القائمة الرئيسة
الرئيسية / ينابيع الأنهار في فقه الكتاب والسنة والآثار / تمام المنة في أجر من كتب، وطبع، وصمم، ونشر، ونسخ كتب أهل الأثر والحديث والسنة

2023-12-11

صورة 1
تمام المنة في أجر من كتب، وطبع، وصمم، ونشر، ونسخ كتب أهل الأثر والحديث والسنة

 

 

 

 

 

 

 

تمام المنة

في أجر

من كتب، وطبع، وصمم، ونشر، ونسخ

كتب أهل الأثر والحديث والسنة

 

 

 

 

بقلم

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

    

فتوى

العلامة الشيخ ابن غصون / في أن نشر العلم؛ بأي: وسيلة من الصدقة الجارية في الحياة وبعد الممات

 

 

قال العلامة الشيخ ابن غصون / في «الفتاوى» (ج3 ص226): (صدقة جارية تصدق بها، كما لو أوقف سبيلا، أو بنى مسجدا، أو ترك علما ينتفع به من بعده، مثل: الكتب التي خلفها بعض أهل العلم، أو التلاميذ الذين خلفوهم، أو سبل من سبل الخير التي كانت سببا في نشر العلم، ونشر الدين، والدعوة وهكذا، الكتب الآن لا يستغني الناس عنها لا في قليل، ولا في كثير، مثل: كتاب: «رياض الصالحين»، و«صحيح البخاري»، وكتاب: «التفسير» لابن كثير وغيره، والكتب كثيرة جدا مختصرة، والكتب كثيرة لا يستغنى عنها، وهي في الحقيقة علم ينتفع به، وأجره وثوابه عائد لمؤلفه، وللذين ألفوا، ودونوا، وتعبوا عليه، فرحمهم الله جميعا، وأكرم مثواهم وجمعنا بهم في مقر رحمته). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

    

يبشر

بالأجر العظيم

من

كتب، وطبع، وصمم، ونشر، ونسخ

كتب أهل الحديث والسنة والأثر

وله أجر من: قرأها، وعمل بها، وحفظها، ومن نشرها، وأنفق ماله عليها

إلى قيام الساعة، ياله من أجر عظيم في نشر العلم النافع بين المسلمين

 

اعلم رحمك الله، أن الكتاب النافع، يثيب الله تعالى مؤلفه عليه، ويثيب: طابعه، ومصممه، وناشره، وناسخه.

* ويكون ذلك: صدقة جارية([1]) في علم ينتفع به، إلى يوم القيامة، للجميع.

وإليك الدليل:

قال تعالى: ]وتعاونوا على البر والتقوى[ [المائدة:2].

وقال تعالى: ]وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض[ [الرعد:17].

قلت: والعبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب. ([2])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليقل خيرا). ([3])

قلت: والعلم النافع من الخير. ([4])

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح حلية طالب العلم» (ص 258): (ربما تكلم العالم بكلمة ينتفع بها أجيال من الناس). اهـ

وعن جرير بن عبدالله t قال: قال رسول الله r: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا).([5])

قلت: ونشر العلم النافع، سنة حسنة في الإسلام، مثل: كتابته، وطباعته، وتصميمه، ونسخه.

قال الإمام المنذري / في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص110): (وناسخ العلم النافع: له أجره، وأجر من قرأه، وكتبه، أو عمل به من بعده ما بقي خطه). اهـ

* وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج18 ص74)؛ عمن نسخ: بيده، «الصحيح» للبخاري، و«الصحيح» لمسلم، و«القرآن»، وهو ناو كتابة: «الحديث» وغيره، وإذا نسخ لنفسه، أو للبيع؛ هل يؤجر؟.

فأجاب: بعد، أن مدح: «الصحيحين»، وكتب: «السنن»، و«المسند»، و«الموطأ»، بما نصه: (ويؤجر الإنسان على كتابتها، سواء: كتبها لنفسه، أو كتبها لبيعها... فالكتابة كذلك لينتفع به، أو لينفع به غيره، كلاهما: يثاب عليه). اهـ

قلت: وكذلك الكتاب النافع، فكما أن الله تعالى: يثيب مؤلفه عليه، فإنه يثيب طابعه، وناشره، ومصممه، وناسخه، والمنفق عليه، بأي: مبلغ كان، صغيرا، أو كبيرا، فله أجره عند الله تعالى. ([6])

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). ([7])

وعلق الحافظ المنذري / في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص110)؛ على هذا الحديث؛ بقوله: (وناسخ العلم النافع، له أجره، وأجر من قرأه، أو نسخه، أو عمل به من بعده، ما بقي خطه، والعمل به لهذا الحديث وأمثاله).اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح حلية طالب العلم» (ص260): (وقوله: «ناشرا للعلم، وحب النفع»؛ يعني: تنشر العلم بكل وسيلة للنشر، من قول باللسان، وكتابة بالبنان، وبكل طريق، وفي عصرنا هذا سهل الله تعالى الطرق لنشر العلم، فعليك أن تنتهز هذه الفرصة لتنشر العلم الذي أعطاك الله إياه، فإن الله تعالى أخذ على أهل العلم ميثاق أن يبينوه للناس ولا يكتموه.

ثم ساق المصنف حديث أبي هريرة t «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»؛ والشاهد من هذا الحديث قوله: «أو علم ينتفع به».

* المراد بالصدقة الجارية: صدقة المال، خلاف ما ذكره، وأما صدقة العلم فذكرها بعد بقوله: «أو علم ينتفع به»؛ وهي: الصدقة الجارية المستمرة؛ لأن الصدقة إما جارية، وإما مؤقتة، فإذا أعطيت فقيرا يشتري طعاما، فهذه صدقة، لكنها مؤقتة، وإذا حفرت بئرا ينتفع به المسلمون بالشرب، فهذه صدقة جارية).اهـ

وعن أبي مسعود الأنصاري t قال: قال رسول الله r: (من دل على خير فله مثل: أجر فاعله). ([8])

وبوب الحافظ المنذري / في «الترغيب والترهيب» (ج1 ص108)؛ الترغيب: في سماع الحديث، وتبليغه، ونسخه.

قلت: فمن دل على خير، مثل: نشر العلم النافع، فله مثل: أجر فاعله، من ثواب إنفاق المال، أو طباعته، أو تصميمه، أو نشره، وكتابته، أو الدلالة عليه، أو النصيحة فيه، أو التشجيع عليه، فهذا ثواب للجميع، فكلهم: شركاء في الخير، والأجر، والثواب.

وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل: أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا). ([9])

فهذه الأحاديث: تدل على أن من علم أحدا؛ علما نافعا، فله مثل: أجور من انتفع بهذا العلم، وأن ثوابه: مستمر غير منقطع على كل من تعلم هذا العلم من طريقه. ([10])

 

 

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

فتوى العلامة الشيخ ابن غصون في أن نشر العلم؛ بأي: وسيلة من الصدقة الجارية في الحياة وبعد الممات...............................................

5

2)

يبشر بالأجر العظيم من كتب، وطبع، وصمم، ونشر، ونسخ كتب أهل الحديث والسنة والأثر وله أجر من: قرأها، وعمل بها، وحفظها، ومن نشرها، وأنفق ماله عليها إلى قيام الساعة، ياله من أجر عظيم في نشر العلم النافع بين المسلمين.......................................

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) في حياتهم، وفي مماتهم.

     قلت: وقد غفل عن هذه الصدقة الجارية في نشر العلم النافع: كثير من الناس في هذا الزمان، والله المستعان.

     وانظر: «شرح حلية طالب العلم» لشيخنا ابن عثيمين (ص260).

([2]) وانظر: «القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن» للشيخ السعدي (ص18).

([3]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (6475)، ومسلم في «صحيحه» (47).

([4]) وانظر: «حديث المساء» للشيخ ابن باز (ص330).

([5]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج2 ص704).

([6]) وانظر: «شرح حلية طالب العلم» لشيخنا ابن عثيمين (ص258 و260 و261).

([7]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (1631).

([8]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (1893)، وأبو داود في «سننه» (5129)، والترمذي في «سننه» (2671)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص120).

([9]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2674).

([10]) وانظر: «فيض القدير» للمناوي (ج6 ص170)، و«شرح رياض الصالحين» لشيخنا ابن عثيمين (ج2 ص258).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan