الرئيسية / سلسلة التحف في تأصيل منهج السلف / الأجوبة المفصلة في إثبات لله صفة الهرولة
الأجوبة المفصلة في إثبات لله صفة الهرولة
الأجوبة المفصلة
في
إثبات لله صفة الهرولة
دراسة أثرية منهجية علمية في اعتقاد أهل السنة والجماعة، وأنهم يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه، وما
أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من الأسماء الحسنى والصفات العلى.
تأليف
العلامة المحدث
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره
ومعه:
أسماء العلماء الذين أثبتوا صفة الهرولة؛ وهم: الإمام البخاري، والإمام ابن منده، والإمام الدارمي، والإمام ابن بطة، والإمام ابن يزداد البغدادي، والإمام أبو إسماعيل الهروي، والإمام ابن خزيمة، والإمام الكرماني، والإمام الخلال، والإمام أبو إسحاق الحربي، والإمام أبو موسى المديني، والإمام ابن رجب، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، والإمام ابن المحب، والإمام البربهاري، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ أبو النصر القنوجي، والشيخ الألباني، والشيخ الجامي، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ عبد العزيز
الراجحي، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
]في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا[
درة نادرة
قاعدة: لأهل السنة والجماعة في إثبات
صفات الله تعالى في الكتاب والسنة والآثار
منها: صفة: «الهرولة»
عن الوليد بن مسلم، قال: سألت مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فقالوا: (أمروها كما جاءت بلا تفسير([1]». وفي رواية: (أمروها كما جاءت بلا كيف). وفي رواية: (بلا كيفية).
أثر صحيح
أخرجه الخلال في «السنة» (ج1 ص259)، والدارقطني في «الصفات» (ص75)، والآجري في «الشريعة» (720)، والذهبي في «العلو» (ج2 ص959)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج3 ص241)، وابن منده في «التوحيد» (ج3 ص115 و307)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج3 ص527)، وابن أبي حاتم في «علل الحديث» (ج2 ص209)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج7 ص158)، و(ج19 ص231)، وفي «الانتقاء» (ص63)، وفي «الاستذكار» (ج8 ص118)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ج2 ص377)، وفي «السنن الكبرى» (ج3 ص2)، وفي «الاعتقاد» (ص57)، وأبو عثمان الصابوني في «الاعتقاد» (ص56)، وابن قدامة في «ذم التأويل» (ص20)، وابن المقرئ في «المعجم» (555)، وابن دحية في «الابتهاج في أحاديث المعراج» (ص98)، وابن أبي خيثمة في «التاريخ الكبير» (ج2 ص345)، و(ج3 ص249)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ق/264/ط) من طرق عن الهيثم بن خارجة حدثنا الوليد بن مسلم به.
قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الذهبي في «الأربعين» (ص82)، والشيخ الألباني في «مختصر العلو» (ص142)، وابن تيمية في «الفتاوى» (ج5 ص39).
قال الحافظ ابن عبد البر / في «جامع بيان العلم» (ج2 ص96): (وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد في الأحاديث في الصفات؛ أنهم كلهم قالوا: أمروها كما جاءت). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتوى الحموية» (ص236): (فقولهم: (أمروها كما جاءت)؛ رد على المعطلة، وقولهم: (بلا كيف)؛ رد على الممثلة ... والأربعة الباقون هم أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين). اهـ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
ذكر الدليل
من السنة، والإجماع على «إثبات صفة الهرولة لله تعالى»
على ما يليق بجلاله؛ لا يشابه فيها خلقه، كسائر صفاته تعالى
تعريف الهرولة:
الهرولة لغة: بين العدو والمشي، يقال: هرول الرجل هرولة: بين المشي والعدو، وقيل: الهرولة فوق المشي، وقيل الهرولة: الإسراع؛ أي: أسرع في مشيه.([2])
وهرول: فعل؛ هرول يهرول، هرولة، فهو مهرول.
وهرول الشخص: أسرع في مشيه، وجرى بين المشي والعدو.
وهرولة: اسم؛ وهرولة: مصدر هرول.
قال الإمام أبو إسحاق الحربي / في «غريب الحديث» (ج2 ص684): (قوله: هرولة: مشي سريع). اهـ
وقال الإمام أبو موسى المديني / في «المجموع المغيث» (ج3 ص69): (قوله: (من أتانى يمشى أتيته هرولة): وهي مشي سريع بين المشي والعدو). اهـ
قلت: وهذا إثبات منهما لصفة: «الهرولة» على حقيقتها، وهي المشي السريع، وهي في حق الله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله.
قلت: ومما نقل عن أهل الحديث- كما قد بسط في غير هذا الموضع- وبينوا أن ما أثبتوه للـه تعالى من صفة «الهرولة» لا يعلمها غيره، فكيفية هذه «الهرولة» لا يعلمها إلا الله تعالى.([3])
وإليك الدليل:
1) فعن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (قال ربكم: إن تقرب عبدي مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن أتاني مشيا أتيته هرولة).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص414)، وفي «خلق أفعال العباد» (426)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص130 و138 و128)، وعبد الرزاق في «المصنف» (20575)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (960)، و(961)، وابن ظهيرة في «مشيخته» (ج3 ص1593)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ص340)، والبزار في «المسند» (7129)، والطيالسي في «المسند» (2079)، والبغوي في «شرح السنة» (1250)، وفي «معالم التنزيل» (ج1 ص179)، وأبو يعلى في «المسند» (3180)، و(3269)، وابن منده في «التوحيد» (541)، والروياني في «مسند الصحابة» (1346)، والدولابي في «الكنى والأسماء» (ج1 ص98)، وأبو الشيخ في «الفوائد» (ص32)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (214)، والطبراني في «الدعاء» (1871)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (1169)، وابن يزداد البغدادي في «السنة» (ص15)، وابن عبد الهادي في «النهاية في اتصال الرواية» (ص22) من طريق إبراهيم القناد، ومعمر، وشعبة عن قتادة يحدث عن أنس بن مالك t به.
وتابعه سليمان التيمي عن أنس بن مالك t مرفوعا به.
أخرجه مسلم في «صحيحه» (2675) من طريق يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي عن سليمان التيمي به.
2) وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (7405)، ومسلم في «صحيحه» (2675)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص509)، والترمذي في «سننه» (3603)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7730)، وفي «النعوت» (72)، وابن ماجه في «سننه» (3822)، وضياء الدين المقدسي في «فضائل الأعمال» (ص575)، وابن خزيمة في «التوحيد» (ج1 ص16)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص284)، وفي «الأربعين الصغرى» (43)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج3 ص337)، وابن بلبان في «الأحاديث الإلهية» (ص217)، والبغوي في «شرح السنة» (1251)، وابن حبان في «صحيحه» (811)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج8 ص117)، و(ج9 ص26 و27)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» تعليقا (ق/219/ط)، والكرماني في «المسائل» (ص345)، وأبو إسماعيل الهروي في «دلائل التوحيد» (ص79)، وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص93)، وفي «التوحيد» (538) من طرق عن الأعمش قال: سمعت أبا صالح يحدث عن أبي هريرة t به.
3) وعن أبي ذر t قال: قال رسول الله r: (يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (2687)، وابن ماجه في «سننه» (2821)، وإبراهيم بن محمد في «زوائده على صحيح مسلم» (2687)، والبغوي في «شرح السنة» (1253)، وفي «معالم التنزيل» (ج3 ص211)، وابن منده في «الإيمان» (78)، وفي «التوحيد» (543)، واللالكائي في «الاعتقاد» (1975)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج2 ص637 و638-مسند ابن عباس)، وأبو إسحاق الحربي في «غريب الحديث» (ج2 ص682)، وفخر الدين ابن البخاري في «مشيخته» (ق/297/ط)، وابن عساكر في «معجم الشيوخ» (ج2 ص883)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص200)، وفي «الدعاء» (1870)، وابن المحب في «صفات رب العالمين» (ق/219/ط)، و(ص52/م)، والبزار في «المسند» (3988)، وأبو عوانة في «الدعوات» (ج14 ص1 ص99-الإتحاف)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (ص209)، وفي «شعب الإيمان» (1043)، و(7047)، والحسين المروزي في «زوائده على زهد ابن المبارك» (1035)، وأحمد في «المسند» (21360) من طرق عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر t به.
وتابعه واصل الأحدب عن المعرور بن سويد عن أبي ذر t به.
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج7 ص268).
قلت: وهذه الأحاديث النبوية تدل على ثبوت صفة: «الهرولة لله تعالى»، وهي من الصفات الفعلية، والتي هي في حق الله تعالى على ما يليق بكماله وجلاله لا يشابه فيها خلقه تعالى؛ كسائر الصفات، فهو أعلم بصفاته، وأعلم بكيفيتها عز وجل: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11] فإذا أخبرنا عن نفسه أنه يأتي «هرولة»، قلنا: آمنا بالله تعالى.
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القواعد المثلى» (ص127): (والسلف أهل السنة والجماعة يجرون هذه النصوص على ظاهرها، وحقيقة معناها اللائق بالله عز وجل، من غير تكييف ولا تمثيل). اهـ
وقال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج7 ص148): (الذي عليه أهل السنة، وأئمة الفقه والأثر في هذه المسألة وما أشبهها؛ الإيمان بما جاء عن النبي r فيها، والتصديق بذلك، وترك التحديد، والكيفية في شيء منه).اهـ
قلت: وهذا إجماع في إثبات الصفات على ظاهرها، وإمرارها على ما جاءت النصوص، وقد أخبر بهذا الإجماع من هو ممن يتتبع كلام أهل العلم، ويطلع على خلافهم فيقول: أجمعوا على هذا؛ أي: يعني: أثبتوا أنه لا يوجد أي خلاف في ثبوت الصفات على حقيقتها.([4])
قال الإمام ابن القيم / في «الكافية الشافية» (ص312):
مـــن قـــال ذا قــد خــــالـــف الإجــمـــــاع |
|
|
والـــخــبــر الــصــحــيـــح وظـــاهر القرآن
|
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح القواعد المثلى» (ص427): (وعليه فنجري الحديث على ظاهره، ونقول: إن الله تعالى يأتي حقيقة: «هرولة»، ويتقرب حقيقة ذراعا وباعا، وأي مانع؟، لأن الله تعالى يفعل ما يريد([5])، وهذا مما يريده عز وجل). اهـ
قلت: وذكر الإمام ابن بطة / بعض أحاديث الصفات؛ منها: حديث([6]) صفة: «الهرولة»، وهذا يدل أنه / يثبت صفة: «الهرولة» على ظاهر الأحاديث.(