الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / انقضاض البراكين على فرقة الحداديين
انقضاض البراكين على فرقة الحداديين
نبذة تعريفية بتاريخ
دعوة ربيع المدخلي مع الحدادية
انقضاض البراكين
علىٰ
فرقة الحداديين
حوار
مع الناطق الرسمي لهذه الفرقة
المدعو ربيع المدخلي الحدادي وفرقته الحدادية
بقلم
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ولا تعسر
(( توطئة ))
في بيان بأن ربيعا كان من المتلطخين
بالفكر الحدادي
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا وإمامنا وقائدنا إلى الهدى محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه، ومن ٱهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد،
فإنه بعد التأمل والنظر فيما يكتبه ربيع الحدادي، وما يتلفظه في هذا الزمان من تأصيل الفكر الحدادي المقيت...بدا لي أن أسطر بحثا فيما يتعلق بمذهب الحدادية وماله من الآثار السيئة على شباب الأمة ومجتمعاتها...الذي جاء نتيجة مخالطة ربيع مع زميله محمود الحداد المصري عندما كان نزيل في المدينة النبوية، بل ومخالطته للحدادية القدماء في ذلك الوقت كفريد المالكي وغيره، ولهم مع ربيع دعوة منفردة عن علماء الحرمين([1])، وقد ملئت في الآونة الأخيرة – على فلتات لسانه – من الفكر الحدادي كتبه ونشراته وأشرطته من الغلو في الألفاظ وغيره ([2])، وقصده من وراء ذلك نصرة مذهبه الباطل من الإرجاء وغيره، بل وممارسته للإرهاب الفكري لمخالفه، وقد تجاوز الإخافة والترويع لأتباعه إن هم خالفوه([3])، وهذا هي طريقة الحزبيين الهالكين.([4])([5])
وكل ذلك بسبب سوء تصرف ربيع الحدادي وشيعته في دعوة الناس التي يجب أن تكون بالإسلوب الشرعي الصحيح، والسير على منهاج الرسل والأنبياء الواضح الصريح.
وما الضلالة المشؤومة التي قامت بها عصابة الحدادية مع ربيع قديما وحديثا وشر غالية، أصحاب ألفاظ بدعية منكرة، بل وفيها غلو في السنة، وغلو في الردود.
ومع ربيع محمود الحداد المصري يرافقه([6]) ويشجعه بالردود على علماء أهل السنة والجماعة ([7])، كما شجع ربيع محمود الحداد بأن يرد على الشيخ الألباني؛ لأن بزعم ربيع بأن الشيخ الألباني ( يلين مع أهل البدع ) !!
فطالب هؤلاء المسلمين أن يطبقوا الغلو في السنة تحت وطأتهم، ولو طبق الفكر الحدادي بين المسلمين لنتشر الفساد في البر والبحر، ولو ٱنتشرت الفوضى سيئة العواقب، والله المستعان.
وبعد ذلك الغلو من ربيع الحدادي المميع تلينه بالأنغماس مع أهل البدع ونصحهم زعم، وتحويله المنهج السلفي، إلى منهج مميع، وتغريره بالشباب السذج لينشروا هذا المنهج، بدون أن يحققوا لدعوة الحق فتيلا، ولا قطميرا لدخولهم من غير بابها الشرعي الصحيح ([8])، اللهم سلم سلم .
فتصدي لربيع وأتباعه السلفيون من علماء وطلبة علم فصدوهم عن هذا الفكر والظلم والعدوان ولله الحمد والمنة .
وعلاج هذا المرض وغيره هو عن طريق الوعظ السلفي الرشيد الذي لا يحسنه إلا علماء السلفيون الربانيون الذين ينطلقون في وعظهم للناس وإرشادهم من منطلق الرسل عليهم السلام .
والله المستعان وعليه التكلان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ijk
رب يسر وأعن فإنك نعم المعين
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ [آل عمران:102].
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾ [النساء:1].
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ÇÐÉÈ يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾ [الأحزاب:70-71].
أما بعد،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي مـحـمد r، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فقد اطلعت على مقالات كتبها ربيع الحدادي، حول ما كتبه دعاة السنة، فوجدتها مقالات سيئة مشينة، ذكر فيها مقدمات وأصولا في بعض المسائل على طريقة أهل البدع، وبين فيها محاذير وألفاظ سيئة للغاية، وتوسع فيها، وحيث يترتب عليها تكفير أهل السنة.
وكان اللائق به، بل المتعين عليه أتباع ما قالوه لأنه موافق للكتاب والسنة، وآثار السلف، وأقوال علماء السنة، بدلا من التوسع في إطلاق هذه الألفاظ عليهم، حتى أنه استوعب ألفاظ رؤوس الضلالة من الفرق الضالة([9]) التي أطلقوها على أهل السنة والجماعة كما سوف يأتي ذكرها.
واعلم أن العصمة والنجاة بالوقوف مع الألفاظ الشرعية التي تطلق على الأشخاص الموافقة للكتاب والسنة وآثار السلف، وأئمة الدين، فهي الكفيلة بكل هدى وبيان، والعاصمة من كل خطأ، أو زلل.
وأما الألفاظ التي تطلق على الأشخاص وليس عليها دليل من الكتاب والسنة وآثار السلف، وأئمة الدين؛ فإن تعليق الجرح والتعديل عليها يجر إلى منهج باطل، ويتولد من الشر بسببها على الذي أطلقها والذي اتبعه على ذلك ما لا يعلمه إلا الله.
قلت: فيحمل وزره، ووزر من اتبعه على هذه الألفاظ البدعية.
قال تعالى: ﴿ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون﴾ [النحل:25].
قال مجاهد في تفسيره (ص421) عن الآية: (حملهم ذنوب أنفسهم، وذنوب من أطاعهم، ولا يخفف ذلك عمن أطاعهم من العذاب شيئا).
وعن أبي هريرة أن رسول الله r قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا).([10])
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه: باب إثم من دعا إلى ضلاله، أو سن سنة سيئة لقول الله تعالى: ]ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم[ [النحل:25].
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (ج13 ص302): (ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في أول الأمر، ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من بعده، ولو لم يكن هو عمل بها لا لكونه كان الأصل في إحداثها). اهـ
فمن أحدث في الدين ما ليس منه وشرع فيه ما لم يأذن به الله وقلده الناس في ذلك، فإنه يضاعف عليه الإثم والوزر جزاء وفاقا، لأن ضرره لم يقتصر على نفسه فحسب، بل تعداه إلى غيره ممن تبعه على ضلالته وقلده في بدعته فحمل وزره ومثل أوزار أتباعه من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا الأمر الذي يستحق به مضاعفة العقوبة، فهو ضال مضل، ضال في نفسه بما أحدثه من بدع جعلها شرعا ودينا زائدا على شرع الله، ومضل لغيره من ضعاف الإيمان، وقد جاء في ذلك وعيد شديد ينذر بسوء العاقبة.([11])
وعن عبدالله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل).([12])
وهذا نص يدل بمنطوقه على عظم وزر كل من سن ما لا يرضاه الله تعالى، أو أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه بأي وجه من الوجوه، ولذلك فإن ابن آدم الأول يحمل وزر كل جريمة قتل تقع بين بني آدم لأنه هو أول من سن جريمة القتل والله المستعان.
وعن جرير بن عبدالله t قال: قال رسول الله r: (ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها).([13])
وهذه النصوص تدل بمنطوقها على عظم وزر كل من سن ما لا يرضاه الله تعالى، أو أدخل في دين الله ما ليس منه بأي وجه من الوجوه... وكل مبتدع، أو جاهل، أو مميع، أو حزبي قد سن ملا يرضاه الله تعالى ورسوله r واتبعه الناس في ذلك فإنه يتحمل وزر ذلك كله في يوم يتبرأ المتبوع من التابع، ويدعو عليه بالويل والثبور.
قال تعالى: ]إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ÇÊÏÏÈ وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم [ [البقرة:166].
وقال تعالى: ]وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين[ [فصلت:25].
وقال تعالى: ]وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار ÇÍÐÈ قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد[ [غافر:47 و48].
عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: (بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله r، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها).([14])
قال ابن رجب رحمه الله في بيان فضل علم السلف على علم الخلف (ص53): (ومن علامات ذلك – يعني الجهل – عدم قبول الحق والانقياد إليه، والتكبر على من يقول الحق خصوصا إن كان دونهم في أعين الناس والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم).اهـ
فمن أراد فهم كتاب الله تعالى وسنة رسوله r، وجب عليه تصحيح دعوته... ولا يتأتى تصحيحها إلا بعرضها على أفواه الشيوخ الضابطين الربانيين، ومتى استنكف عن ذلك استكبارا، واعتدادا بالنفس فقد وقع في الخطأ لا محالة، ومن هنا لحقه الإثم.
واعلم أخي المسلم الكريم أن السني لا يقول حتى يقول الله تعالى ورسوله r، وصحابة النبي r.
العلم قال الله قال رسوله |
|
|
قال الصحابة هم أولوا العرفان([15]) |
واعلم أخي المسلم الكريم أن البدعي جعل دينه ما قال عقله ورأيه، فلا يبالي ما يخرج من رأسه أهو حق، أم باطل.
وبعض([16]) من تمكن الجهل والتعصب والهوى منه يعظم هذه الألفاظ البدعية التي أطلقها رؤوس الضلالة، بل والقواعد البدعية، ويغضب لها إذا بين ما فيها من خطأ أو زلل.
والواجب على هؤلاء أن يجعلوا ما أنزله الله تعالى من الكتاب والسنة أصلا في جميع أمور الدين، ثم يردوا ما تكلم فيه الرؤوس إلى ذلك، ثم يبينوا ما في هذه الألفاظ من موافقة للكتاب والسنة فتقبل، أو ما فيها من مخالفه للكتاب والسنة فترد، فهذا هو طريق العلم.
قلت: والألفاظ التي تطلق على الأشخاص الثابتة بالكتاب والسنة، وآثار السلف يجب إثباتها، والألفاظ التي تطلق على الأشخاص المنفية بالكتاب والسنة يجب نفيها. فهذا طريق السلف الصالح في الردود على الأشخاص.
ومن تأمل في تاريخ الأمة الإسلامية؛ وجد أن منهج رؤوس الضلالة الاتيان بألفاظ بدعية، ليست في الكتاب والسنة يطلقونها على أهل الحديث والأثر... ليتوصلوا بها إلى إبطال منهج أهل الأثر مثل: (حشوية) و(خوارج) و(حدادية) و(ممثلة) و(مشبهة) و(ناصبية) و(نابتة) و(جبرية) و(باطنية) و(مرجئة) وغير ذلك.([17])
قال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله: (علامة أهل البدع الوقعية في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة القدرية: تسميتهم أهل الأثر مجبرة، وعلامة المرجئية: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية([18])، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا أسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء).([19])
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف (ص305):(وكل ذلك عصبية، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث). اهـ
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف (ص305):( أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين مع رسول الله r فإنهم اقتسموا القول فيه: فسماه بعضهم ساحرا، وبعضهم كاهنا، وبعضهم شاعرا، وبعضهم مجنونا، وبعضهم مفتونا، وبعضهم مفتريا مختلفا كذابا، وكان النبي r وآله وسلم من تلك المعائب بعيدا بريئا، ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا، قال الله عز وجل: ﴿انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا﴾ [الإسراء:48]. اهـ
وكذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره، ونقلة آثاره، ورواة أحاديثه، المقتدين بسنته، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية، وبعضهم باطنية، وبعضهم حدادية وبعضهم رافضية!!!.
وأصحاب الحديث عصامة([20]) من هذه المعائب برية، نقية زكية تقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه، ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله r في أخباره، التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منها، وأعانهم على التمسك بسيرته، والاهتداء بملازمة سنته، وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أئمة شريعته، وعلماء أمته.([21])
وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص386): (وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والازدراء بهم عند السفهاء والجهال، فأما المرجئة فأنهم يسمون أهل السنة شكاكا، وكذبت المرجئة، بل هم أولى بالشك والتكذيب. وأما القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والاثبات مجبرة، وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف، أنفوا قدرة الله عن خلقه، وقالوا له ما ليس بأهل له تبارك وتعالى.
وأما الجهمية: فأنهم يسمون أهل السنة مشبهة، وكذبت الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب، افتروا على الله الكذب وقالوا على الله الزور والإفك وكفروا في قولهم.
وأما الرافضة: فإنهم يسمون أهل السنة ناصبة، وكذبت الرافضة، بل هم أولى بهذا الاسم إذ ناصبوا أصحاب محمد r السب والشتم وقالوا فيهم غير الحق، ونسبوهم إلى غير العدل كذبا وظلما، وجرءة على الله واستخفافا لحق الرسول، والله أولى بالتغيير والانتقام منهم.
وأما الخوارج: فأنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار.
وأما أصحاب الرأي والقياس فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة، وكذب أصحاب الرأي أعداء الله، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنة، وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال طلاب دنيا بالكذب والبهتان. فرحم الله عبدا قال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع وترك مجالستهم ومحادثتهم احتسابا وطلبا للقربة من الله وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا بالله). اهـ
قلت: وهذا من أعظم الأدلة على خطورة البدعة، أن أهلها ومروجيها، ومن أشربوا حبها يكرهون الحق وأهله، ولا سيما من يدعوهم إلى السنة واتباع الهدى، فيصفونهم بأوصاف لا تليق بهم، بل العكس هو الصحيح فالمبتدعة أحق بتلك الأوصاف، ولكنهم رموا أهل السنة بتلك العظائم، والألقاب التي هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، والمثل السائر يقول: (رمتني بدائها وانسلت).
فهذه الألقاب ما زال أهل البدع والضلال يلقبون بها أهل السنة والجماعة
حتى في هذا العصر، وقد تزعم هذه الفرقة المرجئية التي امتلأت قلوب أهلها حقدا وغيظا على أهل السنة والجماعة – رجل تولى كبرها في هذا العصر، وهو ربيع بن هادي المدخلي الذي أخذ على عاتقه حمل لواء المرجئة العصرية بما سطره في مقالاته التي كفانا مؤنتها وتتبع سمومها، وكشفها علماء الحرمين.
فإن ربيعا عهد إلى أسلوب خطير قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة فشوهها، وعلق عليها تعليقات خبيثة بدعية في مقالاته على طريقة مذهب المرجئة.
وحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض، وأظهر بها حقده الدفين، فوصف أهل السنة والجماعة بتلك الألقاب الشنيعة التي هو أحق بها في الواقع كتلقيبهم بـ(الخوارج) و(الحدادية) و(الرافضة) و(الباطنية)، بل سبهم وشتمهم بها، وله اتباع ينشرون زبالة عقله المريض، ويتبنون أفكاره الداعية إلى إحياء بدعة([22]) المرجئة، وإماتة السنة في (شبكة سحاب) البدعية وغيرها.
قلت: بل يرى سوء عمله هذا حسنا والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج10 ص9): (المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر ايجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنا وهو سيء في نفس الأمر فإنه لا يتوب). اهـ
قلت: فالبدع خطيرة، وعليها وعيد الشديد، وإذا كثرت فإنها تغطي القلب، وتغلفه، ويختم عليه، فلم يعد يعرف الخير من الشر([23]) كما قال تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ [المطففين:14].
قلت: فتتجارى الأهواء والبدع بأصحابها حتى تنقلب مفاهيمهم وتنعكس أمورهم فيرون الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، والسنة بدعة، والبدعة سنة اللهم غفرا.
إذا فربيع الحدادي أولى بهذه الاسماء والألقاب، فهو (المرجئي) و(الخارجي)([24]) و(الحدادي)([25])، واتباعه هم (المرجئة) و(الخوارج) و(الحدادية)، وهذا منهج السلف الصالح في الذي يرمي أهل السنة والجماعة بشيء وهو ليس فيهم فيردون هذا الاسم إليه، ويصنفونه فيه جزاء وفاقا اللهم غفرا.
والواجب على من يؤصل للدعوة منهجا، أن لا يطلق ألفاظا من غير بيان وتفصيل لها بالدليل من الكتاب والسنة، وآثار السلف الصالح وأئمة الدين.([26])
قلت: فمن خالف ذلك؛ فقد خرج عن هدي النبي r... فهلك وأهلك.([27])
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (ج4 ص192) مبينا حقيقة هذا المخالف في ألفاظه الكتاب والسنة: (وتارة تورد عليه المسألة الباطلة في دين الله في قالب مزخرف، ولفظ حسن، فيبادر إلى تسويغها، وهي من أبطل الباطل، وتارة بالعكس، فلا إله إلا الله، كم ههنا من مزلة أقدام، ومحل أوهام وما دعى محق إلى حق، إلا أخرجه الشيطان على لسان أخيه، ووليه من الإنس في قالب تنفر عنه خفافيش البصائر، وضعفاء العقول، وهم أكثر الناس، وما حذر أحد من باطل، إلا أخرجه الشيطان على لسان وليه من الإنس في قالب مزخرف يستخف به عقول ذلك الضرب من الناس، فيستجيبون له، وأكثر الناس نظرهم قاصر على الصور، لا يتجاوزونها إلى الحقائق، فهم محبوسون في سجن الألفاظ، مقيدون بقيود العبارات، كما قال تعالى: ﴿وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا([28]) ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ÇÊÊËÈ ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون﴾ [الأنعام:112-113]. اهـ
قلت: ومن أجل هذا كله، ترى أقوال أهل السنة والجماعة المقتفين لأثر الصحابة الكرام، والتابعين الكرام مطابقة لألفاظ الكتاب والسنة في ردودهم على المخالفين، يتحرون ذلك غاية التحري، فحصلت لهم السلامة، ومن حاد عن سبيلهم؛ حصل له الخطأ، والزلل، والتناقض، والاضطراب في منهجه.
وفي الختام أقول:
قال ابن قتيبة رحمه الله في اختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة (ص13): (وسيوافق قولي هذا من الناس ثلاثة: رجلا منقادا سمع قوما يقولون، فقال كما قالوا، فهو لا يرعوي ولا يرجع، لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر!!!.
ورجل تطمح به عزة الرياسة، وطاعة الإخوان، وحب الشهوة، فليس يرد عزته، ولا يثني عنانه إلا الذي خلقه إن شاء!!!؛ لأن في رجوعه إقراره بالغلط، واعترافه بالجهل، وتأبى عليه الأنفة!!!.
وفي ذلك – أيضا – تشتت جمع، وانقطاع نظام، واختلاف إخوان عقدتهم له النحلة، والنفوس لا تطيب بذلك إلا من عصمه الله ونجاه!!!.
ورجلا مسترشدا يريد الله بعلمه، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا تدخله من مفارق وحشة، ولا تلفته عن الحق أنفة، فإلى هذا القول قصدنا، وإياه أردنا). اهـ
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة، وأن يتقبل مني هذا الجهد، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه ورعايته إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد الرحمن
فوزي الحميدي الأثري
ذكر جملة ألفاظ ربيع الحدادي
البدعية الشنيعة التي رمى بها
أهل السنة والجماعة
قال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص479) وهو يرمي أهل السنة والجماعة: (فإن من يستقرئ أحوال الحدادية الجديدة وكتاباتهم وموافقتهم يدرك أنهم يسيرون على منهج فاسد وأصول فاسدة يشابهون فيها الروافض!!!([29])). اهـ
وقال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص480): (وهاكم ما تيسر ذكره من أوجه الشبه بينهم وبين الروافض:
الوجه الأول: التقية الشديدة، فالرافضي يعترف لك بأنه جعفري، ويعترف ببعض أصوله، وعقائده الفاسدة، وهؤلاء لا يعترفون بأنهم حدادية، ولا يعترفون بشيء من أصولهم، وما ينطوون عليه...
الوجه الثامن: الدعوة إلى التلقيد كما هو حال الروافض، وغلاة الصوفية...).اهـ
وقال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص484): (وبهذه الخصال الشنيعة شابهوا الروافض، والفئات، والأحزاب الضالة). اهـ
وقال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص485): (فهؤلاء الحداديون يشابهون الروافض في الكذب وتصديق الكذب وتكذيب الصدق). اهـ
وقال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص485): (الوجه العاشر: التدرج الماكر على طريقة الباطنية، وإن كنا لا نرى أنهم باطنية!!!؛ لكن نرى أنهم يشابهوهم في التدرج والتلون!!!). اهـ
وقال ربيع الحدادي في المجموع الفاضح (ص488): (فحالهم كحال اليهود مع عبدالله بن سلام أحد أحبار بني إسرائيل الذي أكرمه الله بالإسلام).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص68) عن أهل السنة: ( وأصل هؤلاء تكفيريون متسترون ).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص69) عن أهل السنة : ( يا أعداء الله ).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص69) عن أهل السنة : ( هؤلاء لا استبعد أن في أوساطهم زنادقة يحاربون الإسلام).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص71) عن أهل السنة : ( وهم – والله – أخطر على الإسلام عندي من الروافض ).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص90) عن أهل السنة: ( الفجرة الفاجرة القائمة على الفجور، والكذب، والحقد).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص90) عن أهل السنة : ( وهم يتسترون وراءهم مثلما كان يتستر ابن سبأ وراء أهل البيت، وراء علي بن أبي طالب رضي الله عنه ).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص91) عن أهل السنة : ( لا أرى شرا منهم الآن...لا تجد طائفة حتى في الكفار لا يجد أسوأ من هذه الطائفة، وأقل أدبا وأسوأ أخلاقا، وأقذر أخلاقا منهم).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص172) عن أهل السنة: ( وأنا اعتقد أن فيهم زنادقة وروافض مدسوسين معهم).اهـ
وقال ربيع الحدادي في شرحه التالف لعقيدة السلف (ص175) عن أهل السنة : ( وحرب الحدادية للإرجاء ليس عن صدق، وعن دين، وإنما عن فجور).اهـ
وقال ربيع الحدادي في كشفه البالي(ص12) عن أهل السنة: ( أيها الحاقدون أنتم مسالمون لأهل البدع بما فيهم الروافض والصوفية والعلمانيين والحزبيين، وإن ذكرتم بعضهم ببدعة؛ فإنما هو من ذر الرماد في العيون).اهـ
وقال ربيع الحدادي في كشفه البالي (ص15) عن أهل السنة: (كذب الحدادية ورثة الخوارج).اهـ
وقال ربيع الحدادي في كشفه البالي (ص11) عن أهل السنة: (أنهم يستخدمون التقية...بل ويكفرون بعض علماء السنة).اهـ
وقال ربيع الحدادي في كشفه البالي (ص11) عن أهل السنة: (من أصول الحدادية الجديدة...التقية الشديدة التي تفوق تقية الرافضة).اهـ
قلت: وغير ذلك من الألفاظ الشنيعة التي رمى بها ربيع الحدادي أهل السنة والجماعة زورا وبهتانا في الكتاب (المجموع الفاضح!!!) الذي فضح ربيع الحدادي في تلفيق التهم الباطلة على أهل السنة والجماعة، ولا يستغرب هذا من ربيع، فالشيء من معدنه لا يستغرب، وكل إناء بما فيه ينضح ويفضح!!!.
وكذلك نرى هذه الألفاظ البدعية في (شرحه التالف لعقيدة السلف) كما سبق، وفي (كشفه البالي). اللهم غفرا.
ومن هذا يتبين بأن ربيعا الحدادي لا يعتد بأقواله وعلمه الآن، ولا يوثق به لأنه لا يدري ما يخرج من رأسه([30]) اللهم سلم سلم.
فعن معن بن عيسى قال: (قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبدالله كيف لم تكتب عن الناس، وقد أدركتهم متوافرين؟.
قال مالك: (أدركتهم متوافرين، ولكن لا أكتب إلا عن رجل يعرف ما يخرج من رأسه).
أثر صحيح
أخرجه ابن ناصر الدين في إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك (ص82) بإسناد صحيح.
وعن معن بن عيسى قال: كان مالك بن أنس يقول: (لا تأخذ العلم من أربعة، وخذ ممن سوى ذلك: لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه، وإن كان أروى الناس، ولا تأخذ من كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه، وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله r، ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من شيخ له فضل، وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث به).
أثر صحيح
أخرجه ابن ناصر الدين في إتحاف السالك برواة الموطأ عن الإمام مالك (ص82) بإسناد صحيح.
ذكر الدليل على تفنيد دعاوى
ربيع الحدادي في رميه أهل السنة والجماعة
بـ(الخارجية) و (الحدادية) و(الباطنية) و(الرافضية)و(الصوفية) و(اليهودية) وغير ذلك
لقد رمت الخوارج أهل السنة والجماعة([31]) بالإرجاء، وذلك عندما افتوا للناس بالسمع والطاعة والبيعة لحكام المسلمين على طريقة السنة النبوية.
ورمت المرجئة أهل السنة والجماعة بالخروج([32])، وذلك عندما افتوا للناس خطأ الذين وقعوا في الإرجاء.
قلت: ونحن لا نرضى طريقة هؤلاء الخوارج، ولا نرضى طريقة هؤلاء المرجئة.
فالخوارج كـ(سفر الحوالي وسلمان العودة) وغيرهما، إذا رأوا عالما يفتي بالسمع والطاعة والبيعة لحكام المسلمين على طريقة أهل السنة والجماعة رموه بالإرجاء!!!.
والمرجئة كـ(ربيع الحدادي وعلي الحلبي) وغيرهما، إذا رأوا عالما يفتي ببطلان الإرجاء المنتشر في هذه الإيام على طريقة أهل السنة والجماعة رموه بالخروج!!!.
قلت: وأهل السنة والجماعة لا يضرهم رمي هؤلاء بـ(المرجئـة)، ولا هؤلاء بـ(الخوارج) ﴿ cÎ) ©!$# ßìÏùºyã Ç`tã tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä ﴾ [الحج:38].
فأهل الاتباع في هذه المسألة الذين خالفوا الفريقين السابقين، فهم وسط في باب الإيمان وغيره بين مذهب الخوارج وبين مذهب المرجئة، عصمهم الله تعالى من التخبط في دينه للزومهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، نبذهم الآراء البدعية، والتعصب لها والله المستعان.
وصدق السلف في قولهم عن الخوارج والمرجئة([33]):
قال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص366): (أما الخوارج فأنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس، ومن خالفهم كفار). اهـ
وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص364): (أما الخوارج فمرقوا من الدين، وفارقوا الملة، وشردوا على الإسلام، وشذوا عن الجماعة، وضلوا عن سبيل الهدى، وخرجوا على السلطان والأئمة، وسلوا السيف على الأمة، واستحلوا دماءهم وأموالهم، وكفروا من خالفهم إلا من قال بقولهم، وكان على مثل رأيهم، وثبت معهم في دار ضلالتهم...). اهـ
وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص362): (ولأصحاب البدع نبز وألقاب وأسماء لا تشبه أسماء الصالحين، ولا الأئمة، ولا العلماء من أمة محمد r، فمن أسمائهم المرجئة: وهم الذين يزعمون أن الإيمان قول بلا عمل، وأن الإيمان هو القول، والأعمال شرائع، وإن الإيمان مجرد...). اهـ
وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص355): (هذا مذهب أئمة العلم أصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها، المقتدى بهم فيهم، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد، وعبدالله بن الزبير الحميدي، وسعيد بن منصور، وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم فكان من قولهم: الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص، الاستثناء في الإيمان سنة ماضية عن العلماء، وإذا سئل الرجل أمؤمن أنت؟ فإنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجوا، أو يقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، ومن زعم أن الإيمان قول بلا عمل فهو مرجئ، ومن زعم أن الإيمان هو القول والأعمال شرائع فهو مرجئ، وإن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فهو مرجئ، وإن قال: إن الإيمان يزيد ولا ينقص فقد قال بقول المرجئة، ومن لم الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ، ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل أو الملائكة فهو مرجئ، وأخبث من المرجئ فهو كاذب، ومن زعم أن الناس لا يتفاضلون في الإيمان فقد كذب، ومن زعم أن المعرفة تنفع في القلب وإن لم يتكلم لها فهو جهمي، ومن زعم أنه مؤمن عند الله مستكمل الإيمان فهذا من أشنع قول المرجئة وأقبحه...). اهـ
وقال الإمام أبو حاتم الرازي رحمه الله: (علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة، وعلامة القدرية: تسميتهم أهل الأثر مجبرة، وعلامة المرجئية: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية([34])، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا أسم واحد ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء).([35])
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف (ص305): (وكل ذلك عصبية، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد وهو أصحاب الحديث). اهـ
وقال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف (ص305): (أنا رأيت أهل البدع في هذه الأسماء التي لقبوا بها أهل السنة سلكوا معهم مسلك المشركين مع رسول الله r فإنهم اقتسموا القول فيه: فسماه بعضهم ساحرا، وبعضهم كاهنا، وبعضهم شاعرا، وبعضهم مجنونا، وبعضهم مفتونا، وبعضهم مفتريا مختلفا كذابا، وكان النبي r وآله وسلم من تلك المعائب بعيدا بريئا، ولم يكن إلا رسولا مصطفى نبيا، قال الله عز وجل ﴿ öÝàR$# y#øx. (#qç/uÑ y7s9 tA$sWøBF{$# (#q=Òsù xsù tbqãèÏÜtGó¡o WxÎ7y ﴾ [الإسراء:48].
وكذلك المبتدعة خذلهم الله اقتسموا القول في جملة أخباره، ونقلة آثاره، ورواة أحاديثه، المقتدين بسنته، فسماهم بعضهم حشوية، وبعضهم مشبهة، وبعضهم نابتة، وبعضهم ناصبة، وبعضهم جبرية.
وأصحاب الحديث عصامة([36]) من هذه المعائب برية، نقية زكية تقية، وليسوا إلا أهل السنة المضية، والسيرة المرضية، والسبل السوية، والحجج البالغة القوية، قد وفقهم الله جل جلاله لاتباع كتابه، ووحيه وخطابه، والاقتداء برسوله r في أخباره، التي أمر فيها أمته بالمعروف من القول والعمل، وزجرهم فيها عن المنكر منها، وأعانهم على التمسك بسيرته، والاهتداء بملازمة سنته، وشرح صدورهم لمحبته، ومحبة أئمة شريعته، وعلماء أمته.
ومن أحب قوما فهو منهم يوم القيامة بحكم قول رسول الله r: (المرء مع من أحب).([37])
وإحدى علامات أهل السنة: حبهم لأئمة السنة وعلمائها، وأنصارها وأوليائها، وبغضهم لأئمة البدع، الذين يدعون إلى النار، ويدلون أصحابهم على دار البوار.
وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة، ونورها بحب علماء السنة، فضلا منه جل جلاله ومنه). اهـ
قلت: وعلى هذا فقد جمع ربيع الحدادي الغالي سوأتين في رميه أهل السنة والجماعة بـ(الخوارج) و(الحدادية) و(الرافضة) و(الباطنية) وغير ذلك.
الأولى: فقد سلك مسلك أهل الشرك في رميهم الرسول r، وهو r من تلك المعائب بعيدا بريئا.
الثانية: وسلك مسلك أهل البدع في رميهم أهل السنة والجماعة، وهم بريئون من تلك المعائب.
فقد أحدث ربيع الحدادي المبتدع أسماء شنيعة قبيحة فسمى بها أهل السنة يريد بذلك عيبهم، والطعن عليهم، والوقيعة فيهم، والازدراء بهم عند اتباعه المرجئة.
فربيع الحدادي تشبه بالمشركين والمبتدعين في رميه أهل السنة بهذه المعائب التي إذا لم تكن فيهم ردت عليه.
بحكم قول رسول الله r: (لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك).([38])
وقول رسول الله r: (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما).([39])
وقول رسول الله r: (أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما).([40])
وقول رسول الله r: (ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله).([41])
قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (ج10 ص466): (قوله: لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه...) أي رجع، وهذا يقتضي أن من قال لآخر أنت فاسق، أو قال له أنت كافر فإن كان ليس كما قال كان هو المستحق للوصف...). اهـ
قلت: وأصل البوء اللزوم، أي لزمته الكلمة، وهذا خروج من الاعتدال والله المستعان.
ولقد توعد النبي r في الذي يتكلم بالباطل ويرمي المؤمن بما ليس فيه.
فقال النبي r: (من خاصم في باطل، وهو يعلمه([42]) لم يزل في سخط الله حتى ينزع([43]) عنه، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال([44]) حتى يخرج مما قال).([45])
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (ج3 ص147): (فلا يجوز لأحد أن يخاصم على أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق). اهـ
وقال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص386): (وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم والوقيعة فيهم والازدراء بهم عند السفهاء والجهال، فأما المرجئة فأنهم يسمون أهل السنة شكاكا، وكذبت المرجئة، بل هم أولى بالشك والتكذيب. وأما القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والاثبات مجبرة، وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف، أنفوا قدرة الله عن خلقه، وقالوا له ما ليس بأهل له تبارك وتعالى.
وأما الجهمية: فأنهم يسمون أهل السنة مشبهة، وكذبت الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب، افتروا على الله الكذب وقالوا على الله الزور والإفك وكفروا في قولهم.
وأما الرافضة: فإنهم يسمون أهل السنة ناصبة، وكذبت الرافضة، بل هم أولى بهذا الاسم إذ ناصبوا أصحاب محمد r السب والشتم وقالوا فيهم غير الحق، ونسبوهم إلى غير العدل كذبا وظلما، وجرءة على الله واستخفافا لحق الرسول، والله أولى بالتغيير والانتقام منهم.
وأما الخوارج: فأنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار.
وأما أصحاب الرأي والقياس فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة، وكذب أصحاب الرأي أعداء الله، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين بالاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنة، وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال طلاب دنيا بالكذب والبهتان. فرحم الله عبدا قال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع وترك مجالستهم ومحادثتهم احتسابا وطلبا للقربة من الله وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا بالله). اهـ
قلت: وهذا من أعظم الأدلة على خطورة البدعة، أن أهلها ومروجيها، ومن أشربوا حبها يكرهون الحق وأهله، ولا سيما من يدعوهم إلى السنة واتباع الهدى، فيصفونهم بأوصاف لا تليق بهم، بل العكس هو الصحيح فالمبتدعة أحق بتلك الأوصاف، ولكنهم رموا أهل السنة بتلك العظائم، والألقاب التي هم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، والمثل السائر يقول: (رمتني بدائها وانسلت).
فهذه الألقاب ما زال أهل البدع والضلال يلقبون بها أهل السنة والجماعة حتى في هذا العصر، وقد تزعم هذه الفرقة المرجئية الحدادية التي امتلأت قلوب أهلها حقدا وغيظا على أهل السنة والجماعة – رجل تولى كبرها في هذا العصر، وهو ربيع بن هادي المدخلي الذي أخذ على عاتقه حمل لواء المرجئة العصرية بما سطره في مقالاته التي كفانا مؤنتها وتتبع سمومها، وكشفها علماء الحرمين.
فإن ربيعا عهد إلى أسلوب خطير قد يروج على ضعاف الإيمان والعلم، وعلى من لم يتمكنوا من فهم عقيدة السلف المستمدة من الكتاب والسنة فشوهها، وعلق عليها تعليقات خبيثة بدعية في مقالاته على طريقة مذهب المرجئة.
وحشاها بسمومه، وعصارة فكره المريض، وأظهر بها حقده الدفين، فوصف أهل السنة والجماعة بتلك الألقاب الشنيعة التي هو أحق بها في الواقع كتلقيبهم بـ(الخوارج) و(الحدادية) و(الرافضة) و(الباطنية)، بل سبهم وشتمهم بها، وله اتباع ينشرون زبالة عقله المريض، ويتبنون أفكاره الداعية إلـى إحيـاء بدعة([46]) المرجئة، وإماتة السنة في (شبكة سحاب) البدعية وغيرها.
قلت: بل يرى سوء عمله هذا حسنا والله المستعان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج10 ص9): (المبتدع الذي يتخذ دينا لم يشرعه الله ولا رسوله قد زين له سوء عمله فرآه حسنا فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه، أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر ايجاب، أو استحباب ليتوب ويفعله، فما دام يرى فعله حسنا وهو سيء في نفس الأمر فإنه لا يتوب). اهـ
قلت: فالبدع خطيرة، وعليها وعيد الشديد، وإذا كثرت فإنها تغطي القلب، وتغلفه، ويختم عليه، فلم يعد يعرف الخير من الشر([47]) كما قال تعالى: ﴿öxx. ( 2ö@t/ tb#u 4n?tã NÍkÍ5qè=è% $¨B (#qçR%x. tbqç6Å¡õ3t ﴾ [المطففين:14].
قلت: فتتجارى الأهواء والبدع بأصحابها حتى تنقلب مفاهيمهم وتنعكس أمورهم فيرون الحسنة سيئة، والسيئة حسنة، والسنة بدعة، والبدعة سنة اللهم غفرا.
إذا فربيع الحدادي أولى بهذه الاسماء والألقاب، فهو (المرجئي) و(الخارجي)([48]) و(الحدادي)([49])، واتباعه هم (المرجئة) و(الخوارج) و(الحدادية)، وهذا منهج السلف الصالح في الذي يرمي أهل السنة والجماعة بشيء وهو ليس فيهم فيردون هذا الاسم إليه، ويصنفونه فيه جزاء وفاقا اللهم غفرا.
قال أبو عثمان الصابوني رحمه الله في اعتقاد السلف (ص299): (وعلامات البدع على أهلها ظاهرة بادية، وأظهر آياتهم وعلاماتهم: شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي r، واحتقارهم لهم، وتسميتهم إياهم حشوية، وجهلة، وظاهرية، ومشبهة. اعتقادا منهم في أخبار رسول الله r أنها بمعزل عن العلم، وأن العلم ما يلقيه الشيطان إليهم، من نتائج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، العاطلة، وحججهم بل شبههم الداحضة الباطلة([50]) ﴿y7Í´¯»s9'ré& tûïÏ%©!$# ãNßgoYyès9 ª!$# ö/àS£J|¹r'sù #yJôãr&ur öNèdt»|Áö/r& ÇËÌÈ﴾ [محمد:23]. اهـ
فيرمي أهل السنة بـ(الرافضة) و(المجوسية) و(الباطنية) و(الحدادية) و(الخوارج) وغير ذلك.
قلت: هذا نصيب أهل السنة من هذا المفتون.
وهذه الطريقة المشئومة من هذا الشانئ، غاية في الغل والحقد نعوذ بالله من الإثم والخذلان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (ج1 ص22): (ومن أعظم خبث القلوب: أن يكون في قلب العبد غل لخيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيين، ولهذا لم يجعل الله تعالى، في الفئ نصيبا لمن بعدهم، إلا الذين يقولون:﴿$uZ/u öÏÿøî$# $oYs9 $oYÏRºuq÷z\}ur úïÏ%©!$# $tRqà)t7y Ç`»yJM}$$Î/ wur ö@yèøgrB Îû $uZÎ/qè=è% yxÏî tûïÏ%©#Ïj9 (#qãZtB#uä !$oY/u y7¨RÎ) Ô$râäu îLìÏm§ ÇÊÉÈ﴾ [الحشر:10]. اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج4 ص170): (تجد أحدهم يتكلم في (أصول الدين وفروعه) بكلام من كأنه لم ينشأ في دار الإسلام، ولا سمع ما عليه أهل العلم والإيمان، ولا عرف حال سلف هذه الأمة، وما أوتوه من كمال العلوم النافعة، والأعمال الصالحة، ولا عرف مما بعث الله به نبيه، ما تدله على الفرق بين الهدى والضلال، والغي والرشاد.
ونجد وقيعة هؤلاء في (أئمة السنة وهداه الأمة) من جنس وقيعة الرافضة، ومن معهم من المنافقين في أبي بكر وعمر، وأعيان المهاجرين والأنصار.
ووقيعة اليهود والنصارى، ومن تبعهم من منافقي هذه الأمة في رسـول الله r.
ووقيعة الصائبة والمشركين من الفلاسفة، وغيرهم في الأنبياء والمرسلين.
وقد ذكر الله في كتابه من كلام الكفار، والمنافقين في الأنبياء والمرسلين، وأهل العلم والإيمان، ما فيه عبرة للمعتبر، وبينة للمستبصر.
ونجد عامة أهل الكلام، ومن أعرض عن جادة السلف – إلا من عصم الله – يعظمون أئمة الاتحاد، بعد تصريحهم بكتبهم بعبارات الاتحاد، ويتكلفون لها محامل غير ما قصدوه، ولهم في قلوبهم من الإجلال والتعظيم، والشهادة بالإمامة، والولاية لهم، وأنهم أهل الحقائق، ما الله به عليم). اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في القصيدة النونية (ج2 ص585):
كـم ذا مشبهـة مجسمـة نــوا |
|
|
بتـة مسبــة جاهــل فتــان |
أسمـاء سميتهـم بهـا أهل الحديث |
|
|
وناصـري القــرآن والإيمـــان |
سميتموهـم أنتــم وشيوخكــم |
|
|
بهتـا بها مـن غيـر مـا سلطـان |
وجعلتموهــا سنــة لتنفــروا |
|
|
عنهم كفعـل الساحـر الشيطــان |
مــا ذنبهــم والله إلا أنهـــم |
|
|
أخـذوا بوحـي الله والفرقـــان |
وأبـوا بـأن يتحيـزوا لمقالـــة |
|
|
غيـر الحديـث ومقتضـى القـرآن |
وأبـوا يدينـوا بالـذي دنتـم بـه |
|
|
مــن هــذه الآراء والهذيــان |
وقال ابن القيم رحمه الله في القصيدة النونية (ج2 ص577):
فبحق من أعطاكم ذا العــدل والـ |
|
|
إنصاف والتخصيـص بالعرفــان([51]) |
من ذا على ديـن الخـوارج بعـد ذا |
|
|
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (ما زال الناظم رحمه الله – يعني ابن القيم – يبين أقوال أهل الضلال في تنقص أهل السنة، ورميهم بالألفاظ الشنيعة... يلقبون أهل السنة بهذه الألقاب فيقولون: أنهم مشبهة لأنهم يثبتون الأسماء والصفات، وإثباتها عندهم تشبيه... والحقيقة أن هذا ينطبق عليهم، مبتدعة، ونوابت فهم يلقبون أهل السنة بما ينطبق عليهم).([54]) اهـ
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (افتريتم هذه الألفاظ لتنفروا الناس عن أهل السنة والجماعة. هذا هو الغرض، وهذا متكرر من أهل الضلال في كل زمان وفي وقتنا هذا يصفونهم بأنهم رجعية، ومتخلفون وإرهابيون وغلاة.
ذنبهم عند أهل الضلال أنهم أخذوا بنصوص الكتاب والسنة، وهذا في الحقيقة ليس بعيب، بل هو الحق كما قال تعالى: ﴿$tBur (#qßJs)tR öNåk÷]ÏB HwÎ) br& (#qãZÏB÷sã «!$$Î/ ÍÍyèø9$# ÏÏJptø:$# ÇÑÈ﴾ [البروج:8].
أخذوا بالنصوص، وأبوا أن ينحازوا لأي مذهب إلا للقرآن والسنة هذا ذنبهم عند أهل الضلال). ([55]) اهـ
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (ظهرت في الآونة الأخيرة نابتة من المتعالمين جعلت بعض أصول هذه العقيدة مجالا للنقاش والأخذ والرد، ومن ذلك قضية الإيمان، وإدخال الإرجاء فيه، والإرجاء عقيدة ضالة تريد فصل العمل وإخراجه عن حقيقة الإيمان بحيث يصبح الإنسان مؤمنا بدون عمل... وآل الأمر بهذه النابتة إلى أن تشنع على من لا يجاريها، ويوافقها على عقيدة الإرجاء، ويسمونهم بالخوارج والتكفيريين، وهذا قد يكون لجهلهم بعقيدة أهل السنة والجماعة، التي هي وسط بين مذهب الخوارج... وبين مذهب المرجئة...).([56]) اهـ
قلت: وهناك مفاسد مترتبة على الإطلاقات التكفيرية، وذلك أن الحكم على المسلم بهذه الإطلاقات بغير حق واقع – لا محالة – في مغبة الوعيد الشديد الذي جعله الشرع لمن نسب مثل هذه الإطلاقات التكفيرية.
فلقد دلت الروايات المتعدده – كما سبق – على حرمة سب المسلم، فما الظن بالحكم عليه بهذه الألفاظ المشينة.
وعلى هذا فإن من قال لأخيه المسلم: أيها الكافر، أو الخارجي، أو الباطني، أو المجوسي، أو الرافضي، وغير ذلك دون أن يوافق ذلك محلا صحيحا، فهو معرض لتفسير هذه الأحاديث.([57])
قلت: ووردت الأحاديث لبيان مدى خطورة إطلاق هذا الحكم دون تثبت، أو تحقق.([58])
ولهذا فإن هذه التوابع من الإطلاقات إذا ثبتت على حكم غير صحيح فما أعظم الأضرار والمفاسد التي ستقع على المسلم المظلوم، وعلى المجتمع المسلم، إذ أن هذه الإطلاقات الجائرة إنما هي تمزيق لأواصر الأمة الإسلامية، وغرس لبذور الشقاق، والخلاف في المجتمع المسلم والله المستعان.
وختاما في هذا الباب نقول: لربيع إننا بريئون من مذهب الخوارج، ومذهب الحدادية، ومذهب الرافضة، ومذهب الباطنية وغير ذلك من المذاهب الباطلة التي اتهمت فيها أهل السنة والجماعة.
قلت: فعقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة التي لا تنازل عنها، ولا نقبل الأفكار البدعية كالإرجاء وغيره.
هذا أخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك – إن شاء الله – سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا...
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
([2]) فهو الذي يرافقهم ذهابا وإيابا قديما وله لقاءات ومجالس معهم ودعوة طويلة، حتى رضع هو وهم من ألبان الحدادية المشؤومة، فمن هو الحدادي يا ربيع الحدادي ؟!
([3]) قلت: ولا يذكر الآن إلا الذين وافقوه على بدعة الإرجاء في اليمن، وفي المدينة ، وفي الجزائر وغيرهم.
ولذلك غمز الشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، وهيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للأفتاء، والشيخ فالح الحربي، والشيخ الفوزان وغيرهم.
فأي شيخ لا يوافقه في أي شيء يحدث معه فتنة فيغمزه، ويثني على الذي يوافقه حتى لو كان غير معروف بطلب العلم كما يثني الآن على كتاب سحاب الجهلة المتعالمين !!!
([6]) ثم اختلف ربيع معهم كعادته مع أي جماعة، ودارت حرب فيما بينهم، لكن بعد ماذا يا ربيع بعد إن رضعت من ألبان الحدادية ؟! اللهم غفرا.
([7]) بل أن ربيعا طعن في الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله – : " بأن سلفيته أفضل من سلفية الشيخ الألباني " !!! (شريط مسجل بصوت ربيع). هكذا يقول ...والمخفي أعظم.
وقال ربيع المدخلي عن الشيخ ابن باز – رحمه الله – : " طعن في السلفية طعنة شديدة " ( شريط مسجل بعنوان: لقاء مع فريد المالكي) الحدادي في بيته !!
([8]) وما نرى في شبكة سحاب الحزبية من خلافيات فيما بينهم وكتابات سيئة لهو أكبر دليل على فشل دعوة ربيع، والله المستعان.
فهذا هو المتبوع، فما بالك بالأتباع ؟!
[9]) والتي لا مجال فيها لأن يعذر من أطلقها على أهل السنة والجماعة والله المستعان.
[10]) أخرجه البخاري في صحيحه (5/301) ومسلم في صحيحه (3/1343).
[11]) انظر تنبيه أولي الأبصار إلى كمال الدين وما في البدع من الأخطار للسحيمي (ص184).
[12]) أخرجه البخاري في صحيحه (6/364) ومسلم في صحيحه (3/1303).
[13]) أخرجه مسلم في صحيحه (2/704).
[14]) أخرجه البخاري في صحيحه (6/2610).
[15]) القصيدة النونية لابن القيم (ص226).
[16]) كـ(أتباع ربيع) في شبكة سحاب الحزبية اللهم غفرا.
[17]) قلت: وهذه الألفاظ المجملة التي تطلق على أهل السنة سبب لظهور البدع وأهلها.
قلت: وهذه الألفاظ البدعية التي تطلق على الأشخاص والتي ليس عليها دليل من الكتاب ولا من السنة، ومنهج السلف الصالح... فهذه ليس على أحد أن يوافق عليها، فإن فعلها أثم على ذلك وضل ضلالا بعيدا.
[18]) قلت: وعلامة المرجئية أيضا تسميتهم أهل السنة بـ(الخوارج) و(الحدادية) يريدون إبطال الدعوة الأثرية السلفية والله المستعان.
[19]) أثر صحيح.
أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (ج1 ص179) والصابوني في الاعتقاد (ص305) بإسناد صحيح.
[20]) وأهل السنة والجماعة في هذا العصر عصامة من هذه المعائب التي رماها بها ربيع الحدادي ومن قلده من المتعصبين له والله المستعان.
[21]) وانظر عقيدة السلف للصابوني (ص305).
[22]) قلت: والبدعة أشد خطورة من المعصية فتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاستقامة (ج1 ص466): (فهذه الذنوب مع صحة التوحيد، خير من فساد التوحيد مع عدم هذه الذنوب). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الأمر بالمعروف (ص27): (وأتباع الأهواء في الديانات أعظم من أتباع الأهواء في الشهوات). اهـ
[23]) وربيع الحدادي وما وصل إليه من رميه أهل السنة بهذه الألفاظ وغيرها بسبب بطانة السوء الذين يزورونه في بيته، أو يتصلون به للتشويش على أهل السنة فأحبهم لذلك، وتعاون معهم على المكر والله المستعان.
فانظر رحمك الله كيف بلغ به حبه لهؤلاء المبتدعة، وبغضه للسنية مع معرفته بذلك، بل يحرف الكلم عن مواضعه دفاعا عنهم، ويعتذر لأخطائهم، ولا غرابة فقد بهرجوا عليه بما يزينونه ويظهرونه عن كونهم يقومون بالدعوة السلفية!، وهم أبعد ما يكونون عن المنهج السلفي الصحيح، ولكنهم بمكرهم ودهائهم استطاعوا أن يدخلوا عليه أشياء، وأن يقنعوه بها، وأمثاله ممن قلدوه ممن ليس عندهم فرقان يميزون به بين السنة والبدعة، والحق والباطل، والخطأ والصواب، فتعاون معهم على الإثم والعدوان، والله المستعان.
[24]) وإذا رأيت ربيعا وهو يطعن في الحكام، وكذلك اتباعه في شبكة سحاب الحزبية في هذه الأيام عرفت ذلك.
[25]) وإذا رأيت ربيعا وهو يغلو في الألفاظ لخصمه، وكذلك اتباعه في شبكة سحاب الحزبية. عرفت ذلك.
[26]) وحتى يستفسر عن مراده بهذه الألفاظ، فإن أراد بها معنى يوافق منهج السلف أقر به، وإن أراد بها معنى يخالف منهج السلف أنكره.
قلت: حتى لا ينفذ من خلالها الحزبية المبتدعة للتشويش على أهل السنة والجماعة.
[27]) قلت: وإذا أردت أن تعلم ذلك انظر إلى تحالف الآن أتباع ربيع في بلدنا البحرين – وغيرها من البلدان – مع التراثيين، والسروريين، والقطبيين وغيرهم من أهل البدع ضد السلفيين والتشويش عليهم، بل أتباع ربيع انخرطوا مع الحزبيين يتعاونون معهم في المساجد والجمعيات الحزبية بألقاء الدروس معهم، والتدريس في المراكز الحزبية، والعمل في جمعياتهم، ويصاحبونهم، بل أتباع ربيع الآن يثنون على الحزبيين والله المستعان.
وقد رددنا على أتباعه في مذكرات وأشرطة بالأدلة في تعاونهم مع الحزبيين.
قلت: وانحراف الاتباع فيه دليل على انحراف منهج ربيع، فهلك وأهلك اللهم غفرا.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في الفقه في الدين (ص9): (الله تعالى حليم كريم، إذا رأى من عبده حرصا على الخير، ورغبة فيه، وبغضا للشر، وخوفا منه، فإن الله سبحانه وتعالى يسدده، ويقيه، ويحميه، ويسلم له دينه، ويتمم له بخير.
أما إذا رأى من عبده إعراضا، وعدم رغبة في الخير، وعدم كراهيته للشر، فإن الله سبحانه وتعالى يوله ما تولى، عقوبة له، وعدلا منه سبحانه وتعالى). اهـ
[28]) والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قلت: وأنت لو ترى ما يحدث في شبكة سحاب الحزبية من زخارف الأقوال من التشويش على أهل العلم والطعن فيهم، والبراءة من المسلمين، والطعن في الأبرياء، ونشر المخالفات الشرعية في الاعتقاد وغيره، ودخول أعداء أهل السنة فيها تعرف حقيقة هذا الأمر اللهم سلم سلم.
قلت: فذرهم وما يفترون على مذهب أهل السنة والجماعة فإلى الله الموعد.
قال تعالى: ﴿بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا﴾ [فاطر:40].
[29]) قال عن أهل السنة والجماعة ذلك لأنهم لم ينصروه في منهجه البدعي الأخير والله المستعان.
قلت: بل انكروه كما هو واضح من ردودهم عليه في الكتب والأشرطة والمذكرات.
[30]) حتى قال مرة أنه يخرج منه الكلام بسبب مرض السكري الذي في رأسه.
شريط مسجل بصوته في شبكة (الأثري) سنة (1428هـ).
[31]) وهم على الحق في إفتائهم في السياسة الشرعية في أحكام الإمارة.
[32]) وهم على الحق في إفتائهم في فرقة المرجئة الخامسة.
[33]) والخوارج والمرجئة وقعوا في بدعة الولاية والبراءة.
قال الإمام حرب بن إسماعيل الكرماني رحمه الله في المسائل (ص365): (والولاية بدعة، والبراءة بدعة: وهو يقولون: نتولى فلانا، ونتبرأ من فلان، وهذا القول بدعة فاحذروه). اهـ
فهؤلاء يتولون أهل البدعة، ويتبرءون من أهل السنة!!!.
[34]) قلت: وعلامة المرجئية أيضا تسميتهم أهل السنة بـ(الخوارج) و(الحدادية) يريدون إبطال الدعوة الأثرية السلفية والله المستعان.
[35]) أثر صحيح.
أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (ج1 ص179) والصابوني في الاعتقاد (ص305) بإسناد صحيح.
[36]) وأهل السنة والجماعة في هذا العصر عصامة من هذه المعائب التي رماها بها ربيع الحدادي ومن قلده من المتعصبين له والله المستعان.
[37]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص557) ومسلم في صحيحه (ج16 ص188) من حديث عبدالله بن مسعود t.
قلت: ومن أحب المرجئة، فهو مع من أحب يوم القيامة اللهم سلم سلم.
[38]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص464) ومسلم في صحيحه (61) من حديث أبي ذر t.
[39]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص514) من حديث أبي هريرة t.
[40]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص514) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[41]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص514) من حديث ثابت بن الضحاك t.
[42]) أي يعلم أنه باطل، أو يعلم نفسه أنه على باطل، أو يعلم أن خصمه على الحق، أو يعلم الباطل أي ضده الذي هو الحق ويصر عليه.
[43]) أي يترك وينتهي عن مخاصمته.
[44]) ردغة الخبال: هي طين ووحل كثير... عصارة أهل النار.
انظر عون المعبود لأبي عبدالرحمن الآبادي (ج3 ص334).
[45]) حديث صحيح.
أخرجه أبو داود في سننه (ج4 ص23) وأحمد في المسند (ج2 ص70) والحاكم في المستدرك (ج2 ص27) والبيهقي في السنن الكبرى (ج6 ص82) وفي شعب الإيمان (ج6 ص121) من طريق زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (ج1 ص798).
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (ج3 ص152): (رواه أبو داود والطبراني بإسناد جيد).
[46]) قلت: والبدعة أشد خطورة من المعصية فتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاستقامة (ج1 ص466): (فهذه الذنوب مع صحة التوحيد، خير من فساد التوحيد مع عدم هذه الذنوب). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الأمر بالمعروف (ص27): (وأتباع الأهواء في الديانات أعظم من أتباع الأهواء في الشهوات). اهـ
[47]) وربيع وما وصل إليه من رميه أهل السنة بهذه الألفاظ وغيرها بسبب بطانة السوء الذين يزورونه في بيته، أو يتصلون به للتشويش على أهل السنة فأحبهم لذلك، وتعاون معهم على المكر والله المستعان.
فانظر رحمك الله كيف بلغ به حبه لهؤلاء المبتدعة، وبغضه للسنية مع معرفته بذلك، بل يحرف الكلم عن مواضعه دفاعا عنهم، ويعتذر لأخطائهم، ولا غرابة فقد بهرجوا عليه بما يزينونه ويظهرونه من كونهم يقومون بالدعوة السلفية!، وهم أبعد ما يكونون عن المنهج السلفي الصحيح، ولكنهم بمكرهم ودهائهم استطاعوا أن يدخلوا عليه أشياء، وأن يقنعوه بها، وأمثاله ممن قلدوه ممن ليس عندهم فرقان يميزون به بين السنة والبدعة، والحق والباطل، والخطأ والصواب، فتعاون معهم على الإثم والعدوان، والله المستعان.
[48]) وإذا رأيت ربيعا وهو يطعن في الحكام في هذه الأيام عرفت ذلك.
[49]) وإذا رأيت ربيعا وهو يغلو في الألفاظ لخصمه عرفت ذلك.
[50]) وأهل الحديث يبغضون أهل البدع، الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم.
انظر ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) للصابوني (ص298).
[51]) قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (يتهكم بهم ويقول: بحق من أعطاكم هذا الفهم الذي زعمتموه لأنفسكم، وأنكم أهل الحق، بعد ما بينا لكم صفات أهل الحق، وصفات خصومهم، من هو الأولى بهذا اللقب الذي تقولونه، وهو وصف الخوارج نحن أم أنتم).
[52]) وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (لأنهم لما قالوا: إن أهل السنة يشبهون الخوارج، فلما بين أوصاف أهل السنة، وأوصاف خصومهم طالبهم أن يبينوا من هو الأولى بهذا الوصف، ومن هو الأقرب والأشبه بالخوارج؟).
((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص577).
[53]) قلت: أيها المرجئة أنصفونا أينا على الحق؟ لو أنصفتم لرأيتم هذا الذي تسمونهم الخوارج هم حملوا رأية القرآن، لأنهم هم المتبوعون للكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
[54]) ((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص585).
[55]) ((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص586).
قلت: وأهل البدع أولى بكل لقب خبيث.
وانظر ((القصيدة النونية)) لابن القيم (ج2 ص585).
[56]) ((مجلة الدعوة)) عدد (1749) بتاريخ 4 ربيع الآخر 1421هـ.
[57]) انظر ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (ج2 ص50) و((حاشية ابن عابدين)) (ج2 ص69).
[58]) قلت: وشيوع مثل هذه الإطلاقات يفتح الباب واسعا لإحداث فوضى في المجتمع المسلم، الذي لابد من انضباط الأحكام فيه بالشرع الحنيف الذي وضع حدودا، وضوابط دقيقة وعديدة لضبط هذه المسألة.
وأولى الناس معرفة، وإتقانا لهذه الضوابط، والحدود هم العلماء ورثه الأنبياء وليس غيرهم فيجب الرجوع إليهم في مثل هذه الإطلاقات المشينة.