القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / جزء فيه؛ آثار الصحابة والتابعين في تفضيلهم لصلاة التراويح في البيوت

2024-07-28

صورة 1
جزء فيه؛ آثار الصحابة والتابعين في تفضيلهم لصلاة التراويح في البيوت

             سلسلة

من شعار أهل الحديث

 

91

 

 

                                                                                                  

 

جزء فيه؛

آثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان، في تفضيلهم لصلاة التراويح في البيوت، على المساجد في شهر رمضان، حتى أنهم كانوا يصلون العشاء في المسجد، ثم يخرجون ليؤدوا صلاة القيام في البيوت، ولم يصلوا مع الناس في المسجد، لأنهم يعلمون أن الله تعالى، ينزل في ثلث الليل الأخير، فيصلون في البيت في هذا الوقت للدعاء والاستغفار والفضل، وهذه الفضائل العظيمة في السحر لا يمكن إتيانها في أول الليل في المسجد

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    

رب زدني علما، وحفظا، وفهما

المقدمة

 

الحمد لله الذي أمر عباده بالتفقه في الدين، ليكون أداؤهم على وفق شرعه المبين.

* وذم الله الإعراض عن الحق؛ تعلما، وعملا، ووصف أربابه؛ بأنهم كالأنعام، أو أضل سبيلا.

قال تعالى: ]بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون[ [الأنبياء: 24].

وقال تعالى: ]أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون[ [الأعراف: 179].

وقال تعالى: ]إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا[ [الفرقان: 44].

وقال تعالى: ]أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل[ [المائدة: 60].

وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله r: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).([1])

* فكم فات الجاهل الراهب من خير وفير، وكم أوثق نفسه بالأصرار، والأغلال، وأودى بها في مكان سحيق.

* والله تعالى شرع لعباده تعليم العلم، وجعله من أصول الإسلام.

وأوجب مسائل العلم ما احتاج المسلم إليه من إقامة دينه، وأحكام عبوديته سبحانه، وفرائضه عليه.

قال تعالى: ]قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون[ [الزمر: 9].

  وعن الإمام مالك بن أنس / قال: (العلم نور يجعله الله حيث يشاء). وفي رواية: (العلم نور يهدي الله به من يشاء(. وفي رواية: (إنما العلم نور يجعله الله تعالى في القلب(.([2])

قلت: فمن أراد الله به خيرا أعطاه من ذلك النور.

* والعلم الذي فرض الله تعالى أن يتبع، فإنما هو الكتاب والسنة، وما جاء عن الصحابة y، ومن تبعهم من الأئمة بإحسان.

قلت: ويكون تأويل؛ قوله: «نور»؛ يريد به فهم العلم، ومعرفة معانيه ([3]).

قال الحافظ ابن عبد البر / في «جامع بيان العلم» (ج1 ص431): (من بركة العلم وآدابه: الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم). اهـ

* فكان لزاما على كل مسلم: أن يتعلم من أحكامه ما يكون على بينة من أمر دينه في الأصول والفروع.

* وهذه رسالة لطيفة مختصرة، مشفوعة بالدلائل العلمية النقلية الأثرية في مسألة: «إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان على تفضيلهم لصلاة القيام في البيوت على المساجد في شهر رمضان».

* هذا وأسأل الله العظيم: أن يجعلنا ممن يعمل لرضاه، وعلى منهج رسوله ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وهو ولي ذلك، والقادر عليه.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الرحمن الأثري

 

 

 

    

ذكر الدليل على آثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان، على فضل صلاة التراويح في البيت في شهر رمضان.

* وقد عملوا بهذه السنة الصحيحة، اقتداء بالنبي r، وأن تصلى في آخر الليل أفضل.

* فإن فعل المسلم ذلك، حصل على أجور عظيمة، والله يضاعف لمن يشاء، وهي: أجر تطبيق السنة، واقتدائه بالنبي r في شهر رمضان، وأجر الصلاة في البيت، وأجر صلاتها في ثلث الليل الآخر.

* لما في هذه الصلاة في هذا الوقت من السكينة والخشوع، والطمأنينة، لأن الله تعالى ينزل في سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير، فهي ليال عظيمة بين الله تعالى، وبين عباده المؤمنين، إنها مناجاة تلين فيها القلوب في الليل.

 

1) عن ابن عباس ، عن القيام في رمضان قال: سمع عمر بن الخطاب t، هيعة ([4]) الناس حين خرجوا من المسجد، فقال: (ما هذا؟، فقلت: هيعة الناس حين خرجوا من المسجد، قال: ما بقي من الليل أحب إلي مما ذهب).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص398)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج5 ص12) من طريق سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس قال: سمعت ابن عباس به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

قلت: وهذا يدل على أن عمر بن الخطاب t، يفضل قيام الليل في آخره، لأنه فيه الأجر العظيم، وهذا لا يكون إلا في البيت، في رمضان، وفي غيره من الشهور.

2) وعن السائب بن يزيد، قال: قال عمر بن الخطاب t: (إنكم تدعون أفضل الليل؛ آخره).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص399) من طريق أسامة بن زيد، عن محمد بن يوسف، عن الأعرج، عن السائب بن يزيد به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

3) وعن أبي يزيد المديني قال: قال ابن عباس : (ما يتركون منه([5]) أفضل مما يقومون فيه([6])).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص399) من طريق ابن علية، عن أيوب، عن أبي يزيد المديني به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

4) وعن عبد الرحمن بن عبد القاري، أنه قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب t ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد: آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (1906)، من طريق ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري به.

5) وعن نافع، عن ابن عمر : (أنه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان). وفي رواية: (أنه كان لا يقوم خلف الإمام في رمضان).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7714)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج4 ص264)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة» (ج1 ص580) من طريق عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

6) وعن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر : (أنه كان لا يقوم مع الناس في شهر رمضان، قال: وكان سالم، والقاسم لا يقومان مع الناس).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص399) من طريق ابن نمير قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

7) وعن مجاهد / قال: جاء رجل إلى ابن عمر قال: أصلي خلف الإمام في رمضان؟، قال: (أتقرأ القرآن؟ قال: نعم، قال: أفتنصت كأنك حمار، صل في بيتك).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص399)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج5 ص13)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة عن رسول الله r في الأحكام» (ج1 ص351) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ووكيع، وعبد الرزاق؛ جميعهم: عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وقول ابن عمر هذا: فيه تشبيه إنصات الرجل بإنصات الحمار، وليس تشبيهه بشخصه بالحمار.

* بمعنى: لما فيه من البلادة الذهنية، فكيف يترك سنة رسول الله r في فضل قيام الليل في البيت، ثم يريد أن يترك هذا الفضل العظيم، ويصلي خلف الإمام جماعة في المسجد، مع أنه يعرف أن يقرأ القرآن، وهذا من بلادة الحمار.

8) وعن عبيد الله بن عمر قال: (رأيت القاسم، وسالما، ونافعا: ينصرفون من المسجد في رمضان، ولا يقومون مع الناس).

أثر صحيح

أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة عن رسول الله r في الأحكام» (ج1 ص581) من طريق يونس قال: حدثنا أنس، عن عبيد الله بن عمر به.

قلت: وهذا إسناده صحيح.

9) وعن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير: (أنه كان يصلي مع الناس في رمضان -يعني: العشاء- ثم ينصرف إلى منزله، فلا يقوم مع الناس).

أثر حسن

أخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة عن رسول الله r في الأحكام» (ج1 ص581) من طريق عبد الله بن يوسف، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود به.

قلت: وهذا سنده حسن.

قال الحافظ الطحاوي / في «شرح معاني الآثار» (ج1 ص581): (فهؤلاء الذين روينا عنهم: ما روينا، من هذه الآثار، كلهم يفضل صلاته وحده، في شهر رمضان، على صلاته مع الإمام، وذلك: هو الصواب). اهـ.

10) وعن نافع قال: (كان ابن عمر : يكثر الصلاة من الليل، وكنت أقوم على الباب، فأفهم عامة قراءته، فربما ناداني: يا نافع، هل كان السحر بعد؟، فإن قلت: نعم، نزع عن القراءة، وأخذ في الاستغفار).

وفي رواية: (فيقعد، فيستغفر، ويدعو حتى يصبح).

أثر حسن

أخرجه ابن أبي الدنيا في «التهجد وقيام الليل» (ص357)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص303 و304)، وفي «معرفة الصحابة» (ج3 ص1706، و1707)، والطبراني في «المعجم الكبير» (3043)، وابن الجوزي في «قيام الليل» (ص207)، وفي «صفوة الصفوة» (ج1 ص295)، وابن العسكري في «حديثه» (88)، والطبري في «جامع البيان» (ج3 ص208)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (3302) من طريقين عن نافع، عن ابن عمر به.

قلت: وهذا سنده حسن.

قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (ج6 ص300): «وعند الطبراني، وهو في «الحلية»؛ بسند جيد»، فذكره.

وأورده الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج3 ص235)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج2 ص13).

قال تعالى: ]الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار[ [آل عمران: 16 و17].

قلت: وهم الذين يصلون في آخر الليل، بالأسحار، ويستغفرون الله تعالى في الليل بعد الصلاة. ([7])

وقال تعالى: ]وبالأسحار هم يستغفرون[ [الذاريات: 18].

وبوب الحافظ ابن الجوزي في «قيام الليل» (ص205)؛ الباب السادس عشر: في ذكر فضل السحر، ومن كان يقومه.

وقال الإمام البخاري في «صحيحه» (ج1 ص384): (باب: الدعاء في الصلاة من آخر الليل، وقال الله عز وجل: ]كانوا قليلا من الليل ما يهجعون[ [الذاريات: 17]؛ أي: ما ينامون، ]وبالأسحار([8]) هم يستغفرون[ [الذاريات: 18]). اهـ.

وقال الحافظ ابن الجوزي في «قيام الليل» (ص205): (في ذكر السحر، ومن كان يقومه: قال الله عز وجل: ]وبالأسحار هم يستغفرون[ [الذاريات: 18]، وأخرج مسلم في «صحيحه» (755) من حديث جابر، عن النبي r أنه قال: «صلاة آخر الليل محضورة»). اهـ.

11) وعن الأعمش قال: (كان إبراهيم يؤمهم في المكتوبة، ولا يؤمهم في صلاة رمضان ([9])، وعلقمة والأسود).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص400) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

12) وعن إبراهيم النخعي / قال: (لو لم يكن معي إلا سورة أو سورتان، لأن أرددهما أحب إلي من أن أقوم خلف الإمام في شهر رمضان).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص400)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج5 ص13)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة عن رسول الله r في الأحكام» (ج1 ص580) من طريق سفيان الثوري، عن أبي حمزة، ومغيرة به.

13) وعن الأعمش قال: (كان إبراهيم، وعلقمة: لا يقومان مع الناس في رمضان)؛ يعني: صلاة التراويح.

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص400) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الأعمش به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

* وأئمة الأمة الإسلامية في القرون المفضلة، كالإمام مالك، والإمام ربيعة، والإمام ابن هرمز، وغيرهم من أتباع التابعين، يصلون صلاة العشاء مع الناس في المساجد، ثم ينصرفون عنهم، ويصلون صلاة التراويح في رمضان، في بيوتهم، اقتداء بالنبي r، والصحابة y، لأن صلاة النافلة في البيوت أفضل من فعلها في المساجد جماعة، فافهم لهذا ترشد.

14) قال ابن القاسم في «المدونة الكبرى» (ج1 ص222): (سألت مالك بن أنس، عن قيام الرجل في رمضان، أمع الناس أحب إليك أم في بيته؟

فقال الإمام مالك: إن كان يقوى في بيته، فهو أحب إلي، وليس كل الناس يقوى على ذلك.

* وقد كان ابن هرمز ينصرف، فيقوم بأهله، وكان ربيعة: وعدد غير واحد من علمائهم كانوا ينصرفون، ولا يقومون مع الناس، قال الإمام مالك: وأنا أفعل ذلك). اهـ.

*والإمام الشافعي /: يفتي بأن صلاة التراويح في البيت منفردا، أفضل من صلاتها في المسجد جماعة، لأن عنده تطبيق السنة أفضل من فعل الناس في المساجد.

15) قال الإمام الشافعي / في «الأم» (ج1 ص142): (فأما قيام شهر رمضان، فصلاة المنفرد أحب إلي منه).

* والإمام المزني /؛ صاحب الإمام الشافعي /، يؤكد أن صلاة التراويح، التي هي صلاة القيام في البيت منفردا، أفضل من صلاتها في المسجد جماعة، اقتداء بالنبي r، والصحابة y، والتابعين، في القرون المفضلة.

16) قال الإمام المزني / في «مختصره» (ص21): (قال الشافعي: فأما قيام شهر رمضان، فصلاة المنفرد أحب إلي منه). اهـ.

17) وعن الربيع بن سليمان قال: (كان الشافعي /، قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول: يكتب، والثلث الثاني: يصلي، والثلث: ينام).

أثر صحيح

أخرجه البيهقي في «مناقب الإمام الشافعي» (ج1 ص242)، و(ج2 ص157)، وفي «شعب الإيمان» (2960)، وفي «معرفة السنن» (ج1 ص196)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص135)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج51 ص391)، وابن الجوزي في «قيام الليل» (ص156) من طرق عن الربيع بن سليمان به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وقال الحافظ الذهبي في «تاريخ الإسلام» (ج5 ص158): «هذه حكاية: صحيحة».

18) وعن جابر بن عبد الله t، عن النبي r قال: (من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل). وفي رواية: (محضورة).

أخرجه مسلم في «المسند الصحيح» (755) من طريق أبي سفيان، وأبي الزبير؛ كلاهما: عن جابر بن عبد الله t به.

قوله r: «محضورة»؛ أي: تحضرها الملائكة. ([10])

قلت: وهذا يدل على فضل صلاة التراويح في السحر، وأن الملائكة تحضر بيت الذي يصلي في ثلث الليل الآخر.

قال تعالى: ]وبالأسحار هم يستغفرون[ [الذاريات: 18].

19) وعن أبي هريرة t، عن النبي r، أنه قال: (ينزل ربنا عز وجل في كل ليلة، إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له).

أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (1145)، و(6321)، ومسلم في «المسند الصحيح» (758)، ومالك في «الموطأ» (ج1 ص214)، وأبو داود في «سننه» (1315)، و(4733)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن عن رسول الله r» (3498)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7720)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص61)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج2 ص367)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (619)، والبغوي في «شرح السنة» (948)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (920)، والدارقطني في «النزول» (26)، وفي «الصفات» (20)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (445)، والحدثاني في «الموطأ» (201)، وابن خيرون في «الفوائد العوالي» (ق/31/ط)، واللالكائي في «الاعتقاد» (742)، و(743)، و(744)، وابن أبي عاصم في «السنة» (504)، و(1102)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص2)، وفي «الاعتقاد» (71)، وفي «الأسماء والصفات» (945)، وابن بكير في «الموطأ» (ج1 ص479)، وعلي بن الفضل المقدسي في «الأربعين» (ق/27/ط)، وابن خزيمة في «التوحيد» (235)، والآجري في «الشريعة» (699)، والجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص84 و85)، والمخلص في «المخلصيات» (2080)، والخلعي في «الخلعيات» (11)، والأصبهاني في «الحجة في بيان المحجة» (ج1 ص481)، وعبد الرزاق في «المصنف» (19653)، وابن منده في «التوحيد» (866)، والقعنبي في «الموطأ» (360)، وابن البناء في «الأصول المجردة» (ص46)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج» (1823)، وأبو أحمد الحاكم في «عوالي مالك بن أنس» (56)، ومحمد بن نصر المروزي في «قيام الليل» (87)، وابن القاسم في «الموطأ» (26)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (125)، وفي «النقض على المريسي» (31)، ومحمد بن طاهر المقدسي في «الحجة على تارك المحجة» (ج2 ص549)، والجوهري في «مسند الموطأ» (152)، وابن الجوزي في «قيام الليل» (ص176 و177)، وفي «جامع المسانيد» (ج5 ص311)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج3 ص223)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح في تهذيب الجامع الصحيح» (ج1 ص490) من طريق أبي مصعب الزهري، وبشر بن عمر، وجويرية بن أسماء، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وسويد بن سعيد الحدثاني، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي، وقتيبة بن سعيد، ومصعب بن عبد الله الزبيري، ومعن بن عيسى القزاز، ويحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن مالك بن أنس، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وابن بكير؛ جميعهم: عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة t به.

قال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج7 ص137): (هذا حديث، ثابت: من جهة النقل، صحيح الإسناد، لا يختلف أهل الحديث في صحته، وهو حديث، منقول من طرق متواترة، ووجوه كثيرة، من أخبار العدول، عن النبي r).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «شرح حديث النزول) (ص28): «اتفق علماء الحديث: على صحته».

وقال الحافظ محمد بن طاهر المقدسي / في «الحجة» (ج2 ص549): «أجمع أهل النقل على صحته».

قلت: وهذا الحديث يدل على أن صلاة القيام في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، وذلك لأفضلية صلاتها في ثلث الليل الآخر، لنزول الله تعالى إلى سماء الدنيا، وفضل الدعاء في هذا الوقت، والاستغفار في ثلث الليل الأخير، وهذه الفضائل العظيمة؛ لا يمكن الإتيان بها في أول الليل في المسجد.

قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني / في «شرح صحيح البخاري» (ج3 ص154): (وفي حديث أبي هريرة t، أن آخر الليل: أفضل للدعاء، والاستغفار، قال الله تعالى: ]وبالأسحار هم يستغفرون[ [الذاريات: 18]).

 

هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك - إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

5

2)

ذكر الدليل على آثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان، على فضل صلاة التراويح في البيت في شهر رمضان............................................

8

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (71)، ومسلم في «صحيحه» (1037)، وابن أبي إياس في «العلم والحلم» (ص104)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص94)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص900)، وابن ماجة في «سننه» (220)، وعبد الغني المقدسي في «العلم» (ص51).

([2]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج6 ص319)، وأبو عمرو ابن منده في «الفوائد» (ص94)، وابن وهب في «العلم» (ج1 ص758-جامع العلم)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3180)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص755)، وابن عدي في «الكامل» (ج1 ص38)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (ج2 ص253)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص88)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص757)، والقاضي عياض في «الإلماع» (ص217).

وإسناده صحيح.

([3]) انظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج6 ص308)، و«جامع البيان» للطبري (ج5 ص578)، و«فتح القدير» للشوكاني (ج1 ص289).

([4]) الهيعة: صوت خروج الناس.

     انظر: «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص1003).

([5]) في آخر الليل.

([6]) في أول الليل.

([7]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج5 ص407 و408)، و«تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (3300)، و«قيام الليل» لابن الجوزي (ص205)، و«التهجد وقيام الليل» لابن أبي الدنيا (ص356 و357)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج2 ص13).

([8]) بالأسحار: جمع سحر، وهو وقت ما قبل الفجر.

([9]) يعني: صلاة التراويح.

([10]) انظر: «كشف المشكل» لابن الجوزي (ج3 ص107). 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan