الرئيسية / سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف / الدرة في إثبات صفة الصورة
الدرة في إثبات صفة الصورة
سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف
|
8 |
الدرة
في
إثبات صفة الصورة
دراسة أثرية، منهجية، علمية، في أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام على صورته؛ يعني: على صورة الرحمن، لأن الضمير فيه عائد على صورة الله تعالى.
وهذا فيه رد على من زعم أن الضمير في قوله r: «إن الله خلق آدم على صورته»، يعود على آدم عليه السلام.
تأليف
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
فتوى
شيخ الإسلام ابن تيمية /
في
إثبات صفة الصورة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته
من الأسولة المصرية على الفتيا الحموية، والرد على صاحب الأسولة، وهو القاضي السروجي قال في الأسولة: وأما كيف يعمل بقوله: خلق آدم على صورته، وعلى صورة الرحمن؟.
قال شيخ الإسلام /: (فالجواب أنه يعمل فيه ما عمله الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وتابعو التابعين، وأئمة المسلمين، فإن هذا الحديث هو في الصحاح من غير وجه، أعني «على صورته».
* فأما السلف فلم يكن فيهم من تأوله ... فإن قوله: «خلق آدم على صورته»، لم ينازع أحد من العلماء في صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل رواه الخلق كلهم من أهل الحديث والفقه، ... وتلقوه بالقبول، كما تلقوا حروف القرآن).([1]) اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد: أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد،
فإن حديث: «خلق الله تعالى آدم على صورته»، فالضمير يعود إلى الله تعالى، وأن الله تعالى خلق آدم عليه السلام، على صورته، ويجب أن نؤمن بصفة: «الصورة» لله تعالى في هذا الحديث، وفي غيره من الأحاديث.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص148): (فالإيمان بالله، يتضمن: الإيمان بصفاته). اهـ
قلت: ولا عبرة بمن تأول الصورة، وزعم أن وصف الله تعالى بـ«الصورة»، يقتضي التشبيه، فإن هذا الزعم، هو التشبيه، إذ المعطل لم يفهم من صفات الخالق؛ إلا كما يفهم من صفات المخلوقين، والله المستعان.
قلت: ومن زعم، أن الضمير؛ في قوله r: «على صورته» يعود على آدم عليه السلام، فقد أخطأ، وأحدث قولا، مبتدعا، في الدين.
* فإثبات: «الصورة» لله تعالى، ثابت من قوله r: «خلق الله آدم على صورته»؛ لأن: أهل القرون المفضلة، لم يتنازعوا في كون الضمير يعود على الله تعالى.
* وهذا الذي فهمه أهل السنة والجماعة، الذين صنفوا في «السنة»، فإنهم: يذكرونه محتجين به على إثبات: «الصورة» لله تعالى بما يليق بجلاله وكماله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص432): (ما أخبر به الرسول r، فإن التصديق به واجب، والأقوال المبتدعة: تضمنت تكذيب كثير مما جاء به الرسول r، وذلك يعرفه من عرف مراد الرسول r، ومراد أصحاب تلك الأقوال المبتدعة). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» (ص 166): (والواجب: إثبات أسمائه، وصفاته، واعتقاد، ما تدل عليه من صفات كماله، ونعوت جلاله؛ من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، على حد: قوله تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11]). اهـ
قلت: فالمبتدع الجهمي، صرف الحديث عن ظاهره، إلى معنى: ليس هو المراد من الحديث، فصرف الضمير إلى أن المراد: «صورة آدم عليه السلام»، فحرف الكلم عن مواضعه.
* فإذا هذا معناه؛ فأت لنا بدليل على هذا المعنى، وهذا التفسير للحديث، وإلا كذبت في الدين([2])،([3]) ووقعت في تحريفه.
قال تعالى: ]وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون[ [البقرة: 75].
وقال تعالى: ]يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم[ [المائدة: 41].
وقال تعالى: ]فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به[ [المائدة: 13].
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص153): (وهكذا: نقول فيما أخبر به النبي r، عن الله تعالى، فإن النبي r أعلم الناس بربه سبحانه، وأصدقهم خبرا، وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بيانا، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه). اهـ
قلت: والنبي r أخبر عن صفة: «الصورة» في سنته، فوجب قبول خبره على ما أخبر به r.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص227): (وكل نص يدل على وجوب الإيمان بما جاء في القرآن، فهو دال على وجوب الإيمان بما جاء في السنة؛ لأن مما جاء في القرآن الأمر باتباع النبي r، والرد إليه عند التنازع، والرد إليه يكون إليه نفسه في حياته، وإلى سنته بعد وفاته). اهـ
* والسلفيون: يثبتون: «الصورة» لله تعالى، إثباتا؛ بلا تمثيل، وتنزيها؛ بلا تعطيل.
* وقد نقلنا عن السلف الصالح في إثبات: «الصورة» لله تعالى، فيجب إثباتها، في هذا الحديث، وفي الأحاديث الأخرى، دون تحريف، أو تعطيل، أو تأويل، أو تمثيل.
قلت: وإن من نفى عن الله تعالى: صفة ثابتة([4])، فقد أعظم على الله تعالى الفرية، وقفا ما لا علم له به، وسلك مسلك: النفاة: «الجهمية».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «جواب الاعتراضات المصرية» (ص166)؛ عن حديث: «الصورة»: (وليس الغرض: تعدد طرقه، وإنما الغرض الأصلي، أن الأئمة المتفق على إمامتهم في الأمة مازالوا يروونه، ولا ينكرونه، ولا يتأولونه: على المحفوظ عنهم ذلك). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (ج2 ص111): (ومذهب سلف الأمة، وأئمتها: أن يوصف الله تعالى، بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله r، من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل، يثبتون لله تعالى ما أثبته من الصفات، وينفون عنه مماثلة المخلوقات: يثبتون له صفات الكمال، وينفون عنه ضروب الأمثال، ينزهونه: عن النقص، والتعطيل، وعن التشبيه، والتمثيل، إثبات؛ بلا تشبيه، وتنزيه بلا تعطيل: ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11]؛ رد على الممثلة: ]وهو السميع البصير[ [الشورى: 11]؛ رد على المعطلة). اهـ
قلت: و«الجهمية»؛ لم يكتفوا، برد حديث: «الصورة»، بل ردوا لصفات كثيرة؛ بل كلها، قد ثبتت في الأحاديث الصحيحة، الدالة على إثبات الصفات لله تعالى بما تليق بجلاله وكماله.
قال تعالى: ]أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون[ [البقرة: 85].
وقال تعالى: ]ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا[ [النساء: 150].
قلت: «الجهمية»: يقولون على الله تعالى بالأقاويل الباطلة في الأصول والفروع، اللهم سلم سلم.
قال تعالى: ]يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا[ [الأنعام: 112].
وقال تعالى: ]ظلمات بعضها فوق بعض[ [النور: 40].
وقال تعالى: ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون[ [الأعراف: 180].
قلت: فدلت هذه الآية أن لله تعالى أسماء وصفات، فيجب الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات، لأن ذلك من الإيمان بالله تعالى. ([5])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص25): (الإيمان بأسمائه وصفاته: أي: بانفراده بها، فمن أنكر؛ أي: اسم من أسماء الله تعالى؛ فإنه لم يحقق الإيمان بالله.
* ومن أنكر؛ أي: صفة من صفاته؛ فإنه لم يحقق الإيمان بالله تعالى). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص122): (والإلحاد بجميع أنواعه محرم؛ لأن الله تعالى هدد الملحدين، بقوله: ]وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون[ [الأعراف: 180]، ومنه ما يكون شركا، أو كفرا، حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية).اهـ
* وأعلنوا بهذا الاعتقاد الفاسد عن ضلالهم في البلدان، وخروجهم عن منهج السلف الصالح، وأهل السنة والجماعة.
قال تعالى: ]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما[ [النساء: 65].
وقال تعالى: ]ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا[ [الجن: 23].
وقال تعالى: ]فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم[ [النور: 63].
قلت: ومن رد أحاديث النبي r، في الصفات، وغيرها، فقد أصابته الفتنة، وهلك مع الهالكين، وبطل سعيه في الدين، ولا بد.
قال تعالى: ]وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا[ [الإسراء: 81].
وقال تعالى: ]بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون[ [الأنبياء: 18].
وقال تعالى: ]قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد[ [سبأ: 49].
قال الإمام ابن القيم / في «مختصر الصواعق المرسلة» (ص507): (والمقصود: أن أئمة الإسلام، لم يزالوا: ينكرون على من رد سنن رسول الله r). اهـ
وقال الإمام البغوي / في «شرح السنة» (ج1 ص224): (فعلى المرء المسلم: إذا رأى رجلا، يتعاطى شيئا من الأهواء، والبدع: معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن: أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه: حيا، وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ، إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق). اهـ
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ذكر الدليل من السنة، وإجماع السلف في القرون الثلاثة المفضلة، على أن الضمير في قوله r: «خلق الله آدم على صورته»، يعود إلى الله تعالى، وأهل السنة والجماعة: يحملون هذا الحديث على ظاهره، ويثبتون به لله تعالى: «الصورة» على ما يليق بجلاله وكماله، لا تشبه صورة المخلوق بحال من الأحوال في الكيفية
اعلم رحمك الله: أن أهل الحديث يحملون حديث: «الصورة» على ظاهره، ويثبتون به لله تعالى: «الصورة» على ما يليق بجلاله وكماله، ويقولون: الضمير في قول رسول الله r: «خلق الله تعالى آدم على صورته»، يعود إلى الله تعالى، لأمرين:
الأول: للأحاديث التي وردت في هذا الباب.
والثاني: إجماع السلف في القرون الثلاثة المفضلة، على عود الضمير إلى الله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج6 ص373): (والكلام على ذلك، أن يقال: لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة: نزاع في أن يقال: إن الضمير عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة y، وسياق الأحاديث: كلها تدل على ذلك). اهـ
قلت: فعود الضمير إلى الرحمن في هذا الحديث إجماع من أهل السنة والجماعة، لم يخالف فيه، إلا «الجهمية» معطلة الصفات، وذلك بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج6 ص376): (لما انتشرت: «الجهمية» في المائة الثالثة، جعل طائفة: الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى). اهـ
قلت: فأهل الأثر قد أمضوا الحديث، وأمروه على ظاهره، كما جاء في النص: من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، على حد: قوله تعالى ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11].
* ولقد اشتد نكير أئمة الحديث، على من تأول هذا الحديث، وأعاد الضمير فيه: إلى آدم، أو إلى المضروب، ونسبته إلى بدعة: «الجهمية». ([6])
وإليك الدليل:
فعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: (إذا قاتل أحدكم أخاه؛ فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته). وفي رواية: (خلق الله عز وجل آدم على صورته، طوله ستون ذراعا).
أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (ج11 ص1)، وفي «الأدب المفرد» (978)، ومسلم في «المسند الصحيح» (2612)، و(2841)، وأحمد في «المسند» (ج13 ص504)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج10 ص384)، واللالكائي في «الاعتقاد» (711)، و(712)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (6162)، وابن منده في «التوحيد» (ج1 ص222)، وفي «الرد على الجهمية» (ص42)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج7 ص391)، والهروي في «الأربعين في دلائل التوحيد» (18)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص751 و752)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج13 ص266)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح» (ج3 ص415)، وابن البخاري في «مشيخته» (ج1 ص208)، والعلائي في «إثارة الفوائد» (85)، وابن ظهيرة في «المشيخة» (ج4 ص2217 و2218)، والحنائي في «الحنائيات» (ج2 ص813)، وابن الجوزي في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج1 ص201)، وفي «جامع المسانيد» (ج5 ص277)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج2 ص259)، وابن خزيمة في «التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل» (ج1 ص93 و94) من طريق معمر بن راشد الأزدي عن همام بن منبه قال: حدثنا أبو هريرة t به، وهو في «صحيفة: همام بن منبه» (59).
وقال الحافظ ابن منده في «الرد على الجهمية» (ص42): «وهذا حديث ثابت؛ باتفاق من أهل المعرفة بالأثر».
وقال الحافظ النخشبي في «تخريج الفوائد» (ج2 ص813): «هذا حديث صحيح، من حديث: معمر بن راشد الصنعاني، بصري الأصل، نزل: «صنعاء»، عن همام بن منبه عن أبي هريرة».
وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج5 ص449): «ورواه: معمر عن همام عن أبي هريرة».
وقال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص419): «ورواه: معمر عن همام عن أبي هريرة».
وذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج1 ص88)، والقرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص319)، و(ج5 ص300)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج1 ص48).
وأخرجه مسلم في «صحيحه» (2612)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ج1 ص84)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج20 ص80)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج3 ص244)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص758 و759)، واللالكائي في «الاعتقاد» (623) من طرق عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (إذا قاتل أحدكم أخاه، فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته).
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج16 ص11).
وقال الحافظ الذهبي / في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص420): «فقد رواه همام عن قتادة عن أبي أيوب عن أبي هريرة».
وقال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج5 ص449): «ورواه قتادة عن أبي أيوب المراغي عن أبي هريرة».
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص244)، والحميدي في «المسند» (1121)، والآجري في «الشريعة» (766)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (496)، و(1052)، و(1100)، وأبو يعلى في «المسند» (6274)، واللالكائي في «الاعتقاد» (526)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج3 ص244)، والطبراني في «مسند الشاميين» (3357)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج10 ص118)، وابن حبان في «صحيحه» (5604)، و(5605)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص327)، وفي «الأسماء والصفات» (ج2 ص759) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته).
قلت: وهذا سنده صحيح على شرط الشيخين.
وقال الحافظ الذهبي / في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص420): «ورواه شعيب، وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة».
قال العلامة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري / في «تعريف أهل الإيمان» (ص60): (أما معنى: حديث؛ «الصورة»، فنرد علمه إلى الله تعالى([7])، ورسوله r، ونسكت، كما سكت: السلف؛ مع الجزم: بأن الله تعالى: ليس كمثله شيء). اهـ
وبوب عليه الإمام أبو إسماعيل الهروي / في «الأربعين في دلائل التوحيد» (ص63)؛ باب: إثبات الصورة لله عز وجل.
وقال الإمام أبو بكر عبد العزيز البغدادي في «السنة» (ج1 ص533): «باب: في الوجه، وقوله r: خلق الله تعالى آدم عليه السلام: على صورته».
* وممن بوب: بهذا التبويب، الإمام الآجري / في «الشريعة» (ج2 ص291)؛ باب: الإيمان؛ بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته، بلا كيف.
وقال الإمام ابن بطة / في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص487)؛ باب: الإيمان، بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته، بلا كيف.
وقال الإمام أبو يعلى الفراء / في «إبطال التأويلات» (ص93): (الفصل الثاني: في إطلاق القول؛ بأنه تعالى: خلق آدم على صورته، وأن الهاء، راجعة على الرحمن). اهـ
قلت: وهذا الحديث يدل على إثبات: «الصورة» لله تعالى على ما تليق بجلاله.
* والضمير: في قوله r: «على صورته»، يرجع إلى الله تعالى، فيكون؛ المعنى الصحيح: أن الله تعالى خلق آدم على: «صورة الرحمن».
* فنؤمن بذلك: من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تعطيل.
قال الإمام الآجري / في «الشريعة» (ج2 ص292): (هذه من السنن: التي يجب على المسلمين الإيمان بها، ولا يقال فيها: كيف، ولم؛ بل تستقبل بالتسليم والتصديق، وترك النظر، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين) ([8]). اهـ
قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «فتاوى نور على الدرب» (ج1 ص75)؛ عن الصورة لله تعالى: (وهذا لا يلزم منه التشبيه، والتمثيل... وليس المعنى: التشبيه، والتمثيل، بل: «الصورة» التي لله تعالى، غير: «الصورة» التي للمخلوق... بل لله تعالى صفاته سبحانه وتعالى: لا يشابهه فيها شيء، بل تليق به سبحانه، وللعبد صفاته التي تليق به؛ صفات يعتريها الفناء، والنقص والضعف.
* أما صفات الله سبحانه وتعالى؛ فهي كاملة، لا يعتريها، نقص ولا ضعف، ولا فناء ولا زوال، ولهذا: قال تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11]). اهـ
قلت: فأما من تأول الحديث، وأخطأ، فلا يتابع عليه، وإن كان من العلماء، لأن هذا التأويل غير مقبول، وإن صدر ذلك التأويل عن عالم معروف، مثل: الإمام ابن خزيمة، وغيره، فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل، ولم يتابعه عليه العلماء، ولم يلتفت إليه أحد. ([9])
قال الحافظ الذهبي / في «السير» (ج14 ص374)؛ في ترجمة: ابن خزيمة: (وكتابه في «التوحيد» مجلد كبير، وقد تأول في ذلك حديث: «الصورة»، فليعذر من تأول بعض الصفات، وأما السلف فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا). اهـ
قال الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي /: «532هـ» في كتابه: «الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول، إلزاما لذوي البدع، والفضول» (ج6 ص404- تلبيس الجهمية): (فأما إذا لم يكن السلف: صحابيا، نظرنا في تأويله، فإن تابعه عليه الأئمة المشهورون، من نقلة الحديث، والسنة، ووافقه الثقات الأثبات: تابعناه، ووافقناه.
* فإنه وإن لم يكن إجماعا حقيقة، إلا أن فيه مشابهة: الإجماع، إذ هو سبيل المؤمنين، وتوافق المتقين الذين لا يجتمعون على الضلالة، ولأن الأئمة لو لم يعلموا ذلك عن الرسول r، والصحابة y، لم يتابعوه عليه.
* فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة، فغير مقبول، وإن صدر ذلك التأويل، عن إمام معروف غير مجهول؛ نحو ما ينسب إلى أبي بكر: محمد بن إسحاق بن خزيمة /، من تأويل الحديث: «خلق آدم على صورته»؛ فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل، ولم يتابعه عليه من قبله من أئمة الحديث، لما روينا عن أحمد /، ولم يتابعه أيضا من بعده... فهذا وأمثال ذلك لا نقبله، ولا نلتفت إليه، بل نوافق، ونتابع ما اتفق الجمهور عليه) ([10]). اهـ
قلت: وهؤلاء توهموا؛ أن قوله r: «خلق الله آدم على صورته» يستلزم التمثيل، وهذا باطل قطعا، لأن إثبات الحديث على ظاهره لا يستلزم التمثيل، لقوله تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11]، وغير ذلك من النصوص الدالة على أن الله تعالى لا مماثل له. ([11])
قال الإمام أبو يعلى الفراء / في «إبطال التأويلات» (ص93): (ويطلق القول: في صورة آدم عليه السلام، على صورته سبحانه، لا على طريق التشبيه). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «فتاوى نور على الدرب» (ج1 ص74): (والمقصود: أن التأويل لا يجوز: عند أهل السنة، بل الواجب إمرار آيات الصفات، وأحاديثها، كما جاءت.
* لكن مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات لله تعالى لائقة به سبحانه... فمعاني الصفات معلومة، يعلمها أهل السنة والجماعة... كلها معلومة لله سبحانه، لكنها لا تشابه صفات المخلوقين، يقول تعالى: ]فلا تضربوا لله الأمثال[ [النمل: 74]، ويقول تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11]). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج13 ص565): (الله خلق آدم على صورة: الرب عز وجل، التي هي: «صورة الله»، وصفته.
* ولكن لا يلزم من كونه على: «صورته»، أن يكون مماثلا له، فإن الشيء قد يكون على صورة الشيء، من حيث الجملة، لا من حيث التفصيل.
* وضربوا لذلك مثلا: بأن النبي r: «أخبر أن أول زمرة تدخل الجنة؛ وجوههم على: صورة القمر»، ومعلوم أنهم لم يماثلوا القمر من كل وجه، فالقمر ليس فيه أنف، ولا عين، ولا فم.
* وهم فيهم هذه الأشياء، لكنهم على: «صورة القمر»، من حيث الجملة، وحينئذ نأخذ بظاهر الحديث، ونأخذ بالنفي، في قوله تعالى: ]ليس كمثله شيء[ [الشورى: 11]، ونكون عملنا بالنصوص كلها، وهذا قوي جدا). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «بيان تلبيس الجهمية» (ج6 ص373): (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة: نزاع في أن الضمير في هذا الحديث عائد إلى الله تعالى، ولكن لما انتشرت: «الجهمية» في المائة الثالثة، جعل طائفة: الضمير فيه، عائدا إلى غير الله تعالى؛ حتى نقل ذلك عن طائفة: من العلماء المعروفين، بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كـ«أبي ثور»، و«ابن خزيمة»، و«أبي الشيخ الأصبهاني»، وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم: أئمة الدين، وغيرهم من علماء السنة). اهـ
قلت: فهذا الحديث ورد فيه التخصيص، والبيان؛ بأن الله تعالى خلق آدم عليه السلام على صورته؛ يعني: على صورة الله تعالى.
* وقد أجمع السلف الصالح في القرون الثلاثة المفضلة، على عود الضمير في هذا الحديث، إلى الله تعالى. ([12])
قال العلامة الشيخ عبد الله الدويش / في «دفاع أهل السنة والإيمان» (ص35): (... أن الضمير في قوله r: «على صورته» يرجع إلى الله تعالى، وهو: بمعنى؛ قوله r: «على صورة الرحمن»). اهـ
وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «فتاوى نور على الدرب» (ج1 ص73): (وأما أهل السنة والجماعة: المعروفون بعقيدتهم النقية؛ فإنهم: لا يئولون، وإنما يمرون آيات الصفات، وأحاديثها، كما جاءت، بغير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل... كلها يمرونها، كما جاءت مع الإيمان بأنها حق، وأنها صفات: لربنا سبحانه وتعالى، يجب إثباتها له سبحانه وتعالى، على الوجه اللائق به سبحانه).اهـ
قلت: فعود الضمير إلى الله تعالى في هذا الحديث: فيه إجماع من أهل السنة والجماعة. ([13])
قال الإمام الآجري / في «الشريعة» (ج2 ص292)؛ سمعت أبا عبد الله الزبيري /، وقد سئل: عن معنى هذا الحديث – فذكر مثل ما قيل فيه، ثم قال أبو عبد الله: (نؤمن بهذه الأخبار التي جاءت، كما جاءت، ونؤمن بها إيمانا، ولا نقول: كيف، ولكن ننتهي في ذلك إلى حيث انتهي بنا، فنقول في ذلك ما جاءت به الأخبار، كما جاءت).
قلت: وقد حاول: «المبتدع» تحريف هذا الحديث عن ظاهره، بصرف الضمير إلى غير الله تعالى، فصرفه إلى: «آدم عليه السلام»؛ فأبطل ما دل عليه الحديث، ووقع في مذهب: «الجهمية»، وابتدع في الدين، ولا بد، فهو: جهمي.
فعن إسحاق بن منصور قال: قلت: لأحمد: «لا تقبحوا الوجه، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته»، أليس تقول بهذه الأحاديث؟، قال أحمد: «صحيح» قال ابن راهويه: «صحيح»، ولا يدعه إلا مبتدع، أو ضعيف الرأي).
أثر صحيح
أخرجه إسحاق بن منصور في «المسائل» (3290)، وأبو بكر البغدادي في «السنة» (ج2 ص537)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (2784)، والآجري في «الشريعة» (695)؛ بهذا الإسناد.
وإسناده صحيح.
وعن أبي طالب قال: سمعت أبا عبد الله، يقول: (من قال، إن الله خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي، وأي: صورة كانت؛ لآدم: قبل أن يخلقه!).
أثر صحيح
أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (2785)، وأبو بكر البغدادي في «السنة» (ج2 ص538)، وأبو يعلى في «إبطال التأويلات» (57)، وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج2 ص336) من طريق أبي يحيى، وحمدان الوراق، كلاهما: عن أبي طالب به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* وذكره ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج3 ص233) من وجه آخر.
وأخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج1 ص236) من وجه آخر، برواية: إبراهيم بن أبان الموصلي في «مسائله» وفيه قال الإمام أحمد: (هذا كلام سوء، هذا كلام: «جهم»، هذا جهمي، لا تقربوه).
وأورده الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج2 ص603)؛ من وجه آخر، عن الإمام أحمد.
قال الإمام أبو يعلى الفراء / في «إبطال التأويلات» (ص101): (وقد صرح أحمد؛ بإبطال القول، أن الهاء عائدة على آدم عليه السلام، فقال: في رواية: أبي طالب: «من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم، فهو جهمي، وأي: صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه؟»). اهـ
وقال زكريا بن الفرج: قلت، لعبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق، وقد تكلم قوم في هذه المسألة: «خلق الله آدم على صورته»، فقال عبد الوهاب /: (من لم يقل: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن، فهو: جهمي).
أثر صحيح
أخرجه ابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (ج2 ص90)، بهذا الإسناد.
وإسناده صحيح.
قلت: فمذهب سلف هذه الأمة في آيات الصفات، وأحاديثها: إثبات معانيها لله تعالى، على مراد الله تعالى، لأنه أعلم بنفسه من خلقه.
* وكذلك ما ثبت عن رسول الله r؛ مما وصف به ربه تعالى، فهو أعلم الخلق بما يليق بجلال الله.
* كل ذلك على ما يليق بجلاله، من غير تكييف، ولا تمثيل، ولا تشبيه، ولا تعطيل، بل على أساس، قوله تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11].
قلت: وهذا هو: منهج السلف الصالح في إثبات آيات الصفات وأحاديثها، فإن الخير كل الخير في اتباع سلف هذه الأمة، لا سيما أهل القرون المفضلة. ([14])
قال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج7 ص148): (الذي عليه: أهل السنة، وأئمة الفقه، والأثر، في هذه المسألة، وما أشبهها: الإيمان بما جاء عن النبي r فيها، والتصديق بذلك، وترك التحديد، والكيفية في شيء منه). اهـ
* وذكر الإمام البربهاري / في «شرح السنة» (ص67 و68)؛ أحاديث؛ منها: «إن الله خلق آدم على صورته»، ثم قال: (فإن الإيمان بهذا واجب، فمن فسر شيئا، من هذا: بهواه، أو رده، فهو: جهمي). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «شرح السنة» (ص208): (إثبات: «الصورة» لله عز وجل، في قوله r: «خلق الله آدم على صورته»([15])). اهـ
وقال الإمام ابن قتيبة / في «تأويل مختلف الحديث» (ص415): (والذي عندي: أن الصورة ليست بأعجب من: «اليدين»، و«الأصابع»، و«العين»، وإنما وقع الإلف لتلك؛ لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه؛ لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول: في شيء منه بكيفية، ولا حد). اهـ
قلت: ومع ثبوت صحة الحديث، وطرقه؛ إلا أن الإمام ابن خزيمة /، قد أنكره، ولا وجه لإنكاره لذلك، وذهب إلى القول من إعادة الضمير في حديث: «الصورة»، على آدم عليه السلام، ولم يصب في هذا التأويل. ([16])
وقد أوله أبو العباس في «المفهم» (ج6 ص597)؛ عند شرحه لهذا الحديث؛ بقوله: (أي: على صورة وجه المضروب!، وهذا الذي ذكرناه هو ظاهر الحديث!).اهـ
* وقد ناقش الإمام ابن قتيبة /: التأويلات الباطلة([17]) في كتابه: «تأويل مختلف الحديث» (ص411 و412 و413 و414)، التي قيلت في الحديث، وأبطلها. ([18])
قلت: فأصاب الإمام ابن قتيبة / في الرد عليهم: وأجرى الحديث على ظاهره، وأن لله تعالى صورة تليق بجلاله وكماله، لا تشبه صورة المخلوق.
* وقد بين العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز /؛ أن الضمير في قوله r: «على صورته»، يعود إلى الله تعالى. ([19])
وعن عبيد بن عمير الليثي / قال: (إن الله تعالى: خلق آدم على صورته).
أثر صحيح
أخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص415) من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير الليثي به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: وأئمة الحديث، فهموا في هذا الحديث، أن الضمير في قوله r: «على صورته»؛ إنما هو عائد إلى الله تعالى، فرووه على ما فهموه، وكل رواة هذا الإسناد أئمة، فالأخذ بما فهموه: أولى من الأخذ بتأويلات المتأخرين للحديث، فافطن لهذا.
قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني / في «الحجة» (ج2 ص311): (والإيمان: بما ورد في القرآن، من صفات الله تعالى، كـ«اليد»، و«الإتيان»، و«المجيء»، وإمرارها على ما جاءت، لا تكيف، ولا تتأول). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج5 ص432): (إن السلف كانوا يراعون لفظ: القرآن، والحديث، فيما يثبتونه، وينفونه، عن الله تعالى من صفاته، وأفعاله.
فلا يأتون بلفظ محدث مبتدع في النفي والإثبات، بل كل معنى: صحيح، فإنه داخل فيما أخبر به الرسول r، والألفاظ المبتدعة ليس لها ضابط). اهـ
قلت: فيجب الإيمان بما وصف الله تعالى به نفسه؛ لأنه لا أعلم من الله تعالى، بالله: ]أأنتم أعلم أم الله[ [البقرة: 140]؛ فهو أعلم بنفسه، وبغيره.
* ويجب الإيمان بما وصفه به رسوله r؛ لأنه لا أحد بعد الله تعالى، أعلم بالله تعالى، من رسول الله r، الذي قال تعالى في حقه: ]وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى [ [النجم: 3-4]. ([20])
قال تعالى: ]إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير[ [فصلت: 40].
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» (ص165): (وقوله تعالى: ]وذروا الذين يلحدون في أسمائه[ [الأعراف: 180]؛ أي: أعرضوا عنهم، واتركوهم.
* فإن الله تعالى سيتولى جزاءهم، ولهذا قال تعالى: ]سيجزون ما كانوا يعملون[ [الأعراف: 180]؛ ومعنى: يلحدون في أسمائه؛ أي: يميلون بها، وبحقائقها، ومعانيها عن الحق الثابت لها). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» (ص164): (وتوعد هؤلاء: الذين يلحدون في أسمائه، فينفونها عنه، أو يؤولونها عن معانيها الصحيحة، بأنه سيجزيهم على عملهم، بالعقاب، والعذاب). اهـ
وقوله تعالى: ]وذروا الذين يلحدون في أسمائه[ [الأعراف: 180].
قلت: والإلحاد في أسماء الله تعالى وصفاته، هو: الميل بها عما يجب فيها، وقد حذر الله من الإلحاد في توحيد الأسماء والصفات. ([21])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص118)؛ عن أنواع الإلحاد: (الأول: أن ينكر شيئا منها، أو مما دلت عليه من الصفات، والأحكام، كما فعل أهل التعطيل من: «الجهمية»، وغيرهم.
* وإنما كان ذلك إلحادا؛ لوجوب الإيمان بها، وبما دلت عليه من الأحكام، والصفات اللائقة بالله تعالى، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها). اهـ
قلت: وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وإلحادهم في الدين.
* وبين الله تعالى أنهم بتحريفهم، وإلحادهم من أبعد الناس عن الإيمان. ([22])
قال تعالى: ]أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون[ [البقرة: 75].
وقال تعالى: ]من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا[ [النساء: 46].
قلت: فمن الذين هادوا قوم يحرفون الكلم عن مواضعه.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص239): (وبينا في الآيات الأخيرة، أن التحريف من صنع اليهود.
* وأن من حرف من هذه الأمة نصوص الكتاب والسنة، سواء العلمية، أو العملية، كان فيه شبه من اليهود). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد» (ص164): (وإنما ينكرها –يعني: الصفات- المبتدعة: من «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الأشاعرة»، الذين ساروا على منهج مشركي قريش، الذين يكفرون «بالرحمن»، ويلحدون في أسماء الله، وقد قال تعالى: ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون[ [الأعراف: 180]).اهـ
وعن أبي هريرة t قال: (قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال r: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب. قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب. قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله r: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق([23]) بعمله ومنهم المخردل([24])، ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، ثم يقول: أو ليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال له: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقول له: هذا لك ومثله معه).
* قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا.
* قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة: لا يغير عليه شيئا من حديثه، حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه). قال أبو سعيد: سمعت رسول الله r يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله). قال أبو هريرة حفظت: (مثله معه).
أخرجه البخاري في «صحيحه» مطولا (ج11 ص444)، و(ج13 ص419)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج6 ص504)، وفي «السنن الصغرى» (1140)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج1 ص162)، وعبدالرزاق في «المصنف» (ج11 ص407)، والطيالسي في «المسند» (2383)، وعبدالله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص238)، والبغوي في «شرح السنة» (ج15 ص173)، والدارقطني في «الرؤية» (32 و33)، والطبري في «تفسيره» (ج13 ص155)، والمروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (ج1 ص292)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص787)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص256)، وفي «البعث» (ص176)، وعثمان الدارمي في «الرد على الجهمية» (ص91)، والآجري في «التصديق» (ص65) من طريق معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة به.
وأخرجه الآجري في «الشريعة» (259) من طريق عبدالرزاق، ومحمد بن ثور؛ كلاهما: عن معمر به.
وأخرجه البخاري في «صحيحه» مطولا (ج11 ص444)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص789)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج1 ص162)، وابن تيمية في «منتقى العوالي» (ص166 و167)، وابن عبدالهادي في «مسألة التوحيد وفضل لا إله إلا الله» (ص56)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص167)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص479)، والنسائي في «السنن الكبرى» (11488)، و(11647)، وفي «السنن الصغرى» (ج2 ص181)، وأبو نعيم في «المستخرج» (ج1 ص247)، والبيهقي في «الاعتقاد» (ص139)، وفي «الأسمـاء والصفات» (ج2 ص66)، والآجري في «التصديق بالنظر إلى الله في الآخرة» (ص64)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص275) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد عن أبي هريرة t به.
وأخرجه البخاري في «صحيحه» مطولا (ج13 ص419)، وعثمان الدارمي في «الرد على الجهمية» (ص90)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص293)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج6 ص457)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج6 ص1177)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج1 ص159)، وابن منده في «الإيمان» (ج2 ص784)، وعبدالله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص238) من طرق عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة t به.
وأخرجه مسلم في «صحيحه» مطولا (ج1 ص163)، وأبو نعيم في «المستخرج» (ج1 ص246) من طريق زهير بن حرب ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي به.
وأخرجه ابن منده في «الإيمان» (ج2 ص786) من طريق الليث بن سعد عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة t به.
وأخرجه ابن منده في «الإيمان» (ج2 ص787) والحنائي في «الفوائد» (ق/82/ط) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة t به.
* ورواه بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في إثبات صفة الصورة لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.......................................................................... |
2 |
2) |
المقدمة..................................................................................................... |
3 |
3) |
ذكر الدليل من السنة، وإجماع السلف في القرون الثلاثة المفضلة، على أن الضمير في قوله: «خلق الله آدم على صورته»، يعود إلى الله تعالى، وأهل السنة والجماعة: يحملون هذا الحديث على ظاهره، ويثبتون به لله تعالى: «الصورة» على ما يليق بجلاله وكماله، لا تشبه صورة المخلوق بحال من الأحوال في الكيفية............................ |
10 |
([2]) إذن: يجب عليك أن تؤمن بصفة: «الصورة» لله تعالى بما يليق بجلاله، لأن الله تعالى أعلم بنفسه، وقد أخبر بذلك عن طريق وحيه لرسوله r، والرسول r أخبر أن لله تعالى صورة تليق به.
قال تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ [الشورى: 11].
([4]) قلت: وفي هذا الحديث: إثبات «الصورة» لله تعالى، ومن نفاها؛ فإنما يرد على الرسول r قوله.
* وهذا من أعظم الضلال وأشنعه، وهل هناك: أعظم من هذا البيان، في قول النبي r: «إن الله خلق آدم عليه السلام على صورته».
([6]) وانظر: «دفاع أهل السنة والإيمان، عن حديث: خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ الدويش (ص31)، و«عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ حمود التويجري (ص15)، و«تعريف أهل الإيمان بصحة حديث: صورة الرحمن» للشيخ حماد الأنصاري (ص58).
([8]) وهذا مما يدل دلالة واضحة، أن الضمير عند أهل السنة والجماعة: عائد إلى الله تعالى؛ إذ لو كان عائدا إلى غير الله تعالى، لما أدخلوه في أصول الاعتقاد.
وانظر: «دفاع أهل السنة والإيمان، عن حديث: خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ الدويش (ص29 و30)، و«إبطال التأويلات لأخبار الصفات» لأبي يعلى الفراء (ص93).
([9]) وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية (ج6 ص373)، و«دفاع أهل السنة والإيمان، عن حديث: خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ الدويش (ص34)، و«عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ حمود التويجري (ص39 و40 و61)، و«تعريف أهل الإيمان بصحة حديث: صورة الرحمن» للشيخ حماد الأنصاري (ص58).
([10]) ثم هو لم ينكر: صفة: «الوجه» لله تعالى؛ «كالجهمية» المعطلة، وإنما ضعف رأيه، عن إثبات: «الصورة» بهذا الحديث، وإمراره كما جاء كسائر الأحاديث.
وانظر: «الاحتجاج بالآثار السلفية على إثبات الصفات الإلهية» للحمدان (ص386).
([12]) وانظر: «طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (ج3 ص45)، و«دفاع أهل السنة والإيمان، عن حديث: خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ الدويش (ص26)، و«عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ حمود التويجري (ص219)، و«فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص75)، و«تعريف أهل الإيمان؛ بصحة حديث: صورة الرحمن» للشيخ حماد الأنصاري (ص60 و61).
([13]) لم يخالف فيه؛ إلا «الجهمية» معطلة الصفات، وذلك بعد انقضاء القرون الثلاثة المفضلة.
وانظر: «بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية (ج6 ص376)، و«السنة» لأبي بكر البغدادي (ج2 ص538)، و«عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ حمود التويجري (ص55)، و«فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص73).
([14]) وانظر: «التمهيد» لابن عبد البر (ج7 ص147 و148 و149)، و«تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ص415)، و«الحجة في بيان المحجة» للأصبهاني (ج2 ص311)، و«تعريف أهل الإيمان؛ بصحة حديث: صورة الرحمن» للشيخ حماد الأنصاري (ص60 و62)، و«الرد على المبتدعة» لابن البناء (ص74 و75)، و«عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ التويجري (ص32 و33).
([17]) وهذه التأويلات لا يخفى فسادها، وهي من جنس تأويلات المبتدعة، من: «الجهمية»، و«المعتزلة»، و«الأشاعرة»، وغيرهم.
وانظر: «المفهم» للقرطبي (ج6 ص597)، و«الأسماء والصفات» للبيهقي (ج2 ص752 و753)، و«إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج8 ص42)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج5 ص217)، و«أعلام الحديث» للخطابي (ج3 ص2227)، و«الفتاوى الحديثية» للهيتمي (ص108)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (ج16 ص165)، و«الصحيح» لابن حبان (ج14 ص33).
([18]) وانظر: «عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ التويجري (ص12 و13 و14 و15 و16 و17)، و«إبطال التأويلات، لأخبار الصفات» لأبي يعلى (ص101).
([19]) وانظر: «عقيدة أهل الإيمان في حديث خلق آدم على صورة الرحمن» للشيخ التويجري (ص3)، و«فتاوى نور على الدرب» للشيخ ابن باز (ج1 ص75).
([21]) وانظر: «شرح القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص117)، و«الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، والرد على أهل الشرك والإلحاد» للشيخ الفوزان (ص166).
[23]) قوله r: (منهم: الموبق)؛ يعني: الهالك.
[24]) قوله r: (ومنهم: المخردل)؛ أي: الذي قطع.
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص454).