القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / ثمر التفاح في شرح نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح

2023-12-11

صورة 1
ثمر التفاح في شرح نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح

سلسلة

أهل الأثر في مملكة البحرين

سلسلة

ينابيع الأنهار في فقه

الكتاب والسنة والآثار

 

                                                                                              

 

 

29

 

 

                                                                                 

ثمر التفاح

في

شرح نيل الفلاح

في صحيح أذكار المساء والصباح

 

لفضيلة الشيخ

فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

 

شرح:

أم عيسى الذوادي الأثرية

شعارنا: أمن وأمان في الأوطان

 

 

 

     

شكر وتقدير

 

أتقدم بجزيل الشكر: لشيخنا الفاضل المحدث: أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله الحميدي الأثري، وإلى شيختي الفاضلة: أم عبدالرحمن الأثرية؛ حفظهما الله، وبارك فيهما، وثبتنا وإياهم على الكتاب، والسنة، لما لهم علي من الفضل بعد فضل الله عز وجل، سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وهدى يا رب العالمين.

واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

أم عيسى الذوادي

 

 

 

 

 

     

قال تعالى: ]فاذكروني أذكركم[ [البقرة: 152].

الـمقدمة

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد،

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فهذا كتاب مفيد سميته: (ثمر التفاح في شرح نيل الفلاح في صحيح أذكار المساء والصباح)؛ حيث تناولت فيه شرح معاني أحاديث أذكار الصباح والمساء، وذلك لما لهذه الأذكار من أهمية عظيمة بعمل المسلم في نهاره وليله.

وما من شك أن في المواظبة على هذه الأذكار، والمحافظة عليها خيرات متوالية، ونعما متتالية في الدنيا والآخرة.

قال تعالى: ]والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما[ [الأحزاب: 35].

قال الإمام ابن القيم / في «الفوائد» (ص247): (وأفضل الذكر، وأنفعه ما واطأ القلب اللسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه، ومقاصده).اهـ

وسئل الإمام ابن الصلاح /: عن القدر الذي يصير من الذاكرين الله كثيرا، والذاكرات؛ فقال: (إذا واظب على الأذكار المأثورة([1]) المثبتة: صباحا، ومساء في الأوقات، والأحوال المختلفة: ليلا ونهارا.

وهي مبينة في كتاب: «عمل اليوم والليلة»([2])؛ كان من الذاكرين الله كثيرا، والذاكرات) ([3]).اهـ

* فذكر الله تعالى يحي القلوب، ويجلو صدأها، ويذهب قسوتها، ويذيب ما ران عليها من أمور هذه الدنيا، ويصلها بالله تعالى.

فعن أبي موسى الأشعري t، عن النبي r قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت). ([4])

ثم أقدم الشكر الجزيل، والامتنان العظيم لفضيلة شيخنا المحدث: أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري حفظه الله.

الذي أكرمني بقبول مراجعة هذا الكتاب، والإشراف عليه، والتعليق على المباحث فيه.

فأتوجه بالدعاء الخالص إلى الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء، وأن يكتب له التوفيق، والسداد، والفلاح في الدنيا والآخرة.

هذا وأسأل الله تعالى التوفيق، والسداد، وتوكلت عليه، واستعنت به، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أم عيسى الذوادي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

     

رب يسر

«الذكر الأول»

 

عن عبد الله بن مسعود t، قال: كان نبي الله r إذا أمسى، قال: «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر، وإذا أصبح، قال: ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله».

وفي رواية: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، وسوء الكبر، وفتنة الدنيا، وعذاب القبر».

وفي رواية أخرى: «ومن سوء الكبر، أو الكفر».

أخرجه مسلم في «صحيحه» (4/2088 و2089).

الشرح الأثري:

1) [إذا أمسى]؛ أي: إذا دخل في المساء.

2) [إذا أصبح]؛ أي: إذا دخل في الصباح.

3) [أمسينا]؛ دخلنا في المساء متلبسين بنعمة، وحفظ من الله تعالى.

4) [أصبحنا]؛ دخلنا في الصباح.

5) [وأمسى الملك لله]؛أي: استمر دوام الملك، والتصرف لله تعالى.

6) [والحمد لله] الثناء على الله عز وجل من كل وجه، في أسمائه، وصفاته، وأفعاله الباهرة في عباده.

7) [لا إله إلا الله]؛ أي: لا معبود حق إلا الله.

8) [وحده لا شريك له]؛ أي: لا شريك له، لا في ربوبيته، ولا في ألوهيته، ولا في أسمائه وصفاته.

9) [له الملك وله الحمد]؛ الملك له وحده، وله الحمد؛ أي: الثناء الكامل، ومن كل وجه لا يكون إلا له سبحانه وتعالى.

10) [وهو على كل شيء قدير]؛ أي: كمال القدرة في كل شيء لك وحدك.([5])

قلت: وينبغي أن نلاحظ أن كلمة التوحيد لا إله إلا الله مشتملة على ركنين، لا يتحقق التوحيد إلا بهما، وهما: النفي، والإثبات، فـ(لا إله)، نافية لجميع المعبودات، و(إلا الله) مثبتة العبادة لله تعالى وحده.

قلت: ولعظم هذا الأمر، وجلالة شأنه أكده؛ بقوله r: (وحده لا شريك له)، فقوله r: (وحده) فيه تأكيد للإثبات، وقوله r: (لا شريك له) فيه تأكيد للنفي، وهذا تأكيد من بعد تأكيد؛ اهتماما بمقام التوحيد، وتعلية لشأنه.

قلت: ولما أقر لله بالوحدانية أتبع ذلك بالإقرار له؛ بالملك، والحمد، والقدرة على كل شيء... فالملك كله لله تعالى، وبيده ملكوت كل شيء، والحمد كله له ملكا، واستحقاقا، وهو سبحانه على كل شيء قدير، فلا يخرج عن قدرته شيء: ﴿وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا﴾ [فاطر:44].

* والقدير: القدر، والقدرة، والمقدار؛ القوة.

وقدير: فعيل، وفعيل من أبنية المبالغة؛ وفعيل إنما هو للمبالغة في الوصف.([6])

قال العلامة الشيخ السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (5/301): (القدير: كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له: «كن فيكون»، وبقدرته يقلب القلوب، ويصرفها على ما يشاء، ويريد).اهـ

قلت: فالله تعالى على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء.

قال تعالى: ﴿أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا [فاطر: 44].

11) [رب أسألك]؛ أي: يا رب إني أسألك.

12) [خير ما في هذه الليلة]؛ أي: أسألك الخيرات التي تحصل في هذه الليلة من خيرات الدنيا والآخرة، فأما خيرات هذه الدنيا؛ فهي: حصول النعمة، والأمن، والسلامة من طوارق الليل، وحوادثه ونحوها، وأما خيرات الآخرة؛ فهي: حصول التوفيق؛ لإحياء اليوم، والليل بالصلاة، والتسبيح، وقراءة القرآن، والأعمال الصالحة، ونحو ذلك.

13) [وخير ما بعدها]؛ أي: أسألك الخيرات التي تعقب هذه الليلة.

14) [وأعوذ بك]؛ أي: ألتجئ، وأعتصم بك؛ لأنه سبحانه وتعالى هو الملاذ، وهو المعاد، واللياذ لطلب الخير، والعياذ للفرار من الشر.

قلت: فالاستعاذة بالله تعالى عبادة عظيمة يجب إفراده سبحانه بها، وعدم إشراك شيء آخر معه فيها، وهذا من تحقيق التوحيد، وإخلاص الدين لله تعالى وحده، الذي هو أساس سعادة العبد، وفلاحه في الدنيا والآخرة.

* وأما الاستعاذة بغير الله تعالى من الخلق؛ فإنها طغيان، وشر عظيم، وشرك به، كما قال تعالى حكاية عن مؤمني الجن: ﴿وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا﴾ [الجن:6].

15) [من الكسل]، وهو عدم انبعاث النفس للخير، مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذورا بخلاف العاجز؛ فإنه معذور؛ لعدم القدرة، وفقدان الاستطاعة.

* والكسل لغة:

الكسل مأخوذ من مادة: «ك، س، ل» التي تدل على التثاقل عن الشيء، والقعود عن إتمامه، والفتور عنه. ([7])

* والكسل اصطلاحا:

الكسل: التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه.

قال المناوي الفقيه / في «التوقيف» (ص281): (الكسل: التغافل عما لا ينبغي التغافل عنه، ولذلك عد مذموما، وضده النشاط). اهـ

قلت: ومن تعود الكسل، ومال إلى الراحة، فقد تعطل، وتبطل وانسلخ من الإنسانية، وفقد الراحة والسعادة الحقيقية، وصار من جنس الموتى.

فإياك والكسل، والضجر؛ فإنك إن كسلت لم تؤد حقا، وإن ضجرت لم تصبر على الحق، ولأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية.

* فهو التثاقل عن فعل الطاعات مع القدرة، والاستطاعة، ويكون ذلك لعدم انبعاث النفس للخير.

وهذا ينشأ من ضعف الإيمان، واتباع هوى النفس، والتعود على ترك الطاعات رويدا، رويدا، إلى أن تصبح ثقيلة على النفس.

فيؤديها العبد بصعوبة شديدة، ومعاناة كبيرة، ويخشى على من بلغ به الحال إلى هذه الحد: أن يصير من المنافقين، وقد وصفهم الله تعالى بقوله: ]وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى[ [النساء: 142]؛ وبقوله تعالى: ]ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون[ [التوبة: 54].

وهذا أصبح حال الكثير من المسلمين اليوم؛ حتى أنه ليأخذك العجب من نشاط أحدهم في المعاصي([8])، أو على الأقل في فعل المباحات([9])، وفي المقابل تتعجب من فتوره، وتراخيه في الطاعات، والله المستعان.

قال تعالى: ﴿إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا [النساء: 142 و143].

 

16) [وسوء الكبر] أراد به ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال.([10])

والمقصود: من الاستعاذة من سوء الكبر: ما يكون فيه من ضعف العقل، ووهن الجسم، وقلة الحركة، والنشاط.

وما يترتب على ذلك من عدم القدرة على أداء الطاعات، والاحتياج إلى خدمة الآخرين.

مما يكون لهذا كله أسوأ الأثر على نفسية كبير السن في الحياة الدنيا.

17) [رب]؛ أي: أسألك بربوبيتك.

18) [أعوذ بك]؛ أي: ألتجئ، وأعتصم بك.

19) [من عذاب في النار، وعذاب في القبر]، وذلك لشدة عذاب القبر، والنار من بين سائر أعذبة يوم القيامة، أما القبر؛ فلأنه أول منزل من منازل الآخرة؛ ولأنه إذا نجي العبد في القبر نجي مما بعده من العذاب، وأما النار: لكون أن عذاب النار شديد، ولذلك أعوذ، وألتجئ إلى الله عز وجل للسلامة منها، يا رب سلم سلم.

* وعذاب في القبر؛ العذاب: النكال، والعقوبة.([11])

قال الفيومي اللغوي / في «المصباح المنير» (ص207): (عذبته: «تعذيبا»؛ عاقبته، والاسم: العذاب، وأصله في كلام العرب الضرب، ثم استعمل في كل عقوبة مؤلمة، واستعير للأمور الشاقة؛ فقيل: «السفر قطعة من العذاب» ([12])). اهـ

قال تعالى: ﴿ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق * ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد * كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب﴾ [الأنفال:50-52].

وقال تعالى: ﴿حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون * فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ﴾ [المؤمنون:99-104].

20) [وسوء الكفر]؛ أي: سوء عاقبة الكفر، وهو شدة أنواع المعاصي الذي يعصي العبد بها ربه العظيم.([13])

* والكفر لغة: مصدر؛ قولهم: كفر يكفر كفرا، وهو مأخوذ من مادة: «ك، ف، ر» التي تدل على الستر، والتغطية.

والكفر: ضد الإيمان، سمي بذلك؛ لأنه تغطية الحق.

وجمع الكافر: كفار، وكفرة، وكفار.

وجمع الكافرة: الكوافر. ([14])

قال تعالى: ﴿إن الإنسان لكفور [الزخرف: 15].

وقال تعالى: ﴿كل كفار عنيد [ق: 24].

وقال تعالى: ﴿من كفر فعليه كفره [الروم: 44].

وقال تعالى: ﴿ولا تكونوا أول كافر به [البقرة: 41].

قلت: ويتبين مما سبق أن الكفر معناه: التغطية والستر.

* والكفر شرعا: ضد الإيمان، فإن الكفر: عدم الإيمان بالله، ورسله، سواء كان معه تكذيب، أو لم يكن معه تكذيب، بل مجرد شك، وريب، أو إعراض، أو حسد، أو كبر، أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتباع الرسالة، وإن كان المكذب أعظم كفرا، وكذلك الجاحد، والمكذب حسدا؛ مع استيقان صدق الرسل عليهم السلام. ([15])

21) [والهرم]؛ أي: وأعوذ بك من الهرم، وهو البلوغ في العمر إلى سن تضعف فيه الحواس والقوى، ويضطرب فيه الفهم والعقل، وهو أرذل العمر.

22) [وفتنة الدنيا]، وهو تعوذ من فتنة الدنيا، وفتنتها التي من شأنها أن تلهي عن عبادة الله تعالى.([16])

قال تعالى: ﴿زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب﴾ [آل عمران:14].

* والفتنة لغة: مصدر؛ كالفتن والفتون.

وكل ذلك مأخوذ من مادة: «ف، ت، ن»، التي تدل على: الابتلاء والاختبار.([17])

قال تعالى: ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله﴾ [البقرة:193]؛ يعني: الشرك.

* الفتنة اصطلاحا:

قال الجرجاني اللغوي / في «التعريفات» (ص171): (الفتنة: هي ما يبين به حال الإنسان من الخير، والشر). اهـ

وعن أبي هريرة t: أن رسول الله r قال: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم: يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا). ([18])

قلت: فهذا دعاء نافع، وذكر عظيم، وورد مبارك يحسن بالمسلم الكريم أن يحافظ عليه كل صباح، ومساء، تأسيا بالنبي r، واقتداء بهديه القويم، فإن في ذلك الفوز في الدنيا والآخرة، والله ولي التوفيق.

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«الذكر الثاني»

 

            وعن أبي هريرة t قال: كان النبي  r إذا أصبح قال: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك النشور».

وإذا أمسى قال: «اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك المصير».

حديث صحيح

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1199)، وأبو داود في «سننه» (5068)، والترمذي في «سننه» (3391)، وأحمد في «المسند» (2/522).

وإسناده صحيح.

الشرح الأثري:

1) [اللهم] هي بمعنى: يا الله، حذف منها (ياء النداء)، وعوض عنها (بالميم المشددة)، ولهذا لا يجوز الجمع بينهما، لأنه لا يجمع بين العوض، والمعوض عنه.([19])

قلت: ولا تستعمل هذه الكلمة إلا في الطلب، فلا يقال: اللهم غفور رحيم، وإنما يقال: اللهم اغفر لي، وارحمني، ونحو ذلك.

قال الإمام ابن القيم / في «جلاء الأفهام» (ص143): (ولا خلاف أن لفظة: «اللهم» معناه: يا الله؛ ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب، فلا يقال: اللهم غفور رحيم، بل يقال: اللهم اغفر لي، وارحمني). اهـ

وقال العلامة السفاريني / في «نتائج الأفكار» (ص186): (قوله r: (اللهم) لا خلاف عند البصريين أن لفظة (اللهم) معناها: يا الله، ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب، فلا يقال: اللهم غفور رحيم، بل يقال: اغفر لي، وارحمني). اهـ

2) [بك أصبحنا، وبك أمسينا]؛ أي: بك دخلنا في الصباح، أو دخلنا في المساء متلبسين بنعمك، وحفظك، أي بنعمتك أصبحنا؛ أي: أدركنا الصباح، وبنعمتك أمسينا؛ أي: أدركنا المساء، وبحفظك أصبحنا، وبحفظك أمسينا.([20])

3) [وبك نحيا، وبك نموت]؛ أي: باسمك نحيا، وباسمك نموت، ويكون في معنى الحال؛ أي: مستجيرين، ومستعينين بك في جميع الأوقات، وسائر الأحوال في الصباح والمساء، والمحيا والممات... وفي حركاتنا كلها، وشؤوننا جميعها، فإنما نحن بك، أنت المعين وحدك، ولا غنى لنا عنك طرفة عين.

قلت: وفي هذا من الاعتماد على الله، واللجوء إليه، والاعتراف بمنه، وفضله ما يحقق للمرء إيمانه، ويقوي يقينه، ويعظم صلته بربه سبحانه وتعالى.

4) [وإليك النشور]؛ أي: الإحياء للبعث يوم القيامة، فيبعث الناس من قبورهم، وإحيائهم بعد إماتتهم.

قلت: ويوم القيامة: هو حشر، ونشر، واجتماع إلى الله تعالى.

5) [وإليك المصير]؛ أي: المرجع، والمآب([21])، كما قال تعالى: ﴿إن إلى ربك الرجعى﴾ [العلق:8].

قلت: وقد جعل r: (وإليك النشور)، في الصباح، وقوله r: (وإليك المصير)، في المساء رعاية للتناسب، والتشاكل.

وذلك لأن الإصباح: يشبه النشر بعد الموت، والنوم موتة صغرى، والقيام منه يشبه النشر من بعد الموت.

قال تعالى: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾ [الزمر:42].

والإمساء: يشبه الموت بعد الحياة؛ لأن الإنسان يصير فيه إلى النوم الذي يشبه الموت، والوفاة، فكانت بذلك خاتمة كل ذكر متجانسة غاية المجانسة.

فلذلك قال فيما يشبه الحياة: (وإليك النشور)، وفيما يشبه الممات: (وإليك المصير)، رعاية للتناسب.

ومما يوضح هذا ما ثبت عن النبي r أنه كان يقول عند قيامه من النوم: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).([22])

فسمى النوم موتا، والقيام منه حياة من بعد الموت.

قلت: فهذا دعاء نبوي عظيم، وذكر مبارك، يجدر بالمسلم أن يحافظ عليه كل صباح ومساء، ويتأمل في معانيه الجليلة، ودلالاته العظيمة، وكيف أنه قد اشتمل على تذكير المسلم بعظيم فضل الله عليه، وواسع منه وإكرامه، فنوم الإنسان ويقظته، وحركته وسكونه، وقيامه وقعوده إنما هو بالله عز وجل، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.([23])

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

«الذكر الثالث»

 

            وعن ابن عمر ، قال: لم يكن رسول الله r يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو، والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي).

حديث صحيح.

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1200)، وأبو داود في «سننه» (5074)، وابن ماجه في «سننه» (3871).

وإسناده صحيح.

الشرح الأثري:

لقد بدأ r هذا الدعاء العظيم بسؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة، والعافية لا يعدلها شيء، ومن أعطي العافية في الدنيا، والآخرة فقد كمل نصيبه من الخير .

1) [العافية]؛ أي: من عافاه الله، وأعفاه، والاسم عافية: وهي دفع الاسقام، والبلايا عن العبد.

قال العلامة القاري / في «مرقاة المفاتيح» (5/243): (قوله r: (اللهم إني أسألك العافية)؛ أي: السلامة من الآفات الدينية، والحادثات الدنيوية بتحملها، والصبر عليها، والرضا بقضائها: (في الدنيا والآخرة): وقيل: دفاع الله تعالى من العبد الأسقام، والبلايا، وهي مصدر جاء على فاعلة، وكأنه أراد سيئ الأسقام؛ كالبرص، والجنون، والجذام). اهـ

2) [العفو والعافية]؛ أي: العفو، محو الذنوب وسترها، والعافية: هي تأمين الله لعبده من كل نقمة ومحنة، بصرف السوء عنه، ووقايته من البلايا، والأسقام، وحفظه من الشرور، والآثام.

قال الإمام ابن الأثير / في «النهاية» (4/134): (العافية: أن تسلم من الأسقام، والبلايا، وهي: الصحة، وضد المرض.

والمعافاة: هي أن يعافيك الله تعالى من الناس، ويعافيهم منك؛ أي: يغنيك عنهم، ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك، وأذاك عنهم). اهـ

3) [في ديني]؛ أي: دفاع الله تعالى من كل أمر؛ ما يشين الدين، ويضره من الكفر، أو الشرك، أو البدع، أو المعاصي، أو غير ذلك من الآفات في الدين.

4) [ودنياي]؛ أي: دفاع الله تعالى من كل ما يضر دنيا العبد، ويحفظه أن يتشاغل بهذه الدنيا عن العبادة فيها، وأحوال الآخرة.

فقوله r: (في ديني ودنياي)؛ أي: في أمورهما.

5) [وأهلي]؛ أي: دفاع الله تعالى من كل ما يلحق أهله من البلايا، والأسقام، وغير ذلك.

وقوله r: (وأهلي)؛ سلامة الأهل من الآفات، والعيوب، والنقائص، وتكون بأمور منها:

أ) استقرار الإيمان في قلوبهم.

ب) حرصهم على طاعة الله تعالى.

جـ) حرصهم على طاعة الرسول r.

د) لزومهم التقوى في أقوالهم وأفعالهم.

هـ) الحرص على طاعة الزوج، والمعاشرة له بالمعروف، وحفظها نفسها، وماله في غيبته، ووفائها له، وشكر نعمه عليها، وتجاوزها عن هفواته، وزلاته.

6) [ومالي]؛ فهي: دفاع الله تعالى من كل ما يضر ماله من الغرق، والحرق، والسرقة، وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.([24])

قلت: إذا فمن الدعوات العظيمة التي كان يحافظ عليها النبي r كل صباح ومساء، بل كان لا يدعها كل ما أصبح وأمسى؛ سؤال «العافية في الدنيا والآخرة»، و«العافية في الدين والدنيا»، و«العافية في الأهل والمال».

* فأما سؤال العافية في الدنيا والآخرة: أي: السلامة من الآفات الدينية، والدنيوية.

* وأما سؤال العافية في الدين: فهو طلب الوقاية من كل أمر يشين الدين، أو يخل به.

* وأما سؤال العافية في الدنيا: فهو طلب الوقاية من كل أمر يضر العبد في دنياه من معصية، أو بلاء، أو ضراء، أو نحو ذلك.

* وأما سؤال العافية في الآخرة: فهو طلب الوقاية من أهوال الآخرة، وشدائدها، وما فيها من أنواع العقوبات.

* وأما سؤال العافية في الأهل: فبوقايتهم من الفتن، وحمايتهم من البلايا والمحن.

* وأما سؤال العافية في المال: فبحفظه مما يتلفه من غرق، أو حرق، أو سرقة، أو نحو ذلك.

فجمع في ذلك سؤال الله تعالى الحفظ من جميع العوارض المؤذية، والأخطار المضرة.

قال الإمام ابن الأثير / في «النهاية» (4/134): (فالعفو: محو الذنوب، والعافية: أن تسلم من الأسقام والبلايا، وهي الصحة، وضد المرض، والمعافاة: هي أن يعافيك الله من الناس، ويعافيهم منك؛ أي: يغنيك عنهم، ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك، وأذاك عنهم). اهـ

وقال الإمام ابن الأثير / في «النهاية» (4/134): (العفو: هو التجاوز عن الذنب، وترك العقاب عليه، وأصله: المحو والطمس). اهـ

7) [اللهم استر]؛ أي: غطي عيوبي، وخللي، وتقصيري، وكل ما يسوء في كشفه، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة.

8) [عوراتي]؛ الجمع عورة، وهي: كل ما يستحى منه إذا ظهر، وأراد كل ما يستحى منه، ويسوء صاحبه أن يرى ذلك منه، والعورة: الخلل، والعيب في الشيء.

والعورة: من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، والمرأة كلها عورة.([25])

فعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله r: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا زوج أحدكم عبده، أو أجيره، فلا ينظرن إلى شيء من عورته؛ فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته).([26])

وعن عبد الله بن مسعود t عن النبي r قال: (المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان).([27])

قلت: فجعل النبي r المرأة نفسها عورة؛ أي: كلها عورة، لأنها إذا ظهرت يستحي منها؛ كما يستحي من العورة إذا ظهرت، إذا فنعت السنة النبوية أن المرأة كلها عورة، ومن العورة كشف الوجه والكفين.

والعورة: السوأة، وكل ما يستحى منه إذا ظهر، فيجب ستر الوجه والكفين للمرأة لأن ذلك من العورة، والعورة يجب سترها.

قلت: فإذا خرجت استشرفها الشيطان؛ أي: زينها في نظر الرجال... ليغويها، ويغوي بها، فيوقعها في الفتنة، ويوقع الرجال في الفتنة.([28])

قال عبدالله بن أحمد في «مسائله» (1/210): (قلت: الفخذ ما حده؟؛ قال يعني الإمام أحمد-: فوق الركبة، وأشار، وقال: سألت أبي عن السرة من العورة؟؛ قال: لا).

قلت: فنص الإمام أحمد / على أن السرة، والركبة للرجل ليست من العورة.

وقال الفقيه العدوي / في «حاشيته» (1/246): (عورة الرجل مع مثله ما بين السرة والركبة).اهـ

9) [وآمن روعاتي]؛ هو من الأمن ضد الخوف، والروعات جمع روعة، وهو الخوف والحزن.

ففي هذا سؤال الله تعالى أن يجنبه كل أمر يخيفه، أو يحزنه، أو يغلقه.

وذكر الروعات بصيغة الجمع إشارة إلى كثرتها، وتعددها. ([29])

* والأمن: مصدر أمن يأمن؛ أي اطمأن، وزال خوفه، وسكن قلبه.

قال تعالى: ]وهذا البلد الأمين[ [التين: 3]؛ يعني: الآمن.

وقال تعالى: ]ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا[ [آل عمران: 154]؛ أمنة: الأمن. ([30])

وقال تعالى: ]إذ يغشيكم النعاس أمنة[ [الأنفال: 11].

ويقال: أمن البلد؛ اطمأن به أهله، فهو آمن، وأمين.

فأصل الأمن: طمأنينة النفس، وزوال الخوف. ([31])

* والأمن في الاصطلاح: الشعور بطمأنينة القلب، وأمان النفس؛ الذي يتحقق بحفظ مصالح الناس الدينية، والاجتماعية، والمالية، والبدنية، وزوال الخوف.

وهذا مفهوم الأمن في الإسلام: فهو مفهوم شمولي متكامل قد أحاط بكل جوانب الأمن.

فشمل كل مصالح الناس التي يخافون عليها، ويحرصون على حفظها، ورعايتها.

قال العلامة علي القاري / في «الحرز الثمين» (1/437): (وآمن روعتي؛ أي: فزعتي مما أخاف، وآمن: أمر من الإيمان؛ بمعنى: إزالة الخوف، وإعطاء الأمن.

ومنه: قوله تعالى: ]وآمنهم من خوف[ [قريش: 4]، وحاصل معناه: اجعل خوفي أمنا، وأبدله به). اهـ

لذلك، لا بد من تحقيق هذا الأمن في البلد، وأعظم أمر في تحقيق الأمن: تحقيق التوحيد في نفوسنا، والقضاء على الشرك، ومحاربة البدع وأهلها. ([32])

قال تعالى: ]الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[ [الأنعام: 82].

قلت: فعلاقة الأمن: بعقيدة التوحيد؛ هي: علاقة التلازم.

والحياة الآمنة السعيدة تقوم بالتوحيد الخالص لله تعالى، لكي تقوم مصالح العباد في البلدان.

قال تعالى: ]وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا[ [النور: 55].

قلت: والشريعة المطهرة قامت بمراعاة الضروريات الخمس في الأمن، وهي: الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال. ([33])

والروع: بالفتح الفزع.

والروعة: الفزعة.

والروع: إصابة الروع، واستعمل فيما ألقي فيه من الفزع. ([34])

قال تعالى: ]فلما ذهب عن إبراهيم الروع[ [هود: 74].

والأروع: الذي يروع بحسنه؛ كأنه يفزع.

قال الإمام الطيبي / في «الكاشف» (5/60): (عورات: ساكنة الواو، جمع عورة، وأراد كل ما يستحى منه، ويسوء صاحبه أن يرى ذلك منه، والروعات: جمع الروعة، وهي الفزعة). اهـ

10) [اللهم احفظني من بين يدي]؛ بفتح: الدال، وتشديد الياء على: «التثنية».

وفي نسخة: بالكسر، والتخفيف، على أن المراد بها: الجنس.

والمعنى: من قدامي.

11) [ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي]؛ «الخلف»: ضد قدام، واليمين: اليمنة؛ ضد اليسرة، والأيمن، ضد الأيسر، واليمين: القوة، و«الشمال»: خلاف؛ اليمين، والجمع: «أشمل»، والفوق: ضد «تحت». ([35])

12) [وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي]؛ أعوذ؛ أي: ألتجئ، وأعتصم بك، لأنه سبحانه: هو الملاذ.

والعظمة: الكبرياء.

والعظمة: الكبر.

وعظم، يعظم، عظما؛ «كبر»، وهو عظيم.

والتعظيم: التبجيل.

قال تعالى: ]إنه كان لا يؤمن بالله العظيم[ [الحاقة: 33].

وقال تعالى: ]ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم[ [البقرة: 255].

وقال تعالى: ]فسبح باسم ربك العظيم[ [الواقعة: 74].

والعظيم: هو الذي يعظمه خلقه، ويهابونه، ويتقونه.

فالله: المعظم، وهو ذو العظمة، والجلال في ملكه، وسلطانه تعالى.

والعظمة: صفة ذاتية، ثابتة لله عز وجل في الدين.

والعظيم: اسم من أسماء الله تعالى. ([36])

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله r في الدعاء: (لا إله إلا الله العظيم الحليم). ([37])

وعن أنس بن مالك t عن النبي r في: «الشفاعة»: (وعزتي، وجلالي، وكبريائي، وعظمتي؛ لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله). ([38])

قال الإمام الأصبهاني / في «الحجة» (1/130): (ومن أسمائه تعالى: «العظيم»؛ العظمة: «صفة» من صفات الله تعالى). اهـ

وقال الأزهري اللغوي / في «تهذيب اللغة» (2/303): (ومن صفات الله عز وجل: العلي العظيم). اهـ

13) [أن أغتال من تحتي]؛ أغتال: بصيغة المجهول من الإغتيال، وهو أن يؤتى المرء من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.

وأصله: أن يخدع، ويقتل خفية.

وحاصله: الأخذ بغتة، أو الموت فجأة، وهو الخسف.

والمراد: إهلاك المرء من حيث لا يحس به.

وأغتال: بضم الهمزة، وسكون الغين المعجمة من الغول: وهو إهلاك الشيء من حيث لا يحس به. ([39])

قال الإمام البيضاوي / في «تحفة الأبرار» (2/98): (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي؛ أي: أهلك بالخسف، والاغتيال: الأخذ بغتة، وأصله: الإحتيال، والغائلة: الحيلة). اهـ

فهذا الحديث: فيه سؤال الله تعالى الحفظ من المهالك، والشرور التي تعرض للمرء من الجهات الست.

فقد يأتيه الشر، والبلايا من الأمام، أو من الخلف، أو من اليمين، أو من الشمال، أو من فوقه، أو من تحته، وهو لايدري من؛ أي: جهة قد يفجأه البلاء، أو تحل به المصيبة.

فسأل ربه سبحانه وتعالى أن يحفظه من جميع جهاته. ([40])

قال تعالى: ]ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين[ [الأعراف: 17].

فقوله r: (وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)؛ فيه إشارة إلى عظم خطورة البلاء الذي يحل بالإنسان من تحته، كأن يخسف به الأرض من تحته، وهو نوع من العقوبة التي يحلها الله تعالى ببعض من يمشون على الأرض، دون قيام منهم بطاعة خالقها ومبدعها.

وفي هذا الدعاء العظيم تحصين للعبد من أن يصل إليه شر الشيطان من أي جهة من الجهات، لأنه في حفظ الله تعالى وكنفه، ورعايته.

قلت: فالعبد بحاجة إلى حصن من هذا العدو، وهو الشيطان، وواق له من كيده وشره.

* والشيطان: مأخوذ من شطن؛ إذا بعد عن الخير، ومن شطنت الدار.

ويقال: أنه مشتق من شاط يشيط؛ إذا هلك. ([41])

قال الفخر الرازي المفسر / في «التفسير الكبير» (1/95): (الشيطان: مأخوذ من «شطن»؛ إذا بعد، فحكم عليه بكونه بعيدا). اهـ

قلت: ولقد أطلق العرب لفظ: «الشيطان» على كل من يصدر منه الشر في الغالب.

* والشيطان: اسم لكل عارم من الجن، والإنس، والحيوان. ([42])

ولا ريب أن الاقتراب من الشر، والبعد عن الخير، هو المعنى الذي يوافق حال عدو الله: الشيطان.

فقد أخبر الله تعالى أنه أبعد الشيطان عن كل أسباب الخير، وسبله. ([43])

قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (1/49): (والشيطان: في كلام العرب، كل متمرد من الجن، والإنس، والدواب، وكل شيء.

وكذلك قال ربنا جل ثناؤه: ]وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن[ [الأنعام: 112].

فجعل من الإنس شياطين، مثل الذي جعل من الجن.

وإنما سمي: المتمرد من كل شيء شيطانا؛ لمفارقة أخلاقه، وأفعاله، أخلاق سائر جنسه وأفعاله، وبعده من الخير). اهـ

قال تعالى: ]إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا[ [الإسراء: 53].

وقال تعالى: ]إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا[ [فاطر: 6].

وقال تعالى: ]كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير[ [الحج: 4].

وقال تعالى: ]إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير[ [فاطر: 6].

 

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«الذكر الرابع»

 

عن أبي هريرة t قال: قال أبو بكر t: يا رسول الله، علمني شيئا أقوله إذا أصبحت، وإذاأمسيت. قال: (قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك).

حديث صحيح

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1203)، وأبو داود في «سننه» (5067)، والترمذي في «سننه» (3392).

وإسناده صحيح.

الشرح الأثري:

فهذا الدعاء من أذكار الصباح، والمساء، وهو ذكر عظيم، ودعاء نافع علمه النبي r أبا بكر الصديق t: عندما سأله أن يرشده إلى كلمات يقولها كل صباح، ومساء.

قلت: فهذا دعاء عظيم يستحب للمسلم: أن يقوله في الصباح، والمساء، وعند النوم.

وهو مشتمل على التعوذ بالله تعالى، والالتجاء إليه، والاعتصام به سبحانه من الشرور كلها؛ من مصادرها، وبداياتها، ومن نتائجها، ونهايتها.

وقد بدأه r بتوسلات عظيمة إلى الله تعالى، بذكر جملة من نعوته العظيمة، وصفاته الكريمة.

الدالة على عظمته، وجلاله، وكماله.

* فتوسله r إلى الله؛ بأنه: (فاطر السماوات والأرض)؛ أي: خالقهما، ومبدعهما.

وأنه تعالى: (عالم الغيب والشهادة)؛ أي: لا يخفى عليه خافية، فهو عليم بكل ما غاب عن العباد، وما ظهر لهم.

قلت: وعلمه سبحانه محيط بكل شيء، فلا يخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السماء، سبحانه أحاط علمه بجميع الأشياء باطنها وظاهرها، دقيقها وجليلها على أتم الإمكان.

* وتوسل r إلى الله؛ بأنه: (رب كل شيء ومليكه)؛ فلا يخرج شيء عن ربوبيته، وهو المالك لكل شيء، فهو رب العالمين، وهو المالك للخلق أجمعين.

* ثم أعلن r بعد ذلك توحيده، وأقر له بالعبودية، وأنه المعبود بحق، ولا معبود بحق سواه.

فقال r: (أشهد أن لا إله إلا أنت).

* ثم ذكر بعد ذلك حاجته، وسؤاله، وهو أن يعيذه الله تعالى من الشرور كلها، فقال r: (أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه).

وفي هذا جمع بين التعوذ بالله من أصول الشر ومنابعه، ومن نهاياته، ونتائجه.([44])

* فالحديث فيه تعوذ بالله تعالى من ثلاثة أمور تتعلق بالشر:

الأول: شر النفس، وشر النفس يولد الأعمال السيئة، والذنوب، والآثام.

والثاني: شر الشيطان، وعداوة الشيطان للإنسان معلومة، بتحريكه لفعل المعاصي، والذنوب، وتهييج الباطل في نفسه، وقلبه.

والثالث: الشرك بالله تعالى؛ فإن الشيطان يدعو إلى الشرك، والعياذ بالله.

قلت: وقد جمع الدعاء: التعوذ بالله من ذلك كله.

فما أجمعه من دعاء، وما أعظم دلالته، وما أكمل إحاطته بالتخلص من الشر كله.

1) [اللهم عالم الغيب والشهادة]؛ العالم: العلم نقيض الجهل، علم علما، وعلم هو نفسه، وعلام وعلامة: إذا بالغت في وصفه بالعلم؛ أي: عالم جدا.

والعليم: على وزن فعيل: وهو من أبنية المبالغة. ([45])

والله: هو العليم، والعالم، والعلام.

قال تعالى: ]وهو الخلاق العليم[ [يس: 81]. 

وقال تعالى: ]وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة[ [الأنعام: 73]. 

وقال تعالى: ]قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب[ [المائدة: 109]. 

قلت: فالعالم: هو الذي أحاط علمه بكل شيء في السموات والأرض؛ بالظواهر، وبالبواطن. ([46])

قال تعالى: ]وأن الله قد أحاط بكل شيء علما[ [الطلاق: 12]. 

قال العلامة الشيخ السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (5/299): (وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن، والإسرار والإعلان، وبالواجبات والمستحيلات والممكنات، وبالعالم العلوي والسفلي، وبالماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء). اهـ

وقال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص57): (هو العالم: بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق؛ كقوله تعالى: ]إنه عليم بذات الصدور[ [لقمان: 23].

وجاء على بناء فعيل؛ للمبالغة في وصفه بكمال العلم، ولذلك قال تعالى: ]وفوق كل ذي علم عليم[ [يوسف: 76]). اهـ

وقال العلامة علي القاري / في «الحرز الثمين» (1/500): (قوله r: «اللهم فاطر السماوات والأرض»؛ أي: مبدعهما، : «عالم الغيب والشهادة»؛ أي: السر والعلانية).اهـ

قلت: فالغيب: السر.

والشهادة: العلانية.

* والغيب: الغين والباء: أصل صحيح يدل على تستر الشيء عن العيون.

ويقاس على كل شيء يدل على التستر، وجمعه: غيوب، وفي التنزيل: ]علام الغيوب[ [المائدة: 109].

والغيب: ما غاب عنك مما لا يعلمه؛ إلا الله تعالى. ([47])

* والغيب في الشرع: ما غاب عن أعين العباد من الإيمان بالله، وملائكته، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالجنة والنار، والإيمان بالحياة بعد الموت، والبعث، وبيوم القيامة، والإيمان بالميزان، والصراط، والحوض، والإيمان بالقدر خيره وشره، والحساب والعذاب، والنعيم، ووجود الجن، فهذا كله غيب. ([48])

قال تعالى: ]الذين يؤمنون بالغيب[ [البقرة: 3].

وقال تعالى: ]وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو[ [الأنعام: 59].

وقال تعالى: ]قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله[ [النمل: 65].

وقال تعالى: ]عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا[ [الجن: 26].

قال القرطبي المفسر / في «الجامع لأحكام القرآن» (19/28): (إن الله تعالى لا يظهر على غيبه؛ إلا من ارتضى؛ أي: اصطفى للنبوة؛ فإنه يطلعه على ما يشاء من غيبه بطريق الوحي إليهم؛ ليكون ذلك دلالة على نبوته). اهـ

قلت: فاختص الله تعالى بعلم الغيب دون سواه؛ فلا يمكن لأحد كائنا من كان أن يطلع على الغيب، أو على شيء منه؛ إلا إذا أطلعه الله تعالى على شيء من ذلك، ولا يكون ذلك إلا للرسل عليهم السلام، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة.

قال تعالى: ]ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين[ [يونس: 20].

وقال تعالى: ]ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب[ [النحل: 77].

وقال تعالى: ]قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض[ [الكهف: 26].

وقال تعالى: ]ولله غيب السماوات والأرض[ [هود: 123].

وقال تعالى: ]أم عندهم الغيب فهم يكتبون[ [الطور: 41].

وعن أبي هريرة t في مجيء جبريل عليه السلام؛ ليعلم الناس أمور دينهم، وفيه: (في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: ]إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت[ [لقمان: 34]). ([49])

* والشهادة: مصدر الفعل الثلاثي المجرد: «شهد»؛ ومعناه: الحضور، والعلم، والإعلام، والخبر القاطع؛ الإخبار بما قد شوهد.

والمشاهدة: المعاينة؛ وهي الإطلاع على الشيء عيانا، وشهده شهودا؛ أي: حضره؛ ومنه: قوله تعالى: ]فمن شهد منكم الشهر[ [البقرة: 185]؛ أي: من كان حاضرا في الشهر مقيما غير مسافر، فليصم ما حضر وأقام فيه.

فيكون الشهيد؛ بمعنى: العليم.

قلت: ويوصف الله تعالى بأنه: «شهيد». ([50])

قال تعالى: ]قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم[ [الأنعام: 19].

وقال تعالى: ]إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد[ [الحج: 17]. 

وعن أبي بكرة t عن النبي r في حجة الوداع؛ قال: (اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب). ([51])

قال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص75): (هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال: شاهد، وشهيد، كعالم، وعليم، أي: كأنه الحاضر الشاهد الذي لا يعزب عنه شيء). اهـ

وقال العلامة الشيخ السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (5/303): (الشهيد؛ أي: المطلع على جميع الأشياء، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده، وعلى عباده بما عملوه). اهـ

2) [فاطر السماوات والأرض]؛ الفاطر: فطر الشيء يفطره فطرا فانفطر، وفطره: شقه، وتفطر الشيء: تشقق، والفطر: الشق، وجمعه: فطور.

وفي التنزيل: ]هل ترى من فطور[ [الملك: 3].

وقال تعالى: ]إذا السماء انفطرت[ [الانفطار: 1].

وفطر الله تعالى الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم.

والفطر، والفطرة: الابتداء والاختراع. ([52])

وفي التنزيل العزيز: ]الحمد لله فاطر السماوات والأرض[ [فاطر: 1].

وقال تعالى: ]فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة[ [يوسف: 101].

وقال قتادة /: في قوله تعالى: ]فاطر السماوات والأرض[ [فاطر: 1]؛ قال: (خالق السماوات والأرض). ([53])

وقال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص103): (الفاطر: هو الذي فطر الخلق: أي: ابتدأ خلقهم؛ كقوله تعالى: ]قل الذي فطركم أول مرة[ [الإسراء: 51]). اهـ

قلت: والفطر؛ من صفات أفعاله تعالى أنه فطر الخلق، وهو فاطر السماوات والأرض.

* وقد كان النبي r يعظم ربه بهذا الاسم ويدعوه.

فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: سألت عائشة أم المؤمنين: بأي شيء كان نبي الله r يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟، قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: (اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم). ([54])

قلت: فالمبتدئ لخلق السموات والأرض: هو الله تعالى، لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، ولا خالق سواه.

3) والرب: المصلح للشيء، يقال: رببت الشيء أربه ربا، وربابة إذا أصلحته، وقمت عليه، ورب الشيء: مالكه.

ومصدر الرب: الربوبية، وكل من ملك شيئا فهو ربه، يقال: هذا رب الدار، ورب الضيعة.

ولا يقال: الرب معرفا بالألف واللام مطلقا؛ إلا لله تعالى، لأنه مالك كل شيء.

فالرب: يطلق على الله تعالى معرفا بالألف واللام، ومضافا، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة.([55])

قال تعالى: ]قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين[ [الأنعام: 162].

وقال تعالى: ]قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء[ [الأنعام: 164].

وقال تعالى: ]ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين[ [الأعراف: 54].

وعن العباس بن عبد المطلب t قال: قال رسول الله r: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا). ([56])

* والرب ينقسم على ثلاثة أقسام:

1) يكون الرب المالك.

2) ويكون الرب السيد المطاع.

3) ويكون الرب المصلح، رب الشيء إذا أصلحه.

* والرب: مشتق من التربية، فالله سبحانه: مدبر لخلقه، ومربيهم، ومصلحهم، وجابرهم، والقائم بأمورهم، قيوم الدنيا والآخرة. ([57])

قال ابن الأثير اللغوي / في «النهاية» (1/179): (الرب: يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم.

ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى، وإذا أطلق على غيره أضيف، فيقال: رب كذا). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (1/34): ( «الرب»؛ له الجمع الجامع لجميع المخلوقات؛ فهو رب كل شيء، وخالقه، والقادر عليه، لا يخرج شيء عن ربوبيته، وكل من في السماوات والأرض عبد له في قبضته، وتحت قهره). اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (1/23): (والرب: هو المالك المتصرف، ويطلق في اللغة على السيد، وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله تعالى.

ولا يستعمل الرب لغير الله، بل بالإضافة؛ تقول: رب الدار، رب كذا، وأما الرب، فلا يقال: إلا لله تعالى). اهـ

قلت: والربوبية؛ صفة ذاتية، ثابتة لله تعالى، وذلك من اسمه: «الرب». ([58])

4) [ومليكه]؛ ملك الله تعالى، وملكوته: سلطانه، وعظمته، وعزته.

والملك: والملك، والمليك، والمالك: ذو الملك، بضم الميم.

وتملكه؛ أي: ملكه قهرا، وأملكه الشيء، وملكه إياه تمليكا جعله ملكا له، بكسر الميم.

والملكوت: مختص بملك الله تعالى، بفتح الميم، وهو مصدر: ملك، أدخلت فيه التاء: نحو: «جبروت»، و«رهبوت»، و«رحموت».

قال تعالى: ]أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض[ [الأعراف: 185].

والملك: بكسر اللام، هو النافذ الأمر في ملكه.

والله تعالى: مالك المالكين كلهم. ([59])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن» (1/12): (وفي قوله تعالى: ]مالك[؛ قراءة سبعية: ]ملك[؛ والملك: أخص من المالك.

وفي الجمع بين القراءتين فائدة عظيمة؛ وهي أن ملكه جل وعلا ملك حقيقي؛ لأن من الخلق من يكون ملكا، ولكن ليس بمالك: يسمى ملكا اسما وليس له من التدبير شيء؛ ومن الناس من يكون مالكا، ولا يكون ملكا: كعامة الناس؛ ولكن الرب عز وجل مالك ملك.

إثبات ملك الله عز وجل، وملكوته يوم الدين؛ لأن في ذلك اليوم تتلاشى جميع الملكيات، والملوك.

فإن قال قائل: أليس مالك يوم الدين، والدنيا؟

فالجواب: بلى؛ لكن ظهور ملكوته، وملكه، وسلطانه، إنما يكون في ذلك اليوم؛ لأن الله تعالى ينادي: ]لمن الملك اليوم[ [غافر: 16]؛ فلا يجيب أحد؛ فيقول تعالى: ]لله الواحد القهار[ [غافر: 16]). اهـ

وقال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص40): (الملك: هو التام الملك، الجامع لأصناف المملوكات. فأما: «المالك»: فهو الخاص الملك، والمصدر من الملك: الملك؛ مضمومة الميم، ومن المالك: الملك، مكسورتها). اهـ

فالملك: هو الله تعالى وتقدس، ملك الملوك، له الملك، وهو مالك يوم الدين، وهو مليك الخلق؛ أي: هو ربهم، ومالكهم. ([60])

قلت: إن الملك الحقيقي لله تعالى وحده لا يشركه فيه أحد.

قال تعالى: ]فتعالى الله الملك الحق[ [طه: 114].

وقال تعالى: ]مالك يوم الدين[ [الفاتحة: 4].

وقال تعالى: ]هو الله الذي لا إله إلا هو الملك[ [الحشر: 23].

قلت: فالذي يستحق هذا الاسم: هو الله تعالى؛ لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحد غيره، ]تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء[ [آل عمران: 26].

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض). ([61])

فائدة: يحرم التسمية بملك الملوك، لأن الله تعالى هو المختص بهذه التسمية.

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أخنع اسم عند الله؛ رجل تسمى بملك الأملاك). وفي رواية: (أخنى الأسماء يوم القيامة). وفي رواية: (أغيظ رجل على الله يوم القيامة، وأخبثه، وأغيظه عليه). ([62])

قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (10/590): (واستدل بهذا الحديث على تحريم التسمي: بهذا الاسم؛ لورود الوعيد الشديد، ويلتحق به ما في معناه؛ مثل: «خالق الخلق»، و«أحكم الحاكمين»، و«سلطان السلاطين»، و«أمير الأمراء» ). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (2/240): (ولما كان الملك الحق لله تعالى وحده، ولا ملك على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم، وأوضعه عند الله تعالى، وأغضبه له اسم:  «شاهان شاه»؛ أي: ملك الملوك، وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله تعالى، فتسمية غيره: بهذا من أبطل الباطل، والله تعالى لا يحب الباطل.

وقد ألحق بعض أهل العلم: بهذا؛ «قاضي القضاة»، وقال: ليس قاضي القضاة، إلا من يقضي الحق، وهو خير الفاصلين، الذي إذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن فيكون). اهـ

5) والشر: السوء، والفساد، والظلم، والجمع: «شرور».

والشر: بالفتح؛ السوء.

والشر: ضد الخير، وجمعه: شرور.

والشر: بالضم؛ العيب.([63])                                                                            

قال ابن منظور اللغوي / في «لسان العرب» (4/2231): (الشر: السوء، والفعل؛ للرجل: الشرير، والمصدر: الشرارة، والفعل: شر، يشر، وقوم أشرار: ضد الأخيار). اهـ

قال ابن فارس اللغوي / في «مقاييس اللغة» (3/180): (شر: الشين والراء؛ أصل واحد يدل على الانتشار والتطاير؛ من ذلك الشر خلاف الخير، ورجل شرير، وهو الأصل؛ لانتشاره، وكثرته، والشرارة: والجمع: الشرار، والشرر: ما تطاير من النار، الواحدة: شررة، قال تعالى: ]إنها ترمي بشرر كالقصر[ [المرسلات: 32]؛ ويقال: شرشر الشيء؛ إذا قطعه). اهـ

وفي حديث؛ الدعاء: (والشر ليس إليك)([64])؛ حيث نفى النبي r عن الله تعالى: الظلم، والفساد، لأن أفعاله تعالى صادرة عن حكمة بالغة، والموجودات كلها ملكه: فهو يفعل في ملكه ما يشاء، فلا يوجد في فعله: ظلم، ولا فساد.

قلت: لذلك الشر لا يتقرب به إلى الله تعالى من العبادات البدعية، وغيرها من شرور، ولا يبتغى بها وجه الله تعالى، ولا تصعد إليه سبحانه هذه الأعمال الباطلة التي يعمل بها أهل البدع والأهواء.

وإنما تصعد إليه سبحانه الأعمال الصالحة الطيبة من الأقوال والأعمال. ([65])

قلت: وهذا الدعاء: هو إرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى وأن تضاف إليه سبحانه محاسن الأعمال، دون مساوئها.

قلت: وليس المقصود: نفي شيء عن قدرته وتقديره لها، فتنبه.

* تعريف الشيطان في اللغة: أصله؛ «شطن»: إذا بعد عن الحق، أو عن رحمة الله تعالى، وكل عات متمرد من الجن والإنس، فهو: «شيطان». ([66])

* تعريف الشيطان في الشرع:

الشيطان يطلق على إبليس، وجنوده.([67])

قال تعالى: ]وقال الشيطان لما قضي الأمر[ [إبراهيم: 22].

* وقد يطلق على غيرهم؛ إذا وجد فيه صفاتهم.

قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (1/61): (الشيطان في كلام العرب: كل متمرد من الجن، والإنس، والدواب، وكل شيء). اهـ

6) والشرك: اسم من قولهم؛ أشرك به يشرك إشراكا، وهو مأخوذ من مادة: «الشين، والراء، والكاف»: التي تدل على مقارنة، وخلاف انفراد، وتدل على مخالطة، ومصاحبة، ومشاركة، ونصيب، وحظ. ([68])

قال ابن منظور اللغوي / في «لسان العرب» (7/99): (الشركة، والشركة سواء؛ مخالطة الشريكين، يقال: اشتركنا؛ بمعنى: تشاركنا، وقد اشترك الرجلان، وتشاركا، وشارك أحدهما: الآخر، والشريك: المشارك. والشرك: كالشريك، والجمع: أشراك، وشركاء). اهـ

وقال الزبيدي اللغوي / في «تاج العروس» (7/148): (الشرك أيضا: الكفر). اهـ

* معنى الشرك في الشرع:

هو صرف العبد بنوع من أنواع العبادة إلى غير الله تعالى، وأن يجعل له ندا يعبده من دونه سبحانه في توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وأن يعتقد بخلاف توحيد الأسماء والصفات. ([69])

قال تعالى: ]ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله[ [آل عمران: 64].

وقال تعالى: ]فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون[ [البقرة: 22].

وقال تعالى: ]اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله[ [التوبة: 31].

قال العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (1/174): (الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية). اهـ

وقال تعالى: ]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا[ [النساء: 116].

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال r: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). ([70])

وعن أبي بكرة t قال: قال رسول الله r: (أكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور). ([71])

وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: (من مات يشرك بالله شيئا دخل النار) ([72]). وفي رواية: (من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار).

وقال العلامة الشيخ ابن باز / في «إقامة البراهين» (ص14): (إن دعاء غير الله تعالى من الأموات، والأشجار، والأصنام، وغيرها شرك بالله عز وجل ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب لبيانها، والدعوة إليها، وهذا معنى: «لا إله إلا الله»؛ أي: لا معبود بحق إلا الله، فهي تنفي العبادة عن غير الله تعالى، وتثبتها لله تعالى وحده، وهذا هو أصل الدين). اهـ

قلت: ولا إثم أعظم من الشرك بالله تعالى.

وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (12/210): (الشرك أبغض إلى الله من جميع المعاصي). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (1/173): (الشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

«الذكر الخامس»

 

            عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة، بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (2692)، وأبو داود في «سننه» (5093)، والترمذي في «سننه» (3469)، والنسائي في «السنن الكبرى» (2/146).

الشرح الأثري:

فمن الأذكار العظيمة المشروعة في الصباح والمساء؛ أن يقول المسلم: إذا أصبح، وإذا أمسى: «سبحان الله وبحمده، مائة مرة».

وفي هذا الذكر العظيم جمع بين التسبيح والحمد.

والتسبيح: فيه تنزيه لله تعالى عن النقائص والعيوب.

والحمد: فيه إثبات الكمال له سبحانه.

وتعيين المائة: لحكمة أرادها الشارع، وخفي وجهها علينا. ([73])

قال تعالى: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا [الإسراء: 1]؛ منصوب على المصدر؛ والمعنى: أسبح الله تعالى تسبيحا.

ويقال: سبح تسبيحا، وسبحانا، ومعناه: تنزيها لله تعالى عما لا يليق به من كل نقص، وعيب. ([74])

* والتسبيح في الشرع: هو تنزيه الله تعالى عن كل نقص وعيب، وتعظيمه وإجلاله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (6/177): (سبحان الله: يتضمن مع نفي صفات النقص عنه، إثبات ما يلزم ذلك من عظمته؛ فكان التسبيح تعظيم له مع تبرئته من السوء). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «حادي الأرواح» (ص417): (ومعنى هذه الكلمة: تنزيه الرب تعالى، وتعظيمه، وإجلاله عما لا يليق به). اهـ

فعن علي بن أبي طالب t: (أنه سئل عن التسبيح، فقال: تعظيم جلال الله تعالى). ([75])

 

* والتنزيه قسمان:

1) تنزيهه عن المماثلة.

2) تنزيهه عن النقص، والعيب.

فهو يجمع أمرين:

تنزيه عن صفات النقص.

وتنزيه عن مماثلة المخلوق في صفات الكمال. ([76])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (17/325): (فإنه كما يجب تنزيه الرب عن كل نقص وعيب يجب تنزيهه عن أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفات الكمال الثابتة له، وهذان النوعان: يجمعان التنزيه الواجب لله تعالى). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (5/228): (إن التسبيح: فيه نفي السوء، والنقائص: المتضمن إثبات المحاسن، والكمال). اهـ

قال تعالى: ﴿وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا [الفرقان: 58].

وقال تعالى: ﴿فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون [الروم: 17].

وقال تعالى: ﴿فسبح باسم ربك العظيم [الواقعة: 74].

وعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم). ([77])

وعن أبي هريرة t؛ أن رسول الله r قال: (من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر). ([78])

قلت: ويوصف الله تعالى بأنه: «السبوح»، والسبوح: من أسماء الله تعالى.([79])

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله r؛ يقول في ركوعه، وسجوده: سبوح قدوس رب الملائكة، والروح). ([80])

قال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص154): (السبوح: المنزه عن كل عيب، جاء بلفظ: «فعول» من قولك: سبحت الله تعالى؛ أي: نزهته). اهـ

* والحمد في اللغة:  مصدر قولهم؛ حمد يحمد، وهو مأخوذ من مادة «ح م د» التي تدل على خلاف الذم.

يقال: حمدت فلانا أحمده؛ مدحته، ورجل: محمود، ومحمد، إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة.

* والحمد: هو الثناء، وقد حمده حمدا، ومحمدا، ومحمدة، ومحمدا، ومحمدة، فهو: محمود، وحميد. ([81])

والحمد: إخبار عن محاسن المحمود؛ مع حبه، وإجلاله، وتعظيمه.             

فالحمد: خبر بمحاسن المحمود وهو مقرون بمحبته. ([82])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «تفسير القرآن» (1/9): (قوله تعالى: ﴿الحمد لله رب العالمين: ﴿الحمد؛ وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ الكمال الذاتي، والوصفي، والفعلي؛ فهو كامل في ذاته، وصفاته، وأفعاله؛ ولا بد من قيد وهو: «المحبة، والتعظيم»؛ قال أهل العلم: «لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمدا؛ وإنما يسمى مدحا»؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئا؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفا منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عز وجل حمد محبة، وتعظيم؛ فلذلك صار لا بد من القيد في الحمد أنه وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ و«أل» في ﴿الحمد؛ للاستغراق: أي: استغراق جميع المحامد.

وقوله تعالى: ﴿لله؛ اللام للاختصاص، والاستحقاق؛ و «الله» اسم ربنا عز وجل؛ لا يسمى به غيره؛ ومعناه: المألوه؛ أي المعبود حبا، وتعظيما). اهـ

* وتعريف الحمد شرعا:

الحمد: ذكر محاسن المحمود، والإخبار بها؛ مع حبه، وإجلاله، وتعظيمه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «منهاج السنة» (5/404): (الحمد: خبر بمحاسن المحمود، وهو مقرون بمحبته). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «بدائع الفوائد» (2/93): (الحمد: إخبار عن محاسن المحمود؛ مع حبه، وإجلاله، وتعظيمه). اهـ

قلت: والحمد على الإطلاق لا يكون إلا لله تعالى، فهو: المستحق للحمد كله.

قال تعالى: ﴿الحمد لله رب العالمين [الفاتحة: 2].

وقال تعالى: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض [الأنعام: 1].

وعن سمرة بن جندب t قال: قال رسول الله r: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). ([83])

وعن كعب بن عجرة t عن النبي الله r قال: في التشهد : (قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد). ([84])

* والحميد: من صفات الله تعالى؛ بمعنى: المحمود على كل حال.

وهو من الأسماء الحسنى: فعيل؛ بمعنى: محمود.

وهذه اللفظة في الأصول: فعيل؛ بمعنى: مفعول.

ولفظة مفعول في هذا المكان ينبو عنها طبع الإيمان.

فيوصف الله تعالى بأنه الحميد، وهو صفة ذاتية له.

* والحميد: اسم من أسمائه، فهو فعيل من الحمد، وهو بمعنى: محمود. ([85])

قال الحافظ ابن الأثير / في «جامع الأصول» (4/180): (الحميد: المحمود الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيل بمعنى مفعول). اهـ

قلت: فيوصف الله تعالى بأنه: «الحميد» وهو صفة ذاتية له.

والتحميد: حمدك الله تعالى مرة بعد مرة. ([86])

قال الأزهري اللغوي / في «معجم تهذيب اللغة» (2/1620): (التحميد كثرة حمد الله تعالى بالمحامد الحسنة، والتحميد أبلغ من الحمد). اهـ

فالله تعالى: محمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه، وبسط لهم من فضله.

قال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص78): (الحميد: هو المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، وهو فعيل؛ بمعنى: مفعول، وهو الذي يحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، لأنه حكيم لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضه الخطأ؛ فهو محمود على كل حال). اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (1/321): (وهو الحميد؛ أي: المحمود في جميع أفعاله وأقواله، وشرعه وقدره، لا إله إلا هو، ولا رب سواه).اهـ

قال تعالى: ﴿أن الله غني حميد [البقرة: 267].

وقال تعالى: ﴿إنه حميد مجيد [هود: 73].

وقال تعالى: ﴿الولي الحميد [الشورى: 28].

وقال تعالى: ﴿العزيز الحميد [البروج: 8].

* [لم يأت أحد يوم القيامة]؛ يوم القيامة: هو يوم حقيقي، يقوم فيه الخلق بأجسادهم، وأرواحهم لرب العالمين.

* وتعريف يوم القيامة في اللغة:

* يوم: الياء، والواو، والميم: كلمة واحدة، وهي: اليوم، واحد الأيام.

ثم يستعيرونه في الأمر العظيم.

* واليوم: هو النهار، وقيل: مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها.

والعرب قد تطلق اليوم: وتريد الوقت، والحين: نهارا كان أو ليلا.

* القيامة: مصدر من قام يقوم، ودخلها التأنيث للمبالغة على عادة العرب.

والقيام: ضد الجلوس. ([87])

* وتعريف يوم القيامة في الشرع:

يوم القيامة: هو يوم البعث، والقيام من القبور، وهو اليوم الآخر الذي لا يوم بعده، وهو يوم يقوم فيه الخلق بين يدي الحي القيوم، ليحاسبهم، ويجازيهم بما عملوا: إما بدار النعيم، وإما بالعذاب الأليم. ([88])

 قال تعالى: ﴿ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين [المطففين: 4-6].

وقال تعالى: ﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا [النبأ: 38].

وعن عبد الله بن عمر : عن النبي r قال: في قوله تعالى: ﴿يوم يقوم الناس لرب العالمين [المطففين: 6]؛ قال r: (يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه). ([89])

قال الحافظ السيوطي / في «البدور السافرة» (ص143)؛ في سبب تسمية يوم القيامة بهذا الاسم: (لقيام الخلق من قبورهم، وقيامهم لرب العالمين، ولقيام الروح، والملائكة صفا). اهـ

* لذلك يجب الإيمان بيوم القيامة: وهو ركن من أركان الإيمان الستة من أنكره، أو شك فيه؛ فليس بمسلم. ([90])

قال تعالى: ﴿كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور [آل عمران: 185].

وقال تعالى: ﴿وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا [الإسراء: 13].

وعن عمر بن الخطاب t عن النبي r قال: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره). ([91])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح العقيدة الواسطية» (2/105): (حكم الإيمان: باليوم الآخر؛ فريضة واجب، ومرتبته في الدين: أنه أحد أركان الإيمان الستة). اهـ

قال القاضي عياض / في «الشفا» (2/290): (من أنكر الجنة أو النار، أو البعث أو الحساب، أو القيامة: فهو كافر؛ بالإجماع للنص عليه، وإجماع الأمة على صحة نقله متواترا). اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

                                                         

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«الذكر السادس»

 

            عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ڤ: (أن النبي r خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي r: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (2726)، والبخاري في «الأدب المفرد» (647)، وأبو داود في «سننه» (1503)، والترمذي في «سننه» (3555).

الشرح الأثري:

إن من الأذكار العظيمة الجامعة التي يستحب للمسلم أن يواظب عليها كل صباح أن يقول: «سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته».([92])

 1) [عدد خلقه]؛ يعني: حمدا أبلغ به رضا الله تعالى.

فأنت: تسبح الله تعالى، وتحمده، وفي نفس الوقت تدعو الله تعالى أن يبلغك ذكرك رضاه عز وجل.

فسبحان الله، وبحمده: عدد خلقه؛ فكأنك تقولها بعدد خلق الله تعالى.

هذا العدد الذي لا يحصيه بشر.

فخلق الله تعالى لا يحصى من حيث النوع.

فهناك: «الإنس»، و«الجن»، و«الملائكة»، و«الحيوانات» بأنواعها المختلفة، و«الكائنات البحرية»، و«الطيور» وعالمها، و«المطر»، و«الرعد»، و«البرق»، و«سحب السماء»، و«نجومها»، و«جبال الأرض»، و«سهولها»، و«رملها»، و«ترابها»، وغير ذلك من المخلوقات.

وتحت كل نوع عدد لا يحصيه بشر: كل هذا العدد يدرج في قول: «سبحان الله وبحمده عدد خلقه».

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/470) عن فوائد الحديث: (أن اللفظ القليل قد يغني عن اللفظ الكثير، وجهه: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن).اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/470): (فيكون هذا التسبيح الذي ذكره النبي r: تسبيحا عظيما بالكمية، وعظيما بالكيفية.

فالكمية: من قوله r: «عدد خلقه».

والكيفية: من قوله r: «ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته»).اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/471): (ينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر).اهـ

* والخلق لغة: يطلق على المصدر وهو الفعل، بمعنى: التقدير، والإنشاء، والإيجاد، والإبداع، وقد يراد به المخلوق.

يعني: الخلق يأتي؛ بمعنى: الإيجاد، والإبداع، والإنشاء تارة، ويأتي؛ بمعنى: التقدير تارة أخرى. ([93])

* والخلق شرعا: وصف لله تعالى ذاتي فعلي، وهو إبداع الكائنات من العدم.

فالمعنى الشرعي قيده: فجعل الإيجاد خاصا بالله تعالى؛ لأنه لا يمكن للخلق جميعا أن يوجدوا مخلوقا مهما كان ضعيفا، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

قال تعالى: ]هل من خالق غير الله[ [فاطر: 3].

وقال تعالى: ]ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب[ [الحج: 73].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (12/436): (ومذهب الجمهور: أن الخلق غير المخلوق. ([94])

فالخلق: فعل الله القائم به، والمخلوق: هو المخلوقات المنفصلة عنه). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (2/118): (فإنه تعالى لا يتصف بمخلوقاته، ومفعولاته، وإنما يتصف بخلقه، وفعله، كما يتصف بسائر ما يقوم بذاته). اهـ

وقال الإمام ابن منده / في «التوحيد» (2/72): (ولم يزل موصوفا بالخالق البارئ المصور قبل الخلق؛ بمعنى: أنه يخلق، ويصور). اهـ

* والخلق: صفة لله تعالى ذاتية فعلية، فيجب الإيمان بها لدلالة نصوص الكتاب، والسنة عليها.

قال تعالى: ]ألا له الخلق والأمر[ [الأعراف: 54].

وقال تعالى: ]هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى[ [الحشر: 24].

وعن أبي هريرة t قال: سمعت رسول الله r يقول: قال الله عز وجل: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو شعيرة). ([95])

وعن أبي هريرة t، عن النبي r قال: (لما خلق الله الخلق كتب في كتابه، وهو يكتب على نفسه، وهو وضع عنده على العرش؛ إن رحمتي تغلب غضبي). ([96])

قلت: ومن أسماء الله تعالى الحسنى: «الخالق»، وكذلك من أسمائه: «الخلاق».

قال تعالى: ]هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى[ [الحشر: 24].

وقال تعالى: ]إن ربك هو الخلاق العليم[ [الحجر: 86].

* والخلاق: صيغة مبالغة في الخلق، ومعناه: الخالق خلقا بعد خلق. ([97])

2) [ورضا نفسه]؛ الرضا لغة: مصدر للفعل: رضي يرضى، وهو مأخوذ من مادة: «ر، ض، و» التي تدل على خلاف السخط.

وفي حديث: الدعاء: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك». ([98])

وتثنية الرضا: رضوان، ورضيان.

والاسم: الرضا؛ بالمد، والرضا، بالقصر.

والرضوان: الرضا، وكذلك الرضوان: بالضم، والمرضاة: مثله. ([99])

 قال تعالى: ]رضي الله عنهم ورضوا عنه[ [البينة: 8]؛ وتأويله: أن الله تعالى رضي عنهم أفعالهم، ورضوا عنه ما جازاهم به.

قال ابن فارس اللغوي / في «مقاييس اللغة» (2/402): (الراء، والضاد، والحرف المعتل: أصل واحد يدل على خلاف السخط، تقول: رضي يرضى رضا، وهو راض، ومفعوله: مرضي عنه، ويقال: إن أصله الواو، لأنه يقال منه: رضوان). اهـ

* والرضا شرعا: هو سرور القلب بالقضاء بحلوه ومره، واستقبال القلب الأحكام في الأصول والفروع بالفرح والرضا، مع عدم تغيير العبد عن الدين الصحيح. ([100])

قال الفقيه المناوي / في «التوقيف على مهمات التعاريف» (ص178): (الرضا: طيب نفسي للإنسان بما يصيبه، أو يفوته مع عدم التغير). اهـ

* فهذا ذكر عظيم مبارك أرشد إليه النبي r، وبين أنه ذكر مضاعف، يزيد في الفضل والأجر على مجرد الذكر بسبحان الله أضعافا مضاعفة؛ لأن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقوله من معرفة الله وتنزيهه، وتعظيمه بهذا القدر المذكور من العدد أعظم مما يقوم بقلب من قال: «سبحان الله» فقط.

والمقصود: أن الله سبحانه يستحق التسبيح بذكر القدر والعدد، كقوله r: (ربنا ولك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد). ([101])

فالمراد ما يستحقه الرب من التسبيح، فذاك الذي يعظم قدره. ([102])

* والرضا: في حق الله تعالى صفة من صفاته الفعلية الثابتة له.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «شرح العقيدة الواسطية» (1/260): (الرضا: صفة من صفات الله تعالى، وهي صفة حقيقية، متعلقة بمشيئته.

فهي من الصفات الفعلية، يرضى عن المؤمنين، وعن المتقين، وعن المقسطين، وعن الشاكرين.

ولا يرضى عن القوم الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يرضى عن المنافقين.

فهو سبحانه يرضى عن أناس، ولا يرضىعن أناس، ويرضى أعمالا، ويكره أعمالا). اهـ

قلت: فيجب ابتغاء مرضاة الله تعالى في كل عمل.

قال تعالى: ]ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد[ [البقرة: 207].

وقال تعالى: ]ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين[ [البقرة: 265].

* والنفس: بسكون الفاء، وأهل السنة والجماعة يثبتون النفس لله تعالى، ونفسه هي: ذاته عز وجل، وهي ثابتة بالكتاب والسنة.

* والدليل من الكتاب:

قوله تعالى: ]ويحذركم الله نفسه[ [آل عمران: 28].

وقوله تعالى: ]تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك[ [المائدة: 116].

وقوله تعالى: ]كتب ربكم على نفسه الرحمة[ [الأنعام: 54].

* والدليل من السنة:

عن أبي ذر t عن النبي r، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا...). ([103])

وعن عائشة ڤ قالت: كان النبي r يقول وهو ساجد: (اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك). ([104])

وعن أبي هريرة t قال: قال النبي r: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي...). ([105])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (14/196): (ونفسه هي: ذاته المقدسة).اهـ

قلت: فالنفس هي ذات الله تعالى المتصفة بصفاته، وليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات، كما ظن عدد من أهل العلم([106])، وهذا خطأ محض، لأن النفس هي: ذات الله تعالى، وليس هي من باب الصفات، فتنبه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (9/292): (ويراد بنفس الشيء: ذاته وعينه، كما يقال: رأيت زيدا نفسه وعينه، وقد قال تعالى: ]تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك[ [المائدة: 116]، وقال تعالى: ]كتب ربكم على نفسه الرحمة[ [الأنعام: 54]، وقال تعالى: ]ويحذركم الله نفسه[ [آل عمران: 28]، وفي الحديث الصحيح: أنه قال لأم المؤمنين: «لقد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزن بما قلتيه، لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله مداد كلماته» ([107])، وفي الحديث الصحيح الإلهي عن النبي r: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني؛ إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم». ([108])

فهذه المواضع المراد فيها بلفظ: «النفس» عند جمهور العلماء: الله نفسه التي هي ذاته، المتصفة بصفاته، ليس المراد بها ذاتا منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة للذات، وطائفة من الناس يجعلونها من باب الصفات، كما يظن طائفة أنها الذات المجردة عن الصفات، وكلا القولين: خطأ).اهـ

* والنفس في اللغة: النفس: بفتح الفاء، وهو اسم مصدر: «نفس»، «ينفس»، «تنفيسا»، مثل: «فرج»، «يفرج»، «تفريجا»، و«فرجا».

ومعناه: التفريج عن الكروب، وإزالة الكرب. ([109])

قال ابن فارس اللغوي / في «مقاييس اللغة» (2/572): (النفس: كل شيء يفرج به عن المكروب). اهـ

* والنفس في الشرع: هو فعل من أفعال الله تعالى، والله تعالى ينفس عمن يشاء بما يشاء سبحانه.

* وعلى هذا: فالنفس: صفة فعلية لله تعالى، والنفس من التنفيس، كالفرج، والتفريج. ([110])

فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). ([111])

قال الإمام أبو يعلى الحنبلي / في «إبطال التأويلات» (ص250): (فيكون معنى: «النفس»، معنى: «التنفيس»، وذلك معروف في قولهم: «نفست عن فلان»؛ أي: فرجت عنه.

ويقال: «نفس الله» عن فلان كربة؛ أي: فرج عنه). اهـ

قلت: فالنفس؛ بمعنى: التنفيس، وحقيقته: التفريج عن المكروب، وإزالة الشدة، والكرب، والهم، والغم عن المؤمنين.

* لذلك يجب الإيمان: بتنفيس الله تعالى عن المؤمنين.

ويجب إثباته لله تعالى، كما يليق بجلاله، وكبريائه، وعظمته سبحانه، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.

إن الله تعالى ينفس بما يشاء عمن يشاء، وإيمان العبد بذلك:يجعله يلجأ إلى الله تعالى، ولا سيما في أوقات الكروب، والمشكلات، فإنه لا ينفسها عنه؛ إلا الله تعالى.

3) [وزنة عرشه]؛ يعني: لعظمة كلمة؛ «سبحان الله وبحمده»: تزن العرش؛ «وزنة»: أي يكون وزنها في وزن عرش الله تعالى.

فكم يكون وزن العرش؟، وكم يبلغ وزن: «سبحان الله وبحمده»؛ زنة عرشه.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/469): (قوله r: «وزنة عرشه»؛ لا يقدر زنة عرش الله تعالى: أحد، وإن توهم أنه: ملايين الأطنان؛ لأنه لا يقدر قدره؛ إلا الله عز وجل).اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/471): (العرش له جرم، وثقل، لقوله r: «وزنة عرشه»، عظمة العرش؛ لإضافته إلى الله عز وجل.

وهذه الإضافة: إضافة خاصة؛ كإضافة البيت إليه، وإضافة الناقة إليه، وأن المساجد إلى الله تعالى).اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الرسالة العرشية» (ص8): (فهذا يبين: أن زنة العرش: أثقل الأوزان). اهـ

* والعرش في اللغة: العين، والراء، والشين: أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني؛ ثم يستعار في غير ذلك. ([112])

ويطلق العرش على: سرير الملك، وسقف البيت، والملك، وركن الشيء، وغير ذلك.

قال الخليل اللغوي / في «العين» (1/291): (العرش: السرير للملك).اهـ

وقال الأزهري اللغوي / في «معجم تهذيب اللغة» (1/413): (والعرش في كلام العرب: سرير الملك، يدل على ذلك: سرير؛ «ملكة سبأ» سماه الله تعالى عرشا، فقال تعالى: ]إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم [ [النمل: 23]). اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (1/11): (العرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى: ]ولها عرش عظيم [ [النمل: 23]). اهـ

* والعرش في الشرع:

العرش: هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، خلقه الله تعالى، وهو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات. ([113])

قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (24/37): (قوله تعالى: ]وترى الملائكة حافين من حول العرش[ [الزمر: 75]؛ يعني: بالعرش السرير). اهـ

وقال الحافظ ابن كثير / في «البداية والنهاية» (1/12): (العرش: هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو سقف المخلوقات). اهـ

وقال الإمام ابن قتيبة / في «الاختلاف في اللفظ» (ص240): (والعلماء في اللغة: لا يعرفون للعرش معنى؛ إلا السرير). اهـ

وقال الإمام ابن أبي زمنين / في «أصول السنة» (ص88): (ومن قول أهل السنة: أن الله عز وجل خلق العرش، واختصه بالعلو، والارتفاع فوق جميع ما خلق). اهـ

قلت: ويثبت أهل السنة العرش؛ كما أثبته الله تعالى في كتابه، وأثبته النبي r في السنة الصحيحة.

قال تعالى: ]الرحمن على العرش استوى[ [طه: 5].

وقال تعالى: ]قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم[ [المؤمنون: 86].

وقال تعالى: ]فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم[ [المؤمنون: 116].

وقال تعالى: ]ذو العرش المجيد[ [البروج: 15].

وقال تعالى: ]وهو رب العرش العظيم[ [التوبة: 129].

وعن أبي سعيد الخدري t، عن النبي r قال: (لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش). ([114])

وعن ابن عباس ، قال: كان النبي r يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب الأرض، رب العرش الكريم). ([115])

4) [ومداد كلماته]؛ والمداد: هو ما يكتب به من الحبر، وموضعه: «المحبرة». ([116])

قال الفيومي اللغوي / في «المصباح المنير» (ص292): (المداد: ما يكتب به، ومددت: الدواة «مدا» من باب قتل: جعلت فيها؛ «المداد»، و«أمددتها»: بالألف لغة، والمدة: بالفتح؛ غمس القلم في الدواة: مرة للكتابة، و«مددت» من الدواة، و«استمددت» منها: أخذت منها: بالقلم للكتابة).اهـ

قلت: وكلمات الله تعالى لا حصر لها، لقوله r: «ومداد كلماته».

قال تعالى: ]قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا[ [الكهف: 109].

وقال تعالى: ]ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم[ [لقمان: 109].

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/470): (يعني: لو كانت كل الأشجار أقلاما، إذن فمداد كلمات الله مداد عظيم، لا يعلم قدره؛ إلا الله عز وجل).اهـ

قلت: وقد اتفقت الأمة من الصحابة y، والتابعين الكرام، والعلماء على أن الله تعالى يتكلم، وأن كلامه بصوت وحرف.

وأن القرآن كلام الله تعالى، منزل غير مخلوق.

وكلام الله تعالى صفة من صفاته سبحانه. ([117])

قال تعالى: ]وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله[ [التوبة: 6].

وفي حديث احتجاج آدم، وموسى عليهما السلام، وفيه: (قال له آدم: يا موسى اصطفاك الله بكلامه). ([118])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه  الله في «فتح ذي الجلال والإكرام» (15/472): (أهل السنة يقولون: أن الله يتكلم بحروف، وأصوات مسموعة: يسمعها من شاء من خلقه.

فإن الله تعالى يتكلم بما شاء، متى شاء، كيف شاء؛ كلاما حقيقيا بحروف، وأصوات).اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

«الذكر السابع»

 

عن شداد بن أوس t: عن النبي r قال: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (6306) و(6323)، والترمذي في «سننه» (3393)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص122).

* الشرح الأثري:

فهذا دعاء عظيم جامع لمعاني التوبة، والتذلل لله تعالى، والإنابة إليه، وصفه r بأنه: «سيد الاستغفار»؛ أي: سيد ألفاظه.

وذلك لأنه قد فاق سائر صيغ الاستغفار في الفضيلة، وعلا عليها في الرتبة، ومن معاني السيد؛ أي: الذي يفوق قومه في الخير، ويرتفع عليهم. ([119])

1) [سيد الاستغفار]؛ يعني: أفضل الاستغفار، وهو المراد بالسيادة.

والمراد: أنه أكثر نفعا لمن استغفر بهذه الصيغة.

والسيد: في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج، ويرجع إليه في الأمور.

ولما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها استعير له هذا الأسم.

ولا شك أن سيد القوم أفضلهم.

وهذا الدعاء سيد الأدعية، وهو الاستغفار. ([120])

ولذلك بوب عليه الإمام البخاري / في «صحيحه» (11/97)؛ باب: أفضل الاستغفار.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (14/16): (قوله r: «وأنا على عهدك»؛ أي: على ما عاهدتك عليه من الطاعة؛لأن الله تعالى عاهد بني آدم على الطاعة.

 وقوله r: «ووعدك»؛ أي: الإيمان بما وعدت، أي: وأنا  مصدق بما وعدت، فالإنسان عند فعل الطاعات يستشعر شيئين:

الشيء الأول: أنه قائم بالعهد.

الشيء الثاني: أنه مصدق بالوعد، ولهذا قال: «وأنا على عهدك، ووعدك»؛ لأنه إذا قام بالعهد، وصدق بالوعد؛ صار منطبقا عليه أنه فعل الشيء إيمانا واحتسابا، وقد قال النبي r: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه» ([121])، فالعهد: الطاعة، والوعد: الإيمان بما وعد الله من الثواب عليه.

وقوله r: «ما استطعت»؛ لأن ما لا يستطاع لا يكلف الإنسان به، كما قال تعالى: ]لا يكلف الله نفسا إلا وسعها[ [البقرة: 286].

وقوله r: «أعوذ بك من شر ما صنعت»؛ بضم التاء، لا فتحها، أي: ما صنعت أنا، لكن لا شك أننا نستعيذ من شر ما خلق الله أيضا، كما قال تعالى: ]قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق[ [الفلق: 1-2]؛ ولكن «ما» هنا هل هي موصولة، أو مصدرية؟ فإن كانت موصولة، فتقدير الكلام: من شر الذي صنعته، ويكون العائد محذوفا، وإن كانت مصدرية، صار تقدير الكلام: من شر صنعي؟.

نقول: المعنى لا يختلف، أي: أنك تستعيذ بالله تعالى من شر ما صنعت من الأعمال السيئة.

 وقوله r: «أبوء لك بنعمتك علي»؛ أي: أعترف بنعمتك علي، والنعمة هنا مفرد مضاف، فيشمل جميع النعم الدينية والدنيوية.

وقوله r: «وأبوء لك بذنبي»؛ أي: أعترف به، وما من إنسان إلا وله ذنب.

والشاهد من هذا الحديث: قوله r: «فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»؛ وإنما كان هذا سيد الاستغفار؛ لما فيه من التوحيد، والاعتراف بالذنب، وتقرير الإيمان، والاعتراف بالنعم، فهو أبلغ مما لو قال الإنسان: اللهم اغفر لي، ولهذا كان سيد الاستغفار.

أما ثواب هذا؛ فيقول r: «من قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة»؛ فينبغي لنا أن نحفظ هذا الحديث، وأن نحرص على أن نقوله ليلا ونهارا). اهـ

* الاستغفار لغة: الاستغفار مصدر قولهم: استغفر يستغفر، وهو: مأخوذ من مادة: «غ، ف، ر»؛ التي تدل على الستر في الغالب الأعم.

فالغفر: الستر.

والغفر، والغفران؛ بمعنى: واحد.

ويقال: غفر الله له ذنوبه؛ أي: سترها. ([122])

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (14/12): (الاستغفار: طلب المغفرة، والمغفرة تتضمن شيئين: ستر الذنب، والتجاوز عنه؛ لأنها مأخوذة من المغفر، وهو ما يوضع على الرأس عند القتال، وهذا الذي يوضع على الرأس عند القتال يحصل به الستر والوقاية، فإذا قلت: «اللهم اغفر لي»؛ فأنت تسأل الله تعالى شيئين: أن يستر ذنوبك عن الناس، وأن يعفو عنك). اهـ

* والاستغفار اصطلاحا: من طلب الغفران، والغفران: تغطية الذنب بالعفو عنه، وهو: أيضا: طلب ذلك بالمقال، والفعال. ([123])

والغفور، والغفار، والغافر من أسماء الله تعالى:

الغفور، والغفار: وهما من أبنية المبالغة.

ومعناهما: الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم، وذنوبهم.

والغفران، والمغفرة: من الله تعالى؛ أن يصون الله تعالى العبد من أن يمسه العذاب.

والغفار: هو الذي أظهر الجميل، وستر القبيح.

والذنوب: من جملة القبائح التي سترها الله تعالى؛ بإسبال الستر عليها في الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة، والغفر: هو الستر.

والغفور: بمعنى؛ الغفار: ولكنه بشيء ينبئ عن نوع مبالغة: لا ينبئ عنها الغفار. فالفعال ينبئ عن كثرة الفعل، والفعول: ينبئ عن جودته، وكماله، وشموله. ([124])

قال تعالى: ]ألا إن الله هو الغفور الرحيم[ [الشورى: 5].

وقال تعالى: ]نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم[ [الحجر: 49].

وقال تعالى: ]وهو الغفور الودود[ [البروج: 14].

وقال تعالى: ]ألا هو العزيز الغفار[ [الزمر: 5].

وقال تعالى: ]رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار[ [ص: 66].

وقال تعالى: ]إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم[ [فصلت: 43].

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: وللمقصرين، قال: اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: وللمقصرين، قالها ثلاثا، قال: وللمقصرين). ([125])

وعن زيد بن أرقم t قال: قال رسول الله r: (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار). ([126])

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (1/451): (من أسمائه: الغفار). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (1/106): (له الأسماء الحسنى، فمن أسمائه: الغفور). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (5/300): (العفو، الغفور، الغفار: الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفا.

وبالغفران، والصفح عن عباده موصوفا، كل أحد مضطر إلى عفوه، ومغفرته، كما هو مضطر إلى رحمته، وكرمه). اهـ

قلت: المغفرة صفة ذاتية فعلية لله تعالى، وكذلك: الغفران صفة لله تعالى. ([127])

قال الإمام ابن قتيبة / في «تفسير غريب القرآن» (ص14): (ومن صفاته: الغفور، وهو من قولك: غفرت الشيء؛ إذا غطيته). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (14/13): (وقوله تعالى: ]استغفروا ربكم[؛ أمرهم بأن يستغفروا الله، وعلل ذلك مرغبا إياهم بالاستغفار، فقال: ]إنه كان غفارا[؛ و«غفار» صيغة مبالغة، وصيغ المبالغة: «فعول»، و«فعال»، و«مفعال»، و«فعيل»، و«فعل»، لكن هنا هل نقول: إن «غفار» صيغة مبالغة، أو نقول: هي صيغة نسبة؟

الجواب: أنها تحتمل المعنيين، فإذا كانت للنسبة فالمعنى: أنها صفة لازمة له، كما نقول: نجار، حداد، وإذا كانت صيغة مبالغة فهي صفة فعلية، والله تعالى متصف بالمغفرة أزلا، وأبدا، وهو كثير المغفرة، سبحانه وتعالى). اهـ

ولهذا أعقبه؛ بقوله r: «خلقتني»؛ أي: أنت ربي الذي خلقتني ليس لي خالق سواك.

2) وقوله r: «وأنا عبدك»؛ أي: وأنا عابد لك فأنت المعبود بحق، ولا معبود حق سواك.

وهذا اعتراف له بالعبودية، فإن الله تعالى خلق ابن آدم لنفسه، ولعبادته.

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (1/206): (ومعنى: «لا إله إلا الله»؛ أي: لا معبود حق؛ إلا إله واحد، وهو الله وحده لا شريك له؛ كما قال تعالى: ]وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون[ [الأنبياء: 25]؛ مع: قوله تعالى: ]ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت[ [النحل: 36]؛ فصح: أن معنى: الإله، هو المعبود).اهـ

قلت: فقوله r: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك»؛ فيه تذلل، وخضوع، وانكسار بين يدي الله تعالى، وإيمان بوحدانيته سبحانه في ربوبيته وألوهيته. ([128])

و(إلــه): فعال؛ بمعنى: مفعول، مثل: كتاب؛ بمعنى: مكتوب، فيكون معناه: «معبود»، ويقال: «أله» «يأله»؛ بفتح فيهما «إلهة»؛ أي: عبادة.

 فـ(إلــه): مأخوذ من التأله، وهو التعبد، وجمعه(آلهة). ([129])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «الفتاوى» (1/79): (شهادة أن لا إله إلا الله: يعترف الإنسان بلسانه، وقلبه، بأنه لا معبود حق إلا الله تعالى، لأن «إلــه»؛ بمعنى: مألوه، والتأله التعبد، والمعنى: أنه لا معبود حق إلا الله وحده). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (10/249): (الإله: هو المعبود المطاع؛ فإن الإله: هو المألوه، والمألوه: هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد: هو بما اتصف به من الصفات التي تستلزم: أن يكون هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له غاية الخضوع).اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (1/32): (الإله: هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا، وإنابة وإكراما، وتعظيما وذلا، وخضوعا وخوفا، ورجاء وتوكلا). اهـ

3) وقوله r: «وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت»؛ أي: وأنا على ما عاهدتك عليه، وواعدتك من الإيمان بك، والقيام بطاعتك، وامتثال أوامرك «ما استطعت»؛ أي: على قدر استطاعتي، فإنه سبحانه لا يكلف نفسا؛ إلا وسعها؛ أي: إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي، لأن العبد لا يقدر إلا قدر استطاعته. ([130])([131])

قال تعالى: ]لا نكلف نفسا إلا وسعها[ [الأنعام: 152].

وقال تعالى: ]لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها[ [الطلاق: 7].

وقال تعالى: ]لا يكلف الله نفسا إلا وسعها[ [البقرة: 233].

قلت: فالله تعالى عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه، ونهاهم، ووعدهم على وفائه بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه، وتصديقه بوعده، أي: أنا مقيم على عهدك، مصدق بوعدك، وعهدك إلي بأن أوحدك، وأعترف بألوهيتك، ووحدانيتك، ووعدك بالجنة لي على هذا.

وجاء عن النبي r أنه قال: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه)، وفي رواية: (فانتهوا). ([132])

فقوله r: «ما استطعت»؛ إعلام للأمة أن أحدا لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله تعالى، ولا الوفاء بكمال الطاعات، والشكر للنعم، فرفق الله بالأمة، ولم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم، فيجتهد العبد، ويكون صادقا مع الله في ذلك، في فعل الطاعات، والقيام بشكر النعمة، وتحقيق الإيمان قدر استطاعته، والله يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور. ([133])

قال الإمام ابن بطال / في «شرح صحيح البخاري» (10/75): (قوله r: «وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت»؛ يعني: العهد الذي أخذه الله على عباده في أصل خلقهم حين أخرجهم من أصلاب آبائهم أمثال الذر، وأشهدهم على أنفسهم: ]ألست بربكم قالوا بلى[ [الأعراف: 172]؛ فأقروا له في أصل خلقهم بالربوبية، وأذعنوا له بالوحدانية.

* والوعد: هو ما وعدهم تعالى أنه من مات لا يشرك منهم بالله شيئا، وأدى ما افترض الله عليه: أن يدخل الجنة.

فينبغى لكل مؤمن أن يدعو الله تعالى: أن يميته على ذلك العهد، وأن يتوفاه الله على الإيمان؛ لينال ما وعد تعالى من وفى بذلك اقتداء بالنبي r في دعائه بذلك). اهـ

*والعهد في اللغة: العين، والهاء، والدال: أصل هذا الباب، وهو دال على معنى واحد.

وأصله: الاحتفاظ بالشيء، وإحداث العهد به.

فمن ذلك قولهم: عهد الرجل يعهد عهدا، وهو من الوصية.

قال تعالى: ]ألم أعهد إليكم يا بني آدم[ [يس: 60]؛ يعني: الوصية.

وقال تعالى: ]وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم[ [النحل: 91].

* والعهد في الشرع:

قال الإمام النووي / في «تحرير ألفاظ التنبيه» (ص151): (قوله: «ووفاء بعهدك»؛ العهد: له معان، والمراد هنا: الميثاق الذي أخذه الله تعالى علينا بامتثال أمره، واجتناب نهيه). اهـ

وقال الجرجاني اللغوي / في «التعاريف» (ص204): (العهد: حفظ الشيء، ومرعاته حالا بعد حال.

هذا أصله: ثم استعمل في الموثق الذي تلزم مراعاته، وهو المراد). اهـ

قال تعالى: ]وبعهد الله أوفوا[ [الأنعام: 152]؛ يعني: أوفوا بوصايا الله تعالى، وتكاليفه. ([134])

وقال تعالى: ]ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما[ [الفتح: 10].

وقال تعالى: ]وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم[ [النحل: 91].

وقال تعالى: ]والموفون بعهدهم إذا عاهدوا[ [البقرة: 177].

وقال تعالى: ]من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه[ [الأحزاب: 23].

وقال تعالى: ]وأوفوا بالعهد[ [الإسراء: 34].

وقال تعالى: ]إن العهد كان مسئولا[ [الإسراء: 34].

وقال تعالى: ]وكان عهد الله مسئولا[ [الأحزاب: 15].

وقال تعالى: ]الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق[ [الرعد: 20].

وعن عثمان بن أبي العاص t قال: آخر ما عهد إلي رسول الله r: (إذا أممت قوما، فأخف بهم الصلاة). ([135])

قلت: من أوفى بعهد الله تعالى من توحيد، وإخلاص العبادة له، أوفى الله تعالى بعهده من توفيقه إلى الطاعات، وأسباب العبادات.

والذين يوفون بعهد الله تعالى هم: أولو الألباب، وهم: الذين باعوا أنفسهم، وأموالهم لله تعالى.

فوعدهم: أن لهم الجنة، ومن أوفى بعهده من الله تعالى.

قال الراغب اللغوي / في «المفردات» (ص528): (الوفاء بالعهد: إتمامه، وعدم نقض حفظه). اهـ

* والوعد في اللغة: الواو، والعين، والدال: كلمة صحيحة تدل على ترجية بقول.

يقال: وعدته، أعده، وعدا. ([136])

* والوعد في الشرع: هو كل نص ورد فيه الوعد: من الله تعالى، أو من رسوله؛ لمن فعله، أو أتى به: بالخير الدنيوي، أو الأخروي. ([137])

قال القرطبي المفسر / في «التذكرة» (ص227): (الوعد: هو الخبر عن المثوبة عند الموافقة). اهـ

وقال العلامة يحيى العمراني الشافعي / في «الانتصار في الرد على المعتزلة» (3/376): (إن من وعد الله تعالى ثوابا على عمل عمله بفضل من الله ونعمة.

ولا يوصف الله تعالى بأنه يخلف وعده، لقوله تعالى: ]إن الله لا يخلف الميعاد[ [آل عمران: 9].

ومن أوعده عذابا على ذنب أذنبه؛ فإن الوعيد: حق له، وترك الوفاء بالوعيد كرم وجود.

وربنا موصوف بالجود، والكرم، وكيف لا يحسن من الله تعالى العفو عن الذنب، وقد أمرنا به، وحضنا عليه، ومدح فاعله). اهـ

4) وقوله r: (أعوذ بك من شر ما صنعت)؛ أي: ألتجئ إليك يا الله، واعتصم بك من شر الذي صنعته من شر مغبته، وسوء عاقبته، وحلول عقوبته، وعدم مغفرته.

قلت: وهذا فيه إثبات فعل العبد وكسبه، وأن الشر مضاف إلى فعله هو، لا إلى ربه سبحانه([138])، فقال r: «أعوذ بك من شر ما صنعت»؛ فالشر إنما هو من العبد، وأما الرب سبحانه فله الأسماء الحسنى، وكل أوصافه صفات كمال، وكل أفعاله حكمة ومصلحة.

ويؤيد هذا: قوله r: (والخير كله في يديك، والشر ليس إليك). ([139])

قال العلامة الجيلاني في «فضل الله الصمد» (2/75): (وإضافة الذنب إلى من به الذنب صار ذنبا، وأن الشر ليس إليه بل بيده الخير، و وفور رغبته في المغفرة منه، واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو). اهـ

قلت: وهذا يبين أن الشر لا يضاف إلى الله تعالى، فلا ينسب الشر إليه، وليس في أفعاله شر، وإنما الشر في مخلوقاته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (14/266): (الرب لا يفعل سيئة قط، بل فعله كله حسن وحسنات، وفعله كله خير، لهذا كان النبي r يقول في دعاء الاستفتاح: «والخير بيديك، والشر ليس إليك»؛ فإنه لا يخلق شرا محضا، بل كل ما يخلقه: ففيه حكمة هو باعتبارها خير، ولكن قد يكون فيه شر لبعض الناس، وهو شر جزئي إضافي، وأما شر كلي، أو شر مطلق؛ فالرب منزه عنه([140])، وهذا هو الشر الذي ليس إليه). اهـ

5) وقوله r: (أبوء لك بنعمتك علي)؛ أي: أعترف، وأقر بعظم إنعامك علي، وترادف فضلك، وإحسانك، وفي ضمن ذلك المنعم سبحانه، والتبري من كفران النعم. ([141])

6) وقوله r: (وأبوء لك بذنبي) ([142])؛ أي: بذنبي، وهو ما ارتكبته من إثم، وخطيئة من تقصير في واجب، أو فعل لمحظور.

والاعتراف بالذنب، والتقصير سبيل إلى التوبة، والإنابة، ومن اعترف بذنبه، وتاب منه؛ تاب الله عليه.

* والذنب: الإثم، وجمعه: ذنوب. ([143])

قال الفيومي اللغوي / في «المصباح المنير» (ص111): (الذنب: الإثم، والجمع: ذنوب، وأذنب: صار ذا ذنب؛ بمعنى: تحمله). اهـ

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح رياض الصالحين» (4/553): (سيد الاستغفار أن يقول العبد: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك»؛ فتقر لله عز وجل بلسانك، وبقلبك أن الله هو ربك المالك لك، المدبر لأمرك، المعتني بحالك، وأنت عبده كونا وشرعا: عبده كونا يفعل بك ما يشاء، إن شاء أمرضك، وإن شاء أصحك، وإن شاء أغناك، وإن شاء أفقرك، وإن شاء أضلك، وإن شاء هداك حسبما تقتضيه حكمته عز وجل.

وكذلك أنت عبده شرعا تتعبد له بما أمر، تقوم بأوامره، وتنتهي عن نواهيه، تقر بأن الله خلقك، هو الذي أوجدك من العدم، وأنك على عهده، ووعده ما استطعت، على عهده، لأن كل إنسان قد عاهد الله أن يعمل بما علم: ]وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه[ [آل عمران: 187].

فمتى أعطاك الله علما، فإنه قد عهد إليك أن تعمل به، «وعلى وعدك»؛ أي: تصديق وعدك، ما وعدت أهل الخير من الخير، وما وعدت أهل الشر من الشر، ولكن أنا على وعدك أي في الخير، لأنك في هذه الكلمات تتوسل إلى الله تعالى.

«أعوذ بك من شر ما صنعت»؛ يعني: أنت تعوذ بالله من شر ما صنعت، لأن الإنسان يصنع خيرا فيثاب، ويصنع شرا فيعاقب، ويصنع الشر فيكون سببا لضلاله، كما قال الله تعالى: ]فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم[ [المائدة: 49].

فأنت تتعوذ بالله من شر ما صنعت، ثم: «أبوء لك بنعمتك علي»؛ يعني: أعترف بنعمتك العظيمة الكبيرة التي لا أحصيها.

«وأبوء بذنبي»؛ أعترف به، «فاغفر لي» هذا الذنب إنك أنت الغفور الرحيم.

فاحرص على حفظ هذا الدعاء، وحافظ عليه صباحا، ومساء، إن مت من يومك، فأنت من أهل الجنة، وإن مت من ليلتك، فأنت من أهل الجنة). اهـ

* ويستفاد من هذا الحديث: مشروعية أن يتحدث العبد بنعمة ربه سبحانه عليه([144])؛ تحقيقا: لقوله تعالى: ]وأما بنعمة ربك فحدث[ [الضحى: 11]، وذلك مالم يقصد بذلك: الكبر، أو التبطر، أو التعالي على الناس، واحتقارهم. ([145])

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي r قال: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده). ([146])

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

شكر وتقدير.............................................................................................

5

1)

المقدمة......................................................................................................

6

2)

الذكر الأول: عن عبد الله بن مسعود t، قال: كان نبي الله r إذا أمسى، قال: «أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر، وإذا أصبح، قال: ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله».....................................................

9

3)

الذكر الثاني: عن أبي هريرة t قال: كان النبي  r إذا أصبح قال: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك النشور».

وإذا أمسى قال: «اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك المصير»..............................................................

20

4)

الذكر الثالث: وعن ابن عمر، قال: لم يكن رسول الله r يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وإذا أمسى: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو، والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي). ........................

24

5)

الذكر الرابع: عن أبي هريرة t قال: قال أبو بكر t: يا رسول الله، علمني شيئا أقوله إذا أصبحت، وإذا أمسيت. قال: (قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، قله إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك).............................................................................................

39

6)

الذكر الخامس: عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة، بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه).....................................................................................

60

7)

الذكر السادس: عن جويرية بنت الحارث أم المؤمنين: (أن النبي r خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي r: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)..................................................................................................

71

8)

الذكر السابع: عن شداد بن أوس: عن النبي قال: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة).............................................................................................

88

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) المأثورة: ما أثر عن النبي r في السنة الصحيحة في أصح الأسانيد.

([2]) يعني: في الكتب المؤلفة في ذلك؛ ككتاب: «عمل اليوم والليلة» للنسائي، وكتاب: «عمل اليوم والليلة» لابن السني.

([3]) نقله عنه النووي في كتابه: «الأذكار» (ص51).

([4]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6407)، ومسلم في «صحيحه» (779).

([5]) وانظر: «العلم الهيب لشرح الكلم الطيب» للعيني (ص126)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (5/220)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص22)، و«شرح رياض الصالحين» لشيخنا  ابن عثيمين (5/543).

([6]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (1/124و«لسان العرب» لابن منظور (5/3546)، و«الصحاح» للجوهري (2/786 و787).

([7]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (11/587)، و«مقاييس اللغة» لابن فارس (5/178)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (10/60 و61).

([8]) وترى أحدهم يعكف الساعات الطويلة في متابعة التلفاز للأفلام، والتمثيليات، والمباريات، وغير ذلك.

([9]) فيضيع أوقاته في ذلك، بلا فائدة تذكر.

([10]) وانظر: «العلم الهيب لشرح الكلم الطيب» للعيني، (ص126) و«المنهاج بشرح صحيح مسلم بن الحجاج» للنووي (17/42)، و«شرح مشكاة المصابيح» للطيبي (5/147).

([11]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (5/2853)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (3/2364)، و«العين» للخليل (2/1160)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص140).

([12]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (3001)، ومسلم في «صحيحه» (1927) من حديث: أبي هريرة t.

([13]) وانظر: «العلم الهيب لشرح الكلم الطيب» للعيني، (ص127) و«الفتوحات الربانية على الأذكار النووية» لابن علان (2/91)، و«فيض القدير بشرح الجامع الصغير» للمناوي (2/132)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص23).

([14]) وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (17/165)، و«مقاييس اللغة» لابن فارس (5/191)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص434)، و«الصحاح» للجوهري (2/ 807 و808)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص605).

([15]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (2/79 و368) و(12/335) و(20/86)، و«تفسير القرآن» لشيخنا ابن عثيمين (1/ 27 و36)، )، و«عقيدة التوحيد» للشيخ الفوزان (ص100)، و«تفسير القرآن» للسمعاني (1/46)، و«الشفا بتعريف حقوق المصطفى» للقاضي عياض (ص580 و585)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (1/364 و367)، و«نواقض الإسلام» للشيخ محمد بن عبدالوهاب (ص9 و20 و32 و37 و60).

([16]) وانظر: «تحفة الذاكرين» للشوكاني (ص348)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص507 و508)، و«شرح مشكاة المصابيح» للطيبي (5/147)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (5/222).

([17]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/472)، و«العين» للخليل (8/128)، و«لسان العرب» لابن منظور (6/3346)، «والنهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/461).

([18]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (118)، والترمذي في «سننه» (2195).

([19]) قلت: فلا يقال: (يا اللهم).

      قال الأشموني اللغوي / في «شرح الألفية» (ج3 ص146): (الأكثر في نداء اسم الله تعالى أن يحذف حرف النداء، ويقال: (اللهم) بتعويض الميم المشددة عن حرف النداء، وشذ الجمع بين الميم، وحرف النداء في الشعر). اهـ

       قلت: فزيدت الميم المشددة عوضا من حرف النداء.

      وانظر: «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك» لابن هشام (3/84)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (1/190).

([20]) قلت: وهذا يدل على إعانة الله تعالى للعبد في الصباح والمساء.

     والباء، في (بك أصبحنا) متعلق بمحذوف، فكأنه يريد: بنعمتك أصبحنا، أو: بحفظك، وكذلك التقرير في قوله r: (وبك أمسينا).

([21]) وانظر: «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (5/233)، و«العلم الهيب بشرح الكلم الطيب» للعيني (ص131)، و«شرح مشكاة المصابيح» للطيبي (5/154)، و«النفح الطيب شرح صحيح الكلم الطيب» للطيار (ص72).

([22]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (8/50) من حديث حذيفة t.

([23]) انظر: «فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص25).

([24]) وانظر: «الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (5/160)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص30)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (5/244)، و«الفتوحات الربانية على الأذكار النووية» لابن علان (2/110).

([25]) وانظر: «الكافي» لابن عبد البر (1/238)، و«المجموع بشرح المهذب» للنووي (3/168)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (7/182)، و«عقد الجواهر» لابن شاش (1/157)، و«حاشية الخرشي على مختصر خليل» (1/246)، و«الـمغني» لابن قدامة (2/284)، و«الإنصاف» للمرداوي (1/449).

([26]) حديث حسن.

     أخرجه أحمد في «الـمسند» (2/187)، وفي «العلل» (1/149)، وأبو داود في «سننه» (495)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (7/94)، والبغوي في «شرح السنة» (505)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (4/168)، والحاكم في «المـستدرك» (1/197)، والدارقطني في «السنن» (887)، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/167)، وأبو نعيم في «الحلية» (10/26)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (2/278)، والدولابي في «الكنى» (1/159)، وابن أبي شيبة في «الـمصنف» (1/347).

     وإسناده حسن.

     وجود إسناده ابن كثير في «إرشاد الفقيه» (1/108)، وصححه الشيخ الألباني في «إرواء الغليل» (1/266).

([27]) حديث صحيح.

     أخرجه الترمذي في «سننه» (1173)، وابن خزيمة في «صحيحه» (3/95)، والطبراني في «المعجم الكبير» (10115)، وابن حبان في «صحيحه» (5598) و(5599).

     وإسناده صحيح.

     وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

([28]) وانظر: «تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي» للمباركفوري (3/337)، و«فيض القدير» للمناوي (6/346).

([29]) انظر: «فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/32)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (5/161)، و«الحرز الثمين للحصن الحصين» للقاري (1/437)، و«النفح الطيب شرح صحيح الكلم الطيب» للطيار (ص82).

([30]) انظر: «لسان العرب» لابن منظور (13/21)، و«المصباح المنير في غريب الشرح الكبير» للفيومي (1/24)، و«القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص1518)، و«معجم مقاييس اللغة» لابن فارس (1/133)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص35).

([31]) والأمن ضد كل ما يشمله الخوف؛ من قلق، واضطراب، وزعزعة، وعدم استقرار، وغير ذلك.

([32]) انظر: «زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي (1/143)، و«تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (1/179)، و«شرح صحيح مسلم» للنووي (16/83)، و«التوحيد» للشيخ محمد بن عبدالوهاب (ص69)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» للشيخ الحمدان (ص48)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان بن عبدالله آل شيخ (ص17)، و«القول السديد» للشيخ السعدي (ص10)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (3/449)، و«القول المفيد بشرح كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (1/60).

([33]) وانظر: «الموافقات» للشاطبي (2/11)، و(3/47)، و«منهج التشريع الإسلامي» للشنقيطي (ص17).

([34]) وانظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص111)، و«الحرز الثمين للحصن الحصين» للقاري (1/437)، و«النفح الطيب شرح الكلم الطيب» للطيار (ص82).

([35]) وانظر: «مختار الصحاح» للرازي (ص78 و146 و215 و310).

([36]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (3/9)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص64 و65)، و«الصحاح» للجوهري (5/1987)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (3/289).

([37]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7431)، ومسلم في «صحيحه» (2730).

([38]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7510)، ومسلم في «صحيحه» (326).

([39]) وانظر: «النفح الطيب بشرح صحيح الكلم الطيب» للطيار (ص82 و83)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (5/160 و161)، و«الحرز الثمين للحصن الحصين» للقاري (1/438 و439)، و«تحفة الأبرار في شرح مصابيح السنة» للبيضاوي (2/98).

([40]) وانظر: «فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/32).

([41]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (1/176)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (2/1475)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (15/86)، و«روح المعاني» للآلوسي (23/66)، و«القاموس المحيط» للفيروز آبادي (ص1561).

([42]) انظر: «مفردات ألفاظ القرآن» للراغب (ص268).

([43]) وانظر: «عداوة الشيطان للإنسان» للحواس (ص40).

     قلت: والشيء إذا استقبح شبه بالشيطان، لأن الشيطان مستقبح في طباع الناس لاعتقادهم أنه شر.

([44]) وانظر: «فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/27 و28).

([45]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (4/3082)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/292)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص189)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص221)، و«العين» للخليل (2/1274).

([46]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (4/3082 و3083)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/292).

([47]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/403)، و»لسان العرب» لابن منظور (1/654)، و«تاج العروس» للزبيدي (3/497)، و«الصحاح» للجوهري (1/196)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (4/403)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص237).

([48]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (1/236)، و«الفتاوى» لابن تيمية (14/151)، و«التفسير الكبير» للرازي (2/31)، و«أنوار التنزيل» للبيضاوي (1/16)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص366)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (1/63)، و«غريب الحديث» للحربي (2/609 و612).

([49]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (10)، وأحمد في «المسند» (1/319).

     وأخرجه البخاري في «صحيحه» (4777)، و(4778) بنحوه.

([50]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (4/2348)، و«الصحاح» للجوهري (2/494)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (6/47)، و«جامع البيان» للطبري (7/90)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص169)، و«مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» لابن القيم (3/486)، و«الوابل الصيب من الكلم الطيب» له أيضا (ص91).

([51]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7078)، ومسلم في «صحيحه» (1679).

([52]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (5/3432 و3435)، و«الصحاح» للجوهري (2/781 و782)، و«جامع البيان» للطبري (7/102)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص103).

([53]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (7/102)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (4/1270).

     وإسناده صحيح.

     وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (12/250).

([54]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (1/534).

([55]) وانظر: «اشتقاق أسماء الله الحسنى» للزجاجي (ص32 و33)،  )، و«الصحاح» للجوهري (1/130)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص100)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص113)، و«مفردات ألفاظ القرآن» للراغب (ص336).

([56]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (1/62)، والترمذي في «سننه» (5/64)، وأحمد في «المسند» (1/208).

([57]) وانظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (2/2)، و«الأسماء والصفات» للبيهقي (ص94)، و«فتح القدير» للشوكاني (1/21)، و«معالم التنزيل» للبغوي (1/21)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (5/298)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (1/34)، و«فتح الباري» لابن حجر (5/179)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص99 و100)، و«مفردات ألفاظ القرآن» للراغب (ص336).

([58]) فتارة يأتي معرفا: «بالألف واللام» (الرب)، وهو خاص بالله تعالى.

     وتارة مضافا؛ مثل: (رب العالمين)، و(رب المشرقين).

     وانظر: «غريب القرآن» لابن قتيبة (ص9).

([59]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (6/4266)، و«غريب الحديث» لأبي عبيد (3/329)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص30)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (4/343)، و«فتح القدير» للشوكاني (1/22).

([60]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (6/4266)، و«جامع البيان» للطبري (28/36).

([61]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (4812)، و(6519)، ومسلم في «صحيحه» (2787).

([62]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6205)، و(6206)، ومسلم في «صحيحه» (1243).

     أخنع: أوضع اسم وأذله؛ والخانع: الذليل.

     أخنى: أفحش اسم.

     بملك الأملاك؛ يعني: يتسمى بشاهان شاه.

     وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (10/590)، و«زاد المعاد» لابن القيم (2/340 و341).

([63]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (4/2231)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص161)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص141).

([64]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (771).

([65]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (4/2231)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص161).

([66]) وانظر: «الصحاح» للجوهري (5/2144)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (1/176)، و«منهاج السنة» لابن تيمية (5/189 و190)، و«جامع البيان» للطبري (1/61)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (1/140)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص142)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص163).

([67]) قلت: والشيطان: البعيد المتمرد، وهو بذلك لعتوه، وتمرده على ربه تعالى.

([68]) انظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (3/252)، و«المفردات» للراغب (ص259)، و«الصحاح» للجوهري (4/1594)، و«لسان العرب» لابن منظور (2/467)، و«تاج العروس» للزبيدي (7/148).

([69]) انظر: «مدارج السالكين» لابن القيم (1/339)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان بن عبدالله آل الشيخ (ص91)، و«القول السديد» للشيخ السعدي (ص24و«القول المفيد» لشيخنا ابن عثيمين (1/ص47 و67 و114)، و«إعانة المستفيد» للشيخ الفوزان (1/24 و25).

([70]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2766)، ومسلم في «صحيحه» (89)، وأحمد في «المسند» (1/462 و464).

     والمراد: بالمحصنات؛ العفائف.

     وبالغافلات: الغافلات عن الفواحش، وما قذفن به.

([71]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (9619)، ومسلم في «صحيحه» (87).

([72]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (1238)، ومسلم في «صحيحه» (92).

([73]) وانظر: «فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/24).

([74]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (3/125)، و«لسان العرب» لابن منظور (2/472)، و«فتح الباري» لابن حجر (11/210)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (4/196)، و«منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (2/522)، و«درء تعارض العقل والنقل» له (6/177)، و«حادي الأرواح» لابن القيم (ص417)، و«شرح السنة» للبغوي (3/103).

([75]) أثر حسن.

     أخرجه الطبراني في «الدعاء» (500).

     وإسناده حسن.

([76]) انظر: «مختصر الصواعق المرسلة» لابن القيم (ص163).

([77]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7563)، ومسلم في «صحيحه» (2694).

([78]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6405)، ومسلم في «صحيحه» (2691).

([79]) انظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (4/204)، و«التوحيد» لابن منده (2/137)، و«الفتاوى» لابن تيمية (22/485)، و«القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص19).

([80]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (487).

([81]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (2/1100)، و«الصحاح» للجوهري (2/466)، و«لسان العرب» لابن منظور (3/155 و158)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص131)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص64)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص80).

([82]) والذم: خبر بمساوئ المذموم وهو مقرون ببغضه.

     فلا يكون حمد لمحمود؛ إلا مع محبته.

     ولا يكون ذم لمذموم؛ إلا مع بغضه.

     وانظر: «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (5/404).

([83]) أخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقا (11/566)، ومسلم في «صحيحه» (2137).

([84]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (3370)، ومسلم في «صحيحه» (406).

([85]) وانظر: «التبيان في أقسام القرآن» لابن القيم (ص125)، و«مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» له (1/451)، و(3/374)، و«بدائع الفوائد» له أيضا (1/146)، و«شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» له أيضا (2/512)، و«جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام» (ص447 و450).

([86]) وانظر: «مختصر الفتاوى المصرية» لابن تيمية (ص78)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (1/321)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (5/299).

([87]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (6/1111)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (15/645)، و«التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي (2/547)، و«لسان العرب» لابن منظور (7/544)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص352).

([88]) وانظر: «معجم تهذيب اللغة» للأزهري (9/360)، و«معجم ألفاظ العقيدة» لعامر عبدالله (ص453)، و«التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي (2/547)، و«البدور السافرة في أمور الآخرة» للسيوطي (ص143 و144)، و«البحور الزاخرة في علوم الآخرة» للسفاريني (1/621)، و«تفسير القرآن» لشيخنا ابن عثيمين (1/12 و105)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص142 و143).

([89]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6531)، ومسلم في «صحيحه» (2862).

([90]) وانظر: «العقيدة الواسطية» لابن تيمية (ص95)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ هراس (ص202)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (2/105).

([91]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (8).

([92]) وانظر: «فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام» لشيخنا ابن عثيمين (15/470 و471 و472).

([93]) وانظر: «معجم تهذيب اللغة» للأزهري (7/16)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص35)، و«الصحاح» للجوهري (1/314)، و«مقاييس اللغة» لابن فارس (2/213 و214)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (2/70).

([94]) كما أن الخلق: يطلق لغة، وشرعا؛ بمعنى: المخلوق، وقد سبق ذلك.

([95]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7559)، ومسلم في «صحيحه» (2111).

([96]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7404)، ومسلم في «صحيحه» (2751).

([97]) وانظر: «المنهاج» للحليمي (1/193)، و«الأسماء والصفات» للبيهقي (ص25 و26)، و«الاعتقاد» له (ص56)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص49)، و«جامع البيان» للطبري (23/119)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (5/ 36 و37).

([98]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (486) من حديث عائشة ڤ.

([99]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (2/402)، و«لسان العرب» لابن منظور (14/324)، و«الصحاح» للجوهري (3/2353)، و«مفردات غريب القرآن» للراغب (ص197).

([100]) وانظر: «التعريفات» للجرجاني (ص111)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (2/179 و180 و185)، و«التوقيف على مهمات التعاريف» للمناوي (ص178).

([101]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (478) من حديث ابن عباس ﭭ.

([102]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (33/12)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/44)، و«فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام» لشيخنا ابن عثيمين (15/470 و471).

([103]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2577).

([104]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (486).

([105]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7405)، ومسلم في «صحيحه» (2675).

([106]) كما قال ذلك الإمام ابن خزيمة في «التوحيد» (1/11)، والإمام عبدالغني المقدسي في «الاقتصاد في الاعتقاد» (ص123)، والعلامة صديق حسن خان في «قطف الثمر» (ص65)، وغيرهم.

     وهؤلاء عدوا: «النفس» صفة لله تعالى، وقد أخطأوا في ذلك، فتنبه.

([107]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2726) من حديث جويرية بنت الحارث ڤ.

([108]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7405)، ومسلم في «صحيحه» (2675) من حديث أبي هريرة t.

([109]) وانظر: «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص602)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (13/9)، و«القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص51).

([110]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (6/398)، و«القواعد المثلى» لشيخنا ابن عثيمين (ص51)، و«تأويل مختلف الحديث» لابن قتيبة (ص307)، و«الأسماء والصفات» للبيهقي (2/210).

([111]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2699).

([112]) انظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/264)، و«تاج العروس» للزبيدي (17/252)، و«الصحاح» للجوهري (2/722).

([113]) وانظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (1/12)، و«العلو» للذهبي (ص57)، و«الاختلاف في اللفظ» لابن قتيبة (ص240)، و«الأسماء والصفات» للبيهقي (2/272)، و«الاعتقاد» له (ص112)، و«فتح الباري» لابن حجر (13/405)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (ص310)، و«الفتاوى» لابن تيمية (5/151)، و«الرد على الجهمية» للدارمي (ص12)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ص140 و317)، و«القول المفيد» له (2/536).

([114]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (5/70)، ومسلم في «صحيحه» (4/101).

([115]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (13/405)، ومسلم في «صحيحه» (8/85).

([116]) وانظر: «المختار الصحاح» للرازي (ص51).

([117]) وانظر: «خلق أفعال العباد» للبخاري (ص149)، و«السنة» لابن أبي عاصم (1/225)، و«شرح السنة» للبربهاري (ص84)، و«عقيدة السلف وأصحاب الحديث» للصابوني (ص165)، و«رسالة أهل الثغر» لأبي الحسن الأشعري (ص214)، و«فتح ذي الجلال والإكرام» لشيخنا ابن عثيمين (15/472)، و«شرح صحيح البخاري» له (8/514)، و«الفتاوى» لابن تيمية (6/513)، و(12/304)، و«تفسير القرآن» للسمعاني (1/502)، و«النقض على المريسي الجهمي» للدارمي (ص202).

([118]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6614)، ومسلم في «صحيحه» (2652).

([119]) وانظر: «الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية» لابن علان (2/79)، و«جمع النهاية في بدء الخير والغاية» لابن أبي جمرة (4/198)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (3/17).

([120]) وانظر: «عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» للعيني (18/338)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للجيلاني (2/75)، و«الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية» لابن علان (2/79)، و«إرشاد الساري بشرح صحيح البخاري» للقسطلاني (13/359)، و«فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر (11/99)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (14/5).

([121]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (37)؛ كتاب الإيمان، باب: تطوع قيام رمضان من الإيمان)، ومسلم في «صحيحه» (759)؛ كتاب صلاة المسافرين، باب: الترغيب في قيام رمضان؛ من حديث أبي هريرة t.

([122]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (5/25 و26)، و«تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة (ص14)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/373)، و«غريب الحديث» لأبي عبيد (3/348)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص362)، و«جامع البيان» للطبري (14/27)، و(15/174)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص37).

([123]) وانظر: «له الأسماء الحسنى» للشرباصي (2/263)، و«المفردات في غريب القرآن» للراغب (ص362)، و«لسان العرب» لابن منظور (5/25 و26)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/373)، و«المقصد الأسنى» للغزالي (ص205)، و«اشتقاق أسماء الله» للزجاجي (ص93)، و«تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة (ص14)،  و«مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» لابن القيم (1/228).

([124]) وانظر: «المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى» للغزالي (ص80 و205)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص52 و53)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص38)، و«جامع البيان» للطبري (14/27)، و(15/174)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (5/300)، و«اشتقاق أسماء الله» للزجاجي (ص93)، و«الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» لابن القيم (4/1564)، و«مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة» له (2/255 و261).

([125]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (1728)، ومسلم في «صحيحه» (1302).

([126]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2506).

([127]) وانظر: «الكواشف الجلية عن معاني الواسطية» للشيخ السلمان (ص270)، و«روضة المحبين ونزهة المشتاقين» لابن القيم (ص63)، و«مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين» له (1/228).

([128]) وانظر: «النفح الطيب بشرح صحيح الكلم الطيب» للطيار (ص74)، و«العلم الهيب بشرح الكلم الطيب» لللعيني (ص132)، و«عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» له (18/339)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص18)، و«نتائج الأفكار في شرح حديث سيد الاستغفار» للسفاريني (ص212)، و«الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية» لابن علان (2/79)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان آل الشيخ (1/206 و207)، و«شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن باز (ص14)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (1/82 و91 و121).

([129]) وانظر: «الصفات الألهية» للشيخ الجامي (ص77)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ (1/82 و85 و124)، و«قرة عيون الموحدين» له (ص22 و41)، و«الفتاوى» لابن تيمية (1/136)، و(2/14)، و(10/249)، و(13/22 و202)، و(17/517)، وو«مدارج السالكين» لابن القيم (1/32)، و«كلمة الإخلاص» لابن رجب (ص23)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان آل الشيخ (1/131 و132).

([130]) وهذا فيه دليل على إثبات قوة العبد واستطاعته، وأنه غير مجبور على ذلك، بل له استطاعة هي مناط الأمر والنهي، والثواب والعقاب.

     وانظر: «النفح الطيب» للطيار (ص75).

([131]) اشتراط الاستطاعة فيه الاعتراف بالعجز والقصور، أنا لا أستطيع أن أكمل الإيمان، وآتي به على أعلى مرتبة، وأتم مقاماته، أعترف بعجزي وقصوري، فلا تؤاخذني على عجزي، وضعفي، وقصوري.

([132]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (7288)، ومسلم في «صحيحه» (2380) من حديث أبي هريرة t.

([133]) وانظر: «شرح حديث سيد الاستغفار» للبدر (ص27).

([134]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (4/169)، و«معجم تهذيب اللغة» للأزهري (3/2606)، و«تحرير ألفاظ التنبيه» للنووي (ص151 و276)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص328)، و«جامع البيان» للطبري (19/471)، و«تعظيم قدر الصلاة» للمروزي (1/346 و347)، و«الدر المنثور» للسيوطي (12/365)، و«معالم التنزيل» للبغوي (7/24 و25)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (8/134 و135)

([135]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (468).

([136]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (6/95)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص416)، و«المصباح المنير» للفيومي (ص342 و343)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص303).

([137]) وانظر:«المصباح المنير» للفيومي (ص342 و343)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (10/75)، و«الحجة في بيان المحجة» للأصبهاني (2/74)، و«الانتصار في الرد على المعتزلة» للعمراني (3/376)، و«أصول السنة» لابن أبي زمنين (ص256)، و«التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي (ص227).

([138]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (8/207 و511)، و(4/266)، و«شفاء العليل» لابن القيم (ص458).

([139]) أخرجه  مسلم في «صحيحه» (771) من حديث علي بن أبي طالب t.

([140]) قلت: فلا ينسب الشر إلى الله تعالى، ولا إلى أفعاله، ولا إلى قضائه، وقدره الذي هو من فعله، وإنما الشر في المخلوقات.

([141]) وانظر: «النفح الطيب في شرح صحيح الكلم الطيب» للطيار (ص76)، و«العلم الهيب بشرح الكلم الطيب» للعيني (ص133)، و«فقه الأدعية والأذكار» للبدر (ص18)، و«نتائج الأفكار في شرح سيد الاستغفار» للسفاريني (ص294 و305)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (3/318 و324)، و«إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» للقسطلاني (13/359)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (10/77)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للجيلاني (2/75).

([142]) قلت: يريد به الاعتراف بالذنب، يقال: قد باء بذنبه؛ أي: أقر به واعترف.

     وانظر: «الكواكب الدراري» للكرماني (22/124)، و«دليل الفالحين» لابن علان (4/370).

([143]) وانظر: «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص113).

([144]) فمتى كانت له نية صادقة في ذلك، فإنه يؤجر على هذه النية، ويثاب عليها.

([145]) ولا حرج عليه أن يمسك لسانه عن التحدث بنعمة الله تعالى عليه، إذا كان بحضرته: حاسد، أو حاقد، يمتلئ قلبه من الغيظ عليه إذا سمع بهذه النعمة.

([146]) حديث حسن.

     أخرجه الترمذي في «سننه» (2744).

     وإسناده حسن.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan