الرئيسية / سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف / النور البراق في ثبوت صفة الساق
النور البراق في ثبوت صفة الساق
سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف
|
10 |
النور البراق
في
ثبوت صفة: الساق
تأليف
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر، وأعن، وتمم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد: أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد،
فهذه الرسالة اللطيفة، قائمة على الحجة والبرهان، لتعلم ببينة واضحة، ولتستبين لك الضحالة العلمية، لأولئك الخائضين فيما لا يعلمون في الدين. ([1])
* لتتأكد لك؛ الجملة الشهيرة الذائعة: «من تكلم في غير فنه، أتى بالعجائب»، ونادى على نفسه بالجهل المركب الفاضح، الواضح. ([2])
قال الإمام الشافعي / في «الرسالة» (ص41): (فالواجب على العالمين، أن لا يقولوا إلا من حيث علموا، وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه، لكان الإمساك أولى به، وأقرب له من السلامة له إن شاء الله). اهـ
* واعلم رحمك الله: أنه من نظر إلى سياق: الآية، مع سياق: الحديث، قال: المراد بالساق هنا، «ساق الله تعالى»، ونحن لا نشك في أن الله تعالى: موصوف، بأن له: «ساقا».([3])
* فالساق، صفة لله تعالى، وهي من صفات الذات، ثبت هذا الاعتقاد في الشرع؛ بإجماع الصحابة y، ولم يختلفوا في ثبوت: صفة «الساق».
وتأويل: «كشف الساق»، بكشف الشدة، والكرب يوم القيامة، هذا من أبطل الباطل في الدين، وهذا التأويل لم يثبت عن أحد من الصحابة y، ولا عن التابعين لهم بإحسان. ([4])
وإليك الدليل:
1) قال تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42].
وهذه الآية: تدل على ثبوت صفة: «الساق» لله تعالى، وهي صفة ذاتية له سبحانه، وأن الله تعالى يوم القيامة، يكشف عن: «ساقه» العظيمة.
قلت: وتنكيره للتعظيم.
* وحمل الآية: على كشف الشدة، والكرب يوم القيامة، لا يصح بوجه من الوجوه في العلم. ([5])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج16 ص631): (يجب علينا: أن نعتقد، بأن لله تعالى: «ساقا»، إلا أنه لا يشبه: سوق المخلوقين، بل هو: «ساق»، يليق بعظمته وجلاله، كما قلنا: في «اليد»، و«الوجه»، و«العين»، و«القدم»، إنها كلها: لا تشبه ما للمخلوقين من ذلك). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ج7 ص452): (قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42]؛ أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه القلاقل والزلازل، والأهوال، ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم: «فكشف عن ساقه الكريمة»، التي لا يشبهها شيء، ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته، ما لا يمكن التعبير عنه، فحينئذ يدعون إلى السجود لله تعالى.
* فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله، طوعا واختيارا.
* ويذهب الفجار المنافقون، ليسجدوا، فلا يقدرون على السجود، وتكون ظهورهم كصياصي البقر، لا يستطيعون الانحناء.
* وهذا الجزاء من جنس عملهم، فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله، وتوحيده وعبادته، وهم سالمون، لا علة فيهم، فيستكبرون عن ذلك، ويأبون.
* فلا تسأل يومئذ عن حالهم، وسوء مآلهم، فإن الله سخط عليهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وتقطعت أسبابهم، ولم تنفعهم الندامة والاعتذار يوم القيامة.
* ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي، ويوجب التدارك مدة الإمكان). اهـ
2) وعن أبي سعيد الخدري t قال: سمعت النبي r يقول: (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ومؤمنة، ويبقى من كان، يسجد في الدنيا، رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره: طبقا واحدا).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (4919)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص36)، وابن بجير في «المسند المستخرج على صحيح البخاري» (ج1 ص451 و452)، وابن مردويه في «التفسير المسند» (ج1 ص619)، والسمعاني في «تفسير القرآن» تعليقا (ج6 ص28)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج11 ص195)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص141)، وفي «معالم التنزيل» (ج8 ص200) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري t به.
وأورده أبو يعلى الفراء في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص185).
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص642).
وقوله r: «فيسجد له كل مؤمن، ومؤمنة»، متذللين، ومتلذذين، لا على سبيل التكليف، بل سجدوا لرؤية: عظمة «ساق» الله تعالى.
وقوله r: «فيذهب ليسجد، فيعود ظهره: طبقا واحدا»، بفتح: «الطاء»، المهملة، والموحدة، لا ينثني: للسجود، ولا ينحني له، فيصير فقارة واحدة، كالصفيحة، فلا يقدر على السجود. ([6])
قلت: فهنا يكشف الله تعالى، عن: «ساقه»، فيسجد له من كان يسجد لله تعالى، ويعجز من كان يسجد: «رياء»، و«سمعة». ([7])
قال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج1 ص252): (والذين أثبتوا ذلك: صفة؛ كـ«اليدين»، و«الإصبع»، لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن، وإنما أثبتوه؛ بحديث أبي سعيد الخدري t، المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: «فيكشف الرب عن ساقه، فيخرون له سجدا».
* ومن حمل الآية على ذلك؛ قال: قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]؛ مطابقا: لقوله r: «فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجدا».
* وتنكيره: للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة، جلت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير، أو مثيل، أو شبيه، قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «تعليقه على فتح الباري» (ج1 ص463)؛ على كلام الحافظ ابن حجر، حول صفة: «الحياء»، بما نصه: (الصواب: أنه لا حاجة إلى التأويل مطلقا؛ فإن الله تعالى يوصف بالحياء الذي يليق به، ولا يشابه فيه خلقه، كسائر صفاته، وقد ورد وصفه بذلك في نصوص كثيرة، فوجب إثباته له على الوجه الذي يليق به.
* وهذا قول أهل السنة: في جميع الصفات الواردة، في الكتاب، والسنة الصحيحة، وهو طريق النجاة، فتنبه واحذر). اهـ
* فقول أهل السنة والجماعة، كما قال الشيخ ابن باز /: واحد، في جميع صفات الله تعالى الثابتة له سبحانه.
* بنص صريح صحيح، من الكتاب، والسنة: يجب إثباتها لله تعالى، على الوجه الذي يليق به، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
* فالله العظيم؛ أسأل أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يكتبنا في زمرة الذابين عن سنة نبيه r؛ إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ثبوت، صفة: «الساق» لله تعالى، على ما يليق بجلاله، وهذه الصفة، من صفات الذات، وهي أيضا، من الصفات الخبرية، التي أخبرنا الله تعالى بها عن نفسه، فيجب علينا أن نؤمن بها، ويحرم علينا أن نؤولها بالتحريفات الباطلة، لأن تحريفها إلى المعاني الفاسدة، خلاف ظاهر اللفظ، وهذه أمور غيبية، يجب أن نقتصر فيها على ما دل عليه لفظها على ظاهره، في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة
اعلم رحمك الله: أنه من نظر إلى سياق: الآية، مع سياق: الحديث، قال: المراد بالساق هنا، «ساق الله تعالى»، ونحن لا نشك في أن الله تعالى: موصوف، بأن له: «ساقا».([8])
* فالساق، صفة لله تعالى، وهي من صفات الذات، ثبت هذا الاعتقاد في الشرع؛ بإجماع الصحابة y، ولم يختلفوا في ثبوت: صفة «الساق».
وتأويل: «كشف الساق»، بكشف الشدة، والكرب يوم القيامة، هذا من أبطل الباطل في الدين، وهذا التأويل لم يثبت عن أحد من الصحابة y، ولا عن التابعين لهم بإحسان. ([9])
وإليك الدليل:
1) قال تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42].
وهذه الآية: تدل على ثبوت صفة: «الساق» لله تعالى، وهي صفة ذاتية له سبحانه، وأن الله تعالى يوم القيامة، يكشف عن: «ساقه» العظيمة.
قلت: وتنكيره للتعظيم.
* وحمل الآية: على كشف الشدة، والكرب يوم القيامة، لا يصح بوجه من الوجوه في العلم. ([10])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج16 ص631): (يجب علينا: أن نعتقد، بأن لله تعالى: «ساقا»، إلا أنه لا يشبه: سوق المخلوقين، بل هو: «ساق»، يليق بعظمته وجلاله، كما قلنا: في «اليد»، و«الوجه»، و«العين»، و«القدم»، إنها كلها: لا تشبه ما للمخلوقين من ذلك). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ج7 ص452): (قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42]؛ أي: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه القلاقل والزلازل، والأهوال، ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم: «فكشف عن ساقه الكريمة»، التي لا يشبهها شيء، ورأى الخلائق من جلال الله وعظمته، ما لا يمكن التعبير عنه، فحينئذ يدعون إلى السجود لله تعالى.
* فيسجد المؤمنون الذين كانوا يسجدون لله، طوعا واختيارا.
* ويذهب الفجار المنافقون، ليسجدوا، فلا يقدرون على السجود، وتكون ظهورهم كصياصي البقر، لا يستطيعون الانحناء.
* وهذا الجزاء من جنس عملهم، فإنهم كانوا يدعون في الدنيا إلى السجود لله، وتوحيده وعبادته، وهم سالمون، لا علة فيهم، فيستكبرون عن ذلك، ويأبون.
* فلا تسأل يومئذ عن حالهم، وسوء مآلهم، فإن الله سخط عليهم، وحقت عليهم كلمة العذاب، وتقطعت أسبابهم، ولم تنفعهم الندامة والاعتذار يوم القيامة.
* ففي هذا ما يزعج القلوب عن المقام على المعاصي، ويوجب التدارك مدة الإمكان). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج5 ص472): (والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى: أثبتوه، بالحديث الصحيح المفسر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري t، المخرج في «الصحيحين»، الذي قال فيه: «فيكشف الرب عن ساقه».
* وقد يقال: إن ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة؛ أنه أخبر أنه: ]يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود[، والسجود لا يصلح؛إلا لله تعالى، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه، وأيضا: فحمل ذلك على الشدة لا يصح). اهـ
2) وعن أبي سعيد الخدري t قال: سمعت النبي r يقول: (يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ومؤمنة، ويبقى من كان، يسجد في الدنيا، رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره: طبقا واحدا).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (4919)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص36)، وابن بجير في «المسند المستخرج على صحيح البخاري» (ج1 ص451 و452)، وابن مردويه في «التفسير المسند» (ج1 ص619)، والسمعاني في «تفسير القرآن» تعليقا (ج6 ص28)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج11 ص195)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص141)، وفي «معالم التنزيل» (ج8 ص200) من طريق خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري t به.
وأورده أبو يعلى الفراء في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص185).
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص642).
وقوله r: «فيسجد له كل مؤمن، ومؤمنة»، متذللين، ومتلذذين، لا على سبيل التكليف، بل سجدوا لرؤية: عظمة «ساق» الله تعالى.
وقوله r: «فيذهب ليسجد، فيعود ظهره: طبقا واحدا»، بفتح: «الطاء»، المهملة، والموحدة، لا ينثني: للسجود، ولا ينحني له، فيصير فقارة واحدة، كالصفيحة، فلا يقدر على السجود. ([11])
قلت: فهنا يكشف الله تعالى، عن: «ساقه» الكريمة؛ فيسجد له من كان يسجد لله تعالى، ويعجز من كان يسجد: «رياء»، و«سمعة». ([12])
قال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج1 ص252): (والذين أثبتوا ذلك: صفة؛ كـ«اليدين»، و«الإصبع»، لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن، وإنما أثبتوه؛ بحديث أبي سعيد الخدري t، المتفق على صحته، وهو حديث الشفاعة الطويل، وفيه: «فيكشف الرب عن ساقه، فيخرون له سجدا».
* ومن حمل الآية على ذلك؛ قال: قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]؛ مطابقا: لقوله r: «فيكشف عن ساقه، فيخرون له سجدا».
* وتنكيره: للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة، جلت عظمتها، وتعالى شأنها أن يكون لها نظير، أو مثيل، أو شبيه، قالوا: وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه). اهـ
وقال الإمام أبو يعلى الفراء / في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص191): (قوله r: «يكشف عن ساقه»، وهذا أيضا، غير ممتنع إضافة: «الساق» إليه، وإثبات ذلك صفة لذاته سبحانه، كما لم يمتنع إضافة: «اليد»، و«الوجه»، على وجه الصفة، لا على وجه الأبعاض والأجزاء، كذلك: في الساق). اهـ
3) وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا لتلحق كل أمة بما كانت تعبد... فيقولون: فارقنا الناس في الدنيا، ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج، لحقت كل أمة ما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، فيقول: هل بينكم، وبين الله آية تعرفونها؟، فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق، فيخرون سجدا أجمعون).
وفي رواية: (فيقول: هل بينكم، وبينه آية: تعرفونه؟، فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة، فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره، طبقا واحدا). وفي رواية: (ويكشف عن ساقه جل وعز). وفي رواية: (فيكشف عن ساق، فلا يبقى أحد كان يسجد لله، إلا خر ساجدا، ولا يبقى أحد كان يسجد رياء وسمعة، إلا وقع على قفاه).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (4581)، و(7439)، ومسلم في «المسند الصحيح» (183)، والدارمي في «الرد على الجهمية» (ص299)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج2 ص894)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص17)، والطبري في «جامع البيان» (ج23 ص193 و194)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج10 ص21)، والبغوي في «معالم التنزيل» (ج8 ص198 و199)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص797 و798)، وفي «الرد على الجهمية» (ص35 و36)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص307 و308)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (429)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص166 و168)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج15 ص472)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (276)، والذهبي في «الأربعين في صفات رب العالمين» (ص117 و118)، والدارقطني في «الرؤية» (1)، و(2)، و(4)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص140)، وفي «الأسماء والصفات» (ص436)، وأبو نعيم في «المسند المستخرج على صحيح مسلم» (ج1 ص248 و249 و250 و251)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص199)، والطبراني في «السنة» (ج2 ص894)، والطيالسي في «المسند» (ج3 ص629) من طريق سعيد بن أبي هلال، وحفص بن ميسرة، وعبد الرحمن بن إسحاق، وهشام بن سعد؛ جميعهم: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري t به.
قال الإمام ابن منده / في «الرد على الجهمية» (ص36): (وهذا حديث ثابت: باتفاق، من البخاري، ومسلم بن الحجاج.
* وقد رواه آدم بن إياس، عن الليث بن سعد، عن خالد عن سعيد ابن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، مثله، وقال: يكشف عن ساقه جل وعز). اهـ
قلت: والحديث صريح، في إثبات صفة: «الساق» لله تعالى، وأن الله تعالى، جعلها علامة: بينه، وبين المؤمنين، فإذا كشف عن: «ساقه سبحانه»، عرفوه: فخروا، سجدا، وهذا صريح في السنة. ([13])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج1 ص564): (قوله r: «فيكشف عن ساق»، فالمراد: ساق الله عز وجل، وفي الحديث، رواية أخرى: «فيكشف عن ساقه»). اهـ
وقال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج5 ص78): (وقد أغنانا الله تعالى، في تفسير: هذه الآية، بما صح عن رسول الله r؛ كما عرفت، وذلك: لا يستلزم، تجسيما، ولا تشبيها، فليس كمثله شيء).
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح مسلم» (ج1 ص565): (ولا شك:أن سياق حديث: أبي سعيد الخدري t، مع سياق الآية: يجتمعان.
* فإنك إذا تأملت الآية؛ قال تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42]؛ طبقت الآية، على ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري t؛ لتبين لك، أن السياق واحد، وأن المراد: بالآية في قوله تعالى ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]؛ أي: في يوم يكشف عن: «ساق»، هي: «ساق الله تعالى».
* ولا ينبغي لنا، أن نشمئز من إثبات: «الساق» لله تعالى، فنقول: «الساق» أثبته الله تعالى لنفسه، كما أثبت: «القدم»، وأثبت: «الرجل»، وأثبت: «الوجه»، وأثبت: «العين»، وأثبت: «اليد»، وأثبت: «الأصابع»، ولا مانع؛ لأنا نقول: إن هذه الصفات، لا تماثل صفات المخلوقين، كما أن ذاته، لا تماثل ذوات المخلوقين). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج10 ص708): (ومن نظر إلى سياق: الآية، مع سياق الحديث: قال: المراد بـ«الساق»، هنا: «ساق الله تعالى»، ونحن لا نشك في أن الله تعالى: موصوف؛ بأن له: «ساقا»، كما ثبت به الحديث.
* وليعلم أن «ساق» الله، و«وجه» الله، و«أصابع» الله، و«كف» الله، و«يد» الله، و«عين» الله؛ كل هذه الصفات، التي مسماها: أبعاض لنا، وأجزاء، هي بالنسبة لله تعالى: صفات خبرية، أخبرنا الله تعالى بها عن نفسه، فيجب علينا أن نؤمن بها؛ ويحرم علينا أن نؤولها إلى المعاني؛ لأن تحريفها إلى المعاني خلاف ظاهر اللفظ، وهذه أمور غيبية يجب أن تقتصر فيها على ما دل عليه لفظها على ظاهره). اهـ
وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج10 ص707)؛ باب: يوم يكشف عن ساق.
قلت: وهذا يدل على أن الإمام البخاري /، يثبت صفة: «الساق» لله تعالى، على ظاهر النص، بما يليق بجلاله، وعظمته.
4) وعن عبد الله بن مسعود t، عن النبي r، قال: في قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]، قال r: (يكشف ربنا عن ساقه، ويخر له سجدا). وفي رواية: (فعند ذلك: يكشف عن ساقه).
حديث صحيح
أخرجه الدارقطني في «الرؤية» (163)، والخلال في «السنة» (ج2 ص325 و326)، وفي «المنتخب من العلل» (ص263)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين»(ج2 ص895)، و(ق/90/ ط)، وأبو موسى المديني في «طوالات الأخبار» (ق/213/ط)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج9 ص357 و461)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص820)، وفي «التوحيد» (ج3 ص119)، وأبو يعلى في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص184)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص520 و524)، والشاشي في «المسند» (ج2 ص406)، والذهبي في «العلو للعلي العظيم» (ص47)، «الأربعين في صفات رب العالمين» (ص120 و121) من طريق خالد بن أبي يزيد قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود t به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج5 ص243 و244).
وقال الحافظ ابن منده في «الإيمان» (ج2 ص820): «وهذا إسناد صحيح».
وقال الحافظ المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص198): (روا ابن أبي الدنيا، والطبراني، من طرق، أحدها: صحيح، واللفظ له).
وقال الحافظ الذهبي في «الأربعين» (ص122): «وهو حديث صحيح».
والحديث: استحسنه الإمام أحمد /. ([14])
* ورواه: أبو خالد الدالاني، موقوفا، قال: حدثنا المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود t قال: (يجمع الله الناس يوم القيامة... فيقول لهم مالكم، لم تنطلقوا، كما انطلق الناس، فيقولون: لنا رب ما رأيناه بعد، قال، فيقول: فيم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟، قالوا: بيننا وبينه علامة، إن رأيناه عرفناه، قال: وما هي؟، قالوا: يكشف عن ساقه، قال: فيكشف عند ذلك عن ساقه، فيخر كل شيء كان ظهره ساجدا).
أثر حسن، له حكم الرفع
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9763)، والدارقطني في «الرؤية» (162)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص589 و592)، وابن خزيمة في «التوحيد» (355).
قلت: وهذا سنده حسن، وأبو خالد الدالاني، وافق الثقات في لفظه، وله حكم الرفع.
قال الإمام ابن المحب المقدسي / في «الصفات» (ج2 ص895): «ورواه أبو خالد: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود».
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج10 ص343)؛ ثم قال: «رواه كله الطبراني، من طرق: ورجال أحدهما، رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني، وهو ثقة».
وقال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج5 ص243)؛ بعدما ذكر الاختلاف في سنده: (والصحيح؛ حديث: أبي خالد الدالاني، وزيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، عن أبي عبيدة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود t، مرفوعا).
وقال الإمام أبو يعلى / في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص193): (فهذا قول ابن مسعود t، وناهيك: بعبد الله t، أول المقدمين من الصحابة بعد العشرة). اهـ
* يعني: ابن مسعود t فسر الآية: بإثبات: «صفة الساق» لله تعالى.
5) وعن عبد الله بن مسعود t قال: في قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]، قال: (عن ساقه؛ يعني: ساقه تبارك وتعالى).
أثر صحيح
أخرجه عبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص312)، وابن منده([15]) في «الرد على الجهمية» (ص37)، وابن مردويه في «التفسير المسند» (ج2 ص613)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج2 ص896)، والطبراني في «المعجم الكبير» (9761)، وابن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» (282)، وابن خزيمة في «التوحيد» (252)، و(345) من طريق الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود t به، موقوفا.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال الحافظ الذهبي في «العلو» (ص75): (روى بعضه سفيان الثوري، وغيره، عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود t، وفيه: «فيتمثل الله: للخلق، ثم يأتيهم في صورته»، وهذا الحرف: محفوظ في حديث: أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري).
وأشار له الحافظ ابن منده في «التوحيد» (ج3 ص123).
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص642).
وأخرجه حنبل بن إسحاق في «الفتن» (ص160)، و(ق /55 و56 /ط)، من وجه آخر.
وأخرجه أبو يعلى الفراء في «إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» (ص192)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص310)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج2 ص896)، والذهبي في «الأربعين في صفات رب العالمين» (ص119) من طريق الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ابن مسعود t قال: في قوله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق[ [القلم: 42]، قال: (عن ساقيه جل ذكره).
قلت: وهذا سنده حسن.
6) وعن أبي هريرة t، عن النبي r قال: (حتى إن أحدهم ليلتف، فيكشف عن ساق، فيقعون سجودا). وفي رواية: (يكشف الله عز وجل عن ساقه).
حديث صحيح
أخرجه البزار في «المسند» (ج16 ص154)، والطبري في «جامع البيان» (ج23 ص92)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ج2 ص899)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (8)، وابن مردويه في «التفسير المسند» (ج2 ص612)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (1104) من طريق أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وتابع: أبا عوانة؛ سعد بن الصلت([16]) ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t، مرفوعا، وفيه: (أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، فيكشف لهم عن ساق، فيقعون له سجودا).
حديث حسن
أخرجه ابن أبي داود في «البعث» (42)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج2 ص899)، وابن مردويه في «تفسير القرآن» (ج2 ص612)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص794).
قلت: وهذا سنده حسن.
وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص552).
وتابع: سعد بن الصلت، حسين بن واقد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة t، مرفوعا، وفيه: (ينفخ في الصور -فذكر نحوه- إلى قوله: فيقعون له سجدا، ويجفو أصلاب المنافقين، فلا يستطيعون شيئا، فذلك قول الله تعالى: ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42]).
حديث صحيح
أخرجه ابن منده في «الإيمان» (ج2 ص794 و795).
قلت: وهذا سنده صحيح.
7) وعن أبي هريرة t قال: (قلنا يا رسول الله r، هل نرى ربنا عز وجل؟، قال r: نعم، هل تضارون في رؤية الشمس، ليس دونها سحاب... فيقولون: لنا رب لم نره بعد، قال: يقول، هل تعرفونه؟، فيقولون: إن بيننا وبينه علامة، فإذا رأيناه عرفناه، فيكشف لهم عن ساق، فيخرون له سجدا).
حديث حسن
أخرجه الدارقطني في «الرؤية» (37)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج1 ص163)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج10 ص20 و21) من طريق بكر بن وائل، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
8) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (إذا جمع الله تعالى العباد في صعيد واحد، نادى مناد: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون على حالهم، فيأتيهم، فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم ههنا؟، فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟، فيقولون: إذا تعرف لنا عرفناه، قال: فيكشف عن ساق، فيقعون: سجدا، وذلك، قوله تعالى ]يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون[ [القلم: 42]).
حديث حسن
أخرجه الدارمي في «المسند» (2845)، وابن أبي عاصم في «السنة» (732)، وابن المحب المقدسي في «صفات رب العالمين» (ج2 ص900)، وابن مردويه في «التفسير المسند» (ج1 ص612) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن يزيد البزار، كلاهما: عن يونس بن بكير، أخبرني محمد بن إسحاق، أخبرني سعيد بن يسار، قال: سمعت أبا هريرة t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وقال الشيخ الألباني في «ظلال الجنة» (ج2 ص341): «إسناده حسن».
* فهذا تقرير: لاتفاق أهل السنة والجماعة، في باب معرفة الله تعالى، وأسمائه وصفاته؛ وعدم وقوع أدنى نزاع بينهم فيه، وهذا من أوجه الاستدلال على مدى عنايتهم الفائقة، بهذا الباب.
* حتى لو قلنا مثلا: الاختلاف في كون الآية المشار إليه: هل هي من آيات: الصفات، أو ليست من آيات: الصفات.
* لا يستلزم اختلاف أهل السنة والجماعة في إثبات تلك الصفة، بل كلهم: متفقون، فيما بينهم على إثبات هذه الصفة، من جمع النصوص فيها، وتفسيرها.
* وهذا يدل على أنهم: لم يتنازعوا في مسألة واحدة، من مسائل: الأسماء والصفات.
* بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة -كلمة واحدة من أولهم، إلى آخرهم-؛ لم يسوموها تأويلا، ولم يحرفوها عن مواضعها، تبديلا، ولم يبدوا لشيئ منها إبطالا، ولا ضربوا لها أمثالا.
* بل تلقوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها كلها، أمرا، واحدا، وأجروها على سنن واحد.
* ولم يفعلوا: كما فعل أهل الأهواء والبدع، حيث جعلوها عضين([17])، وأقروا ببعضها، وأنكروا بعضها، من غير فرقان مبين، مع أن اللازم لهم، فيما أنكروه: كاللازم فيما أقروا به وأثبتوه. ([18])
قال الإمام ابن القيم / في «الصواعق المرسلة» (ج2 ص509): (كان الصحابة y: أعلم الأمة على الإطلاق، وبينهم، وبين من بعدهم في العلم واليقين؛ كما بينهم، وبينهم في الفضل والدين.
* ولهذا كان ما فهمه الصحابة y من القرآن: أولى أن يصار إليه، مما فهمه من بعدهم، وانضاف حسن قصدهم إلى حسن فهمهم؛ فلم يختلفوا في التأويل في باب معرفة الله، وصفاته، وأسمائه، وأفعاله، واليوم الآخر، ولا يحفظ عنهم في ذلك خلاف، ولا مشهور، ولا شاذ.
* فلما حدث بعد انقضاء عصرهم: من ساء فهمه، وساء قصده، وقعوا في أنواع من التأويل؛ بحسب سوء الفهم، وفساد القصد، وقد ينفردان، وإذا اجتمعا: تولد من بينهما، جهل بالحق، ومعاداة لأهله، واستحلال ما حرم الله منهم). اهـ
* فهذا تقرير: لاجتماع سلف الأمة، من الصحابة y، ومن تبعهم بإحسان، على كلمة سواء، في باب: أسماء الله وصفاته، فهم فيه: على وفاق، لم يحفظ عنهم فيه: أدنى شقاق.
قلت : والصحابة y، كانوا أعلم بحكم: «الصفات»، فرووه تصديقا.
* والرواة الثقات: رووه، وأخرجوه في باب: «الصفات».
فهذا سبيله الإيمان، مع نفي التشبيه فيه. ([19])
* فهذا تقرير: لعناية أهل السنة والجماعة: بتوحيد الأسماء والصفات، وأنها فوق كل عناية، وبيان لاهتمامهم به، وأنه فوق كل اهتمام.
* فمذهبهم: هو مذهب الوسط، والصراط المستقيم، ووجدت سائر المذاهب: خطوطا، عن يمينه، وعن شماله، فقريب منه، وبعيد عنه، وبين ذلك، والله المستعان.([20])
قال تعالى: ]ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء[ [المائدة: 54].
وقال تعالى: ]وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا[ [البقرة: 143].
قال الإمام ابن القيم / في «كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء» (ص186): (أما أهل الصراط المستقيم: الوسط، العدل، الخيار: فيتبرأون من باطل الطائفتين... وهذا دين الله تعالى، الذي لا يقبل من أحد دينا سواه، وهو اتباع ما بعث الله تعالى به رسوله r، في جميع الأمور، وترك اتباع ما يخالف ذلك). اهـ
فائدة:
* والإمام الخطابي / في «أعلام الحديث» (ج3 ص1933)؛ أول: صفة «الساق»، فعلق عليه الإمام أبو القاسم الأصبهاني / في «شرح صحيح البخاري» (ج4 ص632)؛ بقوله: (مذهب أهل السنة، في هذا وأمثاله: التسليم، وترك الخوض فيه، وتصديق الله في خبره، وإطلاق ما أطلقه.
* يؤمنون به، ويكلون علمه إلى الله تعالى، يقولون: ]آمنا به كل من عند ربنا[ [آل عمران: 7]، كما أخبر الله تعالى، عن الراسخين في العلم، أنهم: يقولون ذلك، ورضيه منهم، وأثنى عليهم). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على ثبوت، صفة: «الساق» لله تعالى، على ما يليق بجلاله، وهذه الصفة، من صفات الذات، وهي أيضا، من الصفات الخبرية، التي أخبرنا الله تعالى بها عن نفسه، فيجب علينا أن نؤمن بها، ويحرم علينا أن نؤولها بالتحريفات الباطلة، لأن تحريفها إلى المعاني الفاسدة، خلاف ظاهر اللفظ، وهذه أمور غيبية، يجب أن نقتصر فيها على ما دل عليه لفظها على ظاهره، في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة.................................................................................... |
11 |
([1]) وانظر: «البرهان في أصول الفقه» للجويني (ج1 ص287)، و«البحر المحيط» للزركشي (ج3 ص29)، و«نهاية السول في شرح منهاج الأصول» للإسنوي (ج1 ص123)، و«الإبهاج في شرح المنهاج» للسبكي (ج1 ص281)، و«الحاشية على أسنى المطالب» للرملي الكبير (ج4 ص282).
([3]) وانظر: «التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص565)، و«التعليق على صحيح البخاري» له (ج10 ص708).
([4]) وانظر: «شرح صحيح البخاري» لأبي القاسم الأصبهاني (ج4 ص632)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص708)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» للذهبي (ص116 و118 و119 120 و121).
([5]) وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية (ج5 ص472 و474)، و«شرح صحيح البخاري» لأبي القاسم الأصبهاني (ج4 ص632)، و«الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج1 ص252)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص708)، و(ج16 ص630)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص565)، و«إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» لأبي يعلى الفراء (ص191).
([6]) وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج11 ص195)، و(ج15 ص474 و475)، و«التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص566).
([7]) وانظر: «التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص707 و708)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص566)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج11 ص195)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» للذهبي (ص116 و118 و119 و120).
([8]) وانظر: «التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص565)، و«التعليق على صحيح البخاري» له (ج10 ص708).
([9]) وانظر: «شرح صحيح البخاري» لأبي القاسم الأصبهاني (ج4 ص632)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص708)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» للذهبي (ص116 و118 و119 120 و121).
([10]) وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية (ج5 ص472 و474)، و«شرح صحيح البخاري» لأبي القاسم الأصبهاني (ج4 ص632)، و«الصواعق المرسلة» لابن القيم (ج1 ص252)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص708)، و(ج16 ص630)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص565)، و«إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» لأبي يعلى الفراء (ص191).
([11]) وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج11 ص195)، و(ج15 ص474 و475)، و«التعليق على صحيح مسلم» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص566).
([12]) وانظر: «التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص707 و708)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص566)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج11 ص195)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» للذهبي (ص116 و118 و119 و120).
([13]) انظر: «صفات رب العالمين» لابن المحب المقدسي (ج2 ص894)، و«إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» لأبي يعلى الفراء (ص191)، و«الأربعين في صفات رب العالمين» للذهبي (ص116 و118 و119 و120)، و«شرح صحيح البخاري» لأبي القاسم الأصبهاني (ج4 ص632)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج10 ص708)، و«التعليق على صحيح مسلم» له (ج1 ص566).
([15]) قال ابن منده في «الرد على الجهمية» (ص37)؛ هكذا في قراءة: ابن مسعود t.
يعني: يكشف، بفتح «الياء»، وكسر «الشين».
([16]) وانظر: في ترجمة، سعد بن الصلت، في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص86)، و«الثقات» لابن حبان (ج6 ص378).
([17]) معناه: جعلوه مقسما، أقساما؛ يؤمن ببعضه، ويكفر بآخره.
انظر: «مفردات ألفاظ القرآن» للراغب (ص571 و572)، و«إيجاز البيان عن معاني القرآن» للنيسابوري (ج1 ص369 و370).
([20]) وانظر: «شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر، والحكمة والتعليل» لابن القيم (ج1 ص201)، و«مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة» له (ج2 ص544).