القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / ضياء القمر في سنية التطوع ركعتين حين القدوم من السفر

2024-10-29

صورة 1
ضياء القمر في سنية التطوع ركعتين حين القدوم من السفر

       
 

سلسلة

ينابيع الأنهار في فقه

الكتاب والسنة والآثار

 

 
 
    شكل بيضاوي: 25

 

 

 

 

 

 

 

ضياء القمر

في

سنية التطوع ركعتين حين القدوم من السفر

 

 

إعداد:

أم الشفاء الأثرية

 

 

 

 

 

 

    

رب يسر

المقدمة

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فهذا مبحث مختصر في سنة مستحبة قل العالمون عنها، وندر العاملون بها، وهي سنة ركعتين في المسجد([1]) حين القدوم من السفر، وهي ثابتة في الأحاديث الصحيحة، فأحببت أن أبين حكمها([2])، اقتداء بفعل النبي r، ولزوم أمره، فإن خير الهدي هدي محمد r.

قال العلامة الشوكاني / في «نيل الأوطار» (ج3 ص20): (فلا يحرم على النار إلا المحافظ). اهـ

فنسأل الله تعالى أن يشع نورها بين العباد، وأن نحافظ عليها في البلاد، والحمد لله رب العالمين.

وختاما: لا يسعني إلا أن أتوجه بالحمد والشكر والثناء؛ لمستحقه على الإطلاق والدوام، وهو الله تعالى، على توفيقه، وكرمه ونعمه، التي لا تعد، ولا تحصى.

ثم أتوجه بالشكر، والتقدير المقرون بالثناء الجميل على صاحب الفضيلة الشيخ فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري حفظه الله على ما أفادني به من توجيهات قيمة في أصل هذا البحث المتواضع.

هذا؛ والله تعالى أسأل أن يجعلني مفتاحا للخير، وأن ينفعني، وإخواني، وأخواتي بما أكتب؛ ]إنه هو السميع العليم[ [يوسف:34].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

 

 

أم الشفاء الأثرية

 

 

 

 

 

    

وبه نستعين

ذكر الدليل على سنية التطوع ركعتين حين القدوم من السفر

 

الدليل الأول:

عن كعب بن مالك t قال: (أن رسول الله r  كان لا يقدم من سفر، إلا نهارا في الضحى، فإذا قدم، بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس فيه). [أخرجه البخاري في «صحيحه» (3088)، ومسلم في «صحيحه» (74)، وأبو داود في «سننه» (2770) و(2778)].([3])([4])

وبوب عليه الحافظ البخاري / في «صحيحه» (ص77): باب الصلاة إذا قدم من سفر.

قال الحافظ النووي / في «شرح صحيح مسلم» (ج5 ص234): (وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر، لا أنها تحية المسجد، والأحاديث المذكورة صريحة فيما ذكرته). اهـ

وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص59): (وهو ظاهر فيما ترجم له يعني: الإمام البخاري -، وذكر بعده حديث جابر ليجمع بين فعل النبي، r وأمره فلا يظن أن ذلك من خصائصه). اهـ

الدليل الثاني:

عن جابر بن عبد الله قال: (كان لي على النبي r دين، فقضاني، وزادني، ودخلت عليه المسجد، فقال لي: «صل ركعتين»). [أخرجه البخاري في «صحيحه» (443) و(2394)، ومسلم في «صحيحه» (71)].

وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص59): (ومطابقته للترجمة أي: الحديث - من جهة أن تقاضيه لثمن الجمل كان عند قدومه من السفر). اهـ

الدليل الثالث:      

عن جابر بن عبد الله قال: (اشترى مني رسول الله r بعيرا، فلما قدم المدينة، أمرني أن آتي المسجد، فأصلي ركعتين).([5]) [أخرجه البخاري في «صحيحه» (2394) و(2604)، ومسلم في «صحيحه» (72)، و(73)].

الدليل الرابع:

عن نافع عن ابن عمر : (أن رسول الله r حين أقبل من حجته دخل المدينة، فأناخ على باب مسجده، ثم دخله فركع فيه ركعتين؛ ثم انصرف إلى بيته، قال نافع: فكان ابن عمر كذلك يصنع). [حديث حسن. أخرجه أبو داود في «سننه» (2779)].

قال العلامة الآبادي / في «عون المعبود» (ج7 ص237): بعد أن ذكر هذا الحديث والذي قبله: (وفي الحديثين دلالة على أن المسافر إذا قدم من السفر؛ فالمسنون له أن يبتدئ بالمسجد، ويصلي ركعتين). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج1 ص596): (أن السنة للقادم من السفر أن يدخل البلد على وضوء، وأن يبدأ ببيت الله تعالى قبل بيته، فيصلي فيه ركعتين؛ ثم يجلس للمسلمين عليه، ثم ينصرف إلى أهله). اهـ

وقال الحافظ النووي / في «شرح صحيح مسلم» (ج5 ص234): (في هذه الأحاديث استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه، وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر، لا أنها تحية المسجد، والأحاديث المذكورة صريحة فيما ذكرته، وفيه: استحباب القدوم أوائل النهار. وفيه: أنه يستحب للرجل الكبير في المرتبة، ومن يقصده الناس إذا قدم من سفر للسلام عليه أن يقعد أول قدومه قريبا من داره في موضع بارز سهل على زائريه إما المسجد، وإما غيره). اهـ

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (ج14 ص289): (ولم يحفظ عن النبي r أنه كان يصلي النوافل في المسجد، إلا النوافل الخاصة بالمسجد؛ فإنه كان يصليها في المسجد مثل صلاة القدوم، فالإنسان إذا قدم إلى بلده سن له أن يدخل المسجد فيصلي ركعتين قبل أن يدخل البيت، لأن النبي r كان يفعل ذلك، وأمر به أيضا، كما في قصة جابر بن عبدالله t في بيع الجمل المشهورة لما قدم المدينة قال له النبي r: «هل دخلت المسجد وصليت فيه؟» قال: لا، قال: «ادخل فصل فيه». فالمشروع للإنسان إذا قدم بلده أول ما يقدم أن يذهب للمسجد، ويصلي ركعتين). اهـ

 

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

5

2)

ذكر الدليل على سنية التطوع ركعتين حين القدوم من السفر.........................................................................................................

7

3)

الدليل الأول.............................................................................................

7

4)

الدليل الثاني.............................................................................................

8

5)

الدليل الثالث...........................................................................................

8

6)

الدليل الرابع.............................................................................................

9

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) قلت: ولا بأس بفعلها في البيت، إذا لم يتيسر فعلها في المسجد؛ لقوله تعالى: ]فاتقوا الله ما استطعتم[ [التغابن:16].

    ولقوله r: (وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم). أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج13 ص251)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص1831) من حديث أبي هريرة t.

([2]) وانظر: «الثمر المستطاب» للشيخ الألباني (ج2 ص629).

([3]) ولفظ البخاري في «صحيحه» (3088): (كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس).

([4]) قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص59): (هو طرف من حديثه - يعني: كعب بن مالك - الطويل في قصة تخلفه، وتوبته t). اهـ

([5]) قلت: حديث جابر بن عبدالله كله في حادثة واحدة قد ذكره الحافظ البخاري في مواضع متعددة. فلينتبه لذلك.

     قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج2 ص59): (وقد أخرجه المصنف أيضا أي: الحديث - في نحو من عشرين موضعا؛ مطولا، ومختصرا، وموصولا، ومعلقا). اهـ


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan