الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / الرمح الصائبي لعلوي بن عبد القادر السقاف لنشره للفكر القطبي
الرمح الصائبي لعلوي بن عبد القادر السقاف لنشره للفكر القطبي
60 |
سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية
|
الرمح الصائبي
لعلوي بن عبد القادر السقاف
لنشره للفكر القطبي
دراسة أثرية منهجية علمية لكشف المدعو: «علوي السقاف» لما ينشره من الأفكار المشبوهة من: «الفكر الإخواني»، و«الفكر القطبي»، و«الفكر السروري» بين شباب الأمة، على أن هذه الأفكار الخبيثة هي على منهج أهل السنة والجماعة!
تأليف
العلامة المحدث الفقيه فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
وقوع أهل البدع في النفاق الأكبر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» (ج12 ص497): (هذا مع العلم بأن كثيرا من المبتدعة منافقون النفاق الأكبر([1])، وأولئك كفار في الدرك الأسفل من النار فما أكثر ما يوجد في الرافضة والجهمية ونحوهم زنادقة منافقون بل أصل هذه البدع هو من المنافقين الزنادقة). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «التسعينية» (ج1 ص259): (فإن التجهم والرفض هما أعظم البدع، أو من أعظم البدع التي حدثت في الإسلام، ولهذا كان الزنادقة المحضة مثل الملاحدة من القرامطة ونحوهم، إنما يتسترون بهذين بالتجهم والتشيع). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
علوي السقاف
هذا
يصحب رؤوس القطبية
والإخوانية، فهو منهم
قال الحافظ ابن حبان / في «روضة العقلاء» (ص109): (العاقل يجتنب مماشاة المريب في نفسه ويفارق صحبة المتهم في دينه؛ لأن من صحب قوما عرف بهم، ومن عاشر امرأ نسب إليه والرجل لا يصاحب إلا مثله أو شكله؛ فإذا لم يجد المرء بدا من صحبة الناس تحرى صحبة من زانه إذا صحبه ولم يشنه إذا عرف به، وإن رأى منه حسنة عدها، وإن رأى منه سيئة سترها، وإن سكت عنه ابتدأه، وإن سأله أعطاه). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
الوثيقة الأولى:
تبين مدى علاقة: «علوي السقاف» القطبي برؤوس: «الفرقة القطبية»؛ منهم: «سيد قطب» التكفيري، وما ينقله عنه من كتابه: «ظلال القرآن» والاحتجاج بأقواله في المنهج القطبي!
الوثيقة الثانية:
تبين مدى علاقة: «علوي السقاف» الإخواني برؤوس: «الفرقة الإخوانية»؛ منهم: «حسن البنا» الثوري، و«حسن الهضيبي»، و«عبد القادر عوده»، و«فتحي يكن»، وما ينقله عنهم من كتبهم ومقالاتهم والاحتجاج بأقوالهم في الدعوة الإخوانية!
الوثيقة الثالثة:
تبين مدى علاقة: «علوي السقاف» السروري برؤوس: «الفرقة السرورية»؛ منهم: «سفر الحوالي» السروري، وما ينقله عنه، والاحتجاج بأقواله في المنهج السروري!
الوثيقة الرابعة:
تبين مدى علاقة: «علوي السقاف» القطبي برؤوس: «الفرقة القطبية»؛ منهم: «محمد قطب» التكفيري، وما ينقله عنه من كتبه، والاحتجاج بأقواله في المنهج القطبي!
الوثيقة الخامسة:
تبين غش: «علوي السقاف([2]») للأمة الإسلامية على أنه ينشر السنة، وميراث النبوة على منهج أهل السنة والجماعة، وهو ينشر: «القطبية»، وميراث: «سيد قطب» وغيره على منهج: «الإخوانية»، و«السرورية» حتى يزعم أنه يؤسس: منهجا مؤصلا، ونقلا موثقا، وعلما شاملا، وهو كاذب في زعمه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الحسبة في الإسلام» (ص26): (فأما الغش في الديانات؛ فمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة، وإجماع السلف الأمة من الأقوال والأفعال). اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
فتوى
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
في
أن الذي يثني على أهل الأهواء
فإنه ضال في الدين
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: (إذا رأيت الرجل يثني على أهل الشر، وعلماء الضلال؛ فاعلم أنه فاسق، وأنه فاسد،؛ وأنه ضال، لأن ما مدحهم إلا لأنه يحبهم، ويصوب طريقتهم... وهذا يعطينا درس في أن بعض الأخوان، أو بعض طلبة العلم يثني على بعض المبتدعة، أو أصحاب الأهواء، والأفكار المنحرفة يثني عليهم، ولا ينظر إلى أفكارهم، وإلى اتجاهاتهم، وهذا خطر شديد، ويقع في أهل الخير، لأنه يسمع من أولئك تنقص لهم، فيصدقهم، فهذا خطر شديد). ([3])([4]) اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
جوهرية أثرية
في
ذكر الأسباب التي تمنع المخطئ
من التوبة من الباطل، ومن اتباع الحق
قد ذكر العلامة الشيخ المعلمي / في «القائد إلى تصحيح العقائد» (ص12) أسبابا كثيرة تمنع الإنسان من اتباع الحق، ومخالفة الهوى منها:
(1) أن يرى الإنسان أن اعترافه بالحق يستلزم اعترافه بأنه كان على باطل فيشق عليه أن يعترف بذلك.
(2) أن يكون قد صار له في الباطل جاه، وشهرة، ومعيشة فيشق عليه أن يعترف بأنه باطل فتذهب تلك الفوائد.
(3) الكبر، فيرى أن اعترافه بالحق؛ يعني: اعترافه بأنه كان ناقصا، - بعدما بين له صاحب الحجة - وأن هذا الرجل هو الذي هداه.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
إضاءة سلفية
ذكر الدليل على أن من أسر الباطل أظهره الله تعالى
على فلتات لسانه ... ثم الندامة ... والويل يوم القيامة
(1) عن يعقوب بن جعفر عن أبيه قال: «خطب الناس المنصور بعد قتل أبي مسلم فقال: أيها الناس لا تنفروا أطراف النعمة بقلة الشكر فتحل بكم النقمة، ولا تسروا غش الأئمة فإن أحدا لا يسر منكرا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه وطوالع نظره ... ».([5])
(2) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج7 ص620): كما قال عثمان بن عفان t: «ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه». اهـ
(3) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج14 ص121): «ولا بد أن يظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه كما قال عثمان t». اهـ
(4) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج16 ص68): «ودل على أن ظهور ما في باطن الإنسان على فلتات لسانه أقوى من ظهوره على صفحات وجهه؛ لأن اللسان ترجمان القلب فإظهاره لما أكنه أوكد؛ ولأن دلالة اللسان قالية ودلالة الوجه حالية. والقول أجمع وأوسع للمعاني التي في القلب من الحال». اهـ
(5) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص272): «فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه». اهـ
قلت: فما أسر عبد سريرة إلا أبداها الله تعالى على فلتات لسانه.
ولذلك نبه السلف عن هذا المنهج الخطير على صاحبه:
(6) قال بلال بن سعد /: «لا تكن وليا لله في العلانية، وعدوه في السريرة».([6])
(7) وقال عمر بن عبدالعزيز /: «يا معشر المستترين اعلموا أن عند الله مسألة فاضحة قال تعالى:] فوربك لنسألنهم أجمعين (92) عما كانوا يعملون[ [الحجر:92-93]».([7])
(8) وقال بلال بن سعد /: «لا تكن ذا وجهين وذا لسانين تظهر للناس ليحمدوك، وقلبك فاجر».([8])
قلت: فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أخفى سريرته([9]) فضحه الله علانية أمام الخلق في الدنيا والآخرة.
قلت: فمن أظهر لنا سوءا لم نأمنه، ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته طيبة حسنة والله المستعان.
فعن عبدالله بن عتبة بن مسعود قال: سمعت عمر بن الخطاب t يقول: «إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله r، وإن الوحي قد انقطع، وإنما ناخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا، أمناه، وقربناه وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا، لم نأمنه، ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته حسنة».([10])
فقوله: «يؤخذون بالوحي»؛ أي: ينزل الوحي فيهم، فيكشف عن حقائق حالهم، وذلك في عهد رسول الله r.
وقوله: «أمناه»؛ أي: صيرناه عندنا أمينا.
وقوله: «سريرته»؛ ما أسره وأخفاه.
قلت: فأخبر عمر بن الخطاب t عما كان عليه الناس في عهد رسول الله r، وعما صار بعده ... فإجراء الأحكام على ظواهر الناس([11])، وما يصدر منهم من أعمال.([12])
* والحساب يوم الجزاء الأكبر يكون على ما أخفى العبد من سريرته، فإن كانت حسنة فحسن، وإن كانت شرا فجزاؤه من جنس عمله.
قال الحافظ النووي / في «رياض الصالحين» (ج5 ص323): «باب إجراء أحكام الناس على الظاهر، وسرائرهم إلى الله تعالى».
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج5 ص325): «اعلم أن العبرة في الدنيا بما في الظواهر؛ اللسان والجوارح، وإن العبرة في الآخرة بما في السرائر بالقلب.
* فالإنسان يوم القيامة يحاسب على ما في قلبه، وفي الدنيا على ما في لسانه وجوارحه، قال الله تبارك وتعالى:] إنه على رجعه لقادر (8) يوم تبلى السرائر[ [الطارق:8 و9]، تختبر السرائر والقلوب.
وقال تعالى:] أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور (9) وحصل ما في الصدور (10) إن ربهم بهم يومئذ لخبير[ [العاديات:9 -11].
فاحرص يا أخي على طهارة قلبك قبل طهارة جوارحك، كم من إنسان يصلي، ويصوم، ويتصدق، ويحج، لكن قلبه فاسد.
وهاهم الخوارج حدث عنهم النبي عليه الصلاة والسلام أنهم يصلون، ويصومون، ويتصدقون، ويقرءون القرآن، ويقومون الليل، ويبكون، ويتهجدون، ويحقر الصحابي صلاته عند صلاتهم، لكن قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا يجاوز إيمانهم حناجرهم»([13]) لا يدخل الإيمان قلوبهم.
* مع أنهم صالحو الظاهر، لكن ما نفعهم، فلا تغتر بصلاح جوارحك، وانظر قبل كل شيء إلى قلبك). اهـ
قلت: إذا علينا أن نحمل الناس في الدنيا على ظواهرهم، أما ما في قلوبهم فموعده يوم القيامة، تنكشف السرائر، ويحصل ما في الضمائر، ولهذا علينا أيها الأخوة أن نطهر قلوبنا قبل كل شيء ثم جوارحنا. ([14])
وأما بالنسبة لمعاملتنا لغيرنا، فعلينا أن نعامل غيرنا بالظاهر. أي بما يظهر لنا من حاله، وأمره إلى الله تعالى في باطنه.
وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (ج5 ص331): «أن عمر بن الخطاب t قال: إنا نعلم يعني عمن أسر سريرة باطلة في وقت الوحي بما ينزل من الوحي لأن أناسا في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا منافقين، يظهرون الخير، ويبطنون الشر، ولكن الله تعالى كان يفضحهم بما ينزل من الوحي على رسوله r، يفضحهم لا بأسمائهم، ولكن بأوصافهم التي تحدد أعيانهم ... لكن لما انقطع الوحي صار الناس لا يعلمون من المنافق، لأن النفاق في القلب والعياذ بالله.
* يقول t: من أظهر لنا خيرا أخذناه بما أظهر لنا، وإن أسر سريرة يعني سيئة، ومن أظهر لنا شرا، فإننا نأخذه بشره، ولو أضمر ضميرة طيبة لأننا نحن لا نكلف إلا بالظاهر، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا ألا نحكم إلا بالظاهر؛ لأن الحكم على الباطن من الأمور الشاقة، والله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها فمن أبدى خيرا عاملناه بخيره الذي أبداه لنا، ومن أبدى شرا عاملناه بشره الذي أبداه لنا، وليس لنا من نيته مسؤلية، النية موكولة إلى رب العالمين عز وجل الذي يعلم ما توسوس به نفس الإنسان». اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
وشهد شاهد من أهلها
قال الصاوي القطبي في «مدى شرعية الانتماء إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية» (ص171): (أما القطبيون... فقد قام منهجهم ابتداء على بلورة قضية التشريع، وبيان صلتها بأصل الدين، وبيان أن الخلل الذي يغشى أنظمة الحكم في مجتمعاتنا المعاصرة ناقض لعقد الإسلام، وهادم لأصل التوحيد..
* ومعلوم أن الكتب التي تمثل هذا الاتجاه، وتعبر عن منهجه هي كتب الأستاذ سيد قطب / في مجال الدعوة، والمخاطبة العامة، وكتاب حد الإسلام للأستاذ عبدالمجيد الشاذلي في مجال التأصيل والتنظير..). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
فتوى
العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
في
أن رؤوس القطبية تربوا على كتب سيد بن قطب
الثوري
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: (سفر الحوالي، وسلمان العودة، وعائض القرني؛ تربوا على كتب: «سيد قطب» الثورية».([15])([16])اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
عونك يا رب يسر
المقدمة
الحمد لله: الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، يبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!.
* ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب([17])، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب([18])، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم([19])، فنعوذ بالله من فتنة المضلين.([20])
* فإن غربة الإسلام في أصوله وفروعه وقعت في عصرنا المتأخر؛ كما حدثت في بداية بعثة النبي r، حتى أضحى المسلم الحق المتمسك بالكتاب والسنة والآثار غريبا بين الناس في البلدان الإسلامية؛ لأنه يدعوهم إلى الإسلام الصحيح في أصوله وفروعه، ويطالبهم بالأدلة الصحيحة فيما يخالفون الدين الصحيح القائم على الدليل من الكتاب والسنة والآثار، وهم يشدونه إلى بيئتهم الممتلئة من الشبهات الباطلة، والشهوات الشيطانية، والجهالات المهلكة.
قال تعالى: ]فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم[ [هود: 116].
قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص194): (فإن الغرباء في العالم هم: أهل هذه الصفة المذكورة في الآية). اهـ
قلت: وهذه الآية تدل على فضل أهل الغربة الذين ينهون عن إفساد الدنيا والدين معا([21])، وهم قلة في كل زمان، وهم الذين أشار إليهم النبي r في قوله: (إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما([22]) بدأ، فطوبى للغرباء([23]) قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس).([24])
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي r قال: (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (146)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج2 ص520)، وفي «الزهد الكبير» (203)، وابن منده في «الإيمان» (ص520) من طريق عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما به.
وقال تعالى: ]ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه[ [البقرة: 130].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص291): (ولهذا لما بدأ الإسلام غريبا لم يكن غيره من الدين مقبولا ... ولا يقتضي هذا أنه إذا صار غريبا أن المتمسك به يكون في شر بل هو أسعد الناس كما قال في تمام الحديث: (فطوبى للغرباء).
و(طوبى)؛ من الطيب: قال تعالى: ]طوبى لهم وحسن مآب[ [الرعد: 29]؛ فإنه يكون من جنس السابقين الأولين الذين اتبعوه لما كان غريبا.
وهم أسعد الناس:
أما في الآخرة؛ فهم أعلى الناس درجة بعد الأنبياء عليهم السلام.
وأما في الدنيا؛ فقد قال تعالى: ]يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين[ [الأنفال: 64].
أي: أن الله حسبك وحسب متبعك.
وقال تعالى: ]إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين[ [الأعراف: 196].
وقال تعالى: ]أليس الله بكاف عبده[ [الزمر:39].
وقال تعالى: ]ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه[ [الطلاق: 2-3].
* فالمسلم المتبع للرسول r: الله تعالى حسبه وكافيه، وهو وليه حيث كان ومتى كان، ولهذا يوجد المسلمون المتمسكون بالإسلام في بلاد الكفر لهم السعادة كلما كانوا أتم تمسكا بالإسلام، فإن دخل عليهم شر كان بذنوبهم؛ حتى إن المشركين وأهل الكتاب إذا رأوا المسلم القائم بالإسلام عظموه وأكرموه). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص293): (فإنه لا بد أن يحصل للناس في الدنيا شر، ولله على عباده نعم، لكن الشر الذي يصيب المسلم أقل، والنعم التي تصل إليه أكثر، فكان المسلمون في أول الإسلام وإن ابتلوا بأذى الكفار، والخروج من الديار، فالذي حصل للكفار من الهلاك كان أعظم بكثير، والذي كان يحصل للكفار من عز أو مال كان يحصل للمسلمين أكثر منه). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص293): (فرسول الله r مع ما كان المشركون يسعون في أذاه بكل طريق كان الله يدفع عنه ويعزه، ويمنعه وينصره). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص295): (وأتباعه الذين هاجروا إلى الحبشة أكرمهم ملك الحبشة، وأعزهم غاية الإكرام والعز، والذين هاجروا إلى المدينة فكانوا أكرم وأعز.
* والذي كان يحصل لهم من أذى الدنيا كانوا يعوضون عنه عاجلا من الإيمان وحلاوته ولذته ما يحتملون به ذلك الأذى.
* وكان أعداؤهم يحصل لهم من الأذى والشر أضعاف ذلك من غير عوض لا آجلا ولا عاجلا، إذ كانوا معاقبين بذنوبهم، وكان المؤمنون ممتحنين ليخلص إيمانهم وتكفر سيئاتهم.
* وذلك أن المؤمن يعمل لله، فإن أوذي احتسب أذاه على الله، وإن بذل سعيا أو مالا بذله لله، فاحتسب أجره على الله، والإيمان له حلاوة في القلب، ولذة لا يعدلها شيء ألبتة)([25]). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص296): (وكثير من الناس إذا رأى المنكر، أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وكل وناح كما ينوح أهل المصائب، وهو منهي عن هذا؛ بل هو مأمور بالصبر، والتوكل، والثبات على دين الإسلام، وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأن العاقبة للتقوى).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص297): (فقد أخبر الصادق المصدوق أنه لا تزال طائفة ممتنعة من أمته على الحق أعزاء لا يضرهم المخالف، ولا خلاف الخاذل. فأما بقاء الإسلام غريبا ذليلا في الأرض كلها قبل الساعة فلا يكون هذا.
وقوله r: (ثم يعود غريبا كما بدأ)؛ أعظم ما تكون غربته إذا ارتد الداخلون فيه عنه).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص298): (قوله تعالى: ]وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض[ [النور: 55]؛ فهذا الوعد مناسب لكل من اتصف بهذا الوصف. فلما اتصف به الأولون استخلفهم الله كما وعد، وقدش اتصف بعدهم به قوم بحسب إيمانهم وعملهم الصالح؛ فمن كان أكمل إيمانا وعمل صالحا كان استخلافه المذكور أتم؛ فإن كان فيه نقص وخلل كان في تمكينه خلل ونقص، وذلك أن هذا جزاء هذا العمل؛ فمن قام بذلك العمل استحق ذلك الجزاء). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص194): (فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون، ولقلتهم في الناس جدا؛ سموا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص195): (والداعون إليها –يعني: السنة النبوية- الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص196): (وهذه الغربة قد تكون في مكان دون مكان، ووقت دون وقت، وبين قوم دون قوم). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص196): (بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره!([26]». اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص198): (ومن صفات هؤلاء الغرباء الذين غبطهم النبي r:
* التمسك بالسنة، إذا رغب عنها الناس، وترك ما أحدثوه، وإن كان هو المعروف عندهم.
* وتجريد التوحيد، وإن أنكر ذلك أكثر الناس.
* وترك الانتساب إلى أحد غير الله ورسوله، لا شيخ، ولا طريقة، ولا مذهب، ولا طائفة.
* بل هؤلاء الغرباء منتسبون إلى الله تعالى بالعبودية له وحده، وإلى رسوله r بالاتباع لما جاء به وحده.
* وهؤلاء هم القابضون على الجمر حقا، وأكثر الناس بل كلهم لائم لهم.([27])
* فلغربتهم بين هذا الخلق: يعدونهم أهل شذوذ وبدعة، ومفارقة للسواد الأعظم). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص199): (بل الإسلام الحق الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه هو اليوم أشد غربة منه في أول ظهوره، وإن كانت أعلامه ورسومه الظاهرة مشهورة معروفة، فالإسلام الحقيقي غريب جدا، وأهله غرباء أشد الغربة بين الناس.
* وكيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين وسبعين فرقة، ذات أتباع ورئاسات ومناصب وولايات، ولا يقوم لها سوق إلا بمخالفة ما جاء به الرسول r؟!.
* فإن نفس ما جاء به يضاد أهواءهم ولذاتهم، وما هم عليه من الشبهات والبدع التي هي منتهى فضيلتهم وعملهم، والشهوات التي هي غايات مقاصدهم وإراداتهم؟
* فكيف لا يكون المؤمن السائر إلى الله على طريق المتابعة غريبا بين هؤلاء الذين قد اتبعوا أهواءهم، وأطاعوا شحهم، وأعجب كل منهم برأيه؟!). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص200): (وهذا الأجر العظيم إنما هو لغربته بين الناس، والتمسك بالسنة بين ظلمات أهوائهم وآرائهم.
* فإذا أراد المؤمن الذي قد رزقه الله بصيرة في دينه، وفقها في سنة رسوله، وفهما في كتابه، وأراه ما الناس فيه من الأهواء والبدع والضلالات وتنكبهم عن الصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله r وأصحابه، فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط فليوطن نفسه على قدح الجهال وأهل البدع فيه، وطعنهم عليه، وإزرائهم به وتنفير الناس عنه وتحذيرهم منه، كما كان سلفهم من الكفار يفعلون مع متبوعه وإمامه r.
* فأما إن دعاهم إلى ذلك، وقدح فيما هم عليه: فهنالك تقوم قيامتهم ويبغون له الغوائل، وينصبون له الحبائل، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله.
فهو غريب في دينه لفساد أديانهم.
غريب في تمسكه بالسنة لتمسكهم بالبدع.
غريب في اعتقاده لفساد عقائدهم.
غريب في صلاته لسوء صلاتهم.
غريب في طريقه لضلال وفساد طرقهم.
* غريب في نسبته لمخالفة نسبهم، غريب في معاشرته لهم؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم.
وبالجملة: فهو غريب في أمور دنياه وآخرته لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا؛ فهو عالم بين جهال، صاحب سنة بين أهل بدع، داع إلى الله ورسوله بين دعاة إلى الأهواء والبدع، آمر بالمعروف ناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص201): (وهذا من الغرباء الذين طوبى لهم، وهو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين، أو عالم بين قوم جاهلين، أو صديق بين قوم منافقين.
يريد بالحال هاهنا: الوصف الذي قام به من الدين، والتمسك بالسنة، ولا يريد به الحال الاصطلاحي عند القوم، والمراد به: العالم بالحق، العامل به، الداعي إليه.
وجعل الشيخ الغرباء في هذه الدرجة ثلاثة أنواع:
صاحب صلاح ودين بين قوم فاسدين.
وصاحب علم ومعرفة بين قوم جهال.
وصاحب صدق وإخلاص بين أهل كذب ونفاق.
* فإن صفات هؤلاء وأحوالهم تنافي صفات من هم بين أظهرهم، فمثل هؤلاء بين أولئك كمثل الطير الغريب بين الطيور). اهـ
وقال الحافظ الذهبي /في «السير» (ج13 ص442): (فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية، وتصوف الاتحادية فواحزناه على غربة الإسلام، والسنة). اهـ
* هذا فإن من المسلم به عند أهل الحديث بقاء الحق والباطل في صراع مستمر إلى قيام الساعة، ولكل منهما دعاته وأنصاره.
* فأهل الحق يريدون هداية الأمة، وأهل الباطل يسعون لإضلالها سرا، أو علانية على حسب المبطل في ديار المسلمين قوة وضعفا.
* ولا شك أن أعداء السنة وأهلها في الخارج، وفي الداخل يتربصون بشباب الأمة ليضلوهم عن الصراط المستقيم، وعن هدي خير المرسلين إلى رؤوس الضلالة من أمثال: «حسن البنا»، و«سيد قطب»، و«محمد قطب»، و«سفر الحوالي»، و«سلمان العودة»، و«محمد العريفي»، و«عائض القرني» وغيرهم. ([28])
قلت: وهذا بلا شك من نتائج كيد الحاقدين من: «الفرقة القطبية» الذين لا يألون جهدا في إضلال شباب الأمة، وإثارة الفتن فيما بينهم؛ كما ظهر ذلك في الآونة الأخيرة.
و«الفرقة القطبية» أمرها مخيف في البلدان الإسلامية؛ فإنها ترهب الناس بغير حق، وتهدد حياتهم، وتحل عليهم الفوضى، والفساد العريض باسم: «منهج أهل السنة والجماعة!». ([29])([30])
قال تعالى: ]ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون [ [البقرة: 8 و9 و10].
قلت: فإن سألت عن اسم هذه الفرقة عند المدعو: «علوي بن عبدالقادر السقاف» فإنه يسميهم بـ«أهل السنة والجماعة»، وهي في الحقيقة لابد أن تسمى بـ«أهل الفرقة والبدعة».
قلت: وهذه التسمية نطق بها جميع دعاة الدعوة القطبية في العالم. ([31])
وإليك الدليل:
قال محمد بدري القطبي في «مجلة البيان» (ص15)؛ عن الجماعة القطبية: (وهي: هي الجماعة التي تدعوا فضائل الحركة الإسلامية إلى الالتزام بها، «جماعة أهل السنة»، الجماعة العامة الواسعة). اهـ
وقال محمد بدري القطبي في «مجلة البيان» (ص18): (ولنسير جميعا إلى أهدافنا تحت راية: «أهل السنة والجماعة»). اهـ
وقال المصري القطبي في «معالم الإنطلاقة الكبرى» (ص6): (وأن نصر الله لها وحدها إلى جميع المسلمين من: «أهل السنة والجماعة»). اهـ
وقال المصري القطبي في «معالم الإنطلاقة الكبرى» (ص187): (ويدين أكثر أهلها على الجملة بعقائد: «أهل السنة»... فهذه الجماعة تركز على جانب العقائد ونشرها بين المسلمين، وهذه تركز على الدعوة للسنة، ومحاربة البدع في السلوك والآداب). اهـ
وقال عائض القرني القطبي: (بل نحن: «أهل السنة» ليس لنا اسم إلا أهل السنة، ولا يجوز امتحان الناس، هل أنت إخوانيا، أو سلفيا، أو سروريا، أو تبليغيا، وما هي جماعتك التي تنتسب؟، ولابد لك من جماعة، بل جماعتك: «أهل السنة والجماعة»). اهـ
قلت: هذا هو اسمها التي تنتسب إليه زورا وبهتانا. ([32])
* وأنت إذا نظرت إلى كتب ومراجع المدعو: «الخساف»، فهو يرجع إلى كتب رؤوس «الجماعة القطبية» مثل: كتب: «حسن البنا»، وكتب: «سيد قطب»، وكتب: «محمد قطب»، وكتب: «سفر الحوالي القطبي» وغيرهم مما سوف نبينه.
* وكذلك إذا نظرت إلى مؤلفات: «الخساف القطبي» فهو أيضا يذكرفيها: «أهل السنة والجماعة».
قلت: وما هي الغاية من ذكر: «الجماعة» على هذه الطريقة هي إيجاد: «جماعة المسلمين» بزعمهم، ومن ثم إمامهم المزعوم ودولتهم المزعومة!.([33])
حيث جاء في: «نشرة مركز البحوث» العدد رقم (4)، في (ص34) التابع: «للجماعة القطبية»: عنوان هو: (الجماعات الإسلامية خطوات مرحلية في الطريق إلى جماعة المسلمين!).اهـ
وفي نفس العدد (ص34)؛ جاء: (يأتي دور الجماعات الإسلامية باعتبارها تجمعات مرحليه في الطريق إلى جماعة المسلمين). اهـ يعني: الجماعة القطبية هي : جماعة المسلمين مع الجماعات الحزبية الأخرى.
وجاء في (ص116)؛ قولهم عن الحركات والجماعات الإسلامية: (فهي البديل عن الدولة الإسلامية التي كانت تجند كافة المسلمين إذا داهم العدو دار الإسلام). اهـ
وقال عبدالعزيز الجليل القطبي في «وقفات تربوية» (ص116): (أننا نريد منهجا دعويا، يقوم على سلفية المنهج، وعصرية المواجهة). اهـ
قلت: وهذا المبدأ تكلم عليه كتاب القطبية من ذلك:
(1) كتاب: «منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم» للصويان القطبي!. ([34])
(2) كتاب: «منهج أهل السنة والجماعة في النقد والحكم على الآخرين([35]») للعصيني القطبي!.
قلت: وتزداد أحوال: «الفرقة القطبية» سوءا؛ لتصل إلى خطف عقول الشباب وإضلالهم باسم الدين؛ حيث أنهم يفسدون منهجهم ليرموهم في العقائد الفاسدة، والأفكار المشبوهة، والشهوات الشاذة. ([36])
وهذا من مكائدهم في البلدان:
قال تعالى: ]وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون [ [الأنعام: 129].
قلت: وقد توالت الفتن عن طريق «الفكر القطبي» في البلدان الإسلامية باسم: «الإصلاح»!.
قال تعالى: ]إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون[ [الأنفال: 36].
وقال تعالى: ] وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون (11) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون (12) وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون [ [البقرة: 11-13].
قلت: فصار هذا: «السقاف» ممن يشجع على نشر «الفكر القطبي» في أوساط المسلمين، وانحاز إليه، وحيث أنه تبين أمره، وأنه يدعو إلى «الفكر القطبي»، فانكشفت حقيقته.([37])
قال تعالى: ]ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب[ [آل عمران: 179].
قلت: ومن هنا لابد أن نعرف حقيقة هؤلاء القطبيين، وما عندهم من خفايا.([38])
* فيكون أهل السنة والجماعة على بصيرة من أمرهم ولا ينخدعون بكل من ادعى أنه يدعو إلى منهج أهل السنة والجماعة، وليس منهجه منهج الرسول r، ولا منهج الصحابة y.([39])
قلت: وهذا الاسم بالطبع لن يتم لهم أبدا، فسبحان الله ما أعظم جهل: «الفرقة القطبية» بمنهج أهل السنة والجماعة. ([40])([41])
* فكن فطنا على أولئك: «القطبية» وخططهم، لا سيما المتستر منهم في الواقع؛ مثل: «علوي السقاف» هذا.
* وأكبر دليل لما كان هذا لفظ: «أهل السنة والجماعة» مجملا عند: «علوي السقاف» ([42])، وقف السلفيون منه موقف المؤيد، أو السكوت عنه، بل على أقل تقدير موقف المحايد لأن اعتبروه من بني جلدتنا وهو من جلدة: «القطبية»، فجعلهم أن يحسنوا الظن به([43])، فوقفوا هذا الموقف معه على خبثه على منهج أهل السنة والجماعة.
قلت: وأهل الباطل والزيغ والضلال فإنهم يعتقدون أولا أشياء فاسدة ويزعمون أنها الحق ثم يبحثون بعدئذ عن أي شيء يؤيد ما يقولون من الكتاب أو السنة أو أقوال السلف أو أقوال العلماء.
* فإذا عثروا عليها تمسكوا بها، فإذا جاءهم ما يبين فساد ما هم عليه، وقفوا في صدره بالرد إن استطاعوا، وبالتأويل الفاسد للنصوص، فإن لم يستطيعوا فضلوا وأضلوا، ولابد. ([44])
فسبحان الله؛ فكل ما كتبه هذا: «السقاف» من أقوال، وكتب رؤوس القطبية([45])، وما فيها من الضلالات، كذلك يزعم أنه على: «منهج أهل السنة والجماعة».([46])
قال تعالى: ]قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين[ [البقرة: 111]، و[النمل: 64].
قلت: فهو معتكف على كتب: «الإخوان المسلمين»، وفلاها فليا، وهو متأثر بها، يدل عليه ما ينقله عنهم، وهم عنده حجة في الدعوة!.
* ولا تستغرب على هذا الرجل لما كتب ونقل عن: «الإخوان المسلمين» مثل: «حسن البنا»، و«سيد قطب»، و«محمد قطب»، و«سفر الحوالي» وغيرهم. ([47])
فالسقاف هذا يعظم رؤوس: «الفرقة القطبية» ويتخذهم أئمة له، فوقع في البدع والأهواء ولابد.
قال تعالى: ]اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله[ [التوبة: 31].
* وأنت تبتهر من الكتب التي يذكرها: «السقاف» من كتب: «أهل السنة»، ومع ذلك يتبجح بكتب: «سيد قطب»، و«محمد قطب»، و«سفر الحوالي»، و«حسن البنا»، وغيرهم.
* بل والسقاف هذا من الذين يلوون ألسنتهم باستنكار نقد باطل: «سيد قطب»، و«حسن البنا»، و«سفر الحوالي» وغيرهم من أهل الباطل.
قلت: ويعذرهم للقاعدة الإخوانية: «نلتقي فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه). ([48])
قال أبو علي الدقاق /: (الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق). ([49])
قلت: فالساكتون عصاة آثمون مندرجون([50]) تحت قوله تعالى: ]كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون[ [المائدة: 79].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج28 ص233): (وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين). اهـ
قلت: وهذا «السقاف» لا يشك اثنان من أهل السنة أنه من دعاة: «القطبية» جملة وتفصيلا. ([51])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج9 ص233): (هذه الأمة ولله الحمد لم يزل فيها من يتفطن لما في كلام أهل الباطل من الباطل ويرده. وهم لما هداهم الله به يتوافقون في قبول الحق ورد الباطل رأيا ورواية من غير تشاعر ولا تواطؤ). اهـ
قال تعالى: ]والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم[ [يونس: 25].
* فالله العظيم؛ أسأل أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يكتبنا في زمرة الذابين عن سنة نبيه r؛ إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على مدى معرفة: «السقاف» بعلم المنهج، وأنه جاهل فيه، لاعتماده في المنهج على أقوال: «سيد بن قطب» الملحد في: «ظلال القرآن» وهذا يدل على أنه لا يدري ما يخرج من رأسه
اعلم رحمك الله أن علوي بن عبد القادر السقاف هذا، قد تبين جهله في الدين، وأنه حاطب ليل؛ لاحتجاجه بآراء رؤوس: «الفرقة القطبية» مثل: «سيد بن قطب» وغيره.
* وهذا عجيب يدل على مدى معرفة: «السقاف» بعلم المنهج، وهذا إن دل فإنما يدل على أن: «السقاف» لا يدري ما يخرج من رأسه، وأي فائدة نافعة في كتاب: «ظلال القرآن»، وأكثره ضلالات.
* فالكتاب هذا أخطاؤه أكثر من صوابه، وما كان بهذه المرتبة، فلا يعتمد به، ولا يعتد به، ولا ينتفع به عند أهل السنة والجماعة.([52])
فعن معن بن عيسى قال؛ قلت: لمالك بن أنس: «يا أبا عبد الله، كيف لم تكتب عن الناس، وقد أدركتهم متوافرين؟ فقال: أدركتهم متوافرين، ولكن لا أكتب إلا عن رجل يعرف ما يخرج من راسه». وفي رواية: «لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه»، وفي رواية: «لم يكونوا يعرفون ما يحدثون».
أثر صحيح
أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص684)، والخطيب في «الكفاية» (303)، و(514)، وفي «الجامع لأخلاق الراوي» (171)، والمروذي في «العلل» (328)، والحاكم في «المدخل إلى الإكليل» (28)، والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (418)، وابن ناصر الدين في «إتحاف السالك» (ص82)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج1 ص13 و14)، وابن شاهين في «الضعفاء» (ص141)، وابن حبان في «المجروحين» (ج1 ص89)، وابن عدي في «الكامل» (ج1 ص103)، والقاضي عياض في «الإلماع» (ص60)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج1 ص66) من طرق عن إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن بن عيسى به
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج2 ص821)، وابن عساكر في «إسعاف المبطأ» (ص3).
قلت: وإذا وضح ما سلف؛ فيظهر لك بطلان قول «السقاف» في كتابه: «تخريج أحاديث وآثار كتاب ظلال القرآن لسيد قطب» (ص5)؛ أن كتاب: «ظلال القرآن» (قد تداوله أبناء هذه الصحوة المباركة! ([53]»، وهذا لا يفيد: «السقاف» شيئا، لأن الكتاب من الكتب البدعية.
فليتأمل هذا مناصرو: «السقاف» ومريدوه حتى يعرفوا الحق من الباطل، وصدق القول من العاطل([54]):]لبئس ما كانوا يصنعون[ [المائدة: 63].
وقوله: عن كتاب: «ظلال القرآن»: (قد تداوله أبناء هذه الصحوة المباركة)؛ فهذا الأحمق كلامه كله يتصبب جهلا باطلا، وادعاء كاذبا، وفهما أعوج سقيما في المنهج والشريعة([55])، فهذا ثناء في غير موضعه.
* وهذا خلاف لما عليه السلف حيث يذكرون المخالف بالذم، ولا يذكرونه بالمدح([56])]بئس للظالمين بدلا[ [الكهف: 50].
فأي خبث من الاحتجاج بكتاب: «ظلال القرآن» في الدين، بلا أدنى تحفظ.
قلت: و«سيد بن قطب» هو كاتب هذا الكتاب، وهو الذي لم يكن على معرفة بالإسلام وبأصوله وفروعه، ناهيك عن مدى جهله بالدين عقيدة ومنهجا وشريعة.([57])
* وهذا النهج الجديد ليس سرى في «علوي السقاف» فحسب، بل بدأ يسري في دعاة التمييع كلهم، وترى في ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب، فترى دعاة التمييع يظهرون النقد للمخالف مع إظهارهم المديح فيه والثناء عليه!، فليس يجدي ألبته مدح المخالف مع نقده في نفس الأمر: ]تلك إذا قسمة ضيزى[ [النجم: 22]، أي: جائرة. ([58])([59])
قلت: ومن أقرب، وأشهر، وأبين وجوه جهل وانحراف سيد قطب هذا تفسيره لـ«لا إله إلا الله» بالحاكمية!. ([60])
قال سيد بن قطب في «ظلال القرآن» (ج2 ص1005): (كان – العرب – يعرفون من لغتهم معنى: «إله»، ومعنى: «لا إله إلا الله»، كانوا يعرفون أن الألوهية تعني: «الحاكمية» العليا). اهـ
قلت: وهذا يدل على جهله بكلمة التوحيد وبمعناها في الإسلام([61])، وأن معنى: «لا إله إلا الله»؛ أي: لا حاكم إلا الله!، وجعل الحاكمية هي المعنى لكلمة التوحيد: ]إن هذا لشيء يراد[ [ص: 6].
قلت: وأخو: «سيد بن قطب»، وهو: «محمد بن قطب» فسر كلمة التوحيد أيضا بالحاكمية!.
فقال محمد بن قطب في «حول تطبيق الشريعة» (ص20)؛ شارحا معنى: «لا إله إلا الله» (أي: لا معبود إلا الله، ولا حاكم إلا الله). اهـ
قلت: بل نرى: «محمد بن قطب» يجعل في كتابه: «واقعنا المعاصر» (ص29)؛ المقتضى الرئيسي لـ«لا إله إلا الله»، هو: تحكيم شريعة الله تعالى!.
قلت: ومعنى: «لا إله إلا الله» أعم من ذلك، فمعنى: «لا إله إلا الله»؛ أي: لا معبود بحق إلا الله، وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، ويدخل فيها تحكيم الشريعة.
فأما تفسيرها بالحاكمية، فتفسير قاصر لا يعطي معنى: «لا إله إلا الله».
* وتفسيرها بأن: «لا معبود إلا الله»؛ تفسير باطل، يلزم عليه وحدة الوجود؛ فهناك معبودات كثيرة من الأصنام والقبور وغيرها، وهي معبودات باطلة. ([62])
قال تعالى:] ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل[ [الحج:62].
وقال تعالى:] واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا[ [النساء:36].
وقال تعالى:] ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت[ [النحل:36].
وقال تعالى:] وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ [الذاريات:56].
وقال تعالى:] وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين[ [البينة:5].
قلت: فانظروا بالله عليكم إلى هذا البيان، وإلى بيان: «السقاف» في ثنائه على «سيد بن قطب» وكتابه: «ظلال القرآن»!.
فهذه مسالك من نبا فهمه عن استيعاب المنهج السلفي. ([63])
قلت: والقطبيون هم قالوا: الأصل الأول: تحقيق الكلمة الطيبة: «لا إله إلا الله» ولكن مرادهم بتحقيقها هو الكلام حول: «توحيد الربوبية» ([64])، هو الخروج بالثورات على الدول الإسلامية!!!.
وهذا ما تجاهله: «السقاف» وتغافل عنه؛ ظانا أن لن يتنبه إليه أحد، ولن يتعقبه أحد!.
فانظر كيف يسكت: «السقاف» عن هذا التحقيق كله ويطويه، ويعمل بجهله في الدين.
قلت: فتلميع: «سيد بن قطب» وكتابه: «ظلال القرآن»؛ فهذا من غش المسلمين في دينهم ودنياهم، بل هذا من تزيين الباطل وأهله للناس.([65])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الحسبة في الإسلام» (ص26) في غش المسلمين: (فأما الغش في الديانات؛ فمثل البدع المخالفة للكتاب والسنة، وإجماع السلف الأمة من الأقوال والأفعال). اهـ
قلت: فقد ساق ذكر هذا الرجل وكتابه مساق الثناء والمدح كما سبق ذلك، وهذا الموقف من: «السقاف» هو مخالف لمواقف السلف الصالح مع المبتدعة وكتبهم، وهذا يدل على أن «السقاف» من أهل البدع والأهواء، وذلك لأن شعار المبتدعة ترك منهج السلف في المبتدعة وغير ذلك، و«سيد بن قطب» عنده ضلالات كبرى ظهرت في كتبه، فذكره في مساق الثناء فهذا من الغش لشباب الأمة، وتفريطا في الأمانة في الدين، وهذا أمر خطير.
والعلماء المعتبرون قالوا في كتب: «سيد بن قطب» خاصة كتابه: «ظلال القرآن»، وأنها يجب أن تجتنب لما فيها من الضلالات العقدية التي تلبس على المسلمين، منهم: الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان، والشيخ صالح بن محمد اللحيدان، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وغيرهم.
قلت: فاحتجاج: «السقاف([66])» بـ«سيد بن قطب» وكتابه: «ظلال القرآن» يعتبر مشاقة لعلماء السنة، لأنهم طعنوا في: «سيد بن قطب» وكتابه: «ظلال القرآن».
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /؛ بعدما قرئ عليه بعض الأخطاء: «لسيد بن قطب» في كتابه: «ظلال القرآن»: (وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير!). ([67]) اهـ
وقال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /؛ عن ضلالات: «سيد بن قطب»: (البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام). ([68]) اهـ
قلت: و«سيد بن قطب» هذا في كتابه: «ظلال القرآن» قد فسر كتاب الله تعالى بالباطل، وتعرض بتدوين العقائد البدعية، والقضايا المدمرة للناس وبلدانهم.
قلت: يا علوي؛ أي: فائدة تذكر من: «سيد بن قطب» وكتابه؛ للبلدان الإسلامية، بل هذا الرجل جلب المشاكل الكبرى والصغرى للبلدان الإسلامية!.
منها: قوله: بالاشتراكية!.
وقوله: بجواز إلغاء الرق!.
وقوله: أن الإسلام يصوغ مزيجا من النصرانية والشيوعية!.
وقوله: بحرية العقيدة والعبادة من أي دين.
وقوله: بإلغاء العبادة.
وقوله: بالطعن في العلماء.
وقوله: بالسخرية بالإسلام.
وقوله: عن الكتب الصحيحة الإسلامية، بالكتب الصفراء.
وقوله: بالخروج على الحكام والثورات عليهم في بلدان المسلمين!.
وقوله: بالفكر الأشعري، والجهمي والمعتزلي والخارجي!.
وقوله: بالغلو الشديد في الدين!.
وقوله: بالطعن في صحابة رسول الله r!.
وقوله: بتكفير أمة النبي r!.
وقوله: بالطعن في الرسل عليهم السلام!.
وقوله: بتفسير باطل؛ لمعنى: «لا إله إلا الله»؛ حيث فسرها بالحاكمية والربوبية!.
وقوله: بتكفير المجتمعات الإسلامية!. ([69])
وقوله: بأن مساجد المسلمين، معابد جاهلية.
وقوله: بالشرك في العقيدة الصحيحة.([70])
وقوله: بإنكار الغيبيات الثابتة في الكتاب والسنة، مثل الملائكة، والعرش، وأخذ الكتاب باليمين والشمال يوم القيامة وغير ذلك.
وقوله: بخلق القرآن.([71])
وقوله: بتعطيل الصفات على طريقة الجهمية، مثل: كلام الله تعالى، والاستواء.
وقوله: بوحدة الوجود.
وقوله: بالإنكار للميزان يوم القيامة.
وقوله: بإنكار الأحاديث المتواترة، وأحاديث الآحاد. ([72])
قلت: وهذا يدل على أن: «السقاف» هذا لا يدري ما يخرج من رأسه في احتجاجه بـ«سيد قطب» وكتبه، وكأنه لم ينشأ في دار الإسلام، ولا سمع كلام العلماء في «سيد قطب» وكتبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج4 ص170): (تجد أحدهم يتكلم في «أصول الدين وفروعه» بكلام من كأنه لم ينشأ في دار الإسلام ولا سمع ما عليه أهل العلم والإيمان ولا عرف حال سلف هذه الأمة وما أوتوه من كمال العلوم النافعة والأعمال الصالحة ولا عرف مما بعث الله به نبيه ما يدله على الفرق بين الهدى والضلال والغي والرشاد). اهـ
قلت: وقد بين العلماء ضلالات: «سيد بن قطب» في الدين؛ فقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /؛ عن استهزاء سيد بن قطب؛ بموسى عليه السلام: (الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة). ([73])اهـ
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /؛ عندما طعن سيد بن قطب في «معاوية»، و«عمرو بن العاص»: (كلام قبيح هذا كلام قبيح سب معاوية، وسب لعمرو بن العاص ؛ كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر). ([74]) اهـ
وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /؛ عن كتب سيد قطب: (ينبغي أن تمزق). ([75])اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين /: (كتبوا ملاحظات عليه... على سيد قطب في التفسير، وفي غيره). ([76]) اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين /: (أما تفسير سيد قطب ففيه طوام). ([77]) اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان؛ عن كتاب: «ظلال القرآن» وما فيه من أخطاء: (هذا كلام باطل وإلحاد؛ هذا إلحاد واتهام للإسلام). ([78]) اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
قال تعالى: ﮋ إنك إذا لمن الظالمينﮊ [البقرة: 145]
ذكر الدليل على أن: «علوي بن عبد القادر السقاف» يدعي أن الأمة الإسلامية كانت نائمة، وفي غيبوبة على وجه الأرض من عصور طويلة؛ حتى استيقظتها: «الفرقة الإخوانية» على يد مؤسسها «حسن البنا» باسم: «الصحوة الإسلامية([79])»، وهذا باطل
قال علوي السقاف القطبي في «تخريج أحاديث ظلال القرآن» (ص5 و6): (والذي دفعني للقيام بهذا العمل كثرة تداول هذا الكتاب –يعني: «ظلال القرآن» لسيد قطب- بين أبناء هذه: «الصحوة([80])»المباركة إن شاء الله!.
* ولما كان هذا الكتاب من الكتب التي يقرأها الكثير من شباب الدعوة اليوم ... حتى تسلك هذه الدعوة([81]) الجادة، ولا تخطئ الطريق، فتصل بإذن الله إلى الهدف المنشود، واليوم الموعود([82])، والأمل المرتقب، فقد طال الليل، وحلك ظلامه، وقرب طلوع الفجر([83])، وإنا لموقنون([84]) بذلك يقين من يعلم بعد الليلة غدا). اهـ
قال تعالى: ]وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض[ [الجاثية: 19].
وقال تعالى: ]وإن الظالمين لفي شقاق بعيد[ [الحج: 53].
وقال تعالى: ]والله عليم بالظالمين[ [البقرة: 246].
واعلم رحمك الله أن كلمة: «الصحوة»، أو «شباب الصحوة»، أو «الصحوة الإسلامية» أحدثها المبتدعة لأنفسهم؛ وهم: «الفرقة الإخوانية»، و«الفرقة القطبية»، و«الفرقة السرورية»؛ لانتشار دعوتهم الباطلة بين الشباب المسكين الضائع في الدين!.
قلت: وهذا الوصف لم يعلق الله تعالى عليه حكما؛ لا في الكتاب، ولا في السنة؛ فهو اصطلاح حادث، بل ولا يعرف في منهج السلف.
* وقد جرى استعماله الكفار؛ كالنصارى عندما عادوا على الكنيسة؛ عندما بزعمهم تركوا الالحاد!، ثم تدرج إلى المبتدعة من «الإخوان المسلمين»، وأخذوه
لاسم جماعتهم في البلدان الإسلامية.([85])
قلت: وقد شهد شاهد من أهلها:
قال محمد بن قطب الإخواني في كتابه: «واقعنا المعاصر» (ص401): (إنما نحن فقط ندرس هذه الظاهرة: «ظاهرة الصحوة الإسلامية»، لقد بدأت في قلب رجل واحد –يعني: حسن البنا- فتح الله تعالى عليه، ووهب له من إشراقة الروح، وصفاء الصلة بالله). اهـ
قلت: وهذا يدل أن كلمة: «الصحوة» ذكرت في الاصطلاح: «الفكر الإخواني»، وذلك من تاريخ قيام، ونشأة فرقة: «الإخوان المسلمين» بمصر على يد مؤسسها مرشدها الزنديق: «حسن البنا»، وقد شهد بذلك الزنديق: «محمد قطب» كما سبق.
وقال محمد بن قطب الإخواني في كتابه: «واقعنا المعاصر» (ص403): (لقد كانت هذه الإشراقة في قلب –حسن البنا- وروحه فتحا ربانيا ... وكانت في الوقت ذاته هي الاستجابة الصحيحة للأحداث القائمة منذ أكثر من قرن من الزمان في العالم الإسلامي بأسره، وفي مصر بصفة خاصة). اهـ
وقد ألف محمد بن قطب الإخواني: كتابا أسماه: «الصحوة الإسلامية» قال فيه في (ص75): (جاءت الصحوة الإسلامية في موعدها المقدور عند الله تعالى([86])، وإن فاجأت من فاجأت من الناس من هنا وهناك). اهـ
قلت: ولكن لا خير في هذه: «الصحوة» المنكرة لما فيها من الرعاع والهمج الذين لا خير فيهم إلى قيام الساعة.
قال تعالى: ]فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون (53) فذرهم في غمرتهم حتى حين[ [المؤمنون: 53، 54].
قلت: فهذه الصحوة مثل الفجر الكاذب يبرز ثم يضمحل ولابد طال الزمان أو قصر.
قال تعالى: ]والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا[ [النور: 39].
وقال تعالى: ]ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور[ [النور: 40].
وقال تعالى: ]ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون[ [المجادلة: 18].
وقال تعالى: ]ويحسبون أنهم مهتدون[ [الزخرف: 37].
وقال تعالى: ]أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين (55) نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون[ [المؤمنون: 55، 56].
وقال تعالى: ]مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد[ [إبراهيم: 18].
وقال تعالى: ]قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (103) الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا[ [الكهف: 103، 104].
وعن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: (تعلموا؛ فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في سائر الناس بعدهما). وفي رواية: (الناس ثلاثة: عالم، ومتعلم، وهمج لا خير فيهم).وفي رواية: (وسائر الناس همج لا خير فيهم).
أثر حسن
أخرجه ابن أبي إياس في «العلم والحلم» (ص126 و127)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج5 ص1284)، وأبو العباس الأصم في «حديثه» (200)، وأحمد في «الزهد» (727)، و(732)، والبيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (383)، وفي «شعب الإيمان» (ج7 ص342)، وابن المبارك في «الرقائق» (738)، والدارمي في «المسند» (337)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (134)، و(138)، والسهمي في «تاريخ جرجان» (ص386)، والآجري في «أخلاق العلماء» (ص42)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج1 ص212)، وابن الأعرابي في «الزهد» (66)، وابن ماكولا في «تهذيب مستمر الأوهام» (ص282)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج3 ص398)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج47 ص145)، وابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (243) من طرق عن أبي الدرداء رضي الله عنه به.
وإسناده حسن.
قال الشيخ بكر أبو زيد / في «معجم المناهي اللفظية» (ص209)؛ تحت مادة: «الصحوة الإسلامية»: (هذا وصف لم يعلق الله عليه حكما([87])، فهو اصطلاح حادث، ولا نعرفه في لسان السلف جاريا، وجرى استعماله في فواتح: «القرن الخامس عشر الهجري» في أعقاب عودة «الكفار» كالنصارى إلى «الكنيسة»، ثم تدرج إلى المسلمين، ولا يسوغ للمسلمين استجرار لباس أجنبي عنهم في الدين.
* ولا إيجاد شعار لم يأذن الله تعالى به، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم؛ إذ الألقاب الشرعية توقيفية: «الإسلام»، «الإيمان»، و«الإحسان»، «التقوى»؛ فالمنتسب: «مسلم»، «مؤمن»، «محسن»، «تقي»، فليت شعري! ما هي: النسبة إلى هذا المستحدث: «الصحوة الإسلامية» : صاح، أم ماذا؟!). اهـ
وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الأجوبة المفيدة» (ص87): (أنا لي تحفظ على استعمال هذه الكلمة: «الصحوة الإسلامية»؛ لما فيها من جحود لجهود العلماء المصلحين المستمرة في كل زمان، وجحود للبقايا الصالحة من هذه الأمة التي لا تخلو منها الأرض إلى قيام الساعة). اهـ
قلت: فدعوة الكتاب والسنة لا زالت موجودة، ولا زال المسلمون جميعا يجنون ثمارها المباركة إلى قيام الساعة.
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (والله ما نعرف الصحوة هذه كلمة جديدة؛ يعني الآن المسلمين يصحون، المسلمين من قبل نائمين توهم يصحون، هذا اصطلاح جديد لا نعترف به).([88]) اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على أن: «سيد بن قطب» ألغى صلاة: «الجماعة»، وصلاة: «الجمعة» مطلقا في المساجد كلها، وعطل العبادات فيها، وأطلق على المساجد أنها معابد جاهلية، وكفر الأمة الإسلامية في جميع البلدان، وألغى الدين كله، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» بشيء طول حياته وهذا هو الخذلان: (إن هذا لشيء عجاب) [ص: 5]
* الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، يبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!.
* ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عنان الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب([89])، مخالفون للكتاب، مجمعون على مخالفة الكتاب([90])، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم([91])، فنعوذ بالله من فتنة المضلين.([92])
* الفرقة القطبية: حزب ينتمون إلى: «سيد بن قطب التكفيري»، ومنهجه التكفيري، وهو أحد شيوخهم، ومصنفي كتبهم، وهذه الفرقة أيضا انشقت من: (الإخوان المسلمين) (البنائية) انفرد هو وحزبه بتكفير: «الحكام، والمجتمعات المسلمة»، والخروج عليهم بالكلمة أو بالسلاح، والثورة على المجتمعات، ويعتبرون ذلك من الجهاد في سبيل الله ([93])!!!.([94])
* قال جعفر إدريس تحت عنوان: (قضية المنهج عند «سيد بن قطب» في كتاب (معالم في الطريق): (إن الكاتب – يعني: «سيد بن قطب» – يدعو إلى حركة جديدة يسمي الذين يبدؤونها بالطليعة.
مع أنه كان حين كتب هذا الكتاب – يعني: «معالم في الطريق» – منتميا فعلا إلى: «جماعة الإخوان المسلمين»، وكان معه بالسجن آلاف من أعضاء هذه الجماعة التي كان رئيسا لتحرير جريدتها، والتي طالما تحدث عن أهميتها وفضائلها ومنجزاتها.
* يذكر الكاتب في كلماته الأخيرة التي تنشرها: «جريدة المسلمون اللندنية» أنه عمل لتكوين جماعة تكون امتدادا: «لجماعة الإخوان المسلمين» التي حلها (عبدالناصر) وسجن أعضاءها).([95]) اهـ
* وجماعته درسوا كتبه، وتابعوه في كل ما قاله، واعتقده؛ بل وعظموه كل التعظيم مما جعلهم يتخذون كل ما قاله في كتبه منهجا حقا وصوابا، وإن خالف الأدلة من الكتاب والسنة، وباين منهج السلف الصالح.
* ومن اعتقاد: «سيد بن قطب» تكفيره للأمة الإسلامية:
õقال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج2 ص1057): (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية: «بلا إله إلا الله»، فقد ارتدت البشرية([96]) إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن: «لا إله إلا الله»، وإن ظل فريق منها يرددون على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعي هذا المدلول، وهو يرددها، ودون أن يرفض: «شرعية الحاكمية» التي يدعيها العباد لأنفسهم... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن: «لا إله إلا الله»، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء.... البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض، ومغاربها كلمات: «لا إله إلا الله»؛ بلا مدلول، ولا واقع وهؤلاء أثقل إثما، وأشد عذابا يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الثوري أيضا في «ظلال القرآن» (ج4 ص2122): (أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة([97])، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله، والفقه الإسلامي). اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص91): (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة!.
وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار؛ لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله... وإذا تعين هذا فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبادة واحدة: إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها، وشرعيتها في اعتباره).اهـ
قلت: وهذا في غاية الصراحة، والوضوح في تكفير: «سيد بن قطب» للمجتمعات الإسلامية!!!.([98])
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج3 ص1816): (وتلك هي التعبئة الروحية إلى جواز التعبئة النظامية، وهما معا ضروريتان للأفراد والجماعات، وبخاصة قبيل المعارك والمشقات... وقد عمت الفتنة، وتجبر الطاغوت، وفسد الناس، وأنتنت البيئة، وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة، وهنا يرشدنا الله إلى أمور:
1) اعتزال الجاهلية نتنها، وفسادها، وشرها ما أمكن في ذلك، وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة على نفسها، لتطهرها وتزكيها، وتدربها وتنظمها حتى يأتي وعد الله لها.
2) اعتزال معابد الجاهلية([99])، واتخاذ: «بيوت العصبة المسلمة مساجد» تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي([100])، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح....). اهـ
قلت: فاعتبار: «سيد بن قطب» مساجد المسلمين معابد جاهلية انطلاقا من تكفير مجتمعاتهم، واعتبارها جاهلية، فأي تكفير بعد هذا.
* ولذلك يترك «سيد بن قطب»: «صلاة الجمعة»، ويرى فقهيا بأن: «صلاة الجمعة» تسقط؛ لأنه لا جمعة إلا بخلافة.
* وذكر ذلك علي العشماوي – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين – في كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112) حيث قال بعد مناقشة طويلة مع: «سيد بن قطب»: (... وجاء وقت صلاة الجمعة، فقلت له: دعنا نقم ونصلي، وكانت المفاجأة أن علمت – ولأول مرة – أنه – يعني: سيد بن قطب- لا يصلي الجمعة، وقال: إنه يرى فقهيا – أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وإنه لا جمعة إلا بخلافة...!!!). اهـ
قلت: فهل رأيت أخي الكريم انتكاس الرجل في المفاهيم أكبر من ذلك.
وبالجملة «فسيد بن قطب» سلك مسلكا في تكفير الناس لا يقره عليه عالم مسلم يرسل الكلام على عواهنه في باب: «الحاكمية»، ويكفر عامة الناس بدون ذنب، وبدون إقامة حجة على من لم يصل إليه الإسلام، وبدون التفات إلى تفصيلات العلماء في هذا الباب.
قلت: لذا ترى «خوارج العصر»، يرحبون بفكره التكفيري الخارجي، ويفرحون ويعتزون به، ويستشهدون بأقواله، وتفسيراته في كتبهم، واشرطتهم، ومجلاتهم وجرائدهم، نعوذ بالله من الخذلان.
وهذا المذهب مذهب الخوارج قديما، وحديثا؛ اللهم سلم سلم.
õ وقال سيد بن قطب الثوري في «ظلال القرآن» (ج2 ص1005) : (كان -العرب- يعرفون من لغتهم معنى (إله)، ومعنى: «لا إله إلا الله»، كانوا يعرفون أن الألوهية تعني: «الحاكمية([101]) العليا»... كانوا يعلمون أن: «لا إله إلا الله» ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة هذا الاغتصاب، وخروج على السلطان التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله). اهـ
قلت: فتأمل قوله (الثورة) و(الخروج)، على طريقة مذهب الخوارج.([102])
* وقد شهد شاهد عليهم من أنفسهم.
õ قال القرضاوي – وهو من قادة الإخوانية – في «أولويات الحركة الإسلامية» (ص110): (في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد «سيد بن قطب»، التي تمثل المرحلة الأخرية من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع... وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة). اهـ
õ وقال فريد عبدالخالق – أحد مرشدي الإخوان المسلمين – في «الإخوان المسلمين في ميزان الحق» (ص115): (ألمعنا فيما سبق إلى أن نشأة فكر التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات، وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد: «سيد بن قطب» وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا حاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميه إذا رضوا بذلك). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الثوري في كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» (ص64)؛ وهو يزعم بأن الحكومات الإسلامية مزورة كاذبة: (وبعض هذه الشبهات ناشئ من التباس صورة حكم الإسلام ببعض أنواع الحكومات التي تسمي نفسها حكومات إسلامية، وتمثيل هذه الحكومات لحكم الإسلام؛ كتمثيل ما يسمونهم رجال الدين لفكرة الإسلام؛ كلاهما: تمثيل مزور كاذب مشوه، بل تمثيل النقيض للنقيض، ولكن الجهل بحقيقة فكرة الإسلام عن الحكم حتى بين المثقفين لا يدع صورة للحكم الإسلامي أخرى غير هذه الصورة المزورة الشائهة الكريهة). اهـ
قلت: وهذا طعن في حكومات إسلامية؛ منها: الحكومة الإسلامية في بلد الحرمين في الجزيرة العربية.
قلت: وما جرته دعوة: «سيد بن قطب» الثورية على الإسلام والمسلمين إلا بوارا ودمارا، والعياذ بالله.
قلت: ويقصد بذلك قتال الحكام لأنهم –بزعمه- امتنعوا عن الالتزام بشرائع الإسلام.
إن: «سيد بن قطب» يترسم خطى الثوار الخوارج في منهجه الثوري، وأسلوبه الحماسي الجاهلي حذو القذة بالقذة، ويلبس كل ذلك بلباس الإسلام كعادة الخوارج في كل زمان، ومكان.
* وبعض شباب الأمة اليوم من: «الفرقة القطبية»، و«الفرقة السرورية» وغيرهم يترسمون خطاه حذو القذة بالقذة دون علم ولا هدى ولا كتاب منير!
قلت: لقد نسي: «سيد بن قطب التكفيري» كل هذه الفروق – الإسلامية -، ثم دأب في جل مؤلفاته على أساليب ثورية تهييجية تكفيرية يعرفها كل من قرأ كتبه، وما كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» إلا تهييج وثورة.
* وخذ مثلا واحدا من أمثلة التهييج والثورة والخروج على الحكام:
لقد ختم سيد بن قطب الخارجي كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» (ص113- 122) بفصل يلهب فيه مشاعر جماهير الشعوب ويحركهم للخروج على الأنظمة الحكومية، ويحركهم لأخذ حقوقهم – كما يزعم – بأيديهم على غرار دعوة الثوار الخوارج.
õ قال سيدهم الثوري: (والآن أيتها الجماهير... الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بأيديها... ينبغي أن تفكر في وسائل الخلاص إن أحدا لن يقدم لهذه الجماهير عونا إلا أنفسها، فعليها أن تعنى بأمرها، ولا تتطلع إلى معونة أخرى...) ثم استمر في إلهاب مشاعر الغوغائيين بمثل هذا الأسلوب المهيج باسم الإسلام والإسلام منه براء... إلى أن قال في خاتمة هذا الفصل:
(والآن أيتها الجماهير... لقد تبين أن أحدا لن يمد يده إليك ما لم تمدي أنت يدك إليك إن الطرق جميعا لا تؤدي إلى الخلاص الحق اللهم إلا طريقك الواحد الأصيل.
أيتها الجماهير... لقد تعين لك طريق الكرامة الإنسانية، وطريق العدالة الاجتماعية، وطريق المجد الذي عرفته الأمة الإسلامية مرة، والذي تملك أن تعرفه مرة أخرى... لو تفيق.
أيتها الجماهير... هذا هو الإسلام حاضر يلبي كل راغب في العزة والاستعلاء والسيادة، وكل راغب في المساواة، والحرية، والمساواة، وكل من يؤمـن بنفسه، وقومه، ووطنه([103]) وكل من يشعر أن له مكانا كريما في ذلك الوجود.
أيتها الجماهير:... هذا هو الطريق...). اهـ
قلت: بهذا الأسلوب المهيج المثير الذي احتذى فيه أسلوب من ذكرناهم من الخوارج، كل ذلك يلبسه: «سيد بن قطب» لباس الإسلام، ويهيج به الغوغاء، والهمج بما فيه سواد: «الإخوان المسلمين».
* وقامت الثورة بقيادة ضباط (الإخوان المسلمين)، وبقيادة الضباط الأحرار، وهم: جزء من (الإخوان المسلمين)، وعلى رأسهم: «سيد بن قطب» على الحكومة المصرية في ذلك الوقت... وهذا ليس هو الطريق الصحيح للدعوة إلى الله تعالى.
قلت: لقد تحولت الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد الحكومة الفاروقية...
* وأول ما انصبت عواقب هذه الثورة الغوغائية على رؤوس مهندسيها (الإخوان المسلمين)، ومنهج: «سيد بن قطب» المهندس!.
والله يعلم ماذا سيلاقون من الجزاء بهذه السنة السيئة التي سنوها للأنظمة الثورية في «العراق»، و«ليبيا»، و«اليمن»، و«السودان»، و«الجزائر»، و«فلسطين»، و«سوريا»، و«الخليج»، وغيرها.
õ واستمع إلى سنته السيئة التي سنها للناس:
قال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص91)؛ وهو يكفر دول المسلمين: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة([104]». اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص8): (إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية([105]) من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وانظمتها).اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص17): (نحن اليوم في جاهلية؛ كالجاهلية التي عاصرها الإسلام، أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية... تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، وموارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا... هو كذلك من صنع هذه الجاهلية!)([106]).اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص18): (ثم لابد من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي، والتصورات الجاهلية، والتقاليد الجاهلية، والقيادة الجاهلية في خاصة نفوسنا)([107]). اهـ
قلت: وهذا إنما حصل: «لسيد بن قطب» التكفيري هذه الإطلاقات على المجتمعات الإسلامية بسبب بعده عن منهج الله تعالى وشرعه([108])، فهو لم يفرق بين الجاهلية المطلقة التي هي الجاهلية الكفر، وبين الجاهلية المقيدة التي هي الجاهلية المعصية؛ كما جاءت في الأحاديث الصحيحة.
قلت: فأطلق سيد بن قطب التكفيري على المجتمعات الإسلامية بالجاهلية المطلقة بسبب جهله بشرع الله تعالى.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على أن: «سيد بن قطب» ألغى صلاة: «الجمعة في المساجد» مطلقا، وعطل العبادات فيها كلها، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» بشيء طول حياته: (إن هذا لشيء يراد) [ص: 6].
* بيان حقيقة: «سيد بن قطب» التكفيري في عدم صلاته: «لصلاة الجمعة»، ويرى فقهيا بأن: «صلاة الجمعة» سقطت لعدم وجود – بزعمه – الخلافة الراشدة. والله المستعان.
فسيد بن قطب التكفيري يترك: «صلاة الجمعة»، ويرى فقهيا بأن: «صلاة الجمعة» تسقط لأنه لا جمعة إلا بخلافة.
وذكر ذلك علي العشماوي([109]) – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين– في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112) حيث قال بعد مناقشة طويلة مع: «سيد بن قطب» التكفيري: (... وجاء وقت: «صلاة الجمعة»، فقلت له: دعنا نقم ونصلي، وكانت المفاجأة أن علمت – ولأول مرة – أنه – يعني: «سيد بن قطب» – لا يصلي الجمعة، وقال: إنه يرى فقهيا – أن: «صلاة الجمعة» تسقط إذا سقطت الخلافة، وإنه لا جمعة إلا بخلافة...!!!). اهـ
فهل رأيت أخي الكريم انتكاس الرجل في المفاهيم أكبر من ذلك.
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل على أن : «علوي بن عبد القادر السقاف» القطبي يسير على خطى: «سيد بن قطب» التكفيري من نشر تعاليم الفكر الخارجي، وتهييج الناس على حكامهم، والخروج عليهم، وزرع الفتن في أوساط المسلمين، بل: إن «سيد بن قطب» التكفيري ألغى صلاة: «الجماعة»، و«الجمعة» في المساجد مطلقا، وعطل العبادات فيها، وأطلق على المساجد أنها معابد جاهلية، وكفر الأمة الإسلامية في جميع البلدان، وألغى الدين كله، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» نعوذ بالله من الخذلان
* هذا العصر تلاطمت فيه أمواج الجماعات الهدامة، وكثر فيه دعاة البدعة والفتنة، والضلالة والجهالة، وأصحاب الشبه، وظهرت فيه بعض الكتب الفكرية البدعية التي تلبس على المسلمين دينهم بستار نصر الإسلام، ناهيك عما تفعله في العالم من تشويش، وتحريض، لإيقاع الفتنة بين الناس، كما هو مشاهد.([110])
قلت: والحديث عن الفرق الهدامة له شأن، وأهمية للمسلمين، ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق، ومن محدثاتها، وضلالاتها لكي لا يقعوا في شرها.
عــــــــــــــرفــــــــــــت الــــــشــــــــــــــر لا |
|
|
للشـــــــــــر لـــكــــــن لـــتـــــــــــوقـــيـــــــــه
|
ومــــــــن لا يـــــعــــــرف الـــــشــــــــــــــر |
|
|
مـــــــــن الـــخــــيـــــــر يــــقـــــع فـــيـــــــه |
قلت: ومن لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه... إذا فلابد من معرفة دعاة الضلالة.... اللهم سلم سلم.
عن حذيفة بن اليمان t قال: (كان الناس يسألون رسول الله r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني؛ فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟؛ قال: نعم. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم([111]) يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة([112]) إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟، فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تامرني إن أدركني ذلك؟، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟؛ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك).([113])
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «لمحة عن الفرق الضالة» (ص6): (فمعرفة الفرق ومذاهبها وشبهاتها، ومعرفة الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، وما هي عليه فيه خير كثير للمسلم، لأن هذه الفرق الضالة عندها شبهات، وعندها مغريات تضليل، فقد يغتر الجاهل بهذه الدعايات، وينخدع بها فينتمي إليها؛ كما قال r لما ذكر في حديث حذيفة: (هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: نعم، قوم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)، فالخطر شديد).اهـ
وعن العرباض بن سارية t قال: (وعظنا رسول الله r موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار).
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج4 ص200)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص45)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص17)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص126)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص44)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص205)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص104) من طرق عن العرباض بن سارية t به.
وإسناده صحيح.
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «لمحة عن الفرق الضالة» (ص6): «فأخبر r أنه سيكون هناك اختلاف وتفرق، وأوصى عند ذلك بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والتمسك بسنة الرسول r، وترك ما خالفها من الأقوال، والأفكار، والمذاهب المضلة، فإن هذا طريق النجاة، وقد أمر الله تعالى بالاجتماع والاعتصام بكتابه، ونهى عن التفرق؛ قال تعالى: ﴿(#qßJÅÁtGôã$#ur È@ö7pt¿2 «!$# $YèÏJy_ wur (#qè%§xÿs? 4 ﴾([114]) الآيـة؛ إلى أن قـال تعالى: ﴿wur (#qçRqä3s? tûïÏ%©!$%x. (#qè%§xÿs? (#qàÿn=tF÷z$#ur .`ÏB Ï÷èt/ $tB æLèeuä!%y` àM»oYÉit6ø9$# 4 y7Í´¯»s9'ré&ur öNçlm; ë>#xtã ÒOÏàtã ÇÊÉÎÈ tPöqt Ùuö;s? ×nqã_ãr uqó¡n@ur ×nqã_ãr ﴾([115]) وقال تعالى:﴿¨bÎ) tûïÏ%©!$# (#qè%§sù öNåks]Ï (#qçR%x.ur $YèuÏ© |Mó¡©9 öNåk÷]ÏB Îû >äóÓx« 4 !$yJ¯RÎ) öNèdáøBr& n<Î) «!$# §NèO Nåkã¨Îm6t^ã $oÿÏ3 (#qçR%x. tbqè=yèøÿt ﴾ ([116]) فالدين واحد، وهو ما جاء به رسول الله r، لا يقبل الانقسام إلى ديانات، وإلى مذاهب مختلفة([117])، بل دين واحد: هو دين الله تعالى؛ وهو ما جاء به رسول الله r([118])، وترك أمته حيث ترك r أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك).اهـ
قلت: فالأمر يحتاج إلى اهتمام شديد، لأنه كلما تأخر الزمان كثرت الفرق، وكثرت الشبهات، وكثرت النحل والمذاهب الباطلة، وكثرت الجماعات المتفرقة.
* لكن الواجب على المسلم أن ينظر، فما وافق كتاب الله تعالى وسنة رسوله r أخذ به ممن جاء به، كائنا من كان، لأن الحق ضالة المؤمن.([119])
قلت: وليست العبرة بالكثرة في معرفة الحق، بل العبرة بالموافقة للحق، ولو لم يكن عليه إلا قلة من المسلمين، ولذلك فلا تغتر بكثرة بعض الجماعات الإسلامية الضالة.([120])
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «لمحة عن الفرق الضالة» (ص22): (وأهل السنة والجماعة، لا يضرهم من خالفهم... والمخالف لا يضر إلا نفسه... وليست العبرة بالكثرة، بل العبرة بالموافقة للحق، ولو لم يكن عليه إلا قلة من الناس، حتى ولو لم يكن في بعض الأزمان إلا واحد من الناس؛ فهو على الحق، وهو الجماعة.
فلا يلزم من الجماعة الكثرة، بل الجماعة من وافق الحق، ووافق الكتاب والسنة، ولو كان الذي عليه قليل.
* أما إذا اجتمع كثرة وحق فالحمد لله هذا قوة. أما إذا خالفته الكثرة، فنحن ننحاز مع الحق، ولو لم يكن معه إلا القليل). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «الفقه في الدين عصمة من الفتن» (ص12): (من أعظم الفتن فتنة التفرق، والاختلاف، وظهور الفرق، والجماعات هذا من أعظم الفتن، وهذا شيء أخبر عنه النبي r). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «العلم» (ص81): (فيجب على طالب العلم أن يتخلى عن: الطائفية والحزبية بحيث يعقد الولاء والبراء على طائفة معينة، أو على حزب معين). اهـ
قلت: لا شك أن الرجل إذا كان متحزبا، ومندرجا تحت لواء التنظيم والحزب، فإنه يعمل ضمن ضوابط وأطر الحزب، وهذه الضوابط لا شك أنها تقيد العضو فيها من التحرر من كثير من باطل الحزب وأخطائه إذا ظهر له بطلانها، وأقل أحواله السكوت مراعاة لتوهم مصلحة الحزب، والتي ربما توهم أنها متلازمة مع مصلحة الإسلام.
* وحصل تطرف وغلو شديد لدى كثير من قيادات الأحزاب والتنظيمات في تعاملهم مع المنكر لباطلهم، بحيث يرون فعله خروجا على الجماعة؛ وذلك لانحرافهم في مفهوم الجماعة حيث يرى هؤلاء الحزبيون أن حزبهم هو جماعة المسلمين.
* وبسبب هذه السلبية في التعامل مع باطل الحزب، ترى الحزب ماضيا في بعده عن السنة، وما يزيده الوقت إلا إصرارا على ما هو عليه.([121])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين /: (فمعلوم لدى كل أحد ما يجري في الساحة الإسلامية من ظهور الجماعات المتفرقة المتحزبة([122]) التي طفت على سطح الماء في هذه الآونة الأخيرة ... وهذه التحزبات، وهذه المجادلات لا شك أنها تصد الإنسان عن دين الله تعالى).([123]) اهـ
وقال العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني /: (والقاصي والداني يعلم أننا لا نؤيد كل هذه التكتلات الحزبية، بل نعتقد أنها مخالفة لنصوص الكتاب والسنة).([124])اهـ
قلت: فيؤخذ من ذلك أن الحق والهدى واحد لا يتعدد، ولا يختلف.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «لمحة عن الفرق الضالة» (ص60): (وما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة؛ إلا امتداد لهذه الفرق، وفروع عنها).
وقال الحافظ الذهبي / في «التمسك بالسنن» (ص32): (واتباع الشرع والدين متعين، واتباع غير سبيل المؤمنين بالهوى، وبالظن، وبالعادات المردودة مقت وبدعة).اهـ
فهما طريقان: اتباع الرسول r والسنة، أو اتباع الهوى والبدعة، وليس من سبيل إلى ثالث، فمن لم يتبع الرسول r فلابد أن يتبع الهوى.
قال تعالى: ﴿ä bÎ*sù óO©9 (#qç7ÉftFó¡o y7s9 öNn=÷æ$$sù $yJ¯Rr& cqãèÎ7Ft öNèduä!#uq÷dr& 4 ô`tBur @|Êr& Ç`£JÏB yìt7©?$# çm1uqyd ÎötóÎ/ Wèd ÆÏiB «!$# 4 cÎ) ©!$# w Ïöku tPöqs)ø9$# tûüÏJÎ=»©à9$# ÇÎÉÈ ﴾.([125])
وقال تعالى: ﴿ä â/ä3Ï9ºxsù ª!$# ÞOä3/u ,ptø:$# ( #s$yJsù y÷èt/ Èd,ysø9$# wÎ) ã@»n=Ò9$# ( 4¯Tr'sù cqèùuóÇè? ÇÌËÈ﴾.([126])
قال الإمام القرطبي / في «جامع أحكام القرآن» (ج8 ص335): ((ذا) صلة، أي: ما بعد عبادة الإله الحق إذا تركت عبادته إلا الضلال... قال علماؤنا: حكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق، والباطل منزلة ثالثة... والضلال حقيقته الذهاب عن الحق). اهـ
قلت: فاتباع الآراء، والرجال دون ما جاء به الرسول r اتباع للهوى، وعدول عن الصراط المستقيم.
قال تعالى: ﴿ ¨br&ur #x»yd ÏÛºuÅÀ $VJÉ)tGó¡ãB çnqãèÎ7¨?$$sù ( wur (#qãèÎ7Fs? @ç6¡9$# s-§xÿtGsù öNä3Î/ `tã ¾Ï&Î#Î7y 4 öNä3Ï9ºs Nä38¢¹ur ¾ÏmÎ/ öNà6¯=yès9 tbqà)Gs? ÇÊÎÌÈ ﴾.([127])
قلت: فالصراط المستقيم واحد، والحيد عنه يكون إلى سبل متشعبة، ولقد قال ابن مسعود t: (ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا، إن آمن آمن، وإن كفر كفر، فإنه لا أسوة في الشر).
أثر صحيح
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص93)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» تعليقا (ج2 ص989).
وإسناده صحيح.
وذكره الهيثمي في «الزوائد» (ج1 ص180) ثم قال: رواه الطبراني في «الكبير» ورجاله رجال الصحيح.
قال العلامة الشاطبي / في «الموافقات» (ج4 ص63): (الشريعة كلها ترجع إلى قول واحد في فروعها، وإن كثر الخلاف؛ كما أنها في أصولها كذلك، ولا يصلح فيها غير ذلك... قال تعالى: ﴿ ¨br&ur #x»yd ÏÛºuÅÀ $VJÉ)tGó¡ãB çnqãèÎ7¨?$$sù ( wur (#qãèÎ7Fs? @ç6¡9$# s-§xÿtGsù öNä3Î/ `tã ¾Ï&Î#Î7y 4 öNä3Ï9ºs Nä38¢¹ur ¾ÏmÎ/ öNà6¯=yès9 tbqà)Gs? ÇÊÎÌÈ ﴾ [الأنعام:153]. فبين تعالى أن طريق الحق واحد، وذلك عام في جملة الشريعة وتفاصيلها). اهـ
فعن عبد الله بن مسعود t قال: «خط لنا رسول الله خطا، ثم قال: هذا سبيل الله؛ ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله ثم قال: هذه سبل متفرقة، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ:﴿ ¨br&ur #x»yd ÏÛºuÅÀ $VJÉ)tGó¡ãB çnqãèÎ7¨?$$sù ( wur (#qãèÎ7Fs? @ç6¡9$# s-§xÿtGsù öNä3Î/ `tã ¾Ï&Î#Î7y 4 öNä3Ï9ºs Nä38¢¹ur ¾ÏmÎ/ öNà6¯=yès9 tbqà)Gs? ÇÊÎÌÈ ﴾.
حديث حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج1 ص435)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص318)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص196)، وابن نصر في «السنة» (ص5)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج6 ص343).
وإسناده حسن.
قلت: فتعدد السبل الشيطانية لا عصمة منه إلا التمسك بحبل الله تعالى الذي هو كتابه ودينه، والذي بعث به نبيه المعصوم محمدا r، فقام به بيانا، وتفصيلا بسنته وهديه، فلم يقبضه ربه إليه سبحانه إلا وقد أبان الحق من الباطل، وترك أمته على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك.
إنها تنبيهات للأمة الإسلامية لعلها تحذر كيد الكافرين من الخارج... وكيد الحزبيين من الداخل... وتستفيق فلا تتبع سبيل المجرمين.
* وأهل السنة عرفوا سبيل المخالفين فكشفوه للمسلمين نصحا لله تعالى، ورسوله r، وللمؤمنين، فلا يجوز التعرض لهم بالتجريح لا تصريحا، ولا تلميحا؛ بأنهم يفرقون الأمة الإسلامية، والله كشف الباطل، وفضح زخرفته على يد أهل السنة؛ لتستبين سبيل المجرمين.
قال تعالى: ﴿ y7Ï9ºxx.ur ã@Å_ÁxÿçR ÏM»tFy$# tûüÎ7oKó¡oKÏ9ur ã@Î6y tûüÏBÌôfßJø9$# ÇÎÎÈ ﴾([128])
قلت: وهذا الخطاب وإن كان للنبي r لكنه عام لجميع الأمة.
ولذلك فإن استبانة سبيل المجرمين ضرورية لوضوح سبيل المؤمنين، ومن أجل ذلك فإن استبانة سبيل المجرمين كانت هدفا من أهداف التفصيل الرباني للآيات؛ لأن أي شبهة، أو غبش في سبيل المجرمين ترتد غبشا، ولبسا على سبيل المؤمنين، وبهذا يكون سفور الكفر، والبدع، والإجرام، والشر ضروريا؛ لوضوح الإيمان، والخير، والصلاح.
قلت: وبهذا يتضح الجانب المضاد من الباطل... والتأكد أن هذا باطل محض؛ لأنه لا بد من تمايز أمور وتميزها.
ولذلك قيل: (وبضدها تتميز الأشياء).
قال الإمام ابن قتيبة / في «تأويل مختلف الحديث» (ص14): (ولن تكتمل الحكمة، والقدوة؛ إلا بخلق الشيء وضده، ليعرف كل واحد منهما بصاحبه، فالنور يعرف بالظلمة، والعلم يعرف بالجهل، والخير بالشر، والنفع يعرف بالضر، والحلو يعرف بالمر). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «البيان» (ص18): (المسلم بعد أن يعرف الحق يجب عليه أن يعرف ما يضاده من الباطل القديم والحديث ليجتنبه، ويحذر منه، والله جل وعلا ذكر الكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله في قوله: ﴿ `yJsù öàÿõ3t ÏNqäó»©Ü9$$Î/ -ÆÏB÷sãur «!$$Î/ Ïs)sù y7|¡ôJtGó$# Íouróãèø9$$Î/ 4s+øOâqø9$# ﴾([129]) وكيف يكفر بالطاغوت من لا يدري ما هو الطاغوت؟!، وكيف يتجنب الباطل من لا يعرف الباطل؟!). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «البيان» (ص20): (لا يمكن مدافعة الأفكار المنحرفة المعاصرة؛ إلا بعد دراسة الأفكار المنحرفة التي سبقتها؛ لأنها في الغالب منحدرة عنها ومشابهة لها، وإذا عرفنا السلاح الذي قاوم به أسلافنا الأفكار المنحرفة في وقتهم؛ أمكننا أن نستخدم ذلك السلاح في وجه الأفكار المعاصرة، فلا غنى لنا عن الارتباط بأسلافنا، والإمام مالك / يقول: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها)([130]).اهـ
وهكذا يجب على العاملين للإسلام على بصيرة أن يبدؤوا بتجديد سبيل المؤمنين لاتباعها، وتجريد سبيل المجرمين لاجتنابها، وذلك في الواقع لا النظريات.
قلت: ولا يظن البعض أن الحرب فقط بين أهل الإسلام، وأهل الكفر([131]) في الخارج، بل أيضا بين أهل البدع والتحزب([132]) في الداخل.
* ومن هنا يعرف أهل الحق، وأهل الباطل الذين يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجا.
ولا تعرف الحق بالرجال، بل اعرف الحق تعرف أهله، وعادة الضعفاء يعرفون الحق بالرجال لا الرجال بالحق، والعاقل يعرف الحق، ثم ينظر في قول نفسه، فإن كان حقا قبله، وإن كان باطلا رده، وهذا هو المنهج الذي سار عليه أئمتنا بصفائه ونقائه.
* فمن أجل صيانة الدعوة الصحيحة، وأهلها يجب تعلم أفكار الفرق الضالة القديمة والجديدة، ونشر ذلك بين المسلمين، وخاصة طلبة العلم حتى لا يؤتى الإسلام من قبلهم، وحتى يتحقق الأمن والاستقرار، ويأمن الناس من الفتن، وتستقيم أمور الأمة الإسلامية وأحوالها.
والفرقة القطبية: حزب ينتمون إلى: «سيد بن قطب التكفيري»، ومنهجه التكفيري، وهو أحد شيوخهم، ومصنفي كتبهم، وهذه الفرقة أيضا انشقت من: «الإخوان المسلمين»، «البنائية»، انفرد هو وحزبه بتكفير الحكام والمجتمعات المسلمة، والخروج عليهم بالكلمة أو بالسلاح، والثورة على المجتمعات ويعتبرون ذلك من الجهاد في سبيل الله([133])!!!.([134])
* قال جعفر إدريس تحت عنوان: (قضية المنهج عند «سيد بن قطب» في كتاب (معالم في الطريق): (إن الكاتب – يعني: «سيد بن قطب» – يدعو إلى حركة جديدة يسمي الذين يبدؤونها بالطليعة.
* مع أنه كان حين كتب هذا الكتاب – يعني: «معالم في الطريق» – منتميا فعلا إلى: «جماعة الإخوان المسلمين»، وكان معه بالسجن آلاف من أعضاء هذه الجماعة التي كان رئيسا لتحرير جريدتها، والتي طالما تحدث عن أهميتها وفضائلها ومنجزاتها.
* يذكر الكاتب في كلماته الأخيرة التي تنشرها: «جريدة المسلمون اللندنية» أنه عمل لتكوين جماعة تكون امتدادا: «لجماعة الإخوان المسلمين» التي حلها (عبدالناصر) وسجن أعضاءها).([135]) اهـ
قلت: وجماعته درسوا كتبه، وتابعوه في كل ما قاله، واعتقده بل وعظموه كل التعظيم مما جعلهم يتخذون كل ما قاله في كتبه منهجا حقا وصوابا، وإن خالف الأدلة من الكتاب والسنة، وباين منهج السلف الصالح.
* ومن اعتقاد سيد بن قطب تكفيره للأمة الإسلامية.
õ قال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج2 ص1057): (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية: «بلا إله إلا الله»، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان، ونكصت عن: «لا إله إلا الله»، وإن ظل فريق منها يرددون على المآذن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعي هذا المدلول، وهو يرددها، ودون أن يرفض: «شرعية الحاكمية» التي يدعيها العباد لأنفسهم... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن: «لا إله إلا الله»، فأعطت لهؤلاء العباد: «خصائص الألوهية»، ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء.... البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن([136]) في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا الله» بلا مدلول، ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الثوري أيضا في «ظلال القرآن» (ج4 ص2122): (أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله، والفقه الإسلامي). اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص91): (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة!.
* وهذه المجتمعات لا تدخل في هذا الإطار لأنها تعتقد: «بألوهية أحد غير الله»... وإذا تعين هذا فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبادة واحدة: إنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها، وشرعيتها في اعتباره).اهـ
* وهذا في غاية الصراحة والوضوح في تكفير: «سيد بن قطب» للمجتمعات الإسلامية!!!.([137])
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج3 ص1816): (وتلك هي التعبئة الروحية إلى جواز التعبئة النظامية، وهما معا ضروريتان للأفراد والجماعات، وبخاصة قبيل المعارك والمشقات... وقد عمت الفتنة، وتجبر الطاغوت، وفسد الناس، وأنتنت البيئة، وكذلك كان الحال على عهد فرعون في هذه الفترة، وهنا يرشدنا الله إلى أمور:
1) اعتزال الجاهلية نتنها وفسادها وشرها ما أمكن في ذلك، وتجمع العصبة المؤمنة الخيرة النظيفة على نفسها، لتطهرها وتزكيها، وتدربها وتنظمها حتى يأتي وعد الله لها.
2) اعتزال معابد الجاهلية([138])، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد، تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي([139])، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح....).اهـ
فاعتبار: «سيد بن قطب» مساجد المسلمين معابد جاهلية انطلاقا من تكفير مجتمعاتهم، واعتبارها جاهلية، فأي تكفير بعد هذا.
ولذلك يترك «سيد بن قطب» صلاة الجمعة، ويرى فقهيا بأن صلاة الجمعة تسقط لإنه لا جمعة إلا بخلافة.
* وذكر ذلك علي العشماوي – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين – في كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112) حيث قال بعد مناقشة طويلة مع سيد بن قطب: (... وجاء وقت صلاة الجمعة، فقلت له: دعنا نقم ونصلي، وكانت المفاجأة أن علمت – ولأول مرة – أنه – يعني: سيد ين قطب- لا يصلي الجمعة، وقال: إنه يرى فقهيا – أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وإنه لا جمعة إلا بخلافة...!!!). اهـ
فهل رأيت أخي الكريم انتكاس الرجل في المفاهيم أكبر من ذلك.
وبالجملة «فسيد بن قطب» سلك مسلكا في تكفير الناس لا يقره عليه عالم مسلم يرسل الكلام على عواهنه في باب الحاكمية، ويكفر عامة الناس بدون ذنب، وبدون إقامة حجة، وبدون التفات إلى تفصيلات العلماء في هذا الباب.
* لذا ترى: «خوارج العصر»([140]) يرحبون بفكره التكفيري الخارجي، ويفرحون ويعتزون به، ويستشهدون بأقواله وتفسيراته في كتبهم وأشرطتهم ومجلاتهم وجرائدهم.
وهذا المذهب مذهب الخوارج قديما اللهم سلم سلم.
õ وقال سيد بن قطب الثوري في «ظلال القرآن» (ج2 ص1005) : (كان -العرب- يعرفون من لغتهم معنى: «إله»، ومعنى: «لا إله إلا الله»، كانوا يعرفون أن الألوهية؛ تعني: «الحاكمية»([141]) العليا... كانوا يعلمون أن: «لا إله إلا الله» ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة هذا الاغتصاب، وخروج على السلطان التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله). اهـ
قلت: فتأمل قوله: «الثورة»، و«الخروج»، على طريقة مذهب الخوارج.([142])
* وقد شهد شاهد عليهم من أنفسهم.
õ قال القرضاوي – وهو من قادة الإخوانية – في «أولويات الحركة الإسلامية» (ص110): (في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد «سيد بن قطب»، التي تمثل المرحلة الأخرية من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع... وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة). اهـ
õ وقال فريد عبدالخالق – أحد مرشدي الإخوان المسلمين – في «الإخوان المسلمين في ميزان الحق» (ص115): (ألمعنا فيما سبق إلى أن نشأة فكر التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد سيد بن قطب وكتاباته، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية، وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا الحاكمية لله بعدم الحكم بما أنزل الله، ومحكوميه إذا رضوا بذلك). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الثوري في كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» (ص64)؛ وهو يزعم بأن الحكومات الإسلامية مزورة كاذبة: (وبعض هذه الشبهات ناشئ من التباس صورة حكم الإسلام ببعض أنواع الحكومات التي تسمي نفسها حكومات إسلامية، وتمثيل هذه الحكومات لحكم الإسلام كتمثيل ما يسمونهم رجال الدين لفكرة الإسلام كلاهما تمثيل مزور كاذب مشوه، بل تمثيل النقيض للنقيض، ولكن الجهل بحقيقة فكرة الإسلام عن الحكم حتى بين المثقفين لا يدع صورة للحكم الإسلامي أخرى غير هذه الصورة المزورة الشائهة الكريهة). اهـ
قلت: وهذا طعن في حكومات إسلامية منها الحكومة الإسلامية السلفية في بلد الحرمين؛ في الجزيرة العربية.
وما جرته دعوة: «سيد بن قطب» الثورية على الإسلام والمسلمين إلا بوارا ودمارا، والعياذ بالله.
* خروج الفرقة القطبية على الأنظمة الحاكمة وأهلها:
õ قال محمد بن قطب الخارجي في «واقعنا المعاصر» (ص486) حول أهمية التربية التنظيمية السرية للخروج على الحكام: (أما الذين يسألون إلى متى نظل نربي دون أن نعمل؟ فلا نستطيع أن نعطيهم موعدا محددا، فنقول لهم: عشر سنوات من الآن!، أو عشرين سنة من الآن!، فهذا رجم بالغيب لا يعتمد على دليل واضح، وإنما نستطيع أن نقول لهم: نظل نربي – يعني: للخروج على الحكام – حتى تتكون القاعدة المطلوبة بالحجم المطلوب). اهـ
وانظر إلى قوله: (أما الذين يسألون إلى متى نظل نربي دون أن نعمل..).
أليست التربية عملا؟! فلماذا فرق بينهما، وبين قوله: (دون أن نعمل)؟.([143])
* فرق بين التربية والعمل، لأنه يريد عملا مخصوصا، هو الخروج على الأنظمة الحاكمة وأهلها!!!. ([144])
وهؤلاء ما دام عندهم تنظيم، وعندهم جماعة، وعندهم طاعة، وعندهم بيعة، وعندهم قيادة، فهم متأهبون للخروج....
واستمع إلى قول أعضاء الفرقة القطبية([145]) في الخروج على الحكام: قالوا: (إن البيان والتذكير فريضة ثابتة في الحالتين، إذ الفرض أن الأولى تحرم في إطار إسلامي، بخلاف الثانية، فإنها تتحرك في إطار علماني، أدار ظهره للإسلام، وتنكر لأصوله المجملة.
والأصل في ذلك كله أن الحركات الإسلامية اليوم بمثابة الجيوش، التي ينبغي أن تنتظم فيها الأمة كلها، على اختلاف مذاهبها ومشاربها لدفع فتنة الكفر ورد خطره عن دار الإسلام، فهي البديل عن الدولة الإسلامية، التي كانت تجند كافة المسلمين إذا داهم العدو دار المسلمين، ولا تحجب أحدا ممن ثبت له عقد الإسلام من الاشتراك في هذا الجهاد، ولا تمنعه من الغنيمة والفيء: ما دامت يده مع المسلمين.
* هذا هو الإطار الذي يجب أن توضع فيه الحركات الإسلامية، عندما تكون مرحلة الدفاع، والمواجهة، والتصدي، لمن تقاسموا على حرب الإسلام، وإبادة أهله، وهي في معظم أحوالها كذلك، ما دامت السيادة لغير المسلمين في بلاد الله([146])، وما دام جنده محجوبين عن الشريعة في هذه البلاد.
* ذلك أنه بسقوط الخلافة الإسلامية، وانعدام شرعية الراية في أغلب بلاد المسلمين؛ نظرا لانعقادها على العلمانية، وتحكيم القوانين الوضعية، والتحاكم إلى أحوال الأمة بدلا من التحاكم إلى الكتاب والسنة، أخذت الحركات الإسلامية على عاتقها مهمة الجهاد، لاستئناف الوجود الإسلامي، وإقامة الدولة الإسلامية، والوقوف في وجه الكفر القادم من الغرب، ومن الشرق).([147]) اهـ
قلت: والحامل لهم على هذا الكلام هو ترويج ما يدعون إليه من مناهج، وأفكار إرهابية في الهمج والرعاع؛ لإسقاط الحكومات الإسلامية.
õ وقال صلاح الصاوي القطبي في «الثوابت والمتغيرات» (ص265)؛ وهو يحث على العمليات التفجيرية: (ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجال ببعض هذه الأعمال الجهادية – من التفجيرات وغيرها – ويظهر النكير عليها آخرون، ولا يبعد تحقيق ذلك عمليا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد). اهـ
* وبذلك يتحقق لهم هدفهم بكل دقه للوصول إلى الحكم.
õ وقال صلاح الصاوي القطبي في «الثوابت والمتغيرات» (ص270): (مشروعية قتال من امتنع عن الالتزام بشرائع الإسلام). اهـ
قلت: ويقصد بذلك قتال الحكام؛ لأنهم –بزعمه- امتنعوا عن الالتزام بشرائع الإسلام.
إن سيد بن قطب يترسم خطى الثوار الخوارج في منهجه الثوري، وأسلوبه الحماسي الجاهلي حذو القذة بالقذة، ويلبس كل ذلك بلباس الإسلام كعادة الخوارج في كل زمان ومكان.
* وبعض شباب الأمة اليوم من: «الفرقة القطبية»، و«الفرقة السرورية»، و«الفرقة التراثية» وغيرهم يترسمون خطاه حذو القذة بالقذة دون علم، ولا هدى، ولا كتاب منير!
* لقد نسي سيد بن قطب التكفيري كل هذه الفروق – الإسلامية -، ثم دأب في جل مؤلفاته على أساليب ثورية تهييجية تكفيرية يعرفها كل من قرأ كتبه، وما كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» إلا تهييج وثورة.
* وخذ مثلا واحدا من أمثلة التهييج، والثورة والخروج على الحكام:
لقد ختم سيد بن قطب الخارجي كتابه «معركة الإسلام والرأسمالية» (ص113- 122)؛ بفصل يلهب فيه مشاعر جماهير الشعوب ويحركهم للخروج على الأنظمة الحكومية، ويحركهم لأخذ حقوقهم – كما يزعم – بأيديهم على غرار دعوة الثوار الخوارج.
õ قال سيدهم الثوري: (والآن أيتها الجماهير... الآن ينبغي أن تتولى الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة قضيتها بأيديها... ينبغي أن تفكر في وسائل الخلاص إن أحدا لن يقدم لهذه الجماهير عونا إلا أنفسها، فعليها أن تعنى بأمرها، ولا تتطلع إلى معونة أخرى...) ثم استمر في إلهاب مشاعر الغوغائيين بمثل هذا الأسلوب المهيج باسم الإسلام والإسلام منه براء... إلى أن قال في خاتمة هذا الفصل:
(والآن أيتها الجماهير... لقد تبين أن أحدا لن يمد يده إليك ما لم تمدي أنت يدك إليك إن الطرق جميعا لا تؤدي إلى الخلاص الحق اللهم إلا طريقك الواحد الأصيل.
أيتها الجماهير... لقد تعين لك طريق الكرامة الإنسانية، وطريق العدالة الاجتماعية، وطريق المجد الذي عرفته الأمة الإسلامية مرة، والذي تملك أن تعرفه مرة أخرى... لو تفيق.
أيتها الجماهير... هذا هو الإسلام حاضر يلبي كل راغب في العزة والاستعلاء والسيادة وكل راغب في المساواة والحرية والمساواة وكل من يؤمـن بنفسه وقومه ووطنه([148]) وكل من يشعر أن له مكانا كريما في ذلك الوجود.
أيتها الجماهير:... هذا هو الطريق...). اهـ
قلت: بهذا الأسلوب المهيج المثير الذي احتذى فيه أسلوب من ذكرناهم من الخوارج، كل ذلك يلبسه سيد بن قطب لباس الإسلام ويهيج به الغوغاء والهمج بما فيه سواد الإخوان المسلمين.
* وقامت الثورة: بقيادة ضباط «الإخوان المسلمين»، وبقيادة الضباط الأحرار، وهم جزء من: «الإخوان المسلمين»، وعلى رأسهم: «سيد بن قطب» على الحكومة المصرية في ذلك الوقت... وهذا ليس هو الطريق الصحيح للدعوة إلى الله تعالى.
قلت: لقد تحولت الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه في عهد الحكومة الفاروقية...
* وأول ما انصبت عواقب هذه الثورة الغوغائية على رؤوس مهندسيها: «الإخوان المسلمين»، ومنهج: «سيد بن قطب» المهندس.
* والله يعلم ماذا سيلاقون من الجزاء بهذه السنة السيئة التي سنوها للأنظمة الثورية في: «العراق»، و«ليبيا»، و«اليمن»، و«السودان»، و«الجزائر»، و«فلسطين»، و«سوريا»، و«الخليج»، وغيرها.
* واستمع إلى سنته السيئة التي سنها للناس:
õ قال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص91) وهو يكفر دول المسلمين: (وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة)([149]). اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج2 ص1057): (لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية: «بلا إله إلا الله»، فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد([150])، وإلى جور الأديان، ونكصت عن: «لا إله إلا الله»، وإن ظل فريق منها يرددون على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعي هذا المدلول، وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم). اهـ
* ثم يقول سيد بن قطب التكفيري: (إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن: «لا إله إلا الله»([151])، فأعطت لهؤلاء العباد: «خصائص الألوهية» ولم تعد توحد الله، وتخلص له الولاء). اهـ
õ وبعدها يقول سيد بن قطب التكفيري: (البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا الله» بلا مدلول ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة؛ لأنهم: ارتدوا إلى عبادة العباد). اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «ظلال القرآن» (ج4 ص2122): (...أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه شريعة الله، والفقه الإسلامي)([152]). اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص8): (إن العالم يعيش اليوم كله في جاهلية من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها).اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص17): (نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم، كل ما حولنا جاهلية... تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميا... هو كذلك من صنع هذه الجاهلية!)([153]).اهـ
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في «معالم في الطريق» (ص18): (ثم لابد من التخلص من ضغط: «المجتمع الجاهلي»، و«التصورات الجاهلية»، و«التقاليد الجاهلية»، و«القيادة الجاهلية» في خاصة نفوسنا)([154]). اهـ
قلت: وهذا إنما حصل لسيد بن قطب التكفيري هذه الإطلاقات على المجتمعات الإسلامية بسبب بعده عن منهج الله تعالى وشرعه([155])، فهو لم يفرق بين: «الجاهلية المطلقة»([156]) التي هي: «الجاهلية الكفر»، وبين: «الجاهلية المقيدة» التي هي: «الجاهلية المعصية»؛ كما جاءت في الأحاديث الصحيحة.([157])
قال فضيلة الشيخ محمد المعصومي / في «تمييز المحظوظين عن المحرومين» (ص20): (ولا شك أن سبب الضلال عدم فهم كلام رب العالمين الذي أنزله الله تعالى لهداية جميع العالمين). اهـ
قلت: فأطلق سيد بن قطب التكفيري على المجتمعات الإسلامية بالجاهلية المطلقة بسبب جهله بشرع الله تعالى.
õ وقال سيد بن قطب التكفيري في كتاب «لماذا أعدموني» (ص8 و49)؛ عندما تكلم عن التنظيم والاجتماعات السرية: (لا يتسنى فيها – يعني: الاجتماعات السرية – إلا القليل وبعضها كان يشغل بمسائل عملية أخرى تختص بموقف التنظيم من بقية الإخوان كما تتعلق بمسائل التدريب وأسلحته)([158]). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الحزبي في كتاب «لماذا أعدموني» (ص49 و50): (كنا قد اتفقنا على استبعاد استخدام القوة كوسيلة لتغيير نظام الحكم، أو إقامة النظام الإسلامي، وفي الوقت نفسه قررنا استخدامها في حالة الاعتداء على هذا التنظيم الذي سيسير على منهج تعليم العقيدة، وتربية الخلق([159])، وإنشاء قاعدة للإسلام في المجتمع.
* وكان معنى ذلك البحث في موضوع تدريب المجموعات التي تقوم برد الاعتداء، وحماية التنظيم منه، وموضوع الأسلحة اللازمة لهذا الغرض، وموضوع اللازم كذلك). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الحزبي في كتاب «لماذا أعدموني» (ص50 و52): (ثم تجدد سبب آخر فيما بعد عندما بدأت الإشاعات([160]) ثم الاعتقالات بالفعل لبعض الإخوان... وأما السلاح فكان موضوعه له جانبان:
الأول: أنهم أخبروني: – و«مجدي»؛ هو الذي كان يتولى الشرح في هذا الموضوع – أنه نظرا لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محليا، وأن التجارب نجحت وصنعت بعـض القنابل فعلا، ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة.
والثاني: أن «عليا العشماوي»؛ زارني على غير ميعاد، وأخبرني أنه كان منذ حوالي سنتين قبل التقائنا قد طلب من: «أخ في دولة عربية» قطعا من الأسلحة حددها له في كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها، والآن جاءه خبر أن هذه الأسلحة سترسل، وهي كميات كبيرة حوالي: «عربية»- يعني: سيارة – نقل، وأنها سترسل عن طريق: «السودان» مع توقع وصولها في خلال شهرين، وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة...
أن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم، وأنهم دفعوا فيها ما هم في حاجة إليه لحياتهم تلبية للرغبة التي سبق إبداؤها من هنا، وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة)([161]). اهـ
õ وقال سيد بن قطب الثوري في كتاب «لماذا أعدموني» (ص52 و53) وهو يذكر بأن شراء الأسلحة من أموال الإخوان المسلمين في الخارج: (لما عرضت مسألة الإنفاق على الصناعة المحلية للمتفجرات، وعلى الإنفاق لتسلم شحنة الأسلحة التي أرسلت... ولكني لم أعلم بالضبط مصدر هذا المبلغ([162]) – يعني: بمبلغ الأسلحة – ولا مقداره كل ما كان واضحا أنه من إخوان في الخارج([163])، وليس من أية جهة أخرى).اهـ
وقال سيد بن قطب الحزبي في كتاب «لماذا أعدموني» (ص55 و56): عندما أراد أن يدمر الجمهورية المصرية: (وهذه الأعمال هي الرد فور اعتقالات لأعضاء التنظيم – يعني: تنظيم الإخوان المسلمين – بإزالة رؤوس في مقدمتها: رئيس الجمهورية، ورئيس الوزارة، ومدير مكتب المشير، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربي، ثم نسف لبعض المنشآت التي تشمل حركة المواصلات القاهرة؛ لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها، وفي خارجها؛ كمحطة الكهرباء والكباري... إن هذا إذا أمكن يكون كافيا كضربة رادعة، ورد على الاعتداء على الحركة... وظهر أنه ليس لديهم الإمكانيات اللازمة، وأن بعض الشخصيات: كرئيس الجمهورية، ورئيس الوزارة وربما غيرهما؛ كذلك عليهم حراسة قوية لا تجعل التنفيذ ممكنا، فضلا على أن ما لديهم من الرجال المدربين، والأسلحة اللازمة غير كاف؛ لمثل: هذه العمليات([164]». اهـ
قلت: وهذا الأمر يبين بأن: «سيد بن قطب» ما قتل من قبل السلطات المصرية([165]) إلا من أجل أنه أراد تدمير البلد بالتفجيرات والأسلحة، لا ما كان ينقله: «الإخوان» بقولهم: إنه ما قتل إلا من أجل: «الإسلام والدعوة»، ومن أجل: «لا إله إلا الله»، نعوذ بالله من الكذب.
* وشهد على تكفير سيد بن قطب للمسلمين، وحكامهم قادة الإخوان المسلمين:
õ قال القرضاوي – وهو من مرشدي الإخوان المسلمين – في كتابه «أولويات الحركة الإسلامية» (ص110): ( في هذه المرحلة ظهـرت كتـب الشهيد([166]) «سيد بن قطب»، التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفيره المجتمع، وتأصيل الدعوة إلى النظام الإسلامي، والسخرية بفكرة تجديد الفقه، وتطويره وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة...).اهـ
õ وقال القرضاوي: (فحديثي هو تعليق على بحث([167]) الدكتور جعفر شيخ إدريس، ومناقشة الدكتور محمد سليم، وذلك حول ما يتعلق بسيد بن قطب وأفكاره، وقضية المنهج عنده، خاصة في كتاب: «المعالم»، والحقيقة أن الأمر ليس أمر كتاب: «المعالم»؛ فما: «المعالم»، إلا قبسات من: «الظلال»، فالأصل: هو «الظلال»، وليس «المعالم».
* بعض الناس يقولون إن الأمر مجرد هامش على كتاب: «المعالم»، ويذكرونه في الحواشي، والأمر ليس تحشية في موضع، أو موضعين، أو عشرة، أو عشرين، أو مئات المواضع هذا: فكر يسري في الكتب مسرى العصارة في الأغصان، ومسرى الدم في الجسم.
والمسألة ليست: كما يقول الأستاذ يوسف العظم، إنها تعليق على بعض الأخطاء، فهذه تقال إذا كان الحديث عن أخطاء جزئية، ولكن المسألة هنا تتعلق باتجاهات، وهذه اتجاه، والرجل صاحب اتجاه، وصاحب مدرسة، وهذا الاتجاه يجب أن يقوم، ولا تستطيع أن تهمش إلا إذا كانت المسألة جزئية، وإنما هو صاحب أفكار متسلسلة مرتبط بعضها ببعض.
* الأمة الإسلامية انقطعت من الوجود([168])، وهو له رأيه المتطرف في مسألة بني أمية، وعثمان وغيره، ورد عليه الأستاذ محمود شاكر من قديم في مسألة الصحابة، ولا تسبوا أصحابي، ورأيه في المجتمع الإسلامي على طوال التاريخ، ورأيه في المجتمع الحالي، وإنه لا يوجد على وجه الأرض مجتمع مسلم قط، في أي بلد من البلاد، حتى المجتمع الذي يعلن ارتباطه بالإسلام، ويقول: إن المجتمع جاهلي، وكنت أظن أن كلمة مجتمع جاهلي تعني: مثلا جاهلية التبرج، تبرج الجاهلية، أو جاهلية الحمية، لا كما يقول الشرك والكفر، وهذا في الظلال في عشرات المواضع.
ودعونا نتكلم بصراحة: إن من حق الأجيال المسلمة أن تعرف هذا الأمر على حقيقته، ولقد كنت لا أعرف هذا.....).([169]) اهـ
* وللجماعة القطبية: انحرافات كثيرة وكثيرة، ولولا خشية الإطالة لنقلت لك ما سطروه في كتبهم وأشرطتهم، ولكن أظن أن ما ذكرته هنا فيه كفاية لمن كان له قلب وعقل ودين، ليعلم فساد منهج هذه الجماعة.
* ولذلك لم تعترف الفرقة القطبية بالدول الإسلامية الحالية:
* واستمع إلى كلام صلاح الصاوي القطبي في هذه المسألة.
õ قال الصاوي في كتابه «الثوابت والمتغيرات» (ص349) وهو يحث الجماعات الإسلامية على إقامة الدولة الإسلامية: (إن أمانة الدعوة إلى تحكيم الشريعة، وإقامة دولة الإسلام في هذا العصر قد أنيطت بكم، وإنها والله لأمانة تنوء بمثلها السماوات والأرض والجبال، ويأبين أن يحملنها ويشفقن منها، وقد أبيتم أنتم إلا أن تحملوها على عواتقكم، وتقدموا أنفسكم إلى الأمة على أنكم روادها، والقائمون بها، وأنكم أحق بها وأهلها).([170]) اهـ
* واستمع إلى كلام صلاح الصاوي أيضا: وهو يصرح بمجاهدة الحكام الظلمة([171]) بزعمه:
õ قال صلاح الصاوي القطبي؛ تحت عنوان: «مدخل إلى ترشيد العمل الإسلامي في مسيرة الجماعات الإسلامية» (ص72) حيث قال: (...وعندما سئل عن دور الجماعة في هذه الحال.
فأجاب: بأن دورها يتمثل في التعاون على البر والتقوى، وعدم المعونة على الإثم والعدوان، وفي قتال الفئة الباغية([172]) حتى تفيء إلى أمر الله، وفي مجاهدة أئمة الجور، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.....وهذا هو الهدف الذي قامت الجماعة أصلا لتحقيقه، وهو أمر واجب على كل المسلمين، ولا يمكن أن يحققوه أفرادا فلزم العمل في جماعة تهدف لتحقيق هذا الهدف الكبير، ومن تخلف عن الانضمام لمثل هذه الجماعة، فإنه يأثم كإثمه عن ترك أي: فرض ،أو تكليف شرعي).([173]) اهـ
قلت: وشهد شاهد من أهلها على وجود الفرقة القطبية في العالم:
õ قال صلاح الصاوي القطبي – أحد منظري الفرقة القطبية كما سبق ذكره-: (أما القطبيون... فقد قام منهجهم ابتداء على بلورة قضية التشريع، وبيان حلتها بأصل الدين، وبيان أن الخلل الذي يغشى أنظمة الحكم في مجتمعاتنا المعاصرة ناقص لعقد الإسلام([174])، وهادم لأصل التوحيد...
* ومعلوم أن الكتب التي تمثل هذا الاتجاه، وتعبر عن منهجه هي كتب([175]) الأستاذ: «سيد بن قطب» في مجال الدعوة، والمخاطبة العامة).([176]) اهـ
* بيان التنظيم السري والبيعة السرية عند القطبية الثورية:
õ قال علي العشماوي – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين – في كتابه «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» ص(94، 95، 99): (في هذه المرحلة ينبغي على الأفراد المنتظمين في الحركة أن ينفصلوا شعوريا عن المجتمع، وألا يشاركوا في شيء بينهم وبين أنفسهم، ولا يجهرون بذلك حتى يكتمل نضجهم، وتتم تربيتهم، وتتم توسعة رقعتهم، وزيادة أعدادهم على قدر الإمكان. ثم تأتي بعد ذلك مرحلة أخرى هي مرحلة «المفاصلة» وهي أن يقف رجالات هذه الدعوة «ويفاصلوا» المجتمع([177])، ويقولوا: إن هذا طريقنا، وهذا طريقكم، فمن أراد أن يلحق بنا فهو مسلم، ومن وقف ضدنا، فقد حكم على نفسه بالكفر([178])، ولكل أن يتخذ ما يراه من موقف في هذه الحالة، وحين يفصل الله بين الطرفين بشيء أو بآخر. فإما أن ينصر الفئة المؤمنة، وتأخذ بزمام الأمور. وإما أن يكون العكس، ويكون في قضاء الله أن تذبح هذه الفئة المؤمنة، كما حدث لأصحاب الأخدود، الذين «فاصلوا» قومهم، ثم قضي عليهم عن طريق دفنهم في الأخدود، كما جاء في القرآن الكريم....
* وإضافة لذلك كان الأستاذ سيد بن قطب يرى أن للحركة الإسلامية قواعد وأحكاما فقهية مختلفة كثيرا – وفي كثير من الحالات – عما هو مقرر في الفقه الإسلامي العادي.([179])
* وسمعنا منه لأول مرة تعبير «فقه الحركة».([180]) وكان يقول: أحكاما قائمة على فقه الحركة، مخالفة – إلى حد ما – الأحكام العامة.
وفي كتابه الذي لم ينشر: «معالم الطريق – الجزء الثاني -» كان يفرد جزءا كاملا سماه: «فقه الحركة» ولكنه عندما أخذ رأيي في نشر هذا الكتاب رجوته أن لا ينشره، لأنه سيثير انقسامات واختلافات كثيرة، وسيثير الدنيا علينا، وسيقولون: إن: «سيد بن قطب» ابتدع في الإسلام بدعة. ووافق على رأيي، ولم ينشر الكتاب، ولا أعرف مصيره بعد ذلك.
* وقد أخبرنا الأستاذ «سيد بن قطب» أن هذه الرؤية قد اتضحت له أثناء وجوده في السجن، عندما اعتقل عام: «1954م»، وحكم عليه بعشر سنوات قضاها في السجن، وكان يتأمل ما حدث، ورافقه في هذا التأمل الأستاذ «محمد يوسف حواش» – الذي أعدم في أحداث: «1965م» -، وشاركه في الرأي.
* وقال: إن الأستاذ «محمد يوسف حواش» يجب أن نعتبره الشخص الثاني بعده فإذا أصابه مكروه فلنلجأ إليه، وأنه هو – تقريبا – الفكر نفسه، والرأي نفسه، والمشورة نفسها....
* تم الاتفاق على أن يكون ما سبق هو الخط الفكري العام للتنظيم الذي نحن بصدده، وأن نبدأ فورا في إعادة تشكيله وصياغة أفكار الناس – الأخوة المنتظمين معنا – حسب ما قال الأستاذ سيد بن قطب، وما رآه. وقد اقترح علينا مجموعة من الكتب نبدأ بها، ومنها على سبيل المثال: هل نحن مسلمون – «العدالة الاجتماعية»، – «معالم في الطريق»، – «الغارة على العالم الإسلامي» – «الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» «للدكتور محمد حسين» – «العقائد الإسلام في طور جديد» «للأستاذ البنا»، – «الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه» «للأستاذ عبدالقادر عودة».
وكان: «سيد بن قطب» يرى – بعد أن سألنا عن عدد الأفراد الذين في أيدينا وأخبرناه أنهم حوالي ثلاثمائة – كان يرى أن سبعين منهم – على الأقل – سيكونون قادة مبرزين، أو إيجابيين أكثر، وقال: يجب أن نبحث عن هؤلاء السبعين وأن نعمل على إعطائهم جرعات أكثر من الفكر([181])، وأن نبدأ بتدريب هؤلاء تدريبا خفيفا، حتى يكون ذلك بداية لتأهيلهم، في أن يكونوا قادة العمل الذي نحن بصدده في المستقبل القريب.
تمت إعادة تشكيل المجموعات، وكانت المجموعة بين ثلاثة إلى خمسة أفراد، واتفق على أن يكون لكل خمسة مجموعات قائد، وكل قائد على علاقة مباشرة برئيس المنطقة التي يقوم بالعمل فيها، وبهذا نتمكن من عزل أي: مجموعات يتم كشفها، أو القبض على أحد أفرادها بتهريب المسؤول عن هذه المجموعات، وبهذا لا يتم كشف التنظيم كله، كما كان يحدث سابقا في أغلب تنظيمات الإخوة «الهرمية» التي كانت إذا اعتقل أحد الإخوة يتم الاعتراف على باقي التنظيم، ومعرفة كل أفراده بسهولة شديدة.
وبدأ العمل في تجنيد مجموعات جديدة من الشباب المتحمس للإسلام....).اهـ
õ وقال محمد بن قطب – زعيم القطبية في هذه الأيام – في كتابه «الجهاد الأفغاني» (ص40)؛ وهو ينصح كيف تسير الحركة القطبية في التنظيم السري: (...بل إن الظروف في أكثر بلاد العالم الإسلامي تقتضي التركيز على إنشاء: «القاعدة المؤمنة»، المتخلقة بأخلاق: «لا إله إلا الله»، كما كان يفعل رسول الله r في مكة.
لا لأننا في: «المرحلة المكية»، كما يقال أحيانا فنحن – بداهة – نصوم، ونؤدي زكاة أموالنا: بمقاديرها الشرعية المحددة، ونلتزم في علاقاتنا الأسرية بالتعاليم الربانية.
* وهذه التشريعات كلها لم تنزل إلا في: «المدينة» إنما نحن في حركتنا – يعني: الحركة القطبيـة – في ظروف تشبه: «المرحلة المكية»([182]) من حيث إن الدعوة لم تمكن بعد، ولم تصبح بعد دولة. ([183])
* أما من حيث التكاليف فنحن مكلفون بكل ما نزل من: «التشريعات في المدينة»، ننفذ منها ما: نقدر على تنفيذه، وما نعجز عن تنفيذه بسبب من الأسباب، فعذرنا إلى الله فيه، أننا نسعى ما وسعنا الجهد إلى إقامة حكم الله، ونرجو من الله أن يقتصر ما يقع من تقصير). اهـ
قلت: وهل تظنون أن: «الجماعة القطبية» الثورية بأعمالها هذه المخالفة للإسلام... أن هؤلاء يعملون من أجل الإسلام، إنهم يسعون إلى الانقلاب على الحكم، ويتسترون بذلك وراء: «الأعمال الخيرية» بإسم الإسلام!!!.
* ولهذه الاعتبارات ذاتها نقدم النصيحة للأمة الإسلامية... أن يبينوا للناس حقيقة هذه الجماعات الإسلامية، ويركزوا جهدهم في كشفها، وتبيين خطرها على العالم كله، والله ولي التوفيق.
* وأما طعن سيد بن قطب في الأنبياء والرسل والصحابة فهذا معروف عنه:
õ قال سيد بن قطب الثوري في كتابه «التصوير الفني في القرآن» (ص200) عن موسى عليه السلام مستخفا به: (لقد عرضنا من قبل قصة صاحب الجنتين وصاحبه، وقصة موسى وأستاذه، وفي كل منهما نموذجان بارزان، والأمثلة على هذا اللون من التصوير هي القصص القرآني كله..... فلنستعرض بعض القصص على وجه الإجمال، ولنعرض بعضها على وجه التفصيل:
لنأخذ موسى إنه نموذج للزعيم: «العصبي المزاج». ([184])
* فها هو ذا قد ربي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتى قويا: ]ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه[ [القصص: 15].
«وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي»، وسرعان ما تذهب هذه: «الدفعة العصبية»، فيثوب إلى نفسه: «شأن العصبيين»...: ]فأصبح في المدينة خائفا يترقب[ [القصص: 18]، وهو تعبير مصور لهيئة معروفة: هيئة المتفزع المتوقع للشر في كل حركة، وتلك: «سمة العصبيين» أيضا...). اهـ
قلت: إن موسى لرسول كريم من رسل الله الكرام من أولي العزم عليهم الصلاة والسلام، وإن له عند الله لمنزلة عظيمة، ومكانه رفيعة: توجب على الناس تعظيمه وتوقيره؛ كسائر أنبياء الله، ورسله عليهم الصلاة والسلام فالذين يطعنون فيهم: ]لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم[ [النور: 23].
* إن ما نسبه سيد بن قطب الثوري إلى نبي الله، وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام من الطعن فيه بقوله: (للزعيم المندفع العصبي المزاج)، و(وهنا يبدو التعصب القومي)، و(كما يبدو الانفعال العصبي)، و(وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية)، و(شأن العصبيين)، و(تلك سمة العصبيين أيضا)؛ ينافي ما يستحقه موسى عليه السلام من التوقير والاحترام.
قلت: والطعن في واحد من الرسل: هو طعن في جميع الرسل؛ فافهم هذا ترشد.
* وقرئ كلام: «سيد بن قطب»، هذا على العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز / فقال: (الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة).([185]) اهـ
قلت: وأما طعن سيد بن قطب الثوري في صحابة النبي r فهذا مشهور عنه.
لقد طعن: «سيد بن قطب» الثوري؛ في الخليفة الراشد الشهيد المظلوم: وهو «عثمان بن عفان t»، وأقذع في طعنه:
أولا: أسقط خلافة عثمان بن عفان t:
õ قال سيد بن قطب الثوري في «العدالة الاجتماعية» (ص206): (ونحن نميل إلى اعتبار خلافة: «علي بن أبي طالب t»([186])، امتدادا طبيعيا لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد: «عثمان» كان فجوة بينهما). اهـ
ثانيا: زعم أن حقيقة حكم عثمان بن عفان t قد تغير لضعفه في الإسلام.
õ قال سيد بن قطب الثوري في «العدالة الاجتماعية» (ص186): (ولقد كان من سوء الطالع أن تدرك الخلافة: «عثمان»، وهو شيخ كبير، ضعفت عزيمته عن عزائم الإسلام، وضعفت إرادته عن الصمود لكيد: «مروان»، وكيد: «أمية» من ورائه). اهـ
ثالثا: طعنه في عثمان بن عفان t بأنه ظلم رعيته في العطاء وغيره:
õ قال سيد بن قطب الثوري في «العدالة الاجتماعية» (ص186): (فهم: «عثمان» أن كونه إماما يمنحه حرية التصرف في مال المسلمين بالهبة والعطية، فكان رده في كثير من الأحيان على منتقديه في هذه السياسة، وإلا ففيم كنت إماما، كما يمنحه حرية أن يحمل: «بني معيط»، و«بني أمية» من قرابته على رقاب الناس، وفيهم الحكم طريد رسول الله r، لمجرد أن من حقه أن يكرم أهله، ويبرهم، ويرعاهم). اهـ
رابعا: زعم أن عثمان بن عفان t يعطي أقاربه من المال كما قالت الخوارج عن الخلفاء قديما:
õ قال سيد بن قطب الثوري في «العدالة الاجتماعية» (ص186): (منح: «عثمان» من بيت المال؛ زوج ابنته الحارث بن الحكم: يوم عرسه مئتي ألف درهم، فلما أصبح الصباح جاءه زيد بن أرقم خازن مال المسلمين، وقد بدا في وجهه الحزن، وترقرقت في عينه الدموع؛ فسأله أن يعفيه من عمله، ولما علم منه السبب، وعرف أنه عطيته لصهره من مال المسلمين قال مستغربا: أتبكي يا ابن أرقم أن وصلت رحمي، فرد الرجل الذي يستشعر روح الإسلام المرهف: لا يا أمير المؤمنين، ولكن أبكي لأني أظنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت أنفقته في سبيل الله في حياة رسول الله r، والله لو أعطيته مئة درهم لكان كثيرا، فغضب: «عثمان» على الرجل الذي لا يطيق ضميره هذه التوسعة من مال المسلمين على أقارب خليفة المسلمين، وقال له: ألق بالمفاتيح يا ابن أرقم؛ فإنا سنجد غيرك).([187]) اهـ
قلت: وفي هذا المقطع افتراء على: «عثمان بن عفان t»، وطعن فيه، اللهم غفرا.
خامسا: واتهمه بالانحراف عن روح الإسلام:
õ قال سيد بن قطب الثوري في «العدالة الاجتماعية» (ص187): (ولقد كان الصحابة يرون هذا: «الانحراف عن روح الإسلام»، فيتداعون إلى المدينة لإنقاذ الإسلام، وإنقاذ الخليفة من المحنة، والخليفة في كبرته وهرمه لا يملك أمره من: «مروان»، وإنه لمن الصعب: أن نتهم: «روح الإسلام في نفس عثمان»، ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ الذي هو خطأ المصادفة السيئة في ولايته الخلافة، وهو شيخ مرهون تحيط به حاشية سوء من أمية). اهـ
قلت: وغير ذلك من التهم الفظيعة.... وهذه تهم فظيعة ظالمة لا تخفى على الفطن.
õ وقال سيد بن قطب الثوري في كتابه «كتب وشخصيات» (ص242) عن معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص y: (إن: «معاوية»، وزميله: «عمرا»، لم يغلبا: «عليا»؛ لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية، وزميله إلى الكذب، والغش، والخديعة، والنفاق، والرشوة، وشراء الذمم؛ لا يملك: «علي» أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب ينجحان ويفشل وإنه لفشل أشرف من كل نجاح). اهـ
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز /: لما سئل عن هذا الكلام وقرئ عليه: (كلام قبيح... هذا كلام قبيح سب لمعاوية، وسب لعمرو بن العاص؛ كل هذا كلام قبيح، وكلام منكر: معاوية وعمرو، ومن معهما مجتهدون أخطئوا، والمجتهدون إذا أخطئوا فالله يعفوا عنا وعنهم).
قال السائل: قوله: إن فيهما نفاقا أليس تكفيرا.
قال الشيخ: (هذا خطأ، وغلط لا يكون كفرا؛ فإن سبه لبعض الصحابة، أو واحد([188]) من الصحابة منكر، وفسق يستحق أن يؤدب عليه – نسأل الله العافية- ولكن إذا سب الأكثر، أو فسقهم يرتد؛ لأنهم حملة الشرع إذا سبهم معناه: قدح في الشرع).
قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟
قال الشيخ: (ينبغي أن تمزق).
ثم قال الشيخ: (هذا في جريدة؟).
قال السائل: في كتاب أحسن الله إليك.
قال الشيخ: (لمن).
قال السائل: لسيد قطب.
قال الشيخ: (هذا كلام قبيح).
قال السائل: (في كتب وشخصيات).([189]) اهـ
قلت: فهؤلاء يعتبرون من المشاقين لرسول الله r، واتباعه المؤمنين.
قال تعالى:﴿`tBur È,Ï%$t±ç tAqߧ9$# .`ÏB Ï÷èt/ $tB tû¨üt6s? ã&s! 3yßgø9$# ôìÎ6Ftur uöxî È@Î6y tûüÏZÏB÷sßJø9$# ¾Ï&Îk!uqçR $tB 4¯<uqs? ¾Ï&Î#óÁçRur zN¨Yygy_ ( ôNuä!$yur #·ÅÁtB ÇÊÊÎÈ﴾.([190])
قال الحافظ ابن الجوزي / في «صيد الخاطر» (ص491): (لقد أنس ببديهة العقل خلق من الأكابر، أولهم إبليس، فإنه رأى تفضيل النار على الطين فاعترض... ورأينا خلقا ممن نسب إلى العلم –كـ «المودودي» و«سيد بن قطب»- قد زلوا في هذا واعترضوا، ورأوا أن كثيرا من الأفعال لا حكمة تحتها، والسبب هو الأنس بنظر العقل في البديهية والعادات، والقياس على أفعال المخلوقين). اهـ
قلت: فهؤلاء المفكرون السائرون بالباطل خلف أذهانهم بغير حق وراء عقولهم وآرائهم، وأفكارهم في حقيقتهم أدوات تنفذ ما تسعى إليه الصنائع العالمية الباطلة: من تشكيك المسلمين بدينهم، وإغرائهم؛ بالعقول الفارغة ليجعلوا العقل وحده أصل علمهم، ويفردوه، ويجعلوا الإيمان والقرآن تابعين له؛ وهم: بذلك يهدمون أس الدين، وأصله، وقاعدة بنيانه.([191])
قال تعالى:﴿óô |M÷uätsùr& Ç`tB xsªB$# ¼çmyg»s9Î) çm1uqyd ã&©#|Êr&ur ª!$# 4n?tã 5Où=Ïæ tLsêyzur 4n?tã ¾ÏmÏèøÿx ¾ÏmÎ7ù=s%ur @yèy_ur 4n?tã ¾ÍnÎ|Çt/ Zouq»t±Ïî `yJsù ÏmÏöku .`ÏB Ï÷èt/ «!$# 4 xsùr& tbrã©.xs? ÇËÌÈ ﴾.([192])
وقـال تعـالى: ﴿bÎ) tbqãèÎ7Ft wÎ) £`©à9$# $tBur uqôgs? ߧàÿRF{$# ( ôs)s9ur Nèduä!%y` `ÏiB ãNÍkÍh5§ #yçlù;$# ÇËÌÈ﴾.([193])
قلت: وهذا فيمن قدم عقله، ورأيه على ما جاء في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه r.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج1 ص150): (ومآلهم في تلك الأقيسة العقلية إلى الفلسفة التي هي جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس، ومآلهم في تلك التأويلات إلى القرامطة التي هي تحريف الكلم عن مواضعه، وإفساد الشرع، واللغة، والعقل: بالتمويه والتلبيس)([194]). اهـ
قلت: إذا لا يمكن الحكم بين الناس في كتاب الله تعالى، وسنة نبيه r، أو في موارد النزاع، والاختلاف إلى عقول الرجال، وآرائهم؛ لأن ذلك لم يزدهم إلا اختلافا، وشكا في دين الله تعالى.
* لكن نحكم بين الناس بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه r في جميع شؤون الحياة.
وقال تعالى:﴿ $pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#þqãYtB#uä (#qãèÏÛr& ©!$# (#qãèÏÛr&ur tAqߧ9$# Í<'ré&ur ÍöDF{$# óOä3ZÏB ( bÎ*sù ÷Läêôãt»uZs? Îû &äóÓx« çnrãsù n<Î) «!$# ÉAqߧ9$#ur bÎ) ÷LäêYä. tbqãZÏB÷sè? «!$$Î/ ÏQöquø9$#ur ÌÅzFy$# 4 y7Ï9ºs ×öyz ß`|¡ômr&ur ¸xÍrù's? ÇÎÒÈ ﴾.([195])
قلت: وهذا نص قراني في تقديم السمع، والدليل، والبرهان... وأمر بإتباع الوحي المنزل وحده، ونهى عن إتباع ما خالفه من فكر، وغيره...
* والله سبحانه وتعالى أتم هذا الدين بنبيه r، وأكمله به، ولم يحوجه بالمفكرين المعتزليين الذين لم يكتفوا بالوحي المنزل من رب العالمين.
قال تعالى:﴿óô tPöquø9$# àMù=yJø.r& öNä3s9 öNä3oYÏ àMôJoÿøCr&ur öNä3øn=tæ ÓÉLyJ÷èÏR àMÅÊuur ãNä3s9 zN»n=óM}$# $YYÏ 4 ﴾.([196])
قال الحافظ الذهبي / في «التمسك بالسنن» (ص30): (وديننا بحمد الله تام كامل مرضي؛ قال تعالى: ﴿óô tPöquø9$# àMù=yJø.r& öNä3s9 öNä3oYÏ à﴾... فإي: حاجة بنا بعـد هذا إلى البدع في الأعمال والأقوال). اهـ
وقال الحافظ الذهبي / في «التمسك بالسنن» (ص46): (وشرع لنا نبينا r كل عبادة تقربنا إلى الله، وعلمنا ما الإيمان، وما التوحيد، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها؛ فإي: حاجة بنا إلى البدع في الأقوال، والأعمال والأحوال والمحدثات، ففي السنة كفاية وبركة، فيا ليتنا ننهض ببعضها علما وعملا، وديانة ومعتقدا). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج4 ص375): (فرسالتـه r كافية شافية عامة، لا تحوج إلى سواها، ولا يتم الإيمان إلا بإثبات عموم رسالته... فلا يخرج أحد من المكلفين عن رسالته، ولا يخرج نوع من أنواع الحق الذي تحتاج إليه الأمة في علومها وأعمالها عما جاء به.
* وقد توفي رسول الله r وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر للأمة منه علما، وعلمهم كل شيء حتى آداب التخلي، وآداب الجماع، والنوم والقيام والقعود، والأكل والشرب... وجميع أحكام الحياة والموت... وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والآخرة برمته، ولم يحوجهم الله إلى أحد سواه). اهـ
قلت: فالخروج عن الشريعة تيه وضلال، ورمي في عماية، كيف وقد ثبت كمالها وتمامها.
فالزائد والناقص: في جهتها هو المبتدع بإطلاق، والمنحرف عن الجادة إلى بنيات الطريق.([197])
وعن ابن مسعود t قال: «اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم».
أثر صحيح
أخرجه وكيع في «الزهد» (ج2 ص590)، وأحمد في «الزهد» (ص62)، والدارمي في «المسند»، (ج1 ص80) وابن وضاح في «البدع» (ص43)، وابن بطة في «الإبانة» (ج1 ص327)، وأبو خيثمة في «العلم» (54)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص46)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص168)، والبيهقي في «المدخل» (204) من طريقين عن ابن مسعود tبه.
وإسناده صحيح.
قـال تعالى: ﴿óOs9urr& óOÎgÏÿõ3t !$¯Rr& $uZø9tRr& y7øn=tã |=»tFÅ6ø9$# 4n=÷Fã óOÎgøn=tæ 4 cÎ) Îû Ï9ºs ZpyJômts9 3tò2Ïur 5Qöqs)Ï9 cqãZÏB÷sã ÇÎÊÈ ﴾.([198])
قلت: وإذا ثبت أن هذا طعن، أو سب في الرسول r، أو في أي رسول من الرسل، فهذا يعتبر من المحاربين لله تعالى، ولرسوله r، وهو كذلك يعتبر من المفسدين في الأرض للدين الإسلامي، وهذا الأمر فيه خطر على صاحبه.([199])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (ج3 ص732): (والذي يسب الرسول r، ويقع في عرضه –كـ(فعل: «سيد بن قطب» عندما سب موسى عليه السلام، فهو كأنه سب الرسول r لأن الرسل شريعتهم واحدة)- يسعى ليفسد على الناس دينهم، ثم بواسطة ذلك يفسد عليهم دنياهم، وسواء فرضنا أنه أفسد على أحد، دينه أو لم يفسد؛ لأنه سبحانـه وتعالى إنما قال :﴿tböqyèó¡tur Îû ÇÚöF{$# #·$|¡sù ﴾.([200]». اهـ
قلت: فمن سعى في الطعن في النبي r بعقله، أو في أي: نبي، فهو قد سعى ليفسد أمر الدين، وقد سعى في الأرض فسادا، وإن خاب سعيه.([201])
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (ج3 ص733): (فإنه لا ريب أن الطعن في الدين، وتقبيح حال الرسول في أعين الناس، وتنفيرهم عنه من أعظم الفساد، كما أن الدعاء إلى تعزيره وتوقيره من أعظم الصلاح، والفساد ضد الصلاح، فكما أن كل قول، أو عمل يحبه الله: فهو من الصلاح، فكل قول، أو عمل يبغضه الله: فهو من الفساد؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿twur (#rßÅ¡øÿè? Îû ÇÚöF{$# y÷èt/ $ygÅs»n=ô¹Î) ([202])﴾([203])؛ يعني: الكفر، والمعصية بعد الإيمان والطاعة...
* وأيضا فإن الساب ونحوه –كـ«الطاعن في أحاديثه»- انتهك حرمة الرسول r وغض قدره، وآذى الله تعالى، ورسوله r، وعباده المؤمنين، وجرأ النفوس الكافرة، والمنافقة على اصطلام أمر الإسلام، وطلب إذلال النفوس المؤمنة، وإزالة عز الدين، وإسفال كلمة الله، وهذا من أبلغ السعي فسادا.
* ويؤيد ذلك أن عامة ما ذكر في القرآن من السعي في الأرض فسادا، والإفساد في الأرض فإنه قد عني به إفساد الدين، فثبت أن هذا الساب محارب لله تعالى، ورسوله r ([204]) ساع في الأرض فسادا؛ فيدخل في الآية). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (ج3 ص735): «وكذلك الإفساد قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد، كما أن ما يصلحه اللسان من الأديان أضعاف ما تصلحه اليد...).اهـ
قال تعالى:﴿óô ôxÎ=ô¹r&ur wur ôìÎ6Gs? @Î6y tûïÏÅ¡øÿßJø9$# ÇÊÍËÈ﴾.([205])
قلت: ومن طعن في نبينا r: فهو طعن في الأنبياء أجمعين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (ج3 ص1048): (والحكم في سب سائر الأنبياء؛ كالحكم في سب نبينا r، فمن سب نبيا مسمى باسمه من الأنبياء المعروفين؛ كالمذكورين في القرآن، أو موصوفا بالنبوة؛ فالحكم في هذا كما تقدم؛ لأن الإيمان بهم واجب عموما([206])، وواجب الإيمان خصوصا؛ بمن قصة الله علينا في كتابه، وسبهم كفر وردة: إن كان من مسلم، ومحاربة إن كان من ذمي.
* وقد تقدم في الأدلة الماضية ما يدل على ذلك لعمومه لفظا أو معنى، وما أعلم أحدا فرق بينهما، وإن كان أكثر كلام الفقهاء، إنما فيه ذكر من سب نبينا r، فإنما ذلك لمسيس الحاجة إليه، وإنه واجب التصديق له، والطاعة له جملة وتفصيلا، ولا ريب أن جرم سابه أعظم من جرم ساب غيره، كما أن حرمته أعظم من حرمة غيره، وإن شاركه سائر إخوانه من النبيين، والمرسلين: في أن سابهم؛ كافر محارب حلال الدم). اهـ
وقال القاضي عياض / في «الشفا» (ج2 ص302): (وحكم من سب سائر أنبياء الله تعالى، وملائكته، واستخف بهم، أو كذبهم فيما أتـوا بـه، أو أنكرهم وجحدهم حكم نبينا r). اهـ
قلت: ومن طعن في نبي فهو طعن في النبي r، فهو من الخبيثين.([207])
قال تعالى:﴿óô àM»sWÎ7sø:$# tûüÏWÎ7yù=Ï9 cqèWÎ7yø9$#ur ÏM»sWÎ7yù=Ï9 ( àM»t6Íh©Ü9$#ur tûüÎ6Íh©Ü=Ï9 tbqç7Íh©Ü9$#ur ÏM»t6Íh©Ü=Ï9 4 y7Í´¯»s9'ré& crâä§y9ãB $£JÏB tbqä9qà)t ( Nßgs9 ×otÏÿøó¨B ×-øÍur ÒOÌ2 ÇËÏÈ﴾.([208])
قلت: وقل كتاب، أو مقال «لسيد بن قطب» إلا وفيه طعن على أصحـاب([209]) رسول الله r وخاصة معاوية([210]) y أجمعين.
قال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج3 ص1063): (فرحم الله ابن عباس كيف لو رأى أقواما يعارضون قول الله تعالى، ورسوله r بقول: «أرسطو»، و«أفلاطون»، و«ابن سينا»، و«الفارابي»، و«جهم بن صفوان»، و«بشر المريسي»، و«أبي الهذيل العلاف»، وأضرابهم). اهـ
قلت: رحم الله ابن القيم كيف لو رأى أقواما يعارضون قول الله تعالى ورسوله r؛ بقول: «حـسـن الـبنـا»، و«سـيـد بـن قـطـب»، و«عـمـر الـتـلمساني»، و«الهضيبي»، و«حـسـن التـرابـي»، و«أحـمـد يـاسـيـن»، و«القـرضـاوي»، و«ربـيـع الـمـدخـلـي»، و«الشـعـراوي»، و«عـبـدالـرحـمن عبدالخالق»، و«عدنان عرعور»، و«محمد سرور»، و«عبدالله الحبشي»، و«الـمـودودي»، و«الـنبـهـاني الـتحـريـري»، و«سـلـمـان الـعودة»، و«سفر الحوالي»، و«عائض القرني»، وغيرهم من الحركيين.
* فلعل فيما سبق زاجرا لهم، وكاشفا لحقيقتهم وناقضا لأهوائهم، والله الهادي إلى سواء السبيل.
قلت: ومن سب وطعن في أصحاب رسول الله r؛ فهو على شفا هلكة.([211])
قال عبدالله بن أحمد /: (سألت أبي – يعني: الإمام أحمد – عمن شتم رجلا من أصحاب النبي r قال: أرى أن يضرب، قلت له: حد، فلم يقف على الحد، إلا أنه قال: يضرب، وقال: - يعني: الإمام أحمد – ما أراه على الإسلام).([212])
وقال أبو بكر المروذي: (سألت أبا عبدالله – يعني: الإمام أحمد – عن من يشتم: «أبا بكر»، و«عمر»، و«عائشة»؟ قال: ما أراه على الإسلام، قال: وسمعت أبا عبدالله يقول: قال مالك /: الذي يشتم أصحاب النبي r ليس لهم سهم، أو قال: نصيب في الإسلام).([213])
وقال الإمام أحمد /: (وخير الأمة بعد النبي r «أبو بكر»، و«عمر» بعد «أبي بكر»، و«عثمان» بعد «عمر»، و«علي» بعد «عثمان»، ووقف قوم: «على عثمان»؛ وهم خلفاء راشدون مهديون، ثم أصحاب رسول الله r بعد هؤلاء الأربعة خير الناس، لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا نقص، فمن فعل ذلك فقد وجب: «على السلطان»؛ تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ويستتيبه، فإن تاب قبل منه، وإن ثبت أعاد عليه العقوبة، وخلده في الحبس([214]) حتى يموت أو يراجع).([215])
وقال الميموني سمعت أحمـد يقـول: (ما لهم و«لمعاوية»([216]) ؟ نسأل الله العافية، وقال لي : يا أبا الحسن إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسـول الله r بسوء فاتهمه على الإسلام).([217])
وقال محمد بن يوسف الفريابي /: وسئل عمن شتم أبا بكر قال: (كافر، قيل: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسأله: كيف يصنع به، وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته).([218])
وقال الإمام ابن قدامة / في «المغني» (ج10 ص65) موجها قول الإمام الفريابي: (ووجه ترك الصلاة عليهم: أنهم يكفرون أهل الإسلام، ولا يرون الصلاة عليهم، فلا يصلى عليهم؛ كالكفار من أهل الذمة وغيرهم، ولأنهم: مرقوا من الدين فأشبهوا المرتدين). اهـ
وقال القاضي أبو يعلى /: (الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة: إن كان مستحلا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلا فسق ولم يكفر، سواء كفرهم، أو طعن في دينهم مع إسلامهم). ([219])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الصارم المسلول على شاتم الرسول» (ج3 ص1067): (فسب أصحاب رسول الله r حرام بالكتاب والسنة ... قال تعالى: ﴿ tûïÏ%©!$#ur crè÷sã úüÏZÏB÷sßJø9$# ÏM»oYÏB÷sßJø9$#ur ÎötóÎ/ $tB (#qç6|¡oKò2$# Ïs)sù (#qè=yJtFôm$# $YZ»tFôgç/ $VJøOÎ)ur $YYÎ6B ÇÎÑÈ ﴾([220])؛ وهم: صدور المؤمنين؛ فإنهم هم المواجهون بالخطاب...ولم يكتسبوا ما يوجب أذاهم، لأن الله سبحانه رضي عنهم رضى مطلقا؛ بقوله تعالى: ﴿ cqà)Î6»¡¡9$#ur tbqä9¨rF{$# z`ÏB tûïÌÉf»ygßJø9$# Í$|ÁRF{$#ur tûïÏ%©!$#ur Nèdqãèt7¨?$# 9`»|¡ômÎ*Î/ Å̧ ª!$# öNåk÷]tã (#qàÊuur çm÷Ztã ﴾([221])؛ فرضي عن السابقين من غير اشتراط إحسان([222])، ولم يرضى عن التابعين؛ إلا أن يتبعوهم بإحسان....
وأما السنة: ففي الصحيحين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد t قال: قال رسول الله r: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك أحدهم ولا نصفه).([223]) اهـ
قلت: لذلك يحرص أهل السنة جميعا على عدالة الصحابة y، والتشديد في هذه القضية.
* فالطعن في صحابة رسول الله يفتح الباب على مصراعيه لأعداء الإسلام للطعن في الإسلام... ومن ثم يتم لأعداء الدين الطعن في القرآن الكريم.
* وكذلك الطعن في الصحابة y هو الطعن في سنة النبي r المطهرة وسيرته الشريفة؛ لأن الصحابة y هم الذين رووا السنة والسيرة([224])؛ فتأمل.
قلت: فهذا هو التلازم والترابط: بين الرسول r وصحبه الكرام، لا ينفك أحدهما عن الآخر فتنبه.([225])
* إذا الطعن فيهم؛ يعني: الطعن بإمامهم، ومعلمهم سيد المرسلين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «لمحة عن الفرق الضالة» (ص16): (فدل هذا على أنه مطلوب من آخر هذه الأمة أن يتبعوا: منهج السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، الذي هو: منهج الرسول r، وما جاء به الرسول r، أما من خالف منهج السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار؛ فإنه يكون من الضالين). اهـ
قلت: مع كل ما سبق من الكلام عن منهج: «سيد بن قطب» المفكر ترى بعض المفكرين يعظمون هذا الرجل المفكر، ويثنون عليه وعلى كتبه ويحثون عليها([226])!!!.
* واستمع إلى كلام الغنوشي وغيره ليتبين لك صدق ما قلنا في انتكاسة القوم، وتعظيمهم لهؤلاء مع انحرافهم.
õ قال الغنوشي الإخواني: (إن الاتجاه الإسلامي الحديث تبلور، وأخذ شكلا واضحا على يد «الإمام البنا»، و«المودودي»، و«قطب»، و«الخميني»، ممثلي أهم الاتجاهات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة).([227]) اهـ
õ واقرأ ما سطره محمد بن صالح المنجد القطبي في رسالته «أربعين نصيحة لإصلاح البيوت» (ص23-25): حيث قال، وهو يحث على كتب المودودي المنحرفة: (كما أن هناك عددا من الكتب الجيدة في المجالات فمنها: كتب الأستاذ «سيد بن قطب»... وكتب الأستاذ «محمد بن قطب»... ومن كتب الأستاذ «أبي الأعلى المودودي»... وللأستاذ «أبي الحسن الندوي»...). اهـ
õ وقال عائض القرني السروري في رسالته في «كتب في الساحة الإسلامية» (ص66)- وهو يتكلم عن الكتب المهمة في هذا العصر: (...وكتب: «سيد بن قطب» و«محمد بن قطب»، وكتب «أبي الأعلى المودودي»، و«أبي الحسن الندوي»...).اهـ
* واستمع- أيضا – إلى ما قاله سلمان العودة السروري: (أيها الأخوة: رجالات الإسلام في هذا العصر: هم في ميادين شتى، فأنت إذا نظرت مثلا في ميدان الدعوة إلى الله... لعل من الأسماء البارزة المشهورة أمثال الشيخ: «حسن البنا»، و«أبو الأعلى المودودي»([228]) أو غيرهم من المصلحين.
* وإذا نظرت في مجال الأدب والفكر، أمثال الأستاذ: «سيد بن قطب»، و«محمد بن قطب»، وغيرهم، من الكتاب المشهورين ، وكذلك كتابات «أبو الأعلى المودودي»، و«أبو الحسن الندوي»، وغيرهم).([229]) اهـ
قلت: وأظنك أخي الكريم قد اكتفيت بما نقلته لك في معرفة انحراف القوم، لوضوح تلك الأقوال وصراحتها، ولولا خشية الإطالة لزدتك، لكني أعلم بأنك نبيه فطن، محب للحق متبع له إن شاء الله، ولهذا كفاك ما سبق نقله، والله ولي التوفيق.
* فإذا حصل ذلك فليعلم أن الذي يطيح بالمنزلة؛ والمكانة هو تجاهل الغلط... والاستمرار على المخالفات الشرعية.
قلت: وبيان حقيقة: «سيد بن قطب» التكفيري في عدم صلاته: «لصلاة الجمعة»، ويرى فقهيا بأن: «صلاة الجمعة» سقطت لعدم وجود – بزعمه – الخلافة الراشدة، والله المستعان.
فسيد بن قطب التكفيري يترك: «صلاة الجمعة»؛ بدون عذر شرعي، ويرى فقهيا بأن: «صلاة الجمعة» تسقط؛ لإنه لا جمعة إلا بخلافة.
* وذكر ذلك علي العشماوي([230]) – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين– في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112) حيث قال بعد مناقشة طويلة مع سيد بن قطب التكفيري: (... وجاء وقت: «صلاة الجمعة»، فقلت له: دعنا نقم ونصلي، وكانت المفاجأة أن علمت – ولأول مرة – أنه – يعني: سيد بن قطب – لا «يصلي الجمعة»، وقال: إنه يرى فقهيا – أن: «صلاة الجمعة» تسقط إذا سقطت الخلافة، وإنه لا جمعة؛ إلا بخلافة...!!!). اهـ
فهل رأيت أخي الكريم انتكاس الرجل في المفاهيم أكبر من ذلك.
* وصلاة الجمعة: فرض عين يكفر جاحدها لثبوتها بالدليل القطعي من الكتاب والسنة والإجماع.([231])
قال تعالى:﴿$pkr'¯»t tûïÏ%©!$# (#þqãZtB#uä #sÎ) ÏqçR Ío4qn=¢Á=Ï9 `ÏB ÏQöqt ÏpyèßJàfø9$# (#öqyèó$$sù 4n<Î) Ìø.Ï «!$# (#râsur yìøt7ø9$# 4 ﴾.([232])
قلت: فقد أمر الله تعالى بالسعي، والأمر يقتضي الوجوب، ونهى عن البيع لئلا يشتغل به عنها، ولو لم تكن واجبة لما نهى عن البيع من أجلها.([233])
وقد بوب الحافظ النووي في «شرح صحيح مسلم» (ج6 ص152): باب التغليظ في ترك الجمعة.
وقال النبي r: لقوم يتخلفون عن صلاة الجمعة: (لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس، ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم).([234])
قلت: وهذا فيه دليل بعقاب من يترك صلاة الجمعة لغير عذر.
قال الإمام النووي / في «شرح صحيح مسلم» (ج6 ص152): (وفيه أن الجمعة فرض عين). اهـ
وقال النبي r: (من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه).([235])
وقوله r (تهاونا)؛ أي: تساهلا وتركا بلا عذر شرعي وقوله r (طبع الله)؛ أي: ختم (على قلبه)؛ بمنع إيصال الخير إليه.([236])
قال الحافظ العراقي /: (المراد بالتهاون الترك بلا عذر، وبالطبع أن يصير قلبه قلب منافق).([237]) اهـ
قلت: وما دخل الغل والحقد في قلب: «سيد بن قطب» الخارجي على المجتمعات الإسلامية إلا بسبب اختياره مذهب الخوارج، وتركه أداء صلاة الجمعة فحمل في قلبه نفاقا أداه إلى تكفير المسلمين!، وإطلاق على مساجدهم بمعابد الجاهلية!، وشراء الأسلحة والتفجيرات وتنفيذها في المجتمع المسلم، وتحريض الشعوب على الخروج على حكامهم، وطعنه في الرسل عليهم السلام، والصحابة y، وغير ذلك كما سبق ذكره.
قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج12 ص318) عمن ترك صلاة الجمعة: (ومعلوم أن الصلاة هي عمود الإسلام، والركن الثاني من أركانه... مع الوعيد الشديد لمن لم يحافظ عليها؛ بأنه لا يكون له نور، ولا برهان، ولا نجاة، ويحشر يوم القيامة مع فرعون، وهامان، وقارون، وأبي بن خلف، وهذا يعم الصلوات الخمس بوجه عام وصلاة الجمعة بوجه خاص، ويعم أداءها في وقتها؛ كما شرع الله، وفي الجماعة مع المسلمين، وقال بعض أهل العلم: إنما ذكر النبي r حشر مضيع الصلاة مع هؤلاء الكفرة الذين هم من دعاة الكفر والضلال، ومن أئمة الكفر تحذيرا من هذا الأمر، وتنفيرا منه حتى لا يتشبه المسلم بهؤلاء الكفرة....
* فعلينا معشر المسلمين أن نحذر هذه المشابهة، وعلى المسلم أن يعتني بالجمعة ويبادر إليها.
* فهذا يدل على أن من تساهل بأمر الله وضيع ما أوجب الله عليه فهو معرض؛ لأن يختم الله على قلبه وسمعه([238])، ولأن موضع الغشاوة على بصره فلا يهتدي إلى الحق ولا يبصره، وبذلك يعلم أن الجمعة شأنها عظيم والتساهل بها خطير؛ فالواجب على أهل الإسلام أن يعتنوا بها، وأن يحافظوا عليها مع بقية الصلوات الخمس حتى يستفيدوا مما شرع الله فيها، وحتى يتذكروا ما يترتب على هذا الاجتماع من الخير العظيم: من التعارف، والتواصل، والتعاون على البر والتقوى، وسماع العظات والخطب، والتأثر بذلك، مع ما يترتب على ذلك من الخير الكثير، والأجر العظيم من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وزيارة بعضهم لبعض، والمناصحة، والتعاون على إقامة المشاريع الخيرية([239])، والتعرف على ما قد يخفى عليهم من أمور الإسلام، ولا سيما إذا اعتنى الخطباء بالخطب، وأعطوها ما تستحق من الإعداد والتحضير([240]) ، والعناية بما يهم الناس في أمور دينهم ودنياهم؛ كما نبه على ذلك أهل العلم). اهـ
قلت: فسيد بن قطب فوت كل هذا الخير العظيم بتركه صلاة الجمعة، والله المستعان.
* وأجمع المسلمون على وجوب صلاة الجمعة. ([241])
قلت: ومن هنا يتبين بأن شهود: «صلاة الجمعة» فرض عين على كل مسلم، وسيد بن قطب الخارجي الهالك ترك هذا الفرض الثابت في الكتاب والسنة والإجماع.
* ولقد حذر السلف من ترك: «صلاة الجمعة» بدون عذر شرعي: منهم ابن عباس ﭭ.
عن ابن عباس ﭭ قال: (من ترك أربع جمع من غير عذر فقد نبذ الإسلام وراء ظهره).
أخرجه الخلال في «السنة» (ج1 ص54 و57) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن سعيد بن أبي الحسن عن ابن عباس به.
وإسناده صحيح.
*وقد أنكر سفيان الثوري وغيره على الحسن بن صالح بن حي، وهو فيه بدعة تشيع قليل، وكان يترك صلاة الجمعة.
قال زافر بن سليمان: أردت الحج، فقال لي الحسن بن صالح: إن لقيت الثوري فأقرئه مني السلام.
وقل: إنا على الأمر الأول، فلقيت سفيان الثوري فأبلغته، قال: فما بـال الجمعة!، فما بال الجمعة!).([242])([243])
وقال خلاد بن يحيى: (قال لي سفيان الثوري الحسن بن صالح سمع العلم، ويترك الجمعة).([244])
وقال عبدالله بن إدريس الأودي: (ما أنا وابن حي لا نرى جمعة، ولا جهادا).([245])
وقال خلف بن تميم: (كان زائدة / يستتيب([246]) من أتى الحسن بن صالح بن حي).([247])
وقال أحمد بن يونس: (لو لم يولد([248]) الحسن بن صالح كان خيرا له يترك الجمعة).([249])
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك - إن شاء الله - سائلة ربي - جل وعلا - أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم، وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
وقوع أهل البدع في النفاق الأكبر........................................................... |
5 |
2) |
علوي السقاف هذا يصحب رؤوس القطبية والإخوانية، فهو منهم.. |
6 |
3) |
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في أن الذي يثني على أهل الأهواء فإنه ضال في الدين.............................................................. |
27 |
4) |
جوهرية أثرية في ذكر الأسباب التي تمنع المخطئ من التوبة من الباطل، ومن اتباع الحق......................................................................... |
28 |
5) |
ذكر الدليل على أن من أسر الباطل أظهره الله تعالى على فلتات لسانه ... ثم الندامة ... والويل يوم القيامة........................................... |
29 |
6) |
فتوى العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في أن رؤوس القطبية تربوا على كتب سيد بن قطب الثوري.................................................. |
36 |
7) |
المقدمة..................................................................................................... |
37 |
8) |
ذكر الدليل على مدى معرفة: «السقاف» بعلم المنهج، وأنه جاهل فيه، لاعتماده في المنهج على أقوال: «سيد بن قطب» الملحد في: «ظلال القرآن» وهذا يدل على أنه لا يدري ما يخرج من رأسه.......... |
59 |
9) |
ذكر الدليل على أن: «علوي بن عبد القادر السقاف» يدعي أن الأمة الإسلامية كانت نائمة، وفي غيبوبة على وجه الأرض من عصور طويلة؛ حتى استيقظتها: «الفرقة الإخوانية» على يد مؤسسها «حسن البنا» باسم: «الصحوة الإسلامية»، وهذا باطل...................... |
70 |
10) |
ذكر الدليل على أن: «سيد بن قطب» ألغى صلاة: «الجماعة»، وصلاة: «الجمعة» مطلقا في المساجد كلها، وعطل العبادات فيها، وأطلق على المساجد أنها معابد جاهلية، وكفر الأمة الإسلامية في جميع البلدان، وألغى الدين كله، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» بشيء طول حياته وهذا هو الخذلان: (إن هذا لشيء عجاب) [ص: 5] .................................................................................. |
77 |
11) |
ذكر الدليل على أن: «سيد بن قطب» ألغى صلاة: «الجمعة في المساجد» مطلقا، وعطل العبادات فيها كلها، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» بشيء طول حياته: (إن هذا لشيء يراد) [ص: 6] |
91 |
12) |
ذكر الدليل على أن : «علوي بن عبد القادر السقاف» القطبي يسير على خطى: «سيد بن قطب» التكفيري من نشر تعاليم الفكر الخارجي، وتهييج الناس على حكامهم، والخروج عليهم، وزرع الفتن في أوساط المسلمين، بل: إن «سيد بن قطب» التكفيري ألغى صلاة: «الجماعة»، و«الجمعة» في المساجد مطلقا، وعطل العبادات فيها، وأطلق على المساجد أنها معابد جاهلية، وكفر الأمة الإسلامية في جميع البلدان، وألغى الدين كله، ومع ذلك لم ينتقده: «علوي السقاف» نعوذ بالله من الخذلان................................ |
93 |
|
|
|
([2]) وهذا الرجل ما وقع في ضلالات: «الفرقة القطبية» إلا لأنه لم يدرس العلم على يد علماء السنة، بل هو على العلم الآكاديمي، وقد تخرج من جامعة البترول في الدمام، فما له والدين.
أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (ج10 ص210)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج35 ص426) بإسناد حسن.
([12]) انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج5 ص252)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج6 ص89)، و«عمدة القاري» للعيني (ج11 ص109)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج8 ص23).
([17]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص282)؛ تعليقا على كلمة الإمام أحمد هذه: (هذه حقيقة حال أهل البدع؛ كما قال الإمام أحمد في كتابه «الرد على الزنادقة والجهمية»: مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب). اهـ
([18]) قال تعالى: ]وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد[ [البقرة: 176].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص301): (قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه، فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص284): (وأما قوله: بأنهم (متفقون على مخالفة الكتاب)؛ فهذا إشارة إلى تقديم غير الكتاب على الكتاب، كتقديم معقولهم، وأذواقهم، وآرائهم ونحو ذلك على الكتاب، فإن هذا اتفاق منهم على مخالفة الكتاب، ومتى تركوا الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فلا بد أن يختلفوا، فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزل من السماء). اهـ
([19]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج1 ص222)؛ (وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس، هو الذي يتضمن الألفاظ المتشابهة المجملة التي يعارضون بها نصوص الكتاب والسنة). اهـ
([21]) وهم الذين يحبون سنة النبي r، وآثار الصحابة رضي الله عنهم، ويعلمون الناس الأحكام الصحيحة في الأصول والفروع، فطوبى لهم في الدنيا والآخرة.
أخرجه أبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (288)، والآجري في «صفة الغرباء» (ص15).
وإسناده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج3 ص267).
([27]) وأن الله سبحانه بعث رسوله r وأهل الأرض على أديان مختلفة، فهم بين عباد أوثان ونيران، وعباد صور وصلبان، ويهود وصابئة وفلاسفة، وكان الإسلام في أول ظهوره غريبا، وكان من أسلم منهم واستجاب لله تعالى، ولرسوله r غريبا في حيه وقبيلته وأهله وعشيرته.
([28]) قلت: وهذا الكتاب كاشف لحقيقة المدعو: «علوي السقاف» القطبي المتستر، وما عليه من أفكار: «الفرقة القطبية».
* فهذا الرجل ينشر: «الفكر القطبي»، وفتنته في السر في ما أسماه بـ«الدرر السنية» كموقع رسمي لنشر آراء رؤوس: «الفرقة القطبية»، وهذا يدل على أنه منهم، وعلى شاكلتهم.
* ومراده الكيد لشباب الأمة باسم مذهب: «أهل السنة والجماعة»، وهذا لا يدع مجالا للشك.
وقد لاح فكره القطبي في قناته: «الدرر السنية».
([29]) فالسقاف هذا تبنى أفكار: «الفرقة القطبية»، لينفث سمومها عبر قناته الفاسدة التي اسماها بـ«الدرر السنية» وهذه هي الفتنة.
([30]) ففتنة: «الفرقة القطبية» يروج لها الآن المدعو: «علوي بن عبدالقادر السقاف» عن طريق موقعه الرسمي: «الدرر السنية»؛ فلم يوفق للخير.
* وخطر المذهب القطبي على شباب الأمة الذي ينتمي إليه: «السقاف» هذا يعرفه كل ذي بصيرة.
فالفتن المدلهمة ما يجري في هذا العصر من إقامة الأفكار الدخيلة على الإسلام.
([31]) قلت: وأحيانا يطلقون على أنفسهم بلفظ: «على منهج أهل السنة»، وأحيانا: «والجماعة»، وهذه الدعوى دعوى عريضة لا واقع لها في حقيقة: «الجماعة القطبية».
([32]) فأطلقوا عليها: بـ«أهل السنة والجماعة»، وأطلق عليهم السلفيون بـ«الجماعة القطبية».
* وهذا الرجل الخساف: روج لهذا الفكر تحت: منهج: «أهل السنة والجماعة» ليوهم الذين يأتون من جهته أنه من أهل السنة.
([34]) قلت: وليس نقد الشخص في دعوتهم من الضلالة إلى الهدى، بل من الضلال إلى الضلال.
انظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج14 ص433).
([35]) قلت: والخساف هذا ينظر إلى: «الجماعة القطبية» بأن الخلاف فيما بينهم على أنه خلاف تنوع لا خلاف تضاد، وهو خلاف في: «الجزئيات»، و«الفرعيات»، لا في «الكليات»، و«الأصول».
* لذلك لم يثبت عنه أنه نقد هذه الجماعة بشيء، لكن في المقابل فإنه ينظر إلى: «الجماعة السلفية» بأن خلافه معهم على أنه خلاف تضاد، لا خلاف تنوع، ولذلك ينقدهم، ويرد عليهم.
وهذا من جهله بمنهج أهل السنة والجماعة.
([36]) ولا يخفى على كل متابع «للفكر القطبي» وما يترتب عليه في البلدان من تشويه الإسلام، وجناية على المسلمين.
فالفكر القطبي هو أساس كل شر وفتنة في البلدان الإسلامية.
قال تعالى: ]ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين [ [القصص: 50].
([37]) إن ما يفعله القطبيون في شباب الأمة فهو غدر وخيانة، فافهم لهذا.
* وهذا يدل إننا في زمن نواجه فكرا جائزا من أتباع: «الفرقة القطبية» ضد ديننا.
* ومن هنا نعرف مدى خطورة ما ينشره المدعو: «علوي السقاف» القطبي من الدعايات المضللة، والآراء الشاذة لرؤوس القطبية في البلدان الإسلامية.
([38])ونعرف حقيقة هؤلاء عند الفتن والمحن، حيث يظهر ما عندهم من خبث وحقد.
* هذه حكمة الله تعالى أن يكشف خفاياهم، ويبين أمرهم للناس.
* فكم كشفت هذه الفتن من أسرار، وأستار كان يتخفى تحتها من يخدع الناس، فبانت حقيقته، وتبين أمره، فهذه حكمة الله تعالى، وأنه تعالى يجريها لحكمة عظيمة، فافهم لهذا.
* وهذا الأمر لا يزيد المؤمن إلا بصيرة، ومعرفة بـ«أعداء السنة» وأهلها.
([39]) لذلك الحذر الحذر من النظر في موقعه: «الدرر السنية» فإنه جالس فيه مثل: الثعبان متى سنحت له الفرصة لدغ.
([40]) والغريب أن هذا: «السقاف» قد اعتمد في تقرير مذهب: «أهل السنة والجماعة» في الدعوة إلى الله بكتب رؤوس الإخوانية والقطبية.
([41]) فمن ذا الذي يبرئك من: «الفكر القطبي» وأنت على فهم بهذا الفكر الخبيث.
ومنهج أهل السنة والجماعة هو في الكتاب والسنة ليس هو في كتب رؤوس الإخوانية والقطبية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج8 ص487): (ولهذا كل من كان متبعا للرسول r كان الله تعالى معه بحسب هذا الاتباع). اهـ
([42]) لذلك لو لم تكن: «للخساف» القطبي من الآثار السنية لا نكشف، وافتضح لدى العامة والخاصة من القديم.
فهو يروج: «المنهج السلفي» بزعمه مع: «الفكر القطبي» لكي لا ينكشف وهذا واضح منه في موقعه: «الدرر السنية».
([43]) لو أفصح عن أفكاره القطبية صراحة بلا إجمال لوقف الجميع منه موقفا واضحا؛ مثل: «سفر الحوالي»، و«سلمان العودة»، و«سيد قطب»، و«محمد قطب» وغيرهم.
([47]) قلت: ولئن أخذ ونشر من كتب أهل السنة، فمن باب؛ قوله تعالى: ]وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين[ [النور: 49].
وهذا: «السقاف» لم يتعلم على يد علماء السنة، فتكوينه العلمي حصيلة دراسية على كتب: «الأكاديمية» في جامعة البترول بالدمام!.
([48]) لذلك لم ينقد: «السقاف» القطبية بأي شيء، ولم ينصحهم، ولم يقل لهم دعوا ما أنتم عليه من الباطل، وارجعوا إلى المنهج الحق!.
([51]) وهذا الرجل يفعل نفسه لا هو في العير، ولا في النفير، لكنه بعير.
* وقد ورث عن: «القطبية» تلك النفسية السوداء، الوقحة الحاقدة الذميمة.
([54]) قلت: هو أراد إيهام الناس أن كتاب «ظلال القرآن» يمكن أن يستفاد منه بترك الأخطاء وأخذ الصواب منه، فهذا من: «السقاف» تلبيس وتدليس.
([55]) قلت: فانتكس فكره، وارتكس عقله، وانعكس قوله؛ فصار: «سيد قطب» عنده ممن يحتج به في الدين، اللهم غفرا.
([57]) وهذا خلاف لما عليه المميعة اليوم حيث ضعفوا النقد الشرعي، وجعلوا كل مخالف من أهل السنة مهما كان خلافه.
([61]) وقد حرف تفسير كلمة التوحيد إلى تفسير لم يكن عليه النبي r وصحابته y، وهو بهذا الفكر السياسي المنحرف مراده الخروج على الحكام!.
قال سيد بن قطب في «ظلال القرآن» (ج2 ص1005): (كانوا – يعني: العرب – يعلمون أن «لا إله إلا الله» ثورة على السلطان الأرضي ... وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله!).اهـ
([63]) قلت: وزيادة على ما وقع به: «علوي السقاف» نفسه من تغافله عن ضلالات سيد قطب، فإنه غض طرفه في كشف ما وقع لسيد قطب هذا من ضلالات وكفريات كان أجدر به التفرغ لكشفها، والتحذير منها بدل أن يتغافل عن ضلالاته في الأمة الإسلامية.
([65]) وهذا يدل على أن «السقاف» هذا متأثر بفكر: «سيد قطب»، وما عليه هذا الرجل من الخروج على حكام المسلمين، وإلا يستحيل أن رجلا على منهج أهل السنة والجماعة يثني على: «سيد قطب» وكتابه: «ظلال القرآن»، إلا لرجل على فكره أو قارب فكره.
([69]) انظر: «معركة الإسلام والرأسمالية» لسيد قطب (ص113 و122)، و«التصوير الفني في القرآن» لسيد قطب (ص30)، و«العدالة الاجتماعية» لسيد قطب (ص186 و189 و206)، و«ظلال القرآن» لسيد قطب (ج2 ص1005 و1006)، و(ج4 ص1846 و1852 و2009 و2114)، و(ج5 ص2707)، و(ج6 ص4010)، و«معالم في الطريق» لسيد قطب (ص10).
([70]) انظر: «العدالة الاجتماعية» لسيد قطب (ص261)، و«معركة الإسلام والرأسمالية» لسيد قطب (ص61 و84)، و«نحو مجتمع إسلامي» لسيد قطب (ص132)، و«دراسات إسلامية» لسيد قطب (ص13 و14 و86 و92).
([71]) انظر: «ظلال القرآن» لسيد قطب (ج1 ص38 و106)، و(ج3 ص1368 و1735 و1762 و1816)، و(ج4 ص2009 و2033 و2122).
([72]) انظر: «ظلال القرآن» لسيد قطب (ج3 ص1261)، و(ج4 ص2481)، و(ج6 ص3479 و3480 و4002 و4003 و4008 و4012).
([80]) ويعني: السقاف بـ«الصحوة» هي الخليط من أتباع: «الفرقة الإخوانية»، و«الفرقة القطبية»، و«الفرقة السرورية»، كما يأتي تبيين ذلك.
([81]) يعني: السقاف بــ«الدعوة» هي دعوة الأحزاب الموجودة الآن؛ المتمثلة في «الجماعات الإسلامية» في هذا الزمان.
([83]) يعني: السقاف بذلك حان وقت ظهور حكم الخلافة المزعومة عند «الفرقة الإخوانية»، و«الفرقة القطبية»، و«الفرقة السرورية»، اللهم غفرا.
وخلافتهم المزعومة سقطت الآن، وافتضح أهلها بين المسلمين، وكبكبوا في السجون في هذا الوقت، فماذا عن يقين: «السقاف» المزعوم الآن؟!.
([85]) قلت: وهذا الوصف يشعر بأن أمة الإجابة كانت نائمة، أو كانت في غيبوبة، ولم يكن لها دعوة قائمة في العالم.
* وهذا باطل بلا شك؛ فإن أمة الإجابة لا تزال يقظة وقائمة بأمر الله تعالى في كل زمان من الدعوة وغيرها.
والعلماء الربانيون لهم وجود في كل زمان، لم يخل عصر من العصور منهم.
* وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى ياتي أمر الله).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج3 ص1523) من حديث ثوبان رضي الله عنه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» (ج4 ص167): (لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة). اهـ
([86]) ولكن انهارت كلها في البلدان الإسلامية في موعدها المقدور عند الله تعالى: ]فهل من مدكر[ [القمر: 15].
قال تعالى: ]إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار [ [النور: 44].
وقال تعالى: ]لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ولبئس المصير[ [النور: 57].
([89]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص282)؛ تعليقا على كلمة الإمام أحمد هذه: (هذه حقيقة حال أهل البدع؛ كما قال الإمام أحمد في كتابه «الرد على الزنادقة والجهمية»: مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب). اهـ
([90]) قال تعالى: ]وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد[ [البقرة: 176].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج2 ص301): (قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه، فإنه ذم الذين خالفوا الأنبياء، والذين اختلفوا على الأنبياء). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج5 ص284): (وأما قوله: بأنهم (متفقون على مخالفة الكتاب)؛ فهذا إشارة إلى تقديم غير الكتاب على الكتاب، كتقديم معقولهم، وأذواقهم، وآرائهم ونحو ذلك على الكتاب، فإن هذا اتفاق منهم على مخالفة الكتاب، ومتى تركوا الاعتصام بالكتاب والسنة؛ فلا بد أن يختلفوا، فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزل من السماء). اهـ
([91]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج1 ص222)؛ (وهذا الكلام المتشابه الذي يخدعون به جهال الناس، هو الذي يتضمن الألفاظ المتشابهة المجملة التي يعارضون بها نصوص الكتاب والسنة). اهـ
[93]) كما نقل ذلك من كتبهم ورد عليهم العلماء كـ(الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني) وغيرهم.
وانظر: «القطبية هي الفتنة فاحذروها» للعدناني (ص123- ط الثانية).
[94]) وقد تأثر: «سيد بن قطب» بالأفكار الثورية: «بأبي الأعلى المودودي» الإخواني الثوري.
قال إبراهيم الكيلاني – وهو من الإخوان المسلمين -: (إني أحب أن أبين نقطتين في منهج (سيد بن قطب) الأولى: أنه في طريقه لشرح نظام الإسلام وعرضه له، كان متأثرا تأثرا كبيرا بالأستاذ: «أبي الأعلى المودودي»، وهذا ناحية ذكرها: «سيد بن قطب»....). اهـ
انظر: «ندوة الاتجاهات» (ص560- ط مكتب التربية العربي لدول الخليج) سنة (1407هـ)، و(1987)، وهكذا قال: «محمد بن قطب» في شريط بعنوان (سيد بن قطب).
[95]) انظر: «ندوة الاتجاهات» (ص536- ط مكتب التربية العربي لدول الخليج).
[96]) هكذا يطلق على الناس كافة بأنهم: ارتدوا عن الإسلام، اللهم غفرا.
[97]) هذا تكفير القطبيين للمجتمعات الإسلامية قاطبة.
[98]) قلت: وللتكفير أصول وشروط يجب تركه للراسخين في العلم.
قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – مفتي بلاد الحرمين – في صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ (21/4/2001): (التكفير أمر خطير، يجب على المسلمين عدم الخوض فيه، وتركه لأهل العلم الراسخين). اهـ
[99]) يعني: مساجد المسلمين، أليس هذا منه سعيا في تخريب مساجد الرحمن، وتعطيل أعظم شعائر الإسلام، فأين أنت عن ذلك يا عبد الرحمن بن عبد الخالق!.
[100]) يعني: المجتمعات الإسلامية.
ولذلك كان: «سيد بن قطب» يعتزل المجتمع؛ لأنه في نظره كافر، ويضرب له خيمة في البر، ويسكن فيها لوحده؛ كما ذكر ذلك علي العشماوي – وهو آخر قادة الإخوان المسلمين – في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112).
[101]) قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة» (ص61): (... ومعنى: «لا إله إلا الله» أعم من ذلك... وأما تفسيرها: «بالحاكمية»، فتفسير قاصر لا يعطي معنى: «لا إله إلا الله»... والواجب أن يقال: لا معبود بحق إلا الله؛ كما قال تعالى:﴿Ï9ºs cr'Î/ ©!$# uqèd ,ysø9$# cr&ur $tB cqããôt `ÏB ¾ÏmÏRrß uqèd ã@ÏÜ»t6ø9$# ﴾.اهـ
[102]) والفرقة القطبية: على فكره الخارجي؛ نعوذ بالله من الخذلان.
وفي «المجلة السلفية» العدد (7)؛ مقال نافع؛ بعنوان «سيد بن قطب (أقنوم) الخوارج الجـدد وقطبهـم» (ص4-44) لآل عبد العزيز.
[103]) هكذا يجعل الإسلام مطية القومية، والوطنية، والأغراض الشخصية تملقا للجماهير المكونة من كل الفئات الخارجية على الدول الإسلامية.
وفي «المجلة السلفية» العدد (7) مقال نافع بعنوان: «سيد بن قطب (أقنوم) الخوارج الجدد وقطبهـم» (ص4- 44) لآل عبدالعزيز.
[104]) انظرو كيف يكفر المجتمعات الإسلامية!!!.
[105]) فهل ترى شبيها: لدعوة: «سيد بن قطب» التكفيري في سير الرسل عليهم السلام، وأتباعهم.
وهذا يدل على مدى الهوة بين هذا الرجل الثوري، وبين علماء المسلمين، ويدل أن حركته سرية تنظيمية ثورية قاتلة لشباب الأمة... لا تستمد دعوته من الإسلام... وإنما استمدت من حركة: «الاخوان المسلمين» البدعية التي تقلب فيها ثم نكب بها الإسلام والمسلمين، والله المستعان.
[106]) بل زعم: «سيد بن قطب» في «معالم على الطريق» (ص22- ط الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، الكويت، ط الرابعة) بأن معنى (لا إله إلا الله) ثورة على السلطان... وثورة على الأوضاع... وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله.
وانظر «سيد بن قطب، خلاصة حياته، منهجه في الحركة، النقد الموجه إليه» لمحمد توفيق بركات (ص142- ط مكتبة المنارة، مكة).
[107]) هذه نظرة: «سيد بن قطب» التكفيري إلى المجتمعات الإسلامية، وهو يصرح بأنها مجتمعات جاهلية، والله المستعان.
[108]) فلما بعد: «سيد بن قطب» الجاهلي عن شرع الله تعالى، وقع بما وقعت به الجاهلية من عدم السمع والطاعة والبيعة لولاة أمر المسلمين وغير ذلك، فهذا منهجه قد أبانه في كتبه، والله المستعان.
وانظر: «شرح مسائل الجاهلية» للشيخ صالح الفوزان (ص15).
[109]) وعلم بذلك عندما زار: «سيد بن قطب» في البر قد ضرب له خيمة هناك، يسكن فيها لوحده بعيدا عن المجتمع؛ لأنه في نظره كافر كما ذكر علي العشماوي في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112).
[110]) انظر: «الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة» (المقدمة – ط دار السلف، الرياض، ط الثانية).
[111]) كـ(الفرقة القطبية).
[112]) كـ(دعاة الفرقة القطبية).
[113]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (3606)، و(7084)، ومسلم في «صحيحه» (1847).
[114]) سورة آل عمران آية (103).
[115]) سورة آل عمران آية (105).
[116]) سورة الأنعام آية (159).
[117]) وما جاء التفرق، والاختلاف في القرآن الكريم إلا مذموما ومتوعدا عليه بالعقاب.
[118]) وما جاء الاجتماع على الدين الواحد إلا محمودا، وموعودا عليه بالأجر العظيم لما فيه من المصالح العاجلة والآجلة.
[119]) انظر: «لمحة عن الفرق الضالة» للشيخ صالح الفوزان (ص20).
[120]) وهذه الجماعات الحزبية هدفها التجميع والتكتيل فقط، ولو اختلفت عقائدهم، والله المستعان.
[121]) وانظر: «حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية» للشيخ بكر أبو زيد (ص121)، و«الصوارف عن الحق» للدكتور حمد العثمان (ص36).
[122]) قال البغدادي / في «الفرق بين الفرق» (ص12): (كان المسلمون عند وفاة رسول الله r على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه غير من أظهر وفاقا، وأضمر نفاقا). اهـ
[123]) «فتاوى في الجماعات والأحزاب الإسلامية» (ص6).
[124]) «ماذا ينقمون من الشيخ» (ص2).
[125]) سورة القصص آية (50).
[126]) سورة يونس آية (32).
[127]) سورة الأنعام آية (153).
[128]) سورة الأنعام آية (55).
[129]) سورة البقرة آية (256).
[130]) أخرجه الجوهري في «مسند الموطأ» (ص584) من طريق أحمد بن مروان قال: حدثنا إبراهيم بن داريل قال: حدثنا ابن أبي أويس قال: قال مالك: (كان وهب بن كيسان يقعد إلينا...يقول لنا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله...).
وأخرجه ابن عبد البر في «التمهيد» (ج23 ص10) من طريق محمد بن جرير قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا أشهب عن مالك قال: (كان وهب بن كيسان يقعد إلينا ولا يقوم أبدا، حتى يقول لنا: اعلموا أنه لا يصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلح أوله، قلت: يريد ماذا؟ قال: يريد في بادئ الإسلام، أو قال: يريد التقوى).
وإسناده صحيح.
وذكره ابن خلفون في «أسماء شيوخ مالك» (ص33).
[131]) من: «اليهود»، وغيرهم.
[132]) من: «القطبية»، و«السرورية»، و«الإخوانية»، و«التراثية»، وغيرهم.
[133]) كما نقل ذلك من كتبهم ورد عليهم العلماء كـ(الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني) وغيرهم.
وانظر: «القطبية هي الفتنة فاحذروها» للعدناني (ص123- ط الثانية).
[134]) وقد تأثر: «سيد بن قطب» بالأفكار الثورية: «بأبي الأعلى المودودي» الإخواني الثوري.
قال إبراهيم الكيلاني – وهو من الإخوان المسلمين-: (إني أحب أن أبين نقطتين في منهج «سيد بن قطب» الأولى: أنه في طريقه لشرح نظام الإسلام وعرضه له، كان متأثرا تأثرا كبيرا بالأستاذ «أبي الأعلى المودودي»، وهذا ناحية ذكرها سيد بن قطب....). اهـ
انظر: «ندوة الاتجاهات» (ص560- ط مكتب التربية العربي لدول الخليج) سنة (1407هـ)، و(1987)، وهكذا قال محمد بن قطب في شريط بعنوان (سيد بن قطب).
[135]) انظر: «ندوة الاتجاهات» (ص536- ط مكتب التربية العربي لدول الخليج).
[136]) وهنا أيضا: «سيد بن قطب» يكفر المؤذنين في جميع البلدان الإسلامية.
[137]) قلت: وللتكفير أصول وشروط يجب تركه للراسخين في العلم.
قال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ – مفتي بلاد الحرمين – في صحيفة «الشرق الأوسط» بتاريخ (21/4/2001): (التكفير أمر خطير، يجب على المسلمين عدم الخوض فيه، وتركه لأهل العلم الراسخين).اهـ
[138]) يعني: مساجد المسلمين، أليس هذا منه سعيا في تخريب مساجد الرحمن، وتعطيل أعظم شعائر الإسلام، فأين أنت عن ذلك يا عبد الرحمن بن عبد الخالق!.
[139]) يعني: المجتمعات الإسلامية.
ولذلك كان: «سيد بن قطب» يعتزل المجتمع لأنه في نظره كافر، ويضرب له خيمة في البر، ويسكن فيها لوحده كما ذكر ذلك علي العشماوي – وهو آخر قادة إخوان المسلمين – في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112).
[140]) منهم: «عبد الرحمن بن عبد الخالق»، لذلك تراه يدندن في كتبه بـ: «توحيد الحاكمية»؛ كما زعم، على طريقة: «سيد بن قطب».
[141]) قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «الأجوبة المفيدة» (ص61): (... ومعنى: «لا إله إلا الله» أعم من ذلك... وأما تفسيرها «بالحاكمية»، فتفسير قاصر لا يعطي معنى: «لا إله إلا الله»... والواجب أن يقال: «لا معبود بحق إلا الله»؛ كما قال تعالى:﴿Ï9ºs cr'Î/ ©!$# uqèd ,ysø9$# cr&ur $tB cqããôt `ÏB ¾ÏmÏRrß uqèd ã@ÏÜ»t6ø9$#﴾.اهـ
[142]) و«الفرقة القطبية» على فكره الخارجي نعوذ بالله من الخذلان.
وفي «المجلة السلفية» العدد (7) مقال نافع بعنوان «سيد بن قطب (أقنوم) الخوارج الجـدد وقطبهـم» (ص4-44) لآل عبدالعزيز.
[143]) وهذا يدل أنهم لا يعملون في أصل الدين، ولا يعبدون الله تعالى على أمره؛ بل هؤلاء يتظاهرون بالدين، وإلا أصل عملهم: هو السعي للوصول إلى الحكم عن طريق الثورات الجاهلية.
[144]) انظر: «القطبية هي الفتنة فاعرفوها» للعدناني (ص84- ط الثانية).
[145]) وفي «المجلة السلفية» العدد (7) مقال نافع بعنوان: «سيد بن قطب (أقنوم) الخوارج الجدد وقطبهـم»(ص4- 44) لآل عبدالعزيز.
[146]) وهذا يدل أن: «الفرقة القطبية» تكفر البلدان الإسلامية كافة، ولا ترى فيها؛ أي: مسلم!.
[147]) «نشرة: مركز البحوث تطبيق الشريعة الإسلامية»، عدد (12) (ص16).
[148]) هكذا يجعل الإسلام مطية القومية والوطنية والأغراض الشخصية تملقا للجماهير المكونة من كل الفئات الخارجية على الدول الإسلامية.
وفي «المجلة السلفية» العدد (7) مقال نافع بعنوان: «سيد بن قطب (أقنوم) الخوارج الجدد وقطبهـم» (ص4- 44) لآل عبدالعزيز.
[149]) انظروا: كيف يكفر المجتمعات الإسلامية!.
[150]) يطلق على الناس كافة بأنهم ارتدوا عن الإسلام!.
[151]) هكذا يقول: «سيد بن قطب» التكفيري، والعياذ بالله.
[152]) هذا تكفير القطبيين للمجتمعات الإسلامية قاطبة.
قلت: فهل ترى شبيها لدعوة: «سيد بن قطب» التكفيري في سيرة الرسل وأتباعهم؟!.
وهذا يدل على مدى الهوة بين هذا الرجل الثوري، وبين علماء المسلمين، ويدل أن حركته سرية تنظيمية ثورية قاتلة لشباب الأمة... لا تستمد دعوته من الإسلام... وإنما استمدت من حركة: «الإخوان المسلمين» البدعية التي تقلب فيها ثم نكب بها الإسلام والمسلمين، والله المستعان.
[153]) بل زعم سيد بن قطب في «معالم على الطريق» (ص22- ط الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، الكويت، ط الرابعة) بأن معنى: «لا إله إلا الله»؛ ثورة على السلطان... وثورة على الأوضاع... وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله.
وانظر: «سيد بن قطب، خلاصة حياته، منهجه في الحركة، النقد الموجه إليه» لمحمد توفيق بركات (ص142- ط مكتبة المنارة، مكة).
[154]) هذه نظرة: «سيد بن قطب» التكفيري إلى المجتمعات الإسلامية، وهو يصرح بأنها مجتمعات جاهلية، والله المستعان.
[155]) فلما بعد: «سيد بن قطب» الجاهلي عن شرع الله تعالى وقع بما وقعت به الجاهلية من عدم السمع والطاعة والبيعة لولاة أمر المسلمين وغير ذلك، فهذا منهجه قد أبانه في كتبه، والله المستعان.
وانظر: «شرح مسائل الجاهلية» للشيخ صالح الفوزان (ص15).
[156]) وهذه الجاهلية المطلقة: كانت قبل مبعث النبي r، فلا يجوز إطلاق الجاهلية على قرن من القرون منذ بعثة النبي r إلى يومنا، وما يقع فيه بعض الكتاب من هذه الإطلاقات ينبغي أن يتفادى بالصحيح.
وانظر: «شرح مسائل الجاهلية» للشيخ الفوزان (ص14).
[157]) وقد بينت بالتفصيل عن أقسام الجاهلية في كتابي: «درر العباد لبيان أن جماعة المسلمين الحقيقية هي جماعة حاكم البلاد» (ص61).
ولهذا لا يجوز أن يقال: «الناس في جاهلية»، أو «العالم في جاهلية» على سبيل العموم؛ لأن هذا جحود لوجود: «الرسالة».
وانظر: «شرح مسائل الجاهلية» للشيخ الفوزان (ص14).
[158]) وهؤلاء لا يتدربون على الأسلحة إلا لإحداث المذابح، والفتن في بلدان المسلمين؛ من أجل الوصول إلى الحكم، وعملهم هذا مرفوض في دين الله تعالى جملة وتفصيلا.
[159]) أي: عقيدة تتربى عليها: «الفرقة القطبية» في تاريخها السيئ... وأي: خلق تتربى عليه... بل تتربى: «الفرقة القطبية» على الغش والكذب، والخديعة والمكر، وغير ذلك من الفتن الخبيثة.
[160]) وما أكثر توقع: «الإخوان المسلمين» للضربات يحسبون كل صيحة عليهم.
[161]) انظر كيف يهرب الإخوان المسلمون الأسلحة لتقتيل المسلمين وللإفساد في أرضهم، والله المستعان.
فهؤلاء يعتبرون تذبيحهم للمسلمين من الجهاد في سبيل الله!، ولإعلاء الإسلام!.
* وهؤلاء أيضا لا يترددون في تنفيذ مخططاتهم التدميرية الآن في بلدان المسلمين إلا من أجل أنهم ليس لديهم الإمكانيات اللازمة من الأسلحة وإلا لو كان عندهم أسلحة كافية لرأيت العجائب منهم في البلدان الإسلامية اللهم سلم سلم.
[162]) وهذا المبلغ كان عند رأس من رؤوس الإخوان، قال عنه سيد بن قطب في «لماذا أعدموني» (ص52): (وفهمت أنه كان يعتبر المبلغ أمانة لا يتصرف فيه إلا بإذن قيادة شرعية). اهـ
قلت: فسيد بن قطب يعتبر نفسه إماما للمسلمين له قيادة شرعية، يأمر فيطاع، فله السمع والطاعة.
وهو في الحقيقة إماما: «للاخوانيين الحزبيين»، وهو قائد لحزبية مقيتة مدمرة ضالة، والعياذ بالله.
[163]) انظر إلى: «الإخوان المسلمين» في الخارج يرسلون الأموال لشراء الأسلحة المدمرة للمسلمين.
فيجمعون التبرعات من: «السعودية)، و«الكويت»، و«الإمارات»، و«قطر»، و«البحرين»، وغيرها، ثم يرسلونها إلى: «الإخوان المسلمين» في العالم؛ منها: إلى: «فلسطين» عند: «فرقة حماس»؛ لشراء الأسلحة وغيرها، اللهم سلم سلم.
[164]) انظروا: كيف يخططون لإحداث الانقلابات في بلدان المسلمين... من قلب الحكم، وإزهاق النفوس المسلمة، وتدمير المنشآت، والمؤسسات في البلدان الإسلامية.
حتى قال علي العشماوي – وهو آخر قادة الإخوان – لسيد بن قطب؛ كما في كتاب «لماذا أعدموني» (ص56): (بهذه المناسبة: ألا يخشى أن نكون في حالة تدمير القناطر، والجسور، والكباري مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية؛ من حيث لا ندري ولا نريد)؛ فقال سيد بن قطب: (نبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية فقررنا استبعادها، والاكتفاء بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت في القاهرة؛ لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة إذ أن هذا وحده هو: الهدف من الخطة). اهـ
[165]) والصراع بين: «إخوان المسلمين»، وبين: «جمال عبدالناصر» وحزبه؛ إنما هو صراع سياسي انتهى إلى لجوئهم لمثل هذه الأعمال التخريبية التي دفعت: «جمال عبدالناصر» إلى أن يتعشى بهم قبل أن يتغدوا به؛ كما يقال، والله المستعان.
قلت: وما ظالم إلا سيبلى بظالم؛ اللهم غفرا.
[166]) لقد بوب الإمام البخاري / في «صحيحه» (ج6 ص90) بابا ذكر فيه (باب لا يقال فلان شهيد)؛ وأورد أدلة على أنه يحرم أن يشهد لشخص معين أنه شهيد ولو قتل في جهاد الكفار.
وانظر: «ألفاظ ومفاهيم في ميزان الإسلام» لشيخنا محمد بن صالح العثيمين (ص18).
[167]) والبحث هو: قضية المنهج عند: «سيد بن قطب» في «معالم في الطريق». لجعفر شيخ إدريس.
انظر «ندوة الاتجاهات» (ص531، ط مكتب التربية العربي لدول الخليج) سنة (1407هـ) و(1987).
[168]) هذا في نظر القرضاوي.
* والأمة الإسلامية لم تنقطع من الوجود، فهي قائمة في كل زمان إلى قيام الساعة كما قال النبي r: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (6881)، ومسلم في «صحيحه» (1921) من حديث المغيرة بن شعبة t.
[169]) انظر «ندوة الاتجاهات» (ط مكتب التربية العربي لدول الخليج) سنة (1407هـ) و(1987).
[170]) هكذا يأمر الجماعات الإسلامية بإسقاط الدول الإسلامية، وإقامة دولة الإسلام هكذا زعم اللهم سلم سلم.
[171]) ولذلك يأمر: «سيد بن قطب» بتدريب شباب: «الإخوان المسلمين» على الأسلحة لإحداث المذابح في بلدان المسلمين.
وانظر «لماذا أعدموني» لسيد بن قطب (ص48و49).
[172]) يقصد أنه يقاتل بلدان المسلمين!.
[173]) انظر: السلسلة التي يصدرها «مركز بحوث تطبيق الشريعة الإسلامية» عدد (12).
[174]) هذا فيه تكفير للحاكم والمحكوم، والعياذ بالله.
[175]) على ما في كتب: «سيدهم» من التكفير والخروج على الحكام، وعلى الأنظمة، وكذلك يثني عليها!!!.
[176]) انظر: «مدى شرعية الانتماء إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية» (171).
[177]) هكذا يفكر: «سيد بن قطب» الحزبي، والإخوان المسلمون الحزبيون... ويخططون... وينفذون خططهم في بلاد المسلمين... إذا سنحت لهم أي: فرصة لإحداث الفتن في بلدان المسلمين.
[178]) فسيد بن قطب يعلم شباب إخوان المسلمين على تكفير المجتمعات الإسلامية.
[179]) يعني: ليس عندهم؛ أي: اعتراف بالفقه في الدين جملة وتفصيلا، فهم وضعوا لهم أحكاما أخرى يفتون بها على حسب قوتهم في البلدان، والله المستعان.
[180]) هذا منطلق ما يسمونه بـ(فقه الواقع) الذي شغل كثيرا من شباب إخوان المسلمين، والذين على شاكلتهم عن الاهتمام بالعلوم الشرعية.
[181]) هكذا يخطط: «سيد بن قطب» في تنظيمه السري.
قال سيد بن قطب الحزبي في «ظلال القرآن» (ج10 ص72)؛ وهو يتكلم عن التنظيم السري: (وهذا يعطينا مدى الأهمية التي يعلقها هذا الدين على: «التنظيم الحركي» الذي يمثل وجوده الحقيقي). اهـ
[182]) يريد أن يثبت التنظيم السري: «للحركة القطبية»... بسرية الدعوة إلى الله في العهد المكي فتنبه.
وانظر «سيد بن قطب خلاصة حياته، منهجه في الحركة، النقد الموجه إليه» (ص154 و155- ط مكتبة المنارة، مكة).
وهؤلاء يفعلون ذلك لإفلاسهم في العلوم الشرعية الصحيحة، وليسوا على استعداد من قريب، ولا من بعيد لحمل العلوم الشرعية الصحيحة، بل يحاربونها، ويحاربون أهلها، ويرونها عقبة في طريقهم... إلى تسلم كراسي الحكم، والوزارات والإدارات... ومستعدون للتحالف مع أي طائفة، في أي وقت إذا رأوا في هذا التحالف ما يوصلهم إلى غاياتهم المنشودة... وهي التربع على كراسي الحكم، أو احتلال كراسي في البرلمان، والوزارات وغيرها!، كما هو مشاهد منهم في الخليج وغير ذلك.
[183]) يعني: بأن دولة الإسلام لم تقم بعد عندهم، فهو لا يعترف بالدول الإسلامية الحالية، اللهم سلم سلم.
[184]) انظروا: كيف يقل أدبه على رسل الله عليهم السلام!: ]ولعنوا بما قالوا[ [المائدة: 64].
[185]) «درس لسماحته في منزله»؛ بالرياض سنة: (1413)؛ تسجيلات «منهاج السنة» بالرياض.
انظر: «براءة علماء الأمة» للسناني (ص31- ط مكتبة الفرقان، عجمان، ط الأولى).
[186]) لأنك تريد موافقة ساداتك الروافض!.
[187]) وهذا من الكذب على: «عثمان بن عفان t»: ]ألا لعنة الله على الظالمين[ [هود: 18].
قال تعالى: ]ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين[ [آل عمران: 61].
[188]) قال الشيخ بكر أبو زيد في «تصنيف الناس» (ص26): (أطبق أهل الملة الإسلامية على أن الطعن في واحد من الصحابة زندقة مكشوفة). اهـ
فكيف إذا كان الطعن في أكثر من واحد؟!!.
[189]) «شرح رياض الصالحين» لسماحته بتاريخ: «18/7/1416هـ» في يوم الأحد.
انظر «براءة علماء الأمة» للسناني (ص33- ط مكتبة الفرقان، عجمان، ط الأولى).
[190]) سورة النساء آية (115).
[191]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج5 ص338).
[192]) سورة الجاثية آية (23).
[193]) سورة النجم آية (23).
[194]) ومن فساد تلك العقول أنهم لم يرضوا ببعض ما جاء به الرسول r، ورضوا بالعقول، فاستحبوا العمى على الهدى، والله المستعان.
[195]) سورة النساء آية (59).
[196]) سورة المائدة آية (3).
[197]) انظر: «الاعتصام» للشاطبي (ج2 ص822).
[198]) سورة العنكبوت آية (51).
[199]) وانظر: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» لابن تيمية (ج3 ص732).
[200]) سورة المائدة آية (33).
[201]) وانظر: «الصارم المسلول على شاتم الرسول» لابن تيمية (ج3 ص732).
[202]) سورة الأعراف آية (56).
[203]) وذكر ابن الجوزي في تفسير هذه الآية ستة أقوال منها:
السادس: لا تفسدوا بتكذيب الرسل بعد إصلاحها بالوحي.
انظر: «زاد المسير في علم التفسير» له (ج3 ص215 و216).
[204]) ومن طعن في الصحابة y؛ فقد آذى الله تعالى ورسوله r فهو ملعون بالقرآن في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿ót¨bÎ) tûïÏ%©!$# crè÷sã ©!$# ¼ã&s!qßuur ãNåks]yès9 ª!$# Îû $u÷R9$# ÍotÅzFy$#ur £tãr&ur öNçlm; $\/#xtã $YYÎgB ÇÎÐÈ﴾الأحزاب آيــة (57) .
[205]) سورة الأعراف آية (142).
[206]) كما جاء في قوله تعالى: ﴿(#þqä9qè% $¨YtB#uä «!$$Î/ !$tBur tAÌRé& $uZøs9Î) !$tBur tAÌRé& #n<Î) zO¿Ïdºtö/Î) @Ïè»oÿôÎ)ur t,»ysóÎ)ur z>qà)÷ètur ÅÞ$t6óF{$#ur !$tBur uÎAré& 4ÓyqãB 4Ó|¤Ïãur !$tBur uÎAré& cqÎ;¨Y9$# `ÏB óOÎgÎn/§ w ä-ÌhxÿçR tû÷üt/ 7tnr& óOßg÷YÏiB ß`øtwUur ¼çms9 tbqãKÎ=ó¡ãB ÇÊÌÏÈ ﴾ البقرة آية (136) وقوله تعالى: ﴿(<@ä. z`tB#uä «!$$Î/ ¾ÏmÏFs3Í´¯»n=tBur ¾ÏmÎ7çFä.ur ¾Ï&Î#ßâur w ä-ÌhxÿçR ú÷üt/ 7ymr& `ÏiB ¾Ï&Î#ß 4 ﴾ البقرة آية (285) .
[207]) و«الجماعة القطبية» جماعة خبيثة، والعياذ بالله.
[208]) سورة النور آية (26).
وانظر: «الاعتقاد» للالكائي (ج1 ص418).
[209]) وراجع لزاما؛ كتاب «صب العذاب على من سب الأصحاب» للعلامة الألوسي / المتوفي سنة (1342هـ).
[210]) وراجع لزاما؛ كتاب «الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية» لابن حامد / المتوفي سنة (1239هـ).
[211]) وراجع لزاما؛ كتاب: «صب العذاب على من سب الأصحاب» للعلامة الألوسي / المتوفي سنة (1342هـ).
[212]) انظر: «مسائل الإمام أحمد» لابنه عبدالله (ص431)، و«السنة» للخلال (ج1 ص493).
[213]) انظر: «السنة» للخلال (ج1 ص493).
[214]) هكذا فعلت الحكومة المصرية في: «سيد بن قطب» الهالك!.
[215]) انظر: «الأحكام السلطانية» لأبي يعلى (ص282)، و«طبقات الحنابلة» له (ج1 ص24 و36).
[216]) وراجع لزاما؛ كتاب: «الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية» لابن حامد / المتوفي سنة (1239هـ).
[217]) انظر: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» للالكائي (ج7 ص1252)، و«مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي (ص160)، و«الإبانة الكبرى» لابن بطة (ج1 ص170).
[218]) انظر: «السنة» للخلال (ج1 ص499)، و«الإبانة الكبرى» لابن بطة (ج1 ص160).
[219]) انظر: «الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف» للمرداوي (ج10 ص324).
[220]) سورة الأحزاب آية (58).
[221]) سورة التوبة آية (100).
[222]) قالت عائشة ڤ: «أمروا بالاستغفار لأصحاب محمد r فسبوهم».
أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج4 ص2317).
كما قال تعالى:﴿( ß#ôã$$sù öNåk÷]tã öÏÿøótGó$#ur öNçlm; ﴾ آل عمران آية (159)، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ فإذا النبي r أمرنا بالاستغفار للصحابة، فهو أمر لجميع الأمة الإسلامية.
[223]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج7 ص21)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص1947).
[224]) فيتم تشويه الإسلام عن طريق أهل البدع، اللهم سلم سلم.
[225]) فالحذر الحذر أن يصدك: «سيد بن قطب» عن الحق، وعلينا إفشال خطط: «الفرقة القطبية» في تمزيق الأمة الإسلامية، وجعل بأسها بينها؛ فتأمل.
* وينبغي على المسلمين لا سيما طلبة العلم بيان الحق والذب عنه، ودعوة أهل الإسلام إلى الاعتصام بالكتاب والسنة ونبذ الفرقة.
[226]) ولا يخفى على القارئ الكريم بأن الشرارة التي جعل منها القصاصون المفكرون نارا ما حصل بين الصحابة y بعد وفاة رسول الله r فتنبه لهم.
* فاحرص أخي الكريم على سلامة قلبك، وانزع ما فيه من غل للمؤمنين عامة، وللصحابة على وجه الخصوص الذين فازوا بفضل صحبة رسول الله r...
[227]) انظر: «موقف علماء المسلمين» (ص42).
[228]) ومن هنا يتبين بأن: «محمد بن صالح المنجد»، و«سلمان العودة»، و«عائض القرني»، وغيرهم على منهج: «المفكرين الثوريين الإخوانيين»، نعوذ بالله من الخذلان.
[229]) شريط مسجل بعنوان: «تقويم الرجال» للعودة.
[230]) وعلم بذلك عندما زار: «سيد بن قطب» في البر قد ضرب له خيمة هناك، يسكن فيها لوحده بعيدا عن المجتمع؛ لأنه في نظره كافر؛ كما ذكر علي العشماوي في كتابه: «التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين» (ص112).
[231]) انظر: «الفقه الإسلامي» للزحيلي (ج2 ص259)، و«مغني المحتاج» للشربيني (ج1 ص413)، و«الدر المختار» للحصكفي (ج3 ص5)، و«المغني» لابن قدامة (ج2 ص394)، و«كشاف القناع» للبهوتي (ج2 ص21).
[232]) سورة الجمعة آية (9).
[233]) انظر: «المغني» لابن قدامة (ج2 ص231).
[234]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج2 ص591) من حديث ابن عمر ﭭ.
[235]) حديث حسن صحيح.
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج1 ص638)، والترمذي في «سننه» (ج2 ص373)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج2 ص259)، وفي «السنن الصغرى» (ج3 ص88)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص357)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص424)، وابن حبان في «صحيحه» (553)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص307)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج3 ص176)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (ج4 ص230)، وابن الجارود في «المنتقى» (288)، والدولابي في «الكنى» (ج1 ص21)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص280)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص172)، والبغوي في «شرح السنة» (ج4 ص213) من طريق محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد عمرو بن بكر الضمري t به.
قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه الشيخ الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (ج4 ص219).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
وقال البغوي: هذا حديث حسن.
وله شاهد من حديث جابر بن عبدالله t:
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (ج1 ص357)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص332) والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص292) من طريق أسيد بن أبي أسيد عن عبدالله بن أبي قتادة عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله r: (من ترك الجمعة، ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه).
وإسناده حسن، وقد حسنه ابن حجر في «التلخيص» (ج2 ص52)، والمنذري في «الترغيب» (ج1 ص261) والألباني في «صحيح سنن أبي داود» (ج4 ص219).
[236]) انظر: «تحفة الأحوذي» للمباركفوري (ج3 ص15)، و«عون المعبود» لأبي عبدالرحمن آبادي (ج3 ص378)، و«شرح سنن أبي داود» للعيني (ج4 ص372).
[237]) انظر: « تحفة الأحوذي» للمباركفوري (ج3 ص14).
[238]) وهذا بسبب إعراض القلوب عن الحق واستكبارها عن قبوله، وعدم نفوذ الحق إليها.
وانظر: «البدر التمام» للمغربي (ج2 ص118).
[239]) فتتلخص حكمة مشروعية صلاة الجمعة في عدة أمور:
1) تطبيق سنة النبي r.
2) الاجتماع للعلم والموعظة والإرشاد والفائدة.
3) أنها إجتماع مصغر يجتمع فيه المسلمون، ويسلم بعضهم على بعض، ويتفقدون أحوال بعضهم، ويشعرهم بالوحدة، ونبذ الفرقة والاختلاف.
[240]) فالإعداد للخطبة فوته دعاة: «القطبية»، و«السرورية»، و«التراثية»، وغيرهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والله المستعان.
[241]) انظر: «الإفصاح» لابن هبيرة (ج1 ص160)، و«الإجماع» لابن المنذر (ص41).
[242]) قلت: أيها المسلم إذا لقيت (قطبيا) فقل له: فما بال «سيد بن قطب» يترك صلاة الجمعة، فإن ذلك من سنن السلف مع أهل البدع.
[243]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص496).
[244]) انظر: «المصدر السابق».
[245]) انظر: «المصدر السابق».
[246]) ينبغي هكذا أن يفعل في الذي يتبع: «سيد بن قطب» يستتاب وإلا عوقب.
[247]) انظر: «المصدر السابق».
[248]) لو لم يولد: «سيد بن قطب» كان خيرا له يترك صلاة الجمعة، والعياذ بالله.
[249]) انظر: «المصدر السابق».