الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / تاريخ ربيع المدخلي دراسة تاريخية، أثرية صادقة؛ لكشف حقيقة مراحل أفكار ربيع المدخلي في الدعوة إلى الله تعالى
تاريخ ربيع المدخلي دراسة تاريخية، أثرية صادقة؛ لكشف حقيقة مراحل أفكار ربيع المدخلي في الدعوة إلى الله تعالى
سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية |
94 |
تاريخ
ربيع المدخلي
دراسة تاريخية، أثرية صادقة؛ لكشف حقيقة مراحل
الفكر السروري |
أفكار ربيع المدخلي في الدعوة إلى الله تعالى
الفكر الإخواني |
الفكر الحدادي |
الفكر المرجئي |
الفكر القطبي |
تأليف
وثيقة:
تبين مرحلة؛ ربيع المدخلي، مع السرورية في هذه الفترة، وكان يعمل معهم، وقد وقع على هذه العريضة، ومعه: «سلمان العودة»، و«سفر الحوالي» وغيرهما، من السرورية؛ التي سوف يقدموها بزعمهم إلى الملك فهد $، وهذه الطريقة في الإنكار العلني، هي طريقة: السرورية، الخوارج، وقد رد على هذه العريضة: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، برئاسة: العلامة الشيخ: عبد العزيز بن باز $، وبينت أن هذا الفعل، هو فعل: الخوارج قديما وحديثا
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
درة نادرة
في
فضائح المخالفين لمنهج السلف الصالح في الدنيا والآخرة
قال الإمام ابن بطة $ في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص569): (إن هذه الفتن والأهواء قد فضحت خلقا كثيرا، وكشفت أستارهم عن أحوال قبيحة). اهـ
وقال الحافظ الذهبي $ في «الموقظة» (ص60): (فمنهم: من يفتضح في حياته، ومنهم: من يفتضح بعد وفاته، فنسأل الله الستر والعفو).اهـ
والله ولي التوفيق
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
فتوى
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في أنه: لابد من مجاهدة العدو الداخلي أولا، قبل العدو الخارجي: للنصر المؤزر، فيكون ذلك: بالتصفية الشاملة؛ لأهل البدع والأهواء: بجميع أنواعهم في الدول الإسلامية.
* وبذلك تزول الفتن من البلدان، ويسقط العدو الخارجي؛ لأن الأعداء يدخلون على البلدان، عن طريق المبتدعة الضلال، فيتعاونون معهم؛ لإسقاط البلدان الإسلامية؛ لأنهم: خونة للإسلام والمسلمين، ومع هذا الخزي، يزعمون أنهم: ضد الأعداء في الخارج!
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله؛ عن مجاهدة المبتدعة: (الحق لابد أن يبين ولابد أن يوضح.
* وكيف نعمل ونشتغل بالعدو الخارجي، ونترك العدو الداخلي، وهذا لا يمكن أن ينتصر الإسلام، وهناك: أعداء من الداخل.
قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين[ [التوبة: 123].
وقال تعالى: ]وأنذر عشيرتك الأقربين[ [الشعراء: 214].
* لابد من البداءة بالقريب قبل البعيد! ([1])).([2]) اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
قصف وقصم
ذكر الدليل على
جهاد أهل الحديث؛ للمخالفين: للشريعة المطهرة؛ بالقرآن، والسنة، والآثار
عن الإمام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي / قال؛ بهراة: (عرضت على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، لكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت).
أثر صحيح
أخرجه محمد بن طاهر المقدسي في «المنثور من الحكايات» (ص389)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» تعليقا (ج18 ص509)، وفي «تذكرة الحفاظ» تعليقا (ج3 ص1184)، وابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (ج1 ص53 و54) من طريق ابن طاهر قال: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة يقول: فذكره.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن مفلح في «الآداب الشرعية» (ج1 ص227).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
عصف وخسف
ذكر الدليل على
أسباب
إمامة: الإمام مالك /؛ منها: أنه كان ينتقد الرجال
المخالفين؛ للشريعة المطهرة في الأصول والفروع!
ذكر الحافظ ابن عبد البر /: أسباب إمامة الإمام مالك / في الدين، فقال في «التمهيد» (ج1 ص65): (معلوم أن مالكا: كان من أشد الناس تركا لشذوذ العلم([3])، وأشدهم انتقادا للرجال([4])، وأقلهم تكلفا، وأتقنهم حفظا؛ فلذلك صار إماما!). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
من اعتصم بالجهاد الأكبر نجا
المقدمة
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم.
* ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب([5])، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتنة المضلين.([6])
أما بعد،
فإن فهم «الجهاد الأكبر» أمر في غاية الأهمية؛ لأنه مرتبط بتحقيق العبد لشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وذلك أن تحقيقها لا يحصل بمجرد النطق باللسان، بل بالقيام بما تضمنته تلك الشهادة، وارتكزت عليه من شروط، ومعرفة حقيقة معناها من الكتاب، والسنة، والآثار.([7])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص15): (ولهذا كان رأس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، وهي متضمنة عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من الأولين، والآخرين دينا سواه). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «عقيدة التوحيد» (ص51): (ومعنى: شهادة أن محمدا رسول الله: هو الاعتراف باطنا، وظاهرا؛ أنه عبد الله، ورسوله إلى الناس كافة، والعمل بمقتضى ذلك من طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص362): (فمن بنى الكلام في العلم: الأصول، والفروع على الكتاب، والسنة، والآثار المأثورة عن السابقين، فقد أصاب طريق النبوة.
* وكذلك من بنى الإرادة، والعبادة، والعمل، والسماع المتعلق بأصول الأعمال، وفروعها من الأحوال القلبية، والأعمال البدنية على الإيمان، والسنة، والهدي الذي كان عليه محمد r، وأصحابه، فقد أصاب طريق النبوة، وهذه طريق أئمة الهدى). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «شرح السنة» (ص204): (وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها، أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله r؛ فاتهمه على الإسلام، لأن من معنى شهادة أن محمدا رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، هذا معنى: شهادة أن محمدا رسول الله؛ والله تعالى يقول: ] وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ [الحشر:7]). اهـ
قلت: وقد التزمت في بحثي هذا الاختصار، وعدم التطويل لسرعة فهم العباد «للجهاد الأكبر»، ثم تطبيقه في الواقع لدفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من أعداء الدين في الداخل من المبتدعة؛ لصلاح المسلمين، وإصلاحهم في عقائدهم، وأخلاقهم، وجميع شؤونهم الدينية، والدنيوية، وفي تربيتهم العلمية، والعملية، وهذا النوع هو: «أصل الجهاد»، وقوامه، وعليه يتأسس، النوع الثاني: وهو الجهاد بالسلاح، ودفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من أعداء الدين في الخارج من الكفار.
قال تعالى: ]وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم[ [الحج: 78].
وعن الإمام الحسن البصري رحمه الله قال، في قوله تعالى: ]وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم[ [الحج: 78]؛ قال: (إن العبد ليجاهد في الله حق جهاده، وما ضرب بسيف).([8])
وعن الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله قال: (هو مجاهدة: النفس والهوى، وهو: الجهاد الأكبر، وهو حق الجهاد).([9])
وقال الإمام مقاتل بن سليمان رحمه الله في «تفسير القرآن» (ج2 ص39): (في قوله تعالى: ]وجاهدوا في الله[ [الحج: 78]؛ يأمرهم بالعمل، ]حق جهاده [يقول: اعملوا لله بالخير حق عمله). اهـ
قلت: فالجهاد الأكبر أن تعملوا بالحق: حق عمله في الدين، فيطاع: فلا يعصى.([10])
وقال تعالى: ]ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا [ [الفرقان: 51 و52].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله تعالى: ]وجاهدهم به جهادا كبيرا[ [الفرقان: 52]؛ قال: (بالقرآن). ([11])
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم رحمه الله قال: في قوله تعالى: ]وجاهدهم به جهادا كبيرا[ [الفرقان: 52] قال: (يريد: الإسلام. وقرأ: ]واغلظ عليهم[ [التوبة: 73] وقرأ: ]وليجدوا فيكم غلظة[ [التوبة: 123] وقال: هذا الجهاد الكبير).([12])
وعن ابن جابر، قال: سألت عطاء الخراساني، عن قول الله: ]ولقد صرفناه بينهم ليذكروا[ [الفرقان: 50] قال: القرآن ألا ترى إلى قوله فيها: ]ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا[ [الفرقان: 52].([13])
وقال تعالى: ]يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير [ [التوبة: 73].
وعن إبراهيم بن أبي علقمة قال؛ لقوم جاءوا من الغزو: (قد جئتم من الجهاد الأصغر؛ فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب).([14])
قلت: فابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها!.
قال الإمام ابن رجب / في «جامع العلوم والحكم» (ص289): (فهذا الجهاد يحتاج أيضا إلى صبر، فمن صبر على مجاهدة نفسه، وهواه وشيطانه، غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه، فصار عزيزا ملكا، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار عبدا ذليلا أسيرا([15])، في يدي شيطانه وهواه).اهـ
قال تعالى: ]إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب[ [الزمر: 10].
وقال تعالى: ]وبشر الصابرين (155) الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (156) أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون [ [البقرة: 155 و156 و157].
وقال تعالى: ] ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) ويرزقه من حيث لا يحتسب[ [الطلاق: 2 و3].
وعن فضالة بن عبيد الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب).
حديث حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص38 و387)، والترمذي في «سننه» (1715)، وابن المبارك في «الزهد» (826)، وفي «المسند» (ص81)، وفي «الرقائق» (ج2 ص479)، وابن حبان في «صحيحه» (ج10 ص484)، و(ج11 ص203)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص309)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص54)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص341 و342)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1123)، وابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص277)، والبغوي في «شرح السنة» (14)، وابن ماجة في «سننه» (3934)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (ج2 ص601)، وابن منده في «الإيمان» (ج1 ص452)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج1 ص109)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة على تارك المحجة» (ج2 ص167)، والبزار في «المسند» (3752) من طريق الليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، ورشدين بن سعد؛ جميعهم: عن حميد بن هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي: قال حدثني فضالة بن عبيد رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده حسن، من أجل حميد بن هانئ أبي هانئ الخولاني، وهو: صدوق.
قال الحافظ الذهبي في «الكاشف» (ج1 ص258): «ثقة».
وقال الحافظ الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج9 ص118): «صدوق».
وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج6 ص9): «ثقة: يحتج به، عند مسلم».
وقال الحافظ ابن عبد البر في «الاستغناء» (ج2 ص503): «هو عندهم: صالح الحديث، لا بأس به».
وقال الحافظ الدارقطني في «السؤالات» (95): «لا بأس به، ثقة».
وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج4 ص149)؛ في التابعين.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج2 ص90): «وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات».
وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (ق/244/ط): «هذا إسناد صحيح».
وقال ابن تيمية في «الفتاوى» (ج7 ص7): «وإسناده جيد».
وقال المناوي في «التيسير» (ج2 ص454): «وإسناده جيد».
قال المناوي في «فيض القدير» (ج6 ص262): «قال العلائي: حديث حسن».
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص268)؛ ثم قال: «رواه البزار والطبراني في «الكبير»، باختصار: ورجال البزار ثقات».
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج10 ص545).
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج1 ص56)؛ ثم قال: «رواه الطبراني في «الكبير»، وإسناده حسن».
ومعناه: يجاهد: نفسه بالطاعة، ويجاهد: نفسه بترك المعصية، ويجاهد: شيطانه عن إضلاله، ويجاهد: في الله بتعليم العلم النافع، وبنشره بين الأمة، ويجاهد: بالدعوة إلى نشر السنن الصحيحة الواضحة، ويجاهد: نفسه بترك البدع، وعدم الجلوس مع أهل البدع، ويجاهد: نفسه بترك الباطل، وأهله. ([16])
قلت: وعلى هذا الأساس، ومن هذا المنطلق، يجب على أهل العلم، وحملته، وطلبته أن ينشئوا الأمة شيبا، وشبابا على هذا النهج الرشيد، والمنهج السديد، وأن يكون هذا دأبهم، وديدنهم، لقمع الأعداء في الخارج والداخل، اللهم سدد سدد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الوصية الكبرى» (ص23)؛ عن توسط أهل الحديث والسنة: (وهم كذلك في سائر أبواب السنة، هم وسط؛ لأنهم متمسكون بكتاب الله، وسنة رسوله r، وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين، والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان y أجمعين). اهـ
وأخيرا: أسأل الله العظيم القدير، أن ينفع بهذا الكتاب الأمة، وأن يكتب لنا الأجر، وله الحمد سبحانه في الأولى والآخرة.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على أن ربيعا المدخلي: هو إمام ضلالة، ليس بإمام هدى؛ لأنه يحتج بعلم غير نافع، ولم يعرف العلم النافع، بسبب جهله المركب.
* لذلك: لم يعرف فقه الصحابة والتابعين لهم بإحسان في طول حياته في الأصول والفروع؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه؛ فهو على ضلالة في الدين
عن الإمام عبد الرحمن بن مهدي، $ قال: «احفظ، لا يجوز أن يكون الرجل إماما حتى يعلم ما يصح مما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعلم بمخارج العلم».
أثر صحيح
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص3)، والبيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (188) من طريق محمد بن إسحاق، ومحمد بن شاذان؛ كلاهما: عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول... فذكره.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج9 ص195).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
ذكر الدليل
على
تاريخ ربيع المدخلي المظلم في الدعوة إلى الله تعالى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ [آل عمران: 102].
]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ [النساء: 1].
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ [الأحزاب: 70-71].
أما بعد،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي: هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
المرحلة الأولى: التي كان فيها ربيع المدخلي، وهي: المرحلة الإخوانية:
* فقد عرف «المدخلي» في أوساط السلفيين في بلد الحرمين بردوده على بعض أهل البدع على مدار أعوام قد خلت؛ فبهم عرف، وبهم اشتهر؛ فلولا السلفيون كـ«الشيخ ابن باز»، و«الشيخ ابن عثيمين»، و«الشيخ صالح الفوزان»، و«الشيخ الألباني»، وغيرهم، وطلبتهم كذلك لما راح ولا جاء، ولم يعرف له ذكر في: «الدعوة السلفية»، ومع ذلك كله يزعم– بمن بالغ - أن له فضلا على كل: «سلفي» في العالم!.
* وبعد وفاة المشايخ بفترة بدأ: «ربيع المدخلي» يدندن في دروسه، ومحاضراته، ومجالسه الخاصة على المسلمين؛ ببعض المسائل المخالفة لمنهج السلف الصالح، من مسائل: «الإيمان»، و«التنازل عن الأصول»، و«ترك الردود»، و«عدم ذكر الأسماء»، و«التألف الفاسد»، و«التعاون مع أهل البدع»، و«الدخول معهم»، و«نصحهم»، وغمزه: لعلماء السنة وطلبتهم، وغير ذلك من أصوله الفاسدة.([17]) ([18])
* وهذا يبين بأن: «ربيعا المدخلي» قد حن إلى فكره: «الإخواني القديم»، ورأى بغفلة منه أن يرجع إليه، لأنه يزعم أن السلفيين قلة بين الأحزاب والجماعات، فهو يريد أن يكثر السلفيين: «بالطريقة الإخوانية»، بل قال: إنهم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود([19])، فوسوس الشيطان له أن يرجع إلى «التمييع الإخواني»،([20]) لكن بأسلوب ماكر يهدم الدين من قواعده، نعوذ بالله من الخذلان.
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى |
|
|
ما الحب إلا للحبيب الأول |
كم منزل في الأرض يألفه الفتى |
|
|
وحنينه أبدا لأول منزل |
* ولقد حذرنا الله تعالى من كيد الشيطان ووسوسته، فقال تعالى: ﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾ [البقرة: 208].
قال تعالى: ﴿إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا﴾ [آل عمران: 155].
وقال تعالى: ﴿ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا﴾ [النساء: 60].
وقال تعالى: ﴿يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا﴾ [النساء: 120].
وقال تعالى: ﴿إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء﴾ [المائدة: 91].
وقال تعالى: ﴿ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون﴾ [الأنعام: 43].
وقال تعالى: ﴿فوسوس لهما الشيطان﴾ [الأعراف: 20].
وقال تعالى: ﴿إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾ [يوسف: 5].
وقال تعالى: ﴿فوسوس إليه الشيطان﴾ [طه: 120].
وقال تعالى: ﴿وكان الشيطان للإنسان خذولا﴾ [الفرقان: 29].
* وهذه تنبيهات من رأس القلم؛ لقمع دعاوى من تعدى وظلم، قد ينقلها ناقل، ويتقبلها قابل، ويتهوك فيها جاهل.
* ولذلك رأيت تسطيرها؛ لتكون قوة للمسترشد، وبيانا للمتحير، وتبصرة للمهتدي، ومقتلا للخراصين، ونصحا لإخواننا المسلمين.
* ونحن إذا رجعنا إلى تاريخ «ربيع المدخلي» ... رأينا ربيعا عضوا إخوانيا في فرقة: «الإخوان المسلمين»، لسنين عديدة، ثم تركهم، وانقلب عليهم فصار ينتقدهم شأنه شأن كل من ترك فرقة من الفرق الضالة... لكن بقيت بقايا فيه من فكر: «الإخوان المسلمين»، لم يلفظها بالكلية، وهي التي أثرت عليه أخيرا.
قلت: والمرض أيا كان نوعه يجب المبادرة إلى علاجه قبل أن يستفحل؛ فقد ثبت، واتضح بالتجربة، والمشاهدة أن المرض إذا أهمل ولم يعالج استشرى في الجسم والقلب، وعسر علاجه، فليس يجوز تركه على حاله، والتهاون به، أو التقليل من شأنه.
قلت: وكذا الانحراف الفكري يبدأ صغيرا، ثم ما يلبث أن يكبر بمرور الأيام ما لم يتدارك بالكلية.
* والأشخاص قد ينشؤون على أصول بعضها سليم، وبعضها غير سليم شأنهم في ذلك شأن أي اجتهادات شخصية، وليس العيب في أن نخطئ([21])، ولكن العيب كل العيب أن نستمر في الخطأ، ونصم آذاننا عن سماع الإرشاد والتوجيه المدعم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله r، وآثار السلف، وأقوال العلماء، وندور في دوامة لا تنتهي من الأخطاء والمخالفات الشرعية، وكأن الأمر لا يعنينا.
قلت: وفي مقدمة جذور الداء خطأ وقع فيه مؤسس: «الجماعة المرجئية» العصرية، وهو: «ربيع المدخلي»، من حيث الترتيب: «الزمني الإخواني»([22])، وما تفرع منها مثل: «الربيعيين»، حيث تصور هؤلاء أنه لكي تقوم للمنهج السلفي صولة لا بد من: «التمييع»، و«التنظيم»، و«الترتيب الزمني»، والانضمام للكثرة للسعي؛ لاجتذاب أكبر قدر من الناس، وعدم تنفيرهم بأية وسيلة كانت من الدين، ولو استدعى ذلك إقرار هؤلاء الناس على كثير من باطلهم، وأفكارهم، وكتاباتهم([23]) لمسايرة الواقع، واكتساب المؤيدين،([24]) والله المستعان.
قلت: ولكل مشكل في هذه الحياة جذور ينبغي لمن يريد حل إشكاله أن يدركها لمعرفة أصل البلاء، وتشخيص الداء.
* ونحن في هذه العجالة نرمي إلى: «محاكمة الربيعيين» المخطئين، وإدانتهم، والتنديد بما يفعلون، وتشخيص الداء لمعرفة أسبابه، ودواعيه، لكي يتسنى لنا وصف الدواء الناجع من هدي القرآن، وإرث النبوة، واجتهادات السلف النافعة، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
* وذلك حرصا على أمة الإسلام، وشباب المسلمين من أن ينحرف مسيرهم عن الطريق القويم.
* وكما قلت والمرض أيا كان نوعه يجب المبادرة إلى علاجه قبل أن يستفحل.
قلت: والمرض الإخواني الذي استفحل في: «ربيع المدخلي»، واستشرى في جماعته، وعسر علاجه لهو واضح في حزبية وتنظيم «شبكة سحاب» المرجئية، وهذا بسبب تركه على حاله والتهاون به، والتقليل من شأنه؛ لأن الانحراف يبدأ صغيرا، ثم ما يلبث أن يكبر بمرور الأيام([25])، والله المستعان.
وصدق الشاعر حيث قال:
ومن يكن الغراب له دليلا |
|
|
يمر به على جيف الكلاب |
وقيل:
إذا كان الغراب دليل قوم |
|
|
فسيهديهم إلى دار الخراب |
* وهذا الخراب: ظاهر في «ربيع المخربي»، و«جماعته المخربية».
*وحين نقول هذا الكلام لا نقوله من فراغ، بل قد جربه غيرهم من بلغ بهم الخبر حد التواتر!.
* والأمور سالفة الذكر ليست هفوات فردية، بل هي طابع عام يخيم على أجواء كثير من هذه الجماعات إلى حد أنه أصبح، أو كاد يكون ظاهرة من الظواهر.
* ومما يدعو إلى مزيد من الأسف أن كثيرا من الجماعات الحزبية([26]) التي تلت الجماعة: «الأولى الإخوانية»، تأثرت بها من جانب، أو آخر، من قريب، أو بعيد كل بحسبه، وكلهم تأثروا بالجو التنظيمي الحزبي الذي تعيشه البلاد الإسلامية في هذه الحقبة من الزمن.([27])
* إذا فربيع المدخلي كان عضوا، إخوانيا، متأثرا، وما زال على فكر: «الإخوان المسلمين».
* واستمع إلى ربيع المدخلي، وهو يعترف بنفسه أنه كان مع الإخوان المسلمين.
فقال ربيع الإخواني في «النصر العزيز» (ص187)، وهو يعلق على قول عبد الرحمن عبد الخالق: (فبعد ثلاثة عشر عاما كنت فيها – يعني: الفرقة الإخوانية – عضوا عاملا في جماعة: «الإخوان المسلمين»، وذلك بعد تخرجك من الجامعة!). فقال ربيع المدخلي: (نعم كنت مع الإخوان المسلمين هذه المدة([28])، أو دونها([29])أتدري لماذا؟ إنه لأجل إصلاحهم([30])، وتربيتهم([31])على المنهج السلفي([32])لا لأجل غرض دنيوي!). اهـ
* وادعى ربيع الإخواني: كذبا أنه دخل مع الإخوان بشرطين، وقبلوا منه ما اشترطه عليهم!.
أحدهما: أن يكون المنهج الذي يسيرون عليه، ويربون عليه حركاتهم في العالم هو: «المنهج السلفي».
وثانيهما: أن لا يبقى في صفوفهم مبتدع، لا سيما ذا البدعة الغليظة.([33])
أقول: وهذا من الكذب الواضح؛ لأن الإخوان لا يقبلون بمثل هذا الكلام في صفوفهم، بل يطردون من يشعرون منه أنه يدعو إلى: «المنهج السلفي»، فكيف يقبلون من، ربيع المدخلي هذه الشروط!.
* وحتى يتضح لك كذب ربيع المدخلي جيدا، أن: ربيعا صنف الذين اشترط عليهم هذه الشروط مع: «الإخوان المسلمين»، ثم صنفهم مع «السلفيين»، وهذا من التناقض!.
فقال ربيع الإخواني في «النصر العزيز» (ص188): (وكان الذين عرضوا علي الدخول، وقبلوا شرطي من أعتقد فيهم أنهم سلفيون([34])!، وسيكونون عونا لي في تنفيذ ما اشترطت!([35])). اهـ
قلت: فهنا يا أخي القارئ تشم رائحة الكذب، والتناقض من: ربيع المدخلي، فهو كعادته يتغير فكره، وينقلب من النقيض إلى النقيض، ومن الضد إلى الضد، ومن قول إلى آخر؛ فلا يثبت على قدم.
بل يتبجح ربيع الإخواني؛ بقوله في هذه الفترة في «النصر العزيز» (ص188): (وظللت أنتظر تنفيذ هذين الشرطين!، وأطالب بجد بتطبيقهما، وصبرت وصابرت، والأمور لا تزداد إلا سوءا([36])).اهـ
* حتى زعم: ربيع المدخلي ظهور بوادر تعاطي: «الإخوان المسلمين» مع «الروافض»!.
أقول: ويعلم الجميع أن تعاون: «الإخوان المسلمين» مع: «الروافض» من القديم، وقبل انضمام: «المدخلي» معهم، فلماذا يقول: «ربيع المدخلي»، بمثل هذا الكلام، بل قال ربيع الإخواني في «النصر العزيز» (ص188): (وصلت معهم إلى طريق مسدود كما يقال([37])، وظهرت بوادر التعاطف مع الروافض، رأيت أنه لا يجوز لي البقاء فيهم).([38])([39])اهـ
قلت: فهذه الأقوال متهافتة، وتلبيسات ظاهرة، وافتراءات جسيمة، لا ينخدع بها إلا جاهل؛ فلا نجد عالما واحدا أقره على فعله هذا الشنيع، فلو كان هذا الفعل ينصر الحق، ويدفع عن كيد المسلمين، ويدرأ الفتن عنهم لسعى علماؤنا الربانيون([40])إلى تطبيقه([41])... فأنت أحرص على «المنهج السلفي» من هؤلاء العلماء الربانيين، اللهم غفرا.
* واستمع إلى أقاويل ربيع المدخلي، وهو يقرر فيها فكر: «الإخوان المسلمين» في أيامنا هذه من «التنازل عن الأصول»، لمصلحة الدعوة زعما، فكيف يقال أنه ترك فكرهم؟
فقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص156): (وأضيف: أليس المشركون أنفسهم قد اقترحوا على رسول الله ﷺ أمورا يوم صلح الحديبية للتنازل عنها، فلأجل المصالح والمفاسد التي راعاها استجاب لهم فيها، وهي من أصول الأصول). اهـ
أقول: فربيع المدخلي: هنا يعبر بالتنازل عن الأصول.. وعبر بأنها من: أصول الأصول!.
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص159): (أقول: لقد تسامح رسول الله ﷺ في هذا الصلح في أمور عظيمة من أصول وفروع، فمن الأصول التي تسامح فيها: عدم كتابة: «بسم الله الرحمن الرحيم»، والأخذ بما اقترحه سهيل بن عمرو: «باسمك اللهم»...وتسامح في عدم كتابة: «محمد رسول الله»، وهي الركن الثاني من أركان الشهادتين، أصل الإسلام، وكتابة ما أصر عليه سهيل بن عمرو مندوب قريش).([42])اهـ
وقال ربيع الإخواني في «مذكرة نصيحته» (ص7): (وإذن فترك الرسول ﷺ؛ لهذا العمل ليس من باب عمل فرعي، وإنما هو دفع للفتنة، وتأصيل للأمة لتواجه به: الأخطار، والمشاكل، والفتن!). اهـ
وقال ربيع الإخواني في «مذكرة نصيحته» (ص9): (فهل هذا التصرف، وهذه الموافقة، والتسامح كانت في أمور يسيرة، أو كانت فيأمور كبيرة، وأصول عظيمة!).اهـ
وقال ربيع الإخواني في «مذكرة هل يجوز التنازل عن الواجبات...» (ص15): (فهؤلاء علي، وابن عمر، وجابر: كانوا ممن يرى وجوب القصر، ومع ذلك يصلون وراء عثمان درءا للفتن، وسدا لأبوابها التي تؤدي إلى سفك الدماء، وفشل الأمة، وتسليط الأعداء عليها، ألا يكون هذا من التنازل عن
الأصول والواجبات من أجل هذه الغايات الكبرى!). اهـ
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص342): (وفي هذا إبطال لقول من يقول: إنه لا يجوز التنازل عن الواجبات، بل فقط عن السنن المستحبات...).اهـ
* كذا يعبر بلفظ: التنازل عن الواجبات، والله المستعان.
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص360): (ألا يكون هذا من التنازل عن الأصول والواجبات، من أجل هذه الغايات الكبرى عند من يرى أن الأصل هو القصر). اهـ
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص360): (فهو تسامح في أصول وواجبات، لا في سنن ومستحبات). اهـ
* كذا يعبر بلفظ: التسامح في أصول وواجبات، والله المستعان.
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص364): (وفيه إبطال دعواه؛ بأنه لا يتنازل عن الواجبات والأصول). اهـ
* وهذا واضح في أن: «ربيعا المدخلي» يقول بالتنازل عن الواجبات، والأصول؛ للمصلحة بزعمه.
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص372): (ومما يؤكد أن رسول الله r وأصحابه، قد تنازلوا عن واجبات عظيمة! مراعاة لمصالح كبرى!).اهـ
وقال ربيع الإخواني في «المجموع الواضح» (ص372): (فمن يقول إنه لا يجوز التنازل عن الواجبات، فقد أبعد النجعة عن فقه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وفقه سيرته، وفقه علماء الشريعة!). اهـ
قلت: وهذه النقولات تدل على أن: «ربيعا المدخلي» على فكر: «الإخوان المسلمين»، والله المستعان.
*ولقد كان المدخلي: في صفوف الإخوان المسلمين أيضا، برهة من الزمن عندما كان طالبا في الجامعة الإسلامية؛ كما اعترف هو بنفسه من قبل([43])، فكيف يدعي في هذا الوقت أن: سلفيته أقوى من سلفية الشيخ الألباني $؟، وأنه تعلم السلفية قبل الشيخ الألباني $!.([44])
*وربيع المدخلي: يعيش بين أظهر «الإخوان المسلمين» في أيام الجامعة الإسلامية عندما كان طالبا، وبعد تخرجه منها بدون حرج، ولا نظرة حكيمة فيما سيعود عليه، وعلى الذين يتبعونه بعد ذلك بغير علم؛ كما هو ظاهر منه، ومنهم في هذه الأيام من التأثر من: «فكر الإخوان المسلمين».
* واستمع إلى كذب: ربيع المدخلي وهو يدعي أنه كان سلفيا في الجامعة الإسلامية!، بل يدعي أنه عرف السلفية قبل أن يأتي الشيخ الألباني $ يدرس في الجامعة الإسلامية!.
فقال ربيع المدخلي: «كانوا – يعني: الحزبيين – يشيعون أننا لم نعرف السلفية إلا من الألباني، ونحن حزب الألباني، فرددت على هذه الشبهة، بمثل هذا الكلام، و«نحن عرفنا السلفية قبل الشيخ الألباني»، ومن أول يوم جاء يدرسنا في الجامعة بدأنا من أول يوم نناقشه، نرى أن سلفيتنا أقوى من سلفيته، والشيخ الألباني ينظر لنا أننا متشددون، ونحن ننظر بأنه متساهل بالنسبة لمواقفنا، فقلت هذه العبارة ليس هذا تنقص له، على كل حال عقيدتنا وعقيدة الألباني شيء واحد، ومنهجنا واحد».([45])اهـ
* وربيع المدخلي: يعترف بنفسه في هذه الفترة؛ أنه كان مع: «الإخوان المسلمين»، اللهم غفرا.
* وإذا أردت أن تعرف حقيقة: «ربيع المدخلي» في هذا الفكر؛ فاستمع إلى قوله، وهو يقرر فكر: «الإخوان المسلمين» في إقامة: الدولة الكبرى المزعومة.
فقال ربيع الإخواني: (لا بد للمسلمين من إقامة دولة للقيام بواجبات الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود والقصاص، وحماية الأمة من مكائد الأعداء، إما بمبايعة خليفة يجتمع عليه كل المسلمين، أو يتغلب أحد أفراد الأمة؛ فيكون له شوكة وجيوش؛ وسلطة فتقتضي مصلحة الأمة التسليم له، أو بتغلب الأفراد على بعض الأقطار).([46])([47])اهـ
* لكن قبل هذا ماذا يقول هذا الرجل، تعطل الأمة أحكام الدين، ونترك كل شيء، وتحدث فتنا، وتحدث قلاقل، وتحدث قتلا، وتحدث تفجيرات وتدميرا، فهذا الإنسان إذا كان عاقلا فقبل أن يوجد هذا الأمر، فماذا يفعل المسلمون، هل المسلمون مكلفون بما لا يطيقون، هل يعني ما يزعمه من اجتماع المسلمين بمقدور أفراد وكونهم تحت خلافة واحدة، هذا مطلب لا شك فيه، وهذا لا شك للمسلمين به قوة، وهذا ما كانت عليه الخلافة في السابق، وليست الخلافة المدعاة التي يسعى إليها هؤلاء السياسيون، وإنما الخلافة على منهج النبوة، وكان المسلمون تحت خليفة واحد، لكن في مثل هذه الظروف، ومن زمن حينما لم تكن موجودة هذه الخلافة، هل تعطل النصوص؟ هل المسلمون يقومون بقتال أنفسهم، ويقاتلون حتى يوجدوا هذا الشيء المفترض، وهذا الشيء الموهوم، وهذا الشيء الذي ما هو إلا تفكير؟، أم أنهم ينظرون إلى حالهم من الضعف، وينظرون إلى غير الممكن، وهو إنهم تباعدت أقطارهم، واشتغلت عن بعضها، فحينئذ لا يطيعون ولي أمر ويجتمعون على شخص وعلى رأس ولا يتوحدون، ويبقون كما يقول هذا الشخص على الحلم، وحلمه هو وأمثاله، هذا ينبغي أن يرجع إلى عقله، المسلمون من زمن حينما تفرقت وتباعدت البلاد، وانفصلت عن بعضها، ووجد عليها أمراء وخلفاء يعني سلموا بالأمر الواقع، وطبقوا النصوص على القيادات والخلفاء الموجودين، وعلى الأمراء، فكانت دولة بني العباس: وهي موجودة، لم تلغ دولة بني أمية التي قامت في الأندلس، ولم يقل أحد من المسلمين وعلمائهم بأن خلفاءهم في الأندلس غير صحيحة، لوجود الخلافة في المشرق وهي خلافة بني العباس، وصححوا الخلافة هناك وهنا وهكذا: ﴿لا يكلف الله نفسا إلا وسعها﴾ [البقرة: 286] والمسلمون لا بد لهم من قيادة ورأس، ولا بد لهم من طاعة، فينبغي لهؤلاء أن يتكلموا بفقه، وبعلم، وبعقول، وفي مثل هذه القضايا يرجع إلى العلماء، ولا يستغل هؤلاء لفهمهم ويأخذون على أمثالهم من الجهلة العاطفيين، المندفعين، السياسيين الذين لا علاقة لهم بفهم الشريعة والفقه فيها.([48])
قلت: ولقد ذكر أيضا، الشيخ زيد المدخلي في «الإرهاب» (ص84)؛ أن: «ربيعا المدخلي» دخل في صفوف: «الإخوان المسلمين» برهة من الزمن، ثم تركهم!.
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «البيان» (ص14): (المذاهب المنحرفة الجديدة في الغالب منحدرة عن مذاهب منحرفة قديمة، قد رد عليها العلماء السابقون في كتبهم، فإذا عرفنا بطلان القديم؛ عرفنا بطلان ما انحدر عنه.
* على فرض أن هذه المذاهب الجديدة، ليس لها أصل في القديم؛ فلا منافاة بين رد الباطل القديم، ورد الباطل الجديد؛ لئلا يغتر بهما؛ فالباطل يجب رده حيث كان؛ قديمه، وحديثه، والله تعالى ذكر في القرآن ما كان عليه الكفرة السابقون، وما كان عليه الكفرة المتأخرون، ورد على الجميع). اهـ
المرحلة الثانية: التي كان فيها ربيع المدخلي، وهي: المرحلة السرورية
* نعم تركهم لكنه إلى أين، إلى «الجماعة السرورية» في بلد الحرمين([49])، أي: بعدما ترك الإخوانية، انخرط مع: «السرورية» ظنا منه أنهم على الحق، فهو كحاطب ليل في دخوله مع الجماعات، فعمل في الدعوة مع: «السروريين»: منهم: «سفر الحوالي»، و«سلمان العودة»، و«عائض القرني»، و«ناصر العمر»، وغيرهم برهة من الزمن، وله ثناء عليهم، وألقى معهم الدروس والمحاضرات، وينكر بزعمه المنكر معهم.
فقد ظهر ربيع السروري من الموقعين مع السروريين الحزبيين في مذكرة «النصيحة» الحزبية الخارجية التي وجهت: لخادم الحرمين الملك فهد $ في عهده، والتي ردت عليها: «هيئة كبار العلماء»، وهي على طريقة: «الخوارج»، وهذا يدل على أن: «ربيعا المدخلي»، كان مع الفرقة: «السرورية الخارجية».([50])
* فوافق ربيع السروري: لـ«سلمان العودة»، و«سفر الحوالي»، و«عائض القرني»، و«ناصر العمر»، وغيرهم من «السرورية» على أفكارهم، والله المستعان.
* بل كان المدخلي: ينصح بقراءة كتاب: «سفر الحوالي»، في رده على الأشاعرة.([51])
* حتى أنه كان يتلفظ بالألفاظ الحزبية حيث يقول ربيع السروري: (بالله اتركوا هذه التفرقة، لا سرورية، ولا إخوانية، ولا هذه كلنا أهل الحديث إن شاء الله، تستطيعون أن تقضوا، إن كان هناك تفرقة فلنقضي على هذا الأشياء التي تفرقنا، فكلنا مشرب واحد، ومنهج واحد، وعلى قلب رجل واحد إن شاء الله([52])، اتركوا هذه الأشياء بارك الله فيكم، وكونوا إخوة إن شاء الله؛ لتكونوا إخوة إن شاء الله يوم القيامة، اتركوا هذا الأشياء وتحابوا، وتصافوا تحابوا في الله).([53])([54])اهـ
قلت: وهذا الكلام لا يحتاج إلى تعليق لوضوح: «الفكر الإخواني» في منهج ربيع المدخلي، وقد يستغرب أشياعه من كلامه هذا، ولا غرابة من ذلك إذا تدبرنا منهجه المخالف للكتاب والسنة، وأنه داعية إلى الأفكار الحزبية، والله المستعان.
وقال ربيع السروري: (يا شباب اتركوا هذا، «محمد هادي»، و«سفر الحوالي»، أخوان، وقد تعانقا، انسوا هذه الأشياء، وامسحوا هذه الأشياء التراب، وتناسوا، وطهروا قلوبكم، وعقولكم من هذه الأشياء، لأن الشيطان ركض كثيرا وكثيرا في هذا الميدان، ولو كتب للأخوين أن يلتقيا لما حصل شيء من هذا، وهو أخوك – حتى لو سبك – خلاص، انتهى كل شيء، واحد أخطأ على أخيه وانتهى، واسألوا: «سفرا»! سامح أخوه ولا ما سامحه! ما في شيء – بارك الله فيكم – أنا أرجوا من الأخ سفر أن يؤكد كلامي!، التقى: «محمد بن هادي»، و«سفر الحوالي»، وهما أخوان ما بينهما شيء، لا تبقى هذه الأشياء يا إخواننا وأبناءنا اجمعوا القلوب على حب الله، وذبوا عن منهج السلف، فلو أخطأ عليك أخوك يا أخي سامحه ويسامحك، وينتهي كل شيء، ونشتغل برعاية هذا المنهج، والتربية عليه، وتأليف القلوب عليه، وغرس محبته، ومحبة أهله، وأقول: الأخ سفر ما يخالفني في هذا).([55])اهـ
قلت: وهذا الكلام من أبطل الباطل، لأنه مخالف لمنهج السلف الصالح.
* بل ادعى: «ربيع المدخلي»: أنه لم يبدع: «سلمان العودة»، و«سفرا الحوالي»، و«عبد الرحمن عبد الخالق»!.([56])
وكان ربيع السروري يدعو لهم بقوله: (اللهم اجمع شمل علمائنا، ووفقهم لكل خير، وفك أسر كلمة الشيخ سلمان، والشيخ سفر، والشيخ ناصر العمر، والشيخ عائض، واحفظهم جميعا من كل سوء).([57])اهـ
* بل كان له محاضرات مع السرورية الخارجية حتى في أفغانستان ألقاها في حضور «السرورية» هناك، فقال ربيع السروري وهو يمدح: سفرا الحوالي: (الفضل الأول والأخير في هذا الحشد الطيب المبارك، إنما هو لفضيلة أخينا: «سفر بن عبد الرحمن الحوالي»، فجزاه الله خيرا).([58]) اهـ
قلت: فكل ذلك يدل دلالة واضحة أن: ربيعا المدخلي بعدما ترك الجماعة: «البنائية الإخوانية» انخرط مع: «الجماعة السرورية الإخوانية»، وعمل معهم أيضا برهة من الزمن ثم تركهم، وقام يرد عليهم، ويحاربهم حرب أهل البدع؛ كما في كتبه وأشرطته.([59])
المرحلة الثالثة: التي كان فيها ربيع المدخلي، وهي: المرحلة القطبية.
ثم أقول: وإن تعجب أيها القارئ الكريم، فكم في الزمان من عجب، ذلك أن هذا الرجل استوطن: «الفرقة السرورية»، و«الفرقة القطبية»، واستعان بهم في إيوائه طوعا واختيارا، ووثق بأفكارهم، وأخذ يوجه قذائفه المؤذية إلى العلماء والحكام، وهو يظهر الشكاية منهم، والتوجع بسببهم، ويعلن التباكي من عدم من يحمل شأن الإسلام، وهموم المسلمين، هذا بعدما تركهم فأعلن ربيع الحرب على الإخوانية والحدادية والسرورية والقطبية بعدما تشرب أفكارهم السامة فإلى الله المشتكى.
*واستمع إلى ربيع المدخلي، وهو يثني على الأفكار القطبية، ويحث الدعاة والشباب على أن يجعلوها قاعدة لهم في دعوتهم!!!.
فقال ربيع القطبي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص139- ط الدار السلفية، ط الأولى، الكويت، تقديم: عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني)، وهو يثني على كلام سيد قطب التكفيري؛ فقال ربيع: (رحم الله سيد قطب!، لقد نفذ من دراسته، إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية، أن تستفيد من هذا التقرير الواعي، الذي انتهى إليه: «سيد قطب» عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية، لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام!). اهـ
*فجعل ربيع المدخلي التمسك: «بالفكر القطبي»، وتقريره في الدعوة، هو عين منهج: الأنبياء والرسل!.
قلت: رغم أن: «سيد قطب» قرر في مقاله هذا: السرية والتنظيم للحركات الحزبية، بل أثنى على حركة: «الإخوان المسلمين»، وإسقاط الحكومات الإسلامية، وإقامة الدولة الإخوانية المزعومة، وترك جماعة المسلمين، وغير ذلك من أباطيل: «سيد قطب».
ثم استمع إلى ربيع القطبي، وهو يقرر الفكر القطبي؛ لتربية الأمة، والشباب عليه!.
فقال ربيع القطبي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص140): (أما سيد قطب: ([60]) فقد قام بدارسة واعية، ووصل إلى نتيجة صحيحه، وتقدم بنصيحته للأمة وشبابها، إنه لا بد من تربية الأمة على العقيدة الصحيحة، ولا بد من الانطلاق بها من هذه القاعدة...). اهـ
بل قرر ربيع القطبي في كلامه الحاكمية، كتقرير القطبيين، فقال ربيع القطبي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص141): (أقول: إنني أؤمن: «بحاكمية الله»، وأن الحكم لله وحده، وأؤمن: «بشمول هذه الحاكمية»، وأنه يجب أن يخضع لها الأفراد، والجماعات، والحكام، والدعاة.
* وإن من لم يحكم بما أنزل الله في دعوته، وفي عقيدته، وفي دولته؛ فأولئك هم: «الظالمون»، وهم: «الكافرون»، وهم: «الفاسقون»، كما قال الله، وكما فهمه السلف الصالح، لا على ما فهمه المفرطون، ولا المفرطون). اهـ
قلت: وكلامه بهذه الطريقة التي ذكرها في: «الحاكمية»، هي طريقة: «القطبيين»، لم يفصل فيها على طريقة: أهل السنة والجماعة في كتبهم؛ ففطن لهذا.([61])
* فقد فصل أهل العلم في مسألة الحاكمية كـ«الشيخ ابن باز»، و«الشيخ ابن عثيمين»، و«الشيخ الألباني»، و«الشيخ الفوزان»، وغيرهم.
* وقاموا بدراسة أثرية واعية: في دراسة مسألة: «الحاكمية»، ووصلوا إلى نتيجة صحيحة، وتقدموا بها بنصيحتهم للأمة الإسلامية فعلى الناس الاتباع.([62])
واستمع إلى قول ربيع القطبي في تكفيره للمجتمعات الإسلامية كلها؛ كتكفير: سيد قطب لها!.
فقال ربيع القطبي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص141): (قد تكون هي من الأسباب، وإلى جانبها أسباب أخر، هي كفر الشعوب بالله، وشركها به، وفسوقها عن هداية الأنبياء). اهـ
* وهذا يدل أن: «ربيعا المدخلي»، متأثرا بالفكر: «القطبي» حيث رمى الشعوب الإسلامية كلها بالكفر، والشرك، والفسوق مطلقا.
قلت: وكل هذا يدل على أنه معهم ومنهم!.
فعن عقبة بن علقمة قال: (كنت عند أرطاة بن المنذر، فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم، فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم، لا تذكروهم، قال: يقول أرطاة $: هو منهم!، لا يلبس عليكم أمره، قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة، قال: فقدمت على الأوزاعي وكان كشافا لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطاة، والقول ما قال، هذا ينهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يشاد بذكرهم).([63])
وعن الإمام الأوزاعي $ قال: (إذا رأيته يمشي مع صاحب بدعة، وحلف أنه على غير رأيه؛ فلا تصدقه).([64])
وعن الإمام محمد بن عبيد الله الغلابي $ قال: (يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة).([65])([66])
وعن الإمام الأوزاعي $ قال: (من ستر عنا بدعته، لم تخف علينا ألفته).([67])
وعن ابن الطباع يقول: جاء رجل إلى مالك بن أنس؛ فسأله عن مسألة، فقال: قال رسول الله ﷺ كذا. فقال: أرأيت لو كان كذا؟، قال مالك: )فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم( [النور: 63]. قال: فقال مالك: «أوكلما جاء رجل أجدل من الآخر رد ما أنزل جبريل على محمد ﷺ»؟.([68])
قلت: فألحق: «المدخلي»؛ بالإخوانيين، والقطبيين، والسروريين، والحداديين، والمرجئيين، ولا كرامة.
* لذلك: لا ينظر إلى تلفظ الشخص بالسنة، بل ينظر إلى بطانته، وصحبته، وممشاه، ومدخله، وألفته، ثم يلحق بهم، والله المستعان.
قال الإمام البربهاري $ في «شرح السنة» (ص123): (إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر). اهـ
قلت: ومن هنا تعرف سقوط: «ربيع المدخلي» مع أهل الأهواء والبدع، ولو كان يدعي الرد عليهم ومحاربتهم.
قال الإمام ابن بطة $ في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص470): (لقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم – يعني: أهل البدع والأهواء –فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة، وخفي المكر، ودقيق الكفر، حتى صبوا إليهم!). اهـ
* هذا ولا يخفى على العقلاء العارفين انخراط: «المدخلي» مع «الفرقة السلفية»([69])، وحرصه على تطبيق المنهج السلفي بزعمه، وسعيه الحثيث للإطاحة بزعمه بأهل البدع بجميع أنواعهم.
قلت: فقفز بأفكاره هذه إلى: «الدعوة السلفية»، فخلطها: بالأفكار الإخوانية...والأفكار السرورية... والأفكار القطبية... والأفكار الحدادية... فأصبح ينادي: «بالدعوة السلفية»، لكنها مشوبة بشبهات الفرق السالفة الذكر... لم يتركها مطلقا عندما تاب بزعمه من: «الإخوانية»، وغيرها، بقيت فيه معلقة في عقله إلى الآن، فالصورة سلفية، والحقيقة إخوانية مخلطة على أصله... فصارت دعوته «إخوانية»، باسم: «السلفية»، لعدم حسن تطبيقه للأصل.
* فاضطرب وتخبط في «الدعوة السلفية» بدون الرجوع إلى الكتاب والسنة على فهم علماء السنة، بل بتقديم عقله عليهما، فعاد إلى المنهج الإخواني المخلط بالفرق الأخرى([70])، الذي كان قلبه متعلقا به، وهذا هو الذي بينه أهل العلم؛ اللهم غفرا.
وعن عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال، قال مالك بن أنس: «مهما تلاعبت به من شيء فلا تلاعبن بأمر دينك».([71])
وعن الإمام الأوزاعي $ قال: «إذا أراد الله بقوم شرا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل».([72])
*ولذلك: لم يفهم: ربيع المدخلي الأصول السلفية جيدا، فهو إخواني في كثير من المسائل، ومخالف: للدعوة السلفية في أصولها، وظهر لك أخي القارئ خلط: «ربيع المدخلي» في المسائل الأصولية مما يخالف هو فيها سلف الأمة ﭫ.([73])
* ويجب أن يعلم الجميع أن: «الدعوة السلفية» منهج متكامل في الأصول والفروع، وأنه لا يجوز بحال أن نستعمل الطريقة: المميعة الإخوانية في هذه الدعوة المباركة.([74])
*ولذلك: فمن خالف في مسائل الأصول التي ليس له فيها مسوغ، أو تأويل، وأصر عليها؛ فإنه مبتدع ليس بسلفي.
قلت: أوردت هذا ليدرك: ربيع وأتباعه؛ أنه يجب أن يكون المؤمن مرهف المشاعر مدركا لأخطائه، وذنوبه يحسب لها ألف حساب، ويراها كما يراها
السلف الصالح، ولا ينظر إليها بالمنظار الآخر، فتنبه.
* فقد ثبت في «صحيح البخاري» (6492) عن أنس بن مالك t أنه قال: (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي r من الموبقات)؛ أي: المهلكات.
قلت: فإذا كانت هذه نظرتهم y إلى محقرات الذنوب؛ فكيف كانت نظرتهم y إلى الكبائر المهلكات التي يراها: ربيع المدخلي أنها من النصح للمسلمين، ولا يراها ذنبا مهلكا؛ فنعوذ بالله من عمى القلوب.([75])
* إن المواقف المذمومة والأثيمة هي مواقف «المدخلي»، والتناقضات، والكذبات الشنيعة التي يذكرها في مقالاته، فيدعي أنها على منهج السلف، ويتمسح فيها بشيخ الإسلام ابن تيمية $، والعلامة ابن القيم $، والشيخ محمد بن عبد الوهاب $، والشيخ ابن باز $، والشيخ ابن عثيمين $، والشيخ الألباني $، وغيرهم.
* ثم يتخبط فيها في تقرير فكر: «المرجئة»، وفكر: «الإخوان المسلمين» من التنازل عن الأصول، والخلط في مسائل الإيمان على طريقة: «المرجئة»، وغير ذلك من الذنوب التي وقع فيها: «ربيع المدخلي» والتي لا يراها شيئا!.
فعن ابن مسعود t قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا) قال أبو شهاب بيده فوق أنفه.([76])
قلت: والتمثيل بالجبل أن غيره من المهلكات قد يحصل التسبب إلى النجاة منه، بخلاف الجبل إذا سقط على الشخص لا ينجو منه عادة.([77])
وحاصله: أن المؤمن يغلب عليه الخوف لقوة ما عنده من الإيمان؛ فلا يأمن العقوبة بسببها، وهذا شأن المؤمن أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغر عمله السيئ.([78])
* إنما كانت هذه صفة المؤمن لشدة خوفه من الله تعالى، ومن عقوبته؛ لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة.([79])
* وأما المبتدع: فيرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه أي: ذنبه سهل عنده، لا يعتقد أنه يحصل له بسببه كبير ضرر، كما أن ضرر الذباب عنده سهل.([80])
قلت: والمبتدع قليل المعرفة بالله تعالى؛ فلذلك قل خوفه من الله تعالى، واستهان بالبدعة والمعصية.
* والسبب: في ذلك أن قلب المبتدع مظلم فوقوعه في الذنب خفيف عنده.
* ويستفاد من الحديث: أن قلة خوف المؤمن من ذنبه، وخفته عليه يدل على فجوره.([81])
قال الإمام ابن بطال $ في «شرح صحيح البخاري» (ج10 ص81):
(فينبغي لمن أراد أن يكون من جملة المؤمنين أن يخشى ذنوبه، ويعظم خوفه منها، ولا يأمن عقاب الله عليها فيستصغرها؛ فإن الله تعالى يعذب على القليل، وله الحجة البالغة في ذلك). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين $ في «شرح صحيح البخاري» (ج6 ص157): (فالمؤمن يخاف من ذنوبه؛ لأن الذنوب مخوفة؛ فالذنوب كشررة الجمر التي تولد السعير؛ فالإنسان إذا استهان بالمعصية استهان بالصغير ثم بأخرى ثم بثالثة ثم برابعة حتى يتدرج إلى الكبائر، وربما يصل إلى الكفر.([82])
* فالمؤمن يخاف من الذنوب كما يخاف الإنسان الذي تحت جبل يخاف أن يقع عليه هذا الجبل، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، فالفاجر يذنب ويذنب، ولا يبالي كأنه ذباب مر على أنفه فقال به هكذا.
* وهذا معناه: التساهل فإذا رأيت من نفسك أنك تتساهل بالذنوب، ولا تتعاظمها؛ فاعلم أن بك مرضا فصحح الخطأ، وصحح القلب). اهـ
قلت: والحاصل أن التناقضات، والكذبات من صفات: «ربيع المدخلي»؛ فإنه يجمع بين المتناقضات بعجلة ملحوظة، فلا يطرد على منهج، حتى تراه يتمسك بآرائه ولا يكاد يتراجع عنها، مهما بين له العلماء من أدلة، فهو يتقلب في آرائه بحسب الهوى، والعياذ بالله.
* ولا شك أن التناقض في المنهج دليل على الخلل فيه([83])، فربما نشأ التناقض عن قلة العلم والإدراك، وربما نشأ عن الهوى، واتباع الشهوة، وقد يكون التناقض ناتجا عن الغضب من بعض المواقف والأحداث، والله المستعان.
فعن الإمام أيوب السختياني $ قال: (كان رجل يرى رأيا فرجع عنه فأتيت محمدا –يعني: ابن سيرين - فرحا بذلك أخبره، فقلت: أشعرت أن فلانا ترك رأيه الذي كان يرى، فقال: انظروا إلى ما يتحول)([84]).
* فيتحول من فكر إلى آخر، ومن بدعة إلى أخرى([85]).
المرحلة الرابعة: التي كان فيها ربيع المدخلي، وهي المرحلة الحدادية([86]).
* وتمتد فتنة «ربيع المدخلي» في ولوجه في الجماعات الحزبية حتى ظهرت: «الفرقة الحدادية» بعد أولئك الخوارج؛ بفكرها المنحرف اللئيم، وانخرط فيها، وقام يدافع عنهم، ويثني عليهم، ويكافح في تقرير فكر: «الحدادية».
*وسنة الله تعالى الجارية: أن لكل إرث من وارث ومورث؛ فقد ورث: «ربيع المدخلي» هذا الفكر: الحدادي، والله المستعان.
* وتمتد فتنة: «ربيع العوجاء» جنبا إلى جنب، فما أن انتهى من الخوارج: «السرورية»؛ إلا وأعقبها فتنة أخرى، وحيث إن الأفكار الباطلة تأتي بأساليب قددا، وأشكال مختلفة يصعب على الجاهل كشفها؛ فإنه قد ظهرت: فرقة بدعية تتسمى: «بالسلفية»، وأهل السنة، وهي: «الفرقة الحدادية» بعد أولئك الخوارج: «السرورية»، بفكرها المنحرف اللئيم... وسنة الله تعالى الجارية أن لكل إرث من وارث ومورث فقد انخرط: ربيع([87]) الحدادي فيها فورث هذا: «الفكر الحدادي»، عن محمود الحداد المصري وأتباعه، بعدما عمل معهم برهة أيضا من الزمن في الدعوة، منهم: محمود الحداد، وفريد المالكي وعبد الرحمن الرحمة وغيرهم.([88])
*وهؤلاء الحدادية: ممن زاغت قلوبهم عن الحق، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل، فسلكوا طريق الجهل والضلال معا، حيث تمردوا على الحق، وخرجوا عن الجماعة، وشقوا عصا الطاعة، واختلفت كلماتهم في صنوف الضلال، وأشاعوا وأذاعوا سوء القول، وأبشع الأقوال في علماء الأمة، والله المستعان.
قلت: فمن مثل هؤلاء لا يسمع النداء، وفيهم لا تجدي النصائح على حد قول القائل:
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
ولو نارا نفخت بها أضاءت |
|
|
ولكن أنت تنفخ في رماد |
وعلى مثل مواقفهم من العلماء السلفيين، وطلبتهم الصادقين([89]) ينطبق قول القائل:
فمنزلة السفيه من الفقيه |
|
|
كمنزلة الفقيه من السفيه |
فهذا زاهد في حق هذا |
|
|
وهذا فيه أزهد منه فيه |
قلت: وقد تصدى لتفنيد أفكارهم الضالة، العلماء السلفيون... وذلك بمؤلفاتهم النافعة، وحججهم الدامغة حتى انكشف عوار: «الحدادية»، ومن تابعهم، واتضح للناس خبثهم، وسوء نواياهم، وحقدهم الدفين على كل من سلك سبيل المؤمنين.
قال تعالى: ﴿فكبكبوا فيها هم والغاوون﴾ [الشعراء: 94].
* وربيع المدخلي: يغدو، ويروح مع: «الحدادية»، وله معهم دعوة، فاستمع إلى الدليل في ذلك.
قال فريد المالكي مخاطبا؛ لربيع المدخلي – في طعنه في الشيخ ابن باز -([90]):
(لحظة يا شيخ، أنا يا شيخ سمعتك يوما - والله يشهد، والملائكة، والناس أجمعين - ونحن في المطار؛ قلت يا شيخ: الشيخ ابن باز طعن في السلفية طعنة شديدة([91])؛ لو أنا يا شيخ مسكت التلفون داخل المملكة، الشيخ ربيع يطعن في ابن باز، الشيخ ربيع: يطعن في: الشيخ ابن باز، هذا يا شيخ، ويش رأيك فيه؟!، ترضى هذا مني؟!.
فرد عليه ربيع قائلا: وأنا وإش أقصد، عرفت أنا وإش أقصد([92])؟!
فريد المالكي: أنا فاهم قصدك، لشان كذه ما نشرت! لكن لو أنا رحت وقلت: الشيخ طعن في ابن باز، ما رأيك يا شيخ في هذا؟!.
* وإيش رأيك يا شيخ في هذا([93])؟!.
فقال ترحيب الدوسري: فعلا هذه دعوى عريضة!؟.
فقال ربيع المدخلي: اسمع، اسمع، أنا قصدت أي شيء!؟.
فقال فريد المالكي: أنا عارف قصدك يا شيخ!، أنا عارف قصدك!.
فقال ربيع المدخلي: ويش هو قصدي؟.
قال فريد المالكي: الشيخ ما يعلم، مو داري بالموضوع.
فقال ربيع المدخلي: لكن تخبرني ويش هو الطعن اللي قلته أنا إيش اقصد([94])؟.
فقال فريد المالكي: لما التقيت بالشيخ عبد العزيز، وأخذ يمدح في سلمان وسفر ورد، فأنت غضبت يا شيخ وذكرت هذه الكلمة([95])، أنا أقول الشيخ كان غضبان. «أي: الشيخ ربيع، وهذا إحسان ظن من فريد».
فرد عليه ربيع المدخلي: اسمع، اسمع أنا اللي أقوله بيني وبينك، لا تقوله لأحد([96]) قدام الناس.
فريد المالكي: والله يا شيخ.....
فرد ربيع المدخلي مقاطعا: ...... من أول مرة، وثاني مرة توقف، شوفني أنا، بعدين بيني وبينك!، إنت تبغي الكلام اللي بينك، وبين ترحيب بينك وبينو، وأنت الآن تنشرلي في المجالس، فلا تنشرلي – شوف بارك الله فيك - الآن انت اسمعني....) انتهى.
* والحقيقة لقد أطال النفس «ربيع الحدادي» في رحلته مع: «الحدادية» التي قضاها في صفوف: «الحداديين» الذين شهد على أفكارهم الباطلة أهل العلم.
المرحلة الخامسة: التي كان فيها ربيع المدخلي، وهي المرحلة المرجئية.
* وتمتد فتنة: «ربيع المدخلي» في ولوجه في الجماعات الحزبية حتى ظهرت فرقة: «المرجئة الخامسة» بعد أولئك الخوارج بفكرها المنحرف اللئيم، وانخرط فيها، وقام يدافع عنهم، ويثني عليهم، ويكافح في تقرير فكر «المرجئة».
* وسنة الله تعالى الجارية أن لكل إرث من وارث ومورث فقد ورث: «ربيع المدخلي»، هذا الفكر الإرجائي، والله المستعان.
واستمع إلى أقاويله الإرجائية.
فقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص504): (وكثير من العلماء يقول: الإيمان أصل، والعمل كمال، والعمل فرع، يقولون هذا الكلام
هل نقول: هم مرجئة؟!، أعوذ بالله من ذلك).
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص165): (فإذا كان هناك أحد يقول فيتارك جنس العمل إنه ناقص الإيمان([97])، أو مرتكب الكبيرة ناقص الإيمان، فإنه لا يصح أن يقال عنه: إنه قد وافق المرجئة). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص390) وهو ينكر لفظ (جنس العمل): (ولم أجد لفظ جنس العمل في تعريف الإيمان). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص393): (لكن لا أزال أنصح الشباب عن الخوض فيه؛ لأنه لفظ مجمل يحتمل معاني متعددة، ولفظ لم يرد في الكتاب والسنة!). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص416): (وفي نادر من الأحيان يسألني عنه – يعني: بترك جنس العمل – بعض الناس فأنهاه عن الخوض فيه، فإذا ألح ولج اعترضت ببعض أحاديث الشفاعة كحديث أنس t: «يخرج من النار من عنده أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان»، فلا يحير جوابا!).اهـ
قلت: يعني لو ترك الإنسان جنس العمل؛ فهو عند: «ربيع المدخلي» يدخل في أحاديث الشفاعة، والله المستعان.
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص417): (ترجح لي أنه يجب الابتعاد عنه – يعني: جنس العمل – لأن الجنس قد يراد به الواحد، وقد يراد به الكل، وقد يراد به الغالب). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص434) – عن جنس العمل -: (ولم يدخله السلف في قضايا الإيمان، وهو لفظ مجمل يحتمل عدة معان تؤدي إلى اللبس والمشاكل)([98]). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص402): (وأنت تتعلق بلفظ جنس، وهو لا ذكر له في القرآن، ولا في السنة، ولا أدخله السلف في تعريف الإيمان، ولم يذكر في أقوال القرون المفضلة حسب علمي، ولا يبعد أن يكون مما أدخله الفلاسفة على الإسلام!). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «البيان» (ص4) معلقا على قول الشيخ ابن باز $: (وهذا واضح من كلامه سياقا وسباقا أنه يريد «بجنس العمل» ما يصح به الإيمان كالصلاة، وليس مراده «بجنس العمل»، الأعمال كلها، فهذا مما يبطل تفسير: الحدادية!، أن المراد بجنس العمل: العمل كله!). اهـ
وهذا يدل أن: ربيعا المدخلي يرى أن العمل شرط كمال في الإيمان.
وإليك قوله:
قال ربيع المرجئ في «البيان» الحلقة الثالثة (ص8): (أقول: هذا دل عليه قول الله، وقول رسوله، وهو قول أئمة الإسلام، ولقد نقلت أقوال العلماء، وأدلتهم من كتاب الله، ومن سنة رسول الله من أن الإيمان أصل والعمل فرع عنه، وكمال له).اهـ
* وهذا يدل أن ربيعا المدخلي يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان، فلماذا ينكر أنه لم يقل بذلك!.
وقال ربيع المرجئ في «البيان» (ص8): (نقلت فيه أقوالا كثيرة من عدد من أئمة الإسلام يقولون([99]): إن الإيمان أصل، والعمل فرع([100])، بناء منهم على أدلة من الكتاب والسنة). اهـ
* وهذا لا يحتاج إلى تعليق، مما يتبين بأن: «ربيعا المدخلي» على: «مذهب المرجئة»،([101]) والله المستعان.
* ولذلك لا يدخل «جنس العمل» في الإيمان، بلوليس مراده «بجنس العمل» العمل كله.
وقال ربيع المرجئ في «البيان» الحلقة الثالثة (ص18): (تشبثهم بلفظ: «جنس العمل»، ومحاربة من لا يدخله في تعريف الإيمان، ومرادهم «بجنس العمل»، العمل كله، مخالفين بهذا التفسير أئمة اللغة، واستعمال العلماء له، ومقاصدهم من استعماله!). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص367): (ومن افتراءاته
علي: أنني قلدت فلانا في القول بأن العمل شرط كمال في الإيمان.
* ويعلم الله أنني أول من حذر من هذا القول من قبل صدور كتاب «خالد العنبري»، ونشره، وأنني حذرت العنبري وطلبت منه حذفه من كتابه). اهـ
* فربيع المدخلي: يطلب من: «العنبري» حذفه، وهو يذكره في كتبه، أي: إن الأعمال شرط كمال في الإيمان!.
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص435) – عن جنس العمل-: (ولم يستعمله السلف في القرون المفضلة في تعريف). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص501): (فيخرج من النار من كان في قلبه مقدار دينار من الإيمان، من كان في قلبه مثل شعيرة ذرة، أدنى من مثقال ذرة من الإيمان هذا نقص إيمانه إلى هذا الحد.
* والإيمان قد يصل إلى مثل الجبل، وهذا ينقص إيمانه حتى لا يبقى منه إلا مقدار دينار أو دونه). اهـ
وقال ربيع المرجئ: (الذي لا يبدع من لا يكفر تارك جنس العمل؛ فهو عندهم مرجئ غال رمزا إلى تكفيره!)([102]). اهـ
وقال ربيع المرجئ: (واليوم نحن من أصل من أصولهم الهدامة ألا وهو أن من يقول: إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع) فهو مرجئ)([103]). اهـ
وقال ربيع المرجئ: (الإيمان أصل، والعمل كمال، أو تمام، أو فرع، أو فروع).([104])اهـ
وقال ربيع المرجئ: (وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان، وفرع، وكمال للإيمان).([105])اهـ
وقال ربيع المرجئ: (منهم – يعني السلف([106]) – من لا يكفر بترك الأعمال هذه جميعا الأركان هذه)([107]). اهـ
وقال ربيع المرجئ: (فاتركوا الخصومة في شرط الكمال، فإنه لا فرق بين قوله، وهي من الكمال، وبين قوله من قال: العمل شرط كمال).([108])اهـ
وقال ربيع المرجئ – في قول ابن رجب $ -: (فأي كلام أبين من هذا؟ وقال: إن العمل شرط في الإيمان لا ركن فيه، أو جزء منه)([109]). اهـ
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص164): (كان ينبغي أن تنصحهم بعدم الخوض في جنس العمل، لأنه أمر لم يخض فيه السلف فيما أعلم).اهـ
أقول: لربيع أليس السلف كفروا بترك كل الأعمال؛ كما قلت أنت، فهم يكفرون بترك: «جنس العمل»؛ أي: بترك كل العمل.
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص164): (ثم الإيمان بأحاديث الشفاعة التي تدل على أنه يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان، أو أدنى مثقال ذرة من إيمان). اهـ
قلت: فهو يريد هنا بالاستدلال بأحاديث الشفاعة إلى أن الإيمان يصل حده إلى أدنى ذرة من إيمان، ولا يقول بانتهاء الإيمان بالكلية من قلب العبد.
واستمع إلى قوله ليتضح لك ذلك:
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص166): (أعتقد أن رسول الله قد بين أدنى حد للإيمان). ثم استدل بأحاديث الشفاعة.
وقال ربيع المرجئ في «المجموع الواضح» (ص501): (فيخرج من النار من كان في قلبه دينار من الإيمان، من كان في قلبه مثل شعيرة، ذرة، أدنى ذرة من مثقال ذرة من الإيمان، هذا نقص إيمانه إلى هذا الحد، والإيمان قد يصل إلى مثل الجبل، وهذا ينقص إيمانه حتى لا يبقى منه إلا مقدار دينار أو دونه). اهـ
وقال ربيع المرجئ: (الإيمان يزيد إلى أن يصير كالجبال، وينقص حتى يبقى منه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان)([110]). اهـ
* فعند ربيع المدخلي هذا حد الإيمان، لا ينتهي بالكلية.
قلت: إن هذه المخالفات لأهل السنة والجماعة ضرب واضح جلي من ضروب الإرجاء الخلفي لما فيه من محاربة الحق وأهله، ولما فيه من التلبيس والتضليل على من قل نصيبه من العلم الشرعي، والفقه في الدين.
قلت: فيجب على «ربيع المدخلي» أن يتوب إلى الله تعالى من هذه الأفكار الهدامة.
ثم أقول: كما يجب على «ربيع المدخلي» أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من هجومه المشين على نصوص الشرع المبين المتعلقة بشأن العقيدة التي هي أصل الدين، وقاعدته المثلى، وحبله المتين.
* ويجب عليه أن يحترم العلماء الربانيين السلفيين، وطلبتهم الصادقين السلفيين، الذين كثر هجومه عليهم في كل وقت وحين، وتكرر منه إلصاق النقائص والعيوب بهم، وتوالى تشهيره بمثالبهم على غير منهج أهل السنة والجماعة([111])، كل ذلك بدون مسوغ مقبول، ولا دليل يستند إليه معقول، بل استند واعتمد في صنيعه هذا على سوء الظن، والعقل، والرأي المذموم الذي ترفضه نصوص الشرع، وترده مسلمات النقول والعقول.
* فليراجع نفسه، ويلجمها بلجام السلفية الصحيحة، وينهها عن الغي والهوى، ولا يرسلها في ميادين الباطل، تتحرك وتصول به وتجول، فإنه ميت عن قريب، وفي قبره مقعد ومسؤول، فليتب إلى الله تعالى من ذنوبه كلها المتعلقة بشأن العقيدة التي هي أصل الدين.
قلت: وبهذا يتبين لك ضرر البدع على الفرد والمجتمع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الاقتضاء» (ص218): (فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدعة مانعا من الاغتذاء، أو من كمال الاغتذاء، بتلك الأعمال النافعة الشرعية، فيفسد عليه حاله من حيث لا يعلم، كما يفسد جسد المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين $ في «القول المفيد» (ج1 ص214): (وهذا صحيح، فالإنسان المنتقل من شيء سواء باطلا، أو لا، لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية منه([112])، وهذه البقية لا تزول إلا بعد مدة). اهـ
*ولذلك: لا يعتبر المدخلي مجتهدا في الدين لتقلبه واضطرابه وتناقضه في الأحكام بدون علم بالحق فلا يعذر، لذلك فهو آثم؛ فافهم هذا ترشد.
قال الإمام الخطابي $ في «معالم السنة» (ج5 ص1205): (فأما من لم يكن محلا للاجتهاد فهو متكلف، لا يعذر بالخطأ في الحكم، بل يخاف عليه أعظم الوزر). اهـ
وعن الإمام الأوزاعي $ قال – عن أهل البدع -: (إنكم لا ترجعون عن بدعة إلا تعلقتم بأخرى، هي أضر عليكم منها)([113]).
* تتجارى بهم الأهواء شيئا فشيئا، والله المستعان.
فعن معاوية بن أبي سفيان ﭭ عن النبي r قال: (تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه).
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (4597)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص102)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ص161)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ص7 و8) بإسناد صحيح.
وقد صححه الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ص7).
قلت: والكلب داء عضال، لا يرجى شفاؤه، وكذلك البدع، وهو خبيث معد، وكذلك: البدع.
* فالبدع تتجارى بأهلها، فتحول بينهم، وبين التوبة على الغالب، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
* لذلك ينبغي التفريق بين من أخطأ بعد تحري الحق، وبذل الجهد، ولم يعاند ويخالف، ومن تتجارى به الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يدع عنادا، ولا خلافا إلا دخله.
* فهذا هو المبتدع، فإذا خالف دليل الشرع هواه تأوله، فإن استعصى عليه رده، بل تراه يتبع شبهة وافقت هواه، ويبتغي فتنة وافقت غرضه([114]).
قال تعالى: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾ [آل عمران: 7].
* فالمبتدع يزيغ قلبه أولا، ثم يتبع المتشابه من القرآن والسنة([115]).
قلت: ثم بعد هذا يجعل ذلك عمدته في دين الله تعالى، وهذا يقع ممن لم يتمكن من العلم، فهو الحري باستنباط ما خالف الشرع دائما وأبدا، فيجري منه مجرى الكلب من صاحبه، فهذا هو المبتدع المذموم الآثم([116]).
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «ظاهرة التبديع» (ص20): (أما الذي زاد في العبادة شيئا لم يشرعه الرسول r؛ فهذا مبتدع وليس محسنا). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «ظاهرة التبديع» (ص20): (إذن المبتدع:([117]) هو الذي أحدث في دين الله ما ليس منه بحيث يأتي بدين لم يدل عليه دليل من القرآن، أو من السنة). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز $ في «الفتاوى» (ج4 ص372): (فالبدع كلها ضلالة). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز $ في «الفتاوى» (ج4 ص838): (وبذلك يعلم أن كل ما أحدثه الناس في الدين مما لم يشرعه الله، فإنه يسمى بدعة، وهي بدعة ضلالة). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «ظاهرة التبديع» (ص41): (فالبدعة هي إحداث شيء جديد في الدين، لا دليل عليه من كتاب الله، ولا سنة رسول الله r، هذه هي البدعة، وإذا ثبتأن شخصا ابتدع بدعة في الدين، وأبى أن يرجع؛ فإن منهج السلف أنهم يهجرونه، ويبتعدون عنه، ولم يكونوا يجالسونه). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «ظاهرة التبديع» (ص40): (قاعدة الدين: «إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح»، وفي معاداة المبتدع درء مفسدة عن الأمة ترجح على ما عنده من المصلحة المزعومة إن كانت).اهـ
قلت: ومن الحماقة أن ينظر في مقالات وكتب: «ربيع المدخلي» في الإرجاء وغيره، التي ضل فيها عن الصراط المستقيم، والتي تتضمن إشارة قدح، ودلالة تنقص لهذا الدين العظيم، واتهام له بعدم الكمال، وأنه بحاجة إلى مزيد، والله المستعان.
* فهي تحمل انحرافات متعددة، وفلسفات متباينة على طريقة أهل الزيغ والضلال، بل اتفقت كتبه فيما تضمنته من ضلال وانحراف في الأصول، وإفساد للفطر السليمة، وتدمير الشباب.
قلت: ما يكفي ويشفي يا ربيع كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r وآثار السلف، وأقوال أهل السنة.
* فعلينا النظر في مقالاته المحرفة نظر تأمل وتفكر، اللهم غفرا([118]).
قلت: فلماذا يستبدل الداء القاتل، والسم الزعاف، بالدواء الشافي، والعسل المصفى!.
قال الإمام الشاطبي $ في «الاعتصام» (ح1 ص679): (أن يعتقد الإنسان في نفسه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين – ولم يبلغ تلك الدرجة –فيعمل على ذلك، ويعد رأيه رأيا، وخلافه خلافا.
* ولكن يكون ذلك في جزئي، وفروع من الفروع، يكون فيه كلي، وأصل من أصول الدين، فتراه آخذا ببعض جزئيات الشريعة في هدم كلياتها، حتى يصير منها إلى ما ظهر له بادئ رأيه من غير إحاطة بمعانيها، ولا رسوخ في فهم مقاصدها، وهذا هو المبتدع). اهـ
قلت: وهذا المبتدع هو الذي تحجب عنه التوبة، بمعنى أنه قلما أن يرجع عن البدعة.
قلت: فالمبتدع يرى أن بدعته هذه دين، ويحسب أنه على هدى، ويظن أن رجوعه عن هذه البدعة هو رجوع عن الحق والدين، ولهذا قل أن يتوب منها بخلاف صاحب المعصية الذي يعلم أنه على خطأ ومعصية، وأن فعله هذا مخالف للدين، فرجوعه وتوبته أقرب([119])([120]).
وإليك آثار السلف:
فعن يحيى ابن أبي عمرو الشيباني $: (كان يقال: يأبى الله لصاحب بدعة توبة، وما ينتقل صاحب بدعة إلا إلى شر منها).([121])
وعن عبد الله بن القاسم $ قال: (ما كان عبد على هوى فتركه إلا إلى ما هو شر منه)([122]).
قلت: لأن الهوى([123]) يصد عن الحق، اللهم سلم سلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية $ في «الفتاوى» (ج8 ص425): (فالبدع تكون أولها شبرا، ثم تكثر في الأتباع، حتى تصير أذرعا، وأميالا، وفراسخ). اهـ
قلت: وما وقع ربيع المدخلي في هذه البدع والأهواء والتخبط مع أهل البدع إلا بسبب التأويل الفاسد للقرآن الكريم والسنة النبوية، والرأي المذموم الذي خالف فيه منهج السلف الصالح.
فعن عقبة بن عامر الجهني t قال: سمعت رسول الله r يقول: (هلاك أمتي في الكتاب واللبن. فقيل: يا رسول الله! ما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلمون القرآن ويتأولونه([124]) على غير ما أنزله الله U، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون)([125]).
حديث صحيح
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص146)، وأبو يعلى في «المسند» (ج3 ص285)، وابن عبد الحكم في «فتوح مصر» (ص197)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص507)، والهروي في «ذم الكلام» (ج2 ص41)، والروياني في «المسند» (ج1 ص182)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص142)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص815)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1199) من طرق عن أبي قبيل حيي بن هاني المعافري المصري قال: سمعت عقبة بن عامر t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وتابعه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص155)، وفي «العلل» (ج3 ص452) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن لهيعة قال: وحدثنيه يزيد بن أبيحبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر t به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
والحديث صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج6 ص647).
قال الحافظ ابن عبد البر $ في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1199): (أهل البدع أجمع أضربوا عن السنة، وتأولوا الكتاب لغير ما بينت السنة فضلوا وأضلوا، ونعوذ بالله من الخذلان، ونسأله التوفيق والعصمة برحمته). اهـ
* فالرأي المذموم هو القول في أحكام شرائع الدين بالاستحسان والظنون، والاشتغال بحفظ الاختلاف بين العلماء دون رده إلى أصول الكتاب والسنة.
فعن حذيفة t قال: (يا معشر القراء([126]) استقيموا([127])، فقد سبقتم([128]) سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا([129])، لقد ضللتم ضلالا بعيدا).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص2656) من طريق سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة t به.
* فأصحاب الرأي والتأويلات هذه هم أهل البدع والأهواء الذين يتكلمون برأيهم الفاسد، ويقولون: إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.
* إذا، ومن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله r معارضة النص بالرأي، ويسمى القياس الفاسد، لذلك يقول الفقهاء: لا قياس في مقابلة النص([130]).
والنبي r: أخبر بأنه سوف يأتي أناس كـ (أصحاب الرأي) – في آخر الزمان يعارضون النصوص بآرائهم.
فعن عبدالله بن عمرو ﭭ أن رسول الله r قال: (إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بموت أهله، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا بغير علم (أي برأيهم) فضلوا وأضلوا)([131]).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص33)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص208) من طريق عروة عن عبد الله بن عمرو ﭭ به.
* فيستفاد من هذا الحديث أنه لا مجال لمعارضة النص بالرأي.
قال الحافظ ابن حجر $ في «الفتح» (ج1 ص165): (وفي هذا الحديث الحث على حفظ العلم، والتحذير من ترئيس الجهلة، وفيه أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية، وذم من يقدم عليها بغير علم).اهـ
* فقبض العلم بموت العلماء من أعظم الأمور التي تبتلى بها الأمة الإسلامية قبل قيام الساعة... ويبقى الناس بعدهم بجهل وضلال كما هو مشاهد، وذلك لعدم اتباع الناس تعاليم الكتاب والسنة.
* وهذا ظاهر من أهل الرأي والعقل، فما أصاب الأمة الإسلامية من الوهن والذل والنكبات فمن أكبر أسبابه ترك تعاليم العلماء الربانيين، والإقبال على تعاليم أهل الرأي، والله المستعان.
وقال الحافظ ابن حجر $ في «الفتح» (ج13 ص316): (أهل الجهل ليسوا عدولا، وكذلك أهل البدع، فعرف أن المراد بالوصف... أهل السنة والجماعة: وهم أهل العلم الشرعي، ومن سواهم ولو نسب إلى العلم؛ فهي نسبة صورية، لا حقيقية).اهـ
قلت: فأهل الرأي ليسوا عدولا، ولو نسبوا إلى العلم والدعوة؛ فهي نسبة صورية شكلية لا حقيقية.
قال الإمام ابن القيم $ في «إعلام الموقعين» (ج1 ص67): (الرأي ثلاثة أقسام: رأي باطل، ورأي صحيح، ورأي هو موضع اشتباه، والسلف استعملوا الرأي الصحيح، وعملوا بها، وذموا الباطل ومنعوا من العمل به، والثالث سوغوه عند الاضطرار.
فالرأي الباطل: الرأي المخالف للنص والكلام في الدين بالخرص، والرأي المتضمن تعطيل أسماء الله وصفاته وأفعاله بالمقاييس الباطلة التي وضعها أهل البدع، والرأي الذي أحدثت به البدع، والقول بالاستحسان والظنون والاشتغال بتحفظ المعضلات، ورد الفروع بعضها على بعض قياسا دون ردها إلى أصولها.
والرأي المحمود([132]) أنواع:
(1) رأي الصحابة y.
(2) والرأي الذي يفسر النصوص ويبين وجه الدلالة منها إذا كان مستندا إلى استدلال واستنباط دون ما استند عليه مجرد التخرص.
(3) والرأي الذي اتفقت عليه الأمة.
(4) والرأي الذي يكون بعد طلب الواقعة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة، يجتهد فيه إلى قربة من معاني النصوص). اهـ
* وقد تكلم أناس في مسائل علمية لو أمسكوا عنها لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا، فالكتاب والسنة فيهما الكفاية والشفاء، ولا نحتاج إلى آراء الرجال عند وجودهما، فالرأي في مقابلتهما جهل محض، وهوى متبع، وإفك مفترى، ولو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، فكثير من المسائل يكون فيها الدليل بين واضح، ثم يأتي إنسان فيتكلم برأيه فيفتح باب الخلاف على مصراعيه.
لذلك قال الإمام الشافعي $ في «الرسالة» (ص140): (فالواجب على العاملين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم منه؛ لكان الإمساك أولى به، وأقرب من السلامة له إن شاء الله). اهـ
وقد نفى الله الإيمان عن الذين لا يتحاكمون إلى الله وإلى الرسول فقال سبحانه وتعالى: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ [النساء: 65].
* والمشاجرة هي المنازعة، وذلك لتداخل كلام الخصوم بعضهم في بعض عند المنازعة؛ فالحكم في قضايا المنازعة والمخاصمة يجب أن يستقيم مع شريعة الله سبحانه وتعالى، لا قول فلان وفلان، والآية صريحة في ذلك.
قال المفسر الرازي $ في «تفسير القرآن» (ج5 ص170): (في الآية قسم من الله تعالى على أنهم لا يصيرون موصوفين بصفة الإيمان إلا عند حصول شرائط:
أولها: قوله تعالى: ﴿حتى يحكموك فيما شجر بينهم﴾ [النساء: 65] وهذا يدل على أن من لم يرض بحكم الرسول لا يكون مؤمنا.
ثانيها: قوله تعالى: ﴿ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت﴾ [النساء: 65]. قال الزجاج: لا تضيق صدورهم من أقضيتك (أي: حكم الرسول ﷺ) وأنه لا بد من حصول الرضا بالحكم في القلب، وأن يحصل الجزم واليقين في القلب بأن الذي يحكم به الرسول r هو الحق والصدق.
ثالثها: قوله تعالى: ﴿ويسلموا تسليما﴾ [النساء: 65] فبين تعالى أنه كما لا بد في الإيمان من حصول ذلك اليقين في القلب؛ فلا بد أيضا من التسليم معه في الظاهر فقوله: ﴿ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت﴾ [النساء: 65] المراد به الانقياد في الباطن، وقوله تعالى: ﴿ويسلموا تسليما﴾ [النساء: 65] المراد منه الانقياد في الظاهر). اهـ
* والآية نزلت في الزبير بن العوام t عندما اختلف مع صحابي من الأنصار حول سقي بستان؛ فقال رسول الله r للزبير: (اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك) فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك؟، (أي تحابيه لقرابته منك)، فتلون وجه([133]) رسول الله r، ثم قال للزبير: (يا زبير اسق، ثم احبس الماء حتى يبلغ إلى الجدر)([134]) فرد الرسول r الرجل إلى مر الحكم بالحق، لأن من كانت أرضه أقرب إلى فم الوادي؛ فهو أولى بأول الماء، وحقه تمام السقي، فالآية إنما نزلت لوقوع المخاصمة بين الصحابة، فرد الله تعالى الحكم إلى رسوله r، ورد المسلمين إلى التسليم لحكم الرسول r ظاهرا وباطنا.
*فالآية: نص صريح برد جميع الخصومات والمشاجرات بين المسلمين إلى الله تعالى وشرعه.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الذين لا يرجعون في منازعتهم ومشاكلهم إلى الله تعالى، وإلى رسوله r وإلى شرعه بأنهم:
1) غير صادقين في إيمانهم، بل الكذب واضح فاضح لهم: ﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به﴾ [النساء: 60]؛ فقال في وصف إيمانهم: ﴿الذين يزعمون﴾ [النساء: 60]؛ والزعم كما قال علماء العربية يستعمل في القول الكذب والذي يشك في صحته، والذي لا يتحقق.
2) وصفهم بأنهم يريدون: ﴿أن يتحاكموا إلى الطاغوت﴾ [النساء: 60]؛ والطاغوت هو صيغة من الطغيان، وتجاوز الحد.
3) وصفهم الله بأنهم من الضالين الذين أضلتهم الشياطين، ومن الضالين في الضلال البعيد، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت
وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا﴾ [النساء: 60].
4) وصفهم الله سبحانه وتعالى بالنفاق فقال: ﴿وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا﴾ [النساء: 61]؛ فالذين يرفضون التحاكم إلى الشريعة، ويرفضون الانصياع لحكم الله فهم من المنافقين.
فالحكم: إما أن يكون لله تعالى، وإما أن يكون للهوى والضلال([135]).
* ولذا أوجب الله تعالى الحكم به، وحرم العدول عنه، وصار واجبا على المسلمين العمل بأحكامه.
* لأن الله كلف الإنسان أن يستقيم على شرعه، وأن يلتزم بدينه حتى ينال سعادة الدنيا والآخرة([136]).
قال الحافظ ابن عبد البر $ في «التمهيد» (ج10 ص127): (وأما ما نهى الله تعالى عنه ورسوله r، فلا خيار فيه لأحد، وكل قول خالف السنة فمردود... لأن الله U: قد أمر في كتابه عند تنازع العلماء، وما اختلفوا فيه بالرد إلى الله تعالى ورسوله r، وليس في جهل السنة في شيء قد علمها فيه غيره حجة). اهـ
وقال الحافظ ابن عبد البر $ في «التمهيد» (ج10 ص61): (فلا حجة في قول أحد مع السنة). اهـ
قلت: فهذا هو السبيل لمعرفة الحق والصواب، فمن سلك هذا السبيل فيرجى له الصواب والتوفيق.
قال الإمام ابن قدامة $ في «ذم التأويل» (ص28): (ومن السنة قول النبي r: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، فأمر بالتمسك بسنة خلفائه كما أمر بالتمسك بسنته، وأخبر أن المحدثات بدع وضلالة، وهو ما لم يتبع فيه سنة رسول الله r، وسنة أصحابه).اهـ
فهيا أيها الربيعية! خاطبوا أنفسكم بهذه الكلمات قبل كل شيء، وهيا معشر المرجئة! عظوا أنفسكم بهذه العبارات النافعة، وهيا أصحاب التمييع! أفتوا أنفسكم بهذه المقولات الطيبة قبل أن تفتوا الناس، فهذا هو سبيل السداد والهدى والرشاد؛ بإذن الله تعالى.
وختاما أقول: وقد ذكرت تاريخ: ربيع المدخلي المشين ليدرك الناس أولا ما يحمله «ربيع المدخلي» من أفكار خطيرة عليهم لمخالطته لأنواع من أهل البدع والأهواء، فهو يحمل أفكارهم البدعية، ويلصقها: «بالدعوة السلفية»، فالحذر الحذر من ربيع المدخلي في هذه الأيام، فإن هذه الأفكار البدعية راجت([137]) عليه، والله المستعان.
ثانيا: ليدرك ربيع أنه ليس له أي فضل على السلفيين والدعوة السلفية؛ كما يدعي، بل الأصح أن للسلفيين من علماء وطلبة علم فضلا على «ربيع المدخلي»([138]) لما آووه ونصروه عندما كان يرد على بعض أهل البدع، لكنه أنكر الإحسان والمعروف فأضر نفسه فهلك وأهلك، اللهم غفرا.
لذلك: يا ربيع لا ترمي غيرك بالعيوب، وأنت بها من المتلبسين فتصف الأبرياء نبزا وطعنا مما ليس فيهم، وأنت أحق بهذا الوصف كما بينا في البحث.
أرى كل إنسان يرى عيب غيره |
|
|
ويعمى عن العيب الذي هو فيه |
ولا خير فيمن لا يرى عيب نفسه |
|
|
ويعمى عن العيب الذي بأخيه |
قلت: فلا نريد التطويل بنقده، والكشف عن خوافيه، وإنما ذكرت الذي ذكرته لأبين: لربيع المدخلي ما يقطع تغريره واغتراره، ويدفع تبجحه وافتخاره، ويدرأ عناده واستكباره، اللهم غفرا.
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك – إن شاء الله - سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا...
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
لا... حتى يكون كل أحد
تحت الكتاب والسنة
قال الحافظ ابن كثير $ في «البداية والنهاية» (ج9 ص281): (وفي يوم السبت تاسع جمادى الأولى حضر جماعة كثيرة من الفقراء الأحمدية إلى نائب السلطنة بالقصر الأبلق، وحضر: الشيخ تقي الدين ابن تيمية؛ فسألوا من نائب السلطنة بحضرة الأمراء، أن يكف: الشيخ تقي الدين إنكاره عليهم، وأن يسلم لهم حالهم، فقال لهم الشيخ: هذا ما يمكن، ولا بد لكل أحد أن يدخل تحت: الكتاب والسنة، قولا وفعلا، ومن خرج عنهما، وجب الإنكار عليه).اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
الخاتمة
ذكر المفاسد العامة والخاصة المترتبة على تطبيق أفكار ربيع المدخلي في الأمة الإسلامية
اعلم رحمك الله: أن المفاسد التي تترتب في تطبيق أفكار «ربيع المدخلي» كثيرة جدا، والتي تحاك للمسلمين، وهي تكون غاية في الغموض والخفاء... فكان لا بد من ذكر هذه المفاسد التي تترتب في تطبيق أفكاره؛ لأكشف النقاب عما في هذه المفاسد من ضرر على الإسلام والمسلمين، وإليك هذه المفاسد باختصار:
(1) نشر الإشراك بالله تعالى في بلدان المسلمين من تعطيل الصفات، وتقرير الإرجاء، والتنازل عن الأصول، والسمع والطاعة في الباطل، والرياء وغير ذلك من المفاسد.
(2) هدم التوحيد من تقرير الإرجاء وغيره.
(3) تعطيل الصفات.
(4) اتهام الشريعة المطهرة بأنها ناقصة، وتحتاج إلى زيادة وتجديد.
(5) تمييع الولاء والبراء في المسلمين.
(6) التنازل عن أصول الدين في الدعوة إلى الله تعالى من أجل المصلحة المزعومة.
(7) الدخول في الفتن ما ظهر منها، وما بطن.
(8) تسييد غير المؤهلين في طلب العلم على شباب الأمة الإسلامية.
(9) ترويج الإرجاء بين المسلمين.
(10) عدم التعاون على البر والتقوى.
(11) التعاون على الإثم والعدوان.
(12) الانشغال بالجدل، والتخاصم، والعداوة، والبغضاء بين المسلمين.
(13) إهمال الدورات العلمية للعلماء، والمحافظة على الدورات العلمية للرؤوس، كما فعل أتباع ربيع في الطائف لعام «1430هـ» حيث إن دروس العلماء الكبار في مسجد، ودروس([139]) أتباع ربيع المدخلي في مسجد آخر!.
(14) محاربة السنة وأهلها باسم قمع البدعة وأهلها!، كما يفعل: ربيع وأتباعه في بلدان المسلمين.
(15) إسناد الأمر إلى غير أهله، وتضييع الأمانة([140])، وإذا أسند الأمر إلى غير أهله، وضيعت الأمانة، فانتظر قيام الساعة.
(16) تزيين عمل الشيطان الرجيم بين المسلمين من العداوات والافتراءات وغيرها.
(17) رفض الحق من الخصم، حتى لو كان على الحق.
(18) تقريب بطانة السوء، وإبعاد البطانة الصالحة.
قلت: وانظر من بطانة: ربيع المدخلي الآن من أهل البغضاء والحقد ليتبين صدق ما قلناه.([141])
والله تعالى يقول: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون﴾ [آل عمران: 118].
(19) الوقوع في التناقضات في الأحكام الشرعية.
(20) فتح المجال لدخول المندسين في صفوف المسلمين؛ للإفساد فيما بينهم.
(21) زج شباب الأمة في المخاصمات مع الآخرين في بلدان المسلمين؛ بدون فائدة تذكر.
(22) انشغال الشباب بالتقاطع والتدابر في بلدان المسلمين.
(23) الانشغال بالفتاوى الباطلة.
(24) الاهتمام بالكم لا بالكيف([142])، وهذه مفسدة مذمومة في شرع الله تعالى؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون﴾ [الأنعام: 116].
(25) إهدار الجهود بدون فائدة، وضياع الأصول والفروع من أحكام الدين.
(26) الوقوع في الضرر المحقق.
(27) صرف الأموال في غير موضعها الشرعي، وهذا من التبذير المحرم في الشرع، كما هو حاصل في طباعة كتب «ربيع المدخلي» المخالفة للشرع، وتضييع الأموال في «شبكة سحاب» على الكتاب المتعالمين، والمهاترات الكلامية، والطعن في أهل العلم، وحذف كلامهم العلمي، ونقض منهج السلف، وصرف الأموال على دوراتهم المخالفة؛ بدون فائدة تذكر، وغير ذلك.
(28) ضياع الوقت فيما لا فائدة فيه.
(29) دخول المجهولين بين صفوف المسلمين، واستغلالهم فيما يضرهم.
(30) هدم الأخوة الإسلامية بين المسلمين في بلدانهم.
(31) إصدار التزكيات حسب مصلحة الحزب حتى للجهلة منهم لإرضاء القوم.
(32) تشجيع الناس على الغش في المجتمعات الإسلامية.
(33) الخضوع لأوامر الرؤوس في حق، أو باطل.
(34) الميول إلى التعصب الممقوت.
(35) نشر الشبهات بين المسلمين على أنها من الدين، وليست هي من الدين.
(36) فتح باب القول على الله تعالى، ورسوله r بغير علم.
(37) تفريق المسلمين في جماعات متناحرة؛ كما هو ظاهر في «الربيعية».
(38) نشر التشهير المفضي للفتن بين المسلمين، وسفك الدماء، والحماس الفارغ الذي يصد الناس، عن العلم النافع، والعمل الصالح.
(39) الزام الناس بتعاليم الحزب.
(40) استضافة أهل التعالم من دون أهل العلم، لذلك لا ترى فائدة، لا عامة، ولا خاصة تذكر في دروسهم الخاوية على عروشها.
(41) تولي الجهلة على الإشراف على الدعوة إلى الله في بلدان المسلمين ممن يسمعون لهم، ويطيعون لهم.
(42) اختيار الوعاظ من قليلي العلم في المساجد.
(43) الاعتناء بنشر كتب وأشرطة رؤوس الجماعة على ما فيها من مخالفات شرعية.
(44) النظر إلى المسلمين بمنظار حزبي.
(45) حب التنظيم الحزبي، باسم العمل الجماعي.
(46) تلوث عقائد المسلمين.
(47) قبول الشخص في الجماعة، دون النظر إلى فساد منهجه ومعتقده.
(48) اللجوء إلى التحالف المشبوه، مع الجماعات الحزبية.
(49) كثرة الكذب لمصلحة الدعوة.
(50) الانتماء إلى أهل الأهواء والبدع، دون النظر إلى العواقب.
(51) العيش في الخيالات المهلكة، والوعود الخيالية.
(52) انفراد المندسين ببعض الشباب، وإفسادهم، واستغلالهم لمآربهم الشخصية من حب الرئاسة وغير ذلك.
(53) اتهام الشريعة بأنها عاجزة عن الإصلاح.
(54) التمسك بالإصلاح الموهوم.
(55) التمسك بالتقليد المذموم.
(56) البراءة من المسلمين.
(57) تشتت الناس في أحزاب متناحرة، وهدم وحدتهم، ووقوع مضار التشاحن، والاختلاف، والتباغض، والتقاطع فيما بينهم.
(58) الولوج في الجماعات الحزبية.
(59) حب العصبية للأشخاص.
(60) نشر الولاء والبراء الحزبي.
(61) تمييع الدعوة إلى الله تعالى.
(62) إظهار البدعة، على السنة.
(63) إظهار أهل البدع، على أهل السنة.
(64) تعطيل منهج السلف الصالح.
(65) تعطيل عمل الآثار في المسلمين.
(66) القول على الله تعالى بالظنون والآراء.
(67) تعطيل الرد على المخالف، والرد على المخالف من أصول الإسلام.
(68) القول بالحيل المحرمة.
(69) ممارسة التلبيس، والتدليس في الدين.
(70) خدمة الجماعات الحزبية، وهذا فيه ضرر في المجتمعات الإسلامية.
(71) عدم مواجهة أعداء السنة في بلدان المسلمين.
قلت: وفتور ربيع المدخلي، عن الرد على بعض أعداء السنة، ويزعم يريد تألف القلوب، وانشغاله بالرد على أهل السنة، لهو أكبر دليل على فساد أفكاره في الأمة الإسلامية.
(72) اتخاذ الوسائل المحرمة في الدعوة إلى الله تعالى.
(73) عدم التمييز بين أهل الحق، وبين أهل الباطل.
(74) انتشار الفوضى بين المسلمين.
(75) تعطيل طلب العلم.
(76) إيهام المسلمين أن الدعوة إلى الله تعالى؛ قائمة على منهج السلف، وهي خلاف ذلك.
(77) تغيير وتبديل منهج السلف، وأهل الحديث.
(78) تعليق النفوس بالأشخاص، وتقديسهم مع جهلهم بالكتاب والسنة.
(79) السعي لخدمة الأغراض الشخصية؛ كما يفعل «محمد الهاجري» وغيره.
(80) تعارض العقل للنقل.
(81) الإكراه على تعاليم الحزب.
(82) نشر الإرهاب الفكري في المسلمين؛ لكي لا يخالفوا الرأس المدبر.
(83) تعطيل الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
(84) عدم ضبط الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى.
(85) حماية البدعة وأهلها.
(86) خذلان السنة وأهلها.
(87) انتشار الظلم بين المسلمين.
(88) انتشار القذف المذموم بين المسلمين.
(89) الأخذ بالزلات على أنها من الدين.
(90) العزوف عن قراءة كتب أهل السنة والجماعة، وقراءة كتب أهل البدعة.
(91) غمز ولمز علماء السنة والأثر.
(92) الطعن في صحابة النبي r.
(93) مجالسة أهل البدع.
(94) تعظيم رؤوس البدع، واحترامهم، وتوقيرهم.
(95) تشكيك المسلمين في دينهم.
(96) ترك النصيحة لله تعالى، ورسوله r وللمؤمنين.
(97) العزوف عن مجالسة أهل السنة من العلماء وطلبة العلم.
(98) حصول الغيبة والنميمة بين المسلمين.
(99) ما يجد سيئ القصد المتبع لهواه مجالا يجول بين المسلمين؛ للإفساد فيما بينهم.
(100) ارتكاب الضلال والهوى فيقع الناس في المفاسد العامة والخاصة ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
* فهذه المفاسد العامة والخاصة المترتبة على تطبيق أفكار: «ربيع المدخلي» في بلدان المسلمين، والله المستعان.
اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
وثيقة: تبين مرحلة؛ ربيع المدخلي، مع السرورية في هذه الفترة، وكان يعمل معهم، وقد وقع على هذه العريضة، ومعه: «سلمان العودة»، و«سفر الحوالي» وغيرهما، من السرورية؛ التي سوف يقدموها بزعمهم إلى الملك فهد $، وهذه الطريقة في الإنكار العلني، هي طريقة: السرورية، الخوارج، وقد رد على هذه العريضة: هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، برئاسة: العلامة الشيخ: عبد العزيز بن باز $، وبينت أن هذا الفعل، هو فعل: الخوارج قديما وحديثا........................................................................... |
5 |
2) |
درة نادرة في فضائح المخالفين لمنهج السلف الصالح في الدنيا والآخرة.................................................................................................... |
7 |
3) |
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في أنه: لابد من مجاهدة العدو الداخلي أولا، قبل العدو الخارجي: للنصر المؤزر، فيكون ذلك: بالتصفية الشاملة؛ لأهل البدع والأهواء: بجميع أنواعهم في الدول الإسلامية.................................................................. |
8 |
4) |
ذكر الدليل على جهاد أهل الحديث؛ للمخالفين: للشريعة المطهرة؛ بالقرآن، والسنة، والآثار......................................................................... |
9 |
5) |
ذكر الدليل على أسباب إمامة: الإمام مالك؛ منها: أنه كان ينتقد الرجال المخالفين؛ للشريعة المطهرة في الأصول والفروع!............. |
10 |
6) |
المقدمة..................................................................................................... |
11 |
7) |
ذكر الدليل على أن ربيعا المدخلي: هو إمام ضلالة، ليس بإمام هدى؛ لأنه يحتج بعلم غير نافع، ولم يعرف العلم النافع، بسبب جهله المركب......................................................................................... |
20 |
8) |
ذكر الدليل على تاريخ ربيع المدخلي المظلم في الدعوة إلى الله تعالى........................................................................................................ |
21 |
9) |
لا... حتى يكون كل أحد تحت الكتاب والسنة................................. |
85 |
10) |
ذكر المفاسد العامة والخاصة المترتبة على تطبيق أفكار ربيع المدخلي في الأمة الإسلامية.................................................................. |
86 |
([1]) «التواصل المرئي»، بعنوان: «النصر يأتي بإطاحة العدو الداخلي، قبل العدو الخارجي»، للشيخ الفوزان، في سنة: «1445هـ».
([3]) الشاذ في العلم: هو العلم الذي لا يعتمد عليه في الشريعة الإسلامية، فهذا هو الشاذ من العلم، كـ«سياسة الحزبيين»، وما يسمى: «بتجديد الخطاب الإسلامي» المزعوم الآن، و«الاعتدال المفرط» المزعوم في هذا الوقت، والفتاوى باختلاف العلماء: «اختلف العلماء على قولين!، واختلف الفقهاء!»، بدون ترجيح القول الصحيح مع ذكر الدليل!، فغالب فتاوى الجماعات الحزبية بجميع أنواعهم من هذا القبيل، وكذلك الاعتقادات الباطلة كـ«اعتقاد الأشاعرة، والصوفية»، و«الأفكار الدعوية الحزبية»، و«ذكر الأحاديث الضعيفة»، و«الإفتاء في الحروب السياسية الغوغائية»، وغير ذلك من العلوم الشاذة.
([4]) فشر الرجال في الشريعة الذي يريد أن يسقط الرد على المخالف، لأن ذلك من أصول ديننا الحنيف، فهذا الإمام مالك /: صار إماما في الشريعة بانتقاده للرجال المخالفين في الفروع والأصول! غيرة منه، ودفاعا عن الدين الإسلامي.
قلت: فأين القوم من أصول الإمام مالك / هذه، فهم في واد، وهو في واد آخر.
([5]) فهم مختلفون في الكتاب: يتضمن الاختلاف المذموم المذكور، في قوله تعالى: ]وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد[ [البقرة:176].
* وأما الاختلاف المذكور، في قوله تعالى: ]تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر[ [البقرة:253].
قلت: فهذا الاختلاف يحمد فيه المؤمنون، ويذم فيه الكافرون، وأما الاختلاف في الكتاب، الذم يذم فيه المختلفون كلهم، فمثل أن يؤمن هؤلاء ببعض دون بعض، وهؤلاء ببعض دون بعض، كاختلاف اليهود والنصارى، وكاختلاف الجماعات الحزبية، وهذا هو الاختلاف المذكور، في قوله تعالى: ]ولا يزالون مختلفين[ [هود: 118]، فهم مخالفون للكتاب، فإن كلا منهم يخالف الكتاب.
وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية (ج2 ص301)، و«درء التعارض» له (ج5 ص284)، و«الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج3 ص929).
أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج11 ص234)، وعبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج10 ص545)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج10 ص545).
وإسناده صحيح.
وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج10 ص545).
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج17 ص470)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج11 ص191).
وإسناده حسن.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج11 ص191)، والشوكاني في «فتح القدير» (ج4 ص96)، وابن كثير في «تفسير القرآن» (ج6 ص116).
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (26245)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج12 ص163).
وإسناده صحيح.
وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج11 ص191).
أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج12 ص162)، والطبري في «جامع البيان» (ج19 ص15).
وإسناده صحيح.
وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج11 ص191).
([16]) وانظر: «الكشف والبيان» للثعلبي (ج7 ص35)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج5 ص42)، و«تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (ج11 ص234 و235)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج3 ص139)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج10 ص545)، و«جامع العلوم والحكم» لابن رجب (ص289)، و«شرح القصيدة النونية» للهراس (ج1 ص12)، و«جلاء الأفهام» لابن القيم (ص415)، و«مفتاح دار السعادة» له (ج1 ص217)، و«نقض المنطق» لابن تيمية (ص12).
([17]) فالسلفيون هم الذين أشهروا اسمه في: «الخليج»، و«أمريكا»، و«أوروبا»، و«الجزائر»، و«باكستان»، و«الهند»، و«أفغانستان»، وغير ذلك.
قلت: فكان من الواجب عليه أن يعرف قدر المشايخ وطلبتهم، وأن يحترمهم، ويشكرهم على هذا الإحسان... ولكنه قلب لهم ظهر المجن عندما تفوه عليهم بمقالاته الشنيعة، في كتاباته الجديدة، والله المستعان.
([18]) وانظر: «الانتصار في فتاوى العلماء الكبار» باب: مخالفات ربيع المدخلي في الأصول، إعداد: أبي معاذ السلفي (ص25-73).
قلت: وهذه الأصول من فكر: «الإخوان المسلمين» التي تعلقت بعقله، ولم يستطع أن يلفظها من رأسه، بل لم يستطع أن يتخلص منها، فوسوس له الشيطان مرة ثانية، لكن باسم أهل السنة!، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
([20]) فلمست أن المؤامرة خطيرة من: «ربيع وشيعته»، في البلدان، لا تقف عند مجرد صفحات من مقالات، أو كتابات، ولكن وراء الأكمة ما وراءها، فقد طار بها معهم أهل البدع والأهواء بترويجها وتوزيعها؛ لأنها تخدمهم لضرب الدعوة: «السلفية والسلفيين»، لكن هيهات... هيهات.
([21]) بل لا يلام المخطئ إذا رجع عن خطئه، لكن يلام عند رجوعه إليه جملة أو تفصيلا فتنبه.
* وربيع المدخلي رجع إلى: «الفكر الإخواني» في الدعوة إلى الله جملة وتفصيلا، كما هو مشاهد في كتاباته ومقالاته الأخيرة؛ فافهم لهذا ترشد.
([22]) والواقع أن وجود مثل هذه الجماعات، وبوضعها الحالي يعد من أعراض المرض الذي تمر به الأمة الإسلامية.
*والجماعات الإسلامية بين التفريط والإفراط.
([23]) قلت: و«شبكة سحاب الحزبية» سابقا أكبر دليل على ما قلناه.
* وهذا ما فتح المجال أمام أهل البدع والأهواء من رؤوس الضلالة أن يخرموا: «شبكة سحاب»، والكتابة فيها من أباطيلهم، والتحالف معهم تحت ستار ما أسموه: «مصلحة الدعوة»، وبذلك حجروا على أنفسهم واسعا، وما دروا أن فضل الله تعالى واسع، وأنه من يتق الله تعالى يجعل له مخرجا، وأن على المرء أن يطبق أوامر الله تعالى حسب استطاعته، ولا داعي لتطبيق أمور الإصلاح في هذا النطاق الضيق، والله المستعان.
([25]) قلت: وبسبب مرض هذه الجماعة ظنت أنه لا بد من التنظيم والاعتساف والتكلف شأنها شأن أي جماعة حزبية، وهذا وهم باطل يضاف إلى ذلك ما يعانيه رؤوس هذه الجماعة الآن من التشتت، والتنافر، وشحن قلوب بعضهم على بعض... والتمييع مع الحزبيين في الخليج والبعض منهم يلوي أعناق النصوص لتوافق منهج الحزب الذي تربى عليه في أحضان الجماعة الحزبية.
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى |
فصادف قلبا خاليا فتمكنا |
([26]) منهم: «الجماعة السحابية»، فقد تأثرت بها من قريب، أو بعيد، من جانب، أو آخر، بسبب تعصبهم: «لربيع الإخواني»، وهذا الكلام لا نقوله من فراغ، بل من أدلة وبراهين ذكرها أهل العلم في ردودهم على هذه الجماعة.
([27])قلت: فكثير منهم مستكبر مستبد متعصب يحب السيطرة، ويجادل بالباطل، قاتل الله التعصب والحزبية، كم جرت على الأمة من ويلات.
([28]) وهذه المدة كافية لتأثره بفكر: «الإخوان المسلمين»، بل في هذه المدة يصعب على المتأثر ترك تأثره بالباطل؛ فتنبه.
([29]) قلت: وبقاء: «ربيع المدخلي» في هذه الفترة الطويلة يتبين بأنه كان عضوا عاملا فيها، لأنه لو كان ناصحا –كما زعم– لما بقي معهم هذه المدة الطويلة، لأن الذين تركوا الإخوان تركوهم في لحظة لما رأوا المنكرات الكبيرة والصغيرة فيها، وهذا يدل على أن «ربيعا المدخلي»، يكذب كعادته.
([30]) فهذا الإصلاح المزعوم بهذه الطريقة البدعية من فكر: «الإخوان المسلمين»، وهذا يبين بأن: «ربيعا المدخلي» كان في القديم على: الفكر الإخواني.
([31]) وهذا من الكذب، بل هو مخالف لمنهج السلف؛ لأن السلف لم يربوا الناس داخل المبتدعة، وهذا يبين بأن «ربيعا المدخلي»، لم يعرف «المنهج السلفي» في هذه الفترة، فكيف يربيهم على منهج السلف؟!.
([32]) لو كنت على «المنهج السلفي» في هذه الفترة، لما كنت من أعضاء: «الإخوان المسلمين»، نعوذ بالله من الكذب.
([35]) فهذا الرجل لا يدري بقوله هذا، ما يخرج من رأسه، وما يتلفظ به لسانه، وتكاد تسيطر على تفكيره الإخواني، المؤامرة الإخوانية.
قلت: وهذه السيطرة على فكر: «ربيع المدخلي» لم تحدث فيما أعلم خلال التاريخ الإسلامي في الدعوة إلى الله، والله المستعان.
ثم أقول: إن كل من تورط مع أهل البدع يقول أنا كنت أناصحهم، فلماذا لا يقول أنا كنت معهم، ثم عرفت حقيقتهم فتركتهم، والتزمت بالحق؛ لأن ذلك ليس بعيب، فالعيب على من أصر على المضي مع أهل البدع، والله المستعان.
([37]) فإذا كنت وصلت إلى طريق مسدود معهم، فلماذا أرجعت الشباب المسلم إلى تمييع؛ الإخوان المسلمين مرة ثانية، كما هو مشاهد من أتباعك وتنازلهم عن الأصول، وذلك لأن من فكر: الإخوان المسلمين التنازل عن الأصول، والعياذ بالله.
([38]) وهل شاورت علماء السنة عن دخولك مع: «الإخوان» في هذه الفترة، أو لم تكن مع علماء السنة في هذه الفترة؟
* وهل كان: «المدخلي» في ذلك الوقت ممثلا عن أهل السنة والجماعة في فرقة: «الإخوان المسلمين»!.
([39]) قلت: فإذا علمت هذه المفاسد في فكر:«الإخوان»، فلماذا عدت إلى هذا الفكر من جديد من التنازل والتسامح في دين الله تعالى، يا لها من جرأة على دين الله تعالى، والله المستعان.
([40]) كـ«الشيخ ابن باز $، والشيخ ابن عثيمين $»، وغيرهما.
قلت: فلو كان صادقا فيما ادعى لالتزم بما قرروه في الدين.
([41]) ولا أدري هل يرضى السلفيون في العالم أجمع بالانتماء إلى: «الإخوانية» من قبل: «ربيع المدخلي»، واشتراطه فيها، وهل شاور بدخوله هذا: علماء السنة والأثر.
قلت: فهذا تضليل لأبناء التوحيد بشكل سافر، اللهم غفرا.
([42]) وقد رد عليه العلماء منهم: «الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ»، و«الشيخ صالح الفوزان»، و«الشيخ صالح اللحيدان»، و«الشيخ عبد الله الغديان»، و«الشيخ محمد السبيل» وغيرهم. انظر فتواهم في منهج: ربيع المدخلي في التنازل عن الأصول؛ لمصلحة الدعوة في كتاب: «الانتصار في فتاوى العلماء الكبار» إعداد: أبي معاذ السلفي (ص25).
([44]) بل لم يكن يعرف: «المنهج السلفي» في ذلك الوقت، ولم يعرفه إلى الآن، وأكبر دليل تخبطه في الأفكار البدعية إلى أن وقع في الإرجاء، والله المستعان.
([45]) «شريط مسجل»؛ بصوته في الإنترنت بعنوان: «أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي» الجزء الثاني، وجه: «ب» في سنة: «1329هـ».
([47]) ولبطلان قول: ربيع المدخلي هذا، انظر: «المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم» للشيخ ابن باز (ص22)، وكتابي «الورد المقطوف في وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف» (ص133).
([48]) إذا فلا داعي لربيع المدخلي أن يقول بإقامة دولة الآن، وبمبايعة خليفة يجتمع عليه كل المسلمين، لأن الدول الإسلامية اليوم قائمة، فهذا كلام: «الإخوانيين الحركيين»، والله المستعان.
([50]) قلت: ومن هنا هل يجوز أن يصف المسلم نفسه بأنه سلفي وأصله من أصول الإخوان؛ فكيف إذا رجع إلى إخوانيته؟!.
* ومما ينبغي أن يعلم أن ميول: «المدخلي» في أول بداية دعوته إلى الفكر الإخواني.
([56]) «شريط مسجل»، بصوت ربيع المدخلي، بعنوان: (وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة) الجزء: «2» (أ)، و«بيان حال ربيع المدخلي» (ص1-مذكرة).
([59]) نعم لقد برز فكر أولئك الضلال في كتبهم وأشرطتهم المضللة، وإصداراتهم الثائرة على منهج السلف وأهله، المروجة المزينة لطرائق الباطل بشتى صوره، مما جعل: المدخلي في غفلة تامة من كشفهم حقيقة، والله المستعان.
([60])وربيع المدخلي: يكفر المجتمعات الإسلامية كتكفير: «سيد قطب» للمجتمعات الإسلامية تماما، مما يتبين أنه على فكر القطبيين، والله المستعان.
انظر: «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» لربيع (ص141).
قلت: فربيع يوافق: سيد قطب في فكره، اللهم غفرا.
([61]) وانظر كتاب: «العلماء يتولون الدعاوى السياسية المنحرفة لعبد الرحمن عبد الخالق في مسألة الحاكمية»، إعداد: أبي أحمد السلفي (ص10).
قلت: فربيع يوافق: عبد الرحمن عبد الخالق في فكره.
قال ربيع المدخلي: (أنا لم أكفر عبد الرحمن عبد الخالق، ولم أطلق عليه لفظ البدعة في أي حرف من كتاباتي وكلماتي!).
* «شريط مسجل»، بصوته: «شبكة الأثري» في سنة: «1429هـ».
([62]) بل استشهد: «ربيع المدخلي» بكلام «عمر التلمساني» الإخواني، مما يتبين أنه على أفكار القوم، فقال ربيع المدخلي في «منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله» (ص140) بعدما استشهد بكلامه: (لقد أصاب الأستاذ التلمساني في استنكاره هذا الغلو في الجانب السياسي، ولكنه قصر في دراسة أسبابه). اهـ
قلت: ولقد تكلم علماء السنة في الغلو، فلا حاجة لنا بكلام: «التلمساني» الذي ينقله ربيع المدخلي!.
* واستشهد: «ربيع المدخلي»، أيضا بكلام رؤوس الإخوان كـ«عبد القادر عودة» في (ص136) وغيره.
أخرجه ابن حبان في «الثقات» (ج8 ص432)، والأصبهاني في «سير السلف الصالحين»؛ تعليقا (ج3 ص1148)؛ بإسناد صحيح.
أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص476)، واللالكائي في «الاعتقاد» (257)؛ بإسناد صحيح.
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص324)، وأحمد في «العلل» (1585)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (602)، ومحمد بن نصر المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (731)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (582)، والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (1)، والبيهقي في «الشعب» (8131)، وفي «المدخل» (177)، والهروي في «ذم الكلام» (855)، واللالكائي في «الاعتقاد» (260)؛ بإسناد صحيح.
([69]) قلت: وكانت فترته في هذه الفترة قصيرة لم يحسن تطبيقها لجهله بأصول: «الدعوة السلفية»، رأس ماله في هذه الفترة الردود على بعض أهل البدع، وهل: «الدعوة السلفية» ليس فيها إلا الردود؟!.
أخرجه البيهقي في «الشعب» (1539)، واللالكائي في «الاعتقاد» (261)، والخلال في «السنة» (245)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص320)؛ بإسناد صحيح.
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (262)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (4706)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1777)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج32 ص22)، والذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج3 ص924)، وفي «السير» (ج16 ص104)؛ بإسناد صحيح.
([73]) قلت: فقد ظهر من خلال نقد: «ربيع المدخلي» في كتاباته، ومقالاته: تناقضات واضحات، تؤكد ما ذكرته أن ربيعا المدخلي يخالف منهج السلف في الأصول.
([74]) ومن هنا تعلم فساد فكر: ربيع المدخلي في الدعوة إلى الله تعالى، فهو يتوهم أشياء لا حقيقة لها، فيبني على تلك الأوهام تحليلات عجيبة، ونتائج خطيرة عليه وعلى أتباعه السحابية المتعصبة.
([76]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6308) من طريق أبي شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد به.
([79]) انظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج13 ص363)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص105)، و«شرح صحيح البخاري» للشيخ العثيمين (ج6 ص157).
([82]) قال العلماء: إن المعاصي بريد الكفر يعني: ينزلها الإنسان مرحلة، مرحلة حتى يصل إلى الكفر، والعياذ بالله.
وانظر: «شرح صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج6 ص157).
([85]) كحال: ربيع المدخلي تماما يتحول من فكر إلى آخر، ومن بدعة إلى أخرى، اللهم غفرا.
* فتحول من بدعة الإخوان، إلى بدعة السرورية، ومن بدعة السرورية، إلى بدعة القطبية، ومن بدعة القطبية، إلى بدعة الحدادية، ومن بدعة الحدادية، إلى بدعة المرجئية، والله المستعان.
([86]) وقد تكلمت عن مرحلة: «ربيع المدخلي» مع صاحبه: «محمود الحداد» بالتفصيل في كتابي: «لماذا يعتبر ربيعا المدخلي: حداديا»، فراجعه فيه.
([87]) ولو أن: «ربيعا المدخلي» سلك مسلك علماء السنة في دعوتهم لشرح الله له صدره، ولكنه رسم لنفسه منهجا آخر غير منهج علماء السنة، ولذلك لم يظفر بشيء من تحقيق الغايات، إلا الولوج من فرقة إلى أخرى، نعوذ بالله من الخذلان.
وصدق القائل حيث قال:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها |
|
|
إن السفينة لا تجري على اليبس |
([89]) ومما ينبغي أن يعلم أن العلماء الربانيين، وطلبتهم السلفيين في زمان يختبرون الناس بمواقفهم من السلفيين أهل الحديث والأثر، فمن كان من أنصارهم ومحبيهم فهو صاحب سنة، ومن كان ممن يلمزهم، أو ينتقصهم فهو صاحب هوى وبدعة يحذرونه، ويحذرون منه.
([90]) «شريط مسجل»؛ بصوت: ربيع المدخلي، بعنوان: «لقاء ربيع المدخلي مع فريد المالكي»، الموجود في الأنترنت: «شبكة الأثري» في سنة: «1429هـ».
([91]) فهذا فيه تحامل شديد على: الشيخ ابن باز $، فأقذع في كلامه هذا بالطعن النابي مما ليس هو من أسلوب العلماء، وإنما هو من أسلوب المفلسين من أهل البدع الذين لا يملكون حجة يؤيدون بها منهجهم فإنهم يلجئون إلى مثل هذا الطعن في علماء أهل السنة والجماعة؛ لعله يعوض ما عندهم من عجز وغل.
([94]) ربيع المدخلي: طعن في: الشيخ ابن باز مما هو برئ منه، وهذا من جهله بأقوال العلماء... وخير له الرجوع إلى الصواب، بدل اللجاج والمنازعة اللتين لا طائل تحتهما.
([96]) على هذا يعتبر هذا طعنا في الشيخ ابن باز $ لأنه لا يريد أحدا أن يطلع عليه، فهو يطعن في العلماء سرا، والعياذ بالله كعادته.
* ولذلك: قال النبي r: (والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (2553) من حديث النواس t.
* لكن يأبى الله تعالى إلا أن يفضح المبطل: ﴿والله مخرج ما كنتم تكتمون﴾ [البقرة: 72].
([97]) وربيع المدخلي: ينكر أنه قال بذلك، والله المستعان.
فقال ربيع المدخلي في «بيانه» (ص7): (أقول هذا لمن أكذب الكذب، فقد صرحت مرارا بتكفير تارك العمل... أنا قلت مرارا: إن تارك العمل بالكلية كافر زنديق، لكني نهيت عن التعلق بلفظ جنس لما فيه من الإجمال والاشتباه المؤدي إلى الفتن!). اهـ
* بل أنكر أنه أخطأ في مسائل الإيمان، وإن أهل العلم لم يبينوا خطأه فيها.
قال ربيع المدخلي في «البيان» –الحلقة الأولى–(ص11): (أقول: لم أخطئ في مسائل الإيمان، وإن الذين أشار إليهم من أهل التوحيد والسنة لم يبينوا لي خطأ!). اهـ
* كذا ينكر، وأخطاؤه في الإرجاء واضحة، وقد بين ذلك العلماء.
([98])وربيع المدخلي ينكر أنه قال ذلك، نعوذ بالله من الاستكبار والعناد.
انظر: (شرح عقيدة السلف) لربيع المدخلي (ص67)، و«بيانه» الحلقة الأولى (ص20).
([101]) بل يدعي المدخلي، أن المرجئ هو الذي ينفي الكمال عن الإيمان!.
فقال المدخلي في «بيانه» (ص8): (والواقع أن المرجئ هو الذي ينفي الكمال عن الإيمان؛ لأن هذا الكمال هو الزيادة في الإيمان التي ينكرها المرجئة). اهـ
* فالرجل يخبط في دين الله، والله المستعان.
وأقول: من قال بهذا القول يا ربيع.
([102]) «هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول إن الإيمان أصل، والعمل كمال»، وهو مقال لربيع المدخلي في «شبكة سحاب» بتاريخ (2/11/2006).
([106]) فهنا يقول اختلف السلف في كفر من يترك الأعمال كلها، وفي موضع آخر يقول أجمعوا على كفر تارك كل الأعمال، مما يبين بأن الرجل لم يتقن أقوال السلف في مسائل الإيمان، فهو الآن يتخبط، وإليك قوله:
قال ربيع المدخلي في «المجموع الواضح» (ص431): (وأنا أقول: وإن أجمع السلف على كفر تارك كل الأعمال، فإنهم لم يستخدموا لفظ: «جنس العمل»، ولعله لم يخطر ببالهم، ولو خطر ببالهم لتركوه لما فيه من الاشتباه!). اهـ
أقول: هذا الأمر يشتبه عليك أنت، أما السلف فلا يشتبه عليهم كفر تارك جنس العمل، والله المستعان.
([108]) «نصيحة للسلفيين حول منزلة العمل من الإيمان»، وهو مقال لربيع المدخلي في «شبكة سحاب»، في سنة: «2006».
([110]) وربيع المدخلي: عندما عجز في الرد على هذه الآثار لجأ إلى الخيانات على طريقة أهل البدع، فادعى أنها ضعيفة.
انظر: «البيان» لربيع المدخلي (ص7 و16 و21).
([111]) وانظر لزاما كتابي: «السيف البتار لقطع دابر ربيع المدخلي لطعنه في العلماء الكبار».
* وهو بيان طعن المدخلي: في الشيخ ابن باز، والشيخ العثيمين، والشيخ الألباني، وهيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للإفتاء في بلد الحرمين.
([112]) كما بقي المنهج الإخواني في «ربيع المدخلي» لم يزل منه إلى الآن، وطبقه باسم: «المنهج السلفي» ثم أظهره في الآونة الأخيرة، والله المستعان.
أخرجه الدارمي في «الرد على بشر المريسي» (ص77)، والهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص119)؛ بإسناد حسن.
([116]) قلت: أما العالم الراسخ الذي يتحرى مواقع الحق، ولكنه يزل عنها أحيانا لعارض فهو مغفور له، لأنه لم يقصد اتباع المتشابه، ولم يتبع هواه، ولا جعله عمدة في دين الله تعالى، بل إن ظهر له الحق أذعن له، وترك فهمه ورأيه.
([117]) وللمبتدع علامات من ذلك: أنه يتعصب لآرائه، فلا يرجع إلى الحق، وإن تبين له، والله المستعان.
قلت: ورأي المبتدع: هو ما قيل بمجرد الرأي من غير استناد إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r.
وانظر: «الفتاوى» لشيخنا العثيمين (ج5 ص23).
([118]) قلت: وما في كتبه ما يضل ويشقي، وإن كان فيها شيء من الصواب – وهو قليل – بجانب فسادها العظيم، وشرها المستطير.
([119]) وكما قرر شيخ الإسلام ابن تيمية $: أن أول التوبة هو العلم بأن الفعل سيئ، وهذا ما لا يدركه المخالف لمعتقد السلف.
أخرجه ابن وضاح في «البدع» (ص117)؛ بإسناد صحيح.
وذكره الشاطبي في «الاعتصام» (ج1 ص85).
أخرجه ابن وضاح في «البدع» (ص118)؛ بإسناد حسن.
وذكره الشاطبي في «الاعتصام» (ج1 ص85).
([125]) معنى: يبدون: أي يخرجون إلى البادية لطلب مواضع اللبن في المراعي.
انظر: ((الصحيحة) للشيخ الألباني (ج6 ص647).
([127]) قوله: «استقيموا»؛ اسلكوا طريق الاستقامة، وهي كناية عن التمسك بأمر الله تعالى، والاقتداء بسنن رسول الله r، فعلا وتركا.
([128]) قوله: «سبقتم»؛ أي: استقمتم سبقتم غيركم سبقا ظاهرا إلى كل خير.
وروي «سبقتم»؛ أي: سبقكم السلف سبقا متمكنا، فلعلكم تلحقون بهم بعض اللحوق.
([129]) قوله: «أخذتم يمينا وشمالا»؛ خالفتم الأمر، وأخذتم غير طريق الاستقامة.
انظر: (فتح الباري) لابن حجر (ج3 ص257).
([131]) وفي هذا الحديث: يصاب بها الناس أعظم نكبة... ألا وهي انقراض العلماء وقبض العلم، ويصل بهم الحال إلى حد أنه لا يبقى العلماء فيتخذون الجهال رؤساء لهم فيفسدون عليهم دينهم ودنياهم بسبب جهلهم.
قال الحافظ النووي $ في «شرح صحيح مسلم» (ج16 ص224): (وهذا الحديث؛ يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه أنه يموت حملته ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالاتهم فيضلون ويضلون). اهـ
([132]) قال ابن المبارك: (ليكن الذي تعتمد عليه هو الأثر، وخذ من الرأي ما يفسر لك الحديث).
أثر صحيح
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (ج8 ص165)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص1050)، والهروي في «ذم الكلام» (ج1 ص268)، والبيهقي في «المدخل» (ص202)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج2 ص164)؛ بإسناد صحيح.
([135]) فالناس إما أن يتبعوا ما أنزل الله ويعترفوا لله بالحكم والتشريع وهذا هو الدين الحقيقي، وإما أن يتبعوا من دونه أولياء، فهذا هو الضلال المبين.
([137]) قلت: فجاء منه فساد كبير عريض، وصدر عنه قول كثير مريض؛ لا يعلم حقيقة منتهاه إلا علماء السنة والأثر وطلبتهم، اللهم غفرا.
([138]) قلت: وهذا يدل على بطلان ادعاء «ربيع المدخلي» في رده لوحده على أهل البدع، وأنه هو المجاهد في الأمة للبدع وأهلها من دون علماء السنة وطلبتهم.
أقول: يا ربيع أين الشيخ ابن باز $، والشيخ الألباني $، والشيخ ابن عثيمين $، والشيخ الفوزان، وغيرهم في نصرة السنة وأهلها، وقمع البدعة وأهلها؟!. اللهم غفرا.
قلت: فلا بد من كشف جهل الجاهل للتحذير منه، والله المستعان.
([139]) رغم أن فيها من المتعالمين كـ: «محمد الهاجري» «وعايد الشمري»، وغيرهما، وكذلك الدروس التي يلقيها: المدعو عبد الواحد المرجئ في برمنجهام في بريطانيا سابقا مع جهله في العلم الشرعي.