الرئيسية / سلسلة الانتصار على المبتدعة / تلاطم البحار لإغراق عبد الرحمن بن عبد الخالق لطعنه في العلماء الكبار
تلاطم البحار لإغراق عبد الرحمن بن عبد الخالق لطعنه في العلماء الكبار
|
تلاطم البحار
لإغراق
عبد الرحمن بن عبد الخالق لطعنه في العلماء الكبار
دراسة أثرية منهجية علمية لكشف مطاعن عبد الرحمن بن عبد الخالق في العلماء الأبرار، خاصة في هيئة كبار العلماء، برئاسة الشيخ ابن باز بعدما استفحل هذا الظلم واشتد فيه، ورافقه غلو وعجب بنفسه، وهذا من أعظم خبث في قلبه أن يكون في قلب هذا الرجل غل لخيار المؤمنين، وأولياء الله تعالى بعد النبيين: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) [الحجرات: 6].
تأليف
العلامة المحدث
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
إلماعة
عبد الرحمن بن عبد الخالق!
جسدك قد عزم على الرحيل من هذا الدنيا، ولم يبق له؛ إلا القليل، فتب إلى الله تعالى، وأعلن بتوبتك أمام الملأ من منهجك الباطل جملة وتفصيلا، لتختم بالحسنى، فالعمل بالختام، فاغتنم من الدنيا ما بقي.
فمن ألم فراقها تئن، على ما فرطت في جنب الله تعالى، وماذا ينفع المفرط في الدنيا بكاؤه، وقد عظمت فيها مصيبته، وجل عزاؤه.
فكم نصح هذا المسكين؛ فما قبل النصح، وكم دعي إلى المصالحة؛ فما أجاب إلى الصلح، وكم شاهد من الواصلين فيه، وهو متباعد، ومعاند، وكم مرت به زمر السائرين وهو متكبر وقاعد، حتى إذا ضاق به الوقت، وحاق به المقت، ندم على التفريط حين لا ينفع الندم:
فــنــفــســك لــم، ولا تــلـــم الــمـــطـــايـــا |
|
|
ومـــت كــمـــدا، فــلــيــس لــك اعـتذار |
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
جوهرة نادرة
في أن: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» في فرقته أنتن من جيفة حمار؛ لفتنته وفجوره وجهله واغتيابه للعلماء([1])
عن الإمام مكحول / قال: (إنه لا يأتي على الناس ما يوعدون حتى يكون عالمهم فيهم أنتن من جيفة حمار!).([2])
وعن الإمام سفيان الثوري / قال: (تعوذوا بالله من فتنة العابد الجاهل، وفتنة العالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون).([3])
وقال العلامة الشيخ ابن باز / في «الفتاوى» (ج8 ص120): (فإن القلوب الخالية من العلوم النافعة تتقبل كل شيء، ويعلق بها كل باطل؛ إلا من رحم الله). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
التراثيون يجعلون عبد الرحمن بن عبد الخالق إمامهم، ويأخذون بقوله في الدين، ويردون قول الله تعالى، وقول رسوله، وأقوال السلف والعلماء
قال الإمام السجزي / في «رسالته لأهل زبيد» (ص194): (وإن زماننا يقبل فيه قول من يرد على الله سبحانه، وعلى الرسول r، ويخالف العقل، ويعد مع ذلك إماما، لزمان صعب، والله المستعان). اهـ
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (ج25 ص535): (لا تأخذك العاطفة، فالعاطفة إن لم تكن مبنية على العقل، والشرع صارت عاصفة، تعصف بك، وتطيح بك في الهاوية). اهـ
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن- الصافات» (ص192): (على الإنسان ألا يغتر بنفسه، ولا يعجب بعقيدته، بل عليه أن يسأل الله تعالى دائما الثبات على الأمر؛ لأن القلب يعتريه شبهات، ويعتريه به شهوات، فأحيانا يكون الإنسان مؤمنا حقا، ثم يلغي الشيطان في قلبه شبهة، فيعمى، ويضل). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على الحجة أن: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» لا يمكن أن يتوب ويرجع عن ضلاله القديم والجديد لما في قلبه من الكبر والعجب في نفسه، لأنه صاحب هوى في الدين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص343): (القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «عدة الصابرين» (ص197): (التفاخر بالعلم أسوأ حالا عند الله تعالى من التفاخر بالمال والجاه). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية /: (ويل للجاهل إذا لم يقبل –يعني: الحق).([4])
وقال العلامة الشيخ ابن باز / في «الفتاوى» (ج2 ص149): (وكل من أعرض عن القرآن والسنة، فهو متابع لهواه عاص لمولاه، مستحق للمقت والعقوبة).اهـ
وقال العلامة الشيخ ابن باز /: (وأما كثير من الناس، فهو مع الحق إذا وافق الهوى، وضده إذا خالف الهوى، فهو في الحقيقة ما اتبع إلا هواه). اهـ
وقال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج1 ص246): (أن كل راسخ لا يبتدع أبدا، وإنما يقع الابتداع ممن لم يتمكن من العلم الذي ابتدع فيه، حسبما دل عليه الحديث، ويأتي تقريره بحول الله، فإنما يؤتى الناس من قبل جهالهم الذين يحسبون أنهم علماء!). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الاستقامة» (ج1 ص5): (من دان دينا لم يأمر الله تعالى، ورسوله r به، فهو مبتدع بذلك). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص297): (من علامة الشقاوة نسيان عيوب النفس، والتفرغ لعيوب الناس). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «اقتضاء الصراط المستقيم» (ج1 ص542): (ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج7 ص215): (ولا سبيل إلى اتباعه r على الكمال إلا بدراسة سنته، والعناية بها مع العناية بكتاب الله عز وجل). اهـ
وقال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص54): (من سمع الحق فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبرين على الله، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشيطان). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (أما الذي يطلب الحق؛ فإنه لا ينظر إلى فلان وعلان، ينظر إلى الحق أينما وجده أخذه).([5]) اهـ
وقال العلامة الشيخ ابن باز / في «الفتاوى» (ج1 ص343): (عليك أن تأخذ بالحق، وأن تتبع الحق إذا ظهر دليله، ولو خالف فلانا، وعليك أن لا تتعصب، وتقلد تقليدا أعمى). اهـ
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين /: (الذي لا يقبل الحق إلا إذا وافق هواه، ويرده إذا خالف هواه هذا مطفف، وهو أعظم من تطفيف الكيل، والوزن، والذرع).([6]) اهـ
وقال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج3 ص245): (فإذا رأيتم أحدا شأنه أبدا الجدال في المسائل مع كل أحد من أهل العلم، ثم لا يرجع ولا يرعوي، فاعلموا أنه زائغ القلب متبع للمتشابه فاحذروه). اهـ
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (ج5 ص90): (لأهل البدع علامات منها: أنهم يتعصبون لآرائهم([7])، فلا يرجعون إلى الحق، وإن تبين لهم). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (فالذي يتبع هواه لا يمكن أن تقنعه أبدا؛ لأنه لا يريد الحق، ولو تناطحت الجبال بين يديه لا يقبل).([8]) اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
المقدمة
ذكر الدليل
على ذم «عبد الرحمن بن عبد الخالق القطبي» لاغتيابه العلماء، والوقيعة في أعراضهم باسم النصيحة في الدين!
إن من المعلوم أن العلماء ورثة الأنبياء، وأن الله تعالى رفع شأنهم، فوصفهم في كتابه؛ بقوله تعالى: ]أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب[ [الزمر: 9].
ووصفهم؛ بقوله تعالى: ]يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير[ [المجادلة: 11].
قلت: فكيف يأتي من هو منحط في دينه وخلقه، أجوف صفر من العلم الشرعي([9])؛ ينتقد –بكل جرأة وبلا حياء ولا خجل- العلماء الكبار ويذمهم.
والذين أفنوا أعمارهم في سبيل طلب العلم الشرعي، وجاهدوا أنفسهم، وأرغموها لتحصيل العلم النافع، وصبروا على تحمل مشقة الطريق إلى العلم، وعلى ما أصابهم في الوصول إليه من الجوع، والعطش، والتعب، وغير ذلك.
قلت: فقد كان من منن الله تعالى على هذه الأمة أن تكفل لها بحفظ كتابه، وصيانة وحيه أن تمتد إليه يد بتحريف، أو بتبديل، أو زيادة، أو نقصان.([10])
ولقد يعلم الباحثون أن مضمار هذا الحفظ تهيأ له صفوة من الرجال، وثلة من الأفذاذ، أقبلوا على ما اختارهم الله تعالى له بنفوس رضية، وهمم فتية، وعزائم قوية، مبتغين الوسيلة إلى الخطوة برضا ربه، والفوز بأعلى عليين فأفنوا أعمارهم، وأضنوا لياليهم وأيامهم، وما برحوا يعملون، ويجدون فيما يعملون حتى مضوا عن هذه الدار مذكورين بلسان الصدق في الآخرين، تاركين من خلفهم علما رفيع القدر، شريف الذكر، جليل الأثر عظيم الخطر ذلك هو علم أصول الحديث.([11])
قلت: إن اغتياب العلماء الربانيين، والتطاول عليهم، وتسليط الألسنة عليهم، والتقول عليهم؛ أصبح اليوم آفة من آفات المبتدعة في هذا الزمان.([12])
واستمع على سبيل المثال لبعض أقوال العلماء في حفظ مكانة العالم، ورفع شأنه، وإن أخطأ في بعض المسائل، لأن خطأه هذا لا يبرر لمن بعده الكلام فيه، والوقيعة في عرضه، والتأله على الله تعالى فيما بينه وبين ربه سبحانه.
بل يجب حفظ مكانة أهل الفضل والعلم، وصيانة عرضه من الوقوع فيه، والتأدب مع العلماء واحترامهم وتوقيرهم.
قال الإمام ابن المبارك /: (من استخف بالعلماء ذهبت آخرته).([13])
وقال الإمام سهل بن عبد الله التستري /: (لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإذا عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم).([14])
وعن زياد / قال: (من استخف بالسلطان أفسد دنياه، ومن استخف بالعالم أفسد دينه).([15])
وقال الإمام الطحاوي / في «عقيدته» (ج2 ص748): (وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى الكبرى» (ج6 ص93): (أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور([16])، بل مأجور لا يجوز أن يتبع فيها مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين). اهـ
قلت: فالطعن والوقيعة في علماء أهل السنة والجماعة من سيما أهل البدع وعلاماتهم الكبرى، التي من تلبس بها عرف حاله، وانكشفت أحواله، وإن تستر بألف ستار في الدين!.
قال الإمام أبو حاتم الرازي /: (علامة أهل البدع؛ الوقيعة في أهل الأثر).([17])
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة، وأن يتقبل مني هذا الجهد، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه، ورعايته إنه نعم المولى، ونعم النصير.
وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
أبو عبد الرحمن
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على طعن: «عبدالرحمن بن عبدالخالق» في علماء الأمة([18])، والسخرية منهم، ورميهم بأبشع الألفاظ، وقد علم الداني والقاصي، أنه هو الذي يستحق هذه الألفاظ لجهله بالدين مطلقا، وقد تبين له في مر الدهور أن العلماء هم الذين فهموا الإسلام على أصوله، وقواعده في المنهج، والدعوة، والتربية، والأصول، والأحكام، وهم: أعلم الناس بفقه الواقع، وأنهم برهنوا للناس أنهم على مستوى العصر في جميع ما ثبت في الدين والدنيا معا، وأنهم كشفوا للبلدان الإسلامية في العالم ما يخطط له الأعداء في الداخل والخارج، وقد أبدوا نصحهم للناس في العالم على التفصيل
وقد شهد بذلك الداني والقاصي: ]فهل من مدكر [ [القمر: 15]
فمن عجيب أمر هذا المدعي أنه كثير المناقضة لنفسه، يقع فيما ينهى الآخرين عنه، ويتصف بما يذم الآخرين بتلبسه.
ومن معايبه([19]) لمزه وغمزه لمن يخالفه من العلماء، بالسخرية بهم، واحتقارهم، وتهجمه عليهم في كتبه الغثاء!. ([20])
وإليك الدليل:
قال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «خطوط رئيسية» (ص86)؛ وهو يطعن في علماء الأمة: (واليوم للأسف نملك شيوخا يفهمون قشور الإسلام على مستوى عصور قديمة([21])... ولا نريد هذا الطابور من علماء المحنطين).اهـ
وقوله: (يفهمون قشور الإسلام على مستوى عصور قديمة)، هذا قول الأعداء من الزنادقة، والملاحدة([22])، وغيرهم في الخارج، والداخل، الذين يطلقون على أحكام الإسلام على أنها من: «قشور»، و«أساطير». ([23])
وقد أخذ: «عبدالرحمن بن عبدالخالق» ذلك من الأعداء، وإلا لا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ«القشور»([24])، وأن هذا التقسيم ابتدعه: «عبدالرحمن بن عبدالخالق»، وهو محدث، ودخيل على الفهم الصحيح للكتاب، والسنة، ولم يعرفه سلفنا الصالح الذين كل خير، ونجاة في اتباعهم، واقتفاء آثارهم: ]إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان[ [النجم: 33].
وقال عبد الرحمن بن عبد الخالق: (من أكبر قضايا التقليد في: «السلفية»؛ التقليد في العقائد؛ بمعنى: أنا نفهم المشاكل التي وقع فيها الناس قديما، لا نفهم غيرها، ونطبقها في الوقت الحاضر؛ مثال: إذا تذهب إلى السعودية لا تجد قبرا، ونادرا تجد من يدعو غير الله عز وجل، مع ذلك تجد طائفة العلماء لا يحسنون العقيدة؛ إلا ما تكلم به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهي قضايا توحيد الألوهية، والنهي عن عبادة القبور، والتوسل بها.
مع العلم أن البيئة، والقرى التي يتكلمون فيها بهذا الكلام لا تجد فيها إنسان يقول بمثل هذا، لكن نشأت أفكار جديدة؛ مثل: الإلحاد، والتشكيك في الدين.
لكنهم –يعني: العلماء- في عماء تام، وجهل تام، عن هذه المشكلات الجديدة: إذا هذه السلفية التقليدية لا تساوي شيئا!) ([25]).اهـ
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «خطوط رئيسية» (ص101): (فعلماؤنا الفضلاء الذين لا يدرون شيئا عن الجمعيات([26]) السرية للأعداء...).اهـ
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «مشروعية العمل الجماعي» (ص27): (أقول لو أن الذين أفتوا بحرمة الجماعة، والتجمع وأزالوا عن أعينهم غشاوة الجهل... على ما أقدموا عليه من الفتوى الباطلة، والقول الجزاف).اهـ
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «خطوط رئيسية» (ص77 و78)؛ عن العلامة الشنقيطي /: (لقد كان يدرس لنا التفسير، وأصول الفقه عالم جليل هو بحق عالم... ولكن هذا الرجل لم يكن على شيء من مستوى عصره([27])، فما كان يدرك جواب شبهة([28]): يوردها عدو من أعداء الله... لقد كان هذا الرجل الذي لم تقع عيني على أعلم منه بكتاب الله مكتبة متنقلة: ولكنها طبعة قديمة تحتاج إلى تنقيح وتصحيح([29])... هذا مثال، وكان يدرس من غيره عشرات في علوم الشريعة على هذا المستوى جهلا بالحياة([30])، وعلما بالدين).اهـ
قلت: والتاريخ الصحيح: يضرب المتمرد عليه في تفضيل النفاية على النقاوة بيد قاسية، تخفق لطماتها في الآفاق فتجلله على عار الأبد، فالتاريخ من ورائه محيط، وعلى مغامزه شهيد.
وفي كل هذا تدليل على مكنون يقينه، ومرمى اعتقاده، فلا جرم إذ دفع قلمه ينقر بشوكته في هذا المهيع، فدس مولود انتصاره في صفوف القراء للسنة المشرفة وعلومها. ([31])
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «خطوط رئيسية» (ص86)؛ عن السلفيين شرفهم الله: (وتعظيمنا لأمر الخلاف لسببين: أولهما: أنه يخالف بين القلوب –ولا شك- مهما كان يسيرا.
وثانيا: أنه يكبر ويتأصل... وفي فتنة التكفير، والتجهيل، والتقبيح التي يتراشق بها المقلدون المتعصبون، والسلفيون المتطرفون) ([32]).اهـ
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق: (وللأسف أن بعض الدعاة إلى الله قد لا يمارس من أساليب الدعوة؛ إلا مجرد نشر كتاب، أو إلقاء درس، ويظن أنه سيخرج اليهود... فهم مع ذلك ثرثارون([33]) متشدقون([34])... ولكنهم يغطون قعودهم بتلك الثرثرة الفارغة) ([35]).اهـ
قلت: هكذا يعتدي اعتداء سافرا لكل من كان سلفيا على اعتقاد أهل الحديث.
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «خطوط رئيسية» (ص73): (أن يقتصدوا جدا في تعليم الطلاب آداب الحاجة، وشروط المياه، ومذاهب العلماء؛ فيمن قال لزوجته: «أنت طالق مرتين إلا واحدة»!، هل تطلق ثلاثا، أم تكون طالقة مرة واحدة؟!؛ كفانا إغراقا في النوم، وسعيا في الفوضى، وعماية وجهالة! ([36])، وألغوا تعليم أبواب: «الحيض»، و«النفاس» في الجامعات عن الذكور، وعلموها للإناث وكفى؟!، ما قيمة عالم لا يستطيع الرد على ملحد: يزعم أن قطع اليد في السرقة وحشية... وما قيمة عالم بالشريعة: يزعم أن السياسة ليست من الدين([37])... وما قيمة عالم بالشريعة لو دعي إلى نداء الجهاد، وحمل السلاح([38])؛ يقول: ليس هذا من شأن رجال الشريعة، إننا نستطيع فقط الفتوى في الحلال والحرام، والحيض، والنفاس، والطلاق!، إننا نريد علماء على مستوى العصر!) ([39]).اهـ
قلت: فهذا مدره طعن، فوق سهامه بالطعن في علماء الأمة، وهو منفلت العنان ذرب اللسان، يهتك الحرمات، فيلغ في أعراض الأبرياء، وينتقص منارات الهدى، كل هذا لتكثير سواد مزاعمه: لسواد مشاربه في أمراض متنوعة: من التقليد الأعمى له، ولأفكاره الفاسدة. ([40])
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «مشروعية العمل الجماعي» (ص5): (وبعد، فإني استمعت إلى بعض الأخوة من طلاب العلم والعلماء، وكذلك بعض من ينتسب إلى العلم، ويدعيه وليس لذلك: أن الجهاد الجماعي لا يجوز إلا للإمام العام... وإن جماعات الدعوة الإسلامية! التي قامت في العالم... أنها جماعات فرقة، وتفرقة، وأن قيامها غير جائز، وبالتالي عملها غير مشروع... ولما رأيت أن كثيرا من أبناء المسلمين، وشبابهم؛ قد خدع بهذه الفتوى الباطلة، والقول الجزاف الذي لا يستند إلى علم، ولا عقل).اهـ
وقال عبدالرحمن بن عبدالخالق في «مشروعية العمل الجماعي» (ص6): (وكثير من العلماء، وطلاب العلم، وللأسف يفتون بفتاوى يظنونها لكل جيل وقبيل، وزمان ومكان) ([41]).اهـ
إلى آخر هذه الألفاظ القاسية، وحملاته المسعورة على الدعوة السلفية، وعلماء هذه الأمة المنصورة، وبخاصة لعلماء المملكة العربية السعودية الذين لهم الفضل بعد الله تعالى في تبصير الأمة بأمور دينها على المنهج الحق الذي لا إفراط فيه، ولا تفريط، ولهم الفضل بعد الله تعالى على: «عبدالرحمن بن عبدالخالق»؛ السياسي؛ بوجه خاص، اللهم غفرا.
وهذه نماذج من أقواله الخطيرة، وحملته على المنهج السلفي الأثري، وعلمائه أهل الحديث والأثر؛ اللهم سلم سلم.
* فعبدالرحمن بن عبدالخالق يعتبر مبتدعا من أهل البدع؛ لأنه يقع في أهل الحديث والأثر مع تأصيله منهجا مبتدعا، ودعوته إليه ليلا ونهارا؛ حتى تمكنت في قلبه الشبهات، والآراء، والأفكار، التي تخالف تعاليم الإسلام الصحيح، وهذا ظاهر من كتبه، وأشرطته، لا ينكر ذلك إلا مكابر. ([42])
قال الإمام أبو حاتم /: (علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). ([43])
وقال الإمام قتيبة بن سعيد /: (إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث فإنه على السنة، ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع). ([44])
وقال الإمام أحمد بن سنان القطان /: (ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه). ([45])
قلت: فليتق الله هؤلاء المرجفون، ولينتهوا عن صد الناس عن سبيل الله تعالى؛ خدمة لأحزابهم، وترويجا لأفكارهم الفاسدة؛ بمثل هذه الشبه الواهية بسبب أهوائهم.
وأكثر فساد الناس في الدعوة؛ إنما هو من جراء اتباع الهوى، وتقديم العقل على النقل.
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (هذا الكلام في العلماء، وتجريح الناس، وأن هذا من الجرح والتعديل، فهذا لا يجوز في العوام فكيف بالعلماء!).([46]) اهـ
قلت: إذا هكذا جاء في كتب عبد الرحمن بن عبد الخالق الذي يعلن فيها بالطعن في العلماء، فأكثرها فيها الطعن، والغمز، واللمز في علماء السنة؛ منهم: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني، والشيخ مقبل الوادعي، والشيخ الفوزان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الجامي، وغيرهم.
قلت: والله تعالى توعد الذين يلمزون العلماء والمسلمين بالعقاب.
فقال تعالى: ]ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب (78) الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم [ [التوبة: 78، 79].
وقال تعالى: ]ويل لكل همزة لمزة[ [الهمزة: 1].
قلت: ففي هذه الآية يتوعد الله تعالى للذي يزدري بالناس، ويتنقص بهم، ويطعن عليهم من خلفهم!.([47])
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله تعالى: ]ويل لكل همزة لمزة[ [الهمزة: 1] قال: (طعان مغتاب).([48])
وعن قتادة / قال: في قوله تعالى: ]ويل لكل همزة[ [الهمزة: 1] قال: (يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه، ويأكل لحوم الناس، ويطعن عليهم).([49])
قلت: فهذه الآيات فيها الوعيد الشديد «لعبد الرحمن بن عبد الخالق»([50])، لأكله للحوم العلماء بغير ضمير، ولا وزاع ديني، اللهم غفرا.
قال الحافظ ابن عساكر / في «تبيين كذب المفتري» (ص28): (واعلم يا أخي وفقنا الله، وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه، ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور، والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم). اهـ
قلت: فغيبة العلماء، وطلبة العلم أعظم من غيبة غيرهم من الناس، فافطن لهذا.([51])
قلت: فمن أطلق لسانه في العلماء بالثلب فيهم، بلاه الله تعالى قبل موته؛ بموت القلب، فلا يشعر بما يقول من الباطل في العلماء، اللهم سلم سلم.
قال الإمام ابن باز /: (الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي، وألا يتكلم إلا عن بصيرة).([52]) اهـ
وقال الحافظ الذهبي /؛ في ترجمة: «الإمام المروزي» في «السير» (ج14 ص40): (ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفورا له، قمنا عليه، وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج11 ص43): (ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثنى عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى). اهـ
قلت: والفقه في الدين من أعظم المنازل، وأسماها وأعلاها، وأي علم أفضل من العلم الذي يعرف به المرء كيف يعبد ربه على أكمل وجه في الحياة الدنيا.([53])
والله تعالى إذا أراد بالمرء خيرا دله على طريق الفقه في الدين.
فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)؛ أي: يجعله فقيها في الدين.
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص39)، و(ج13 ص217)، وفي «الأدب المفرد» (666)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص718 و719)، و(ج2 ص1524)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص92 و93 و96 و98 و99 و101)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص73)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص284)، وفي «مصابيح السنة» (ج1 ص166)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج2 ص278 و280)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (ص252)، وفي «القضاء والقدر» (496)، وفي «الأسماء والصفات» (ص194)، وابن قاسم في «الموطأ» (ص543)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص219)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص329 و344 و348 و367)، وفي «المعجم الأوسط» (ج2 ص259)، وفي «مسند الشاميين» (ج2 ص142 و154 و160)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص20)، وفي «التمهيد» (ج23 ص79)، والجوزقاني في «الأباطيل والمناكير» (ج1 ص90)، والنسائي في «مسند حديث مالك» (ج32 ص133-تهذيب الكمال)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج2 ص71)، والآجري في «أخلاق العلماء» (25)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص5 و7 و8)، وفي «الموضح» (ج2 ص337)، وفي «المتفق والمفترق» (1782)، والشحامي في «زوائده على عوالي مالك» (ص234)، والحمامي في «حديثه» (ص80)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص616)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج11 ص236 و237)، ومالك في «الموطأ» (ج2 ص900)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (ج1 ص225)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (ج1 ص379)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج9 ص306)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص174 و175)، وفي «جامع المسانيد» (ج7 ص155 و156)، وفي «الحدائق» (ج2 ص515)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص80)، وأبو يعلى في «المسند» (ج13 ص371)، ووكيع في «الزهد» (230)، والحدثاني في «الموطأ» (ص536)، وابن أبي عاصم في «السنة» (385)، و(386)، وأبو أحمد الحاكم في «عوالي مالك» (ص65 و66)، والفريابي في «القدر» (180)، والسراج في «المسند» (850)، و(851)، وابن منده في «التوحيد» (331)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج32 ص133) من طرق عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما به.
قلت: ومعناه: أن من لم يتفقه في الدين ما أراد الله تعالى به خيرا([54])، والله المستعان.
قال العلامة الشيخ ابن باز / في «العلم» (ص13): (فهذا يدل على فضل العلم، وأن من علامات الخير، والسعادة، ومن علامات التوفيق.
وأن الله تعالى إذا أراد بالعبد خيرا أن يفقهه في دينه، وأن يتبصر في ذلك، حتى يعرف الحق من الباطل، والهدى من الضلال، وحتى يعرف ربه بأسمائه وصفاته، وعظيم حقه، وحتى يعرف النهاية لأولياء الله ولأعدائه!). اهــ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج20 ص212): (وقد ثبت في الصحيح عن النبي r أنه قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)؛ ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا؛ فيكون التفقه في الدين فرضا، والتفقه في الدين: معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية؛ فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص60): (في الصحيحين من حديث معاوية t قال: سمعت رسول الله r يقول: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)؛ وهذا يدل على أن من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا؛ كما أن من أراد به خيرا فقهه في دينه، ومن فقهه في دينه فقد أراد به خيرا إذا أريد بالفقه العلم المستلزم للعمل.
وأما إن أريد به مجرد العلم فلا يدل على أن من فقه في الدين فقد أريد به خيرا، فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لإرادة الخير، وعلى الأول يكون موجبا). اهـ
قلت: فقد أراد الله تعالى بهم خيرا، وميزهم بالخيرية حين فقهوا في الدين.
وهذا من أكبر نعم الله علينا أن حفظ هذا الدين برجاله المخلصين، وهم العلماء العاملون الذين كانوا أعلاما يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم، وأقطابا تدور عليهم معارف الأمة، وأنوارا تتجلى بهم غياهب الظلمة، فهم السياج المتين الذي حال بين الدين وأعدائه، والنور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم، وأمناؤهم على دينهم، وهم شهداء الله في أرضه، فليس في الأمة كمثلهم ناصحا مخلصا، يعلمون أحكام الله، ويعظمون عباد الله، ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح، فهم القادة حقا، وهم الزعماء المصلحون، وهم أهل الخشية ]إنما يخشى الله من عباده العلماء[ [فاطر: 28]؛ لهذا وغيره كان على الأمة أن تعرف حقهم، وتدعوا لهم وتقوم بما يجب لهم، ومن ذلك نشر علمهم بين الأمة حتى يستفيد العام والخاص منه.([55])
قلت: فالحمد لله الذي خص أهل الفقه بمزيد الامتنان، وفضلهم على غيرهم في سائر الأزمان، لما وضحوا الفقه أعظم توضيح، وبينوه أفضل بيان.
قال الإمام الآجري / في «أخلاق العلماء» (ص3): (فإن الله عز وجل، وتقدست أسماؤه، اختص من خلقه من أحب، فهداهم للإيمان، ثم اختص من سائر المؤمنين من أحب، فتفضل عليهم، فعلمهم الكتاب والحكمة وفقههم في الدين، وعلمهم التأويل وفضلهم على سائر المؤمنين، وذلك في كل زمان وأوان.
رفعهم بالعلم، وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، والضار من النافع، والحسن من القبيح.
فضلهم عظيم، وخطرهم جزيل، ورثة الأنبياء، وقرة عين الأولياء.
الحيتان في البحار لهم تستغفر، والملائكة بأجنحتها لهم تخضع، والعلماء في القيامة بعد الأنبياء تشفع، مجالسهم تفيد الحكمة، وبأعمالهم ينزجر أهل الغفلة.
هم أفضل من العباد، وأعلى درجة من الزهاد، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، يذكرون الغافل، ويعلمون الجاهل، لا يتوقع لهم بائقة، ولا يخاف منهم غائلة.
بحسن تأديبهم يتنازع المطيعون، وبجميل موعظتهم يرجع المقصرون.
جميع الخلق إلى علمهم محتاج، والصحيح على من خالف بقولهم محجاج.
الطاعة لهم من جميع الخلق واجبة، والمعصية لهم محرمة.
من أطاعهم رشد، ومن عصاهم عند.
ما ورد على إمام المسلمين من أمر اشتبه عليه، حتى وقف فيه فبقول العلماء يعمل، وعن رأيهم يصدر، وما ورد على أمراء المسلمين من حكم لا علم لهم به فبقولهم يعملون، وعن رأيهم يصدرون.
وما أشكل على قضاة المسلمين من حكم، فبقول العلماء يحكمون، وعليه يعولون، فهم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة.
هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ.
مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا). اهـ
قلت: وهذا الكلام يحمل بشائر عظيمة للعلماء، ويبين ما لهم من القدر الجليل، والمقام النبيل، وهذا يدل على فضل العلم والعلماء.
قال تعالى: ]شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم[ [آل عمران: 18].
فقد أشهد الله عز وجل أهل العلم على أجل مشهود وهو توحيده، وهذا يدل على فضل العلم والعلماء، وأن في ضمنه هذا تزكيتم وتعديلهم، وأن العلماء في جملتهم عدول.([56])
قال الحافظ البيهقي في «شعب الإيمان» (ج5 ص323): (فقرن اسم العلماء باسم الملائكة كما قرن اسم الملائكة باسمه، وكما وجب الفضل للملائكة بما أكرمهم به، فكذلك يجب الفضل للعلماء بما أكرمهم به من مثله). اهـ
وقال الإمام القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج4 ص41): (في هذه الآية دليل على فضل العلم، وشرف العلماء وفضلهم، فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته؛ كما قرن اسم العلماء). اهـ
وقال الإمام ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» (ج1 ص219): (استشهد سبحانه بأولي العلم على أجل مشهود عليه وهو توحيده ... وهذا يدل على فضل العلم وأهله).([57]) اهـ
وعن الإمام مالك بن أنس / قال: في قوله تعالى: ]نرفع درجات من نشاء[ [الأنعام: 83] . قال: (بالعلم).([58])
وعن ابن جريج / قال: في قوله تعالى: ]يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات[ [المجادلة: 11]؛ يقول: (الذين أوتوا العلم يرفعهم فوق الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم).([59])
قلت: فتوقير العلماء وطلبة العلم، وتقديرهم واحترامهم من السنة ... لذلك يجب إجلال العالم وطالب العلم لعلمهما، ولما يحفظا من القرآن والسنة ... فاحذر من الاستهزاء بالعلماء، وطلبة العلم، والطعن فيهم، واحذر من غيبتهم ... وغيبة العلماء، وطلبة العلم أعظم من غيبة غيرهم من الناس. ([60])
فعن أبي هريرة t، أن رسول الله r، قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج3 ص2001)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص329)، وابن حبان في «المجروحين» (ج1 ص16)، والخطيب في «الكفاية» (ص35)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص329)، وابن أبي الدنيا في «الغيبة» (ص69)، وفي «الصمت» (ص134)، والدارمي في «المسند» (ج2 ص299)، وأبو داود في «سننه» (ج5 ص191)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص406)، وابن جرير في «تفسيره» (ج26 ص136)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج8 ص387)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج10 ص247)، وفي «شعب الإيمان» (ج12 ص111)، وفي «الآداب» (ص110)، والبغوي في «شرح السنة» (ج13 ص138) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة t به.
قال العلامة الشيخ صديق حسن خان في «إكليل الكرامة» (ص325): (واعلم أن من أقبح أنواع الظلم ما يرجع إلى الأعراض من غيبة، أو نميمة، أو شتم، أو قذف).اهـ
وقال الحافظ ابن كثير في «تفسيره» (ج6 ص381): (والغيبة محرمة بالإجماع، ولا يستثنى من ذلك إلا ما رجحت مصلحته، كما في الجرح والتعديل والنصيحة). اهـ
وقال الإمام القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج16 ص337): (لا خلاف أن الغيبة من الكبائر، وأن من اغتاب أحدا عليه أن يتوب إلى الله عز وجل).اهـ
قلت: والإجماع على أن الغيبة من الكبائر، وأنه يجب التوبة منها إلى الله تعالى.
ولم يدر هؤلاء الجهلة أن اغتياب العلماء وطلبة العلم، والتفكه بأعراض المؤمنين، سم قاتل وداء دفين، وإثم واضح مبين ... فإذا سمع المنصف هذه الآيات والأحاديث والآثار، وكلام المحققين من أهل العلم والبصائر، وعلم أنه موقوف بين يدي الله تعالى، ومسؤول عما يقول، ويعمل، وقف عند حده، واكتفى به عن غيره ... وأما من غلب عليه الجهل والهوى، وأعجب برأيه، فلا حيلة فيه نسأل الله أن ينتقم منه!، أنه ولي ذلك، والقادر عليه: ]ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون[ [السجدة: 22].
وقال تعالى: ]فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون[ [السجدة: 30].
قال الحافظ ابن عساكر / في «تبيين كذب المفتري» (ص28): (واعلم يا أخي وفقنا الله، وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه، ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم، والتناول لأعراضهم بالزور، والافتراء مرتع وخيم، والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم). اهـ
ونقل الحافظ الذهبي في «السير» (ج17 ص51)؛ عن أبي عبد الرحمن السلمي قوله: (من قال لأستاذه لم؟ لا يفلح أبدا) ... بلى هنا مريدون أثقال أنكاد، يعترضون ولا يقتدون، ويقولون ولا يعملون، فهؤلاء لا يفلحون)([61]). اهـ
قلت: فلا نعبأ بقول: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» في العلماء، وطلبة العلم لعداوته السائدة: ]إن ربك لبالمرصاد[ [الفجر: 14].
قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز في «العلم وأخلاق أهله» (ص20): (فطالب العلم له شأن عظيم، وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز في «أهمية العلم» (ص34): (ويعلم حقا أن طالب العلم في الحقيقة هو الذي يميز الحق من الباطل، بأدلته الظاهرة، وبراهينه الساطعة، ويقرأ كتب الأئمة المهتدين، ويأخذ منها ما وافق الحق، ويترك ما ظهر بطلانه، وعدم موافقته للحق). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى» (ج22 ص252): (فالواجب على كل مؤمن موالاة المؤمنين، وعلماء المؤمنين وأن يقصد الحق ويتبعه حيث وجده).اهـ
وعن عبد الله بن عمرو t عن النبي r قال: (من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، فليس منا).([62])
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج5 ص233)، والبخاري في «الأدب المفرد» (ص130)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص222)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص62)، وابن طولون في «الأربعين في فضل الرحمة والراحمين» (ص37)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج7 ص457 و458) من طرق عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن عبيد الله بن عامر([63]) عن عبد الله بن عمرو t به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج5 ص230).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح.
وأخرجه الترمذي في «سننه» (ج4 ص322)، والبخاري في «الأدب المفرد» (ص130)، وابن طولون في «الأربعين» (ص44) من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به، وفيه: (ويوقر كبيرنا).
قلت: وسنده حسن.
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قال الترمذي في «السنن» (ج4 ص422): (قال بعض أهل العلم: معنى قول النبي r: «ليس منا»؛ يقول: ليس من سنتنا، ليس من أدبنا ... قال سفيان الثوري: «ليس من ملتنا»). اهـ
وله شاهد:
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (ص130) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة t، أن رسول الله r قال: (من لم يرحم صغيرنا، ويجل كبيرنا، فليس منا).
قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج5 ص231).
وله شاهد آخر:
أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (ج7 ص458)، والبخاري في «الأدب المفرد» (ص129)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص178) من طريق عبد الله بن وهب أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: (من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا فليس منا).
قلت: وهذا سنده حسن.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قلت: والعالم يدخل في قوله r: (كبيرنا)، وطالب العلم يدخل في قوله r: (صغيرنا).
قال الحافظ المنذري / في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص44): (الترغيب في إكرام العلماء وإجلالهم وتوقيرهم، والترهيب من إضاعتهم وعدم المبالاة بهم).اهـ
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا،
وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين،
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
إلماعة عبد الرحمن بن عبد الخالق!............................................... |
5 |
2) |
جوهرة نادرة في أن: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» في فرقته أنتن من جيفة حمار؛ لفتنته وفجوره وجهله واغتيابه للعلماء.......................... |
6 |
3) |
التراثيون يجعلون عبد الرحمن بن عبد الخالق إمامهم، ويأخذون بقوله في الدين، ويردون قول الله تعالى، وقول رسوله، وأقوال السلف والعلماء...................................................................................... |
7 |
4) |
ذكر الدليل على الحجة أن: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» لا يمكن أن يتوب ويرجع عن ضلاله القديم والجديد لما في قلبه من الكبر والعجب في نفسه، لأنه صاحب هوى في الدين........................................................................................................ |
8 |
5) |
المقدمة..................................................................................................... |
12 |
6) |
ذكر الدليل على طعن: «عبد الرحمن بن عبدالخالق» في علماء الأمة، والسخرية منهم، ورميهم بأبشع الألفاظ، وقد علم الداني والقاصي، أنه هو الذي يستحق هذه الألفاظ لجهله بالدين مطلقا، وقد تبين له في مر الدهور أن العلماء هم الذين فهموا الإسلام على أصوله، وقواعده في المنهج، والدعوة، والتربية، والأصول، والأحكام، وهم: أعلم الناس بفقه الواقع، وأنهم برهنوا للناس أنهم على مستوى العصر في جميع ما ثبت في الدين والدنيا معا، وأنهم كشفوا للبلدان الإسلامية في العالم ما يخطط له الأعداء في الداخل والخارج، وقد أبدوا نصحهم للناس في العالم على التفصيل وقد شهد بذلك الداني والقاصي.................................................................................................. |
16 |
([1]) وانظر: «وجوب التثبت في الأخبار واحترام العلماء وبيان مكانتهم في الأمة» للشيخ الفوزان (ص44 و45).
أخرجه الآجري في «أخلاق العلماء» (ص73)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص181).
وإسناده صحيح.
أخرجه نعيم بن حماد في «زوائد الزهد» (ص75)، والآجري في «أخلاق العلماء» (ص73).
وإسناده صحيح.
([7]) وهذا التعصب في عبد الرحمن بن عبد الخالق واضح، فإنه يتعصب لآرائه الباطلة، فلا يرجع عنها إلى الحق، وإن تبين له!.
([12]) فلا تكاد تجد مجلسا لــ«فرقة التراثية» إلا ويغتابون عالما من علماء الأمة المشهود لهم بالصلاح، والتقى، وسلامة المنهج، وخدمة العلم ونشره، خاصة للشيخ مقبل الوادعي، والشيخ محمد الجامي، وغيرهما.
وقد عد الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج2 ص285)؛ بعض الكبائر؛ فجعل منها: الوقيعة في أعراض العلماء، وحملة القرآن.
([13]) نقله عنه الذهبي في «السير» (ج8 ص405).
قلت: بلا شك أن: «عبد الرحمن بن عبد الخالق» ذهبت آخرته بسبب استخفافه للعلماء مثل: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني، وغيرهم.
([16]) قلت: والخطأ من العالم واقع لا محالة، وهو فيه مأجور، ولكن لا يجوز أن يتخذ خطأ العلماء مبررا في الوقيعة فيهم، والكلام في أعراضهم؛ بل المنهج الصحيح في ذلك ما ذكره أهل العلم من وجوب حفظ مكانة العالم ومنزلته، مع عدم إقراره على الخطأ واتباعه فيه.
أخرجه الصابوني في «عقيدة السلف» (ص304)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص179).
وإسناده صحيح.
([18]) ومعلوم أنه يريد بهذا الطعن خيار عباد الله تعالى من علماء الإسلام في هذا العصر، من أمثال: «الشيخ ابن باز»، و«الشيخ ابن عثيمين»، و«الشيخ الألباني»، و«الشيخ الفوزان»، وعلماء نجد، وغيرهم.
وهذا والله إلا صنع من تجردت نفسه من الأدب، والحياء مع علماء الأمة.
فعن ميمون بن مهران / قال: (لقد أدركت من كنت أستحي أن أتكلم عنده)، يعني: من العلماء.
أثر صحيح
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص88)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص345)، والدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (ج5 ص213).
وإسناده صحيح.
أرى كل إنسان يرى عيب غيره
ويعمى عن العيب الذي هو فيه!.
قال الإمام الشافعي / في «الرسالة» (ص41): (وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه، لكان الإمساك أولى به، وأقرب إلى السلامة له، إن شاء الله تعالى).اهـ
([21]) هكذا يطعن: «عبدالرحمن بن عبدالخالق» في علماء الإسلام: بالعصرية، وفقه الواقع، ولم يشفع لهم عنده تبحرهم في العلوم الإسلامية، ويرى أن هذه العلوم مهما تعمقوا فيها؛ فلا يستطيعون بزعمه؛ أن يردوا أدنى شبهة، فهم لا يساوون شيئا عنده، وعلومهم قشور على حد زعمه، وعقيدتهم تقليدية لا تساوي شيئا، وهم من العلماء المحنطين!، هذا قليل من كثير من طعنه في العلماء، والسخرية بهم في عدد من كتبه بناء على هذا الأصل الفاسد: «العصرية، وفقه الواقع»!، نعوذ بالله من الجهل المركب!.
([22]) فأين قولك، بأنك تعرف مداخل الأعداء على الإسلام، وأنت تنشر أباطيلهم بين المسلمين، وهذا يدل على جهلك بمداخل الأعداء، وأن هذه المداخل لا يعرفها إلا العلماء: ]وما يعقلها إلا العالمون[ [العنكبوت: 43].
([24]) وهذا استهزاء بالدين، وسوف يحاسب عليه يوم القيامة.
قال تعالى: ]وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين[ [البقرة: 14-16].
([26]) ولله الحمد، فقد أعان الله تعالى العلماء وطلبتهم لكشف الجمعيات السرية للأعداء، وتنظيماتهم السرية لجمعيات الكفرة في الخارج، ولجمعيات المتحزبة في الداخل، وناصحوا الناس في ذلك في كتبهم، وأشرطتهم، وإعلامهم، وغير ذلك، لقوله تعالى: ]لتبيننه للناس ولا تكتمونه[ [آل عمران].
فبينوا للناس هذا الأصل: محتسبين لله تعالى، مخلصين له أعمالهم، ولا يمنعهم من بيانه تلك الشبهات المتهافتة التي يروجها: «عبدالرحمن بن عبدالخالق»، وغيره من المرجفين في البلدان، ولله الحمد والمنة.
([27]) كلا فقد كان العلامة الشنقيطي / فوق مستوى عصره، وأنى للأمة اليوم مثله، ومثل إخوانه من العلماء، ولقد تبين ذلك لك، ولأشكالك في العالم كله.
([28]) كلا، ثم: كلا، والله ما كان كذلك، واقرأ كتابه: «أضواء البيان»؛ فإنه يتعرض للشبهات التي يوردها أعداء الله، ويردها من الوجوه الشرعية والعقلية، وله محاضرات يسحق فيها هذه الشبهات، ويسحق أهلها، والتي يعجز جهلاء الواقع أن يغطوا شيئا منها.
([38]) سبحان الله: لماذا أنت هربت من الكويت لجهاد: «صدام بن حسين» في حرب الكويت، ووليت من الزحف، ولم تحمل السلاح: ]أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون[ [البقرة: 44]، ]ولى مدبرا ولم يعقب[ [القصص: 31].
([39]) فانظر: كيف يورد ممرضا على مصح؟!.
وهذا الرجل لا يعتد بعقله، ولا بنقله، ولابعلمه، ومن يراجع كتبه يتحقق له صدق ما قلناه.
([41]) نعم: فهذه الفتاوى الفقهية الموافقة للكتاب والسنة: تصلح لكل زمان ومكان، ولو كره الحزبيون السياسيون.
قلت: وليعلم أن في علماء السنة غنى عن هذا الغثاء، وفي كتبهم، وإنتاجهم ما يشفي غلة كل غليل.
([42]) ومن حاد: فسيكون علمه وبالا، وبحثه ضلالا، وجهده هباء، نعوذ بالله من الشقاء، والفتن الصماء.
وإن وراء الأكمة رجالا، وللحق أنصارا: ]وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون[ [الشعراء: 227].
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج2 ص179)، والصابوني في «الاعتقاد» (ص118)؛ بإسناد صحيح.
أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص134)، والصابوني في «الاعتقاد» (ص121)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص67)؛ بإسناد صحيح.
أخرجه الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص73)، والصابوني في «الاعتقاد» (ص116)، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص5)؛ بإسناد صحيح.
([46]) انظر: «مقامع من حديد من الشيخ صالح الفوزان على فالح الهالك لتبديعه للشيخ الألباني» بصوت الشيخ، في «التواصل المرئي».
([50]) قلت: والذي يأكل لحوم العلماء، فلابد أن الله تعالى يبتليه بموت قلبه فلا يشعر بالذنب مهما كان هذا الذنب، وقد حصل «لعبد الرحمن بن عبد الخالق» هذا المرض فمات قلبه فلا يشعر بما يخرج من رأسه، ولا يشعر بما يقول في طعنه في العلماء، وعظم إثمه عند الله تعالى.
قال تعالى: ]وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم[ [النور: 15].
([51]) ثم أي مصلحة في العلم والدين ترجوها يا عبد الرحمن بن عبد الخالق بمثل هذا الكلام في العلماء في كتبك الفاسدة أمام الشباب المسكين!: ]ويل لكل همزة لمزة[ [الهمزة: 1].
([55]) وانظر: «رفع الملام عن الأئمة الأعلام» لابن تيمية (ص11)، و«الفتاوى» له (ج11 ص43)، و«العلم» للشيخ ابن باز (ص5 و6)، و«إعلام الموقعين» لابن القيم (ج1 ص7)، و«جامع البيان» للطبري (ج3 ص327)، و«العلم» لشيخنا ابن عثيمين (ص20).
أخرجه البيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (1457)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص63)، وفي «العلل» (1964).
وإسناده صحيح.
وذكره ابن العربي في «أحكام القرآن» (ج2 ص741).