الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / الملقم لإلقام ربيع المدخلي لتعديه على أحاديث صحيح الإمام مسلم
الملقم لإلقام ربيع المدخلي لتعديه على أحاديث صحيح الإمام مسلم
الملقم
لإلقام ربيع المدخلي
لتعديه على
أحاديث صحيح الإمام مسلم
|
(( الجزء الثالث ))
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الدليل على تناقض المدخلي
في مسألة
نقد (أحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله)
قال ربيع المدخلي في (كشفه البالي) (ص15): (ولا نرى نشاطه إلا ضد أحاديث من صحيح مسلم، مثل حديث: صوم يوم عرفة، وأحاديث الشفاعة، ألف في ذلك كتابين! مع أراجيف على صحيح الإمام مسلم، ورميه بكثرة الأحاديث الشاذة!).
وقال ربيع في (كشفه البالي) (ص16): (أين أنت من الكتب التي تدافع عن صحيح مسلم، وعن سنة رسول الله e عموما([1])، وترد عنها أكاذيب، وأراجيف المستشرقين وأذنابهم) ([2]).اهـ
قلت: وهذا كلام ينطوي على تدليس وتلبيس، إذ ليس نشاطي ضد أحاديث من صحيح الإمام مسلم رحمه الله، بل هذا من أراجيفك علي مرادك التشويش والتحريش والتهويش، وهذا -ولله الحمد- آخر ما في جعبة المدخلي من الكلام على السلفيين بلا حجة ومحجة!.
قلت: فاتهام المدخلي اتهام باطل، راجع إلى المدخلي، مردود عليه([3]).
ومما لا يخفى على أهل الحديث أن الإمام مسلما رحمه الله أورد في كتابه (الصحيح) عددا من الأحاديث أصاب في صحة بعضها، وأخطأ في البعض الآخر، فله أجر على اجتهاده في تبيين السنة النبوية.
وقد تعقبه الحفاظ في عدد من الأحاديث، ولم يقل أحد من العلماء([4]) بأن هذا فيه طعن في الإمام مسلم رحمه الله وصحيحه([5]).
قلت: ومع ذلك فقد تناقض المدخلي -كعادته- في مسألة نقد (أحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله)، فمرة ينقدها هو، ومرة لا يرضى بنقدها مطلقا كما سبق.
واستمع إلى نقد ربيع المدخلي لأحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله، ليتبين أنه متناقض في العلم:
الحديث الحادي والعشرون: (مهل أهل العراق من ذات عرق).
رواه مسلم في (صحيحه) (ج2 ص841) من طريق ابن جريج أخرني أبو الزيد أنه سمع جابر بن عبدالله t يسأل عن المهل، فقال: (مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخر الجحفة، ومهل أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل اليمن من يلملم).
نقد الحافظ الدارقطني رحمه الله متوجه إلى الإسناد والمتن معا في كتابه (التتبع) (ص477)، أما الإسناد، فلأن فيه أبا الزيد، وهو ليس من رجال الصحيح في نظر الحافظ الدارقطني، ولذا لم يخرج له الإمام البخاري رحمه الله.
وأما المتن فلأن جملة: (ومهل أهل العراق من ذات عرق) تخالف الواقع الذي عبر عنه ابن عمرt بقوله: (ولم تكن يومئذ عراق) ([6]).
قلت: وقد ضعف ربيع المتعدي الإسناد بذاته، وهو من أسانيد صحيح الإمام مسلم رحمه الله، بل ضعف المتن واعتبره في درجة الحسن لغيره بمجموع طرقه([7]).
الحديث الثاني والعشرون: (قصة المحرم الذي وقصه بعيره).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج2 ص867) من طريق عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل بن يونس عن منصور بن المعتمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
يذكر الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص505) أن اختلافا وقع بين إسرائيل، وجرير على منصور بن المعتمر في رواية هذا الحديث.
أما إسرائيل، فيرويه عن منصور عن سعيد بن جبير مباشرة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأما جرير، فإنه يرويه عن منصور عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، أي بواسطة الحكم، بين منصور، وسعيد بن جبير.
ولقد صوب الحافظ الدارقطني رحمه الله رواية جرير، وخطأ إسرائيل([8]).
قلت: وقد ضعف ربيع المتعدي إسناد صحيح الإمام مسلم رحمه الله، ولا ينبغي له، لأنه لا يجوز نقد أحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله مطلقا، وهذا من التناقض البين.
فقال ربيع المتعدي: (ولقد أصاب الدارقطني، ومن تابعه في ترجيح رواية جرير على رواية إسرائيل لسببين:
1) أن جريرا أقوى، وأثبت من إسرائيل.
2) أن له متابعين، وهما شيبان، وعبيدة بن حميد.
وإذن فالقوة والكثرة في جانب جرير، فلا ينبغي التوقف في تقديم روايته على رواية إسرائيل) ([9]).اهـ
وقال ربيع المتعدي: (الخلاصة: ما ذهب إليه الدارقطني من أن الصواب مع جرير بن عبدالحميد هو الرأي السديد) ([10]).اهـ
قلت: هنا يقول لا يتوقف في نقد إسناد للإمام مسلم رحمه الله، وفي (كشفه البالي) يقول: لا يجوز نقد أسانيد الإمام مسلم رحمه الله.
فقال ربيع المدخلي في (كشفه البالي) (ص15): (ولا نرى نشاطه إلا ضد أحاديث من صحيح مسلم، مثل حديث: صوم يوم عرفة، وأحاديث الشفاعة، ألف في ذلك كتابين! مع أراجيف على صحيح الإمام مسلم، ورميه بكثرة الأحاديث الشاذة!).
وقال ربيع في (كشفه البالي) (ص16): (أين أنت من الكتب التي تدافع عن صحيح مسلم، وعن سنة رسول الله e عموما([11])، وترد عنها أكاذيب، وأراجيف المستشرقين وأذنابهم).اهـ
الحديث الثالث والعشرون: (أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا البصل والثوم).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج2 ص938) من طريق عبدالله بن نمير حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق قال: قال سعيد بن جبير: أفضنا مع ابن عمر حتى أتينا جمعا، فصلى بنا المغرب والعشاء؛ بإقامة واحدة ثم انصرف، فقال: (هكذا صلى بنا رسول الله e في هذا المكان).
حاصل كلام الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص450) أن إسماعيل بن أبي خالد قد وهم على أبي إسحاق، فجعل الحديث هذا من حديث سعيد بن جبير، مع أن إسحاق لا يرويه إلا عن عبدالله بن مالك([12]).
قلت: وأعل المدخلي الإسناد، وهو في صحيح الإمام مسلم رحمه الله، وهذا خلاف مذهبه في (كشفه البالي) (ص15 و16)، مما يتبين تناقضه ي المنهج، والله المستعان.
فقال ربيع المتعدي: (الصواب ما ذهب إليه الدارقطني من إسماعيل بن أبي خالد قد وهم، حيث جعل الحديث عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير، في حين أنه من حديث أبي إسحاق عن عبدالله بن مالك) ([13]).اهـ
وهذا الكلام بخلاف كلامه في (كشفه البالي) (ص15) حيث قال: (ولا نرى نشاطه إلا ضد أحاديث من صحيح مسلم، مثل حديث: صوم يوم عرفة، وأحاديث الشفاعة، ألف في ذلك كتابين! مع أراجيف على صحيح الإمام مسلم، ورميه بكثرة الأحاديث الشاذة!).
وقال ربيع في (كشفه البالي) (ص16): (أين أنت من الكتب التي تدافع عن صحيح مسلم، وعن سنة رسول الله e عموما، وترد عنها أكاذيب، وأراجيف المستشرقين وأذنابهم).اهـ
قلت: فهلا طوى المدخلي صفحاته الفاسدة في العلم، واستشفى من علله، وآفاته الفاسدة.
قلت: صدق الإمام وكيع بن الجراح رحمه الله حيث قال: (أهل العلم يكتبون ما لهم، وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم!!!) ([14]).
لذلك نرى أن موجة هجوم المبتدعة وأذيالهم، قد بدأت تأخذ مسارا آخر، إذ لما كشف الله سبحانه حقيقتهم، وأظهر مكنون قلوبهم، علم عقلاء الفضلاء، ونبلاء العلماء، أن بضاعة هؤلاء في سوق الحق كاسدة، وأن تلبيساتهم وتدليساتهم لا تنطلي إلا على ذوي العقول والآراء الفاسدة؛{ إن ربك لبالمرصاد } [الفجر: 14].
وكان هذا ردا على المدخلي([15]) الذي كان انتقدني لتضعيفي لسند حديث في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله) وهو حديث: (صوم يوم عرفة) مع علمه بأنه أعل الكثير من الأحاديث في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله)، فسكت عن ذلك، وعن كل الأحاديث المشار إليها آنفا، وهذا هو شأن أهل الأهواء كلهم، لا يكتبون إلا ما لهم، والعياذ بالله([16]).
الحديث الرابع والعشرون: (انتهى إلى الكعبة، وقد دخلها النبي، وبلال وأسامة...).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج2 ص967) من طريق عبدالله بن عون عن نافع عن عبدالله بن عمرt: (أنه انتهى إلى الكعبة، وقد دخلها النبي e، وبلال، وأسامة، وأجاف عليهم عثمان بن طلحة الباب...الحديث).
يتلخص كلام الحافظ الدارقطني رحمه الله هذا الحديث في كتابه (التتبع) (ص542) في أن ابن عون قد وهم على نافع في إسناد هذا الحديث، حيث روى عنه عن ابن عمر: أنه سأل ثلاثة، وهم بلال، وأسامة، وعثمان بن طلحة([17])
.قلت: وقد وافق المدخلي([18])، الحافظ الدارقطني رحمه الله على تضعيف الإسناد، ولا يجوز له أن يوافقه على ذلك، لأنه يحرم الكلام على أحاديث (صحيح الإمام مسلم رحمه الله) مطلقا، حيث قال في (كشفه البالي) (ص15): (ولا نرى نشاطه إلا ضد([19]) أحاديث من صحيح مسلم، مثل حديث: صوم يوم عرفة، وأحاديث الشفاعة، ألف في ذلك كتابين! مع أراجيف على صحيح الإمام مسلم، ورميه بكثرة الأحاديث الشاذة!).
وقال ربيع في (كشفه البالي) (ص16): (أين أنت من الكتب التي تدافع عن (صحيح مسلم)، وعن سنة رسول الله e عموما، وترد عنها أكاذيب، وأراجيف المستشرقين وأذنابهم).اهـ
واستمع إلى ربيع وهو يتناقض كعادته، فيجوز الكلام على أحاديث (صحيح الإمام مسلم رحمه الله)، بل يضعفها.
فقال ربيع المتعدي: (الصواب ما ذهب إليه الدارقطني من ابن عون قد وهم في إسناد هذا الحديث، بذكره أسامة، وعثمان بن طلحة فيه إضافة إلى بلال، والدليل على وهمه أن ثلاثة عشر راويا من الثقات قد رووا الحديث عن نافع، وسالم عن ابن عمر، ولم يذكروا أسامة، ولا عثمان!!!) ([20]).اهـ
وقال ربيع بعدما تكلم عن نقد الكتب والرجال: (وقد انتقد الإمام الدارقطني الإمامين البخاري ومسلما في أحاديث من صحيحيهما...
وأخطاء العلماء من هذا النوع وانتقادها كثير وكثير، ولم يفكر أحد من النقاد في إسقاط من ينتقده ويخطؤه، ولم يقل أحد بذلك!!!) ([21]).اهـ
قلت: فأكتفي بهذين النقلين لأثبت لربيع أنه مخالف لكلامه هذا تماما في (كشفه البالي) (ص15 و16) ([22]).
قلت: وفيما ذكرناه كفاية للمنصف، أما الذين في قلوبهم مرض، فلا يخضعون للحق، ولو جئتهم بألف آية، والله المستعان.
الحديث الخامس والعشرون: (فكنت أتيسر على الموسر، وأنظر المعسر).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1195) من طريق أبي خالد الأحمر عن سعد بن طارق عن ربعي بن حراش عن حذيفة t: (أتي الله بعبد من عباده آتاه الله مالا...الحديث).
فقال: عقبة عن عامر الجهني وأبومسعود الأنصاري هكذا سمعناه من في رسول الله e.
قلت: حاصل كلام الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص455) في أن أبا خالد الأحمر قد وهم بذكر عقبة بن عامر على أبي مالك الشجعي، ودليله على وهمه أن جماعة من أصحاب أبي مالك قد خالفوه، فقالوا: عقبة بن عمرو، وأبو مسعود الأنصاري، لا يذكرون عقبة بن عامر الجهني([23]).
قلت: وقد أعل المدخلي الإسناد بوهم أبي خالد الأحمر([24])، وهو في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله) فخالف قاعدته في (كشفه البالي) (ص15 و16) في تحريم نقد (صحيح الإمام مسلم رحمه الله).
قلت: فهو بنفسه بهذا التهجم على أحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله، فلعله يرعوي ويرجع.
الحديث السادس والعشرون: (الوصية بالثلث).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1253) من طريق عبدالوهاب الثقفي عن أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد عن حميد الحميدي عن ثلاثة من ولد سعد كلهم يحدثه عن أبيه: (أن النبي e دخل على سعد بن أبي وقاص يعوده بمكة... الحديث).
ورواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1253) من طريق حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد به
وحاصل كلام الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص279) أن عبدالوهاب الثقفي، وحمادا قد اختلفا على أيوب السختياني في وصل هذا الحديث، وإرساله، فالثقفي يرويه عن أيوب متصلا، وحماد يرويه عنه مرسلا.
قلت: وقد وافق المدخلي، الحافظ الدار قطني رحمه الله، على تضعيف الإسناد، وهو في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله).
فانظر وقارن أليست هذه هي الجرأة البالغة في رد أسانيد صحيح الإمام مسلم رحمه الله، وادعاء أنها شاذة، هكذا من غير تأن، أو احترام لهذا (الصحيح) المبجل عند المدخلي!!!.[أحسن الله اليك شيخنا لعله انسب القول... لهذا الصحيح المبجل عند المسلمين..].
الحديث السابع والعشرون: (قصة اليمن).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1271) من طريق الصعق بن حزن حدثنا مطر الوراق حدثنا زهدم الجرمي قال: (دخلت على أبي موسى وهو يأكل لحم دجاج، وساق الحديث).
ويتلخص كلام الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص236) في أن في إسناد هذا الحديث علتين:
1) ضعف مطر الوراق، والصعق بن حزن.
2) أن في الإسناد انقطاعا بين مطر، وزهدم إذ لم يسمعه الأول من الثاني، بل بينهما القاسم بن عاصم([25]).
قلت:وقد وافق المدخلي([26])، الحافظ الدارقطني رحمه الله على شذوذ هذا الإسناد، وهو في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله)، بخلاف قاعدته في (كشفه البالي) (ص15 و16).
فلماذا ياهذا؟!!!
ومن المتعدي الحقيقي إذا؟!!!
قلت: فمن أنصف، وبطلب الحق اتصف، يعرف حقيقة هذا التعدي، ومن هو أحرى به، والله المستعان([27]).
فافهم هذا جيدا، ولا يغرنك ألفاظ أهل الأهواء، وعباراتهم وأساليبهم، والله المستعان، وعليه التكلان.
الحديث الثامن والعشرون: (انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1306) من طريق يزيد بن زريع حدثنا عبدالله بن عون عن محمد بن سيرين عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه به.
وحاصل استدراك الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص319) :
1) أن ابن عون وهم فأدرج قوله: (ثم انكفأ إلى كبشين) في حديث أبي بكرةt، وهي في الواقع من حديث: أنس بن مالكt.
2) وأيد رأيه بأن الإمام البخاري رحمه الله لما روى حديث ابن عون حذف منه هذه الجملة، لأنه لعله أدرك وهم ابن عون فيها، بخلاف الإمام مسلم رحمه الله، فإنه ذكرها عن ابن عون في حديث أبي بكرةt.([28])
قلت: وقد وافق المدخلي على شذوذ زيادة([29]): (ثم انكفأ إلى كبشين) في حديث أبي بكرة t، وهي في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله)، والله المستعان.
وهذا خلاف مذهبه في (كشفه البالي) (ص15) حيث يقول ربيع: (ولا نرى نشاطه إلا ضد([30]) أحاديث من صحيح مسلم، مثل حديث: صوم يوم عرفة، وأحاديث الشفاعة، ألف في ذلك كتابين! مع أراجيف على صحيح الإمام مسلم، ورميه بكثرة الأحاديث الشاذة!).اهـ
قلت: فأي تناقض أكبر من هذا؟!!!.
فالمدخلي -هداه الله سبيل السنة- يضعف ويرمي غيره به، ويحرف ويتهم مخالفه به!!!.
قلت: ولو أردت في هذه الرسالة تعقب المدخلي بشيء أكثر مما أوردته هنا -وهو موجود- لتضاعفت، وخرجت عن مقصودها، ولكن الأمثلة التي ذكرتها تكفي اللبيب، وتنبه السحابي الغافل.
وفي ذلك إظهار تلاعب المدخلي بأحاديث (صحيح الإمام مسلم) ورميه إياه بكثرة الشذوذ.
الحديث التاسع والعشرون: (شهدت النبي e قضى فيه بغرة عبد أو امة).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1311) من طريق وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن المسور بن مخرمة قال: (استشار عمر بن الخطاب الناس في ملاص([31]) المرأة، فقال المغيرة بن شعبة: (شهدت النبي e قضى فيه بغرة عبد، أو أمة) قال: فقال عمر: ائتني بمن يشهد معك، قال: فشهد له محمد بن مسلمة).
وجزم الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص317) بأن وكيعا قد وهم على هشام بذكر المسور بن مخرمة في إسناد هذا الحديث.
ودليله على هذا أن أصحاب هشام قد خالفوه، إذ رووا الحديث عنه، فلم يذكرأحد منهم المسور في إسناد هذا الحديث([32]).
قلت: وقد ضعف المدخلي الإسناد، وهو في (صحيح الإمام مسلم رحمه الله).
فقال ربيع المتعدي: (وما ذهب إليه الدارقطني، ومن تابعه من أن وكيعا قد وهم في هذا الإسناد بذكر المسور بن مخرمة -صواب لا غبار عليه-، وخير برهان على ذلك أن أحد عشر راويا من أصحاب هشام قد خالفوه فلم يذكر أحد منهم المسور في هذا الإسناد مما يدل على وهم وكيع) ([33]).اهـ
وقال ربيع المتعدي: (بالنسبة للإسناد: الصواب أن وكيعا قد وهم بذكر المسور بن مخرمة فيه... وعلى مسلم مؤاخذة حيث آثر رواية وكيع هذه، وساقها مساق الصحيح، ولم يخرج عنها إلى غيرها من روايات أصحاب هشام كما قال الدارقطني، وكما هو الواقع).اهـ
قلت: فالمدخلي يضعف ويرمي غيره به، وهذا قدح صريح بعدالة المدخلي الذي يعرف ويحرف!!!.
الحديث الثلاثون: (نفلنا رسول الله e نفلا).
رواه الإمام مسلم في (صحيحه) (ج3 ص1369) من طريق عبدالله بن رجاء عن يونس عن الزهري عن سالم بن عبدالله عن أبيه t قال: (نفلنا رسول الله e نفلا سوى نصيبنا من الخمس، فأصابني شارف) ([34]).
يرجح الحافظ الدارقطني رحمه الله في كتابه (التتبع) (ص438) أن في إسناد هذا الحديث انقطاعا بين الزهري، وابن عمرt، وأن ذكر سالم بينهما وهم من عبدالله بن رجاء على يونس([35]).
قلت: ووافق المدخلي الحافظ الدارقطني رحمه الله في شذوذ الإسناد، فأصبح ضد (صحيح الإمام مسلم رحمه الله) على مذهبه في (كشفه البالي) (ص15 و16)، وهذا من التناقض البين.
فأنت ترى -وقاك الله شر البدع وأهلها- كيف يتناقض هذا الرجل التناقض تلو الآخر، اللهم سلم سلم.
[1]) أليس هذا تلبيسا شديدا، وتدليسا كبيرا.
[2]) قلت: وكلامه هذا يعارض كلامه في الأحاديث في كتابه (بين الإمامين مسلم والدارقطني) فتنبه.
[3]) كما قال المدخلي الجاهل بأصول الحديث وعلله!!!.
[4]) لأنه لم يبين حجته في هذا، والله المستعان.
[5]) قلت: ومن هنا تظهر للمسلم الحق مدى الفرق الشاسع بين أهل العلم، وبين أهل الجهل ومنهم المدخلي، لأنهم أبعد ما يكونوا عن تفقه هذا لعلم الحديث وأصوله.
[6]) وانظر: (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص222و224).
[7]) قلت: ومن هنا تظهر للمسلم الحق مدى الفرق الشاسع بين أهل العلم، وبين أهل الجهل ومنهم المدخلي، لأنهم أبعد ما يكونوا عن تفقه هذا لعلم الحديث وأصوله.
[8]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج8 ص130)، و(إكمال المعلم) للقاضي عياض (ج4 ص225).
[9]) (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص226).
[10]) (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص228).
[11]) أليس هذا تلبيسا شديدا، وتدليسا كبيرا.
[12]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج9 ص36)، و(إكمال المعلم) للقاضي عياض (ج4 ص365).
[13]) (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص).
[14]) أثر صحيح.
أخرجه الدارقطني في (السنن) (ج1 ص26)، وابن الجوزي في (التحقيق) (ج1 ص5) بإسناد صحيح.
[15]) قلت: فإذا كنت منصفا يا ربيع فليس لك بعد إلا التراجع والاعتذار، لكن هيهات...هيهات!!!.
[16]) قلت: فهل المدخلي واع لما يقول، أم أنه يهرف بما لا يعرف!!!
وإلا لماذا سكت عن بيان هذا في (كشفه البالي) (ص15 و16).
فاليقظة اليقظة أيها الغفلى في (شبكة سحاب)!!!.
[17]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج9 ص86).
[18]) قلت: يا ربيع هل موافقتك للدارقطني تعد على (صحيح الإمام مسلم رحمه الله) أم ماذا؟!!!.
[19]) قلت: فمن هو الأحرى بهذا الوصف.
[20]) (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص246).
[21]) (بيان فساد المعيار) لربيع (ص7و8).
[22]) قلت: وعلى هذا ياربيع، لماذا تهوش تشوش وتحرش على انتقادي لإسناد واحد في صحيح الإمام مسلم رحمه الله، وهو (صوم يوم عرفة)، وأنت ضعفت العشرات من الإسناد والأحاديث، والله المستعان.
[23]) وانظر: (العلل) للدارقطني (ج6 ص180)، و(النكت الظراف) لابن حجر(ج3 ص26)، (المنهاج) للنووي (ج10 ص255)، و(إكمال المعلم) للقاضي عياض(ج5 ص230).
[24]) وانظر: (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص282).
[25]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج11 ص113).
[26]) وانظر: (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص291 و292 و293).
[27]) قلت: فبعد هذا كله ماذا يقول المدخلي في نفسه؟!!!.
فالمدخلي يعرف لكنه يغفل، أو يتغافل.
[28]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج11 ص171).
[29]) انظر: (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص303 و304).
[30]) قلت: وقد تبين أن نشاط المدخلي ضد أحاديث صحيح الإمام مسلم رحمه الله لكثرة رميه الأحاديث بالشذوذ، والله المستعان.
[31]) الملاص: هو جنين المرأة
انظر: (المنهاج) للنووي (ج11 ص180).
[32]) وانظر: (المنهاج) للنووي (ج11 ص180)، و(إكمال المعلم) للقاضي عياض (ج5 ص494)، و(فتح الباري) لابن حجر (ج12 ص250).
[33]) (بين الإمامين مسلم والدارقطني) لربيع (ص306).
[34]) الشارف: المسن الكبير.
انظر: (الرائد) (ص460)
[35]) وانظر: (السنن الكبرى) للنسائي (ج4 ص67).