الرئيسية / كتب المراجعات مفرغة / إرشاد الورى بفوائد صلاة الضحى
إرشاد الورى بفوائد صلاة الضحى
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
«رب يسر وأعن يا كريم»
إهداء
أولا: أهدي هذا العمل لشيخي «أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الأثري» حفظه الله، ولشيختي «أم عبد الرحمن ناهد بنت أحمد الجودر الأثرية» حفظها الله اللذين أشارا إلي كتابة هذا البحث، وإعانتي عليه، ومدا لي اليد الطولى في انهائه، وإخراجه بالصورة التي ترونها.
ثانيا: كما أهديه لأسرتي التي تحملتني فعلا بالقيام عني بإنجاز مسؤلياتي، ولولا الله تعالى ثم فعلهم هذا ما انهيت الكتاب بالصورة التي ترونها، وأهديهم هذا الكتاب، وأهديهم شكري، وعرفاني خصوصا أختاي «أم هاشم زينب بنت هاشم البلوشي»، و« أم ضاوي أمل بنت هاشم البلوشي» حفظ الله الجميع.
ثالثا: وأهديه كذلك لكل من مد يد العون لي لانهاء هذا الكتاب، على هذا النحو الطيب.
أخيرا: أهديه كذلك لكل مسلم يحب معرفة سنة نبيه ه على نور، وبصيرة، ودليل لكي يسير في طاعة ربه على نور، وهدى.
المؤلفة:
أم دجانة بنت هاشم الأثرية
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
«من اعتصم بالله نجا»
المقدمة:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ﮋ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﮊ [آل عمران: ١٠٢].
ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﮊ [النساء: ١ ].
ﮋ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﮊ [الأحزاب: 70-٧1].
أما بعد،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي مـحـمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
فقد ألفت كتابي هذا لجميع فئات الناس، للعامي الذي يريد معرفة فضائل، وفوائد صلاة الضحى، وعدد ركعاتها، ليعبد الله على بصيرة ونور، ولطالب العلم الذي يود معرفة الحكم بدليله، وللباحث المتبحر الذي يريد معرفة ردود العلماء على من أنكر هذه السنة النبوية المشروعة، وقد خرجت الأحاديث، التخريج الميسر، ليسهل على المسلم معرفة درجة الحديث من حيث الصحة والضعف، وأظهرت الكتاب بصورة حسنة، راجية من الله عز وجل أن يتقبل عملي هذا، ويجعله خالصا لوجهه الكريم، وسميته: «إرشاد الورى([1]) بفوائد صلاة الضحى»، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
«وبه أستعين»
ذكر الدليل
على سنية صلاة الضحى في الشريعة المطهرة
1) عن أبي هريرة ا قال: «أوصاني خليلي([2]) بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر»([3]) ([4]).
2) وعن معاذة العدوية أنها سألت عائشة ل كم كان رسول الله ه يصلي صلاة الضحى، قالت: «أربع ركعات ويزيد ما شاء» وفي رواية «ما شاء الله»([5]).
3) وعن علي ا قال: «كان النبي ه يصلي الضحى»([6]).
4) وعن القاسم الشيباني أن زيد بن أرقم ا: رأى قوما يصلون من الضحى، فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله ه قال: «صلاة الأوابين ([7]) حين ترمض ([8]) الفصال» ([9])([10]).
وفي رواية: «خرج رسول الله ه على أهل قباء، وهم يصلون، فقال ه: صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال».
قال الحافظ النووي الشافعي رحمه الله في «المنهاج» (ج6 ص30): (وفيه -يعني الحديث- فضلية الصلاة هذا الوقت، وهو أفضل وقت صلاة الضحى، وإن كانت تجوز من طلوع الشمس إلى الزوال).اهـ
أي: شدة حر الرمل في الظهيرة.
وقال الحافظ النووي الشافعي رحمه الله في «رياض الصالحين» (ص459): (باب تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها، والأفضل أن تصلى عند اشتداد الحر، و ارتفاع الضحى) . اهـ
5) وعن أبي الدرداء ا قال: «أوصاني حبيبي ه بثلاث لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر»([11]).
6) وعن أبي ذر ا قال: «أوصاني حبي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا، أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر»([12]).
قال الحافظ النووي الشافعي رحمه الله في «المنهاج»(ج5ص229): (هذه الأحاديث كلها متفقة لا اختلاف بينها عند أهل التحقيق، وحاصلها أن صلاة الضحى سنة مؤكدة، وأن أقلها ركعتان، وأكملها ثمان ركعات، وبينهما أربع، أو ست، كلاهما أكمل من ركعتين). اهـ
قلت: فصلاة الضحى سنة مؤكدة، لأن النبي ه فعلها، وأرشد إليها أصحابه، وأوصى بها، والوصية لرجل واحد، وصية للأمة كلها إلا إذا دل على اختصاصه بها([13]).
وبوب الحافظ ابن المنذر رحمه الله في «الأوسط» (ج5 ص237): (ذكر الوصية بالمحافظة على صلاة الضحى).
***
ذكر الدليل
على ثبوت صلاة الضحى عن السلف الصالح
1) عن معبد بن هلال العنزي قال: «انطلقنا إلى أنس بن مالك ا، فانتهينا إليه، وهو يصلي الضحى»([14]).
2) وعن أبي عبد الرحمن السلمي: «أن رجلا أمره أبوه، أو أمه، أن يطلق امرأته، فجعل عليه مائة محرر، فأتى أبا الدرداء ا فإذا هو يصلي الضحى ويطيلها»([15]).
3) وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال: «دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة ([16])، فوجدته يسبح ([17])، فقمت وراءه فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه، فلما جاء يرفأ ([18]) تأخرت فصففنا وراءه»)[19]).
4) وعن يزيد بن خمير قال: سمعت عبد الله بن أبي موسى قال: «أرسلني مدرك أو ابن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء، قال: فأتيتها فإذا هي تصلي الضحى» ([20])، وذكر بقية الحديث.
5) وعن القاسم بن محمد: «أن عائشة كانت تغلق عليها بابها، ثم تصلي الضحى» ([21]).
وفي رواية: «كانت تصلي الضحى فتطيلها».
6) وعن حبيب بن الشهيد قال: سئل عكرمة عن صلاة ابن عباس الضحى، قال: «كان يصليها اليوم، ويدعها العشر» ([22]). يعني يفعلها، ويتركها أكثر الأيام.
7) وعن محمد بن عمرو قال: «كان سعيد بن المسيب يصلي الضحى» ([23]).
8) وعن مطهر بن جويرية قال: «رأيت الضحاك ([24]) يصلي الضحى، ورأيت أبا مجلز([25]) يصلي في منزله الضحى»([26]).
***
ذكر الدليل
على فضل صلاة الضحى في الشريعة المطهرة
1) عن أبي ذر ا عن النبي ه أنه قال: «يصبح على كل سلامى ([27]) من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة ويجزيء عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» ([28]).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري» (ج3 ص75): (من فوائد ركعتي الضحى أنها تجزئ عن الصدقة التي تصبح على مفاصل الإنسان في كل يوم، وهي ثلاثمائة وستون مفصلا).اهـ
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «فتح ذي الجلال» (ج4 ص79) عن صلاة الضحى: (الذي يترجح لي أنها سنة مطلقا، ولو لم يكن منها إلا أنها تكفي عن الصدقات التي على كل سلامى من الناس، فعلى هذا نقول: صل ركعتي الضحى، لأنها تجزئك عن كل صدقة عليك في كل سلامى منك).اهـ
2) وعن زيد بن أرقم ا قال: خرج رسول الله ه على أهل قباء، وهم يصلون، فقال: «صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال»([29]).
قلت: والأواب: هو المطيع؛ فلا يحافظ على صلاة الضحى إلا المطيع([30]).
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «فتح ذي الجلال» (ج4 ص285): ( وقوله ه : «حين ترمض الفصال»؛ يعني: تقوم من البروك لشدة الرمضاء، وهذا إنما يكون في آخر الضحى، والفصال: جمع فصيل، وهو ولد الناقة ... وسمي فصيلا لانفصاله عن أمه، وهذا يقتضي أن يكون بعد أن يفطم.
في هذا الحديث يخبر النبي ه أن صلاة الأوابين في هذا الوقت، وهو يقتضي أن يكون هذا الوقت أفضل وقت تؤدي فيه صلاة الضحى، وأنه كلما تأخر الانسان فيها؛ فإنه أفضل، وعلى هذا، وهي من الصلوات المؤقتة التي من الأفضل في فعلها آخر الوقت).اهـ
وبوب الحافظ ابن المنذر رحمه الله في «الأوسط» (ج5 ص237): (ذكر فضل صلاة الضحى، والتخيير بأن ركعتي الضحى تجزيء من الصدقة التي كتبت على سلامى ([31]) المرء في كل يوم).
ذكر الدليل
على وقت صلاة الضحى في الشريعة المطهرة
1) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما حدثنا أحد أنه رأى النبي ه : صلى الضحى غير أم هانيء، ذكرت: «أن النبي ه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات، فما رايته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود» ([32]).
وبوب عليه الحافظ البخاري رحمه الله في «صحيحه» (ج1 ص394): باب صلاة الضحى في السفر.
2) وعن القاسم الشيباني أن زيد بن أرقم ا: رأى قوما يصلون من الضحى. فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله ه قال: «صلاة الأوابين حين ترمض الفصال» ([33]).
وبوب عليه الحافظ ابن المنذر رحمه الله في «الأوسط» (ج5 ص238): ذكر استحباب تأخير صلاة الضحى.
3) وعن عمرو بن عبسة ا: قال: قلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله، وأجهله، أخبرني عن الصلاة، قال: «صل صلاة الصبح، ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار .... » ([34]).
قلت: فوقت صلاة الضحى، من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبل وقوف الشمس في كبد السماء قبل الزوال، والأفضل أن تصلى بعد اشتداد
الحر؛ ومن صلاها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح فلا بأس، ومن صلاها بعد اشتداد الحر قبل وقت الزوال، فهو أفضل.([35])
قال الفقيه الشيرازي الشافعي رحمه الله في «المهذب» (ج1 ص275): (ومن السنن الراتبة صلاة الضحى، وأفضلها ثماني ركعات ... ووقتها إذا أشرقت الشمس إلى الزوال).اهـ يعني إلى الظهر.
وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «فتح ذي الجلال» (ج4 ص277): (وابتداؤها – يعني صلاة الضحى– من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى قبيل الزوال، وارتفاع الشمس قيد رمح يكون إذا مضى نحو ربع ساعة من طلوع الشمس، وقبيل الزوال إذا بقي على الزوال خمس دقائق، أو نحوها، فيكون وقتها كل الضحى، وهي سنة سنها النبي ه بفعله، وأمره، وإرشاده).اهـ
وقال الحافظ النووي الشافعي رحمه الله في «المجموع» (ج4 ص36): (ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال).اهـ
***
فائدة نافعة:
إذا فاتت صلاة الضحى؛ فلا تقضى.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «فتاوى أركان الإسلام» (ص360): (الضحى إذا فات محلها فاتت، لأن سنة الضحى مقيدة بهذا، لكن الرواتب لما كانت تابعة للمكتوبات صارت تقضى، وكذلك الوتر لما ثبت في السنة: «أن النبي ه إذا غلبه النوم، أو المرض في الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة» ([36]). فالوتر يقضى أيضا).اهـ
***
ملخص وقت صلاة الضحى
ويتلخص من هذا الباب أن وقت صلاة الضحى:
1) من بعد طلوع الشمس؛ كما في حديث عمرو بن عبسة ا.
2) إلى الاستواء؛ كما في حديث زيد بن أرقم ا.
3) وأفضله حين ترمض الفصال، وهو قبيل الاستواء؛ كما في حديث زيد بن أرقم ا.
رسم توضيحي يبين وقت صلاة الضحى
ذكر الدليل
على عدد ركعات صلاة الضحى
1) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما حدثنا أحد أنه رأى النبي ه صلى الضحى غير أم هانيء، ذكرت: «أن رسول الله ه يوم فتح مكة اغتسل في بيتها فصلى ثمان ركعات، فما رايته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود» ([37]).
2) وعن معاذة: أنها سألت عائشة ل كم كان رسول الله ه يصلي صلاة الضحى، قالت: «أربع ركعات ويزيد ما شاء» ([38]).
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في «فتح ذي الجلال» (ج4 ص275): (يصلي الضحى أربعا: وهذه الأربع الظاهر أنها بتسليمتين، لأن هذا هو غالب فعل الرسول ه).اهـ
3) وعن أبي هريرة ا قال: «أوصاني خليلي ه ([39]) بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام»([40]).
4) وعن أبي ذر ا عن النبي ه أنه قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر صدقة، وكل تهليلة صدقة، ويجزيء ([41]) عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى» ([42]).
قال الحافظ النووي الشافعي رحمه الله في «المنهاج» (ج6 ص230): (وحاصلها: أن الضحى سنة مؤكدة، وأن أقلها ركعتان، وأكملها ثمان ركعات، وبينهما أربع، أو ست، كلاهما أكمل من ركعتين، ودون ثمان).اهـ
قلت: وهذه الثمان الركعات ظاهرها أن النبي ه ؛ يسلم بعد كل ركعتين، لأن هذا هو غالب فعل النبي ه في صلاة النوافل إذا أكثر فيها الركعات.
ولا بأس أن تسن صلاة الضحى دائما، ولا بأس أن تترك أحيانا ([43])، للأحاديث الواردة في ذلك.
فعن حبيب بن الشهيد قال: سئل عكرمة عن صلاة ابن عباس الضحى، قال: «كان يصليها اليوم، ويدعها العشر» ([44]).
تنبيه: ولا تسن صلاة الضحى جماعة لعدم ثبوت ذلك عن النبي ه، والصحابة الكرام.
رسم توضيحي يبين عدد ركعات صلاة الضحى
ذكر الأحاديث الضعيفة باختصار في صلاة الضحى،
وهي صحيحة عند المقلدين للعلماء
في تصحيحهم للأحاديث([45])
1) عن أبي أمامة ا أن رسول الله ه قال: «من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين»([46]).
2) وعن أبي الدرداء، وأبي ذر عن رسول الله ه أنه قال: «ابن آدم اركع لي من أول النهار أربع ركعات أكفك آخره»([47]).
3) وعن بريدة ا قال: سمعت رسول الله ه يقول: «في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلا، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة»، قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟. قال: «النخامة في المسجد تدفنها، والشيء تنحيه عن الطريق، فإن لم تقدر، فركعتا الضحى تجزىء عنك» ([48]).
4) وعن أبي هريرة ا قال: قال رسول الله ه: «لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب». قال: وهي صلاة الأوابين([49]).
5) وعن عقبة بن عامر الجهني ا أن رسول الله ه قال: «إن الله عز وجل يقول: يا ابن آدم اكفني أول النهار بأربع ركعات أكفك بهن آخر يومك» ([50]).
6) وعن نعيم بن همار الغطفاني ا أنه سمع رسول الله ه يقول: «قال الله عز وجل: يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره» ([51]).
7) وعن أبي هريرة ا قال: «بعث رسول الله ه بعثا، فأعظموا الغنيمة، وأسرعوا الكرة، فقال رجل: يا رسول الله ما رأينا بعث قوم بأسرع كرة، وأعظم غنيمة من هذا البعث»، فقال: «ألا أخبركم بأسرع كرة منهم وأعظم غنيمة من هذا البعث؟؛ رجل توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم عمد إلى المسجد فصلى فيه الغداة، ثم عقب بصلاة الضحى، فقد أسرع الكرة، وأعظم الغنيمة» ([52]).
8) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ا قال: «بعث رسول الله ه سرية فغنموا، وأسرعوا الرجعة، فتحدث الناس بقرب مغزاهم، وكثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم»، فقال رسول الله ه: «ألا أدلكم على أقرب منهم مغزى، وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة، من توضأ، ثم غدا إلى المسجد لسبحة الضحى، فهو أقرب منهم مغزى، وأكثر غنيمة، وأوشك رجعة» ([53]).
9) وعن أبي أمامة ا قال: قال رسول الله ه: «من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يسبح الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة» ([54]).
10) وعن أنس بن مالك ا قال: «كان رسول الله ه يصلى الضحى ست ركعات» ([55]).
11) وعن أم هانيء ل قالت: «أن النبي يوم الفتح صلى سبحة الضحى ثمان ركعات، يسلم من كل ركعتين»([56]).
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
« الخاتمة »
أخي المسلم، أختي المسلمة: أتمنى أن يكون كتابي هذا كافيا شافيا في تبيين حكم صلاة الضحى، وقد تعمدت كتابته مختصرا، لكي يستفيد منه كل فئة من فئات المجتمع، ومن يريد معرفة سنية صلاة الضحى وفضلها، وعدد ركعاتها، وأقوال العلماء فيها بالأدلة الشرعية الصحيحة، وأرجو من الله عز وجل أن أكون قد وفيت البحث حقه، وأما من يريد الاستزادة والتطويل، فعليه بكتب أهل العلم؛ فلا غنى له عن ذلك.
راجية من الله أن يجعله في ميزان حسناتي، وحسنات من أعانني عليه، وأرجو من الله أن يجعله لي ذخرا يوم ألقاه يوم لا ينفع مال، ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وأرجو من كل من يقرأ كتابي، هذا بأن يدعو لي، ولوالدي وأهلي، ومشايخي بالرحمة، والمغفرة.
وأسأل الله العون، والمغفرة في كل عمل أقوم به.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
01 |
إهداء |
06 |
02 |
المقدمة |
08 |
03 |
ذكر الدليل على سنية صلاة الضحى في الشريعة المطهرة |
10 |
04 |
ذكر الدليل على ثبوت صلاة الضحى عن السلف الصالح |
16 |
05 |
ذكر الدليل على فضل صلاة الضحى في الشريعة المطهرة |
20 |
06 |
ذكر الدليل على وقت صلاة الضحى في الشريعة المطهرة |
23 |
07 |
فائدة نافعة: إذا فاتت صلاة الضحى؛ فلا تقضى. |
27 |
08 |
ملخص وقت صلاة الضحى |
28 |
09 |
ذكر الدليل على عدد ركعات صلاة الضحى |
29 |
10 |
رسم توضيحي يبين عدد ركعات صلاة الضحى |
32 |
11 |
ذكر الأحاديث الضعيفة باختصار في صلاة الضحى، وهي صحيحة عند المقلدين للعلماء في تصحيحهم للأحاديث |
33 |
12 |
الخاتمة |
38 |
[1] ) الورى: الخلق؛ أي: إرشاد الخلق. «مختار الصحاح» للرازي (ص299).
[2] ) (خليلي)؛ أي: النبي ه ، والخليل: هو الصديق الخالص الذي تخللت محبته القلب.
[3] ) (ونوم على وتر): أن أصلى الوتر قبل أن أنام، وهو أفضل لمن لا يثق باستيقاظه في الليل. انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج 3ص47).
[4]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص56)، (ج4 ص226)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص234)، وأبو داود في «سننه» (ج2 ص138)، والنسائي في «سننه» (ج3 ص229)، و(ج4 ص218)، والترمذي في «سننه» (ج2 ص317)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص227)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج3 ص74)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج2 ص226)، وأحمد في «مسنده» (ج2 ص258).
[5] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص497)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص439)،وأبو عوانة في «المستخرج» (ج2 ص267)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص47)، والطيالسي في «مسنده» (ج1 ص121)، وأحمد في «مسنده» (ج6 ص74، 95).
وفي رواية عند مسلم في «صحيحه» (791): عن عائشة ل قالت: «كان رسول الله ه يصلي الضحى أربعا، ويزيد ما شاء الله».
[6] ) حديث صحيح.
أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص233). بإسناد صحيح.
[7] ) (الأوابين): الرجاعين إلى الطاعة، ومن الذنب إلى التوبة.
والأواب: المطيع.
[8] ) (ترمض): بفتح التاء، والميم، وبالضاد، يعني: شدة حر الرمل، ورمضت قدمه: احترقت من "الرمضاء"، ورمضت الفصال إذا وجدت حر الرمضاء، فاحترقت أخفافها، وذلك وقت صلاة الضحى.
[9] ) (الفصال): جمع فصيل، وهو: الصغير من الإبل.
وانظر: «رياض الصالحين» للنووي (ص459)، و«شرح صحيح مسلم» له (ج6 ص30)، و «المصباح المنير» للفيومي (ص238).
([10] أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص515)، والدارمي في «سننه» (ج1 ص340)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص229)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج2 ص271)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص49)، والطيالسي في «المسند» (ج1 ص121)، وأحمد في «مسنده» (ج4 ص366، 367، 32، 375).
[11] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص499)، وأبو داود في «سننه» (ج2 ص138)، وأحمد في «مسنده» (ج6 ص440، 451)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص47).
[12] ) حديث صحيح.
أخرجه أحمد في «مسنده» (ج5 ص173)، والنسائي في «السنن الصغرى» (ج4 ص217)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص227). بإسناد صحيح.
[13] ) وانظر: «الفتاوى» للشيخ ابن باز (ج11 ص399)، و «صلاة المؤمن» للقحطاني (ج1 ص341)، و«جزء في صلاة الضحى» للسيوطي (ص63).
[14] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص182). مطولا في حديث الشفاعة.
[15] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن ماجة في «سننه» (ج1 ص675)، وهناد في «الزهد» (987)، و أحمد في «مسنده» (ج5 ص196). بإسناد صحيح.
[16] ) (بالهاجرة). أي: وقت الحر.
[17] ) (يسبح). أي: يصلي نافلة الضحى.
[18] ) (يرفأ): بفتح التحتية، وسكون الراء، وفتح الفاء، وهمز: حاجب عمر أدرك الجاهلية وحج مع عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنهما.
انظر: «شرح الموطأ» للزرقاني (ج2 ص33).
[19] ) أثر صحيح.
أخرجه الإمام مالك في «الموطأ» (ج1 ص154)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (ج1 ص307)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص96)، والحدثاني في «الموطأ» (ص260)، بإسناد صحيح.
[20] ) أثر حسن.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص125)، والبيهقي في «السنن الكبرى» مختصرا (ج4 ص211)، بإسناد حسن. وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص148) ثم قال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
[21] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7795) ومسدد في «المسند» (ج1 ص289-المطالب العالية). بإسناد صحيح.
[22] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (1977). بإسناد صحيح.
[23] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص416). بإسناد صحيح.
[24] ) والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي ثقة من التابعين، توفي بعد سنة (100هـ).
انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص2995).
[25] ) وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي، مشهور بكنيته، ثقة من التابعين، توفي سنة (106هـ). انظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1046).
[26] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج3 ص417). بإسناد صحيح.
[27] ) (السلامى): بضم السين، وتخفيف اللام، وفتح الميم: المفصل: وهو ملتقى كل عظمين من الجسد، جمع مفاصل.
انظر: «الرائد» لجبران (ص757).
[28] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص498)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص164)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص228)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص47)، وأبو عوانة في «المستخرج» (ج2 ص266)، وأحمد في «مسنده» (ج5 ص178، 167).
[29] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص515).
[30] ) وانظر: «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص30)، و«جزء في صلاة الضحى» للسيوطي (ص65).
[31] ) السلامى: جمع سلامية بضم السين المهملة، وهي الأنملة من أنامل الأصابع، أو هي التي بين كل مفصلين من أصابع الانسان، والمعنى: على كل عظم ولو كان صغيرا، من عظام الانسان صدقة. انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج2 ص396).
[32] ) أخرجه البخاري في «صحيحه» (1052)، (1122)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج3 ص76)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص170)، وأحمد في «مسنده» (ج6 ص341)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص48).
[33] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص515).
[34] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (832). و«سنن» أبي داود (1277): «ثم أقصر حتى تطلع الشمس، فترتفع قيد رمح، أو رمحين». وفي لفظ لأحمد في «المسند» (ج4 ص11): «فإذا ارتفعت قيد رمح، أو رمحين فصل».
[35] ) وانظر: «الفتاوى» للشيخ ابن باز (ج11 ص395)، و «نيل الأوطار» للشوكاني (ج2 ص78)، و «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص30)، و«جزء في صلاة الضحى» للسيوطي (ص66).
[36] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (139).
[37] ) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص578)، ومسلم في «صحيحه» (ج1 ص266). وفي رواية عند مسلم: «أن النبي ه أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح»
[38] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص497).
[39] ) خليلي: الخلة؛ بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب؛ فصارت خلاله؛ أي: في باطنه.
والخليل: الصديق.
انظر: «الموسوعة الفقهية الميسرة» للعوايشة (ج2 ص164).
[40] ) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص226)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص234).
[41] ) يجزئ: من الإجزاء، بمعنى الكفاية، و المراد: يكفي من ذلك.
انظر: «منهل الواردين» للصالح (ج2 ص655).
[42] ) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج1 ص498).
[43] ) وانظر: «فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام» للشيخ ابن عثيمين (ج4 ص279 و290)، و «شرح صحيح مسلم» للنووي (ج6 ص230).
[44] ) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (7867). بإسناد صحيح.
[45] ) ولولا الإطالة لتم تخريجها مطولا.
[46] ) حديث ضعيف.
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج1 ص377)، والترمذي في «سننه» (ج2 ص581)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص49). وإسناده فيه اختلاف لا يحتج به، ومتنه منكر.
[47] ) حديث ضعيف.
أخرجه الترمذي في «سننه» (ج2 ص1340)، وأحمد في «مسنده» (ج6 ص440). وإسناده فيه اختلاف لا يحتج به.
[48] ) حديث ضعيف.
أخرجه أبو داود في «سننه» (ج5 ص406)، وابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص229)، وأحمد في «مسنده» (ج5 ص354). وإسناده فيه اختلاف لا يحتج به.
[49] ) حديث ضعيف.
أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (ج2 ص28)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص314). وإسناده فيه اختلاف لا يحتج به.
[50] ) حديث ضعيف.
أخرجه أحمد في «مسنده» (ج4 ص153). وإسناده ضعيف فيه قتادة وهو مدلس، وفيه غيره، وفيه اختلاف لا يحتج به.
[51] ) حديث ضعيف.
أخرجه أحمد في «مسنده» (ج5 ص286). والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج3 ص48).وغيرهما. وإسناده فيه اختلاف لا يحتج به.
[52] ) حديث ضعيف.
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (629). وأبو يعلى في «المسند» (6473). وإسناده ضعيف، لا يحتج به.
[53] ) حديث ضعيف.
أخرجه أحمد في «مسنده» (ج2 ص175). وإسناده ضعيف فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، و فيه غيره أيضا، فلا يحتج به.
[54] ) حديث ضعيف.
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج8 ص209). وإسناده فيه اختلاف، لا يحتج به. وانظر: «المحلى» لابن حزم (ج7 ص38).
[55] ) حديث ضعيف.
أخرجه الترمذي في «الشمائل» (ص152). وإسناده فيه اختلاف، لا يحتج به.
[56] ) حديث ضعيف.
أخرجه أبو داود في «سننه» (1290)، و فيه عياض بن عبد الله، وهو ضعيف، وزيادة «يسلم من كل ركعتين»؛ زيادة منكرة، قال ذلك الشيخ الألباني في «ضعيف سنن أبي داود» (ج10 ص 51).