القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / جزء فيه: التوجيه الصحيح؛ لقصة: «الذي أوصى أهله أن يحرقوه، بعد موته»

2023-12-08

صورة 1
جزء فيه: التوجيه الصحيح؛ لقصة: «الذي أوصى أهله أن يحرقوه، بعد موته»

47

سلسلة

النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية

 

 

 

 

 

 

جزء فيه:

التوجيه الصحيح؛ لقصة: «الذي أوصى أهله أن يحرقوه، بعد موته».

 

دراسة أثرية منهجية علمية في دفع شبهة: «المرجئة العصرية»؛ في استدلالهم: بقصة الذي أوصى أهله، أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر: وهو جاهل لا يكفر!

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

 

    

رب يسر ولا تعسر

المقدمة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد،

فهذا جزء لطيف في كشف شبهة: «المرجئة العصرية»، في حديث: «الذي أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته».

* وقد أجلى أهل العلم عن معناه الصحيح، والمراد منه؛ بتوجيهات علمية مفيدة، وبيان ذلك من وجوه:

الأول: أن الرجل لم يشك في قدرة الله تعالى، ولم يجهل هذه الصفة العظيمة، فهذا مستبعد من هذا الرجل؛ بل الرجل صرح أن الله تعالى يقدر عليه، لكنه من شدة خوفه من الله تعالى، وإيمانه، وتوحيده أن يعذبه، ويعاقبه، فغطى عليه الخوف على فهمه، وعقله، فقال بذلك، وهذا يترجح من مجموع روايات قصته.

الثاني: أن الرجل لم يصدر منه ما ينافي التوحيد، والإيمان، ويخرج به من الإيمان إلى الكفر؛ لأنه لو كان شيء من ذلك، لما غفر الله له، وهذا بين من مجموع روايات حديثه.

الثالث: أن الرجل كان مؤمنا، خائفا، ولا يكون هذا؛ إلا لمؤمن مصدق؛ بل ما تكاد تكون هذه الصفات الحميدة؛ إلا لمؤمن عالم.

الرابع: أن الرجل كان موحدا خائفا من الله تعالى، وكل من خاف الله تعالى آمن به، وعرفه حق المعرفة في صفاته، وغيرها، فكيف يشك في قدرته سبحانه، ويجهلها، أو ينكرها، وهذا مستحيل يقع فيمن يخافه، ويؤمن به، ويخشاه.

* إذا فمن المقطوع به أن الرجل لم يصدر منه ما ينافي توحيده، ويخرج به من الإيمان إلى الكفر، مثل: أنه لم يجهل بقدرة الله تعالى، ولم يشك فيها، وهذا مستعبد منه، بل الفرط خوفه وخشيته من عذاب الله تعالى، فغطى الخوف والخشية على عقله، وفهمه، وكان ما كان، وهو الذي يترجح عندي من مجموع روايات قصة الرجل، فيحمل المجمل على المفصل.

هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب: جميع الأمة الإسلامية، وأن يتقبل مني هذا الجهد، وأن يجعله في ميزان حسناتي، يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه ورعايته، إنه نعم المولى، ونعم النصير.

وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه

أبو عبد الرحمن الأثري

 

 

 

    

ذكر الدليل على دفع شبهة: «المرجئة العصرية»؛ في استدلالهم: بقصة الذي أوصى أهله، أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر: وهو جاهل لا يكفر

 

عن أبي سعيد الخدري t عن النبي r: (أن رجلا كان قبلكم، رغسه([1]) الله مالا فقال لبنيه لما حضر: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني([2])، ثم ذروني([3]) في يوم عاصف([4])، ففعلوا، فجمعه الله عزوجـل فقـال : مـا حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته).

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص1283)، و(ج5 ص2378)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2111 و2112)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج7 ص490) من طرق عن قتادة سمعت عقبة بن عبدالغافر سمعت أبا سعيد الخدري به، في حديث سليمان التيمي: (فإنه لم يبتئر عند الله خيرا)، قال فسرها قتادة: لم يدخر عند الله خيرا.

* وفي حديث شيبان بن عبدالرحمن: (فإنه والله ما ابتأر عند الله خيرا)، وفي حديث: أبي عوانة: (ما امتأر) بالميم، وفي حديث شعبة: (وإن الله يقدر علي أن يعذبني).

وأخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص2726)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص1112) من طريق معتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا قتادة عن عقبة بن عبدالغافر عن أبي سعيد الخدري t عن النبي r (أنه ذكر رجلا فيمن سلف، أو فيمن كان قبلكم يعني من بني إسرائيل-)، وفيه: (فقال الله عزوجل: كن، فإذا هو رجل قائم، قال الله: أي عبدي ما حملك على أن فعلت ما فعلت؟ قال: مخافتك... الحديث).

وعن أبي هريرة t أن رسول الله r قال: (قال رجل لم يعمل حسنة([5]) قط لأهله إذا مات فحرقوه، ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوالله لئن قدر([6]) الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين، فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك. يا رب وأنت أعلم فغفر الله له).

أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج4 ص2110)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج4 ص389)، ومالك في «الموطأ» (ج1 ص240)، وأبو مصعب الزهري في «الموطأ» (ج1 ص392)، والجوهري في «مسند الموطأ» (ص445)، وابن عبدالبر في «التمهيد» (ج18 ص38)، وابن القاسم في «المؤطأ» (ص360)، والحدثاني في «الموطأ» (ص375) من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة t به.

* وفي رواية، أبي مصعب: (لم يعمل خيرا قط)، وفي رواية الحدثاني: (كان رجل لم يعط أن يعمل خيرا قط).

قلت: وهذه الروايات تفسر الحسنة، في رواية: مسلم، ومالك رحمهما الله.

* وبهذا الإسناد: أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج6 ص2725)، مرفوعا: (قال رجل لم يعمل خيرا قط، فإذا مات.... الحديث).

قلت: فقوله: «لم يعمل خيرا قط»، فهذا تفسير أيضا، للفظ: «لم يعمل حسنة قط»، فافطن لهذا.

وأخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص1283)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2110)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1421)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص269)، وعبدالرزاق في «المصنف» (ج11 ص283) من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (كان رجل يسرف على نفسه يعني: يبالغ في المعاصي فلما حضره([7]) الموت... الحديث).

وأخرجه مسلم في «صحيحه» (ج4 ص2110)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج1 ص666)، وفي «السنن الصغرى» (ج4 ص113)، والمراغي في «الأربعين» (ص84) من طريق الزبيدي عن الزهري حدثني حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة t به.

وأخرجه ابن صاعد في «زوائد الزهد» (ص372) من طريق الحجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري قال أخبرني حميد بن عبدالرحمن به.

وأخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص304) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة عن النبي r قال: (كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم راح، فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله عزوجل: يا بن آدم، ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب من مخافتك، قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد).

وإسناده صحيح، وقد ذكر: مرسلا، مقرونا من طريق الحسن، وابن سيرين.

والحديث صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج7 ص106).

* وتابعه على الموصول: يحيى بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني به، عند أحمد في «المسند» (ج1 ص398).

وإسناده صحيح.

قلت: وهذه الأحاديث يفسر بعضها بعضا، في رفع الإشكال، في نفي إيمان الرجل، فافطن لهذا.

قال الإمام ابن عبدالبر / في «التمهيد» (ج18 ص40): (روي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة، في هذا الحديث؛ أنه قال: (قال رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد)، وهذه اللفظة إن صحت([8])، رفعت الاشكال في إيمان هذا الرجل، وإن لم تصح من جهة النقل، فهي صحيحة، من جهة المعنى، والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها، لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون، وهم: كفار، لأن الله عز وجل قد أخبر أنه: «لا يغفر أن يشرك به»، لمن مات كافرا، وهذا ما لا مدفع له، ولا خلاف فيه بين أهل القبلة، وفي هذا الأصل ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث: (لم يعمل حسنة قط)، أو (لم يعمل خيرا قط)، لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير، وهذا سائغ في لسان العرب، جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل، والمراد البعض، والدليل على أن الرجل كان مؤمنا، قوله حين قيل له: (لم فعلت هذا؟ فقال: من خشيتك يا رب)، والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق، بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم؛ كما: قال الله عز وجل: ﴿$yJ¯RÎ) Óy´øƒs† ©!$# ô`ÏB Ínϊ$t6Ïã (#às¯»yJn=ãèø9$# 3 [فاطر:28]، قالوا: كل من خاف الله آمن به وعرفه، ومستحيل أن يخافه من لا يؤمن به، وهذا واضح لمن فهم، وألهم رشده).اهـ

قلت: وهذا الكلام استحسنه؛ فضيلة الشيخ ناصر الدين الألباني / بقوله في «الصحيحة» (ج7 ص111): (هذا كله كلام الحافظ ابن عبد البر، وهو كلام قوي متين يدل على أنه كان إماما في العلم، والمعرفة؛ بأصول الشريعة وفروعها، جزاه الله عن الإسلام، والمسلمين خيرا). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج12 ص491) بعد أن ساق الحديث؛ برواية: «الصحيح»، وذكر أنه حديث متواتر: (وهنا أصلان عظيمان:

أحدهما: متعلق بالله تعالى، وهو الإيمان بأنه على كل شيء قدير.

والثاني: متعلق باليوم الآخر، وهو الإيمان بأن الله يعيد هذا الميت، ويجزيه على أعماله، ومع هذا فلما كان مؤمنا بالله في الجملة، ومؤمنا باليوم الآخر في الجملة، وهو أن الله يثيب، ويعاقب بعد الموت، وقد عمل عملا صالحا([9])وهو خوفه من الله، أن يعاقبه على ذنوبه غفر الله له بما كان منه من الإيمان بالله، واليوم الآخر، والعمل الصالح). اهـ

وقال الشيخ ناصر الدين الألباني / في «الصحيحة» (ج7 ص112): (وخلاصته: أن الرجل النباش كان مؤمنا موحدا، وأن أمره أولاده بحرقه... إنما كان، إما لجهله بقدرة الله تعالى على إعادته وهذا ما أستبعده أنا أو لفرط خوفه من عذاب ربه، فغطى الخوف على فهمه، كما قال ابن الملقن؛ فيما ذكره الحافظ (11/314)، وهو الذي يترجح عندي من مجموع روايات قصته.

* وسواء كان هذا، أو ذاك فمن المقطوع به أن الرجل لم يصدر منه ما ينافي توحيده، ويخرج به من الإيمان إلى الكفر؛ لأنه لو كان شيء من ذلك لما غفر الله له، كما تقدم تحقيقه من ابن عبدالبر). اهـ

قلت: بل هذا الرجل من أهل التوحيد كما سبق -، وقد ترك بعض العمل الزائد على الأصول كـ«التوحيد والصلاة» وغير ذلك من النوافل: «فلم يعملها قط»، وهذه لا تضر العبد ما دام أنه مؤمن بالله تعالى، وموحد لله تعالى، وإليك الدليل.

1) عن أبي هريرة t عن النبي r قال: (كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم راح([10])، فلما مات فعلوا ذلك به، فإذا هو في قبضة الله، فقال الله عزوجل: يا بن آدم، ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب من مخافتك، قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد).

حديث صحيح

            أخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص304) من طريق أبي كامل مظفر الخراساني ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي r. وغير واحد عن الحسن، وابن سيرين عن النبي r.

قلت: وللحديث إسنادان:

أولهما: عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة t.

قلت: وهذا إسناد متصل صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج7 ص106).

ثانيهما:عن حماد بن سلمة عن غير واحد عن الحسن وابن سيرين مرسلا.

قلت: وهذا ضعيف، لإرساله، ولجهالة الذين روى عنهم حماد بن سلمة.

* وتابعه على الإسناد المتصل يحيى بن إسحاق حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة t به.

أخرجه أحمد في «المسند» (ج1 ص398).

وإسناده صحيح.

والصواب: هو المتصل.

قلت: فقوله r (لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد)، يدل على أن هذا العبد من الموحدين المؤمنين فغفر له، ودخل الجنة بناء على وجود العمل الصالح عنده([11])، فتنبه.

2) وعن عبدالله بن مسعود t قال: «أن رجلا لم يعمل من الخير شيئا قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فخذوني واحرقوني حتى تدعوني حممة، ثم اطحنوني، ثم اذروني في البحر في يوم راح، قال: ففعلوا به ذلك، قال: فإذا هو في قبضة الله، قال: فقال الله عزوجل له ما حملك على ما صنعت قال: مخافتك، قال: فغفر الله له).

حديث صحيح

أخرجه أحمد في «المسند» (ج1 ص398) من طريق يحيى بن إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبدالله بن مسعود t به.

قلت: وهذا سنده حسن، وهو في حكم المرفوع، وإن كان موقوفا، كما هو معروف؛ عند أهل العلم.

قال الشيخ ناصر الدين الإلباني / في «الصحيحة» (ج7 ص106): (وهو في حكم المرفوع، كما لا يخفى).

وأخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج2 ص285) و(ج8 ص470) من طريق أبي كريب عن معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود t موقوفا به، وزاد فيه: (وكان الرجل نباشا، فغفر له لخوفه).

وإسناده صحيح، وسفيان الثوري: قديم السماع من أبي إسحاق.

وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج10 ص194)، ثم قال: رواه أبو يعلى بسندين، ورجالهما رجال الصحيح.

وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (10467) من طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبدالله بن مسعود t به، ثم قال في آخره: قال رسول الله r: (فوقع في يد الله، فقال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: مخافتك. قال: قد غفرت لك). وإسناده منكر.

وأخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج9 ص422) من طريق محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو الجواب حدثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن شقيق عن عبدالله بن مسعود t، موقوفا به.

وإسناده ضعيف فيه سليمان بن قرم البصري، وهو سيء الحفظ، كما في «التقريب» لابن حجر (ص411).

وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج10 ص194): وإسناد ابن مسعود حسن، وقال أيضا: رواه أبو يعلى بسندين، ورجالهما رجال الصحيح، ورواه الطبراني بنحوه... وإسناده منقطع، وروى بعضه مرفوعا، أيضا بإسناد متصل، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي الزعراء، وهو: «ثقة».

قلت: إذا فهذا الرجل كان يعمل الأعمال الصالحة، لكن لاسرافه في المعاصي كان يسيء الظن بعمله، فيظن أنه لم يعمل خيرا قط، وذلك بقوله (رب ما كنت أعمل خيرا)، كما في رواية: أحمد في «المسند» (ج38 ص449).

وإليك الدليل أيضا:

1) عن حذيفة t عن رسول الله r قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني، ثم اذروني في البحر فإن الله يقدر علي لم يغفر لي قال فأمر الله الملائكة فتلقت روحه فقال له ما حملك على ما فعلت، قال: يا رب ما فعلت إلا من مخافتك فغفر الله له).

حديث صحيح

أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج1 ص667)، وفي «السنن الصغرى» (ج4 ص113) من طريق إسحاق بن إبراهيم قال أنبا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن حذيفة t به.

قلت: وهذا سنده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وقد صححه الشيخ الألباني في «صحيح سنن النسائي» (ج2 ص447).

2) وعن أبي مسعود t قال: قال رسول الله r: (حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال الله عزوجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه).([12])

أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج3 ص1196)، والبخاري في «الأدب المفرد» (293)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص201)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج7 ص11)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص120)، وهناد في «الزهد» (1076)، والترمذي في «سننه» (ج3 ص599)، وابن حبان في «صحيحه» (ج7 ص252)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج5 ص356)، وفي «شعب الإيمان» (ج7 ص533)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص29) من طريق الأعمش عن شقيق عن أبي مسعود t به.

قلت: إذا فأطلقا على أنفسهما أنهما: «لم يعملا خيرا قط»، مع أن الأول كان يسامح الناس في البيع والشراء، وهذا لا يكون إلا من كان في قلبه شيء من الإيمان، والإيمان جاءه عن طريق العمل، وإن كان يسيرا.

والثاني: كان يخاف([13]) الله تعالى، ويسئ الظن بعمله([14]) لإسرافه في المعاصي، وقد تاب عن ذلك أيضا، وهذا هو طريق الإيمان، لأن لا يخاف العبد من الله، إلا إذا كان في قلبه الإيمان، وهذا الإيمان أتى بسبب العمل، وإن كان يسيرا، وهذا طريق لغة العرب، كما سبق.

قال الإمام ابن القيم / في «الداء والدواء» (ص116): (وهو سبحانه كما جعل الرجاء؛ لأهل الأعمال الصالحة، فكذلك جعل الخوف، لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء، والخوف النافع، هو ما اقترن به العمل). اهـ

وقال الإمام ابن خزيمة / في «التوحيد» (ص521): (هذه اللفظة «لم يعملوا خيرا قط»، من الجنس الذي تقول العرب: ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام، فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل: «لم يعملوا خيرا قط»([15]) على الكمال والتمام، لا على ما أوجب عليه، وأمر به). اهـ

قلت: ويستبعد أن الرجل شك في قدرة الله تعالى، وفي إعادته إذا ذري، وأنه اعتقد أنه لا يعاد، فهذا كله فيه نظر، وقد قال به عدد من العلماء ولم يصيبوا.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص331): (فهذا رجل شك في قدرة الله([16])، وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلا، لا يعلم ذلك، وكان مؤمنا يخاف الله تعالى، أن يعاقبه فغفر له بذلك). اهـ

وقال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج17 ص74): (معناه: إن الله قادر على أن يعذبني، إن دفنتموني، بهيئتي، فأما إن سحقتموني، وذريتموني، في البر، والبحر فلا يقدر علي([17])!). اهـ

* وهذا كله فيه نظر: وذلك أن الرجل لم يشك في قدرة الله تعالى، ولم يجهل هذه الصفة؛ لأن قدرة الله تعالى معلومة بالدين بالضرورة، لو اعتقد ذلك لكفر بالله، ولم يعذر بجهله.

* والرجل صرح أن الله تعالى يقدر عليه، فهو: يعتقد بقدرة الله تعالى، ويعلم بهذه الصفة العظيمة، لذلك لم يكفر.

* لكنه: من شدة خوفه من الله تعالى أن يعذبه غطى عليه الخوف، فقال: بذلك، كما ورد في الروايات، فغفر له بذلك، فهو مؤمن، ويخاف الله تعالى، لما عنده من التوحيد، والإيمان، والأصول، فكيف يشك في قدرة الله تعالى، وهي معلومة لجميع الخلق([18])، فهذا بعيد جدا.

قلت: ومن الأمور المقررة في شريعة الإسلام، أن الإنسان: مفطور منذ خلقته، على التوحيد الخالص، والدين القيم، والإيمان بالله تعالى، وأنه الرب سبحانه وتعالى، وله الصفات العلى، خاصة فطرته بصفة القدرة، فكيف الإنسان يجهلها، أو يشك فيها، أو ينكرها، فهذا مستعبد منه؛ لأنه مفطور على معرفته بصفات الله، فافهم لهذا ترشد.([19])

قال تعالى: ]فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون[ [الروم: 30].

* ومصداقا؛ لقول النبي r: (كل مولود يولد على الفطرة)([20])؛ أي: يولد على فطرة التوحيد، والإيمان بالله، وبأسمائه، وصفاته، خاصة: قدرة الله تعالى.

وعن الإمام حماد بن سلمة /؛ أنه كان يفسر؛ حديث: (كل مولود يولد على الفطرة) قال: هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب آبائهم، حيث قال: ]ألست بربكم قالوا بلى[ [الأعراف: 172].([21])

وقال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج18 ص93): (وسئل حماد بن سلمة، عن قول النبي r: (كل مولود يولد على الفطرة)، فقال: هذا عندنا حيث أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «أحكام أهل الذمة» (ج2 ص527): (والإقرار الذي أقروا به هو: الفطرة التي فطروا عليها؛ لأنه سبحانه احتج عليهم بذلك، وهو لا يحتج عليهم بما لا يعرفه أحد منهم، ولا يذكره). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «أحكام أهل الذمة» (ج2 ص562): (فخلقوا حين ولدوا على الفطرة مقرين بالخالق، شاهدين على أنفسهم؛ بأن الله ربهم). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص88): (والقلب خلق يحب الحق، ويريده، ويطلبه). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج16 ص338): (فإن الحق محبوب في الفطرة. وهو أحب إليها، وأجل فيها، وألذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له؛ فإن الفطرة لا تحب ذاك). اهـ

قلت: فالنفوس مفطورة على محبة الحق، وعلى معرفة الحق.

قال تعالى: ]قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى[ [طه: 50].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج8 ص463): (في النفس ما يوجب ترجيح الحق على الباطل في الاعتقادات والإرادات، وهذا كاف في كونها ولدت على الفطرة). اهـ

وقال العلامة الشاطبي / في «الاعتصام» (ج2 ص344): (أما إذا كان هذا المتبع ناظرا في العلم، ومتبصرا فيما يلقى إليه؛ كأهل العلم في زماننا، فإن توصله إلى الحق سهل). اهـ

وقال العلامة الشوكاني / في «أدب الطلب» (ص85): (فالوقوف على الحق، والاطلاع على ما شرعه الله؛ لعباده قد سهله الله على المتأخرين، ويسره على وجه لا يحتاجون فيه من العناية، والتعب؛ إلا بعض ما كان يحتاجه من قبلهم). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «درء تعارض العقل والنقل» (ج1 ص73): (إن الشارع نص على كل ما يعصم من المهالك؛ نصا قاطعا؛ للعذر). اهـ

وقال العلامة الشيخ أبو بطين / في «الانتصار لحزب الله الموحدين والرد على المجادل عن المشركين» (ص41): (واحتج بعض من يجادل عن المشركين: بقصة الذي أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر جاهلا لا يكفر، ولا يكفر إلا المعاند.

والجواب؛ عن ذلك كله: أن الله سبحانه أرسل رسله: مبشرين ومنذرين؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وأعظم ما أرسلوا به، ودعوا إليه: عبادة الله وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو: عبادة غيره، فإن كان مرتكب: «الشرك الأكبر» معذورا لجهله، فمن هو الذي لا يعذر؟!.

* ولازم هذه الدعوى: أنه ليس لله حجة على أحد إلا المعاند، مع أن صاحب هذه الدعوى لا يمكنه طرد أصله؛ بل لابد أن يتناقض؛ فإنه لا يمكنه أن يتوقف في تكفير من شك في رسالة محمد r، أو شك في البعث، أو غير ذلك من أصول الدين، والشاك: جاهل!.

* والفقهاء رحمهم الله: يذكرون في كتب الفقه: «حكم المرتد»: وأنه المسلم الذي يكفر بعد إسلامه: نطقا، أو فعلا، أو شكا، أو اعتقادا، وسبب الشك: الجهل.

* ولازم هذا: أنا لا نكفر، جهلة اليهود والنصارى، ولا الذين يسجدون الشمس، والقمر، والأصنام؛ لجهلهم، ولا الذين حرقهم علي بن أبي طالب t بالنار؛ لأننا نقطع أنهم جهال!.

* وقد أجمع العلماء: على كفر من لم يكفر اليهود والنصارى، أو يشك في كفرهم، ونحن نتيقن أن أكثرهم جهال.

* فالمدعي: أن مرتكب الكفر متأولا، أو مجتهدا مخطئا، أو مقلدا، أو جاهلا: معذور، مخالف للكتاب، والسنة، والإجماع بلا شك، مع أنه لابد أن ينقض أصله: فلو طرد أصله: كفر بلا ريب، كما لو توقف في تكفير من شك في رسالة: محمد r، ونحو ذلك.

* وأما الرجل الذي أوصى أهله أن يحرقوه، وأن الله غفر له، مع شكه في صفة من صفات الرب سبحان: فإنما غفر له لعدم بلوغ الرسالة له([22])، كذا قال غير واحد من العلماء). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

2

2)

ذكر الدليل على دفع شبهة: «المرجئة العصرية»؛ في استدلالهم: بقصة الذي أوصى أهله، أن يحرقوه بعد موته، على أن من ارتكب الكفر: وهو جاهل لا يكفر.....................................................................

4

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]) رغسه: أي أعطاه.

[2]) اسحقوني: من السحق، وهو أشد الدق.

[3]) ذروني: انثروني، وفرقوني.

[4]) عاصف: شديد الريح.

        انظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج7 ص491 و492).

[5]) الحسنة: المراد بها هنا العمل، والخير؛ كما في الروايات الأخرى، وليس المراد من ذلك ترك العمل بالكلية؛ فتنبه.

[6]) وأما قوله: (فوالله لئن قدر الله عليه): فقد اختلف في معناه: فقال بعض العلماء: هذا رجل جهل بعض صفات الله تعالى، وهي القدرة، فلم يعلم أن الله على كل ما يشاء قدير، قالوا: ومن جهل صفة من صفات الله تعالى، وآمن بسائر صفاته، وعرفها لم يكن بجهله بعض صفات الله كافرا، قالوا: وإنما الكافر من عاند الحق لا من جهله، وهذا قول المتقدمين من العلماء، ومن سلك سبيلهم من المتأخرين.

       وقال بعض العلماء: أراد بقوله: «لئن قدر الله عليه»، من القدر الذي هو القضاء، وليس من باب القدرة، والاستطاعة في شيء قالوا: وهو: مثل، قوله تعالى، في ذي النون: ﴿ŒÎ) |=yd©Œ $Y6ÅÒ»tóãB £`sàsù br& `©9 u‘ωø)¯R Ïmø‹n=tã﴾[الأنبياء:87].

       انظر: «التمهيد» لابن عبدالبر (ج18 ص42).

       قال الإمام ابن عبد البر في «التمهيد» (ج18 ص42): (وللعلماء: في تأويل هذه اللفظة قولان، أحدهما: أنها من التقدير والقضاء، والآخر: أنها من التقتير والتضيق. وكل ما قاله العلماء في تأويل هذه الآية، فهو جائز في تأويل هذا الحديث، في قوله: (لئن قدر الله علي) فأحد الوجهين تقديره: كان الرجل قال: (لئن كان قد سبق في قدر الله وقضائه، أن يعذب كل ذي جرم على جرمه، ليعذبني الله على إجرامي، وذنوبي عذابا، لا يعذبه أحدا من العالمين غيري، والوجه الآخر: تقديره، والله لئن ضيق الله علي، وبالغ في محاسبتي، وجزائي على ذنوبي ليكونن ذلك). اهـ

[7]) حضره الموت: أي جاءه الموت.

[8]) قلت: صحت، والحمد لله، كما سبق تخريجها.

[9]) قلت: فبين شيخ الإسلام ابن تيمية /، بأن الرجل كان يعمل عملا صالحا، وهذا الذي ذكرناه فيما سبق، وأما أن نظن بأنه لم يعمل أي عمل، فهذا لا يتصور، والله المستعان.

[10]) أي: في يوم ريح.

[11]) وأنه كان يعمل عملا صالحا، لم يترك العمل بالكلية، فافهم لهذا ترشد.

[12]) وبين ابن الجوزي: بأن الذي لا يعمل؛ أي: عمل فهو كافر، فكيف يدخل الجنة؟!.

        فقال الحافظ ابن الجوزي / في «جامع المسانيد» (ج6 ص117): (فإن قيل: هذا الذي ما عمل خيرا قط كافر، فكيف يغفر له؟ فقال ابن عقيل: هذا رجل لم تبلغه الدعوه فعمل بخصلة من الخير). اهـ

        قلت: وقد بينا بأن الرجل كان يعمل الخير القليل كما قال ابن عقيل، مع بقاء الأصول فيه، لكن الاستدلال هنا على أن الذي لا يعمل؛ أي: عمل فهو كافر.

[13]) كما قال ابن مسعود t: (وكان الرجل نباشا، فغفر له لخوفه).

         أخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج2 ص285)، و(ج8 ص470)، بإسناد صحيح.

[14]) ولذلك قال الحسن البصري /: (إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل).

        أخرجه أحمد في «الزهد» (ص402)، وأبو نعيم في «الحلية» (ج2 ص144) من طريقين عن الحسن البصري به.

        وإسناده حسن.

        وذكره ابن القيم في «الداء والدواء» (ص73).

        قال الإمام ابن القيم / في «الداء والدواء» (ص76): (ومن تأمل هذا الموضع حق التأمل علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه). اهـ

[15]) ولا يقال: بأن هؤلاء جاءوا بإيمان مجرد لم يضموا إليه شيئا من العمل، فتنبه.

[16]) وهذا مستعبد؛ لأنه مؤمن بالله تعالى، وموحد، فلابد أن يعلم بصفة القدرة، ومن المستحيل أن يجهلها، وهو بهذه المثابة في الدين.

       وانظر: «الصحيحة» للشيخ الألباني (ج7 ص112)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج18 ص40 و42).

[17]) وهذا ليس بصحيح، كما سوف يأتي التعليق عليه.

[18]) وقد فطروا على عظمة صفات الله تعالى من ذلك: صفة القدرة العظيمة.

[19]) وانظر: «إتحاف الخيرة المهرة في معرفة وسائل المؤثرة» لزوجتي الشيخة أم عبد الرحمن الأثرية (ص45).

[20]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج3 ص219)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2047) من حديث أبي هريرة t.

[21]) أثر صحيح.

      أخرجه أبو داود في «سننه» (4716)، (ج7 ص99).

      وإسناده صحيح.

     وذكره ابن عبد البر في «التمهيد» (ج18 ص93).

[22]) وهذا فيه نظر؛ وقد وجهنا التوجيه الصحيح، فيما سبق، وهناك توجيهات أخرى مفيدة في توجيه هذا الحديث.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan