الرئيسية / سلسلة قواعد اللغة العربية / الدرر السنية في قواعد «نعم» و«بئس» في اللغة العربية
الدرر السنية في قواعد «نعم» و«بئس» في اللغة العربية
|
||||
الدرر السنية
في قواعد
«نعم» و«بئس»
في اللغة العربية
تأليف:
العلامة المحدث الفقيه
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع الله به الإسلام والمسلمين
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن يا كريم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
اعلم رحمك الله أن صرف الهمم في تدوين العلوم النافعة هو سبيل النجاح، وسر الفلاح.
وهذا الكتاب الصغير في علم القواعد في اللغة العربية، وهو في شرح أحكام النحو لـ: «نعم»، و«بئس».
وكان لابد على طالب العلم الذي ليست عنده معرفة سابقة بهذا العلم أن يتعلم لغة العرب حتى يفهم القرآن الكريم بفهم طريقة الصحابة رضي الله عنهم في اللغة العربية.
إذا طلب علم النحو له غاية سامية، وهدف شريف، حيث أنه معين على فهم معاني القرآن الكريم، ومعاني السنة النبوية، ومعاني الآثار الصحابية.
وهذا واجب على كل مسلم إذا أراد أن يفسر كتاب الله تعالى التفسير الأثري.
فعلم اللغة العربية من أعظم العلوم قدرا لتعلقها بفهم كتاب ربنا، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
سائلا الله العلي الكبير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ونافعا للأمة، وأن يغفر لي ولوالدي، إنه سميع قريب مجيب الدعوات.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
نسأله التوفيق لرشده، ونرغب في المزيد من فضله
ذكر الدليل
على قواعد «نعم»، و«بئس»
في اللغة العربية
اعلم رحمك الله أن اللغة العربية تضم العديد من الأساليب الإنشائية، والجمالية التي تساعد في إيصال معنى بسهولة.
ولاشك؛ فإنها لغة القرآن الكريم، وهذه الأساليب تلفت انتباه المستمع، وتساعد على تأكيد المعنى، ومن هذه الأساليب أسلوب المدح والذم، وهو ما ستناوله في هذه الرسالة اللطيفة.
* تعريف أسلوب المدح: هو أسلوب نستخدمه عند استحساننا لصفة حميدة، أو لأمر يستحق المدح والثناء.
* تعريف أسلوب الذم: هو أسلوب نستخدمه عند استهجاننا لصفة سيئة، أو لأمر يستحق الذم والهجاء.
* أركان أسلوب المدح، أو الذم:
يتكون أسلوب المدح، أو الذم من ثلاثة أركان وهي:
(1) فعل المدح: «نعم»، و«حبذا»، وفعل الذم: «بئس»، و«لا حبذا».
(2) الفاعل.
(3) المخصوص بالمدح، أو الذم: وهو الاسم الذي تمدحه جملة: «نعم» و«حبذا»، أو الذي تذمه جملة: «بئس»، و«لا حبذا».
* أسلوب المدح، أو الذم باستخدام: «نعم» و«بئس»:
يتكون الأسلوب من:
(1) فعل المدح.
(2) وفاعل المدح.
(3) والمخصوص بالمدح.
(4) وفعل الذم.
(5) وفاعل الذم.
(6) والمخصوص بالذم.
* ولكن هناك بعض الصور التي يأتي عليها فاعل «نعم»، و«بئس»، وهي:
(1) معرف «بأل».
(2) مضاف إلى ما فيه «أل».
(3) «من» أو «ما» الموصولتان، ويأتي بعدهما جملة تسمى جملة الصلة تفصل بينهما، وبين المخصوص.
(4) ضمير مستتر وجوبا بنكرة؛ أي: يفسره التمييز.
فبئس:
هي فعل لإنشاء الذم على سبيل المبالغة، ولابد لها من اسم مخصوص بالذم، وفاعلها نوعان:
(1) اسم ظاهر معرف بـ(أل) الجنسية، نحو: ]بئس الشراب[ [الكهف: 29]، فالشراب: فاعل بئس مرفوع بالضمة، أو معرف بالإضافة إلى المعرف بـ(أل) الجنسية، نحو: ]فلبئس مثوى المتكبرين[ [النحل: 29]، أو بالإضافة إلى المضاف إلى المعرف بها، نحو: «بئس ابن أخت القوم».
(2) ضمير مستتر وجوبا مميز: إما بنكرة عامة واجبة الذكر والتأخير عن الفعل، والتقديم على المخصوص، قابلة (أل) ومطابقة للمخصوص، وللضمير في الإفراد والتثنية، والجمع والتذكير، والتأنيث، نحو: «بئس رجلا زيد»([1])، و«بئس امرأتين الهندان»([2])، و«بئس طلابا زيد، وسالم، وسعيد»([3])، وأما بـ(ما) بمعنى (شيء)، ويجوز اعتبار (ما) في قولك: «بئس ما فعلت» اسما موصولا، فتعرب فاعلا، ويكون المخصوص بالذم محذوفا، نحو: «بئس ما فعلت»، وإما بـ(من)، نحو: «بئس من هو في الإجرام»، ويكون المخصوص بالذم محذوفا هنا أيضا.
ويذكر المخصوص بالذم بعد فاعل «بئس»، نحو: «بئس الرجل المتكاسل»، والمخصوص هنا هو المتكاسل، ونعربه: إما مبتدأ، والجملة قبله خبرا، وإما خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا، أما إذا تقدم المخصوص على الفعل، نحو: «الكسل بئس الذخر»؛ فنعربه أي المخصوص: الكسل؛ مبتدأ، وما بعده؛ أي: جملة بئس الذخر: خبرا.([4])
وإليك التفصيل:
قال تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5].
* قوله تعالى: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[ [الجمعة: 5].
* بئس: فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.
* مثل القوم: فاعل بئس، وهو فاعل مضاف إلى القوم.
* مثل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
* القوم: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
* وجملة بئس مثل: استئنافية.
* الذين: صفة القوم.
* الذين: إما في موضع رفع بتقدير: مضاف محذوف، تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا، فحذف: «مثل»؛ وهو المضاف المرفوع، وأقيم المضاف إليه مقامه.
* وإما في موضع جر على أن يكون: «الذين» وصفا للقوم الذين كذبوا بآيات الله تعالى.
ويكون المقصود بالذم محذوفا، وتقديره: مثلهم، أو هذا المثل.
كذبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف: فارقة.
فكذبوا: فعل ماض، وفاعله.
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الأعراب.
بآيات الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل: (كذبوا)، ولفظ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة، وعلامة جره الكسرة؛ أي: معجزات الله الدالة على صحة نبوة الرسول الكريم.
والله: لفظ الجلالة مبتدأ.
الواو: استئنافية.
لا: نافية.
يهدي: فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر؛ أي: والفاعل هو.
وجملة لا يهدي: خبر المبتدأ.
الظالمين: صفة القوم؛ أي: نعت القوم، والجملة الإسمية الإستئنافية لا محل لها.
أو أن: ]مثل القوم[؛ فاعل: (بئس)، والذين كفروا هو المخصوص بالذم على حذف مضاف، أي: (مثل الذين كذبوا بآيات الله)، وهم اليهود؛ أو يكون: (الذين كفروا)؛ صفة للقوم، والمخصوص بالذم محذوف، والتقدير: بئس مثل القوم المكذبين مثلهم؛ أي: مثل هؤلاء الذين حملوا التوراة.([5])
قلت: فبئس مثل القوم مثل الذين كذبوا، فحذف المضاف، وهو المخصوص بالذم، وأقيم المضاف إليه مقامه.
* فيجوز أن يكون: «الذين» صفة القوم، والمخصوص محذوف ؛ أي: بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله هو.
* والضمير راجع إلى: ]مثل الذين حملوا التوراة[ [الجمعة: 5].
قلت: والوصف وإن كان في الظاهر للمثل([6])، فهو راجع إلى القوم، فكأنه قال: بئس القوم قوما مثلهم.([7])
قال الإمام ابن الجوزي / في «تذكرة الأريب» (ج2 ص221): (شبههم بالحمار؛ لأنه لا يعقل ما يحمل). اهـ
* الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للقوم.
* وجملة كذبوا: صلة؛ أي: صلة الموصول: (الذين) الثاني.
* بآيات الله: متعلقان بكذبوا.
والمخصوص بالذم محذوف؛ أي: هذا المثل.
* والله: مبتدأ.
* وجملة لا يهدي: خبر؛ أي: في محل رفع خبر المبتدأ: (الله).
* القوم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
* الظالمين: نعت للقوم.([8])
قال أبو جعفر النحاس / في «إعراب القرآن» (ج4 ص426): (]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ أي: حملوا القيام بها والانتهاء إلى ما فيها: ]ثم لم يحملوها[؛ أي: لم يفعلوا ذلك: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ «يحمل» في موضع نصب على الحال؛ أي: حاملا فإن قيل: فكيف جاز هذا ولا يقال: جاءني غلام هند مسرعة؟؛ فالجواب: أن المعنى مثلهم مثل الذين حملوا التوراة، وزعم الكوفيون أن يحمل: صلة للحمار، لأنه بمنزلة النكرة، وهم يسمون نعت النكرة صلة ثم نقضوا هذا فقالوا: المعنى كمثل الحمار حاملا؛ أسفارا. ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[؛ أي: هذا المثل؛ ثم حذف هذا، لأنه قد تقدم ذكره. ]والله لا يهدي القوم الظالمين[؛ المعنى: لا يوفقهم ولا يرشدهم إذ كان في علمه أنهم لا يؤمنون، وقيل: لا يهديهم إلى الثواب). اهـ
وقال أبو البقاء العكبري / في «التبيان في إعراب القرآن» (ج2 ص1222): (قال تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5].
قوله تعالى: (يحمل) : هو في موضع الحال من «الحمار» والعامل فيه معنى المثل.
قوله تعالى: (بئس مثل) : «مثل» هذا فاعل بئس، وفي «الذين» وجهان:
أحدهما: هو في موضع جر نعتا للقوم، والمخصوص بالذم محذوف؛ أي هذا المثل. والثاني: في موضع رفع تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين، فمثل المحذوف هو المخصوص بالذم، وقد حذف وأقيم المضاف إليه مقامه). اهـ
قلت: و«بئس»؛ لفظ جامع لأنواع الذم كلها، وهو ضد لفظ: «نعم»؛ في المدح.
وهما جامدان، لا يتصرفان.
* «فنعم»: منقول من قولك: نعم فلان؛ إذا أصاب نعمة.
* و«بئس»: منقول من بئس فلان؛ إذا أصاب بؤسا.
فإذا قلت: «نعم الرجل محمد([9])»، دللت على أنه قد استوفى المدح الذي يكون في سائر جنسه.
وإذا قلت: «بئس الرجل خالد»، دللت على أنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه.
قلت: وعليه فإن هذا المثل قد دل على أنه استوفى الذم الذي يكون في سائر أمثال السوء.
* فالمخصوص بالمدح: هو الاسم الذي تمدحه؛ جملة: «نعم».
* والمخصوص بالذم: هو الاسم الذي تذمه؛ جملة: «بئس».
* «فنعم»: من أفعال المدح.
* و«بئس»: من أفعال الذم.
* وهي أفعال لإنشاء: المدح أو الذم، فجملها إنشائية غير طلبية، ولا خبرية، ولابد لها من مخصوص: «بالذم» أو «المدح».
* و«نعم»: فعل ماض جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء المدح.
والجامد: هو الذي لا ينصرف، ولا يفارق الماضي؛ أي: «نعم» لا تستعمل في غير الماضي.
* و«نعم»: لازمة على صورة واحدة؛ يعني: لا تطلب مفعولا، فتكفي بالفاعل في الجملة.
* و«نعم»: ترفع الاسم.
* و«بئس»: فعل ماض جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء الذم.
* والمخصوص بالمدح، أو بالذم يعرب: مبتدأ مؤخرا، والجملة الفعلية قبله المكونة من الفعل الجامد قبله: (نعم، أو بئس).
والفاعل: عبارة عن جملة فعلية في محل رفع خبر مقدم.
* أو يعرب المخصوص خبرا مرفوعا؛ لمبتدأ محذوف وجوبا.
* ويجوز في المخصوص بالمدح، أو الذم أن يتقدم على: «نعم»، و«بئس».
* ويجوز لك أن تقدم: المخصوص على: «نعم»، أو «بئس».
فتقول: «عمر بن الخطاب نعم العادل».
وتقول: «النفاق بئس الخلق».
فيعرب المخصوص هنا: مبتدأ خبره الجملة الفعلية بعده.
فالقواعد في: «نعم»، و«بئس» على ما يلي:
(1) نعم: فعل للمدح.
(2) بئس: فعل للذم.
وهما فعلان ماضيان جامدان، كما سبق ذلك.
(3) يجب في فاعل كل منهما:
1- أن يكون مقترنا بـ«أل».
2- أو مضافا إلى اسم مقترن بـ«أل».
3- أو ضميرا مستترا وجوبا مميزا بنكرة.
4- أو كلمة «ما» الموصولة، أو «من» الموصولة.
فـ«ما» الموصولة؛ بمعنى: الذي للعاقل.
و«من» الموصولة؛ بمعنى: الذي لغير العاقل.
الأمثلة:
* يأتي الفاعل محلى بالألف واللام:
قال تعالى: ]إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب[ [ص: 44].
فالعبد: فاعل نعم.
والمخصوص: بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه.
وتقديره: «هو»؛ أي: أيوب عليه السلام.
وقال تعالى: ]يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير[ [الحج: 13].
فالمولى: فاعل بئس.
* أن يكون مضافا إلى ما فيه: «أل».
قال تعالى: ]ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين[ [النحل: 30].
فالدار: فاعل نعم، وهو مضاف إلى ما قبله: «أل»؛ (المتقين).
والمخصوص: بالمدح؛ يحتمل أن يكون المذكور بعدها، وهو: قوله تعالى: ]جنات عدن يدخلونها[ [النحل: 31].
ويحتمل أن يكون محذوفا؛ تقديره: هي الدار.
* أن يكون ضميرا مستترا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز؛ كقولك: «نعم خلقا الصدق».
ففاعل: نعم ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: «هو»؛ لأن تفسيره النكرة: «خلقا»؛ وهي: تمييز.
والصدق: مبتدأ، والتقدير: «نعم هو خلقا الصدق».
مثال: «بئس طريقا الضلال».
* «بئس»: فعل ماض جامد يفيد الذم مبني على الفتح لا محل له.
* وفاعله: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: «هو» يعود إلى التمييز بعد «طريقا».
* طريقا: تمييز للفاعل المبهم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
* الضلال: مخصوص بالذم، مبتدأ مؤخر، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم، ويصح أن يعرب: خبرا لمبتدأ محذوف؛ تقديره: «هو».
قلت: فالمخصوص بالذم هو: «الضلال».
* فمخصوص: «نعم» أو «بئس»: هو الاسم الذي قصد مدحه، أو ذمه.
* ويجوز في إعرابه وجهان:
(1) أن يكون مبتدأ، والجملة قبله خبرا عنه.
(2) أن يكون خبرا لمبدأ محذوف وجوبا، تقديره: «الممدوح»، أو «المذموم».
* يجوز أن يتقدم مخصوص «نعم»، أو «بئس» عليهما، ويعرب حنيئذ: «مبتدأ» ليس غير، والجملة بعده خبر عنه.
* مثال: «نعم البطل خالد».
نعم: فعل ماض جامد يفيد المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
البطل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
خالد: مخصوص بالمدح، مبتدأ مؤخر، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم.
ويصح: أن يعرب: خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: «هو».
* مثال: «الصدق نعم الخلق» أو «نعم الخلق الصدق».
* مثال: «الكذب بئس صفة» أو «بئس صفة الكذب».
(4) إذا كان المخصوص بالمدح، أو بالذم مفهوما من الكلام؛ فإنه قد يحذف.
مثل: «نعم عاقبة المتقين»؛ أي: الجنة.
ومثل: «بئس دار الكافرين»؛ أي: النار.
(5) إذا جاء بعد: «نعم»، أو «بئس» كلمة وهي نكرة منصوبة؛ فإنها تعرب: تمييزا.
* مثل: «نعم عملا الإخلاص».
عملا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(6) يجوز أن تلحق: تاء التأنيث الفعلين: «نعم»، و«بئس» إذا كان فاعلهما مؤنثا.
* مثل: «نعمت الصفة الوفاء».
* ومثل: «بئست الصفة الغدر».
* اسم النكرة؛ بعد: «نعم»، و«بئس» يعرب:
* «نعم عاملا المصري».
والمعرفة يعرب: «نعم العامل المصري».
معرب بـ«أل» التعريف.
قلت: إذا فاعل: «نعم»، و«بئس»؛ لا يكون إلا معرفا بـ«أل»، أو مضافا إلى المعرف بـ«أل»، أو ضميرا مستترا وجوبا مميزا بنكرة، أو بكلمة «ما» أو «من» الموصولتين.
مثال: «نعم العادل عمر بن الخطاب».
العادل: فاعل «نعم»، وهو مقترن بـ«أل».
مثال: «نعم جزاء المتقين الجنة».
جزاء: مضاف إليه، وهو مضاف إلى الاسم المقترن بـ«أل»، والاسم: هو «المتقين».
مثال: «نعم مصيفا الطائف».
تجد الفاعل ضميرا مستترا وجوبا مفسرا؛ باسم منصوب بنكرة، يعرب تمييزا، وهو كله: «مصيفا».
مثال: «نعم ما يصنعه المعروف».
ما: الموصولة، ومثلها: «من» الموصولة أيضا؛ كقولك: «نعم من نكرم العالم».
* أمثلة على فعل «نعم»، وفعل «بئس»:
1) قال تعالى: ]ونعم أجر العاملين[ [آل عمران: 136].
2) وقال تعالى: ]فنعم عقبى الدار[ [الرعد: 24].
3) وقال تعالى: ]ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون[ [الصافات: 75].
4) وقال تعالى: ]بئس الشراب وساءت مرتفقا[ [الكهف: 29].
5) وقال تعالى: ] جهنم يصلونها وبئس القرار [ [إبراهيم: 29].
6) وقال تعالى: ]ومأواهم النار ولبئس المصير[ [النور: 57].
7) وقال تعالى: ]وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا[ [الكهف: 50].
8) «نعم الصديق من واساك».
9) «بئس الصديق من جفاك».
10) «بئس الخلق النفاق».
11) «بئس مصير الكفار جهنم».
12) «بئس صفة الكذب».([10])
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة...................................................................................................... |
2 |
2) |
ذكر الدليل على قواعد «نعم»، و«بئس» في اللغة العربية..................................................................................................... |
4 |
3) |
تعريف أسلوب المدح................................................................................ |
4 |
4) |
تعريف أسلوب الذم................................................................................. |
4 |
5) |
أركان أسلوب المدح، أو الذم.................................................................. |
4 |
6) |
أسلوب المدح، أو الذم باستخدام: «نعم» و«بئس»............................. |
5 |
7) |
بعض الصور التي يأتي عليها فاعل «نعم»، و«بئس»....................... |
5 |
8) |
تفصيل أحكام نعم وبئس...................................................................... |
7 |
9) |
إعراب بئس ونعم.................................................................................... |
7 |
10) |
أمثلة على فعل «نعم»، وفعل «بئس»................................................. |
18 |
([1]) بئس: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل؛ تقديره: هو، «رجلا»: تمييز منصوب بالفتحة، وجملة «بئس»: في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ، و«زيد»: مبتدأ مرفوع مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
([2]) بئس: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: هما يعود إلى: «امرأتين»، وجملة «بئس»: في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ «الهندان»، و«امرأتين»: تمييز منصوب بالياء؛ لأنه مثنى، و«الهندان»: مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى.
([3]) بئس: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: هم يعود إلى: «طلابا»، وجملة «بئس»: في محل رفع خبر مقدم، و«طلابا»: تمييز منصوب بالفتحة، و«زيد»: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة، و«سالم»: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب، و«سالم»: اسم معطوف مرفوع بالضمة الظاهرة، و«سعيد»: مثل سالم.
([5]) وانظر: «التفسير المنير» للزحيلي (ج28 ص188)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370)، و«التفسير الكبير» للرازي (ج30 ص6)، و«إرشاد العقل السليم» لأبي السعود (ج8 ص248)، و«شرح صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج8 ص588)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج28 ص403).
([6]) وهو مثل لليهود والنصارى، ويلحق بهم الأحزاب البدعية بجميع أنواعهم ؛ مثل: «حزب الإخوانية»، و«حزب التراثية»، و«حزب السرورية»، و«حزب القطبية»، و«حزب الصوفية»، و«حزب الداعشية»، و«حزب الربيعية»، و«حزب الطالحية»، و«حزب اللادنية»، و«حزب الأشعرية»، وغيرهم.
([7]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج28 ص94)، و«زاد المسير» لابن الجوزيذ (ج8 ص259)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص93).
([10]) وانظر: «الكتاب» لسبيويه (ج3 ص68)، و«معجم الإعراب والإملاء» لإميل بديع (ص122 و185 و428)، و«معجم علوم اللغة العربية» للأشقر (ص426)، و«أوضح المسالك إلى ألفية مالك» لابن هشام (ج3 ص270 و271 و272 و273 و283)، و«الإنصاف في مسائل الخلاف» للأنباري (ج1 ص98)، و«جامع الدروس العربية» للغلاييني (ص74)، و«الكناش في فني النحو والصرف» لابن الأفضل (ج2 ص262 و263)، و«توضيح المقاصد والمسالك شرح ألفية ابن مالك» للمرادي (ج3 ص274).