الرئيسية / سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار / جزء فيه تخريج: زيادة ((وبركاته)) في التسليمتين في الصلاة
جزء فيه تخريج: زيادة ((وبركاته)) في التسليمتين في الصلاة
|
جزء فيه تخريج:
زيادة ((وبركاته)) في التسليمتين
في الصلاة
تخريج:
العلامة أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله، ونفع به، وأطال عمره
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا جزء حديثي من سلسلتي العلمية: ((سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار)) رقم (11)، التي أسأل الله أن يعظم النفع بها، وأن ييسر قبولها بين العلماء وطلبتهم قبولا حسنا.
ولقد سقت في ديباجة هذا الجزء سنة زيادة ((وبركاته)) في السلام بين الجانبين في الصلاة لما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة صلاته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)).([1])
وأسأل الله السداد والتوفيق، أنه سميع مجيب.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم
ذكر الدليل على سنية إتيان زيادة ((وبركاته))
في التسليمتين في الصلاة
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).
حديث صحيح
أخرجه أبو داود في ((سننه)) (ج1 ص261 و262)، والترمذي في ((سننه)) (ج2 ص89)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (ج1 ص393 و394)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج3 ص63)، والطيالسي في ((المسند)) (ص36)، والدارمي في ((المسند)) (ج1 ص285)، وابن بشران في ((الأمالي)) (ق/55/ط)، والفاكهي في ((حديثه)) (ص317 و318)، ومحمد بن الحسن في ((الحجة)) (ج1 ص142)، وابن المنذر في ((الأوسط)) (ج3 ص219)، وابن ماجه في ((سننه)) (ج1 ص296)، وأحمد في ((المسند)) (ج1 ص390 و406 و408)، والبزار في ((المسند)) (ج4 ص342)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (ج2 ص177)، وفي ((السنن الصغرى)) (ج1 ص183)، وفي ((معرفة السنن)) (ق/210/ط)، وابن المظفر في ((غرائب حديث شعبة)) (ص33)، والصيداوي في ((معجم الشيوخ)) (ص78)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج3 ص223)، والخلعي في ((الخلعيات)) (ص56)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج2 ص205)، وفي ((مصابيح السنة)) (ج1 ص357)، وابن الجارود في ((المنتقى)) (ص91)، وعبد الحق الإشبيلي في ((الأحكام الشرعية الكبرى)) (ج2 ص284)، وابن حزم في ((المحلى)) (ج3 ص275)، وابن المقرئ في ((الأربعين)) (ص104)، والسراج في ((المسند)) (ق/15/ط)، وفي ((حديثه)) (874)، والخطيب في ((المتفق والمفترق)) (ج3 ص1649)، وفي ((تالي تلخيص المتشابه)) (ج2 ص452)، وابن الجوزي في ((التحقيق)) (552)، وفي ((جامع المسانيد)) (ج5 ص124)، والطوسي في ((مختصر الأحكام)) (ج2 ص166)، والسري في ((حديث سفيان الثوري)) (ص66)، وابن خزيمة في ((صحيحه)) (ج1 ص359 و360)، والشاشي في ((المسند)) (ج1 ص365)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (ج2 ص220 و222 و223 و224)، وأبو يعلى في ((المسند)) (ج9 ص40)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (ج1 ص267 و268)، ومحمد بن إسماعيل الفارسي في ((زياداته على حديث ابن أبي مريم من حديث الفريابي عن سفيان الثوري)) (ص170)، والختلي في ((حديثه)) (ص155)، وابن أبي خيثمة في ((التاريخ الكبير)) (ص541)، والدولابي في ((الكنى والأسماء)) (ج1 ص212)، والقطيعي في ((جزء الألف دينار)) (ص250)، وعبد الرزاق في ((المصنف)) (ج2 ص219)، والدارقطني في ((السنن)) (ج1 ص356 و357)، وفي ((العلل)) (ج5ص11)، وفي ((الأفراد)) (ق/220/ط)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج1 ص298)، وفي ((المسند)) (340)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج10 ص152)، وفي ((المعجم الأوسط)) (1526) من عدة طرق عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص. وزاد النسائي، والبيهقي، والبزار، والطحاوي وغيرهم، والأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس، وزر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ... فذكره بألفاظ متقاربة عندهم.
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد وقع عند الطحاوي، والبيهقي تصريح أبي إسحاق بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال البغوي: هذا حديث حسن صحيح..
وقال ابن حجر: هذا حديث صحيح.
وزاد ابن حبان، وابن خزيمة أيضا: ((وبركاته))، وهي عند ابن حبان وقعت في ((التسليمة الثانية))، وعند ابن خزيمة وقعت في ((التسليمتين)). ولفظه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن شماله حتى يبدو بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).
وبهذا اللفظ: أخرجه ابن حزم في ((المحلى)) (ج3 ص275) من طريق سفيان، ومعمر كلاهما عن حماد بن أبي سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود به.
وذكره ابن حجر في ((إتحاف المهرة)) (ج10 ص413)، وعبد الحق في ((الأحكام الشرعية الوسطى)) (ج1 ص413)، وفي ((الأحكام الشرعية الصغرى)) (ج1 ص253).
ومن هذا الوجه: أخرجه عبد الرزاق في ((المصنف)) (ج2 ص219)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج10 ص153)؛ بدون ذكر: ((وبركاته)).
وأخرجه البزار في ((المسند)) (ج5 ص345)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج10 ص154) من طريق المغيرة به.
وذكره الدارقطني في ((العلل)) (ج5 ص265).
قلت: وهي زيادة ثابتة صحيحة. نص عليها الحافظ ابن حجر في ((التلخيص)) (ج1 ص271) قال: (وقع في ((صحيح ابن حبان)) من حديث ابن مسعود زيادة: ((وبركاته))، وهي عند ابن ماجه أيضا، وهي عند أبي داود أيضا في حديث وائل بن حجر فيتعجب من ابن الصلاح حيث يقول: إن هذه الزيادة ليست في شيء من كتب الحديث). اهـ
قلت: وحديث وائل بن حجر رضي الله عنه المشار إليه:
أخرجه أبو داود في ((سننه)) (ج1 ص607)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (ج22 ص45)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (ج2 ص222)، والبغوي في ((شرح السنة)) (ج3 ص204) من طريق موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).([2])
قلت: وهذا سنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وقد صححه النووي في ((المجموع)) (ج3 ص479)، وابن حجر في ((بلوغ المرام)) (ص65)، والشيخ الألباني في ((الإرواء)) (ج2 ص31).
وقال الطبراني: هكذا رواه موسى بن قيس، عن سلمة قال: عن علقمة بن وائل وزاد في السلام: ((وبركاته)).
قلت: وكذا وقعت هذه الزيادة ((وبركاته)) في ((التسليمتين)) في: ((المغني)) لابن قدامة (ج1 ص324)، و((المجموع)) للنووي (ج3 ص442)، و((الإلمام)) لابن دقيق العيد (ج1 ص110)، و((المحرر)) لابن عبد الهادي (ج1 ص207).
قال السيوطي رحمه الله في ((تحفة الأبرار)) (ص71): (وقال الشيخ ولي الدين العراقي في ((شرح سنن أبي داود)): وقد ذكر النووي في ((الخلاصة)) أن حديث أبي داود: إسناده صحيح، والموجود في أصولنا من سنن أبي داود: ذكرها في ((التسليمة الأولى)) دون الثانية، وعزاه جماعة إليه بذكرها في ((التسليمتين))). اهـ
وقال النووي رحمه الله في ((المجموع)) (ج3 ص442)؛ نقلا عن ابن الصلاح: قوله عن زيادة ((وبركاته)): (لم أجده في شيء من الأحاديث؛ إلا في حديث رواه أبو داود من رواية وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وهذه الزيادة نسبها الطبراني إلى موسى بن قيس الحضرمي، وعنه رواها أبو داود، قال النووي: هذا الحديث إسناده في سنن أبي داود إسناد صحيح). اهـ
قلت: ثم ذكر بأن هذه الزيادة: ((وبركاته)) رويت من طريقين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وذكر ابن حجر تحسين حديث أبي داود في ((نتائج الأفكار)) (ج2 ص236)، وذكر هذه الزيادة: ((وبركاته)) من عدة طرق من حديث ابن مسعود.
قلت: ووقعت هذه الزيادة: ((وبركاته)) في التسليمتين في نسخة تركية محفوظة في ((المكتبة السليمانية)) (ج1 ص305-الطبعة العلمية)، وكذا في حاشية إحدى النسخ ((الهندية))؛ برواية اللؤلؤي: (ج1 ص151-مكتبة رحمانية).
قلت: ولم أجد هذه الزيادة في النسخة المطبوعة من سنن ابن ماجه في حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
لكن وقع في بعض نسخ ((سنن)) ابن ماجه، مثل: نسخة ((المكتبة السليمانية))، ونسخة ((مكتبة باريس))، وغيرهما، زيادة ((وبركاته))، وليست هي في النسخة ((التيمورية)).([3])
قلت: بينما أرى الصنعاني أيضا يقول في ((سبل السلام)) (ج1 ص381): (راجعنا سنن ابن ماجه من نسخة صحيحة مقروءة، فوجدنا فيه ما لفظه: عن عبد الله رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان يسلم، عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))). اهـ
وقال شعيب الأرناؤوط في ((تعليقه على شرح السنة)) (ج3 ص205): (وعند ابن ماجه في نسخة خطية في ((دار الظاهرية)) زيادة: ((وبركاته))، وقد سقطت من المطبوعة بتحقيق فؤاد عبد الباقي، وهي زيادة ثابتة صحيحة). اهـ
ولفظة: ((وبركاته)) ثابتة في ((سنن)) ابن ماجه طبعة ((الرسالة العالمية)) (ج2 ص78)؛ وهي في نسخة ابن حجر من ((سنن)) ابن ماجه؛ كما في ((تلخيص الحبير)) (ج1 ص271)، وفي نسخة صحيحة مقروءة منها؛ راجعها الصنعاني فيما ذكر في ((سبل السلام)) (ج1 ص381)، وكذلك هي ثابتة في رواية: عمر بن عبيد؛ عند ابن خزيمة في ((صحيحه)) (828)؛ بإسناد صحيح.
قلت: ورويت هذه الزيادة: ((وبركاته)) في التسليمتين؛ عند ابن حزم في ((المحلى)) (ج3 ص275) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، حتى يرى بياض خده، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، حتى يرى بياض خده).
قلت: إذا ثبت مما تقدم أن من السنة الصحيحة الإتيان بهذه الزيادة: ((وبركاته)) في التسليمتين، ولكن أحيانا لأنها لم ترد في أحاديث السلام الأخرى، فثبت من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها، ولكن تارة، وتارة.
2) وعن إبراهيم بن سويد قال: (وكان الأسود، يقول عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).
أثر صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (ج1 ص266) من طريق وكيع، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
* واستحب ذكر زيادة ((وبركاته)) في السلام بعض علماء الشافعية.([4])
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في ((تسهيل الإلمام)) (ج2 ص286): (فمن أتى في بعض الأحيان بهذه اللفظة فقال: ((وبركاته))؛ فلا بأس بذلك؛ عملا بهذه الرواية). اهـ
وقال أبو إسحاق ابن مفلح رحمه الله في ((المبدع)) (ج1 ص471): (إذا زاد: ((وبركاته))؛ فلا بأس، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ...). اهـ
تنبيه:
قال الأثيوبي في ((رفع الغين عمن ينكر ثبوت زيادة وبركاته في التسليم من الجانبين)) (ص4): (فأما أبو داود: فاختلفت نسخه، ففي بعض الطبعات سقطت من الثانية، وفي بعضها ثبتت فيها، وهذه هي النسخة الصحيحة عندي لما يأتي.
* فأما النسخ التي ثبتت فيها فهي النسخة الهندية، وتوجد في المكتبة المحودية في المدينة المنورة، ونصها (ج1 ص138): (حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا يحيى ابن آدم أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه: أنه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).
* والنسخة الثانية هي النسخة التي ضمن الكتب التسعة التي طبعت على المعجم المفهرس، وفيها إثباتها فيهما أيضا.
* والنسخة الثالثة هي التي حققها عزت عبيد دعاس (ص607) وهذه النسخة يحتمل أن تكون مأخوذة من النسختين السابقتين، أو إحداهما، ويحتمل أن تكون نسحة أخرى، والله أعلم.
وإنما قلت: إن هذه النسخ هي الصحيحة دون النسخ الأخرى التي لا تثبت الزيادة؛ لأن الحفاظ المحققين نقلوا هذه الزيادة من سنن أبي داود؛ فأثبتوها في الجانبين فمن هؤلاء المحققين: الحافظ ابن حجر رحمه الله: فقد نقلها في ((بلوغ المرام)) ونصه فيها:
وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته))، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله ((وبركاته)).
رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ومنهم: الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في كتابه ((المحرر)) (ج1 ص207)؛ فإنه أثبتها فيهما، وعزا ذلك إلى أبي داود.
ومنهم: الحافظ المجتهد ابن دقيق العيد رحمه الله في كتابه ((الإلمام)) (ج1 ص110)، فقد أثبتها في الجانبين عزاها إلى أبي داود.
والحاصل: أن اتفاق هؤلاء الثلاثة في إثباتها فيهما، وعزوها إلى أبي داود يؤكد أن نسخة أبي داود التي فيها إثباتها في الجانبين هي النسخة الصحيحة). اهـ
õõõõõõõ
([1]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج1 ص155)، وأبو داود في ((سننه)) (ج1 ص461)، والترمذي في ((سننه)) (ج1 ص399) من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.