القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار / جزء فيه: ضعف أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إني لأكره نفسي على الجماع»

2023-12-08

صورة 1
جزء فيه: ضعف أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إني لأكره نفسي على الجماع»

                سلسلة

      ينابيع الآبار في تخريج الآثار

 

                                                                                              

 

58

 

 

 

                                                                                               

 

 

جزء فيه:

ضعف أثر عمر بن الخطاب t:

«إني لأكره نفسي على الجماع»

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

    

رب يسر

المقدمة

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد،

هذا جزء حديثي في بيان حال أثر؛ عمر بن الخطاب: «والله إني لأكره نفسي على الجماع».

جمعت فيه طرق، وروايات هذا الأثر، مع الكلام عليها جرحا وتعديلا، وبيان عللها والحكم عليها، وذلك لما كان كثير من الناس اليوم لا يعرفون صحيح الحديث من ضعيفه.

أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجزء جميع الأمة، وأن يتقبل مني هذا الجهد، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه، ورعايته إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

                                                                                 أبو عبدالرحمن

                                                     فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

    

ذكر الدليل

على ضعف أثر عمر بن الخطاب t: «والله إني لأكره نفسي على الجماع».

 

عن عمر بن الخطاب t قال: (والله إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح الله تعالى).

أثر ضعيف

أخرجه ابن أبي الدنيا في «العيال» (ج2 ص573)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج7 ص97) من طريق محمد بن طلحة، عن الهجنع بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب t به.

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه الهجنع بن قيس الكوفي، وهو ضعيف الحديث.([1])

قال الحافظ الدارقطني في «السؤالات» (ص69): (الهجنع بن قيس، لا شيء، وهو كوفي، وله حديثان).

وأورده الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج7 ص589)؛ ولم يصب، لضعفه. ([2])

* وكذلك هو مرسل، لانقطاعه: بين الهجنع بن قيس، وبين عمر بن الخطاب t.

قال الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج8 ص256): (هجنع بن قيس الحارثي، عن إبراهيم، روى عنه محمد بن طلحة: مرسل).

* فهو: يرسل.

وقال الحافظ أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج9 ص122): (هجنع بن قيس الحارثي، كوفي: روى عن علي t: مرسلا).

وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (ج4 ص195)، وابن أبي الدنيا في «العيال» (ج2 ص571) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب t قال: (ما آتي النساء لشهوة، ولولا الولد ما آتي النساء).

أثر ضعيف

قلت: وهذا سنده ضعيف، لإرساله، فإن عروة بن الزبير، لم يدرك عمر بن الخطاب t، ولم يسمع منه شيئـا. ([3])

قال الحافظ أبو حاتم في «المراسيل» (ص124): (عروة بن الزبير: عن عمر، مرسل).

وأخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص247) من طريق محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن عمران بن عبد الله، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله قال: سمعت ابن عمر قال: (كان أبي أبيض، لا يتزوج النساء لشهوة، إلا لطلب الولد).

أثر ضعيف جدا

قلت: وهذا سنده واه، فيه محمد بن عمر بن واقد الواقدي، وهو متروك، قال الساجي: «الواقدي: في حديثه نظر، واختلاف».

قال عنه البخاري: «متروك الحديث»، وقال أحمد: «كذاب»، وقال الشافعي: «كتب الواقدي كلها كذب»، وقال يحيى بن معين: «ضعيف، ليس بشيء»، وقال مسلم بن الحجاج: «متروك الحديث»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال أبو أحمد الحاكم: «ذاهب الحديث»، وقال أبو زرعة: «متروك الحديث». ([4])

قال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج4 ص321): (استقر الإجماع على وهن: «الواقدي»).

وقال الحافظ النووي في «المجموع» (ج5 ص129): (الواقدي: ضعيف باتفاقهم).

وقال الحافظ النووي في «المجموع» (ج1 ص114): (الواقدي: ضعيف عند أهل الحديث وغيرهم، لا يحتج برواياته المتصلة، فكيف بما يرسله، أو يقوله عن نفسه).

وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج7 ص484)، عن الواقدي: (متون أخبار الواقدي، غير محفوظة، وهو بين الضعف).

وأخرجه البلاذري في «أنساب الأشراف» (ج10 ص343) من طريق بكر بن الهيثم، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: قال عمر بن الخطاب t: (ما آتي النساء للشهوة، ولولا الولد ما باليت ألا أرى امرأة بعيني).

أثر منكر

قلت: وهذا سنده منكر، وله علتان:

الأولى: بكر بن الهيثم الأهوازي، وهو مجهول.

الثانية: الإرسال، بين الزهري، وبين عمر بن الخطاب، فلا يصح. ([5])

وأخرجه أبو يوسف في «الآثار» (ص213) من طريق أبي حنيفة قال: بلغني، أن عمر بن الخطاب t قال: (لولا أن أضع وجهي لله، أو يخرج مني نسمة تسبح لله تعالى).

أثر ضعيف

قلت: وهذا سنده مرسل، معضل، ولا يصح، رواه أبو حنيفة، بلاغا.

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

2

2)

ذكر الدليل على ضعف أثر عمر بن الخطاب: «والله إني لأكره نفسي على الجماع»................................................................................

3

 

 



([1]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص293)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج7 ص256).

([2]) وانظر: «ترتيب ثقات ابن حبان» للهيثمي (ج9 ص282).

([3]) انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص124)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج7 ص180)، و«جامع التحصيل في أحكام المراسيل» للعلائي (ص236)، و«تلخيص المستدرك» للذهبي (ج4 ص51).

([4]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج12 ص154 و155)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج4 ص1265 و1267)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج1 ص178)، و«الكنى والأسماء» لمسلم (ج1 ص499)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص217)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج4 ص5 و6)، و«مناقب الشافعي» للبيهقي (ج1 ص548)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج10 ص290)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص21)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص88)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص347)، و«الشجرة في أحوال الرجال» للجوزجاني (ص230).

([5]) انظر: «جامع التحصيل في أحكام المراسيل» للعلائي (ص269).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan