الرئيسية / سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار / تحفة السعيد في تخريج أحاديث كتاب التوحيد الذي هو حق الله تعالى على العبيد (الجزء الأول)
تحفة السعيد في تخريج أحاديث كتاب التوحيد الذي هو حق الله تعالى على العبيد (الجزء الأول)
28 |
سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار |
تحفة السعيد
في
تخريج أحاديث كتاب التوحيد
الذي هو حق الله تعالى على العبيد
تأليف
العلامة المحدث الفقيه فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
لا إله إلا الله
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ [آل عمران:102].
]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ [النساء:1].
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ [الأحزاب:70 و71].
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فإن خدمة كتب التوحيد من أفضل الأعمال، وأكثرها نفعا للعلماء، ولطلبة العلم، ولعموم المسلمين في هذا العصر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في «الفتاوى» (ج15 ص25): (ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض؛ فسببه توحيد الله تعالى، وعبادته، وطاعة رسوله r.
وكل شر في العالم، وفتنة، وبلاء، وقحط، وتسليط عدو، وغير ذلك؛ فسببه مخالفة الرسول r، والدعوة إلى غير الله تعالى). اهـ
قلت: ولما كان التوحيد هو أصل الإسلام، فقد ألف فيه كثير من علماء التوحيد، وكان من أحسن وأفضل الكتب هو كتاب التوحيد للمجدد العلامة محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله.
قلت: فكتاب التوحيد من الكتب التي نفع الله تعالى بها خاصة المسلمين، وعامتهم في هذا الزمان.
وقد حقق فيه الشيخ رحمه الله أبواب التوحيد ومقاصده، ونفى الشرك، وعبادة الطاغوت بجميع وجوه هذه العبادة.
وكتاب التوحيد هذا اشتهر بالتوحيد الخالص، وهو أكثره تداولا بين المسلمين في البلدان الإسلامية.
قلت: وقد اعتنى بشرح متنه، وتخريج أحاديثه العلماء، وطلبة العلم قديما وحديثا.
وقد نال كتاب التوحيد من أهل السنة والجماعة عناية كبيرة لأهمية منزلته في الدين، وهو أصل من أصول الأمة الإسلامية.
ولحاجة المسلمين لكتاب التوحيد، فقد قمت بخدمة هذا الكتاب النافع في توحيد الله تعالى في العبادة؛ خدمة جليلة في كتابي هذا، وسميته: «تحفة السعيد في تخريج أحاديث كتاب التوحيد الذي هو حق الله تعالى على العبيد».
وقد تضمن تخريجا موسعا لأحاديث كتاب التوحيد مطبقا فيه قواعد أئمة الجرح والتعديل في نقد الأحاديث.
وقد بذلت جهدي في تبيين الأحاديث الصحيحة والضعيفة في هذا الكتاب.
والله أسأل أن يتقبل مني عملي هذا، ويجعله خالصا لوجهه الكريم.
كتبـه
أبو عبد الرحمن الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن
عن عبد الله بن مسعود t قال: (من أراد أن ينظر إلى وصية محمد رسول الله r التي عليها خاتمه؛ فليقرأ؛ قوله تعالى: ]قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم[؛ إلى: ]وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون[ [الأنعام: 151 و153].([1])
أثر ضعيف
أخرجه الترمذي في «سننه» (3070)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج10 ص93)، وفي «المعجم الأوسط» (1208)، والحسن بن عرفة في «جزئه» (65)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج6 ص458)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج3 ص381- الدر المنثور)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7918)، وابن حجر في «معجم الشيخة مريم الحنبلية» (ص86 و87)، والدارقطني في «الأفراد» (ج4 ص118 - الأطراف)، والحنائي في «الحنائيات» (271)([2])، والمراغي في «عوالي المجيزين» (ص75) من طريق محمد بن فضيل الضبي عن داود بن يزيد الأودي عن عامر بن شراحيل الشعبي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود t قال: «من سره أن ينظر إلى وصية محمد رسول الله r التي عليها خاتمه، فليقرأ: قوله تعالى: ]قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم[؛ إلى قوله: ]لعلكم تتقون[ [الأنعام: 151 و153]».
وفي رواية الترمذي في «سننه» (ج5 ص264) بلفظ: «من سره أن ينظر إلى الصحيفة التي عليها خاتم محمد r».
وفي رواية الطبراني في «المعجم الكبير» (ج10 ص93) بلفظ: «من سره أن يقرأ صحيفة محمد r التي عليها خاتمه».
قلت: وإسناده ضعيف، ومداره على: «داود بن يزيد الأودي»، وهو ضعيف، قال عنه أحمد: «ضعيف الحديث»، وقال يحيى بن معين: «ضعيف»، وقال أبو داود: «ضعيف»، وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي ويتكلمون فيه»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال ابن حجر: «ضعيف»، وقال ابن سعد: «ضعيف الحديث».([3])
فخلاصة: القول فيه أنه ضعيف الحديث، وقد انفرد بهذا الحديث، ولم يتابعه أحد في روايته: كما نص على ذلك أهل الحديث.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهذا تضعيف منه بقوله: «غريب».
قلت: فهو ضعيف، و: «داود الأودي» هذا احتار فيه الناس؛ أهو: «داود بن عبد الله الأودي الزعافري»، أبو العلاء الكوفي الثقة، كما في «التقريب» لابن حجر (ص306).
أم هو: «داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري»؛ أبو يزيد الأعرج الضعيف، كما في «التقريب» لابن حجر (ص309).
قلت: والتحقيق يقتضي أنه: «داود بن يزيد الأودي» الضعيف([4])؛ كما صرح به الدارقطني في «الأفراد» (ج4 ص118).
قال الدارقطني: تفرد به: «داود بن يزيد الأودي» عن الشعبي، وتفرد به: «محمد بن فضيل» عنه.
وكذلك عينه الحافظ النخشبي رحمه الله في «الفوائد» (ج2 ص1330)؛ بأنه: «داود بن يزيد الأودي» الضعيف.
وقال الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص43): حدثنا أحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة قال: حدثنا خالد بن يوسف السمتي قال: حدثنا محمد بن فضيل عن داود بن يزيد الأودي عن عامر الشعبي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود t به.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا داود، تفرد به: محمد بن فضيل.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في «ضعيف سنن الترمذي» (ص375)؛ «ضعيف الإسناد».
والحديث أعله الإمام الترمذي في«السنن» (ج5 ص309)؛ بقوله: غريب، وهذا تضعيف منه.
وأعله الإمام الدارقطني في «الأفراد» (ج4 ص118): بـ«داود بن يزيد الأودي»، وبتفرده بالحديث.
وكذلك أعله الإمام الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص43)، بالتفرد.
قلت: فيكون ضعيفا، لضعف: «داود بن يزيد الأودي» وبتفرده، فهو ضعيف، ولتفرده به عن: «الشعبي»، لأن كبار أصحاب: «الشعبي» لم يرووا هذا الحديث: «كإسماعيل بن أبي خالد»، و«مطرف بن طريف»، و«زكريا بن أبي زائدة»، وغيرهم؛ فأين كبار أصحاب: «الشعبي» عن هذا الحديث؟!.
وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج3 ص353) عن داود الأودي عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود t قال: «من أراد أن يقرأ صحيفة رسول الله r التي عليها خاتمه، فليقرأ هؤلاء الآيات: ]قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم[؛ إلى قوله تعالى: ]لعلكم تتقون[ [الأنعام: 151 و153]». ([5])
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج7 ص113)، ونسبه للترمذي في«السنن».
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج3 ص54)، والمباركفوري في «تحفة الأحوذي» (ج8 ص446).
قلت: وقد أخطأ الحافظ المزي رحمه الله لما ذكره في: «تهذيب الكمال» (ج8 ص411)؛ وبأنه رمز لرواية: «داود بن عبد الله» الثقة؛ عن: «الشعبي» بـ(ت)، وعنه: «محمد بن فضيل» بـ(ت)، ولما ترجم: لـ«داود بن يزيد» في «تهذيب الكمال» (ج8 ص4670)؛ رمز لروايته عن «الشعبي» بـ(ق)، وحديثنا هذا: رواه الترمذي في «السنن» من هذا الطريق، وهو من رواية: «داود بن يزيد» الضعيف، وهذا يدل أنه وهم في عزو رواية: «داود بن عبد الله» الثقة إلى الترمذي في «السنن».
قلت: وعلى هذا أخطأ من قال أن الراوي هو: «داود بن عبد الله» الثقة، وذلك لاعتماده على ما ذكره الحافظ المزي في: «تهذيب الكمال» (ج8 ص411)؛ حيث أنه ذكر أن: «محمد بن فضيل» يروي عنهما، وأن كليهما يروي عن: «الشعبي».
وقد رمز الحافظ المزي في: «تهذيب الكمال» (ج8 ص411)؛ لما ترجم: لـ«محمد بن فضيل» لروايته عن: «داود بن عبد الله الأودي» بـ(ت)، ولم يرمز في «تهذيب الكمال» (ج8 ص467) لروايته عن: «داود بن يزيد» شيئا.
وكذلك فإنه: لما ترجم: لـ«داود بن عبد الله» رمز لروايته عن: «الشعبي» بـ(ت)، ولما ترجم: «لداود بن يزيد» رمز لروايته عن: «الشعبي» بـ(ق) فقط.
قلت: فمن قال بأنه: «داود بن عبد الله الأودي» الثقة اعتمد على صنيع الحافظ المزي رحمه الله في: «تهذيب الكمال» (ج8 ص411).
& وهذا غلط لأمور:
(1) أن محمد بن فضيل معروف بالرواية عن: «داود بن يزيد»، لا عن: «داود بن عبد الله»، وذلك أن الرواة عن «داود بن عبدالله» معدودون، وعد: «محمد بن فضيل» فيهم غلط من الحافظ المزي في: «تهذيب الكمال» (ج8 ص411).
فإنه لم يذكر: «محمد بن فضيل» في تلامذة: «داود بن عبد الله» إلا عند الحافظ المزي اجتهادا منه. ([6])
ونص الإمام ابن المديني في«مسنده المعلل» (ج1 ص182- مسند الفاروق)؛ على أنه لم يرو عن: «داود بن عبد الله» إلا أبو عوانة، وزهير بن معاوية([7])، وذلك بقوله: (داود بن عبد الله الأودي، لا أعلم أحدا روى عنه إلا زهير، وأبو عوانة). اهـ
ونص أيضا الإمام ابن المديني في: «علل الحديث» (ص668) على ذلك.
وذكر الإمام البخاري في:«التاريخ الكبير» (ج3 ص236)؛ أنه روى عنه أبو عوانة، وأبو خالد الدالاني.
وذكر الإمام أبو حاتم في: «الجرح والتعديل» (ج3 ص416)؛ أنه روى عنه أبو حمزة السكري ، وأبو خالد الدالاني.
وقال عنه الإمام ابن شاهين في«الثقات» (ص122)؛ روى عنه أبو عوانة، وزهير بن خيثمة.
قلت: وفي الواقع لو بحثت في مرويات: «داود بن عبد الله الأودي» لن تجد أن: «محمد بن فضيل» روى عنه شيئا ؛ كما بين أئمة الجرح والتعديل.([8])
قلت: فإثبات راو جديد لم يذكره الأئمة في تلامذة: «داود بن عبد الله» يحتاج إلى دليل ظاهر، وليس ثمة دليل، بل القرائن تدل على خلاف ذلك.
وهذا يدل على أن الحافظ المزي وهم في ذكر «محمد بن فضيل» في تلامذة: «داود بن عبد الله».
وكذلك وهم الحافظ المزي رحمه الله في ذكر من شيوخ: «داود بن عبد الله الأودي»؛ الشعبي، وهذا غلط إذ لم يعده الأئمة المتقدمون؛ كأبي حاتم وغيره.
قلت: وهناك أحاديث في الكتب التسعة عند أحمد في «المسند»، وابن ماجه في «السنن» وغيرهما من طريق داود الأودي عن الشعبي، وصرح فيها بأنه: «داود بن يزيد الأودي»، مما يدل على أنه يروي عن الشعبي؛ دون: «داود بن عبد الله الأودي»؛ فإنه غير معروف بالرواية عن الشعبي.
ويؤيد ذلك: أن عامة رواية: «محمد بن فضيل» تكون عن: «داود بن يزيد الأودي» عن الشعبي، لا عن: «داود بن عبد الله الأودي» فانتبه.
وكذلك جماعة من الأئمة صرحوا في حديث الباب أنه: «داود بن يزيد الأودي» الضعيف، منهم: الإمام الدارقطني في «الأفراد» (ج4 ص118)، والإمام عبدالعزيز النخشبي في «الفوائد» (ج2 ص1330)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص43)، وغيرهم.
قلت: فالذي عينه أنه: «داود بن عبد الله الأودي» الثقة، فاستدل أن الحافظ المزي رمز لرواية محمد بن فضيل عن: «داود بن عبد الله الأودي» بـ(ت) بناء على اجتهاده في تعيين المهمل في هذا الحديث.
فإن: «محمد بن فضيل» ليست له رواية في سنن الترمذي عن: «داود الأودي» إلا هذا الحديث.
قلت: وكذلك فإنه ليس لراو اسمه: «داود» عن الشعبي عند الترمذي في «السنن» إلا حديثين: هذا أحدهما.
والآخر: رقم (3252)، من رواية ابن علية عن داود عن الشعبي.
وداود هذا هو: «ابن أبي هند»، فعلم بهذا أن الحافظ المزي اعتمد في ترميزه على هذا الحديث. ([9])
فلا يترجح أن الراوي هو: «داود بن عبد الله الأودي»الثقة.
قلت: وقد وهم من قال أن: «داود الأودي» في هذه الطبقة اثنان.
فـ«داود بن عبد الله الأودي» أقدم، فقد نص الإمام أحمد في «العلل» (ج1 ص536)؛ على أن: «داود بن عبد الله» أقدم من: «داود بن يزيد».
فإن الإمام أحمد قال في «العلل» (ج1 ص536): (الذي روى عنه أبو عوانة، وزهير؛ أقدم من هذا – يعني: داود بن يزيد).
قلت: ووفاة أبي عوانة، وزهير: الراويين عن: «داود بن عبد الله»، كانت قبل سنة: (177هـ)، وأما: «محمد بن فضيل» توفي سنة: (195هـ).
فيستبعد أن يكون: «محمد بن فضيل» يروي عن الأقدم؛ وهو: «داود بن عبد الله الأودي».
وإنما روايته عن المتأخر منهما، وهو: «داود بن يزيد الأودي». ([10])
قلت: وهذا يتعين أن الراوي، هو: «داود بن يزيد الأودي» الضعيف، والله ولي التوفيق.
([1]) قلت: واللفظ الذي ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يخرجه أحد من الرواة بهذا اللفظ، فإنه رحمه الله ذكره بالمعنى، واللفظ المثبت في التخريج هو اللفظ الصحيح.
([2]) والراوي عن عبد الله بن مسعود: هو «علقمة بن قيس النخعي» لا: «علقمة بن يزيد النخعي»، فلعله تصحف على الكاتب في: «الحنائيات»( ج2 ص1330)، فتنبه.
([3]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج8 ص467)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص178)، و«تقريب التهذيب» له (ص309)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص363).
([4]) قلت: وأبعد النجعة محقق كتاب: «مرويات ابن مسعود» (ج2 ص537)، حيث ذكر أن: «داود الأودي» هو: «داود بن عبد الله الأودي» الثقة، وليس هو كما قال.
قلت: والنجعة: بضم النون: المكان الذي يذهب إليه لجلب الماء والكلأ.
فقولهم: «فلان أبعد النجعة»؛ أي: كأنه تاه عن الطريق، ولم يذهب إلى الطريق الصحيح؛ لجلب الماء والكلأ، وهذا المثل يضرب لمن أراد شيئا ولم يصبه، وحاد عن الصواب.
وانظر: «تهذيب اللغة» للأزهري (ج1 ص244)، و«مختار الصحاح» للرازي (ص305).
([5]) وقال محقق: «تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (ج6 ص458): (داود الأودي لم يتبين لي من هو، فإن كان هو: «ابن عبد الله»؛ فالإسناد حسن، وإن كان هو: «ابن يزيد» فالإسناد ضعيف). اهـ
قلت: والتحقيق يقتضي أنه: «داود بن يزيد الأودي» الضعيف، كما بينت ذلك في أثناء التخريج، ولله الحمد والمنة.
([6]) ووهم الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج8 ص412)؛ في ذكره لجرح يحيى بن معين: «لداود بن عبد الله الأودي»؛ بأنه: «ليس بشيء»؛ فإنما قال الدوري في «التاريخ» (ج2 ص154) عن يحيى بن معين: هذه العبارة في: «داود بن يزيد الأودي»، وليس في: «داود بن عبد الله الأودي» فهذا فقد وثقة يحيى بن معين في «التاريخ» (ج2 ص152)، وليس له أي قول بتضعيفه، وقد وهم أيضا الحافظ الذهبي في «المغنى» (ج1 ص218)؛ بقوله: (ولابن معين فيه قولان!). اهـ
وصحح الحافظ الذهبي ذلك في «الميزان» (ج2 ص10) بقوله: وروى الكوسج عن يحيى: «ثقة، وروى عباس الدوري عن يحيى: «ليس بشيء»؛ فيحرر، لأن هذا في ابن يزيد). اهـ
وانظر: «الثقات» لابن شاهين (ص122).
([7]) وانظر: «مسند الفاروق» لابن كثير (ج1 ص182)، و«المسند» للبزار (ج1 ص356)، و«تحفة الأشراف» للمزي (ج8 ص11).