الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / تبصرة أولي الأبصار في معرفة موضع الإزار
تبصرة أولي الأبصار في معرفة موضع الإزار
سِلْسِلَةٌ مِنْ شِعَارِ أَهْلِ الحَدِيثِ
|
1 |
تبصرة أولي الأبصار
في
معرفة موضع الإزار
تأليف:
العلامة المحدث الفقيه
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
أنشد الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله قائلا:
دين النبي محمد أخبار ..... نعم المطية للفتى الآثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله ... فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما جهل الفتى أثر الهدى .... والشمس بازغة لها أنوار
وكان الشعبي وعبد الرحمن بن مهدي: يزجران كل من رأياه يتدين بالرأي وينشدان ما تقدم.
وقال الحسن بن محمد النسوي رحمه الله:
أهل الحديث هم أهل النبي ... وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد،
فإن الحق أبلج والباطل لجلج ولكن من الناس كأصحاب الطرابيش وغيرهم من أهل التساهل وأتباع الرخص وأهل التقليد والتفريط والتأويل الباطل لنصوص الكتاب والسنة من يصم أذنه عن سماع الحق واتباعه ويستمتع بالضياع والهوى في ظلمات الباطل بل ويدافع عنه، فأتوا بالدعاوي الباطلة والجهل المطبق وما يقع من شبهات عقلية سقيمة أو علمية واهية يذيعونها في الناس ليبرروا واقعهم المخالف لشرع الله تبارك وتعالى، فكان هذا سبب في وقوعهم في كبائر الذنوب كالربا والموسيقى والأغاني وحلق اللحية وإسبال الثوب والتبختر والغرور وغير ذلك من المعاصي، ولقد أخبرهم الله تعالى أن يجتنبوا كبائر الذنوب في كتابه فقال: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} وقال: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} الآية. فانتشرت بسبب هؤلاء المخالفين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم النكبات والمصائب، وما عم في هذا الزمان من البلايا والمحن والفساد الظاهر في البر والبحر، وما يعانيه الدين من انطماس الكثير من معالمه وهجر تعاليمه التي جاء بها رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، وما آل إليه حال الإسلام والمسلمين من ضياع وتشتت وانصباب الفتن عليهم كل هذا بسبب بعد هؤلاء الذين ينتسبون إلى الإسلام وإنهم أصحاب دعوى وإرشاد إلى الحق، وهم بعيدون عنه كل البعد، وهؤلاء ينظر إليهم العوام على أنهم القدوة، فيقلدونهم ويحتجون بقولهم.
وهؤلاء الناس تركوا آيات كثيرة في الحث على الاستقامة كقوله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر} وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}، وجاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط رسول الله ﷺ خطا بيده ثم قال: «هذا سبيل الله مستقيما». وخط عن يمينه وشماله ثم قال: ((هذه السبل ليس منها سبيل إلا وعليه شيطان يدعو إليه)). ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}. أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما، وهو حديث صحيح. وهذا الصراط ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فمن حاد عنه زاغ.
فهؤلاء اتبعوا أهواءهم في دين الله بمؤازرة إبليس ومناصرة أهل الباطل. حتى وقعوا في ما هددنا بوجوده النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوه جحر ضب لدخلتموه قيل: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: «فمن»؛ أي: فمن أعني غيرهم. أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
قال طائفة من السلف: من انحرف من العلماء ففيه شبه من اليهود، ومن انحرف من العباد ففيه شبه من النصارى.
وقد نجد هؤلاء يستحلون المحرمات كما استحلت ذلك اليهود والنصارى فمتى تعودت القلوب على المعاصي والبدع وألفتها لم يبق فيها مكان لطاعة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وما كفى الواحد منهم أيضا إلا أنه قام يقع بالاستهزاء والسخرية والاستخفاف على من يحي سنن المصطفى ﷺ من إطلاق اللحية أو تقصير الثوب أو غير ذلك من طاعة رسول الله ﷺ.
من أجل هذا الكلام، ومن أجل ما نشر هؤلاء الناس من الفتاوي الباطلة المخالفة للشرع، دعت الحاجة إلى تأليف هذه الرسالة وسميتها: ((تبصرة أولي الأبصار في معرفة موضع الإزار)). وتقصير الإزار سنة من سنن المصطفى ﷺ الواجبة التي أعرض عنها كثير من المسلمين في هذا الزمان، والله المستعان.
فهذه الرسالة نصيحة للمسلمين، ودفاع عن الدين، ونصرة للحق المبين، تؤكد أن قضية تقصير الإزار حكم فرعي، لكنها تندرج تحت أصل كلي غفل عنه الكثيرون، ألا وهو طاعة رسول الله ﷺ طاعة مطلقة بامتثال كل ما به أمر والانتهاء عن كل ما عنه زجر، قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وقال تعالى: {وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون}. وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم الاتباع المطلق له فقال في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) أخرجه أبو داود في ((سننه))، والترمذي في ((سننه)) وغيرهما، وهو حديث صحيح. وقال في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)) أخرجه البخاري وأحمد.
هذا وأسأل الله العظيم أن ينفع بهذا الكتاب عباده المسلمين، وأن يهدينا جميعا إلى الصراط المستقيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد الرحمن
فوزي بن عبدالله بن محمد
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
* معنى الإسبال: (هو إرخاء الثياب حتى تغطي القدمين).
وقال ابن منظور: (وأسبل إزاره: أرخاه.. ويقال: أسبل فلان ثيابه، إذا طولها وأرسلها إلى الأرض).
وقال ابن الأعرابي وغيره: )المسبل الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى). ([1])
معنى الخيلاء: هو الكبر والعجب.([2])
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على من جر إزاره
خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
(1) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا».
أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج۱۰ ص ٢٥٧ و ٢٥٨)، ومالك في ((الموطأ)) (ج٢ ص٩١٤)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج۱۲ ص۹)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٤)، وابن الجوزي في ((الحدائق)) (ج٣ ص۲۹)، من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥٣)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩٢)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج۷ ص۱۹۲)، وابن طهمان في ((مشيخته)) (ص١٦٧) من طريق محمد بن زياد قال سمعت أبي هريرة به .
وأخرجه ابن ماجة في ((سننه)) (ج۲ ص۱۱۸۲)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج۸ ص۲۰۰)، وابن تميم في ((المحن)) (ص٣٤١) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة به .
(2) وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: ))لاينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء».
أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج۱۰ ص٥٢)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥١)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج۱۲ ص۸)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٣)، من طريق مالك، وهو في ((الموطأ)) (ج٢ ص٩١٤)، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم يخبرونه عن ابن عمر به.
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥١)، وإبراهيم بن طهمان في ((مشیخته)) (ص۱۰۰ و۱٦۳)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٨٣)، وابن حجر في ((تغليق التعليق)) (ج٥ ص٥٦)، من طرق عن نافع عن ابن عمر وزادوا فيه: ((يوم القيامة)) .
وأخرجه مالك في ((الموطأ)) (ج٢ ص ٩١٤)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج۷ ص۱۹۱)، من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر به .
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥٢)، وابن حجر في ((تغليق التعليق)) (ج٥ ص٥٧) من طريق عمر بن محمد عن أبيه وسالم بن عبد الله ونافع عن ابن عمر به .
وأخرجه مسلم أيضا في ((صحيحه)) (ج۳ ص١٦٥٢) من طريق حنظلة قال سمعت سالما عن ابن عمر به.
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥٢)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩٢)، وأحمد في ((المسند)) (ج٢ ص٤٥)، والطيالسي في ((المسند)) (ص٢٦٣)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج۷ ص۱۹۱)، والذهبي في ((الدينار)) (ص٥٨)، وفي ((السير)) (ج۹ ص۳۹)، من طريق شعبة قال: سمعت مسلم ابن يناق يحدث عن ابن عمر: أنه رأى رجلا يجر إزاره. فقال: ممن أنت؟ فانتسب له. فإذا رجل من بني ليث فعرفه ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ بأذني هاتين، يقول: ((من جر إزاره، لا يريد بذلك إلا المخيلة، فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة».
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥٢)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٨٣ و٤٩٢ و٤٩٣)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج ص٢٠٦) وأحمد في ((المسند)) (ج ٢ ص٤٢)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج۷ ص۱۹۱)، والذهبي في ((السير)) (ج۹ ص۳۹) من طريق شعبة سمعت محارب بن دثار سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله ﷺ: ((من جر ثوبه من مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة)).
وأخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج۳ ص١٦٥٢)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩٢ و٤٩٣)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص۳۹۸)، والذهبي في السير (ج۹ ص۳۹)، وأبو نعيم في الحلية (ج۷ ص۱۹۲)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج٥ ص٥٥) من طريق شعبة عن جبلة بن سحيم قال: سمعت ابن عمر به .
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج١٢ ص٤٠٧) من طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر به .
(3) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه».
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٩)، ومالك في «الموطأ» (ج٢ ص٩١٤ و٩١٥)، وابن ماجة في «سننه» (ج۲ ص۱۱۸۳)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٩٠ و٤٩١)، وأحمد في «المسند» (ج٣ ص٥ و٦ و٤٤ و٩٧)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص٣٩٩ و٤٠٠)، والحميدي في «المسند» (ج٢ ص۳۲۳)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج٢ ص٢٤٤)، وفي «الآداب» (ص٣٥٣ و٣٥٤)، وفي «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج۳ ص۲۸)، وفي «تلبيس إبليس» (ص٢٥٣)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۳)، وإبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص ١٦٩)، والطيالسي في «المسند» (ص٢٩٥)، وأبو يعلى في «المسند» (ج٢ ص٢٦٨ و٢٦٩)، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به.
قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد صححه النووي في «رياض الصالحين» (ص٣٦٠)، والألباني في «مشكاة المصابيح» (ج٢ ص١٢٤٣).
(4) وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: ))الإسبال في الإزار، والقميص والعمامة من جر شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة(( . حدیث حسن
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٦٠)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٩)، وفي «السنن الصغرى» (ج۸ ص۲۰۸)، وابن ماجة في «سننه» (ج٢ ص١١٨٤)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۸)، والبغوي في «شرح السنة» تعليقا (ج۱۲ ص۹)، وهناد في «الزهد» (ج٢ ص٤٣٢)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج٥ ص ١٤٦)، والديلمي في «الفردوس» (ج۱ص۱۲)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج۱۲ ص۳۱۱)، من طريق حسين بن علي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن سالم عن ابن عمر به.
قلت: وهذا سنده حسن.
والحديث صححه النووي في «رياض الصالحين» (ص٣٤٨)، والألباني في «صحيح سنن أبي داود» ( ج۲ ص۷۷۱).
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على من جر إزاره بغير خيلاء عذب بالنار
(1) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار».
أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج۱۰ ص٢٥٦)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٩)، وفي «السنن الصغرى» (ج۸ ص۲۰۷)، وأحمد في «المسند» (ج٢ ص٤١٠ و٤٦١)، والبغوي في «شرح السنة» (ج۱۲ ص۱۲)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج٩ ص۳۸٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج۷ ص۱۹۲) من طريق شعبة حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به .
وأخرجه النسائي في ا«لسنن الكبرى» (ج٥ ص٤٩٠) من طريق هشام عن يحيى عن محمد بن إبراهيم قال حدثني ابن يعقوب أنه سمع أبا هريرة به.
فائدة: قال الخطابي: قوله: ((فهو في النار)) يتأول على وجهين: أحدهما: ما دون الكعبين من قدم صاحبه في النار عقوبة له على فعله. والآخر: أن فعله ذلك في النار، أي: هو معدود من أفعال أهل النار.
قال عبد العزيز بن أبي رواد: قلت لنافع: أرأيت قول النبي ﷺ ((ما تحت الكعبين من الإزار في الناره))، أمن الإزار، أم من القدم؟ قال: وما ذنب الإزار.
انظر: «شرح السنة» للبغوي (ج۱۲ ص۱۳).
(2) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: ((ما تحت الكعب من الإزار في الناره)).
حديث حسن لغيره
أخرجه أحمد في «المسند» (ج٦ ص٥٩)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۳) من طريق يعلى عن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا نبيه يقول سمعت عائشة به.
قلت: وهذا سنده فيه أبو نبيه أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (ج٩ ص٤٤٩)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قلت: فمثله لا بأس به في الشواهد.
(۳) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إزرة المسلم إلى يصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار».
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٩)، ومالك في «الموطأ» (ج٢ ص٩١٤ و٩١٥)، وابن ماجة في «سننه» (ج۲ ص۱۱۸۳)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٩٠ و٤٩١)، وأحمد في «المسند» (ج٣ ص٥ و٦ و٤٤ و٩٧)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص٣٩٩ و٤٠٠)، والحميدي في «المسند» (ج٢ ص۳۲۳)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج٢ ص٢٤٤)، وفي «الآداب» (ص٣٥٣ و٣٥٤)، وفي «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج۳ ص۲۸)، وفي «تلبيس إبليس» (ص٢٥٣)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۳)، وإبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص١٦٩)، والطيالسي في «المسند» (ص۲۹٥)، وأبو يعلى في «المسند» (ج٢ ص٢٦٨ و٢٦٩) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به .
قلت: وهذا سنده صحيح .
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
(الموضع الأول)
ذكر الدليل على موضع الإزاره إلى العضلة
(1) عن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: ((بينا هو يمشي قد أسبل إزاره إذ لحقه رسول الله ﷺ وقد أخذ بناصية نفسه وهو يقول: «اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك((. قال عمرو: فقلت: يا رسول الله إني رجل حمش الساقين فقال: «يا عمرو إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خلقه يا عمرو(( وضرب رسول الله ﷺ باربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال: «يا عمرو هذا موضع الإزار(( ثم رفعها ثم وضعها تحت الثانية فقال: يا عمرو هذا موضع الإزار».
حديث صحيح
أخرجه أحمد في «المسند» (ج٤ ص۲۰۰) من طريق الوليد بن مسلم ثنا الوليد بن سليمان أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم عن عمرو به .
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (ج5 ص١۲۳ و١٢٤)، ثم قال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج۸ ص۲۷۷) من طريق إبراهيم بن العلاء الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن أبي السائب عن القاسم عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول الله ﷺ إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري ... فذكره.
قلت: وهذا سنده حسن، من أجل إبراهيم بن العلاء الحمصي وهو صدوق كما في «الكاشف» للذهبي (ج۱ ص٤٤).
وذكره الحافظ في «الفتح» (ج۱۰ ص٣٦٤) ثم قال: ورجاله ثقات.
قلت: ومثله قال الصنعاني في «سبل السلام» (ج4 ص۳۱۷)، وأحمد البنا في «الفتح الرباني» (ج١٧ ص٢٩٤).
وذكره أيضا الهيثمي في «المجمع» (ج٥ ص١٢٤)، ثم قال: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.
(2) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إزرة المؤمن إلى عضلة ساقيه ثم إلى نصف ساقيه ثم إلى كعبيه فما كان أسفل من ذلك في النار ))
حديث صحيح
أخرجه أحمد في «المسند» (ج۲ ص۲۸۷) من طريق الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثنا يحيى يعني ابن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم التيمي عن يعقوب أو ابن يعقوب عن أبي هريرة به .
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد صححه أحمد شاكر في «شرح المسند» (ج١٤ ص٢٤٥)، على ما فيه من شك في اسم أحد رواته - يعقوب أو ابن يعقوب - وقد حقق القول فيه (ج۱۳ ص۲۰۰)، وأنه عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة وهو ثقة كما في «التقريب» لابن حجر (ص٣٥٣).
ويؤيد ذلك ما في: «السنن الكبرى» للنسائي (ج٥ ص٤٨٩ و٤٩٠)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج٢٤ ص٣٤٠)، و«التهذيب» لابن حجر (جص۱۸).
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٩) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج قال ثنا الأوزاعي عن يحيى - يعني ابن أبي كثير - قال ثنا محمد بن إبراهيم عن أبي هريرة به .
وأخرجه النسائي أيضا في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٩) من طريق الوليد عن أبي عمرو عن يحيى عن يعقوب بن إبراهيم عن أبي هريرة به.
(3)وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله ﷺ بعضلة ساقي أو ساقه فقال: «هذا موضع الإزار فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فأسفل فلا حق للإزار في الكعبين».
حدیث حسن
أخرجه الترمذي في «سننه» (ج٤ ص٢٤٧)، وفي «الشمائل» (ص١١٤)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٥)، وفي «السنن الصغرى» (ج٨ ص٢٠٦)، وابن ماجة في «سننه» (ج۲ ص۱۱۸۲)، والبغوي في «شرح السنة» (ج۱۲ ص۱۰ و۱۱)، والطبراني في «المعجم الصغير» (ج۱ ص۹۷)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص۳۹۹ و٤٠٠)، وابن الجعد في «المسند» (ج٢ ص۹۲۳)، والحميدي في «المسند» (ج۱ ص۲۱۱)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۲)، وأحمد في «المسند» (ج٥ ص٤٠٠ و٤٠١)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٨)، والخطيب في «التلخيص» (ج٢ ص٦٨١) من عدة طرق عن أبي إسحاق السبيعي عن مسلم بن نذير عن حذيفة فذكره بألفاظ عندهم .
قلت: وهذا سنده حسن، مسلم بن نذير قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه أكثر من اثنين، وباقي رجاله ثقات.
وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح، رواه الثوري وشعبة عن أبي إسحاق). اهـ
والحديث صححه الألباني في ((الصحيحة)) (ج٤ ص٣٩٤).
العضلة: كل عصبة معها لحم غليظ .
وقوله: ((فلا حق للإزار في الكعبين)): أي لا تستر الكعبين بالإزار.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
(الموضوع الثاني)
ذكر الدليل على موضع الإزار إلى أنصاف الساقين
(1) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: ((إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح، فيما بينه بين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه)).
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٩)، ومالك في «الموطأ» (ج٢ ص٩١٤ و٩١٥)، وابن ماجة في «سننه» (ج۲ ص۱۱۸۳)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٩٠ و٤٩١)، وأحمد في «المسند» (ج٣ ص٥ و٦ و٤٤ و٩٧)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج٧ ص٣٩٩ و٤٠٠)، والحميدي في «المسند» (ج٢ ص۳۲۳)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج٢ ص٢٤٤)، وفي «الآداب» (ص٣٥٣ و٣٥٤)، وفي «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج۳ ص۲۸)، وفي «تلبيس إبليس» (ص٢٥٣)، وابن أبي شيبة في «المصنف »(ج۸ ص۲۰۳)، وإبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص١٦٩)، والطيالسي في «المسند» (ص۲۹٥)، وأبو يعلى في «المسند» (ج٢ ص٢٦٨ و٢٦٩) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به .
قلت: وهذا سنده صحيح.
(2) وعن جابر بن سليم رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «ارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة)) .
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٦)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج١٠ ص٢٣٦)، وفي «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٩)، وابن عبد البر في «الاستيعاب» (ج۱ ص۲۲۸) من طريق أبي غفار (المثنى بن سعيد الطائي) ثنا أبو تميمة الهجيمي (طريف بن مجالد) عن أبي جري جابر بن سليم .... فذكره بألفاظ عندهم.
قلت: وهذا سنده حسن، من أجل المثنى بن سعيد الطائي لا بأس به كما في «التقريب» لابن حجر (ص٥١٩)، وباقي رجاله ثقات.
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج ٥ ص٤٨٧)، وأحمد في «المسند» (ج٥ ص٦٣)، والبغوي في «شرح السنة» (ج١٣ ص٨٣ و ٨٤)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج٤ ص٣٢٤)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ص٣٥٠ - موارد الظمان)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج۱ ص۳۰۳) والسلفي في «معجم السفر» (ص٢٢٤) من طرق عن سلام بن مسكين حدثني عقيل بن طلحة عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي ... فذكره بلفظ آخر عندهم.
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٨٦)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ص ۲۹۸ - موارد الظمآن) من طرق عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى الهجيمي عن جابر بن سليم الهجيمي به.
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه قرة بن موسى الهجيمي وهو مجهول كما في «التقريب» لابن حجر (ص٤٥٥).
قلت: فمثله حسن في المتابعات .
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج٤ ص١٨٦) من طريق سعيد بن أياس الجريري عن أبي السليل عن أبي تميمة الهجيمي عن جابر بن سليم به.
قلت: وهذا سنده فيه سعيد بن أياس الجريري، وقد اختلط كما في التقريب لابن حجر (ص۲۳۳).
قلت: لكن يشهد له ما قبله.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قلت: وما قاله الحاكم رحمه الله تعالى فيه نظر.
وأخرجه ابن قدامة في «إثبات صفة العلو» (ص٦٦ و٦٧) من طريق جعفر بن محمد الخلدي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم ثنا سهل بن بكار ثنا عبد السلام عن عبيدة الهجيمي قال: قال أبو جري جابر بن سليم به.
(3) وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إزاري استرخاه فقال: «يا عبد الله ارفع إزارك)) فرفعته. ثم قال: «زد)) فزدت. فما زلت أنحراها بعد. فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين.
أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج٣ ص١٦٥٣)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج٢ ص٢٤٤) من طريق ابن وهب أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن واقد عن ابن عمر به.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج٢ ص١٤١)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج٧ ص١٦٧ - مجمع البحرين) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ثنا أيوب بن أبي تميمة عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر قال: (دخلت على النبي ﷺ وعلي إزار يتقعقع، فقال: «من هذا؟)) فقلت: عبد الله، فقال: ((وإن كنت عبد الله فارفع إزارك إلى نصف الساقين))، فلم تزل إزرته حتى مات).
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه أحمد شاكر في «شرح المسند» (ج۹ ص۹۲).
وأخرجه أحمد في «المسند» ( ج۲ ص١٤٧) من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن زيد بن أسلم سمعت ابن عمر به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
(4) وعن أنس بن مالك عن النبي ﷺ قال: «الإزار إلى نصف الساق وإلى الكعبين لا خير في أسفل من ذلك».
حديث صحيح
أخرجه أحمد بن «المسند» (ج٣ ص١٤٠ و٢٤٩ و٢٥٦)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج٧ ص١٦٧ - مجمع البحرين) من طرق عن حميد عن أنس به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
(5) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : «إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه فما أسفل من ذلك إلى فوق الكعبين فما أسفل من ذلك ففي النار».
حديث صحيح
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٤٩٠) من طريق محمد بن عمرو عن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة قال: قال أبو هريرة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
(6) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو ولا جناح فيما بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه».
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٩)، ومالك في «الموطأ» (ج٢ ص٩١٤ و٩١٥)، وابن ماجة في «سننه» (ج٥ ص۱۱۸۳)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج٥ ص٩٠ و٤٩١)، وأحمد في «المسند» (ج٣ ص٥ و٦ و٤٤ و۹۷)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص۳۹۹ و٤٠٠)، والحميدي في «المسند» (ج۲ ص۳۲۳)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج٢ ص٢٤٤)، وفي «الآداب» (ص٣٥٣ و٣٥٤)، وفي «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج۳ ص۲۸)، وفي «تلبيس إبليس» (ص٢٥٣)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۳)، وإبراهيم بن طهمان في «مشيخته» (ص١٦٩)، والطيالسي في «المسند» (ص۲۹٥)، وأبو يعلى في «المسند» (ج٢ ص٢٦٨ و٢٦٩) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
(7) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار».
أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج١٠ ص٢٥٦)، والنسائي في «سننه» (ج۸ ص۲۰۷)، وأحمد في «المسند» (ج۲ ص٤١٠ و٤٦١)، والبغوي في «شرح السنة» (ج۱۲ ص۱۲)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج٥ ص١٤٧)، والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج۹ ص٣٨٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج۷ ص۱۹۲) من طريق شعبة حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به.
وعند بعضهم: «إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين وأسفل ذلك إلى ما فوق الكعبين، فما كان أسفل من الكعبين ففي النار».
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن أزر
الصحابة إبى أنصاف سوقهم
(1) عن أبي إسحاق قال: (رأيت أسامة وزيد بن أرقم والبراء بن عازب وابن عمر يأتزورن إلى أنصاف سوقهم).
حديث صحيح
أخرجه ابن المرزبان البغدادي في «مسند أسامة بن زيد» (ص٦٦) من طريق ابن منيع قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان (سعيد بن سنان البرجمي) عن أبي إسحاق به.
قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج١ ص١٥٩ و١٦٠)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص٢٠٥ و٢٠٦)، من طريق إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي سنان عن أبي إسحاق قال: رأيت أناسا من اصحاب رسول الله ﷺ يأتزون على أنصاف سوقهم، فذكر ابن عمر وزيد بن أرقم وأسامة بن زيد والبراء بن عازب رضي الله عنهم.
قلت: وهذا سنده صحيح أيضا.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (ج٥ ص١٢٦)، ثم قال: رواه الطبراني ورجاله ثقات .
أخرج البخاري في ((صحيحه)) (ج۷ ص٦٠)، من طريق موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون، ... في قصة مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه (.... جاء رجل شاب، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك، من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت ثم شهادة. قال: وددت أن ذلك كفاف لا علي ولا لي. فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ردوا على الغلام. قال: يا ابن أخي، أرفع تثوبك، فإنه أنقى لتثوبك وأتقى لربك).
قلت: فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينكر على الشاب إطالة إزاره.
وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج۸ ص۲۰۱ و۲۰۲) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: (دخل شاب على عمر فجعل الشاب يثني عليه، قال فراه عمر يجر إزاره، قال: فقال له: يا ابن أخي! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لتثوبك، قال: فكان عبد الله يقول: يا عجبا لعمر! إن رأى حق الله عليه فلم يمنعه ما هو فيه أن تكلم به).
قلت: وهذا سنده رجاله ثقات.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
الرد على من استدل بحديث أبي بكر
الصديق رضي الله عنه في جوز الإسبال
اعلم يا أخي المسلم وفقك الله: أن حجة من يرى جواز الإسبال، ما أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج۱۰ ص٢٥٤)، وأبو داود في «سننه» (ج٤ ص٥٦ و٥٧)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٨٩)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج۸ ص۲۰۸)، وأحمد في ((المسند)) (ج۲ ص١٠٤)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (ج٢ ص٢٤٣)، وفي ((الآداب)) (ص٣٥٥)، وفي ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٣)، و (ج٦ ص۲۸۳)، وابن عبد البر في التمهيد (ج٣ ص٢٤٩)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج۱۲ ص۹ و۱۰)، وفي ((مصابيح السنة)) (ج۳ ص۱۸۹)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص۳۹۹)، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (ج۱۱ ص۸۰)، وابن بلبان في ((تحفة الصديق)) (ص۱۱۰)، وابن الجوزي في ((الحدائق)) (ج۳ ص۲۹) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: ((من جر توبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). قال أبو بكر: يا رسول الله! إن أحد شقي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ولست ممن يصنعه خيلاء)).
قلت: فظن أهل الإسبال أن من لم يجر ثوبه خيلاء جاز له إسبال الثوب إلى ما دون الكعبين، وهذا باطل. والجواب عنه من وجوه:
الوجه الأول: قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (إن أحد شقي إزاري يسترخي ... إلخ) أي أن إزاره كان فوق الكعبين، ثم فيما بعد ينزل ويسقط عن حقويه إلى ما دون الكعبين، وهو يتعاهده بشده ويرفعه إلى أعلى، وكان سبب استرخائه ونزوله نحافة جسم أبي بكر الصديق رضي الله عنه، كما أخرج ذلك ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (ج۳ ص۱۸۸)، قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: (دخلت مع أبي على أبي بكر وكان رجلا نحيفا خفيف اللحم أبيض).
قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وفي لفظ من حديث عائشة رضي الله عنها قالت في صفة أبي بكر الصديق: (.... نحيف، أخبأ لا يستمسك إزاره، يسترخي عن حقوته).
قلت: لكن سنده ضعيف، إلا أن لفظه يعتضد بما قبله.
وهذا يدل على أن إزار أبي بكر الصديق رضي الله عنه كان ينزل بسبب أنه نحيف الجسم، وهذا معذور فيه، ومع ذلك فهو يتعاهده برفعه إلى أعلى.
ويؤيد ذلك، ما أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج٥ ص٢٢٥٢)، بلفظ: إن إزاري يسقط من أحد شقيه؟ قال: «إنك لست منهم».
وعند أحمد في ((المسند)) (ج٢ ص١٤٧)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٣)، وابن الجوزي في ((الحدائق)) (ج٣ ص۲۹)، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (ج ۱۱ ص۸۱)، وإسناده صحيح، بلفظ: (إنه ليسترخي إزاري أحيانا فقال النبيصلى الله عليه وسلم: ((لست منهم»).
قلت: فهذا يبين لنا أن إزار أبي بكر الصديق رضي الله عنه ينزل تحت الكعبين لا المتعمد له ولا باستمرار مما يؤكد أن استرخائه لعذر، ومع ذلك فهو يرفعه إلى فوق الكعبين.
وأما أهل الإسبال فهم يطيلون ذيل ثيابهم عمدا وباستمرار وبغير عذر، وهذا لا يليق بالمسلم الحق؛ لأنه من الكبر والتفاخر المنهي عنه.
وقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ((السير)) (ج٣ ص٢٣٤): (كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا، فتركه متعين، ولو كان من غير ذهب ولا حرير فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربعمائة درهم ونحوها والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر، فإن نصحته ولمته برفق كابر، وقال: ما في خيلاء ولا فخر، وهذا السيد ابن عمر يخاف على نفسه ذلك. وكذلك ترى الفقية المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه، وقيل له: قد قال النبيصلى الله عليه وسلم: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))، يقول: إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء، وأنا لا أفعل خيلاء، فتراه يكابر، ويبرىء نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام: فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يارسول الله يسترخي إزاري، فقال: «لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء».
فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعبين، ثم فيما بعد يسترخي. وقد قال عليه السلام: «إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين)). ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه، ومنه طول الأكمام زائدا، وتطويل العذبة، وكل هذا خيلاء كامن في النفوس). اهـ
الوجه الثاني: أن النبي ﷺ فرق بين من يرخي إزاره خيلاء ومن يرخيه بغير خيلاء، فإن أرخاه خيلاء فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة، والدليل على ذلك، ما أخرجه أبو داود في ((سننه)) (ج٤ ص٥٩)، ومالك في ((الموطأ)) (ج٢ ص۹۱٤ و۹۱٥)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩١)، وابن ماجة في ((سننه)) (ج۲ ص۱۱۸۳)، وأحمد في ((المسند)) (ج۳ ص٥ و٦ و٤٤ و۹۷)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج۷ ص٣٩٩ و٤٠٠)، والحميدي في ((المسند)) (ج۲ ص۳۲۳)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (ج٢ ص٢٤٤)، وفي ((الآداب)) (ص٣٥٣ و٣٥٤)، وفي ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٧)، وابن الجوزي في ((الحدائق)) (ج۳ ص۲۸)، وفي ((تلبيس إبليس)) (ص٢٥٣)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج٨ ص۲۰۳)، والطيالسي في ((المسند)) (ص٢٩٥)، وأبو يعلى في((المسند)) (ج ص٢٦٨ و٢٦٩)، وإبراهيم بن طهمان في ((مشيخته)) (ص١٦٩)، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: «إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح، فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه)) .
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد صححه النووي في ((رياض الصالحين)) (ص٣٦٠)، والألباني في ((مشكاة المصابيح)) (ج٢ ص١٢٤٣).
قوله: ((من جر إزاره بطرا ... إلخ» ظاهره مقيد ومختص بالجر، فهو نص مستقل.
وإذا فعله بغير خيلاء فقد ارتكب النهي ووقع في المحرم وله عذاب بالنار، والدليل على ذلك، ما أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج۱۰ ص٢٥٦)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٨٩)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج۸ ص۲۰۷)، وأحمد ((في المسند)) (ج٢ ص٤١٠ و٤٦١)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج۱۲ص۱۲)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج٥ ص١٤٧)، والخطيب البغدادي في تاريخ ((بغداد)) (ج٩ ص٣٨٥)، وأبو نعيم في الحلية (ج ص۱۹۲) من طريق شعبة حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار».
قلت: فهذا الوعيد عام سواء كان مخيلة أو بغير مخيلة.
ويؤيد ما سلف من القول، ما أخرجه الترمذي في ))سننه(( (ج٤ ص۲۲۳)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩٤)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج۸ص۲۰۹) من طريق معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ : «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة))، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، قال: «فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه».
قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه أبو داود في ((سننه)) (ج٤ ص٦٥)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج٥ ص٤٩٥)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج۸ ص۲۰۹)، وابن ماجة في ((سننه)) (ج٢ ص١١٨٥)، وأحمد في ((المسند)) (ج٦ ص٢٩٣)، وأبو يعلى في ((المسند)) (ج۱۲ ص٣١٦) من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة به.
قلت: وهذا سنده صحيح أيضا.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في «الفتح» (ج١٠ ص٢٥٩): (أفادت هذا الرواية قدر الذراع المأذون فيه، وأنه شبران بشير اليد المعتدلة، ويستفاد من هذا الفهم التعقب على من قال: إن الأحاديث المطلقة في الزجر عن الإسبال، مقيدة بالأحاديث الأخرى المصرحة بمن فعله خيلاء قال النووي - رحمه الله تعالى -: ظاهر الأحاديث في تقييده بالجر خيلاء يقتضي أن التحريم مختص بالخيلاء، ووجه التعقب أنه لو كان كذلك لما كان في استفسار أم سلمة عن حكم النساء في جر ذيولهن معنى، بل فهمت الزجر عن الإسبال مطلقا سواء كان مخيلة أم لا، فسألت عن حكم النساء في ذلك لاحتياجهن إلى الإسبال من أجل ستر العورة، لأن جميع قدمها عورة، فبين لها أن حكمهن في ذلك خارج عن حكم الرجال في هذا المعنى فقط). اهـ
الوجه الثالث: أنه مما يدل على أن الإسبال لا يجوز خيلاء أو بغير خيلاء، ما قاله شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى في «حكم الإسبال» (ص۳۱)؛ فقد قال: (إسبال الإزار إذا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم. وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما ترك من الكعبين بالنار لأن النبي ﷺ قال: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) وقال: ((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فهذا فيمن جر ثوبه خيلاء وأما من لم يقصد الخيلاء ففي «صحيح البخاري» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ((ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار». ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يصح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله لأن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه يوم القيامة)). رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب والترهيب في الترغيب في القميص (ج3 ص88).
ولأن العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فنقول له ليس لك حجة فيه من وجهين:
الأول: أن أبا بكر رضي الله عنه قال: إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه. فهو رضي الله عنه لم يرخ ثوبه اختيالا منه بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك فهو يتعاهده. والذين يسبلون ويزعمون أنهم لا يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط بالنار وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب أليم.
الوجه الثاني: إن أبا بكر رضي الله عنه زكاه النبي ﷺ وشهد له أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء فهل نال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، نسأل الله تعالى لنا ولهم الهداية. اهـ. قلت: وهذا القول نفيس جدا من شيخنا حفظه الله تعالى، نقر به عين المؤمن المنصف الحق. فعلى الذي ابتلي بهذه المعصية، أن يراجع الصواب من قريب ويتوب إلى الله ويقلع عنها، بدلا من أن يظل مستمرا بها والله المستعان). اهـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.