الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه: ضعف آثار الصحابة رضي الله عنهم في صوم يوم عرفة
جزء فيه: ضعف آثار الصحابة رضي الله عنهم في صوم يوم عرفة
سلسلة روائع البحار في تخريج الآثار
|
30 |
جزء فيه:
ضعف آثار الصحابة y في صوم يوم عرفة
تخريج:
أبي يوسف إبراهيم بن علي الحمري الأثري
غفر الله له، ولوالديه، ولشيخه، وللمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
الحمد لله أولا وآخرا
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد: أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد،
فهذه الرسالة اللطيفة في بيان ضعف الآثار الواردة عن الصحابة y في : «صوم يوم عرفة»؛ بينت فيها ضعف هذه الآثار الواردة عنهم، وخرجتها تخريجا علميا على طريقة أهل الحديث والأثر، وأنه لا يصح منها شيء، فلا يحتج بها، ومن نسبها إليهم بعدما تبين له، فهو خصيمهم يوم القيامة، والنبي r خصيمه كذلك، وبقية الصحابة y، لمخالفة ذلك صريح السنة المستفيضة المشهورة في ذلك عنهم، والله الموعد.
* وهذا الجزء من سلسلتنا المباركة بإذن الله تعالى: «سلسلة روائع البحار في تخريج الآثار» التي أسال الله تعالى أن يعظم النفع بها، وأن ييسر قبولها بين أهل العلم، وطلبته قبولا حسنا.
وختاما: لا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة شيخنا العلامة المحدث: فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري حفظه الله، الذي تفضل مشكورا بقراءة هذا الجزء، ومراجعته، وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، إنه سميع مجيب.
وأسأل المولى عز وجل أن يتقبله مني بقبول حسن، وأن يدخر لي ثوابه إلى يوم لقائه، يوم لا ينفع مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كتبه
أبو يوسف الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف أثر عائشة ڤ: في صومها يوم عرفة في الحج، وهي رضي الله عنها: يستحيل أن تفعل ذلك، وهي تعلم أن النبي r شرب لبنا يوم عرفة في الحج، ولما فيه من نهيه r، ولما فيه من الرخصة، وترك المشقة في الدين
عن القاسم بن محمد: (أن عائشة أم المؤمنين ڤ، كانت تصوم يوم عرفة). قال القاسم: (ولقد رأيتها عشية عرفة، يدفع الإمام، ثم تقف، حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعو بشراب، فتفطر).
أثر منكر مضطرب
أخرجه مالك في «الموطأ» (1390)، ومن طريقه: البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (8961) من طريق مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ([1])، عن القاسم بن محمد به.
قلت: وهذا إسناده منكر، وفيه علل:
العلة الأولى: الاضطراب في الأسانيد.
العلة الثانية: الاضطراب في المتون.
فمرة يروى : «عن عائشة ڤ»، ومرة: «يذكر: فيه ما ترفعه للنبي r»، ومرة: «يذكر: فيه عبد الرحمن أخوها»، ومرة: «يذكر: فيه مسروق بدلا من أخيها»، ومرة: «يوقف: على القاسم بن محمد من فعله بنفس اللفظ»!، ومرة: «يوقف: على عبد الله بن الزبير من فعله بنفس اللفظ»!، ومرة يروى بلفظ : «كانت تصوم يوم عرفة في الموقف، تدعو بشراب، فتفطر»، ومرة أنها قالت: «صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية»!، ومرة أخرى أنها قالت: «ما من السنة يوم أصومه أحب إلي من أن أصوم يوم عرفة»!، ومرة أخرى: «إن صوم عرفة كفارة نصف سنة»!، ومرة بلفظ: «أتيت عائشة أنا ورجل معي، وذلك يوم عرفة فدعت لنا بشراب، ثم قالت: لولا أني صائمة لذقته»، وألفاظ أخرى يأتي بيانها.
العلة الثالثة: هذا الأثر المروي عن أم المؤمنين عائشة ڤ؛ هو مخالف صريح للسنة الصحيحة الثابتة المشهورة المستفيضة في أربعة مواطن من هذا الأثر، بل إن منها ما روته بنفسها فكيف تخالفه صراحة!، وهذا مما يستنكر في هذا الأثر أن يكون من فعل أم المؤمنين عائشة ڤ، وهي الفقيهة العالمة المتبعة للسنة، فلا يمكن قبول كل هذه المخالفات: فخالف الأثر هذا للسنة فيما روته بنفسها أن النبي r ما صام العشر من ذي الحجة قط، ومنها يوم عرفة([2])، ويخالف السنة مرة ثانية؛ كما جاء في ألفاظه: «أنها تؤخر الفطر حتى يفيض الناس من عرفات»؛ وهي تنتظر لا تفطر!، وهذه مخالفة أخرى صريحة لسنة النبي r في تعجيل الفطر فيما روته من سنة النبي r بنفسها! ([3])، والمخالفة الثالثة: كما جاء في بعض ألفاظه؛ ما وصلت إليه من مشقة الصوم، وهي في الحج وسفر ومع ذلك لا تفطر! ([4])، ولا تأخذ بالرخصة من الله تعالى ورسوله r! ([5])، والمخالفة الرابعة: لصريح السنة في فطره r يوم عرفة بعرفة في حجة الوداع([6])، فمع كل هذه المخالفات لصريح السنة، فيستحيل أن يصح عن أم المؤمنين عائشة ڤ وهي الفقيهة أن تخالف النبي r بمثل هذا العدد من المخالفات الصريحة في عبادة واحدة، وفي بعض هذه المخالفات ما روته هي بنفسها من سنة النبي r!.
قلت: وبذلك يتضح أن هذا الأثر لا يصح بحال، بل هو منكر مع كل هذه المخالفات، ناهيك عن الاضطراب في ألفاظه، وكذلك اضطراب أسانيده.
وإليك التفصيل:
فقد اختلف على يحيى بن سعيد الأنصاري فيه:
1) فرواه مالك([7])، عن يحيى بن سعيد الأنصاري([8])، عن القاسم بن محمد([9]): (أن عائشة أم المؤمنين كانت تصوم يوم عرفة). قال القاسم: (ولقد رأيتها عشية عرفة، يدفع الإمام، ثم تقف، حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعو بشراب، فتفطر).
أثر مضطرب
أخرجه مالك في «الموطأ» (1390)، والبيهقي في «معرفة السنن» (8961).
وإسناده ضعيف، وقد سبق.
2) ورواه سفيان الثوري([10])، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد قال: (دخل عبد الرحمن بن أبي بكر في عرفة على عائشة وهي تصب الماء على رأسها، فقال لها: أفطري، فقالت: كيف أفطر؟ وقد سمعت النبي r يقول: صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية).
أثر مضطرب
أخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص 142)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (1719) من طريقين عن أبي طلحة محمد بن العوام السيرافي([11])، وأبي الحسن علي بن عمر الحربي السكري([12])؛ كلاهما قالا: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أسيد الأصفهاني ([13])، حدثنا حاتم بن يونس الجرجاني([14])، حدثنا إسماعيل بن سعيد([15]) وكان ثقة مأمونا فقيها عالما رحمه الله، حدثنا يحيى بن الضريس([16])، عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: (دخل عبد الرحمن بن أبي بكر في عرفة على عائشة فذكره).
قلت: وهذا سنده منكر، فيه محمد بن العوام السيرافي، وهو مجهول الحال. ([17])
* وهذا أيضا من الاضطراب، ومتنه تغير وفيه قصة، ورفعت الأمر للنبي r، ولو كان فيه سنة مرفوعة، لما أغفلت عند بقية الرواة، وكما تقدم لما فيه من الألفاظ المخالفة لما ثبت في الصحيح المحفوظ عن عائشة ڤ، ما يستحيل أن تخالفه صراحة في أكثر من موضع، وكل ذلك من الاضطراب الذي لا يصح فيه شيء، فقد اضطربت أسانيده ومتونه.
واختلف على سفيان الثوري فيه:
أ) فرواه يحيى بن الضريس عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: (دخل عبد الرحمن بن أبي بكر في عرفة على عائشة فذكره).
أثر منكر
أخرجه السهمي في «تاريخ جرجان» (ص142)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (1719).
وإسناده ضعيف، تقدم.
ب) ورواه محمد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة ڤ: (أنها كانت تصوم يوم عرفة). (هكذا مختصرا وليس فيه دخول أخيها عليها، ولا رفعها الحديث للنبي r).
أثر مضطرب
أخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (2769) من طريق محمد بن أبي عمر([18]) قال: ثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة ڤ به.
قلت: وهذا سنده منكر، فيه محمد بن أبي عمر يخطئ ويخالف.
* وهذا من الاختلاف في الأثر.
3) ورواه جعفر بن عون قال: أنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت القاسم، يقول: (رأيت عائشة ڤ تقف بعدما يدفع الإمام حتى تبيض ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعو بشرابها فتفطر، ثم تدفع).
أثر مضطرب
أخرجه الحسن بن علي بن عفان العامري في «الأمالي والقراءة» (ص 31) من طريق جعفر بن عون([19])، قال: أنا يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم، يقول: (رأيت عائشة ڤ... فذكره هكذا).
قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه جعفر بن عون المخزومي، وقد أخطأ وخالف الثقات، فلا يحتج به.
* وهذا من الاضطراب، وقد أورده دون القصة، ولم يذكر المرفوع للنبي r، وفيه ما ينكر من مخالفة صريح السنة المستفيضة في تأخير عائشة ڤ للفطر، وهذا أمر يستحيل أن تفعله وقد علمت ڤ الأمر من النبي r في تعجيل الفطر، ومخالفة أهل الكتاب، وطلب الخيرية بذلك، فيستحيل أن تترك أم المؤمنين ڤ كل هذا، وتخالفه، ناهيك عما تقدم من العلل، مما يبين نكارة الأثر.
4) ورواه أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة ڤ: (أنها كانت تدعو بشراب، فتفطر ثم تفيض).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (13886) من طريق أبي خالد الأحمر([20])، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة ڤ: (أنها كانت تدعو بشراب، فتفطر ثم تفيض)؛ يعني تفيض من عرفة لمزدلفة.
وهذا من الاضطراب، فرواه هكذا مختصرا.
قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو خالد الأحمر، وهو يخطئ ويخالف.
5) ورواه عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: سمعت القاسم بن محمد، قال: (رأيت عائشة ڤ عشية عرفة يدفع الإمام، فتقف بعد حتى يقصى ما بينها وبين الناس من الأرض، ثم تدعو بالشراب فتفطر).
أثر مضطرب
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (606) من طريق ابن بشار([21])، حدثنا عبد الوهاب([22])، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: سمعت القاسم بن محمد، قال: (رأيت عائشة ڤ... فذكره).
قلت: وهذا من الاضطراب، للعلل السالفة الذكر.
6) ورواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد: (أن عائشة أم المؤمنين كانت تصوم يوم عرفة في الحج). (بهذا اللفظ)
أثر مضطرب
* أخرجه ابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج4 ص439) من طريق حماد ابن سلمة([23]) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: (أن عائشة أم المؤمنين كانت تصوم يوم عرفة في الحج).
قلت: وهذا من الاضطراب، فقد اضطرب فيه يحيى بن سعيد الأنصاري كما تقدم، وكذلك اضطرب فيه حماد بن سلمة في إسناده ومتنه.
وحماد بن سلمة البصري، يخطئ، ويخالف، فلا يحتج به في هذا الحديث.
** وقد أخرجه أحمد في «المسند» (24970)، ومن طريقه ابن الجوزي في «جامع المسانيد» (7498)، وفي «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن» (132)، وفي «التبصرة» (ج2 ص136)، وابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج4 ص439) من طريق حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء الخراساني: (أن عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة، وهي صائمة، والماء يرش عليها، فقال لها عبد الرحمن: أفطري، فقالت: أفطر وقد سمعت رسول الله r، يقول: إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي قبله).
أثر مضطرب
قلت: وهذا من الاضطراب، فتغير إسناده، ومتنه، وإن كان الإسناد فيه انقطاع، فعطاء الخراساني لم يدرك أحدا من الصحابة([24])، فكيف يروي هذا الأثر عن عائشة ڤ، فلا يصح شيء من هذه الأسانيد والمتون، والله الموفق.
* ورفعه منكر.
*** وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (13888) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث([25])، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن الزبير: (أنه كان إذا أراد أن يفيض، دعا بإناء، ثم شرب، ثم أفاض).
قلت: وهذا من الاضطراب، فقد تغير شيخ: حماد بن سلمة، وجعل الفعل من ابن الزبير، وليس عن عائشة ڤ بنفس اللفظ!، مما يتبين أن الأثر مضطرب، لا يثبت فيه شيء.
* وهذا الاضطراب هنا من حماد بن سلمة، فمرة يقول: عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ومرة يقول: عن عطاء الخراساني، ومرة يقول: عن هشام بن عروة.
7) ورواه شعبة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم، قال: (كانت عائشة تصوم يوم عرفة).
أثر مضطرب
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (605)، و(609) من طريقين عن أبي داود الطيالسي([26])، ووكيع([27])؛ كلاهما: عن شعبة([28])، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، قال: (كانت عائشة تصوم يوم عرفة). هكذا مختصرا.
قلت: وهذا من الاضطراب، وقد اختلف على شعبة فيه كذلك.
وقد اختلف على شعبة في هذا الأثر:
أ) فرواه أبو داود الطيالسي، ووكيع؛ كلاهما: عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم عن عائشة ڤ.
أثر مضطرب
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (605)، و(609) من طريقين عن أبي داود الطيالسي، ووكيع؛ كلاهما: عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، قال: (كانت عائشة تصوم يوم عرفة). هكذا مختصرا.
ب) ورواه وكيع مرة ثانية، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد (أنه كان يصوم عرفة).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (9978)، و(13885) من طريق وكيع، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم([29])، عن أبيه: (أنه كان يصوم عرفة).
فتغير: يحيى بن سعيد، إلى ابن القاسم، ولم يذكر: عائشة ڤ.
قلت: وهذا من الاضطراب، بالإسناد عن القاسم بن محمد، ونفس المتن، ولكن لم يذكر عائشة ڤ فيه.
ج) ورواه وكيع مرة ثالثة، عن شعبة، عن أبي قيس الأودي عبد الرحمن بن ثروان([30])، عن الهزيل بن شرحبيل([31])، عن مسروق([32])، عن عائشة ڤ: (أنها كانت تصوم يوم عرفة).
أثر مضطرب
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (607)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (9975)، و(13884) من طريق محمد بن العلاء أبي كريب، وابن وكيع، وابن أبي شيبة؛ جميعهم: عن وكيع، عن شعبة، عن أبي قيس الأودي عبد الرحمن بن ثروان، عن الهزيل بن شرحبيل، عن مسروق، عن عائشة ڤ: (أنها كانت تصوم يوم عرفة).
قلت: وهذا سنده منكر، فيه عبد الرحمن بن ثروان الكوفي، وهو يخطئ ويخالف، فلا يحتج به في هذا الحديث.
قلت: وهذا من الاضطراب.
د) ورواه علي بن الجعد، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن أبي بكير، ومحمد بن جعفر غندر، وبشر بن المفضل، وشبابة بن سوار؛ جميعهم: عن شعبة، عن أبي قيس قال: سمعت هزيلا، يحدث عن مسروق، عن عائشة ڤ: «أنها قالت...».
أثر مضطرب
أخرجه ابن الجعد في «المسند» (512)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2770)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (9976)، والطبري في «تهذيب الآثار» (600)، و(601) والبيهقي في «شعب الإيمان» (3485)، وفي «فضائل الأوقات» (187)، ومن طريقه ابن عساكر في «فضل يوم عرفة» (17) عنهم جميعا به، عن شعبة، عن أبي قيس قال: سمعت هزيلا، يحدث عن مسروق، عن عائشة ڤ قالت: (ما من السنة يوم أصومه أحب إلي من أن أصوم يوم عرفة).
فتغير: شيوخ شعبة، وتغير متنه، وجعله: من قول عائشة ڤ، وليس أنه يروى عنها من فعلها.
قلت: وهذا سنده منكر، كسابقه.
قلت: وهذا من الاضطراب، فهؤلاء الجماعة من الثقات الأثبات رووه بهذا الإسناد.
* وتوبع هزيل بن شرحبيل عليه؛ تابعه: علي بن الأقمر، والحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي.
*فأما حديث: علي بن الأقمر:
فأخرجه الخوارزمي في «جامع المسانيد» (ج1 ص488)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (8290) من طريق حماد بن زيد([33]) قال: سمعت أبا حنيفة([34]) يحدث عمرو بن دينار قال: حدثني علي بن الأقمر([35])، عن مسروق قال: (دخلت على عائشة يوم عرفة فقالت: اسقوا مسروقا سويقا وأكثروا حلواه، قال: فقلت: إني لم يمنعني أن أصوم اليوم إلا أني خفت أن يكون يوم النحر، فقالت عائشة: النحر يوم ينحر الناس، والفطر يوم يفطر الناس).
أثر مضطرب
قلت: وهذا إسناده ضعيف، فيه: الإمام أبو حنيفة، وهو ضعيف في الحديث، ومتن الحديث لم يذكر فيه صوم عرفة، بل فيه الأمر بالأكل.
* وأما حديث: الحكم بن عتيبة:
فأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (7310) عن معمر([36])، عن جعفر بن برقان([37])، عن الحكم([38])، أو غيره، عن مسروق: (أنه دخل هو ورجل معه على عائشة يوم عرفة فقالت عائشة: يا جارية خوضي لهما سويقا، وحليه فلولا أني صائمة لذقته، قالا: أتصومين يا أم المؤمنين، ولا تدرين لعله يوم؛ يوم النحر، فقالت: إنما النحر إذا نحر الإمام، وعظم الناس، والفطر إذا أفطر الإمام، وعظم الناس).
أثر مضطرب
قلت: وهذا إسناده فيه شك، فلا يحتج به، ولم يذكر صومها.
*وأما حديث: أبي إسحاق:
فأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (3486)، و(3487)، وفي «فضائل الأوقات» (185)، و(186) من طريقين عن أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، وسليمان بن أحمد الواسطي؛ كلاهما قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سليمان بن موسى، حدثني دلهم بن صالح، عن أبي إسحاق، عن مسروق: (أنه دخل على عائشة ڤ يوم عرفة، فقال: اسقوني، فقالت: يا جارية، اسقيه عسلا، وما أنت يا مسروق بصائم؟ فقال: لا، إني أتخوف أن يكون يوم أضحى، فقالت عائشة: ليس كذلك يوم عرفة يعرف الإمام، ويوم النحر ينحر الإمام، أو ما سمعت يا مسروق، أن رسول الله r كان يعدله بصوم ألف عام؟). وفي رواية: (كان رسول الله r يقول: صيام عرفة كصيام ألف يوم).
أثر مضطرب
قلت: وهذا إسناده منكر، فيه دلهم بن صالح ضعيف([39]).
قال الحافظ البيهقي في «فضائل الأوقات» (ص 362) بعد أن ذكر هذا الحديث: (وروي من وجه آخر عن مسروق، عن عائشة، أنها قالت: «ما من يوم من السنة أصومه أحب إلي من يوم عرفة»).اهـ
واختلف على أبي إسحاق في هذا الأثر:
* فرواه دلهم بن صالح، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن عائشة ڤ.
أثر مضطرب
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (3486)، و(3487)، وفي «فضائل الأوقات» (185)، و(186) من طريقين عن أحمد بن عبد الرحمن بن بكار، وسليمان بن أحمد الواسطي؛ كلاهما قالا: حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سليمان بن موسى، حدثني دلهم بن صالح، عن أبي إسحاق، عن مسروق: (أنه دخل على عائشة ڤ يوم عرفة، فقال: اسقوني، فقالت: يا جارية، اسقيه عسلا وما أنت يا مسروق بصائم؟ فقال: لا، إني أتخوف أن يكون يوم أضحى، فقالت عائشة: ليس كذلك يوم عرفة يعرف الإمام، ويوم النحر ينحر الإمام، أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله r كان يعدله بصوم ألف عام؟). وفي رواية: (كان رسول الله r يقول: صيام عرفة كصيام ألف يوم).
وإسناده ضعيف، كسابقه.
** ورواه الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن عائشة ڤ (فتغير متنه، ولم ترفعه للنبي r).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (9532) من طريق ابن فضيل([40])، عن الأعمش([41])، عن أبي إسحاق([42])، عن مسروق، قال: (أتيت عائشة أنا ورجل معي، وذلك يوم عرفة، فدعت لنا بشراب، ثم قالت: لولا أني صائمة لذقته).
قلت: وهذا إسناده مضطرب أيضا، فقد اضطرب فيه ابن فضيل، وفيه الأعمش مدلس، وكذا أبو إسحاق مدلس.
وقد اختلف على ابن فضيل في هذا الأثر:
!) فرواه ابن أبي شيبة عن ابن فضيل، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مسروق ، قال: (أتيت عائشة أنا ورجل معي، وذلك يوم عرفة فدعت لنا بشراب، ثم قالت: لولا أني صائمة لذقته).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (9532) من طريق ابن فضيل، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مسروق، قال: (أتيت عائشة أنا ورجل معي، وذلك يوم عرفة فدعت لنا بشراب، ثم قالت: لولا أني صائمة لذقته).
وإسناده ضعيف، كسابقه.
!!) ورواه ابن أبي شيبة مرة ثانية عن ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، أن عائشة ڤ قالت: (إن صوم عرفة كفارة نصف سنة).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (9981) من طريق ابن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد([43])، عن مجاهد([44])، أن عائشة قالت: (إن صوم عرفة كفارة نصف سنة).
قلت: وهذا سنده منكر، فيه يزيد بن أبي الزناد الكوفي، وهو منكر الحديث.
* ومجاهد لم يسمع هذا الأثر من عائشة ڤ، كما هو واضح. ([45])
قلت: وهذا من الاضطراب.
الخلاصة: مما تقدم يتبين أن الأثر عن عائشة ڤ في صومها ليوم عرفة في الحج مضطرب، شديد الاضطراب، لا يصح بحال، بل هو منكر، يستحيل أن يصدر عن الفقيهة أم المؤمنين زوج النبي r، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف أثر «عثمان بن أبي العاص t» في صومه يوم عرفة في الحج، وهو t: يستحيل أن يفعل ذلك، وهو يعلم أن النبي r شرب لبنا يوم عرفة في الحج، ولما فيه من نهيه r، ولما فيه من الرخصة، وترك المشقة في الدين
عن الحسن البصري قال: (رأيت عثمان بن أبي العاص t، وهو بعرفات صائما قد جهده الصوم. قال: وهو يرش عليه الماء، ويروح عنه).
أثر منكر مضطرب، لا يحتج به
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (603)، والطبراني في «المعجم الكبير» (8333)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2767) من طريقين عن هشيم([46])، ومعتمر بن سليمان([47])؛ كلاهما: عن حميد الطويل ([48])، حدثنا الحسن البصري به.
قلت: وهذا أثر مضطرب في أسانيده ومتونه عن الحسن البصري، وهو أيضا مخالف لما ثبت في السنة الصحيحة المشهورة عن النبي r، ولما ثبت عن الصحابة y، في عدم صومهم ليوم عرفة للحاج، ولغير الحاج، حتى أنه مخالف لما جاء عن الحسن البصري في كراهته لصوم عرفة في الحج، وثبت عنه أيضا أنه لا يرى ليوم عرفة فضلا أصلا بين الأيام، فلا يصح بحال مع كل هذا التفاوت والتباين في المتون والأسانيد، فلا يقابل هذا القول المضطرب في مخالفة السنة الصحيحة الثابتة المشهورة المستفيضة عن النبي r وصحابته، في فطره r يوم عرفة بعرفة في حجة الوداع([49])، وتابعه الصحابة على ذلك، وكذلك لمخالفته للسنة مرة ثانية لما وصل إليه من مشقة الصوم وجهده، وهو في الحج وسفر ومع ذلك لا يفطر! ([50])، ولا يأخذ بالرخصة من الله ورسوله r! ([51])، فمع كل هذه العلل لا يجوز نسبته لصحابي لم يثبت ذلك عنه، ومن نسبه إليه بعدما تبين له، فهو خصيمه يوم القيامة، والنبي r خصيمه كذلك، وبقية الصحابة، لمخالفة ذلك صريح السنة المستفيضة المشهورة في ذلك عنهم، والله الموعد.
فمرة يقال: «رأيت عثمان بن أبي العاصt»، ومرة أخرى يقال: «رأيت عثمان بن عفان t!»، ومرة: «أنه ليس ليوم عرفة فضل على أي يوم آخر!!»، ومرة ثانية: «بأنه يعجبه صوم عرفة لفضله، وحتى أنه يأمر الحجيج بصومه!»، ومرة أخرى: «أنه كان يكره صوم يوم عرفة إذا كان بمكة!»
وإليك التفصيل:
* فرواه حميد الطويل، عن الحسن البصري: (رأيت عثمان بن أبي العاص t، وهو بعرفات صائما قد جهده الصوم. قال: وهو يرش عليه الماء، ويروح عنه).
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (603)، والطبراني في «المعجم الكبير» (8333)، والفاكهي في «أخبار مكة» (2767) من طريقين عن هشيم، ومعتمر بن سليمان؛ كلاهما: عن حميد الطويل، حدثنا الحسن البصري به.
قلت: تقدم بيان أنه منكر، مضطرب، لا يحتج به.
*ورواه حميد الطويل مرة ثانية، قال؛ ذكر عند الحسن: أن صيام عرفة يعدل صيام سنة، فقال الحسن البصري: (ما أعلم ليوم فضلا على يوم، ولا لليلة على ليلة، إلا ليلة القدر؛ فإنها خير من ألف شهر، ولقد رأيت عثمان بن أبي العاص t صام يوم عرفة، يرش عليه الماء من إداوة معه، يتبرد به).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (9982) من طريق يزيد بن هارون([52]) قال: أخبرنا حميد الطويل به.
قلت: وهذا من الاضطراب، وفيه إنكار الحسن البصري أي حديث في فضل صوم عرفة، وأنه لا يرى ليوم عرفة فضل، فتنبه.
فذكر الحسن: أنه ليس ليوم عرفة فضل على أي يوم آخر!!، و من ثم ذكر أن عثمان بن أبي العاص t صامه في شدة الحر.
* ورواه أشعث بن عبد الملك، عن الحسن البصري: (أنه كان يعجبه صوم يوم عرفة، ويأمر به حتى الحاج يأمرهم به، وقال: رأيت عثمان t بعرفات في يوم شديد الحر صائما، وهم يروحون عنه).
أثر مضطرب
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (602) من طريق محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي([53])، حدثنا النضر بن شميل([54])، أنبأنا أشعث بن عبد الملك([55])، عن الحسن البصري به.
قلت: وهذامن الاضطراب، وفيه مخالفة صريحة لما تقدم من قوله إنه لا يرى ليوم عرفة فضلا، وكل هذا يدل على اضطراب الأثر عن الحسن البصري فلا يثبت عنه، ولا يحتج به.
فخالف: ما تقدم بأنه لا يرى ليوم عرفة فضلا على غيره من الأيام، وهنا قال: يعجبه صوم عرفة لفضله، وحتى أنه يأمر الحجيج بصومه!، وذكر صوم عثمان بعرفات في شدة الحر.
* ورواه هشام([56])، عن الحسن البصري: (أنه كان يكره صوم يوم عرفة إذا كان بمكة).
أثر مضطرب
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (13881) من طريق معتمر بن سليمان، عن هشام، عن الحسن به.
قلت: وهذا من الاضطراب، وإسناده فيه هشام بن حسان؛ وهو ثقة إلا أن في روايته عن الحسن البصري كلاما، وقد وافق رواية أشعث بن عبد الملك السالفة عن الحسن، في أنه لا يرى فضيلة لصوم عرفة، بل صرح بكراهته، وهذا القول موافق للسنة النبوية، والآثار الصحابية y للحاج، ولكنه لم يذكر فيها صوم عثمان بن أبي العاص t.
وفيه: التصريح بكراهة صوم عرفة للحاج، ولم يذكر فيه صوم عثمان t.
* ورواه سهل بن أبي الصلت عن الحسن البصري: (أنه سئل عن صوم يوم عرفة؟، فقال: صامه عثمان بن عفان t في يوم حار يظلل عليه).
أثر مضطرب
أخرجه ابن حزم في «المحلى بالآثار» (ج4 ص439) من طريق عبد الرحمن بن مهدي([57])، عن سهل بن أبي الصلت([58])، عن الحسن البصري به.
فتغير عثمان بن أبي العاص، إلى: عثمان بن عفان ﭭ، بنفس القصة في صومه عرفة في شدة الحر، مما يدل أن الرواة لم يضبطوا متن الأثر.
قلت: وهذا سنده منكر، فيه سهل بن أبي الصلت السراج، وهو يتفرد بالمنكر عن الحسن البصري، لا يحتج به، وهذا أيضا من الاضطراب، وهو منكر عن عثمان بن عفان t، فقد ثبت عنه أنه كان لا يصوم يوم عرفة.([59])
قلت: فمما سبق يتبين أن الأثر لا يصح عن الحسن لاضطرابه، فلا يثبت بذلك صوم عثمان بن أبي العاص، ولا عثمان بن عفان ﭭ؛ ليوم عرفة في الحج، وكذلك لما تقدم ذكره من مخالفته للصحيح الثابت في السنة النبوية عن النبي r في فطره ليوم عرفة في الحج، وكذلك لمخالفته أمر النبي r بعدم الأخذ بالرخصة على من شق عليه الصوم؛ لدرجة وصوله أن يصب عليه الماء ويروح عنه من شدة الحر والمشقة، فكيف يخالف الصحابة سنة النبي r الظاهرة البينة المشهورة في كل ذلك، ما يثبت نكارة هذا الأثر، وأنه لا يحتج به بحال عن أحد من الصحابة، فافهم لهذا.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف أثر «الزبير بن العوام t» في صومه يوم عرفة وهو حاج
عن هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: (ما شهد أبي عرفة قط؛ إلا وهو صائم).
أثر منكر
أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (604) من طريق محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا شعبة، وحدثنا عثام بن علي؛ عن: هشام بن عروة، عن أبيه به.
قلت: وهذا إسناده منكر، فإنه من رواية هشام بن عروة وهو من الثقات، ولكن قد تكلم على رواية العراقيين عنه، وخاصة ما تأخر منها، وهذه منها، ويؤيد ذلك أن روايته هذه جاءت من طريق شعبة وعثام بن علي عنه([60])، ما يدل أن رواية هشام هذه متأخرة، فإن عثاما من الكوفيين، وقد توفي في سنة: «195هـ»([61])، وأما هشام توفي في سنة: «145هـ»([62])، مما يدل أنه سمع منه هذا الأثر في: «العراق متأخرا»، وتقدم أنه تكلم في رواية هشام بن عروة في العراق وخاصة المتأخرة منها([63])، وإنما قلنا: إن هذه الرواية منها، فهي منكرة لأمور: أنه لم يروه عن هشام أحد من المدنيين، حيث أن روايتهم عنه أصح من العراقيين، وأيضا أن صوم عرفة للحاج؛ مخالف للسنة النبوية والآثار الصحابية، فكيف للزبير بن العوام t وهو من البدريين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، ومن كبار الصحابة، وهو قريب للنبي r فهو ابن عمته، وممن تابع وصاحب النبي r ورافقه في سفره، وغزوه، وحجه، وإقامته، ولم يفارقه منذ أسلم كما ثبت ذلك عنه([64])، وصاحب أبا بكر، وعمر، وعثمان y، فكيف نقبل رواية هشام عنه وقد تكلم فيها، على أن جده الزبير t يخالف سنة النبي r الظاهرة الجلية المشهورة، وثم يخالف الصحابة كافة في عدم صوم يوم عرفة في الحج، ويتفرد بهذه العبادة كل حج ولا يتركها قط! ([65])، وهذا ما يؤكد أن هشام بن عروة غلط فيه مما رواه بالعراق، وهو الأرجح، فافهم لهذا ترشد.
قلت: وقد أعل أئمة الحديث عددا من الأحاديث لهشام بن عروة، وبخاصة فيما يرويه عنه أهل العراق.
فقد أعل الحافظ ابن حجر / في «أطراف المسند المعتلي» (ج9 ص439)، حديثا بأنه مما أخطأ فيه هشام بالعراق: (هذا مما أخطأ فيه هشام ابن عروة بالعراق، وحديث ابن إسحاق والليث عنه وهو بالمدينة، وهو الأصح، والموافق لحديث الزهري).اهـ
وكذلك أعل بالنكارة حديثا عن عثام عن هشام؛ كما في «العلل» لابن أبي حاتم / (ج2 ص37)، مع أن رواته كلهم ثقات، فقال: (سألت: أبي، وأبا زرعة؛ عن حديث رواه: يوسف بن عدي، عن عثام، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة t: «أن النبي r كان إذا تعار من الليل، قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار»؟، قالا: هذا خطأ؛ إنما هو: هشام بن عروة، عن أبيه: إنه كان يقول هذا؛ رواه جرير هكذا، وقال أبو زرعة: حدثنا يوسف بن عدي هذا الحديث؛ وهو منكر). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر / في «النكت الظراف» (ج12 ص182): (عثام بن علي العامري، عن هشام به، حديث: «كان النبي r إذا تضور من الليل. . . إلى آخره». قلت: ذكر ابن أبي حاتم في «العلل» عن أبي زرعة، ثنا يوسف بن عدي به. قال: وهو منكر). اهـ
وقد أعل الإمام أحمد / رواية لهشام عن أبيه عن جده الزبير بن العوام: بالإرسال؛ فقال: (حديث عبد الله بن الزبير ﭭ: «لكل نبي حواري، والزبير حواري وابن عمتي»؛ قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى ووكيع، عن هشام بن عروة: مرسل، وحدثنا سليمان بن حرب قال؛ حدثنا حماد بن زيد: مرسل، ليس فيه ابن الزبير) ([66]).
وأعل الإمام الدارقطني / ألفاظا عن هشام بن عروة يرسلها؛ كما في «العلل» (ج14 ص165): (سئل عن حديث عروة، عن عائشة ڤ: «ما خير رسول الله r بين أمرين إلا اختار أيسرهما».
فقال: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛ فرواه إسرائيل بن يونس، ووكيع، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير، ومفضل بن فضالة، وسفيان بن عيينة، والقاسم بن معن، وأبو معاوية الضرير، وجعفر بن عون، ويحيى القطان، عن هشام، عن عروة، مختصرا لم يزيدوا على قوله: «ما خير رسول الله r».
ورواه: عبد الله بن المبارك، والليث بن سعد، وابن جريج، وابن يونس، وسعدان بن يحيى اللخمي، ومالك بن سعير، وابن أبي الزناد، ومحاضر، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو معاوية، وزادوا فيه: «ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد ...»؛ في ألفاظ ذكروها.
* وهذه الألفاظ لم يسمعها هشام بن عروة من أبيه.
* بين ذلك يحيى بن سعيد القطان، قال: قال لي هشام: لم أسمع من أبي إلا قوله: «ما خير رسول الله r»؛ وأما قوله: «وما ضرب رسول الله r بيده شيئا»؛ إنما هو: عن الزهري، عن عروة، كذا قال يحيى، عن هشام.
وتابعه: أبو مسلم قائد الأعمش، عن هشام.
وخالفهما: علي بن هاشم بن البريد، رواه عن هشام، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة ڤ.
وقول علي بن هاشم، أشبهها بالصواب، ثم الله أعلم). اهـ
قلت: أي أن أشبهها بالصواب: إنه بين هشام، وبين أبيه: رجلان!.
وكذلك أيضا جاء عن الدارقطني / في «العلل» (ج14 ص184): (وسئل عن حديث عروة، عن عائشة ڤ: «أن النبي r أقطع الزبير نخلا من نخيل بني النظير».
فقال: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛ فرواه صالح بن موسى الطلحي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة t.
وخالفه: أبو بكر بن عياش، فرواه عن هشام، عن أبيه، عن الزبير.
وغيرهما: يرسله عن عروة، وهو المحفوظ).اهـ
قلت: وبذلك نعلم، أن هذا الأثر عن هشام، عن أبيه، عن جده الزبير بن العوام t في صومه عرفة بالحج؛ معلول بالنكارة لما تقدم، والله أعلم.
فائدة: روى عبد الرزاق في «المصنف» (7821) عن الثوري، عن عروة قال: (من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كان له مثل أجر الصائم).
قلت: وهذا إسناده منقطع، فإن سفيان الثوري توفي سنة: «164هـ»، وعمره «61» سنة([67])، فلم يدرك عروة بن الزبير، والذي توفي في سنة: «94هـ»([68]).
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
2 |
2) |
ذكر الدليل على ضعف أثر عائشة ڤ في صومها يوم عرفة في الحج، وهي -رضي الله عنها- يستحيل أن تفعل ذلك، وهي تعلم أن النبي شرب لبنا يوم عرفة في الحج، ولما فيه من نهيه، ولما فيه من الرخصة، وترك المشقة في الدين................................................ |
4 |
3) |
ذكر الدليل على ضعف أثر «عثمان بن أبي العاص» في صومه يوم عرفة في الحج، وهو: يستحيل أن يفعل ذلك، وهو يعلم أن النبي r شرب لبنا يوم عرفة في الحج، ولما فيه من نهيه -صلى الله عليه وسلم- ولما فيه من الرخصة، وترك المشقة في الدين................................................................................................... |
26 |
4) |
ذكر الدليل على ضعف أثر «الزبير بن العوام» في صومه يوم عرفة وهو حاج.................................................................................................. |
34 |
([1]) وقد جاء عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه قال: «يجب فطر يوم عرفة للحاج»!.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج4 ص238)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج3 ص416)، و«التوضيح لشرح الجامع الصحيح» لابن الملقن (ج11 ص524)
([2]) فعن عائشة ڤ قالت: (ما رأيت رسول الله r صائما في العشر قط). يعني: الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
أخرجه مسلم في «صحيحه» (ص283).
([3]) فعن عروة بن الزبير، عن عائشة ڤ، قالت: (نهى رسول الله r عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: إني لست كهيئتكم إني يطعمني ربي ويسقين).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1964)، ومسلم في «صحيحه» (1105).
* وعن أبي عطية الوادعي قال: دخلت أنا ومسروق، على عائشة ڤ فقلنا: يا أم المؤمنين، رجلان من أصحاب محمد r، أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال: قلنا عبد الله؛ يعني: ابن مسعود قالت: كذلك كان يصنع رسول الله r).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1099).
قلت: والأحاديث والآثار في سنية تعجيل الفطر ومخالفة أهل الكتاب متكاثرة، وراجع: «منح النفس لتعيين إفطار الصائم بغروب الشمس» لشيخنا المحدث العلامة فوزي الأثري حفظه الله ورعاه.
([4]) قلت: والمسافر في سفره إذا شاء صام، وإذا شاء أفطر، إلا إذا شق عليه الصوم فيجب أن يفطر.
فعن عائشة ڤ زوج النبي r أن حمزة بن عمرو الأسلمي t قال للنبي r: (أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام. فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1943)، ومسلم في «صحيحه» (1121).
وعن جابر بن عبد الله ﭭ قال: (كان رسول الله r في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم، فقال: ليس من البر الصوم في السفر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1946)، ومسلم في «صحيحه» (1115).
قلت: وهذا عند المشقة، لأن الصيام قد شق عليه فلا يجوز في ذلك الصيام، ولأن هذا تشدد في محل الجواز، وعندما أخبر النبي r عن أناس قد صاموا في السفر وفيه مشقة، قال r: (أولئك العصاة، أولئك العصاة).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1114) من حديث جابر بن عبد الله ﭭ.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج4 ص183)، و«المنهاج» للنووي (ج7 ص230)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج4 ص251)، و«الروضة الندية» لصديق حسن خان (ج1 ص547).
([5]) فعن عائشة ڤ قالت: (صنع النبي r شيئا ترخص فيه، وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي r، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (6101)، و(7301)، ومسلم في «صحيحه» (2356).
وعن عائشة ڤ قالت: (ما خير رسول الله r بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر؛ إلا اختار أيسرهما).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص230)، و(ج8 ص198)، ومسلم في «صحيحه» (ج7 ص80).
وعن عائشة ڤ قالت: (كان رسول الله r إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (20).
([6]) فعن ميمونة ڤ: (أن الناس شكوا في صيام النبي r يوم عرفة، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص702)، ومسلم في «صحيحه» (1124).
([7]) الإمام مالك بن أنس الأصبحي: الفقيه، إمام دار الهجرة، رأس المتقنين، وكبير المتثبتين.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 913).
([9]) القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: ثقة، أحد الفقهاء بالمدينة، من كبار الثالثة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 794).
([10]) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 394).
([11]) محمد بن العوام السيرافي: مجهول الحال، صاحب أبي خليفة الجمحي، وشيخ لحمزة السهمي الجرجاني، ولرباح بن علي بن موسى بن رباح.
وانظر: «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين الدمشقي (ج4 ص116)، و«تاريخ جرجان» للسهمي (ص 142).
([12]) علي بن عمر أبو الحسن الحربي السكري: ثقة، صاحب جزء «الحربيات».
وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج5 ص178)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج13 ص494)، و«الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لقطلوبغا (ج7 ص227)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج5 ص568).
([13]) تصحف عند السهمي في «تاريخ جرجان» اسمه: «عبد الله بن أسد»، والصواب: أنه «عبد الله بن أسيد الأصبهاني»: كما جاء عند الشجري في « أماليه» مصرحا بذكر اسمه وكنيته ونسبته.
وهو أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني، شيخ لعلي بن عمر الحربي السكري، والطبراني، وغيرهم: الإمام، المجود، الحافظ، الرحال، صاحب «المسند الكبير»، شيخ جليل، كثير الحديث، صاحب فوائد وغرائب.
وانظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج14 ص416)، و«تاريخ الإسلام» له (ج7 ص155)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج34 ص28)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج11 ص19)، و«تاريخ أصبهان» لأبي نعيم (ج2 ص26)، و«طبقات المحدثين بأصبهان» لأبي الشيخ (ج3 ص519).
([14]) حاتم بن يونس الجرجاني، ابن أبي الليث الجوهري: كان من الحفاظ.
وانظر: «نزهة الألباب» لابن حجر (ج2 ص163)، و«طبقات المحدثين بأصبهان» لأبي الشيخ الأصبهاني (ج3 ص145)، و«تاريخ جرجان» للسهمي (ص 203)، و«تاريخ أصبهان» لأبي نعيم الأصبهاني (ج1 ص350)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج11 ص382)، و«رجال الحاكم في المستدرك» لمقبل الوادعي (ج1 ص282).
([15]) إسماعيل بن سعيد الطبري الشالنجي: ثقة مأمون فقيه.
وانظر: «تاريخ الإسلام» للذهبي (ج5 ص533)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص174)، و«الثقات» لابن حبان (ج8 ص97)، و«الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» لقطلوبغا (ج2 ص379).
([16]) يحيى بن الضريس البجلي الرازي القاضي: قال عنه يحيى بن معين: «كان كيسا، ثقة»، وقال وكيع: «هو من حفاظ الناس، وقد خلط في حديثين»، وقال الذهبي: «ثقة»، وقال ابن حجر: «صدوق»، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وقال عبد الرحمن بن بشير الرازي: «كان صحيح الكتاب».
وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج11 ص203)، و«تقريب التهذيب» له (ص 1058)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج9 ص499).
([18]) محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: نزيل مكة، صدوق، قال أبو حاتم: كانت فيه غفلة، من العاشرة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 907).
([19]) جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي: صدوق من التاسعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 200)، و«تهذيب التهذيب» له (ج2 ص86).
([20]) سليمان بن حيان الأزدي، أبو خالد الأحمر الكوفي: صدوق يخطئ.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 406)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص159)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص285).
([23]) حماد بن سلمة بن دينار البصري: ثقه عابد تغير حفظه بآخرة، من كبار الثامنة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 268).
([25]) عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري: صدوق، ثبت في شعبة، من التاسعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص610).
([26]) سليمان بن داود، أبو داود الطيالسي: ثقة حافظ، غلط في أحاديث، من التاسعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 406).
([28]) شعبة بن الحجاج بن الورد: ثقة، حافظ، متقن، أمير المؤمنين في الحديث.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 436).
([29]) عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق: ثقة جليل.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 595).
([30]) عبد الرحمن بن ثروان أبو قيس الأودي الكوفي: صدوق ربما خالف.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 573).
([31]) هزيل بن شرحبيل الأودي الكوفي: ثقة مخضرم من الثانية.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 1020).
([32]) مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي: ثقة، فقيه، عابد مخضرم من الثانية.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 935).
([34]) النعمان بن ثابت أبو حنيفة: الإمام المشهور، لكنه ضعيف الحديث.
وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج29 ص417)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص449)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص163)، و«الضعفاء الكبير» للعقيلي (ج4 ص268)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص449)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص233)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج3 ص990)، و«سير أعلام النبلاء» له (ج6 ص390)، و«المجروحين» لابن حبان (ج3 ص60)، و«التاريخ» لابن معين (ج2 ص607 - رواية الدوري)، و«الكامل» لابن عدي (ج8 ص235).
([35]) علي بن الأقمر بن عمرو الهمداني: كوفي ثقة من الرابعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 690).
([36]) معمر بن راشد الأزدي: ثقة، ثبت، فاضل؛ إلا أن في روايته عن ثابت، والأعمش، وهشام بن عروة: شيئا، وكذا فيما حدث به بالبصرة، من كبار السابعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 961).
([37]) جعفر بن برقان: صدوق، يهم في حديث الزهري، من السابعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 198).
([38]) الحكم بن عتيبة الكندي: ثقة، ثبت، فقيه إلا أنه ربما دلس، من الخامسة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 263).
([41]) سليمان بن مهران الأعمش: ثقة، حافظ، لكنه يدلس، من الخامسة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 414).
([42]) أبو إسحاق الهمداني، وهو السبيعي، عمرو بن عبد الله: وهو ثقة، من رجال الصحيحين، ولكنه مدلس، من الطبقة الثالثة.
وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج5 ص326)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص243)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص57)، و«تقريب التهذيب» له (ص 739)، و«تعريف أهل التقديس» له أيضا (ص42).
([43]) يزيد بن أبي زياد الهاشمي الكوفي: ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا من الخامسة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 1075).
([46]) هشيم بن بشير السلمي: ثقة، ثبت، كثير التدليس والإرسال الخفي.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 1023).
([47]) معتمر بن سليمان التيمي: ثقة صدوق.
وانظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص402)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 958)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج6 ص465).
([48]) حميد بن أبي حميد الطويل: ثقة.
وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص34)، و«تقريب التهذيب» له (ص 274)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص383).
([49]) فعن ميمونة ڤ: (أن الناس شكوا في صيام النبي r يوم عرفة، فأرسلت إليه بحلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص702)، ومسلم في «صحيحه» (1124).
([50]) قلت: والمسافر في سفره إذا شاء صام، وإذا شاء أفطر، إلا إذا شق عليه الصوم فيجب أن يفطر.
فعن عائشة ڤ زوج النبي r أن حمزة بن عمرو الأسلمي t قال للنبي r: (أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام. فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1943)، ومسلم في «صحيحه» (1121).
وعن جابر بن عبد الله ﭭ قال: (كان رسول الله r في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم، فقال: ليس من البر الصوم في السفر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (1946)، ومسلم في «صحيحه» (1115).
قلت: وهذا عند المشقة، لأن الصيام قد شق عليه فلا يجوز في ذلك الصيام، ولأن هذا تشدد في محل الجواز، وعندما أخبر النبي r عن أناس قد صاموا في السفر وفيه مشقة، قال r: (أولئك العصاة، أولئك العصاة).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1114) من حديث جابر بن عبد الله ﭭ.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج4 ص183)، و«المنهاج» للنووي (ج7 ص230)، و«نيل الأوطار» للشوكاني (ج4 ص251)، و«الروضة الندية» لصديق حسن خان (ج1 ص547).
([51]) فعن عائشة ڤ قالت: (صنع النبي r شيئا ترخص فيه، وتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي r، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (6101)، و(7301)، ومسلم في «صحيحه» (2356).
وعن عائشة ڤ قالت: (ما خير رسول الله r بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر؛ إلا اختار أيسرهما).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص230)، و(ج8 ص198)، ومسلم في «صحيحه» (ج7 ص80).
وعن عائشة ڤ قالت: (كان رسول الله r إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (20).
([53]) محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن دينار المروزي: ثقة صاحب حديث.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 879).
([54]) النضر بن شميل: ثقة ثبت.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 1002)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص477).
([55]) أشعث بن عبد الملك الحمراني: ثقة فقيه.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 150)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص430).
([56]) هشام بن حسان الأزدي: ثقة، من أثبت الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، قيل: إنه كان يرسل عنهما.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 1020).
([57]) عبد الرحمن بن مهدي، الإمام المشهور: ثقة، ثبت، حافظ، عارف بالرجال.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 601).
([58]) سهل بن أبي الصلت السراج: صدوق، له أفراد مما ينكر عن الحسن.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 420)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص224)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص334)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص200).
([59]) فعن ابن عمر ﭭ قال: (لم يصم رسول الله r، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي y؛ يوم عرفة).
حديث صحيح
أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (ج1 ص72) من طريق أبي حذيفة قال ثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
([60]) أخرج البخاري: لعثام عن هشام بن عروة في «صحيحه» (2520)، ولكن في المتابعات؛ حديثا واحدا فقط.
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج1 ص446): (روى عنه البخاري -يعني: موسى بن مسعود- أحاديث، أحدها في العتق، بمتابعة الربيع بن يحيى؛ كلاهما: عن زائدة، بمتابعة عثام بن علي؛ كلاهما: عن هشام بن عروة). اهـ
([61]) عثام بن علي العامري، أبو علي، «الكوفي»: صدوق من كبار التاسعة.
وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 659).
([63]) قال أحمد: «كأن رواية أهل المدينة عنه أحسن، أو قال: أصح»، وقال أيضا: «حين سأله الأثرم: هذا الاختلاف عن هشام، منهم من: يرسل، ومنهم من: يسند عنه، من قبله كان؟، فقال أحمد: نعم»، وقال ابن رجب: «وهذا مما يؤيد ما ذكره الإمام أحمد أن حديث أهل المدينة عنه، كمالك، وغيره، أصح من حديث أهل العراق عنه»، وقال الزهري: «أنا أعلم بعروة من هشام»، وقال علي بن المديني: «إن يحيى القطان كان يضعف أشياء حدث بها هشام بن عروة في آخر عمره، لاضطراب حفظه، بعدما أسن»، وقال يعقوب بن شيبة: «ثقة ثبت، لم ينكر عليه شيء؛ إلا: بعدما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذي نرى: أن هشاما تسهل لأهل العراق، وأنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه، مما كان يسمعه من غير أبيه، عن أبيه»، وقال عبد الرحمن بن خراش: «بلغني أن مالكا؛ نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق، وكان لا يرضاه، ثم قال: قدم الكوفة ثلاث مرات، قدمة كان يقول فيها: حدثني أبي، قال: سمعت عائشة، والثانية، فكان يقول: أخبرني أبي، عن عائشة، وقدم الثالثة، فكان يقول: أبي، عن عائشة، يعني: يرسل عن أبيه».
وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج11 ص45)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج6 ص35)، و«شرح علل الترمذي» لابن رجب (ج2 ص678).
([64]) فعن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير بن العوام t: (إني لا أسمعك تحدث عن رسول الله r كما يحدث فلان وفلان؟ قال: أما إني لم أفارقه، ولكن سمعته يقول: من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار). وفي رواية: (أما إني لم أفارقه منذ أسلمت).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (107)، وأحمد في «المسند» (1413)، و(1428).
([65]) قلت: وكان عروة بن الزبير صغيرا في عمره حين مات أبوه الزبير، فكم سنة أدرك أباه وحج معه، ثم يخبر عنه أنه لم يشهد عرفة إلا كان صائما؟!، حتى إن من أهل العلم من عد روايته عن أبيه: مرسلة، وحملها غيرهم على الاتصال، ولكن الخبر يدل على تكرار هذا الفعل منه عددا من السنوات في عرفة بالحج.
قال الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج7 ص165): (وقال الدارقطني: لا يصح سماعه من أبيه، وقال مسلم بن الحجاج في «كتاب التمييز»: حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة).اهـ
وقال الحافظ مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال» (ج9 ص225): (وذكر المزي: «أنه روى عن علي بن أبي طالب، وبشير أبي النعمان، وأبيه الزبير بن العوام، الرواية المشعرة عنده بالاتصال، وفي ذلك نظر!، لما ذكره ابن أبي حاتم في «المراسيل»: «سمعت أبي يقول: عروة عن علي مرسل، وعن بشير أبي النعمان مرسل». وفي «سؤالات حمزة للدارقطني»: «عروة لم يسمع من أبيه شيئا، والرواية في الصحيح عنه إنما هي عن أخيه عبد الله عن أبيه»!، وكذا ذكره «الحاكم» لما سأله عنه مسعود، زاد: «قال الزهري: قلت لعروة: ما تحفظ من أبيك؟ قال: الشعر الذي على عاتقه»!. وفي «التمييز» لمسلم بن الحجاج: «حج عروة مع عثمان، وحفظ عن أبيه الزبير فمن دونهما من الصحابة»، وذكر في «صحيحه»: حجه مع أخيه ثم مع أبيه).اهـ
وقال الحافظ الحاكم / في «سؤالات السجزي» (ص 143): (عروة لم يسمع من أبيه شيئا، إنما رواياته المخرجة في الصحيح عن أخيه عبد الله بن الزبير عن أبيه، قال الزهري: قلت لعروة: ما تحفظ عن أبيك؟ قال: الشعر الذي كان على عاتقيه). اهـ
قلت: فإن عروة / والذي ولد في أوائل خلافة عثمان بن عفان t والذي تولى الخلافة في سنة «24هـ»، وأما أبوه الزبير بن العوام t الذي توفي في سنة «36هـ»، بل وجد أن عروة قد أرسل عمن توفي بعد أبيه.
وانظر: «تذهيب تهذيب الكمال» للذهبي (ج5 ص71)، و(ج6 ص312)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 487 و674)، و«جامع التحصيل» للعلائي (ص 236)، و«تحفة التحصيل» للعراقي (ص226).