القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف / فتاوى أهل العلم في إثبات صفة الهرولة

2023-12-20

صورة 1
فتاوى أهل العلم في إثبات صفة الهرولة

 

 

 

 

فتاوى أهل العلم

في

إثبات صفة الهرولة

 

وهم:

العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

والعلامة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله

 

 

 

اعداد:

العلامة المحدث

أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره

    

ذكر فتاوى العلماء في إثبات صفة الهرولة

لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله،

وهم: الشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الألباني

 

اعلم رحمك الله أن أهل السنة والجماعة في هذا العصر يثبتون لله تعالى صفة الهرولة على ظاهر الأحاديث على ما يليق بجلاله وكماله.

وإليك الفتاوى:

* قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز / في «تعليقه على صحيح البخاري» (ج8 ص592)؛ عن الهرولة: (الرواية كما جاءت من غير تعرض للكيفية). اهـ

* وقال العلامة الشيخ ابن باز / في «فتاوى نور على الدرب» (ج1 ص68): (وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير، والكرم، والجود، منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير، والعمل الصالح، ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح ... ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم، وأولى بالجود والكرم، ولكن ليس هذا هو معناه، فالمعنى شيء، وهذه الثمرة، وهذا المقتضى شيء آخر، فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منهم، ولكنه ليس هذا هو المعنى، بل المعنى([1]) يجب إثباته لله من التقرب، والمشي و«الهرولة»، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى). اهـ

* وسئل العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز /:

لقد قرأت في رياض الصالحين بتصحيح السيد علوي المالكي، ومحمود أمين النواوي حديثا قدسيا يتطرق إلى «هرولة» الله سبحانه وتعالى، والحديث مروي عن أنس t عن النبي r فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: (إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة) رواه البخاري.([2])

فقال المعلقان في تعليقهما عليه: إن هذا من التمثيل، وتصوير المعقول بالمحسوس لزيادة إيضاحه، فمعناه: أن من أتى شيئا من الطاعات ولو قليلا أثابه الله بأضعافه، وأحسن إليه بالكثير، وإلا فقد قامت البراهين القطعية على أنه ليس هناك تقرب حسي، ولا مشي، ولا «هرولة» من الله سبحانه وتعالى عن صفات المحدثين.

فهل ما قالاه في المشي، و«الهرولة» موافق لما قاله سلف الأمة على إثبات صفات الله، وإمرارها كما جاءت، وإذا كان هناك براهين دالة على أنه ليس هناك مشي، ولا «هرولة» فنرجو منكم إيضاحها، والله الموفق؟.

الجواب: (الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه؛ أما بعد:

فلا ريب أن الحديث المذكور صحيح، فقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).

وهذا الحديث الصحيح يدل على عظيم فضل الله عز وجل، وأنه بالخير إلى عباده أجود، فهو أسرع إليهم بالخير، والكرم، والجود، منهم في أعمالهم، ومسارعتهم إلى الخير، والعمل الصالح.([3])

ولا مانع من إجراء الحديث على ظاهره([4]) على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي r سمعوا هذا الحديث من رسول الله r ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله، وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى.

فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، وهكذا مجيئه يوم القيامة، وإتيانه يوم القيامة لفصل القضاء بين عباده، وهكذا استواؤه على العرش، وهكذا نزوله في آخر الليل كل ليلة، كلها صفات تليق بالله جل وعلا، لا يشابه فيها خلقه.

فكما أن استواءه على العرش، ونزوله في آخر الليل في الثلث الأخير من الليل، ومجيئه يوم القيامة، لا يشابه استواء خلقه، ولا مجيء خلقه، ولا نزول خلقه؛ فهكذا تقربه إلى عباده العابدين له، والمسارعين لطاعته، وتقربه إليهم لا يشابه تقربهم، وليس قربه منهم كقربهم منه، وليس مشيه كمشيهم، ولا هرولته كهرولتهم، بل هو شيء يليق بالله لا يشابه فيه خلقه سبحانه وتعالى كسائر الصفات، فهو أعلم بالصفات، وأعلم بكيفيتها عز وجل.

وقد أجمع السلف([5]) على أن الواجب في صفات الرب وأسمائه إمرارها كما جاءت، واعتقاد معناها، وأنه حق يليق بالله سبحانه وتعالى، وأنه لا يعلم كيفية صفاته إلا هو، كما أنه لا يعلم كيفية ذاته إلا هو، فالصفات كالذات، فكما أن الذات يجب إثباتها لله، وأنه سبحانه وتعالى هو الكامل في ذلك، فهكذا صفاته يجب إثباتها له سبحانه مع الإيمان، والاعتقاد بأنها أكمل الصفات وأعلاها، وأنها لا تشابه صفات الخلق، كما قال عز وجل: ]قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد (4) [[الإخلاص: 1-4]، وقال عز وجل: ]فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون[  [النحل: 74]. وقال سبحانه: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11]. فرد على المشبهة بقوله تعالى: ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11]، وقوله تعالى: ]فلا تضربوا لله الأمثال[؛ ورد على (المعطلة) بقوله تعالى: ]وهو السميع البصير[ وقوله تعالى: ]قل هو الله أحد[ ]الله الصمد[ ]إن الله عزيز حكيم[ [البقرة: 220]، وقوله تعالى: ]إن الله سميع بصير[ [الحج: 75]، وقوله تعالى: ]إن الله غفور رحيم[ [البقرة: 173]،  ]إن الله على كل شيء قدير[ [البقرة: 109] إلى غير ذلك.

فالواجب على المسلمين علماء، وعامة إثبات ما أثبته الله لنفسه، إثباتا بلا تمثيل، ونفي ما نفاه الله عن نفسه، وتنزيه الله عما نزه عنه نفسه تنزيها بلا تعطيل، هكذا يقول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي r، وأتباعهم من سلف الأمة؛ كالفقهاء السبعة، وكمالك بن أنس، والأوزاعي، والثوري والشافعي، وأحمد، وأبي حنيفة، وغيرهم من أئمة الإسلام، يقولون أمروها كما جاءت، وأثبتوها كما جاءت من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

وأما ما قاله المعلقان في هذا: (علوي وصاحبه محمود)؛ فهو كلام ليس بجيد، وليس بصحيح، ولكن مقتضى هذا الحديث أنه سبحانه أسرع بالخير إليهم، وأولى بالجود والكرم([6])، ولكن ليس هذا هو معناه، فالمعنى شيء، وهذه الثمرة، وهذا المقتضى شيء آخر، فهو يدل على أنه أسرع بالخير إلى عباده منهم، ولكنه ليس هذا هو المعنى، بل المعنى يجب إثباته لله من التقرب، والمشي، و«الهرولة»، يجب إثباته لله على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، من غير أن يشابه خلقه في شيء من ذلك، فنثبته لله على الوجه الذي أراده الله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

وقولهم: إن هذا من تصوير المعقول بالمحسوس: هذا غلط، وهكذا يقول أهل البدع في أشياء كثيرة، وهم يؤولون، والأصل عدم التأويل، وعدم التكييف، وعدم التمثيل، والتحريف، فتمر آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت، ولا يتعرض لها بتأويل، ولا بتحريف، ولا بتعطيل، بل نثبت معانيها لله كما أثبتها لنفسه، وكما خاطبنا بها، إثباتا يليق بالله لا يشابه الخلق سبحانه وتعالى في شيء منها، كما نقول في الغضب، واليد، والوجه، والأصابع، والكراهة، والنزول، والاستواء، فالباب واحد، وباب الصفات باب واحد).([7]) اهـ

* وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «الفتاوى» (ج1 ص61):  (وهكذا النزول و«الهرولة» جاءت بها الأحاديث الصحيحة، ونطق بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثبتها لربه عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه من غير مشابهة لخلقه، ولا يعلم كيفية هذه الصفات إلا هو سبحانه). اهـ

* والعلامة الشيخ ابن باز / يبدع من يؤول الصفات؛ منها: صفة: «الهرولة»، حيث قال في «الفتاوى» (ج4 ص131): (التأويل منكر، لا يجوز تأويل الصفات، بل يجب إمرارها كما جاءت على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى بغير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل.

فالله جل وعلا أخبرنا عن صفاته، وعن أسمائه وقال تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11]، فعلينا أن نمرها كما جاءت ... ومن ذلك الحديث القدسي، وهو قول الله سبحانه: (من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)؛ يمر كما جاء عن الله سبحانه وتعالى ... أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة، ومن سار في ركابهم، وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة والجماعة، وتبرؤوا منه، وحذروا من أهله). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (ج1 ص188): (من المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دل على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون: «هرولة» لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى حقيقة، لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة: «الهرولة» على الوجه اللائق به، وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي: «هرولة»، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير؟!.

وليس في إتيان الله تعالى «هرولة» على الوجه اللائق به بدون تكييف ولا تمثيل شيء من النقص، حتى يقال: إنه ليس ظاهر الكلام، بل هو فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الجواب المختار» (ص24): (صفة «الهرولة» ثابتة لله تعالى، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة t عن النبي r، قال: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي (فذكر الحديث، وفيه):  وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة)، وهذه «الهرولة» صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف؛ لأن التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأن الله يقول: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11]). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص169)؛ على تعليقه لحديث؛: «الهرولة»: (وصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه، وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية: لم يكن تفسيره به خروجا به عن ظاهره، ولا تأويلا؛ كتأويل أهل التعطيل؛ فلا يكون حجة لهم على أهل السنة). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الجواب المختار» (ص25)؛ فيما يتعلق بالحديث القدسي الذي: رواه النبي r عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال: (من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة): (تعلم أن هذا الحديث أخبر الله تعالى به عن نفسه، ونقله عنه أمينه على وحيه، ورسوله r إلى عباده، ومبلغ رسالته على الوجه الأتم، ونقله عن هذا الرسول r أمناء أمته من الصحابة والتابعين، وأئمة الأمة من أهل الحديث والفقه، وتلقته الأمة بالقبول.

وتعلم أن الله تبارك وتعالى أعلم بنفسه وبغيره: ]والله يعلم وأنتم لا تعلمون[ [البقرة: 219]، ]قل أأنتم أعلم أم الله[ [البقرة: 140].

وتعلم أن الله تعالى لم يطلع خلقه على ما علمه إياهم من أسمائه وصفاته، وأفعاله وأحكامه، إلا ليبين لهم الحق حتى لا يضلوا: ]يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم[ [النساء: 176] .

وتعلم أنه لا أحد أحسن من الله حديثا، ولا أصدق منه قيلا، وأن كلامه جل وعلا في أعلى الفصاحة والبيان.

وقد قال سبحانه عن نفسه: (من أتاني يمشي أتيته هرولة)، فلا تستوحش يا أخي من شيء أثبته الله تعالى لنفسه بعد أن علمت ما سبق، واعلم أنك إذا نفيت أن الله تعالى يأتي هرولة؛ فسيكون مضمون هذا النفي صحة أن يقال: إن الله لا يأتي

هرولة، وفي هذا ما فيه.

ومن المعلوم أن السلف يؤمنون بأن الله تعالى يأتي إتيانا حقيقيا للفصل بين عباده يوم القيامة على الوجه اللائق به، كما دل على ذلك كتاب الله تعالى، وليس في هذا الحديث القدسي إلا أن إتيانه يكون «هرولة» لمن أتاه يمشي، فمن أثبت إتيان الله تعالى حقيقة لم يشكل عليه أن يكون شيء من هذا الإتيان بصفة: «الهرولة» على الوجه اللائق به. وأي مانع يمنع من أن نؤمن بأن الله تعالى يأتي «هرولة»، وقد أخبر الله تعالى به عن نفسه، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

وليس في إتيان الله تعالى «هرولة» على الوجه اللائق به بدون تكييف ولا تمثيل شيء من النقص، حتى يقال: إنه ليس ظاهر الكلام، بل هو فعل من أفعاله يفعله كيف يشاء، ولهذا لم يأت في كلام الله تعالى عنه، ولا في كلام رسول الله r ما يصرفه عن ذلك). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح صحيح مسلم» (ج7 ص554): (فإذا كان الله يأتي حقيقة، فإنه لابد أن يأتي على صفة ما، سواء كانت «الهرولة» أو غيرها، فإذا قال عن نفسه: (أتيته هرولة)؛ قلنا: ما الذي يمنع أن يكون إتيانه هرولة؟؛ إذا كنا نؤمن بأنه يأتي حقيقة، ونحن نؤمن بأنه يأتي حقيقة، فإذا كان يأتي حقيقة، فلابد أن يكون إتيانه على صفة من الصفات، فإذا أخبرنا بأنه يأتي «هرولة»، قلنا: آمنا بالله.

لكن كيف هذه: «الهرولة؟»، فالجواب: لا يجوز أن نكيفها، ولا يمكن أن

نتصورها، فهي فوق ما تتصور، وفوق ما نتكلم به). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص426): (قوله في هذا الحديث: (تقربت منه)، و(أتيت هرولة) من هذا الباب، والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها، وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل من غير تكييف، ولا تمثيل). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الجواب المختار» (ص24): (صفة «الهرولة» ثابتة لله تعالى، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة t عن النبي r، قال: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي (فذكر الحديث، وفيه):  وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة)، وهذه «الهرولة» صفة من صفات أفعاله التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل؛ لأنه أخبر بها عن نفسه، فوجب علينا قبولها بدون تكييف؛ لأن التكييف قول على الله بغير علم، وهو حرام، وبدون تمثيل؛ لأن الله يقول: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11]). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص427): (فهو سبحانه يأتي: «هرولة»، ويأتي بتأن، فأي مانع يمنع هذا؟، ما دام ثبت أنه يأتي في القرآن، فإنه إذا أتى؛ فلابد أن يكون إما بسرعة، وإما بغير سرعة، فأي مانع يمنع من أن يكون بسرعة، أو بغير سرعة؟، الجواب: لا مانع). اهـ

* وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص427): (وعليه فنجري الحديث على ظاهره، ونقول: إن الله تعالى يأتي حقيقة: «هرولة»، ويتقرب حقيقة ذراعا وباعا، وأي مانع؟، لأن الله تعالى يفعل ما يريد([8])، وهذا مما يريده عز وجل). اهـ

* وسئل الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني /: هل تثبتون صفة الهرولة لله تعالى؟.

الجواب: (الهرولة: كالمجيء، والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل؛ لأن هذه الصفات ليست صفة نقص حتى نبادر رأسا إلى نفيها ... لكن لا أتوسع([9]) في موضوع «الهرولة»، ولا أزيد على أكثر مما جاء في الحديث([10])). اهـ

قلت: فالشيخ الألباني / يثبت صفة: «الهرولة» على ظاهر الحديث.

 

ﭑ ﭑ ﭑ



([1]) يعني: المعنى الحقيقي وهو إثبات صفة: «الهرولة» لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

        وانظر: «شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص86 و127 و141)، و«القواعد المثلى» له (ص127 و128 و129)، و«شرح صحيح مسلم» له أيضا (ج7 ص554 و555).

([2]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص414)، وفي «خلق أفعال العباد» (426)، وأحمد في «المسند» (12233)، والطيالسي في «المسند» (2079).

([3]) وهذا المعنى: يراد به ثمرة صفة: «الهرولة»، مع إجراء صفة: «الهرولة» على ظاهر الأحاديث؛ أي: مع إثبات صفة: «الهرولة» لله تعالى على ما يليق بجلاله، فافهم لهذا ترشد.

([4]) يعني: إثبات صفة: «الهرولة» على حقيقتها لله تعالى على ما يليق بجلاله، لا يشابه فيها خلقه؛ كسائر الصفات.

     وانظر: «الفتاوى» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص188).

([5]) من هذه الصفات التي أجمع السلف عليها؛ صفة: «الهرولة» لله تعالى.

      وانظر: «النقض على المريسي الجهمي» للدرامي (ج1 ص561). 

([6]) وهذه ثمرة صفة: «الهرولة»، فلا بأس بذكر هذا المعنى اللغوي الآخر، مع إثبات المعنى الحقيقي، وهو إثبات صفة «الهرولة» على حقيقتها لله تعالى بما يليق بجلاله سبحانه.

      وانظر: «فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص79). 

([7])«فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص76). 

([8]) قلت: أي؛ من باب الأفعال الاختيارية، والله تعالى يفعل ما يشاء، يتقرب ذراعا، أو شبرا، أو ما شاء الله، ويأتي كما يشاء هرولة.

        وقاعدة السلف: أن نثبت هذا الفعل على حقيقته، ونقول: إن الله يتقرب من الإنسان قدر ذراع، وقدر باع، ويأتي: «هرولة»؛ كما في قوله تعالى: ]وجاء ربك[ [الفجر: 22]؛ إنه يأتي سبحانه وتعالى بنفسه للقضاء بين العباد.

       وانظر: «شرح القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص426). 

([9]) يعني: في تأويل صفة: «الهرولة».

([10]) سلسلة:  «الهدى والنور» (756/12:55)؛ «طريق الإسلام».


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan