القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة من شعار أهل الحديث / نيل المنن في حب الوطن

2024-03-14

صورة 1
نيل المنن في حب الوطن

 

 

 

 

 

نيل المنن

في

حب الوطن

 

 

 

 

 

 

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

درة نادرة

 

قال الإمام سهل بن عبدالله التستري رحمه الله : (لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم) ([1]). اهـ

 

وقال الإمام ابن رجب رحمه الله: (وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم) ([2]). اهـ

 

قلت: هذا الكلام من أجمع الكلام، وأحكمه وأعذبه، وعلى من أراد لنفسه النجاة، والفلاح أن يتأمل في نصوص الشرع الواردة في هذا الباب، فيعمل بها ويذعن لها، ولا يجعل للهوى عليه سلطانا، فإن العبد لايبلغ حقيقة الإيمان حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الشرع المطهر، وأكثر فساد الناس في هذا الباب إنما هو من جراء اتباع الهوى، وتقديم العقل على النقل!!!.

 

     بسم الله الرحمن الرحيم

     رب يسر ولا تعسر

مقدمة

في

حب الوطن

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أما بعد:

فإن الإسلام جاءنا بالهداية، والتوفيق، والفلاح لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتحقيق السعادة الحقيقية لهم في الدنيا والآخرة، وتحذيرهم من الشرك والبدع، والجهل والتعصب، وإيجاد المجتمع الصالح الملتزم بالدين في فروعه وأصوله، فكان أن أرسل الله رسوله الكريم r ليقوم بالدعوة إلى الدين المتين، بدعوة الناس إلى التمسك بالكتاب والسنة، ويوضح لهم الحق بالبراهين، فأوضح لهم سبل الهداية، ونجاهم بتوفيق من الله تعالى من طرق الضلالة.

 

ثم خلف من بعده r الخلاف، والنزاع في بعض مسائل الدين منذ عهد الصحابة، والتابعين، وأتباعهم من الأئمة المجتهدين إلى يومنا هذا.

 

ثم من بين هؤلاء خرج أناس جهال طائفيون فقووا الخلاف، وتعصبوا وثبتوا على ما اختاره رؤوس الطائفة، وأخذوا في حصر الصحة على مذهب الطائفة، وإن خالف القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة الصريحة، وحكموا بخطأ مذهب من خالفهم وإن وافق الدلائل والحجج من الكتاب والسنة!.

 

ولو ترك هؤلاء التعصب الطائفي، واعتمدوا دائما على الدليل الأقوى من الكتاب والسنة لتقلص الخلاف بين الأمة في الأوطان، والله المستعان.

 

فنصيحتي إلى هؤلاء المتعصبين لطوائفهم أن يقرؤوا ليعرفوا أن أئمة الدين نهوا عن التقليد الحزبي الطائفي، فخالفهم هؤلاء المتعصبون الطائفيون، واتبعهم كل من سار على نهج الكتاب والسنة، ولله الحمد والمنة.

 

وهذه الرسالة المسماة بـ(نيل المنن في حب الوطن) تتعلق بمسألة هامة في الدين الإسلامي، ألا وهي حب الوطن ظاهرا وباطنا، وهي من المسائل ذات الأهمية العظمى في الدين الإسلامي أولا، ثم في البلدان الإسلامية ثانيا.

 

لذا اعتنى كثير من العلماء قديما وحديثا بهذا الموضوع، فألفوا الكتب على اختلاف مشاربهم ومناهجهم، ولذلك فهو بحاجة إلى إنصاف وعدل.

 

فحب الوطن ثمرة من ثمار الخير التي نجنيها ضد تلك الحملات الطائفية المشينة، والاعتداءات الطائفية الشرسة، والافتراءات المسمومة التي تحرك القلوب، وتستثير العزائم في نصرة العدوان الطائفي الحزبي، والتي يروجها الأعداء، وأتباعهم في الخارج والداخل، كيدا للوطن، وطعنا في الدين، وتشويها لحملته، فمن الواجب على كل مسلم أن يدرك خطورة هذا الوضع، وأن ينتبه إلى كيد العداء الطائفيين في الداخل والخارج.

 

فكلنا ندرك أننا في وطن ظمنا، ووحدنا الدين الإسلامي، وجعل لنا مكانة بين الأوطان، وتربينا على ترابه، نوحد الله تعالى في ربوبيته، وفي وألوهيته، وفي أسمائه وصفاته، ونسمع الأذان في مساجدنا الكثيرة، ونقيم فيها الصلوات الخمس في الأمن والأمان، وندرس العلم في مساجدنا، وفي بيوتنا، وفي مدارسنا ومراكزنا، ويتعاهدنا المصلحون بالنصح، والتوجيه، والإرشاد في جميع مجالات الحياة، بل في المحاكم القضائية لتأدية الحقوق للمواطنين عند النزاعات العامة والخاصة.

فلا بد لنا أن يكون هذا البلد بالنسبة لنا مثل أنفسنا تماما، لا يمكن أن نفرط فيه، أو أن نسيء إليه، لأن حب الوطن من الثوابت عندنا([3]).

 

قلت: وحب الوطن فطرة فطر الله تعالى عليها المخلوقات في الأرض، فالإنسان يحن إلى وطنه، والحيوانات تحن إلى وطنها، والطيور تحن إلى أوكارها، لكن الإنسان فحنينه إلى وطنه أشد، وشوقه إليه أكبر، وحبه إليه أعظم.

 

فعن إبراهيم بن أدهم رحمه الله قال: ( عالجت العبادة فما وجدت شيئا أشد علي من نزاع النفس إلى الوطن) ([4]).

 

وعن إبراهيم بن أدهم رحمه الله قال: ( ما قاسيت فيما تركت شيئا أشد علي من مفارقة الأوطان) ([5]).

 

وعن الأصمعي قال: سمعت أعرابيا يقول: (إذا أردت أن تعرف الرجل، فانظر كيف تحننه إلى أوطانه، وتشوقه إلى إخوانه، وبكاؤه على ما قضى في زمانه) ([6]).

 

وعن الأصمعي رحمه الله قال: (قالت الهند: الحنة في ثلاثة أصناف من الحيوان: في الإبل تحن إلى أعطانها ولو كان عهدها بها بعيدا، والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبا، والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر له نفعا) ([7]).

 

قلت:  ومن حكمة الله تعالى في تسخير العباد لعمارة الأرض أن جعل حب الوطن - ولو كان قليل الخير- متأصلا في النفوس مجبولة عليه لحبها للوطن

 

 

فعن ابن الأنباري رحمه الله قال: سمعت أبي يقول: (من كرم الرجل حنينه إلى أوطانه، وشوقه إلى إخوانه) ([8]).

 

وعن عمر بن الخطاب t قال: (لولا حب الوطن لخرب بلد السوء)([9]).

وعن عمر بن الخطاب t قال: (عمر الله البلدان بحب الأوطان)([10]).

 

وبما أن الوطن في هذه المنزلة، والمكانة في الإسلام، فحب الوطن من الإيمان، فيجب الدفاع عنه، والحفاظ عليه فرض على جميع المسلمين، لأن ذلك أصبح وطنهم وبلادهم، له حب مشروع يجتمع فيه الحب الشرعي، والحب الفطري، فما تولد حب الوطن إلا على حب المسلمين من الأهل، والأقارب، والجيران، والأخوان، والأصحاب، والأحبة، والأصدقاء.

 

قال أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله: (وللمعاشرة ثمن، فيجب أن يطالب صاحبه بثمن معاشرته، وهو صدق المودة، وصفاء المحبة، فإن العشرة لا تتم إلا بهما) ([11]).اهـ

 

وقال ابن قدامة رحمه الله: (اعلم أن الألفة ثمرة حسن الخلق، والتفرق ثمرة سوء الخلق، لأن حسن الخلق يوجب التحابب والتوافق، وسوء الخلق يثمر التباغض والتدابر، ولا يخفى ما في حسن الخلق من الفضل) ([12]).اهـ

 

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : (كمال الإيمان في كمال الخلق) ([13]).

 

وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله - عن عقيدة السلف -: (يتواصون بصلة الأرحام، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين، والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين) ([14]). اهـ

 

وقال نور الدين القاري رحمه الله في حب الوطن: (بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه، وإحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه) ([15]). اهـ

 

وقال ابن القيم رحمه الله: (حسن الخلق، هو الدين كله، وهو من حقائق الإيمان، وشرائع الإسلام...، والدين كله خلق، ومن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في الدين) ([16]).اهـ

 

ولقد نبه الشارع الحكيم على حب الوطن، وأنه مشروع في الإسلام([17]).

 

فعن أنس بن مالك t قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر فأبصر جدرات([18]) المدينة أوضع([19]) ناقته وإن كانت دابة حركها من حبها([20])) ([21]) يعني من حب موطنه المدينة.

 

قال ابن حجر رحمه الله - معلقا على هذا الحديث- : (وفي الحديث دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن، والحنين إليه) ([22]).اهـ

 

وقال العيني رحمه الله - معلقا على هذا الحديث-: (وفيه دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن، والحنة إليه) ([23]).اهـ

 

وقال ابن بطال رحمه الله: (قوله: (من حبها) يعني لأنها وطنه، وفيها أهله وولده الذين هم أحب الناس إليه، وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان والحنين إليها، وفعل ذلك عليه السلام، وفيه أكرم الأسوة، وأمر أمته سرعة الرجوع إلى أهلهم عند انقضاء أسفارهم) ([24]).اهـ

 

وقال المباركفوري رحمه الله: (فيه دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن، والحنين إليه) ([25]).اهـ

 

وقال ابن بطال رحمه الله: (قوله r: (حركها من حبها) يريد من حبه للمدينة...، فقد خصها الله بفضائل كثيرة منها: تعجيل سيره r إذا نظر إليها من أجل أن قرب الدار يجدد الشوق للأحبة والأهل، ويؤكد الحنين إلى الوطن، وفي رسول الله r الأسوة الحسنة) ([26]).اهـ

 

قلت: وعندما هاجر النبي r إلى المدينة، واستوطنها ألفها، بل كان يدعو الله تعالى أن يرزقه حبها.

 

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله r:(اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) ([27]).

 

قلت: فالنبي r يدعو الله تعالى أن يرزقه حب المدينة أشد من حبه لمكة، لاستشعار بأنها أصبحت بلده ووطنه التي يحن إليها، ويسر عندما يرى معالمها التي تدل على قرب وصوله إليها.

 

قلت: وهذا الحديث يدل على مشروعية حب الوطن، لدعاء النبي r أن يحببه بالمدينة، لأنها صارت وطنه([28]).

 

فعاش النبي r في المدينة وألفها، وأصبحت موطنه فنمى في قلبه حبها.

 

وكان بلال بن رباح t إذا أقلع عنه المرض الذي أصابه في المدينة كما في صحيح البخاري (ج4 ص99) يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

                               بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوما مياه مخبة

                               وهل يبدون لي شامة وطفيل

 

قلت: وهذه الأبيات تدل على حب وشوق بلال t لوطنه مكة([29])، وقد تمنى الرجوع إلى وطنه على عادة الغرباء يحنون إلى أوطانهم لحبهم لها([30]).

 

قال ابن بطال رحمه الله: (وأما حديث عائشة رضي الله عنها حين وعك أبوبكر t وبلال - بالحمى- وإنشادهما في ذلك، فإن الله تعالى لما ابتلى نبيه r بالهجرة، وفراق الوطن ابتلى أصحابه رضي الله عنهم بما يكرهون من الأمراض التي تؤلمهم، فتكلم كل إنسان منهم حسب يقينه وعلمه بعواقب الأمور) ([31]).اهـ

 

وقال القسطلاني رحمه الله: ( وبلال t تمنى الرجوع إلى وطنه على عادة الغرباء) ([32]).اهـ

 

وقال ابن بطال رحمه الله: (وأما بلال t فإنما تمنى الرجوع إلى مكة وطنه الذي اعتاده ودامت فيه صحته) ([33]).اهـ

 

قلت: فمن أمارات العاقل بره بإخوانه، وحنينه إلى أوطانه، ومداراته لأهل زمانه، وهذا مما جبلت عليه النفوس في حب الوطن والحنين إليه([34]).

 

وحبب أوطان الرجال إليهم

                               مرابع قضايا الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم

                               عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

قلت: فارتباط الإنسان بوطنه الذي هو مسقط رأسه، وبلده الذي ينتمي إليه، هو من الأمور المتأصلة في النفس، لأن بلده هو مسقط رأسه، ومستقر حياته، ومكان شرفه على أراضيه يحيى ويعبد ربه تعالى، ومن خيراته يعيش، ومن مائه يرتوي، وكرامته من كرامته، وعزته من عزته، به يعرف، وعنه يدافع، والوطن نعمة من الله تعالى على الفرد والمجتمع، ومحبة الوطن طبيعة فطرية، فطر الله النفوس عليها ولله الحمد والمنة([35]).

والناس يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرا مستوحشا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، يجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص([36]).

 

قلت: إن وطننا الغالي يعد جوهرة نفيسة، ولؤلؤة غالية، ترابه مسك، وهوائه عليل، ومياهه شهد، وشمسه أنوار، وأشجاره قنوان، وأزهاره مرجان، ونخيله أفنان وجنان.

 

وعن عائشة رضي الله عنها - في قصة الوحي- وفيه: (فقال له ورقة بن نوفل هذا الناموس([37]) الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذع([38] ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب([39]) ورقة أن توفي وفتر الوحي) ([40]).

 

قلت: والاستفهام الإنكاري من النبي r هنا فيه دليل على شدة حب الوطن ومفارقته، خصوصا ذلك الوطن هو حرم الله تعالى وجوار بيته.

 

قال السهيلي رحمه الله: (يؤخذ منه شدة مفارقة الوطن على النفس، فإنه r سمع قول ورقة أنهم يؤذونه، ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحركت نفسه لحب الوطن، وإلفه، فقال r: أو مخرجي هم) ([41]).اهـ

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (أن رسول الله r كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها (باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا تشفى سقيمنا بإذن ربنا) ([42]).

 

قلت: وهذا الحديث يدل على شفاء المريض من تراب أرض وطنه بإذن الله تعالى، وذلك لأن النبي r فعله حيث يرقي المريض فيجعل في أصبعه ريقه، ثم يضع أصبعه على تراب الأرض فيعلق به التراب ثم يدعو الله تعالى بالشفاء للمريض، وهذه خاصية جعلها الله تعالى في تراب الوطن لشفاء المريض ولله الحمد والمنة.

 

وهذا الأمر موجود عند الأطباء في القديم كما ذكره ابن القيم رحمه الله في ((الطب النبوي)) (ص 186،187) :فصل في هديه r في رقية القرحة والجرح، والبيهقي رحمه الله في ((المحاسن والمساوئ)) (ص342) في باب: محاسن الحنين إلى الوطن، وابن المرزبان في ((الحنين إلى الأوطان)) (ص40).

 

قال ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي (ص187) معلقا على هذا الحديث: (ومعنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الجرح، ويقول هذا الكلام لما فيه من بركة ذكر اسم الله تعالى، وتفويض الأمر إليه، والتوكل عليه، فينضم أحد العلاجين إلى الآخر، فيقوى لتأثير.

وهل المراد بقوله: (تربة أرضنا) جميع الأرض، أو أرض المدينة خاصة؟ فيه قولان، ولا ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع بخاصيته من أدواء كثيرة، ويشفي بها أسقاما رديئة).اهـ

 

قلت: فشهدت المباحث الطبية على أن تراب الوطن له تأثير في دفع الأمراض، والضرر عن الإنسان. ([43])([44])

 

قلت: وتأمل أيها المواطن الكريم أحكاما شرعية شرعت لأجل عقوبة، وهي مفارقة الوطن، فهذا من باب التعزير، لأن النفس تحن إلى الوطن.

قال تعالى: { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا } [النساء: 66].

 

قلت: فقرن الله تعالى الجلاء عن الوطن بالقتل.

 

وقال تعالى { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} [البقرة:246].

 

قلت: فجعل الله تعالى القتال بإزاء الجلاء، وكفاك أنه سبحانه وتعالى جعله عقوبة وجزاء للذين يحاربون الله تعالى ورسولهr والمسلمين.

 

قلت: وهذا يدل على أن ترك الوطن ليس بالأمر السهل على النفس.

إذا فالخروج من الوطن عقوبة. ([45])

 

قال البيهقي رحمه الله :(إن الله تعالى جعل الجلاء من الوطن بمرتبة القتل) ([46]).اهـ

 

وقال ابن رشد المالكي رحمه الله:(فسوى بين النفي - يعني من الوطن- والقتل) ([47]).اهـ

 

فأخبر الله عز وجل عن طبائع الناس في حب الأوطان([48])، كما سبق في قوله تعالى: { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} [البقرة:246]، وقوله تعالى: : { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} [النساء: 66].

 

قال ابن المرزبان رحمه الله: (قال الله تبارك وتعالى: { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} [النساء: 66]، فقرن جل ذكره الجلاء عن الوطن بالقتل، وقال تقدست أسماؤه: { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} [البقرة:246]، فجعل القتال بإزاء الجلاء، وكفاك أنه عز وجل جعله عقوبة وجزاءا للذين يحاربون الله ورسوله) ([49]).اهـ

 

وقال البيهقي رحمه الله: (محاسن الحنين إلى الوطن، قال تعالى: { ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} [النساء: 66]، فقرن جل ذكره الجلاء عن الوطن بالقتل، وقال جل وتعالى: { وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} [البقرة:246]، فجعل القتال ثأرا للجلاء) ([50]).اهـ

 

    ولذلك، قال ابن الزبير t: (ليس الناس بشيء من أقسامهم، أقنع منهم بأوطانهم) ([51]).

 

قلت: كل هذا يدل على تأثير الأرض، وعلى أن طبيعة الإنسان التي طبعها الله تعالى عليها هي حب الوطن والديار، فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه، ويتشبث بالعيش فيه، ولا يفارقه رغبة عنه، ومع ذلك فإن خرج فلا يعني هذا انقطاع الحنين، والحب للوطن، والتعلق بالعودة إليه.

 

قلت: وحب الوطن يساهم مساهمة جلية في تكوين النشئ، فهو يجعل المتعلم والمعلم واعيا في التربية العلمية الوطنية، ومتملكا للحس الشعوري نحو دينه في وطنه، وشاعرا بالانتماء التعاوني بين المسلمين في الوطن، ويمكنه من اكتساب المفاهيم، والمهارات، والقيم التي يحتاج إليها في سلوكه وأخلاقه نحو وطنه، كما أنه يحصنه من الآثار المتوقعة التي تقع من الخوارج([52])، وما قد يفرزوه من آثار سيئة في الوطن.

 

قلت: وبحب الوطن يتحقق للمواطنين المقاصد النبيلة في أوطانهم من جميع الجوانب المعيشية، الجوانب السياسية الشرعية الصحيحة، والجوانب الاجتماعية التعاونية الحقيقية، والجوانب الاقتصادية المثمرة، والجوانب الأخلاقية والأدبية في الوطن، والتي لها التأثير المباشر على التربية الإسلامية الصحيحة، بتخصيص مجال أوسع للطرق السليمة للتوصل إلى التعليمات العلمية، والعملية معا في الوطن العزيز([53]).

 

فعلى المواطن أن يعتز بوطنه، ويحافظ عليه كوطن من مواطن المسلمين... وينمي لديه حب الانتماء لوطنه([54])... ويتنامى وعيه مع النظام المعمول به في مجتمعه، ويعمل به لدفع الضرر عن نفسه وعن غيره.

 لأن العمل بالنظام العام وتعليماته من الواجبات في الوطن... وينمي لديه الإحساس بالمسؤولية تجاه القضايا الاجتماعية، ويتفاعل بها... ويقدر الخدمات التي تقدمها وزارات الوطن للمواطنين.

 

 قلت: فحب الإنسان لوطنه معادل وقرين لحب الإنسان الحياة، والإخراج من الديار معادل، ومساو للقتل المخرج للإنسان من هذه الحياة كما سبق ذكره.

 

فمن أبغض الوطن، فقد أبغض ولي الوطن([55])، ومن أبغض ولي الوطن، فقد وقع في مذهب الخوارج، وفارق السنة، وبه فارق دينه والمنن، فوقع في الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

قلت: والله تعالى خلق الخلق، وجعل لهم الإسلام،فاختار من الخلق المسلمين للإسلام، واختار لهم الوطن ليتعبدوا فيه، فمن أحب الوطن فقد أحب المسلمين وإسلامهم، ومن أبغض الوطن فقد أبغض المسلمين وإسلامهم.

 

قلت: ولما اشتاق النبي r إلى مكة محل مولده ومنشئه، أنزل الله تعالى عليه r قوله : { إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد } [القصص : 85] أي وطنه مكة([56]).

 

ألا يحبذا وطني وأهلي

                            وصحبي حين يذكر الصحاب

بلاد من غطارفة كرام     

                           بهم خلا تميمتي الشباب

وما عسل ببارد ماء مزن 

                         على ظمأ لشاربه يشاب

بأشهى من لقائكم إلينا

                          فكيف لنا به ومتى الإياب([57])

 

فتنطلق الشريعة الإسلامية في تعاملها مع النفس البشرية من منطلق الحب الإيماني السامي، الذي يملأ جوانب النفس البشرية بكل معاني الانتماء الصادق، والولاء الخالص، ولا شك أن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها، فليس غريبا أبدا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشب على ثراه، وترعرع بين جنباته، كما أنه ليس غريبا أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يغادر إلى مكان آخر، فما ذلك إلا دليل على قوة الارتباط، وصدق الانتماء([58]).

 

وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولا، ثم الوطن ثانيا، إذ أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث الإنسان على حب الوطن([59]).

 

قلت: فالإسلام بشريعته الغراء جاء ضابطا لذلك، محددا مساره كي يسير في الطريق الوسط المعتدل، مبينا أن ذلك لا يتعارض مع أحكامه وتعاليمه([60]).

 

ولعل خير دليل على ذلك ما صح عن النبي r أنه وقف يخاطب مكة مودعا لها، وهي وطنه الذي أخرج منه.

 

فعن ابن عباس t أنه قال: قال رسول الله r لمكة: (ما أطيبك من بلد، وأحبك إلي، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك) ([61]).

قلت: وهذا يدل على حب النبي r لمكة، ويكره الخروج منها.

 

قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (ج15 ص 394) معددا طائفة من محبوباته: (وكان يحب عائشة، ويحب أباها، ويحب أسامة، ويحب سبطيه، ويحب الحلواء والعسل، ويحب جبل أحد، ويحب وطنه).اهـ

 

قلت: فمن حرم حب الوطن، حرم النعم والمنن، ثم يحرم السنة، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

وقد قص الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام،الدعاء بالأمن والرزق، ويتضح من هذا الدعاء ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حب لمستقر عبادته، وموطن أهله، والدعاء علامة من علامات حب الوطن([62]).

 

فقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} [البقرة:126]

وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم:35]

قلت: فدعا إبراهيم عليه السلام لمكة، وكذلك دعا محمد عليه السلام للمدينة فيظهر حبهما لتلك البقعتين المباركتين، واللتين هما موطناهما، وموطنا أهليهما، ومستقر عبادتهما.

 

فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي r قال: (اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) ([63]).

 

وفي رواية لمسلم (1373) من حديث أبي هريرة t عن رسول الله r قال: (اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك، وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه)

 

قلت: فالنبي r هو معلم الأمة يحب وطنه... لما يتبين بأن حب الوطن يتجلى في أجمل صورة، وفي أصدق معانيه... تهواه الأفئدة... وتتحرك لذكره المشاعر.

 

 

 

 

فلا يمنع المسلم  أن يحب وطنه الذي ولد فيه، وترعرع به، وأن يدافع عنه بالطرق الشرعية الصحيحة، وهذا هو المفهوم الصحيح للوطنية([64])([65]).

 

قلت: فمهفوم الوطنية([66]) من حيث الأفكار عند البعض هو تقديس للوطن حتى يطغى ذلك على الدين، ويقدم عليه، وهذا خطأ... والبعض ينطلق في مفهومه للوطنية من كونها فكرا ومنهجا يصادم الشريعة ويعارضها، وهذا خطأ أيضا... وفي مقابل هذا وجد من البعض من تجاهل حقوق وطنه عليه، وتساهل في التزامها، والوفاء بها... بل بلغ الحال ببعضهم إلى النفور من مجرد سماع كلمة (وطن) أو (مواطنة) فضلا عن معرفة حقوقها وواجباتها.

 

فالوطنية([67]) في الإسلام: محبة الفرد لوطنه وبلده، وقيامه بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام، ووفاؤه بها، وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد، وإرشادهم إلى طريقة استخدام هذه التقوية في مصالحهم الدنيوية والدينية التي يراها الإسلام فريضة لازمة بين  المسلمين.

 

قلت: وليس من حب الوطن إشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين بدعوى الحرية... وليس من حب الوطن إغراق المجتمعات بالمحرمات المخلة بالآداب ولحشمة والعفة... وليس من حب الوطن إغراق الأوطان الإسلامية بأهل البدع من ذوي العقائد الفاسدة، والأفكار المشبوهة، والمذاهب الهدامة... فيتصدع جدار الولاء والبراء للوطن... إن الحب الحقيقي للوطن لا يمت إلى هذه المظاهر بصلة، يتبرأ منها أشد البراء.

 

إذ أننا لانفهم الوطنية الحقة إلا عقيدة راسخة، ومجتمعا موحدا، وشعبا عفيفا، وقيادة راشدة.

 

 

 

 

 

 

فالحذر من كيد الأعداء في الخارج والداخل([68])، ومكرهم وخداعهم، ومحاولتهم اختراق المجتمع المسلم، وبث الفتنة في أرجائه، وتأجيج العداوات بين أبنائه، ومحاولة إذكاء الخصومات، وأسباب الفرقة، والنزاع بين أبناء العقيدة الواحدة ليسهل لهم الانقضاض واستثمار الظروف المضطربة، والأوضاع الملتهبة، والشواهد كثيرة حاضرة([69])، لا ينساها العقلاء النجباء. ([70])

 

قلت: والتواصل الحقيقي بين الأفراد والجماعات، وإزالة أسباب التفرقة، والخلافبين أفراد المجتمع، وقيام روح النصيحة الصادقة، والتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان([71]).

 

فقال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة:2].

 

والحرص الأكيد، والعمل الجاد في نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن، كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى، ويصدقون في حبه، والاعتماد عليه وحده دون غيره... حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم ووطنهم، أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم يقومون بواجبهم دفاعا عن الدين والعقيدة والوطنية، وذبا عن الأعراض والأوطان، معتمدين على الله تعالى ثم على القوة الوطنية، موقنين بأن الله تعالى بقوته الباهرة كفيلة بهزيمة أي عدو غاشم، وعقر كل جواظ غليظ، وقهر كل صائل أثيم.

 

قلت: والقضاء المحكم على أسباب الشر، والرذيلة، وعوامل الخلاعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد والخنا، فتنشأ الأجيال الشهوانية المهتمة لملذاتها، ومتعها الرخيصة، بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص، وصائل حاقد.

 

فالحب الحقيقي للوطن هو الذي يقدس العقيدة الصحيحة، ويرسخها في الأجيال، فينشأ عنها حب الوطن لإيمان أهله، وإسلامهم، وخلو أرضهم من مظاهر الشرك والبدع، لا الحب الصوري للوطن نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

قلت: فتجفيف منابع الفساد والفتنة هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين المحبين لربهم ودينهم، والمدافعين عن وطنهم المؤمن الموحد، بصدق ومحبة وعزيمة.

 

فحب الوطن فيح عاطفة حنينية تشعر الموطن بالارتباط، والتعلق بوطنه في المجتمع المسلم([72])، ويدفعه هذا الشعور إلى العمل من اجل رفعة وطنه دينيا ودنيويا، والمحافظة على أمنه واستقراره، والنصيحة في سبيل الله تعالى في الدفاع عن المسلمين في وطنهم، لما قاموا به من تعظيم شعائر الإسلام، وجعلوا مصدرهم القرآن الكريم، والسنة النبوية، وآثار السلف. ([73])

 

قلت: والأسرة المسلمة في الوطن أساس المجتمع، وقوامها الدين، والأخلاق.

 

فحب الوطن أيضا يحفظ للأسرة كيانها الشرعي، ويقوي أواصرها، ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة([74])، ويرعى النشئ الأسري، ويحميها من الاستغلال المهلك والتشتت الأسري.

 

 

 

 

فحب الوطن القائم على التعاون الأسري، حماية الطفل بجميع الوسائل من جميع أشكال الإساءة البدنية والجنسية والنفسية، وعدم الزج به في ما لا يطيقه، وعدم تعرضهم للمخاطر في المجتمع. ([75])

وكذلك يجب مراعاة شباب الوطن، وما قاموا به من الدعم الكامل لوطنهم.

وإن الشباب في أي مجتمع يشكلون الشريحة، والقوة التي يعتمد عليها في صياغة مستقبل الأمة، إذ تعتمد الأوطان على مبادراتهم وحيويتهم... فالشباب المعطاء الذي يعول عليه في بناء الوطن هم أولئك الذين يتصفون بالصفات الحميدة التي يركن إليها المجتمع في بناء ذاته، ويعمل هؤلاء الشباب على نشر صفاتهم الحميدة بين إخوانهم الشباب الآخرين. ([76])

 

قلت: إذا فلنتعاون إخوة الإسلام على الأخوة الصادقة، وعلى البر والتقوى، ولا نتعاون على الإثم والعدوان والاختلاف.

ولنكن دعاة خير وإصلاح، ونحقق مدلول الإسلام في أنفسنا، وأسرنا، وبين قومنا، وأهلينا، وبلادنا ووطننا، ولنتبادل التقدير، والاحترام فيما بيننا كي يسود الأمن والأمان، وتحصل الراحة والاطمئنان، ونوحد أمرنا، ونجمع شملنا، ونلم شعثنا، ونجمع صفوفنا، ونوحد كلمتنا، ونتحد فيما بيننا لنحفظ إسلامنا ووطننا من الاعتداء والطغيان. 

 

فقال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة:2].

 

وقال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات:10].

 

وقال تعالى: {فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا } [آل عمران: 103].

 

وقال تعالى: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } [الأنفال:1].

 

وقال تعالى: { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [النحل:43].

 

وقال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } [آل عمران:103].

 

وقال تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى}[النحل:90].

 

وقال تعالى: { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}[الأنبياء:92].

 

وقال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}[التوبة:71].

 

وقال تعالى: {فاصفح الصفح الجميل}[الحجر:85].

 

وقال تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } [النور: 22].

 

وقال تعالى:{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف: 199].

 

 

 

وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال النبي r: (أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا، الموطؤون أكنافا([77])، الذين يألفون ويألفون، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف([78])). ([79])

 

وعن جابر بن عبدالله t عن النبيr قال: (ألا أخبركم على من تحرم النار، على كل هين لين قريب سهل). ([80])

 

 

 

وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي r قال : (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)، وفي لفظ (فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)، وفي لفظ (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله). ([81])

 

وعن جرير بن عبدالله t قال: قال رسول الله r :( من يحرم الرفق يحرم الخير كله). ([82])

 

وعن أبي هريرة t أن النبي r قال:(المؤمن يألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف). ([83])

 

وعن أبي ذر t قال: قال لي النبي r :( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق). ([84])

 

وعن عياض t عن النبي r أنه قال:( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغ أحد على أحد). ([85])

 

وعن أبي موسى t عن النبي r قال:( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ([86]) وشبك بين أصابعه r.

 

وعن النعمان بن بشير t قال: قال رسول الله r:( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). ([87])

 

عن ابن عباس t أن النبي r قال:( لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة). ([88])

 

 

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والحب التام مع القدرة يستلزم حركة البدن بالقول الظاهر، والفعل الظاهر فيما يظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجب مافي القلب ولازمه) ([89]).اهـ

 

وعن ميمون بن مهران رحمه الله قال: (التودد إلى الناس نصف العقل). ([90])  

 

وعن الفضيل بن عياض رحمه الله قال: ( لا تخالط إلا حسن الخلق ، فإنه لا يأتي إلا بخير ، ولا تخالط سيء الخلق ، فإنه لا يأتي إلا بشر). ([91])

 

 

 

 

وقال أبو معاذ عبيد الله بن محمد الخطيب:

إن التآلف والأخوة

                     خلقان من خلق النبوة

فاختر لنفسك يافتى

                     أهل الديانة والمروة([92])

 

وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: (فإن الله أمر في كتابه باتباع سنة رسوله r، ولزوم سبيله، وأمر بالجماعة والائتلاف، ونهى عن الفرقة والاختلاف، قال تعالى:{ من يطع الرسول فقد أطاع الله}[النساء:80]، وقال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران:103]) ([93]).اهـ

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين تأليف القلوب، واجتماع الكلمة، وصلاح ذات البين) ([94]).اهـ

 

 

 

وهذه هي الرابطة الصحيحة فيما بين الناس في الوطن([95]) والله المستعان.

 

قال بن حبان رحمه الله :( لايحل التباغض، ولا التنافس، ولا التحاسد، ولا التدابر بين المسلمين، والواجب عليهم أن يكونوا إخوانا كما أمرهم الله ورسوله، فإذا تألم واحد منهم، تألم بألمه، وإذا فرح، فرح الآخر بفرحه، ينفي الغش والدغل، مع استسلام الأنفس لله عز وجل) ([96]).اهـ

 

قلت: فلا بد من الرابطة الوطنية مع الرابطة الدينية ظاهرا وباطنا فافطن لهذا ترشد.

 

وكذلك بين الإسلام الشعور للآخرين من المسلمين لارتباطهم بالعقيدة الإسلامية التي تلزم جميع المسلمين في أوطانهم التضحية في سبيل نشر الخير من أجل الناس، ولأن الوطن يشمل القطر الخاص أولا، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى، ومن ثم يوفق الإسلام بين شعور الوطنية الخاصة، وشعور الوطنية العامة. ([97])

 

لأن الإسلام قد فرضها فريضة لازمة لا مناص فيها: أن يعمل كل موطن الخير لوطنه، وأن يتفانى في خدمته بالطرق الشرعية، وأن يدافع عنه، وأن يقدم أكثر ما يستطيع من الخير للأمة الإسلامية التي يعيش فيها([98]).

 

فيجب على المواطن([99]) الالتزام بحقوق الوطن والوفاء بها، كالانتماء إليه، والفخر به، والتكاتف بين أفراده، والعمل من أجل رفعته، وعلو قدره، والمحافظة على مرافقه وموارده، والدفاع عنه، والنصح لأهله بما فيه صلاحهم، وفلاحهم في الدنيا والآخرة.

 

قلت: فعلاقة الإسلام بالوطنية قوية ذات أبعاد كثيرة.

 

فإن لهذه الوطنية على المواطن حقوقا وواجبات كثيرة تتمثل في حقوق الأخوة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة، وحقوق الآخرين، وحقوق ولي الأمر، وحقوق الحكومة، وغيرها من الحقوق الأخرى أن يراعيها، وأن يؤديها على الوجه المطلوب وفاء وحبا منه لوطنه. ([100])

 

وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لاسيما أنها مسخرة له بكل ما فيها من خيرات ومعطيات، فإن حب الإنسان لوطنه، وحرصه على المحافظة عليه، واغتنام خيراته؛ إنما هو تحقيق لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى:{هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها}[هود:61].

ولقد فطر الله تعالى الإنسان على أمور عديدة في استخلافه الأرض، من تلك الأمور: أن يحب المرء ماله، وولده، وأقاربه، وأصدقائه، ومن هذه الأمور كذلك حب الإنسان لموطنه الذي عاش فيه، وترعرع في أكنافه، وهذا الأمر يجده كل إنسان في نفسه.

 

قلت: فعلى الناس الدخول في رحاب هذا الوطن... لتواصل مسيرة البناء الشامل بصدق وإخلاص بإذن الله تعالى. ([101])

 

والانتظام التام في المحافظة على الآداب الشرعية، والنظم العادلة المرعية التي تسعى إلى جمع الكلمة بين الراعي والرعية سمعا وطاعة بالمعروف، وأداء للحقوق، والواجبات كل فيما له وعليه.

 

وتتجلى المواطنة الصادقة في رعاية الحقوق، واجتناب الظلم وبخس الحقوق واحترام حق الغير، والسعي الجاد من كل مواطن مسئول، أو غير مسئول لتأمين الآخرين على أموالهم وأنفسهم.

 

وتتجلى كذلك في أداء الحقوق، بدءا من حق الوالدين، والأرحام، وانتهاء بحقوق الجيران والأصحاب، وكذلك الاستخدام الأمثل للحقوق، والمرافق العامة التي يشترك في منافعها كل مواطن.

 

والعمل الجاد على قيام الوحدة الصحيحة، والألفة بين أبناء المجتمع على أساس العقيدة الخالصة البعيدة عن المساومات، والمهاترات، والمشاحنات، وهي وحدة لاتقبل أنصاف الحلول، أو التلفيق والتجميع غير المنضبط بضوابط الشريعة المحكمة والملة الخالدة. ([102])

 

قلت: لابد من قيام الكوادر الخيرة من علماء وطلبة علم وفضلاء بدورهم المأمول في بث القيم الفاضلة، والمثل العالية في أوساط المجتمع المسلم، ودعوة الناس إلى الدين الحق، والإسلام الصحيح، وفق فهم السلف الصالح... ومن ذلك أن الإسلام دين ودولة، وراع ورعية، وحقوق وواجبات، والعمل على تبادل المحبة الشرعية بين الولاة ورعاياهم على أساس راسخ من التعاليم الشرعية الفاضلة.

 

فالوطن فيه عناية للمواطنين بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والرعاية الصحية ، والتربية التعليمية، والشؤون الإسلامية، والشؤون القضائية، وإنشاء الوحدات السكنية، والخدمات البلدية، والسلطة التنفيذية([103])، والقوة الدفاعية العسكرية الداخلية والخارجية.

 

قلت: ومن هنا يجب على المواطن الولاء للوطن، والإحساس بأنه جزء من هذا المجتمع، وعليه الالتزام بمعاييره، ونصرته، والدفاع عنه، وتوفير الأمن والأمان([104]) في وطنه العزيز، واحترام المواطن([105])، والمحافظة على كرامته وحقوقه. ([106])([107])

 

فالوطن أرض الأجداد والإباء.

والوطن أرض الأهل والأقارب.

والوطن أرض الأحباب والأصدقاء.

والوطن أرض النعم والخيرات.

والوطن أرض السعادة.

والوطن أرض الأمن والأمان.

والوطن أرض الانتماء للإسلام.

والوطن أرض الجهاد والاجتهاد.

والوطن أرض التضحية.

والوطن أرض التعاون على البر والتقوى.

والوطن أرض العلم.

والوطن أرض المجد.

والوطن أرض الحياة.

 

قلت: ومن الأمور التي يمكن أن تسهم في تعزيز حب الوطن في نفوس الناشئة، وتأكيد الانتماء الوطني، وحسن التعامل بين الحاكم والمحكوم ما يلي:

1)             غرس حب الوطن في نفوس الأبناء.

2)             تعويد الناشئة على المشاركة في الأعمال الخيرية.

3)             الحرص على إقامة علاقات شرعية مع الأقارب والجيران تحقيقا لمبدأ التكاتف، والترابط بين أفراد المجتمع.

4)             تعريفهم بكيفية التعامل المنضبط مع الآخرين.

5)             تعويدهم على أساليب الحوار العلمي مع الآخرين.

6)             تعويدهم على تقبل النصيحة السرية والجهرية بصدر رحب مادامت النصيحة علمية خالصة لوجه الله تعالى، ويراد بها بناء المجتمع ظاهرا وباطنا.

7)             تعويدهم على عدم الغضب لآرائهم المخالفة للكتاب والسنة.

8)             تعويدهم على حب السلف من الصحابة، والتابعين، وتابعي التابعين، وأتباعهم بإحسان.

9)             تعويدهم عل حب العلماء وطلبة العلم.

10)       تعويدهم على احترام الكبير والصغير.

11)       إبراز جوانب التنمية الاجتماعية في الوطن.

12)       تشجيع الطلاب ممن يمتلك المواهب، والقدرات على التعبير عن حبهم للوطن تحت الضوابط الشرعية.

13)       تعريفهم بأن حب الوطن يتجلى في الدفاع عنه، والذود عن حياضه، والمحافظة على مكتسباته وممتلكاته قولا وعملا، وعدم إتاحة الفرصة للحاقدين الطائفيين الحاسدين للنيل من الوطن مهما كان الثمن.

14)       فتح الدورات العلمية للناشئة لتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة من خلال أهل العلم المخلصين لدينهم ووطنهم ظاهرا وباطنا.

15)       تعليمهم السمع والطاعة لولي الوطن، وبيعته وتوقيره، واحترامه، وعدم غيبته، والدفاع عنه وعن حكومته بكل ما يملكوا من قوة.

16)       تعليمهم النصح لأهل الوطن بما فيه صلاحهم، وفلاحهم في الدنيا والآخرة.

17)       تعليمهم على الحرص على المشاركة الجادة في أسرتهم، ومدرستهم، ومجتمعهم في حدود الشريعة المطهرة.

18)       تعليمهم على احترام كرامة الآخرين، وقيم الحرية المنضبطة في حدود الشريعة المطهرة.

19)       تعليمهم عدم الانفتاح مع الإشاعات، والصراعات، والفتن، والاعتصامات، والمظاهرات.

20)       تعليمهم العقيدة الإسلامية الصحيحة في ضوء الكتاب، والسنة، وآثار السلف.

21)       تعليمهم إصلاح ما يروه في وطنهم من مخالفات بالطرق الشرعية الحسنة، بدوت إثارة أي فتنة تكون سببا في تفريق المسلمين، وإثارة الفوضى والبغضاء بينهم.

22)       تعليمهم الدفاع عن الوطن ضد عدوهم الذي يفسد دينهم ومجتمعهم.

23)       وتعليمهم الآداب الشرعية والأخلاق الحميدة.

 

والحاصل: أن مفهوم الوطن الصحيح كونه بلد يربط فيه جماعة من الناس تتفق على أن تلتزم بسيادة الوطن على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وطاعة الحاكم في الوطن، وما يتبعه من أجهزة حكومية على أساس الدين في تصريف شؤون المجتمع. ([108])

 

       والله تعالى أسأل أن يكون عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يكون في الطاعات التي بها رجحان في ميزان الأعمال يوم العرض عليه، يوم لا ينفع مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

       والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

 

 

مربع نص: كتبه
أبو عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي
مملكة ا لبحرين

 



[1]) ((تفسير القرطبي)) (ج5 ص260 و 261 – ط إحياء التراث، بيروت).

[2]) ((جامع العلوم والحكم)) (ج2 ص117 – مؤسسة الرسالة، بيروت، ط الأولى).

[3]) وأما الأخطاء التي توجد في الوطن فهي مثل الأمراض التي تطرأ على الجسم تعالج بالتي هي أحسن بما يزيلها، أو يخفف ضررها، ولا يوجد مجتمع إلا وفيه أخطاء كما هي طبيعة البشر..

[4]) أثر حسن.

   أخرجه أبو نعيم في الحلية (ج7 ص380 – ط دار الكتاب العربي، بيروت، ط الرابعة) بإسناد حسن.

[5]) أثر حسن.

   أخرجه أبو نعيم في الحلية (ج7 ص380 – ط دار الكتاب العربي، بيروت، ط الرابعة) بإسناد حسن.

[6]) أثر حسن.

   أخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ص60 – ط دار ابن حزم، بيروت، ط الأولى) بإسناد حسن،

  وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص195 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى)

[7]) أثر حسن.

   أخرجه الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ص60 – ط دار ابن حزم، بيروت، ط الأولى) بإسناد حسن،

  وذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص195 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى)

 

[8]) أثر لا بأس به.

   أخرجه أبو عبدالرحمن السلمي في ((آداب الصحبة)) (ص103 – ط دار الصحابة للتراث، طنطا، ط الأولى) بإسناد لا بأس به في الشواهد.

[9]) ذكره البيهقي في ((المحاسن والمساوئ)) (ص342 – ط دار إحياء العلوم، بيروت، ط الأولى)، وابن المرزبان في ((الحنين إلى الأوطان)) (ص40- ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

[10]) ذكره البيهقي في ((المحاسن والمساوئ)) (ص342 – ط دار إحياء العلوم، بيروت، ط الأولى)، وابن المرزبان في ((الحنين إلى الأوطان)) (ص40- ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

 

[11]) ((آداب الصحبة)) (ص51 – ط دار الصحابة للتراث، طنطا، ط الأولى).

[12]) ((مختصر منهاج القاصدين)) (ص105 – ط دار المكتب الإسلامي، بيروت، ط السابعة).

[13]) ((الفتاوى)) (ج5 ص370 – ط مكتبة بن تيمية، مصر).

[14]) ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) (ص297 – ط دار العاصمة، الرياض، ط الثانية).

 

[15]) ((الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة)) (ص191 – ط المكتب الإسلامي، بيروت، ط الثانية).

[16]) ((مدارج السالكين)) (ج2 ص319 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى).

[17]) وانظر ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (ج8 ص313 – ط مكتبة ابن تيمية، مصر، ط الأولى) و ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) للقسطلاني (ج4 ص494- دار الفكر، بيروت).

[18]) جدرات: المراد طرق المدينة المرتفعة.

[19]) أوضع: أي أسرع السير.

[20]) من حبها: أي حرك دابته بسبب حبه المدينة.

    انظر ((فتح الباري)) لابن حجر (ج3 ص 620 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض).

[21]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج3 ص620 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض).

 

[22]) ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) (ج3 ص621 – ط مكتبة الرياض، الرياض).

[23]) ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) (ج8 ص313 – ط مكتبة ابن تيمية، مصر، ط الأولى).

[24]) ((شرح صحيح البخاري)) (ج4 ص453 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

[25]) ((تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي)) (ج9 ص283 – ط مكتبة ابن تيمية، مصر).

 

[26]) ((شرح صحيح البخاري)) (ج4 ص555 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

[27]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج3 ص392 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض).

[28]) وانظر ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (ج4 ص555 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

 

[29]) قلت: فالإنسان بطبيعته إذا ألف مكانا في الدنيا وتأقلم معه أحبه، وأصبح جزءا من كيانه، فإذا فارقه ظل يحن إليه في كل يوم، ومع كل نسمة هواء، ويظل في نفسه بارقة أمل بالعودة إليه.

[30]) وانظر ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني (ج8 ص442– ط مكتبة ابن تيمية، مصر)، و ((الحنين إلى الأوطان – الباب الثاني: الحنين إلى البقاع لأهلها)) لابن المرزبان (ص45 – ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

   قلت: فالخروج من الوطن قاسيا على النفس.

[31]) ((شرح صحيح البخاري)) (ج4 ص558 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

 

[32]) ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) (ج4 ص494 – ط دار الفكر، بيروت، ط الأولى).

[33]) ((شرح صحيح البخاري)) (ج4 ص558 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

[34]) وانظر ((الحنين إلى الأوطان)) لابن المرزبان (ص40 – ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

   قلت: فحب الوطن من الإيمان، وبغضه من النفاق اللهم سلم سلم.

[35]) فالسعادة بالعيش في الوطن.

[36]) قلت: والوطنية بهذا التحديد الطبيعي شيء غير مستغرب.

[37]) الناموس: هو صاحب السر، والمراد جبريل عليه السلام، سمي بذلك لاختصاصه بالوحي.

[38]) الجذع: الشاب، والجذع في الأصل الصغير من البهائم، ثم استعير للشاب من الإنسان.

   انظر ((فتح الباري)) لابن حجر (ج1 ص26 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض).

[39]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (3) – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (160) – ط دار إحياء التراث العربي، بيروت)

[40]) ((شرح صحيح البخاري)) (ج4 ص555 – ط مكتبة الرشد، الرياض، ط الأولى).

[41]) انظر ((فتح الباري بشرح صحيح البخاري)) لابن حجر (ج12 ص359 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض).

[42]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج10 ص206 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص1724 – ط دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط الأولى)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (1023 – ط مؤسسة الرسالة، بيروت)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (ج2 ص 300 – ط مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، ط الأولى).

[43]) وانظر ((فتح الباري شرح صحيح البخاري))(ج10 ص206 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، و ((المحاسن والمساوئ)) للبيهقي (ص 342 – ط دار إحياء العلوم، بيروت، ط الأولى).

[44]) قلت: فالتراب في تركيبه عناصر تقتل الجراثيم المسمومة.

[45]) وانظر ((الحنين إلى الأوطان)) لابن المرزبان (ص39 – ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى)،و ((الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة)) للقاري (ص190 – ط المكتب الإسلامي، بيروت، ط الثانية)، و ((المحاسن والمساوئ)) للبيهقي (ص 342 – ط دار إحياء العلوم، بيروت، ط الأولى).

[46]) ((شعب الإيمان)) (ج2 ص 236 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى).

[47]) ((بداية المجتهد)) (ج2 ص342 – ط مكتبة ابن تيمية، مصر).

[48]) قلت: ولا يحب الوطن إلا مسلم صادق في دينه.

[49]) ((الحنين إلى الأوطان)) لابن المرزبان (ص39 – ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

[50]) ((المحاسن والمساوئ)) للبيهقي (ص 342 – ط دار إحياء العلوم، بيروت، ط الأولى).

[51]) ذكره الجاحظ في ((الحيوان)) (ج3 ص439 – ط دار الهلال، بيروت).

[52]) قلت: وعلى هؤلاء أن يستمعوا للناس، ويأخذوا بآراء الآخرين السديدة الصحيحة، وعدم التمسك بآرائهم وتفكيرهم الخاطئ، لأن الذي لا يأخذ ولا يستجيب لنصائح الناس الصحيحة، وإرشاداتهم وتوجيهاتهم سوف يتخبط في تصرفاته في وطنه، وتعود عليه بالخسارة والضياع والله المستعان.

قلت: وهذا يحصل بسبب الميل للاستقلال، والتحرر من السلطة الشرعية في الوطن.

[53]) فيسهم حب الوطن في تهذيب النفس، وتقويم الخلق، بل يسهم في بناء الشخصية الاجتماعية، وتربيتها من النواحي الجسدية والنفسية.

[54]) والانتماء صفة مرتبطة بالأخلاق والوفاء للوطن، ثم يأخذ الانتماء ليرتبط بالإسلام... فيحرص على الوطنية، ويرفض الحزبية.

[55]) قلت: وللعلم فمن تعظيم الوطن تعظيم ولي الوطن، وأهل بيته وأقاربه فتنبه.

[56])انظر ((المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة)) للسخاوي (ص 195 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى).

[57])((الحنين إلى الأوطان)) للمرزبان الكرخي (ص 47 – ط عالم الكتب، بيروت، ط الأولى).

[58]) فحب المواطن لوطنه يجعله أن يحرص على المشاركة الجادة في خدمة مجتمعه، والحرص على المشاركة الجادة في أسرته، ومدرسته، ووظيفته، وتعزيز وحدة المجتمع وصيانتها بكل ما أوتي من قوة، والتزامه بقوانين وطنه، ونظامه، ولوائحه، وإشاعته الأمن، والسلام بين أفراد مجتمعه، ويحترم الكرامة، وقيم الحرية المنضبطة مع الشرع الحنيف.

قلت: ويحرص على منع الفتن، والصراعات، والتحريضات، والتشويشات، ويحافظ على الممتلكات، العامة، ويشعر بأنها ملك للجميع.

وعليه أن يملك القدرة على التعبير عن رأيه، بالأدلة العلمية من الكتاب والسنة فافهم لهذا ترشد.

[59]) ((التربية الإسلامية وحب الوطن)) للدكتور صالح أبو عراد (ص1).

[60]) فلا بد أن يملك المواطن علما وسطيا نيرا في ضوء الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، وتكون لديه القدرة العلمية على التمييز على ما يدور بين الطائفيين السياسيين من الكيد للوطن في الداخل والخارج لكي لا يؤتى الأمر من قبله فيهلك ويهلك.

[61]) حديث صحيح.

   أخرجه الترمذي في ((سننه)) (13925- ط مصطفى البابي، مصر، ط الثانية)، والحاكم في ((المستدرك)) (ج1 ص 486 – ط دار المعرفة، بيروت)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج9 ص 23 – ط مؤسسة الرسالة، بيروت، ط الأولى)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (110624- ط مكتبة ابن تيمية، مصر) من طريقين عن ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به

قلت: وهذا سنده صحيح،

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في ((صحيح الجامع)) (ج2 ص971 – ط المكتب الإسلامي، بيروت، ط الثانية).

[62]) فعلى المواطن أن يدعو الله تعالى لوطنه أن يجعله بلدا آمنا، وأن يرزق أهله من الثمرات والطيبات، لأن الدعاء علامة من علامات حب المواطن لوطنه.

[63]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/97 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (1369 – ط إحياء التراث، بيروت، ط الأولى).

[64]) قلت: ومفهوم الوطنية من حيث الأفكار عند البعض هو تقديس للوطن حتى يطغى ذلك على الدين، ويقدم عليه، وهذا خطأ، والبعض ينطلق في مفهومه للوطنية من كونها فكرا ومنهجا يصادم الشريعة ويعارضها، وهذا أخطأ أيضا. حتى بلغ الحال ببعضهم إلى النفور من مجرد سماع كلمة (وطن) أو (مواطنة)!!!.

[65]) ولا بد على المواطن أن يدرك إدراكا تاما مكانة وطنه تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا وسياسيا على كافة المستويات والأصعدة المختلفة في حدود الشرع الحنيف والله المستعان..

[66]) قلت: والوطنية التي يرفضها الإسلام، هي الوطنية الحزبية التي يراد بها التمييز بين المسلمين في وطنهم المسلم... فلا تنصر مظلوما، ولا تغيث ملهوفا، ولا تعين مكروبا.

فالإسلام قد جعل الشعور الوطني بالعقيدة الإسلامية، لا بالعصبية الحزبية... فلا بد من الرابطة الوطنية مع الرابطة الدينية فافهم هذا ترشد.

[67]) ويعتبر حب الوطن المرجع لدى جميع الجهات الرسمية فيما يتعلق بشؤون الرجال والنساء، والتنمية الشاملة في بناء مستقبل الوطن من قبلهم.

قلت: نعم الوطنية ليست كلاما يقال في الصحف، والمجلات، والتلفاز، والإذاعات، بل هي عمل جاد ومتواصل وتكاتف تحت ولاء الشريعة الإسلامية.

[68]) إن الكثيرين يدعون حب الوطن، ويؤيدون دعواهم تلك ببراهين أوهى من بيت العنكبوت لايمكن أن يصدقها إلا الفارغون!!!.

[69]) ولنأخذ القضية العراقية، والقضية اللبنانية مثلا حيا في هذا الزمان الحاضر اللهم غفرا.

[70]) فليس الحب حب أولئك الشرذمة الذين يدعون حب الوطن، وهم أبعد الناس عنه، وأسرعهم تنكرا له!!!، لضعف ولائهم.

[71]) لأن ذلك فيه إساءة للوطن والمواطنين، وذلك لأن هؤلاء لم يدركوا إلى الآن الكيفية الحقيقية للمحبة الوطنية والله المستعان.

لأنهم جعلوها عصبية شخصية... فنشئوا أجيالا هزيلة في ولائها للوطن، وساذجة في عاطفيتها، وتفكيرها، إذ سرعان ما يتنكر هؤلاء لوطنهم، ويبادروا إلى بيع ولائهم لمن يدفع أكثر من المال.

قلت: إذا فالعلاقات عندهم بالعلاقات الدنيوية والمصالح المادية.

[72]) وعمارة المساجد بالعبادة في البلدان الإسلامية.

[73]) ومن هنا يجب كشف التدابير الحزبية التي يجب معرفتها بهدف القضاء عليها، لأنها تميز بين المسلمين في شتى الميادين بما فيها المجالات السياسية، والحياة العامة، والعمل العام وغير ذلك.

[74]) وتعليم الأطفال كل ما يحتاجونه في الحياة، والاهتمام بهم، ورعايتهم، وتحسين مستواهم العلمي، وظروفهم المعيشية.

[75]) والمرأة ودورها في المجتمع... دورا هاما وأساسيا في النهضة العلمية، فهي المربية الأولى للأجيال، وهي تشمل نصف المجتمع إذا عملت من أجل دينها ودنياها معا.

قلت: وقد ساهمت المرأة المسلمة منذ القدم في جميع الأنشطة المتعلقة بها، التعليمية والصحية والعلمية والاقتصادية وغيرها تحت الضوابط الدينية.

قلت: بل وللمواطنين رجالا ونساء حق المشاركة في الشؤون العامة والخاصة، والتمتع بالحقوق الشرعية.

[76]) قلت: ونبذ الصفات الذميمة التي تضعف من عطاء الشباب لمجتمعهم، من سوء الفهم من المراد بالحرية، والتخريب والفوضى، والسيطرة الحزبية، والنزعة الطائفية والأنانية، والفساد العام والخاص، والانضمام إلى رفاق السوء، والقيام بأعمال تخريبية، وسوء الخلق، والتحرر من الدين.

[77]) أي: يحفظ ويستر بعضهم بعضا.

انظر ((غريب الحديث)) لابن الجوزي (ج2 ص302 – ط دار التب العلمية، بيروت).

[78]) قلت: وأبغض الناس إلى الرسول r المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة.

[79]) حديث صحيح.

    أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (ج2 ص268 – ط دار الحرمين، القاهرة)، وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (ج2 ص67 – ط الدار العلمية، الهند، ط الثانية)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج14 ص139 – ط الدار السلفية، الهند، ط الأولى) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن أبي سعيد الخدري به.

قلت: وهذا سنده صحيح، والحديث صححه الشيخ الألباني في ((الصحيحة)) (ج2 ص378 – ط مكتبة المعارف، الرياض).

[80]) حديث حسن.

    أخرجه أبو يعلى في ((المسند)) (ج3 ص380 – ط دار الثقافة العربية، بيروت – ط الأولى)، و الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (ج1 ص256 – ط دار الحرمين، القاهرة)، وابن حجر في ((الأمالي الحلبية)) (ص35 – ط مؤسسة الريان، بيروت – ط الأولى)، والثقفي في ((عروس الأجزاء)) (ص62و71 – ط دار البشائر الإسلامية، بيروت – ط الأولى) عن جابر بن عبدالله به.

قلت: وإسناده حسن لغيره، وقد حسنه ابن حجر في ((الأمالي الحلبية)) (ص35 – ط مؤسسة الريان، بيروت – ط الأولى)، وله شواهد ذكرتها في كتابي: (تحفة الأشراف في فقه الخلاف) ولله الحمد والمنة.

[81]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج11 ص200 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص2004 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى)، وأحمد في ((المسند)) (ج6 ص171 – ط المكتبة الإسلامية، بيروت)، وأبو داود في ((سننه)) (ج3 ص7 – ط دار الحديث، بيروت، ط الأولى)، وغيرهم.

[82]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص2003 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى)، وأحمد في ((المسند)) (ج6 ص366 – ط المكتبة الإسلامية، بيروت)، وأبو داود في ((سننه)) (ج3 ص255 – ط دار الحديث، بيروت، ط الأولى).

[83]) حديث صحيح.

أخرجه أحمد في ((المسند)) (ج2 ص400 – ط المكتبة الإسلامية، بيروت)، والبيهقي في  ((السنن الكبرى)) (ج10 ص336 – ط دار المعرفة، بيروت)، وفي ((الآداب)) (ص139 – ط دار الكتب العلمية، بيروت، ط الأولى)، وابن عدي في ((الكامل)) (ج2 ص685 – ط دار الفكر، بيروت) من طريق أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في ((الصحيحة)) (ج1 ص786 – ط مكتبة المعارف، الرياض).

[84]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج3 ص2026 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى)، والترمذي في ((سننه)) (ج4 ص274 – ط مصطفى الباجي، مصر، ط الثانية).

[85]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج3 ص2198 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى).

[86]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج3 ص98 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج3 ص1999 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى).

[87]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج10 ص438 – ط مكتبة الرياض الحديثة، الرياض)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص1999 – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى).

[88]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (18) – ط دار إحياء التراث، بيروت – ط الأولى)، وابن ماجه في ((سننه)) (4188) – ط فؤاد عبدالباقي)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج3 ص390 – ط المكتب الإسلامي، بيروت، ط الأولى).

[89]) ((الفتاوى)) (ج7 ص541 -  ط مكتبة بن تيمية، مصر).

[90]) أثر صحيح

أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج8 ص546 – ط الدار السلفية، الهند)، وابن حبان في ((روضة العقلاء)) (ص65 – ط مكتبة ابن تيمية، القاهرة)، وابن أبي الدنيا في ((العقل)) (ص 24 – ط دار الراية، الرياض، ط الأولى) من طرق عن ميمون بن مهران به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

[91]) أثر صحيح

أخرجه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (16 – ط المدني، مصر، ط الأولى)، وفي ((مساوئ الأخلاق)) (4 – ط السوادي، جدة، ط الأولى)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج8 ص96 – ط دار الكتاب العربي، بيروت)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (ج14 ص198 – ط الدار السلفية، الهند، ط الأولى) من طرق عن الفضيل بن عياض به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

[92])أخرجه أبو طاهر السلفي في ((المشيخة البغدادية)) (ق / 452/ ط)، وفي ((السفينة البغدادية)) (ص60 – ط دار ابن حزم، الرياض، ط الأولى).

[93]) ((الفتاوى)) (ج3 ص368 -  ط مكتبة بن تيمية، مصر).

[94]) ((الفتاوى)) (ج3 ص421 -  ط مكتبة بن تيمية، مصر).

[95]) وليحذر السياسيون الحزبيون الذين يكيدون في الوطن بتقسيم الأمة إلى طوائف، وأحزاب سياسية متناحرة، ومتقاطعة، ومتدابرة تتباغض وتتضاغن، وتتراشق بالسباب، وتترامى بالتهم، وتميت الأخوة الإسلامية، ويكيد بعضها لبعض، فلا تنصر مظلوما، ولا تغيث ملهوفا، ولا تعين مكروبا، مادام أنه ليس في حدود حزبها السياسي اللهم غفرا.

 قلت: ولذلك يجب على الجماعات الإسلامية الحزبية أن تحل جماعاتهم، وأن يتبرؤوا منها حقيقة في الوطن، وأن ينظموا إلى جماعة حاكم الوطن، جماعة المسلمين الواحدة ظاهرا وباطنا، لكي تعتبر من جماعة المسلمين، وإلا لا تعتبر من جماعة المسلمين، بل تعتبر من الجماعات الحزبية المتفرقة الخارجة عن جماعة المسلمين، فإن لم تفعل فالويل لها من الله تعالى في الدنيا والآخرة.

وقد فصلت في ذلك في كتابي (درر العباد لبيان أن جماعة المسلمين الحقيقية هي جماعة حاكم البلاد) ولله الحمد والمنة.  

قال ابن حبان رحمه الله في روضة العقلاء (ص 194): (الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة، وترك الخيانة لهم بالإضمار والقول والفعل معا).اهـ

[96]) ((روضة العقلاء)) (ص204 -  ط مكتبة ابن تيمية، القاهرة).

[97]) فكل مسلم مواطن عليه أن يسد الثغرة التي هو عليها، وأن يخدم الوطن الذي نشأ فيه، ومن هنا كان المسلم أعمق الناس وطنية، وأعظمهم نفعا لمواطنيه، وأشد الناس حرصا على خير وطنه، وتفانيا في خدمة قومه، لأن ذلك مفروض عليه من رب العالمين.

[98]) فللوطن حقوق كثيرة على أهله يجب عليهم التزامها والوفاء بها.

[99]) فالمواطن الصالح هو من يؤمن بالله تعالى ربا، وبمحمد r نبيا ورسولا، وتكون تصرفاته في وطنه في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية.

[100]) قلت: فحب الإنسان لوطنه وشوقه له أمر فطري جبلت عليه النفوس.

[101]) فالوطن: هو محل الإنسان، فهو السكن، وهو المنزل، والبيت الذي يقيم فيه، والأرض التي ينشأ عليها، ويتخذها مقرا له.

    قلت : فالوطن يحتضن المسلمين.

[102]) قلت: وكل من يرفض الوحدة الوطنية على هذا الأساس الراسخ، والمبدأ القويم، فهو عدو حقيقي لوطنه، خان لأمته مهما تغنى بغير ذلك، وأظهر من النفاق الاجتماعي ما أظهر!!!.

[103]) قلت: والسلطة التنفيذية اسم يطلق على مجموع وزارات الوطن... وهي تعمل على توفير الخدمات للمواطنين من خلال توجيهات المسئولين بالوزارات..

[104]) ولا نفهم الأمن إلا أمن التوحيد، والإيمان، وأمن الأخلاق، والشرف، وأمن المال والعرض والدم.

[105]) وترك الصراع السياسي المدمر له ولوطنه والله المستعان.   

قلت: ومن هنا يجب التحرك في دائرة السياسة الشرعية، وفي دائرة الإسلام، لأنه مبني على القيم الحميدة التي أساسها العدل والحق والخير والسلام، وهو من الثوابت في ديننا.

[106]) قلت: فلا بد أن نضع في قلب المواطن ولاءا صادقا ليخلص لوطنه..

[107]) قلت: فتدخل الدين الإسلامي في الحياة الوطنية كلها، هو المفهوم الصحيح لإعزاز الوطنية في حياتها العامة والخاصة، لأنها هي الرابطة الإيمانية والرابطة الوطنية.

[108]) بدون تدخل الجماعات الحزبية في شؤون الوطن، والطوائف السياسية، والمذاهب الفكرية التي تدعي تمسكها بالدين، لأنها تفسد الوطنية أكبر من إصلاحها!!!.

    قلت: ومفهوم الوطنية عند الحزبيين خلاف ما ذكرنا، فمفهومهم يؤدي إلى البغضاء، والعصبية والأحقاد بين الناس، فهذا يؤدي إلى دمار شامل للوطن لا يبقي ولا يذر، فتنبهوا ياقوم في إعطاء الحرية للأحزاب يفعلون ما يشاءون.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan