الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / جزء فيه ضعف حديث بركة أيدي المسلمين
جزء فيه ضعف حديث بركة أيدي المسلمين
|
||||
جزء فيه
ضعف حديث بركة أيدي المسلمين
وهو من الأحاديث التي يستدل بها الصوفية على جواز التبرك بآثار الصالحين
وهو مما تراجع عنه العلامة الألباني /
تخريج:
أبي الحسن علي بن حسن بن علي العريفي الأثري
غفر الله له، ولشيخه، وللمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف حديث بركة أيدي المسلمين، وهو من الأحاديث التي يستدل بها الصوفية على جواز التبرك بآثار الصالحين
عن ابن عمر ﭭ قال: قلت: يا رسول الله، الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر؟ فقال: (لا، بل من المطاهر، إن دين الله الحنيفية السمحة). قال: وكان رسول الله r يبعث إلى المطاهر، فيؤتى بالماء، فيشربه، يرجو بركة أيدي المسلمين.
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج1 ص242 ح794)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج4 ص287 ح2534)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج8 ص203)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص47)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج2 ص104 ح977) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن حرب قالا: حدثنا محرز بن عون قال: ثنا حسان([1]) بن إبراهيم الكرماني، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ وله علتان:
الأولى: حسان بن إبراهيم الكرماني العنزي، وهو يخطئ، ويهم في الحديث.
قال الحافظ ابن حجر / في «تقريب التهذيب» (ص171): (يخطئ).
وقال الحافظ ابن عدي / في «الكامل في الضعفاء» (ج3 ص261): (قد حدث بإفرادات كثيرة ... وحسان عندي من أهل الصدق إلا أنه يغلط).
وقال الحافظ ابن حبان / في «الثقات» (ج6 ص224): (ربما أخطأ).
وقال الحافظ العقيلي / في «الضعفاء الكبير» (ج1 ص255): (في حديثه وهم). اهـ
وقال الحافظ النسائي / في «الضعفاء والمتروكين» (ص34): (ليس بالقوي).([2]) اهـ
وقال الحافظ ابن حجر / في «تهذيب التهذيب» (ج2 ص245): (وجاء أن أحمد أنكر عليه بعض حديثه).([3]) اهـ
الثانية: عبد العزيز بن أبي رواد المكي، وهو يخطئ ويهم.
قال الحافظ ابن حجر / في «تقريب التهذيب» (ص485): (صدوق، عابد ربما وهم). اهـ
وقال الحافظ ابن عدي / في «الكامل في الضعفاء» (ج8 ص336): (ولعبد العزيز بن أبي رواد عدة أحاديث، وفي بعض رواياته ما لا يتابع عليه). اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «معرفة السنن والآثار» (ج6 ص193): (وابن أبي رواد كان معروفا بسوء الحفظ، وكثرة الغلط). اهـ
قلت: وقد تكلم في روايته عن نافع.
قال الحافظ ابن حبان / في «المجروحين» (ج2 ص119): (وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به، وروى عن نافع بأشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدث بها توهما لا تعمدا، ومن حدث على الحسبان، وروى على التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به، وإن كان فاضلا في نفسه). اهـ
قلت: فلا يصح.
قال الحافظ الطبراني / في «المعجم الأوسط» (ج1 ص243): (لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد إلا حسان بن إبراهيم). اهـ
وقال الحافظ أبو نعيم / في «حلية الأولياء» (ج8 ص203): (غريب تفرد به حسان بن إبراهيم لم نكتبه إلا من حديث محرز). اهـ
وقال العلامة المحدث الألباني / في «الضعيفة» (ج13 ص1075): (قلت: وحسان هذا: مختلف فيه، ويتلخص من أقوال العلماء: أنه صدوق في نفسه، ولكنه يخطئ، وبهذا وصفه الحافظ في «التقريب» مع كونه من رجال البخاري، وفي ترجمته ساق ابن عدي الشطر الأول من الحديث في جملة ما أنكر عليه من الأحاديث، ثم قال في آخرها: «وله حديث كثير، وقد حدث بإفرادات كثيرة، ولم أجد له أنكر مما ذكرته من هذه الأحاديث، وهو عندي من أهل الصدق، إلا أنه يغلط في الشيء، وليس ممن يظن به أنه يتعمد إسنادا أو متنا، وإنما هو وهم منه، وهو عندي لا بأس به».
قلت: فمثله يكون حسن الحديث؛ إذا خلا من المخالفة والنكارة، أو ينتقي من حديثه ويستشهد به، كالشطر الأول من حديثه هذا؛ فإني كنت استشهدت به حينما كنت خرجته في «الصحيحة» برقم (2924) من طرق، هذا أحدها.
وليس حديث الترجمة من هذا القبيل كما يأتي.
* وفي كلام ابن عدي إشارة قوية إلى أن حسان هذا قد يقع منه الخطأ في الإسناد والمتن، وتارة في هذا، وتارة في هذا، وقد ساق العقيلي في «الضعفاء» (1/255) مما أنكر عليه مثالا لكل منهما:
1 - فروى عن الإمام أحمد أنه قال في الذي أخطأ في إسناده: «ليس هذا من حديث عاصم الأحول هذا من حديث ليث بن أبي سليم».
قلت: وهذا وهم فاحش جدا؛ لأنه جعل الثقة (عاصما) مكان الضعيف المختلط (الليث)!.
2 - ساق له حديثا أخطأ في متنه؛ فروى عن أحمد أنه أنكره جدا، وقال لابنه: «اضرب عليه»! وأقره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (9/41 - 42).
* وذكر الذهبي مثالا ثالثا من هذا النوع؛ فقال في «الميزان»: «هذا حديث منكر تفرد به حسان، لا يتابع عليه».
قلت: وحديث الترجمة من هذا القبيل؛ فإنه مع تفرده به كما تقدم عن الطبراني؛ فإنه قد خولف في إسناده). اهـ
وقال العلامة المعلمي / في «تعليقه على الفوائد المجموعة» (ص12): (أخرجه بقريب من هذا الطبراني في «الأوسط»، من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، وحسان صدوق يخطئ، وعبد العزيز صدوق عابد ربما وهم؛ كما في «التقريب»، والخبر فيما أرى منكر). اهـ
والحديث أورده الهيثمي / في «مجمع الزوائد» (ج1 ص214): (رواه الطبراني في «الأوسط»، ورجاله موثقون، وعبد العزيز بن أبي رواد ثقة، ينسب إلى الإرجاء). اهـ
واختلف على عبد العزيز بن أبي رواد فيه:
* فرواه: حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر به.
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج1 ص242 ح794)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج4 ص287 ح2534)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج8 ص203)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص47)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج2 ص104 ح977).
** ورواه: عبد الرزاق ووكيع، وخلاد بن يحيى، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني محمد بن واسع، أن رجلا قال: يا رسول الله، جر مخمر جديد أحب إليك أن تتوضأ منه، أو مما يتوضأ الناس منه أحب؟ قال: «أحب الأديان إلى الله الحنيفية»، قيل: وما الحنيفية؟ قال: «السمحة» قال: «الإسلام الواسع».
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج1 ص74 ح238)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص47)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج8 ص203).
قلت: وهذا سنده منكر؛ وله علتان:
الأولى: عبد العزيز بن أبي رواد المكي، وهو يخطئ ويهم.
الثانية: الإعضال؛ فإن محمد بن واسع الأزدي لم يدرك النبي صلى الله وسلم.
قال العلامة المحدث الألباني / في «الضعيفة» (ج13 ص1076): (فدل على خطأ وصل حسان إياه عن نافع عن ابن عمر، وثبت ضعف الحديث ونكارته).اهـ
قلت: والوجه الثاني هو الراجح، فالصواب معضلا.
وقال العلامة المحدث الألباني / في «الضعيفة» (ج13 ص1074): («كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه؛ يرجو بركة أيدي المسلمين»: منكر). اهـ
قلت: وهذا الحديث يستدل به الصوفية على جواز التبرك بآثار الصالحين
قال العلامة المحدث الألباني / في «الضعيفة» (ج13 ص1078): (ولقد زاد من قيمة هذا التحقيق وضرورة بيانه أنني سمعت شريطا مسجلا في رمضان هذه السنة (1414) لأحد الدكاترة المدرسين في بعض البلاد العربية، ممن يحسن الوعظ، ولا يحسن العلم بالحديث وفقهه، سمعته فيه يحتج بهذا الحديث على جواز التبرك بآثار الصالحين، ويصححه بطريقة تدل على أنه لا معرفة عنده بهذا العلم الشريف). اهـ
تنبيه:
* قد حسن الحديث العلامة الألباني / في «الصحيحة» (ج5 ص145)، ثم تراجع عنه في «الضعيفة» (ج13 ص1074).
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
ذكر الدليل على ضعف حديث بركة أيدي المسلمين، وهو من الأحاديث التي يستدل بها الصوفية على جواز التبرك بآثار الصالحين................................................................................................ |
2 |