الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه؛ ضعف أثر: صوم ابن عمر رضي الله عنهما؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة
جزء فيه؛ ضعف أثر: صوم ابن عمر رضي الله عنهما؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة
|
||||
جزء فيه؛
ضعف أثر: صوم ابن عمر رضي الله عنهما؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة
تخريج:
أبي الحسن علي بن حسن العريفي الأثري
أبي الحسن علي بن حسن بن علي العريفي الأثري
غفر الله له، ولشيخه، وللمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
المقدمة
الحمد لله الذي جعل الكتاب والسنة أساسا لشريعته الغراء... ووفق من خلقه لحفظهما والدفاع عنهما فبقيا يتلالآن في دياجير الدجى... والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خير الورى وعلى آله وصحبه الكرام النجباء.
أما بعد،
وهذا جزء فيه؛ ضعف أثر: صوم ابن عمر رضي الله عنهما؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة.
قلت: وقد اتبعنا في نقد الأثر منهج أهل الحديث بدارسة الأسانيد حسب تطبيق قواعد علوم الحديث، وبذلت فيها أقصى جهدي، وحكمت عليه ببيان درجة الضعف؛ لأن الهدف إنما هو إظهار الحق رضي من رضي، وسخط من سخط.
فعن الإمام ابن المبارك / قال: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء).
أثر صحيح
أخرجه مسلم في «مقدمة صحيحه» (ج1 ص15)، والترمذي في «العلل الصغير» (ج5 ص340)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج1 ص16)، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص8)، والسمعاني في «أدب الإملاء والاستملاء» (ص6)، والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص86)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص209).
وإسناده صحيح.
قلت: وعلم الإسناد، والعناية به من حفظ الله تعالى لدينه.
قال تعالى:]إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [[الحجر: 9].
وأخيرا: أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة شيخي العلامة المحدث فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري الذي تفضل جزاه الله خيرا بقراءة هذا الجزء، وإبداء الملاحظات القيمة التي استفدت منها كثيرا.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو الحسن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف أثر صوم ابن عمر ﭭ؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة
عن الحر بن الصياح قال: (جاورت مع ابن عمر ﭭ فرأيته يصوم العشر). وفي رواية: (جاورت مع ابن عمر ﭭ بمكة في أيام العشر؛ فكان يصومهن وقال: «أصوم يوم عاشوراء»).
أثر ضعيف
أخرجه ابن الجعد في «حديثه» (ص328 ح2247)، وابن أبي الدنيا في «فضل عشر ذي الحجة» (ص98 ح7) من طريق شريك، عن الحر بن الصياح به.
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه شريك بن عبد الله القاضي، وهو صدوق يخطئ كثيرا.
قال عنه ابن حجر: «يخطئ كثيرا»، وقال ابن معين: «لا يتقن، ويغلط»، وقال يعقوب بن شيبة: «سيئ الحفظ جدا»، وقال الجوزجاني: «شريك، سيئ الحفظ، مضطرب الحديث، مائل»، وقال الترمذي: «شريك: كثير الغلط»، وقال أبو زرعة الرازي: «كان كثير الخطإ»، وقال أبو حاتم: «شريك، وقد كان له أغاليط»، وقال يحيى بن سعيد: «رأيت في أصول شريك تخليطا»، وقال ابن عدي: «إنما أتي فيه من سوء حفظه»، وقال ابن سعد: «وكان يغلط كثيرا»، وقال ابن القطان: «هو سيئ الحفظ، مشهور التدليس».([1])
والأثر: ذكره البغوي في «شرح السنة» (ج6 ص347).
قال الإمام ابن هانئ / في «مسائل أحمد بن حنبل» (ص165): (سمعت أبا عبد الله يقول: حديث وكيع، عن شريك، عن الحر بن صياح: (رأيت ابن عمر يصوم عاشوراء، ورأيت ابن عمر يصوم العشر بمكة).
حديث الحر بن صياح: حديث منكر، نافع أعلم بحديث ابن عمر منه). اهـ
قلت: وحديث نافع: أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص24 ح1892) من طريق مسدد، حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ ، قال: (صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء، وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك)، وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه.
وأخرجه مسلم في «صحيحه» (ج3 ص793 ح1126) من طريق أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، عن الوليد -يعني: ابن كثير-، حدثني نافع، أن عبد الله بن عمر ﭭ، حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم عاشوراء: (إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية، فمن أحب أن يصومه فليصمه، ومن أحب أن يتركه فليتركه، وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومه، إلا أن يوافق صيامه.
قلت: والإمام أحمد / سمى: حديث: الحر بن صياح؛ منكرا لمخالفته رواية نافع، ونافع أعلم الناس بحديث ابن عمر ﭭ منه.
* ففي حديث نافع أن ابن عمر كان لا يصوم عاشوراء؛ إلا أن يوافق صيامه؛ فقول الإمام أحمد / من إطلاق المنكر في مقابل المعروف.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على ضعف أثر صوم ابن عمر ﭭ؛ للعشر الأول من شهر ذي الحجة....................................................................................... |
7 |
([1]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص662)، و«التقريب» له (ص339)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص461)، و«تاريخ بغداد» للخطيب البغدادي (ج10 ص390)، و«أحوال الرجال» للجوزجاني (ص92)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص367)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص356)، و«السنن» للترمذي (ج1 ص63)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج6 ص253)، و«بيان الوهم والإيهام» لابن القطان (ج4 ص99).