس بن خباب، عن مجاهد قال: (إذا عثرت الدابة فلا تقل: تعس الشيطان، ولكن قل: اللهم احمل وارفع).
أثر ضعيف
قلنا: وهذا سنده ضعيف، فيه يونس بن خباب الأسيدي، مولاهم أبو حمزة، ويقال: أبو الجهم الكوفي.
* قال عنه يحيى القطان: «ما تعجبنا الرواية عنه»، وقال أحمد: «كان خبيث الرأي»، وقال مرة: «كان ابن مهدي لا يحدث عنه»، وقال عثمان: «رجل سوء، وكان يشتم عثمان»، وقال مرة: «لا شيء»، وقال الجوزجاني: «كذاب مفتر»، وقال أبو حاتم: «مضطرب الحديث ليس بالقوي»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال أبو داود: «شتام الصحابة»، وقال النسائي: «ليس بالقوي، مختلف فيه»، وقال مرة: «ليس بثقة»، وقال الساجي: «صدوق في الحديث تكلموا فيه من جهة رأيه السوء».([23])
* فلا يجوز لأي أحد أن يسن للعباد نوعا من الذكر غير ثابت عن النبي r، ويجعل ذلك عبادة للناس؛ فإن هذا من الابتداع في الدين لم يأذن الله تعالى به.
2) أثر حسان بن عطية /:
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج7 ص170) من طريق أبي زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا محمد بن الهيثم بن حماد، ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي ([24])، عن حسان بن عطية ([25]): (أن رجلا كان على حمار فعثر به، فقال: تعست، فقال صاحب اليمين: ما هي بحسنة فأكتبها، وقال صاحب الشمال: ما هي بسيئة فأكتبها، فأوحي أو نودي أن ما ترك صاحب اليمين فاكتبه).
أثر منكر، وليس فيه موضع الشاهد
قلنا: وهذا سنده ضعيف، وله ثلاث علل:
الأولى: أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد الفقيه، يهم في الحديث.
* قال عنه الدارقطني: «حدث من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله»، وقال الخطيب: «كان قد كف بصره في آخر عمره، فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدارقطني»، وقال الذهبي: «صدوق».([26])
الثانية: محمد ابن حماد، هو محمد بن سهل بن حماد بن المهاجر، وقيل: الحلاب، وقيل: محمد بن سهيل الرقي، لا توجد له ترجمة، فهو مجهول الحال.
قال الذهبي: «محمد بن سهل الشامي، لا ندري من هو».([27])
الثالثة: محمد بن كثير، هو المصيصي الصنعاني، ضعيف.
* قال عنه ابن حجر: «صدوق كثير الغلط»، وقال البخاري: «ضعفه أحمد»، وقال عبد الله بن أحمد: «ذكر أبي: محمد بن كثير فضعفه جدا»، وقال: «هو منكر الحديث»، وقال: «يروي أشياء منكرة»، وقال صالح بن أحمد، عن أبيه: «لم يكن عندي ثقة»، وقال صالح بن محمد: «صدوق كثير الخطأ»، وقال البخاري: «لين جدا»، وقال ابن عدي: «له أحاديث لا يتابعه عليها أحد»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال: «يخطئ ويغرب»، وقال ابن سعد: «يذكرون أنه اختلط في أواخر عمره»، وقال النسائي: «ليس بالقوي، كثير الخطأ»، وقال الساجي: «صدوق كثير الخطأ»، وقال أبو أحمد الحاكم: «ليس بالقوي عندهم».([28])
وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (ح1013) من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية به.
قلنا: وهذا سنده ضعيف، لضعف محمد بن كثير المصيصي، وقد تقدم الكلام عليه، وليس فيه موضع الشاهد.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص244)، أبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص78) من عدة طرق عن عيسى بن يونس([29])، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية به.
قلنا: وهذا سنده صحيح، إلى حسان بن عطية، وهو: مرسل لا يحتج به.
ولا يعتبر هذا شاهدا للحديث إلا في المعنى؛ لأن الحديث في سب الشيطان، وأن الشيطان يفرح بذلك، وهذا ليس فيه سب الشيطان، وإنما سب الدابة، ثم مع ذلك إنه من الغيبيات التي تتلقى عن الرسول r من الوحي، وقد ثبت: أن حسان بن عطية ممن يرسل عن بعض الرواة، كما في «تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» للعراقي (ص 66)، و«جامع التحصيل» للعلائي (ص 162).
* إذا هذا ليس للرأي فيه مجال؛ لأنه من أمور الغيبيات التي لا بد فيها من مستند من الكتاب، أو السنة، فلا يحتج به.
* مسألة: في حكم الأخذ بقول التابعي، فيما لا يوجد فيه دليل:
قال الإمام ابن مفلح / في «أصول الفقه» (ج4 ص1458): (مذهب التابعي ليس حجة، عند أحمد، والعلماء؛ للتسلسل، وذكر بعض الحنفية عنه روايتين).اهـ
وقال الإمام الزركشي / في «البحر المحيط» (ج8 ص82): (مسألة: فإن قال التابعي قولا، لا مجال للقياس فيه، لم يلتحق بالصحابي عندنا).اهـ
* وجاء في «المسودة في أصول الفقه» (ص339): (وظاهر كلام أحمد، وأصحابنا: أنه لا اعتبار بذلك، بل يجعل كمجتهداته).اهـ
وقال الإمام أبو داود / في «مسائل الإمام أحمد» (ص368): سمعت أحمد، يقول: (الاتباع: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي r، وعن أصحابه، ثم هو من بعد في التابعين مخير).اهـ
قال شيخنا المحدث أبو عبد الرحمن الأثري في «رفع الستر» (ص30): (أي: عند اختلافهم، فهو مخير بالدليل).اهـ
وقال الإمام أبو داود في «مسائل الإمام أحمد» (ص368): سمعته، سئل: (إذا جاء الشيء عن رجل من التابعين، لا يوجد فيه عن النبي r، يلزم الرجل أن يأخذ به؟ قال: لا، ولكن لا يكاد يجيء الشيء عن التابعين، إلا ويوجد فيه عن أصحاب النبي r، يعني: عندي ما يمثل عليه ذلك الشيء).اهـ
وجاء في «المسودة في أصول الفقه» (ص339): (قال والد شيخنا: «قال أبو داود سمعت أبا عبد الله يسأل: إذا جاء الشيء عن الرجل من التابعين لا يوجد فيه عن النبي r، يلزم الرجل أن يأخذ به؟ قال: لا». وله مثل هذا الكلام كثير في روايات كثيرة، ولم يفرق بين ما يخالف القياس، وما لم يخالفه).اهـ
وقال الإمام أبو داود / في «مسائل الإمام أحمد» (ص369): (قلت لأحمد: أليس الأوزاعي، هو أتبع من مالك؟ قال: لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء، ما جاء عن النبي r، وأصحابه فخذ به، ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير).اهـ
قال شيخنا المحدث أبو عبد الرحمن الأثري في «رفع الستر» (ص30): (أي: عند اختلافهم، فهو مخير بالدليل).اهـ
انتهى بعون الله وتوفيقه
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
ذكر الدليل على ضعف حديث: «لا تقل تعس الشيطان»................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على ضعف الآثار الواردة في حديث: «لا تقل تعس الشيطان»، في معناه، ولا تصح، ولا يحتج بها...................................... |
23 |
([1]) خالد بن مهران الحذاء، أبو المنازل البصري: قال عنه الذهبي: «ثقة» إمام، وقال أحمد: «ثبت»، وقال مرة: «ثقة»، وقال ابن معين، والنسائي، والعجلي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في: «الثقات».
* انظر: «الكنى» للدولابي (ج3 ص1063)، و«الثقات» لابن حبان (ج3 ص323)، و«الكاشف» للذهبي (ج2 ص353)، مع: «الحاشية» لابن سبط ابن العجمي، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص533)، و«تقريب التهذيب» له (ج1 ص264)، و«التعديل والتجريح» للباجي (ج2 ص552).
([2]) أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي البصري: قال عنه يحيى بن معين، والدارقطني، وابن سعد، وابن حجر: «ثقة»، وقال الذهبي: «وثق»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال ابن عبد البر: «ثقة حجة».
* انظر «الكنى» للدولابي (ج1 ص55 و195)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص465)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج4 ص308)، و«الثقات» لابن حبان (ج2 ص247)، و«الكاشف» للذهبي (ج3 ص42)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج2 ص237)، و«تقريب التهذيب» له (ج1 ص449) و(ج2 ص371)، و«التعديل والتجريح» للباجي (ج2 ص608).
([3]) أبو المليح عامر بن أسامة بن عمير البصري الهذلي، وقيل: اسمه زيد، وقيل: زياد، قال أبو زرعة، وابن سعد، وابن حجر، والذهبي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في: «الثقات».
* انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص593)، و«تقريب التهذيب» له (ج2 ص473)، و«الكنى» للدولابي (ج3 ص1061)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج5 ص291)، و«الكاشف» له (ج5 ص117)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص409)، و«التعديل والتجريح» للباجي (ج3 ص989)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج6 ص239).
([4]) أسامة بن عمير بن عامر بن الأقيشر الهذلي: والد أبي المليح، عداده في أهل البصرة.
* قال عنه البخاري: «له صحبة»، وقال ابن عبد البر: «لم يرو عن أسامة هذا غير ابنه أبي المليح»، وقال أبو نعيم: «تفرد بالرواية عنه ابنه أبو المليح»، وقال خليفة: «نزل البصرة ولم يرو عنه إلا ولده».
* انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر (ص77)، و«معرفة الصحابة» لأبي نعيم (ج2 ص190)، و«أسد الغابة» لابن الأثير (ج1 ص79)، و«الإصابة» لابن حجر (صج1 ص34)، و«المستخرج من كتب الناس للتذكرة» لأبي القاسم ابن منده (ج2 ص80).
([5]) انظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص320)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص546)، و«تقريب التهذيب» له (ج2 ص68)، و«الكامل» لابن عدي (ج7 ص490).
([7]) أحمد بن عبدة بن موسى الضبي، أبو عبد الله البصري.
* قال عنه النسائي: «ثقة»، وقال مرة: «لا بأس به»، وقال ابن حجر: «ثقة رمي بالنصب من العاشرة»، و«وثقه» أبو حاتم، وقال الذهبي: «حجة».
* انظر «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص36)، و«تقريب التهذيب» له (ج1 ص41)، و«الميزان» للذهبي (ج1 ص142).
([8]) سعيد بن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخراساني الجوزجاني الحافظ مصنف السنن.
* أخرج له البخاري في آخر كتاب: «الصلاة»، وقال أبوحاتم، وابن نمير، وابن خراش: «ثقة»، وقال ابن حجر: «ثقة: مصنف، وكان لا يرجع عما في كتابه؛ لشدة وثوقه به، من العاشرة»، وقال حرب سمعت أحمد بن حنبل: «يحسن الثناء عليه»، وقال الذهبي: «الحافظ الثقة، صاحب السنن»، وقال أبو حاتم: «من المتقنين الأثبات»، وقال الفسوي: «كان إذا رأى في كتابه خطأ لم يرجع عنه».
* انظر: «التعديل والتجريح» للباجي (ج3 ص1087)، و«الميزان» للذهبي (ج2 ص151)، و«الكاشف» له (ج2 ص497)، و«حاشيته» لبرهان الدين بن سبط ابن العجمي، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص365)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص67)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج4 ص12).
([9]) انظر «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص164)، و«تهذيب التهذيب» له (ج1 ص312)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم(ج2 ص423).
([10]) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي، مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي، أحد الأئمة.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة ثبت فقيه عالم»، وقال أحمد: «لم يكن في زمانه أطلب للعلم منه، جمع أمرا عظيما، ما كان أحد أقل سقطا منه، كان رجلا صاحب حديث حافظا، وكان يحدث من كتاب»، وقال ابن معين: «كان كيسا متثبتا ثقة، وكان عالما صحيح الحديث»، وقال العجلي: «ثقة ثبت في الحديث».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص527)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص415)، و«الكاشف» للذهبي (ج3 ص184)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج5 ص222).
([11]) عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيد الله بن الحكم بن أبي العاص الثقفي، أبو محمد البصري.
* قال عنه يحيى بن معين: «ثقة»، وقال مرة: «اختلط بآخره»، وقال عمرو بن علي: «اختلط حتى كان لا يعقل، وسمعته وهو مختلط»، وقال محمد بن سعد: «كان ثقة، وفيه ضعف»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال ابن حجر: «ثقة، تغير قبل موته بثلاث سنين»، وقال الذهبي: «لكنه ما ضر تغيره حديثه؛ فإنه ما حدث بحديث في زمن التغير»، وقال مرة: «الثقفي لا ينكر له إذا تفرد بحديث، بل وبعشرة»، وقال العجلي: «ثقة»، وقال أبو داود: «تغير جرير بن حازم، وعبد الوهاب الثقفي؛ فحجب الناس عنهم».
* انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج2ن ص638)، و«تقريب التهذيب» له (ج1 ص626)، و«الكاشف» للذهبي (ج3 ص339)، و«الميزان» له (ج2 ص592)، وحاشية «الكاشف» لبرهان الدين (ج3 ص339)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص87 و89).
([12]) خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الطحان أبو الهيثم، ويقال: أبو محمد المزني، مولاهم الواسطي.
* قال عنه أحمد، وأبو زرعة، والنسائي، وابن سعد: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «ثقة صحيح الحديث»، وقال الترمذي: «ثقة حافظ»، وسئل محمد بن عمار: «عن جرير، وخالد: أيهما أثبت؟ فقال: خالد»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال ابن حجر: «ثقة ثبت».
* انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص523)، و«تقريب التهذيب» له (ج1 ص259)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج3 ص145)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص336)، و«الكاشف» للذهبي (ج2 ص347)، وحاشية «الكاشف» لبرهان الدين (ج2 ص347).
([13]) قال أبو زرعة: «روى عن ثور بن يزيد: حديثين ليسا من حديث ثور»، وقال ابن حجر: «صدوق، ربما أخطأ، أنكروا عليه حديثا في فضل العباس، يقال: دلسه عن ثور»، وقال أحمد: «ضعيف الحديث»، وقال الساجي: «صدوق، ليس بالقوي عندهم»، وقال البخاري: «ليس بالقوي عندهم، وهو يحتمل»، وقال مرة: «يكتب حديثه، قيل له: يحتج به؟ قال: أرجو، إلا أنه كان يدلس عن ثور، وأقوام أحاديث مناكير»، وقال النسائي: «ليس بالقوي»، وقال مرة: «ليس به بأس»، وقال الحسن بن سفيان: «ثقة»، وقال البزار: «ليس بقوي، وقد احتمل أهل العلم حديثه»، وقال ابن سعد: «كان صدوقا إن شاء الله»، وقال ابن شاهين: «ليس هو ممن يتكل عليه»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال الدارقطني: «ثقة»، وقال الذهبي: «كان يرى القدر».
* انظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص90)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص626)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص638)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص593)، «والكاشف» له (ج3 ص340)، وحاشية «الكاشف» لبرهان الدين (ج3 2340).
([14]) يزيد بن زريع العيشي البصري أبو معاوية، ويقال: أبو تميمة.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة ثبت»، وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة: «لم يكن أحد أثبت من يزيد بن زريع»، وقال أحمد: «إليه المنتهى في التثبت بالبصرة»، وقال مرة: «ما أتقنه، وما أحفظه، يا لك من صحة حديث، صدوق متقن»، وقال مرة: «كان يأخذ الحديث بنية»، وقال ابن معين: «ثقة»، وقال مرة: «الصدوق الثقة المأمون»، وسئل مرة: «من أثبت شيوخ البصريين؟ قال: يزيد»، وقال ابن المبارك: «عن مثله فحدث»، وقال بشر بن الحكم: «كان متقنا حافظا ما أعلم أني رأيت مثله، ومثل صحة حديثه»، وقال أبو حاتم: «ثقة إمام»، وقال ابن سعد: «ثقة حجة كثير الحديث»، وقال النسائي: «ثقة»، وقال عفان: «كان أثبت الناس»، قال ابن حجر: «وقد أشار ابن طاهر في ترجمة عباس البحراني إلى أنه تغير بأخره»، قال يحيى بن سعيد: «لم يكن هاهنا أثبت من يزيد بن زريع».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج2 ص324)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص411)، و«الكاشف» للذهبي (ج4 ص512)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج9 ص325).
([15]) عاصم بن سليمان الأحول، أبو عبد الرحمن البصري.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة»، وقال القطان: «لم يكن بالحافظ»، وقال سفيان الثوري: «أدركت حفاظ الناس أربعة، وفي رواية ثلاثة: فثنى به»، وقال عبد الرحمن بن مهدي: «كان من حفاظ أصحابه»، وقال أحمد: «شيخ ثقة»، وقال مرة: «من الحفاظ للحديث ثقة»، وقال المروذي: قلت لأحمد: «إن يحيى تكلم فيه»، فعجب، وقال: «ثقة»، وقال ابن معين، وابن المديني، وأبو زرعة، والبزار، والعجلي، وابن عمار: «ثقة»، وذكره ابن عمار في: «موازين أصحاب الحديث»، وقال ابن المديني مرة: «ثبت»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال الدارقطني: «هو أثبت من عاصم بن أبي النجود»، وقال أبو الشيخ: «ليس في العواصم أثبت من عاصم الأحول».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص457)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص252).
([16]) معمر بن راشد الأزدي، مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة ثبت»، إلا أن في روايته عن ثابت، والأعمش، وهشام بن عروة شيئا، وكذا فيما حدث به في البصرة، وعده علي ابن المديني، وأبو حاتم، فيمن دار الإسناد عليهم»، وقال أحمد: «ما نضم أحدا إلى معمر إلا وجدت معمرا يتقدمه في الطلب، كان من أطلب أهل زمانه للعلم»، وقال ابن معين: «أثبت الناس في الزهري: مالك، ومعمر، ثم عد جماعة»، وقال مرة: «معمر أثبت في الزهري من ابن عيينة»، وقال مرة: «ثقة»، وقال عمرو بن علي: «كان من أصدق الناس»، وقال العجلي: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «ما حدث بالبصرة فيه أغاليط، وهو صالح الحديث»، وقال يعقوب بن شيبة: «ثقة، وصالح، ثبت في الزهري»، وقال النسائي: «ثقة مأمون»، وقال ابن جريج: «عليكم بهذا الرجل؛ فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال: «كان فقيها حافظا متقنا ورعا».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج2 ص202)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص125).
([17]) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة حافظ كان ربما دلس»، وقال شعبة، وابن عيينة، وأبو عاصم، وابن معين: «أمير المؤمنين في الحديث»، وقال ابن المبارك: «كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان»، وقال سعيد: «سفيان أحفظ مني»، وقال ابن مهدي: «كان وهب يقدم سفيان في الحفظ على مالك»، وقال الدوري: «رأيت يحيى بن معين لا يقدم على سفيان في زمانه أحدا في الفقه، والحديث، والزهد، وكل شيء»، وقال أبو داود: «ليس يختلف في سفيان، وشعبة في شيء إلا يظفر سفيان».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص371)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص56)، و«النكت على تقريب التهذيب» لابن باز (ص89).
([18]) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، مولاهم أبو بسطام الواسطي، ثم البصري.
قال عنه أحمد: «لم يكن في زمن شعبة مثله في الحديث، ولا أحسن حديثا منه، قسم له من هذا حظ»، وقال مرة: «كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعني: في الرجال، وبصره بالحديث، وتثبته، وتنقيته للرجال»، وقال حماد بن زيد: «هو فارس في الحديث فخذوا عنه»، وقال مرة: «ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة، فإذا يخالفني شعبة في شيء تركته»، وقال حماد بن سلمة: «إذا أردت الحديث فالزم شعبة»، وقال الثوري: «أمير المؤمنين في الحديث»، وقال يزيد بن زريع: «من أصدق الناس في الحديث»، وقال ابن سعد: «ثقة مأمون ثبت حجة صاحب حديث»، وقال العجلي: «ثقة ثبت في الحديث، وكان يخطئ في أسماء الرجال قليلا»، وقال صالح جزرة: «أول من تكلم في الرجال: شعبة»، وقال أبو داود: «يخطئ فيما لا يضره، ولا يعاب عليه، يعني: في الأسماء»، وقال ابن منجويه: «كان من سادات أهل زمانه حفظا، وإتقانا، وورعا، وفضلا، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، وصار علما يقتدى به، وتبعه عليه بعده أهل العراق»، وقال الدارقطني: «كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال كثيرا، لتشاغله بحفظ المتون».
انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج2 ص166).
([19]) انظر: «الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص5)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج8 ص377)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج1 ص273)، و«الميزان» للذهبي (ج2 ص29)، و«المغني» له (ج1 ص340)، و«السير» له أيضا (ج10 ص376)، و«الإكمال» لابن ماكولا (ج7 ص221)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص295)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج3 ص426).
([20]) انظر: «تبصير المنتبه» لابن حجر (ج3 ص1111)، و«توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين (ج7 ص105)، و« الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص10).
([22]) مجاهد بن جبر المكي، أبو الحجاج المخزومي المقرئ، مولى السائب بن أبي السائب.
* قال عنه: ابن معين، وأبو زرعة: «ثقة»، وقال سلمة بن كهيل: «ما رأيت أحدا أراد بهذا العلم وجه الله تعالى إلا عطاء، وطاووسا، ومجاهدا»، وقال قتادة: «أعلم من بقي بالتفسير: مجاهد»، وقال ابن سعد: «كان ثقة فقيها عالما كثير الحديث»، وقال ابن حبان: «كان فقيها ورعا عابدا متقنا»، وقال أبو جعفر الطبري: «كان قارئا عالما»، وقال العجلي: «مكي تابعي ثقة»، وقال الذهبي: «أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به».
* انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص25).
([24]) الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو، واسمه: يحمد الشامي أبو عمرو.
* قال عنه ابن حجر: «الفقيه، ثقة جليل»، وقال ابن سعد: «ثقة مأمون صدوق فاضل خير كثير الحديث والعلم والفقه»، وقال عيسى بن يونس: «كان الأوزاعي حافظا»، وقال ابن حبان: «كان من فقهاء أهل الشام وقرائهم وزهادهم»، وقال ابن مهدي: «الأئمة في الحديث أربعة: الأوزاعي، ومالك، والثوري، وحماد بن زيد»، وقال ابن معين، والعجلي: «ثقة»، وقال أبو حاتم: «إمام متبع لما سمع»، وقال ابن عيينة: «إمام أهل زمانه»، وقال يعقوب: «ثقة ثبت»، وقال الشافعي: «ما رأيت أحدا أشبه فقهه بحديثه من الأوزاعي»، وقال الفلاس: «ثبت».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص584)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص537).
([25]) حسان: هو ابن عطية المحاربي، مولاهم أبوبكر الدمشقي.
* قال عنه ابن حجر: «ثقة فقيه»، وقال أحمد، وابن معين، والعجلي: «ثقة»، وقال ابن معين: «كان قدريا»، وقال الجوزجاني: «كان ممن يتوهم عليه القدر»، وقال الذهبي: «لعله تاب –يعني: من القدر-»، وذكره ابن حبان في: «الثقات»، وقال البخاري: «كان من أفاضل أهل زمانه».
* انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص199)، و«تهذيب التهذيب» له (ج1 ص382)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج3 ص37)، و«السير» للذهبي (ج5 ص466)، و«حلية الأولياء» لأبي نعيم (ج6 ص71).
([26]) انظر: «تاريخ بغداد» للخطيب (ج4 ص412)، و«طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (ج3 ص15)، و«السير» للذهبي (ج15 ص502)، و«الميزان» له (ج1 ص128)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص474).