القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / ذكر الدليل على أن الفوضى في (شبكة سحاب) جعلت السحابية يفقدون الحكمة في التعامل مع الأمور كلها، فوقعوا في الفتن المضلة 2

2024-01-16

صورة 1
ذكر الدليل على أن الفوضى في (شبكة سحاب) جعلت السحابية يفقدون الحكمة في التعامل مع الأمور كلها، فوقعوا في الفتن المضلة 2

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الدليل على أن الفوضى

في (شبكة سحاب) جعلت السحابية

يفقدون الحكمة في التعامل مع الأمور كلها،

فوقعوا في الفتن المضلة

 

إعلم رحمك الله أن الفوضوي ينعدم عنه تحديد الأهداف، ورسمها بدقة في عمله، فيؤدي ذلك إلى عدم التفكر في العواقب، وهذا الأمر لا ينشأ عادة إلا من النظرة العصبية للأمور، دون النظر في أسبابها، ومآلاتها، وآثارها، وبالتالي يفقد الحكمة في الأمور، لأن الحكمة: هي وضع الشيء في موضعه.

قلت: وهذا الأمر يلازمه الفتور والانقطاع، ذلك أن الفوضوي لا يرى ثمارا تشجعه على مواصلة الطريق، بل بالضد من ذلك يشعر بالإفلاس، وتتوالى عليه الإتهامات بالإهمال([1])، أو عدم الإتقان، فتكون نهايته الفترة يعقبها توقف واتقطاع، أو ضلال وهلاك، والعياذ بالله([2]).

 قلت: وهذه القرائن تدل على أن الفتن أصابت (الفرقة السحابية) والعياذ بالله.

قلت: والفتن إذا أصابت قوما تحرف دينهم، وعقولهم، وأبدانهم، بل تحرف الخير الذي فيهم، والعلم الذي عندهم، فلا يكونوا يبصرون بعد ذلك([3])([4]).

ولذلك النبي r كان يتعوذ بالله كثيرا من الفتن، وكان r يحذر من الفتن.

ولهذا؛ لما ذكر الإمام البخاري رحمه الله في (صحيحه) (ج6 ص2586) كتاب الفتن؛ ابتدأه بقوله: باب: قول الله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25]، وما كان النبي يحذر من الفتن).اهـ

وذلك أن الفتن إذا أتت فإنها لا تصيب الظالم وحده، وإنما تصيب الجميع، ولا تبقي –إذا أتت- لعائل مقالا، وإنما يجب علينا أن نحذرها قبل وقوعها، وأن نباعد أنفسنا حقا بعدا شديدا عن كل ما يقرب إلى فتنة أو يدني منها؛ فإن من علامات آخر الزمان كثرة الفتن.

فعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r: (يتقارب الزمان، ويقل العمل، ويلقى الشح، وتكثر الفتن)([5]).

وفي رواية: (وينقص العلم).

وذلك لأن الفتن إذا ظهرت؛ فإنه سيكون معها من الفساد ما يكون مدنيا لقيام الساعة.

قلت: ومن رحمة نبي الله r بنا: أن حذرنا من الفتن كلها، ولله الحمد والمنة([6]).

والله تعالى قد حذرنا من الفتن، فقال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب) ([7])[الأنفال:25].

وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في (تفسيره) (ج2 ص311)؛ في هذه الآية؛ وإن كان المخاطب بها هم صحابة رسول الله r، لكنها عامة لكل مسلم؛ النبي r كان يحذر من الفتن.

وذكر العلامة الآلوسي رحمه الله في (روح المعاني) (ج9 ص254) في هذه الآية: فسرت الفتنة في قوله: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25]، فسرت بأشياء: منها: المداهنة بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومنها: التفرق والإختلاف، ومنها: ترك الإنكار على البدع إذا ظهرت، ومنها: أشياء غير ذلك([8])...ولكل معنى بحسب ما يقتضيه الحال.

يعني: أنه إذا كان الزمان زمان تفرق واختلاف؛ فليحذر بعضنا بعضا بقوله: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25].

يعني: اتقوا تفرقا واختلافا لا يصيب مآله، ولا تصيب نتيجته الذين ظلموا منكم خاصة، وإنما يصيب الجميع، ولا يخص ذلك الأثر –للتفرق والاختلاف مثلا- الظالم وحده([9]).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الفتاوى) (ج1 ص17): (سبب الإجتماع واللفة جمع الدين، والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنا وظاهرا.

وسبب الفرقة: ترك حظ مما أمر العبد به، والبغي بينهم.

ونتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه، ووصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.

ونتيجة الفرقة: عذاب الله، ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول r منهم)([10]).اهـ

قلت: فإن الفتن إذا لم يرع حالها، ولم ينظر إلى نتائجها؛ فإنه سيكون الحال حال سوء في المستقبل، وهذا ظاهر في (شبكة سحاب)، والله المستعان([11]).

قلت: ولهذا كان لزاما علينا أن نأخذ بتلك الضوابط والقواعد التي كان عليها أهل السنة والجماعة([12]).

ومعلوم أن المسلم إذا تصور مسألة ما دون ضابط، ودون قاعدة يرجع إليها؛ فإنه سيذهب عقله إلى أنحاء شتى في تصرفاته أو في عمله، أو في دوعته، أو في مجتمعه، أو في أمته، وهكذا والعياذ بالله.

قلت: فرعاية تلك الضوابط، وتلك القواعد؛ فإنها تعصم المسلم من الفتن، لأنه إذا سار وراء رأيه فيما يجد، أو في الفتن إذا ظهرت، وحللها بعقله، ونظر فيها بنفسه؛ دون رعاية لضوابط وقواعد أهل السنة والجماعة؛ فإنه لا يأمن أن يقع في الفتن، وإذا وقع فيها؛ فإن عاقبته ليست بالحميدة؛ لأنها تتدرج وتتفرع، وربما زادت وزادت، اللهم سلم سلم.

قلت: ومن هنا تعلم حكم الله تعالى، وحكم رسوله r في أحكام الدين بعينها، والله ولي التوفيق.

قلت: ولذلك يجب على المسلم أن يلزم الإنصاف، والعدل في أمره كله.

قال تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى) [الأنعام:152].

وقال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) [المائدة:8].

وقد بينت هذه المسألة بيانا شافيا كافيا؛ من أنه لا بد من العدل في الأقوال، ولا بد من العدل في الحكام([13])، وأن من لم يعدل في قوله، أو لم يعدل في حكمه؛ فإنه لم يتبع الشرع اتباعا يرجو معه النجاة.

قلت: ولذلك تبعثرت الجهود في (شبكة سحاب)، فالثغرات فيها كثيرة، ومواضع الضعف متفرقة ذميمة، فلما كان الأمر بهذا الشأن كان تخبط الفوضويون السحابيون بعثرة للجهود، وإهدارا للاهتمامات، والواقع يشهد أن الحرائق في (شبكة السحاب) أشعلوها عن أيمانهم، وعن شمائلهم([14])، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم([15]).

ضاع الوفاء وضاعت بعده الهمم

                                        والدين ضاع، وضاع المجد والكرم

والجور في الناس لا تخفى معالمه

                                        والعدل من دونه الأستار والظلم

قلت:  وهذه الفوضى في (شبكة سحاب) تعني الفشل في الدعوة إلى الله تعالى، لأن الفوضوي إنما هو واقف في محله، ويتحرك بحركة لا تسمن ولا تغني من جوع.

فجل اعتمادهم في العلم على أفكار ومعلومات ربيع المدخلي في الدعوة من دون علماء أهل السنة والجماعة([16]).

فنناشد السحابية أن يرفضوا التعصب السحابي لأفكار المدخلي، وأن لا ينظروا من ثقب التقليد المظلم له، وأن لا يعرضوا عن باب الكتاب والسنة المضيء.

فما الحزبية التقليدية المقيتة المرفوضة التي حاربها العلماء وطلبة العلم، إلا التقييد لأفهام بأن لا ينظروا إلا بمنظار الشخص، وأن لا يفكروا إلا بعقله، دون إعمال العقل فيما يقوله الشخص، والله المستعان.

ولذلك ترى السحابي إذا نشط جعل مقالات المدخلي أصلا، وأعمل عقله، وفكره لنصرة تلك المقالات، والله المستعان.

قال المقبلي رحمه الله في (العلم الشامخ) (ص235):

فدع قصر فضل الله جهلا عليهم

                                      ولا تغـــــل فيهم، واتركن التحزبــــا

ولا عار إن لم تخترع لك مذهبا

                                      ودر حيــــــــث دار الليـــــل لتجتبـــا

بلا فئة تــــأوي إليـــها ومركـز

                                      سوى الحق من أولى به قلت مرحبا

قلت: ومجال العمل في ميدان الدعوة بين المسلمين وغيرهم واسع جدا، ليس ملكا لأحد، ولا محتكرا من قبل دولة دون دولة، أو حزب دون حزب، أو شبكة دون شبكة، أو جماعة دون جماعة، أو فرد دون فرد، فرويدا رويدا دعاة الدعوة السحابية!!!([17]).

فكل مسئول عن عمله، لا عن عمل غيره.

قال تعالى: (كل نفس بما كسبت رهينة) [المدثر:38].

وقال تعالى: (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا) [الإسراء:13].

فعليك أيها المسلمون بطاعة الله ليلا ونهارا، سرا وجهرا، لا تضيع الأوقات تنصر حزبا على آخر، وتنصر شخصا على آخر... معتقدا أنك في تسبيح، وتهليل، وتكبير، فكل نفس تبعث وما قدمت، ولا يؤاخذ أحد بجريرة غيره([18]).

قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)[الزمر:7].

فتشرب قلبك حب قوم، وكراهة آخرين، ثم تأخذ بقية عمرك في تثبيت ذلك البناء، وهو على شفا جرف هار، وتغر نفسك إنك أردت الله تعالى بذلك، وأنت تعلم خلافه لو أنصفت، فهذه إنما هي حمية العصبية، والعياذ بالله([19]).

والله تعالى قد أمر بالإحسان، فقال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) [البقرة:195].

ونهى عن الإعتداء، فقال تعالى: (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) [البقرة:190].

وهذا الباب من أوسع أبواب الشريعة، فلا قبول لقول من استحسن، أو استدرك، أو ضيق، أو تعصب، أو تحزب([20])، بعد قول الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة:3].

وبألسنة السحابية وأقلامها أعلنوها حربا ضروسا يمارسون عن طريقها الإرهاب الفكري لأتباعهم ومخالفيهم، تهديدا ووعيدا وهجرا وطردا، ورميا بأبشع التهم، فيصاب الأتباع بالرعب مخافة أن يروا مع إخوانهم المسلمين، أو يشاهدوا في مجالسهم وحلقاتهم العلمية، أو ينضموا معهم، يعيشون حيارى تحت وطأة إرهاب الحزب السحابي إن هو خالف المدخلي!!!.

لذلك نرى اتصال كثير من السحابيين بالتنظيم السحابي خوفا لا رضى، فإن لم يتحزب رمي بأنه حدادي، أو خارجي، وألبس ثوب المخالفين، ودفعا لهذا البلاء الآتي على هذا المسلم من شعب المدخلي وأشكاله يمكث وينتظم!!!.

قلت: ونحن نقول في هذا المقام: لن يحول بيننا، وبين كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أحد كائنا من كان، ولن نجلس حيارى في انتظار أن يؤذن لنا حتى نكون من أهل السنة والجماعة!!! ([21])، أو يصدر القول بأننا لسنا على ذلك!!!.

قلت: لن يحول بيننا، وبين كتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، وآثار السلف، وأقوال أهل السنة هذا الإرهاب الفكري المعلن علينا.

إننا إن شاء الله من المعادن الثمينة كالذهب والفضة، لسنا بإمعة ومقلدة([22])، ونحن نوطن أنفسنا على الصبر والعلم والسنة والفقه، وإن ظلمونا الناس.

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية كخيارهم في الإسلام إذا فقهوا) ([23]).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ذكر الدليل على أن الفوضى

في (شبكة سحاب) جعلت السحابيين

ينعدم تمييزهم بين صاحب الخير، وبين صاحب الشر

 

يتفق الجميع على أن للصحبة منافعا كثيرة إذا أحسن المرء اختيار من يصاحب، ولكن مع ذلك كله، ينبغي أن ندرك أن كثرة الأصحاب تعني الخلطة المستمرة، والمجالس العديدة.

والواقع يشهد بأن الناس يختلفون في عقولهم واهتماماتهم، وهذا يعني أن من جالسهم على بساطة في العلم الشرعي، سيعيش معهم كالإناء كل يصب فيه ما يشاء من خير، أو شر!.

قلت: ويتبع ذلك الفوضوية في الصحبة في (شبكة سحاب)، ولقد رأينا خلقا من المتعالمين يجرون على ما اعتاده السحابية في شبكتهم من كثرة القيل والقال، وإضاعة الوقت والمال، وغيبة العلماء وطلبة العلم، ويجرون أحاديث الناس بلا فائدة، وما لا يعني، ويتخلل ذلك الغيبة والنميمة.

حتى جرهم ذلك إلى الفوضوية في الدعة إلى الله تعالى، فتجرعوا المر بسبب صحبة السوء، وتلقوا الويلات من الفوضوية التي يتخبط بها دعاة السحابية، فيها خطط تربوية تنهار، وأعمال تبوء بالفشل، وأخوة إيمانية تنقطع، حتى فرح بذلك المتربصون([24])، ويجدون في تتابع الزلات والضلالات فرحة للشماتة والإزدراء([25]).

حتى ترى الفوضوية في حياة السحابي يتخبط شهورا في زعمه تربية الشباب، فينقطع ويلتقي إلى الشهرة والظهور والكثرة، ثم لا يلبث أن ينتقل إلى مهلكات الضلالات.

قلت: عند ذلك هل ترجى ثمرة يانعة من أشجار انقطعت عنها السقاية، ولم تجد من يرعاها؟!!!([26]).

وسبب ذلك أن السحابية يربون أجيلا على العشوائية الفوضوية بجميع صورها، ولذلك مظاهر كثرة:

1) العشوائية في التربوية المطروحة!!!.

2) العشوائية في تجميع الشباب!!!.

3) العشوائية في الدعوة إلى الله!!!.

4) العشوائية في اختيار المقالات والبحوث، فينقل في (شبكة سحاب) ما هب ودب من المعلومات!!!.

5) العشوائية في نقل الأحاديث والآثار، فتر في (شبكة سحاب) نقل الأحاديث الضعيفة، والآثار الضعيفة!!!.

6) العشوائية في الدورات العلمية على طريقة الحزبيين بلا فائدة تذكر في (الطائف، والدمام) وغير ذلك، لأن مرادهم الكم، لا الكيف.

7) الإهمال الفظيع للتربية العلمية الصحيحة.

8) العشوائية في الأساليب الدعوية.

قلت: ولذلك لا عجب أن ترى حشودا من الشباب يسلكون الفوضوية في (شبكة سحاب) لا يدركون عواقبها، وينفرون من القيود السلفية الصحيحة، فعلى هذا تربوا لسنوات طوال، وهذا النتاج الفوضوي وزره على المفرط الأول، وهو ربيع الفوضوي الذي ضيع الأمانة ولم يرعها حق رعايتها، وهو مسؤول عن ذلك يوم العرض الأكبر فـ(كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته) ([27]).

قلت: فيا ربيع لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.

قال تعالى: ﴿وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولـئك أعتدنا لهم عذابا أليما﴾ [النساء:18].

قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر (ص502): (فالحذر الحذر من عواقب الخطايا، والبدار البدار إلى محوها بالإنابة، فإن لها تأثيرات قبيحة إن أسرعت وإلا اجتمعت وجاءت). اهـ

قلت: ولا تصح التوبة الشرعية إلا بالإخلاص، ومن ترك الذنب لغير الله تعالى لا يكون تائبا اتفاقا.([28])

قال تعالى: ﴿إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولـئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما﴾ [النساء:146].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العبودية (ص140) عن القلب الذي لم يخلص لله: (وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة، فترضيه الكلمة، وتغضبه الكلمة ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل، ويعادي من يذمه ولو بالحق).اهـ

وقد حذر الله تعالى عباده من ذلك في كتابه، ليستعدوا للموت قبل نزوله، بالتوبة والعمل الصالح، فقال تعالى: ﴿وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين﴾ [الزمر:54-56].

وقال تعالى: ﴿حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون* لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها﴾ [المؤمنون:99-100].

وقال تعالى: ﴿وحيل بينهم وبين ما يشتهون﴾ [سبأ:54].

وفسر طائفة من السلف: بأنهم طلبوا التوبة حين حيل بينهم وبينها.([29])

قلت: وقد مات كثير من المصرين على البدع على أقبح أحوالهم، وهم مباشرون للبدع، فكان ذلك خزيا لهم في الدنيا والآخرة.([30])

قال ابن رجب رحمه الله عن قوله: ﴿بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيـئته﴾ [البقرة:81]: (فكأن ذنوبه أحاطت به من جميع جهاته، فلم يبق له مخلص منها، فالخطايا تحيط بصاحبها حتى تهلكه، وقد ضرب النبي r مثل الخطايا التي يتلبس بها العبد بمثل درع ضيقة يلبسها، فتضيق عليه حتى تخنقه، ولا تنفك عنه إلا بعمل الحسنات من توبة، أو غيرها من الأعمال الصالحة...فلا يخلص العبد من ضيق الذنوب عليه وإحاطتها به، إلا بالتوبة والعمل الصالح).([31])اهـ

وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ج2ص448): (والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلوب والجوارح). اهـ

وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ج2ص453): (فأفضل الاستغفار ما اقترن به ترك الإصرار، وهو حينئذ توبة نصوح... وهذا حق، فإن التوبة لا تكون مع الإصرار). اهـ

قلت: وأفضل أوقات التوبة، هو أن يبادر العبد بالتوبة في صحته قبل نزول المرض به حتى يتمكن حينئذ من العمل الصالح والعلم النافع.([32])

قلت: وربيع فيه هذه الخصال من التعمد وغيره، فيظهر في الظاهر قولا، أو فعلا، وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن في الظاهر، ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد في الباطن من إظهار الإرجاء وغيره، فيفرح اتباعه على ما ظهر لهم، فيتوصل في الباطن إلى غرضه السيئ، فتتم له الفائدة الباطلة، وتنفذ له الحيلة بهذا الخداع للناس!!!.

ولذلك يظهر ربيع التنقص من علماء السنه لينفر الناس عنهم من إيذائهم وعداوتهم وغير ذلك من الأمور المذمومة، فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيهم بسبب ديني، أو غيره.([33])

قلت: وكل من عصى الله تعالى بالمعاصي والبدع فهو جاهل وإن ادعى العلم وكل من أطاعه فهو جاهل، وبيانه من وجهين:

أحدهما: أن من كان عالما بالله تعالى وعظمته، وكبريائه، وجلاله، فإنه يهابه ويخشاه، فلا يقع منه العصيان والتبدع.

والثاني: أن من آثر المعصية والبدعة على الطاعة، فإنما حمله على ذلك جهله، خاصة إذا أصر على ذلك اللهم غفرا.([34])

قلت: فتبين بهذا أن إيثار المعصية، أو البدعة إنما يحمل عليه الجهل وإن ادعى العلم والله المستعان.

ومن كان هذا حاله لا يوفق لتوبة صادقة، بل ييسر له عمل السيئات فتتجارى به الأهواء والعياذ بالله.

قلت: وتأخير التوبة في حال الشباب قبيح، ففي حال المشيب أقبح وأقبح.

قلت: وهذا الأمر السيئ فيه فقدان للرشد، والرشد: هو طاعة الله تعالى ورسوله r.([35])

قال تعالى: ﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون﴾ [الحجرات:7].

قال ابن رجب رحمه الله: (والرشد ضد الغي.

قال تعالى: ﴿قد تبين الرشد من الغي﴾ [البقرة:256].

فمن لم يكن رشيدا فهو غاو، وإما ضال، كما قال تعالى: ﴿ما ضل صاحبكم وما غوى﴾ [النجم:2].

فالغاوي: من تعمد خلاف الحق، والضال: من لم يتعمد).([36]) اهـ

وقال البخاري رحمه الله في صحيحه (ج1 ص177): (وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى: ﴿ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون﴾ [آل عمران:135].

قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (ج1 ص177): (فمراده - البخاري - أن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة؛ يخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية، وبالوصول الى النفاق الخالص، وإلى سوء الخاتمة، نعوذ بالله من ذلك، كما يقال: إن المعاصي بريد الكفر... وقد وصف الله اهل النار بالإصرار على الكبائر، فقال تعالى: ﴿وكانوا يصرون على الحنث العظيم﴾ [الواقعة:46].

والمراد بالحنث: الذنب الموقع في الحنث، وهو الإثم). اهـ

وقلت: وكلما أحدث العبد من المخالفات الشرعية خفي عليه بعض دينه عقابا له.

قال ابن رجب رحمه الله في فتح البارري (ج1 ص177): (الذنوب قد تكون سببا لخفاء بعض معرفة ما يحتاج إليه في الدين... فكلما أحدث الناس ذنوبا أوجب ذلك خفاء بعض أمور دينهم عليهم).([37]) اهـ

قلت: والمخطئ التائب بعد أن يخلص في توبته، ويقر بذنوبه نادما عليها، لابد أن يسلك درب الاستقامة على منهج الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.([38])

قال تعالى: ﴿فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير﴾ [هود:112].

فهذا النص يدل على أن الراجع عليه الاعتدال والتوسط في الدين، فلا يفرط، ولا يغالي.

قلت: والمخالفات الشرعية تؤثر على مرتكبها تأثيرا كبيرا من ذلك:

(1) إضعاف الإرادة، فيصبح أسير هواه، وهذا مرض يبتلي به مرتكبها المخالفة، فيقدم هواه على المصلحة الشرعية.

قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي (ص37): (الذنوب تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله). اهـ

(2) صعوبة التخلص من المخالفة، بل تراه يستمر بها ومستخفا بآثارها، وخطرها عليه، فلا يرى أن ما يفعله من المخالفات من الأمور السيئة، لذلك تراه يجاهر أكثر في كل فترة، غافلا عن نهاية السوء التي تنتظره.

(3) الطبع على القلب وتغطيته، وقد أخبر الله تعالى بذلك في قوله تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ [المطففين:14].

والران: هو الذنب تلو الذنب حتى يغلف القلب ويغطيه، حتى يحول بينه وبين التوبة إلى الله تعالى.

قلت: وكيف يفيق ربيع المدخلي وهو واقع في الضلالات، وعنده من يوسوس له ويزين له المخالفات في شبكة سحاب الحزبية، فأنى له أن يتذكر، وهو واقع تحت تأثير هؤلاء اللهم غفرا.

(4) الاضطراب والتناقض في الكلام فهذه المخالفات تجعله قلقا متوتر الأعصاب ذا نفسية مضطربة متناقضة يشعر بالضيق فلا يلتزم في آرائه فتراه يتخبط في دين الله تعالى لانقطاع الصلة بينه وبين منهج الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.

قلت: بل مخالفات ربيع المدخلي لها آثار سيئة، وعواقب وخيمة على أتباعه المتعصبة كما هو ظاهر منهم.

وفيما يلي ذكر لبعض الآثار السيئة والعواقب الوخيمة لأتباع ربيع المدخلي بسبب تعصبهم لضلالاته.

       (1) انقسام أتباعه إلى شيع منخرطة في الأحزاب، وذلك بسبب إعراضهم عن الكتاب والسنة ﴿ وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ [العنكبوت:40].

قلت: وهذا سنة الله تعالى جارية في الكون لكل من ابتعد عن منهج الله تعالى وشرعه، وتعصب لآراء الرجال، إن الله يبتليه بالتفرق والتناحر والاختلاف.

قال تعالى: ﴿ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض﴾ [الأنعام:65].

فترى أتباعه في خصومات ونزاعات، ويتربص بعضهم ببعض في شبكة سحاب وغيرها.

       (2) إصابة أتباعه بالخوف من ترك بعض أتباعهم لهم ونفرتهم منهم لما عرفوا من ضلالات القوم ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف﴾ [البقرة:155].

       (3) تسلط الأعداء على أتباع ربيع لظلمهم للمسلمين، ومحاربتهم في قعر دارهم في (شبكة سحاب) على أنهم كتاب فيها!!!.

قلت: فسلط الله تعالى عليهم عدوا من غيرهم فأحدثوا فيها الفوضى والبلبلة لأتباع ربيع فجعل الله بأسهم بينهم والله المستعان.

       (4) إصابة أتباعه بالفتن: والله تعالى حذر الناس من مخالفة أمره أن يفتنهم.

قال تعالى: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ [النور:63].

قلت: وهذه الفتنة عامة في إصابتها القوم، فتفسد أمور الجماعة ودعوتهم اللهم غفرا.

وكان السلف أبعد الناس عن المخالفات ما دق منها وما عظم.

فعن أنس بن مالك t قال: (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا نعدها على عهد النبي r من الموبقات).([39])

قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (ج11 ص330): (معناه إنكم تعملون أعمالا تحسبونها هينة وهي عظيمة، أو تؤول إلى العظم).اهـ

قلت: بل هؤلاء يفرحون ويتبجحون بأقوال ربيع المخالفة لمنهج السلف ويجاهرون بها في شبكة سحاب الحزبية والله يقول: ﴿لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم﴾ [النساء:148]. والنبي r يقول: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون). [أخرجه البخاري في صحيحه (ج7 ص89) من حديث أبي هريرة t].

قال ابن بطال رحمه الله في شرح صحيح البخاري (ج9 ص263): (وفي المجاهرة بالمعاصي استخفاف بحق الله تعالى، وحق ورسوله وضرب من العناد لهما). اهـ

قلت: فالجهر بالبدعة والمعصية استخفاف بحق الله تعالى، ورسوله r، وبصالحي المؤمنين والله المستعان.

قلت: فما دام هذا حالهم فيجب هجرهم للحذر من شرهم، لأن مما لا شك فيه أن الصديق له تأثير كبير على صديقه في الشر، لكثرة مخالطته، ولشدة ملازمته، ولمعرفة مداخله ومخارجه، ومواضع الضعف فيه.

ومما هو مقرر أن التأثير في الشر أكثر وأسرع من التأثير بالخير، وكم من صديق أوقع صديقه في مزالق الشر، وأورده موارد الهلكة، والكتاب بين لنا عاقبة اتخاذ أصدقاء السوء، وأن هذه الصداقة شؤما على صاحبها لأنه ظالم لنفسه والعياذ بالله.([40])

قال تعالى: ﴿ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا* يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا* لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا﴾ [الفرقان:27-29].

يخبر الله عن ندم المختلط مع الإشرار بدون تثبت فيهم. ([41])

وقال تعالى: ﴿واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة واعلموا أن الله شديد العقاب﴾ [الأنفال:25].

وعن أبي موسى الأشعري عن النبي r: (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة).([42])

قلت: فرفقة السوء تحسن القبيح، وتقبح الحسن، وتجر إلى المخالفات الشرعية والله المستعان.

فرفيق السوء يفسد على المرء دينه، ويخفي على صاحبه عيوبه، ويصله بالأشرار، ويقطعه عن الأخيار.

ثم إن المرء يتأثر بعادات جليسه، فالصاحب ساحب .

فالرجوع إلى الحق متعين على كل مخالف للكتاب والسنة ومنهج السلف، والتمادي في الباطل باطل اللهم غفرا.

ولو أننا أخذنا بدعاوي الرجوع والتوبة عند ربيع المدخلي، بعين الاعتبار لفتحنا من أبواب الفساد ما لا يعلمه إلا الله، لأنه يمكن أن يقول مخالف تراجعت عن كذا، وعن كذا، مع بقاء مخالفات في الاعتقاد، وكذلك في رجوعه لف ودوران فماذا ينفعه هذا الرجوع.

قلت: إن للرجوع علامات واضحة، تظهر من المخطئ، ولو فعل ربيع لظهرت هذه العلامات([43]) لكن هيهات هيهات.

 

فهذا الحق ليس به خفاء

 

فدعني عن بنيات الطريق

 

قال الحسن بن شقيق: (كنا عند ابن مبارك إذ جاءه رجل، فقال له: أنت ذاك الجهمي، قال: إذا خرجت من عندي فلا تعد إلي، قال الرجل: فأنا تائب، قال: لا حتى تظهر من توبتك مثل الذي ظهر من بدعتك).([44])

قلت: وهذا اشتراط السلف في الذي يظهر البدعة، ثم يزعم أنه تائب، فلا بد عليه أن يظهر السنة بمثل ما ظهر من البدعة.([45])

قلت: ولم يفعل ربيع ذلك لأنه اشتغل بمذهب الإرجاء ولم يستطع أن يتخلص منه، فأظلم عليه قلبه، وبقي وقتا طويلا إلى الآن لا يقدر على الاشتغال بشئ آخر والله المستعان.

ذكر الدليل على أن الفوضى

في (شبكة سحاب) جعلت دعوة السحابين فوضوية،

وقد انهارت وفشلت، فلا تغتر بالمظهرية الجوفاء فيها،

فإنها فجر كاذب يبرز ويضمحل

 

ولذلك لا عجب أن ترى حشودا من الشباب الحيارى يسلكون الفوضوية لا يدركون عواقبها، وينفرون من القيود السلفية الصحيحة، فعلى هذا تربوا لسنوات طوال... وعاقبة هذه الفوضوية في المجالات الدعوية، فهي الفشل والإنهيار، فإن مثل هذا العمل لا يقف على أرض صلبة، ولا له احتمال دوام، بل هو الفورة المرتجلةالتي ترتفع ومعها أثقال هبوطها.

قلت: والجماعة إذا كانت مفككة الأوصال مضطربة النظام، ضعيفة العقيدة والمنهج، ضعيفة في إيمانها، فسيكون مصيرها الفناء، أو الهلاك كحال الجماعات الخرى اللهم سلم سلم.

 لذلك فإن المشاركة في أي عمل جماعي، سواء في شبكة من الشبكات، أو في غيرها، كل ذلك لا بد أن يحاط بسياج الانضباط بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله r، ومنهج السلف الصالح، والفوضوي السحابي يضرب بهذه الأصول، ويعيش متفلتا من هذه الأصول والقيود، فلا يأتمر بأمر، ولا ينتهي بنهي، تراه فوضويا في كل شيء فهو:

1) يعيش فوضوية في إصدار الفتاوى.

2) ويعيش فوضوية في إصدار الأحكام العامة والخاصة.

3) ويعيش فوضوية في مقالاته البالية، وبحوثه المبعثرة، وكتاباته المتناثرة.

4) ويعيش فوضوية في أداء واجباته.

5) ويعيش فوضوية في أداء حقوق الناس، فيؤخر السلفي، ويقدم السحابي، لا يتقيد بالشرع في ذلك.

6) ويعيش فوضوية في القيام بصلاحياته، فيتدخل فيما لا يعنيه، ويتطاول على علماء السنة وطلبتهم، وينفذ قرارات المدخلي مع بطلانها.

7) ويعيش فوضوية في مراعاته للمصالح والمفاسد.

8) ويعيش فوضوية في علاقاته الإجتماعية مع الناس مفرط في ذلك، فيهلك الحرث والنسل.

قلت: لذلك فإن المرء ليعجب من السحابيين يتقلبون في مزاجية رهيبة، فما يستحسنونه في يوم يستقبحونه في اليوم الآخر، وما مدحوه بالأمس يذمونه في الغد، وهذه (المزاجية) هي نوع من الفوضوية في التفكير، ولها صور عديدة:

1) الإقبال، وبشدة على شخص قد يكون عالما، أو طالب علم، لا ثناء إلا عليه، ولا مدح إلا له، ثم تنقلب الموازين، فإذا بهذا الشخص أصبح مذموما لا خير فيه عندهم، بل يجب التحذير منه، وهجره، والعياذ بالله.

2) الإقبال، وبحماس على كتب من الكتب الأثرية، ثم نقل هذه الكتب في (شبكة سحاب) أو غيرها، ثم تنقلب الموازين، فإذا بهذا السحابي الفوضوي يشن حربا على هذه الكتب، ويكيل له الإنتقادات، ويقف موقف الخصم لكل من تبناها، وسار عليها، ثم تحذف، والله المستعان.

3) الفوضوية في طرح الفوائد العلمية، فلا رابط بين المواضيع، بل يعيش المستمع في (شبكة سحاب) لحظات حرجة، ويبقى في حيرة أمام هذه المقالات، ويتفكر كيف تكتب بهذا الأسلوب المشين.

قلت: ولذلك أصاب السحابي الفوضوي التشتت الذهني في العلم، الذي بسببه لا يعرف كيف يركز، ذلك أن التشتت يعني عدم القدرة على اتخاذ علم صحيح لحل المعضلات، أوالتخلص من المشكلات، بل إن التشتت في الذهن يجعل صاحبه عاجزا عن القيام بالواجبات المحددة شرعا.

ولذلك يبتلى المرء بالتشتت لعدة أمور:

1) حب الدنيا.

2) حب الشهرة والظهور والبروز.

3) حب الرئاسة.

4) القلق، وغلبة الهموم.

5) الجزع، ونفاذ الصبر.

6) كثرة التفكير.

7) ضعف التربية.

8) التأثر بالجليس الفوضوي.

9) الحماس غير المنضبط.

10)       ضعف الإرادة، واتباع الهوى.

11)       عدم المتابعة والمحاسبة.

12)       التكاسل والتسويف.

13)       الإنفراد بالرأي، وعدم المشورة.

14)       المعاصي، والذنوب.

قلت: فمن كان متقلبا في هذه الأمور، كان فوضويا لا ينضبط في مواقفه العلمية والدعوية، لذلك تراه يبدأ في العمل ثم يتحول عنه، ويتعرف على جماعة ويتحمس لها، ثم يهجرهم ويخاصمهم ثم ينتقل إلى غيرهم، ويقرأ على شيخ ويعده من أعلم الناس، ثم ينقطع عنه بعد حين ويخاصمه، ويشرع في كتب لشيخ ويتحمس لها ثم يتركها، ويهجرها بدون سبب....وهكذا، لا هو مع العير، ولا مع النفير، وهذا سرعان ما يخبوا حماسه([46])، وتقف أنفاسه.

قال الحافظ ابن القيم رحمه الله في (الداء والدواء) (ص108): (وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله، واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غب إضاعتها يوم يقول: (يا ليتني قدمت لحياتي)[الفجر:24]).اهـ

قال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء (ص153): (وللمعاصي([47]) من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله:

فمنها: حرمان العلم([48])، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور...

ومنها: الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير([49]) منهم، فإنه يجد وحشة بينه وبينهم، وكلما قويت تلك الوحشة، بعد منهم ومن مجالستهم، وحرم بركة الإنتفاع بهم، وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن، وتقوى هذه الوحشة حتى تستحكم...

ويالله العجب! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه، وهو لا يعلم ومن أين أتى؟!.

ومنها: ظلمة يجدها في قلبه حقيقة، يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم، فتصير ظلمة المعصية وكذلك البدعة – لقلبه كالظلمة الحسية لبصره؛ فإن الطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة، ازدادت حيرته، حين يقع في البدع والضلالات([50])، والأمور المهلكة وهولا يشعر، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده.

وتقوى هذه الظلمة حين تظهر في العين، ثم تقوى حين تعلو الوجه وتصير سوادا فيه يراه كل أحد).([51]) اهـ           

قلت: والبدعة تجر البدعة، فالبدع تزرع أمثالها، ويولد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها، وهذا من العقوبة([52]) والعياذ بالله.

قال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء (ص160): (ولا يزال يألف المعاصي- وكذلك البدع - ويحبها ويؤثرها، من يرسل الله عليه الشياطين([53])، فتؤزه إليها أزا)!!!؟. اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج8 ص425): (فالبدع تكون أولها شبرا ثم تكثر في الأتباع، حتى تصير ذراعا وأميالا وفراسخ).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج13 ص67): (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن، وما تهوى الأنفس، فإن كان ممن يعتقد ما قاله، وله فيه حجة يستدل به، كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، كاحتجاجهم بقياس فاسد، أو نقل كاذب، أو خطاب ألقي إليهم اعتقدوا أنه من الله، وكان من إلقاء الشيطان.([54])

وهذه الثلاثة هي عمدة من يخالف السنه بما يراه حجة ودليلا، أما أن يحتج بأدلة عقلية ويظنها برهانا وأدلة قطعية، وتكون شبهات فاسدة مركبة من ألفاظ مجملة، ومعان متشابهة لم يميز بين حقها وباطلها، كما يوجد مثل ذلك في جميع ما يحتج به من خالف الكتاب والسنه، إنما يركب حججه من ألفاظ متشابهة، فإذا وقع الاستفسار والتفصيل تبين الحق والباطل). اهـ  

قلت: والتأويل أخطر سلاح استعمله أهل الإرجاء في تقرير أصولهم الفاسدة، وأهم ما يعتمدون عليه في الإستدلال على مقولاتهم الفاسدة فتنبه لهذا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج17 ص415):
(أهل البدع([55]) يتأولون النصوص بتأويلات تخالف مراد الله ورسوله، ويدعون أن هذا التأويل الذي يعلمه الراسخون، وهم مبطلون في ذلك). اهـ

وقال الشاطبي رحمه الله في الإعتصام (ج1 ص134): (فصاحب البدعة -من الإرجاء وغيره– لما غلب عليه الهوى مع الجهل بطريقة السنه –من مسائل الإيمان وغيرها– توهم أن ما ظهر له بعقله هو الطريق القويم دون غيره، فمضى عليه فعاد بسببه عن الطريق المستقيم، فهو ضال من حيث ظن إنه راكب للجادة، كالمار بالليل على الجادة وليس له دليل يهديه، يوشك أن يضل عنها فيقع في متابعة، وإن كان بزعمه يتحرى قصدها، فالمبتدع من هذه الأمة إنما ضل  في أدلتها حيث أخذ مأخذ الهوى والشهوة لا مأخذ الإنقياد تحت أحكام الله، وهذا هو الفرق بين المبتدع وغيره، لأن المبتدع جعل الهوى أول مطالبه، وأخذ الأدلة بالتبع). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (ج5 ص383): (وأصل وقوع أهل الضلال في مثل هذا التحريف، الإعراض عن فهم كتاب الله تعالى، كما فهمه الصحابة والتابعون، ومعارضة ما دل عليه بما ينقاضه، وهذا هو من أعظم المحادة لله ولرسوله، ولكن على وجه النفاق والخداع). اهـ

فالأعراض عن آثار السلف، وتفسيرهم للنصوص الشرعية وتقريراتهم للدين، اتباع لغير سبيل المؤمنين، وإعراض عن الهدى، وإتباع للأهواء، ومفارقة للحق وأهله، وهو سمة عامة لسائر أهل البدع والأهواء.([56])([57]) 

قال الشاطبي رحمه الله في الإعتصام(ج1 ص169)- في دعاة البدع-: (وأما الداعي إذا دعا إليها فمظنه الأقتداء أقوى وأظهر، ولا سيما المبتدع اللسن الفصيح الآخذ بمجامع القلوب، إذا أخذ في الترغيب والترهيب، أدلى بشبهته الى تداخل القلوب بزخرفها).([58]) اهـ  

قلت: وهذا من أعظم الأمراض، وأقربها إلى الهلاك.

فالعبد لا يزال يرتكب البدعة حتى تهون عليه صغرها في قلبه، وذلك علامة الهلاك، فإن البدعة كلما صغرت في عين العبد، عظمت عند الله
تعالى([59]) اللهم سلم سلم.

وقد ذكر البخاري في صحيحه(6308) في كتاب الدعوات، باب التوبة عن ابن مسعود t أنه قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطار).

قلت: والقلب يصدأ من البدعة، فإذا زاد غلب الصدأ حتى يصير رانا، ثم يغلب حتى يصير طبعا وقفلا وختما، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة، انتكس، فحينئذ يتولاه عدوه([60]) ويسوقه حيث أراد اللهم سلم سلم.

قال تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ [المطففين:14].

قلت: فلما كثرت بدعهم ومعاصيهم، أحاطت بقلوبهم والعياذ بالله.

وفي ذلك يقول حذيفة t: (كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيكم سمع النبي r يذكر الفتنة أن تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم.

فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك، قال حذيفة: سمعت رسول الله r يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، إلا من أشرب من هواه).([61])

قلت: فالبدع تفسد العقل وتذهب بنوره وتورث الطبع في القلب.([62])

فعن أبي هريرة t عن رسول الله r قال: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران([63]) الذي ذكره الله ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾).([64])

وعن حذيفة بن اليمان t قال: (إن الفتنة لتعرض على القلوب؛ فأي قلب أشربها نقط على قلبه نقط سود، وأي قلب أنكرها نقط على قلبه نقطة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر؛ فإن رأى حراما ما كان يراه حلالا، أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته).([65])

قلت: وقد أنكر ربيع أشياء في الجديد، وقد كان يأمر بها في القديم، فقد أصابته الفتنة بلا شك والله المستعان.

قال أبو الأسود:

يا أيها الرجل المعلم غيره

 

 

هلا لنفسك كان ذا التعليم

أتراك تلقح بالرشاد عقولنا

 

 

صفة وأنت من الرشاد عديم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

 

 

عار عليك إذا فعلت عظيم

إبدأ بنفسك فانهها عن غيها

 

 

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك ينفع إن وعظت وتقتدى

 

 

بالقول منك وينفع التعليم([66])

 

وقال أبو العتاهية:

يا واعظ الناس قد أصبحت متهما

 

 

إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها([67])

 

وقال أبو العتاهية:

وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى

 

 

وريح الخطايا من ثيابك يسطع([68])

 

قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (ج1 ص246): (أن كل راسخ لا يبتدع أبدا، وإنما يقع الابتداع ممن لم يتمكن من العلم الذي ابتدع فيه... فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء). اهـ

قلت: والبدعة تذهب بالحياء، الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير.

فعن عمران بن حصين  t عن النبي r قال: (الحياء خير كله).([69])

وعن أبي مسعود t عن النبي r قال: (إن مم أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت).([70])

قلت: فمعلوم أن البدع تعمي بصيرة القلب، فلا يدرك الحق كما ينبغي، وتضعف قوته وعزيمته، فلا يصبر عليه، بل قد تتوارد على القلب حين ينعكس إدراكه، فيدرك الباطل حقا، والحق باطلا اللهم غفرا.

فالدعاوى والقول بلا حجة أوسع من المشرق إلى المغرب، يمكن كل مبطل أن يقول في خصمه ما شاء، إن لم يمنعه مانع، أو يزعه وازع من سنة، أو قرآن، أو رهبة وسلطان، وإذا خلا الرجل من ذلك وخلع ربقة الحياء والدين ليصنع ما شاء.

قال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رحمه الله في إتمام المنة والنعمة (ص21): (وإلا فمجرد الدعوى لا يفيد ولا يجدي، ولو فتح هذا الباب وأعطي الناس بدعواهم، لذهبت أحكام هذه الشريعة، وادعى كل مخالف ما ينصر دعواه). اهـ

قلت: فهذا الرجل مولع بمسبة أهل السنة، وعيبهم وتجهيلهم، كل ذلك من أجل أن يظهر باطله في قالب الحق!!!.



[1]) قلت: وإذا رأيت كتاب (شبكة سحاب) ومقالاتهم الشنيعة، وقد جانبت الحكمة، والنتيجة الطيبة، وعدم تطابق أقوالهم مع أفعالهم، تعلم صدق ما قلناه.

[2]) قلت: فهذا هو الفشل الذريع، فالفوضى في الدعوة تعني الفشل، والله المستعان.

[3]) فتعوذوا بالله من الفتن؛ فإنه لا خير في فتنة أبدا إذا أصابت قوما، والعياذ بالله.

[4]) قلت: ووقوع الجماعة السحابية في الفتن، هذا يدل على جهلهم بالدعوة الصحيحة، فافهم لهذا ترشد.

 

[5]) أخرجه البخاري في (صحيحه) (6652)، ومسلم في (صحيحه) (157).

[6]) قلت: ومن وقع في الفتن بعد تحذير النبي r منها، فهذا هو المفرط المهمل في دينه ونفسه، والعياذ بالله.

[7]) لمن خالف أمره، وكذا من أقر من انتهك محارمه.

    انظر: (روح المعاني) للآلوسي (ج9 ص256).

[8]) لذلك فإن للقول والعمل في الفتن ضوابط؛ فليس كل مقال يبدوا لك حسنا تظهره، وليس كل فعل يبدوا لك حسنا تفعله؛ لأن الفتنة قولك فيها يترتب عليه أشياء، ولأن الفتنة عملك فيها يترتب عليه أشياء.

[9]) ولهذا؛ فإننا في هذا المقام أحببنا أن نذكر بهذا الأمر، لأننا نرى دعوة سلفية راشدة بإذن الله في البلدان، التي هي القائمة بشأن التوحيد، والقائمة بدعوة التوحيد في هذا الزمان.

فكان لزاما أن نذكر هؤلاء، وأن نذكر أنفسنا جميعا، بلزوم الاعتناء بالعلم النافع، والعمل الصالح، والتعاون في ذلك مع علماء أهل السنة، وبلزوم الاعتناء بعقيدة السلف والسنة جملة وتفصيلا.

[10]) فبهذا نعلم أنه لا بد من رعاية الضوابط، ورعاية القواعد التي بينها أهل السنة والجماعة.

[11]) قلت: فالضوابط لا بد أن ترعى؛ فإن الضوابط بها يعصم المرء نفسه من الوقوع في فتن الأفراد والجماعات اللهم سلم سلم.

فالضابط في كل أمر لابد من معرفته، حتى يتسنى لك –أيها المسلم- أن تعصم نفسك من أن تنساق، أو تسوق نفسك إلى مالم تعلم عاقبته الحميدة، أو مالم تعلم ما يؤول إليه ذلك الأمر من مصلحة، أو مفسدة.

ولهذا؛ كان لزاما علينا أن نأخذ بتلك الضوابط والقواعد التي كان عليها أهل السنة والجماعة.

[12]) لهذا؛ لن يزيغ بصرنا، ولن تزيغ قلوبنا، إذا أخذنا بما عملوا به، وبما أخذوا به من الأدلة، وبما ساروا فيه بالسيرة العلمية.

وهذا من رحمة الله تعالى بنا: أنه لم يتركنا دون قدوة نقتدي بها؛ فعلماء السنة هم الذين يرجع إليهم في فهمهم، وفي رايهم، وفي كلامهم؛ لأنهم علموا من الشرع، وعلموا من قواعده الكلية، ومن ضوابطه المرعية: ما يعصم من الفتن، والاختلاف، والهلاك، والخطأ، والزلل، والفرقة، والانفلات.

فمن سار خلف علماء السنة، فطوبى له في سيره، فإنه لن يندم بعد ذلك أبدا.

[13]) لأن أهل السنة والجماعة لهم موازين قسط يزنون بها الأمور، ويزنون بها الأفكار، ويزنون بها الأحوال، ويزنون بها الدعوات المختلفة.

وهذه الموازين، إذا التبست على المسلم: كيف يزن بها؟

فالمرجع علماء السنة؛ فإنهم هم الذين يزنون بالموازين الصحيحه، وهم الذين يقيمون بالتقييم الصحيح، وهم الذين يحكمون بالحكم الشرعي الصحيح.

[14]) فعليهم أن يسارعوا لبذل الجهود العظيمة لحل ما تسبب من مشاكل، وليطفئوا تلك الفتن التي أشعلها ربيع الفوضوي، ونائبه الظفيري الفوضوي في (شبكة سحاب).

[15]) أليس هناك رجل رشيد.

[16]) فهل يعقل بعد ذلك أن تفوز الدعوة السحابية بنجاح حقيقي (ما لكم كيف تحكمون) [القلم:36].

قلت: وسنة الله الجارية الربانية على أهل الفوضى في الدوة الفشل، لأن العمل المنظم المتقن يتطور ويرتقي، والعمل الفوضوي يتدهور وينهري!!!.

          من غرس الحنظل لا يرتجي

                                            أن يجني السكر من غرسته

[17]) واعلموا أيها السحابيون أن من عدل ربنا تبارك وتعالى أنه لا يحاسب الناس جماعات وأحزابا، بل يخاطب كل فرد لوحده في معزل عن حزبه وطائفته.

قال تعالى: (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) [مريم:93].

وقال تعالى: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) [الأنعام:94].

فلا تقول أيها السحابي كنت عن هذا غافل!!!.

[18]) وانظر: (الطليعة في براءة أهل السنة) لأبي عمر العتيبي (ص14).

[19]) وانظر: (العلم الشامخ) للمقبلي (ص253).

[20]) فظهرت العصبية في (شبكة سحاب)، فأثمرت التعصب السحابي لأفكار ربيع، وبسبب ذلك ظهرت الطرق السحابية الفكرية، وتفرقت، واختلفت لاختلاف أربابها اللهم سلم سلم.

فقاموا بتحزيب أتباعهم، وعقدوا الولاء والبراء على (الدعوة السحابية)، فمن كان سحابيا فهو القريب، ولو كان مخلا بكثير من شعائر الإسلام، ومن لم يكن سحابيا فهو البعيد، ولو كان أتقى أهل زمانه، والله المستعان.

[21]) ولا يعرف أن معتقد أهل السنة والجماعة صكوكه في حوزة المدخلي أو أشكاله يعطيها من شاء، ويمنعها من شاء.

[22]) أما من كان من المسلمين إمعة، مقلدا، متعصبا، حاله من حال الحزب، جاعلا دينه تابعا لغيره من الرجال، فليس من أحد ذي عقل على صحبته بحريص.

[23]) أخرجه مسلم في (صحيحه) (2638).

[24]) لأنهم يظنون أن هؤلاء من السلفيين، فيشمتون على السلفيين بناء على ذلك، ودعاة السلفية في غنى عن ذلك.

[25]) والفوضى ما كانت في شيء إلا أفسدته!!!.

[26]) وهذا بسبب أن السحابية ما وقر في نفوسهم اعتقدوه، وما تبين لهم من طرق سلكوها، فهم قادة أنفسهم، لا يبالون إن وافقت أعمالهم الأصول السلفية الصحيحة أم خالفوها منفردين، أولئك أبعد الناس عن الوصول إلى ثمرة أصول الدعوة السلفية الصحيحة، ومن حرم الأصول حرم الوصول.

[27]) والله تعالى أمرهم أتن يتعاونوا مع علماء السنة وطلبتهم وأتباعهم، ومن كان معهم من عموم المسلمين، وأن يتركوا هذه الفوضى، وهي التعاون على الإثم والعدوان، فقال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة:2].

([28]) انظر: (فتح الباري) لابن حجر (ج11 ص103). 

([29]) انظر: (تفسير) ابن رجب (ج1 ص304). 

([30]) قلت: وهذا يقع للمصرين على البدع.

أتأمن أيها المبتدع جهلا

 

بأن تفجأك في البدعة المنـية

فتضحي عبرة للناس طرا

 

وتلقى الله من شر البريــة

 

([31]) شرح حديث: (لبيك اللهم لبيك) (ص110).

([32]) وانظر: (تفسير) ابن رجب (ج1 ص299).

([33]) قلت: مثل أن يكون قد رد قولا ضعيفا من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظم ذلك العالم، أن فلانا يبغض هذا العالم ويذمه ويطعن عليه فيغر بذلك كل من يعظمه ... وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين، وإظهار ما لا يحل له كتمانه من العلم.

     قلت: فيظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه، وغرضه الفاسد في قالب النصح، والذب عن علماء السنه، ويمثل هذه المكيدة كان ظلم ربيع المدخلي لأهل السنه، فيستميل الشباب إليه وينفر قلوبهم عن علماء السنه!!!.

([34]) وانظر: (تفسير) ابن رجب (ج1 ص297).

([35]) وانظر: (تفسير) ابن رجب (ج2 ص221).

([36]) انظر: (تفسير) ابن رجب (ج2 ص221).

([37]) قلت: وخفاء المنهج الصحيح على ربيع فهو من ارتكابه المنهج الباطل من المعاصي والبدع من الكذب والغش والخديعة والإرجاء وغير ذلك كما هو ظاهر.

([38]) وانظر: (روح المعاني) للآلوسي (ج28 ص158)، و(تفسير القرآن العظيم) لابن كثير (ج4 ص191)، و(مدارج السالكين) لابن القيم (ج1 ص309).

([39]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج7 ص187).

([40]) وانظر: (تفسير) الآلوسي (ج16 ص134)، و(طريق الهجرتين) لابن القيم (ص175).

([41]) وانظر: (تفسير) ابن كثير (ج3 ص317).

([42]) أخرجه مسلم في (صحيحه) (ج2 ص446).

([43]) وربيع ما زال يكتب في الإرجاء وغيره ولا يريد الرجوع عنه مع علمه بمخالفة علماء أهل السنة والجماعة، فينطبق عليهم وعلى ما كتبوه وحكموا به قول الله تعالى: ﴿إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا﴾ [النساء:59].

([44]) ذكره ابن بطة في (الإبانة الصغرى) (ص165).

([45]) وهل فعل ربيع هذا الشرط حتى تقبل توبته المزعومة، بل مع اعترافه ببعض أخطائه، فما زال يطعن في أهل السنة الذين بينوا له ذلك، بل ويماطل ويراوغ في توبته عن بعض أخطائه والله المستعان.

[46]) قلت: لأنه يتحمس بعواطف غير مؤصلة على الكتاب والسنة، فلا ينضبط في حياته، بل يرتع في فوضوية لا يقر له قرار يقذفه الحماس غير المنضبط يمنة، ويسرة، فهو كما قال الأول:

يمانيا إن لاقيت ذا يمن

                             وإن لاقيت معدا فعدنان.

قلت: فهو لا يدري لماذا يسير؟!!!، ولا يدري كيف يسير؟!!!، والجهل بهذين الأمرين مصيبة، وأي مصيبة.

إن كنت لا تدري فتلك مصيبة

                                   وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.

 ([47]) وممكن عنده علم فيحرم نوره والعياذ بالله.

([48]) وهذه الوحشة حصلت لربيع الآن بينه وبين علماء الحرمين فلم يجالسهم، ولم ينتفع منهم، فبعد من حزب الرحمن، وقرب من حزب الشيطان فاستحكمت الوحشة منه بينه وبين أهل السنه.

      قلت: وكان ذلك بسب اتباع الظن، والميل إلى الهوى، وهذا من التوهم !.

      قال تعالى: ﴿ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل﴾ [المائدة:77].

      قال الشاطبي رحمه الله في الإعتصام(ج2 ص268): (فكذلك صاحب الهوى إذا ضل قلبه، وأشرب حبه، لا تعمل فيه الموعظة، ولا يقبل البرهان، ولا يكترث بمن خالفه!!!). اهـ

      قلت: وهذا ظاهر في ربيع والعياذ بالله.

([49]) كـ (علماء أهل السنة والجماعة).

([50]) كما وقع ربيع في بدع الإرجاء، وضلالات في الأصول، والأمور المهلكة وهو لا يشعر اللهم سلم سلم.

([51]) وهذا ظاهر من ربيع فتراه دائما في غضب، بل دائما في ثورة، وعينه محمرة، ومن كتاباته تعلم ذلك والله المستعان.

      قلت: فالبدع سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، وحمرة في العين اللهم سلم سلم.

([52]) فإن من عقوبة البدعة، البدعة بعدها والعياذ بالله.

([53]) قلت: فإذا رأيت ربيعا الآن وزيارة الخصوم له تعرف هذا جيدا اللهم غفرا.

([54]) قال ابن بطة رحمه الله في (الإبانة الكبرى) (ج1 ص390): (اعلموا إخواني أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنه والجماعة، واضطرهم إلى البدعة والشناعة، وفتح باب البلية على أفئدتهم، وحجب نور الحق عن بصيرتهم، فوجدت ذلك من وجهين:

     أحدهما: البحث والتنقير، وكثرة السؤال عما لا يغني ولا يضر العاقل جهله، ولا ينفع المؤمن فهمه.

     والآخر: مجالسة من لا تؤمن فتنته، وتفسد القلوب صحبته). اهـ

     قلت: يا أخي هذه موعظة بليغة فانتصح بها حفظك الله.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الصفدية (ج1 ص293): (وإنما جماع الشر تفريط في حق، أو تعدي الى باطل، وهو تقصير في السنه، أو دخول في البدعة). اهـ

([55]) قلت: وربيع فضل طريقة الخلف المرجئة على طريقة السلف في مسائل الإيمان، فجمع بين الجهل بطريقة السلف، والكذب عليهم، وبين الجهل والضلالة لتصويب طريقة الخلف المرجئة والله المستعان.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية (ج1 ص88): (والإنسان قد يعتقد صحة قضية من القضايا وهي فاسدة، فيحتاج أن يعتقد لوازمها، فتكثر اعتقاداته الفاسدة). اهـ

     وقال الشاطبي رحمه الله في الإعتصام (ج1 ص145): (أن كل راسخ لا يبتدع أبدا، وإنما يقع الإبتداع فيمن لم يتمكن من العلم الذي ابتدع فيه). اهـ

([56]) وانظر: (الفتاوى) لابن تيمية (ج22 ص357)، و(الإعتصام)  للشاطبي (ج2 ص268).

([57]) والمتأمل لحال أهل الأهواء يجد أنهم يتميزون بالتكلف في الدعوة إلى أهوائهم، ونشرها وطلب كثرة الإتباع والمؤيدين، وهذا من تزيين أهوائهم لهم، ومن خذلان الله لهم، وشبكة سحاب الحزبية أكبر دليل والله المستعان.

     قال تعالى: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون﴾ [فاطر:8].

([58]) فاحذر مقالات ربيع الأرجائية أن تدخل قلبك فتفسده اللهم غفرا.

([59]) قلت: والبدعة تغيب عقل العبد، لأن للعقل نورا،والبدعة تطفئ نور العقل ولابد، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص ولابد، فلا يميز بعد ذلك بين الحق والباطل اللهم غفرا. وهذا ظاهر، فإنه لو حضره عقله لحجزه عن البدعة والله المستعان.

([60]) من المميعة المتسترين المتلونين الذين دخلوا على ربيع بألوان مختلفة فصرعوه أرضا، وساقوه حيث أرادوا اللهم غفرا.

([61]) أخرجه البخاري في (صحيحه) (ج13 ص148)، ومسلم في (صحيحه) (ج1 ص128).

([62]) فالبدع لها آثار وخيمة على العبد في دينه ودنياه وآخرته والله المستعان.

     قلت: أيها الناس فمن ابتدع في دين الله تعالى فاعدوه من الأموات!!!.

([63]) الران: ظلمة وجهل يقوم بالقلب يحول بين العبد وبين معرفة الحق.

([64]) حديث حسن.

      أخرجه الترمذي في سننه (ج5 ص343) وابن ماجه في سننه (ج2 ص1418) وأحمد في المسند (ج2 ص297) والحاكم في المستدرك (ج2 ص567) من طريق ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة من به.

     قلت: وهذا سنده حسن، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي (ج3 ص127).

     وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح).

([65]) أثر صحيح.

     أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (130) وابن أبي شيبة في المصنف (ج15 ص88) والحاكم في المستدرك (ج4 ص467) والداني في السنن الواردة في الفتن (26) وأبو نعيم في حلية الأولياء (ج1 ص272) بإسناد صحيح.

([66]) انظر: (تحريم النظر في كتب الكلام) لابن قدامة (ص67).

([67]) انظر: المصدر السابق (ص68).

([68]) انظر: المصدر السابق (ص68).

([69]) أخرجه البخاري في صحيحه (ج10 ص521) ومسلم في صحيحه (ج1 ص64).

([70]) أخرجه البخاري في صحيحه (3483).

     قلت: أيها المسلم الكريم إذا تفهمت هذا الأمر أدركت بأن ربيعا لا يستحي وهو يدافع عن باطله مع علمه بخطئه، كل ذلك بسبب وقوعه في البدع التي تذهب الحياء من القلوب والعياذ بالله.

     قلت: وهذا على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح، فإنه يصنع ما شاء من البدع والمعاصي، إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء يردعه عن البدع والمعاصي، فإنه يواقعها والله المستعان.

والبدع تخرج صاحبها من دائرة السنه، فلا يصلح للإمامة في الدين، بل يصلح للإمامة في الضلالة فافطن لهذا.

    قال تعالى: ﴿وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون﴾ [القصص:41].


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan