القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / السيوف المتلائمة لقطع دابر صالح السحيمي، لقوله بـ«ظلين» يوم القيامة

2024-10-25

صورة 1
السيوف المتلائمة لقطع دابر صالح السحيمي، لقوله بـ«ظلين» يوم القيامة

سلسلة

النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية

 

                                                                                                                 

71

 

 

                                                                                                                 

 

                                                                                                                 

السيوف المتلائمة

لقطع دابر صالح السحيمي،

لقوله بـ«ظلين» يوم القيامة

 

 

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

    

درة نادرة

فتوى

العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /

في

أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة

 

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /؛ وهو يتكلم عن أهمية الاعتقاد الصحيح لطلبة الجامعات الإسلامية: (فالناس تساهلوا في هذا الأمر!، فصاروا قضاة، ومدرسين، وهم لا يعرفون العقيدة السلفية!، ولا يعرفون العقيدة الصحيحة!، فتعلم الأصل علم العقيدة، ولكن تهاونوا بإعطائه حقه، والدراسة، والتمحيص ... فصاروا دكاترة وهم صفر في العقيدة!، فدكاترة حصلوا على الشهادة العالية، والماجستير، والدكتوراه وهم صفر في العقيدة! لا يعرفون شيئا في العقيدة!، العقيدة في جاهلية!، حتى سألوا الأموات! ... لأنهم ما درسوا العقيدة كما ينبغي، الذين أخذوا عنهم كذلك ... فكانوا صفرا في هذا الباب!)([1]). اهـ.

ﭑ ﭑ ﭑ

    

جوهرة نادرة

فتوى

شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين /

أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة

 

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج3 ص442)؛ وهو يذم الدكاترة في الدين: (الذي يتعلم شريعة الله - عز وجل - وما يساندها، فهذا علم لا يبتغي به إلا وجه الله، إذا أراد به الدنيا فإنه لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وهذا وعيد شديد والعياذ بالله، يدل على أن من قصد بتعلم الشرع شيئا من أمور الدنيا؛ فإنه قد أتى كبيرة من كبائر الذنوب، ولا يبارك له في علمه، يعني مثلا، قال: أريد أن أتعلم من أجل أن أصرف وجوه الناس إلي، حتى يحترموني ويعظموني، أريد أن أتعلم حتى أكون مدرسا فآخذ راتبا، وما أشبه ذلك، هذا والعياذ بالله لا يجد ريح الجنة يوم القيامة، وقد أشكل على هذا، أو قد روع هذا بعض الذين يقرءون في المدارس النظامية كالمعاهد، والكليات من أجل أن ينالوا الشهادة، فيقال: نيل الشهادة ليس للدنيا وحدها قد يكون للدنيا وحدها، وقد يكون للآخرة، فإذا قال الطالب: أنا أطلب العلم لأنال الشهادة حتى أتمكن من وظائف التدريس، وأنفع الناس بذلك، أو حتى أكون مديرا في دائرة أوجه من فيها إلى الخير فهذا خير، ونية طيبة، ولا فيها إثم، ولا حرج.

* وذلك أنه مع الأسف في الوقت الحاضر صار المقياس في كفاءة الناس هذه الشهادات، معك شهادة توظف، وتولي قيادة على حسب هذه الشهادة، ممكن ياتي إنسان يحمل شهادة دكتوراه فيولى التدريس في الكليات والجامعات، وهو من أجهل الناس لو جاء طالب في الثانوية العامة لكان خيرا منه، وهذا مشاهد، يوجد الآن من يحمل شهادة دكتوراه لكنه لا يعرف من العلم شيئا أبدا، إما أنه نجح بغش، أو نجح نجاحا سطحيا لم يرسخ العلم في ذهنه لكن يوظف؛ لأن معه شهادة دكتوراه، ياتي إنسان طالب علم جيد هو خير للناس وخير لنفسه من هذا الدكتور ألف مرة لكن لا يوفق، لا يدرس في الكليات، لماذا؟ لأنه لا يحمل شهادة دكتوراه. فنظرا لأن الأحوال تغيرت وانقلبت إلى هذه المآل ... المهم: احذر أخي طالب العلم، احذر من النيات السيئة، العلم الشرعي أعز، وأرفع، وأعلى من أن تريد به عرضا من الدنيا، عرض الدنيا ما الذي تنتفع به، آخر أمره أن يكون في محل القاذورات). اهـ.

 

õõõ

 

 

    

لؤلؤة نادرة

فتوى

العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /

أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة

 

قال العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /؛ عن مفاسد الدكاترة في البلدان: (والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة ... فهذا وذاك مما حملني على أن لا أحشر نفسي للرد على أولئك المبطلين، لأنهم لم يضمنوا ردودهم ما يدل على أن غايتهم نصرة الحق الذي بدا لهم، وإنما هي الأهواء الشخصية والأغراض الحزبية! ... بل أين هم من خطبة فقير العلم ذاك!، الذي هو رأس الفتنة، حيث نفى صراحة أن يكون هناك ديار إسلامية؟!، بل قال بالحرف الواحد ما نصه: «ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى تل أبيب»!! وقال: «لو خيرت -أقسم بالله- أن أعيش في أي عاصمة عربية لاخترت أن أعيش في القدس تحت احتلال اليهود»!!، فهل هذه الأقوال ــ يا معشر الدكاترة! ــ أخطر وأضل، أم القائل بوجوب الأمر الذي هو قول جميع العلماء؟!، فسكوتهم عن هذه الأقوال التي لا نشك أنكم معنا في بطلانها، وضلال صاحبها)([2]). اهـ.

    

ألماسة نادرة

فتوى

العلامة الشيخ مقبل الوادعي /

أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة

 

قال العلامة الشيخ مقبل الوادعي / في «المخرج من الفتن» (ص193): (فكم من شخص عنده دكتوراه في الفقه الإسلامي، وهو لا: يفقه شيئـا!، وكم من شخص عنده دكتوراه في الحديث، وهو لا: يفقه حديثـا!، فهذه الشهادات، تؤهل كثيرا من الناس لمناصب لا يستحقونها، وماذا يغني عنك لقب: دكتور، وأنت جاهل بشرع الله تعالى). اهـ.

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

وثيقة:

تبين أن ابن عربي الصوفي الملحد وأتباعه الصوفية؛ يؤولون: «الظل» في الحديث؛ بـ«ظل العرش».

* وهذا يدل على أن: «صالحا السحيمي»، يوافقهم، بقوله: «ظل العرش»!.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل على إثبات صفة: «الظل» لله تعالى، وأنه له: «ظل» يليق بجلاله، وهذا يدل على عدم ثبوت الأحاديث التي فيها ذكر: «ظل العرش»، وهي منكرة.

* وفي ذلك إظهار: الجهل المركب، للمدعو: «صالح السحيمي»، في قوله: بـ«ظلين» يوم القيامة زعم؛ وهما: «ظل الله»، و«ظل العرش»!، وهذا باطل، لم يقل به أحد من السلف الصالح.

* بل هذا القول، خلاف منهجهم، الذي هو إثبات صفة: «الظل لله» فقط.

* وقول المدعو: «صالح السحيمي» هذا أخس من قول: «الجهمية»، الذين قالوا: بـ«ظل العرش» فقط، مع بطلان قولهم هذا أيضا في الدين.

 

سئل: المدعو صالح السحيمي المميع المحترق: يقول بأن «ظل الله»، أي: «ظل عرشه»!، فهل هذا من التأويل؟.

فأجاب السحيمي: (لا، وردت رواية: أخرى ([3])، فله: «ظل»، ولعرشه: «ظل»! ([4])، له: «ظل»، يليق به.

* وورد حديث: في «ظل عرشه»، وهو حديث ثابت أيضا! ([5])، ولا معارضة بين الأمرين ([6])، فالله تعالى له: «ظل» يليق به، ولعرشه: «ظل» خاص به).([7]) اهـ كلام السحيمي.

* وكلامه كله يتصبب: جهلا، باطلا، وادعاء كاذبا، وفهما، أعوج سقيما، فليس فيه علم يرد، أو شبهة تصد، إلا على سبيل كشف جهله للناس في أصول الدين.([8])

قلت: فانظروا -بالله عليكم- إلى هذا التلاعب في أحكام الدين البين، والتناقض الجلي، وكأن هذا: «السحيمي»، يتلاعب، بعقول الناس، ويظنهم مستسلمين لكلامه، مسلمين برايه ومرامه. ([9])

وقد تورط في ذلك، تورطا، عظيما لا يخرج منه؛ إلا بالتوبة الصادقة، عن هذا الذنب العظيم، الذي تلطخ به، وافتضح به.

* فانظر إلى هذا التباين والتضاد، وهذا يدل على أن: «السحيمي» بدأ يخلط وتختلط عليه الأمور، ولا يجوز الخلط والخبط في الدين.

* هذا كله باطل، لا أصل له في كتاب الله تعالى، ولا سنة رسوله r، ولا قال: أحد به من الصحابة y، ومن سلف الأمة، ولا قال به أئمة الحديث من المتقدمين، ومن المتأخرين الذين يصلحون للاقتداء بهم في الشريعة المطهرة. ([10])

اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، وأنت حسبنا، ونعم الوكيل.

وقوله: (وردت رواية أخرى، فله: «ظل»، ولعرشه: «ظل»!).

* كذا قال، وهذا من جهله المركب في علم غير نافع.

* بل هذا من معايبه، وما أكثرها، لمزه لمن يخالفه: بالجهل؛ فيقول: هذا جاهل، وهذا كذا!، ثم يقع هو في الجهل المركب!.

* فيقع فيما يرمي بالآخرين به، ويتصف بما يرمي بالآخرين به بتلبسه!.

* وقوله هذا من التناقض، وهو لا يشعر به، فكيف يقول: «ظل» الله، ثم يقول أيضا: «ظل» العرش: ]إن هذا لشيء عجاب[ [سورة «ص»: 5].

* وقوله هذا دل على فساده، وهدمه، لأن التناقض: الأصل فيه: الفساد، والهدم، والخروج عن الأصل.

ويقال: في كلامه تناقض؛ أي: بعضه يقتضي إبطال بعض. ([11])

* فلما قال صالح السحيمي: «ظل» الله، فبطل: «ظل» العرش، ولا بد، لثبوت الأدلة الصحيحة في «ظل» الله تعالى، وضعف الأدلة في «ظل» العرش.

وقوله هذا: بدعة في الاعتقاد.

والبدعة في الدين: هي ما لم يشرعه الله تعالى، ولا رسوله r في الإسلام.

* فكل من دان بحكم لم يشرعه الله تعالى، فذاك بدعة في الشرع، وإن كان العبد متأولا فيه. ([12])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج2 ص42): (فإن البدعة ما لم يشرعه الله تعالى من الدين، فكل من دان بشيء لم يشرعه الله تعالى؛ فذاك بدعة، وإن كان متأولا فيه). اهـ.

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح لمعة الاعتقاد» (ص40)؛ عن البدعة: (ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي r، من عقيدة، أو عمل). اهـ.

قلت: فالبدعة ليس لها: أصل في الشرع، يدل عليها.

* والذي يقول بالبدعة، فهذا يدل على نقص في علمه، ولذلك لا بد أن يأخذ بالشبهات، والمتشابهات في الأدلة، من القرآن، أو السنة. ([13])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج1 ص107): (قوله تعالى: ]وخضتم كالذي خاضوا[ [التوبة: 69]؛ إشارة إلى اتباع الشبهات، وهو داء المبتدعة، وأهل الأهواء، والخصومات). اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (ولا تجد أحدا وقع في بدعة إلا لنقص اتباعه للسنة علما وعملا).([14]) اهـ

* فقول السحيمي هذا: ينطوي على تلبيس وجهل في نفس الوقت، فإنه يضرب أحاديث النبي r بعضها ببعض، بأحاديث ضعيفة، ويجعل فيها التناقض، وهو لا يشعر، بسبب جهله باعتقاد السلف الصالح. ([15])

* فلا يكون النبي r، يثبت: «الظل» لله تعالى، وأيضا: يثبت: «الظل» للعرش، في آن واحد، لأن ذلك ليس من الحكمة في يوم القيامة.  ([16])

* فهذا من التناقض، ولا تناقض في أحاديث النبي r.

* لأن أحاديث النبي r: سنة، والسنة عند السلف الصالح: وحي لا يعارض القرآن، ولا السنة أبدا.

قال تعالى: ]وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى[ [النجم: 3 و4].

* والسلف الصالح: يعتقدون: أنه لا اختلاف بين السنة والقرآن، بل كل منهما يصدق الآخر.

* ويعتقدون: أنها محفوظة، واجبة الاتباع: كالقرآن. ([17])

قلت: فأحاديث: «ظل» الله تعالى، أصح، من أحاديث: «ظل العرش»، وهي منكرة، لا تصح.

* فهذا من عجيب أمر هذا المدعي، أنه كثير المناقضة لنفسه، يقع فيما ينهى الآخرين عنه، ويتصف بما يذم الآخرين بتلبسه!.

* وهذا تالله كبرى معايب هذا: «السحيمي»، بشهادة نفسه على نفسه، ويكأنه بدأ يخلط، وتختلط عليه الأحكام. ([18])

قلت: فهذه التنبيهات وحدها كافية، لنقض اعتقاده هذا من أسه، والله المستعان.

* والسحيمي هذا: ضلل كثيرا من شباب الدول في الأصول والفروع، الذين أتوا للدراسة في الجامعة في المدينة، والذين يأتون من جهته للدراسة عنده، والله المستعان.([19])

* والسحيمي هذا: تفرقت به السبل في مصادر تلقي الاعتقاد، فجعل من مصادر اعتقاده([20])، سواء يشعر، أو لا يشعر، ما يلي:

1) الأحاديث الضعيفة من مصادر تلقيه لعلم غير نافع.

2) الظن: وهو العلم بغير يقين، وهو: إدراك العبد للعلم في الجملة، مع ترجيحه، وهو الظن الفاسد.

3) الوهم: وهو الخطأ، فيتوهم: العبد أنه مصيب، وهو مخطئ.

4) تحكيم العقل، وهو الاجتهاد الفاسد، والتكلف في الدين.

5) تحكيم الرأي، وهو التفكر، والنظر في الباطل.

6) التأويل الفاسد في الاعتقاد.

7) تحكيم التقليد في آراء الرجال. ([21])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «شرح القواعد المثلى المثلى» (ص38): (قال أهل العلم في أصول الفقه: العلم: إدراك المعلوم على ما هو عليه، وإن شئت فقل: «إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما مطابقا».

* فقوله: «إدراك الشيء»، احترازا ممن لم يدرك الشيء أصلا، وهو الجاهل، ويسمى: الجهل البسيط.

* وقوله: (إدراكا جازما)؛ احترازا ممن أدركه على غير وجه الجزم، بل عنده احتمال وهو إما ظان، أو شاك، أو واهم، فإذا لم يدركه إدراكا جازما لكن غلب على ظنه أن الأمر كذا ، فهنا نقول: هذا: «ظن»، والطرف المرجوح يسمى: «وهما»، وإذا كان على السواء؛ فهو: «شك»؛ هذا تقسيم الفقهاء، وأما في الشرع فالعلم إما: «شك»، أو «يقين»، وليس فيه تفصيل.

* وفي قوله: (مطابقا)؛ احتراز من الجهل المركب، فالجهل المركب: أن يدرك الشيء، لكن على غير المطابق، ولنضرب لهذا مثلا: إذا سئل شخص، فقيل له: متى كانت غزوة بدر؟. فأجاب: بأنها في السنة الرابعة من الهجرة؛ فهذا ليس بعلم؛ بل هو: «جهل مركب»، وإذا قال: لا أدري، فهذا ليس بعلم، لكنه: «جهل بسيط»، وإذا قال: لا أدري أفي الثانية، أم في الرابعة؟ فهذا: «شك»، وإذا قال: لا أدري أفي الثانية أم في الرابعة؟ ويغلب على ظني أنها في الثانية؛ فهذا: «ظن»، والمرجوح: «وهم»). اهـ

قلت: ومادام: «السحيمي» لم يثبت على قول واحد في موضوع: «الظل»، فهذا يدل على عدم رسوخه في الاعتقاد، بل هو من أسباب التناقض عند صاحب الهوى.

* وهو أيضا من عدم الفهم الصحيح للنص، وضعف الفقه، وقلة الحصيلة من العلم النافع، وعدم التسليم للنص الصحيح، والانقياد له، والاعتماد على آراء الرجال، والخوض فيما نهى الله تعالى عنه.

* وهذه الأسباب التي أدت إلى وقوع صاحب الهوى في التناقض، فهو تمسك، بظاهر من القول، لا بظاهر القول. ([22])

قال معن بن عيسى: قلت للإمام مالك بن أنس /:  (يا أبا عبد الله كيف لم تكتب عن الناس وقد أدركتهم متوافرين؟، قال: أدركتهم متوافرين، ولكن لا أكتب إلا عن رجل يعرف ما يخرج من رأسه). ([23])

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج24 ص172): (نعم من خالف الكتاب المستبين، والسنة المستفيضة، أو ما أجمع عليه سلف الأمة، خلافا: لا يعذر فيه، فهذا يعامل بما يعامل به: أهل البدع). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (ومن عرف الحق، ولم يعمل به كان متبعا لهواه، واتباع الهوى: هو الغي، ومن عمل بغير علم كان ضالا). ([24]) اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

فتوى

الإمام ابن باز / 

في إثباته لصفة: «الظل» لله تعالى على ظاهر الأحاديث، وأن القاعدة واحدة في الأسماء والصفات عند أهل السنة والجماعة

 

سئل العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج28 ص402)؛ عن حديث: السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلا؟.

فأجاب /: (نعم: كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات «في ظل عرشه»([25]) لكن في الصحيحين «في ظله»، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل: سائر الصفات، والباب واحد عند أهل السنة والجماعة، والله ولي التوفيق).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

    

ذكر الدليل من آثار السلف

في أن منهجهم في إثبات صفات الله تعالى

إمرارها على ظاهرها؛ ومن هذه الصفات، صفة: «الظل» لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله

 

1) عن الوليد بن مسلم، قال: سألت مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فقالوا: (أمروها كما جاءت بلا تفسير([26]). وفي رواية: (أمروها كما جاءت بلا كيف). وفي رواية: (بلا كيفية).

أثر صحيح

أخرجه الخلال في «السنة» (ج1 ص259)، والدارقطني في «الصفات» (ص75)، والآجري في «الشريعة» (720)، والذهبي في «العلو» (ج2 ص959)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج3 ص241)، وابن منده في «التوحيد» (ج3 ص115 و307)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص527)، وابن أبي حاتم في «علل الحديث» (ج2 ص209)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج7 ص158)، و(ج19 ص231)، وفي «الانتقاء» (ص63)، وفي «الاستذكار» (ج8 ص118)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص377)، وفي «السنن الكبرى» (ج3 ص2)، وفي «الاعتقاد» (ص57)، وأبو عثمان الصابوني في «الاعتقاد» (ص56)، وابن قدامة في «ذم التأويل» (ص20)، وابن المقرئ في «المعجم» (555)، وابن دحية في «الابتهاج في أحاديث المعراج» (ص98)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (ج2 ص345)، و(ج3 ص249)  من طرق عن الهيثم بن خارجة حدثنا الوليد بن مسلم به.

قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الذهبي في «الأربعين» (ص82)، والشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص142)، وابن تيمية في «الفتاوى» (ج5 ص39).

وذكره ابن رجب في «فتح الباري» (ج5 ص101).

قال الحافظ ابن عبد البر / في «جامع بيان العلم» (ج2 ص96): (وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد في الأحاديث في الصفات؛ أنهم كلهم قالوا: أمروها كما جاءت). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتوى الحموية» (ص236): (فقولهم: (أمروها كما جاءت)؛ رد على المعطلة، وقولهم: (بلا كيف)؛ رد على الممثلة ... والأربعة الباقون هم أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين). اهـ

قلت: فهذه الأحاديث نثبت ألفاظها ومعانيها مع اعتقادنا أننا مكلفون بمعرفة تلك الألفاظ والمعاني؛ أي: فإننا متعبدون بمعرفة معاني صفات الله تعالى، مع إثبات الظاهر لهذه الصفات، ونفي علمنا بكيفية هذه الصفات؛ فإن هذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، فهو أعلم بصفاته سبحانه.([27])

قال تعالى: ]ولا يحيطون به علم[ [طه:110].

وقال تعالى: ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11].

وقال تعالى: ]ولم يكن له كفوا أحد [[الإخلاص: 4].

وقال تعالى: ]ولا تقف ما ليس لك به علم [[الإسراء: 36].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص36): (وتأويل  الصفات هو في الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها وهو الكيف المجهول). اهـ

قلت: وهذا التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، هو علم كيفية صفاته سبحانه وتعالى.

قال تعالى: ]وما يعلم تأويله إلا الله[ [آل عمران: 7].

وقال تعالى: ]هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله[ [الأعراف:53].

وقال تعالى: ]ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا[ [الكهف:82].

وقال تعالى: ]سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا[ [الكهف:87].

وقال تعالى: ]ذلك خير وأحسن تأويلا[ [النساء:59].

قلت: وأحسن التأويل هو: تأويل الله تعالى لصفاته، لأن لا يعلم هذا التأويل إلا هو سبحانه وتعالى؛ أي: علم كيفية هذه الصفات.

قال الإمام أبو سلميان الخطابي / في «أعلام الحديث» (ج1 ص637): (هذا الحديث، وما أشبهه من الأحاديث في الصفات كان مذهب السلف فيها الإيمان بها، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص41-قسم الأسماء والصفات): (فقولهم: (أمروها كما جاءت)؛ يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظ دالة على معان؛ فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: (أمروا لفظها)؛ مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد؛ أو (أمروا لفظها)؛ مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة، وحينئذ فلا تكون قد أمرت كما جاءت). اهـ

2) وعن الأوزاعي قال: سئل مكحول، والزهري؛ عن تفسير أحاديث الصفات، فقالا: (أمروها كما جاءت). وفي رواية: (أمر الأحاديث كما جاءت). وفي رواية: (أمضوا الأحاديث على ما جاءت).

أثر صحيح

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص478)، والخلال في «السنة» (ص76-الفتوى الحموية)، والخطابي في «معالم السنن» (ج3 ص555)، وفي «أعلام الحديث» (ج1 ص638)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص377)، والأصبهاني في «الحجة» تعليقا (ج1 ص192)، وأبو عمرو الداني في «الرسالة الوافية» (ص138)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1801)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج17 ص77)، وابن قدامة في «ذم التأويل» (ص18)،   والقاضي أبو يعلى في «إبطال التأويلات» (ج1 ص47)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (ج2 ص252)، وأبو زرعة الدمشقي في «التاريخ» (ج1 ص621)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (ج1 ص494)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ق/264/ط)  من طرق عن بقية بن الوليد قال: حدثني الأوزاعي به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره ابن تيمية في «الفتاوى» (ج5 ص39)، والذهبي في «السير» (ج5 ص162)، والشاطبي في «الاعتصام» (ج2 ص851).

ففي قول السلف: (أمروها كما جاءت، بلا كيف)، إثبات لحقيقة صفات الله تعالى، ونفي لعلمنا بكيفياتها؛ فالتفويض يكون في كيفية الصفات لافي معانيها، فافطن لهذا.([28])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص39 قسم الأسماء والصفات): (فقولهم: (أمروها كما جاءت)؛ رد على المعطلة وقولهم: (بلا كيف)؛ رد على الممثلة. والزهري ومكحول: هما أعلم التابعين في زمانهم). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «جواب الاعتراضات المصرية» (ص188): (فالمأول بما يخالف الظاهر؛ مع أنه مبتدع لهذه التأويلات، فهي بدعة مخالفة لإجماع السلف ... و«الجهم»، و«الجعد»، أو من بعد هؤلاء؛ مثل: «أبي الهذيل العلاف» وطبقته، و«بشر المريسي»، ونحوه؛ فهؤلاء الذين ابتدعوا هذه التأويلات). اهـ

وقال أبو القاسم الأصبهاني / في «الحجة» (ج1 ص188): (الكلام في صفات الله عز وجل ما جاء منها في كتاب الله، أو روي بالأسانيد الصحيحة عن رسول الله r، فمذهب السلف رحمة الله عليهم أجمعين إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله، وذهب قوم من المثبتين([29]) إلى البحث عن التكييف). اهـ

وقال أبو القاسم الأصبهاني / في «الحجة» (ج1 ص395): (سبق بالكتاب الناطق من الله تعالى، ومن قول النبي r، ومن أقوال الصحابة y: أنا أمرنا بالاتباع وندبنا إليه، ونهينا عن الابتداع، وزجرنا عنه ). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص369): (أجمعوا على الأخذ بظاهر النصوص، وأنه حق على حقيقته، وأنه هو اللائق بالله عز وجل). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل على أن: «الظل» هو: صفة من صفات الله تعالى يليق بجلاله وكماله، وأن كيفية: «الظل» لا تعرف كسائر الصفات، وقد أجمع السلف على إثبات صفة: «الظل» لله تعالى، ومن قال بخلاف هذا الاعتقاد السلفي من دون العلماء المجتهدين، فهو مبتدع خارج عن السنة، لأنه خالف السنة والآثار

 

اعلم رحمك الله أن أصول المعطلة في نفي حقيقة النصوص وصرفها عن ظاهرها كثيرة جدا، ومن ذلك؛ أحاديث «ظل الله تعالى»، وقد زل في ذلك أيضا عدد من أهل العلم ممن ينتسبون إلى السنة في تأويل: «ظل الله تعالى»، وقد أخطؤوا في هذا التأويل، وذلك بسبب تقديم العقل على النقل.

قلت: وأفكار المعطلة مشتقة من أفكار الفلاسفة، وإلا فقد ثبت: «ظل الله تعالى» على ظاهره، وأنه يليق بجلاله وكماله في السنة النبوية.

وإليك الدليل:

1) فعن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r قال: (سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه») (1031)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، والترمذي في «سننه» (2551)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص439)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص99)، وابن الدبيثي في «ذيل مدينة السلام» (ج3 ص77)، وابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين» (ج3 ص1349)، والعلائي في «بغية الملتمس» (ص128)، وفي «إثارة الفوائد» (ج1 ص445)، وابن خزيمة في «صحيحه» (358)، والطيالسي في «المسند» (2462)، وابن منده في «التوحيد» (ج3 ص191 و192)، والإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص341)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج1 ص442)، وابن اللتي في «مشيخته» (ص512)، والسمعاني في «المنتخب من معجم الشيوخ» (ج1 ص245)، والمؤيد الطوسي في «زيادته على حديث يزيد بن حبيب» (ص89)، وأبو القاسم القشيري في «الرسالة القشيرية» (ص459)، وابن المستوفي في «تاريخ إربل» (ص100)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج2 ص103 و104)، وأبو القاسم ابن نصر الدمشقي في «الفوائد» (ص51)، والدارقطني في «غرائب مالك» (ق/5/ط)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص87)، وفي «الأربعين الصغرى» (ص86)، وفي «الآداب» (ص148 و506)، وفي «الأسماء والصفات» (798)، وابن بشران في «الأمالي» (ج1 ص250)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج2 ص340)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص209)، وابن المبارك في «الرقائق» (ج2 ص646)، وفي «المسند» (ص41)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص157)، وفي «ذم الهوى» (ص193)، وفي «التبصرة» (ص648)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص461)، وفي «المجتبى» (ج8 ص222)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج2 ص131 و132)، وابن الغساني في «الأمالي» (2)، وابن حبان في «صحيحه» (7338)، والبغوي في «شرح السنة» (470)، وفي «مصابيح السنة» (ج1 ص282)، والذهبي في «السير» (ج12 ص311)، وفي «تذكرة الحفاظ» (ج4 ص1327)، والحدثاني في «الموطأ» (ص538)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص280)، والجوهري في «مسند الموطأ» (325)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج4 ص441)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5844) من طريق خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

2) وعن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: إن الله يقول يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي([30])، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (2566)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، وابن حبان في «صحيحه» (574)، والبغوي في «شرح السنة» (3462)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص377)، والذهبي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص219)، والتاج السبكي في «معجم الشيوخ» (ص495)، وابن قدامة في «المتاحبين في الله» (34)،  وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (2004)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص237 و535)، وابن المبارك في «الزهد» (711)، والجوهري في «مسند الموطأ» (454)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (321)، وأبو أحمد الحاكم في «عوالي مالك» (ج1 ص92)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج23 ص111)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص1070)، وابن فيل في «جزئه» (32)، و(ق/12/ط)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص330)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص232 و233)، وابن بشران في «الأمالي» (ج2 ص252)، وابن عبد الدائم في «مشيخته» (ص63)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص89)، وابن الجوزي في «التبصرة» (ص648)، وفي «جامع المسانيد» (ج5 ص356)، والحدثاني في «الموطأ» (652) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة t به.

وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج5 ص71)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8989)، وابن طهمان في «مشيخته» (138)، والميانجي في «الأمالي والغرائب» (ص82) من طريق مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة t به.

قلت: والمحفوظ عن مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحباب.

3) وعن أبي اليسر t، قال : قال رسول الله r : (من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3006)، وابن ماجه في «سننه» (2419)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص427)، والدارمي في «المسند» (2588)، وابن حبان في «صحيحه» (5044)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص552 و553)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1914)، و(1917)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3815)، و(3816)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (460)، والطبراني في «المعجم الكبير» (372)، و(377)، وفي «المعجم الأوسط» (4537)، و(5022)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص28 و29)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص357)، وفي «شعب الإيمان» (11248)، وفي «الأربعين الصغرى» (158)، والشاشي في «المسند» (523)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ص62)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (378)، وابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (100)، والخطيب في «الأسماء المبهمة» (ص54)، وفي «تلخيص المتشابه» (ج2 ص624)، والمخلص في «المخلصيات» (ج3 ص73)، وابن أخي ميمي في «الفوائد» (ص112)، والديلمي في «الفردوس» (ج3 ص568)، والعراقي في «قرة العين» (ص55)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص49)، والمراغي في «مشيخته» (ص214)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص19 و20)، وفي «معرفة الصحابة» (5819)، ومحمد بن عاصم في «جزء حديثه» (8)، والبغوي في «شرح السنة» (2142)، وفي «مصابيح السنة» (ج2 ص341)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص404)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص101 و102)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص280)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (ج12 ص4443)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج5 ص99)، والبخاري في «الأدب المفرد» (187)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص298)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج4 ص484)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص470)، وأبو القاسم ابن منده في «المستخرج من كتب الناس للتذكرة» (ج1 ص111)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل الأعمال» (ص377) من طرق عن أبي اليسر t ... وذكره بألفاظ عندهم متقاربة، ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.

قلت: وهذه الأحاديث تدل على أن: «الظل» أضيف إلى الله تعالى، فهو صفة لله تعالى؛ أي: فهو له «ظل» يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته.

* والنبي r ذكر: «الظل» لله تعالى، ولم يتعرض له بتأويل، ولا تفسير بمثل: تعطيل المعطلة أو تأويلهم.

وكذلك الصحابة y رووا هذه الأحاديث، وسكتوا عنها، ولم يخوضوا فيها بتأويل أو تفسير بخلاف السنة، أو بخلاف لغة العرب.

* إذا فلله تعالى: «ظل» يليق به مثل سائر الصفات، وهذا الباب واحد عند السلف، فإنهم لم يعطلوا صفة من الصفات، كذلك لم يعطلوا صفة: «الظل» لله تعالى، وأمروا الأحاديث([31]) على ظاهرها.

قلت: وعلى هذا فليس لنا أن نتكلف في التشقيق، والبحث عن مثل هذه التأويلات.

قلت: ومسائل الصفات ليس فيها؛ أي: اختلاف، و«الظل» من الصفات، ولم يختلف فيه السلف على أنه صفة من صفات الله تعالى.

* وإذا كان السلف على اعتقاد؛ فلا يجوز أن نحدث تأويلات في هذا الاعتقاد فنخالفهم في ذلك، ومن خالفهم من أهل التقليد([32]) فقد جنى على نفسه، والله المستعان.

قلت: وهذه الأحاديث النبوية تدل على ثبوت صفة: «الظل لله تعالى»، وهي من الصفات، والتي هي في حق الله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله لا يشابه فيها خلقه تعالى؛ كسائر الصفات، فهو أعلم بصفاته، وأعلم بكيفيتها عز وجل: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11] فإذا أخبرنا عن نفسه أنه له «ظل»، قلنا: آمنا بالله تعالى.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص127): (والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها، وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل، من غير تكييف ولا تمثيل). اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج7 ص148): (الذي عليه أهل السنة، وأئمة الفقه والأثر فيهذه المسألة وما أشبهها؛ الإيمان بما جاء عن النبي r فيها، والتصديق بذلك، وترك التحديد، والكيفية في شيء منه).اهـ

قلت: وهذا إجماع في إثبات الصفات على ظاهرها، وإمرارها على ما جاءت النصوص، وقد أخبر بهذا الإجماع من هو ممن يتتبع كلام أهل العلم، ويطلع على خلافهم فيقول: أجمعوا على هذا؛ أي: يعني: أثبتوا أنه لا يوجد أي خلاف في ثبوت الصفات على حقيقتها.([33])

وأنشد الإمام أبو شامة /:

 

وقـال الـنـبـي المصــطـفـى إن سـبـعـــــــــة

 

 

يــظـــــلــــهــــم الله الــكـــريــــم بـظـلــــــه

مــحــــب عــفـــيــف نـــاشـــئ مــتصــدق

 

 

وبــــاك مــصـــل والإمــام بـعــدلــه([34])

قلت: ولم يذكر الإمام أبو شامة /: «ظل العرش»، فقد أثبت: «ظل» الله تعالى فقط، كما ثبت في السنة.

قال الإمام ابن القيم / في «الكافية الشافية» (ص312):

مـــن قــال ذا قــد خــــالـــف الإجــمـــــاع

 

 

والــخــبــر الــصـحــيـــح وظـــاهر القرآن

 

وعن المروذي: سألت أبا عبد الله يعني: الإمام أحمد-؛ عن أحاديث الصفات، قال: (نمرها كما جاءت).

أثر صحيح

أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج3 ص327 و331)، والآجري في «الشريعة» (771)، وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص56)، وابن قدامة في «ذم التأويل» (ص22)  من طريقين عن المروذي به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وبوب الإمام ابن بطة في «الرد على الجهمية» (ج3 ص326)؛ باب جامع من أحاديث الصفات رواها الأئمة، والشيوخ الثقات، الإيمان بها من تمام السنة، وكمال الديانة، لا ينكرها إلا جهمي خبيث.([35])

قال الإمام الخطابي / في «معالم السنن» (ج3 ص555): (مذهب علماء السلف، وأئمة الفقهاء: أن يجروا مثل هذه الأحاديث على ظاهرها، وأن لا يريغوا([36])  لها المعاني، ولا يتأولوها لعلمهم بقصور علمهم عن دركها). اهـ

وعن الإمام أحمد / قال: (وهذه أحاديث نرويها كما جاءت).

أثر صحيح

أخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (ص212)، وابن النجاد في «الرد على من يقول القرآن مخلوق» (ص31) من طريق عبد الله بن أحمد به.

وإسناده صحيح.

وذكره ابن تيمية في «شرح العقيدة الأصفهانية» (ص223).

وعن الإمام أحمد / قال: (إنما نروي هذه الأحاديث كما جاءت).

أثر صحيح

أخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (ص212)، وابن النجاد في «الرد على من يقول القرآن مخلوق» (ص32) من طريق عبد الله بن أحمد به.

وإسناده صحيح.

وعن الإمام محمد بن الحسن / قال: (هذه الأحاديث قد روتها الثقات؛ فنحن نرويها، ونؤمن بها، ولا نفسرها).

أثر حسن

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (741)، وابن قدامة في «ذم التأويل» (ص14)، وفي «إثبات صفة العلو» (98)، والذهبي في «العلو» (ص113) من طريق عمرو بن وهب قال: سمعت شداد بن حكيم عن محمد بن الحسن به.

قلت: وهذا سنده حسن.

والمقصود ها هنا: بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة في هذه المسائل، وأن السني لا يسعه؛ إلا الاتباع والتسليم لما كان عليه السلف الصالح([37])، والله الموفق.

قلت: وأجمع السلف على «إثبات الظل للـه تعالى»؛ بمعنى: إثبات هذه الصفة له على ما يليق بجلاله.

قلت: هذه الأحكام في الأصول كلها نؤمن بها، ولا نحرفها، والسلف نقلوا لنا هذه الأحكام، ولابد أن نأخذ بها؛ لأن الذين نقلوا هذه السنن؛ هم: الذين نقلوا لنا الأحكام في الفروع؛ مثل: الطهارة، والصلاة، وسائر الأحكام.

* فقبل أهل الأهواء هذا الأحكام في الفروع من السلف، وأخذوا منهم، واحتجوا بهم، ولكنهم ردوا أحكام الأصول مثل: الصفات وغيرها، ولم يأخذوا منهم، ولم يحتجوا بهم، وهذا من الضلال المبين، لأن كيف يأخذوا من السلف الفروع، ويتركوا الأصول:  ]إن هذا لشيء عجاب[ [ص: 5]؛ فمن فعل ذلك فهو مبتدع ضال فاحذروه.

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الجواب المختار» (ص26): (القاعدة العامة عند السلف من أن نصوص الصفات تجري على ظاهرها اللائق بالله تعالى بلا كيف؛ كما اشتهر عنهم قولهم: (أمروها كما جاءت بلا كيف).

* وهذه القاعدة تجري على كل فرد من أفراد النصوص، وإن لم ينصوا عليه بعينه، ولا يمكننا أن نخرج عنها نصا واحدا إلا بدليل عن السلف أنفسهم، ولو قلنا: إنه لابد أن ينصوا على كل نص بعينه لم يكن لهذه القاعدة فائدة). اهـ

وقال الإمام السرمري / في «نهج الرشاد» (ص31):

ومــــذهبــــــــنا لا كيـــــــــف لا مثل لا لما

 

 

بالإقــــــــرار والإمـــــــرار من غير ما فسر

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص280): (فهؤلاء حرفوا النصوص عن ظاهرها إلى معان عينوها بعقولهم، واضطربوا في تعيينها اضطرابا كثيرا، وسموا ذلك تأويلا، وهو في الحقيقة تحريف).اهـ

قلت: فعليك بمذهب السلف الصالح في أحكام الدين، والاقتداء بهم فيه واتباعهم جملة وتفصيلا. ([38])

قلت: وهذه الصفات نقلتها الأمة نقلا عاما متواترا؛ خلفا عن سلف، وحصل العلم الضروري للخلق بذلك؛ كما حصل لهم العلم الضروري أن النبي r بلغهم ألفاظ هذه الصفات العلى؛ منها: صفة الظل، وحصل اليقين من كلام الله تعالى، وكلام رسوله r؛ لأن ذلك يفيد اليقين.([39])

وعن الإمام أحمد / قال: (ونحوه من الأحاديث مما قد صح وحفظ فإنا نسلم له، وإن لم يعلم تفسيرها، ولا يتكلم فيه، ولا يجادل فيه، ولا تفسر هذه الأحاديث إلا بمثل ما جاءت، ولا نردها إلا بأحق منها).

أثر صحيح

أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص155)، وابن الجوزي في «مناقب الإمام أحمد» (ص230)، وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص226) من طريق أبي جعفر محمد بن سليمان المنقري قال: حدثني عبدوس بن مالك العطار قال: سمعت أبا عبد الله به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وانظر كتاب: «أصول السنة» للإمام أحمد (ص12).

قلت: وهذه أحاديث صحيحة في صفة: «الظل»؛ رواها جماعة من الصحابة y عن النبي r، وأصحاب الحديث فيما ورد في السنة النبوية، ولم يتكلم أحد من الصحابة y، والتابعين الكرام في تأويلها، اللهم غفرا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «رسالته» (ص24): (يجب اتباع طريقة السلف من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، فإن إجماعهم حجة قاطعة، وليس لأحد أن يخالفهم فيما أجمعوا عليه، لا في الأصول، ولا في الفروع). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص24): (الواجب في نصوص القرآن، والسنة إجراؤها على ظاهرها دون تحريف، لا سيما نصوص الصفات، حيث لا مجال للرأي فيها). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «التدمرية» (ص7): (التوحيد في الصفات فالأصل في هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله: نفيا وإثباتا؛ فيثبت لله ما أثبته لنفسه وينفي عنه ما نفاه عن نفسه.

* وقد علم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل.

* وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه مع إثبات ما أثبته من الصفات من غير إلحاد: لا في أسمائه، ولا في آياته؛ فإن الله تعالى ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته).اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

     

رب يسر

ذكر الدليل

 على تفنيد أحاديث: «ظل العرش»، وأنها لا تصح عن النبي r، فلا يحتج بها في الاعتقاد

 

1) عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة في ظل العرش، يظلهم الله، يوم لا ظل، إلا ظله).

حديث منكر

* وقد اختلف في هذا الحديث:

* فرواه عثمان بن الهيثم المؤذن قال: حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة في ظل العرش، يوم لا ظل، إلا ظله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، ورجل يحب عبدا لا يحبه؛ إلا لله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل يعطي الصدقة بيمينه، يكاد يخفيها عن شماله، ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال، فتركها لجلال الله، ورجل كان في سرية مع قوم، فلقوا العدو فانكشفوا، فحمى آثارهم حتى نجوا، ونجا، أو استشهد).

حديث منكر

أخرجته بيبي الهرثمية([40]) في «جزئها» (111)، وأخرجه ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص98)، وابن العديم في «تاريخ حلب» (ج7 ص3735)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص62)، وأبو نعيم في «فضيلة العادلين من الولاة» (ص148 و149)، وعائشة بنت عيسى في «عشرة أحاديث» (ق/12/ط-المدونة الكبرى، المجموعة الثانية، مملكة البحرين).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عثمان بن الهيثم العبدي، وهو منكر الحديث، ويخطئ كثيرا. ([41])

قال عنه أبو حاتم: «كان صدوقا»: غير أنه بآخره كان يتلقن، ما يلقن([42])، وقال عنه الدارقطني: «صدوق كثير الخطأ».([43])

* وبه أعله الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص98)؛ وذكر أنه: غريب جدا في غالب ألفاظه، والخصلة السابعة، وهي: «ورجل كان في سرية مع القوم»، فيه أشد غرابة. ([44])

قلت: فأخطأ الراوي عن هشام بن حسان، في هذا الحديث، في سنده، ومتنه، وأفحش في الخطأ، في ذكر زيادة: «في ظل عرشه!».

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص169)؛ عن علة الأفراد: (وما تفرد به غير حافظ، يضعف من أجله).

وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص160): (فالعلة: تقع للأحاديث من أنحاء شتى).

قلت: فمتنه منكر أيضا، والحديث ثبت من طريق، ولفظ: آخرين، بذكر: «شاب نشأ بعبادة الله»، بدلا، من ذكر: «المجاهد»!، وهو غير محفوظ.

* وهذا من الاختلاف في متن الحديث.

قال الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص98): (والمشهور: في هذه الخصلة السابعة، ما وقع في «الصحيحين»، وغيرهما:، من وجه آخر، بدلها: «وشاب نشأ في عبادة الله»).

قلت: وهذه علة أخرى في الحديث.

وذكره السخاوي في «تخريج أحاديث العادلين» (ص148).

* وأشار إليه؛ بهذا الإسناد: البيهقي في «الأسماء والصفات» (ج3 ص956).

* ورواه جعفر بن محمد بن الليث ثنا عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله، رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب، فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله).

حديث منكر

أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (ج3 ص955 و956).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عمرو بن مرزوق الباهلي، وإن كان صدوقا، إلا أنه له أوهام في الحديث([45])، وهذه منها.

* فوهم بذكره: «تحت ظل عرشه»، والصواب: «في ظل الله تعالى»، كما هو لفظ الجماعة.

لذلك: روى عنه الإمام البخاري، مقرونا بغيره، لأنه يخالف، ويهم في الحديث.([46])

قال الحافظ العجلي في «معرفة الثقات» (ج2 ص185): (عمرو بن مرزوق بصري: ضعيف، يحدث عن شعبة، ليس بشيء).

 وقال الحافظ الدارقطني في «السؤالات» (ص169): (صدوق: كثير الوهم).

وقال الحافظ الحاكم في «السؤالات» (ص60): (عمرو بن مرزوق: مجمع على سوء حفظه، وهو أحسن ما قيل فيه).

وقال الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج8 ص484): (ربما أخطأ).

* وقد تكلم الإمام ابن المديني، في عمرو بن مرزوق، من أجل أنه يخطئ في الحديث، ويخالف الثقات. ([47])

لذلك: كان الإمام يحيى بن سعيد القطان، لا يرضى: عمرو بن مرزوق في الحديث. ([48])

وخالفه: مؤمل بن إسماعيل، فرواه: عن شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد الخدري t عن النبي r قال: (سبعة يظلهم الله)، ولم يسق لفظه، هكذا رواه مختصرا.

أخرجه الذهبي في «السير» (ج16 ص374) من طريق أحمد بن موسى حدثنا مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد.

قلت: وهذا سنده كسابقه منكر، فيه مؤمل بن إسماعيل البصري، وهو سيء الحفظ، كما في «التقريب» لابن حجر (ص987).

* وقد جعله من مسند: «أبي سعيد الخدري»، وهو من مسند: «أبي هريرة».

لذلك قال عنه الحافظ الدارقطني في «السؤالات» (ص184): (صدوق: كثير الخطأ).

وقال عنه الإمام يحيى بن معين في «السؤالات» (ص202): (يحدث من حفظه زيادة).

* ورواه أبو عامر عبد الله الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة: إمام يقسط، ورجل يتصدق بيمينه يخفيها من شماله، ورجل بذلت له امرأة ذات حسب وميسم نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل ذكر الله عنده ففاضت عيناه من خشية الله، ورجل لقي رجلا، فقال: والله إني لأحبك لله، فقال: وأنا أحبك لله).

حديث منكر

ورواية: البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106)؛ عن أبي هريرة t، رفعه: «سبعة يظلهم الله»، ولم يسق لفظه بتمامه.

قال أبو الفوارس الراوي: «ليس عندي عن عباس الدوري، غير هذا الحديث، إنما حفظته في صغري، فهو: غير محفوظ».

أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج9 ص253 و254)، والبخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (9131)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص39)، وفي «فضيلة العادلين من الولاة» (ص148)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص1472).

قال الحافظ الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج9 ص63): (لم يرو هذا الحديث، عن سهيل بن أبي صالح؛ إلا عبد الله بن عامر الأسلمي، تفرد به: أبو ضمرة). 

وأخرجه ابن شاذان في «المشيخة الصغرى» (ص76)، و(ق/6/ط)، بهذا الإسناد.

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي، وهو ضعيف، لا يحتج به، ولا يتابع على حديثه، وزاد: «ظل عرشه»، وهي: زيادة منكرة، وقد وهم: بذكرها. ([49])

* وبه أعله الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج2 ص143).

وقال الحافظ البيهقي في «شعب الإيمان» (ج1 ص487): «فأما من هذا الوجه، فهو: غريب».

قلت: والمعروف في هذا عن خبيب بن عبد الرحمن، وغيره، وهو حديث: الجماعة، فلا يعرف من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، فافهم لهذا ترشد.

قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج2 ص146): (لم نجد هذا الحديث، بوجه من الوجوه؛ إلا عن أبي هريرة t، إلا ما وقع، عند مالك، من التردد، هل هو عنه، أو عن أبي سعيد الخدري.

* ولم نجده عن أبي هريرة t؛ إلا من رواية: حفص، ولا عن حفص؛ من رواية: خبيب). اهـ

ورواية: الجماعة أولى بالصواب، فلم يزيدوا في الحديث: «في ظل عرشه»، وهم جماعة من الحفاظ، والوهم: عنهم أبعد.

لذلك قال الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (ج5 ص157)؛ عن عبد الله الأسلمي هذا: (يتكلمون في حفظه).

وقال الإمام ابن معين في «التاريخ» (ج2 ص315): (ليس بشيء، ضعيف).

وقال الإمام البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106): (عبد الله بن عامر، أبو عامر: الأسلمي؛ يتكلمون في حفظه).

وقال الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص220): «ضعفوه».

وقال الإمام ابن المديني في «السؤالات» (ص48): (ذاك عندنا ضعيف، ضعيف).

وقال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (ج2 ص6): (كان ممن يقلب الأسانيد، والمتون([50])، ويرفع المراسيل، والموقوف).

وقال الإمام أبو داود في «السؤالات» (ج5 ص275-التهذيب): (ضعيف).

وقال الإمام أحمد: (عبد الله بن عامر الأسلمي: ضعيف). ([51])

وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص517): (عبد الله بن عامر الأسلمي، أبو عامر المدني: ضعيف).

وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج1 ص487) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن سهيل بن أبي صالح([52]) عن أبيه عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل؛ إلا ظله: إمام مقسط، ورجل لقيته امرأة ذات جمال، ومنصب فعرضت نفسها عليه فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تعلم القرآن في صغره فهو يتلوه في كبره، ورجل تصدق بصدقة بيمينه، فأخفاها عن شماله، ورجل ذكر الله في برية ففاضت عيناه خشية من الله عز وجل، ورجل لقي رجلا فقال: إني أحبك في الله، فقال له الرجل: وأنا أحبك في الله).

حديث منكر

ولم يذكر: عبد الله بن عامر الأسلمي، هنا زيادة: «تحت ظل عرشه»، مما يدل أنه غير ضابط للحديث، فهو: منكر الحديث، لا يحتج به.

وهو أصح من الأول.

لذلك قال الحافظ البيهقي: «هذا حديث صحيح، من حديث حفص بن عاصم([53]) عن أبي هريرة، فأما من هذا الوجه، فهو غريب».

وقال الحافظ السخاوي في «تخريج أحاديث العادلين» (ص147): (وأما رواية، عبد الله بن عامر عن سهيل: فرواها البيهقي في «شعب الإيمان» (794)، من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر، وعد فيها خصلة، لم يذكر في الرواية الأولى، لكن عبد الله بن عامر: ضعيف).

قلت: فاضطرابه في هذا الحديث، وتخليطه فيه، دليل على عدم ضبطه له، وأنه لم يكن يقيم متنه، ولم يتابعه عليه؛ إلا من هو مثله، أو دونه في الضعف.

* ورواه داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: (من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه، يوم القيامة).

حديث شاذ

أخرجه الترمذي في «سننه» (ج3 ص150)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص359)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج1 ص484)، والبزار في «المسند» (ج15 ص343)، وابن الأعرابي في «المعجم» (ج1 ص186)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (459) من طريق إسماعيل بن عمر الواسطي، وإسحاق بن سليمان الرازي عن داود بن قيس؛ بهذا الإسناد.

قلت: وهذا سنده شاذ، من أجل تفرد داود بن قيس الفراء؛ بهذا الإسناد، وبمتنه هذا، وذكره لزيادة: «ظل عرشه».([54])

لذلك قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

قلت: نعم، هذا الحديث غريب من هذا الوجه، بلفظ: «ظل عرشه!».

* والحديث معروف، بهذا اللفظ: من حديث أبي اليسر t، ليس من حديث أبي هريرة t، وبدون ذكر: «ظل عرشه»، فتنبه.

قال الحافظ الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج1 ص484): (لم يرو هذا الحديث، إلا داود، قد تفرد به، إسحاق بن سليمان).

قلت: وقد تابعه إسماعيل بن عمر الواسطي عليه، والعهدة على داود بن قيس الفراء، فإن الشذوذ منه، فخالف، ووهم، وشذ، وجعله من مسند أبي هريرة، بلفظ: «في ظل عرشه»، فلم يسلك الجادة فيه.

قال الحافظ البزار في «المسند» (ج1 ص343): (وهذا الحديث: لا نعلم رواه عن زيد عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ إلا داود بن قيس).

* وعلى هذا، فالأقرب: أن المحفوظ، حديث الجماعة، من مسند أبي اليسر t، دون: ذكرهم: لـ«ظل عرشه».

فعن أبي اليسر t، قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3006)، وابن ماجه في «سننه» (2419)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص427)، والدارمي في «المسند» (2588)، وابن حبان في «صحيحه» (5044)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص552 و553)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1914)، و(1917)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3815)، و(3816)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (460)، والطبراني في «المعجم الكبير» (372)، و(377)، وفي «المعجم الأوسط» (4537)، و(5022)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص28 و29)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص357)، وفي «شعب الإيمان» (11248)، وفي «الأربعين الصغرى» (158)، والشاشي في «المسند» (523)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ص62)،  والواحدي في «الوسيط» (ج1 ص399)، وعبد الغني الأزدي في «الغوامض والمبهمات» (ص64)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (378)، وابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (100)، والخطيب في «الأسماء المبهمة» (ص54)، وفي «تلخيص المتشابه» (ج2 ص624)، والمخلص في «المخلصيات» (ج3 ص73)، وابن أخي ميمي في «الفوائد» (ص112)، والديلمي في «الفردوس» (ج3 ص568)، والعراقي في «قرة العين» (ص55)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص49)، والمراغي في «مشيخته» (ص214)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص19 و20)، وفي «معرفة الصحابة» (5819)، ومحمد بن عاصم في «جزء حديثه» (8)، والبغوي في «شرح السنة» (2142)، وفي «مصابيح السنة» (ج2 ص341)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص404)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص101 و102)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص280)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (ج12 ص4443)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج5 ص99)، والبخاري في «الأدب المفرد» (187)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص298)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج4 ص484)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص470)، وأبو القاسم ابن منده في «المستخرج من كتب الناس للتذكرة» (ج1 ص111)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل الأعمال» (ص377)، وفي «المنتقى من الأحاديث الصحاح» (53) من طرق عن أبي اليسر t ... وذكره بألفاظ عندهم متقاربة، ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص543).

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص153).

قلت: وهذه الأحاديث تدل على أن: «الظل» أضيف إلى الله تعالى، فهو صفة لله تعالى؛ أي: فهو له «ظل» يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته.

* والنبي r ذكر: «الظل» لله تعالى، ولم يتعرض له بتأويل، ولا تفسير بمثل: تعطيل المعطلة، أو تأويلهم.

* وكذلك الصحابة y: رووا هذه الأحاديث، وسكتوا عنها، ولم يخوضوا فيها بتأويل، أو تفسير بخلاف السنة، أو بخلاف لغة العرب.

قلت: فلم يثبت هذا من حديث: أبي هريرة t، فافطن لهذا.

والحاصل: فإن المرفوع من هذه الأسانيد، لا يقوي بعضها بعضا؛ لأنها: إما، غرائب، أو مناكير، أو شواذ.

وأخرجه الذهبي في «العلو» تعليقا (ج1 ص654)؛ بذكر الزيادة: من طريق فليح بن سليمان المدني عن أبي طوالة عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (إن الله يقول: المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي).

حديث منكر

قلت: وهذا سنده لا يحتج به، فيه فليح بن سليمان المدني، نعم صدوق، لكنه: ليس بالقوي في الحديث([55])، لكثرة أوهامه، فوهم في هذا الحديث، بذكر زيادة: «في ظل عرشي».

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص787): (فليح بن سليمان بن أبي المغيرة المدني: صدوق، كثير الخطأ).

وقال الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص322): (فليح بن سليمان المدني: له غرائب).

 قلت: ورأيت الحديث ذكر، بهذا الإسناد، بدون ذكر زيادة: «في ظل عرشي».

أخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص338 و370 و523)، وابن قدامة في «المتحابين في الله» (ص41)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص89) من طرق عن فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (يقول الله تبارك وتعالى: يوم القيامة، أين المتحابون في جلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل؛ إلا ظلي).

ومن هذا الوجه: أخرجه الطيالسي في «المسند» (ص307).

* وهذا أصح من الأول.

* ففليح بن سليمان المدني، فمرة: يذكر زيادة: «في ظل عرشي»، ومرة: لا يذكرها، وهذا الاضطراب موجب لضعف الحديث، بهذا الإسناد، والمتن.

وأورده الشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص105)؛ من طريق فليح؛ ثم قال: (ومن هذا أورده المؤلف في الأصل، وقد أبعد النجعة، لأن مالكا: أخرجه في «الموطأ» (2/952/13) عن ابن معمر به، ومالك أوثق من مائة من مثل فليح، ولذلك: أخرجه مسلم في «صحيحه» (8/12».اهـ

* وتابعه مالك بن أنس، على عدم ذكر زيادة: «في ظل عرشه».

فأخرجه ابن فيل في «جزئه» (ق /10 /ط)، وابن حجر في «معجم الشيخة مريم بنت عبد الرحمن» (ص97) من طريق عبد الله بن المبارك ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (يقول الله تعالى: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل؛ إلا ظلي)، وهو في «الموطأ» (ج2 ص542).

قلت: وهذا سنده صحيح.

وهذا أصح، بدون ذكر: «في ظل العرش».

ومن هذا الوجه: أخرجه ابن المبارك في «المسند» (ص5)، وفي «الزهد» (711)، وفي «الرقائق» (ج2 ص423).

والصواب: رواية عبد الله بن المبارك، وهي على الجادة.

ويؤيده حديث: أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: إن الله يقول يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي([56])، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (2566)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، وابن حبان في «صحيحه» (574)، والبغوي في «شرح السنة» (3462)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص377)، والذهبي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص219)، والتاج السبكي في «معجم الشيوخ» (ص495)، وابن قدامة في «المتحابين في الله» (34)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (2004)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص237 و535)، وابن المبارك في «الزهد» (711)، والجوهري في «مسند الموطأ» (454)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (321)، وأبو أحمد الحاكم في «عوالي مالك» (ج1 ص92)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج23 ص111)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص1070)، وابن فيل في «جزئه» (32)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص330)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص232 و233)، وابن بشران في «الأمالي» (ج2 ص252)، وابن عبد الدائم في «مشيخته» (ص63)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص89)، وابن الجوزي في «التبصرة» (ص648)، والحدثاني في «الموطأ» (652) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة t به.

قلت: فهذا الحديث؛ روي على الجادة، والصواب.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج3 ص158).

* ورواه الحدثاني في «الموطأ» (ص538)، عن مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبي الحباب: سعيد بن يسار عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي).

حديث منكر، بلفظ: «في ظل عرشي».

قلت: وسويد بن سعيد الحدثاني راوي: «الموطأ» للإمام مالك، وقد تنوعت عبارات أهل الجرح والتعديل فيه: بين معدل ومجرح، وخلاصتها: أنه صدوق في نفسه، ضعيف من قبل حفظه، ورمي بالتدليس.([57])

قال عنه يعقوب بن أبي شيبة: «صدوق مضطرب الحفظ، ولا سيما بعدما عمي»، وقال البخاري: «حديثه منكر»، وقال ابن حجر: «صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي، فصار يتلقن ما ليس من حديثه»، وقال أبو حاتم: «صدوق، وكان يدلس ويكثر».([58])

وقال الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (ص165): (سويد بن سعيد الحدثاني: موصوف بالتدليس، وصفه به الدارقطني، والإسماعيلي، وغيرهما.

* وقد تغير في آخر عمره بسبب العمى؛ فضعف بسبب ذلك). اهـ

وقد خالف: سويد بن سعيد الحدثاني في روايته هذه في «الموطأ»؛ أصحاب الإمام مالك بن أنس في روايتهم؛ في «الموطأ»، وخارج «الموطأ».

* فرووا الحديث، بهذا الإسناد، دون ذكر الزيادة: «في ظل عرشي»؛ فهي: غير محفوظة.

فأخرجه أبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج2 ص131)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص330)، ويحيى الليثي في «الموطأ» (ج2 ص952)؛ عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب: سعيد بن يسار، عن أبي هريرة t؛ أنه قال: قال رسول الله r: (إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي).

قلت: هكذا خالفه، أصحاب: «الموطأ»، فرووه، عن مالك، بدون ذكر الزيادة: «في ظل عرشي»، وهو الصواب.

* ومما يؤكد شذوذ، رواية: سويد بن سعيد الحدثاني، بهذه الزيادة.

* ما أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج3 ص1998)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص233)، وفي «الأسماء والصفات» (ج1 ص341)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص127) من طريق قتيبة بن سعيد.

* وأخرجه البيهقي في «الآداب» (ص91)، وفي «شعب الإيمان» (ج6 ص484)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص127 و128) من طريق القعنبي.

* وأخرجه البيهقي في «الأربعين الصغرى» (ص158) من طريق أحمد بن محمد بن عبدوس.

* وأخرجه الدارمي في «المسند» (ج3 ص814) من طريق الحكم بن المبارك.

* وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص237) من طريق عبد الرحمن، وروح.

وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص535) من طريق روح.

وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص390) من طريق أحمد بن أبي بكر.

* وأخرجه البغوي في «شرح السنة» (ج13 ص48 و49) من طريق أبي مصعب.

* وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (ص247).

* كلهم: عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب: سعيد بن يسار، عن أبي هريرة t؛ أنه قال: قال رسول الله r: (إن الله تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل إلا ظلي).

قلت: فراوية الجماعة هذه عن مالك بن أنس، أصح.

* فهذه الزيادة: «في ظل عرشي»، تفرد بها: سويد الحدثاني، وهو سيء الحفظ.

* ورواه عامة أصحاب: الإمام مالك بن أنس، ولم يذكروا هذه الزيادة، وقد سبق ذلك.

قلت: والمحفوظ عن مالك، دون ذكر زيادة: «في ظل عرشي».

* ومن هنا: نعلم شذوذ رواية: سويد بن سعيد الحدثاني، بزيادة: «في ظل عرشي».

 

وأخرجه ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج5 ص1796)، والدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ج1 ص348 و351)، والرافعي في «التدوين في أخبار قزوين» (ج2 ص299) من طريق عمرو بن عبد الغفار عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (من أنظر معسرا، أظله الله في ظله يوم لا ظل؛ إلا ظله). بدون ذكر زيادة: «في ظل عرشه».

قلت: وهذا سنده واه، فيه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، قال أبو حاتم عنه: «متروك الحديث»، وقال عنه ابن عدي: «اتهم بوضع الحديث»، وقال العقيلي: «منكر الحديث»، وقال الذهبي: «متهم».([59])

وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج5 ص1796)؛ عن عمرو بن عبد الغفار، وقد أورد حديثين آخرين، عنه: (وهذه الأحاديث عن الأعمش، غير محفوظة).

قلت: نعم، وهي محفوظة في غير هذا الإسناد، وقد سبق.

* ورواه مسدد أخبرنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله تحت عرشه، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج15 ص72)، وتفرد به.

وهذا منكر: بهذا الإسناد، ما له أصل من حديث: عبيد الله بن عمر، ولا من حديث: يحيى بن سعيد القطان، والحمل فيه على الراوي.

قلت: وذكر زيادة: «تحت عرشه»، وقعت خطأ من الرواة([60])، عند الطحاوي في سنده، فهي: زيادة شاذة في هذا الحديث.

ويؤيده: أن البخاري؛ أخرج هذا الحديث في «صحيحه» (1423) من طريق مسدد حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (سبعة يظلهم الله تعالى في ظله، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

ورواية: البخاري، من طريق مسدد عن يحيى بن سعيد القطان، هي: الصواب، وليس فيها: «في ظل عرشه»، بل: «في ظله».

قلت: وهذا الوجه من الحديث، ليعطي دلالة قوية على أنه متيقن من وقوع الوهم فيه، وأنه حديث خطأ، أيا كان منه الوهم.

وقد أجمع أصحاب: يحيى بن سعيد القطان، على عدم ذكر هذه الزيادة: «في ظل عرشه»، مما يدل على أنها وقعت بالغلط في هذا الحديث.

فأخرجه البخاري في «صحيحه» (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، والترمذي في «سننه» (2551)، وابن خزيمة في «صحيحه» (358)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص190)، و(ج8 ص162)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص449)، وابن الجوزي في «المصباح المضيء» (ج1 ص204)، وابن نجيح في «حديثه» (ق/8/ط)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص282)، وسبط بن الجوزي في «الجليس الصالح» (ص35)، وغيرهم: من طريق محمد بن بشار، ومسدد، وزهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وسوار بن عبد الله العنبري، وبندار؛ جميعهم: عن يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t قال: قال النبي r: (سبعة يظلهم الله في ظله([61])، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

بهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص159 و299 و316).

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص152).

قلت: وهذا يدل على أن زيادة: «في ظل العرش»، شاذة ليست بمحفوظة.

قال حافظ المغرب: أبو عمر ابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص282): «هذا أحسن حديث يروى في «فضائل الأعمال»، وأعمها، وأصحها إن شاء الله».

قلت: فرواية، يحيى بن سعيد القطان، وحماد بن زيد، هي المحفوظة، وقد رجحها: الإمام البخاري، والإمام مسلم، والإمام أبو حاتم، والإمام الدارقطني، وغيرهم، على رواية: «في ظل عرشه».

قلت: فهذه الرواية هي الصواب: وهي على الجادة.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث؛ الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).

لذلك قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج8 ص313)؛ بعد أن ذكر وجوه الاختلاف في هذا الحديث، سندا: (والصحيح: قول حماد بن زيد، ويحيى بن سعيد، ومن تابعهما عن عبيد الله بن عمر).

فالصحيح: قول جماعة الحفاظ، الذين رووه، بلفظ: (في ظله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

قلت: وقد اتفق الرواة الثقات على هذا اللفظ، وشذ من قال: (في ظل العرش).

* واختلف عن عبيد الله بن عمر:

* فرواه حماد بن زيد، ويحيى بن سعيد، وأبو ضمرة أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن خبيب به، بلفظ: (سبعة يظلهم الله في ظله).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص190)، وفي «شعب الإيمان» (ج2 ص442 و443)، والطبراني في «الدعاء» (1885)، والآجري في «الأربعين» (39)، وابن نجيح في «حديثه» (ق/8/ط)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص282).

* وخالفهم: جرير بن حازم، فرواه: عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t موقوفا عليه، وهو: شاذ.

قلت: ورفعه أصح.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث؛ الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).

وذكره الدارقطني في «العلل» (ج8 ص312 و313)، ثم قال: (ووقفه جرير بن حازم عن عبيد الله عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة، قوله... والصحيح: قول حماد بن زيد، ويحيى القطان، ومن تابعهما عن عبيد الله).

* ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة t موقوفا به.

ذكره الدارقطني في «العلل» (ج8 ص313)؛ ثم قال: (ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة، قوله، والصحيح: قول حماد بن زيد، ويحيى القطان، ومن تابعهما عن عبيد الله). يعني: المرفوع.

قلت: وحماد بن سلمة البصري ساء حفظه لما كبر، فيخطئ ويخالف أحيانا([62])؛ وأوقف الحديث، فوهم([63])، والصحيح: رفعه.

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص269) عن حماد بن سلمة: «وتغير حفظه بآخره».

والحديث هذا: أعله الحافظ أبو حاتم في «العلل» (ج2 ص407)، بسبب: وهم، حماد بن سلمة فيه.

وقال الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» (ج1 ص189): (حماد بن سلمة: إمام ثقة، له أوهام وغرائب، وغيره أثبت منه).

وقال الحافظ البيهقي / في «السنن الكبرى» (ج4 ص93): (وحماد بن سلمة: وإن كان من الثقات إلا أنه ساء حفظه في آخر عمره؛ فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به، عن قيس بن سعد خاصة وأمثاله). اهـ

وقال الإمام أحمد بن حنبل /: (كان حماد بن سلمة: يخطئ، وخطأ كثيرا).([64])

وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج2 ص50)؛ عن حماد بن سلمة: (لما طعن([65]) في السن ساء حفظه، فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه... فالاحتياط لمن راقب الله أن لا يحتج بما يجد في أحاديثه، مما يخالف الثقات([66])).

قلت: وهذا ينطبق على هذه الرواية التي تكلمنا عليها.

وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج4 ص210): (ساء حفظه في آخر عمره، فالحفاظ: لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به).

قلت: فحماد بن سلمة، الراوي: لهذا الحديث؛ غير محتج به في هذا الحديث، لمخالفته: للثقات الحفاظ.

قلت: وحماد بن سلمة، وإن كان أثبت الناس في ثابت البناني، وحميد الطويل؛ إلا أنه كان يهم في حديث غيرهما، من ذلك، ما وهم في وقف هذا الحديث.

قال الإمام مسلم في «التمييز» (ص218): (وحماد بن سلمة: يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت، -كحديثه هذا: وأشباهه-... فإنه يخطئ في حديثهم كثيرا).اهـ

وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث؛ الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).

وهذا الإسناد: أعله نقاد الحديث؛ بأن حمادا، وهم في ذكره، الزيادة: «في ظل عرشه».

قلت: فهذه الزيادة: «في ظل عرشه»، لم تذكر في خبر، بإسناد صحيح.

* وقد ثبت عنه r، أنه قال: «سبعة في ظل الله عز وجل»، ولم يذكر r: «في ظل عرشه».

قال الإمام النووي في «المجموع» (ج3 ص408): (وقد علم من قاعدة المحدثين، وغيرهم، أن ما خالف الثقات: كان حديثه، شاذا، مردودا). اهـ

* فحماد بن سلمة: تغير حفظه بآخره، فلا تقوى طريقه أمام: رواية، من رفعه، وقد أصاب الإمام أبو حاتم في «العلل» (ج2 ص407)، في تخطئته. ([67])

* ورواه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي ثنا أبو أمية ابن يعلى عن سعيد المقبري عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام: يا خليلي، حسن خلقك، ولو مع الكفار، تدخل مداخل الأبرار، وإن كلمتي سبقت: لمن حسن خلقه، أن أظله تحت عرشي، وأسقيه من حظيرة قدسي، وأدنيه من جواري).

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص315)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص78 و79)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج6 ص224)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (ج5 ص216)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص78).

قلت: وهذا سنده منكر جدا، فيه مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وهو ضعيف، لا يحتج به، قال عنه أبو حاتم: «ضعيف»([68]).

* وإسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي، قال عنه الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص38): «متروك».([69])

وقوله: «أن أظله تحت عرشي»، من مناكيره.

وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث، عن سعيد المقبري، إلا أبو أمية بن يعلى، تفرد به: مؤمل بن عبد الرحمن، ولا يروى عن رسول الله r؛ إلا بهذا الإسناد».

وقال ابن حجر: «هذا حديث غريب».

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج8 ص20 و21)، ثم قال: «رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه: مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، وهو ضعيف».

* وساق ابن عدي في «الكامل» (ج6 ص2432)؛ لمؤمل الثقفي: أحاديث واهية.

وذكره الهيثمي في «مجمع البحرين» (2983).

وأخرجه ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج6 ص2432) من طريق موسى بن الحسن الكوفي عن عمرو عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن أبي أمية به.

قلت: وهذا سنده منكر جدا، كسابقه.

وقال ابن عدي: تفرد به مؤمل عن أبي أمية، واسمه: إسماعيل، وهو ضعيف.

والحديث أعله ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص111).

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج2 ص84)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج6 ص225) من طريق سليمان بن الربيع الخزار عن كادح بن رحمة عن أبي أمية بن يعلى عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: أنك خليلي حسن خلقك، ولو مع الكفار، تدخل مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه، أن أظله تحت عرشي، وأسكنه حظيرة قدسي، وأدنيه من جواري).

قلت: وهذا سنده واه، فيه كادح بن رحمة، وهو متروك الحديث.

قال عنه الأزدي: «كذاب»، وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات... حتى غلب عليه الأوهام الكثيرة، فكثر المناكير في روايته، فاستحق بها الترك».([70])

وبه أعله السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص79)؛ بقوله: «وكادح بن رحمة: واه».

وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج3 ص7).

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج6 ص224 و225) من طريق أبي أمية بن يعلى عن سعيد المقبري عن أبي هريرة t، مرفوعا، وفيه: (أن أظله في ظل عرشي).

قلت: وهذا سنده واه، فيه أبو أمية بن يعلى، وهو متروك الحديث. ([71])

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج6 ص224) من طريق محمد بن عبد الله بن علاثة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: أن يا خليلي، حسن خلقك، ولو مع الكفار، قال: كلمتي سبقت، لمن حسن خلقه، أن أظله في ظل عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه محمد بن عبد الله بن علاثة العقيلي، وهو منكر الحديث، يخطئ ويخالف، لا يحتج به([72])، وزيادته للفظ: «في ظل عرشي»، من مناكيره.

قال عنه أبو حاتم: «يكتب حديثه، ولا يحتج به»، وقال البخاري: «في حفظه نظر»، وقال ابن حبان: «كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات»، وقال الدارقطني: «متروك».([73])

وقال أبو نعيم في «الضعفاء» (ص142): (ابن علاثة: عن الأوزاعي، وخصيف: مناكير).

وقال الحاكم في «السؤالات» (ص67): (ذاهب الحديث بمرة: له مناكير عن الأوزاعي، وعن أئمة المسلمين).

قلت: وهذا الحديث من مناكيره، لأنه لا يعرف من حديث: أبي سلمة، بل هو معروف من حديث: المقبري عن أبي هريرة.

وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج5 ص71)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص344)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8989)، والميانجي في «الأمالي والغرائب» (ص82) من طريق إبراهيم بن طهمان عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (يقول الله تعالى: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي، يوم لا ظل؛ إلا ظلي).

هكذا؛ مرفوعا، وبهذا اللفظ، وبدون ذكر زيادة: «في ظل عرشه».

والحديث: أخرجه إبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص137 و138) عن مالك بن أنس بهذا الإسناد.

* فقد خالف: إبراهيم بن طهمان؛ أصحاب الإمام مالك فيه:

فرواه عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ج1 ص137) دون ذكر الزيادة، وعنه: أبو نعيم في «الحلية» (ج6 ص344)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج5 ص71)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج6 ص482)، والدارقطني في «الأفراد» (ج2 ص294-الأطراف).

قال الحافظ أبو نعيم: (تفرد به إبراهيم، عن مالك، عن سعيد، ورواه عامة أصحابه على ما في «موطأ» مالك، عن أبي طوالة، عن أبي الحباب، سعيد بن يسار، عن أبي هريرة). اهـ

وقال الحافظ البيهقي: (تفرد به إبراهيم بن طهمان عن مالك بهذا الإسناد، والمحفوظ: عن مالك عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة). اهـ

 وقال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج8 ص162): (يرويه مالك بن أنس، واختلف عنه؛

* فرواه إبراهيم بن طهمان، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ولم يتابع عليه.

* وخالفه أصحاب: «الموطأ»؛ فرووه، عن مالك، عن أبي طوالة: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب: سعيد بن يسار، عن أبي هريرة.

* وذكره إبراهيم الحربي في كتاب: «الأدب»، عن مصعب الزبيري، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي r، والذي قبله أصوب). اهـ

وأورده ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (ج2 ص407)؛ ثم قال: سألت أبي، عن حديث: رواه حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري - أو غيره عن أبي هريرة t عن النبي r: (سبعة في ظل العرش يوم لا ظل؛ إلا ظله)، قال أبي: والناس يقولون: عن عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r.

قال أبي: لم يضبط حماد، فأدخل فيه الشك، وتخلص، والصحيح: عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة t عن النبي r).اهـ

* فالإمام أبو حاتم يبين هنا ضعف، زيادة: «في ظل العرش»، وأن الصحيح: «في ظل الله»، من رواية مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وغيرهما عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t به مرفوعا.

وهذه الرواية: أخرجها البخاري في «صحيحه» (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، وغيرهما.

قلت: وهذه الرواية، هي التي أجمع عليها الحفاظ الثقات، وهي المحفوظة.

ورواية: مالك بن أنس، وهي في «الموطأ» (ج2 ص542- رواية: يحيى الليثي)؛ قد رواها الحفاظ الأثبات، من أصحابه: عنه، دون ذكر: زيادة: «في ظل عرشه»، مما يدل على شذوذها.

وهم: أبو مصعب الزهري، والحدثاني، والقعنبي، وابن القاسم، وغيرهم في «الموطأ»، وفي غيره. ([74])

وهؤلاء الحفاظ: أتقن لما يروونه عن مالك بن أنس، وأحفظ له.

وحديث: مالك بن أنس، أخرجه ابن المستوفي أيضا في «نباهة البلد الخامل؛ بمن ورده من الأماثل» (ج1 ص100).

قلت: إذا فقد روى غير واحد من أصحاب: مالك بن أنس، لفظ: «في ظل الله تعالى»، ولم يذكروا، لفظ: «في ظل عرشه»، وهو في «الصحيح» لمسلم، وغيره.

منهم: أبو مصعب الزهري، والحدثاني، وابن القاسم، والقعنبي، وغيرهم.

فأخرجه مالك في «الموطأ» (ج2 ص952)، ومن طريقه: مسلم في «صحيحه» (1031)، والترمذي في «سننه» (2931)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج4 ص411)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5844)، والفضيلي في «الأحاديث المائة الشريحية» (ق/8/ط)، وابن حبان في «صحيحه» (7338)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3439)، والبغوي في «شرح السنة» (470)؛ عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم به.

قلت: فروى هذا الحديث عن مالك بن أنس؛ كل من نقل: «الموطأ» عنه، فلم يذكروا زيادة: «في ظل عرشه»، مما يدل على شذوذها في الحديث.

* وتابع مالك بن أنس على لفظ: «في ظل الله تعالى»، عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم به.

أخرجه البخاري في «صحيحه» (660)، و(4123)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، والترمذي في «سننه» (2391)، وابن خزيمة في «صحيحه» (358)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5846)، و(5847)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج4 ص190)، و(ج8 ص162) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد.

قلت: وهذا يدل على أن حديث: «في ظل عرشه»، أنه حديث منكر.

* وتابع يحيى بن سعيد القطان: عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن عمر بلفظ: «في ظل الله تعالى».

أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (1342)، وفي «المسند» (ص41)، ومن طريقه البخاري في «صحيحه» (6806)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص461)، وفي «المجتبى» (ج8 ص222 و223)، وابن حبان في «صحيحه» (4486)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص65 و66).

قلت: وهذا يؤيد شذوذ زيادة: (في ظل عرشه).

* وأضف متابعة حماد بن زيد؛ لهما عن عبيد الله بن عمر به، بلفظ: (في ظل الله تعالى).

وهذا اللفظ: أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (549)، و(7357)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص281 و282)، والآجري في «الأربعين» (ص192).

وإسناده صحيح.

قال الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج8 ص313): (والصحيح قول: حماد بن زيد، ويحيى بن سعيد، ومن تابعهما عن عبيد الله، وكذلك: رواه مبارك بن فضالة عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r). اهـ

وقال الإمام أبو حاتم / في «علل الحديث» (ج2 ص407)، وهو يصحح رواية: مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وغيرهما عن خبيب بن عبد الرحمن: (والصحيح: عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة عن النبي r [بلفظ: في ظل الله تعالى]). اهـ

* ويؤيده: حديث؛ أبي هريرة t، عن النبي r قال: (سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل؛ إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه).

أخرجه البخاري في «صحيحه» واللفظ له (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، والترمذي في «سننه» (2551)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص439)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص99)، وابن الدبيثي في «ذيل مدينة السلام» (ج3 ص77)، وابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين» (ج3 ص1349)، والعلائي في «بغية الملتمس» (ص128)، وفي «إثارة الفوائد» (ج1 ص445)، وابن خزيمة في «صحيحه» (358)، والطيالسي في «المسند» (2462)، وابن منده في «التوحيد» (ج3 ص191 و192)، والإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص341)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج1 ص442)، وابن اللتي في «مشيخته» (ص512)، والسمعاني في «المنتخب من معجم الشيوخ» (ج1 ص245)، والمؤيد الطوسي في «زيادته على حديث يزيد بن حبيب» (ص89)، وأبو القاسم القشيري في «الرسالة القشيرية» (ص459)، وابن المستوفي في «تاريخ إربل» (ص100)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج2 ص103 و104)، وأبو القاسم ابن نصر الدمشقي في «الفوائد» (ص51)، والدارقطني في «غرائب مالك» (ق/5/ط)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص87)، وفي «الأربعين الصغرى» (ص86)، وفي «الآداب» (ص148 و506)، وفي «الأسماء والصفات» (798)، وابن بشران في «الأمالي» (ج1 ص250)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج2 ص340)، وابن المهتدي في «المشيخة» (ص88)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص209)، وابن المبارك في «الرقائق» (ج2 ص646)، وفي «المسند» (ص41)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص157)، وفي «ذم الهوى» (ص193)، وفي «التبصرة» (ص648)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص461)، وفي «المجتبى» (ج8 ص222)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج2 ص131 و132)، وابن الغساني في «الأمالي» (2)، وابن حبان في «صحيحه» (7338)، والبغوي في «شرح السنة» (470)، وفي «مصابيح السنة» (ج1 ص282)، والحدثاني في «الموطأ» (ص538)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص280)، والجوهري في «مسند الموطأ» (325)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج4 ص441)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5844) من طريق خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج2 ص519 و617).

فالشيخان: قد أخرجا، هذا الحديث من رواية: الجماعة، ولم يأت في هذه الرواية، تعيين الظل، بـ«ظل العرش».

والرواية هذه، هي المحفوظة، لكون الحفاظ لم يختلفوا فيها، بأن الظل، هو: «ظل الله تعالى»، وهذا يوجب الحكم على زيادة: «ظل العرش» بالنكارة.

ويؤيده أيضا: حديث أبي اليسر t، قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3006)، وابن ماجه في «سننه» (2419)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص427)، والدارمي في «المسند» (2588)، وابن حبان في «صحيحه» (5044)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص552 و553)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1914)، و(1917)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3815)، و(3816)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (460)، والطبراني في «المعجم الكبير» (372)، و(377)، وفي «المعجم الأوسط» (4537)، و(5022)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص28 و29)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص357)، وفي «شعب الإيمان» (11248)، وفي «الأربعين الصغرى» (158)، والشاشي في «المسند» (523)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ص62)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (378)، وابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (100)، والخطيب في «الأسماء المبهمة» (ص54)، وفي «تلخيص المتشابه» (ج2 ص624)، والمخلص في «المخلصيات» (ج3 ص73)، وابن أخي ميمي في «الفوائد» (ص112)، والديلمي في «الفردوس» (ج3 ص568)، والعراقي في «قرة العين» (ص55)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص49)، والمراغي في «مشيخته» (ص214)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص19 و20)، وفي «معرفة الصحابة» (5819)، ومحمد بن عاصم في «جزء حديثه» (8)، والبغوي في «شرح السنة» (2142)، وفي «مصابيح السنة» (ج2 ص341)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص404)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص101 و102)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص280)، والواحدي في «الوسيط» (ج1 ص399)، وعبد الغني المقدسي في «الغوامض والمبهمات» (ص64)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (ج12 ص4443)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج5 ص99)، والبخاري في «الأدب المفرد» (187)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص298)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج4 ص484)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص470)، وأبو القاسم ابن منده في «المستخرج من كتب الناس للتذكرة» (ج1 ص111)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل الأعمال» (ص377)، وفي «المنتقى من الأحاديث الصحاح» (53) من طرق عن أبي اليسر t ... وذكره بألفاظ عندهم متقاربة، ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص543).

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظل» (ص153).

قلت: وهذه الأحاديث تدل على أن: «الظل» أضيف إلى الله تعالى، فهو صفة لله تعالى؛ أي: فهو له «ظل» يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته.

* والنبي r ذكر: «الظل» لله تعالى، ولم يتعرض له بتأويل، ولا تفسير بمثل: تعطيل المعطلة، أو تأويلهم.

* وكذلك الصحابة y: رووا هذه الأحاديث، وسكتوا عنها، ولم يخوضوا فيها بتأويل، أو تفسير بخلاف السنة، أو بخلاف لغة العرب.

وأخرجه البزار في «المسند» (8182) من طريق محمد بن المثنى، وعمرو بن علي قالا: أخبرنا يحيى بن سعيد قال: نا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة في ظل العرش يظلهم الله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

* وقد أعله البزار بقوله: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ يعني: بزيادة «ظل العرش»- إلا من هذا الوجه، بهذا الإسناد.

قلت: والظاهر أن ذكر لفظ: (في ظل العرش)، في هذا الإسناد غلط، ودخل الوهم فيه؛ فإن في «الصحيحين»: (في ظل الله تعالى)، ولفظهما أصح، وهو المحفوظ عند الحفاظ؛ من رواية: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وحماد بن زيد، والمبارك بن فضالة، والقعنبي وغيرهم. ([75])

فوجب الأخذ بهذا اللفظ: (في ظل الله تعالى)، وترك لفظ: (في ظل عرشه)؛ لأنه لم يثبت عن النبي r.

قلت: والخطأ من أبي بكر البزار الحافظ، فإنه يخطئ في الإسناد، والمتن: أحيانا؛ لأنه يحدث من حفظه، فيهم([76]): فوهم في ذكره زيادة: «في ظل العرش».

فأخرجه مسلم في «صحيحه» (1031) من طريق زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى كلاهما: عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، ولم يذكر: «ظل العرش».

قلت: فيقدم حديث مسلم، لأنه أحفظ وأثبت، على حديث البزار، لتفرده بلفظ: «ظل العرش»، فأخطأ.

* وقد أنكر الحافظ النسائي، على البزار أحاديث. ([77])

قال الحافظ الدارقطني في «السؤالات: للحاكم» (ص64): (أحمد بن عمرو البزار: يخطئ في الإسناد والمتن، حدث بالمسند: بمصر حفظا ينظر في كتب الناس، ويحدث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة، يتكلمون فيه، جرحة أبو عبد الرحمن النسائي).

وقال الحافظ الدارقطني في «السؤالات: للسهمي» (ص121): (أحمد بن عمرو البزار: ثقة، يخطئ كثيرا، ويتكل على حفظه).

وقال عنه الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص267): (أحمد بن عمرو الحافظ أبو بكر البزار: صاحب المسند الكبير؛ صدوق مشهور؛ قال أبو أحمد الحاكم: «يخطئ في الإسناد، والمتن» يروي عن الفلاس، وبندار، والطبقة، وقال الحاكم سألت: الدارقطني عنه؛ فقال: «يخطئ في الإسناد، والمتن: حدث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس، ويحدث من حفظه، ولم يكن معه كتب فأخطأ في أحاديث كثيرة، جرحه النسائي»؛ وهو ثقة: «يخطئ كثيرا»).اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (ج1 ص238): (وقال أبو الشيخ: وغرائب حديثه، وما ينفرد به كثير، وقال حمزة السهمي، عن الدارقطني: كان ثقة يخطئ كثيرا، ويتكل على حفظه).اهـ

قلت: وقد سبق أن بينت أن رواية: محمد بن المثنى، عند مسلم: هي المحفوظة، وقد توبع عليها، دون ذكر: «ظل العرش»، وقد صححها الحافظ مسلم، وغيره.

* ورواه عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد أن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم حدثه عن جده أبي أبيه عن أبي هريرة t عن رسول الله r أنه قال: (ستة يظلهم الله تعالى في ظل عرشه يوم لا ظل؛ إلا ظله).

أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج15 ص71).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عبد الله بن صالح المصري، في حفظه شيء، وهو كثير الغلط([78])، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين؛ إلا في هذا السند أيضا انقطاعا بين عبيد الله بن عمر، وبين جده حفص، وقوله: «ستة يظلهم الله»، زيادة شاذة، والصواب: «سبعة يظلهم الله»، وزيادة: «ظل عرشه»، منكرة لا تصح في الحديث، وأنكر الإمام أحمد عليه أحاديث.

قلت: فأخطأ عبد الله بن صالح المصري، في ذكره، الزيادة: «ظل عرشه»، ووهم في الإسناد أيضا، وهذه الزيادة من تخاليطه.

قال الحافظ ابن حبان في «المجروحين» (ج2 ص40) عن عبد الله بن صالح: (منكر الحديث جدا، روى عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات).

وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص1525): (هو عندي مستقيم الحديث: إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده، ومتونه غلط).

وقال الحافظ الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص400): (عبد الله بن صالح كاتب الليث: كبير، لكنهم لم يتفقوا عليه، لأحاديث رواها يخالف فيها).

وقال الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» (ج1 ص352): (صالح الحديث: له مناكير).

وقال الحافظ ابن حجر في «هدي الساري» (ص414): (ظاهر كلام: هؤلاء الأئمة، أن حديثه في الأول: كان مستقيما، ثم طرأ عليه فيه تخليط).

* وسئل الحافظ الدارقطني / في «العلل» (ج8 ص311)؛ عن حديث روي عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r: «سبعة يظلهم الله عز وجل في عرشه يوم لا ظل؛ إلا ظله» الحديث، فقال: (يرويه خبيب بن عبد الرحمن: واختلف عنه:

فرواه: مالك بن أنس، وعبد الله بن عمر العمري، عن خبيب، عن حفص، عن أبي سعيد، أو أبي هريرة، بالشك، عن النبي r.([79])

 ورواه: عبيد الله بن عمر، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة t وحده؛ واختلف عن عبيد الله:

فرواه: حماد بن زيد، ويحيى القطان، وأبو ضمرة أنس بن عياض، عن عبيد الله عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة t مرفوعا إلى النبي r.([80])

ووقفه: جرير بن حازم عن عبيد الله عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة t قوله.

ورواه: حماد بن سلمة، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة t قوله.

والصحيح: قول حماد بن زيد، ويحيى، ومن تابعهما، عن عبيد الله.

وكذلك رواه: مبارك بن فضالة، عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r.

ورواه: عوف الأعرابي عن ابن سيرين عن أبي هريرة t عن النبي r، تفرد به عثمان بن الهيثم عن عوف).اهـ

* فالحفاظ الذين رووه، عن النبي r، لم يذكروا: «في ظل العرش»، ولم يقل أحد منهم: إن النبي r قال: «في ظل العرش».

* وحديث مبارك بن فضالة، الذي أشار عليه الدارقطني في «العلل» عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (سبعة في ظل الله يوم لا ظل؛ إلا ظله... الحديث).

أخرجه الطيالسي في «المسند» (2462)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج12 ص239)، والإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص340 و341)، والطبراني في «الدعاء» (1884)، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (16).

ومبارك بن فضالة توبع، دون ذكره زيادة: «ظل العرش».

قلت: ومثل هذا مما يحتمل في المتابعات، فقد روى مبارك بن فضالة هنا ما وافق الثقات، فصح حديثه.

* ورواه حميد بن زنجويه نا يعلى بن عبيد نا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله يوم القيامة، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

أخرجه البغوي في «شرح السنة» (ج8 ص198)؛ دون ذكر: «في ظل عرشه».

قلت: وهذا سنده واه، بهذا الإسناد، فيه يحيى بن عبيد الله القرشي([81])، وهو متروك الحديث، كما في «التقريب» لابن حجر (ص1061).

قال الإمام أحمد في «العلل» (ج1 ص389)، عنه: (منكر الحديث، ليس بثقة).([82])

وقال الإمام أحمد: (أحاديثه مناكير). ([83])

وقال الإمام أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص168): (ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا).

وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان: (ضعيف الحديث). ([84])

قلت: وهذا الحديث، بزيادة: «ظل العرش» قد اختلف في أسانيده، وهذا الاختلاف يدل على أنه لا يصح، وهو يقدح في صحة هذه الزيادة.

فالأحاديث التي ذكرت زيادة: «في ظل العرش»، غير محفوظة.      

قال الحافظ السخاوي في «تخريج أحاديث العادلين» (ص145): (حديث أبي هريرة، رفعه: «سبعة يظلهم الله في ظله» الحديث، أورده من ثلاثة أوجه: فأما رواية، حفص بن عاصم: فاتفق الشيخان، على إيرادها في «صحيحيهما»، من حديث: يحيى بن سعيد القطان، والبخاري، فقط من حديث عبد الله بن المبارك، كلاهما: عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بها).اهـ

وحديث: عبد الله بن المبارك([85])، الذي أشار إليه السخاوي، أخرجه البخاري في «صحيحه» (6806)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص461)، وفي «المجتبى» (ج8 ص222)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص65)، وفي «الأربعين الصغرى» (55)، و(56)، وفي «الدعوات الكبير» (15)، وفي «الآداب» (1142)، وابن حبان في «صحيحه» (4469) من طريق عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله، يوم لا ظل؛ إلا ظله). دون ذكر الزيادة: «في ظل عرشه»، فهي: شاذة، بلا شك.

والحديث هذا: أخرجه عبد الله بن المبارك في «المسند» (80)، وفي «الزهد» (1342).

وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص252)، وفي «الدعاء» (1884) من طريق القعنبي نا سعيد بن الأبيض عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

وإسناده حسن.

قلت: ومن الرواة من يذكر، فيكون المعدود: «ستة»، ومنهم: من يذكر: «سبعة»، ومنهم: من يذكر: «ثمانية»، في الخصال الموجبة للظلال.

وهذا من الاختلاف في المتن أيضا، فلا يوافق من حيث العدد، والترتيب الذي ذكر في «الصحيحين»، ومنهم: من يقدم في الخصال، ويؤخر، وهذا يدل على عدم الضبط.

قلت: وهذا التخريج، لم تراه في أي: كتاب، بذكر الأسانيد والمتون، والاضطراب فيها، والاختلاف.

* وهذا لم يتوصل إليه الشيخ الألباني /، ولم يقع عليه بمثله، وقد فاته هذا التخريج في حياته، والحمد لله رب العالمين.

والحاصل: فإن مذهب الأئمة النقاد في تطبيقاتهم العلمية الحديثية في إعلال الأحاديث، وردها: أنهم كانوا في ذلك المرجع عندهم: إلى مقارنة الروايات بعضها ببعض، وجمع طرق الحديث الواحد حتى يتبين موضع الخلل فيه، ومعرفتهم بأصول الرواة، وشيوخهم، وتلاميذهم، وغير ذلك، ثم يحكمون على الحديث. ([86])

2) وعن عبد الرحمن بن عوف البصري([87]) -لا يعرف- قال: قال رسول الله r: (ثلاثة تحت العرش يوم القيامة، القرآن يحاج العباد، والأمانة، والرحم تنادي: ألا من وصلني: وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).

حديث منكر

أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (ج2 ص295 و296)، والعقيلي في «الضعفاء» (ج4 ص5)، وأبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج3 ص653 و654)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (ج4 ص49 و50)، والشجري في «الأمالي الخميسية» (ج2 ص130)، والبغوي في «شرح السنة» (ج13 ص22)، وفي «معالم التنزيل» (ج4 ص311)، ومحمد بن عثمان في «العرش» (66)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج1 ص128)، وابن جرير في «تهذيب الآثار» (172)، والبرتي في «مسند عبد الرحمن بن عوف»([88]) (28)، و(39)، والمروزي في «قيام الليل» (ص180)، ويوسف بن عبد الهادي في «هداية الإنسان» (ق/ 99/ ط) من طرق عن كثير بن عبد الله اليشكري حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه به، وفي بعض ألفاظها اختلاف.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه كثير بن عبد الله اليشكري، ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص217)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج7 ص154)، ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلا، فهو: مجهول الحال. ([89])

وأورده ابن حجر في «لسان الميزان» (ج5 ص544)؛ مشيرا إلى ضعفه.

وبه أعله المناوي في «فيض القدير» (ج3 ص317)؛ بقوله: «وفيه كثير بن عبد الله اليشكري: متكلم فيه».

وأما ابن حبان: فذكره في «الثقات» (ج7 ص354)، على قاعدته في توثيق المجاهيل، فهو في عداد المجهولين.

* والحسن بن عبد الرحمن بن عوف القرشي، ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» (ج2 ص295 و296)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج3 ص23)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، فهو: مجهول الحال.

* فالحسن بن عبد الرحمن بن عوف، هذا بصري، مجهول، وليس ابنا للصحابي عبد الرحمن بن عوف الزهري t، فتنبه.

وبه أعله الشيخ الألباني في «الضعيفة» (ج3 ص511)؛ بقوله: «الحسن بن عبد الرحمن: لا يعرف».

* وعبد الرحمن بن عوف البصري هذا، قال عنه أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج3 ص23)، في ترجمة: ابنه الحسن بن عبد الرحمن: (وليس هو: بابن عبد الرحمن بن عوف الزهري([90])، لكنه آخر: بصري، روى عن أبيه، روى عنه: كثير بن عبد الله اليشكري).

* وفرق ابن حجر في «الإصابة» (ج6 ص211 و213)؛ بين: «عبد الرحمن بن عوف الزهري»، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وبين: «عبد الرحمن بن عوف البصري» هذا.

* وعبد الرحمن بن عوف البصري هذا لا يعرف.

قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (ج6 ص313): (عبد الرحمن بن عوف: آخر، فرق أبو حاتم، بينه، وبين الزهري).

وقال الحافظ العقيلي في «الضعفاء» (ج4 ص5): «لا يصح إسناده».

وقال الحافظ الذهبي في «العلو» (ص51): «هذا حديث منكر».

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في «الضعيفة» (ج3 ص510).

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج7 ص500)، والهندي في «كنز العمال» (ج15 ص344).

3) وعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة).

حديث موضوع

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص448)، وأبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج3 ص587)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص109)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص68 و69)، وأبو شجاع الديلمي في «الفردوس» (ج2 ص78) من طريق يحيى بن شبيب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك t به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه يحيى بن شبيب اليمامي، وهو منكر الحديث، لا يحتج به: بحال من الأحوال، قال الخطيب: روى أحاديث باطلة.([91])

قال ابن حجر: هذا حديث غريب.

وقد أعله الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص109)؛ بقوله: (تفرد به يحيى بن شبيب، وهو منكر الحديث، متهم عند الأئمة).

وقال الشيخ الألباني في «الضعيفة» (ج5 ص426): «وهذا إسناد موضوع، آفته: يحيى بن شبيب».

وقال الشيخ الألباني في «ضعيف الترغيب والترهيب» (ج1 ص547): «فيه: يحيى بن شبيب؛ روى الموضوعات».

وقال الشيخ الألباني في «ضعيف الجامع» (ص368)؛ بعد عزوه، للأصبهاني، والديلمي: «وهو موضوع».

وقال الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص109): (وأكثر الأحاديث الواردة، في هذا الباب؛ أعني: الإظلال، ضعيف).

* والحديث ضعفه ابن المنذر في «الترغيب والترهيب» (ج2 ص585).

وأخرجه أبو الشيخ في «الثواب» (ص88-تمهيد الفرش)، وأبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج3 ص655)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (2527)، وأبو شجاع الديلمي في «الفردوس» (ج2 ص99) من طريق الهيثم بن جماز عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة، يوم لا ظل؛ إلا ظله: واصل الرحم، يزيد الله من رزقه، ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها، وترك عليها أيتاما صغارا، فقالت: لا أتزوج، أقيم على أيتامي، حتى يموتوا، أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاما، فأضاف ضيفه، وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم، والمسكين، فأطعمهم لوجه الله).

حديث واه

قلت: وهذا سنده واه، فيه الهيثم بن جماز الحنفي، ضعفه ابن معين، وترك حديثه: أحمد، والنسائي، وغيرهما. ([92])

* ويزيد بن أبان الرقاشي، قال عنه النسائي: «متروك»، وقال أحمد: «منكر الحديث»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال ابن حجر: «ضعيف».([93])

وقال السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص88): «هذا حديث غريب».

وذكره السيوطي في «الجامع الكبير» (ج15 ص816)، وفي «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص161).

وأورده البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج8 ص186)؛ ثم قال: (رواه أبو الليث السمرقندي، في كتاب: «تنبيه الغافلين» بغير إسناد، ولم أقف له على أصل).

وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج3 ص375 و376)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص305)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص75) من طريق أبي أيوب الخبائري ثنا سعيد بن موسى ثنا رباح بن زيد عن معمر عن الزهري عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (إن الله تعالى، قال: لموسى عليه السلام، إن أحببت أن تسكن في ظل عرشي، يوم لا ظل؛ إلا ظلي، فكن لليتيم كالأب الرحيم، وكن للأرملة، كالزوج العطوف).

حديث موضوع

قلت: وهذا سنده ساقط، فيه سليمان بن سلمة أبو أيوب الخبائري، وهو متهم بالكذب، قال عنه أبو حاتم: «متروك لا يشتغل به»، وقال النسائي: «ليس بشيء»، وقال ابن الجنيد: «كان يكذب».([94])

* وسعيد بن موسى، قال عنه الخطيب: «مجهول»، واتهمه ابن حبان بالوضع.([95])

وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الزهري، لم نكتبه، إلا من حديث: رباح عن معمر، ورباح فمن فوقه عدول، والخبائري: في حديثه، لين، ونكارة».

وقال الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ج1 ص305): «إسناده ضعيف جدا، بل موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته: أبو أيوب الخبائري».

وأخرجه أبو شجاع الديلمي في «الفردوس»؛ مطولا: (ج5 ص461 و462)، وأبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج4 ص417)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص126) من طريق محمد بن عمر الصوفي ثنا إبراهيم ثنا الحسين ثنا إسماعيل بن أبي زياد عن أبان عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (يؤتى يوم القيامة بالمتقاعسين وهم: أطفال المؤمنين- اشتد عليهم الموقف، فيتصايحون، فيقول: يا جبريل، أظلهم تحت ظل عرشي، فيظلهم).

حديث باطل

قلت: وهذا سنده مظلم، فيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي، وهو متهم بالكذب.([96])

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص139): «متروك، كذبوه».

وقال الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص33): (كذاب).

* وأبان بن أبي عياش البصري، متروك الحديث.

قال عنه عمرو بن علي: «متروك الحديث»، وقال أحمد: «متروك الحديث»، وقال مرة: «منكر الحديث»، وقال ابن معين: «ليس حديثه بشيء»، وقال أبو حاتم: «متروك الحديث»، وقال النسائي: «متروك الحديث»، وقال ابن حجر: «متروك».([97])

وإسناده أيضا؛ فيه: «مجاهيل»، فلا يحتج به.

وأخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج6 ص150 و151) من طريق أبي الجهم الأزرق بن علي عن يحيى بن أبي كثير عن عباد بن كثير الثقفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك t قال: وذكر حديثا مرفوعا، طويلا، جاء فيه: (إن المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه، خاض في الرحمة إلى حقويه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة، وغمرت المريض الرحمة، وكان المريض في ظل العرش، وكان العائد في ظل قدسه).

حديث باطل

قلت: وهذا سنده تالف، فيه عباد بن كثير الثقفي، وهو متروك الحديث. ([98])

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص482): «متروك، قال أحمد: روى أحاديث كذب».

وقال الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (ج2 ص104): «تركوه».

وبه أعله الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (ج2 ص345)؛ بقوله: (تفرد به عباد بن كثير، وهو واهي، وآثار الوضع لائحة عليه).

وبه أعله الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج2 ص295)؛ بقوله: (ضعيف الحديث، متروك لغفلته).

4) وعن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله r: (ثلاث من كن فيه أظله الله تحت عرشه يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث ضعيف جدا

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (148)، وأبو الشيخ في «الثواب» (ص108-الأمالي المطلقة)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص108)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص67) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال حدثني أبي عن أبي بكر بن المنكدر عن جابر بن عبد الله t به.

قلت: وهذا سنده منكر فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو متهم بوضع الحديث([99])، قال أبو داود: «شيخ منكر الحديث».

وقال ابن حجر في «التقريب» (ص490): «متروك، ونسبه؛ ابن حبان: إلى الوضع».

وقال ابن حجر: هذا حديث غريب.

وقد أعله الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص108)؛ بعبد الله بن إبراهيم الغفاري بقوله: «وهو ضعيف جدا».

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في «ضعيف الجامع» (2547).

وذكر السيوطي في «الجامع الكبير» (ج15 ص809).

وعن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله r: (من أطعم الجائع حتى يشبع، أظله الله تحت ظل عرشه).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «مكارم الأخلاق» (ص164)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص110) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري يعني عن أبيه- عن أبي بكر بن المنكدر عن جابر بن عبد الله t به.

قلت: وهذا سنده كسابقه منكر، فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف جدا، قال عنه الدارقطني: «حديثه منكر»، وقال الساجي: «منكر الحديث»، وقال أبو داود: «شيخ منكر»، وقال الحاكم: «روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة، لا يرويها غيره».([100])

وقال ابن حجر: هذا حديث غريب.

وذكره الزرقاني في «شرح الموطأ» (ج4 ص345).

وأخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (4589)، وابن أبي حاتم في «علل الحديث» (ج1 ص387 و388) من طريق هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عباس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي قتادة، وجابر بن عبد الله y؛ أن النبي r قال: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، وأن يظله تحت عرشه، فلينظر معسرا).

قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج4 ص134): «رجاله رجال الصحيح».

قلت: له علة خفية.

قال الحافظ ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (ج1 ص388)؛ عقبه: (قال أبي: هذا حديث باطل؛ كذب، قد أدخل على هشام).

قلت: وإسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم([101])، وسهيل بن أبي صالح ليس بشامي، وهو مدني، صدوق تغير حفظه بآخره([102])، روى له البخاري مقرونا وتعليقا.

فهو حديث منكر.

5) وعن أبي أمامة t قال: قال رسول الله r: (ثلاثة في ظل العرش: رجل حيثما توجه علم أن الله معه، ورجل يحب الناس بجلال الله، ورجل دعته امرأة إلى نفسها، فتركها من خشية الله).

حديث واه

أخرجه أبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» (ج3 ص656 و657)، والطبراني في «الجامع الكبير» (ج8 ص240)، وأبو شجاع الديلمي في «الفردوس» (ج2 ص100) من طريق بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة t به.

قلت: وهذا سنده تالف، فيه بشر بن نمير القشيري، وهو متروك.

قال عنه أحمد: «منكر الحديث»، وقال ابن حجر: «متروك، متهم»، وقال الدارقطني: «متروك»، وقال البخاري: «منكر الحديث».([103])

وقال الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص49): (بشر بن نمير: عن القاسم أبي عبد الرحمن، متروك عندهم).

وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل» (ج2 ص7): (وعامة ما يرويه، عن القاسم، وعن غيره، لا يتابع عليه، وهو ضعيف).

وقال الحافظ البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج3 ص16): (في حديثه: مناكير، واضطراب).

وبه أعله الحافظ السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص89)؛ بقوله: «وبشر بن نمير: متروك».

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج8 ص286)؛ ثم قال: (رواه الطبراني في «الكبير»، وفيه بشر بن نمير، وهو متروك).

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص161)؛ وضعفه.

6) وعن ابن عمر قال: قال رسول الله r: (ثلاثة يتحدثون في ظل العرش؛ آمنين، والناس في الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له، ورجل لم ينظر إلى ما حرم عليه).

حديث باطل

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص144) من طريق إبراهيم بن فهد حدثنا غسان بن مالك السلمي حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن محمد بن رستم عن ابن عمر به.

قلت: وهذا سنده واه، فيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، وهو متهم بالكذب.([104])

قال الحافظ البخاري في «الضعفاء» (ص296): «تركوه».

وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص756): «عنبسة بن عبد الرحمن الأموي: وهذا متروك، رماه أبو حاتم بالوضع».

وقال الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص308): «عنبسة بن عبد الرحمن الأموي: متهم، متروك».

وبه أعله الحافظ السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص95)؛ بقوله: «وعنبسة القرشي، متروك، متهم».

وذكر السيوطي في «الجامع الكبير» (ج5 ص818)، وفي «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص163).

والحديث ضعفه السيوطي في «الجامع الصغير» (ج3 ص334).

وعن عبد الله بن عمر ؛ أن رجلا من الأنصار كان له ابن يروح إذا راح النبي r؛ وفيه: (أوما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه تحت العرش).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج10 ص3440) من طريق عبد الله بن مسلم حدثنا إبراهيم بن عبيد عن عبد الله بن عمر به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه إبراهيم بن عبيد الأنصاري، لم يسمع من ابن عمر، وهو لين الحديث، وغير مشهور بالحديث. ([105])

* وعبد الله بن مسلم أبو طيبة السلمي، له أوهام، لا يحتج به. ([106])

قال الحافظ أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج5 ص165): «يكتب حديثه، ولا يحتج به».

وذكر الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج7 ص149)؛ ثم قال: «يخطئ، ويخالف».

وذكر الحافظ ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (ج2 ص141)، والذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص228).

وقال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص504): «صالح الحديث».

* والحديث أورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص10)؛ بلفظ: «أما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم، يلاعبه تحت ظل العرش»([107])، ثم قال: (رواه الطبراني في «الكبير» من حديث: إبراهيم ابن عبيد، في التابعين، وهو ضعيف، وبقية رجاله: موثقون).

وذكر السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص125)، قال: «أخرج الطبراني في «الكبير»؛ بسند رجاله ثقات»، وفيه نظر.

وأورده السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص165).

7) وعن أبي قتادة t قال: سمعت رسول الله r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

                                                      حديث منكر؛ بهذا اللفظ، وبلفظ: «ظل العرش».

* اختلف في هذا الحديث:

* رواه يونس بن محمد، وعفان بن مسلم، قالا: حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي قتادة t قال: سمعت رسول الله r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر

أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص300)، بدون ذكر القصة.

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص153)، والمنذري في «الترغيب والترهيب» (ج2 ص37).

قلت: وهذا سنده ضعيف، لانقطاعه: بين محمد بن كعب القرظي، وبين أبي قتادة؛ فإنه لم يسمع منه، فهو مرسل؛ بل أرسل عن كثير من الصحابة y.

* وروى عنه: الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج4 ص1860)؛ حديثا واحدا؛ في كتاب: «التفسير» لسورة: «المنافقين»؛ عن زيد بن أرقم t.([108])

قال أبو نصر الكلاباذي / في «رجال صحيح البخاري» (ج2 ص675)؛ عن كعب القرظي: (سمع: زيد بن أرقم، روى عنه: الحكم بن عتيبة في تفسير: «سورة المنافقين»). اهـ

* فلم يرو عنه: الحافظ البخاري؛ إلا ما سمع فقط.

وكذا: روى له الحافظ مسلم؛ حديثا، واحدا، عن أبي صرمة، مالك بن قيس t.

قال الحافظ ابن منجويه / في «رجال صحيح مسلم» (ج2 ص204): (روى عن: أبي صرمة في: «الرحمة» -يعني: في صحيح مسلم-، روى عنه إبراهيم بن عبيد بن رفاعة). اهـ

* لم يرو عنه: الحافظ مسلم؛ إلا ما سمع فقط.

بل قال الحافظ البيهقي / في «السنن الكبرى» (ج2 ص279): (محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس : مرسل). اهـ

قلت: وأبو قتادة توفى قبل: ابن عباس، فإذا لم يسمع من ابن عباس، وهو متأخر الوفاة، فمن باب أولى أنه لم يسمع من كثير من الصحابة، كما ذكر أئمة الجرح والتعديل.([109])

وذلك؛ فإن حديثنا هذا، لم يصرح بالسماع، مما يتبين بأنه: مرسل، فلا يحتج به.

وقال الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج1 ص216): (وكان أبوه:([110]) ممن لم ينبت يوم: «قريظة» ([111]) فترك، ثم ساق؛ بإسناده عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت عبد الله بن مسعود، فذكر حديثا، ثم قال: لا أدري أحفظه أم لا). اهـ

وذكره الذهبي في «السير» (ج5 ص67).

قلت: وهذا يدل على أنه لم يسمع من ابن مسعود t، والتصريح بالسماع منه؛ فإنه غلط.([112])

قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج5 ص66)؛ عن محمد القرظي: (وهو يرسل كثيرا، ويروي عمن لم يلقهم.

فروى عن: أبي ذر، وأبي الدرداء، وعلي، والعباس، وابن مسعود، وسلمان، وعمرو بن العاص.

ويروي عن: رجل، عن أبي هريرة). اهـ

قلت: وحماد بن سلمة البصري ساء حفظه لما كبر، فيخطئ ويخالف أحيانا([113])؛، فوهم في ذكر زيادة: «في ظل العرش»، والصحيح: «في ظل الله تعالى».

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص269) عن حماد بن سلمة: «وتغير حفظه بآخره».

والحديث هذا: أعله الحافظ أبو حاتم في «العلل» (ج2 ص407)، بسبب: وهم، حماد بن سلمة فيه.

وقال الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» (ج1 ص189): (حماد بن سلمة: إمام ثقة، له أوهام وغرائب، وغيره أثبت منه).

وقال الحافظ البيهقي / في «السنن الكبرى» (ج4 ص93): (وحماد بن سلمة، وإن كان من الثقات؛ إلا أنه ساء حفظه في آخر عمره؛ فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به، عن قيس بن سعد([114])؛ خاصة: وأمثاله). اهـ

قلت: وإذا كان الأمر كذلك، فلا يحتج به بما يخالف فيه الثقات.

* فاتفاق الحفاظ الثقات على الرواية، دون ذكر زيادة: «في ظل عرشه»، دليل على شذوذها.([115])

وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج2 ص50)؛ عن حماد بن سلمة: (لما طعن([116]) في السن ساء حفظه، فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه... فالاحتياط لمن راقب الله أن لا يحتج بما يجد في أحاديثه، مما يخالف الثقات).

وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج4 ص210): (ساء حفظه في آخر عمره، فالحفاظ: لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به).

قلت: فحماد بن سلمة، الراوي: لهذا الحديث؛ غير محتج به في هذا الحديث، لمخالفته: للثقات الحفاظ.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث؛ الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).

وهذا الإسناد: أعله نقاد الحديث؛ بأن حمادا، وهم في ذكره، الزيادة: «في ظل عرشه».

قلت: فهذه الزيادة: «في ظل عرشه»، لم تذكر في خبر، بإسناد صحيح.

* ولا يقال: هذه زيادة الثقة؛ فهي مقبولة، لما تقرر في أصول الحديث: أن القبول مشروط، بما إذا لم يخالف الثقة من هو أوثق منه.([117])

قال الحافظ ابن حجر / في «نخبة الفكر» (ص97): (وزيادة راويهما مقبولة، ما لم تقع منافية([118]) لمن هو أوثق.

فإن خولف بأرجح فالراجح: المحفوظ، ومقابله: الشاذ). اهـ

قلت: وهذا الشرط مفقود هنا؛ فإن حماد بن سلمة، وإن كان من رجال مسلم؛ فهو بلا شك: دون الحفاظ في الحفظ، وهذا ظاهر.

* وإذا تبين لك هذا؛ عرفت أن مخالفة: حماد، للحفاظ الثقات، في هذا الحديث، بزيادة: «في ظل عرشه» غير مقبولة؛ لأنها منافية، لمن هو أوثق منه، فهي زيادة شاذة.

* ومما يؤيد هذا: قول الحافظ ابن رجب في «شرح العلل الصغير» (ج1 ص414)؛ في ترجمة حماد بن سلمة: (وفصل: القول في رواياته: أنه من أثبت الناس في بعض شيوخه الذين لزمهم؛ كثابت البناني، وعلي بن زيد، ويضطرب في بعضهم الذين لم يكثر ملازمتهم: كقتادة، وأيوب، وغيرهما). اهـ

قلت: ومما لا يخفى على المطالع، كتب التراجم، يرى أن رواية: حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، من الروايات القليلة النادرة، فليس هو من الملازمين له، فافهم لهذا.

* وقد ثبت عنه r، أنه قال: «سبعة في ظل الله عز وجل»، ولم يذكر r: «في ظل عرشه».

* فحماد بن سلمة: تغير حفظه بآخره، فلا تقوى طريقه أمام: رواية، من روى الحديث، بدون زيادة: «في ظل عرشه»، وقد أصاب الإمام أبو حاتم في «العلل» (ج2 ص407)، في تخطئته. ([119])

قال الإمام النووي في «المجموع» (ج3 ص408): (وقد علم من قاعدة المحدثين، وغيرهم، أن ما خالف الثقات، كان حديثه، شاذا، مردودا).اهـ

وقال الشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص125): «إسناده صحيح»، وفيه نظر، لضعف الإسناد، كما سبق.

* ورواه يونس بن محمد، وحده: عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن أبي قتادة t قال: سمعت النبي r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، لكان في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص553 و554)؛ بدون ذكر القصة.

* وأورده البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج4 ص324)؛ بهذا الإسناد.

قلت: فلفظ: «في ظل العرش»، وهم؛ فإن حماد بن سلمة ثقة، إلا أنهم: تكلموا في حفظه، وتفرد بأحاديث، لم يتابع عليها من الثقات والحفاظ؛ كما سبق.

* فحديثه هذا شاذ، بهذا اللفظ، وقد اجتمع، مع هذا الشذوذ، الانقطاع بين محمد بن كعب، وبين أبي قتادة، فالإسناد ضعيف.

* ورواه عفان بن مسلم، وحده: عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي قتادة t قال: سمعت رسول الله r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر

أخرجه الدارمي في «المسند» (2589)، والبغوي في «شرح السنة» (ج8 ص199)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (11259)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص103)؛ بدون ذكر القصة.

قلت: ومدار هذا الحديث على حماد بن سلمة، وقد أخطأ بذكره زيادة: «في ظل العرش»، وخالف الثقات الأثبات، فشذ، وهو: مرسل أيضا، كما سبق.

وأورده السيوطي في «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش» (ص52)؛ بهذا الإسناد.

وقال البغوي: هذا حديث حسن.

وليس هو كما قال، لضعف الإسناد.

ولم يصححه الحافظ ابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص103).

* ورواه عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي: أن أبا قتادة t كان رجل عليه له دين، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبيء منه، فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه، فقال: نعم هو في البيت، يأكل خزيرة([120])، فناداه: يا فلان اخرج، فقد أخبرت أنك هاهنا، فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عني، قال: إني معسر: وليس عندي، قال: آلله إنك معسر، قال: نعم: فبكى أبو قتادة، ثم قال: سمعت رسول الله r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر؛ بلفظ: «ظل العرش».

أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص308)؛ بذكر القصة، وهذا الاضطراب في لفظ الحديث من حماد بن سلمة، ومحمد بن كعب لم يسمع من أبي قتادة؛ فهو: مرسل، وقد سبق.

* ورواه محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، أن أبا قتادة t كان له على رجل دين، فكان يأتيه يتقاضاه، فيختبيء منه، فجاء ذات يوم، فخرج صبي، فسأله عنه، فقال: نعم، هو في البيت، فناداه: يا فلان، اخرج، فإني قد أخبرت أنك هاهنا، فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عني؟ قال: إني معسر، وليس عندي شيء، فقال: آلله إنك لمعسر؟ قال: نعم، قال: فبكى أبو قتادة t، ثم قال: سمعت رسول الله r يقول: (من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر

أخرجه عبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (ج1 ص256)؛ بذكر القصة، مع اختلاف في اللفظ.

قلت: فغلط فيه حماد بن سلمة: ووهم في حديث أبي قتادة، بذكر: «ظل العرش»، وهي زيادة منكرة، وغير محفوظة.

وإذا ظهر لك ذلك، تبين لك شذوذها.

قلت: وفي متنه أيضا اختلاف، والمحفوظ منه، حديث: حماد بن زيد، وجرير بن حازم.

* فقد رواه حماد بن زيد، وهو ثقة ثبت حجة، فرواه بالقصة، وبدون زيادة: «في ظل العرش»([121])، وتابعه: جرير بن حازم، وهو ثقة ثبت، وسوف يأتي تخريجه.

* ورواه عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي أن أبا قتادة t: (كان له على رجل دين، فكان يأتيه يتقاضاه فيختبيء منه، فجاء ذات يوم، وثم صبي، فسأل عنه فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة، فناداه: يا فلان، اخرج إلي فإني قد أخبرت أنك ها هنا. فخرج إليه، فقال: ما يغيبك عني؟ فقال: إني معسر، وليس عندي شيء، قال: آلله، إنك معسر؟ قال: نعم، فبكى أبو قتادة t وقال: سمعت رسول الله r يقول: من ترك لغريمه، أو محا عن غريمه، كان في ظل العرش يوم القيامة).

أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج67 ص150)؛ بذكر القصة مع اختلاف في اللفظ.

وهذا من سوء حفظ حماد بن سلمة: يضطرب فيه.

وأخرجه الذهبي في «العلو» (245)؛ بهذا الإسناد، بدون ذكر القصة.

قلت: وحماد بن سلمة، وإن كان من أثبت الناس في ثابت البناني، وحميد الطويل؛ إلا أنه كان يهم في حديث غيرهما([122])، من ذلك، ما وهم في حديث: «ظل العرش».

وهذا مخالف: لما ثبت في «الصحيح» لمسلم، وأنه لم يذكر زيادة: «ظل العرش»، فهي شاذة، بهذا الإسناد.

قال الإمام مسلم في «التمييز» (ص218): (وحماد بن سلمة: يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت؛ -كحديثه هذا: عن أبي جعفر الخطمي، وأشباهه-، فإنه يخطئ في حديثهم كثيرا).

* ورواه الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن أبيجعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي قتادة t: أنه كان له على رجل دين، فكان يأتيه: يتقاضاه، فيغيب عنه، فجاءه ذات يوم، فسأل عنه صبيا، فقال: نعم، هو في البيت يأكل خزيرة، فناداه: يا فلان اخرج، فقد أخبرت أنك ها هنا: فخرج، فقال: ما غيبك عني، فقال: إني معسر، وليس عندي شيء، قال: فلا تفعل، سمعت رسول الله r: (من نفس عن غريمه... فذكره).

حديث منكر

أخرجه ابن منيع في «المسند» (ج4 ص324-إتحاف الخيرة)، وفيه هذه القصة، وهو مرسل.

قال البوصيري: «رواه مسلم في «صحيحه»، بغير هذا اللفظ، وباختصار من طريق عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه».

 * وخالف: حماد بن سلمة، حماد بن زيد، وجرير بن حازم، فروياه عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة؛ (أن أبا قتادة t، طلب غريما له، فتوارى عنه ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله؟ قال: فإني سمعت رسول الله r يقول: من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، فلينفس عن معسر، أو يضع عنه).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (1563)، وابن نجيح في «حديثه» (ق/7/ط)  من طريق حماد بن زيد، وجرير بن حازم، كلاهما: عن أيوب، بهذا الإسناد، وفيه القصة، دون ذكر: «ظل العرش».

وأخرجه ابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (ص86)، وابن عبد الهادي في «النهاية في اتصال الرواية» (ص210 و211) من طريق حماد بن زيد عن أيوب به، وفيه عنده القصة، دون ذكر: «ظل العرش».

وهذا أشبه بالصواب.

* وأيوب السختياني: ثقة، ثبت، إمام، حجة عن يحيى بن أبي كثير.

* ويحيى بن أبي كثير، قد أقام إسناده، ومتنه.

وأخرجه أبو عوانة في «المسند الصحيح» (5236)، و(5237)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3812)، و(3813)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج9 ص244)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص356، و357)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص266)، والبغوي في «شرح السنة» (2138)، وضياء الدين المقدسي في «المنتقى من الأحاديث الصحاح» (54) من طريق جرير عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه به.

وقال البغوي: «هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم».

قلت: وأيوب السختياني، ثقة، حافظ، ثبت: حجة.

* ورواه حماد بن زيد، وهو ثقة ثبت، من أثبت أصحاب أيوب السختياني، عن أيوب.

فرواية: حماد بن زيد، هي الصواب.

فرواه: بهذا اللفظ، وبالقصة، وبدون زيادة: «في ظل العرش».

وتابعه على هذا اللفظ: جرير بن حازم، وهو ثقة ثبت.

وقولهما: أشبه بالصواب.

فخالفهما: حماد بن سلمة في إسناده، ومتنه، فأخطأ.

* وحماد بن سلمة، لم يكن يعتمد على حفظه، بمثل هذا التفرد في الإسناد والمتن، وقد خالف من هو أوثق منه، وقد أنكروا عليه أحاديث.

قلت: وأثبت الناس في أيوب، وأحفظهم لحديثه: حماد بن زيد.

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص268): «حماد بن زيد بن درهم الجهضمي: ثقة، ثبت، فقيه».

* ورواه يزيد بن الهاد عن معتب بن أبي معتب مولى أسماء ابنة أبي بكر الصديق، أنه سمع أبا قتادة السلمي t يقول: سمعت رسول الله r يقول: (من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه).

حديث منكر

أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج9 ص426)، وابن المهتدي في «المشيخة» (ص71 و72).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه معتب بن أبي معتب القرشي، وهو مجهول، لا يحتج به.

وأورده ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج8 ص412)؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا؛ فهو: مجهول.

وقد وثقه ابن حبان في «الثقات» (ج5 ص462)، على قاعدته في توثيق المجاهيل.

* ورواه هشام بن عمار قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي قتادة عن جابر ڤ عن النبي r قال: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، وأن يظله تحت ظل العرش؛ فلينظر معسرا).

                                                  حديث باطل

أخرجه أبو حاتم في «العلل» (ج3 ص648).

وقال أبو حاتم: «هذا حديث باطل كذب؛ قد أدخل على هشام».

قلت: وهشام بن عمار، لما كبر، فصار، يتلقن، فوقع في مناكير، وحديثه القديم أصح. ([123])

* وإسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده، لكنه مخلط في غيرهم([124])، وهذه منها.

فإنه روى زيادة: «تحت ظل العرش» في الحديث، وهذا بسبب تخليطه، وخالف الثقات: في عدم ذكرهم لهذه الزيادة، مما يدل على خطئه في ذكرها.

* وسهيل بن أبي صالح المدني، صدوق، تغير حفظه بآخره. ([125])

وهذا الحديث: لا يعرف من حديث سهيل بن أبي صالح، فتنبه.

قال الحافظ الحاكم في «السؤالات» (ص67): (إسماعيل بن عياش، مع جلالته، إذا انفرد، لم يقبل منه: لسوء حفظه).

* ورواه هشام بن عمار قال: نا إسماعيل بن عياش عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي قتادة، وجابر بن عبد الله ڤ، أن النبي r قال: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة، وأن يظله تحت عرشه، فلينظر معسرا).

حديث باطل

أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج5 ص32).

قلت: وهذا سنده منكر، كسابقه.

وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث، عن سهيل بن أبي صالح، إلا إسماعيل بن عياش».

وأورده الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج4 ص45).

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج4 ص134)؛ ثم قال: «رواه الطبراني في «الأوسط»، ورجاله: رجال الصحيح».

قلت: وإسماعيل بن عياش، ليس من رجال الصحيح، وفوق ذلك: روايته عن غير أهل بلده ضعيفة.

وهذا رواه عن سهيل بن أبي صالح، وهو مدني، فلا يصح.

* ورواه عبد العزيز بن داود عن أبي هلال عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أحسبه عن أنس بن مالك عن أبي قتادة ڤ قال: سمعت رسول الله r يقول: (من سره أن يأمن من غم يوم القيامة، فلينظر معسرا، أو ليضع عنه).

حديث منكر، بهذا الإسناد

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (3277).

قلت: وهذا سنده شاذ، وقد ورد على الشك، كما هو ظاهر، وليس فيه: «في ظل العرش».

* وأيضا ليس؛ هو من حديث أنس بن مالك عن أبي قتادة، وقد سبق.

وقد صحح هذا الحديث، بلفظ: «في ظل العرش»، الشيخ الألباني / في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص543)؛ ولم يصب.

قلت: وهذا التخريج، لم تراه في أي: كتاب، بذكر الأسانيد والمتون، والاضطراب فيها، والاختلاف.

وهذا لم يتوصل إليه الشيخ الألباني /، ولم يقع عليه بمثله، وقد فاته هذا التخريج في حياته، والحمد لله رب العالمين.

فائدة:

قال الفيومي اللغوي في «المصباح المنير» (ص315): (أنظرت الدين، بالألف: أخرته، والنظرة، مثل: كلمة، بالكسر: اسم منه، وفي التنزيل: ]فنظرة إلى ميسرة[ [البقرة:280]؛ أي: فتأخير).اهـ

وقال الحافظ البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج4 ص325): (الخزيرة: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الزاي، وفتح الراء المهملة، هي حساء يعمل بلحم). اهـ

8) وعن علي بن أبي طالب t قال: قال رسول الله r: (السابقون إلى ظل العرش يوم القيامة طوبى لهم).

حديث موضوع

أخرجه السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص106 و107) من طريق سلم بن ميمون الخواص عن جعفر الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسن عن أبيه الحسن بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب t به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه سلم بن ميمون الخواص، وهو منكر الحديث، لا يحتج به. ([126])

قال الإمام أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج2 ص267): «روى حديثا منكرا».

وقال الإمام العقيلي في «الضعفاء» (ج2 ص165): «له مناكير، لا يتابع عليها».

وذكره الزرقاني في «شرح الموطأ» (ج2 ص346)، والسيوطي في «بزوغ الهلال» (ص167).

* وسليمان بن أحمد بن يحيى الملطي، رماه الدارقطني بالكذب، وهو المتهم به. ([127])

وبه أعله الحافظ السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص108).

وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في «المسند» (ج1 ص152-المطالب العالية) من طريق الحسن بن قتيبة عن أبي الحسن المصيصي عن أبي خثيمة عن علي بن أبي طالب t قال: قال رسول الله r: (من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب، قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، خمس عشرة مرة، جاء يوم القيامة، فلا يحجب، حتى ينتهي، إلى ظل عرش الرحمن).

قلت: وهذا سنده واه بمرة، فيه الحسن بن قتيبة الخزاعي، وهو متروك الحديث. ([128])

قال عنه الدارقطني: «متروك الحديث»، وقال أبو حاتم: «ضعيف»، وقال الأزدي: «واهي الحديث»، وقال العقيلي: «كثير الوهم».([129])

* وأبو الحسن المصيصي، لا يعرف.

قال الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (ج1 ص152): «هذا حديث موضوع».

وبه أعله الحافظ البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج3 ص118)؛ بقوله: «رواه الحارث بن أبي أسامة، عن الحسن بن قتيبة، وهو متروك، وقال شيخنا أبو الفضل: هذا متن موضوع».

وأورده الهيثمي في «بغية الباحث» (ج2 ص301)؛ ثم قال: «هذا حديث ضعيف، فيه الحسن بن قتيبة، وفيه من لا يعرف».

وذكره ابن عراق الكناني في «تنزيه الشريعة» (ج2 ص123)، وعزاه للحارث في «مسنده».

وكذلك الشوكاني في «الفوائد المجموعة» (ص75).

9) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (من صام من رجب ثلاثة عشر يوما، وضع له يوم القيامة مائدة في ظل العرش).

حديث موضوع

أخرجه ابن حجر في «تبيين العجب بما ورد في فضل رجب» (ص35) من طريق أبي بكر محمد بن الحسن النقاش أنبأنا أبو عمرو أحمد بن العباس الطبري أنبأنا الكسائي أنبأنا أبو معاوية أنبأنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن أبي سعيد الخدري t به.

قلت: وهذا سنده موضوع، فيه محمد بن الحسن النقاش، وهو متهم بوضع الحديث. ([130])

قال الحافظ ابن حجر في «تبيين العجب» (ص30): «هذا حديث موضوع».

قلت: ولا حدث به أبو معاوية، ولا من فوقه بهذا الحديث.

والكسائي هذا لا يعرف. ([131])

وأخرجه ابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص99) من طريق الأعمش، عن عطية بن سعد، عن أبي سعيد t، عن النبي r قال: (إن لله عز وجل عبادا على منابر من نور في ظل العرش يوم القيامة يغبطهم النبيون والشهداء هم المتحابون في الله عز وجل).

حديث منكر

قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عطية بن سعد العوفي، وهو منكر الحديث، ويخطئ كثيرا، كان شيعيا، مدلسا.([132])

قال الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (ص66): (عطية بن سعد العوفي: ضعيف الحفظ، مشهور بالتدليس القبيح). اهـ

وأورده السيوطي في «جمع الجوامع» (6925)، والهندي في «كنز العمال» (24700).

وأخرجه تمام الرازي في «الفوائد» (ج3 ص99) من طريق الوليد بن الحارث، ثنا منبه يعني ابن عثمان، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله r: (سبعة يظلهم الله تحت عرشه يوم القيامة: إمام عادل، وشاب نشأ بعبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بحب المساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من خشية الله، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

حديث منكر

قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه الوليد بن الحارث السكسكي، ذكره ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (17/ق409/أ)، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا، فهو مجهول، لا يحتج به.

10) وعن عطاء بن يسار قال: (أن موسى عليه السلام، سأل ربه تعالى، فقال: يا رب، أخبرني بأهلك، الذين هم: أهلك، الذين تؤويهم في ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك، قال: هم الطاهرة قلوبهم، الندية أيديهم، يتحابون بجلالي).

أثر منكر

أخرجه أحمد في «الزهد» (ص107)، وابن أبي الدنيا في «الأولياء» (37)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج3 ص222)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص140) من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه هشام بن سعد المدني، يهم، ويخالف. ([133])

والأثر مرسل لا يحتج به، وهو من الإسرائيليات.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج3 ص539).

وأخرجه أبو حاتم الرازي في «الزهد» (ص36 و37) من طريق الحسن بن طريف قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن زيد بن أسلم المدني: أن موسى عليه السلام سأل ربه، فقال: (أي رب، من الذين يرثون دار قدسك؟، قال: يا موسى، هم النقية أيديهم، الطاهرة قلوبهم، الذين إذا ذكرت ذكروني، وإذا ذكروني ذكرتهم، الذين يتحابون بجلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار). ولم يذكر: «ظل العرش».

أثر منكر

قلت: وهذا سنده منكر، فيه إسماعيل بن عياش الحمصي، وهو مخلط في غير بلده.

والأثر مرسل لا يحتج به.

ثم أنه اختلف عليه: فمرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، ومرة: عن إسماعيل بن عياش عن زيد بن أسلم، ومرة: عن معمر عن رجل من قريش، ومرة: عن شيبان عن جعفر بن مالك بن دينار، ومرة يرفع الحديث، ومرة عن أبي الدرداء.

فهو: أثر مضطرب، لا يصح.

وأخرجه معمر بن راشد الأزدي في «الجامع» (ج11 ص202 و204)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج6 ص500)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص141)، وابن المبارك في «الرقائق» (ج2 ص94)، وفي «الزهد» (216) عن رجل من قريش قال: قال موسى عليه السلام: (يا رب من أهلك الذين هم أهلك، قال: هم المتحابون في، الذين يعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار). ولم يذكر: «ظل العرش». وهذا من الاختلاف.

أثر منكر

قلت: وهذا سنده منكر، فيه رجل لم يسم، وهو مرسل لا يحتج به، وهو من الإسرائيليات.

وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج3 ص49) من طريق معمر عن رجل من قريش، وغيره: يرفعونه إلى النبي r قال: (قال الله تعالى: إن أحب عبادي إلي المتحابون في الدين، يعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار). ولم يذكر: «ظل العرش».

أثر منكر          

قلت: وهذا سنده منكر، فيه رجل لم يسم، ورفعه منكر.

وهذا من الاضطراب في الحديث.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص141) من طريق أبي العباس الأصم نا الخضر بن أبان حدثنا شيبان نا جعفر بن مالك بن دينار قال: بلغنا أن موسى عليه السلام قال: (يا رب، من أهلك الذين هم أهلك، الذين تظلهم في ظل عرشك...).

أثر منكر

قلت: وهذا سنده منكر، فيه جهالة، وهو مرسل لا يحتج به، ومن الإسرائيليات.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص143) من طريق بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أم الدرداء عن أبي الدرداء t قال: قال موسى بن عمران عليه السلام: (يا رب من يسكن غدا في حظيرة القدس، ويستظل بظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك...).

أثر منكر      

قلت: وهذا سنده منكر، فيه بقية بن الوليد الحمصي، وهو مدلس عن الضعفاء، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث. ([134])

قال الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (ص163): (بقية بن الوليد الحمصي: وكان كثير التدليس، عن الضعفاء، والمجهولين، وصفه الأئمة بذلك).

* وخالد بن معدان الحمصي، لم يسمع من أم الدرداء. ([135])

قال الحافظ الذهبي في «السير» (ج4 ص537): (خالد بن معدان الحمصي: حدث عن خلق من الصحابة، وأكثر ذلك: مرسل). اهـ

وقال الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج1 ص93): (أرسل عن الكبار)؛ يعني: كبار الصحابة y.

والأثر: مرسل لا يصح، وهو من الإسرائيليات.

11) وعن قتادة قال: (كنا نحدث: أن التاجر الأمين الصدوق، مع السبعة في ظل العرش يوم القيامة).

أثر منكر

أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج6 ص630)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص263)، وعبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج4 ص248-الدر المنثور) من طريق بشر بن معاذ ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة به، مرسلا.

قلت: وهذا سنده مرسل، لا يحتج به، والأثر اختلف فيه، وهو مضطرب.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج4 ص248)، وفي «تمهيد الفرش» (ص69).

وأخرجه الطبري أيضا في «تهذيب الآثار» (ص51- مسند: علي بن أبي طالب) من طريق الحسين بن علي عن أبي داود الطيالسي عن أبي حرة عن أبي نصر قال: (بلغني أن التاجر الأمين، مع السبعة الذين في ظل العرش).

أثر منكر

قلت: وهذا سنده مرسل، لا يحتج به، وأبو نصر، لا يعرف.

* وأبو حرة، وهو واصل بن عبد الرحمن البصري، فيه لين([136])، وحديثه هذا، بين: في ذكره: «في ظل العرش».

وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص201)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص371) من طريق معمر عن قتادة، أن سلمان الفارسي t قال: (التاجر الصدوق مع السبعة في ظل عرش الله يوم القيامة).

أثر منكر

قلت: وهذا سنده ضعيف مرسل، وقد سبق.

وقتادة لم يسمع من سلمان الفارسي.([137])

وهو: أثر مضطرب، لا يحتج به، فمرة: عن سعيد عن قتادة، ومرة: عن معمر عن قتادة عن سلمان الفارسي، ومرة: عن أبي حرة عن أبي نصر.

12) وعن مغيث بن سمي قال: (تركد الشمس على رؤوسهم على أذرع، وتفتح أبواب جهنم، فتهب عليهم رياحها، وسمومها، وتخرج عليهم نفحاتها، حتى تجري الأنهار من عرقهم، أنتن من الجيف، والصائمون في ظل العرش).

أثر منكر

أخرجه ابن أبي الدنيا في «الأهوال» (ص159) من طريق عمار بن نصر ثنا الوليد بن مسلم ثنا أبو بكر بن سعيد أنه سمع مغيث بن سمي به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو بكر بن سعيد، وهو في عداد المجهولين. ([138])

* والأثر مرسل: أيضا لا يصح، ولا يحتج به.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج1 ص182)، و«شرح الصدور» له (ص102)، و«تمهيد الفرش» له أيضا (ص103)، و«بزوغ الهلال» له أيضا (ص166).

13) وعن وهب بن منبه قال: (قال داود عليه السلام: إلهي، ما جزاء من سدد الأرملة واليتيم، ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه، أن أظله في ظل عرشي، يوم لا ظل إلا ظلي).

أثر منكر

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص47) من طريق أحمد بن جعفر بن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا علي بن قريب ثنا جعفر بن سليمان ثنا عبد الصمد بن معقل قال: سمعت رجلا يسأل عمي وهب بن منبه فذكره.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه جهالة، وهو مرسل لا يحتج به، وهو من الإسرائيليات.

وذكره السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص77).

وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص45)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ض110 و111) من طريق الحسين بن محمد ثنا أمية بن محمد الصواف ثنا محمد بن يحيى الأزدي ثنا ابن أبي إياس اليماني عن أبيه عن وهب بن منبه قال: (قال موسى عليه السلام: إلهي ما جزاء من ذكرك بلسانه وقلبه؟، قال: ياموسى أظله يوم القيامة بظل عرشي، وأجعله في كنفي).

أثر منكر          

قلت: وهذا سنده منكر، فيه جهالة، وهو مرسل لا يحتج به، وهو من الإسرائيليات.

وقد اضطرب فيه، فمرة قال: «داود عليه السلام»، ومرة قال: «موسى عليه السلام»، فهو لا يصح.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص131) من طريق رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد نا عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه، أن موسى عليه السلام: (لما قربه الله تعالى نجيا، فأتى عبدا، جالسا، تحت ظل العرش، فأعجبه مكانه...).

أثر منكر

قلت: وهذا سنده منكر، فيه مجاهيل، وهو مرسل لا يحتج به.

والأثر: من الإسرائيليات.

14) وعن فضيل بن عياض قال: بلغني أن موسى عليه السلام قال: (يا رب من يظل تحت ظل عرشك، يوم لا ظل إلا ظلك، قال: يا موسى؛ الذين يعودون المرضى، ويشيعون الهلكى، ويعزون الثكلى).

أثر منكر

أخرجه ابن أبي الدنيا في «العزاء» (ص102-تمهيد الفرش) من طريق محمد بن علي بن الحسين ثنا إبراهيم بن الأشعث سمعت فضيل بن عياض به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه إبراهيم بن الأشعث البخاري، وهو منكر الحديث.([139])

قال الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج8 ص66): (إبراهيم بن الأشعث البخاري: يغرب ويتفرد، ويخطئ ويخالف).

وقال الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» (ج1 ص10): (إبراهيم بن الأشعث، خادم الفضيل بن عياض، قال أبو حاتم الرازي: «كنا نظن به الخير، فقد جاء بمثل هذا الحديث، وذكر حديثا واهيا»).

وذكره الحافظ الذهبي في «ديوان الضعفاء» (ص14).

* والأثر مرسل، لا يصح، ولا يحتج به، وهو من الإسرائيليات.

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص165).

15) وعن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه قال: كان يقال: (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة: عائد المرضى، ومشيع الهلكى، ومعزي الثكلى).

أثر منكر

أخرجه ابن أبي الدنيا في «العزاء» (ص102-تمهيد الفرش) من طريق إبراهيم بن الأشعث حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز به.

قلت: وهذا سنده منكر كسابقه، فيه إبراهيم بن الأشعث البخاري، وهو منكر الحديث. ([140])

* وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، يخطئ ويخالف. ([141])

* والأثر مرسل، لا يصح، ولا يحتج به.

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال» (ص165 و166).

16) وعن حبيب بن عيسى العمي أبي محمد الفارسي قال: (من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام، بعث الله سبعين ألف ملك، يستغفرون له إلى يوم القيامة، وله مثل أجورهم، فإذا كان يوم القيامة، أدخله الله الجنة، وأظله في ظل عرشه، وأطعمه من ثمار الجنة، وشرب من الكوثر).

أثر منكر

أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص95) من طريق سلمة بن شبيب ثنا زيد بن الحباب ثنا الحارث بن موسى الطائي ثنا حبيب بن عيسى العمي به.

قلت: وهذا سنده مرسل لا يحتج به، والحارث بن موسى الطائي لم يوثق. ([142])

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج3 ص245)، و«تمهيد الفرش» (ص110)، و«بزوغ الهلال» (ص166).

17) عن أبي عمران الجوني عن أبي الخليل قال: (قرأت في مسألة: داود عليه السلام قال: إلهي ما جزاء من أسند إليه اليتيم، والأرملة ابتغاء مرضاتك، قال: جزاؤه، أن أظله في ظلي يوم لا ظل، إلا ظلي؛ يعني: ظل العرش).

أخرجه أبو الليث السمرقندي في «تنبيه الغافلين» (ص167)؛ بلا إسناد، وهو مرسل، ليس بشيء، ولا يحتج به.

18) عن عمرو بن ميمون قال: (لما تعجل موسى إلى ربه تعالى: رأى في ظل العرش، رجلا، فغبطه بمكانه، وقال: إن هذا الكريم على ربه تعالى، فسأل ربه تعالى، أن يخبره باسمه، فلم يخبره، وقال: أحدثك عن أمره بثلاث: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يعق والديه، ولا يمشي بالنميمة).

أثر منكر

* اختلف فيه على عمرو بن ميمون الأودي:

فرواه زهير بن معاوية عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي به مرسلا.

أخرجه ابن الجعد في «حديثه» (ج2 ص916)، وابن أبي الدنيا في «مكارم الأخلاق» (257)، وفي «الصمت» (ص265)، وفي «الغيبة والنميمة» (129)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص149)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (ج3 ص245)، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (257)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص115).

قلت: وهذا سنده مرسل، ليس بشيء، وهو من الإسرائيليات.

وأبو إسحاق السبيعي، مدلس، وقد عنعنه، ولم يصرح بالتحديث ([143])، فلا يصح.

ثم هو مضطرب في سنده ومتنه.

وأورده الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (ج7 ص568.)

وأشار أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص149)؛ إلى الاختلاف في الأثر، بقوله: (رواه الأعمش عن أبي إسحاق نحوه).

* ورواه الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي قال: (لما رفع الله موسى عليه السلام نجيا، رأى رجلا متعلقا بالعرش، فقال: يا رب من هذا، فقال: عبد من عبادي صالح، إن شئت أخبرتك بعمله، قال: يا رب، أخبرني، قال: كان لا يمشي بالنميمة). ولم يذكر: «في ظل عرشه».

أثر منكر

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج9 ص91 و93).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس، والأثر: مرسل، وهو من الإسرائيليات، فلا يحتج به، بل هو مضطرب في سنده، ومتنه.

* ورواه إسرائيل بن يونس، والجراح بن مليح عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي قال: (لما تعجل موسى عليه السلام إلى ربه، مر برجل غبطه بقربه من العرش، فسأل عنه، فقال: يا رب من هذا... الحديث). ولم يذكر: «في ظل العرش».

أثر منكر

أخرجه وكيع في «الزهد» (445)، وهناد في «الزهد» (1102).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو إسحاق السبيعي، وهو مدلس، وسنده أيضا: مرسل لا يحتج به.

والأثر: من الإسرائيليات، وهو مضطرب، لا يصح.

* ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت عمرو بن ميمون الأودي يقول: (رأى موسى عليه السلام، رجلا عند العرش، فغبطه بمكانه، فسأل عنه، فقالوا: نخبرك بعمله لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يمشي بالنميمة...)، ولم يذكر: «في ظل عرشه».

أثر منكر

أخرجه أحمد في «الزهد» (ص98)، وابن حبان في «روضة العقلاء» (ص133)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج1 ص165 و166)، والحسين المروزي في «البر والصلة» (106).

قلت: وهذا من الاختلاف والاضطراب، وهو مرسل، لا يحتج به.

والأثر: من الإسرائيليات.

* ورواه أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي من قوله، وفيه: (لما تعجل موسى عليه السلام، إلى ربه: رأى رجلا تحت العرش، فغبطه([144]) بمكانه). ولم يذكر: «ظل العرش».

أثر منكر

أخرجه ابن حبان في «روضة العقلاء» (ص239)، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (222)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص131 و132).

قلت: وهذا سنده مرسل، لا يحتج به، وفيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي، وهو ضعيف، كما في «التقريب» لابن حجر (ص93).

* والأثر: من الإسرائيليات.

وأخرجه الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (257) عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال: (لما تعجل موسى عليه السلام، إلى ربه، رأى رجلا في «ظل العرش»، فغبطه بمكانه...).

قلت: وهذا سنده كسابقه، وذكر فيه: «في ظل العرش»، وهذا من الاختلاف، وهو من الإسرائيليات، فلا يحتج به.

* ورواه حديج بن معاوية([145]) ثنا أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي عن رجل من أصحاب النبي r قال: (تعجل موسى عليه السلام، إلى ربه، فرأى في ظل العرش رجلا، فعجب له...).

أثر منكر

أخرجه سعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج6 ص265 و266)؛ في تفسير، سورة: «طه»، لتفسير: ]وما أعجلك عن قومك ياموسى[ [طه:83] من طريق حديج بن معاوية قال: نا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون به.

وأخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج7 ص491 و497)؛ بهذا الإسناد.

قلت: وهذا سنده ضعيف، ليس بمحفوظ، فيه حديج بن معاوية بن حديج، وهو يخطئ ويخالف. ([146])

وقد خولف في هذا الحديث: عن عمرو بن ميمون الأودي، عن رجل من أصحاب النبي r: من قوله.

والمحفوظ، هو من قول: عمرو بن ميمون.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج5 ص591).

* ومن طريق: سعيد بن منصور، أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (11118)، ووقع عنده: «جريج»، بدل: «حديج».

* ورواه عبد الله بن يزيد المخزومي عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون الأودي عن عبد الله بن مسعود t قال: (تعجل إلى ربه، موسى عليه السلام، فرأى عبدا فغبطه بمنزلته من العرش، فقال: يا رب من عندك هذا).

أخرجه ابن وهب في «الجامع في الحديث» (ج1 ص175)، وليس فيه: «في ظل العرش».

أثر منكر

 قلت: وهذا سنده منكر كسابقه، لا يصح، وهو غير محفوظ من هذا الوجه، والصحيح: من قول عمرو بن ميمون الأودي.

 والمسعودي: مختلط، ولا يحتج به إلا فيما وافق الثقات.

وأبو إسحاق السبيعي، مدلس.

والأثر: من الإسرائيليات، لا يحتج به.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص130) من طريق الحسن بن عمارة عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود t قال: (لما تعجل موسى عليه السلام، إلى ربه، قال: وما أعجلك عن قومك ياموسى، قال هم: أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى، قال: فرأى رجلا بمكان من العرش غبطه لمكانه...).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه الحسن بن عمارة البجلي، وهو متروك([147])، وهو غير محفوظ، وقد سبق، وليس فيه: «في ظل العرش».

والأثر: من الإسرائيليات، لا يحتج به في الدين.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص133) من طريق ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن مروان عن هزيل([148]) بن شرحبيل عن ابن مسعود t قال: (إن موسى عليه السلام، لما قربه الله تعالى نجيا، بطور سيناء، أبصر الله تعالى عبدا، جالسا في ظل العرش، سأله...).

قلت: وهذا سنده منكر، وهو غير محفوظ، فيه ليث بن أبي سليم، وهو مخلط جدا، لا يحتج به في الحديث. ([149])

وهو غير معروف، من حديث: هزيل بن شرحبيل، بل هو معروف من حديث: عمرو بن ميمون، فافهم لهذا.

والأثر: من الإسرائيليات.

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ح61 ص132) من طريق ليث بن أبي سليم عن أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود t قال: (لما قرب الله تعالى، موسى عليه السلام نجيا، رأى رجلا تحت العرش قاعدا، فأعجبه مكانه).

ولم يذكر: «في ظل العرش»، وهذا التخليط من ليث بن أبي سليم.

والأثر: من الإسرائيليات، لا يحتج به.

19) وعن أبي اليسر t قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أظله الله في ظل عرشه).

حديث منكر؛ بلفظ: «ظل عرشه»

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص553)، ومن طريقه: الطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص166) من طريق ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن أبي اليسر t به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه حاتم بن إسماعيل المدني، يخطئ ويخالف، وزيادته: لـ«ظل العرش» تدل على مخالفته للثقات الأثبات في هذا الحديث. ([150])

قال الإمام أحمد عنه: «زعموا أن حاتما، كان فيه غفلة»، وقال النسائي: «ليس به بأس»، وقال مرة: «ليس بالقوي».([151])

قلت: ولأبي اليسر t في «الصحيح» لمسلم غير هذا الحديث، وقد رواه الإمام مسلم في «صحيحه»، ولم يذكر زيادة: «في ظل عرشه».

* وحاتم بن إسماعيل المدني، من رجال مسلم، ولم يخرج له زيادة: «في ظل عرشه» في: «الصحيح» من هذا الوجه، وكذا الإمام البخاري، مما يدل على شذوذ هذه الزيادة من رواية: حاتم بن إسماعيل المدني.

وقد خالف الثقات الأثبات، فشذ.

قلت: نعم، هذا الحديث غريب من هذا الوجه، بلفظ: «ظل عرشه!».

* والحديث معروف، بهذا اللفظ: من حديث أبي اليسر t، من وجه آخر، وبدون ذكر: «ظل عرشه»، فتنبه.

* وعلى هذا، فالأقرب: أن المحفوظ، حديث الجماعة، من مسند أبي اليسر t، دون: ذكرهم: لـ«ظل عرشه».

فعن أبي اليسر t، قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا أو وضع عنه، أظله الله في ظله).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3006)، وابن ماجه في «سننه» (2419)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص427)، والدارمي في «المسند» (2588)، وابن حبان في «صحيحه» (5044)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص552 و553)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1914)، و(1917)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3815)، و(3816)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (460)، والطبراني في «المعجم الكبير» (372)، و(377)، وفي «المعجم الأوسط» (4537)، و(5022)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص28 و29)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص357)، وفي «شعب الإيمان» (11248)، وفي «الأربعين الصغرى» (158)، والشاشي في «المسند» (523)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ص62)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (378)، وابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (100)، والخطيب في «الأسماء المبهمة» (ص54)، وفي «تلخيص المتشابه» (ج2 ص624)، والمخلص في «المخلصيات» (ج3 ص73)، وابن أخي ميمي في «الفوائد» (ص112)، والديلمي في «الفردوس» (ج3 ص568)، والعراقي في «قرة العين» (ص55)، والسيوطي في «تمهيد الفرش» (ص49)، والمراغي في «مشيخته» (ص214)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص19 و20)، وفي «معرفة الصحابة» (5819)، ومحمد بن عاصم في «جزء حديثه» (8)، والبغوي في «شرح السنة» (2142)، وفي «مصابيح السنة» (ج2 ص341)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص404)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص101 و102)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص280)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (ج12 ص4443)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج5 ص99)، والبخاري في «الأدب المفرد» (187)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج4 ص298)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج4 ص484)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص470)، وأبو القاسم ابن منده في «المستخرج من كتب الناس للتذكرة» (ج1 ص111)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل الأعمال» (ص377)، وفي «المنتقى من الأحاديث الصحاح» (53) من طرق عن أبي اليسر t ... وذكره بألفاظ عندهم متقاربة، ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص543).

وذكره السيوطي في «بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال» (ص153).

قلت: وهذه الأحاديث تدل على أن: «الظل» أضيف إلى الله تعالى، فهو صفة لله تعالى؛ أي: فهو له «ظل» يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته.

* والنبي r ذكر: «الظل» لله تعالى، ولم يتعرض له بتأويل، ولا تفسير بمثل: تعطيل المعطلة، أو تأويلهم.

* وكذلك الصحابة y: رووا هذه الأحاديث،وسكتوا عنها، ولم يخوضوا فيها بتأويل، أو تفسير بخلاف السنة، أو بخلاف لغة العرب.

قلت: فلم يثبت هذا من حديث: أبي اليسر t، فافطن لهذا.

قال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث؛ الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).

وهذا الإسناد: أعله نقاد الحديث؛ في ذكر، زيادة: «في ظل عرشه».

قلت: فهذه الزيادة: «في ظل عرشه»، لم تذكر في خبر، بإسناد صحيح.

* وقد ثبت عنه r، أنه قال: «سبعة في ظل الله عز وجل»، ولم يذكر r: «في ظل عرشه».

قال الإمام النووي في «المجموع» (ج3 ص408): (وقد علم من قاعدة المحدثين، وغيرهم، أن ما خالف الثقات: كان حديثه، شاذا، مردودا). اهـ

* ويؤيده: حديث؛ أبي هريرة t، عن النبي r قال: (سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل؛ إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه).

أخرجه البخاري في «صحيحه» واللفظ له (660)، و(6479)، ومسلم في «صحيحه» (1031)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، والترمذي في «سننه» (2551)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص439)، وابن حجر في «الأمالي المطلقة» (ص99)، وابن الدبيثي في «ذيل مدينة السلام» (ج3 ص77)، وابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين» (ج3 ص1349)، والعلائي في «بغية الملتمس» (ص128)، وفي «إثارة الفوائد» (ج1 ص445)، وابن خزيمة في «صحيحه» (358)، والطيالسي في «المسند» (2462)، وابن منده في «التوحيد» (ج3 ص191 و192)، والإسماعيلي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص341)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج1 ص442)، وابن اللتي في «مشيخته» (ص512)، والسمعاني في «المنتخب من معجم الشيوخ» (ج1 ص245)، والمؤيد الطوسي في «زيادته على حديث يزيد بن حبيب» (ص89)، وأبو القاسم القشيري في «الرسالة القشيرية» (ص459)، وابن المستوفي في «تاريخ إربل» (ص100)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (ج2 ص103 و104)، وأبو القاسم ابن نصر الدمشقي في «الفوائد» (ص51)، والدارقطني في «غرائب مالك» (ق/5/ط)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص87)، وفي «الأربعين الصغرى» (ص86)، وفي «الآداب» (ص148 و506)، وفي «الأسماء والصفات» (798)، وابن بشران في «الأمالي» (ج1 ص250)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج2 ص340)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص209)، وابن المبارك في «الرقائق» (ج2 ص646)، وفي «المسند» (ص41)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص157)، وفي «ذم الهوى» (ص193)، وفي «التبصرة» (ص648)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص461)، وفي «المجتبى» (ج8 ص222)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج2 ص131 و132)، وابن الغساني في «الأمالي» (2)، وابن حبان في «صحيحه» (7338)، والبغوي في «شرح السنة» (470)، وفي «مصابيح السنة» (ج1 ص282)، والحدثاني في «الموطأ» (ص538)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج2 ص280)، والجوهري في «مسند الموطأ» (325)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج4 ص441)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5844) من طريق خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة t به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج2 ص519 و617).

فالشيخان: قد أخرجا، هذا الحديث من رواية: الجماعة، ولم يأت في هذه الرواية، تعيين الظل، بـ«ظل العرش».

والرواية هذه، هي المحفوظة، لكون الحفاظ لم يختلفوا فيها، بأن الظل، هو: «ظل الله تعالى»، وهذا يوجب الحكم على زيادة: «ظل العرش» بالنكارة.

ويؤيده حديث: أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: إن الله يقول يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي([152])، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (2566)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص542)، وابن حبان في «صحيحه» (574)، والبغوي في «شرح السنة» (3462)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص377)، والذهبي في «معجم الشيوخ» (ج1 ص219)، والتاج السبكي في «معجم الشيوخ» (ص495)، وابن قدامة في «المتحابين في الله» (34)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (2004)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص237 و535)، وابن المبارك في «الزهد» (711)، والجوهري في «مسند الموطأ» (454)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (321)، وأبو أحمد الحاكم في «عوالي مالك» (ج1 ص92)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج23 ص111)، وفي «معجم الشيوخ» (ج2 ص1070)، وابن فيل في «جزئه» (32)، وابن القاسم في «الموطأ» (ص330)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص232 و233)، وابن بشران في «الأمالي» (ج2 ص252)، وابن عبد الدائم في «مشيخته» (ص63)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص89)، وابن الجوزي في «التبصرة» (ص648)، والحدثاني في «الموطأ» (652) من طرق عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة t به.

قلت: فهذا الحديث؛ روي على الجادة، والصواب.

وبهذا اللفظ: صححه الشيخ الألباني في «صحيحالترغيب والترهيب» (ج3 ص158).

وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص552) من طريق حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي قال: حدثني أبو اليسر t قال: قال رسول الله r: (من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه).

حديث منكر، بلفظ: «في ظل عرشه».

قلت: وهذا سنده ضعيف، لا يحتج به.

وهذا من الاختلاف في الإسناد.

* وأخطأ ابن أبي شيبة: في ذكره عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي اليسر t؛ بلفظ: «في ظل عرشه!». ([153])

والحديث معروف: عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي اليسر t؛ بلفظ: «أظله الله، في ظله».([154])

وليس بمعروف: عن زائدة، بهذا الإسناد، وبلفظ: «في ظل عرشه»، فإنه منكر.

وهو غريب من حديث: ربعي بن حراش.

* والخطأ من ابن أبي شيبة، فإنه أحيانا يخطيء في الأسانيد، والمتون، خطأه الإمام أحمد، والإمام أبو زرعة، والإمام الخطيب، وغيرهم.

* وخطؤه على سبيل المثال:

قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج1 ص337): (قيل لأبي زرعة: بلغنا عنك أنك قلت: لم أر أحدا أحفظ من ابن أبي شيبة؟ فقال: نعم، في الحفظ، ولكن في الحديث، كأنه لم يحمده، فقال: روى مرة حديث، حذيفة t: «في الإزار»؛ فقال: حدثنا أبو الأحوص([155]) عن أبي إسحاق عن أبي معلى عن حذيفة t، فقلت: له، إنما هو: أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة t، وذاك الذي ذكرت عن أبي إسحاق عن أبي المعلى عن حذيفة t، قال: «كنت ذرب اللسان» ([156])، فبقي، فقلت: للوراقين، أحضروا المسند، فأتوا بمسند([157]) حذيفة t، فأصابه كما قلت).

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج1 ص338): (سمعت أبا زرعة يقول: كنا عند أبي بكر بن أبي شيبة، ومعنا كيلجة، فقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر، عن أنس t، أنه قال: «يتبع الميت ثلاث»، فقال كيلجة([158]): هو عن عبيد الله بن أبي بكر، فقال: عن عبيد الله بن أبي بكر!، فقلت: يا أبا بكر، تركت الصواب، وتلقنت الخطأ، إنما: روى هو عن عبد الله بن أبي بكر([159])، وسفيان: لم يلق عبيد الله بن أبي بكر، فقال: لقنني هذا، فقلت: كلما لقنك هذا تريد أن تقبله).

وعن الميموني قال: (تذاكرنا يوما شيئا، اختلفوا فيه، فقال رجل: ابن أبي شيبة يقول: عن:«عفان»، قال أبو عبد الله يعني: أحمد بن حنبل- دع ابن أبي شيبة في ذا، انظر أيش يقول: غيره، يريد أبو عبد الله: كثرة خطئه). ([160]) يعني: كثرة خطأ ابن أبي شيبة في الأسانيد.

قال الحافظ الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج10 ص68): (وأرى أن أبا عبد الله، لم يرد ما ذكره الميموني، من أن أبا بكر: كثير الخطأ).

قلت: فهذا الإسناد وقع فيه الاضطراب، وهو معلول.

فالمحفوظ: حديث: زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي اليسر t.

قلت: وقد تفرد ابن أبي شيبة؛ بذكر: «في ظل عرشه»، فوهم في ذلك، فحديثه عن زائدة، فغريب، ليس بمحفوظ.

فهو حديث غلط. ([161])

* وقد رواه ابن أبي شيبة على الجادة، ووافقه الثقات الأثبات، بلفظ: (من أنظر معسرا، أو وضع له، أظله الله في ظله، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (3006)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص169)؛ وغيرهما، مطولا، من طريق هارون بن معروف، ومحمد بن عباد، وابن أبي شيبة، وعلي بن بحر، ومحمد بن عباد المكي، وغيرهم، عن حاتم بن إسماعيل عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهد المدني عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت به.

قلت: وهو المحفوظ من رواية: ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل، بدون ذكر زيادة: «في ظل عرشه».

فرواية: الجماعة أولى بالصواب.

20) وعن معاذ بن جبل t قال: سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون في ظل العرش، يوم لا ظل إلا ظله).

حديث منكر مضطرب

* وهذا الحديث: اختلف فيه الرواة، في سنده، ومتنه، اختلافا شديدا، واضطربوا فيه: ([162])

* فرواه صدقة بن خالد، وبشر بن بكر التنيسي ([163])؛ كلاهما: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء بن عبد الله الخراساني قال: سمعت أبا إدريس الخولاني يقول: دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عن رسول الله r، وفيهم فتى شاب إذا تكلم أنصت القوم، وإذا حدث رجل منهم أنصت له، قال: فتفرقوا ولم أعلم من ذلك الفتى، فانصرفت إلى منزلي فما قرتني نفسي حتى رجعت إلى المسجد فجلست فيه فإذا أنا به فقمت معه حتى أتى عمودا من عمد المسجد وركع ركعات حسان، ثم جلس فاستقبلته فطال سكونه لا يتكلم، فقلت: حدثني رحمك الله، فوالله إني لأحبك، وأحب حديثك، فقال لي: آلله؟ قلت: آلله، فدنا مني حتى لصقت ركبتي بركبتيه، ثم قال، فيما أظن: الحمد لله، سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون بجلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله)، قلت: من أنت يرحمك الله؟، قال: أنا معاذ بن جبل. فقمت من عنده، فإذا أنا بعبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد، إن معاذا حدثني حديثا، قال: وما الذي حدثك؟ قال: سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون في جلال الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) فقال لي عبادة: تعال أحدثك ما سمعت من رسول الله r يروي عن ربه قال: فأتيته فقال: سمعت رسول r يقول: قال ربك تعالى: (حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي للمتجالسين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في).

حديث منكر

أخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج9 ص191)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص206)، والذهبي في «جزء فيه أهل المائة» (ص72 و73)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (3893)، والطبراني في «مسند الشاميين» (625)، وفي «المعجم الكبير» (ج20 ص79)، والشاشي في «المسند» (ج3 ص158 و278 و279).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عطاء بن عبد الله الخراساني، وهو صاحب أوهام كثيرة. ([164])

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص679): (عطاء بن عبد الله الخراساني: صدوق؛ يهم كثيرا، ويرسل، ويدلس).

وقال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص3): (وعطاء الخراساني، أحد العلماء الفضلاء، وربما كان في حفظه شيء).

وقال الحافظ ابن حبان في «المجروحين» (ج2 ص130 و131): (كان من خيار عباد الله، غير أنه رديء الحفظ، كثير الوهم، يخطئ، ولا يعلم فحمل عنه، فلما كثر ذلك في روايته: بطل الاحتجاج به).

وقال الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص64): (عطاء الخراساني: ليس بالقوي).

وقال الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص264): (عطاء الخراساني: غير قوي).

قلت: ومن أجل ذلك، أدخله الحافظ البخاري في كتاب: «الضعفاء والمتروكين» (ص286).

وأورده الحافظ العقيلي في «الضعفاء» (ج3 ص1100)، والحافظ ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (ج2 ص178).

* ورمز لعطاء الخراساني: الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص679)؛ بـ«م،4»، ثم قال: «لم يصح، أن البخاري: أخرج له».

* وأما الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج20 ص106)، فرمز له، رمز الستة: «ع»، فهو يرى أن البخاري([165])، روى عنه، في موضعين، أثرين: عن ابن عباس .

الأول: في كتاب «التفسير» (ج6 ص199)، رقم: (4920).

والثاني: في كتاب «الطلاق» (ج7 ص62)، رقم: (5286).

* فروى الحافظ البخاري؛ لعطاء الخراساني؛ حديثين، لم ينسبه في واحد منهما.

والظاهر أنه اعتقد أنه عطاء بن أبي رباح، وهو كان: عطاء بن عبد الله الخراساني، ولم يعلم به، فوهم في ذلك.

قال الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج6 ص199)؛ حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن ابن جريج قال: وقال عطاء عن ابن عباس : (صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد... الحديث)، بطوله: هو موقوف.

أخرجه البخاري في كتاب: «التفسير»، من «سورة نوح»، في باب: (ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق). [نوح: 23]، رقم: (4920).

وقال الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج7 ص62)؛ حدثنا إبراهيم بن موسى: أنبأنا هشام، عن ابن جريج قال: وقال عطاء عن ابن عباس : (كان المشركون على منزلتين من النبي r والمؤمنين... الحديث). ([166])

أخرجه البخاري في كتاب: «الطلاق»، من «سورة نوح»، في باب: (نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن)، رقم: (5286).

قال الحافظ ابن مسعود الدمشقي / في «الأطراف» (ج20 ص115-التهذيب)؛ عقب الحديثين المتقدمين: (هذان الحديثان: ثبتا من تفسير: ابن جريج، عن عطاء الخراساني عن ابن عباس .

* وابن جريج: لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني، إنما أخذ الكتاب من ابنه: ونظر فيه). اهـ

قلت: وهذا يدل أن الحافظ البخاري، ظنه: عطاء بن أبي رباح، وهو الصحيح: أنه عطاء بن عبد الله الخراساني.

والذين ترجموا: لرجال البخاري، ترجموا؛ لعطاء بن أبي رباح، متابعة منهم له.

وهذا يعني: أن المذكور في هذين الحديثين، هو عطاء بن عبد الله الخراساني، فوهم البخاري فيه.

وقد اعتذر الحافظ ابن حجر، للبخاري في زياداته على «التهذيب» (ج7 ص214)؛ بقوله: (أراد المؤلف من سياق هذا، أن عطاء المذكور، في الحديثين: هو الخراساني، وأن الوهم تم على البخاري في تخريجهما، لأن عطاء الخراساني، لم يسمع من ابن عباس ، وابن جريج: لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني، فيكون الحديثان: منقطعين في موضعين.

* والبخاري: أخرجهما، لظنه أنه: ابن أبي رباح، وليس ذلك بقاطع في أن البخاري: أخرج لعطاء الخراساني، بل هو أمر مظنون.

* ثم أنه ما المانع، أن: يكون ابن جريج؛ سمع هذين الحديثين: من عطاء بن أبي رباح، خاصة في موضع آخر، غير التفسير، دون ما عداهما من التفسير.

* فإن ثبوتهما في تفسير عطاء الخراساني، لا يمنع أن يكونا عند عطاء بن أبي رباح أيضا، هذا أمر واضح، بل هو المتعين، ولا ينبغي الحكم على البخاري بالوهم بمجرد هذا الاحتمال، لا سيما والعلة في هذا محكية، عن شيخه علي بن المديني.

* فالأظهر، بل المحقق، أنه كان مطلعا على هذه العلة، ولولا ذلك لأخرج في التفسير جملة من هذه النسخة، ولم يقتصر على هذين الحديثين خاصة، والله أعلم.

* ولا سيما أن البخاري، قد ذكر عطاء الخراساني في «الضعفاء»، وذكر حديثه عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة t؛ أن النبي r؛ «أمر الذي واقع في شهر رمضان بكفارة الظهار»، وقال: لا يتابع عليه.

ثم ساق بإسناد له: عن سعيد بن المسيب؛ أنه قال: «كذب علي عطاء، ما حدثته هكذا».

* ومما يؤيد أن البخاري، لم يخرج له شيئا، أن الدارقطني، والحبال، والحاكم، واللالكائي، والكلاباذي، وغيرهم؛ لم يذكروه في رجاله). اهـ

فما ذكره الحافظ ابن حجر: يؤيد أن البخاري، ظنه: ابن أبي رباح، والذين ترجموا، لرجال البخاري: ترجموا، لابن أبي رباح، متابعة منهم له.

وهذا كله لا يعني، بل لا يثبت، أن المذكور في هذين الحديثين، ليس عطاء الخراساني.

قلت: فقد جعل الحافظ ابن حجر، بعدم وهم الحافظ البخاري في الحديثين، بغير دليل قاطع. ([167])

* والأظهر: ما ذكره الحافظ المزي، أنه عطاء بن عبد الله الخراساني.

وقد أثبت الحافظ ابن المديني في «العلل» (ج20 ص116-التهذيب)؛ أنه: عطاء الخراساني، فقال: (سمعت هشام بن يوسف قال: قال لي ابن جريج: سألت عطاء عن التفسير من البقرة، وآل عمران، فقال: اعفني من هذا،

* قال هشام: فكان بعد إذا قال: عطاء عن ابن عباس، قال: الخراساني.

* قال هشام: فكتبنا حينا، ثم مللنا، قال علي بن المديني: يعني؛ كتبنا، أنه: عطاء الخراساني.

* قال علي بن المديني: وإنما كتبت هذه القصة؛ لأن محمد بن ثور: كان يجعلها، عن عطاء عن ابن عباس، فيظن من حملها عنه، أنه عطاء بن أبي رباح).اهـ

ويؤيده: فقد أخرج عبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج8 ص667-الفتح)؛ هذا الحديث؛ عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس t به.

قلت: وهذا يدل أنه: عطاء بن عبد الله الخراساني.

وذكر صالح بن أحمد بن حنبل في «العلل» (ج8 ص667-الفتح)؛ عن علي بن المديني قال: (سألت يحيى القطان؛ عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني، فقال: ضعيف).

قلت: وهذا يدل على أن الحافظ البخاري على تشدده في شرط اتصال الإسناد، إلا أنه هنا خفي عليه الانقطاع في أثر ابن عباس t، مع أنه في الغالب يعتمد في العلل على شيخه: علي بن المديني، وهو الذي نبه على هذه القصة بالانقطاع، وهذا يدل على أن العالم يخطئ ويصيب كائنا من كان. ([168])

قال ابن طهمان في «السؤالات» (ص85): (قال ابن معين: عطاء الخراساني، لم يسمع من ابن عباس).

وقال الإمام أحمد: (عطاء الخراساني، لم يسمع من ابن عباس شيئا). ([169])

وكذا ذكر الحافظ عبد الغني المقدسي في «الكمال» (ج7 ص309)؛ عن ابن عباس؛ مرسلا.

وقال الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص263): (عطاء الخراساني: لم يدرك ابن عباس، ولم يره).

قلت: ثم إن أبا إدريس الخولاني، لا يصح سماعه من معاذ بن جبل، وهو الصواب.

وإليك الدليل:

فعن الزهري عن أبي إدريس الخولاني، أنه قال: (أدركت: أبا الدرداء، ووعيت عنه، وعبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وشداد بن أوس، ووعيت عنه، وفاتني معاذ بن جبل، فأخبرني: فلان عنه).

أثر صحيح

أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص73)، وفي «التاريخ الأوسط» (215)، ومعمر بن راشد الأزدي في «الجامع» (20749)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص460)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص340)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص125)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج10 ص38)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج26 ص155) من طريق سفيان بن عيينة، ومعمر، كلاهما: عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره الدارقطني في «العلل» (ج6 ص71)؛ ثم قال: (وخالفهم محمد بن مسلم الزهري، وهو أحفظ من جميعهم، فرواه عن أبي إدريس الخولاني... فذكره).

قلت: وهذا أبو إدريس الخولاني، يحكي عن نفسه، أنه لم يدرك معاذ بن جبل، ولم يسمع منه، فالقول: هو قوله، وهو مقدم على غيره في هذا.

* ويؤكد ذلك، أن أبا إدريس الخولاني كان قد ولد في «غزوة حنين»، وهي في أواخر؛ سنة: «ثمان»، ومات معاذ بن جبل، في سنة: «ثمان عشرة».

* فيكون سن أبي إدريس الخولاني حين مات معاذ بن جبل، «تسع سنوات»، ونصفا، أو نحو ذلك.

فيبعد في العادة، أن يجاري معاذا، في المسجد، هذه المجاراة، ويخاطبه: هذه المخاطبة. ([170])

إذا فإن أبا إدريس الخولاني، لا يصح سماعه من معاذ بن جبل t([171])، وهو الصواب.

قال الحافظ يحيى بن معين في «التاريخ» (ج4 ص432): (قال أبو إدريس الخولاني: فاتني معاذ، فحدثني عنه: يزيد بن عميرة).

وقال الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص83): (قال ابن عيينة، ومعمر عن الزهري عن أبي إدريس، يعني: الخولاني، قال: «أدركت عبادة بن الصامت: وعيت عنه، وأدركت أبا الدرداء: ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس: ووعيت عنه، وفاتني: معاذ بن جبل»).

وقال الحافظ ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص126): (قلت: لأبي؛ سمع أبو إدريس الخولاني، من معاذ بن جبل؟، قال: يختلفون فيه، فأما الذي عندي، فلم يسمع منه).

وكذا قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج6 ص71) في عدم سماع أبي إدريس من معاذ بن جبل.

وقال الإمام الشافعي / في «أحكام القرآن» (ص187): (ونحن لا نقبل الحديث المنقطع؛ عمن: هو أحفظ، من عمرو بن شعيب، إذا كان منقطعا). اهـ

وأما الحافظ ابن عبد البر في «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (ج11 ص114)، فقد ذهب إلى صحة سماع أبي إدريس الخولاني من معاذ بن جبل، بقوله: (واختلف في سماعه من معاذ بن جبل، والصحيح: أنه أدركه، وروى عنه، وسمع منه([172])، وقد يحتمل، أن تكون رواية من روى عنه: «فاتني معاذ»؛ أي: فاتني في معنى كذا، أو خبر كذا ([173])، لأن أبا حازم، وغيره، روى عنه، أنه رأى معاذ بن جبل، وسمع منه([174])، ومن أدرك أبا عبيدة، فقد أدرك معاذا، لأنه مات قبله، في طاعون عمواس وقد سئل: الوليد بن مسلم -وكان من العلماء بأخبار الشام- هل لقي: أبو إدريس الخولاني، معاذ بن جبل؟ فقال: نعم، أدركهما ([175])، وهو ابن عشر سنين، لأنه: ولد عام «حنين»).اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص126): (وإذا صح عن أبي إدريس: أنه؛ لقي معاذ بن جبل، فيحتمل ما حكاه: ابن شهاب عنه من قوله: «فاتني معاذ» يريد فوت لزوم، وطول مجالسة، أو فاتني في حديث: كذا، أو معنى كذا، والله أعلم). اهـ

وتعقبه في ذلك الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (ج5 ص75): (إذا كان قد ولد في «غزوة حنين»، وهي في أواخر سنة: «ثمان»، ومات معاذ بن جبل، سنة: «ثمان عشرة»([176])، فيكون سنه -يعني: الخولاني- حين مات: معاذ بن جبل: «تسع سنوات»، ونصفا، أو نحو ذلك، ويبعد في العادة أن يجاري معاذا، في المسجد هذه المجاراة، ويخاطبه هذه المخاطبة، على ما اشتهر من عادتهم، أنهم لا يطلبون العلم، إلا بعد البلوغ). اهـ

قلت: والجمع الذي جمع به الحافظ ابن عبد البر، قد سبقه إليه الحافظ الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج10 ص38 و39)، وساقه من طرق على أبي إدريس، أنه سمع معاذ بن جبل، بالقصة المذكورة، ولم يصب، لما ذكرنا من ضعف هذه الطرق كلها.

قال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (ج5 ص75): (والزهري: يحفظ عن أبي إدريس، أنه لم يسمع من معاذ بن جبل). اهـ

وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج10 ص37)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص79)، وفي «مسند الشاميين» (2433)، و(2434) من طريق عروة بن مروان الرقي قال: حدثنا شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني عن أبي إدريس عائذ الله قال: (أتيت مسجد حمص([177])، فجلست إلى حلقة، فيها ثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله r، وفيهم شاب آدم خفيف العارضين، براق الثنايا، فقلت: من هذا، فقالوا: هذا معاذ بن جبل، فلما تفرقوا، دنوت منه، فقلت: والله إني لأحبك في الله عز وجل، فضرب بيده إلى حبوتي، فاجرني حتى ألصق ركبتي، وقال: أبشر إن كنت صداقا، فإني سمعت رسول الله r يقول: المتحابون بجلال الله تحت ظل العرش يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عروة بن مروان الرقي، وهو ضعيف لا يحتج به، قال عنه الحافظ الدارقطني: «كان أميا، ليس بالقوي في الحديث».([178])

* وعطاء بن عبد الله الخراساني، كثير الأوهام([179])، والوهم([180]) بذكر زيادة: «تحت ظل العرش» منه، ومن عروة بن مروان أيضا.

قال الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص64): (عطاء الخراساني: ليس بالقوي).

وقال الحافظ البيهقي في «السنن الكبرى» (ج6 ص264): (عطاء الخراساني: غير قوي).

وأخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص127) من طريق ضمرة عن ابن عطاء عن أبيه عطاء الخراساني عن أبي إدريس الخولاني، قال: (دخلت مسجد حمص، فإذا فيه ثلاثون، رجلا، أو نحو ذلك، في حلقة من أصحاب النبي r، كلهم يحدث عن النبي r، وإذا فيهم رجل وضيء الوجه، أكحل العينين، براق الثنايا، وإذا هم يسندون حديثهم إليه، فإذا هو: معاذ بن جبل). وليس فيه: «في ظل عرشه».

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عثمان بن عطاء الخراساني، وهو ضعيف، كما في «التقريب» لابن حجر (ص666)، وعطاء الخراساني، له أوهام، لا يحتج به.

* ورواه كثير بن عبيد بن نمير المذحجي حدثنا بقية بن الوليد ثنا عتبة بن أبي حكيم حدثني عطاء بن أبي مسلم الخراساني قال: حدثني أبو إدريس الخولاني قال: (جئت إلى حمص في طلب حاجة أردتها، قال: فدخلت المسجد مع العشاء، فنظرت، فإذا الحلقة فيها ثلاثون رجلا، أو أقل، أو أكثر يتحدثون، كلهم يقول: سمعت رسول الله r... قال معاذ بن جبل t سمعت رسول الله r يقول: «إن المتحابين في الله في ظل العرش»، فقال عبادة بن صامت t: صدق معاذ، سمعت رسول الله r، يروي عن ربه تبارك وتعالى يقول: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتصافين في، وحقت محبتي للمتباذلين في).

حديث منكر

أخرجه القاضي عبد الجبار الخولاني في «تاريخ داريا» (ص68 و69)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص79)، وفي «مسند الشاميين» (843).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عتبة بن أبي حكيم الهمداني، وهو كثير الخطأ، والأوهام، وضعفه ابن معين، والنسائي، وغيرهما. ([181])

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص657): (عتبة بن أبي حكيم الهمداني: صدوق، يخطئ كثيرا).

قلت: فأخطأ في ذكره، لزيادة: «في ظل العرش».

فهو حديث منكر.

* وعطاء الخراساني، له أوهام في الحديث، وقد سبق ذكره.     

* ورواه شعبة عن يعلى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عن أبي إدريس الخولاني قال: (جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب محمد r، فإذا فيهم شاب حسن الوجه، حسن السن، أدعج العينين، أغر الثنايا، فإذا اختلفوا في شيء، أو قالوا قولا انتهوا إلى قوله، فإذا هو معاذ بن جبل t، فلما كان من الغد جئت فإذا هو يصلي عند سارية، فحذف صلاته ثم احتبى فسكت، فقلت: إني لأحبك من جلال الله، فقال: آلله؟، فقلت: آلله، فقال: فإن المتحابين في الله - قال: أحسب أنه قال: في ظل الله يوم لا ظل؛ إلا ظله. ثم ليس في بقيته شك - يوضع لهم كراسي من نور، يغبطهم بمجلسهم من الرب تبارك وتعالى النبيون والصديقون والشهداء. قال: فحدثت به عبادة بن الصامت، فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت على لسان رسول الله r؛ أنه قال: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتصافين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتواصلين في). شك شعبة في المتواصلين والمتزاورين.

حديث منكر

ولم يذكر: «في ظل العرش».

أخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج9 ص190 و191)، والشاشي في «المسند» (ج3 ص157)، والطيالسي في «المسند» (573)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص229)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص126 و127)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج8 ص307)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص233)، وفي «شعب الإيمان» (8993)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص324).

قلت: وهذا سنده اختلف فيه، واضطرب فيه الرواة([182])، فلا يحتج به، وهو غير محفوظ، بهذا اللفظ، وليس فيه موضع الشاهد: «في ظل عرشه».

ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.

فمرة لا تذكر، ومرة تذكر، ومرة مطولا، ومرة مختصرا.

وأورده ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج13 ص249).

وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج10 ص37 و38)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج8 ص306) من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت الوليد بن عبد الرحمن يحدث عن أبي إدريس العائذي قال: (ذكرت لعبادة بن الصامت t، حديث: معاذ بن جبل t، في المتحابين، فقال: لا أحدثكم؛ إلا ما سمعت على لسان محمد r: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتصافين في، أو المتلاقين في).

وليس فيه موضع الشاهد، وشعبة بن الحجاج، لم يذكر: «في ظل عرشه».

* ورواه العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثني الأوزاعي، عن ابن حلبس([183])، عن أبي إدريس عائذ الله، قال: مر رجل، فقمت إليه فقلت: إن هذا حدثني بحديث رسول الله r، فهل سمعته؟ يعني معاذا. قال: ما كان يحدثك إلا حقا، فأخبرته، فقال: قد سمعت هذا من رسول الله r؛ يعني المتحابين في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وما هو أفضل منه. قلت: إي رحمك الله، وما هو أفضل منه؟ قال: سمعت رسول الله r يأثر عن الله عز وجل قال: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، ولا أدري بأيتهما بدأ. قلت: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت).

حديث منكر

أخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج9 ص190).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وهو صدوق، كما في «التقريب» لابن حجر (ص489).

وقد خالف من هو أوثق منه، وأحفظ، وأشهر؛ في ذكره زيادته: لـ«ظل عرشه»، وهي زيادة منكرة، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، لا يحتمل؛ بمثل: هذه الأحاديث، وهذه الرواية وقع: فيها وهم، وأنها ليست محفوظة.

وعليه؛ فهو: حديث منكر غريب، بهذا اللفظ، والمحفوظ ما تقدم من حديث أبي هريرة t، وفيه: «ظل الله تعالى».

والحاصل: أنه لا يصح في هذا الباب شيء مرفوع عن النبي r.

* فقول الحاكم: هذا إسناد على شرط الشيخين، فيه نظر، لأن العباس بن الوليد البيروتي، ليس من رجال الشيخين، وكذلك: أبوه الوليد البيروتي. ([184])

قلت: وأيضا وقد وقع هذا الوهم من الأوزاعي أيضا، فإنه أنكرت عليه أحاديث في بعض مشيخته([185])، فزيادته هذا، تدل على وهمه، وقد خالف الجماعة في ذلك.

وقد خالفه: مالك بن أنس، وهو أحفظ منه، وأثبت في الحفظ، فلم يذكر: «المتحابون في الله عز وجل، يظلهم الله عز وجل بظل عرشه يوم لا ظل؛ إلا ظله».

فأخرجه مالك بن أنس في «الموطأ» (ج2 ص953 و954)، ومن طريق مالك، أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص233)، والحاكم في «المستدرك» (ج9 ص189)، والجوهري في «مسند الموطأ» (422)، وابن حبان في «صحيحه» (575)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (1449)، و(1450)، والطبراني في «المعجم الكبير» (150)، وابن بكير في «الموطأ» (ج3 ص430 و431)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج10 ص33)، والشاشي في «المسند» (ج3 ص277)، والحدثاني في «الموطأ» (655)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (125)، وابن القاسم في «الموطأ» (414)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8992)، وفي «الأربعين الصغرى» (101)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج2 ص182)، و(ج28 ص108 و109)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص127 و128)، والبغوي في «شرح السنة» (3463)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (2007)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص126)، والكلاباذي في «بحر الفوائد» (832)، والبوشنجي في «المنظوم والمنثور» (36)، وعبد الله بن وهب في «الجامع في الحديث» (234)، وفي «الموطأ» (ص523 و524)، جميعهم: عن مالك بن أنس عن أبي حازم بن دينار عن أبي إدريس الخولاني؛ أنه قال: (دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى شاب براق الثنايا، وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه، وصدروا عن قوله، فسألت عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلماكان الغد هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي. قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله. فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله. قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، وقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله r يقول: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في).

قلت: وهذا الوجه هو المحفوظ، من طريق مالك بن أنس عن أبي حازم سلمة بن دينار عن أبي إدريس الخولاني به، دون ذكر: «في ظل عرشه»، والقصة في «مسجد دمشق»، ليس في «مسجد حمص» فتنبه.

* وهو لا يصح أيضا، للاختلاف الذي فيه، وهو مرسل. ([186])

قال الحافظ أبو حاتم في «علل الحديث» (ج2 ص111): (منهم: من يقول؛ بدل: أبي إدريس الخولاني، أبي مسلم الخولاني).

* يعني: في هذا الحديث. ([187])

قلت: ومن أثبت السماع؛ لأبي إدريس، من معاذ بن جبل، فمن أجل هذا الحديث، وغيره، وهو حديث ضعيف، لا يصح.

* ومن نفاه احتج؛ بما رواه معمر، وسفيان بن عيينة عن الزهري قال: سمعت أبا إدريس الخولاني، يقول: فذكره، وفيه: (وفاتني معاذ بن جبل، فحدثني أصحاب معاذ بن جبل، عن معاذ بن جبل). ([188])

وذكر أئمة الجرح والتعديل، أن أبا حازم، وهم فيه، وغلط، في قوله: عن أبي إدريس الخولاني، أنه لقي معاذ بن جبل. ([189])

فهذا الحديث: خطأ.

ثم إن الحديث اضطرب فيه أبو إدريس الخولاني، فمرة: يرويه عن عبادة بن الصامت وحده، ومرة: يرويه عن معاذ بن جبل وحده، ومرة: يرويه: عنهما جميعا، في قصة واحدة!. ([190])

قال الحافظ الحاكم في «المستدرك» (ج9 ص189): (وقد جمع أبو إدريس؛ بإسناد صحيح([191])، بين معاذ، وعبادة بن الصامت في هذه المتن).

** ورواه محمد بن كثير المصيصي، ثنا الأوزاعي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، قال: (دخلت مسجد حمص، فإذا حلقة فيها نيف وثلاثون رجل من أصحاب رسول الله r فجعل الرجل يقول: سمعت رسول الله r يقول كذا وكذا، وينصت له الآخرون، وفيهم فتى أدعج براق الثنايا، فإذا اختلفوا في شيء انتهوا إلى قوله، فلما انصرفت إلى منزلي بت بأطول ليلة. قلت: جلست في مجلس فيه كذا وكذا من أصحاب النبي عليه السلام لا أعرف منازلهم ولا أسماءهم. فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا الفتى الأدعج قاعد إلى سارية، فجلست إليه، فقلت: إني أحبك لله تعالى، قال: فأخذ بحبوتي، ثم قال: آلله إنك لتحبني في الله؟ قلت: آلله إني لأحبك في الله تبارك وتعالى، قال: أفلا أحدثك بما سمعت من رسول الله r؟ قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. فبينا نحن كذلك إذ مر رجل ممن كان في الحلقة فقمت إليه، فقلت: إن هذا حدثني حديثا عن رسول الله r فهل سمعته؟ قال: ما كان ليحدثك إلا حقا فما هو؟ فأخبرته، فقال: سمعت هذا من رسول الله r وما هو أفضل منه، قلت: يرحمك الله وما الذي أفضل منه؟ قال: سمعت رسول الله r يأثر عن الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت، قلت: فمن الفتى؟ قال: معاذ بن جبل).

حديث منكر

أخرجه ضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج8 ص308 و309)،

 والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (ج10 ص34 و35)، والبزار في «المسند» (ج7 ص143).

وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي: «محمد بن كثير المصيصي، أخرجناه اعتبارا».

 قلت: يشير الحافظ المقدسي على ضعف الإسناد، لأن فيه محمد بن كثير المصيصي، وهو كثير الغلط، والخطأ والوهم في الحديث، وذكره زيادة: «في ظل عرشه»، يدل على ذلك، وقد خالف للثقات الأثبات في هذه الزيادة.

فهي: زيادة منكرة.

قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص891): (محمد بن كثير المصيصي: صدوق، كثير الغلط).

وقال أحمد: محمد بن كثير، «هو منكر الحديث، وقال: يروي أشياء منكرة»، وقال مرة: «ليس بشيء، يحدث بأحاديث مناكير، ليس لها أصل»، وقال البخاري: «لين جدا»، وقال أبو داود: «لم يكن يفهم الحديث»، وقال ابن حبان: «يخطئ ويغرب»، وقال النسائي: «ليس بالقوي، كثير الخطأ». ([192])

 وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (ج3 ص265) من طريق محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي عن يونس بن ميسرة عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل عن عبادة بن الصامت t قال: سمعنا رسول الله r يقول: (إن المتحابين لجلال الله في ظل الله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

ولم يذكر زيادة: «في ظل عرشه»، بل ذكر: «في ظل الله».

* ثم جعل الحديث، من مسند عبادة بن الصامت، من رواية: معاذ بن جبل، عنه، وهذا التخليط من محمد بن كثير المصيصي، فإنه كثير الأوهام. ([193])

* ورواه محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، قالا: سمعنا رسول الله r يقول: (إن المتحابين بجلال الله في ظل الله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

أخرجه الخطيب في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج2 ص304)، وفيه محمد بن كثير المصيصي، منكر الحديث، وقد سبق.

وليس فيه: «في ظل عرشه»، فهذا من الاختلاف في الحديث.

فحديث: الأوزاعي؛ مرة: لا يذكر فيه لفظ: «في ظل عرشه»، ومرة: يذكر فيه: «في ظل عرشه».

وأخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (ج3 ص265) من طريق أحمد بن عنتر، ثنا الأوزاعي، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت t، قال: سمعت رسول الله r، يأثر عن الله عز وجل: (قال حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أحمد بن عنتر لا يعرف، وليس فيه موضع الشاهد، وقد وقع في الإسناد هذا اختلاف، واضطراب، لا يحتج به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زيادات المسند» (ج5 ص328) من طريق الأوزاعي حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير عن أبي إدريس الخولاني، في حديث طويل.

وليس فيه: «ظل العرش».

وأخرجه ضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج8 ص308)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص315) من هذا الوجه.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه رجل لم يسم.

فهو حديث مضطرب.

وسئل الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج6 ص69)، عن حديث أبي إدريس([194]) الخولاني، عن معاذ بن جبل، عن النبي r: «قال الله: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتزاورين في» الحديث.

(فقال: يرويه جماعة من أهل الحجاز والشام، عن أبي إدريس([195])، منهم: أبو حازم سلمة بن دينار، والوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج، ومحمد بن قيس القاص، وشهر بن حوشب، واختلف عنه؛ فرواه ابن أبي حسين، عن شهر، عن أبي إدريس، عن معاذ. ([196])

وخالفه الحجاج بن الأسود، فرواه عن شهر، عن معاذ. ([197])

* ويرويه أيضا عطاء الخراساني، ويزيد بن أبي مريم، ويونس بن ميسرة بن حلبس.

كلهم: عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل([198])، وكلهم ذكروا أن أبا إدريس سمعه من معاذ.

* وخالفهم محمد بن مسلم الزهري، وهو أحفظ من جميعهم، فرواه عن أبي إدريس الخولاني، قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفرا من أصحاب رسول الله r، قال: وفاتني معاذ بن جبل، وأخبرت عنه.

* وروى هذا الحديث: أيضا؛ مسلم الخولاني، عن معاذ بن جبل([199])، حدث به عطاء بن أبي رباح عنه.

ورواه أبو بحرية السكوني، عن معاذ بن جبل. ([200])

ورواه عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ.

حدث به عنه: أبو الزبير المكي.

والقول: قول الزهري، لأنه أحفظ الجماعة). اهـ

* ثم إن أبا إدريس الخولاني، لا يصح سماعه من معاذ بن جبل t ([201])، وهو الصواب.

قال الحافظ يحيى بن معين في «التاريخ» (ج4 ص432): (قال أبو إدريس الخولاني: فاتني معاذ، فحدثني عنه: يزيد بن عميرة).

وقال الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص83): (قال ابن عيينة، ومعمر عن الزهري عن أبي إدريس، يعني: الخولاني قال: «أدركت عبادة بن الصامت: وعيت عنه، وأدركت أبا الدرداء: ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس: ووعيت عنه، وفاتني: معاذ بن جبل»).

وقال الحافظ ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص126): (قلت: لأبي؛ سمع أبو إدريس الخولاني، من معاذ بن جبل؟ قال: يختلفون فيه، فأما الذي عندي، فلم يسمع منه).

* وكذا قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج6 ص71) في عدم سماع أبي إدريس من معاذ بن جبل.

* ورواه الهيثم بن خارجة ثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن أبي مريم قال: سمعت عائذ الله، أبا إدريس الخولاني، يقول: قلت لمعاذ بن جبل: إني لأحبك في الله، فأخذ بحقوي، واجتبذني إليه، ثم قال: والله إنك تحبني؟، قلت: والله إني لأحبك في الله، قال: أبشر، فإني سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في ظل عرشه، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص79 و80)، وفي «مسند الشاميين» (1403)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج28 ص107)، و(ج69 ص167).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه الوليد بن مسلم الدمشقي، وهو مدلس. ([202])

قال الحافظ ابن حجر في «تعريف أهل التقديس» (ص170): (الوليد بن مسلم الدمشقي، معروف، موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق).

وقال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص1041): (ثقة: لكنه كثير التدليس، والتسوية).

يعني: يروي أحاديث عن الشيوخ عن شيوخ ضعاف عن شيوخ قد أدركهم المشايخ، فيسقط: أسماء الضعاف، ويساوي في الإسناد.

* ويزيد بن أبي مريم الدمشقي، لا بأس به، كما في «التقريب» لابن حجر (ص1082)، فلا يقوى على رواية: «في ظل عرشه»، وقد خالف الثقات الأثبات في ذلك.

فهو حديث منكر.

* ورواه أبو معشر عن محمد بن قيس عن أبي إدريس الخولاني قال: (دخلت مسجد حمص، فإذا رجال يتحدثون عن رسول الله r، بأحاديث فيهم شاب أدعج براق الثنايا، إذا تكلم أنصت القوم لكلامه كلهم، وإذا اشتجروا في شيء رضوا فيه قوله، فإذا هو معاذ بن جبل، فجلسنا إليه، فقلت: إني لأحبك، فأخذ بحبوتي فجبذني إليه، حتى مست ركبتي، ركبته، ثم قال: إلا أبشرك عن رسول الله r، يأثره عن الله عز وجل: قال وجبت محبتي للذين يتحابون، ويتجالسون، ويتزاورون، ويتباذلون). وليس في موضع الشاهد.

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص81)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص247).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو معشر وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو ضعيف، وقد اختلط. ([203])

* وأبو إدريس الخولاني، لم يسمع من معاذ بن جبل، على الصحيح.

* ومحمد بن قيس، هو شيخ لأبي معشر، من الطبقة الرابعة وهو ضعيف، ووهم من خلطه، بمحمد بن قيس المدني، وهو: ثقة من الطبقة السادسة. ([204])

* ورواه محمد بن إسماعيل بن عياش ثنا أبي عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن عائذ الله بن عبد الله قال: سمعت معاذ بن جبل t يقول: سمعت رسول الله r يقول: (إن الذين يتحابون في الله في ظل عرش الله، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص80 و81)، وفي «مسند الشاميين» (1659).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه محمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي، وقد عابوا عليه أنه حدث عن أبيه بغير سماع. ([205])

* وضمضم بن زرعة الحمصي، له أوهام في الحديث. ([206])

* وأبو إدريس الخولاني، لم يسمع من معاذ بن جبل، وقد سبق ذلك.

* ورواه حماد بن خالد الخياط ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل t قال: قال رسول الله r: (المتحابون في الله، في ظله يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص78 و79)، وفي «مسند الشاميين» (1926).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه معاوية بن صالح الحمصي، ليس بالثبت في الحديث، وفيه لين، ويهم. ([207])

وقال الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» (ص955): (معاوية بن صالح الحمصي؛ صدوق له أوهام).

قلت: وهذا الحديث غير معروف عن معاذ بن جبل؛ بهذا اللفظ، وهذا وهم من معاوية بن صالح.

وأبو إدريس الخولاني، لم يسمع من معاذ بن جبل شيئا.

* ورواه جعفر بن برقان حدثنا حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني حدثني معاذ بن جبل t قال: سمعت رسول الله r يقول: (قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم: منابر من نور، يغبطهم النبيون، والشهداء).

حديث منكر

أخرجه الترمذي في «سننه» (ج4 ص400)، وأحمد في «المسند» (22002).

هكذا مختصرا، بدون القصة، من رواية أبي مسلم الخولاني، بدلا من أبي إدريس الخولاني، ودون ذكر زيادة: «في ظل عرشه».

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

قلت: بل هو حديث مضطرب، لا يصح، عن معاذ بن جبل.

قلت: والحديث معروف، عن أبي إدريس الخولاني، ولا يعرف عن أبي مسلم الخولاني، وهذا من الاضطراب فيه.

قال الحافظ أبو حاتم في «علل الحديث» (ج2 ص111): (منهم: من يقول بدل؛ أبي إدريس: أبي مسلم).

* ورواه جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: (أتيت مسجد أهل حمص، فإذا فيه حلقة، فيها كهول من أصحاب رسول الله r، وإذا شاب منهم: أكحل العينين، براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى، فتى شاب؛ قال: هذا معاذ بن جبل؛ قال: فجئت من العشي، فلم يحضر، قال: فغدوت من الغد، فلم يجيء: فرحت فإذا أنا بالشاب يصلي إلى سارية؛ قال: فركعت ثم تحولت إليه، قال: فسلم: فدنوت منه، فقلت: إني لأحبك في الله، قال: فمدني إليه؛ قال: كيف قلت؟ قال: قلت: إني لأحبك في الله، قال: سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

* فنقلب الحديث، من حديث أبي مسلم الخولاني، مع ذكر القصة، التي في ذكر أبي إدريس الخولاني، وزيادة: «في ظل العرش»، وهذا من الاضطراب في السند، والمتن.

وهو من حديث معاذ بن جبل t، وحده، والمحفوظ من حديث: أبي إدريس الخولاني.

أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص236 و237)، وابن حبان في «صحيحه» (577)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص130 و131)، والشاشي في «المسند» (ج3 ص280 و281)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص87 و88).

قلت: وحديث أبي مسلم الخولاني، إنما يدور على حبيب بن أبي مرزوق، وليس ممن يعارض، بمثله: بحديث مالك بن أنس عن أبي حازم.

وكذلك؛ حديث: يعلى بن عطاء عن الوليد، أيضا ليس بحجة، على حديث: مالك بن أنس عن أبي حازم. ([208])

قال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص126): (رواه مالك بن أنس، وحسبك؛ يرويه: مالك، مع حفظه، وإتقانه، وثقته).اهـ

قلت: وهذا يقتضي رجحان عدم ثبوت ذكر أبي مسلم الخولاني في السند، والصواب: أبو إدريس الخولاني.

والحديث معروف عن معاذ بن جبل، وعن عبادة بن الصامت أيضا، وهو عن معاذ بن جبل أشهر، وكلاهما: غير محفوظ.

* ورواه وكيع ثنا جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني قال: (أتيت مسجد دمشق، فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد r، وإذا شاب فيهم أكحل العين، براق الثنايا، كل ما اختلفوا في شيء يردوه إلى الفتى، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في الله على منابر من نور، في ظل عرش الرحمن، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص87 و88)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص130 و131).

قلت: وهذا سنده منكر كسابقه، وهو مضطرب، لا يصح.

وذكره السيوطي في «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش» (ص41).

* ورواه وكيع عن جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت قالا: سمعنا رسول الله r؛ يحكي عن ربه، يقول: (حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، والمتحابون في الله تعالى على منابر من نور في ظل العرش، يوم لا ظل؛ إلا ظله).

حديث منكر، ولفظ: «في ظل العرش» غير محفوظ

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص96)؛ من مسند معاذ، ومسند عبادة جميعا، وأخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص131).

قلت: وهذا سنده منكر، وهو مضطرب، وليس هو من حديث: أبي مسلم الخولاني، وقد سبق الكلام عليه.

قال الحافظ أبو نعيم في «الحلية» (ج5 ص122): (رواه جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم، ورواه يزيد ابن أبي مريم، وشهر بن حوشب، وأبو حازم بن دينار، ومحمد بن قيس عن أبي مسلم الخولاني، عن معاذ، وعبادة، نحوه).

* ورواه كثير بن هشام، قال: ثنا جعفر بن برقان، قال: ثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، قال: (دخلت مسجد دمشق، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي r، وإذا فيهم شاب أكحل العينين براق الثنايا، لا يتكلم ساكت، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، فوقع في نفسي حبه، فمكثت معهم حتى تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فصليت، ثم جلست فاحتبيت بردائي، وجلس فسكت لا أكلمه، وسكت لا يكلمني، ثم قلت: إني والله لأحبك، قال: فيم تحبني؟ قلت: في الله عز وجل، قال: فأخذ بحبوتي فجرني إليه هنيهة، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء، قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت فقلت: يا أبا الوليد ألا أحدثك ما حدثني به معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: وأنا أحدثك عن النبي r يرفعه إلى الرب عز وجل، قال: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتناصحين في).

حديث منكر

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص131)، وليس فيه: «في ظل العرش».

وهذا من الاضطراب، وهو ليس بمحفوظ، فهو من غرائب: حبيب بن أبي مرزوق، وقد خولف في إسناده، ومتنه.

* ورواه عبد الله بن جعفر، وسعيد بن حفص النفيلي عن أبي المليح عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل t قال: سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون في ظل العرش، يوم لا ظل؛ إلا ظله على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون، والصديقون).

حديث منكر

أخرجه ابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص92 و93 و94)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص88)، والشاشي في «حديثه» (ص251).

قلت: وهذا سنده منكر، كسابقه، فهو حديث ضعيف مضطرب، اضطرب فيه حبيب بن أبي مرزوق.

فمرة: يذكر الزيادة: «في ظل العرش»، ومرة: لا يذكرها، ومرة: يذكر الحديث مطولا، ومرة: مختصرا، ومرة: بالقصة، ومرة: بدون القصة.

كذلك: الرواة اضطربوا فيه أيضا، كما سبق.

* ورواه عبد الله بن جعفر عن أبي المليح عن حبيب بن أبي مرزوق عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني عن عبادة بن الصامت t قال: سمعت النبي r: يروي عن ربه تبارك وتعالى قال: (حقت محبتي على المتزاورين في). وفي رواية: (حقت محبتي للمتباذلين في).

حديث منكر

أخرجه ابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص 160 و204).

قلت: وهذا سنده منكر، كسابقه.

* ورواه الحسن بن سفيان قال: ثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال: ثنا أبو المليح، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، عن أبي مسلم الخولاني قال: (دخلت مسجدا فإذا حلقة فيها بضع وثلاثون رجلا من أصحاب النبي r، وإذا فيهم شاب آدم أكحل براق الثنايا محتب، فإذا تذكروا أمرا فأشكل عليهم سألوه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: معاذ بن جبل، قال: فقمنا فصلينا المغرب، فلما انصرفنا لم أقدر على أحد منهم، فلما كان من الغد هجرت فإذا أنا بمعاذ قائم يصلي إلى سارية، فصليت إلى جانبه، فظن أن لي إليه حاجة، فلما انصرف قعدت بينه وبين السارية محتبيا، فقلت: والله إني لأحبك من غير قرابة ولا صلة أرجوها منك، قال: فيم ذلك؟ قلت: في الله، قال: فاجتر حبوتي ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل؛ إلا ظله، قال: فأتيت عبادة بن الصامت فأخبرته فقال: سمعت رسول الله r يخبر عن غيره -يعني عن الله عز وجل-: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتناصحين في).

حديث منكر

أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص121 و122).

وقال أبو نعيم: «رواه جعفر بن برقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم، مثله.

*ورواه يزيد بن أبي مريم، وشهر بن حوشب، وأبو حازم بن دينار، ومحمد بن قيس، عن أبي مسلم الخولاني، عن معاذ وعبادة نحوه».

قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو نعيم: عبيد بن هاشم الحلبي، وهو صدوق، تغير في آخر عمره، فتلقن، كما في «التقريب» لابن حجر (ص 653).

وهو حديث مضطرب، وقد سبق.

* ورواه الحسن بن عمرو بن يحيى الفزاري ويكنى: أبا عبد الله، ولقبه أبو المليح، يعني الرقي- عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم قال: (دخلت مسجد حمص، فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله r قال: وفيهم شاب أكحل براق الثنايا، محتب، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم، فانتهوا إلى خبره، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل، قال: فقمت إلى الصلاة، قال: فأردت أن ألقى بعضهم، فلم أقدر على أحد منهم، انصرفوا، فلما كان الغد دخلت، فإذا معاذ يصلي إلى سارية، قال: فصليت عنده، فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية، ثم احتبيت فلبثت ساعة لا أكلمه، ولا يكلمني، قال: ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: لله تبارك وتعالى. قال: فنثر حبوتي، ثم قال: فأبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله r يقول: المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء.

قال: ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت، قال: فحدثته بالذي حدثني معاذ، فقال عبادة: سمعت رسول الله r: يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: حقت محبتي على المتحابين في -يعني نفسه- وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون).

حديث منكر

أخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (ج3 ص444)، وابن حبان في «صحيحه» (ج2 ص338).

قلت: وهذا سنده منكر، وقد اضطرب فيه: حبيب بن أبي مرزوق، كما سبق، وقد خالف من هو أوثق منه، وأحفظ، وأشهر، فلم يذكروا: زيادة: «في ظل العرش»، فهي زيادة منكرة، وليست بمحفوظة.

* ورواه عبيد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، أو الصنابحي أو غيرهما، قال: (دخلت المسجد، فإذا بضعة وثلاثون رجلا من أصحاب محمد r، كلهم يحدث عن رسول الله r، فجلست معهم ساعة، فكان فيهم رجل حسن الهيئة زميت، لا يكاد يحدثهم بشيء حتى يسألوه عنه، لم أعرفه، ثم قمت لحاجة، فأخذتني ندامة، فلما أصبحت غدوت ألتمسهم، فلم أجد أحدا منهم، فمكثت حتى تعالى النهار، وزالت الشمس، فإذا أنا بالرجل الحسن الهيئة، فإذا هو معاذ بن جبل، فقلت: هذا الذي كانوا ينتهون إليه، فعمد إلى سارية فصلى، فقمت إلى جنبه، فصليت ركعتين، ثم جلست، فظن أن لي حاجة، فصلى ثم انصرف، فجلست بينه وبين القبلة مستقبله، فمكثت ساعة لا أسأله عن شيء، ولا يحدثني شيئا، فقلت: ألا تحدثني رحمك الله؟، فوالله إني لأحبك لجلال الله، وأحب حديثك، قال: آلله إنك لتحبني لجلال الله، وتحب حديثي؟، فقلت: والله إني لأحبك لجلال الله وأحب حديثك، فقالها ثلاثا، فأخذ بحبوتي حتى مست ركبتي ركبته، ثم قال: أبشر إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله r يقول: إن الذين يتحابون لجلال الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، فقمت من عنده فرحا بها، فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: إن معاذا حدثني بكذا وكذا، أفسمعته من رسول الله r؟ قال: نعم، سمعت رسول الله r يقول، يروي عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال: حقت محبتي للذين يتحابون في، وحقت محبتي للذين يتجالسون في، وحقت محبتي للذين يتباذلون في، وحقت محبتي للذين يتصافون في).

حديث منكر

أخرجه ابن المبارك في «الرقائق» (ج2 ص426 و427).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه شهر بن حوشب الأشعري، وهو كثير الإرسال، والأوهام، لا يحتج به. ([209])

قلت: ولا يعرف الحديث؛ من حديث: عبد الرحمن بن غنم، وغيره.

وقد شك فيه: شهر بن حوشب الأشعري، وهذا يدل على وهمه في الحديث.

وقد اضطرب فيه، اضطرابا كثيرا، كما سوف يأتي.

وأخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» مختصرا (ج3 ص25) من طريق عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل t به.

وإسناده ضعيف مضطرب.

* ورواه عبد الحميد بن بهرام، قال: أخبرنا شهر بن حوشب، قال: أخبرنا عائذ الله بن عبد الله أنه: (دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله r. . . كانوا أول إمارة عمر بن الخطاب، قال: فجلست مجلسا فيه بضعة وعشرون كلهم يذكرون حديث رسول الله r، وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء، وهو أشب القوم شبابا، فإذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردوه إليه، فحدثهم حديثهم، فبينما عائذ الله جالس معهم في حلقتهم أقيمت الصلاة ففرقت بينهم، فأقسم لي: ما مرت عليه ليلة من الدهر لا مرض شديد سقمه، ولا حاجة مهمة أطول عليه من تلك الليلة، رجاء أن يصبح فتلقاهم، قال: فغدا إلى المسجد فأقبل وأدبر، فلم يصادف منهم أحدا، ثم هجر الرواح فأقبل وأدبر، فإذا هو بالفتى الذي كان بالأمس يشيرون إليه بحديثهم، يصلي إلى أسطوانة في المسجد، فقام عائذ الله إلى الأسطوانة التي بين يديه، فلما قضى صلاته، أسند ظهره إليها فجعلت أنظر إليه حتى علم أن لي إليه حاجة، قال: قلت: قد صليت أصلحك الله؟، فقال الفتى: نعم، قلت: فقمت فجلست مقابله محتبيا، لا هو يحدثني شيئا، ولا أنا أبدأه بشيء، حتى ظننت أن الصلاة مفرقة بيننا، قال: قلت: أصلحك الله، حدثني فوالله إني لأحبك، وأحب حديثك، قال: آلله إنك لتحبني، وتحب حديثي؟، قلت: والله الذي لا إله إلا هو إني لأحبك، وأحب حديثك، فقال الفتى: لم تحبني، وتحب حديثي؟ والله ما بيني وبينك قرابة، ولا أعطيتك مالا، قال: قلت: أحبك من جلال الله، قال له: إنك لتحبني من جلال الله؟، قلت له: والله لأحبك من جلال الله، قال: فأخذ بحبوتي فبسطها إليه حتى أدناني منه، ثم قال: أبشر فإني سمعت رسول الله r يقول: إن الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، فلما حدثني بهذا الحديث أقيمت الصلاة، قال: قلت: من أنت يا عبد الله؟ قال: معاذ بن جبل).

حديث منكر

أخرجه البزار في «المسند» (ج7 ص116 و117 و118).

قلت: وهذا سنده منكر كسابقه، فيه شهر بن حوشب الأشعري، وهو منكر الحديث، لا يحتج به. ([210])

وقد رواه هنا عن أبي إدريس الخولاني، وهذا من الاضطراب.

وأخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص233) من طريق شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل؛ بإسقاط: أبي إدريس الخولاني، وهذا يدل على اضطراب شهر بن حوشب في الحديث.

* ورواه أسد بن موسى، وعلي بن الجعد، وأبو الوليد الطيالسي ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال: حدثني عائذ الله، قال: قلت لمعاذ، إني لأحبك وأحب حديثك، قال: أبشر فإني سمعت رسول الله r، يقول: (إن الذين يتحابون من جلال الله في ظل عرش الله، يوم القيامة، لا ظل إلا ظله).

حديث منكر

أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (715)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص78)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص88)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص127)، وابن فيل في «جزئه» (ق /8/ط)، مختصرا هكذا.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه شهر بن حوشب الأشعري، وهو منكر الحديث ([211])، وقد اضطرب في الحديث في سنده، ومتنه.

* ورواه روح بن عبادة ثنا الحجاج ابن الأسود عن شهر بن حوشب عن معاذ بن جبل t، أن رسول الله r قال: (المتحابون في الله في ظل العرش يوم القيامة).

حديث منكر

أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص233).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه شهر بن حوشب الأشعري، وهو كثير الأوهام في الحديث، لا يحتج به. ([212])

وهذا اضطراب شديد من شهر بن حوشب، يدل على ضعفه.

وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص81) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله r يقول: (المتحابون في الله، في ظل عرش الله، يوم لا ظل؛ إلا ظله، يفزع الناس، ولا يفزعون، ويخاف الناس، ولا يخافون، قال: فقمت من عنده، فأتيت عبادة بن الصامت، فقال عبادة t: وخير منها، سمعت رسول الله r يقول: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتجالسين في، وحقت محبتي للمتزاورين في).

حديث منكر

قلت: وهذا سنده منكر كسابقه، لا يصح.

* ورواه يعلى بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن شهر بن حوشب عن رجل: (أنه أتى الشام، فدخل مسجدا من مساجدها، فإذا رجل آدم شاب جميل وضاح الثنايا... فذكره مطولا)، ولم يذكر زيادة: «في ظل العرش».

أخرجه الشاشي في «المسند» (ج3 ص282).

قلت: وهذا سنده منكر، لا يصح، فيه شهر بن حوشب الأشعري، كثير الاضطراب في الحديث. ([213])

وفيه رجل لم يسم.

قلت: وهذا مما يدل على أن شهرا، لم يجود إسناد هذا الحديث.

فهو: غير محفوظ البتة.

* ورواه موسى بن عبيدة عن عبد الله بن أبي سليمان عن أبي بحرية قال: (قدمت الشام على معاذ بن جبل، فقلت: إني أحبك في الله فأخذ بحجري، فجذبني، وقال: آلله، مرتين، أو ثلاثا، فقلت: آلله، فقال: سمعت رسول الله r، يقول: وجبت محبتي، أو رحمتي للذين يتحابون في، ويتجالسون في، ويتزاورون، ويتباذلون في).

حديث منكر

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص92)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص129)، وليس فيه موضع الشاهد.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف الحديث، كما في «التقريب» لابن حجر (ص983)، والحديث لا يعرف عن أبي بحرية.

* ورواه مسدد بن مسرهد قال: حدثنا حماد بن زيد عن الجريري عن رجل قال: قلت: لمعاذ بن جبل، إني أحبك في الله، أو أحبك لله، فقال لي: انظر ما تقول -قالها ثلاث مرات؛ ثم قال: إني سمعت رسول الله r يقول: (إن الله يحب الذين يتحابون في الله، ويحب الذين يتقاعدون فيه، ويحب الذين يتباذلون فيه، ويحب الذين يتزاورون فيه، ويحب الذين يتجاورون فيه)، وليس فيه: «في ظل عرشه».

حديث منكر

أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص174).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه رجل لم يسم.

فهو حديث مضطرب.

وأخرجه الطيالسي في «المسند» (572) عن معاذ بن جبل t، موقوفا؛ ولا يصح.

21) وعن سلمان الفارسي t أنه قال: (سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، الإمام العادل، ورجل لقي رجلا، فقال: والله إني لأحبك في الله، وقال الآخر مثل ذلك، ورجل قلبه معلق بالمساجد من حبها، ورجل جعل شبابه ونشاطه فيما يحب الله ويرضاه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها، فتركها من خشية الله، ورجل إذا أعطى صدقته بيمينه كاد أن يخفيها من شماله، ورجل إذا ذكر الله فاضت عيناه من خشية الله تعالى).

أثر منكر

أخرجه محمد بن عثمان في «العرش» (ص429 و430)، والذهبي في «العلو» تعليقا (ج1 ص652) من طريق إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن إبراهيم بن الفضل، عن الوليد بن عتبة، عن سلمان الفارسي به.

قلت: وهذا سنده منكر، وله ثلاث علل:

الأولى: إسماعيل بن إبراهيم التيمي، وهو ضعيف، قال عنه أبو حاتم: «ضعيف الحديث»، وقال ابن نمير: «ضعيف جدا»، وقال النسائي: «ضعيف».([214])

الثانية: إبراهيم بن الفضل المخزومي، قال عنه: أحمد: «ضعيف الحديث، ليس بقوي»، وقال البخاري: «منكر الحديث»، وقال ابن حجر: «متروك»، وضعفه أئمة الجرح والتعديل.([215])

الثالثة: الوليد بن عتبة، لم أجد له ترجمة، فهو: مجهول، ويقال له: «الوليد بن عقبة»، و«الوليد بن عيينة».

قال الحافظ الذهبي في «العلو» (ج1 ص652): (هذا حديث: موقوف، ضعيف الإسناد). اهـ

وأورده الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (ج2 ص144)؛ من طريق سعيد بن منصور في «سننه» عن سلمان الفارسي، وحسن إسناده، ولم يصب، لضعف الإسناد، وقد سبق.

وكذا؛ الحافظ العيني ذكره في «عمدة القاري» (ج5 ص177)؛ ثم قال: «إسناده حسن»، وفيه نظر.

* وحسنه الحافظ السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص36)، ولم يصب، لنكارة الإسناد والمتن.

وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص334) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمي موسى بن يسار: أن سلمان، كتب إلى أبي الدرداء t: (إن في ظل العرش رجلا قلبه معلق في المساجد من حبها).

قلت: وهذا سنده ضعيف، لانقطاعه فإن موسى بن يسار، لم يسمع من سلمان الفارسي، ولا تعرف له: رواية عنه.([216])

* ثم إنه: حديث موقوف، وهو مضطرب أيضا.

وأخرجه البخاري في «المختصر من تاريخ هجرة رسول الله r» (ج3 ص580)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج4 ص154) من طريق إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه: كتب سلمان الفارسي، إلى أبي الدرداء، أو أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي به.

* وهذا من الاختلاف، وإسناده منكر، فيه سهيل بن أبي صالح المدني، تغير حفظه، ويخالف الثقات، وهو موقوف.

* وذكوان: أبو صالح المدني، لم يسمع من سلمان الفارسي، وأبي الدرءداء([217])، فالإسناد منقطع.

قال الحافظ اللالكائي / في «انتخابه من فوائد الحرفي» (ص153)؛ في حديث آخر: (حديث: أبي صالح ذكوان، وهو لم يسمع، من أبي الدرداء: شيئا، وهو مرسل). اهـ

* وقد أعله الحافظ البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106)؛ بالاختلاف.

وأخرجه البخاري في «المختصر من تاريخ هجرة رسول الله r» (ج3 ص580) من طريق إسحاق بن شاهين الواسطي حدثنا خالد عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه: كتب سلمان إلى أبي الدرداء بهذا.

قلت: وهذا من الاختلاف، وهذا ظاهر، وإسناده منكر، كسابقه.

* وقد أعله الحافظ البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106)؛ بالاضطراب.

وهذا التخليط من سهيل بن أبي صالح المدني.

* وخالف: عبد الله بن عامر، فرواه: عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة t رفعه: (سبعة يظلهم الله).

أخرجه البخاري في «المختصر من تاريخ هجرة رسول الله r» (ج3 ص580)، وابن عدي في «الكامل» (ج4 ص154)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج9 ص253 و254).

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عبد الله بن عامر المدني، قال عنه البخاري: «يتكلمون في حفظه»، وقال ابن حجر: «ضعيف»، وقال أحمد: «ضعيف»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال النسائي: «ضعيف»، وقال ابن معين: «ليس بشيء، ضعيف»، وقال أبو داود: «ضعيف»، وقال أبو أحمد الحاكم: «ليس بالقوي عندهم»، وقال أبو حاتم: «متروك».([218])

* وسهيل بن أبي صالح المدني، يخالف ويخطئ، فلا يحتج به فيما خالف الثقات.

وقد أعله الحافظ البخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص106).

وأعله الشيخ الألباني أيضا في «الثمر المستطاب» (ج2 ص631)؛ بقوله: «عبد الله بن عامر الأسلمي: ضعيف».

* ثم قال الشيخ الألباني / في «الثمر المستطاب» (ج2 ص632): (ويقويه الحديث الآخر، المشار إليه، والذي فيه هذه الزيادة، وهو من حديث سلمان الفارسي، عند: سعيد بن منصور؛ بإسناد حسن موقوفا عليه).([219]) اهـ

وأخرجه سعيد بن منصور في «السنن» (ج4 ص157 و158)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج5 ص2035) من طريق أبي معاوية عن إبراهيم الهجري عن الوليد بن عيينة عن سلمان t قال: (سبعة يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم القيامة).

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه إبراهيم بن مسلم الهجري، ضعفوه.([220])

* والوليد بن عيينة([221])، مجهول.

وأورده الحافظ البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج8 ص182)؛ من رواية: سعيد بن منصور ثم أعله؛ بقوله: (في سنده: إبراهيم الهجري). اهـ

وأخرجه أحمد في «الزهد» (ج2 ص88)، وهناد في «الزهد» (ج1ص273) من طريق العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، عن سلمان الفارسي t قال: (إن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله).

دون ذكر: «ظل عرشه».

قلت: وهذا سنده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن إبراهيم بن يزيد التيمي، لم يسمع من سلمان الفارسي، وهو يرسل عن الصحابة y.([222])

وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص201)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج3 ص955)، وفي «شعب الإيمان» (9029) من طريق معمر عن قتادة أن سلمان t، قال: (التاجر الصادق مع السبعة في ظل عرش الله يوم القيامة).

قلت: وهذا سنده ضعيف مرسل؛ فإن قتادة لم يسمع من سلمان الفارسي.([223])

* وهو أثر مضطرب في سنده، وفي متنه، وهذا ظاهر.

وذكره الشيخ الألباني في «الثمر المستطاب» (ج2 ص632).

* فهو: حديث موقوف، وهو مضطرب لا يحتج به في الدين.

فمرة: يروى عن الوليد بن عتبة عن سلمان الفارسي من قوله.

ومرة: يروى عن الوليد بن عقبة عن سلمان الفارسي من قوله.

ومرة: يروى عن الوليد بن عيينة عن سلمان الفارسي من قوله.

ومرة: يروى: عن إبراهيم التيمي عن سلمان الفارسي من قوله.

ومرة: يروى عن قتادة عن سلمان الفارسي من قوله.

ومرة: يروى عن موسى بن يسار عن سلمان الفارسي عن أبي الدرداء.

ومرة: يروى عن أبي صالح: كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء.

ومرة: يروى عن أبي صالح: كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء، أو أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي.

فهذا الحديث: قد اضطرب في إسناده، ومتنه اضطربا كثيرا، فلا يصح بحال من الأحوال.

22) وعن العرباض بن سارية t، قال: قال رسول الله r: (قال الله عز وجل: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي).

حديث منكر

أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص128)، وابن أبي الدنيا في «الإخوان» (ص87)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص111)، والخطيب في «موضح أوهام الجمع» (ج2 ص251)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج17 ص435)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص258)، والذهبي في «العلو» (177) من طريق إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن العرباض بن سارية t به.

قلت: وهذا سنده منكر، فيه عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، قال عنه ابن المديني: «مجهول». ([224])

لذلك قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص601): (مقبول)، أي: حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.

وذكر الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج8 ص24)؛ قول الإمام ابن المديني: أنه: «مجهول»، وأقره.

وذكر الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج4 ص322)؛ قول الإمام ابن المديني: أنه «مجهول»، وأقره.

وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج5 ص109)؛ على قاعدته في توثيق المجاهيل.

* ورأيت الشوكاني في «نيل الأوطار» (ج1 ص125)؛ ذكر: لعبد الرحمن الحضرمي، حديث: الوضوء، ثم قال: «إسناده صالح»، يعني: ليس بذاك.

* ومع ذلك:

قال الحافظ الذهبي في «العلو» (ج1 ص656): «إسناده حسن».

وقال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص48): «إسناده جيد».([225])

وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج10 ص179)؛ ثم قال: (رواه أحمد، والطبراني في «الكبير»، وإسنادهما: جيد».

قلت: وليس؛ كما قالوا، وذلك لجهالة: عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي.

وذكره السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص42)، والهندي في «كنز العمال» (ج9 ص12).

* ثم هناك علة أخرى في الإسناد، وهي عدم تصريح: عبد الرحمن الحضرمي؛ بالسماع من العرباض بن سارية، مما يدل على أنه لم يسمع منه، لأنه لم أقف على شيء  يثبت سماعه منه، فالإسناد منقطع أيضا.

* ثم ذكر له: لأثر في «الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص457)؛ يدل على عدم صدقه في الحديث.

لذلك: لا يحتج به في الحديث.

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

درة نادرة فتوى العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز في أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة..........................

5

2)

جوهرة نادرة فتوى شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة...

6

3)

فتوى العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة...........................

8

4)

فتوى العلامة الشيخ مقبل الوادعي أن الدكاترة هم: الجهال في العلم والعقيدة والفقه والمنهج والشريعة..............................................

9

5)

ذكر الدليل على إثبات صفة: «الظل» لله تعالى، وأنه له: «ظل» يليق بجلاله، وهذا يدل على عدم ثبوت الأحاديث التي فيها ذكر: «ظل العرش»، وهي منكرة..............................................................................

13

6)

فتوى الإمام ابن باز في إثباته لـصـفـة: «الظل» لله تعالى على ظاهر الأحاديث، وأن القاعدة واحدة في الأسماء والـصـفات عند أهل السنة والجماعة........................................................................................

25

7)

ذكر الدليل من آثار السلف في أن منهجهم في إثبات صفات الله تعالى إمرارها على ظاهرها؛ ومن هذه الصـفـات، صفة: «الظل» لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله..........................................................

26

8)

ذكر الدليل على أن: «الظل» هو: صفة من صفات الله تعالى يليق بجلاله وكماله، وأن كيفية: «الظل» لا تعرف كسائر الـصـفـات، وقد أجمع السلف على إثبات صفة: «الظل» لله تعالى، ومن قال بخلاف هذا الاعتقاد السلفي من دون العلماء المجتهدين، فهو مبتدع خارج عن السنة، لأنه خالف السنة والآثار................................

33

9)

ذكر الدليل  على تفنيد أحاديث: «ظل العرش»، وأنها لا تــصــح عن النبي، فلا يحتج بها في الاعتقاد........................................................

47

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) المرجع: «التواصل المرئي»؛ بصوت: «الشيخ ابن باز /»، في سنة: «1435هـ»، وهو ينصح طلبة الجامعات الإسلامية في تعلم العقيدة الصحيحة.

([2]) انظر: «ماذا ينقمون من الشيخ» (ص2).

([3]) وهذا كلام ينطوي على جهل بأصول الحديث وعلله، فالرواية في: «ظل العرش»؛ لم تثبت، وهي معلولة، عند الإمام البخاري، والإمام مسلم، بالرواية: الصحيحة، التي تنص: بـ«ظل الله».

([4]) وهذا تأويل لم يقل به أحد من السلف الصالح، بل هو: من التأويل الفاسد، وهو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح، إلى الاحتمال المرجوح، لدليل يقترن به.

     قلت: وهذا الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات.

     * وهم: بهذا الاعتبار يأخذون الأدلة، من الكتاب والسنة: ويؤولونها، وإن لم يقم عندهم دليل يستدلون به، فهو تأويل فاسد من قبيل اللعب، والتهاون بالنصوص الشرعية، لأنه تلاعب بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه r، من غير دليل، ولا مستند.

     * والقاعدة المعروفة: عند علماء الحديث: أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله تعالى، ولا شيء من سنة رسوله r، عن ظاهره؛ إلا بدليل يجب الرجوع إليه.

     وانظر: «منهج دراسات لآيات الأسماء والصفات» للشيخ الشنقيطي (ص18 و19).  

([5]) بل لم يثبت، وهو حديث منكر، وهذا خوض في علم الحديث، بغير علم، وهو مذموم في الشريعة المطهرة.

     * وهذا يدل على أن: «السحيمي» هذا: هو سائر في عدم اهتمامه بالإسناد الصحيح، وعدالة الرجال في الأحاديث.

     وانظر: «الوصية الكبرى» لابن تيمية (ص70 و83).

     * لذلك: أصل أصلا فاسدا، واشتبه عليه في الاعتقاد.

     قال الإمام ابن القيم / في «شفاء العليل» (ج1 ص48): (وكل من أصل أصلا، لم يؤصله الله تعالى، ورسوله r، قاده قسرا إلى رد السنة وتحريفها عن مواضعها). اهـ.

     وقال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج3 ص925): (وأما الاشتباه في المعنى، فيكون له وجهان، هو حق من أحدهما، وباطل من الآخر، فيوهم إرادة الوجه الصحيح؛ ويكون مراده باطل، فأصل: ضلال بني آدم في الألفاظ المجملة، والمعاني المشتبهة). اهـ.

([6]) إذا أثبتنا حديث: «ظل العرش»، ففيه: تعارض في الظاهر، وليس كذلك، وسوف يأتي نقض شبهة: «السحيمي» في أثناء الرد عليه.

([7]) «التواصل المرئي»، بعنوان: «فتوى في الظل»، بصوت: «صالح السحيمي»، في سنة: «1440هـ».

([8]) كلامه كله: خبط وخلط، ما يدري ما يخرج من رأسه.

([9]) لذلك: يجب أن نتعرف على علماء السنة، ونسأل عنهم: في البلدان، للرجوع إليهم في أحكام الدين، لقوله تعالى: ]فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون[ [النحل:43].

     * فهذا هو الأصل: الذي يجب سلوكه، وإشاعة نوره في الدين.

     * وما ضل من ضل: من الشباب المسكين؛ إلا بسبب أنهم؛ اتخذوا لهم: رؤساء جهالا، لا يفقهون من الدين؛ إلا ما يحلوا لهم، وغاية ما عند هؤلاء الجهال من العلم، إنما هو مجرد ثقافات أشتات، ليس لها أي صلة بالدين.

     * وهذا الذي وقع فيه: الشباب الضائع، هو الذي حذر منه الرسول r: من اتخاذ رؤوس جهال، يفتون بغير علم؛ فيضلون، ويضلون.

([10]) لكن لغلبة الجهل بهؤلاء الدكاترة، وقلة العلم النافع فيهم، يظنون بمثل: هذا الأمر يجوز القول به في الدين.

     * فكان هذا: «السحيمي»، وأمثاله في ناحية أخرى من الدين.

     * فهذا: «السحيمي» لبس الحق بالباطل، وافترى على الله تعالى، ورسوله r، والصحابة y، ونسب إليهم ما ليس من دينهم.

([11]) وانظر: «التعريفات» للجرجاني (ص250 و251)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب الأصفهاني (ص504)، و«القاموس الفقهي» لسعدي (ص359).

([12]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج4 ص107 و108)، و(ج11 ص555)، و(ج18 ص346)، و«الاستقامة» له (ج1 ص42)، و«جامع العلوم والحكم» لابن رجب (ص265)، و«تلبيس إبليس» لابن الجوزي (ص290)، و«الاعتصام» للشاطبي (ج1 ص37)، و«الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع» للسيوطي (ص88)، و«شرح لمعة الاعتقاد» لشيخنا ابن عثيمين (ص40).

([13]) وانظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (ج1 ص107)، و«قواعد الأحكام» للعز بن عبد السلام (ج2 ص172 و174)، و«إثبات الحق على الخلق» لابن المرتضى (ص84 و88).

([14]) انظر: «جامع المسائل» (ج5 ص250).

([15]) قلت: والسحيمي هذا، لم يعرف بالدعوة السلفية الصحيحة، بل اشتهر عنه بما يناقضها، في التمييع في الدين، حيث أنه لا يرد يد لامس في البلدان، نعوذ بالله من الخذلان.

([16]) قلت: لأن النبي r: أثبت لله تعالى: «ظلا»: لحكمة أرادها الشارع يوم القيامة، فافهم لهذا ترشد.

([17]) وانظر: «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص441)، و«إغاثة اللهفان» له (ج2 ص167)، و«الإحكام» لابن حزم (ج1 ص98).

([18]) والسحيمي : هذا يعتبر من أتباع ربيع المدخلي سابقا، وانفصل عنه: هو وغيره أخيرا.

     * بعدما ذاق بعضهم ببعض للأمرين، من التفرق، والتشتت، وغير ذلك من الخزي.

     * حتى قام السحيمي يبكي في قصائده البالية على جماعتهم الضالة، وينادي للعلماء أن ينقذوها من الخزي، والفضائح، والتفرق فيما بينهم أمام العالم، وذلك بما أسسوا في المنهج من البدع والضلالات، ولم ينكر بعضهم على بعض في ذلك: ]كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون[ [المائدة: 79]؛ فذمهم الله تعالى، لتركهم النهي، لا ينهى بعضهم بعضا في البدع.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص42): (والبدعة: مقرونة بالفرقة، كما أن السنة: مقرونة بالجماعة). اهـ.

     قلت: والافتراق يؤدي إلى الهلاك لصاحبه، ومن يتبعه، كما قال رسول الله r: (لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا).

     أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج5 ص53) من حديث أبي هريرة t.

     * فاختلف: ربيع وأتباعه في الدين، فهلكوا، ولا بد.

     وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج3 ص421): (فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به، وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم: فسدوا وهلكوا). اهـ

     * ويحكم بالمفارقة، على كل من خرج عن سبيل أهل السنة والجماعة في أصل مما عدوه من أصول الدين، وقد عاند وأصر عليه.

([19]) فماذا درسهم هذا، من علم غير نافع لهم، وقد رجع هؤلاء الشباب إلى بلدانهم، وهم: أخذوا منه ما يخالف الشريعة المطهرة.

     * والسحيمي هذا: لم يعرف بطلب العلم على يد المشايخ الثقات في المساجد.

     * فلم يعرف إلا بالدراسة الأكاديمية الجامعية، التي ذمها: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني، وغيرهم.

     * فدراسته هذا لا تساوي شيئـا في ديننا.

([20]) وهو طريق صاحب الهوى، وصاحب الجهل.

([21]) وانظر: «التدمرية» لابن تيمية (ص91 و96)، و«درء تعارض العقل والنقل» له (ج1 ص14 و206)، و(ج5 ص234)، و«الفرقان» له أيضا (ص14 و21)، و«نقض المنطق» له أيضا (ص14 و21)، و«الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص632)، و«إعلام الموقعين» له (ج1 ص55)، و«لوامع الأنوار» للسفاريني (ج1 ص8)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب الأصفهاني (ص209)، و«الاعتصام» للشاطبي (ج2 ص334)، و«التعريفات» للجرجاني (ص276)، و«القاموس الفقهي» لسعدي (ص391)، و«منهج دراسات لآيات الأسماء والصفات» للشنقيطي (ص18 و19)، و«التوقيف على مهمات التعاريف» للمناوي (ص354).

([22]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج7 ص392 و393).

     قلت: وخاض: «السحيمي» هذا، في الأمور الغيبية، التي لا يجوز الخوض فيها بالعقل، والهوى، والرأي، لأن ذلك من شأنه أن يقود صاحبه إلى تكذيب السنة ومخالفتها، والخوض والمجادلة بالباطل، وإلى عدم الثبوت في الاعتقاد، بل يكون الشك، والتنقل من اعتقاد إلى اعتقاد، والوقوع في العداوة لأهل السنة والجماعة في الدين.

([23]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن ناصر الدين في «إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك» (ص82).

     بإسناد صحيح.

([24]) انظر: «جامع المسائل» (ج4 ص50).

([25]) وروايات: «في ظل عرشه» كلها منكرة لا تصح، فلا يحتج بها في الاعتقاد، يأتي بيان ضعف هذه الروايات، وأن روايات الصحيحين أصح منها.

([26]) أي: من غير تفسير، وأرادوا به تفسير الجهمية المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة y، والتابعون الكرام من الإثبات.

       وانظر: «الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص333)، و«التدمرية» له (ص112 و113).

       قال تعالى: ]فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون[ [النحل: 74].

       وقال تعالى: ]فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون[ [البقرة: 22].

([27]) انظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص35 و36 و37)، و(ج6 ص469)، و«الاعتقاد» للالكائي (ج3 ص454)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز الحنفي (ج1 ص222)، و«معالم السنن» للخطابي (ج3 ص555)، و«شرح العقيدة الواسطية» للهراس (ص112)، و«أصول السنة» لابن أبي زمنين (ص110)، و «ذم التأويل» لابن قدامة (ص11 و12)، و«أجوبة في أصول الدين» لابن سريج (ص86)، و«حقيقة التأويل» للمعلمي (ج6 ص52 و54)، و«القائد إلى تصحيح العقائد» له (ص114 و115 و123)، و«الكواشف الجلية» للسلمان (ص98 و99 و100)، و«أجوبة في الصفات» للخطيب (ص74 و75)، و«التحف في مذاهب السلف» للشوكاني (ص31)، و«دراسات لآيات الأسماء والصفات» للشنقيطي (ص10 و11).

([28]) انظر: «الفتوى الحموية الكبرى» لابن تيمية (ص303 و307)، و«التدمرية» له (ص89 و116)، و«درء تعارض العقل والنقل» له أيضا (ج1 ص201 و208)، و«شرح القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص269)، و«الجواب المختار لهداية المحتار» له (ص26)، و«التحف في مذاهب السلف» للشوكاني (ص32)، و«الحاشية على العقيدة الواسطية» لابن مانع (ص31)، و«الصفات الإلهية» للشيخ الجامي (ص235)، و«صفات رب العالمين» لابن المحب (ق/246/ط)، و(ص68 و69/م)، و«الفاروق بين المثبتة والمعطلة» لأبي إسماعيل الأنصاري (ص4).

([29]) وهم: المشبهة الذين شبهوا ذات الله تعالى بذات خلقه، أو صفاته بصفات خلقه.

     انظر: «الفرق بين الفرق» للبغدادي (ص255)، و«الملل والنحل» للشهرستاني (ج1 ص103).

([30]) أي: لعظمتي؛ أي: لأجل تعظيم حقي وطاعتي لا لغرض دنيا.

([31]) قلت: وهذه الأحاديث من أحاديث الصفات التي لا ينبغي أن تؤول بدون دليل.

([32]) قلت: والذي يخوض في هذه المسألة بتقليد لزلات العلماء، فهذا يكون عليه الوزر يوم القيامة.

     فهذا: «الظل» لله تعالى يليق بجلاله؛ كسائر صفاته، لأن النبي r أضافه إلى الله تعالى.

 

([33]) وانظر: «شرح القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص269)، و«التدمرية» لابن تيمية (ص7)، و«الصفات الإلهية» للشيخ الجامي (ص234)، و«الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (ج3 ص33)، و«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (ج6 ص319)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج3 ص236)، و«فتح الباري» لابن رجب (ج5 ص101)، و«بيان فضل علم السلف على علم الخلف» له (ص48)، و«اجتماع الجيوش الإسلامية» لابن القيم (ص119). 

([34]) انظر: «الأمالي المطلقة» لابن حجر (ص98).

 

([35]) قلت: ولا يدع أحاديث صفة «الظل»، إلا متعالم مبتدع.

       قال الإمام البربهاري / في «شرح السنة» (ص35): (وإذا سمعت الرجل يطعن في الآثار، أو يرد الآثار، فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع). اهـ

([36]) يعني: لا نطلب لها المعاني الباطلة المحرفة؛ مثل: تحريف المعطلة النفاة.

        وانظر: «المصباح المنير» للفيومي (ج9 ص165).

([37]) قلت: وقد اتفقتا الجهمية والزنادقة على اتباع المتشابه من الآيات والأحاديث، وتأويلها على غير تأويلها الصحيح.

      وانظر: «الرد على الجهمية والزنادقة فيما شكوا فيه من متشابه القرآن وتأولوه على غير تأويله» للإمام أحمد (ص169).

([38]) قلت: وعليك بمجانبة كل مذهب، لا يذهب إليه السلف الصالح في أصول الدين وفروعه.

      وانظر: «خلق أفعال العباد» للبخاري (ص134)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص24)، و«العقيدة الإسلامية» للشيخ محمد الجامي (ص96).

([39]) وانظر: «الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج2 ص640 و653 و654)، و«شرح العقيدة الأصفهانية» لابن تيمية (ص259)، و«اعتقاد أهل السنة والجماعة» للإسماعيلي (ص172)، و«الفاروق بين المثبتة والمعطلة» لأبي إسماعيل الأنصاري (ص4 و6)، و«صفات رب العالمين» لابن المحب (ق/219/ط)، و(ص52/م).

([40]) وانظر: «تاج العروس» للزبيدي (ج1 ص155).

([41]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص670).

([42]) وهذا حديث من التلقين، وأن زيادة: «ظل العرش» لم تثبت في «الصحيحين»، وقد أعرض عنها الإمام البخاري في «صحيحه»، مما يدل أنه يعل هذه الزيادة.

([43]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج19 ص504)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج7 ص158)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص429)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص172).

([44]) وانظر: «تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش» للسيوطي (ص63).

([45]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص745)، و«تهذيب التهذيب» له (ج8 ص101)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج22 ص225)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج3 ص1007)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص305).

([46]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج22 ص225).

([47]) وانظر: «الضعفاء» للعقيلي (ج3 ص1007).

([48]) وانظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص263).

([49]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص151)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص275)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص220)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج2 ص682)، و«المختصر من تاريخ هجرة رسول الله» للبخاري (ج3 ص579 و582).

([50]) قلت: فقلب عبد الله بن عامر الأسلمي، الحديث: من: «ظل الله»، إلى «ظل عرشه»!.

     فهو: حديث منكر، بهذا اللفظ.

([51]) أثر صحيح.

     أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (ج2 ص682)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج5 ص123)، وابن عدي في «الكامل» (ج4 ص1472).

([52]) سهيل بن أبي صالح السمان، تغير حفظه بآخره.

     انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص421).

([53]) يعني: رواية، «الصحيحين»، وهي: رواية الجماعة.

([54]) وصححه الشيخ الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (ج2 ص30)؛ بهذا الإسناد، وبلفظه، فأبعد النجعة، ولم يصب في تصحيحه له.

([55]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج23 ص317)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج3 ص1151)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج2 ص516)، و«ديوان الضعفاء» له (ص322)، و«التاريخ» للدوري (ج2 ص477)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص141)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص189).

([56]) لعظمتي؛ أي: لأجل تعظيم حقي، وطاعتي، لا لغرض دنيا.

([57]) وانظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص165 و166)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص272)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص250)، و«الكمال في أسماء الرجال» للمقدسي (ج5 ص327).

([58]) وانظر: «التقريب» لابن حجر (ج1 ص340)، و«تهذيب التهذيب» له (ج4 ص272)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص250)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص240)، و«التاريخ الأوسط» للبخاري (ج4 ص1044)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج10 ص319).

([59]) انظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج4 ص369)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص272)، و«ديوان الضعفاء» له (ص304)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج3 ص1002).

([60]) أو من الناسخ.

([61]) وهذا اللفظ، أصح من لفظ: «في ظل عرشه».

([62]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص590)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص189)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص11).

([63]) فهذا خطأ، إنما هو مرفوع عن النبي r، لا يوقفه الثقات الأثبات.

([64]) أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج2 ص385)؛ رواية: محمد بن يحيى النيسابوري.

([65]) يعني: كبر في السن.

([66]) وهذا الحديث، الذي أوقفه على أبي هريرة، وهو مرفوع، من جملتها.

([67]) والوهم: هنا من حماد بن سلمة.

([68]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص229)، و«ديوان الضعفاء» له (ص405)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج6 ص2432).

([69]) انظر: «الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج6 ص2432).

([70]) انظر: «المجروحين» لابن حبان (ج2 ص229)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص399)، و«ديوان الضعفاء» له (ص329)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص21).

([71]) وانظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص38).

([72]) انظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص358)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص864).

([73]) انظر: «المجروحين» لابن حبان (ج2 ص279)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج25 ص526)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج1 ص133)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج7 ص302)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج5 ص390)، و«السنن» للدارقطني (ج1 ص221).

([74]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج2 ص280)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص143)، و«شرح الموطأ» للزرقاني (ج4 ص343)، و«شرح السنة» للبغوي (ج2 ص354)، و«العلل» لابن أبي حاتم (ج2 ص407 و408).

([75]) ولم يتفطن الشيخ الألباني /: لمراد الإمام البخاري، والإمام مسلم وغيرهما في عدم ذكرهما لزيادة: «في ظل عرشه»؛ في «الصحيح»، فصححها في «إرواء الغليل» (ج3 ص396)، وفي «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص531 و539 و542)؛ فلم يصب، فافهم لهذا ترشد.

([76]) وانظر: «تاريخ بغداد» للخطيب (ج4 ص335)، و«السير» للذهبي (ج13 ص554)، و«تذكرة الحفاظ» له (ج2 ص285)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص257).

([77]) انظر: «سؤالات السهمي» (ص119).

([78]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص515)، و«تهذيب التهذيب» له (ج5 ص256)، و«لسان الميزان» له أيضا (ج7 ص264)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (ج1 ص342)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج2 ص267).

([79]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص421) من طريق مالك، والترمذي في «سننه» (ج3 ص283)، في كتاب «الزهد»، من طريق مالك.

     وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روي هذا الحديث عن مالك بن أنس: من غير وجه، مثل هذا، وشك فيه: وقال عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد، وعبيد الله بن عمر: رواه عن خبيب بن عبد الرحمن، ولم يشك فيه، فقال: عن أبي هريرة t).

     وأخرجه مالك في «الموطأ» (ج2 ص952 و953).

([80]) أخرجه البخاري في «جامعه الصحيح» (ج2 ص143)، في كتاب: «الأذان»، عن محمد بن بشار حدثنا يحيى القطان.

     وأخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص292) في كتاب: «الزكاة»، عن مسدد حدثنا يحيى القطان.

     وأخرجه البخاري في «صحيحه» (ج11 ص312) في كتاب: «الرقاق»، عن محمد بن بشار حدثنا يحيى؛ مختصرا.

     وأخرجه البخاري في «صحيحه» (ج12 ص112) في كتاب: «الحدود»، من طريق عبد الله بن المبارك عن عبيد الله.

     وأخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص412) في كتاب: «الزكاة»، من طريق يحيى القطان.

([81]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج31 ص449).

([82]) وأخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص169)

([83]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص168).

     وإسناده صحيح.

([84]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص167).

     وإسناده صحيح.

([85]) وانظر: «تحفة الأشراف» (ج9 ص322).

([86]) وانظر: «العلل الواردة في الأحاديث» للدارقطني (ج2 ص169)، و(ج6 ص28)، و(ج8 ص204)، و(ج10 ص95)، و(ج15 ص107)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج2 ص141 و319)، و(ج7 ص5)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص462).

([87]) وهو ليس: عبد الرحمن بن عوف الزهري t، أحد العشرة المبشرين بالجنة، فتنبه.

     وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص 594).

([88]) وأخطأ الحافظ أحمد بن محمد بن عيسى البرتي، في ذكره لهذا الحديث في مسند: «عبد الرحمن بن عوف» الصحابي، فتنبه.

([89]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص409).

([90]) يعني: عبد الرحمن بن عوف الزهري t الصحابي الجليل.

([91]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص385)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج6 ص261)، و«المجروحين» لابن حبان (ج3 ص128)، و«الضعفاء» لأبي نعيم (ص163).

([92]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص319)، و«ديوان الضعفاء» له (ص422).

([93]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص418)، و«ديوان الضعفاء» له (ص440)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1071).

([94]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص209)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج3 ص93)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج3 ص1140)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص129).

([95]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص159)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص326).

([96]) انظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص33)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص129).

([97]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص19)، و«التاريخ» للدوري (ج2 ص5 و6)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص96)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص99)، و«تقريب التهذيب» له (ص103)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (251)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص14).

([98]) وانظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص207)، و«سير أعلام النبلاء» له (ج7 ص106)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج14 ص145)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص100)، و«الضعفاء والمتروكين» للبخاري (ص237)، و«التاريخ الأوسط» له (ج3 ص511)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص144 و145).

([99]) وانظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص211)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص120)، و«الضعفاء» لأبي نعيم (ص99)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج2 ص233)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص36)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص148).

([100]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص120)، و«تقريب التهذيب» له (ص490)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص388)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص36).

([101]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص142).

([102]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص421).

([103]) وانظر: «العلل ومعرفة الرجال» لأحمد (ج1 ص205)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص187)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (125)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج1 ص84)، و«الضعفاء والمتروكين» له (ص35)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص171)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج1 ص394)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص77).

([104]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص143)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص320)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص403)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج4 ص39)، و«التاريخ الأوسط» له (ج4 ص822)، و«العلل الكبير» للترمذي (ص421)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (4756)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص204).

([105]) وانظر: «تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» لأبي زرعة العراقي (ص17)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص146).

([106]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص546)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج16 ص133 و134).

([107]) قلت: ولم أجده في المطبوع بلفظ: «تحت ظل العرش»، لعله خطأ من الناسخ.

([108]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج12 ص260)، و«جامع التحصيل» للعلائي (ص268)، و«تحفة التحصيل» لأبي زرعة العراقي (ص286)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج5 ص66).

([109]) انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج5 ص66)، و«جامع التحصيل في أحكام المراسيل» للعلائي (ص268)، و«تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» لأبي زرعة العراقي (ص286).

([110]) كعب بن سليم بن أسد القرظي، وكان أبوه: من بني قريظة.

([111]) قريظة: قبيلة من اليهود بالمدينة، وهم: من أهل كتاب، وفهم، وعلم، وكان محمد بن كعب القرظي من أولادهم.

       وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ص12 ص260)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج4 ص215).

([112]) وانظر: «السير» للذهبي (ج5 ص67).

([113]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص590)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص189)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص11).

([114]) أي: في قلة الرواية عنه، أما من حيث الطبقة؛ فهو من طبقة: أبي جعفر الخطمي أيضا، الذي روى عنه: حماد بن سلمة هذا الحديث؛ بزيادة: «في ظل العرش».

([115]) قلت: وهذا إعلال يتفق مع القواعد الحديثية، ولا يخالفها ألبتة.

      وانظر: «التوسل» للشيخ الألباني (ص83).

     * وقد أعل شيخ الإسلام ابن تيمية / في «قاعدة جليلة» (ص102)؛ رواية: تفرد بها حماد بن سلمة، عن الثقات، وقد أعلها بالشذوذ.

([116]) يعني: كبر في السن.

([117]) وانظر: «النكت على ابن الصلاح» لابن حجر (ج2 ص604 و613).

([118]) يعني: مخالفة.

([119]) والوهم: هنا من حماد بن سلمة.

([120]) خزيرة: بفتح الخاء المعجمة، وكسر الزاي، وآخره راء، طعام يصنع من اللحم، والدقيق.

     وانظر: «إتحاف الخيرة المهرة» للبوصيري (ج4 ص325).

([121]) قلت: وهي زيادة شاذة، والوهم فيها من حماد بن سلمة، حدث بها من حفظه، فغلط، وقد خالف من هو أحفظ منه.

([122]) وانظر: «شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص782)، و«فتح الباري» له (ج3 ص513)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج20 ص510)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص481).

([123]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1022).

([124]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص142).

([125]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص421).

([126]) انظر: «المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين» لابن حبان (ج1 ص345).

([127]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج2 ص195)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص277)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج3 ص72).

([128]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص519).

([129]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص519).

([130]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص514)، و«الموضوعات» لابن الجوزي (ج1 ص407)، و(ج2 ص140)، و«الكشف الحثيث عمن روي بوضع الحديث» للحلبي (ص225).

([131]) وانظر: «تبيين العجب بما ورد في فضل رجب» لابن حجر (ص35 و36).

([132]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص680)، و«تهذيب التهذيب» له (ج7 ص224)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص79)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص301).

([133]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج11 ص39)، و«تقريب التهذيب» له (ص1021).

([134]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص473)، و«تقريب التهذيب» له (ص174).

([135]) انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج4 ص537)، و«تذكرة الحفاظ» له (ج1 ص93).

([136]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج30 ص406).

([137]) انظر: «تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» للعراقي (ص262).

([138]) انظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (ج9 ص14)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج9 ص343).

([139]) وانظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص36).

([140]) انظر: «ديوان الضعفاء» للذهبي (ص14)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص10)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص36).

([141]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ص620).

([142]) انظر: «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص88).

([143]) انظر: «تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس» لابن حجر (ص146).

([144]) غبطه: تمنى، مثل منزلته.

     انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج5 ص3208)، و«القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ج2 ص389).

([145]) وقع في الأصل، عند البيهقي في «شعب الإيمان» عن جريج عن أبي إسحاق، محرفا، والصحيح: المثبت.

     * وكذا، وقع عند السيوطي في «تمهيد الفرش» (ص117)، عن ابن جريج، فانتبه.

([146]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص226).

([147]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص240).                            

([148]) تصحف: عند ابن عساكر إلى: «هرقل بن شرحبيل».

([149]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص818).

([150]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص207)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج5 ص190).

     قلت: والخطأ أيضا من ابن أبي شيبة في هذا الإسناد، والمتن، كما سوف يأتي.

([151]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج5 ص190)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص428).

([152]) لعظمتي؛ أي: لأجلتعظيم حقي، وطاعتي، لا لغرض دنيا.

([153]) وليس فيه؛ قصة: أبي اليسر t.

([154]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج4 ص2301) مطولا، فيه أيضا، قصة: أبي اليسر t، من رواية: حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد عن أبي اليسر t، بدون ذكر: «في ظل عرشه».

     وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (187)، بدون لفظ: «في ظل عرشه».

     وإسناده صحيح.

     وأخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص437)، والبيهقي في «الأربعين الصغرى» (158)، والبغوي في «شرح السنة» (ج8 ص198)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص1404)، وابن أبي الدنيا في «قضاء الحوائج» (98)، والطبراني في «المعجم الكبير» (372)، والخطيب في «تلخيص المتشابه» (ج2 ص624)، وفي «الأسماء المبهمة» (ص54) من طرق عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي اليسر t مرفوعا به، بلفظ: «أظله الله في ظله».

     قلت: وهذا سنده صحيح.

([155]) فأخطأ ابن أبي شيبة في هذا الإسناد، بذكره، عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي معلى عن حذيفة t، فذكره لأبي معلى عن حذيفة هنا خطأ.

     إنما حدث ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص202) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة.

     وهذا الإسناد هو الصحيح، عن مسلم بن نذير عن حذيفة.

([156]) ذرب اللسان: تقال، لمن كان حاد اللسان، لا يبالي ما قال.

     انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص601).

([157]) وهو في «المصنف» لابن أبي شيبة (ج8 ص202) من طريق أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفةt.

([158]) كيلجة: هو محمد بن صالح الحافظ، وكيلجة: لقب له.

     وانظر: «الألقاب» لابن الفرضي (ص298)، و«كشف النقاب» لابن الجوزي (ج2 ص384).

([159]) وهو في «المصنف» لابن أبي شيبة (ج13 ص366) من طريق ابن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر به.

     فأخطأ ابن أبي شيبة في ذكر: عبيد الله بن أبي بكر في الإسناد.

([160]) أثر صحيح.

     أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج10 ص68).

     وإسناده صحيح.

([161]) قلت: وهناك علل أخرى في أحاديث: «ظل العرش»، مثل: الاضطراب، والاختلاف في الأسانيد، والمتون، وقد سبق ذكر ذلك.

([162]) وهذا الاختلاف ذكره الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج13 ص248 و249).

([163]) وقال الحافظ أبو نعيم في «الحلية» (ج5 ص206): (رواه شعيب بن زريق، وعتبة بن أبي حكيم، عن عطاء الخراساني، نحوه).

([164]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص679)، و«المجروحين» لابن حبان (ج2 ص130)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج21 ص3)، و«السنن الكبرى» للبيهقي (ج5 ص64)، و(ج6 ص264)، و(ج7 ص378).

([165]) وكذا: الحافظ عبد الغني المقدسي في «الكمال في أسماء الرجال» (ج7 ص311).

([166]) والأثر: ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص712).

([167]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص667).

        قلت: وقد رجح الحافظ الخطيب البغدادي، أنه: «عطاء بن أبي رباح»، ولم يصب، للأدلة التي سبقت.

([168]) وانظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (ج5 ص182)، و(ج6 ص263).

([169]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص130).

     وإسناده صحيح.

([170]) وانظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص75)، و«تقريب التهذيب» له (ص479)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج21 ص128).

([171]) وانظر: «أطراف الموطأ» للداني (ج2 ص208)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص74).

([172]) لا يصح هذا السماع، كما بين أئمة الجرح والتعديل.

([173]) فهذا التأويل ليس بصحيح.

([174]) لم يثبت الحديث.

([175]) لم يدرك: معاذ بن جبل، وأبا عبيدة بن الجراح، لأن أبا إدريس الخولاني، كان هو ابن عشر سنين تقريبا.

([176]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص950).

([177]) قلت: والقصة حصلت في «مسجد دمشق»، ليس في «مسجد حمص»، وهذا يدل على أن القصة لا تصح.

([178]) انظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج4 ص164)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص461).

([179]) انظر: «السنن الكبرى» للبيهقي (ج7 ص378)، و«تقريب التهذيب» لابن الحجر (ص679).

([180]) وهذا التخليط في المتن من عطاء الخراساني.

([181]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج19 ص301)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج7 ص94)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص268).

([182]) وانظر: «إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة» لابن حجر (ج13 ص248 و249).

([183]) وهو يونس بن ميسرة بن حلبس.

     انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1099).

([184]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص489 و1041).

([185]) وانظر: «شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج1 ص399)، و(ج2 ص645 و646)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج12 ص348 و349).

([186]) قال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص125): (وفي هذا الحديث، لقاء أبي إدريس الخولاني، لمعاذ بن جبل، وسماعه منه، وهو إسناد صحيح).اهـ

     وفيه نظر.

([187]) وانظر: «أطراف الموطأ» للداني (ج2 ص208).

([188]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج21 ص125)، وغيره، وهو إسناد صحيح.

([189]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج21 ص125).

([190]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج21 ص128 و129).

([191]) وفيه نظر.

([192]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج26 ص331)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص415).

([193]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج26 ص331)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص415)، و«تقريب التهذيب» له (ص891).

([194]) هو: عائذ الله بن عبد الله.

([195]) أخرجه مالك في «الموطأ» (ج2 ص953 و954)، باب: ما جاء في المتحابين في الله عن أبي حازم.

     وأحمد في «مسنده» (ج2 ص247)، و(ج5 ص229 و233)، في «مسند معاذ»، من طريق مالك عن أبي حازم.

     وأيضا؛ من طريق الوليد.

     وأيضا؛ من طريق محمد بن قيس.

     وأخرجه الهيثم بن كليب في «مسنده» (ج1 ص168)، من طريق مالك عن أبي حازم، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج2 ص322 و323)، «وجبت محبتي للمتحابين في»، من طريق أبي حازم.

     وابن حبان في «صحيحه» (510)، من طريق مالك عن أبي حازم؛ «موارد الظمآن»، باب: «المتحابين في الله».

     والطبراني في «المعجم الكبير» (ج2 ص80 و81) من طريق مالك عن أبي حازم.

     وأيضا؛ من طريق محمد بن قيس.

     والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص168 و169)، في «البر والصلة» من طريق أبي حازم.

     وأيضا؛ من طريق الوليد بن عبد الرحمن.

     وأبو نعيم في «الحلية» (ج5 ص127 و128)، من طريق مالك عن أبي حازم.

([196]) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص81-82)، (154).

([197]) أخرجه أحمد في «مسنده» نحوه (ج5 ص233).

([198]) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج4 ص169)، في «البر والصلة»، من طريق ابن حلبس، وابن أبي حاتم في «العلل» (ج2 ص111) من طريق أبي حازم عن محمد بن المنكدر عن أبي إدريس قال: (قال أبي: منهم من يقول بدل «أبي إدريس»: أبي مسلم).

     والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص79 و80) من طريق يزيد بن أبي مريم نحوه، في «فضل المحبة في الله».

([199]) أخرجه الهيثم بن كليب في «مسنده» (ج2 ص269)

     والطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص87-88).

     والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص170).

     وأخرجه الترمذي في «سننه» (ج3 ص282) في «الزهد»، باب: «ما جاء في الحب في الله»، بلفظ آخر في فضل المتحابين في الله.

     وابن أبي شيبة في «مصنفه»(ج13 ص145)  في كتاب: «الجنة».

([200]) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج20 ص92)، (178)، وفيه: «موسى بن عبيدة»، وهو ضعيف.

([201]) وانظر: «أطراف الموطأ» للداني (ج2 ص208)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص74).

([202]) انظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص170)، و«تهذيب التهذيب» له (ج11 ص151)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص347).

([203]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص998).

([204]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص890).

([205]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص826).

([206]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص460).

([207]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج28 ص189)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص209).

([208]) انظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج21 ص125).

([209]) انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص441).

([210]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج12 ص581)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص369).

([211]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج12 ص579).

([212]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص369).

([213]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص369).

([214]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص281)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج3 ص38).

([215]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص165)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص150)، و«التقريب» له (ص113)، و«الضعفاء والمتروكين» للبخاري (ص8)، و«التاريخ الكبير» له (ج1 ص311)، و«التاريخ الأوسط» له أيضا (ج3 ص496)، و«الأسامي والكنى» لأبي أحمد الحاكم (ج1 ص1327)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج1 ص213).

([216]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج29 ص168)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص336).

([217]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج8 ص514).

([218]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص150)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج5 ص156)، و«التاريخ الأوسط» له (ج2 ص106)، و«التاريخ» للدوري (ج2 ص315)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص139)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص155)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص334)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج5 ص123)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص517).

([219]) وقد بينت ضعف الإسناد عند: سعيد بن منصور في «السنن» (ج4 ص157 و158).

([220]) انظر: «الضعفاء والمتروكين» للبخاري (ص11)، و«التاريخ الكبير» له (ج1 ص326)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج1 ص224)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص203)، و«المغني في الضعفاء» للذهبي (175)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج1 ص481).

([221]) وفي «العرش» لمحمد بن عثمان (56)؛ «وليد بن عتبة»، وفي «العلو» للذهبي (190)؛ «الوليد بن عقبة»، وهذا الاختلاف في اسمه يدل أنه ليس بحجة في الحديث، ولا يصح حديثه.

([222]) وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج2 ص232)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج1 ص458)، و«تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» لأبي زرعة العراقي (ص18).

([223]) انظر: «تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل» لأبي زرعة العراقي (ص262).

([224]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج17 ص450).

([225]) وحسن الشيخ الألباني إسناد حديث: العرباض بن السارية t في «مختصر العلو» (ص106)؛ وفيه نظر.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan