القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / تاريخ ربيع المدخلي مع صاحبه محمود الحداد

2024-10-27

صورة 1
تاريخ ربيع المدخلي مع صاحبه محمود الحداد

98

سلسلة

النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية

 

 

تاريخ

ربيع المدخلي، مع صاحبه محمود الحداد

 

دراسة، أثرية، منهجية، علمية، في فضح: ربيع المدخلي لأنه كان على طريقة: محمود الحداد، وأتباعه الحدادية!، وقد صاحبهم مدة طويلة، ورضع من ألبانهم؛ فكيف يرمي غيره بـ«الحدادية»، وهو الذي كان معهم فترة من الزمن؛ فهو: الحدادي!

 

 

 

 

تأليف

جمال السنة فضيلة الشيخ

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

     

توطئة

إضاءة سلفية في هجر من يسب السلف، أو يسب أتباع السلف في كل زمان

 

عن الإمام عبد الله بن المبارك $؛ قال على رءوس الناس: (دعوا حديث عمرو بن ثابت([1])؛ فإنه كان يسب السلف!).

أثر صحيح

أخرجه مسلم في «مقدمة صحيحه» (ج1 ص16) من طريق علي بن شقيق قال: سمعت عبد الله بن المبارك به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج3 ص249).

قلت: فاهجروا: «المدخلي» السباب في بقية السلف وأتباعهم، والله المستعان.

قال الإمام الطحاوي $ في «العقيدة» (ج2 ص740): (وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم: من التابعين أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء؛ فهو على غير السبيل). اهـ

لذلك: فإن أولى بالموالاة، والتقدير، والاحترام، وأحقهم بالمحبة في الله تعالى، بعد الأنبياء والرسل؛ هم: علماء أهل السنة والجماعة، ومن تابعهم من المسلمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» (ص11): (فيجب على المسلمين بعد موالاة الله تعالى، ورسوله r، موالاة المؤمنين، كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم). اهـ

 

والله ولي التوفيق

 

 ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

     

إلماعة

على أن ربيعا المدخلي؛ أورده لسانه الموارد المهلكة بسبب السب والشتم والطعن؛ في العلماء وطلبتهم، والكلام في دين الله بغير علم

 

فعن عمر بن الخطاب t؛ أنه اطلع على أبي بكر الصديق t، وهو يمد لسانه، فقال عمر t: (ما تصنع يا خليفة رسول الله r، فقال أبو بكر t: إن هذا أوردني الموارد).

أثر حسن

أخرجه مالك في «الموطأ» (ج2 ص988)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج1 ص33)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج9 ص66)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (2078)، وابن أبي عاصم في «الزهد» (18)، وابن المبارك في «الزهد» (369)، ووكيع في «الزهد» (297)، وابن القاسم في «الموطأ» (ق/100/ط)، وابن أبي الدنيا في «الصمت» (13)، وأحمد في «العلل» (ج1 ص263)، وعبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» (112)، والدارقطني في «العلل الواردة في الحديث» (1/ق3/1)، والحدثاني في «الموطأ» (765)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (4636)، والخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص240)، وابن وهب في «الموطأ» (ق/130/ط)، وفي «جامع الأحكام» (308)، وابن بكير في «الموطأ» (3015)، وأبو يعلى في «المسند» (5).

وإسناده حسن.

* وهذا الأثر يدل على أنه يكره الكلام بغير علم، وأن الذي يتكلم بدون دراية، ولا رواية: فيهلك نفسه، ومن معه من الجهلة.([2])

قلت: وهذا ينطبق على: ربيع المدخلي، وأتباعه الجهلة؛ فإن لسانهم السليط، أوردهم الموارد المهلكة، والويل في القبور.

* وأكثر ما يدخل الناس، النار؛ بسبب لسانهم البتار، نعوذ بالله من الخذلان.

وجاء في رواية: يحيى بن يحيى الليثي، في «الموطأ» للإمام مالك (ج2 ص585)؛ باب: ما جاء فيما يخاف من اللسان.

وجاء في رواية: يحيى بن بكير المصري؛ في «الموطأ» للإمام مالك (ج3 ص567)؛ باب ما يكره من الكلام.([3])

اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.

 

 ﭑ ﭑ ﭑ

 

     

ذكر الدليل

على كشف خبث جماعة «ربيع المدخلي» في كلامهم على أهل العلم، وغيرهم، ذلك بسبب أنهم: - قل فيهم العلم وأهله... وقل اعتبار الناس للعلماء وطلبة العلم... فلم ينزلوهم، منازلهم ولم يرفعوا لهم رأسا، وأساءوا بهم الظن، واستطالوا عليهم... فكانت عاقبة أمرهم خسرا، فضلوا وأضلوا ﴿فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون [الروم: 32].. وما أدري إن كانت قلوب هؤلاء لا تنفعهم الموعظة، ولا تفيدهم الذكرى... ألم تزجرهم النصوص المرهبة والمرعبة، عن فعلهم -هذا- الشنيع... اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك...

 

* واعلم رحمك الله: أن ربيعا المدخلي عهد إلى أسلوب خبيث ماكر خطير في الطعن في العلماء وطلبة العلم، قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة، فغمزهم ورماهم بأبشع الألفاظ الخبيثة في كتبه البالية، وأشرطته الباطلة، على طريقة: «مذهب الحدادية»، فحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض، وأظهر بها حقده الدفين، والعياذ بالله.

وإليك ألفاظه الخبيثة في العلماء، وطلبة العلم([4])باختصار وأن هذا الرجل لا يدري ما يخرج من رأسه من الفسق والفجور على خيار المؤمنين:

«إذا كان عندك هذه الدياثة الدينية! لا تغار على القرآن»، «أهل نعرة!»، (أهل فتنة!»، «أهل مناصب!»، «لم يفهموا!»، «طعن في السلفية يعني: الشيخ ابن باز!»، «لم يجاهدوا المبتدعة!»، «نترك الباطل من أجل ابن باز ما قرأ، وابن عثيمين ما قرأ!»، «حدادية!»، «شابه الروافض!»، «يؤلهونه!»، «دسيسة باطنية!»، «باطني!»، «أهل جنس العمل!»، «ليهلكوا أهل السنة!، ويضللوهم!»، «الذين يرجفون على أهل السنة بجنس العمل!»، «يا كذابين!»، «من سلفكم في هذا التضليل وفي هذه الفتن!»، «أهل خبث!»، و«بهت وإجرام!»، «وأصل هؤلاء تكفيريون!»، «فهؤلاء أخطر على الإسلام من الجهمية!»، «ومن بهتهم وإجرامهم!»، (قاتلهم الله أنى يؤفكون!»، «الذهبي هذا المتساهل!»، «النووي عنده بدع!»، «ابن حجر عنده بدع!»، «الشوكاني عنده بدع!»، «ولا الأربعون»، يعني: الأئمة الأربعة، «حتى الخوارج والروافض ما وصلوا إلى هذا الفجور!»، «في أوساطهم زنادقة يحاربون الإسلام!»، «والله أنا أعتقد أنها أكبر من الحروب العسكرية!»، «الفرقة الفاجرة! القائمة على الفجور!»، «وهم يتسترون وراءهم مثلما كان يتستر ابن سبأ وراء أهل البيت!»، «لا أرى شرا منهم الآن!»، «عندهم قلة الحياء، وسوء الأدب، وقلة المروءة!»، «فيهم زنادقة، وروافض مدسوسون معهم!»، «الأصول الخبيثة!»، «المنهج الخبيث!»، «مذهب تكفيري!»، «وهذا مذهب الخوارج!»، «هذه فتاوى باطلة وظالمة!»، «انظر إلى هذا الفجور!»، «أيها الأفاك!»، «تديرون المعارك بالأكاذيب والخيانات!»، «الغبي!»، «الغباوة!»، «وغبائه!»، «أصول فاسدة يشابهون فيها الروافض!»، «الدعوة إلى التقليد كما هو حال الروافض، وغلاة الصوفية!»، «الخصال الشنيعة شابهوا الروافض!»، «يشابهون الروافض!»، «التدرج الماكر على طريقة الباطنية!»، «كحال اليهود!»، «يا أعداء الله!»، «أخطر على الإسلام عندي من الروافض!»، «أيها الحاقدون أنتم مسالمون لأهل البدع، بما فيهم الروافض والصوفية والعلمانيون!»، «ورثة الخوارج!»، «التي تفوق تقية الرافضة!»، «في نفسه الجاهلة الظالمة الغبية!»، «سلك طريق غلاة الصوفية والقبورية!».([5])

*وغير ذلك من الألفاظ الشنيعة: التي رمى بها «المدخلي» أهل العلم زورا وبهتانا، والتي يستحق بها أن تضرب عنقه أمام الملأ، ﴿فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان﴾ [الأنفال: 12].

* ومن هذا يتبين بأن «ربيعا الحدادي» لا يعتد بأقواله وعلمه، ولا يوثق به، لأنه لا يدري ما يخرج من رأسه؛([6]) اللهم سلم سلم.

فعن معن بن عيسى قال: (قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله كيف لم تكتب عن الناس، وقد أدركتهم متوافرين؟.

قال مالك: (أدركتهم متوافرين، ولكن لا أكتب إلا عن رجل يعرف ما يخرج من رأسه).([7])

وعن معن بن عيسى قال: كان مالك بن أنس يقول: (لا تأخذ العلم من أربعة، وخذ ممن سوى ذلك: لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه، وإن كان أروى الناس، ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه، وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله r، ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخ له فضل، وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به).([8])

قلت: وحماسه الجاهلي هذا هو الذي أوقعه في عدم التأدب مع العلماء عند ذكره لهم، لأن ذلك من صفاته، فمن صفات «ربيع المدخلي» أنه يتكلم بسرعة، وفيه عجلة ملحوظة، فيجمع بين المتناقضات، فلا يطرد على فكر، فتراه يتمسك بآرائه الفكرية، ولا يكاد يتراجع عنها، مهما بينت له من أدلة، فهو يتقلب في آرائه بحسب الأحوال، وكثير من مواقفه مبنية على ردود الأفعال.

* وربيع المدخلي معروف بسرعة الانفعال والغضب، لدرجة أنه يخرج عن طوره لأدنى سبب، حتى إنه لا يدري أحيانا ما يخرج من رأسه، وما يتلفظ به لسانه، ويتوهم أشياء لا حقيقة لها، فيبني على تلك الأوهام تحليلات عجيبة، ونتائج خطيرة.([9])

* لذلك: يا ربيع لا ترمي غيرك بالعيوب، وأنت بها من المتلبسين، فتصف الأبرياء نبزا، وطعنا مما ليست فيهم، وأنت أحق بهذا الوصف.

أرى كل إنسان يرى عيب غيره


 

 

ويعمى عن العيب الذي هو فيه

ولا خير فيمن لا يرى عيب نفسه

 

 

ويعمى عن العيب الذي بأخيه

قال العلامة اللكنوي $ في «الرفع والتكميل» (ص67): (يشترط في الجارح والمعدل: العلم، والتقوى، والورع، والصدق، والتجنب عن التعصب([10])، ومعرفة أسباب الجرح والتعديل، التزكية، ومن ليس كذلك لا يقبل منه الجرح، ولا التزكية([11])). اهـ

وقال الإمام ابن دقيق العيد في «الاقتراح» (ص330): (أعراض المسلمين
حفرة من حفر النار(
[12])، وقف على شعيرها طائفتان من الناس: المحدثون، والحكام).اهـ

وقال الحافظ ابن حجر $ في «نزهة النظر» (ص73): (وليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح والتعديل... وإن جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم برئ من ذلك، ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبدا([13])، والآفة تدخل في هذا: تارة من الهوى، والغرض الفاسد، وتارة من المخالفة في العقائد([14])).اهـ

قلت: لذلك لا يتصدى لبيان حال الناس من الجرح إلا من كان أهلا لذلك من ذوي العلم، والخبرة، والبصيرة في نقد الرجال، والمعروفين بعدم تسرعهم، أو إطلاق الأحكام جزافا، وعشوائيا دون تثبت، أو أدلة واضحة، لأنه لوحظ في هذا الزمن كثرة الناقدين للرجال بغير بصيرة، ولا علم في الجرح والتعديل، والله المستعان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الأمر بالمعروف» (ص17): (والرفق سبيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ولهذا قيل: ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، ونهيك عن المنكر غير منكر!).اهـ

* وقد توسع «المدخلي» في مقالاته السيئة المشينة، ذكر فيها مقدمات في التعرض للعلماء وطلبة العلم على طريقة أهل البدع، وبين فيها محاذير وألفاظا سيئة للغاية، وتوسع فيها، حيث يترتب عليها الضلال المبين.

* وكان اللائق به، بل المتعين عليه اتباع ما قاله أهل السنة والجماعة؛ لأنه موافق للكتاب والسنة، وآثار السلف، وأقوال علماء السنة، بدلا من التوسع في إطلاق هذه الألفاظ عليهم، حتى أنه استوعب ألفاظ رؤوس الضلالة من الفرق الضالة([15]) التي أطلقوها على أهل السنة والجماعة؛ كما سوف يأتي ذكرها.

* واعلم: أن العصمة والنجاة بالوقوف مع الألفاظ الشرعية التي تطلق على الأشخاص الموافقة للكتاب والسنة وآثار السلف، وأئمة الدين، فهي الكفيلة بكل هدى وبيان، والعاصمة من كل خطأ، أو زلل.

* وأما الألفاظ التي تطلق على الأشخاص وليس عليها دليل من الكتاب والسنة وآثار السلف، وأئمة الدين؛ فإن تعليق الجرح والتعديل عليها يجر إلى منهج باطل، ويتولد من الشر بسببها على الذي أطلقها والذي اتبعه على ذلك ما لا يعلمه إلا الله.

* ولقد توعد النبي r في الذي يتكلم بالباطل، ويرمي المؤمن بما ليس فيه.

فقال النبي r: (من خاصم في باطل، وهو يعلمه([16]) لم يزل في سخط الله حتى ينزع([17]) عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال([18]) حتى يخرج مما قال).([19])

قال الإمام القرطبي $ في «تفسير القرآن» (ج3 ص147): (فلا يجوز لأحد أن يخاصم على أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق). اهـ

وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني $ في «المسائل» (ص386): (وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والازدراء بهم عند السفهاء والجهال).([20])اهـ

قلت: وعلى هذا فقد جمع «ربيع المدخلي» الغالي سوأتين في رميه أهل السنة؛ بهذه الألفاظ الخبيثة:

الأولى: فقد سلك مسلك أهل الشرك في رميهم الرسول r، وهو r: بريء من تلك المعائب.

الثانية: وسلك مسلك أهل البدع في رميهم أهل السنة والجماعة، وهم بريئون من تلك المعائب.

* فقد أحدث ربيع المدخلي المبتدع أسماء شنيعة قبيحة فسمى بها أهل السنة يريد بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والازدراء بهم عند اتباعه «المرجئة».

* فربيع المدخلي: تشبه بالمشركين، والمبتدعين في رميه أهل السنة؛ بهذه المعائب التي إذا لم يوجد لها مكان فيهم ردت عليه.

بحكم قول رسول الله r: (لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك).([21])

وقول رسول الله r: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).([22])

وقول رسول الله r: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).([23])

وقول رسول الله r: (ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله).([24])

قال الحافظ ابن حجر $ في «فتح الباري» (ج10 ص466): (قوله: «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه...»؛ أي: رجع، وهذا يقتضي أن من قال لآخر أنت فاسق، أو قال له أنت كافر؛ فإن كان ليس كما قال كان هو المستحق للوصف...). اهـ

قلت: وأصل البوء اللزوم، أي: لزمته الكلمة، وهذا خروج من الاعتدال، والله المستعان.

قلت: والقدح في العلماء، وطلبة العلم، والطعن فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال، ذلك أن الطعن في العلماء ليس طعنا في ذواتهم، وإنما هو طعن في الدين، والدعوة التي يحملونها، والملة التي ينتسبون إليها، والطعن في العلماء محرم؛ لأنهم من المسلمين، والرسول r يقول: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا).([25])

* ويكتسب مزيد حرمة؛ لأنه وسيلة للطعن في الدين، وهذا مراد أهل البدع الطاعنين في أهل العلم، والطرق والأسباب معتبرة بالمقاصد تابعة لها.

قال الإمام ابن القيم $ في «إعلام الموقعين» (ج3 ص147): (لما كانت المقاصد لا يتوصل إليها إلا بأسباب، وطرق تفضي إليها، كانت طرقها، وأسبابها تابعة لها معتبرة بها، فوسائل المحرمات والمعاصي في كراهتها، والمنع منها بحسب إفضائها إلى غاياتها، وارتباطاتها بها، ووسائل الطاعات والقربات في محبتها والإذن فيها بحسب إفضائها إلى غايتها؛ فوسيلة المقصود تابعة للمقصود، وكلاهما مقصود، لكنه مقصود قصد الغايات، وهي مقصودة قصد الوسائل؛ فإذا حرم الرب تعالى شيئا، وله طرق ووسائل تفضي إليه؛ فإنه يحرمها ويمنع منها، تحقيقا لتحريمه، وتثبيتا له، ومنعا أن يقرب حماه، ولو أباح الوسائل، والذرائع المفضية إليه: لكان ذلك نقضا للتحريم، وإغراء للنفوس به، وحكمته تعالى، وعلمه يأبى ذلك كل الإباء).([26])اهـ

قلت: والقدح في العلماء إيذاء لهم، والإيذاء للعلماء إيذاء لأولياء الله الصالحين، فإن العلماء العاملين يدخلون دخولا أوليا في وصف الأولياء.([27])

* وهذا معنى أن إيذاء العلماء أمر خطير؛ لأن من عادى وليا لله تعالى، فقد آذنه الله تعالى بالحرب.

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r في الحديث القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب).([28])

قلت: والطعن بأهل العلم، وتعييرهم، والقدح فيهم خطر على دين المرء، إذ قد يفضي بصاحبه إلى ما لم يكن بحسبانه([29])، اللهم سلم سلم.

     

ذكر الدليل

على مشابهة ألفاظ ربيع المدخلي، بألفاظ محمود الحداد؛ تماما: (تشابهت قلوبهم) [البقرة: 118].

 

* فإن بعد التأمل والنظر؛ فيما يكتبه: «ربيع المدخلي الحدادي»، وما يتلفظه: بألفاظ خبيثة من تأصيل «الفكر الحدادي» ... بدا لي أن أسطر بحثا، فيما يتعلق: «بمذهب الحدادية»، وما له من الآثار السيئة على شباب الأمة ومجتمعاتها... الذي جاء نتيجة مخالطة ربيع المدخلي، مع زميله: محمود الحداد، عندما كان نزيلا في: «المدينة النبوية»، بل ومخالطته: «للحدادية القدماء»، في ذلك الوقت كـ«فريد المالكي»، وغيره، ولهم مع «ربيع المدخلي» دعوة منفردة عن علماء الحرمين، وقد ملئت في الآونة الأخيرةعلى فلتات لسانه([30]) هذه الألفاظ الخبيثة، والله المستعان.

واستمع إلى ألفاظ: «محمود الحداد»، في الأمة الإسلامية، وقارن بينها، وبين ألفاظ: «ربيع المدخلي» في الأمة الإسلامية، ليتبين لك صدق ما قلناه.

قال محمود الحداد: (فقد وقع الناسولا أحاشي أحدا إلا؛ كما قال الله تعالى قصصا عن نبيه داود: ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم﴾ [ص24]؛ صالحهم وفاسقهم، عالمهم وجاهلهم، من يعرف بالسنة، أو يدعو إلى البدعة، وقعوا في بليتين، وثالثة البليتين التي لا بد منها من الضلال المبين، والظلام العميم... ظنوا أن الإسلام يجب ويهدم: كل الشرك، أو ضلال، أو بدعة تخالطه، فما يضر المسلم مع الإسلام معصية، ولو كانت الشرك، أو الضلال، أو الفسوق... فضل الناس ضلالا مبينا في الدين، والدنيا معا حتى عبدوا القبور، واستحلوا تبرج النساء...).([31]) اهـ

قلت: فالحداد ينظر إلى من حوله من الناس نظرة مظلمة قاتمة، فيها الكثير من الإجحاف والظلم؛ فهو يرى الناسإلا القليلبما فيهم أهل السنة والجماعة ومن تابعهم من المسلمين، أنهم في ضلال مبين، وظلام عميم، وأنهم وقعوا في الشرك والفسق، فما هذا التعميم الظالم، يا ظالم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الاقتضاء» (ج1 ص119): (والجهل والظلم هما أصل كل شر). اهـ

قلت: وهذا التعميم الظالم، وهو بعينه يتلفظ به «ربيع المدخلي».

فاستمع إلى تكفير: «ربيع المدخلي» للشعوب الإسلامية، ورميها بالشرك، والفسق، والضلال بما فيهم أهل السنة ومن تابعهم من المسلمين.

قال ربيع المدخلي الحدادي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص141): (قد تكون هي من الأسباب، وإلى جانبها أسباب أخر، هي كفر الشعوب بالله، وشركها به، وفسوقها عن هداية الأنبياء). اهـ

قلت: فهو يرى المسلمين في بلدانهم، وقعوا في الكفر، والفسق، والشرك، وأنهم في ضلال مبين، وظلام عميم، فما هذا التعميم يا ربيع العقيم؟!([32])

واستمع إلى ألفاظ: «محمود الحداد» في الأمة الإسلامية؛ برميها
بـ«الروافض»، و«الزنادقة»، و«المرجئة»، وغير ذلك.

فقال محمود الحداد: (روافض عصرنا... وقدرية عصرنا... وزنادقة عصرنا).([33]) اهـ

وقال محمود الحداد: (صفة الزنادقة: الزندقة هي النفاق الأكبر، نفاق الكفر الأكبر، والإلحاد الأعظم...).([34]) اهـ

قلت: فالحداد هنا قد اتهم العامة من الأمة الإسلامية بذلك، كما في كتابه المذكور، فتنبه.

وقال محمود الحداد: (ومن الإرجاء تجرؤ العامة على ترك الدين: ظواهره، وشعائره بل وأركانه وعقائده).([35]) اهـ

قلت: ولا أرى هذا إلا نزعة تكفيرية، ومن سبقه من أهل العلم إلى هذه الأحكام الجريئة؟!، ومن سلفه فيها؟!.

وقال محمود الحداد: (وعامة المسلمين من زمن، على الإرجاء). اهـ

قلت: وتلاعب محمود الحداد في ألفاظه، فهو كثير، بل ووضع ألفاظه هذه في غير محلها، بل ويتصرف بها على حماسه الجاهلي، وانفعاله البدعي.([36])

قلت: وهذا التعميم، هو تعميم المدخلي، بل والألفاظ هي بعينها ألفاظ المدخلي، فهو أيضا يتلفظ بكلمة: «الروافض»، و«الزنادقة»، و«الباطنية»،
و«المرجئة»،
على المسلمين: (تشابهت قلوبهم) [البقرة: 118].(
[37])([38])

قال ربيع المدخلي الحدادي في «المجموع الفاضح» (ص479) وهو يرمي أهل السنة والجماعة: (فإن من يستقرئ أحوال: «الحدادية الجديدة» وكتاباتهم وموافقتهم، يدرك أنهم يسيرون على منهج فاسد، وأصول فاسدة يشابهون فيها: «الروافض»!([39])). اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «المجموع الفاضح» (ص480): (وهاكم ما تيسر ذكره من أوجه الشبه بينهم، وبين الروافض!:

الوجه الأول: التقية الشديدة، فالرافضي يعترف لك بأنه جعفري، ويعترف ببعض أصوله، وعقائده الفاسدة، وهؤلاء لا يعترفون بأنهم: «حدادية»([40])!، ولا يعترفون بشيء من أصولهم، وما ينطوون عليه...

الوجه الثامن: الدعوة إلى التقليد؛ كما هو حال «الروافض»، وغلاة «الصوفية»!...).اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «المجموع الفاضح» (ص484): (وبهذه الخصال الشنيعة، شابهوا: «الروافض»، والفئات، والأحزاب الضالة). اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «المجموع الفاضح» (ص485): (فهؤلاء «الحداديون»([41]) يشابهون: «الروافض»، في الكذب، وتصديق الكذب، وتكذيب الصدق).اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «المجموع الفاضح» (ص485): (الوجه العاشر: التدرج الماكر على طريقة: «الباطنية»، وإن كنا لا نرى أنهم: «باطنية»!؛ لكن نرى: أنهم يشابهونهم في التدرج والتلون!). اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «شرحه التالف؛ لعقيدة السلف» (ص69) عن أهل السنة: (يا أعداء الله!). اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «شرحه التالف؛ لعقيدة السلف» (ص69) عن أهل السنة: (هؤلاء لا أستبعد أن في أوساطهم: «زنادقة»، يحاربون الإسلام).اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «شرحه التالف؛ لعقيدة السلف» (ص71) عن أهل السنة: (وهمواللهأخطر على الإسلام عندي من: «الروافض»!).اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «شرحه التالف لعقيدة السلف» (ص172) عن أهل السنة: (وأنا اعتقد أن فيهم: «زنادقة»، و«روافض»: مدسوسين معهم). اهـ

وقال ربيع المدخلي الحدادي في «كشفه البالي» (ص12) عن أهل السنة: (أيها الحاقدون أنتم مسالمون لأهل البدع بما فيهم: «الروافض»، و«الصوفية»، و«العلمانيون»، و«الحزبيون»، وإن ذكرتم بعضهم ببدعة، فإنما هو من ذر الرماد في العيون).([42])اهـ

قلت: فانظر إلى هذا التباين والتضاد، وكيف راج عليه ما حذر منه؟!؛
 فهو متلبس بما يتهم به غيره.

* وتلاعب ربيع المدخلي الظالم في ألفاظه، فهو كثير، بل ووضع ألفاظه هذه في غير محلها، بل يتصرف بها على حماسه: «الجاهلي»، وانفعاله: «البدعي».

قلت: وأما انتقاص: «محمود الحداد»، لأهل العلم، فهو كثير، فقد انتقص: شيخ الإسلام ابن تيمية $، والحافظ النووي $، والحافظ ابن حجر $، والحافظ الطحاوي $، والحافظ الذهبي $، والحافظ ابن الجوزي $، والشيخ ابن باز $، والشيخ الألباني $، بل والعلماء عموما.([43])

فقال محمود الحداد: (فضل الناس ضلالا مبينا في الدين والدنيا معا حتى
عبدوا القبور، واستحلوا تبرج النساء، وكفروا أهل السنة، وحتى من نسب إلى العلم، وكان في باطن أمره من أهل السنة نافق، أو داهن، أو جبن، أو زل، فلم يعرف الناس منه في هذا شيئا، فأي صلاح على هذا؟!).(
[44]) اهـ

قلت: وفي هذا التعميم المجحف أن أهل العلم، وقعوا في: «النفاق»، أو «المداهنة»، أو «الجبن»، أو «الزلل»، فما هذا التعميم الظالم؟، والله المستعان.

* وانتقاص الحداد لأهل العلم، هو بعينه انتقاص المدخلي لأهل العلم أيضا، فقد انتقص المدخلي: «الحافظ النووي»، و«الحافظ ابن حجر»، و«العلامة الشوكاني»، و«الشيخ ابن باز»، و«الشيخ ابن عثيمين»، و«الشيخ الألباني»، و«هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة والإفتاء»؛ ببلد الحرمين، وغيرهم، كما سوف يأتي ذكر ذلك من كتبه، وأشرطته.([45])

قلت: فهو متلبس بما ينكره على غيره!.

* فليتأمل هذا مناصرو: «المدخلي»، ومريدوه حتى يعرفوا الحق من الباطل، وصدق القول من الخبر العاطل، وإلا ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾ [الرعد: 17].

قلت: وهذا من أعظم الأدلة على خطورة البدعة، أن أهلها ومروجيها، ومن أشربوا حبها يكرهون الحق وأهله، ولا سيما من يدعونهم إلى السنة، واتباع الهدى، فيصفونهم بأوصاف لا تليق بهم، بل العكس هو الصحيح؛ فالمبتدعة أحق بتلك الأوصاف، ولكنهم رموا أهل السنة بتلك العظائم، والألقاب التي هم: بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، والمثل السائر يقول: «رمتني بدائها وانسلت».

* فهذه الألقاب: ما زال أهل البدع والضلال يلقبون بها أهل السنة والجماعة، حتى في هذا العصر، وقد تزعم هذه «الفرقة الحدادية»، التي امتلأت قلوب أهلها حقدا وغيظا على أهل السنة والجماعةرجل تولى كبرها في هذا العصر، وهو ربيع بن هادي المدخلي، الذي أخذ على عاتقه حمل لواء: «المرجئة العصرية»، بما سطره في مقالاته التي كفانا مؤنتها وتتبع سمومها، وكشفها علماء الحرمين.

* فإن ربيعا المدخلي عهد إلى أسلوب خطير قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم([46])، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة فشوهها، وعلق عليها تعليقات خبيثة بدعية، في مقالاته على طريقة: «مذهب المرجئة».

* وحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض، وأظهر بها حقده الدفين، فوصف أهل السنة والجماعة بتلك الألقاب الشنيعة التي هو أحق بها في الواقع، بل سبهم وشتمهم بها، وله أتباع ينشرون زبالة عقله المريض، ويتبنون أفكاره الداعية إلى إحياء بدعة([47]): «المرجئة»، وإماتة السنة في «شبكة سحاب» البدعية سابقا، وغيرها.

قلت: بل يرى سوء عمله هذا حسنا، والله المستعان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج10 ص9): (المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله تعالى، ولا رسوله ﷺ قد زين له سوء عمله فرآه حسنا، فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيئ ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنا، وهو سيئ في نفس الأمر فإنه لا يتوب).اهـ

قلت: فالبدع خطيرة، وعليها وعيد شديد، وإذا كثرت فإنها تغطي القلب، وتغلفه، ويختم عليه، فلم يعد يعرف الخير من الشر([48])؛ كما قال تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ [المطففين: 14].

* واستمع إلى هذه المناقشة التي جرت بين: ربيع المدخلي، وبين بعض طلبة العلم في «شريط مسجل» بعنوان: «النقد منهج»، رقم: «2»، وجه: «ب»، حيث دافع: «ربيع المدخلي» عن «محمود الحداد»، و«فريد المالكي»، وغيرهما، عندما أحرقوا «فتح الباري» لابن حجر $.

* فقد ذكر السائل حرق «فتح الباري» من قبل: «الحدادية»، ثم قال لربيع المدخلي: إن هؤلاء ينسبون إليك:

(فقال ربيع: هات هذا السلفي([49])، سميه لنا أنت، سميه لي يا أخي؟.

السائل: اسمه محمود الحداد!.

قال ربيع المدخلي وهو غضبان: هو اللي حرق «فتح الباري»....

قال ربيع المدخلي وهو مقاطع، بل وهو غضبان: أنت رأيته يحرقه؟ من هو مصدرك؟([50])

السائل: سمعت..

قال ربيع المدخلي، وهو ومقاطع، بل وهو غضبان: يا أخي اتق الله من هذا الأسلوب المزيف، الإخوان جهلة، ورواياتهم كذابين، ومجهولين، وكلها تقوم على الكذب والجهالة.

السائل:...هذا ينقلونه بعض الإخوان....

قال ربيع المدخلي: وشاهد الوجود السلفيون من مصر، والمغرب إلى بنغلادش، رح أسأل.

السائل: الرجل الذي..

قال ربيع المدخلي مقاطعا وهو يصرخ: اسمع، رح أسأل عن: «الحافظ ابن حجر» وعن كتبه، لا تسألني أنا، اركب أنت، ورح الهند، وباكستان، وأفغانستان، وقل لهم: «فتح الباري»([51])، وستجد الإجابات، والتوقيعات من علماء السلف، ورح الرياض، ورح أي مكان عند أي سلفي.....

إلى أن قال السائل: الرجل: «فريد المالكي».

قال ربيع المدخلي: فريد، ما يصح([52])وهو غضبان مدافعا عن «فريد المالكي»كذابين، كذابين، أنا أنا شف.....

إلى أن قال السائل: عن «فريد المالكي».

قال ربيع المدخلي: عن «فريد المالكي» قالوا حرق «فتح الباري»، قلنا فين حرقه، ومنه اللي عنده، لما حرق: «فتح الباري»، يجيب الإخوان المسلمين يقول شوفوا أنا أحرقه، افرض إن واحد سلفي؛ يعني: حصل له عقدة وحرقه، حيجيب الإخوان عنده يحرقه قدامهم...). اهـ

 

 

 ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     

ذكر الدليل

على تفنيد دعاوى ربيع المدخلي في رميه أهل السنة والجماعة، بـ«الخوارج» و«الحدادية»، وغير ذلك

 

 

* لقد رمت الخوارج: أهل السنة والجماعة([53]) «بالإرجاء»، وذلك عندما أفتوا للناس: «بالسمع والطاعة، والبيعة»؛ لحكام المسلمين، على طريقة السنة النبوية.

* ورمت المرجئة: أهل السنة والجماعة «بالخروج»([54])، وذلك عندما أفتوا للناس خطأ الذين وقعوا في «الإرجاء».

قلت: ونحن لا نرضى طريقة، هؤلاء: «الخوارج»، ولا نرضى طريقة، هؤلاء «المرجئة».

* فالخوارج: كـ«سفر الحوالي، وسلمان العودة» وغيرهما، إذا رأوا عالما يفتي: بالسمع والطاعة والبيعة؛ لحكام المسلمين: على طريقة أهل السنة والجماعة، رموه بالإرجاء!.

* والمرجئة: كـ«ربيع المدخلي، وعلي الحلبي» وغيرهما، إذا رأوا عالما يفتي: ببطلان الإرجاء المنتشر في هذه الإيام، على طريقة أهل السنة والجماعة، رموه بالخروج!.

قلت: وأهل السنة والجماعة، لا يضرهم رمي هؤلاء بـ«المرجئة»، ولا هؤلاء بـ«الخوارج»: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38].

*  فأهل الاتباع في هذه المسألة الذين خالفوا الفريقين السابقين، فهم وسط في باب الإيمان وغيره، بين مذهب: «الخوارج»، وبين مذهب: «المرجئة»، عصمهم الله تعالى من التخبط في دينه؛ للزومهم الكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح، ونبذهم الآراء البدعية، والتعصب لها، والله المستعان.

* وصدق السلف في قولهم عن: الخوارج، والمرجئة([55]):

قال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص366): (أما الخوارج فأنهم يسمون أهل السنة والجماعة: مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم «المرجئة» يزعمون أنهم على إيمان دون الناس، ومن خالفهم: كفار). اهـ

وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص364): (أما الخوارج: فمرقوا من الدين، وفارقوا الملة، وشردوا على الإسلام، وشذوا عن الجماعة، وضلوا عن سبيل الهدى، وخرجوا على السلطان والأئمة، وسلوا السيف على الأمة، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وكفروا من خالفهم إلا من قال بقولهم، وكان على مثل رأيهم، وثبت معهم في دار ضلالتهم...). اهـ

وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص362): (ولأصحاب البدع: نبز، وألقاب، وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين، ولا الأئمة، ولا العلماء، من أمة محمد r، فمن أسمائهم: «المرجئة»؛ وهم: الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل، وأن الإيمان: هو القول، والأعمال شرائع، وإن الإيمان مجرد...). اهـ

وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص355): (هذا مذهب: أئمة العلم أصحاب الأثر، وأهل السنة المعروفين بها، المقتدى بهم فيهم، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق، والحجاز، والشام، وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها؛ فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة، وسبيل الحق، وهو مذهب: أحمد، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا، وأخذنا عنهم العلم؛ فكان من قولهم: الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص، الاستثناء في الإيمان سنة ماضية عن العلماء، وإذا سئل الرجل أمؤمن أنت؟، فإنه يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو، أو يقول: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه ،ورسله، ومن زعم: أن الإيمان: قول بلا عمل؛ فهو مرجئ، ومن زعم: أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع؛ فهو مرجئ، وإن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ فهو مرجئ، وإن قال: إن الإيمان يزيد ولا ينقص، فقد قال بقول المرجئة، ومن لم يستثن في الإيمان؛ فهو مرجئ، ومن زعم: أن إيمانه كإيمان: جبريل، أو الملائكة؛ فهو مرجئ، وأخبث من المرجئ؛ فهو كاذب، ومن زعم: أن الناس لا يتفاضلون في الإيمان؛ فقد كذب، ومن زعم: أن المعرفة تنفع في القلب، وإن لم يتكلم لها؛ فهو جهمي، ومن زعم: أنه مؤمن عند الله مستكمل الإيمان؛ فهذا من أشنع قول: المرجئة وأقبحه...). اهـ

وقال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله: (علامة أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة: حشوية يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة: مشبهة، وعلامة القدرية: تسميتهم أهل الأثر: مجبرة، وعلامة المرجئة: تسميتهم أهل السنة: مخالفة ونقصانية([56])، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة: ناصبة، ولا يلحق أهل السنة؛ إلا اسم واحد، ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء).([57])

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في «عقيدة السلف» (ص305): (وكل ذلك عصبية، ولا يلحق أهل السنة؛ إلا اسم واحد: وهو أصحاب الحديث).اهـ

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في «عقيدة السلف» (ص305): (أنا رأيت أهل البدع، في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين، مع رسول الله r: فإنهم اقتسموا القول فيه: فسماه بعضهم «ساحرا»، وبعضهم «كاهنا»، وبعضهم «شاعرا»، وبعضهم «مجنونا»، وبعضهم «مفتونا»، وبعضهم «مفتريا مختلقا كذابا»، وكان النبي r من تلك المعائب بعيدا بريئا، ولم يكن إلا رسولا، مصطفى، نبيا، قال الله عز وجل: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} [الإسراء: 48].

* وكذلك: المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره، ونقلة آثاره، ورواة أحاديثه، المقتدين بسنته، فسماهم؛ بعضهم «حشوية»، وبعضهم «مشبهة»، وبعضهم «نابتة»، وبعضهم «ناصبة»، وبعضهم «جبرية».

وأصحاب الحديث: عصامة([58]) من هذه المعائب: برية، نقية، زكية تقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه، ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله r في أخباره، التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منها، وأعانهم على التمسك بسيرته، والاهـتداء بملازمة سنته، وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أئمة شريعته، وعلماء أمته.

* ومن أحب قوما، فهو منهم يوم القيامة، بحكم قول رسول الله r: (المرء مع من أحب).([59])

وإحدى علامات أهل السنة: حبهم لأئمة السنة وعلمائها، وأنصارها وأوليائها، وبغضهم لأئمة البدع، الذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار.

* وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة، ونورها بحب علماء السنة، فضلا منه جل جلاله ومنة). اهـ

قلت: وعلى هذا فقد جمع «ربيع المدخلي» الغالي؛ سوأتين في رميه: أهل السنة والجماعة بـ«الخوارج»، و«الحدادية»، و«الرافضة»، و«الباطنية»، وغير ذلك.

الأولى: فقد سلك مسلك، أهل الشرك في رميهم الرسول r، وهو r: بري من تلك المعائب.

الثانية: وسلك مسلك، أهل البدع في رميهم أهل السنة والجماعة، وهم: بريئون من تلك المعائب.

* فقد أحدث: «ربيع المدخلي» المبتدع، أسماء: شنيعة قبيحة؛ فسمى بها أهل السنة يريد بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والازدراء بهم عند اتباعه: «المرجئة».

* فربيع المدخلي: تشبه بالمشركين، والمبتدعين: في رميه أهل السنة؛ بهذه المعائب التي إذا لم يوجد لها مكان فيهم: ردت عليه.

* بحكم: قول رسول الله r: (لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك).([60])

وقول رسول الله r: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما).([61])

وقول رسول الله r: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).([62])

وقول رسول الله r: (ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله).([63])

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري» (ج10 ص466): (قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه...»؛ أي: رجع، وهذا يقتضي أن من قال لآخر أنت «فاسق»، أو قال له أنت «كافر»؛ فإن كان ليس: كما قال كان هو المستحق للوصف...). اهـ

قلت: وأصل البوء اللزوم، أي: لزمته الكلمة، وهذا خروج من الاعتدال، والله المستعان.

* ولقد توعد النبي r، في الذي يتكلم بالباطل، ويرمي المؤمن بما ليس فيه.

فقال النبي r: (من خاصم في باطل، وهو يعلمه([64]) لم يزل في سخط الله حتى ينزع([65]) عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال([66])، حتى يخرج مما قال).([67])

قال الإمام القرطبي رحمه الله في «تفسير القرآن» (ج3 ص147): (فلا يجوز لأحد أن يخاصم على أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق). اهـ

وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص386): (وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف: أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة، يريدون بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والازدراء بهم عند السفهاء والجهال، فأما المرجئة: فإنهم يسمون أهل السنة: شكاكا، وكذبت المرجئة، بل هم أولى بالشك والتكذيب. وأما القدرية: فإنهم يسمون أهل السنة والإثبات: مجبرة، وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف، أنفوا قدرة الله عن خلقه، وقالوا له ما ليس بأهل له تبارك وتعالى.

وأما الجهمية: فإنهم يسمون أهل السنة: مشبهة، وكذبت الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب، افتروا على الله الكذب، وقالوا على الله الزور، والإفك، وكفروا في قولهم.

وأما الرافضة: فإنهم يسمون أهل السنة: ناصبة، وكذبت الرافضة، بل هم أولى بهذا الاسم إذ ناصبوا أصحاب محمد r: السب والشتم، وقالوا فيهم غير الحق، ونسبوهم إلى غير العدل، كذبا وظلما، وجرأة على الله، واستخفافا لحق الرسول، والله أولى بالتغيير والانتقام منهم.

وأما الخوارج: فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة: مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم: المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس، ومن خالفهم كفار.

وأما أصحاب الرأي والقياس: فإنهم يسمون أصحاب السنة: نابتة، وكذب أصحاب الرأي، أعداء الله، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول، وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنة، وهم: أصحاب بدعة جهلة ضلال، طلاب دنيا بالكذب والبهتان. فرحم الله عبدا قال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع، وترك مجالستهم ومحادثتهم، احتسابا وطلبا للقربة من الله، وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا بالله). اهـ

قلت: وهذا من أعظم الأدلة على خطورة البدعة، أن أهلها ومروجيها، ومن أشربوا حبها يكرهون الحق وأهله، ولا سيما من يدعونهم إلى السنة، واتباع الهدى، فيصفونهم بأوصاف لا تليق بهم، بل العكس: هو الصحيح فالمبتدعة أحق بتلك الأوصاف، ولكنهم رموا أهل السنة بتلك العظائم، والألقاب التي هم: بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، والمثل السائر يقول: (رمتني بدائها وانسلت).

* فهذه الألقاب ما زال أهل البدع، والضلال يلقبون بها أهل السنة والجماعة حتى في هذا العصر، وقد تزعم هذه: الفرقة المرجئية الحدادية التي امتلأت قلوب أهلها حقدا، وغيظا على أهل السنة والجماعة رجل تولى كبرها في هذا العصر، وهو «ربيع بن هادي المدخلي»، الذي أخذ على عاتقه حمل لواء «المرجئة العصرية» بما سطره في مقالاته التي كفانا مؤنتها، وتتبع سمومها، وكشفها: علماء الحرمين.

* فإن ربيعا المدخلي: عهد إلى أسلوب خطير قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة فشوهها، وعلق عليها، تعليقات خبيثة بدعية، في مقالاته على طريقة مذهب: «المرجئة».

* وحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض، وأظهر بها حقده الدفين، فوصف أهل السنة والجماعة: بتلك الألقاب الشنيعة التي هو أحق بها في الواقع كتلقيبهم بـ«الخوارج»، و«الحدادية»، و«الرافضة»، و«الباطنية»، بل سبهم وشتمهم بها، وله أتباع ينشرون زبالة عقله المريض، ويتبنون أفكاره الداعية إلى إحياء بدعة([68]) «المرجئة»، وإماتة السنة في «شبكة سحاب» البدعية وغيرها.

قلت: بل يرى سوء عمله هذا حسنا، والله المستعان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» (ج10 ص9): (المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله تعالى، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، قد زين له سوء عمله فرآه حسنا، فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء: ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنا، مأمورا به أمر إيجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنا، وهو سيء في نفس الأمر؛ فإنه لا يتوب). اهـ

قلت: فالبدع خطيرة، وعليها وعيد شديد، وإذا كثرت فإنها تغطي القلب، وتغلفه، ويختم عليه، فلم يعد يعرف الخير من الشر([69])؛ كما قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14] .

قلت: فتتجارى الأهواء والبدع بأصحابها، حتى تنقلب مفاهيمهم وتنعكس أمورهم؛ فيرون الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، والسنة بدعة، والبدعة سنة، اللهم غفرا.

* إذا فربيع المدخلي: أولى بهذه الأسماء، والألقاب، فهو «المرجئ»، و«الخارجي»([70])، و((الحدادي»([71])، وأتباعه هم: «المرجئة»، و«الخوارج»، و«الحدادية»، وهذا منهج السلف الصالح في الذي يرمي أهل السنة والجماعة بشيء، وهو ليس فيهم فيردون هذا الاسم إليه، ويصنفونه فيه جزاء وفاقا، اللهم غفرا.

قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله في «اعتقاد السلف» (ص299): (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي r، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم: «حشوية»، و«جهلة»، و«ظاهرية»، و«مشبهة». اعتقادا منهم في أخبار رسول الله r، أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، العاطلة، وحججهم، بل شبههم الداحضة الباطلة([72]): {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} [محمد: 23]). اهـ

* فيرمي أهل السنة بـ«الرافضة»، و«المجوسية»، و«الباطنية»، و«الحدادية»، و«الخوارج»، وغير ذلك.

قلت: هذا نصيب أهل السنة من هذا المفتون.

* وهذه الطريقة المشئومة من هذا الشانئ، غاية في الغل والحقد، نعوذ بالله من الإثم والخذلان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة» (ج1 ص22): (ومن أعظم خبث القلوب: أن يكون في قلب العبد غل لخيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيين، ولهذا لم يجعل الله تعالى، في الفيء نصيبا لمن بعدهم، إلا الذين: {يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [الحشر: 10]).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» (ج4 ص170): (تجد أحدهم يتكلم في «أصول الدين وفروعه»، بكلام من كأنه لم ينشأ في دار الإسلام، ولا سمع ما عليه أهل العلم والإيمان، ولا عرف حال سلف هذه الأمة، وما أوتوه من كمال العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، ولا عرف مما بعث الله تعالى به نبيه، ما تدله على الفرق بين الهدى والضلال، والغي والرشاد.

* ونجد وقيعة هؤلاء في «أئمة السنة، وهداة الأمة» من جنس وقيعة: الرافضة، ومن معهم من المنافقين في أبي بكر وعمر، وأعيان المهاجرين والأنصار.

* ووقيعة: اليهود والنصارى، ومن تبعهم من منافقي هذه الأمة في رسول الله r.

* ووقيعة: الصائبة والمشركين من الفلاسفة، وغيرهم في الأنبياء والمرسلين.

* وقد ذكر الله في كتابه من كلام الكفار، والمنافقين في الأنبياء والمرسلين، وأهل العلم والإيمان، ما فيه عبرة للمعتبر، وبينة للمستبصر.

* ونجد عامة أهل الكلام، ومن أعرض عن جادة السلف إلا من عصم اللهيعظمون أئمة الاتحاد، بعد تصريحهم بكتبهم بعبارات الاتحاد، ويتكلفون لها محامل غير ما قصدوه، ولهم في قلوبهم من الإجلال والتعظيم، والشهادة بالإمامة، والولاية لهم، وأنهم أهل الحقائق، ما الله به عليم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في «القصيدة النونية» (ج2 ص585):

كـم ذا مشبهـة مجسمـة نــوا

 

 

بتـة مسبــة جاهــل فتــان

أسمـاء سميتهـم بهـا أهل الحديث

 

 

وناصـري القــرآن والإيمـــان

سميتموهـم أنتــم وشيوخكــم

 

 

بهتـا بها مـن غيـر مـا سلطـان

وجعلتموهــا سنــة لتنفــروا

 

 

عنهم كفعـل الساحـر الشيطــان

مــا ذنبهــم والله إلا أنهـــم

 

 

أخـذوا بوحـي الله والفرقـــان

وأبـوا بـأن يتحيـزوا لمقالـــة

 

 

غيـر الحديـث ومقتضـى القـرآن

وأبـوا يدينـوا بالـذي دنتـم بـه

 

 

مــن هــذه الآراء والهذيــان

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في «القصيدة النونية» (ج2 ص577):

فبحق من أعطاكم ذا العــدل
 

 

 

والإنصاف والتخصيـص بالعرفــان([73])

من ذا على ديـن الخـوارج بعـد ذا ذا

 

 

أنتم أم الحشـوي مـا تريـان([74])([75])

قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (ما زال الناظم رحمه اللهيعني ابن القيميبين أقوال أهل الضلال في تنقص: أهل السنة، ورميهم بالألفاظ الشنيعة... يلقبون أهل السنة بهذه الألقاب فيقولون: إنهم مشبهة؛ لأنهم يثبتون الأسماء والصفات، وإثباتها عندهم تشبيه... والحقيقة: أن هذا ينطبق عليهم، مبتدعة، ونوابت فهم يلقبون أهل السنة بما ينطبق عليهم).([76] ) اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (افتريتم هذه الألفاظ لتنفروا الناس عن أهل السنة والجماعة. هذا هو الغرض، وهذا متكرر من أهل الضلال، في كل زمان، وفي وقتنا هذا يصفونهم بأنهم رجعية، ومتخلفون وإرهابيون وغلاة.

* ذنبهم عند أهل الضلالح أنهم أخذوا بنصوص الكتاب والسنة، وهذا في الحقيقة ليس بعيب، بل هو الحق؛ كما قال تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} [البروج: 8].

 * أخذوا بالنصوص، وأبوا أن ينحازوا، لأي: مذهب إلا للقرآن والسنة، هذا ذنبهم عند أهل الضلال).([77])اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (ظهرت في الآونة الأخيرة نابتة من المتعالمين جعلت بعض أصول هذه العقيدة مجالا للنقاش، والأخذ والرد، ومن ذلك قضية الإيمان، وإدخال الإرجاء فيه، والإرجاء: عقيدة ضالة تريد فصل العمل، وإخراجه عن حقيقة الإيمان؛ بحيث يصبح الإنسان مؤمنا بدون عمل... وآل الأمر بهذه النابتة إلى أن تشنع على من لا يجاريها، ويوافقها على عقيدة الإرجاء، ويسمونهم بالخوارج والتكفيريين، وهذا قد يكون لجهلهم بعقيدة أهل السنة والجماعة، التي هي وسط بين مذهب «الخوارج»... وبين مذهب «المرجئة»...).([78])اهـ

قلت: وهناك مفاسد مترتبة على الإطلاقات التكفيرية، وذلك أن الحكم على المسلم بهذه الإطلاقات، بغير حق واقعلا محالة في مغبة الوعيد الشديد الذي جعله الشرع لمن نسب مثل هذه الإطلاقات التكفيرية.

* فلقد دلت الروايات المتعددة كما سبق على حرمة سب المسلم، فما الظن بالحكم عليه بهذه الألفاظ المشينة.

* وعلى هذا: فإن من قال لأخيه المسلم: أيها الكافر، أو الخارجي، أو الزنديق، أو الباطني، أو المجوسي، أو الرافضي، وغير ذلك دون أن يوافق ذلك محلا صحيحا، فهو معرض لتفسير هذه الأحاديث.([79])

قلت: ووردت الأحاديث، لبيان مدى خطورة إطلاق هذا الحكم دون تثبت، أو تحقق.([80])

* ولهذا فإن هذه التوابع من الإطلاقات، إذا ثبتت على حكم غير صحيح؛ فما أعظم الأضرار والمفاسد، التي ستقع على المسلم المظلوم، وعلى المجتمع المسلم، إذ إن هذه الإطلاقات الجائرة، إنما هي تمزيق لأواصر الأمة الإسلامية، وغرس لبذور الشقاق، والخلاف في المجتمع المسلم، والله المستعان.

وختاما في هذا الباب نقول: لربيع المدخلي إننا بريئون من مذهب «الخوارج»، ومذهب «الحدادية»، ومذهب «الرافضة»، ومذهب «الباطنية»، وغير ذلك من المذاهب الباطلة التي اتهمت فيها أهل السنة والجماعة.

قلت: فعقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة، التي لا تنازل عنها، ولا نقبل الأفكار البدعية؛ كالإرجاء وغيره.

    هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المباركإن شاء الله تعالىسائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

إضاءة سلفية في هجر من يسب السلف، أو يسب أتباع السلف في كل زمان...................................................................................................

5

2)

إلماعة على أن ربيعا المدخلي؛ أورده لسانه الموارد المهلكة بسبب السب والشتم والطعن؛ في العلماء وطلبتهم، والكلام في دين الله بغير علم...................................................................................................

7

3)

ذكر الدليل على كشف خبث جماعة «ربيع المدخلي» في كلامهم على أهل العلم، وغيرهم، ذلك بسبب أنهم: - قل فيهم العلم وأهله... وقل اعتبار الناس للعلماء وطلبة العلم... فلم ينزلوهم، منازلهم ولم يرفعوا لهم رأسا، وأساءوا بهم الظن، واستطالوا عليهم... فكانت عاقبة أمرهم خسرا، فضلوا وأضلوا ﴿فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون﴾ [الروم: 32].. وما أدري إن كانت قلوب هؤلاء لا تنفعهم الموعظة، ولا تفيدهم الذكرى... ألم تزجرهم النصوص المرهبة والمرعبة، عن فعلهم -هذا- الشنيع... اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك........

9

4)

ذكر الدليل على مشابهة ألفاظ ربيع المدخلي، بألفاظ محمود الحداد؛ تماما: (تشابهت قلوبهم) [البقرة: 118].............................

21

5)

ذكر الدليل

على تفنيد دعاوى ربيع المدخلي في رميه أهل السنة والجماعة، بـ«الخوارج» و«الحدادية»، وغير ذلك..................................................

34

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص249).

[2]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج2 ص61 و62).

[3]) يعني: ما يخرج من الكلام.

[4]) قلت: والمدخلي المجرم الأثيم طعن بألفاظه الخبيثة هذه في: «الحافظ ابن حجر»، و«الحافظ الذهبي»، و«الحافظ النووي»، و«العلامة الشوكاني»، و«العلامة ابن باز»، و«العلامة ابن عثيمين»، وهيئة كبار العلماء، وغيرهم، كما سوف يأتي من كلامه في أثناء هذا الكتاب.

[5]) للتثبت من ألفاظ «ربيع المدخلي» الخبيثة هذه ارجع إلى كتبه وأشرطته وهي: «شرح عقيدة السلف» لربيع المدخلي (ص66 و67 و68 و69 و70 و71 و91 و172)، و«المجموع الواضح» له (ص124 و252 و255 و320 و480 و484 و485 و488)، و«الكشف» له (ص11 و12 و15)، و«التعصب الذميم» له (ص31)، و«النهج الثابت» له (ص2 و3 و4)، و«(شريط مسجل» له، بعنوان: (الجلسة الثالثة من المخيم الربيعي» (أ)، و«شريط مسجل» له، بعنوان: (مناظرة عن أفغانستان) الوجه (أ)، و«شريط مسجل» له، بعنوان (مرحبا يا طالب العلم) رقم (1)، وجه (أ)، و«شريط مسجل» له، بعنوان: (شرح فتح المجيد) رقم (2) وجه (ب)، و«شريط مسجل» له، بعنوان: (الاعتصام بالكتاب والسنة) رقم (1) وجه (ب)، و«شريط مسجل» له، بعنوان: (العلم والدفاع عن الشيخ جميل عبد الرحمن) وجه (أ)، و«شريط مسجل» بعنوان: (الشباب ومشكلاته) وجه (ب).

[6]) حتى قال مرة أنه يخرج منه الكلام بسبب مرض السكري الذي في رأسه.

 «شريط مسجل»، بصوته في «شبكة الأثري» سنة: (1428هـ).

[7]) أثر صحيح.

 أخرجه ابن ناصر الدين في «إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك» (ص82)؛ بإسناد صحيح.

[8]) أثر صحيح.

 أخرجه ابن ناصر الدين في «إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك» (ص82)؛ بإسناد صحيح.

[9]) قلت: وهذه الحكمة من نهي النبي r أن يحكم الحاكم بين اثنين، وهو غضبان، فيتجاوز الحد إلى غير الحق، ويتعدى حدود الله تعالى، ويظلم الناس في ذلك، وهذا ظاهر في «المدخلي»، والله المستعان.

 وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص137) و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج12 ض15).

 فعن أبي بكرة ﭬ قال: سمعت رسول الله r يقول: (لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان).

 أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج13 ص136)، ومسلم في «صحيحه» (ج12 ص15).

[10]) قلت: ولصعوبة اجتماع هذه الشرائط، عظم الخطر في الكلام في الناس.

[11]) فربيع المدخلي هذا الآن لا يقبل منه أي شيء، حتى لو تكلم في عبد رقيق لا يقبل منه، نعوذ بالله من الخذلان.

[12]) ربيع وشيعته الآن على حفرة من حفر النار لطعنهم في أعراض الناس، والعياذ بالله.

[13]) فالسوء الذي تلفظ به «المدخلي» على العلماء وطلبتهم يبقى عليه عاره أبدا، والعياذ بالله.

[14]) وطعن «ربيع المدخلي» في العلماء وطلبة العلم بسبب فساد عقيدته في الإرجاء، والغرض الفاسد والهوى، اللهم سلم سلم.

[15]) والتي لا مجال فيها؛ لأن يعذر من أطلقها على أهل السنة والجماعة، والله المستعان.

[16]) أي: يعلم أنه باطل، أو يعلم نفسه أنه على باطل، أو يعلم أن خصمه على الحق، أو يعلم الباطل أي: ضده الذي هو الحق ويصر عليه.

[17]) أي: يترك وينتهي عن مخاصمته.

[18]) ردغة الخبال: هي طين ووحل كثير.. عصارة أهل النار.

 انظر: «عون المعبود» لأبي عبد الرحمن الآبادي (ج3 ص334).

[19]) حديث صحيح.

 أخرجه أبو داود في «سننه» (ج4 ص23)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص70)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص27)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص82) وفي «شعب الإيمان» (ج6 ص121) من طريق زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر به.

 قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني $ في «الصحيحة» (ج1 ص798).

 وقال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص152): (رواه أبو داود والطبراني بإسناد جيد).

[20]) قلت: والمدخلي هذا هل يرضى على نفسه أن يقال فيه ذلك؟، وهل يرضى أن يلطخ عرضه؟ وأن يتكلم عليه بهذه الطريقة، وأن يتهم بالكذب، فهو لا يرضى ذلك على نفسه؛ فكيف يرضاه لغيره من العلماء وطلبة العلم وغيرهم، فيجب عليه أن يصون أعراض المسلمين، وإلا عليه إثم ذلك يوم القيامة، نعوذ بالله من الخذلان.

[21]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص464)، ومسلم في «صحيحه» (61) من حديث أبي ذر t.

[22]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث أبي هريرة t.

[23]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث ابن عمر .

[24]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث ثابت بن الضحاك t.

[25]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص191)، ومسلم في «صحيحه» (ج2 ص889) من حديث جابر بن عبد الله t.

[26]) قلت: ولما فقه السلف هذا جعلوا منتقص العلماء: «زنديقا»، لما يفضي إليه هذا القول من الطعن في الدين، وتنقص السنة التي يحملونها.

[27]) انظر: «قواعد في التعامل مع العلماء» لابن معلا (ص104) قدم للكتاب، العلامة الشيخ ابن باز $.

[28]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج7 ص190).

[29]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج10 ص171)، و«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (ج2 ص368)، و«أسباب النزول» للواحدي (ص287).

[30]) وقد راج عليه ما حذر منه.

 قال تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾ [البقرة: 44].

 قلت: وأي طالب علم إذا قرأ في كتب: «ربيع المدخلي» يدركتماما أنه متناقض في مسائل كثيرة، ويبيح لنفسه ما يحرمه على غيره، فالله تعالى حسيبه.

[31]) انظر: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» للحداد (ص3 و4 و5).

[32]) فما هذا التعميم الظالم.. وهل كان يعي هذا «المدخلي» ما يكتبه؟! وبأي ميزان كان يزن؟! وبأي مقياس يقيس؟! والله المستعان.

[33]) انظر: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» للحداد (ص80 و86 و95).

[34]) انظر: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» للحداد (ص76).

[35]) انظر: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» للحداد (ص208).

[36]) وانظر: كتابه: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» (ص83 و87 و88 و91 و93 و95 و96 و103 و109).

[37]) فسبحان من جعل هذا التوافق بقدرته، فمثل هذا الرجل جدير؛ بمثل: هذا الرجل الحداد، الذي هو ساقط بموازين الرجال قبل سقوطه بموازين العلم.

[38]) فانظر إلى أي هوة سقط هذا الرجل!

[39]) قال عن أهل السنة والجماعة ذلك؛ لأنهم لم ينصروه في منهجه البدعي الأخير، والله المستعان.

 قلت: بل أنكروه عليه، كما هو واضح من ردودهم عليه في الكتب والأشرطة والمذكرات.

[40]) بالعكس، بل أنت لم تعترف: «بحداديتك»، وكذا أتباعك: «الحدادية» لم يعترفوا أيضا؛ لأن في الأصل أنتم: «الحدادية»، ثبت ذلك عنكم بالأدلة.

[41]) يقصد أهل السنة والجماعة.

[42]) فتأمل هذا الهوى والتضليل، والتناقض والقول العليل!.

[43]) انظر: «الجامع في الحث على حفظ العلم» للحداد (ص19 و75 و236الحاشية)، و«عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» للحداد أيضا (ص89).

[44]) انظر: كتابه: «عقيدة أبي حاتم الرازي، وأبي زرعة الرازي» (ص89).

[45]) قلت: والعجيب من: «ربيع المدخلي» أنه يغضب إذا تكلم فيه بمثل ما تكلم به على أهل العلم! لماذا يغضب، وهو فعل ذلك مع أهل العلم؟ ولا يكاد يخلو كتاب من كتبه، وشريط من أشرطته من التعرض بهم إذا هم خالفوه، ولقد شعر في هذه الأيام بمرارة هذه الأوصاف التي رجعت عليه، التي لم يتورع فيها من إطلاقها على أهل العلم.

[46]) وأنا مستعد: «للمدخلي» في جمع ما ادعاه في ذكره النصوص التي يزعم فيها قوله على إثبات أصوله الفاسدة.

 * فأنا مستعد أن أجعل أدلته كلها أدلة عليه، فأنا آتي بأدلته هذه فأرميه بها، لأن كل الأدلة التي يستدل بها على باطله ففيها دليل عليه، فافهم لهذه ترشد.

 * إذا فكل نص يستدل به صاحب باطل على باطله، ففيه دليل عليه عند التأمل، فتأمل!.

 وانظر: «شرح القواعد المثلى» لشيخنا العثيمين (ص183).

[47]) قلت: والبدعة أشد خطورة من المعصية فتنبه.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الاستقامة» (ج1 ص466): (فهذه الذنوب مع صحة التوحيد، خير من فساد التوحيد مع عدم هذه الذنوب). اهـ

 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الأمر بالمعروف» (ص27): (واتباع الأهواء في الديانات أعظم من اتباع الأهواء في الشهوات). اهـ

[48]) وربيع المدخلي: وما وصل إليه من رميه لأهل السنة والجماعة بهذه الألفاظ وغيرها بسبب بطانة السوء الذين يزورونه في بيته، أو يتصلون به للتشويش على أهل السنة؛ فأحبهم لذلك، وتعاون معهم على المكر، والله المستعان.

 * فانظر رحمك الله كيف بلغ به حبه لهؤلاء المبتدعة، وبغضه للسنية مع معرفته بذلك، بل يحرف الكلم عن مواضعه دفاعا عنهم، ويعتذر لأخطائهم، ولا غرابة فقد بهرجوا عليه بما يزينونه ويظهرونه من كونهم يقومون: «بالدعوة السلفية»!، وهم أبعد ما يكونون عن المنهج السلفي الصحيح، ولكنهم بمكرهم ودهائهم استطاعوا أن يدخلوا عليه أشياء، وأن يقنعوه بها، وأمثاله ممن قلدوه ممن ليس عندهم فرقان يميزون به بين السنة والبدعة، والحق والباطل، والخطأ والصواب، فتعاون معهم على الإثم والعدوان، والله المستعان.

[49]) أي: الذي حرق «فتح الباري»، لابن حجر $.

[50]) انظروا: كيف يدافع عن «محمود الحداد» بطريقة خبيثة مما يتبين أن ربيعا المدخلي من: «الحدادية»، و«محمود الحداد» صاحبه في القديم.

[51]) وهذا يدل على أن: «ربيعا المدخلي»، يغمز الحافظ ابن حجر، وكتابه: «فتح الباري».

[52]) انظروا: كيف يدافع: ربيع المدخلي عن: «فريد المالكي!» الحدادي، مما يتبين أن «الحدادية» ينسبون إلى «المدخلي».

 والمدخلي هذا يعلم أن: «الحدادية» حرقوا «فتح الباري»، لكنه في هذه المناقشة يراوغ ويخاصم كعادته.

([53]) وهم: على الحق في إفتائهم في السياسة الشرعية في أحكام الإمارة.

([54]) وهم: على الحق في إفتائهم في: فرقة المرجئة الخامسة.

([55]) والخوارج، والمرجئة: وقعوا في بدعة الولاية والبراءة.

  قال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في «المسائل» (ص365): (والولاية بدعة، والبراءة بدعة: وهو يقولون: نتولى فلانا، ونتبرأ من فلان، وهذا القول بدعة: فاحذروه). اهـ

  * فهؤلاء: يتولون أهل البدعة، ويتبرءون من أهل السنة!.

([56]) قلت: وعلامة المرجئة: أيضا تسميتهم أهل السنة بـ«الخوارج»، و«الحدادية»، يريدون إبطال الدعوة الأثرية السلفية، والله المستعان.

([57]) أثر صحيح.

        أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص179)، والصابوني في «الاعتقاد» (ص305)؛ بإسناد صحيح.

([58]) وأهل السنة والجماعة: في هذا العصر عصامة من هذه المعائب، التي رماها بها «ربيع المدخلي»، ومن قلده من المتعصبين له، والله المستعان.

([59]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص557)، ومسلم في «صحيحه» (ج16 ص188) من حديث عبد الله بن مسعود t.

       قلت: ومن أحب المرجئة، فهو مع من أحب يوم القيامة، اللهم سلم سلم.

([60]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص464)، ومسلم في «صحيحه» (61) من حديث أبي ذر t.

([61]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث أبي هريرة t.

([62]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

([63]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج10 ص514) من حديث ثابت بن الضحاك t.

([64]) أي: يعلم أنه باطل، أو يعلم نفسه أنه على باطل، أو يعلم أن خصمه على الحق، أو يعلم الباطل أي ضده الذي هو الحق، ويصر عليه.

([65]) أي: يترك وينتهي، عن مخاصمته.

([66]) ردغة الخبال: هي طين، ووحل كثير... عصارة أهل النار.

  انظر: «عون المعبود» لأبي عبد الرحمن الآبادي (ج3 ص334).

([67]) حديث صحيح.

      أخرجه أبو داود في «سننه» (ج4 ص23)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص70)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص27)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص82)، وفي «شعب الإيمان» (ج6 ص121) من طريق زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر ﭭ به.

      قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله في «الصحيحة» (ج1 ص798).

      وقال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص152): (رواه أبو داود والطبراني؛ بإسناد جيد).

([68]) قلت: والبدعة أشد خطورة من المعصية، فتنبه.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الاستقامة» (ج1 ص466): (فهذه الذنوب مع صحة التوحيد، خير من فساد التوحيد مع عدم هذه الذنوب). اهـ

  وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الأمر بالمعروف» (ص27): (وأتباع الأهواء في الديانات أعظم من أتباع الأهواء في الشهوات). اهـ

([69]) وربيع المدخلي: وما وصل إليه من رميه أهل السنة بهذه الألفاظ، وغيرها بسبب بطانة السوء الذين يزورونه في بيته، أو يتصلون به للتشويش على أهل السنة فأحبهم لذلك، وتعاون معهم على المكر، والله المستعان.

       فانظر: رحمك الله كيف بلغ به حبه لهؤلاء المبتدعة، وبغضه للسنية مع معرفته بذلك، بل يحرف الكلم عن مواضعه دفاعا عنهم، ويعتذر لأخطائهم، ولا غرابة فقد بهرجوا عليه، بما يزينونه ويظهرونه من كونهم يقومون بالدعوة السلفية!، وهم أبعد ما يكونون عن المنهج السلفي الصحيح، ولكنهم بمكرهم، ودهائهم استطاعوا أن يدخلوا عليه أشياء، وأن يقنعوه بها، وأمثاله ممن قلدوه ممن ليس عندهم فرقان يميزون به، بين السنة والبدعة، والحق والباطل، والخطأ والصواب، فتعاون معهم على الإثم والعدوان، والله المستعان.

([70]) وإذا رأيت «ربيعا المدخلي» وهو يطعن في الحكام في هذه الأيام عرفت ذلك.

([71]) وإذا رأيت «ربيعا المدخلي» وهو يغلو في الألفاظ لخصمه عرفت ذلك.

([72]) وأهل الحديث يبغضون أهل البدع، الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم.

       انظر: ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) للصابوني (ص298).

([73]) قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (يتهكم بهم ويقول: بحق من أعطاكم هذا الفهم الذي زعمتموه لأنفسكم، وأنكم أهل الحق، بعد ما بينا لكم صفات أهل الحق، وصفات خصومهم، من هو الأولى بهذا اللقب الذي تقولونه، وهو وصف: الخوارج نحن أم أنتم). اهـ

([74]) وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (لأنهم لما قالوا: إن أهل السنة يشبهون «الخوارج»، فلما بين أوصاف أهل السنة، وأوصاف خصومهم طالبهم أن يبينوا من هو الأولى بهذا الوصف، ومن هو الأقرب، والأشبه: بالخوارج؟). اهـ

((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص577).

([75]) قلت: أيها المرجئة أنصفونا أينا على الحق؟، لو أنصفتم لرأيتم هذا الذي تسمونهم «الخوارج»، هم حملوا راية القرآن، لأنهم هم المتبعون للكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح.

([76]) ((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص585).

([77]) ((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص586).

        قلت: وأهل البدع أولى بكل لقب خبيث.

       وانظر: ((القصيدة النونية)) لابن القيم (ج2 ص585).

([78]) ((مجلة الدعوة)) عدد (1749) بتاريخ: «4 ربيع الآخر 1421هـ».

([79]) انظر: ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (ج2 ص50) و((حاشية ابن عابدين)) (ج2 ص69).

([80]) قلت: وشيوع مثل هذه الإطلاقات يفتح الباب واسعا؛ لإحداث فوضى في المجتمع المسلم، الذي لا بد من انضباط الأحكام فيه بالشرع الحنيف الذي وضع حدودا، وضوابط دقيقة وعديدة، لضبط هذه المسألة.

      * وأولى الناس معرفة، وإتقانا لهذه الضوابط والحدود؛ هم: العلماء ورثة الأنبياء وليس غيرهم فيجب الرجوع إليهم في مثل هذه الإطلاقات المشينة.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan