القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / كشف أكاذيب، وتحريفات، وخيانات ربيع المدخلي الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة (الجزء الرابع)

2024-01-16

صورة 1
كشف أكاذيب، وتحريفات، وخيانات ربيع المدخلي الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة (الجزء الرابع)

 

 

 

 

 

كشف

أكاذيب، وتحريفات، وخيانات

ربيع المدخلي

الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة

 
 

 

 

          أسد علي، وفي الحروب نعامة!

                                            رقطاء تنفر من صفير الصافر!

 

الجزء الرابع

بيان كذب ربيع المدخلي في أنه لم يقل بالتنازل عن أصول الدين!!!

ومعه

ردود العلماء عليه ومنهم:الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالله الغديان، والشيخ فالح الحربي، والشيخ صالح اللحيدان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ذكر الدليل على إنكار ربيع المدخلي

قوله بالتنازل عن أصول الدين،

وهو قال ذلك في كتبه وأشرطته،

وهذا من الكذب، والتحريف، والتلبيس، والخيانة، والتدليس على المسلمين

 

لقد أنكر المدخلي كعادته أنه قال بالتنازل عن الأصول للمصلحة كما في (كشفه البالي) (ص72).

     وإليكم أقواله بالتنازل عن أصول الدين، وردود علماء السنة عليه:

1) قال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص156): (وأضيف: أليس المشركون أنفسهم قد اقترحوا على رسول الله r أمورا يوم صلح الحديبية للتنازل عنها، فلأجل المصالح والمفاسد التي راعاها استجاب لهم فيها، وهي من أصول الأصول). اهـ

2) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص159): (أقول: لقد تسامح رسول الله r في هذا الصلح في أمور عظيمة من أصول وفروع، فمن الأصول التي تسامح فيها: عدم كتابة: (بسم الله الرحمن الرحيم) والأخذ بما اقترحه سهيل بن عمرو: (باسمك اللهم)... وتسامح في عدم كتابة: (محمد رسول الله)، وهي الركن الثاني من أركان الشهادتين، أصل الإسلام، وكتابة ما أصر عليه سهيل بن عمرو مندوب قريش). اهـ

قلت: فربيع هنا لم يفرق بين عدم كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم)، وكتابة (محمد رسول الله) في الظاهر، وبين التنازل عن الأصول حقيقة، فظن بأن عدم كتابة ذلك هذا فيه تنازل النبي r عن الأصول حقيقة، وهذا من جهله، وفهمه السقيم للنصوص، وإلا من تدبر صلح الحديبية رأى أن النبي r ترك الكتابة في الظاهر، مع بقاء ذلك حقيقة([1]) كما بين العلماء بلا مخالف.

3) وقال ربيع في (مذكرة نصيحته) (ص7): (وإذن فترك الرسول r لهذا العمل ليس من باب عمل فرعي، وإنما هو دفع للفتنة، وتأصيل للأمة لتواجه به الأخطار والمشاكل والفتن!). اهـ

4) وقال ربيع في (مذكرة نصيحته) (ص9): (فهل هذا التصرف، وهذه الموافقة، والتسامح كانت في أمور يسيره، أو كانت في أمور كبيرة، وأصول عظيمة!). اهـ

5) وقال ربيع في (مذكرة هل يجوز التنازل عن الواجبات...) (ص15): (فهؤلاء علي، وابن عمر، وجابر كانوا ممن يرى وجوب القصر، ومع ذلك يصلون وراء عثمان درءا للفتن، وسدا لأبوابها التي تؤدي إلى سفك الدماء، وفشل الأمة، وتسليط الأعداء عليها، ألا يكون هذا من التنازل عن الأصول والواجبات من أجل هذه الغايات الكبرى!). اهـ

6) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص342): (وفي هذا إبطال لقول من يقول: إنه لا يجوز التنازل عن الواجبات بل فقط عن السنن المستحبات...).اهـ

7) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص360): (ألا يكون هذا من التنازل عن الأصول والواجبات من أجل هذه الغايات الكبرى عند من يرى أن الأصل هو القصر). اهـ

وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص360): (فهو تسامح في أصول وواجبات لا في سنن ومستحبات). اهـ

8) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص364): (وفيه إبطال دعواه بأنه لا يتنازل عن الواجبات والأصول). اهـ

9) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص372): (ومما يؤكد أن رسول الله r وأصحابه قد تنازلوا عن واجبات عظيمة! مراعاة لمصالح كبرى!!).اهـ

10) وقال ربيع في (المجموع الفاضح) (ص372): (فمن يقول إنه لا يجوز التنازل عن الواجبات فقد أبعد النجعة عن فقه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وفقه سيرته، وفقه علماء الشريعة!!!). اهـ

     هكذا يفتري على الله تعالى، ويفتري على رسوله r، ويفتري على سنته r، ويفتري على علماء الشريعة، بفهمه السقيم لنصوص الكتاب والسنة، وأقوال علماء الأمة على التنازل عن الأصول والواجبات والله المستعان.

فاجعل هذه المقاطع نصب عينيك، وافهم محتواها حق الفهم لترد أكاذيب، وأباطيل ربيع، وحزبه السحابية في دعواهم بجواز التنازل عن أصول الدين وواجباته من أجل المصلحة زعموا، وقمع أكاذيبهم بهذه المقاطع وما حوته من باطل وافتراءات على دين الله تعالى.([2])

وإليكم أقوال أهل السنة والجماعة في ردهم على افتراءاته في دين الله تعالى:

أولا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله

مفتي عام المملكة العربية السعودية

ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

 

1) سئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ هناك من يقول بجواز التنازل عن أصول الدين، ويستدل في ذلك بـ(صلح الحديبية) وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا خطأ الرسول r ما تنازل، الرسول هو رسول الله r، لكن لما طلب المشركون أن يكتب قال: (أنا رسول الله وإن كذبوني) هذا ما فيه تنازل أي تنازل هذا ما فيه تنازل في كتاب الصلح، قالوا لا تكتب رسول الله، فقال r، (أنا رسول الله وإن كذبوني) ما فيه تنازل هذا، الدين لله ما
 

يتنازل فيه للبشر).([3]) اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ بعض الناس يقول بجواز التنازل عن أصول الدين، ويستدل على قوله بأن النبي r تنازل عن كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) في صلح الحديبية، وتنازل عن اتجاه القبلة في الصلاة على الدابة، فما صحة هذا القول، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (ما أدري هذه الفكرة سمعتها منذ أيام، وسؤلنا عنها مرة، أو مرتين، ومن قال هذا أظن المتكلم بها، أخشى أن يكون في قلبه زيغ، أي تنازل في شرع الله تعالى، شرع الله تعالى ليس لنا حقا بالتنازل عنه، شرع الله شرعا شرعه، وأوجبه علينا شرعه من الدين ووصى به محمدا r.

كما قال تعالى: ﴿وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب [الشورى:13]. فالشرع ليس بهوائنا، وعقولنا، هذه أوامر من رب العالمين، وواجبات أوجبها الله تعالى علينا، والنبي r ما تنازل هو رسوله الله، لكن المشركين لما أنكروا، قال: أنا رسول الله، وإن أبيتم، هذا ليس تنازل، ما قال أنا ما قلت إني رسول الله حاشى وكلا قال: (أنا رسول الله وإن كذبوني)، هل يكون هذا تنازل عن المبادئ... فهذه أقوال خاطئة كاذبة، لا يمكن لهم دليل، هذا الأقوال يأتي بها من يروج الباطل، ويدعو إلى الباطل، الرسول r ما تنازل إنما هو رسول الله، وقال: (أنا رسول الله وإن كذبتموني). لم يقل لست برسول الله لم يقله على لسانه حاشى وكلا، وإنما أرادوا أن يمحوا لفظ الرسول r من الكتابة، فهذه الفكرة عن التنازل، هذه أقوال سيئة كاذبة يتقولها ويفتريها من لا علم له في شريعة الله).([4]) اهـ

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

1) سئل فضيلة الشيخ: أحسن الله إليكم، يقول السائل: بعضهم يقول بأنه يجوز التنازل عن أصول الدين، ويستدل على قوله أن النبي r تنازل عن كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) في صلح الحديبية، وقال: (اكتب بسمك اللهم)، وتنازل عن: (الاتجاه إلى القبلة في الصلاة على الدابة)([5])، ما صحة هذا الكلام، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا كلام باطل وضلال – والعياذ بالله – الرسول r لم يتنازل عن الرسالة لما قال: (اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله)، وهو محمد بن عبدالله، وهو رسول الله r، وليس من لازم ثبوت رسالته أن يكتب على الورق، بل هو رسول الله r، وهذا من ارتكاب أخف الضررين يدفع أعلاهما، وهذا من درء المفاسد، و(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح)، هذه قاعدة شرعية، لكن ليس معناها أن الرسول r قال: أتنازل لست برسول الله r، هل قال هذا حاشى وكلا، قال: (والله إني رسول الله وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبدالله).

وأما الصلاة النافلة على الراحلة إلى حيث توجهت به فهذا ليس تنازلا عن القبلة، لكن قبلة الراكب في النافلة حيث ما توجهت به راحلته، وأما قبلة غير الراكب وفي الفريضة فلابد أن تكون إلى الكعبة، لأن استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة في الفريضة، وأما النافلة فأمرها أوسع، والله جل وعلا يقول: ﴿ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله [البقرة:115]. قال بعض المفسرين: هذه الآية نزلت في التنفل على الراحلة في السفر)([6]). اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: هناك رجل يدعي بجواز التسامح والتنازل عن الواجبات الشرعية بدعوى مراعاة المصالح والمفاسد، ويستدل على ذلك بترك المرأة الحائض للصلاة والصيام مع إنهما ركنا الإسلام، ومع ذلك يستدل لذلك بترك النبي r لكتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) وعدم كتابة (محمد رسول الله)، وكذلك ترك الوضوء على من لم يجد الماء، ما صحة هذه الاستدلالات، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا الاستدلال باطل، وإلحاد في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وهذا الرجل يجب عليه أن يتوب إلى الله، ويعلن توبته عن هذا الخوض في أحكام الله عزوجل بغير علم، وبغير بصيرة وبهوى.

ولا يجوز له أن يقول بمثل هذا الكلام، ولو طبق كلامه هذا لتغير الدين كله، ومن قال أن المصلحة تقتضي هذا، فلا تصلون لأن المصلحة تقتضي، فلا تصلون حتى لا يعيركم الكفار، لا تدفعون الزكاة، وفي المسلمين فقراء يحتاجون إلى الزكاة، فهذا الأمر لا يجوز أبدا.

فهذا يجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل، ويرجع للحق والصواب، ويجب الإنكار عليه.

وأما الرسول r ترك الكتابة، ولم يتنازل عن الأصول، وما منع (الرحمن)، وأنه لا يقال (الرحمن الرحيم) ما منع هذا، ومحى الاسم من أصله، بل ترك الكتابة فقط، وتركه للكتابة لا يدل على ترك الاسم (اسم الله) عز وجل).([7]) اهـ

 

ثالثا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان حفظه الله

عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

1) سئل فضيلة الشيخ: بالنسبة يا شيخ لمسألة الصلح في الحديبية، وأن النبي r لم يكتب (محمد رسول الله)، وكتب (محمد بن عبدالله)، هل في ذلك تنازل عن أصل، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (لا... هذا الأمر من السياسة الشرعية، كما ترك النبي r الأعرابي يبول في المسجد، وكما ترك النصارى في نجران يصلون إلى مسجد القدس بعد فرض الصلاة إلى المسجد الحرام، وهم في المدينة، تركهم يصلون، هذا من باب السياسة، لا... ما تنازل النبي r، هذه من الناحية السياسية).([8]) اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: بعضهم يقول يجوز التنازل عن أصول الدين، ويستدل بقوله أن النبي r تنازل عن كتابة (محمد رسول الله) في صلح الحديبية، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (نتنازل عن أصول الدين، هذا لا يجوز... هذا لا يجوز ما هذا الكلام).([9]) اهـ

 

رابعا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ فالح بن نافع الحربي([10]) حفظه الله

مدير المعهد بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا

 

1) سئل فضيلة الشيخ: هناك من يقول: بالتنازل عن أصول الدين، ويستدل بحديث في (صلح الحديبية) في أن النبي r ترك كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم)، و(محمد رسول الله)، فما صحة هذا القول، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا القول ليس صحيحا، وقد أجاب عنه العلماء، ورد على قائله، منهم: مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح اللحيدان، وكذلك الشيخ صالح الفوزان، وهؤلاء علماء كبار ردوا على هذه المقالة، فينبغي الرجوع إلى ردهم وكلامهم، ونحن إن شاء الله تعالى سنبين هذا في كتابنا (الغرر الجليات في الرد على المدخلي ومؤيديه بالعمومات والكليات) ونذكر أيضا كلام العلماء هناك، ولا شك أن القول بالتنازل عن الأصول هو قول باطل، وفاسد، ويرد على قائله).([11]) اهـ

 

 

 

 

 

 

 

خامسا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله

عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا

 

1) سئل فضيلة الشيخ: بعضهم يقول يجوز التنازل عن أصول الدين، ويستدل على قوله أن النبي r تنازل عن كتابة: (بسم الله الرحمن الرحيم) و(رسول الله r) في صلح الحديبية، وقال: (اكتب باسمك اللهم)، وتنازل عن (الاتجاه إلى القبلة في الصلاة على الدابة)، فما صحة هذا الكلام، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (أتعرف ما هي أصول الدين؟!، أصول الدين هي الإيمان، هل يصح لإنسان أن يتنازل عن الصلاة، ويقول: لا.. يكفيني أداء الزكاة؟!، هل يصلح أن يقول الإنسان أتنازل عن الأمور البدنية، وأكتفي بمايستقر في قلبي من الإيمان؟!.

والنبي r عندما قال للكاتب (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم) وقال له سهيل: (لا نعرف اكتب ما تكتب أنت وآباؤك)، (باسمك اللهم) فرفض الكاتب أن يكتب فقال: (آتني إياه) ومحاها هو سيتعاقد بغض الطرف من يقول: (باسم هبل) أو (بسم الله)...

لكن كلمة (باسمك اللهم) المقصود عند الطرفين الله جل وعلا، فالقول أنه ترك أصلا لإبرام عقد من المصلحة، الله أراد إبرامه، ما يعد تنازلا عن أصول الدين، ولو قلنا أن الإنسان من حقه أن يتنازل عن ما يقدر على عمله، وأن يتركه لقلنا نترك الإيمان والإسلام، وهذا تناقض، فإن هذا التخريج وقوله، إنما يأتي على الأمر الديني بالقضاء، ينبغي على الإنسان أن يتمسك بدينه، ولا يتخلى عن شيء يجب أن يقوم به إلا في حدود ما أذن الله جل وعلا به، وعند الخطر النهائي إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، لكن لو ثبت على الحق لا يلام، لأن النبي r ذكر أن من كان قبلنا يؤتى الرجل بالمنشار فيوضع في حفرة وينشر في منشار الحديد ما بين لحمه وعظمه لا يصده ذلك عن دينه).([12])اهـ

 

 

 

سادسا: ذكر فتاوى العلامة

الشيخ محمد بن عبدالله السبيل حفظه الله

عضو هيئة كبار العلماء، وإمام وخطيب المسجد الحرام

والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقا

 

سئل فضيلة الشيخ: بعضهم يقول، يجوز التنازل عن أصول الدين، ويستدل على قوله بأن النبي r تنازل عن كتابة: (بسم الله الرحمن الرحيم) في (صلح الحديبية)، وقال: (اكتب باسمك اللهم)، وتنازل عن (الاتجاه إلى القبلة في الصلاة على الدابة)، فما صحة هذا الكلام، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (لا.. هذا الكلام غير صحيح، وهذه الساعة مجبر على ذلك، ووقع مع المشركين، والنبي r التزم بالصلح، وبعد أشهر فتح مكة، فهذا الكلام لا يجوز، لأنهم كانوا مضطرين على هذا الصلح، وبعد فتح مكة كان الأمر غير ذلك).([13])اهـ

 

 

فائدة: فتوى العلامة

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله

محدث الديار اليمنية،

وهي في مسألة ربيع بعينها في التنازل عن الواجبات، أو المستحبات من أجل المصلحة

سئل فضيلة الشيخ: هل يجوز ترك بعض الواجبات، أو المستحبات، أو فعل بعض المحرمات والمبتدعات تحت ذريعة مصلحة الدعوة، أو لا؟.

فأجاب فضيلته: (إن كنت من الإخوان المسلمين([14]) فقد أجاز لك شيخك ترك ما تراه في مصلحة الدعوة، وإن كنت من أهل السنة، قلت: لست مفوضا في دين الله، ويقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد r: ]ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا* إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا[ [الإسراء:74 و75]، ويقول سبحانه وتعالى بيان إنك لست مفوضا في هذا الدين، ]ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون[ [آل عمران:128]، ويقول لنبيه محمد r: ]فاستقم كما أمرت[ [هود:112]، ويقول تعالى: ]فاستقيموا إليه[ [فصلت:6]. فنحن مأمورون بالاستقامة، وما يدرينا أن يكون هذا التنازل سببا للهزيمة النفسية([15])، وقد وضح الله المستعان.

إذا فلا نترك واجبا من أجل مصلحة الدعوة فالله أغير على دينه، ولا ترتكب محرم، ولا تحلق لحيتك من أجل مصلحة الدعوة، أي نعم لا تلبس البنطلون من أجل مصلحة الدعوة، لا تترك الترتيبات من أجل مصلحة الدعوة، لا تلبس الكرفته من أجل مصلحة الدعوة، نعم لا تدخل في الديمقراطية من أجل مصلحة الدعوة، لا تدخل وهكذا، الله أغير على دينه منا، والله يقول لنبيه محمد r: ]فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ[ [الشورى:48]).([16])اهـ

قلت: فأي حجة لربيع إذا في ردود أهل العلم عليه بقوله بالتنازل عن الأصول([17]).([18])

بل كذب ربيع أن العلماء لم يردوا عليه نعوذ بالله من الكذبات، والخيانات، والتلبيسات.

فقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص70): (وكذبت أنت في قولك عن أهل العلم والتوحيد والعقيدة أنهم قد ردوا علي!!!) ([19]).([20])اهـ

اللهم فلك الحمد، وإليك المشتكى، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك،وأنت حسبنا ونعم الوكيل.

 

ويتلوه الجزء الخامس إن شاء الله تعالى

 



[1]) هكذا قال العلماء منهم: (الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ عبدالله الغديان، والشيخ فالح الحربي والشيخ محمد السبيل) وغيرهم.

[2]) وربيع ينكر أنه قال ذلك، نعوذ بالله من الكذب.

    قال ربيع في (شرحه البالي لعقيدة السلف) (ص69): (أنا قلت: رسول الله r تنازل عن كتابة بل تسامح في كتابة (رسول الله) في صلح الحديبية مراعاة للمصالح ودرءا للمفاسد). اهـ

[3]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص74)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزءالأول، وجه (أ).

[4]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص76)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[5]) والعجيب من ربيع أنه ينكر قوله بالتنازل عن الأصول للمصلحة.   

[6]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص85)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[7]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص93)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الرابع، وجه (أ).

[8]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص99)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع) الجزء الأول، وجه (أ).

[9]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص100)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[10]) وهو من علماء أهل السنة والجماعة كما قال (الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان) وغيرهم.

[11])  انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص104)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[12]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص128)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[13]) انظر (الانتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص133)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الرابع، وجه (أ).

[14]) وهل المدخلي إلا كذلك والله المستعان.

[15]) صدق الشيخ رحمه الله في ذلك، فالمدخلي مهزوم بين الأحزاب الآن، فرجع إلى إخوانيته القديمة، فقال بالتنازل عن الأصول لمصلحة الدعوة زعم.

[16]) ((شريط مسجل)) بصوته، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي)، الجزء الأول، وجه (ب)، تحت شعار: (العلماء هم الحجة للفصل في الخلافيات).

[17]) وربيع يدرك أن الحق من أهل السنة والجماعة، ولكنه يجحد ما عندهم من الحق، ويعاند ويكابر، ويراوغ في ردوده روغان الثعلب المكار، نعوذ بالله من الخذلان.

[18]) قلت: وإذا أردت أن تعرف أيضا بطلان استدلال ربيع على التنازل عن الأصول انظر: (شرح صحيح مسلم) للنووي (ج6 ص383)، و(شرح صحيح البخاري) لابن بطال (ج8 ص88)، و(فتح الباري) لابن حجر (ج5 ص352).

[19]) قلت: رغم المدخلي يزعم أنهم من أهل التوحيد والعقيدة ويسلم لعلمهم، ولم يرجع، ولم يتب على أيديهم والله المستعان .

[20]) فقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص70): (ونحن نسلم بعلمهم، وأنهم أهل التوحيد والعقيدة).اهـ

          إذا فلماذا لم تسلم لهم، وتتوب على أيديهم؟!!!.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan