القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / كشف أكاذيب، وتحريفات، وخيانات ربيع المدخلي الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة (الجزء الأول)

2024-01-16

صورة 1
كشف أكاذيب، وتحريفات، وخيانات ربيع المدخلي الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة (الجزء الأول)

 

 

 

 

 

كشف

أكاذيب، وتحريفات، وخيانات

ربيع المدخلي

الموصوف زورا بالعلامة، بل نعامة

 
 

 

 

          أسد علي، وفي الحروب نعامة!

                                            رقطاء تنفر من صفير الصافر!

 

الجزء الأول

بيان كذب  ربيع المدخلي في أنه لم يقل بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان!!!

ومعه

ردود العلماء عليه ومنهم:الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالله الغديان، والشيخ فالح الحربي، والشيخ صالح اللحيدان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

درة نادرة

ذكر الدليل من الآثار على خبث المرجئة،

وبيان كذب المرجئة في دين الله قديما وحديثا

 

1) عن حجاج الأعور قال: سمعت شريكا، وذكر المرجئة، فقال: (هم أخبث قوم، وحسبك بالرافضة خبثا، ولكن المرجئة يكذبون على الله) ([1]).

أثر صحيح

      أخرجه الخلال في السنة (ج4 ص46)، وعبدالله بن أحمد في السنة (ج1 ص312)، والآجري في الشريعة (ج2 ص683)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص770) بإسناد صحيح.

 

      2)وعن عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي - يعني الإمام أحمد – هذا الحديث، قال: (ولكن المرجئة يكذبون الله عز وجل) ([2]).

أثر صحيح

أخرجه الخلال في السنة (ج4 ص41) بإسناد صحيح

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر، ولا تعسر

المقدمة

      إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد،،،

إن من توفيق الله تعالى للعبد أن يوفقه لإتباع الحق أين سارت ركائبه، وحطت مطاياه، فيقف مع الحجة فلا يتجاوزها، فشرع الله تعالى في قلبه، ونفسه أعظم من أن يقدم عليه هوى متبعا، أو قولا مبتدعا، وتطمح به عزة الرياسة، وطاعة الأتباع، وحب الشهرة عن الرجوع للحق من لاحت له معالمه، لأنه مسترشد يريد الله تعالى بعلمه، فلا تأخذه في الله تعالى لومة لائم، ولا تدخله من مفارق وحشة، ولا تلفته عن الحق أنفة.

وياللعجب ممن ينتسب إلى العلم وأهله، فتراه يتعسف في لي أعناق الأدلة، ويتكلف في توجيهها، وينقل عن علماء ربانيين عرفوا بصفاء العقيدة، وصحة المعتقد، وسلامة المنهج: معلقا على كلامهم تارة بما يخرجه عن معناه الواضح، وتارة بتلبيس وخيانة وكذب، وأخرى ببتر كلامهم بترا يفسد المعنى ليلبس الحق بالباطل([3])، والله المستعان.

والله يقول في كتابه الكريم: (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)) [البقرة:42].

ويقول تعالى: ((لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)) [آل عمران: 71].

قلت: ومن هنا يظهر مدى خطورة التتلمذ على الكتب والصحف، دون الرجوع إلى علماء أهل السنة والجماعة، الذين يحرص العبد على لزوم غرزهم، سيما في المسائل المتعلقة بمسائل الإيمان وغيرها.

لقد تجاذب الكلام في مسائل الإيمان المدخلي المرجئ وإخوانه المرجئة في هذه الأيام بين رحى الإفراط والتفريط، وقد صرحوا بأن كل عمل الجوارح كمالي في الإيمان، وراحوا ينسبون هذا القول المنحرف إلى أهل السنة والجماعة!، بل زعموا أنهم ينصرون الحق! ([4])، وهذا هو مكمن الخطر والفتنة، فوجب درء هذه الفتنة، ودرء هذا الخطر عن دين الله تعالى بوقفة صادقة حيال ذلك اللهم سدد سدد.

وأيم الله إنه لمن العجب والعجاب أن يصدر ذلك ممن يتصدر لتدريس العقيدة لكثير من شباب الأمة الإسلامية.

وإني أنصح المدخلي المرجئ([5]) وإخوانه المرجئة أن يلتزموا ما اتفق عليه السلف الصالح في مسائل الإيمان، وألا يحدثوا قولا جديدا لم يقله السلف الصالح، فضلا عن كونه أحدث شقاقا في صفوف شباب الأمة، فأضعف جانبهم، وأخمل دعوتهم، وأفرح خصومهم، ووقعوا في الإرجاء المهلك، والعياذ بالله.

فأذكر المرجئة الذين أخطؤا في مسائل الإيمان أن يرجعوا عن خطئهم معلنين ذلك، ولهم في سلفهم أسوة حيث أن عددا من السلف قد رجعوا عما كتبوه في الإرجاء، وأكتفي بذكر مثال في ذلك.  

فعن زاذان وميسرة، أنهما دخلا على الحسن بن محمد فلاماه على الكتاب الذي وضع في الإرجاء، فقال لزاذان: (يا أبا عمرو، لوددت أني كنت مت ولم أكتبه ) ([6]). 

      قلت: وإن الهدف من هذا البحث رد الشبهات، والخيانات، والكذبات، والتحريفات التي أوردها ربيع المدخلي في (كشفه البالي) لكي لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله تعالى.

قال تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير } [الأنفال:39].

      قلت: فالفتنة تحول دون أن يكون الدين كله لله تعالى، بل الفتنة تناقض الدين، وهي فتنة الشبهات، وفتنة الخيانات، وفتنة التحريفات، وفتنة الكذبات، وفتنة القول على الله بغير علم، وفتنة العدول عن محكم الآيات، وصريح السنة وصحيحها، وآثار السلف الصحيحة والله المستعان.

      قال ابن القيم رحمه الله في (إعلام الموقعين) (ج4 ص405): (ومن أعظم الحدث تعطيل كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإحداث ما خالفها، ونصر من أحدث ذلك، والذب عنه، ومعاداة من دعا إلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم). اهـ

      قلت: فالواجب رد الباطل، والأهواء المضلة بأدلة الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم فمن تبعهم بإحسان.

      قلت:والعاقل من اعتبر بغيره.

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج35 ص388): (ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره فيسلك مسلك من أيده الله ونصره([7])، ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه([8])).اهـ

      هذا ونسأل الله تعالى أن يوفقنا للزوم الحق، والدعوة إليه، وأن يجعل ما قصدنا خالصا لوجهه الكريم، ونصيحة لعباده المؤمنين.

كتبه

أبو عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر، ولا تعسر

ذكر الدليل على أن ربيعا يقول بقول المرجئة:

أن الأعمال شرط كمال في الإيمان

وكشف كذبه وخيانته وتحريفه

أنه لم يقل بذلك

 

اعلم رحمك الله أن ربيعا عهد إلى أسلوب خبيث ماكر خطير لنصر مذهبه الإرجائي، قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة، فشوهها، وعلق عليها تعليقات خبيثة كاذبة بخيانة محرفة بدعية في مقالاته على طريقة مذهب المرجئة، وحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض.

قلت: حتى وصل به الأمر إلى إنكار([9]) أفكاره الإرجائية بالكذب أنه لم يقل بها، وهي مبثوثة في كتبه، وأشرطته([10])، نعوذ بالله من الكذب.

واستمع إلى أقواله وهو ينكر ذلك:

قال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص236): (ربيع أول([11]) من نهى عن القول بأن العمل شرط كمال).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص240): (هل قال ربيع: العمل شرط كمال في الإيمان؟!!!).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص240): (استنكاره لقولي بأن الإيمان أصل، والعمل كمال، وفرع!!!).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص131): (فأنا لم أقل العمل شرط كمال في يوم من الأيام، ولا في لحظة من اللحظات، لا في دروسي، ولا في أشرطتي، ولا في مؤلفاتي، ولا في مقالاتي، بل أنا أول من حذر منه).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص235): (كذبه علي بأني أقول: العمل شرط كمال!!!) ([12]).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص236): (كذبه علي بقوله عني أني أقول أخرجت العمل من الإيمان!!!).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص236): (هل يعتبر مرجئا من يقول: الإيمان أصل، والعمل كمال (فرع)؟!!!) ([13]).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص155): ( متى أخرج ربيع العمل عن الإيمان).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص163): (متى أخرجت الأعمال الصالحة من الإيمان؟! أثبت ذلك من أول حياتي إلى يومي هذا من كتبي، أو أشرطتي).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص164): (ربيع يحارب من يخرج العمل من الإيمان). اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص178): (فأين قلته -يعني أن الأعمال شرط كمال في الإيمان- من كتبي، وأشرطتي، ودروسي).اهـ

وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص86): (فأنا أول من حارب القول بأن العمل شرط كمال في الإيمان، أو شرط صحة في الإيمان، وكررت إنكار ذلك سنوات، وإلى يومي هذا!!!).اهـ

قلت: وفي هذا الكلام من الكذب ما لا يجرؤ عليه إلا كبار محترفي الكذب([14]).

وهذه الأكاذيب، والخيانات تسقط قائليها، وفاعليها عند المسلمين، إلا عند المرجئة!!!.

ومن يتأمل هذا الكلام يدرك أن الرجل جاهل يهرف بما لا يعرف في معتقد السلف الصالح([15]).

لقد هزلت حتى بان من هزلها

                                  كلاها وحتى سامها كل مفلس 

 

وإليكم أقوال ربيع المرجئ في قوله: أن الأعمال شرط كمال في الإيمان!!!:-

1) قال ربيع المرجئ في (بيانه البالي) الحلقة الثالثة (ص8): (أقول: هذا دل عليه قول الله، وقول رسوله، وهو قول أئمة الإسلام، ولقد نقلت أقوال العلماء، وأدلتهم من كتاب الله، ومن سنة رسول الله من أن الإيمان أصل والعمل فرع عنه، وكمال له). اهـ

وهذا يدل أن ربيعا يقول أن الأعمال شرط كمال في الإيمان، فلماذا ينكر أنه لم يقل بذلك!!! نعوذ بالله من الخيانات!!!

2) وقال ربيع المرجئ في (بيانه البالي) (ص8): (نقلت فيه أقوالا كثيرة من عدد من أئمة الإسلام يقولون([16]): أن الإيمان أصل، والعمل فرع([17])، بناء منهم على أدلة من الكتاب والسنة). اهـ

وهذا لا يحتاج إلى تعليق، مما يتبين بأن ربيعا على مذهب المرجئة، نعوذ بالله من التحريفات!!!.

ولذلك لا يدخل (جنس العمل) في الإيمان، بل وليس مراده (بجنس العمل) العمل كله.

3) فقال ربيع المرجئ في (بيانه البالي) الحلقة الثالثة (ص18): (تشبثهم بلفظ (جنس العمل) ومحاربة من لا يدخله في تعريف الإيمان، ومرادهم (بجنس العمل) العمل كله، مخالفين بهذا التفسير أئمة اللغة، واستعمال العلماء له، ومقاصدهم من استعماله!). اهـ

ولذلك ينكر ربيع أنه يقول: أن العمل شرط كمال في الإيمان، نعوذ بالله من الأكاذيب!!!.

4) وقال ربيع المرجئ في (المجموع الفاضـح) (ص435) – عن جنس العمل -: (ولم يستعمله السلف في القرون المفضلة في تعريف الإيمان). اهـ

5) وقال ربيع المرجئ: (واليوم نحن من أصل من أصولهم الهدامة ألا وهو أن من يقول: إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع) فهو مرجئ).([18]) اهـ

6) وقال ربيع المرجئ: (الإيمان أصل، والعمل كمال، أو تمام، أو فرع، أو فروع).([19])اهـ

7) وقال ربيع المرجئ: (وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان، وفرع، وكمال للإيمان).([20]) اهـ

8) وقال ربيع المرجئ: (منهم – يعني السلف – من لا يكفر بترك الأعمال هذه جميعا الأركان هذه).([21]) اهـ

9) وقال ربيع المرجئ: (فاتركوا الخصومة في شرط الكمال، فإنه لا فرق بين قوله، وهي من الكمال، وبين قوله من قال: العمل شرط كمال).([22]) اهـ

10) وقال ربيع المرجئ -في قول ابن رجب رحمه الله-:(فأي كلام أبين من هذا؟ وقال:أن العمل شرط في الإيمان لا ركن فيه، أو جزء منه).([23]) اهـ

11) وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص232): (تبديعهم لمن يقول: (إن الإيمان أصل، والعمل فرع)، وهذا أمر دل عليه الكتاب والسنة([24])!، وقرره عدد من أئمة السنة وفحولهم!، ومنهم محمد بن نصر المروزي!، وابن منده!، وابن تيمية! ([25])).اهـ

قلت: وهذه أقوال ربيع من كتبه، وأشرطته تدل دلالة واضحة على أنه يقول: أن الأعمال شرط كمال في الإيمان، فلماذا يكذب؟!!!.

بل ادعى ربيع المرجئ أن العلماء لم يردوا عليه في خطئه في مسائل الإيمان، فقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص180): (فالعلماء لم يردوا علي شيئا، لا الشيخ الفوزان، ولا غيره، بل علماء السنة في كل مكان ينصرون جهادي([26]) ضد الخوارج، ومن تفرع عنهم، ومنهم الحدادية!!!).اهـ

قلت: بل انتقده أهل السنة والجماعة([27]) بمثل ما انتقدته أنا، منهم ( الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالله الغديان، والشيخ فالح الحربي، والشيخ صالح اللحيدان) وغيرهم([28])([29]).

وإليكم أقوالهم في ردهم على ربيع بقوله بمذهب المرجئة في مسائل الإيمان:-

أولا: ذكر فتاوى العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ حفظه الله مفتي عام المملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة  الدائمة للبحوث والإفتاء في رده على ربيع المدخلي في خطئه في مسائل الإيمان:

1) سئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ انتشر عندنا – يعني في أوروبا – بصورة عجيبة أن الذي يترك الأعمال كل الأعمال، وجنس العمل بغير عذر يكون مؤمن ناقص الإيمان، فما صحة هذا القول أثابكم الله؟.

فأجاب فضيلته: (لا... هذا قول باطل!، الأعمال جزء من الإيمان، ومن ادعى الإيمان بدون عمل فليس بمؤمن([30])، والله جل وعلا ما ذكر الإيمان إلا مقرونا بالعمل الصالح). ([31]) اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ هل تارك جنس العمل ناقص الإيمان، وهل يكون بقوله هذا موافق للمرجئة أحسن الله إليكم؟.

فأجاب فضيلته: (نعم... لأن جنس العمل تاركه قد كفر – نسأل الله العافية -، لأن العمل جزء من الإيمان).([32]) اهـ

3) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ انتشر في الآونة الأخيرة مقال يقرر فيه صاحبه أن العمل شرط لكمال الإيمان([33])، فما نصيحتكم له أثابكم الله؟

فأجاب فضيلته: (هذا كله أكاذيب!، العمل جزء من الإيمان لا انفكاك بين العمل وبين الإيمان).([34]) اهـ

4) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ هل تارك جنس العمل مؤمن ناقص الإيمان، وهو قائل ذلك يسمى مرجئا، وجزاك الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (يا أخواني الأعمال جزء من الإيمان لا انفصام بين العمل
 

والإيمان، الإيمان والأعمال شيء واحد، فالذي يترك الأعمال هو تارك للإيمان، ومن يزعم أنه مؤمن، وهو لا يؤدي عمله، لا يصلي، ولا يزكي، ولا يصوم، ولا يحج، ولا يؤدي واجبا، ولا يبتعد عن محرم، ولا يمتثل واجبا، أين هذا من الإيمان؟!.

 

فالإيمان والعمل شيء واحد لا انفصام للعمل عن الإيمان، بل الأعمال جزء من الإيمان، والله ما ذكر الإيمان إلا مقرونا بالعمل الصالح).([35]) اهـ

5) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ يقول السائل ظهرت في الآونة الأخيرة عدة مقالات وكتابات لكتاب يقررون فيها أن العمل شرط لكمال الإيمان فهل من نصيحة لهؤلاء، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هؤلاء مخطئون إذا قالوا إن الإيمان منفصل عن العمل فجعلوه شرطا ليقولوا الإيمان شيء، والأعمال شيء آخر بمعنى أنه مكمل له، إذا قال انتفى الشرط، وانتفى المشروط، فإذا انتفت الأعمال انتفى الإيمان، التي إذا انتفى الشرط انتفى المشروط، فإذا انتفت الأعمال انتفى الإيمان.

وقصدهم أن يقولوا أن الإيمان شيء، والأعمال شيء، والآيات والأحاديث تدل على أن الإيمان الاعتقادي، والإيمان العملي هما شيء واحد، لا انفصام بين هذا وهذا).([36]) اهـ

6) وسئل فضيلة الشيخ: سماحة الشيخ هناك من يقول بقول غريب نريد التعليق عليه، وهو: (أن العلماء يقولون: الإيمان أصل، والعمل كمال)، فهل
 

هذا قول المرجئة([37])، جزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا الكلام خطأ، هذه عقيدة المرجئة)([38]). اهـ

7) وقال سماحته حفظه الله: (ما هو الإيمان؟، وما هي حقيقته؟، ما أصله؟، إنها مسألة عظيمة، والمسلمون في عهد المصطفى r، وعهد خلفائه الراشـدين – لما كان الإيمان قويا في النفوس – كانوا يعتقدون أن الإيمان: اعتقاد القلب، ونطق اللسان، وعمل الجوارح، وأن الأعمال جزء من الإيمان، فلم يقولوا: هي شرط كمال، بل كانوا يعتقدون أن الأعمال جزء من مسمى الإيمان، فلفظ الإيمان يدخل فيه الأقوال، والأعمال، والاعتقادات، كلها يشملها
 

مسمى الإيمان، وتقتضيها حقيقة الإيمان).([39]) اهـ

8) وهذا جواب لسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله – في مكالمة هاتفية – على سؤال يقول صاحبه: هناك شريط يروج عندنا (السائل من الجزائر) بعنوان: (شرح كتاب الإيمان) من (صحيح البخاري) لأحد الدكاترة من عندكم  من (مكة).

قال الشيخ حفظه الله: (من هو)، قال السائل: (الدكتور ربيع بن هادي المدخلي)، يقول: إن كلمة (جنس العمل) محدثة، ولا أصل لها في القرآن، وفي السنة، ولم يدخلها السلف في تعريف الإيمان، أحدثها التكفيريون، والقطبيون، فما صحة هذا، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب المفتي حفظه الله بقوله: (هذا كلام غير صحيح، بس، ما يصلح هذا).([40])([41]) اهـ

9) وسئل فضيلة الشيخ: عن مقال ربيع المدخلي؛ كثير من العلماء يقولون: الإيمان أصل، والعمل كمال (العمل فرع)؟.

فأجاب فضيلته: (لا.. لا.. لا.. الأعمال أصل من الإيمان).

(السائل): هذا المقال هل هو قول أهل السنة والجماعة؟.

فأجاب فضيلته: (لا.. خطأ، لا.. خطأ، خطأ).

(السائل): هذه عقيدة المرجئة؟.

فأجاب فضيلته: (نعم.. نعم).([42]) اهـ

 

ثانيا: ذكر فتاوى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية في رده على ربيع المدخلي في خطئه في مسائل الإيمان:-

1) سئل فضيلة الشيخ: وفقكم الله، هناك من يقول أن تارك جنس العمل بالكلية لا يكفر، وأن هذا القول قول ثاني للسلف، لا يستحق الإنكار، ولا التبديع([43])، فما صحة هذه المقولة، أثابكم الله؟.

فأجاب فضيلته: (هذا كذاب، الذي يقول هذا الكلام هذا كذاب،
 

كذب على السلف، السلف ما قالوا: إن الذي يترك جنس العمل لا يكفر، ما قالوا: إن الذي يترك جنس العمل، ولا يعمل أي شيء يكون مؤمنا، من ترك العمل نهائيا من غير عذر، لا يصلي، ولا يصوم، ولا يعمل أي شيء، ويقول أنا مؤمن هذا كذاب.

أما الذي ترك العمل بعذر شرعي، وما يتمكن من العمل نطق بالشهادتين بصدق، ومات أو قتل في الحال فهذا ما في شك أنه مؤمن، لأنه ما تمكن من العمل ما تركه رغبة  عنه.

أما الذي يتمكن من العمل ويتركه، ولا يصلي، ولا يصوم، ولا يزكي، ولا يجتنب المحرمات، ولا يجتنب الفواحش، هذا ليس بمؤمن، ولا أحد يقول أنه مؤمن إلا المرجئة)([44]). اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: انتشر في الآونة الأخيرة عبر شبكة الإنترنت مقال. يقرر فيه صاحبه أن العمل شرط لكمال الإيمان([45])، فما نصيحتكم حفظكم الله؟.

فأجاب فضيلته: (أول شيء: من هو هذا القائل، هل هو من العلماء المعتبرين؟، أو هو من سائر الناس؟، أو من المتعالمين؟، إذا كان كذلك فلا عبرت بقوله، ما أظن واحدا من العلماء المعتبرين سيقول هذا القول أبدا، إنما يقوله متعالم، أو إنسان تعلم هذه العقيدة، عقيدة الإرجاء، ومشى عليها.

أما أهل السنة والجماعة فهم يرون أن العمل داخل في الإيمان، وإن الإيمان قول وعمل واعتقاد، لابد من الثلاثة، فإن اختل واحد منها فإنه لا يصح الإيمان، الإيمان وهو: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، فلا ينفع العمل بلا اعتقاد، ولا ينفع الاعتقاد بدون عمل، ولا ينفع العمل والاعتقاد بدون قول باللسان، لابد من الجميع، وهذا هو الإيمان الصحيح).([46]) اهـ

3) وسئل فضيلة الشيخ: هناك من يقول: إن ترك عمل القلب كفر، أما ترك عمل الجوارح ليس كذلك، نرجو توضيح هذا، أحسن الله إليكم؟.

فأجاب فضيلته: (هذا قول المرجئة، الذي يريد أن يصير مع المرجئة فيقول بهذا الكلام، ومذهب المرجئة باطل، لأن الإيمان عند أهل السنة والجماعة يتكون من أشياء، قول اللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، هذا هو الإيمان.

أما أن يقول الإيمان في القلب فقط، ولو ما عمل أي شيء، والعمل لا يدخل في الإيمان، فهو مذهب المرجئة، وأهل الضلال).([47]) اهـ

4) وسئل فضيلة الشيخ: ظهر في هذا الوقت من يقول أن تارك جنس العمل مؤمن، ويكابر في هذا القول، ويدعو إليه، ويهدد من لا يقول بقوله، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (لا نحتاج إلى هذا الرجل، ولا إلى قوله، والسلف الصالح والعلماء كفونا، وبينوا لنا الإيمان وهو: قول واعتقاد وعمل، يزيدنا

بطاعة وينقص بالمعصية، فهذا الرجل لا ننظر إليه ولا إلى قوله).([48]) اهـ

5) وسئل فضيلة الشيخ: انتشر في الآونة الأخيرة عبر شبكة الإنترنت مقال يقرر فيه صاحبه إن كثيرا من العلماء يقولون الإيمان أصل، والعمل كمال([49])، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (الذي يقول هذا الكلام ما يدري ماذا يقول، وهذا إمعة يسمع من يقول هذا القول، ويردده، الإيمان: قول، واعتقاد، وعمل، لابد من الثلاثة، قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، لابد من الثلاثة.

وهذا ما درج عليه السلف الصالح، وأئمة الهدى قديما وحديثا.

والذي يريد أن يشذ، ويأتي بمسائل شاذة، أو مسائل خلافية، ويشوش بها على الناس، فهذا لا يلتفت إليه).([50]) اهـ

 

ثالثا: ذكر فتاوى فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية في رده على ربيع المدخلي في خطئه في مسائل الإيمان:-

1) سئل فضيلة الشيخ: يا شيخ هناك من يقول أن الأعمال شرط

كمال في الإيمان، هل هذا القول من أقوال أهل السنة والجماعة، أحسن الله إليكم؟.

فأجاب فضيلته: (لا.. غير صحيح، فالناس لو تركوا جميع الأوامر، واتبعوا جميع النواهي يصير الإيمان صحيح، (السائل: لا والله ليس بصحيح)، لا يصومون، ولا يصلون، ولا يحجون، ولا يزكون، ويتعاملون بالربا، والزنا، والسرقة، وكل شيء، فيصيروا مؤمنين، (السائل، لا والله)، هذا قصدهم الذين يقولون بأن الأعمال شرط كمال، قالوا الأعمال شرط كمال في الإيمان، هذا قول المرجئة).([51]) اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ: هناك من يقول أن تارك جنس العمل بأنه مؤمن، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (فما معنى تارك جنس العمل، إذا كان تارك جنس العمل معناه تارك جميع الأعمال، هذا مذهب المرجئة، وأنا ما أدري ما يحمل الإنسان على ترك هدي الرسول r، والأخذ بهدي غيره، ويجادل ويناظر).([52]) اهـ

3) وسئل فضيلة الشيخ: قال أحدهم في مقال له: (وفي نادر من الأحيان يسألني عنه بعض الناس يعني عن (ترك جنس العمل) هل هو كافر أم لا؟!، فأنهاه عن الخوض فيه، فإذا ألح اعترضت عليه ببعض أحاديث الشفاعة، كحديث أنس t: (يخرج من النار من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان)([53]) فما صحة هذا القول، بارك الله فيكم؟.

فأجاب فضيلته: (يا أخي هذه مسألة تدخل في مذهب المرجئة الذين لا يجعلون العمل شرط صحة، تدخل في هذا الباب كله، وعن استدلاله، فهذا الأمر يرجع إلى الله([54])، يعني لا يدخل فيها الإنسان أصلا).([55]) اهـ

4) وسئل فضيلة الشيخ: عن مقال ربيع المدخلي؛ كثير من العلماء يقولون: الإيمان أصل، والعمل كمال (العمل فرع)؟.

فأجاب فضيلته: (هذا ليس بصحيح).

(السائل): هل هذه من عقيدة أهل السنة والجماعة؟.

فأجاب فضيلته: (لا.. هذه من عقيدة المرجئة).([56]) اهـ

5) وسئل فضيلة الشيخ: هناك قول لأحد الدكاترة من عندكم من مكة يدعى ربيع المدخلي يقول: أن كلمة جنس العمل محدثة، ولا أصل لها في القرآن، وفي السنة، ولم يدخلها السلف في تعريف الإيمان، أحدثها التكفيريون والقطبيون، فما صحة هذا؟.

فأجاب فضيلته: (هذا ليس بصحيح، هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن هذا مذهب المرجئة).([57]) اهـ

6) وسئل فضيلة الشيخ – في مكالمة من الجزائر – يا شيخ قال أحدهم في مقال له: (في نادر من الأحيان يسألني عنه – يعني تارك جنس العمل – بعض العمل: هل هو كافر أم لا؟، فأنهاه عن الخوض فيه) (القائل هو ربيع في مقاله: (كلمة حق حول جنس العمل)، فقاطعه الشيخ الغديان قائلا: (هذه المسألة تدخل في مذهب المرجئة الذين لا يجعلون العمل شرط صحة).([58]) اهـ

 

رابعا: ذكر فتوى فضيلة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي حفظه الله مدير المعهد بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بالمملكة العربية السعودية سابقا في رده على ربيع المدخلي في خطئه في مسائل الإيمان([59]):-

سئل فضيلة الشيخ: هناك من يقول أن تارك جنس العمل، أو كل الأعمال يكون مؤمنا ناقص الإيمان، ما صحة هذا القول أحسن الله إليكم؟.

فأجاب فضيلته: (ليس صحيحا، هذا باطل، وهذا يوافق المرجئة وهذا مرجئ الذي يقول هذا القول، لماذا، لأن تارك جميع العمل كافرا عند أهل السنة والجماعة، وهو غير مؤمن، والإيمان عندهم هو: اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح.

والعمل بالجوارح جزء من الإيمان، وكله ركن فيه، فإذا لم يأت بالعمل على الإطلاق يكون قد هدم هذا الركن، وهو كافر خارج من الملة، ومن قال عنه ناقص الإيمان، أثبت له الإيمان – بغض النظر عن كونه قال إيمانه ناقص، أو تام – فهو قد خالف إجماع الأمة ونقضه وهو أنه يرونه كافرا غير مؤمن، وهو أثبت له الإيمان سواء قال إيمانه ناقص، أو قال إيمانه غير ناقص، وهذا هو مذهب المرجئة.

فمذهب المرجئة إنهم لا يكفرون الشخص، ويثبتون له الإيمان، ولو انتهت جميع الأعمال، ولو لم يعمل عملا قط.

فهؤلاء يشبهون على الناس، ويتبعون المتشابه، ويحتجون بالأحاديث،
 

وقد وجهها أهل السنة والجماعة([60]) حتى لا تتصادم مع النصوص القطعية التي أجمعت عليها الأمة، ولا يضربون بها النصوص، ويشبهون بها، فتشبيه بها وتشويش بها، هذه طريقة أهل البدع، وهو أنهم دائما يتبعون ما تشابه.

ولكن أهل السنة – ولله الحمد – البعيدون عن هذه الطريقة يفهمون النصوص بعضها مع بعض، فيقولون (لم يعملوا خيرا قط)([61]) أي لم يكن عمله تاما، ولم يكن عمله كافيا في إخراجه من طائلة العقوبة، فهو يقع تحت الوعيد في نقصان عمله ولقلة عمله، ولا يأخذون بهذا المتشابه([62])، ويتركون النصوص القطعية الكثيرة في الكتاب والسنة، وإجماع أهل السنة، وإنما يوجهونها مع النصوص الأخرى، فيحملون المتشابه على المحكم([63])، فينبغي أن تنتبهوا إلى هذه المكيدة، مكيدة من يقول بهذا القول أو ينصره).([64]) اهـ

 

خامسا: ذكر فتاوى فضيلة العلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا في رده على ربيع المدخلي في خطئه في مسائل الإيمان:-

1) سئل فضيلة الشيخ: هل العمل شرط من شروط الإيمان، والذي يقول غير ذلك ماذا نقول له، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (لا شك أن العمل شرط([65])، فالشخص لا يصلي، ولا يصوم، ولا يزكي، ولا يحج، ويقول أنا مؤمن بالله، ومؤمن برسله، فهذا ليس بمؤمن([66])، لأن الله تعالى ذكر الصلاة من الإيمان، والحياء من الإيمان...).([67]) اهـ

2) وسئل فضيلة الشيخ:

السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: الشيخ صالح اللحيدان، كيف حالك يا شيخ؟.

الشيخ: بخير.

السائل: عندنا سؤال بارك الله فيك.

يقول الكاتب: في هذا العصر (أهل جنس العمل) الذين أدخلوه في الإيمان ليهلكوا أهل السنة ويضللوهم، نسأل هؤلاء الذين يرجفون على أهل السنة (بجنس العمل)، ونقول لهم من سلفكم في هذا؟ من سبقكم إلى هذه الفتنة وأرجف فيها؟ من أدخلها وجعلها ركنا في تعريف الإيمان، - يا كذابين – من سلفكم في هذا التضليل؟ وفي هذه الفتنة؟.

ما رأي فضيلتكم بكلام هذا الرجل وهو لا يدخل الأعمال في مسمى الإيمان، وجزاكم الله خيرا؟.

فأجاب فضيلته: (لا يدخل الأعمال في الإيمان، هذا والله كلام فاسد، من هو هذا الداعية؟!.

السائل: له كتاب بارك الله فيكم.

الشيخ: من هو صاحب الكتاب ذا؟.

السائل: الشيخ ربيع المدخلي يا شيخ.

الشيخ: الله المستعان...).([68]) اهـ

قلت: وقد اعترف ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص125) أن هذا القول هو قول المرجئة، بقوله: (فالمرجئة يخرجون العمل من مسمى الإيمان، وأهل السنة يقولون: إن العمل من الإيمان).اهـ

قلت: وقد تابع ربيع المدخلي مرجئة الفقهاء على ذلك، وأخرج العمل عن مسمى الإيمان بقوله: (جنس العمل: وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة، ولا خاصم به السلف، ولا أدخلوه في قضايا الإيمان...!!!)، وقوله: (الإيمان أصل، والعمل كمال (فرع))، وقوله: (الإيمان أصل، والعمل كمال، أو تمام، أو فرع، أو فروع) وقوله: (الإيمان أصل، والعمل كمال (والعمل فرع))، وقوله: (فاتركوا الخصومة في شرط الكمال، فإنه لا فرق بين قوله، وهي الكمال، وبين قول من قال: العمل شرط كمال) وبقوله: (العمل شرط في الإيمان).

قلت: فشذ ربيع المدخلي عن الإجماع المنعقد على أن الأعمال من الإيمان.

قلت: فمن أخرج العمل عن مسمى الإيمان فقد وافق المرجئة، لأن الخلاف بين أهل السنة والمرجئة كان حول العمل الظاهر، وهو عمل الجوارح، وهو من الإيمان، وجزء من الإيمان، ومن حقيقة الإيمان، وعليه انعقد إجماع السلف الصالح، وأهل السنة والجماعة.([69])

 

وإليك الدليل:

1) قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتاب الأم في باب النية في الصلاة: (كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: إن الإيمان: قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر).([70])

2) وقال الإمام احمد بن حنبل رحمه الله بعد سؤاله: (الإيمان قول وعمل ونية).([71])

3) وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (الإيمان قول وعمل ونية صادقة).([72])

4) وقال الإمام أبو سلمة الخزاعي رحمه الله: قال مالك وشريك وأبو بكر بن عياش وعبدالعزيز بن أبي سلمة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد: (الإيمان المعرفة، والإقرار والعمل).([73])

 

5) وقال الإمام عبدالرزاق رحمه الله: سمعت معمرا وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة يقولون: (الإيمان قـول وعمـل، يزيد وينقص).([74])

6) وقال الإمام يعقوب بن سفيان رحمه الله: (الإيمان عند أهل السنة: الإخلاص لله بالقلوب، والألسنة، والجوارح، وهو قول وعمل، يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة.

منهم: أبو بكر الحميدي، وعبدالله بن يزيد المقرئ، في نظرائهم بمكة.

وإسماعيل بن أبي أويس، وعبدالملك بن عبدالعزيز الماجشون، ومطر بن عبدالله اليساري في نظرائهم بالمدينة.

ومحمد بن عبدالله الأنصاري، والضحاك بن مخلد، وسليمان بن حرب، وأبو الوليد الطيالسي، وأبو النعمان، وعبدالله بن مسلمة، في نظرائهم بالبصرة.

وعبيدالله بن موسى، وأبو نعيم، وأحمد بن عبدالله بن يونس، في نظرائهم كثير بالكوفة.

وعمر بن عون بن أويس، وعاصم بن علي بن عاصم، في نظرائهم بواسط.

وعبدالله بن صالح – كاتب الليث – وسعيد بن أبي مريم، والنضر بن عبدالجبار، ويحيى بن عبدالله بن بكير، وأحمد بن صالح، وأصبغ بن الفرج، في نظرائهم بمصر.

وابن أبي إياس في نظرائهم بعسقلان.

وعبدالأعلى بن مسهر، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبدالرحمن بن إبراهيم، في نظرائهم بالشام.

وأبو اليمان: الحكم بن نافع، وحيوة بن شريح، في نظرائهم بحمص.

ومكي بن إبراهيم، وإسحاق بن راهويه، وصدقة بن الفضل، في نظرائهم بخرسان.

كلهم يقولون: الإيمان القول والعمل، ويطعنون على المرجئة، وينكرون قولهم).([75])

7) وقال الإمام الحميدي رحمه الله في أصول السنة (ج1 ص359): (السنة عندنا أن يؤمن الرجل بالقدر: خيره وشره حلوه ومره.... وأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ولا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل وقول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة...).

8) وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله: (الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص).([76])

9) وقال الإمام قتيبة بن سعيد رحمه الله: (هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة بقولهم فذكر الحكاية... قال: والإيمان يتفاضل، والإيمان قول وعمل ونية، والصلاة من الإيمان، والزكاة من الإيمان، والحج من الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان...).([77])

10) وقال الإمام سفيان الثوري رحمه الله: (الإيمان قول وعمل).([78])

11) وقال الإمام مالك رحمه الله: (الإيمان قول وعمل).([79])

12) وقال الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في الإيمان (ص46): (الإيمان عندنا قول وعمل، ويزيد وينقص).

13) وكتب الإمام عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عدي بن عدي: ((إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص)).([80])

14) وقال الإمام الزهري رحمه الله: (الإيمان العمل، والإسلام الكلمة).([81])

15) وقال الشافعي رحمه الله: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص).([82])

16) وقال الإمام البخاري رحمه الله: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار، فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان: قول وعمل ويزيد وينقص).([83])

17) وعن أبي بكر بن أبي شيبة، وقيل له: ما تقول في الإيمان؟ قال: (الإيمان يزيد وينقص، وهو قول وعمل).([84])

 

18) وقال معن: قيل لمالك: (الإيمان قول وعمل، قال: (نعم)).([85])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الإيمان الأوسط (ج7 ص506– الفتاوى): (وهذه إحدى الروايتين عن مالك، والرواية الأخرى عنه، وهو المشهور عند أصحابه، كقول سائرهم (يعني الأئمة): أنه يزيد وينقص).اهـ

19) وقال حرب الكرماني رحمه الله في المسائل (ص367): (سألت إسحاق بن راهويه عن الإيمان؟ فقال: (قول وعمل، ويزيد وينقص).

20) وقال حرب الكرماني رحمه الله في المسائل (ص367): سمعت محمد بن أبي بكر المقدمي: (وأنا أقول: الإيمان قول وعمل ونية، ويزيد وينقص).

21) وقال حرب الكرماني رحمه الله في المسائل (ص370): وسئل أحمد بن يونس وأنا أسمع عن الإيمان فقال: (قول وعمل، يزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض).

22) وقال إسحاق بن منصور في المسائل (ج9 ص4847): (قال إسحاق بن راهويه: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ينقص حتى لا يبقى منه شيء).

 

 

23) وقال الإمام ابن المبارك رحمه الله: (الإيمان قول وعمل).([86])

24) وقال الإمام جرير بن عبدالحميد رحمه الله: (الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص).([87])

والآثار عن السلف على أن الإيمان: قول وعمل... قول اللسان، واعتقاد القلب، وعمل الجوارح كثيرة جدا، لا يمكن حصرها هنا.([88])

فهذه أقوال وردت عن السلف الصالح رحمهم الله واضحة الدلالة منطوقا ومفهوما على أنهم كانوا يعتقدون بأن الإيمان قول وعمل، وبزيادة الإيمان ونقصه، ولا شك أنهم أعلم بدلائل النصوص الشرعية وأكثر فهما لها، المتمثلة في الكتاب والسنة.

قلت: فمن نسب إليهم خلاف ذلك فقد أخطأ عليهم، وجهل مذهبهم، ونسب إليهم ما لم يقولوه.

وقد قال بهذا الاعتقاد في الإيمان علماء أهل السنة والجماعة، وحكى الإجماع على ذلك أكثر أهل العلم.

بل أصبح هذا القول في الإيمان من مميزات أهل السنة والجماعة، والفارقة بينهم، وبين أهل البدع.

وإليك أقوالهم:

1) قال الحافظ الطبري رحمه الله في صريح السنة (ص25): (أما القول في الإيمان هل هو قول وعمل، وهل يزيد وينقص، أم لا زيادة ولا نقصان؟ فإن الصواب فيه قول من قال: هو قول وعمل يزيد وينقص، وبه جاء الخبر عن جماعة من أصحاب رسول الله r، وعليه مضى أهل الدين والفضل). اهـ

2) وقال الحافظ أبو عمرو الداني رحمه الله في الرسالة الوافية (ص81): (ومن قول الفقهاء والمحدثين: إن الإيمان قول وعمل ونية وإصابة السنة.

فالقول: الشهادة لله سبحانه وتعالى بما تقدم وصفنا له، والإقرار بملائكته وكتبه ورسله وجميع ما جاء من عنده.

والعمل: أداء الفرائض التي فرضها، واجتناب المحارم التي حرمها.

والنية: أعمال القلوب واعتقاداتها.

والسنة: معرفة الديانة بالعلم.

وبيان هذه كله في كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿y(#þqä9qè% $¨YtB#uä «!$$Î/ !$tBur tA̓Ré& $uZøŠs9Î)﴾ الآية...). اهـ

3) وقال الحافظ ابن أبي زمنين رحمه الله في (أصول السنة) (ص207): (ومن قول أهل السنة: أن الإيمان إخلاص لله بالقلوب، وشهادة بالألسنة، وعمل الجوارح، على نية حسنة، وإصابة السنة.

ثم ذكر الآيات الدالة على ذلك ثم قال: والإيمان بالله: هو باللسان والقلب، وتصديق ذلك العمل.

فالقول والعمل قرينان لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه). اهـ

4) وقال الحافظ ابن بطة رحمه الله في (الإبانة الصغرى) (ص104): (الإيمان بالله عز وجل، ومعناه التصديق بما قاله، وأمر به، وافتراضه، ونهى عنه من كل ما جاءت به الرسل من عنده، ونزلت فيه الكتب... والتصديق بذلك قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، يزيده كثرة العمل والقول بالإحسان، وينقصه العصيان...). اهـ

5) وقال الحافظ البربهاري رحمه الله في (شرح السنة) (ص67): (الإيمان قول وعمل، وعمل وقول، ونية وإصابة، يزيد وينقص، يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء). اهـ

6) وقال الحافظ ابن منده رحمه الله في (الإيمان) (ج2 ص341): (الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالأركان، يزيد وينقص). اهـ

7) وقال الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله في (اعتقاد أئمة الحديث) (ص63): (إن الإيمان قول وعمل ومعرفة). اهـ

8) وقال الحافظ الصابوني رحمه الله في (عقيدة السلف) (ص264): (ومن مذهب أهل الحديث: أن الإيمان قول وعمل، ومعرفة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية). اهـ

9) وقال الحافظ ابن عبدالبر رحمه الله في (التمهيد) (ج9 ص238): (أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان).اهـ

10) وقال الحافظ البغوي رحمه الله في (شرح السنة) (ج1 ص38): (اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على أن الأعمال من الإيمان... وقالوا إن الإيمان قول وعمل وعقيدة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية على ما نطق به القرآن في الزيادة، وجاء في الحديث بالنقصان في وصف النساء). اهـ

11) وقال الحافظ قوام السنة الأصبهاني رحمه الله في (الحجة في بيان المحجة) (ج1 ص403): (الإيمان في الشرع عبارة عن جميع الطاعات الظاهرة والباطنة). اهـ

12) وقال الحافظ قوام السنة الأصبهاني رحمه الله في (الحجة في بيان المحجة) (ج2 ص262): (قال علماء السلف.... والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، زيادته البر والتقوى، ونقصانه الفسوق والفجور). اهـ

13) وقال الحافظ عبدالغني المقدسي رحمه الله في (الاقتصاد في الاعتقاد) (ص182): (الإيمان: قول وعمل ونية، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية). اهـ

14) وقال الحافظ ابن قدامة المقدسي رحمه الله في (لمعة الاعتقاد) (ص33):(الإيمان: قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان). اهـ

15) وقال الحافظ النووي رحمه الله في (شرح صحيح مسلم) (ج2 ص68): (إن الطاعات تسمى إيمانا ودينا، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقص عبادته نقص دينه). اهـ

16) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج3 ص151):(ومن أصول أهل السنة: أن الدين والإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية). اهـ

17) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الإيمان) (ص292): (ولهذا كان القول: إن الإيمان قول وعمل – عند أهل السنة – من شعائر السنة، وحكى غير واحد الإجماع على ذلك). اهـ

18) وقال الحافظ ابن بطال رحمه الله في (شرح صحيح البخاري) (ج1 ص56): (مذهب أهل السنة من سلف الأمة وخلفها: أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص...). اهـ

19) وقال الحافظ ابن القيم رحمه الله في (الصلاة) (ص54): (حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب، وهو الاعتقاد، وقول اللسان، وهو التكلم بكلمة الإسلام.

والعمل قسمان: عمل القلب، وهو نيته وإخلاصه وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة، زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب، لم تنفع بقية الأجزاء). اهـ

20) وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) (ج1 ص5): (وأكثر العلماء قالوا: هو قول وعمل. وهذا كله إجماع من السلف وعلماء أهل الحديث، وقد حكى الشافعي إجماع الصحابة والتابعين عليه، وحكى أبو ثور الإجماع عليه أيضا...). اهـ

21) وقال العلامة الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في (أعلام السنة المنشورة) (ص45): (الإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ويتفاضل أهله فيه). اهـ

22) وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في (جامع العلوم والحكم) (ج1 ص58): (والمشهور عن السلف، وأهل الحديث أن الإيمان: قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين، ومن بعدهم ممن أدركهم، وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا...). اهـ

23) وقال الحافظ الصابوني رحمه الله في (عقيدة السلف وأصحاب الحديث) (ص264): (ومن مذهب أهل الحديث: أن الإيمان قول وعمل ومعرفة، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية). اهـ

24) وقال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في (تعليم أصول الإيمان) (ص22): (الإيمان اسم جامع لعقائد القلب، وأعماله، وأعمال الجوارح، وأقوال اللسان.

فجميع الدين أصوله، وفروعه داخل في الإيمان، ويترتب على ذلك: أنه يزيد بقوة الاعتقاد، وكثرته، وحسن الأعمال والأقوال وكثرتها، وينقص بضد ذلك). اهـ

25) وقال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان) (ج7 ص201): (إن الحق الذي لا شك فيه الذي هو مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان شامل للقول والعمل مع الاعتقاد، وذلك ثابت في أحاديث صحيحة كثيرة). اهـ

26) وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في (الفتاوى) (ج5 ص35): (ومعلوم أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية).اهـ

27) وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في (شرح لمعة الاعتقاد) (ص57): (الإيمان:.... قول باللسان، وعمل بالأركان، وعقد بالجنان). اهـ

28) وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في (الفتاوى) (ج1 ص49): (الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو: الإقرار بالقلب، والنطق باللسان، والعمل بالجوارح) فهو يتضمن الأمور الثلاثة:

1) إقرار القلب.

2) نطق اللسان.

3) عمل الجوارح.

وإذا كان كذلك فإنه سوف يزيد وينقص...). اهـ

29) وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في (شرح العقيدة الواسطية) (ص145): (فالقول الحق: أن الإيمان قول اللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، فالأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، وليست بشيء زائد عن الإيمان، فمن اقتصر على القول باللسان، والتصديق بالقلب دون العمل، فليس من أهل الإيمان الصحيح). اهـ

والأقوال الواردة عن علماء أهل السنة والجماعة في هذا المعنى كثيرة، كلها تنطق بأنهم يجمعون على رأي واحد وهو القول بأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، قول اللسان، واعتقاد القلب، وعمل بالجوارح.

وعلى هذه العقيدة توفي الرسول  r، وعلى هذا المنهج كان جميع الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان: من المحدثين والفقهاء، وجميع أئمة الدين، ولم يخالفهم أحد من السلف والخلف إلا الذين مالوا عن الحق في هذا الأمر، وجانبوا الصواب من المرجئة بجميع أنواعهم.

فالإيمان واجب على جميع الخلق وهو تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح... ولا تجزئ المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقا، ولا تجزئ معرفة القلب، ونطق باللسان حتى يكون عمل الجوارح فإذا كملت فيه هذه الثلاث خصال: كان مؤمنا دل على ذلك القرآن والسنة وقول علماء المسلمين.([89])

قال الحافظ الآجري رحمه الله في (الأربعين) (ص135): (اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين: أن الإيمان واجب على جميع الخلق: وهو التصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح... ولا تجزئ معرفة بالقلب، والنطق باللسان حتى يكون معه عمل الجوارح.

فإذا كملت الخصال الثلاث كان مؤمنا... فالأعمال بالجوارح تصديق عن الإيمان بالقلب واللسان.

فمن لم يصدق الإيمان بعمله، وبجوارحه مثل الطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد أشباه لهذه، ورضي لنفسه المعرفة والقول دون العمل لم يكن مؤمنا، ولم تنفعه المعرفة والقول). اهـ

وقال الحافظ ابن بطة رحمه الله في (الإبانة الكبرى) (ج2 ص795): (فقد تلوت عليكم من كتاب الله عز وجل ما يدل العقلاء من المؤمنين أن الإيمان قول وعمل، وأن من صدق بالقول، وترك العمل كان مكذبا وخارجا من الإيمان، وأن الله لا يقبل قولا إلا بعمل، ولا عملا إلا بقول). اهـ

وقال الحافظ أبو عبيد رحمه الله في (الإيمان) (ص65): (فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط، والذي يزعم أنه بالقول خاصة يجعله مؤمنا حقا، وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند لكتاب الله والسنة). اهـ

وقال الحافظ ابن بطة رحمه الله في (الإبانة الكبرى) (ج2 ص779):(واعلموا – رحمكم الله – أن الله لم يثن على المؤمنين ولم يصف ما أعد لهم من النعيم المقيم والنجاة من العذاب الأليم، ولم يخبرهم برضاه عنهم إلا بالعمل الصالح والسعي الرابح، وقرن القول بالعمل، والنية بالإخلاص حتى صار اسم الإيمان مشتملا على المعاني الثلاثة، لا تنفصل بعضها من بعض، ولا ينفع بعضها دون بعض حتى صار الإيمان قولا باللسان، وعملا بالجوارح، ومعرفة بالقلب خلافا لقول المرجئة الضالة الذين زاغت قلوبهم، وتلاعبت الشياطين بعقولهم).اهـ

وعلى هذا يتضح لنار أن أهل السنة والجماعة في حقيقة الإيمان القائل بتركبه من أمور ثلاثة، تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح.

عن الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله قال: (غلت المرجئة حتى صار من قولهم: أن قوما يقولون: من ترك الصلوات المكتوبات، وصوم رمضان، والزكاة، والحج، وعامة الفرائض من غير جحود لها: إنا لا نكفره، نرجأ أمره إلى الله بعد إذ هو مقر، فهؤلاء المرجئة الذين لا شك فيهم ثم هم أصناف....).

أخرجه حرب الكرماني في المسائل (ص377) وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (ج2 ص929) بإسناد صحيح.

وذكره ابن رجب في فتح الباري (ج1 ص21).

قلت: فهذا القول هو قول المرجئة الخامسة العصرية اللهم غفرا.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الإيمان الكبير) (ج7 ص307- الفتاوى): (والتصديق من الإيمان، ولابد أن يكون مع التصديق شيء من حب الله وخشية الله، وإلا فالتصديق الذي لا يكون معه شيء من ذلك ليس إيمانا البتة، بل هو كتصديق فرعون واليهود وإبليس، وهذا هو الذي أنكره السلف على الجهمية). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الإيمان الكبير) (ج7 ص187- الفتاوى): (فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان علما وعملا لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق، كما قال أئمة الحديث: قول وعمل، قول باطن وظاهر، وعمل باطن وظاهر، والظاهر تابع للباطن لازم له متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد...). اهـ

وقال ابن كثير رحمه الله في (تفسيره) (ج1 ص59): (فالإيمان الشرعي المطلوب لا يكون إلا اعتقادا وقولا وعملا هكذا ذهب إليه أكثر الأئمة، قد حكاه الشافعي وأحمد وأبو عبيد وغيره إجماعا: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص). اهـ

وقال القيرواني رحمه الله في (عقيدته) (ص400): (وأن الإيمان قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح). اهـ

وقال أبو المظفر السمعاني رحمه الله في (تفسيره) (ج1 ص43): (والإيمان في الشريعة يشتمل على الاعتقاد بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الإيمان) (ص304): (فإن الإيمان بحسب كلام الله ورسالته، يتضمن إخباره، وأوامره فيصدق القلب إخباره تصديقا يوجب حالا في القلب بحسب المصدق به، والتصديق هو نوع من العلم والقول، وينقاد لأمره ويستسلم، وهذا الانقياد والاستسلام، هو نوع من الإرادة والعمل، ولا يكون مؤمنا إلا بمجموع الأمرين فمتى ترك الانقياد كان مستكبرا، فصار من الكافرين، وإن كان مصدقا...). اهـ

وقال ابن رجب رحمه الله في (فتح الباري) (ج1 ص154): (استدل البخاري على زيادة الإيمان ونقصانه بقول الله عز وجل: ﴿óOßg»tR÷ŠÎ—ur “W‰èd، وفي زيادة الهدى إيمان آخر، كقوله تعالى ﴿߉ƒÌ“tƒur ª!$# šúïÏ%©!$# (#÷ry‰tG÷d$# “W‰èd 3، ويفسر هذا الهدى بما في القلوب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتفاصيل ذلك.([90])

ويفسر بزيادة ما يترتب على ذلك من الأعمال الصالحة: إما القائمة بالقلوب، كالخشية لله، ومحبته، ورجائه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، ونحو ذلك، أو المفعول بالجوارح، كالصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، والجهاد، والذكر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونحو ذلك، وكل ذلك داخل في مسمى الإيمان عند السلف وأهل الحديث ومن وافقهم). اهـ

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (حقيقة أنه قول، وعمل، واعتقاد، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، خلافا للمرجئة الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، فسهلوا للناس طريق المعاصي والمخالفات، وخالفوا كتاب الله وسنة رسوله r، وما عليه أهل السنة والجماعة، ولهذه الفرقة الضالة من يروج مذهبها اليوم من المتعالمين، فكان لابد من بيان ضلالتهم لئلا يغتر بهم من يخفى عليه أمرهم، ويحسن الظن بهم).([91]) اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (منهاج السنة) (ج2 ص482): (ومذهب أهل السنة والجماعة مذهب قديم، معروف، قبل أن يخلق الله أبا حنيفة، ومالكا، والشافعي، وأحمد، فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم، ومن خالف ذلك كان مبتدعا عند أهل السنة والجماعة). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (خلاف الأمة في العبادات) (ص35): (ولهذا كان امتياز أهل النجاة عن أهل العذاب من هذه الأمة بالسنة والجماعة). اهـ

فأهل السنة والجماعة أول ما يميزهم عن غيرهم هو منهاج التلقي لعلومهم، ومصدر الحق الذي ينهلون منه عقائدهم وعبادتهم ومعاملاتهم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج3 ص358): (فالسنة هي ما تلقاه الصحابة عن رسول الله r وتلقاه عنهم التابعون ثم تابعوهم إلى يوم القيامة، وإن كان بعض الأئمة بها أعلم وعليها أخبر، والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم). اهـ

وقال البربهاري رحمه الله في (شرح السنة) (ص65): (اعلموا أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر). اهـ

وقال الشاطبي رحمه الله في (الموافقات) (ج5 ص146): (والذي عليه النبي r وأصحابه ظاهر في الأصول الاعتقادية والعملية على الجملة، لم يخص من ذلك شيء دون شيء). اهـ

وقال ابن حزم رحمه الله في (الفصل) (ج2 ص271): (أهل السنة والجماعة([92]) الذين نذكرهم ومن عداهم فأهل بدعة فإنهم الصحابة y، وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين رحمهم الله تعالى، ثم أصحاب الحديث ومن تبعهم من الفقهاء جيلا فجيلا إلى يومنا هذا، ومن اقتدى بهم من العوام في شرق البلاد وغربها رحمه الله عليهم). اهـ

وبهذا يكون طالب العلم وثيق الصلة بكتب ومصنفات الأئمة الأعلام من أهل السنة والجماعة، ويقف بنفسه على حقيقة أقوالهم ونقولاتهم، ويقرأ بنفسه تقريراتهم لمسائل الإيمان حتى يذوق طعم العلم النافع، ويتبين له الحق الساطع.

وهذه هي السنة النبوية.

قال ابن رجب رحمه الله في (كشف الكربة) (ص15) عن السنة: (هي طريقة النبي r التي كان عليها هو وأصحابه، السالمة من الشبهات والشهوات).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج3 ص278):(وأنتم تعلمون – رحمكم الله – أن السنة التي يجب اتباعها ويحمد أهلها ويذم من خالفها: هي سنة رسول الله r: في أمور الاعتقادات، وفي أمور العبادات وسائر الديانات، وذلك إنما يعرف بمعرفة أحاديث النبي r الثابتة عنه في أقواله، وأفعاله، وما تركه من قول وعمل، ثم ما كان عليه السابقون والتابعون لهم بإحسان). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج7 ص672): (وأجمع السلف أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص). اهـ

وقال ابن كثير رحمه الله في (تفسيره) (ج1 ص72): (قد حكاه الشافعي وأحمد بن حنبل وأبو عبيد وغيره إجماعا: أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص).اهـ

وقال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة الكبرى) (ج2 ص832): (ثم جعله فيهم – أي الإيمان – يزيد ويقوى بالمعرفة والطاعة، ويضعف وينقص بالغفلة والمعصية، وبهذا نزل الكتاب، وبه مضت السنة، وعليه أجمع العقلاء من أئمة الأمة). اهـ

قلت: والربط لطلبة العلم بمنهج الأوائل من الأئمة الراسخين في العلم والعمل، وسلامة المعتقد والمنهج، لهو صمام الأمان، لوقايتهم من الوقوع في المنزلقات، والمخالفات العقدية، التي وقع فيها أهل البدع ومن تابعهم عندما هجروا الكتاب والسنة وآثار السلف واتبعوا الآراء والأهواء.

وهذا الأمر من أكبر الوسائل، بل هو الأساس لتوحيد كلمة المسلمين، ومنهجهم العلمي والعقدي، وتوحيدهم في جميع منهجهم، حتى يلحق آخر الأمة بأولها.

وبهذا يعود للأمة مجدهم التليد، وماضيهم المشرق، وتقود الأمة مسيرة الدعوة... بعدما حررت نفسها من البدع بجميع أنواعها... فتكون أمة قوية موحدة، متحدة في العقيدة والدين.

عن الإمام مالك رحمه الله قال: (كان وهب بن كيسان يقعد إلينا ثم لا يقوم أبدا حتى يقول لنا إنه لا يصلح آخر خذه الأمة إلا ما أصلح أوله).([93])

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج4 ص155): (شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج6 ص388): (فإن العلم النافع ما قام عليه الدليل، والنافع فيه ما جاء به الرسول r، فالشأن في أن نقول علما: وهو النقل المصدق، والبحث المحقق، فإن ما سوى ذلك خزف مزوق، وإلا فباطل مطلق). اهـ

فظهرت الأهواء والبدع من جديد، حتى هيمن فكر الإرجاء على بعض المسلمين، وغلب في بعض الديار على عقول بعض من ينتسبون إلى أهل العلم... حتى أصبح عند هؤلاء المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والتوحيد شركا، والشرك توحيدا، والسنة بدعة، والبدعة سنة، وكأن الإسلام مجرد كلمات، وإظهار شعارات، ونسوا أن الإسلام عقيدة وشريعة، ومنهج حياة.

قلت: ولذلك يجب تأصيل جميع مسائل الإيمان على ضوء أدلة الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح.

قلت: فالدين لا يقوم على الدعاوى المجردة([94]) عن تصديقها بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فتنبه.

قال ابن العربي رحمه الله في (أحكام القرآن) (ج4 ص1606): (إن كلام المرء بذكر الله إن لم يقترن به عمل صالح لم ينفع، لأن من خالف قوله([95]) فعله فهو وبال عليه). اهـ

ولقد بين السلف أحكام مسائل الإيمان جملة وتفصيلا فلا حاجة لنا بأحكام ربيع المرجئ وإخوانه المرجئة في مسائل الإيمان.

وقال ابن رجب رحمه الله في (جامع العلوم والحكم) (ج1 ص58): (والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان: قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم، وأنكر السلف على من أخرج الإعمال من الإيمان إنكارا شديدا، وممن أنكر ذلك على قائله، وجعله قولا محدثا: سعيد بن جبير، وميمون ابن مهران، وقتادة، وأيوب السختياني، وإبراهيم النخعي، والزهري، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم.

وقال الثوري: هو رأي محدث، أدركنا الناس على غيره، قال الأوزاعي: كان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان).([96]) اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج7 ص364): (وكثير من المتأخرين([97]) لا يميزون بين مذاهب السلف وأقوال المرجئة والجهمية لاختلاط هذا بهذا في كلام كثير منهم، ممن هو في باطنه يرى رأي الجهمية والمرجئة في([98]) الإيمان، وهو معظم للسلف وأهل الحديث، فيظن أنه يجمع بينهما، أو يجمع بين كلام أمثاله وكلام السلف). اهـ

فبعد ربيع المدخلي عن مذهب السلف عندما دعا إلى مذهب الإرجاء المذموم لأنه لا يعتبر الأعمال الظاهرة داخلة في حقيقة الإيمان، بل يرى أن الأعمال شرط كمال في الإيمان.([99])

ولذلك يجب تنزيه مذهب السلف عن مثل هذه المقالات الشنيعة البدعية.

قال ابن القيم رحمه الله في (إعلام الموقعين) (ج3 ص294): (ولابد من أمرين أحدهما أعظم من الآخر وهو النصيحة لله ولرسوله وكتابه ودينه، وتنزيهه عن الأقوال الباطلة المناقضة لما بعث الله به رسوله r من الهدى والبينات، والتي هي خلاف الحكمة والمصلحة والرحمة والعدل، وبيان نفيها عن الدين وإخراجها منه، وإن أدخلها فيه من أدخلها بنوع تأويل.

والثاني: معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم لله ورسوله r لا يوجب قبول كل ما قالوه). اهـ

وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: هناك من يقول الإيمان قول، واعتقاد وعمل، لكن العمل شرط كمال فيه، ويقول أيضا لا كفر إلا باعتقاد. فهل هذا القول من أقوال أهل السنة والجماعة أم لا؟

فأجاب فضيلته: (الذي يقول هذا ما فهم الإيمان، ولا فهم العقيدة، وهذا هو ما قلناه في المقدمة من أن الواجب عليه أن يدرس العقيدة على أهل العلم ويتلقاه من مصادرها الصحيحة، وسيعرف الجواب عن هذا السؤال.

وقوله: إن الإيمان قول وعمل واعتقاد ثم يقول: إن العمل شرط في كمال الإيمان وفي صحته، هذا تناقض كيف يقول العمل من الإيمان ثم يقول العمل شرط؟!

ومعلوم أن الشرط يكون خارج المشروط والعمل داخل عند أهل السنة في الإيمان لا خارج عنه فهذا تناقض منه.

فهذا يريد أن يجمع بين قول السلف، وقول المتأخرين وهو لا يفهم التناقض، لأنه لا يعرف قول السلف، ولا يعرف حقيقة قول المتأخرين فأراد أن يدمج بعضها ببعض، فالإيمان قول وعمل واعتقاد، والعمل هو من الإيمان، وجزء منه، وليس هو شرطا من شروط صحة الإيمان، أو شرط كمال، أو غير ذلك من هذه الأقوال التي يروجونها الآن.

فالإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، وهو يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.

هذا ما درج عليه أهل السنة والجماعة قديما وحديثا خلافا للمرجئة).([100])اهـ

قلت: وقد تبين مما سبق ذكره أن مسألة دخول الأعمال في الإيمان مجمع عليها عند أهل السنة والجماعة.

وهذا القول هو المأثور عن الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى عصرنا هذا.

وأقوالهم مشهورة منثورة في الآفاق فلم يخل عصر، ولا مصر من قائم بدين الله تعالى من أهل السنة والجماعة مبينا لهذا الأصل، وجميع الأصول العقدية لأهل السنة والجماعة.

قلت: هذا مذهب أهل السنة والجماعة سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم واقتضى أثرهم، أن الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والطاعات كلها داخلة في مسمى الإيمان.

قلت: وربيع هذا كلما كتب، وكرر، وعاد في الكتابةليدافع عن أباطله، وقع في أباطيل أخرى، لأنه يبني بحثه على خطأ، وما يبني على خطأ فهو خطأ، إذن فماله يكرر، ويعيد في الكلام نفسه([101]).

قلت: إذافلو أمسك المدخلي عن الكلام في دين الله تعالى لكان خيرا له، والله المستعان.

قال الإمام الشافعي رحمه الله في (الرسالة) (ص140): (فالواجب على العاملين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به، وأقرب من السلامة له إن شاء الله).اهـ

قلت: لعل فيما تقدم كشفه من خلل، وسبق بيانه من علل، كفاية وغناء يقطع الجدل،  ويزيح عنكم الدغل، ويبعد منكم الدعل.

فاللهم ثبتنا واحفظ علينا ديننا، وزد في دعوة الحق يقيننا.

ويتلوه الجزء الثاني إن شاء الله تعالى، اللهم سدد سدد

õõõõõõõ

 

 



[1]) قلت: وكذب ربيع على الله تعالى، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى السلف في مسائل الإيمان لهو واضح في كتبه، وأشرطته، وهل تخفى النعامة إذا دست رأسها في التراب؟!!! اللهم غفرا.

[2]) قلت: وكذب إخوان ربيع المرجئة! في مسائل الإيمان في (شبكة سحاب المرجئية) على الله تعالى، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى السلف لهو واضح أنهم يكذبون والله المستعان.

[3])قلت: وهذا من أسباب الفتنة والفساد، والزيغ والانحراف، اللهم سلم سلم.

[4]) قلت: وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق فافهم هذا ترشد.

          قال ابن رجب رحمه الله في (جامع العلوم والحكم) (ص33): (...وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه الحق إرادة علو متبوعه، وظهور كلمته، وأنه لا ينسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصد الانتصار للحق، فافهم هذا، فإنه مهم عظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).اهـ

          قلت: وهاهنا أمر خفي ينبغي التفطن له اللهم غفرا.

[5]) وربيع هذا وقع في تخبط شديد، وزل به قلمه عن جادة الصواب، فلبس، ودلس على أتباعه في مسائل الإيمان، والله المستعان.

[6]) انظر (الطبقات الكبرى) لابن سعد (ج5 ص328)، و (ذيل ميزان الاعتدال) للعراقي (ص190)، و(الفتاوى) لابن تيمية (ج7 ص395).

[7]) كـ(علماء السنة) منهم: (الشيخ عبدالعزيز آل شيخ، والشيخ الفوزان، والشيخ فالح الحربي، والشيخ عبدالله الغديان) وغيرهم.

[8]) كـ(ربيع المرجئ، وإخوانه المرجئة) اللهم غفرا.

[9]) على سبيل المثال: قول ربيع في (كشفه البالي) (ص126) : (وهو والحدادية! ينسبون إلي أني أقول: أن العمل شرط كمال، أي أني أخرجه من حقيقة الإيمان، وهذا من أعظم الإفتراءات والبهت، أنا أدين الله بأن العمل من الإيمان!!!).اهـ

          قلت: فهنا يكذب على أتباعه السحابية، أنه لم يقل بخروج الأعمال عن مسمى الإيمان، وكتبه وأشرطته تنضح من ذلك، نعوذ بالله من الكذب.

فعلى ربيع أن لايلبس أكثر من ذلك على نفسه وعلى أتباعه، وعليه بالتوبة، والرجوع عن مذهب المرجئة جملة وتفصيلا، بل والرجوع عن هذه التلبيسات، والكذبات، والخيانات التي لا طائل تحتها اللهم غفرا.

[10]) انظر (بيانه البالي) (ص8) الحلقة الثالثة، و (المجموع الفاضح) لربيع (ص367)، ومقاله البالي: (هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل والعمل كمال) لربيع في (شبكة سحاب) بتاريخ 2|11|2006، و (نصيحة للسلفيين حول منزلة العمل من الإيمان) لربيع في (شبكة سحاب)، و (كشفه البالي) (ص232)، وشريط مسجل بعنوان: (ضلالات ربيع في أصول الدين) وجه (ب) الجزء الثاني، وشريط مسجل بعنوان (كلمة في التوحيد) في (شبكة الأثري).  

[11]) بل ربيع أول من كذب على الأئمة من أهل السنة أنهم قالوا: العمل فرع، وكمال للإيمان.

          فقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص237): (تحريفه لكلام الأئمة الذين صرحوا بأن الإيمان أصل، والعمل فرع!!!).اهـ

          وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص237): (ابن منده هو الذي اعتبر العمل فرعا، وكمالا للإيمان، ونسب ذلك إلى أهل السنة!!!).اهـ

          وقال ربيع المرجئ في (كشفه البالي) (ص237): (تصريحات ابن تيمية بأن الإيمان أصل، والعمل فرع).اهـ

[12]) قلت: وهنا ينكر أنه قال: العمل شرط كمال، وهو قال ذلك في مواضع من كتبه، وأشرطته كما سوف يأتي ذكر إرجائه.

[13]) قلت: يعني عند ربيع لو قال شخص: الإيمان أصل، والعمل كمال لا يعتبر مرجئا عنده، وهذا مخالف لفتاوى أهل العلم من أهل السنة والجماعة الذين قالوا بأنه مرجئ.  

[14]) قلت: فهذا من تلبيساته التي يستر بها سوأة جهله بمعتقد السلف الصالح، والحمد لله الذي فضحه وإخوانه المرجئة بهذا البحث وغيره.

[15]) قلت: ومن الأهوال التي أصابت المدخلي بسبب ردود أهل السنة عليه، وكشف أفكاره الإرجائية قام يستغيث بالمجهولين من كتاب (شبكة سحاب الحزبية) ويحتج بمقالاتهم نعوذ بالله من الخذلان، وانظر (كشفه البالي) (ص83).  

[16]) كذا يفتري على الأئمة.

[17]) بل هذا قولك، وقول المرجئة في كل زمان والله المستعان.

[18]) (هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول إن الإيمان أصل، والعمل كمال) وهو مقال لربيع في(شبكة سحاب) بتاريخ (2/11/2006).

[19]) (المصدر السابق).

[20]) (المصدر السابق).

[21]) (المصدر السابق)

قلت: بل أجمع السلف على تكفير من يترك الأعمال كلها.

[22]) (نصيحة للسلفيين حول منزلة العمل من الإيمان) وهو مقال لربيع في (شبكة سحاب).

[23]) (المصدر السابق).

[24]) وهذا من افتراءات ربيع المرجئ على الكتاب والسنة، والله المستعان.

[25]) وهذا من افتراءات ربيع المرجئ على الأئمة، والله المستعان.

[26]) نعوذ بالله من الغرور.

[27]) وهذا يدل على أنني لست لوحدي من رد على ربيع في مسائل الإرجاء الفاضحة!!!.

[28]) وهؤلاء العلماء الأفاضل أدانوه بمثل قولي، فأنا وافقت أهل العلم في ردودي على إرجاء ربيع. فلماذا هذه التلبيسات ياربيع؟!!!.

[29]) انظر كتاب (الإنتصار فيما دار من المعارك بين أهل السنة والجماعة، وبين ربيع المدخلي وأتباعه لمخالفتهم في المسائل الكبار) (ص74، 84، 99، 104) إعداد: أبي معاذ السلفي.

[30]) وقد رددت عليه في كتابي: (القاصمة الخافضة لفرقة المرجئة الخامسة داحضة) (ص131) باب: ذكر الدليل على تفنيد دعاوى ربيع المدخلي في تشنيعه على أهل السنة والجماعة في ذكرهم جنس العمل، ولتكفيرهم بتركه.

[31]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص75)، و(شريط مسجل) بصوت الشيخ بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[32]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص76)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[33]) والعجيب من أمر ربيع أنه ينكر قوله هذا أن العمل شرط كمال في الإيمان، بل قال: فرع، أو فروع، ولا ركن فيه، ولا جزء منه!.  

[34]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص77)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[35]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص78)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[36]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص78)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[37]) ولقد رددت عليه في كتابي (القاصمة الخافضة لفرقة المرجئة الخامسة داحضة) (ص51) باب: ذكر الدليل على تفنيد دعاوى ربيع المدخلي في قوله: أن العمل شرط كمال في الإيمان.

[38]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص80)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الرابع، وجه (أ).

[39]) تعليق الشيخ على محاضرة بعنوان: (حقيقة الإيمان، وبدع الإرجاء في القديم والحديث).

[40]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص82)، و ((شريط مسجل)) بصوت  الشيخ، بعنوان (الأسئلة الجزائرية في مسائل الإيمان).

[41]) وهنا أنكر الشيخ المفتي حفظه الله على ربيع المدخلي لموافقته لمذهب المرجئة.

[42]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص83)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (الأسئلة الجزائرية في مسائل الإيمان).

[43]) ((شريط مسجل)) بصوت ربيع، في (شبكة الأثري)، و(بيان حال ربيع) (ص8 – مذكرة).

[44]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص86)، و ((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[45]) وانظر كتابي: (القاصمة الخافضة لفرقة المرجئة الخامسة داحضة) (ص51) باب: ذكر جملة أقوال ربيع المدخلي الموافقة لمذهب المرجئة.

[46]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص87)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[47]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص87)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[48]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص89)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[49]) انظر (هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول أن الإيمان أصل والعمل كمال) وهو مقال لربيع في (شبكة سحاب) بتاريخ (2/11/2006)، و(بيان حال ربيع المدخلي) (ص8 – مذكرة) و((شريط مسجل)) بصوت ربيع بعنوان (كلمة في التوحيد)، في (شبكة الأثري).

[50]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص91)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الرابع، وجه (أ).

[51]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص100)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثاني، وجه (أ).

[52]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص101)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[53]) وهذا يدل بأن ربيعا لا يكفر بترك الأعمال كما هو واضح من اعتراضه على السائل بحديث الشفاعة، وأنه يشفع له، ولو لم يعمل أي عمل، لأنه يبقى في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان، وهذا يبين بأنه لا يقول بانتهاء الإيمان بالكلية، وهذا قول المرجئة كما قال الشيخ عبدالله الغديان حفظه الله.

[54]) يعني إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه، هذا إذا بقي أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان بما قام من عمل فتنبه.

    أما إذا ترك العملبالكلية، فهذا ليس في قلبه شيء من الإيمان، فهو كافر عند أهل السنة والجماعة.

[55]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص102)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[56]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص102)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (الأسئلة الجزائرية في مسائل الإيمان).

[57]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص103)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (الأسئلة الجزائرية في مسائل الإيمان).

[58]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص103)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (الأسئلة الجزائرية في مسائل الإيمان).

[59]) وهو من علماء أهل السنة والجماعة كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله، والشيخ عبدالعزيز آل شيخ، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم.

[60]) وانظر كتابي: (القناعة في تبيين شذوذ زيادة "لم يعملوا خيرا قط" في حديث الشفاعة) (ص60).

[61]) أخرجه مسلم في صحيحه (ج1/ص70) من حديث أبي سعيد الخدري t.

[62]) فالأخذ بالمتشابه من أصول أهل البدع.

[63]) قال أيوب السختياني: (ولا أعلم أحدا من أهل الأهواء يجادل إلا بالمتشابه).

أخرجه ابن المنذر في (التفسير) (ج1/ص124) بإسناد صحيح.

[64]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص106)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الأول، وجه (أ).

[65]) ومراد الشيخ أن العمل جزء من الإيمان فتنبه.

[66]) وهذا فيه رد على ربيع الذي لا يكفر بترك جنس العمل والله المستعان.

[67]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص127)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء الثالث، وجه (ب).

[68]) انظر (الإنتصار في فتاوى العلماء الكبار) جمع: أبي معاذ السلفي، (ص130)، و((شريط مسجل)) بصوت الشيخ، بعنوان: (أقوال علماء أهل السنة والجماعة في منهج ربيع المدخلي) الجزء السادس، وجه (أ).

([69]) قال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في (شرح العقيدة الواسطية) (ج2 ص328): (قوله: والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشرت الأمة.

    يعني: أن الإجماع الذي يمكن ضبطه والإحاطة به هو ما كان عليه السلف الصالح، وهم القرون الثلاثة، الصحابة والتابعون وتابعوهم... وهل يمكن أن يوجد إجماع بعد الخلاف؟ فنقول: لا إجماع مع وجود خلاف سابق، ولا عبرة بخلاف بعد تحقق الإجماع). اهـ

([70]) انظر ((الاعتقاد)) للالكائي (ج5 ص886).

([71]) أثر صحيح.

    أخرجه الخلال في السنة (ج3 ص580) واللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص818) بإسناد صحيح.

([72]) أثر صحيح.

    أخرجه الخلال في السنة (ج3 ص580) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص813) وابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد (ص153) بإسناد صحيح.

([73]) أثر صحيح.

    أخرجه الخلال في السنة (ج3 ص580) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص806) وحرب الكرماني في المسائل (ص374) بإسناد صحيح.

([74]) أثر صحيح.

          أخرجه الآجري في الشريعة (ج2 ص641) والجوهري في مسند الموطأ (ص111) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص813) واللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص814) وأبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث (ص33) بإسناد صحيح.

    وذكره ابن عبدالبر المالكي في الانتقاء (ص34) والذهبي في السير (ج8 ص108).

([75]) أثر صحيح.

    أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص819) بإسناد صحيح.

([76]) أثر صحيح.

    أخرجه الآجري في الشريعة (ج2 ص640) والصابوني في عقيدة السلف (ص270) وابن أبي عمر في الإيمان (ص94) واللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص817) بإسناد صحيح.

([77]) أثر صحيح.

    أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج1 ص218) بإسناد صحيح.

([78]) أثر صحيح.

    أخرجه ابن أبي زمنين في أصول السنة (ص209) والآجري في الشريعة (ج2 ص640) واللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص815) وعبدالله بن أحمد في السنة (ج1 ص310) بإسناد صحيح.

([79]) أثر صحيح.

    أخرجه الداني في الرسالة الوافية (ص85) والخلال في السنة (ج1 ص40) والجوهري في مسند الموطأ (ص111) وأبو نعيم في الحلية (ج6 ص327) وأحمد في العلل (1248) والآجري في الشريعة (ج2 ص608) وحرب الكرماني في المسائل (ص368) وأبو داود في المسائل (ص273) وعبدالله بن أحمد في السنة (ج1 ص310) بإسناد صحيح.

([80]) أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا (ج1 ص11).

([81]) أثر صحيح.

    أخرجه الخلال في السنة (ص12 و13) بإسناد صحيح.

([82]) أثر صحيح.

    أخرجه ابن أبي حاتم في آداب الشافعي (ص192) بإسناد صحيح.

([83]) أثر صحيح.

    أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص172) بإسناد صحيح.

([84]) أثر صحيح.

    أخرجه ابن محرز في معرفة الرجال (ج2 ص215) بإسناد صحيح.

([85]) أثر صحيح.

    أخرجه ابن محرز في معرفة الرجال (ج2 ص164) بإسناد صحيح.

([86]) أثر صحيح.

    أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص818) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص812) وعبدالله بن أحمد في السنة (ج1 ص316) وأبو داود في المسائل (ص273) والآجري في الشريعة (ج2 ص643) بإسناد صحيح.

([87]) أثر صحيح.

    أخرجه عبدالله بن أحمد في السنة (ج1 ص315) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2 ص811) واللالكائي في الاعتقاد (ج2 ص817) بإسناد صحيح.

([88]) انظر ((الاعتقاد)) للالكائي (ج2 ص814-820) و((طبقات الحنابلة)) لابن أبي يعلى (ج1 ص130) و((تعظيم قدر الصلاة)) للمروزي (ج1 ص394) و((الشريعة)) للآجري (ج2 ص643) و((الإبانة الكبرى)) لابن بطة (ج2 ص805-826) و((شعب الإيمان)) للبيهقي (ج1 ص76) و((الإيمان)) لأبي عبيد (ص53 و54) و((الإيمان)) لابن منده (ج1 ص362) و((مناقب الإمام أحمد)) لابن الجوزي (ص166).

([89]) وانظر ((الإيمان)) لابن منده (ج1 ص362) (ج1 ص362) و((نكت القرآن)) للقصاب (ج1 ص302 و303) و((الإيمان بين السلف والمتكلمين)) للغامدي (ص27) و((الإيمان)) للأثري (ص82) و((تعليم أصول الإيمان)) للسعدي (ص22) و((أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر)) للشيخ الراجحي (ص10 و11) و((مناقب الإمام أحمد)) لابن الجوزي (ص166) و((الفتوى الحموية الكبرى)) لابن تيمية (ص430).

([90]) وانظر ((التنكيل)) للمعلمي (ج2 ص365) و((التوحيد)) لابن خزيمة (ج2 ص702) و((ذكر الاعتقاد)) لابن العطار (ص30).

([91]) انظر ((مسألة الإيمان)) دراسة تأصيلية للشبل (ص3).

([92]) قلت: وعلى هذا فالخارجون من مفهوم الجماعة هم: المبتدعة وأصحاب الأهواء والبدع لأنهم على ضلال، ولا شك أن أهل الزيغ والضلال لا يكونون من أهل السنة والجماعة.

    قلت: فالجماعة شرعا هم: أهل السنة والاتباع، أهل الحق، والفرقة الناجية، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان... ومن اقتدى بهم واتبع سبيلهم من المؤمنين إلى قيام الساعة.

    وانظر (الاعتصام) للشاطبي (ج2 ص770).

([93]) أثر صحيح.

    أخرجه الجوهري في (مسند الموطأ) (ص584) وابن عبدالبر في (التمهيد) (ج23 ص10) بإسناد صحيح.

    وذكره ابن خلفون في (أسماء شيوخ مالك) (ص33).

([94]) فجمع هؤلاء بين مذهب أهل السنة، وبين مذهب مرجئة الفقهاء حين نصوا على إدخال العمل في حقيقة الإيمان كما هو قول أهل السنة، ثم تناقضوا بإخراجه حين أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب، ولو لم يظهر أي عمل على الجوارح!!!.

([95]) ومما زاد في البلاء أن ربيعا المدخلي في هذه المسألة أخذ يتتبع عبارات أهل العلم في مسائل الإيمان ويفهمها بفهمه السقيم انتصارا لمذهبه الباطل والله المستعان.

([96]) وهؤلاء المرجئة خالفوا السلف لتتبعهم متشابه الأقوال والأدلة، بل سعوا لتأييد رأيهم بذلك اللهم غفرا.

([97]) كـ(ربيع المدخلي).

([98]) كـ(ربيع المدخلي).

([99]) وذلك لنقص فهمه عن مذهب السلف في مسائل الإيمان وغير ذلك.

    قلت: ولمن أعجب العجب أن يتهم ربيع علماء السنة بقلة الفهم في هذه المسائل والله المستعان.

    بل وينازعهم في فهم عقيدة السلف، وهو لا يحسن العقيدة، فيأثم لتعمده المخالفة.

([100]) ((مسائل في الإيمان)) (ص16).

([101]) وهذا كله تكرار منه في كتبه المأشورة، وتضليلاته المنثورة!!!.

   فالرجل غير مؤتمن في علمه، بل يستعمل في ذلك أنواعا من التدليس والخيانة والتلبيس.

   فالحمد لله الذي كفانا شره، وأبعد عنا ضره.!!!.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan