الرئيسية / ينابيع الأنهار في فقه الكتاب والسنة والآثار / النصوص المرضية في وصف الجماعات الحزبية في السنة النبوية
النصوص المرضية في وصف الجماعات الحزبية في السنة النبوية
النصوص المرضية
في وصف
الجماعات الحزبية
في
السنة النبوية
دراسة أثرية منهجية علمية في كشف الجماعات الحزبية في الإسلام، وما ابتدعوا في الدعوة إلى الله تعالى من فساد عريض بين المسلمين، فلم يجر الله تعالى على أيديهم خيرا، ولا زالوا يفرقون كلمة المسلمين في بلدانهم، ويشككون المؤمنين في دينهم، ويسعون في الأرض مفسدين؛ لذلك رفضهم الرسول r جملة من الإسلام
تأليف
العلامة أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره
شعارنا: أمن و أمان في الأوطان
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
قال تعالى: ]ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب[ [آل عمران :179].
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
]ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ [آل عمران :102].
]ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ [النساء:1].
]ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ [الأحزاب:70 و71].
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذه لمحة عن الفرق الضالة في هذا الزمان الحاضر للحذر من شرها، ومن محدثاتها، كما حذر منها القرآن والسنة والسلف.
قال تعالى: ]واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا[ [آل عمران: 103].
وقال تعالى: ]ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم [ [آل عمران: 105].
وقال تعالى: ] إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون[ [الأنعام: 159].
وقال تعالى: ]فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون[ [المؤمنون: 53].
قلت: فما جاء التفرق في القرآن؛ إلا مذموما، ومتوعدا عليه، اللهم سلم.
قال تعالى: ]لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا[ [الأحزاب: 21].
وعن العرباض بن سارية t قال: (وعظنا رسول الله r موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»).([1])
قلت: وهذا الاعتصام بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه ه، والتسليم لشرع الله تعالى هو العروة الوثقى المنجية من الهلاك.
قال تعالى: ]ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور[ [الأحزاب: 21].
قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص460): (فالاعتصام بحبل الله يوجب له الهداية واتباع الدليل، والاعتصام بالله، يوجب له القوة والعدة والسلاح). اهـ
قلت: فأخبر النبي ه أنه سيكون هناك اختلاف وتفرق، وأوصى عند ذلك بلزوم سنته ه ، ولوزم أمة الإجابة.
قال أبو نعيم في «تثبيت الإمامة» (ص196): (فالجماعة التي أمر رسول الله ه وأصحابه بملازمتهم هم: الصحابة والتابعون من العلماء لا الجماعة الفسقة الجهلة الغاغة([2]) ...). اهـ
قلت: وما يخرج عن الصراط المستقيم سبل لا حصر لها، ومن مال إليها خرج عن صراط الله بمقدار ذلك الميل، وقد صور ذلك لنا رسول الله ه أحسن تصوير.
فعن عبد الله بن مسعود t قال: (خط لنا رسول الله r خطا ثم قال: هذا سبيل الله؛ ثم خط خطوطا عن يمينه، وعن شماله ثم قال هذه سبل([3]) متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ ]إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله[.([4])
قلت: فتعدد السبل الشيطانية لا عصمة منه إلا التمسك بحبل الله تعالى الذي هو كتابه ودينه، والذي بعث به نبيه المعصوم محمد r فقام به بيانا، وتفصيلا بسنته وهديه؛ فلم يقبضه ربه إليه؛ إلا وقد أبان الحق من الباطل، وترك أمته على البيضاء النقية لا يزيغ عنها إلا هالك.
قال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج1 ص80): (فهذا التفسير يدل على شمول الآية لجميع طرق البدع، لا تختص ببدعة دون أخرى). اهـ
وعن عبد الله بن عمرو t، قال: قال رسول الله r: (إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي).([5])
وعن عبد الله بن مسعود t، قال: قال رسول الله r: (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل).([6])
قلت: وهذا نص يدل بمنطوقه على عظم وزر كل من سن ما لا يرضاه الله تعالى، أو أدخل في دين الله تعالى ما ليس منه بأي وجه من الوجوه، ولذلك فإن ابن آدم الأول يحمل وزر كل جريمة قتل تقع بين بني آدم؛ لأنه هو أول من سن جريمة القتل، والله المستعان.
وعن جرير بن عبدالله t قال: قال رسول الله r: (ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده).([7])
قلت: وهذه النصوص تدل بمنطوقها على عظم وزر كل من سن ما لا يرضاه الله تعالى، أو أدخل في دين الله ما ليس منه بأي وجه من الوجوه... وكل مبتدع، أو جاهل، أو مميع، أو حزبي قد سن ملا يرضاه الله تعالى، ورسوله r، واتبعه الناس في ذلك، فإنه يتحمل وزر ذلك كله في يوم يتبرأ المتبوع من التابع،ويدعو عليه بالويل والثبور.
قال تعالى: ]إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب «166» وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم[ [البقرة:166-167].
وقال تعالى: ]وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين[ [فصلت:25].
وعن الإمام إبراهيم النخعي / قال، في قوله تعالى: ]وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة[ [المائدة:64]، (هم أصحاب الأهواء)، وفي رواية: (الجدال والخصومات في الدين).
أثر صحيح
أخرجه الهروي في «ذم الكلام» (820)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة» تعليقا (ج2 ص845)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1772)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج4 ص222)، وسعيد بن منصور في «السنن» (722)، وابن جرير في «جامع البيان» (ج6 ص102)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (558)، وفي «الإبانة الصغرى» (ص141)، وأبو الفتح المقدسي في «الحجة» (ج1 ص267) من طريقين عن العوام بن حوشب عن إبراهيم النخعي به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن الإمام أبي العالية / قال: (إياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء).
أثر صحيح.
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص367)، وابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (ص17)، وابن وضاح في «البدع» (ص75)، والمروزي في «السنة» (ص8)، والآجري في «الشريعة» (ص13)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (136)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص56)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص218)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج18 ص171)، والهروي في «ذم الكلام» (ج5 ص18) من طريقين عن عاصم الأحول، قال: قال أبو العالية فذكره.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن الإمام عمران القصير / قال: (إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت).
أثر صحيح.
أخرجه ابن بطة في «الإبانة الكبرى» (637)، والآجري في «الشريعة» (119)، من طريق محمد بن المثنى قال: حدثنا حماد بن مسعدة عن عمران القصير به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: فالدين واحد، وهو ما جاء به رسول الله ه، لا يقبل الانقسام إلى جماعات حزبية، وإلى مذاهب مختلفة عصبية([8])، فديانات الجماعات الحزبية الموجودة الآن لا يقبل الله هذه الديانات منهم فانتبه.
قال تعالى: ]أفغير دين الله يبغون[ [آل عمران: 83].
وقال تعالى: ]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين[ [آل عمران: 85].
وقال تعالى: ]إن الدين عند الله الإسلام[ [آل عمران: 19].
إذا: فإن مجرد الانتساب إلى الإسلام دون العمل به، فهذا لا يكفي فيه، بل من أدخل فيه ما ليس منه من المخالفات الشرعية الكثيرة، أو القليلة، فإنه ابتغى غير الإسلام دينا، فلن يقبل منه ذلك، سواء كان من المسلمين، أو من المبتدعين، فانتبه.([9])
قال تعالى: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا[ [المائدة: 3].
وقال تعالى: ]ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى[ [لقمان: 22].
وقال تعالى: ]ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن[ [النساء: 125].
وقال تعالى: ]أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض[ [آل عمران: 83].
قلت: والإسلام؛ الانقياد والخضوع، والاستسلام بالتوحيد والطاعة لله تعالى، ولرسوله ه، فمن اتبعه كان مرضيا عند الله تعالى، ومن خالفه كان باغيا لغير دين الله تعالى.([10])
قال المراغي / في «تفسيره» (ج2 ص204): (قوله تعالى: ]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه[؛ لأن الدين إذا لم يصل بصاحبه إلى هذا الخضوع والانقياد لله تعالى كان رسوما، وتقاليد لا تجدي شيئا، بل تزيد النفوس فسادا، والقلوب ظلاما، ويكون حينئذ مصدر الشحناء، والعداوة بين الناس في الدنيا، ومصدر الخسران في الآخرة بالحرمان من النعيم المقيم، والعذاب الأليم، وقوله تعالى: ]وهو في الآخرة من الخاسرين[؛ لأنه أضاع ما جبلت عليه الفطر السليمة من توحيد الله تعالى، والانقياد له، كما جاء في الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه»([11])، وخسر نفسه إذ لم يزكها بالإسلام لله، وإخلاص السريرة له؛ كما قال تعالى: ]قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا ذلك هو الخسران المبين[). اهـ
وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسيره» (ج1 ص373): (قوله تعالى: ]ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه[؛ أي: من سلك طريقا سوى ما شرعه الله تعالى، فلن يقبل منه([12]): ]وهو في الآخرة من الخاسرين[؛ كما قال النبي ه في الحديث الصحيح: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»([13]».
وعن أبي هريرة t، قال: قيل للنبي ه: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: (أنا ومن معي) قال: فقيل له: ثم من يا رسول الله؟ قال: (الذين على الأثر) قيل له: ثم من يا رسول الله؟ قال: (فرفضهم).([14])
حديث حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص155) من طريق صفوان، أخبرنا محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وأخرجه أحمد في «المسند» (ج3 ص243)، والآجري في «الشريعة» (1147) من طريق ليث –يعني: ابن سعد-، عن محمد، عن أبيه العجلان، عن أبي هريرة t، أنه قال: سئل رسول الله ه أي الناس خير؟ فقال: (أنا، والذين معي، ثم الذين على الأثر، ثم الذين على الأثر)، ثم كأنه رفض من بقي.
وإسناده حسن.
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص78)، وفي «الإمامة» (ص241)، والخلال في «السنة» (ص436) من طريق أبي عاصم عن محمد بن عجلان به.
وإسناده حسن.
وأخرجه الكلاباذي في «معاني الأخبار» (ص372) من طريق أبي حمزة عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة t به.
وإسناده حسن.
قال الكلاباذي / في «معاني الأخبار» (ص372): (ورد الخبر بقوله: من خير الناس؟ فقال: (أنا ومن معي) فوجب الحكم به ... فيستوي آخر هذه الأمة بأولها في الخيرية، وذلك أن القرن الذي بعث فيهم رسول الله ه، إنما كانوا أخيارا؛ لأنهم آمنوا بالنبي ه، حين كفر به الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، ونصروه حين خذله الناس، وهاجروا وآووا ونصروا، وكل هذه الأفعال وجدت في آخر هذه الأمة([15])...). اهـ
وسئل فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز /: هل الملل والنحل والطرق الموجودة الآن هي التي ينطبق عليها قول الرسول ه: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، والقول الآخر: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)؟ أفيدونا بالصواب جزاكم الله خيرا؟.
فأجاب فضيلته: (كل طريقة، وكل نحلة يحدثها الناس تخالف شرع الله، فهي داخلة في قول رسول الله ه: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وداخلة في الحديث الصحيح: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة؛ قيل: ومن هي يا رسول الله؟ قال: الجماعة»).
وفي رواية أخرى: (ما أنا عليه وأصحابي)؛ فكل طريقة، أو عمل، أو عبادة يحدثها الناس يتقربون بها إلى الله، ويرونها عبادة، ويبتغون بها الثواب، وهي تخالف شرع الله؛ فإنها تكون بدعة، وتكون داخلة في هذا الذم والعيب الذي بينه رسول الله ه.
فالواجب على جميع أهل الإسلام أن يزنوا أقوالهم وأعمالهم وعباداتهم بما قاله الله ورسوله، وما شرعه الله، وما ثبت عن الرسول ه، بما وافق الشرع وما جاء في كتابه، وما ثبت عن رسوله ه ويعرضوها عليها؛ فهذا هو الحق المقبول، وما خالف كتاب الله، أو خالف السنة من عباداتهم وطرقهم فهو المردود، وهو الداخل في قول الرسول ه: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) ([16]). اهـ
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
قال تعالى: ]قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث[ [المائدة: 100].
ذكر الدليل
على وصف النبي ه الوصف الدقيق للجماعات الحزبية في آخر الزمان للحذر منها، واجتنابها وعدم الدخول فيها
وعن حذيفة بن اليمان ا قال: «كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني؛ فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟؛ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة([17]) إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟، فقال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا. قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟؛ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك».
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص615)، ومسلم في « صحيحه » (ج12 ص235-النووي)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1317)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص432)، والبغوي في «شرح السنة» (ج5 ص14)، وأبو داود في «سننه» (ج4 ص444)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص403)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص342)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج15 ص9 و17)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص190)، وفي «دلائل النبوة» (ج6 ص490)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج1 ص272)، وابن وضاح في «البدع» (ص77) من طرق عن حذيفة بن اليمان ا به.
وفي رواية لأبي داود في «سننه» (ج4 ص444): «تكون هدنة على دخن، ثم تكون دعاة الضلالة».
وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» (ج13 ص299)؛ بإسناد صحيح؛ بلفظ: «قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة([18]) على أبواب النار، فإن مت يا حذيفة، وأنت عاض على جذر خشبة يابسة خير لك من أن تتبع أحدا منهم».
وفي رواية لابن حبان في «صحيحه» (5963)؛ بإسناد صحيح: «هدنة على دخن لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه...يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه ثلاث مرات يكررها».
قال الحافظ البغوي : في «شرح السنة» (ج15 ص15): (قوله ه: «وفيه دخن»؛ أي: لا يكون الخير محضا، بل فيه كدر، وظلمة، وأصل الدخن أن يكون في
لون الدابة كدورة إلى السواد). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر : في «فتح الباري» (ج13 ص36): («الدخن»: هو الحقد، وقيل: الدغل وقيل: فساد القلب، ومعنى الثلاثة متقارب. يشير إلى أن الخير الذي يجيء بعد الشر لا يكون خيرا خالصا بل فيه كدر). اهـ
وقال الإمام أبو عبيد : في «غريب الحديث» (ج2 ص262)؛ في تفسيره للحديث: (لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، والهدنة: السكون بعد الهيج، وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة، أو الثوب، أو غير ذلك كدورة إلى سواد فوجهه أنه يقول: تكون القلوب هكذا لا يصفو بعضها لبعض، ولا ينصع حبها؛ كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة). اهـ
قلت: وهذا بيان من النبي ه بأن الدعاة إلى الفتن عند وقوعها؛ إنما هم الدعاة إلى النار، نعوذ بالله منها.([19])
قلت: فالشر الفتنة، ووهن عرى الإسلام في الناس، واستيلاء الضلال فيهم، وفشو البدعة بينهم.([20])
قال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص257): (قوله ه:
«نعم وفيه دخن»؛ بفتحتين أي: كدورة إلى سواد، والمراد أن لا يكون خيرا صفوا بحتا، بل يكون مشوبا بكدورة، وظلمة). اهـ
وقال الفقيه الطيبي : في «الكاشف» (ج10 ص52): (قوله ه: «نعم، وفيه دخن»؛ أي: يكون بعد ذلك الشر خير، والحال أن في ذلك الخير شرا، والمعنى: أن ذلك لا يصفو بل يشوبه كدورة، ومنه قولهم: هدنة على دخن؛ أي: سكون لعلة لا للصلح، وأصل: الدخن أن يكون في لون الدابة كدورة إلى السواد). اهـ
قلت: فتعرف منهم، وتنكر؛ أي: ترى فيهم ما تعرفه أنه من الدين، ومن الخير، وهو ليس من الدين، ولا من الخير، لأنهم يستنون بغير سنة الرسول ه، فتعرف فيهم الخير فتقبل، وترى فيهم الشر فتنكر، فتعرف وتنكر، والله المستعان.
قال الفقيه الطيبي : في «الكاشف» (ج10 ص53): (قوله ه: «دعاة على أبواب جهنم» أي: جماعة يدعون الناس إلى الضلالة، ويصدونهم عن الهدى؛ بأنواع من التلبيس لإدخالهم إياهم في جهنم، دخولهم فيها.
وجعل كل نوع من أنواع التلبيس بمنزلة باب من أبواب جهنم. «من جلدتنا» أي: من أنفسنا وعشيرتنا. قيل: معناه من أهل ملتنا. ويتكلمون بما قال الله تعالى، وقال رسول الله ه، أي: بالمواعظ، والحكم، وما في قلوبهم شيء من الخير يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم!). اهـ
قال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص259): (قوله ه:
«ولا يستنون بسنتي»؛ أي: من حيث العمل، والمعنى: أنهم لا يأخذون بالكتاب والسنة. و قوله ه: «وسيقوم فيهم رجال، قلوبهم قلوب الشياطين»؛ أي: كقلوبهم في الظلمة، والقساوة، والوسوسة، والتلبيس، والآراء الكاسدة، والأهواء الفاسدة. «في جثمان إنس» بضم الجيم؛ أي: في جسده، والمراد به جنس الإنس؛ فيطابق الجمع السابق). اهـ
وقال العلامة علي القاري : في «مرقاة المفاتيح» (ج9 ص273): (وأصل الدخن هو الكدورة، واللون الذي يضرب إلى السواد فيكون فيه إشعار إلى أنه صلاح مشوب بالفساد). اهـ
تتمخض هذه الشروحات عن أمور:
1) أن هذه مرحلة ليست خيرا خالصا، وإنما مشوبة بكدر يعكر صفو الخير، ويجعل مذاقه ملحا أجاجا!.
2) أن هذا الكدر يفسد القلوب، ويجعلها ضعيفة؛ حيث يدب إليها داء الأمم؛ وتتخطفها الشبهات!.
3) أن الفتنة التي تقع عمياء صماء([21])؛ والمراد بكونها عمياء صماء أن تكون بحيث لا يرى منها المخرج، ويقع الناس على غرة من غير بصيرة، فيعمون فيها، ويصمون عن تأمل الحق، واستماع النصح!.
4) أن اجتماع الناس من الحزبية على الفتنة يكون بسبب فساد ما في قلوبهم، وهي مشوبة بشيء من البدع، وارتكاب المناهي، بل يفعلون هدنة فيما بينهم مع خداع، وخيانة، ونفاق!: ﱣبأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلونﱢ [الحشر:14]. فلو كانوا يعقلون لعملوا على اجتثاث الخلاف من أصوله، فتوحدوا على الكتاب والسنة والآثار، ولم يصروا على الاختلاف، والتفرق فيما بينهم، والله المستعان.
5) أن الهدنة([22]) تكون على دخن فيها لما بين دعاة الضلالة من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهر!، فهي فتنة عمياء صماء؛ عليها دعاة على أبواب جهنم، والعياذ بالله.
6) أن أصل الدخن هو: الكدورة، واللون الذي يضرب إلى السواد، فيكون فيه إشعار إلى أنه صلاح منسوب بالفساد ذلك فيما يكون بين الجماعات الحزبية، والفرق الضالة([23])!، من «القديمة»، و«الجديدة».
7) أن ظهور دعاة الضلال يقترن بذلك ظهور البدع، والمعاصي فيمن يتبعهم، والمراد ظهور جماعة يدعون الناس إلى البدع، والمعاصي، والضلال، نعوذ بالله من الخذلان!.
8) أن قلوب المبتدعة في حين الهدنة مع بعضهم بعضا؛ لا تكون صافية عن الحقد، والبغض فيما بينهم، كما كانت صافية قبل ظهورهم البدع فيهم، نعم يقع شر هو فتنة عظيمة، وبلية جسيمة، يعمى فيها الناس عن أن يروا الحق، ويصم أهلها عن أن يسمعوا فيها كلمة الحق، والنصيحة!.
9) أن يكون وصف الفتنة للناس لما فيها من الظلام، وعدم ظهور الحق فيها، وشدة أمرها، وصلابة أهلها في العصبية للباطل، وعدم التفات بعضهم إلى بعض في المشاهدة والمكانة!.
10) أن المبتدعة على ضلالة وهم: السبب فيها، بل هم كائنون على شفا جرف من النار يدعون الناس إليها حتى يتفقوا على الدخول فيها!، والعياذ بالله.
11) أن النبي ه جعل دعوة الدعاة([24])، وإجابة المدعوين سببا لإدخالهم
إياهم في جهنم، ودخولهم فيها!، والعياذ بالله.([25])
وكان أيوب السختياني : يسمي «أصحاب الأهواء» كلهم خوارج ويقول: «اختلفوا في الاسم، واجتمعوا على السيف».
أثر صحيح
أخرجه اللالكائي في «الاعتقاد» (290)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات»
(1236)، والفريابي في «القدر» (ص215)، والهروي في «ذم الكلام» (977) بإسناد صحيح.
قال الإمام ابن حزم : في «الفصل» (ج4 ص227): (واعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله على أيديهم خيرا، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية، ولا رفع للإسلام راية، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين، ويفرقون كلمة المؤمنين، ويسلون السيف على أهل الدين، ويسعون في الأرض مفسدين). اهـ
قلت: ولا يزال هؤلاء سبب ريبة وشك في الدين؛ لكثير من الناس، لأنهم يظهرون شيئا، ويبطنون شيئا آخر، اللهم سلم سلم.
قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في «إعانة المستفيد» (ج1 ص243): (التنبيه على خداع المخادعين، وأن يكون المؤمنون على حذر دائما من المشبوهين ومن تضليلهم، وأنهم قد يتظاهرون بالصلاح، ويتظاهرون بالمشاريع الخيرية ــ كبناء المساجد!ــ ولكن ما دامت سوابقهم، وما دامت تصرفاتهم تشهد بكذبهم؛ فإنه لا يقبل منهم، ولا ننخدع بالمظاهر دون النظر إلى المقاصد، وإلى ما يترتب –ولو على المدى البعيد- على هذه المظاهر ... ففيه تنبيه المسلمين إلى الحذر في كل زمان ومكان من تضليل المشبوهين، وأن كل من تظاهر بالخير والصلاح والمشاريع الخيرية لا يكون صالحا ... فإننا نأخذ الحذر منه ولا ننخدع).اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : في «الفتاوى» (ج2 ص132)؛ عن المبتدعة: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم، بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟... وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ، والعلماء، والملوك، والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله). اهـ
وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في «وجوب التثبت في الأخبار واحترام العلماء» (ص50): (إن وجود المثقفين، والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها... وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله، والعبرة بالحقائق لا بالألقاب فكثير ممن يجيد الكلام، ويستميل العوام وهو غير فقيه، والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء، والمتحمسين تتقاصر أفهامهم، وعند
ذلك يأتي دور العلماء.
فلننتبه لذلك، ونعطي علماءنا حقهم، ونعرف قدرهم، وفضلهم، وننزل كلا منزلته اللائقة به). اهـ
وعن العرباض بن سارية t قال: قال رسول الله ه: (قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك).
حديث حسن
أخرجه ابن ماجه في «سننه» (43)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص126)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص96)، وفي «المدخل إلى الصحيح» (ج1 ص55)، والآجري في «الشريعة» (ص47)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص247)، وفي «مسند الشاميين» (2017)، وابن أبي عاصم في «السنة» (ج1 ص27)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ص482)، والمخلص في «سبعة مجالس من أماليه» (ج4 ص164)، والزنجاني في «المنتقى من فوائده» (ص50).
وإسناده حسن.
قلت: فالله بعث محمدا ه بالهدى، ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الظالمون، بعثه بالحنيفية السمحة، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ من ظلمة الشرك، والبدعة، والمعصية إلى نور التوحيد، والسنة، والطاعة، دعا الناس إلى المحجة البيضاء، وإلى السنة الغراء حتى تركهم وما من خير؛ إلا دلهم عليه، وما من شر؛ إلا حذرهم منه.
ولذا تلقاها أهل السنة والجماعة بالقبول والتسليم، فآمنوا بالله على ما يليق بهذا الدين، فكان هذا مما أغاظ أعداء الله في الخارج والداخل، فصاروا يفكرون في الطريقة التي يطعنون بها في بلدان المسلمين، التي هي فيها سبب اجتماعهم وعزتهم، فرأوا أن الكيد للإسلام على الحيلة أنجع، فأظهروا حبهم للإسلام والمسلمين في بلدانهم، لا رغبة في حبهم، بل للكيد للمسلمين والإسلام باسم الإسلام، وسلكوا لذلك طرقا شتى، ومن ذلك طعنهم في نصوص الأصول والفروع، بل زعموا كذبا وزورا أن العمل بها في هذا العصر لا يصلح، فيعملون منها ما يشاءون، ويتركون ما يشاءون؛ لذلك لجئوا إلى تحريف النصوص وتأويلها عن معناها الحقيقي بحجة: «الرؤية العصرية»؛ فسرت هذه الآفة في جميع الفرق الضالة ]فأولئك هم الظالمون [ [البقرة: 229].([26])
قلت: ولا يضل إلا من ارتكب سبب الضلالة فالله يضله([27]): ]بل الظالمون في
ضلال مبين[ [لقمان: 11].
قال تعالى: ]فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم [ [النحل:43].
وقال تعالى: ]يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم [ [الفتح: 11].
وقال الإمام البربهاري / في «السنة» (ص382): (وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار، أو يرد الآثار، أو يريد غير الآثار؛ فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع!). اهـ
وقال تعالى؛ عن أمثال الحزبية: ]وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون (48) وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين (49) [ [النور: 48 و49].
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة......................................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على تحريم التفرق........................................................................... |
6 |
3) |
ذكر الدليل على وجوب التمسك بالسنة النبوية........................................... |
6 |
4) |
ذكر الدليل على وجوب التسليم لشرع الله تعالى........................................... |
7 |
5) |
ذكر الدليل على وجوب الاعتصام بالكتاب والسنة........................................... |
7 |
6) |
الجماعة التي أمر بها الرسول بملازمتها هي جماعة الصحابة والتابعين..... |
7 |
7) |
تحذير الشرع من السبل الشيطانية..................................................................... |
8 |
8) |
ذكر الدليل على افتراق الناس في الدين.......................................................... |
9 |
9) |
ذكر الدليل على أن من سنن في الإسلام سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة............................................................................................... |
9 و10 |
10) |
ذكر الدليل على أن المتبوع يتبرئ من التابع يوم القيامة................................ |
10 |
11) |
ذكر الدليل على أن أصحاب الأهواء هم: أعداء الإسلام والمسلمين.............. |
11 |
12) |
ذكر الدليل على أن دين هذه الجماعات الحزبية ليس هو دين الإسلام..... |
13 |
13) |
ذكر الدليل على أنه لا يكفي مجرد الانتساب إلى الإسلام، بل يجب العمل به............................................................................................................................. |
13 |
14) |
ذكر الدليل على أن الإسلام هو: الاستسلام لله تعالى..................................... |
14 |
15) |
ذكر الدليل على أن أهل الأثر هم: أتباع الرسول ه حقا........................... |
15 |
16) |
فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله في ذم الجماعات الحزبية................................... |
17 |
17) |
ذكر الدليل على وصف النبي ه الوصف الدقيق للجماعات الحزبية في آخر الزمان للحذر منها، واجتنابها وعدم الدخول فيها.................................... |
19 |
أخرجه أبو داود في «سننه» (4607)، والترمذي في «سننه» (2678)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص67)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص126) بإسناد صحيح.
قلت: والتأسي والاقتداء بالرسول ه طريقة الاعتصام بالكتاب والسنة.
([3]) يعني: الأهواء والآراء المختلفة في الضلالات، مثل: الجماعات الحزبية الموجودة في الساحة الإسلامية في هذا الزمان.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج1 ص435)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص67)، والطيالسي في «المسند» (ص33)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج6 ص343)، وابن أبي زمنين في «السنة» (ص36)، وسعيد بن منصور في «تفسيره» (ج5 ص112)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (ج5 ص1422).
وسنده حسن.
أخرجه الترمذي في «سننه» (ج5 ص26)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص128)، وابن وضاح في «البدع» (ص92)، واللالكائي في «الاعتقاد» (ج1 ص100)، والآجري في «الشريعة» (ص15 و16)، والعقيلي في «الضعفاء» (ج2 ص262)، ومحمد بن نصر المروزي في «السنة» (ص23)، وابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (ص15)، وفي «الحدائق» (ج1 ص541 و452)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج1 ص369)، والديلمي في «الفردوس» (ج3 ص439)، والأصبهاني في «الحجة» (ج1 ص107)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج3 ص489)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص161).
بأسانيد حسنة.
([9]) قلت: كذلك الذين يعملون ببعض الإسلام، ويتركون بعضه، أو يعملون ببعض الأحكام، ويتركون بعضها، أو يعملون ببعض السنة، ويتركون بعضها فهذا أيضا لا يكفي في الإسلام، ولن يقبل منهم ذلك، والله المستعان.
قال تعالى: ]ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة[ [البقرة: 208]؛ أي: خذوا جميع أحكام الإسلام، واعملوا بها، فهذا هو الإسلام الصحيح الذي يجب الانتساب إليه.
([10]) وانظر: «تفسير القرآن» للمراغي (ج3 ص204)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج1 ص372)، و«زاد المسير» لابن الجوزي (ج1 ص416)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج2 ص820)، و«ثلاثة الأصول» للشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص66)، و«شرح ثلاثة الأصول» للشيخ الجامي (ص23).
([12]) لقد أدخلت «الفرقة الربيعية» الإرجاء الخبيث في دين الله تعالى، وادعت أنه من الإسلام، وهو ليس من الإسلام، بل هو دين «المرجئة الخامسة»، لأنها ابتغت غير الإسلام دينا فلن يقبل منها هذا الدين، إذا فهي في الآخرة خاسرة.
قال تعالى: ]وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون[ [آل عمران: 78].
وقال تعالى: ]قل هو من عند أنفسكم[ [آل عمران: 165].
وقال تعالى: ]لقد ابتغوا الفتنة[ [التوبة: 48].
([17]) هم في هذا الزمان: «الإخوانية»، و«التراثية»، و«السرورية»، و«القطبية»، و«الصوفية»، و«الأشعرية»، و«اللادنية»، و«الداعشية»، و«التبليغية»، و«الربيعية»، و«الإباضية»، وغيرهم من دعاة الباطل في هذا العصر، نعوذ بالله من الخذلان.
قال تعالى: ]ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون[ [الأنفال: 37].
([19]) وانظر: «الإحسان إلى تقريب صحيح ابن حبان» لابن بلبان (ج13 ص292)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص377)، و«المنهاج» للنووي (ج12 ص237).
([20]) وانظر: «الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج10 ص51)، و«مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (ج9 ص257).
([23]) قلت: فعلى المسلم أن يعتزل دعاة الضلالة، ويصبر على غصص الزمان، والتحمل لمشاقه، وشدائده إلى أن يموت على السنة، والحمد لله تعالى.
([24]) قلت: ويدخل في الدعاة من قام بالفتنة في طلب الحكم، والملك من: «الخوارج»، و«الروافض»، و«الإباضية»، و«الإخوانية»، و«الصوفية»، و«الداعشية»، و«الربيعية»، و«التراثية»، و«السرورية»، و«القطبية» وغيرهم ممن لم يوجد فيهم شروط الإمارة، والإمامة، والولاية، وهذا ظاهر في الثورات التي قامت في «تونس»، و«اليمن»، و«ليبيا»، و«سوريا»، و«مصر»، وغير ذلك.
وانظر: «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» للقاري (ج9 ص258).