الرئيسية / سلسلة قواعد اللغة العربية / تحرير: الأسماء الخمسة في اللغة العربية
تحرير: الأسماء الخمسة في اللغة العربية
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن يا كريم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
اعلم رحمك الله أن صرف الهمم في تدوين العلوم النافعة هو سبيل النجاح، وسر الفلاح.
* وهذا الكتاب الصغير في علم القواعد في اللغة العربية، وهو في تحرير الأسماء الخمسة في اللغة العربية.
* وكان لا بد على طالب العلم الذي ليست عنده معرفة سابقة بهذا العلم، أن يتعلم لغة العرب، حتى يفهم القرآن الكريم؛ بفهم طريقة الصحابة – رضي الله عنهم – في اللغة العربية.
* إذا طلب علم النحو له غاية سامية، وهدف شريف، حيث إنه معين على فهم معاني القرآن الكريم، ومعاني السنة النبوية، ومعاني الآثار الصحابية.
* وهذا واجب على كل مسلم إذا أراد أن يفسر كتاب الله تعالى: التفسير الأثري.
* فعلم اللغة العربية من أعظم العلوم قدرا لتعلقها بفهم كتاب ربنا، وسنة نبينا محمد r.
سائلا الله العلي الكبير: أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ونافعا للأمة، وأن يغفر لي ولوالدي، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
كتبه أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على تحرير: الأسماء الخمسة في اللغة العربية
عن أبي هريرة t قال: (جاء رجل إلى الرسول r، فقال: يا رسول الله، نبئني بأحق الناس مني صحبة، فقال r: نعم، والله لتنبأن، قال: من؟، قال r: أمك، قال: ثم من؟، قال r: أمك، قال: ثم من؟، قال r: ثم أبوك).([1])
قوله صلى الله عليه وسلم: «ثم أبوك»:
في الأصل: «ثم أباك»، ووجهه أهل العلم، بقولهم: «أي: اخدم أباك وأرضه، أو: ثم اصحب أباك بأحسن وجه».
* ويمكن أن يخرج على قوم من العرب، من يعامل الأسماء الخمسة: معاملة الاسم المقصور، فيقدر الحركات الثلاث على: «الألف»، للتعذر.
فيقول: «هذا أباه»، و«رأيت أباه»، و«مررت بأباه».
* وعليه قول رؤبة بن العجاج:
إن أباهــــــــــا وأبـــــــا أباهــــــــــــــــــا |
|
|
قـــد بلغـــــــا في المجــــــد غايتاهـــــــــــــا |
* ولم يقل: وأبا أبيها.
فبعض العرب يلزم: الأسماء الخمسة: «الألف»، دائما، فيقول: «قال أباكم»، «إن أباكم»، «يجب أن تبروا بأباكم».
* القصر: وهو أن تلزم: «الألف»، دائما، فتعرب بحركات مقدرة على: «الألف»، فيقال: «هذا أباك»، و«رأيت أخاك»، و«مررت بحماها».
* ولو أراد إعرابها بالجر؛ لقال: «وأبا أبيها».
* والنقص: وهو أن تعرب بحركات ظاهرة على آخره؛ أي: ترفع بـ«الضمة»، وتنصب بـ«الفتحة»، وتجر بـ«الكسرة».
فيقال: «هذا أخ زيد»، و«رأيت أخ زيد»، و«مررت بأخ زيد».
الإتمام: أن يقال: «هذا أبو زيد»، و«أكرمت أبا زيد»، و«عجبت من أبي زيد».
القصر: أن يقال: «هذا أبا زيد»، و«أكرمت أبا زيد»، و«عجبت من أبا زيد».
النقص: أن يقال: «هذا أب زيد»، و«أكرمت أب زيد»، و«عجبت من أب زيد».
فائدة: الأسماء الخمسة، هذه حصرها النحويون، ولا يمكن أن تزيد عليها، إلا واحدا، اختلف فيه، بين الكوفيين، والبصريين.
الكوفيون: يرون أن الأسماء الخمسة، وهي: «أبوك، وأخوك، وحموك([2])، وفوك، وذو مال».
* هذه الأسماء الخمسة: ترفع بـ«الواو»، نيابة عن الضمة، وتنصب بـ«الألف»، نيابة عن الفتحة، وتجر بـ«الياء»، نيابة عن: «الكسرة»، بشروط.
* فتعرب الأسماء الخمسة، بالحروف: نيابة عن حركات الإعراب المعروفة.
بمثل: قوله تعالى: ]ولما فصلت العير قال أبوهم[ [يوسف: 94]، لماذا قال: «أبوهم»، ولم يقل: «أباهم»، لأنه فاعل مرفوع بـ«الواو»، نيابة عن: «الضمة».
البصريون: يرون أن الأسماء ستة، وهي: «أبوك، وأخوك، وحموك، وفوك، وهنوك، وذو مال».
فزادوا: «هن».
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك الطائي في «ألفيته» (ص11):
فارفـع بضـم، وانصبن فتحا، وجـــر |
|
|
كســــرا كــ«ذكــــــر الله عبده يســــــــــــر» |
واجـــزم بتسكين، وغير مــــا ذكــــــر |
|
|
ينوب نحـــــــو: «جـــــا أخــــو بني نمــر» |
وارفـــع بواو، وانصبن بالألـــــــــــف |
|
|
واجــرر بـ«ياء» مـــا مــن الأسمـــا أصف |
مـــن ذاك «ذو» إن صحبـــــــة أبانـــــا |
|
|
والـ«فـــم» حيث الميــــــم منه بانـــــــــــــا |
«أب» «أخ» «حــــم» كـــذاك و«هـن» |
|
|
والنقــــص في هــــذا الأخير أحســـــــــن |
وفي «أب» وتالييـــــــــه ينـــــــــــــــدر |
|
|
وقصــــــــرها من نقصهــــــن أشهــــــــــر |
وشــرط ذا الإعـــراب أن يضفـــن لا |
|
|
للـ«يــا» كـ«جـــا أخـــو أبيك ذا اعتــــــلا» |
قال أبو محمد ابن هشام / في «قطر الندى» (ص36): (إلا الأسماء الستة، وهي: أبوه، وأخوه، وحموها، وهنوه، وفوه، وذو مال، فترفع: بـ«الواو»، وتنصب بـ«الألف»، وتجر بـ«الياء»، والأفصح استعمال: «هن»، كـغد). اهـ
وقوله: «والأفصح استعمال: «هن»، كـغد».
«الهن»: اسم يكنى به عن أسماء الأجناس، نقول: «هذا هن زيد»، أي: فرس زيد.
وفي الحديث: «من تعزى بعزاء الجاهلية؛ فأعضوه بهن أبيه، ولا تكنوا».([3])
* ومعناه: أن من تعزى، وانتسب إلى قوم، فقال: «يالفلان»، «يالبكر»، فأعضوه بهن أبيه، أي: قولوا له: اعضض بهن أبيك، بلفظ صريح دون كناية، مبالغة في التشنيع عليه.
و«الهن»، إذا استعمل مجردا عن الإضافة، فهو: اسم منقوص؛ أي: محذوف «اللام»، وهي: «الواو»، لأن أصله: «هنو»، فيعرب بالحركات، مثل: «هذا هن»، و«رأيت هنا»، و«مررت بهن».
* فإن أضيف: فجمهور العرب، تستعمله كذلك، تقول: «هذا هنك»، و«رأيت هنك»، و«مررت بهنك».
وبعضهم: يعربه بالحروف، فيجريه مجرى: «أب، وأخ»، فيقول: «هذا هنوك»، و«رأيت هناك»، و«مررت بهنيك»، وهي لغة قليلة.
شروط الأسماء الخمسة:
1) أن تكون مفردة، فترفع بـ«الواو»، نيابة عن: «الضمة»، في مثل: قوله تعالى: ]وأبونا شيخ كبير[ [القصص: 23].
فـ: «أبو»؛ مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه: «الواو» نيابة عن: «الضمة».
و: «نا»؛ مضاف إليه.
و«شيخ»؛ خبر المبتدإ: مرفوع بالمبتدإ.
و«كبير»، صفة.
* وتنصب بـ«الألف»، نيابة عن «الفتحة»، كقوله تعالى: ]ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله[ [يوسف: 80].
فـ: «أبا»؛ اسم «إن»، منصوب، وعلامة نصبه «الألف»، نيابة عن «الفتحة»، لأنه من الأسماء الخمسة.
و«الكاف»؛ مضاف إليه.
و«الميم»؛ علامة الجمع.
وجملة: «قد أخذ»، خبر «إن».
* وتجر بـ«الياء» نيابة عن «الكسرة»، كقوله تعالى: ]ارجعوا إلى أبيكم[ [يوسف: 81].
فـ: «أبي»؛ مجرورة بـ«إلى»، وعلامة جره: «الياء»، لأنه من الأسماء الخمسة.
و«الكاف»؛ مضاف إليه.
و«الميم»؛ علامة الجمع.
فـ«أبيكم»، جرت بـ«الياء» لأنها من الأسماء الخمسة.
وكقوله تعالى: ]قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه[ [يوسف: 64].
و«أخيه»؛ جرت بـ«الياء» لأنها من الأسماء الخمسة.
* فإن كانت «مثناة» أعربت، إعراب المثنى بـ«الألف»، رفعا، وبـ«الياء»، نصبا، وجرا.
كقوله تعالى: ]ورفع أبويه على العرش[ [يوسف: 100].
فـ«أبويه»؛ مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه «الياء»؛ لأنه مثنى.
و«الهاء»، مضاف إليه.
* وإن كانت مجموعة([4])، جمع: «تكسير»، فإن كانت جمعا
، مثل: «آباء» أعربت بالحركات، ولا ترفع بـ«الواو»، و«آباء» جمع: «أب»، ونوع الجمع: «تكسير»، يرفع بـ«الضمة»، فلا بد أن تكون مفردة.
كقوله تعالى: ]آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله[ [النساء: 11].
فـ«آباء»، مبتدأ، مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه «الضمة» الظاهرة، وهو مضاف، و«الكاف»، مضاف إليه، و«الميم»؛ علامة الجمع.
«لا تدرون»، خبر.
2) أن تكون مكبرة: كما في الأمثلة السابقة.
فإن كانت: مصغرة، أعربت بالحركات، بمثل: «جاء أخي زيد».
فـ«أخي»؛ فاعل، مرفوع بـ«الضمة»، الظاهرة.
و«زيد»؛ مضاف إليه.
وبمثل: «هذا أبيك».
«ها»: للتنبيه.
«ذا»: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع: مبتدأ.
«أبي»: خبر، مرفوع بالمبتدإ، وعلامة رفعه «الضمة» على آخره، وهو مضاف، و«الكاف»: ضمير، متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
إذا، فشرطها: أن تكون مكبرة، فإن كانت غير مكبرة؛ فإنها لا ترفع بـ«الواو»، فلو قلت: «جاء أخيك»، صغرته، هل أرفعها بـ«الواو»، وأقول: «أخيوك»، لا، إذا كانت مصغرة؛ فإنها ترفع بـ«الضمة».
3) أن تكون مضافة: كما في الأمثلة السابقة.
* فإن لم تضف، أعربت بالحركات.
كقوله تعالى: ]إن له أبا شيخا كبيرا[ [يوسف: 78].
فـ«أبا»؛ اسم «إن»، مؤخر، منصوب، وعلامة نصبه «الفتحة» الظاهرة.
«له»؛ خبر «إن»، مقدم.
ونقول: «هذا أب عطوف»، وتقول: «سلمت على أب عطوف».
قال تعالى: ]وله أخ[ [النساء: 12].
أخ: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه: «ضمة» ظاهرة في آخره.
وقال تعالى: ]وبنات الأخ[ [النساء: 24].
* الأخ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره: «كسرة»، ظاهرة في آخره.
* إذا فشرطها: أن تكون مضافة، فإن كانت غير مضافة، فإنها لا ترفع بـ«الواو»، وترفع بـ«الضمة».
فتقول مثلا: «جاء أبوك»، هذا صحيح.
لكن لو حذفت الإضافة: «جاء أب»، لا يجوز أن تقول: «جاء أبو».
إذا نقول: «جاء أب»، وبم ترفع: «أب»، بالضم؟ لأنها اسم، مفرد.
* وإذا أضيفت: هل لا بد أن تكون مضافة، للضمير، أو تعرب: هذا الإعراب، سواء أضيفت إلى ضمير، أو ظاهر، الثاني: يعني: أنها ترفع بـ«الواو»، سواء أضيفت إلى ضمير، مثل: «أبوك»، أو إلى اسم ظاهر، مثل: «جاء أبو زيد».
4) أن تكون إضافتها، بغير «ياء» المتكلم: كما في الأمثلة السابقة.
* فإن أضيفت لـ«ياء» المتكلم، أعربت بالحركات المقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم، يعني: فإنها لا ترفع بـ«الواو»، لأن ياء المتكلم يناسبها الكسرة.
نقول: «قام أبي»، الآن هي مضافة إلى «ياء» المتكلم، فلا يجوز أن نرفعها بـ«الواو»، لا يجوز أن تقول: «قام أبوي»، هذا خطأ، لا تأت بـ«الواو».
وكقوله تعالى عن موسى عليه السلام: ]وأخي هارون هو أفصح مني لسانا[ [القصص: 34].
فـ«أخي»؛ مبتدأ، مرفوع بـ«ضمة»، مقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم، منع من ظهورها: اشتغال المحل بحركة المناسبة.
و«أخ»، مضاف، و«الياء» مضاف إليه.
والخبر: «هو أفصح مني».
قال تعالى: ]حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي[ [يوسف: 80].
* أبي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه: «ضمة» مقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم، منع من ظهورها، اشتغال المحل بحركة المناسبة.
وقال تعالى: ]قال أنا يوسف وهذا أخي[ [يوسف: 90].
* أخي: خبر مرفوع، وعلامة رفعه: «ضمة»، مقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم، منع من ظهورها، اشتغال المحل بحركة المناسبة.
وقال تعالى: ]قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا[ [القصص: 25].
* أبي: اسم إن منصوب، وعلامة نصبه: «فتحة»، مقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم، منع من ظهورها، اشتغال المحل بحركة المناسبة.
وقال تعالى: ]ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف[ [يوسف: 64].
* أبوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»: لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون[ [الشعراء: 106].
* أخوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»: لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]وأبونا شيخ كبير[ [القصص: 23].
* أبونا: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]وكان أبوهما صالحا[ [الكهف: 82].
* أبوهما: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]قال إني أنا أخوك[ [يوسف: 69].
* أخوك: خبر مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]قالوا سنراود عنه أباه[ [يوسف: 61].
* أباه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه: «الألف»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]آوى إليه أخاه[ [يوسف: 69].
* أخاه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه: «الألف»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]إن أبانا لفي ضلال مبين[ [يوسف: 8].
* أبانا: اسم إن منصوب، وعلامة نصبه: «الألف»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]ما كان محمد أبا أحد من رجالكم[ [الأحزاب: 40].
* أبا: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه: «الألف»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا[ [يوسف: 8].
* أبينا: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره: «الياء»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]يخل لكم وجه أبيكم[ [يوسف: 9].
* أبيكم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره: «الياء»، لأنه من الأسماء الخمسة.
وقال تعالى: ]فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه[ [يوسف: 76].
* أخيه: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره: «الياء»، لأنه من الأسماء الخمسة.
5) أن تكون: «فو» خالية، من: «الميم».
و«فو»، لا يعرب بالحروف؛ إلا بشرط أن تحذف منه: «الميم».
فتقول: «فوك رائحته طيبة».
ونقول: «نظف فاك بالسواك».
ونقول: «كرهت رائحة فيك».
ففي المثال الأول: مرفوع بـ«الواو».
وفي المثال الثاني: منصوب بـ«الألف».
وفي المثال الثالث: مجرور بـ«الياء».
* فإن بقيت «الميم»، أعربت بالحركات، فتقول: «هذا فم».
* وهذا الشرط خاص بـ«فو»، لأنه توجد لغة، يجعلون بدل «الواو» «ميما»، فيقال: «انفتح فمك»، ولا تقل: «انفتح فموك»، وتكون اسما، مفردا، مرفوعا بـ«الضمة».
ويقال: «نظفت فما»، و«نظرت إلى فم».
6) خاص أيضا، أن تكون: «ذو»، بمعنى: «صاحب»، احترازا، من: «ذو»، التي بمعنى: «الذي»، لأن «طبا» يستعملون: «ذو»، بمعنى: «الذي».
فنقول: «جاء ذو مال»، أي: صاحب مال.
وقال تعالى: ]أن كان ذا مال وبنين[ [القلم: 14].
* بخلاف: «ذو»، الموصولة، فليست بمعنى: «صاحب»، وإنما هي، بمعنى: «الذي»، وهي مبنية، لا معربة، مثل: «جاء ذو سافر».
فـ«ذو»، اسم موصول، مبني على السكون، في محل رفع: فاعل؛ أي: «جاء الذي سافر»، وجملة: «سافر» صلة.
وقال سنان بن الفحل الطائي:
فإن المــــــاء مــــــــــاء أبي وجــــدي |
|
|
وبئري ذو حفــــــــــرت وذو طــــــويت([5]) |
الشاهد: قوله: «ذو حفرت»، بمعنى: «الذي حفرت»، و«ذو طويت»، بمعنى: «الذي طويت».
* فتكون: «ذو»؛ بمعنى: «صاحب».
فتقول: «جاءني ذو مال».
فإن قلت: «جاءني ذا مال»، خطأ، ولو قلت: «جاءني ذ مال»، حذفت: «الواو»، ورفعتها بـ«الضمة»، خطأ.
* كما يشترط في «ذو»، أن تضاف إلى جنس ظاهر، غير صفة، مثال ذلك: «زميلي ذو أدب».
وقال تعالى: ]وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم[ [الرعد: 6].
فـ«ذو»، خبر «إن»، مرفوع، وعلامة رفعه: «الواو»، لأنه من الأسماء الخمسة، و«اللام»، لام الابتداء.
وقال تعالى: ]وآت ذا القربى حقه[ [الإسراء: 26].
فـ«ذا»، مفعول به منصوب، وعلامة نصبه: «الألف».
وقال تعالى: ]هل في ذلك قسم لذي حجر[ [الفجر: 5].
فـ«ذي»؛ مجرور، وعلامة جره «الياء»، و«حجر»، أي: عقل.
* والمراد: باسم الجنس: الاسم «الجامد»، غير «المشتق»، كـ«العلم»، و«المال»، و«الفضل»، ونحوها.
* بخلاف: «جاءني ذو قائم»، فلا تصح: لأنه وصف.([6])
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على تحرير: الأسماء الخمسة في اللغة العربية................ |
7 |
([2]) حموك: بكسر الكاف، لا غير؛ لأن الحم: «قريب»، زوج المرأة، والختن: «قريب» المرأة، والصهر: يجمعهما.
انظر: «النحو المستطاب» للأهدل (ج1 ص65)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص88).
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (8864)، وأحمد في «المسند» (ج35 ص58)، والبخاري في «الأدب المفرد» (963) من حديث أبي بن كعب t.
* اختلف في إسناده.
([4]) فإن كانت جمعا، مثل: «آباء»، فلا ترفع بـ«الواو»، «آباء»، جمع: «أب»، وما نوع الجمع؟: «تكسير»، وبم يرفع؟: بـ«الضمة»، فلا بد أن تكون: مفردة.
([6]) وانظر: «توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك» للمرادي (ج1 ص56 و57)، و«فصولا في المهارات اللغوية» للدكتور صالح الشثري (ص69)، و«شرح الآجرومية» لشيخنا ابن عثيمين (ص62 و63 و64)، و«تعجيل الندى بشرح قطر الندى» للفوزان (ص36 و37 و38 و39 و40)، و«الواضح في النحو» للسبيعي (ص35)، و«معجم علوم اللغة العربية» للأشقر (ص46 و47)، و«النحو المستطاب» للأهدل (ج1 ص65 و66)، و«النحو التطبيقي» للقرشي (ص76)، و«شرح ألفية ابن مالك» لابن عقيل (ج1 ص51)، و«قطر الندى وبل الصدى» لابن هشام (ص5)، و«منازل الحروف» للرماني (ص41 و42)، و«شرح المقدمة الآجرومية» للمكودي (ص31).