الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / النصيحة الذهبية للدكتور عبد السلام الشويعر وفقه الله
النصيحة الذهبية للدكتور عبد السلام الشويعر وفقه الله
سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية
|
ب
83 |
النصيحة الذهبية للدكتور عبد السلام الشويعر وفقه الله
تأليف:
العلامة المحدث الفقيه
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن الدين النصيحة لجميع الأمة الإسلامية
عن أبي رقية: تميم بن أوس الداري t، أن النبي r قال: (الدين النصيحة، قلنا: لمن؟، قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم).([1])
* فإن من علامات المؤمن الحسنة في هذا الدين، وفي هذه الحياة، أن يشعر بصدق منهج الصحابة y، والتابعين لهم بإحسان، وأنه هو المنهج القويم لهذه الحياة لا غيره، شاء الناس أم أبوا، لأن فيه العلم النافع، والعمل الصالح لهم؛ لكي تنتظم حياتهم، ويجتنبوا الفوضى فيها.
* ولا بد بالإحساس فعلا: لهذا العلم العظيم، لأن فقه السلف الصالح، يكون قادرا -بإذن الله- على تخليص الناس من الفوضى العارمة بالعلم غير النافع([2])، ومن حيرتهم في هذه الحياة، ومن فوضى فقه المتأخرين، وخلافياتهم، واجتهاداتهم، وتخبطاتهم، في الفقه الإسلامي.
* فأنصح: الدكتور عبد السلام الشويعر، أن يتخلص من اضطرابات المتأخرين في الفقه الإسلامي، وخلافياتهم([3])، وأن يعرف عداوتهم، لأهل الحديث، فيتجنب ذلك.
* وذلك بمراجعة فقه الصحابة y وإجماعاتهم، وفقه التابعين لهم بإحسان في أحكام الأصول والفروع، ويجب عليك الإحسان لهذا العلم العظيم: ]وأحسن كما أحسن الله إليك[ [القصص: 77]. ([4])
* وللعلم: فقد يشعر العبد بفقدان السيطرة على نفسه، عند الرجوع إلى منهج الصحابة y، وتطبيقه في مجتمعه، والخوف الشديد من عداوة المقلدين له، ومن ذهاب فقه المتأخرين عنه.
* لأنه لم يتعلم، ويحفظ إلا هذا العلم، وهو غير نافع، وبسبب ضياعه عنه، يرى نفسه صفرا في العلم، وينكشف جهله: بالعلم النافع أمام الناس، لأنه لم يحفظ من فقه السلف الصالح، إلا القليل منه، والباقي: خبط وخلط في إظهار فقه الخلافيات في الأحكام، وهو بعينه: الجهل المركب، بل هو من الوساوس في الدين.
قلت: فالطمأنينة محسومة في فقه السلف الصالح، ونحن ننصح الناس، بأن تكون فتاويهم من فقههم في الأصول والفروع في الدين.
* هذا: فعلى الدكتور عبد السلامالشويعر، أن يعلم أنه كلما اقترب من فقه الصحابة y، زال خوفه بقدر اقترابه من فقههم، وزالت الحيرة فيه، وذهبت التخبطات في العلم، وكثر الصواب، ولزوم الحق([5])، ووقع أجرك على الله تعالى: ]فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما[ [النساء: 100].
قال تعالى: ]ولمن خاف مقام ربه جنتان[ [الرحمن: 46].
وقال تعالى: ]وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى[ [النازعات: 40-41].
قلت: ففي هذه الآية: ما يدل على أن من خاف مقام ربه سبحانه، ونهى نفسه عن هواها، وذلك خوفا من الله تعالى، ومحبة فيه، فإن الجنة هي المأوى له، خالدا فيها، جزاء بما عمل في هذه الحياة.
* وبالمقابل: كلما أعرض العبد عن فقه الصحابة y، وقع عليه الخوف بقدر إعراضه عن فقههم([6])، وزادت الحيرة فيه شيئـا فشيئا، وقل فيه الصواب، ولزم التقليد المنهي عنه وأهله، فوقع في الفخ، ولا بد.
قال تعالى: ]ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين[ [البقرة: 155].
وقال تعالى: ]إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة[ [هود: 103].
وقال تعالى: ]ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا[ [الإسراء: 60].
قلت: ومع هذا، فخلفت خلوف: قل فيها العلم النافع، والعمل الصالح، وندر فيها الأئمة الجهابذة، وقل اعتبار الناس؛ لتلك البقية، الباقية من السلف الصالح، فلم ينزلوهم منازلهم؛ بل تفرقوا في الفقه الإسلامي: طرائق قددا.
* إذا: فإذا الدكتور عبد السلام الشويعر، أحس وشعر، بهذه النصائح وتصورها جيدا، فعليه: حض الأمة على الوحدة، ونبذ التفرق في الفقه الإسلامي، فإن طريق الوحدة هو: الاعتصام بالكتاب والسنة، ولزوم فقه الصحابة، والتابعين لهم بإحسان.
* فإن السلف الصالح؛ هم: الأدلاء على الدين الصحيح، فإن أنزلناهم منازلهم، بتطبيق منهجهم في هذه الحياة، واعتبرنا أقوالهم منهج حياة: توحد صفنا، واجتمعت كلمتنا، وإن أعرضنا عنهم: تفرقنا في ديننا، والواقع يشهد على ذلك في البلدان: ]فهل من مدكر[ [القمر: 17].
فأقول: على الدكتور عبد السلام الشويعر وفقه الله، أن يتحرر من قيود الخلافيات بين المتأخرين في الفقه، لأنه لا كبير نفع فيها في الإسلام، لأن الله تعالى: ذم الخلافيات مطلقـا في الأصول والفروع، وعليه بإجماعات الصحابة y في الفقه الإسلامي في الدين.
* وأن لا يعول على خلافيات المتأخرين، إلا على من وافق فقه الصحابة y، منهم.
* لأن أمة الإجابة: هي متمسكة بفقه الصحابة الكرام، ولم تختلف في الأحكام الشرعية، لا في الأصول ولا في الفروع؛ إلا في الجملة.
* وذلك لنفعه في الدنيا والآخرة، له، ولمن يدرسون عنده في الدين.
قال الحافظ أبو داود / في «السنن»، في كتاب: «الصلاة»، في باب: «من قال: لا يقطع الصلاة شيء» (ج2 ص44)، عقب حديث أبي سعيد الخدري t: (إذا تنازع الخبران، عن النبي r، نظر إلى ما عمل به أصحابه الكرام، من بعده). اهـ.
* وكرر الحافظ أبو داود /، مقالته هذه، مرة أخرى، في «السنن»، في كتاب: «المناسك»، باب: «لحم الصيد للمحرم» (ج3 ص247)؛ عقب حديث: جابر بن عبد الله ﭭ: (إذا تنازع الخبران، عن النبي r، ينظر بما أخذ به الصحابة الكرام). اهـ.
قلت: فإذا اختلفت الأقوال؛ فانظروا ما كان عليه صحابة رسول الله r.
قال الحافظ ابن رجب / في «فتح الباري» (ج5 ص254): (وإذا صحت السنة بشيء، وعمل بها الصحابة y، فلا تعدل عنها). اهـ.
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك ـ إن شاء الله ـ سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عــنـي به وزرا،
وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا ... وصلى الله وسـلـم
وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
([1]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص74 و75)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص286)، والنسائي في «سننه» (ج7 ص156 و157)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص102 و103)، والبخاري في «التاريخ الأوسط» (ج2 ص34)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص369)، وأبو عوانة في «صحيحه» (ج1 ص36 و37)، والبغوي في «شرح السنة» (ج13 ص93)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص367)، وابن حبان في «صحيحه» (ج7 ص49 و50)، وفي «روضة العقلاء» (ص194).
([2]) إن الفوضى: كلمة يتبرأ منها عقلاء الناس: مسلمهم وكافرهم، وعالمهم وجاهلهم، ويتفق الجميع على أنها صفة مذمومة، وعاقبتها: خسائر عظيمة، يجنيها صاحبها غدا، أو بعد غد.
* فالفوضى: تعني، بعدم الانضباط، وتضييع الأمور، والتفريط فيها، والله المستعان.
([3]) حتى وصل بهم الأمر، بسبب هذه الخلافيات: قتال بعضهم بعضا، وعداوة بعضهم بعضا، ويحسبون أنهم على خير في الدين: ]ويحسبون أنهم على شيء[ [المجادلة: 18].
وقال الله تعالى: ]قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل[ [المائدة: 68].
قلت: والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
وانظر: «التعليق على القواعد الحسان» لشيخنا ابن عثيمين (ص18).