القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار / جزء فيه: ضعف حديث: من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره

2024-10-30

صورة 1
جزء فيه: ضعف حديث: من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره

             

                سلسلة

      ينابيع الآبار في تخريج الآثار

 

                                                                                                  

 

61

 

 

                                                                                               

                                                                                                                 

 

جزء فيه:

ضعف حديث: «من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره»

 

 

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

     

رب يسر ولا تعسر

المقدمة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ [آل عمران:102].

]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ [النساء: 1].

]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ [الأحزاب:70 - 71].

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

* لا تخفى أهمية علم الرجال والعلل في الحفاظ على السنة النبوية، وحمايتها من أن يدخل فيها ما ليس منها، فهو الميزان الذي تعرض عليه أحوال الناقلين لأحاديث رسول الله r، وبه يميز الصادق من الكاذب، والثقة من الضعيف، والضابط من غير الضابط.([1])

قال الإمام علي بن المديني /: (التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم).([2])

قلت: فيعد علم علل الحديث من أهم أنواع علوم الحديث، وأشرفها على الإطلاق؛ ذلك لما له من وظيفة غاية في الدقة والأهمية، وهي الكشف عما يعتري الثقات من أوهام.

قال الحافظ الخطيب / في «الجامع» (ج2 ص294): (معرفة العلل أجل أنواع علم الحديث).اهـ.

وقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص112): (هذا النوع منه معرفة علل الحديث، وهو علم بـرأســه غير الصحيح والسقيم، والجرح والتعديل). اهـ.

قلت: وهذا العلم يعد من أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غائصا، واطلاعا حاويا، وإدراكا لمراتب الرواة الثقات، ومعرفة ثاقبة في علل الحديث.([3])([4])

قال الحافظ ابن رجب / في «شرح العلل الصغير» (ج4 ص662): (اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقيمه يحصل من وجهين:

أحدهما: معرفة رجاله، وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هين: لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التآليف.

الوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إما في الإسناد، وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع، ونحو ذلك.

* وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه، وكثرة مـمـارسـتـه الوقوف على دقائق علل الحديث). اهـ.

وقال الحافظ ابن رجب / أيضا في «شرح العلل الصغير» (ج4 ص662): (ولا بد في هذا العلم من طول الممارسة، وكثرة المذاكرة، فإذا عدم المذاكرة به، فليكثر طالبه المطالعة في كلام الأئمة العارفين به؛ كيحيى بن سعـيـد القطان، ومن تلقى عنه؛ كأحمد بن حنبل، وابن معين، وغيرهما.

* فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه وفقهت نفسه فيه، وصارت له فيه قوة نفس وملكة، صلح له أن يتكلم فيه). اهـ.

قلت: لأن علم العلل هو أدق علوم الحديث، وأغمض أنواع الحديث، ولا يقوم به إلا من فهمه الله تعالى هذا العلم الثاقب.

قال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غائصا، واطلاعا حاويا، وإدراكا لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد من أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).اهـ.

قلت: ولأن هذا العلم بحاجة إلى إحاطة تامة بالرواة والأسـانـيـد، فقد قل المتكلمون فيه في كل عصر.

قال الإمام ابن منده /: (إنما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفرا يسيرا من كثير ممن يدعي علم الحديث).([5]) اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم). اهـ.

قلت: وقد اشتكى العلماء قديما من ندرة المؤهلين للنظر في هذا العلم، بل في وجودهم أصلا في بعض العصور.

قال الإمام أبو حاتم الرازي /؛ لما مات أبو زرعة الرازي /: (ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى أي: التعليل يعني: أبا زرعة، ما بقي بمصر، ولا بالعراق أحد يحسن هذا).([6])

وقال الإمام أبو حاتم الرازي /: (جرى بيني، وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته؛ فجعل يذكر أحاديث، ويذكر عللها.

وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ.

فقال أبو زرعة، لي: يا أبا حاتم، قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين؛ فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث، فإلى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني منه!). ([7])

وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص31): وهو يتكلم عن نقاد الحديث: (غير أن هذا النسل قد قل في هذا الزمان فصار أعز من عنقاء مغرب). اهـ.

وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص31): (فكان الأمر متحاملا إلى أن آلت الحال إلى خلف لا يفرقون بين صحيح وسـقـيـم، ولا يعرفون نسرا من ظليم). اهـ.

قلت: يرحم الله أئمة الحديث، كيف لو أدركوا زماننا؛ ماذا عسى هؤلاء أن يقولوا؛ اللهم غفرا.

* ونظرا لوظيفته في الكشف عن الأوهام نجد ناقد العلل يفرح لظفره بعلة حديث عنده أكثر من فرحه بأحاديث جديدة يضيفها إلى رصيده.

قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي /: (لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليست عندي).([8])

* وتقديرا لأهمية هذا العلم لكشف الأوهام في الأحاديث؛ فإن كبار المحدثين إذا شك أحدهم في رواية جمع طرقها، ونظر في اختلافها؛ ليعرف علتها.

قلت: لأن هذا هو السبيل لكشفها.

قال الحافظ الخطيب / في «الجامع» (ج2 ص295): (والسبيل إلى معرفة علة الحديث([9]) أن يجمع بين طرقه، وينظر في اختلاف رواته، وتعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان، والضبط). اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (مدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف). اهـ.

قلت: ونص نقاد الحديث على مبادئ هذا العلم، ووسائل معرفته.

فقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص113): (والحجة فيه عندنا: الحفظ، والفهم، والمعرفة لا غير). اهـ.

قلت: فهذا الأمر إذن يأتي بالمذاكرة والحفظ، والبحث والتخريج، وملازمة أصحاب الحديث، والاطلاع الواسع على الأسانيد، والمداومة على قراءة مصنفات أهل الحديث.

قال العلامة المعلمي / في «مقدمته للفوائد المجموعة» (ص9): (القواعد المقررة في مصطلح الحديث، منها: ما يذكر فيه خلاف، ولا يحقق الحق فيه تحقيقا واضحا، وكثيرا ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التي تختلف في الجزئيات كثيرا، وإدراك الحق في ذلك يحتاج إلى مـمـارسـة طويلة لكتب الحديث، والرجال والعلل، مع حسن الفهم وصلاح النية). اهـ.

وقال الحافظ العلائي /: (إن التعليل أمر خفي لا يقوم به إلا نقاد أئمـة الحديث، دون من لا اطلاع له على طرقه وخفاياها).([10]) اهـ.

قلت: ومنهج جمع الروايات ومقارنتها؛ لتمييز الصواب من الخطأ فيها، هو منهج أهل الحديث القويم. ([11])

* فيستنكر النقاد أحيانا بعض ما ينفرد فيه الثقات من الحديث، ويردون غرائب رواياتهم، بالرغم من ثقتهم، واشتهارهم بالعلم.

قال الحافظ ابن رجب / في «شرح العلل الصغير» (ج2 ص582): (وأما أكثر الحفاظ المتقدمين؛ فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد، وإن لم يرو الثقات خلافه إنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم، إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته وحديثه؛ كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه).اهـ.

قلت: فيعد وهم الراوي وما يتابعه من مسائل، من أكثر قضايا علوم الحديث، التي شغلت بال النقاد، ونجد إعلالهم لكثير من الروايات بهذه العلة واضحا متوافرا في كتب الرجال والعلل، كما أنهم عنوا بمعرفة وحصر كل راو ثبت أنه عانى من الوهم، والخطأ، والخلط، وصنفت في ذلك كتب من قبل الحفاظ ولا يستغني مشتغل بالحديث وعلله عن معرفة هؤلاء؛ المختلطين والمخطئين، وما لكل واحد منهم من روايات دخلها الوهم والغلط.

* ولهذا كان النقاد يجدون مشقة بالغة، وهم يفتشون في أسانيد مختلفي الأمصار ويتفحصونها.

قلت: ولأجل هذه الصعوبة التي ذكرت، ينبغي للناقد الذي يريد اكتشاف الوهم في روايات مختلفي الأمصار، أن يكون ذا دراية تامة، وإحاطة شاملة بالمختلطين والمخطئين وأخبارهم، وأساليبهم في ذلك، وعمن أخطأوا، وعدد رواياتهم الشاذة إلى غير ذلك من قضايا تساعد في تجلية هذه المشكلة حتى يتسنى له اكتشاف الوهم في الروايات. ([12])

قلت: ولقد تحصل لي من هذا البحث العلمي بعد أن جمعت فيه طرق حديث: «من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره»، والكلام على أسانـيـدها جرحا وتعديلا، وبيان عللها، والحكم عليها بالشذوذ والضعف.

* ولذلك على المسلم الحق أن يطلب العلم، ويسلك سبيله، ويعمل بحقه؛ لكي يضبط أصول الكتاب الكريم، والسنة النبوية.

قلت: فيعمل جادا في البحث([13]) عما يستنبط منهما من معان، وأحكام فقهية؛ لكي يتعبد الله تعالى بما شرعه في دينه، وبما ثبت وصح عن النبي r، لأنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتعبد الله تعالى؛ إلا بما شرعه في دينه، ولذلك يحرم على المسلم أن يتعبد الله تعالى بالأحاديث الضعيفة، أو الألفاظ الشاذة، أو المنكرة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «قاعدة جليلة» (ص162): (لا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة، التي ليست صحيحة ولا حسنة). اهـ.

وقـال الــعــلامـة الــشــوكــانـي / فـي «إرشـــاد الـــفــــحــــول» (ص48): (الضعيف الذي يبلغ ضعفه إلى حد لا يحصل معه الظن لا يثبت به الحكم، ولا يجوز الاحتجاج به في إثبات شرع عام، وإنما يثبت الحكم بالصحيح والحسن لذاته، أو لغيره، لحصول الظن بصدق ذلك، وثبوته عن الشارع). اهـ.

قلت: والتعبد لله تعالى بغير ما شرعه من أخطر الأمور على العبد؛ لما يجعله يحاد الله تعالى، ورسوله r.([14])

* لأن التشريع من الله تعالى لهذه الأمة الإسلامية ينزل على الرسول r عـن طريق الوحيين: «الكتاب والسنة»، ]وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى[ [النجم: 3-4]، ولم يقبض الله تعالى رسول الله r إليه إلا بعد أن أكمل له ولأمته هذا الدين؛ فأنزل عليه قبل وفاته بأشهر في حجة الوداع، قوله تعالى: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا[ [المائدة: 3].

قلت: فكان كمال الدين من نعم الله تعالى العظيمة على هذه الأمة الإسلامية، ولذا كانت اليهود تغبط المسلمين على هذه الآية؛ لما أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص105)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2362): (أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر t فقال: آية في كتابكم تقرؤونها لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال أي آية قال: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا[ [المائدة: 3]).

قلت: فإذا تقرر ذلك؛ فإنه لا يجوز لمسلم أن يزيد في دين الله تعالى ما ليس منه، ولا أن يعبد الله تعالى إلا بما شرع الله تعالى، ورسوله r، بل يجب على المسلمين جميعا أن يخضعوا لأمر الله تعالى، ورسوله r، وأن لا يتبعوا في الدين ما لم يأذن به الله تعالى، ولم يشرعه رسوله r مهما رأوه حسنا؛ لأن الدين قد كمل.

قلت: وبعد استعراض هذه الفوائد العلمية؛ لعلم أصول الحديث، فإنه يظهر من خلالها ما يعود به من الخير على طلبة العلم، وعليه فإنهم مطالبون بإتقان أدوات هذا العلم([15])، والتمرس عليه، وإلا وقعوا في أوهام فاحشة هي عكس هذه الفوائد الحديثية.

هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة الإسلامية، وأن يتقبل مني هذا الجهد، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه ورعايته، إنه نعم المولى، ونعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

                                     أبو عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل

 على ضعف حديث: «من قال لا إلـه إلا الله نفعته يوما من دهره»، فلا يحتج به في الأصول، لأنه مخالف للرسول r

 

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال: لا إلـٰه إلا الله، نفعته يوما من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه).

حديث منكر

* اختلف في هذا الحديث، في رفعه، ووقفه:

* فرواه عيسى بن يونس، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الأغر([16]) أبي مسلم، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال: لا إلـٰه إلا الله، أنجته يوما من دهره، أصابه ما أصابه قبل ذلك).

قال: «أنجته»، بدل: «نفعته».

حديث منكر

أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (ج1 ص346)، وفي «شعب الإيمان» (ج1 ص269)، وابن حبان في «صحيحه» (3004)، وابن ثرثال في «السداسيات» (ج1 ص91)، وابن نقطة في «التقييد» (ص157)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص46)، و(ج7 ص126)، وابن العسكري في «حديثه» (242)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع  والتفريق» (ج2 ص379)، وابن الأعرابي في «معجم الشيوخ» (ج2 ص463)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج6 ص51 و52)، وابن حيويه في «حديثه» (ق/8/ط).

وقال الحافظ أبو نعيم في «الحلية» (ج5 ص46): (غريب من حديث الثوري، ومنصور، لم نكتبه إلا من هذا الوجه)؛ يعني: في رفعه، والمعروف عن الثوري: في وقفه.

وقال الحافظ أبو نعيم في «الحلية» (ج7 ص126): (تفرد به عن سفيان: عيسى بن يونس)؛ يعني: في رفعه.

* هكذا: مرفوعا، ورجاله ثقات، لكنه: معلول بالوقف، وهو الأصح عن الثوري.

* وقد أخطأ فيه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي في رفعه([17])، إنما هو: موقوف على سفيان الثوري، وهو الصواب.

 قلت: وهذا سنده منكر، فيه عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وهو يخطئ ويخالف. ([18])

ومنه: قال الحافظ النسائي في «السنن الكبرى» (ج1 ص108): (هذا خطأ، ولا نعلم أحدا تابع: عيسى بن يونس عليه، والصواب: أشعث عن الحسن عن أبي هريرة).

وقال الإمام الخطابي في «معالم السنن» (ج3 ص499): (يقال: إن عيسى بن يونس، قد وهم فيه، وهو يغلط أحيانا فيما يرويه).

فهو: معلول بخطأ: عيسى بن يونس في رفعه، وإنما المحفوظ عن سفيان الثوري، هو الوقف في الإسناد.

* وقد أنكر عليه حديث: «أن النبي r كان يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة». عن عائشة ڤ.

قال الآجري في «السؤالات» (ج3 ص355): (سألت أبا داود عن هذا الحديث، فقال: لم يرفعه إلا عيسى بن يونس، وهو عند الناس: مرسل).

وقال الأثرم، عن أحمد: (كان عيسى بن يونس، يسند حديث: الهدية، والناس يرسلونه). ([19])

  وقال الدوري في «التاريخ» (ج4 ص28)؛ عن ابن معين: (عيسى بن يونس يسند حديثـا عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ڤ: «أن النبي r كان يقبل الهدية، ولا يأكل الصدقة»، والناس: يرسلونه).

وخالف عيسى بن يونس: عبد الرزاق الصنعاني؛ وصرح بوقفه.

* فرواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن حصين، ومنصور، أو أحدهما: عن هلال بن يساف، عن أبي هريرة t قال: (من قال عند موته: لا إلـٰه إلا الله أنجته يوما من الدهر([20])، أصابه قبل ذلك ما أصابه).

أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص122)؛ ولم يذكر: «الأغر»، وهذا من  الاختلاف في الإسناد.

* وعبد الرزاق الصنعاني، من أصحاب سفيان الثوري. ([21])

قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص240): (والصحيح: عن حصين، ومنصور: الموقوف).

قلت: وعليه أكثر الرواة الثقات.

وأخرجه السري بن يحيى في «حديثه عن شيوخه» (ص82)، عن سفيان الثوري وهو في «حديثه» (108) عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة t قال: (من قال: لا إلـٰه إلا الله، أنجته يوما من دهره، أصابه قبل ذلك ما أصابه).

هكذا: موقوفا، وهو الصحيح، بهذا الوجه أيضا. ([22])

قلت: فهو محفوظ عن سفيان الثوري: موقوفا.

* وهكذا: رواه عن الثوري: ثقات أصحابه.

وذكر الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص139 و140)؛ الاختلاف على الثوري في رفعه، ووقفه، ورجح: وقفه.

* ورواه محمد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدثنا الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (لقنوا موتاكم لا إلـٰه إلا الله، فإنه من كان آخر كلمته: لا إلـٰه إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه).

حديث منكر

أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (ج7 ص272)، والدارقطني في «العلل» (ج11 ص240)؛ بهذا اللفظ.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه محمد بن إسماعيل الفارسي، وهو يهم ويخالف.([23])

وأورده الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج9 ص78)؛ ثم قال: «يغرب».

* وزاد أبو إسماعيل الفارسي، وهو محمد بن إسماعيل، في هذا الحديث: كلمة لم يذكرها غيره، وهي قوله: «لقنوا موتاكم لا إلـٰه إلا الله»؛ فهي زيادة منكرة جدا في هذا الحديث!.

والحديث أورده ابن حجر في «لسان الميزان» (ج5 ص77).   

* فمحمد بن إسماعيل الفارسي: وافقه، عيسى بن يونس، على الرواية المرفوعة.

* وخالفهما غيرهما: فروى الخبر، موقوفا، على أبي هريرة t.

قلت: وهذا يدل على أن الرواية: المرفوعة، معلولة، بالرواية: الموقوفة.

فهو حديث: مضطرب.

* ورواه أبو كامل، قال: نا أبو عوانة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال: لا إلـٰه إلا الله، نفعته يوما من دهره، يصيبه قبل ذلك ما أصابه).

حديث منكر

أخرجه البزار في «المسند» (ج15 ص66)، وابن الأعرابي في «معجم الشيوخ» (ج2 ص466)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج1 ص268).

قال الحافظ البزار في «المسند» (ج15 ص66): (وهذا الحديث لا نعلمه: يروى عن النبي r؛ إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد.

* ورواه عيسى بن يونس، عن الثوري، عن منصور أيضا، فتابعه على مثل هذه الرواية.

* وقد روى هذا الحديث: حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، والأغر، عن أبي هريرة: موقوفا، ومنصور أحفظ من حصين([24])). اهـ.

* كذا قال الحافظ البزار في «مسند» (ج15 ص66).

* وخالفه الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص240)؛ فذكر الاختلاف في روايته: عن الثوري، وأن عيسى بن يونس، وأبا إسماعيل الفارسي، روياه: عنه، مرفوعا.

* ثم ذكر باقي طرقه، عن أبي عوانة، وحصين بن عبد الرحمن، ورواه أبو نعيم: عنه، فأوقفه.

* وصحح: الوقف، فقال الحافظ الدارقطني في «العلل» (3/ق224/ط): (والصحيح عن منصور: الموقوف).

* وهو الصواب.

وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج9 ص652).

قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص239): (ورواه أبو عوانة، واختلف عنه؛ فرواه: حبان بن هلال، عن أبي عوانة، عن منصور: مرفوعا، وغيره: يرويه عن أبي عوانة: موقوفا.

* وكذلك رواه: إبراهيم بن طهمان، وجرير بن عبد الحميد، وأبو حفص الأبار، عن منصور).

قلت: هنا أبو عوانة، رواه عن منصور بن المعتمر: مرفوعا.

* وقد تابع: منصورا، حصين بن عبد الرحمن، واختلف فيه:

فمنهم: من رواه عن حصين: مرفوعا.

ومنهم: من رواه عن حصين: موقوفا.

* فرواه محمد بن عمرو، ثنا أبي، ثنا حديج بن معاوية، ثنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن الأغر، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال: لا إلـٰه إلا الله نفعته يوما من دهره، أصابه قبل ذلك ما أصابه).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (6396).

وقال الحافظ الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص274): (لم يرو هذا الحديث عن حصين، إلا حديج بن معاوية).

 قلت: وحديج بن معاوية الكوفي، يهم ويخالف، فلا يحتج به. ([25])

قال عنه ابن معين: «ليس بشيء»، وقال أبو حاتم: «في بعض حديثه ضعف»، وقال البخاري: «يتكلمون في بعض حديثه»، وقال النسائي: «ضعيف»، وقال ابن سعد: «كان ضعيفا في الحديث»، وقال الدارقطني: «غلب عليه الوهم»، وقال ابن حبان: «منكر الحديث، كثير الوهم على قلة روايته»، وقال البزار: «سيئ الحفظ».  ([26])

لذلك: قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص226): (صدوق: يخطئ).

* وذكر عبد الله بن أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (5251)؛ حديثـا، لحديج بن معاوية، للإمام أحمد، فقال: «هذا منكر».

وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج9 ص652).

وقال الحافظ الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص274): (لم يرو هذا الحديث عن حصين، إلا حديج بن معاوية).

وأورده الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج1 ص55).

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج6 ص63).

وقال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج2 ص238): (رواه البزار، والطبراني: ورواته، رواة الصحيح).

* وخالفه: محمد بن فضيل الظبي، فأوقفه على أبي هريرة t.

وأخرجه ابن فضيل في «الدعاء» (ص357)، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة t قال: (من قال: لا إلـٰه إلا الله، نفعته يوما من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه).

* وهذا من الاختلاف في الحديث.

فهو: حديث مضطرب.

وقال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص239): (وأما حصين بن عبد الرحمن؛ فرواه عمرو بن عثمان الكلابي([27])، عن زهير بن معاوية، عن حصين، عن هلال، عن الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي r.

* وخالفه: شعبة، وهشيم، وعبثر بن القاسم؛ رووه عن حصين، عن هلال: موقوفا). اهـ.

والصواب: من رواية، حصين بن عبد الرحمن: الوقف.

* وقد رجح الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص240)؛ الوقف.

 * ورواه الحسين بن علي الصدائي، عن أبيه: علي بن يزيد الصدائي، قال: نا حفص الغاضري، عن موسى الصغير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال: لا إلـٰه إلا الله نفعته يوما من دهره، ولو بعدما يصيبه العذاب).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (3486)، وفي «المعجم الصغير» (ج1 ص241).

وفيه زيادة: «ولو بعدما يصيبه العذاب»، وهي زيادة منكرة.

قلت: وهذا سنده واه، وله علتان:

الأولى: علي بن يزيد بن سليم الصدائي، وهو ضعيف الحديث. ([28])

قال الحافظ أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل» (ج6 ص209)؛ عن علي الصدائي: (ليس بقوي، منكر الحديث عن الثقات).

الثانية: حفص بن سليمان الأسدي الغاضري، وهو متروك. ([29])

وبه أعله الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص568).

وقال الحافظ الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج4 ص12): (لا يروى عن عبيد الله بن عبد الله؛ إلا من هذا الوجه).

قلت: وهذا الحديث، معروف عن الأغر، عن أبي هريرة، لا دخل فيه: لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

وقال الحافظ الطبراني في «المعجم الصغير» (ج1 ص241): (لم يروه عن موسى الصغير، إلا حفص بن الغاضري، تفرد به: الحسين بن علي الصدائي، عن أبيه).

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج1 ص17)؛ ثم قال: «رواه البزار، والطبراني في «الأوسط»، و«الصغير»، ورجاله رجال الصحيح».

* وليس هو كما قال.

وذكره الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج1 ص55).

* ورواه محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، ثنا سعد بن الصلت، ثنا أبو ظبية، عن هلال بن يساف، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (قولوا: لا إلـٰه إلا الله؛ فإنها تنفع صاحبها يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه).

حديث منكر

* لم أره بهذا اللفظ، وهذا الإسناد؛ إلا هنا.

* فهو: حديث مضطرب في سنده ومتنه.

أخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في «الثقفيات» (ج1 ص384).

* ولم يذكر بينهما: الأغر، فالإسناد منقطع.

* وهذا من الاختلاف في الإسناد.

* وسعد بن الصلت الفارسي، وهو يغرب، لا يحتج به. ([30])

قال الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج6 ص378)؛ عن ابن الصلت: «ربما أغرب». 

* وبهذه العلل: يتبين أن هذا الحديث: حديث ضعيف على الوجهين: المرفوع، والموقوف.

وهو حديث: مضطرب في سنده، ومتنه.

وسئل الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج11 ص238)؛ عن حديث الأغر -واسمه: سلمان- عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من الدهر أصابه قبلها ما أصابه».

فقال: (يرويه: هلال بن يساف، عن الأغر، حدث به منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، واختلف عنهما؛

فأما منصور؛ فرواه: الثوري، عن منصور، واختلف عنه؛

فرواه: عيسى بن يونس، وابن إسماعيل([31]) الفارسي، عن الثوري، عن منصور: مرفوعا إلى النبي r. ([32])

* وخالفهما: أبو نعيم؛ فوقفه على أبي هريرة ([33])، وزاد أبو إسماعيل الفارسي، وهو محمد بن إسماعيل في هذا الحديث كلمة لم يقلها غيره، وهي قوله: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله».

* ورواه: أبو عوانة، واختلف عنه؛ فرواه: حبان بن هلال، عن أبي عوانة، عن منصور: مرفوعا ([34])، وغيره: يرويه عن أبي عوانة: موقوفا.

وكذلك: رواه إبراهيم بن طهمان، وجرير بن عبد الحميد، وأبو حفص الأبار، عن منصور، وأما حصين بن عبد الرحمن، فرواه عمرو بن عثمان الكلابي ([35])، عن زهير بن معاوية، عن حصين، عن هلال، عن الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي r.

وخالفه: شعبة، وهشيم، وعبثر بن القاسم؛ رووه عن حصين، عن هلال: موقوفا.([36])

* ورواه: علي بن عابس ([37])، عن حصين، عن الأغر، عن أبي هريرة: موقوفا، أسقط منه: هلال بن يساف، والصحيح: عن حصين، ومنصور: الموقوف). اهـ.

وذكره الحافظ السيوطي في «الجامع الصغير» (ج6 ص188)، ورمز: لحسنه، وفيه نظر لضعف الحديث.

* وصححه الشيخ الألباني في «صحيح الجامع» (ج3 ص332)؛ ولم يصب.

* وأورده الشيخ الألباني أيضا في «الصحيحة» (ج4 ص566)، وفيه نظر.

وسكت عنه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج3 ص111).

* وأين كان الإمام البخاري، والإمام مسلم، عن هذا الحديث، فهو معلول عندهما، وهو غير محفوظ.

قلت: وعلى فرض صحته، فليس المقصود من قال يوما: «لا إلـٰه إلا الله»، فقط دون عمل بمقتضاها.

* وإنما المقصود من قالها، وعمل بها، ومات عليها.

* وأما من قالها، ولم يعمل بها، ونقضها فلا تنفعه.

قلت: فهذا مقطوع، بأنه ليس له في الجنة: نصيب، بل هو من المخلدين في النار.

ﭑ ﭑ ﭑ

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

5

2)

ذكر الدليل على ضعف حديث: «من قال لا إلـه إلا الله نفعته يوما من دهره»، فلا يحتج به في الأصول، لأنه مخالف للرسول...............

17

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]) انظر: «الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم» للرفاعي (ص18).

[2]) أثر صحيح.

أخرجه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص310)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1634) بإسناد صحيح.

[3]) انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (ج2 ص711)، و«الوهم في روايات مختلفي الأمصار» للوريكات (ص83).

[4]) ومعرفة مناهج النقاد، وفهم عباراتهم في علم علل الحديث.

[5]) انظر: «شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج1 ص339).

[6]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص356). بإسناد صحيح.

[7]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص356)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج2 ص417 و418)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج52 ص11). بإسناد صحيح.

[8]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» (ج1 ص9)، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص112)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (ج2 ص295)، بإسناد صحيح.

[9]) قلت: أو يعرضه على المؤهلين لهذه المهمة من أهل الحديث.

      * وهذا الأمر الذي أشرت إليه من حيث اعتماد العلماء على أهل العلل؛ كمرجعية علمية... لأن هؤلاء كانوا أعلم بهذا العلم من غيرهم.

[10]) انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (ج2 ص782).

[11]) قلت: فوضعوا لصيانة الحديث من القواعد والضوابط، التي بها يكون التحاكم إليها عند اختلاف الناس، للحكم على الحديث بالصحة أو الضعف.

[12]) قلت: والكلام في وهم الرواة، ودخول الوهم في الرواية طويل متشعب، وضروري أن ينبه النقاد على مثل هذه الأوهام.

[13]) قلت: ولا ينظر إلى شهرة الأحاديث، والأحكام بين المسلمين؛ بدون نظر في هذه الأحاديث، هل هي صحيحة أو غير صحيحة، وإن صدرت من العلماء رحمهم الله تعالى، لأنهم بشر، ومن طبيعة البشر أنهم يخطئون ويصيبون، فافهم هذا ترشد.

      قال العلامة الشوكاني / في «نيل الأوطار» (ج1 ص15): (ما وقع التصريح - يعني: الحديث- بصحته أو حسنه جاز العمل به، وما وقع التصريح بضعفه لم يجز العمل به، وما أطلقوه ولم يتكلموا عليه، ولا تكلم عليه غيرهم، لم يجز العمل به؛ إلا بعد البحث عن حاله إن كان الباحث أهلا لذلك). اهـ.

[14]) قلت: وهؤلاء المقلدة المتعصبة أكثرهم مقلدون لا يعرفون من الحديث إلا أقله، ولا يكادون يميزون بين «صحيحه» و«سقيمه»، ولا يعرفون جيده من رديئه، ولا يعبأون بما يبلغهم منه أن يحتجوا به، والله المستعان.

* وعلى هذا عادة أهل التقليد في كل زمان ومكان، ليس لهم إلا آراء الرجال أصابوا أم أخطأوا، إلا أن عذر العالم ليس عذرا لغيره إن تبين: الحق، أو بين له» وقد وردت أقوال العلماء تؤكد هذا الشيء، وتبين موقفهم من تقليدهم، وأنهم تبرأوا من ذلك جملة، وهذا من كمال علمهم، وتقواهم حيث أشاروا بذلك إلى أنهم لم يحيطوا بالسنة كلها.

انظر: «هداية السلطان» للمعصومي (ص19)، وكتابي «الجوهر الفريد في نهي الأئمة الأربعة عن التقليد».

والله ولي التوفيق.

[15]) وكيف كان أهله ينقدون الروايات.

([16]) وهو الأغر أبو مسلم، نزيل الكوفة، ثقة، وهو غير سلمان الأغر الذي يكنى: أبا عبد الله.

     انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص151).

([17]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص533)، و«تغليق التعليق» له (ج3 ص355)، و«التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (ج3 ص256)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج48 ص27)، و«التاريخ» للدوري (ج4 ص28).

([18]) وانظر: «السنن الكبرى» للنسائي (ج1 ص108)، و«الإمام» لابن دقيق العيد (ج3 ص16)، و«العلل» للدارقطني (ج8 ص258)، و«الأفراد» له (ج5 ص310)، و«السير» للذهبي (ج8 ص115)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص249)، و«إتحاف المهرة» له (ج2 ص207)، و«العلل» لابن أبي حاتم (ج1 ص477)، و«نصب الراية» للزيلعي (ج4 ص172)، و«معالم السنن» للخطابي (ج3 ص499).

([19]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج28 ص27).

     وإسناده صحيح.

     وذكره ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج10 ص528).

([20]) الدهر: اسم للزمان الطويل، ومدة الحياة الدنيا.

     انظر: «النهاية» لابن الأثير (ج2 ص144).

([21]) وانظر: «التاريخ» للدارمي (ص63).

([22]) وانظر: «العلل» للدارقطني (ج11 ص239).

([23]) انظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج5 ص77)، و«ترتيب ثقات ابن حبان» للهيثمي (ج8 ص32)، و«الثقات» لقطلوبغا (ج8 ص191).

([24]) يعني: رفعه أصح.

     انظر: «كشف الأستار» للهيثمي (ج1 ص10)

([25]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص54 و55)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص271)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص191)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج3 ص115).

([26]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص54 و55)، و«التاريخ» للدوري (ج3 ص276)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص311)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص377)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص191)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج3 ص115)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص271).

([27]) وعمرو بن عثمان: وهو ضعيف، لا يحتج به.

     انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص741).

([28]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص707)، و«تهذيب التهذيب» له (ج9 ص568)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج5 ص212).

([29]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص257).

([30]) وانظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص86)، و«ترتيب ثقات ابن حبان» للهيثمي (ج6 ص119)، و«الثقات» لابن قطلوبغا (ج4 ص436).

([31]) محمد بن إسماعيل الفارسي، روى عن الثوري، وعنه الذهلي، ذكره ابن حبان في «الثقات» (ج9 ص78)؛ وقال: «يغرب».

([32]) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (ج7 ص272)؛ من طريق عيسى بن يونس، ومحمد بن إسماعيل. 

([33]) أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص122)؛ عن الثوري، عن حصين، ومنصور، أو أحدهما: وليس فيه ذكر: «الأغر».

([34]) أخرجه البزار في «المسند» (ج15 ص66)؛ عن أبي كامل، نا أبو عوانة.

([35]) عمرو بن عثمان الكلابي مولاهم، الرقي: ضعيف، وكان قد عمي.

     انظر: «التقريب» لابن حجر (ص741).

([36]) أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (6396) من طريق حديج بن معاوية، ثنا حصين.

     وانظر: «مجمع البحرين» للهيثمي (ج1 ص55).

([37]) وهو: ضعيف الحديث.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan