القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / التعليقات السلفية على نصح العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله لربيع المدخلي في ألفاظه البدعية

2024-01-16

صورة 1
التعليقات السلفية على نصح العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله لربيع المدخلي في ألفاظه البدعية

 

 

 

 

 

التعليقات السلفية

على

نصح العلامة الشيخ

ناصر الدين الألباني رحمه الله

لربيع المدخلي في ألفاظه البدعية

 

بيان

العلماء لغلو ألفاظ ربيع في الدين

 

بقلــــم:

فضيلة الشيخ أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نصح

فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله

لربيع المدخلي في غلوه في الألفاظ البدعية

وشدته فيها على خصمه، وتقوله عليه

بما ليس فيه، حتى وقع في المخالفات

الشرعية التي أهلكته

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المشرف بالشفاعة، المخصوص ببقاء شريعته إلى قيام الساعة، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأبرار، وأتباعه الأخيار، صلاة باقية ما تعاقب الليل والنهار.

أما بعد،

فإن الدين الإسلامي في سمة عظيمة، وهي الوسطية في كل شيء في النقد وغيره.

وهذه الوسطية في نقد ربيع الحدادي للرجال معدومة، بل في منهجه النقدي البدعي ترى الزيغ والغلو والمراوغة والتلبيس في العبارات الخبيثة التي يطلقها على مخالفيه من أهل السنة وغيرهم([1])، والانحراف عن المنهج النقدي العلمي لهو واضح في منهج هذا الحدادي الغالي.

ولقد رأى السلفيون غلوه في الألفاظ على الأشخاص في كتبه وأشرطته، بل وفي مجلسه في بيته، فمنهم من نصحه([2]) مباشرة لشدته في النقد لأنها ليست في محلها، وإطلاق الألفاظ البدعية.... ومنهم من هم إلى نصحه في ذلك لكنه لم يستطع حتى انحرف ربيع عن المنهج السلفي.... ومنهم من كان يقول: نسمع هذه الألفاظ الشنيعة من ربيع في بيته ونسكت عن الفتنة، بل منهم من يقول هذا الكلام من أتباعه المميعة كـ(محمد الهاجري، وعايد الشمري، والجابري) وغيرهم، عندما أشعروا بفتنته التي فعلها مع السلفيين واستعجاله فيها في الآونة الخيرة، بدون حكمة، والرجوع فيها إلى كبار العلماء أولا([3])، لأنها مسألة مهمة، بل لم يرجع فيها إلا إلى المميعة من أصحابه([4])، وهم الذين أشعلوا الفتنة لربيع، ورموه خلفهم ظهريا، وتركوه في فتنته يتحسسها ليلا ونهارا، فذق ياربيع فتنتك التي فعلتها مع المميعة ﴿ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون ]الذاريات:14[. نعوذ بالله من الخذلان.

ولذلك نصحه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله مرارا عن شدته في الألفاظ البدعية التي يطلقها على الأشخاص([5])، ولم يأخذ بنصح الشيخ، ولم يرجع ولم يتب عنها إلى الآن، بل وسع دائرة ألفاظه البدعية حتى أطلقها على أهل السنة والجماعة لكن  ﴿إن ربك لبالمرصاد ]الفجر:14[.

 

وإليك نصح الشيخ رحمه الله لربيع:

قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: ( لكني قلت له - أي ربيع- في أكثر من مرة، في مهاتفة جرت بيني وبينه، لو أنه يتلطف في استعمال بعض العبارات، وبخاصة أن الذي يرد عليه قد يكون ممن انتقل إلى حساب الله، وفضله ورحمته ومغفرته، ثم هو من زاوية أخرى قد تكون له شوكة، ويكون له عصبة ينتمون إليه بالحماس الجاهلي - مش العلمي- فمن أجل هؤلاء ليس من اجل ذاك الذي انتقل إلى رحمة الله أرى أن يتلطف في الرد على أولئك الذين خالفوا منهجنا السلفي) ([6]). آهـ

هذا هو الشاهد من كلام الشيخ رحمه الله، مما يدل بأن السلفيين لم يوافقوه([7]) في كل شيء في العهد القديم، فما بالك في العهد الجديد الذي ينضح فيه مخالفات ربيع في الأصول([8]) والله المستعان([9]).

ولقد اجتهد ربيع المدخلي الحدادي كثيرا في الاعتماد على عقله وآرائه وظنونه في منهج النقد... فضم في أعطافه وثناياه غرورا يصعب عليه التخلص منها كما هو مشاهد منه.

ولذلك لم يسد ثغرة من الثغرات بسبب غلوه في ردوده، بل افسد هذه الثغرات بغلوه في النقد حتى نفر كثيرا من الناس ورأى ذلك بنفسه.

وبسبب ذلك أراد أن يقعد عن الجرح والتعديل في الآونة الأخيرة([10]) لأنه يرى الناس ينفرون منه بسبب غلوه في ردوده على خصومه فهلك وعجز وانقطـع فغلب، فدخـل في قول النبي r: (لن يشاد الدين أحد إلا غلبه).([11])

ودخل في قول النبي r: (هلك المتنطعون).([12])

قال ابن حجر في فتح الباري (1/94): (لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية، ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب). آهـ

وقال النووي في شرح صحيح مسلم (16/220): (هلك المتنطعون: أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم). آهـ 

فربيع المدخلي الحدادي عنده غلو في أقواله وأفعاله، ولذلك نفر منه الناس.([13])

وجاءت السنة بالنهي المطلق عن الغلو في جميع الأمور.

عن ابن عباس t قال: قال رسول الله r: (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين).رواه أحمد في المسند (1/215) والنسائي في السنن (5/268) والحاكم في المستدرك (1/466)، وهو حديث حسن.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (1/289): (وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقاد والأعمال([14])...). آهـ

ومن خلال مجمل النصوص هذه المشتملة على النهي عن الغلو مطلقا، يتبين بأن الغلو باب خطير على الأمة لابد من الحذر منه ومن أهله.

ولذلك ما أهلك ربيعا المدخلي الحدادي إلا الغلو ومجاوزة الحد في جرح خصمه نعوذ بالله من الغلو.([15])

 

                    كتبه

                    أبو عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري

 

 



[1]) وقد رددت عليه في كتابي (الرعود الصواعقية لصعق ألفاظ ربيع البدعية) ولله الحمد والمنة.

قلت: وهذا الرجل أورده لسانه الموارد المهلكة اللهم غفرا.

[2]) كـ(الشيخ الألباني رحمه الله).

[3]) كـ(الشيخ ابن باز رحمه الله)، فقد ذكر الشيخ رحمه الله أنه سوف ينصحه على ألفاظه هذه، وقال الدعوة باللين والكلام الحسن، وكل شيء يوضع في محله، هكذا قال لي بعض طلبة العلم في الرياض قديما.

[4]) بل بدون النظر في قاعدة (النظر في المصالح والمفاسد)، والنظر في النتائج والعواقب في الفتنة بين شباب الأمة، كل ذلك عمى عنها المدخلي نعوذ بالله من الخذلان.

[5]) و ربيع كان مستاء من نصح الشيخ الألباني رحمه الله له، حتى يقول ربيع ياليت الألباني لم يذكر ذلك، لأنه يزعم أن الحزبية استغلوا ذلك للطعن فيه.

[6]) نص ما قاله الشيخ في سلسلة (الهدى والنور) رقم (851/1) بتاريخ 9/7/1416هـ.

[7]) وربيع يظن بأن السلفيين يوافقوه في كل شيء، حتى وضع نفسه رئيسا عليهم، كحال الجماعات الحزبية، وهذا من جهله وعدم بصيرته في المنهج السلفي، لان السلفيين لهم علماء من الأحياء والأموات يرجعون إليهم عند الحوادث، وليس لهم رأس، وإذا سكتوا عن أمر خوفا من الفتنة، فيعالجون الأمر بالنصح كما فعلوا مع ربيع، فإذا لم يرجع ويريد أن يحارب عدوا له العدة، ومن ثم الويل له والعاقبة للمتقين.

[8]) وربيع يستحيل أن يرجع ويتوب عن غلوه في الألفاظ البدعية التي أسقطته في هوة سحيقة لا تقوم له قائمة إلى أن يموت.

[9]) وربيع بأسلوبه الغليظ في المعاملة كم نفر من الشباب، وضاعوا في الجماعات الحزبية بسببه، لان الحزبيين أخذوا ذلك ذريعة لينفروا الشباب من الدعوة السلفية، فيعرضون عليهم ألفاظ ربيع، ويقولون لهم انظروا إلى أقوال السلفيين وشدتهم في المعاملة مع الناس، والنبي@ لم يكن كذلك والله المستعان.

[10]) وأن مما يجب العزاء أن جهد ربيع المدخلي في النقد قد استفرغ، والعلم أصبح عنده تراكميا والعياذ بالله.

[11]) رواه البخاري (1/15) عن أبي هريرة t.

[12]) رواه مسلم (4/2055) عن ابن مسعود t.

[13]) وللعلم لم يكن ذلك بسبب تطبيقه للمنهج السلفي فتنبه. وإلا فرأينا الناس يقبلون على المنهج السلفي لتطبيق العلماء له كـ (الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني) وغيرهم.

[14]) من الردود على المخالفين وغيرها.

[15]) فشق عليه الجرح لغلوه فيه فمل وترك. وانظر فتح الباري لابن حجر (1/94).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan