الرئيسية / سلسلة ينابيع الآبار في تخريج الآثار / تحبير الحبر لقمع خرافة ضغطة القبر
تحبير الحبر لقمع خرافة ضغطة القبر
تحبير الحبر
لقمع
خرافة ضغطة القبر
تأليف
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر ولا تعسر
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ [آل عمران:102].
]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ [النساء: 1].
]يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[ [الأحزاب:70 - 71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
* لا تخفى أهمية علم الرجال والعلل في الحفاظ على السنة النبوية، وحمايتها من أن يدخل فيها ما ليس منها؛ فهو الميزان الذي تعرض عليه أحوال الناقلين لأحاديث رسول الله r، وبه يميز الصادق من الكاذب، والثقة من الضعيف، والضابط من غير الضابط.([1])
قال الإمام علي بن المديني /: (التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم).([2])
قلت: فيعد علم علل الحديث من أهم أنواع علوم الحديث، وأشرفها على الإطلاق؛ ذلك لما له من وظيفة غاية في الدقة والأهمية، وهي الكشف عما يعتري الثقات من أوهام.
قال الحافظ الخطيب / في «الجامع» (ج2 ص294): (معرفة العلل أجل أنواع علم الحديث).اهـ.
وقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص112): (هذا النوع منه معرفة علل الحديث، وهو علم بـرأسـه غير الصحيح والسقيم، والجرح والتعديل). اهـ.
قلت: وهذا العلم يعد من أغمض أنواع الحديث وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غائصا، واطلاعا حاويا، وإدراكا لمراتب الرواة الثقات، ومعرفة ثاقبة في علل الحديث.([3])([4])
قال الحافظ ابن رجب / في «شرح العلل الصغير» (ج4 ص662): (اعلم أن معرفة صحة الحديث وسقيمه يحصل من وجهين:
أحدهما: معرفة رجاله، وثقتهم وضعفهم، ومعرفة هذا هين؛ لأن الثقات والضعفاء قد دونوا في كثير من التصانيف، وقد اشتهرت بشرح أحوالهم التآليف.
الوجه الثاني: معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف: إما في الإسناد، وإما في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع، ونحو ذلك.
* وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه، وكثرة مـمـارسـتـه الوقوف على دقائق علل الحديث). اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب / أيضا في «شرح العلل الصغير» (ج4 ص662): (ولا بد في هذا العلم من طول الممارسة، وكثرة المذاكرة، فإذا عدم المذاكرة به، فليكثر طالبه المطالعة في كلام الأئمة العارفين به، كيحيى بن سعـيـد القطان، ومن تلقى عنه، كأحمد بن حنبل، وابن معين، وغيرهما.
* فمن رزق مطالعة ذلك وفهمه وفقهت نفسه فيه، وصارت له فيه قوة نفس وملكة، صلح له أن يتكلم فيه). اهـ.
قلت: لأن علم العلل هو أدق علوم الحديث، وأغمض أنواع الحديث، ولا يقوم به إلا من فهمه الله تعالى هذا العلم الثاقب.
قال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا من منحه الله تعالى فهما غائصا، واطلاعا حاويا، وإدراكا لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد من أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك؛ لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك، والاطلاع على غوامضه دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك).اهـ.
قلت: ولأن هذا العلم بحاجة إلى إحاطة تامة بالرواة والأسـانـيـد، فقد قل المتكلمون فيه في كل عصر.
قال الإمام ابن منده /: (إنما خص الله بمعرفة هذه الأخبار نفرا يسيرا من كثير ممن يدعي علم الحديث).([5]) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم). اهـ.
قلت: وقد اشتكى العلماء قديما من ندرة المؤهلين للنظر في هذا العلم، بل في وجودهم أصلا في بعض العصور.
قال الإمام أبو حاتم الرازي / لما مات أبو زرعة الرازي /: (ذهب الذي كان يحسن هذا المعنى – أي: التعليل – يعني: أبا زرعة، ما بقي بمصر، ولا بالعراق أحد يحسن هذا).([6])
وقال الإمام أبو حاتم الرازي /: (جرى بيني، وبين أبي زرعة يوما تمييز الحديث ومعرفته؛ فجعل يذكر أحاديث، ويذكر عللها.
وكذلك كنت أذكر أحاديث خطأ وعللها، وخطأ الشيوخ.
فقال أبو زرعة، لي: يا أبا حاتم، قل من يفهم هذا، ما أعز هذا، إذا رفعت هذا من واحد واثنين، فما أقل من تجد من يحسن هذا، وربما أشك في شيء، أو يتخالجني شيء في حديث، فإلى أن ألتقي معك، لا أجد من يشفيني منه!). ([7])
وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص31)، وهو يتكلم عن نقاد الحديث: (غير أن هذا النسل قد قل في هذا الزمان فصار أعز من عنقاء مغرب). اهـ.
وقال الحافظ ابن الجوزي / في «الموضوعات» (ج1 ص31): (فكان الأمر متحاملا إلى أن آلت الحال إلى خلف لا يفرقون بين صحيح وسـقـيـم، ولا يعرفون نسرا من ظليم). اهـ.
قلت: يرحم الله أئمة الحديث، كيف لو أدركوا زماننا؟ ماذا عسى هؤلاء أن يقولوا؟ اللهم غفرا.
* ونظرا لوظيفته في الكشف عن الأوهام نجد ناقد العلل يفرح لظفره بعلة حديث عنده أكثر من فرحه بأحاديث جديدة يضيفها إلى رصيده.
قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي /: (لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليست عندي).([8])
* وتقديرا لأهمية هذا العلم لكشف الأوهام في الأحاديث؛ فإن كبار المحدثين إذا شك أحدهم في رواية جمع طرقها، ونظر في اختلافها؛ ليعرف علتها.
قلت: لأن هذا هو السبيل لكشفها.
قال الحافظ الخطيب / في «الجامع» (ج2 ص295): (والسبيل إلى معرفة علة الحديث([9]) أن يجمع بين طرقه، وينظر في اختلاف رواته، وتعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان، والضبط). اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر / في «النكت» (ج2 ص711): (مدار التعليل في الحقيقة على بيان الاختلاف). اهـ.
قلت: ونص نقاد الحديث على مبادئ هذا العلم، ووسائل معرفته.
فقال الحافظ الحاكم / في «معرفة علوم الحديث» (ص113): (والحجة فيه عندنا: الحفظ، والفهم، والمعرفة لا غير). اهـ.
قلت: فالأمر هذا إذن يأتي بالمذاكرة والحفظ، والبحث والتخريج، وملازمة أصحاب الحديث، والاطلاع الواسع على الأسانيد، والمداومة على قراءة مصنفات أهل الحديث.
قال العلامة المعلمي / في «مقدمته للفوائد المجموعة» (ص9): (القواعد المقررة في مصطلح الحديث، منها: ما يذكر فيه خلاف، ولا يحقق الحق فيه تحقيقا واضحا، وكثيرا ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التي تختلف في الجزئيات كثيرا، وإدراك الحق في ذلك يحتاج إلى مـمـارسـة طويلة لكتب الحديث، والرجال والعلل، مع حسن الفهم وصلاح النية). اهـ.
وقال الحافظ العلائي /: (إن التعليل أمر خفي لا يقوم به إلا نقاد أئمـة الحديث، دون من لا اطلاع له على طرقه وخفاياها).([10]) اهـ.
قلت: ومنهج جمع الروايات ومقارنتها؛ لتمييز الصواب من الخطإ فيها، هو منهج أهل الحديث القويم. ([11])
* فيستنكر النقاد أحيانا بعض ما ينفرد فيه الثقات من الحديث، ويردون غرائب رواياتهم، بالرغم من ثقتهم، واشتهارهم بالعلم.
قال الحافظ ابن رجب / في «شرح العلل الصغير» (ج2 ص582): (وأما أكثر الحفاظ المتقدمين، فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد، وإن لم يرو الثقات خلافه أنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه، واشتهرت عدالته وحديثه، كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه).اهـ.
قلت: فيعد وهم الراوي وما يتابعه من مسائل، من أكثر قضايا علوم الحديث، التي شغلت بال النقاد، ونجد إعلالهم لكثير من الروايات بهذه العلة واضحا متوافرا في كتب الرجال والعلل، كما أنهم عنوا بمعرفة وحصر كل راو ثبت أنه عانى من الوهم، والخطإ، والخلط، وصنفت في ذلك كتب من قبل الحفاظ ولا يستغني مشتغل بالحديث وعلله عن معرفة هؤلاء المختلطين والمخطئين، وما لكل واحد منهم من روايات دخلها الوهم والغلط.
* ولهذا كان النقاد يجدون مشقة بالغة، وهم يفتشون في أسانيد مختلفي الأمصار ويتفحصونها.
قلت: ولأجل هذه الصعوبة التي ذكرت، ينبغي للناقد الذي يريد اكتشاف الوهم في روايات مختلفي الأمصار، أن يكون ذا دراية تامة، وإحاطة شاملة بالمختلطين والمخطئين وأخبارهم، وأساليبهم في ذلك، وعمن أخطئوا، وعدد رواياتهم الشاذة إلى غير ذلك من قضايا تساعد في تجلية هذه المشكلة حتى يتسنى له اكتشاف الوهم في الروايات. ([12])
قلت: ولقد تحصل لي من هذا البحث العلمي بعد أن جمعت فيه طرق حديث: «إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا، منها، نجا منها سعد بن معاذ»، والكلام على أسانـيـدها جرحا وتعديلا، وبيان عللها، والحكم عليها.
* ولذلك على المسلم الحق أن يطلب العلم، ويسلك سبيله، ويعمل بحقه؛ لكي يضبط أصول الكتاب الكريم، والسنة النبوية.
قلت: فيعمل جادا في البحث([13]) عما يستنبط منهما من معان، وأحكام فقهية؛ لكي يتعبد الله تعالى بما شرعه في دينه، وفيما ثبت وصح عن النبي r؛ لأنه لا يجوز لأحد كائنا من كان أن يتعبد الله تعالى، إلا بما شرعه في دينه، ولذلك يحرم على المسلم أن يتعبد الله تعالى بالأحاديث الضعيفة، أو الألفاظ الشاذة، أو المنكرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «قاعدة جليلة» (ص162): (لا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة، التي ليست صحيحة ولا حسنة). اهـ.
وقـال الــعــلامـة الــشــوكــانـي / فـي «إرشـــاد الـــفــــحــــول» (ص48): (الضعيف الذي يبلغ ضعفه إلى حد لا يحصل معه الظن لا يثبت به الحكم، ولا يجوز الاحتجاج به في إثبات شرع عام، وإنما يثبت الحكم بالصحيح والحسن لذاته، أو لغيره، لحصول الظن بصدق ذلك، وثبوته عن الشارع). اهـ.
قلت: والتعبد لله تعالى بغير ما شرعه من أخطر الأمور على العبد؛ لما يجعله يحاد الله تعالى، ورسوله r.([14])
* لأن التشريع من الله تعالى لهذه الأمة الإسلامية ينزل على الرسول r عـن طريق الوحيين: «الكتاب والسنة»، ]وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى[ [النجم: 3-4]، ولم يقبض الله تعالى رسول الله r إليه إلا بعد أن أكمل له ولأمته هذا الدين، فأنزل عليه قبل وفاته بأشهر في حجة الوداع، قوله تعالى: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا[ [المائدة: 3].
قلت: فكان كمال الدين من نعم الله تعالى العظيمة على هذه الأمة الإسلامية، ولذا كانت اليهود تغبط المسلمين على هذه الآية؛ لما أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص105)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2362): (أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر t فقال: آية في كتابكم تقرؤونها لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال أي آية قال: ]اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا[ [المائدة: 3]).
قلت: فإذا تقرر ذلك؛ فإنه لا يجوز لمسلم أن يزيد في دين الله تعالى ما ليس منه، ولا يعبد الله تعالى، إلا بما شرع الله تعالى، ورسوله r، بل يجب على المسلمين جميعا أن يخضعوا لأمر الله تعالى، ورسوله r، وألا يبتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله تعالى، ولم يشرعه رسوله r مهما رأوه حسنا؛ لأن الدين قد كمل.
قلت: وبعد استعراض هذه الفوائد العلمية لعلم أصول الحديث، فإنه يظهر من خلالها ما تعود به من الخير على طلبة العلم، وعليه فإنهم مطالبون بإتقان أدوات هذا العلم([15])، والتمرس فيه، وإلا وقعوا في أوهام فاحشة هي عكس هذه الفوائد الحديثية.
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب جميع الأمة الإسلامية، وأن يتقبل مني هذا الجهد، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه ورعايته، إنه نعم المولى، ونعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبد الرحمن
فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
على ضعف حديث: «إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا، منها، نجا منها سعد بن معاذ»، وهذا مما يدل على أنه لا وجود للضغطة في القبر، لا للرجال، ولا للنساء، ولا للكبار، ولا للصغار، بل ولا وجود لها البتة، لا للمؤمن، ولا للكافر، فلا وجود في القبر، إلا النعيم للمؤمن، والنار للكافر، والعذاب للعاصي المسلم، إن كتب الله تعالى له العذاب في قبره، وقد ثبت ذلك في القرآن والسنة
عن عائشة ڤ عن النبي r قال: (إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا منها، نجا منها سعد بن معاذ).
حديث منكر
واختلف في هذا الحديث على شعبة بن الحجاج:
* فرواه يحيى بن سعيد القطان، ووهب بن جرير؛ كلاهما: عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة ڤ به.
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص55)، وفي «فضائل الصحابة» (1501)، وابن راهويه في «المسند» (1114)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (273)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص594)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج1 ص291).
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ لانقطاعه، بين نافع، وعائشة؛ فإنه لم يسمع منها؛ فالإسناد: مرسل. ([16])
قال الحافظ ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص176): (سمعت أبي، يقول: نافع مولى ابن عمر، قد أدرك: أبا لبابة، ورواية: نافع عن عائشة، وحفصة: مرسل).
قلت: وفي سنده أيضا عن شعبة بن الحجاج: خلاف، يعل الحديث.
* فهو: حديث مضطرب، غير محفوظ.
وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج1 ص291): «إسناده قوي!»، وفيه نظر؛ لضعف الإسناد.
قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص152): (وقد اختلف: على شعبة في إسناده، فقيل: عنه، وقيل: عن شعبة عن نافع عن إنسان عن عائشة ڤ، وقيل: عنه، عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن امرأة ابن عمر عن عائشة ڤ.
* ورواه الثوري عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر ﭭ عن النبي r، وليس بالمحفوظ.
* وروى ابن لهيعة عن عقيل سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن عائشة بنت سعد عن عائشة ڤ... خرجه الطبراني، ورواية: شعبة أصح). ([17])
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ج1 ص323).
قلت: وحاشى سعد بن معاذ t، من مثل هذا العقاب.
قال الحافظ ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص234): (وحوشيت زينب ڤ، من مثل هذا، وحوشي سعد بن معاذ t).
* ورواه محمد بن جعفر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن إنسان عن عائشة ڤ عن النبي r قال: (إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا منها، نجا منها: سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه أحمد في «المسند» (ج6 ص55 و98).
قلت: وهذا سنده ضعيف؛ فيه رجل لم يسم، بين نافع، وعائشة ڤ، مما يدل أن بينهما: واسطة في الإسناد. ([18])
* وهذا يدل على الاختلاف، على شعبة بن الحجاج في هذا الحديث.
* ومحمد بن جعفر البصري، المعروف بـ«غندر»، من أوثق، وأثبت الناس في شعبة بن الحجاج([19])؛ إلا أنه أبهم الراوي، عن عائشة ڤ، فالقول: قوله في ذكره الواسطة.
عن الإمام ابن المبارك قال: (إذا اختلف الناس، في حديث: شعبة، فكتاب غندر: حكم بينهم). ([20])
وقال الحافظ العجلي في «معرفة الثقات» (ج2 ص234)؛ عن غندر: (بصري، ثقة، وكان من أثبت الناس في حديث شعبة).
وعن الإمام ابن مهدي قال: (غندر أثبت في شعبة مني). ([21])
وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص248) عن إبراهيم بن مرزوق عن وهب بن جرير به، ثم قال: (هكذا حدثناه: ابن مرزوق، بغير إدخال منه، بين نافع، وبين أم المؤمنين عائشة ڤ، أحدا).
* ثم ذكر الواسطة، بينهما، وهي: عن نافع عن امرأة ابن عمر عن عائشة.
وهذا من الاضطراب.
فهو حديث غير محفوظ.
قال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128): (وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد من طريق يحيى عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة... وهذا الحديث سنده على شرط الصحيحين، إلا أن الإمام أحمد رواه عن غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن إنسان عن عائشة).
* وهذا دليل على أن نافعا، لم يسمعه من عائشة.
قال الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص269): (أخرجه أحمد «6 /55 و98»، من هذا الوجه؛ إلا أنه قال: «إنسان»، مكان: «امرأة ابن عمر»، ورجال: إسناده ثقات كلهم، غير: «امرأة ابن عمر» فلم أعرفها).
* وقد أشار الحافظ أبو نعيم في «الحلية» (ج3 ص174)؛ إلى تضعيفه، بقوله: (ورواه غندر، وغيره: عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن إنسان([22]) عن عائشة).
* فأعله بالرجل المبهم.
* والحفاظ ينقدون الأحاديث، ويبينون عللها في كتبهم، ولهم في ذلك أساليب:
فتارة: يصرحون بها، وتارة: يشيرون بها إشارة إلى علة، وتارة: يعلون حديثـا بعبارة مجملة، يفهم منها أهل الشأن بوجود علة.
* وقد أشار الحافظ البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص108 و109 و110)، إلى هذا الاضطراب في الحديث.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص46)، ثم قال: (رواه أحمد، عن نافع عن عائشة، وعن نافع عن إنسان عن عائشة، وكلا الطريقين: رجالهما، رجال الصحيح).
* وفيه نظر.
وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128)؛ في رواية: سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة، رواية: الإمام أحمد: «وهذا الحديث سنده على شرط الشيخين، إلا أن الإمام أحمد: رواه عن غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن إنسان عن عائشة به».
وقال الحافظ العراقي في «المغني» (ج4 ص487): «رواه أحمد، بإسناد جيد».
* وفيه نظر؛ لضعف الإسناد.
وأورده السيوطي في «زهر الربى على المجتبى» (ج4 ص101).
* وخالفهم: علي بن الجعد، وعبد الرحمن بن زياد، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، فقالوا: عن شعبة بن الحجاج عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت نافعا يحدث عن امرأة ابن عمر عن عائشة ڤ قالت: قال رسول الله r: (إن للقبر ضغطة، ولو نجا، أو سلم أحد منها لنجا سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه أبو القاسم البغوي في «الجعديات» (ج1 ص665)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (ج1 ص248 و249).
هكذا: «امرأة ابن عمر»، مبهمة، لم يسموها بـ«صفية امرأة ابن عمر».
* ولم يعرفها الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص269).
* وخالفهم: آدم بن أبي إياس، وعاصم بن علي، وهاشم بن القاسم، وعبد الملك بن الصباح، وأبو عتاب([23]) سهل بن حماد ، فقالوا: عن شعبة بن الحجاج عن سعد بن إبراهيم، ثنا نافع مولى ابن عمر، عن صفية امرأة ابن عمر، عن عائشة ڤ قالت: قال رسول الله r: (للقبر ضغطة، لو نجا منها أحد، لنجا منها سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص108)، وفي «شعب الإيمان» (ج1 ص358)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (ج7 ص379)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج2 ص599-مسند عمر)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج43 ص187)، وابن أبي أسامة في «المسند» (ج5 ص116)، هكذا: بتصريح اسم: «صفية امرأة ابن عمر».
وهذا اضطراب في سند الحديث.
وأورده الهيثمي في «بغية الباحث» (ص100)، والبوصيري في «إتحاف الخيرة» (ج3 ص270).
* فذكر بعضهم أنها: «امرأة ابن عمر».
* وذكر بعضهم أنها: «صفية امرأة ابن عمر».
* ورواه محمد بن جعفر؛ إلا أنه أبهم اسمها، فقال: «عن إنسان».
* وقصر يحيى بن سعيد القطان، فأسقط: «الإنسان»، و«امرأة ابن عمر»، من الإسناد. ([24])
* وسئل الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج14 ص442): عن حديث صفية امرأة ابن عمر، عن عائشة، عن النبي r: «إن للقبر ضغطة، لو نجا أحد منها لنجا سعد بن معاذ».
فقال: (يرويه شعبة، عن سعد بن إبراهيم، واختلف عنه:
فرواه: يزيد بن أبي زياد الخراساني -ليس بمعروف، ما روى عنه إلا زنبقة-، عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة.
وخالفه علي بن الجعد، وعاصم بن علي، رووه: عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن صفية بنت أبي عبيدة -امرأة ابن عمر-، عن عائشة.
وقال غندر: عن شعبة، عن سعد، عن نافع، عن إنسان، عن عائشة.
وقال وهب بن جرير، وحماد بن مسعدة: عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن عائشة.
والصواب قول من قال: عن صفية، عن عائشة).
* لذلك، لم يصب السيوطي في «النكت البديعات» (ص125)؛ بقوله: «أخرجه أحمد، والبيهقي، من حديث جابر بن عبد الله، وعائشة: بسند صحيح!».
* وخالفهم: ابن أبي عدي، فرواه عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد عن عائشة ڤ عن النبي r قال: (لو نجا أحد من ضمة القبر، لنجا منها سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج1 ص291).
فقال: «صفية بنت أبي عبيد»، وهذا من الاختلاف على شعبة بن الحجاج.
فهو حديث مضطرب.
* ورواه أحمد بن عقال ثنا عبد الله بن محمد نفيل ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جابر بن يزيد عن نافع قال: أتينا صفية بنت أبي عبيد، فحدثتنا أن رسول الله r قال: (إن كنت أرى لو أن أحدا أعفي من ضغطة القبر، لعوفي سعد بن معاذ، لقد ضم ضمة).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج2 ص36 و37)، وابن معبد في «الطاعة والمعصية» (ج1 ص324).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه جابر بن يزيد الجعفي، وهو ضعيف، رافضي. ([25])
* وأحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال عنه أبو عروبة: «ليس بمؤتمن على دينه»، وقال ابن عدي: «منكر الحديث». ([26])
* وإرسال: صفية بنت أبي عبيد، علة أخرى في الإسناد.
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ج1 ص324).
هكذا قال: «عن صفية بنت أبي عبيد»، وهذا من اضطراب الحديث.
فهو: حديث مضطرب، غير محفوظ.
وأورده الهيثمي في «مجمع البحرين في زوائد المعجمين» (ج2 ص435).
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص47)؛ (وعن نافع قال: «أتينا صفية بنت أبي عبيد، فحدثتنا أن رسول الله r قال: إن كنت لأرى لو أن أحدا أعفي من ضغطة القبر، لعفي سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة»، رواه الطبراني في «الأوسط»، وهو مرسل، وفي إسناده من لم أعرفه).
* وخالفهم: ابن لهيعة في إسناده، فرواه عن عقيل أنه سمع سعد بن إبراهيم يخبر عن عائشة بنت سعد، أنها حدثته عن عائشة ڤ قالت، قال رسول الله r: (يا عائشة تعوذي بالله من عذاب القبر؛ فإنه لو نجا منه أحد، نجا منه سعد بن معاذ، ولكنه لم يزد على ضمة).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (4624)، والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص110).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عائشة بنت سعد؛ إلا سعد بن إبراهيم، ولا رواه عن سعد؛ إلا عقيل: انفرد به ابن لهيعة».
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عبد الله بن لهيعة الحضرمي، وهو ضعيف، وقد اختلط، فكان يحدث بكل ما يؤتى له، سواء كان من حديثه، أم لا، فلا يحتج به، وهو يدلس، عن الضعفاء والمتروكين. ([27])
وبه أعله الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص270)؛ بقوله: «وهو سيء الحفظ».
وأعله الحافظ الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج2 ص436)؛ بقوله: «تفرد به: ابن لهيعة».
ولفظ: «عذاب القبر، لو نجا منه أحد، نجا منه سعد بن معاذ»، هو لفظ منكر، يشير إلى عذاب سعد بن معاذ في القبر، وهذا لم يصح؛ لأن عذاب القبر، يختلف عن ضمة القبر([28])، فافهم لهذا ترشد.
قلت: وحاشى سعد بن معاذ t، من مثل هذا العذاب!.
قال الحافظ ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص234): (وحوشيت زينب ڤ، من مثل هذا، وحوشي سعد بن معاذ t).
وأورده ابن رجب في «أهوال القبور» (ص153)، وضعفه.
* ومن هنا تعلم خطأ السيوطي في «النكت البديعات» (ص125)؛ بقوله: «أصل قصة ضغطة: سعد بن معاذ، وردت في عدة أحاديث صحيحة!».
* ورواه يزيد بن أبي زياد الخرساني عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر عن عائشة ڤ عن النبي r قال: (إن للقبر ضغطة، لو نجا أحد منها لنجا: سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه الدارقطني في «العلل» (ج14 ص442)، والخطيب في «المتفق والمفترق» (ج3 ص2102).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه يزيد بن أبي زياد الخراساني، وهو مجهول.
قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج14 ص442): «يزيد الخراساني، ليس بمعروف».
وهكذا قال: عن نافع عن ابن عمر عن عائشة.
فهو: حديث مضطرب، لا يصح. ([29])
* وخالف شعبة بن الحجاج، سفيان الثوري؛ فرواه عن سعد بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر ﭭ قال: قال رسول الله r: (لو أن أحدا نجا من عذاب القبر، لنجا منه سعد بن معاذ، لقد ضغط، ثم عوفي).
حديث منكر
أخرجه الطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (276)، والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» (108) من طريق أبي حذيفة موسىبن مسعود النهدي حدثنا سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم به.
قلت: وهذا سنده فيه أبو حذيفة، وهو سيئ الحفظ ويصحف([30])، وجعله من: «مسند ابن عمر»، وهو المشهور من: «مسند عائشة».
وبه أعله الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص269).
وبهذا الإسناد، أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج3 ص174)؛ ثم أشار إلى ضعفه، بقوله: (كذا رواه أبو حذيفة عن الثوري عن سعد بن إبراهيم.
* ورواه غندر، وغيره عن شعبة عن سعد عن نافع عن إنسان عن عائشة ڤ: مثله).
فهو: حديث مضطرب.
وقد ذكر الحافظ الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص248) بما هو معناه، أنه قد اختلف: سفيان، وشعبة، فيمن بعد نافع، فقال شعبة: «امرأة ابن عمر عن عائشة»، وفي حديث سفيان: «ابن عمر» نفسه، ولم يترجح أحدهما على الآخر، فصار مضطربا.
قال الحافظ الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص249): (وقد خالف: سفيان بن سعيد، شعبة بن الحجاج، في إسناد هذا الحديث عن سعد بن إبراهيم).
* ورواه الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، أن عائشة ڤ قالت: (يا رسول الله: إنك منذ يوم حدثتني بصوت: منكر، ونكير، وضغطة القبر، ليس ينفعني شيء).
حديث منكر
أخرجه البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص113).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، يروي الغرائب، والمناكير، وهذه منها.
قال عنه البخاري: «منكر الحديث»، وقال النسائي: «ضعيف»، وقال أحمد: «ضعيف»، وقال يحيى القطان: «ضعيف»، وقال ابن عدي: «يروي الغرائب»، وقال الساجي: «منكر الحديث»، وقال أبو حاتم: «ليس بقوي في الحديث»، وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي في الحديث»، وقال الجوزجاني: «ضعيف واهي الحديث»، وقال ابن المديني: «يهم في الحديث»، وقال مرة: «ضعيف، ضعيف»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال الذهبي: «ضعفوه».([31])
* وفيه علي بن زيد بن جدعان التيمي، وهو ضعيف، لا يحتج به في الحديث.
قال عنه أحمد: «ليس هو بالقوي»، وقال مرة: «ضعيف الحديث»، وقال ابن معين: «ضعيف، ليس بذاك القوي»، وقال الجوزجاني: «واهي الحديث، ضعيف فيه»، وقال أبو زرعة: «ليس بالقوي»، وقال أبو حاتم: «ليس بقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به»، وقال ابن خزيمة: «لا أحتج به، لسوء حفظه»، وقال النسائي: «ضعيف»، وقال ابن سعد: «فيه ضعف، ولا يحتج به».([32])
* وهذا الحديث أتى من سوء حفظ ابن جدعان، وهو غير محفوظ، بهذا الإسناد أيضا.
* وسعيد بن المسيب، لم يسمع هذا الحديث، من عائشة ڤ، وهذا ظاهر في الإسناد، ومتنه: منكر؛ لأنه ليس من حديث: سعيد بن المسيب، وقد سبق.
وأورده السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص161).
* وحاشى سعد بن معاذ t، أن يعاقب في قبره بمثل هذا، وحاشاه أن يقصر فيما يجب عليه من الطهارة.
قال الحافظ ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص234): (وحوشيت زينب ڤ، من مثل هذا، وحوشي([33]) سعد بن معاذ t، أن يقصر فيما يجب عليه من الطهارة).
* ومن هنا تعلم خطأ الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص271)؛ بقوله: «وجملة القول، أن الحديث بمجموع طرقه، وشواهده: صحيح، بلا ريب!».
* ورواه إسماعيل بن أبي مسعود قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال أخبرنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ﭭ قال: قال رسول الله r: (لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السموات، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لم ينزلوا الأرض قبل ذلك، ولقد ضم ضمة، ثم أفرج عنه، يعني: سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص430)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج6 ص250) من طريق إسماعيل بن أبي مسعود به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه إسماعيل بن أبي مسعود أبو إسحاق كاتب الواقدي([34])، وهو: «لين الحديث»، وقد وثق، ومتنه: منكر، ولم يذكر: «عائشة»، في الإسناد، وقد جعله من: «مسند ابن عمر».
* وقد أخطأ الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص269)؛ بقوله: «وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال الشيخين، غير إسماعيل بن مسعود، وهو أبو مسعود الجحدري، وهو ثقة».
* فقد وهم فجعله: «إسماعيل بن مسعود الجحدري»، وهو إسماعيل بن أبي مسعود أبو إسحاق كاتب الواقدي، وهو من شيوخ ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص430).
فإن الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج3 ص195)، لم يذكر إسماعيل بن مسعود الجحدري، من شيوخه: عبد الله بن إدريس.
وكذا الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (ج1 ص867).
* وكذلك لم يذكر الحافظ الذهبي في «السير» (ج10 ص664)؛ أن من شيوخ: ابن سعد، «إسماعيل بن مسعود الجحدري».
* وكذا الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج25 ص256)، فانتبه.
قلت: وإسماعيل بن أبي مسعود، هذا جعله من مسند: ابن عمر ﭭ.
* وقد جاء هذا الاختلاف في الروايات، وذلك من عدم ضبط الرواة للحديث، لا في سنده، ولا في متنه.
فهو: حديث مضطرب، غير محفوظ، والحديث هذا أعله الحافظ البزار في «المسند» (ج4 ص128)؛ بقوله: (رواه غيره عن عبيد الله عن نافع، مرسلا).
وأورده الزيلعي في «نصب الراية لأحاديث الهداية» (ج2 ص287).
* ورواه عمرو بن محمد العنقزي قال: حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ﭭ عن رسول الله r قال: (هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، لقد ضم، ثم فرج عنه). قال النسائي: «يعني: سعد بن معاذ».
حديث منكر
أخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (ج2 ص474)، وفي «المجتبى» (ج4 ص100 و101)، والبزار في «المسند» (ج12 ص147)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (ج4 ص28)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج2 ص571).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عمرو بن محمد العنقزي، وهو صدوق، لا بأس به([35])، وقد أخطأ في هذا الإسناد؛ حيث جعله من: «مسند ابن عمر»، وإنما هو من: «مسند عائشة»، فأسقط: «عائشة» من الإسناد.
* فعمرو بن محمد، هذا لا يحتمل، بمثل هذه الأحاديث وهي من علم الغيب، فتنبه.
لذلك: لم يرو عنه الحافظ البخاري في أصوله. ([36])
وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج1 ص294): «ومنهم من أرسله». يعني: صار من قول نافع، لم يتعده إلى ابن عمر.
فالحديث هذا، وقع فيه اختلاف من الرواة، حتى الثقات منهم.
* فتصحيح الشيخ الألباني، هذا الإسناد في «الصحيحة» (ج4 ص270)، فيه نظر.
وكذا صححه في «صحيح سنن النسائي» (ج2 ص441).
وأورده المزي في «تحفة الأشراف» (ج6 ص143)، والسيوطي في «زهر الربى على المجتبى» (ج4 ص101).
ونقله ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128).
وذكره السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص157)، والقرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى» (ج1 ص323).
* ورواه عبد الأعلى بن حماد، ثنا داود بن عبد الرحمن، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ قال: قال رسول الله r: (لقد هبط يوم مات سعد بن معاذ، سبعون ألف ملك إلى الأرض لم يهبطوا قبل ذلك، ولقد ضمه القبر ضمة، ثم بكى نافع).
حديث منكر
أخرجه البزار في «المسند» (ج12 ص152).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عبيد الله عن ابن عمر؛ إلا داود العطار، ورواه غيره، عن عبيد الله عن نافع، مرسلا».
قلت: وداود بن عبد الرحمن العطار يخطئ ويخالف أحيانا، وقد أتى بهذا الحديث المنكر. ([37])
قال عنه الأزدي: «يتكلمون فيه»، وضعفه ابن معين، وقال أبو زرعة: «ليس بذاك الثبت».([38])
وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء» (ج1 ص265).
قلت: فهو لين من قبل حفظه.
وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128)؛ بعد أن ذكر هذا الوجه: (وهذا إسناد جيد، لكن قال البزار: رواه غيره عن عبيد الله عن نافع مرسلا).
* فالمرسل: هو المحفوظ في هذا الحديث، والعهدة على داود بن عبد الرحمن العطار.
وقد أعله الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص153)؛ بالإرسال.
* ورواه سليمان بن سيف، ثنا أبو عتاب، ثنا مسكين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، أخبرني نافع، عن ابن عمر ﭭ قال: قال رسول الله r: (لقد نزل لموت سعد بن معاذ سبعون ألف ملك، ما وطئوا الأرض قبلها، وقال حين دفن: سبحان الله!، لو انفلت أحد من ضغطة القبر، لانفلت منها سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه البزار في «المسند» (ج12 ص153).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه أبو عتاب وهو سهل بن حماد الدلال. ([39])
* ومسكين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، هذا: مجهول، لا يعرف.
فهذا حديث منكر، غير محفوظ من هذا الوجه أيضا.
وأورده ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128).
* لذلك لم يصب ابن حجر في «الدراية في تخريج أحاديث الهداية» (ج1 ص237)، بقوله: «هذا إسناد صحيح»؛ لضعف الإسناد، وهو غير محفوظ.
* وكذا النووي في «الخلاصة» (ج2 ص1043)، بقوله: «إسناده صحيح».
* ورواه محمد بن الفضيل بن غزوان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر ﭭ قال: (اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا، قال إنما يعني: السرير، قال: إنما تفسخت أعواده، قال: ودخل رسول الله r، قبره فاحتبس، فلما خرج، قيل له: يا رسول الله، ما حبسك؟، قال r: ضم سعد بن معاذ، في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص433)، والبزار في «المسند» (ج4 ص128)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج12 ص142 و143)، والحاكم في «المستدرك» (ج3 ص206)، والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص110)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول r» (ج3 ص329)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (7034).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عطاء بن السائب، وهو مختلط([40])، وقد جعله من: «مسند: ابن عمر»، وهو من: «مسند عائشة»، فخلط في الإسناد.
وقال الحافظ البزار: «تفرد به عطاء بن السائب».
وبه أعله الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128).
قال الحافظ البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج3 ص270): (رواه أبو بكر بن أبي شيبة، بسند رجاله ثقات؛ إلا أن عطاء بن السائب: اختلط بآخره، ومحمد بن فضيل بن غزوان: روى عنه بعد الاختلاط).
وقال الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص270): (وعطاء بن السائب: كان اختلط، وقد زاد فيه الدعاء).
وقال الحاكم: وهذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وفيه نظر.
وأورده الهندي في «كنز العمال» (ج7 ص42).
قلت: ومحمد بن فضيل بن غزوان الضبي، يهم، ويخطئ في الحديث، وهذا ظاهر. ([41])
وأورده ابن رجب في «أهوال القبور» (ص155).
* ورواه خالد بن خداش، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن زياد مولى ابن عباس، عن ابن عباس ﭭ؛ أن النبي r، صعد على قبر سعد بن معاذ، فقال: (لو نجا أحد من ضغطة القبر، لنجا سعد، ولقد ضم ضمة، ثم رخي عنه).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص349).
قلت: وهذا سنده منكر، فيه خالد بن خداش البصري، وهو يخطئ ويخالف([42]) الحفاظ أحيانا، وهذا الحديث من ذلك. ([43])
قال عنه ابن المديني: «ضعيف»، وقال الساجي: «فيه ضعف»، وقال ابن معين: «قد كتبت عنه، يتفرد عن حماد بن زيد، بأحديث»، وقال ابن حجر: «صدوق يخطئ».([44])
* وهذا الضعف أتى من قبل حفظه.
* وقد أخطأ خالد بن خداش، فجعله من: «مسند ابن عباس»، وإنما هو من: «مسند عائشة».
* فهذا ينكر عليه؛ لأنه لم يضبطه.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي النضر، إلا عمرو بن الحارث، تفرد به: ابن وهب».
فهو حديث: غير محفوظ.
وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج7 ص142).
* ورواه حسان بن غالب، ثنا ابن لهيعة، عن أبي النضر المديني، عن زياد مولى ابن عباس، عن ابن عباس ﭭ، أن رسول الله r يوم توفي سعد بن معاذ وقف على قبره، ثم استرجع، ثم قال r: (لو نجا من ضغطة القبر أحد لنجا سعد، لقد ضغطه، ثم رخي عنه).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج12 ص232).
قلت: وهذا سنده واه؛ فيه حسان بن غالب المصري، وهو متهم في الحديث. ([45])
قال برهان الدين الحلبي في «الكشف الحثيث» (ص89): «حسان بن غالب: متروك».
وقال الحافظ ابن حبان في «المجروحين» (ج1 ص271): (حسان بن غالب: شيخ من أهل مصر، يقلب الأخبار، يروي عن الأثبات الملزقات، لا تحل الرواية عنه، إلا على سبيل الاعتبار).
قلت: فيما يظهر أن حديث ابن عباس هذا، من وضعه، ومصائبه.
وقال الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج4 ص271): «وحسان بن غالب: متروك، متهم بالوضع».
قلت: وفيه عبد الله بن لهيعة الحضرمي، وهو ضعيف، وقد اختلط، فكان يحدث بكل ما يؤتى له، سواء كان من حديثه، أم لا، فلا يحتج به، وهو يدلس عن الضعفاء، والمتروكين. ([46])
* ورواه عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، حدثنا أبي، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه عن زياد مولى ابن عياش عن ابن عباس ﭭ، أن النبي r، يوم دفن سعد بن معاذ، وهو قاعد على قبره، قال r: (لو نجا أحد من فتنة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة، ثم رخي عنه).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج10 ص406).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فإن عمر بن عبد العزيز بن مقلاص، لا يعرف.
* وكذا عبد العزيز بن مقلاص، والد عمر، لا يعرف. ([47])
* ثم قالا: «زياد مولى ابن عياش»، بدلا من: «زياد مولى ابن عباس».
* وهذا تحريف وقع في الحديث.
قلت: وهذا الوجه ليس من: «مسند ابن عباس»، بل هو من: «مسند عبد الله بن عياش المخزومي».
* فإنهم لم يذكروا، لزياد مولى ابن عياش، هذا رواية عن ابن عباس. ([48])
* بل ذكر الحافظ المزي في «تهذيب الكمال» (ج9 ص465)، أنه روى عن مولاه عبد الله بن عياش فقط، مما يدل على نكارة حديث ابن عباس، وقد تحرف هذا الحديث.
* وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (ج6 ص189)، رواية: زياد مولى ابن عياش عن عبد الله بن عياش، في قصة موت عثمان بن مظعون t.
* ولذلك لم يصب الشيخ الألباني في «صحيح الجامع» (ج2 ص938)؛ في تصحيحه، لحديث ابن عباس ﭭ.
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص46)؛ ثم قال: «رواه الطبراني في «الكبير»، و«الأوسط»، ورجاله موثقون!».
وذكره السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص157).
* ورواه سفيان قال: حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن زياد، عن ابن عباس ﭭ قال: قال رسول الله r: (لو أفلت أحد من فتنة القبر، أو ضمة لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة، ثم رخي عنه).
حديث منكر
أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول r» (ج3 ص332).
ولم يذكر: «أبا النضر»، بين: «عمرو بن الحارث»، وبين: «زياد مولى ابن عباس»، فهو حديث مضطرب، غير محفوظ.
قلت: وهذا سنده منكر؛ كسابقه.
وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص233) من طريق القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي حازم عن ابن عباس ﭭ قال: (لما أخرجت جنازة سعد بن معاذ t...).
حديث منكر
قال الحافظ ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، وآفته من القاسم بن عبد الرحمن، قال أحمد: هو منكر الحديث، حدث عنه: علي بن يزيد، أعاجيب، وما أراها إلا من القاسم بن عبد الرحمن».
وقال الحافظ السيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (ج2 ص435): (لا يصح: القاسم بن عبد الرحمن: منكر الحديث). ([49])
* ورواه عبد الله بن نمير قال: أخبرناعبيد الله بن عمر عن نافع قال: (بلغني أنه شهد سعد بن معاذ سبعون ألف ملك، لم ينزلوا إلى الأرض، وقال رسول الله r: لقد ضم صاحبكم ضمة ثم فرج عنه).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص430)، وهناد في «الزهد» (ج1 ص216).
هكذا، مرسلا، ولا يصح، وفيه زيادة منكرة، وهي: «شهد سعد بن معاذ: سبعون ألف ملك، لم ينزلوا إلى الأرض».
* وهذا يدل على اضطراب الرواة في قصة ضم القبر: لسعد بن معاذ، في إسنادها، وفي متنها.
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ج1 ص342).
* وذكر الحافظ الذهبي في «السير» (ج1 ص294)، طريق نافع عن ابن عمر، الموصول، ثم قال: «ومنهم من أرسله».
يعني: حديث: نافع المرسل.
قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص154): (سبق الاختلاف فيه على سعد بن إبراهيم عن نافع).
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «المحتضرين» (235)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج61 ص439 و440) من طريق علي بن شعيب حدثني عبد المجيد ابن عبد العزيز عن أبيه عن نافع قال: (لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: ما يبكيك قال: ذكرت سعدا، وضغطة القبر).
حديث منكر، وهو مرسل
قلت: وسنده منكر؛ فيه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، له أوهام، وعبد العزيز بن أبي رواد يهم. ([50])
قال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات» (ص125): «أخرجه ابن أبي الدنيا، وابن عساكر، من مرسل نافع مولى ابن عمر».
وأورده السيوطي في «شرح الصدور» (ص160)، وابن رجب في «أهوال القبور» (ص156).
* ورواه شبابة بن سوار قال: أخبرني أبو معشر عن سعيد المقبري قال: (لما دفن رسول الله r سعدا؛ قال: لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من: أثر البول).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص430).
هكذا: مرسلا، وفيه زيادة منكرة؛ وهي: «ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من: أثر البول». ([51])
قلت: وهذا سنده منكر، فيه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وهو سيء الحفظ، لا يحتج به. ([52])
قال عنه الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج8 ص305): «منكر الحديث».
وقال الإمام أحمد: (أبو معشر المدني: حديثه عندي مضطرب، لا يقيم الإسناد».([53])
وقال الإمام ابن معين في «التاريخ» (ج2 ص603): «ليس بشيء».
وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج1 ص295): «هذا منقطع».
وقال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات» (ص 125): «أخرجه ابن سعد في «الطبقات»، من مرسل سعيد المقبري».
وقال الحافظ السيوطي في «الجامع الكبير» (ج7 ص143): «أخرجه ابن سعد عن سعيد المقبري مرسلا».
وأورده السيوطي في «زهر الربى على المجتبى» (ج4 ص102)، وفي «شرح الصدور» (ص159)، وفي «الجامع الكبير» (ج7 ص143).
* ورواه كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن برقان قال: بلغني: (أن النبي r، قال وهو قائم عند قبر سعد بن معاذ: لقد ضغط ضغطة، أو همز([54]) همزة، لو كان أحد ناجيا منها بعمل لنجا منها سعد بن معاذ).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص431).
هذا: مرسل، لا يصح.
* وهذا يدل على اضطراب الرواة في السند، وأنهم: لم يضبطوا الحديث.
قال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات» (ص125): «أخرجه ابن سعد في «الطبقات»، من مرسل: جعفر بن برقان».
وأورده السيوطي في «شرح الصدور» (ص160).
وعن ابن أبي مليكة / قال: (ما أجير من ضغطة القبر، ولا سعد بن معاذ، الذي منديل من مناديله خير من الدنيا وما فيها).
حديث منكر، وهو مرسل ([55])
أخرجه هناد في «الزهد» (ج1 ص215) من طريق محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، يهم، ويخطئ في الحديث، وهذا ظاهر.([56])
والأثر أورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى» (ج1 ص323)، وابن رجب في «أهوال القبور» (ص156 و157).
وعزاه السيوطي في «شرح الصدور» (ص159)، لهناد في «الزهد».
وعن أنس بن مالك t قال: (توفيت زينب بنت النبي r، فخرج لجنازتها وخرجنا معه، فرأيناه كئيبا، حزينا، ثم دخل النبي r، قبرها فخرج ملتمع اللون، فسألناه عن ذلك، فقال r: إنها كانت امرأة سقامة، فذكرت شدة الموت، وضغطة القبر، فدعوت أن يخفف عنها).
حديث منكر
أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (ج2 ص908)، وفي «الموضوعات» (ج3 ص232)، وفي «المقلق» (88)، وأبو بكر السجستاني في «البعث» (ص38)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج2 ص60-إتحاف المهرة) من طريق سعيد([57]) بن الصلت قال: ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك t به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه سعد بن الصلت، وهو مجهول، ترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج2 ص86)، ولم يذكر فيه: جرحا، ولا تعديلا.
وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، من جميع طرقه».
وأورده السيوطي في «اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص434).
وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (ج2 ص908) من طريق مروان بن معاوية قال: أخبرنا العلاء بن المسيب، عن معاوية العبسي، عن زاذان أبي عمر قال: (لما دفن رسول الله r ابنته جلس عند القبر فتربد وجهه، ثم سري عنه، فسأله أصحابه عن ذلك، فقال: ذكرت ابنتي وضعفها، وعذاب القبر، فدعوت الله، ففرج عنها، وايم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين).
هكذا مرسل، وقد سبق.
وهو حديث مضطرب. ([58])
وأورده السيوطي في «اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص434).
* ورواه عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن زكريا بن سلام، عن سعيد بن مسروق، عن أنس بن مالك t، قال: (لما ماتت زينب بنت رسول الله r ظهر من رسول الله r حزن، ثم سري عنه، فقلنا: يا رسول الله رأينا منك ما لم نر، قال: ذكرت زينب وضعفها، وضغطة القبر، لقد هون عليها، وعلي ذلك، لقد ضغطها ضغطة بلغت الخافقين).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج6 ص66).
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن مسروق إلا زكريا بن سلام، تفرد به إسحاق بن سليمان».
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه زكريا بن سلام أبو يحيى الأصم، ترجمه الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج3 ص423)، والحافظ ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (ج3 ص598)، ولم يذكرا فيه: جرحا، ولا تعديلا، فهو: مجهول.
* وذكره الحافظ ابن حبان في «الثقات» (ج8 ص252)، على قاعدته في توثيق المجاهيل.
* وسعيد بن مسروق الثوري، لم يذكر أحد سماعه من أنس بن مالك؛ فالإسناد منقطع أيضا.
قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص154): (وزكريا قيل: إنه مجهول، وسعيد بن مسروق: لم يدرك أنس بن مالك؛ فهو منقطع).
وقال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات على الموضوعات» (ص124): (قال الدارقطني: هو مضطرب، رواه أبو حمزة السكري، عن الأعمش، عن سليمان بن المغيرة عن أنس.
* ورواه سعيد بن الصلت، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس.
* ورواه حبيب بن خالد الأسدي، عن الأعمش، عن عبد الله بن المغيرة، عن أنس بن مالك).
وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج2 ص437): «هذا حديث، لا يصح؛ لأن زكريا مجهول، وسعيد بن مسروق، لا يعرف له من أنس سماع».
وأورده السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص158)، وفي «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص435).
* ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عمر بن أبي الرطيل، ثنا حبيب بن خالد الأسدي، عن الأعمش، عن عبد الله بن المغيرة، عن أنس t، قال: (توفيت زينب بنت رسول الله r، فخرجنا معه، فرأينا رسول الله r، مهتما شديد الحزن، فجعلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى القبر، فإذا هو لم يفرغ من لحده، فقعد رسول الله r، وقعدنا حوله، فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء، ثم فرغ من القبر، فنزل رسول الله r فيه، فرأيته يزداد حزنا، ثم إنه فرغ فخرج، فرأيته سري عنه وتبسم r فقلنا: يا رسول الله، رأيناك مهتما حزينا لم نستطع أن نكلمك، ثم رأيناك سري عنك فلم ذاك؟، قال: كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب، فكان ذلك يشق علي، فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل، ولقد ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج1 ص257).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عمر بن أبي الرطيل، لم أجد له ترجمة، فهو: مجهول.
* وحبيب بن خالد الأسدي، ضعيف، لا يحتج به. ([59])
قال عنه الحافظ أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (ج3 ص99): «ليس بالقوي».
* ورواه الأعمش، عن أنس بن مالك t قال: (توفيت زينب ابنة رسول الله r، وكانت امرأة مسقامة، فتبعها رسول الله r، فساءنا حاله، فلما انتهينا إلى القبر، فدخله التمع وجهه صفرة، فلما خرج أسفر وجهه، فقلنا: يا رسول الله، رأينا منك أمرا شأنا، فمم ذلك؟ قال: ذكرت ضغطة ابنتي، وشدة عذاب القبر، فأتيت فأخبرت أن قد خفف عنها، ولقد ضغطت ضغطة سمع صوتها، ما بين الخافقين). ([60])
حديث منكر
أخرجه ابن أبي الدنيا في «ذكر الموت» (ص143 و144).
قلت: وهذا سنده فيه انقطاع بين الأعمش، وبين أنس بن مالك؛ فإنه لم يسمع منه.
وقال الحافظ العراقي في «المغني» (ج4 ص503): «الأعمش: لم يسمع من أنس بن مالك».
وأورده الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين» (ج10 ص422)، والسيوطي في «اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص434)، وفي «النكت البديعات على الموضوعات» (ص124).
وسئل الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج12 ص251)؛ عن حديث أبي سفيان، عن أنس، قال: لما توفيت زينب بنت رسول الله r، فخرج بجنازتها، فدخل قبرها، ثم خرج ملتمع اللون مذعورا، فقلنا: يا نبي الله، ما بالك مذعورا؟ قال: ذكرت ضمة القبر، وشدة الموت، فدعوت الله أن يخفف عنها؛ لأنها كانت امرأة مسقامة.
فقال: (يرويه الأعمش، واختلف عنه؛
فرواه سعد بن الصلت، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس.
وخالفه حبيب بن خالد الأسدي، رواه عن الأعمش، عن عبد الله بن المغيرة، عن أنس.
ورواه أبو حمزة السكري، عن الأعمش، عن سليمان، عن أنس.
وقال مسلم بن الحجاج في هذا الحديث: عن ابن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن سليمان بن المغيرة، عن أنس.
والحديث مضطرب عن الأعمش).
وقال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات على الموضوعات» (ص124): (حديث: أنس بن مالك: «توفيت زينب... الحديث في ضغطتها»، قال الدارقطني: هو مضطرب، والمضطرب من قسم الضعيف، لا الموضوع). ([61])
وعن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن رسول الله r قال: (تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد منها، ثم فرج الله عنه).
حديث منكر
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (ج3 ص432) من طريق محمد بن عمر، قال: حدثني إبراهيم بن الحصين بن عبد الرحمن، عن داود بن الحصين، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه به.
قلت: وهذا سنده واه؛ فيه محمد بن عمر بن واقد الواقدي، وهو متروك، قال الساجي: «الواقدي: في حديثه نظر، واختلاف».
قال عنه البخاري: «متروك الحديث»، وقال أحمد: «كذاب»، وقال الشافعي: «كتب الواقدي كلها كذب»، وقال يحيى بن معين: «ضعيف، ليس بشيء»، وقال مسلم بن الحجاج: «متروك الحديث»، وقال النسائي: «ليس بثقة»، وقال أبو أحمد الحاكم: «ذاهب الحديث»، وقال أبو زرعة: «متروك الحديث». ([62])
قال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج4 ص321): (استقر الإجماع على وهن: «الواقدي»).
وقال الحافظ النووي في «المجموع» (ج5 ص129): (الواقدي: ضعيف باتفاقهم).
وقال الحافظ النووي في «المجموع» (ج1 ص114): (الواقدي: ضعيف عند أهل الحديث وغيرهم، لا يحتج برواياته المتصلة، فكيف بما يرسله، أو يقوله عن نفسه).
وقال الحافظ ابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج7 ص484)، عن الواقدي: (متون أخبار الواقدي، غير محفوظة، وهو بين الضعف).
* ورواه ابن إسحاق قال: حدثنا معاذ بن رفاعة بن رافع قال: أخبرنا محمود([63]) بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن جابر بن عبد الله t، قال: لما وضع سعد بن معاذ في حفرته، سبح رسول الله r، وسبح الناس معه، ثم كبر، وكبر القوم، معه، قالوا: يا رسول الله، بم سبحت؟، فقال r: (هذا العبد الصالح، لقد تضايق عليه قبره، حتى فرجه الله عنه).
حديث منكر
أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (ج4 ص29 و30)، وفي «إثبات عذاب القبر» (ص112)، والخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص422 و423 و424)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص360 و377)، وابن سمويه في «الفوائد» (ق/ 140/ط)، و(ص24) من طريق صدقة بن سابق، ومحمد بن سلمة، ويونس بن بكير، وإبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، وهو ضعيف، لا يحتج به، وقد اضطرب في الإسناد، وفي متنه.
قال عنه ابن معين: «ضعيف»، وقال الأزدي: «لا يحتج بحديثه»، وقال ابن حجر: «ضعيف».([64])
* ومحمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، ويقال: محمد، فيه نظر([65])، فلا يحتج به.
قال الشيخ الألباني في «تخريج مشكاة المصابيح» (ج1 ص49): (وسنده ضعيف؛ فيه محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، ترجمه ابن حجر في «التعجيل»، مما يتلخص منه أنه: لا يعرف).
وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص46): (وفيه محمود بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح: قال الحسيني: «فيه نظر»، قلت: ولم أجد من ذكره غيره).
وأورده ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128)، وعزاه إلى محمد بن إسحاق.
وأخرجه ابن هشام في «السيرة النبوية» (ج3 ص263) من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وأورده الحافظ البخاري في «التاريخ الكبير» (ج1 ص148)، مختصرا: «دفن سعد بن معاذ، ونحن مع النبي r».
وذكره ابن رجب في «أهوال القبور» (ص155).
قال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص424): (قال أبو طاهر القاضي الذهلي: قال لنا موسى بن هارون، هذه الرواية التي رواها: محمد بن إسحاق، أصح عندنا، وأثبت من الرواية التي رواها: يزيد بن الهاد.
* لأن محمد بن إسحاق: فصل بين أول الحديث، وآخره، فروى أوله بإسناد، وروى آخره بإسناد آخر، وأدرج: ابن الهاد أول الحديث وآخره، فرواه كله بإسناد واحد!.
قال موسى بن هارون: وقد وهم من قال في إسناد هذا الحديث: عن معاذ بن رفاعة قال: سمعت جابرا؛ لأن بينهما رجلا، وهو محمود بن عبد الرحمن).
وقال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص156): (ولم يذكره من حديث جابر بن عبد الله، وزاد في إسناد حديث جابر رجلا.
* وقوله أصح من قول يزيد بن الهاد في هذا كله عند كثير من أئمة الحفاظ).
وقال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص419): (فأما حديث ابن إسحاق الذي رواه عن معاذ وفصل بين القصتين -أعني: أول الحديث وآخره- وبين فيهما الإسنادين:
* فقد رواه عن ابن إسحاق: يونس بن بكير الشيباني، ومحمد بن سلمة الحراني، ويحيى بن سعيد الأموي، وجعلوه حديثين، وأفرد كل واحد منهم عن ابن إسحاق الحديث المسند من الحديث المرسل، واستأنف للثاني منهما -وهو: المسند- إسنادا جديدا.
* وروى إبراهيم بن سعد الزهري، وصدقة بن سابق المعدل الحديث الثاني، ولا أحسبهما إلا قد رويا الأول أيضا غير أنه لم يقع إلينا.
* واتفق يونس بن بكير، وإبراهيم بن سعد: على أن معاذا روى الحديث الثاني عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح -، وقال الحراني، والأموي، وصدقة: «محمد»، بدل: «محمود بن عبد الرحمن»).
* ورواه الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله t، قال: (جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله r فقال: من هذا العبد الصالح الذي مات؛ ففتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش، قال: فخرج رسول الله r، فإذا سعد بن معاذ، قال: فجلس رسول الله r على قبره وهو يدفن، فبينما هو جالس إذ قال: سبحان الله مرتين، فسبح القوم، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، فكبر القوم، فقال رسول الله r: عجبت لهذا العبد الصالح، شدد عليه في قبره، حتى كان هذا حين فرج له).
حديث منكر
أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (ج4 ص29).
قلت: وهذا سنده منكر؛ كسابقه، وسقط: «محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح»، يعني: بإسقاطه من الإسناد.
* وهذا من الاضطراب.
فهو: حديث مضطرب.
وأورده السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص157).
* ورواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق، قال: حدثنا معاذ بن رفاعة بن رافع الزرقي، قال: أخبرني من شئت من رجال قومي: (أن جبريل أتى النبي r في جوف الليل، معتجرا بعمامة من إستبرق، فقال: يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء؟، واهتز له العرش؟، فقام رسول الله r يجر ثوبه، مبادرا إلى سعد بن معاذ، فوجده قد قبض).
حديث منكر
أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (ج4 ص29)، والخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص420).
قلت: وهذا سنده منكر؛ كسابقه، وهو مرسل، وقد سقط منه: «محمود بن عبد الرحمن»، و«جابر بن عبد الله».
وهذا من الاختلاف، وفيه مجاهيل، ولا يصح.
وأورده ابن هشام في «السيرة النبوية» (ج3 ص203).
وأخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (ج4 ص30)، وفي «شعب الإيمان» (ج1 ص358)، وفي «إثبات عذاب القبر» (ص112)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول r» (ج3 ص329) من طريق محمد بن إسحاق قال: حدثتني أمية بن عبد الله، أنه سأل بعض أهل سعد: ما بلغكم من قول رسول الله r في هذا؟، فقالوا: (ذكر لنا أن رسول الله r سئل عن ذلك فقال: كان يقصر في بعض الطهور من البول).
حديث منكر
قلت: وهذا سنده منكر، وهو مرسل، وفيه: مجاهيل.
وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (ج4 ص128): «وقد ذكر البيهقي، بعد روايته: ضمة سعد، في القبر: أثرا، غريبا».
وأورده السيوطي في «شرح الصدور» (ص147).
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى» (ج1 ص399).
* ورواه محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثني يزيد بن عبد الله بن أسامة الليثي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن معاذ بن رفاعة الزرقي، عن جابر بن عبد الله t، قال: قال رسول الله r: (لهذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، شدد عليه، ففرج الله عنه).
وقال مرة: «فتحت»، وقال مرة: «ثم فرج الله عنه»، وقال مرة: «قال رسول الله r لسعد يوم مات وهو يدفن».
فهو: حديث مضطرب في إسناده، وفي متنه أيضا.
أخرجه أحمد في «المسند» (14505)، والخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص412 و413).
وأخرجه أحمد في «فضائل الصحابة» (ج2 ص823)، والطبراني في «المعجم الكبير» (5340) من طريق محمد بن بشر العبدي، بهذا الإسناد، ولم يذكر أحمد، والطبراني: في الموضع الثاني منهما: «يحيى بن سعيد الأنصاري».
وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى» (8224)، والحاكم في «المستدرك» (ج3 ص206) من طريق الفضل بن موسى.
وأخرجه ابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (7033)، والخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص414) من طريق محمد بن خالد الوهبي.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (ج3 ص206) من طريق يزيد بن هارون.
* ثلاثتهم: عن محمد بن عمرو الليثي به.
* ولم يذكر الحاكم: يزيد بن عبد الله، في رواية: يزيد بن هارون.
* ولم يذكر النسائي والحاكم، قوله: «شدد عليه، ففرج الله عنه».
* وشدد: من التشديد، أي: ضيق عليه قبره.
وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج41 ص219) من طريق سعيد بن يحيى اللخمي، ثنا محمد بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، عن معاذ بن رفاعة الأنصاري، عن جابر بن عبد الله t به.
وقال ابن عساكر: «رواه محمد بن بشر العبدي، عن محمد بن عمرو، عن يزيد بن الهادي، ويحيى بن سعيد، وهو أشبه».
قال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص414): (كذا روى هذا الحديث: محمد بن بشير العبدي، ومحمد بن خالد الوهبي؛ كلاهما: عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله.
* ورواه عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن محمد بن عمرو، عن يزيد بن الهاد، وحده عن معاذ بن رفاعة، وذكر عن يزيد أنه سمعه، هو، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن معاذ بن رفاعة).
قلت: وإسناده فيه انقطاع؛ فإن معاذ بن رفاعة، لم يسمع هذا الحديث، من جابر بن عبد الله، بل رواه عن محمود بن الجموح عن جابر بن عبد الله. ([66])
* ورواه محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني معاذ بن رفاعة الزرقي قال: حدثني من شئت من رجال قومي: (أن جبريل أتى النبي r، حين قبض سعد بن معاذ في جوف الليل، معتجرا، بعمامة من إستبرق، فقال: يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش، فقام رسول الله r، سريعا يجر ثوبه إلى سعد بن معاذ فوجده قد مات).
حديث منكر
أخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص420 و421).
وهو: مرسل.
* ورواه سعيد بن يحيى الأموي، ثنا أبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن معاذ بن رفاعة الزرقي أنه أخبره بعض قومه: (أن جبريل أتى رسول الله r، معتجرا بعمامة إستبرق حين قبض سعد بن معاذ، فقال: يا محمد من هذا الميت الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش، قال: فقام رسول الله r إلى سعد بن معاذ، فوجده قد قبض).
حديث منكر
أخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص421).
قلت: وهذا سنده فيه مجاهيل، وهو مرسل.
وأخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص418) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله t قال: (جاء جبريل إلى النبي r فقال: من هذا العبد الصالح الذي قد مات، فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش، قال: فخرج رسول الله r فإذا سعد بن معاذ، فجلس رسول الله r على قبره -وهو يدفن- فبينا هو جالس إذ قال: سبحان الله، فسبح القوم، ثم قال: الله أكبر، فكبر القوم، فقال رسول الله r: لهذا العبد الصالح شدد عليه في قبره، حتى كان هذا حين فرج له).
وهو حديث منكر، مضطرب
وأخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص416 و417) من طريق يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، أن ابن الهاد حدثهما: عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله t قال: (جاء جبريل إلى رسول الله r، فقال: من هذا العبد الصالح الذي مات ففتحت أبواب السماء، وتحرك العرش، فخرج رسول الله r، فإذا: سعد بن معاذ).
وأخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص417) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله r: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ).
قال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص416): (ورواه يحيى بن أيوب، وابن لهيعة المصريان، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن الهاد وحده عن معاذ بن رفاعة).
وقال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص422): (وأما حديث محمد بن سلمة عن ابن إسحاق، مثل هذا؛ إلا في قول: «محمد بن عبد الرحمن»، بدل: «محمود بن عبد الرحمن»).
وقال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص423): (وأما حديث: إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق، مثل: رواية يونس بن بكير الذي قال فيها: «عن محمود بن عبد الرحمن»).
وقال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص418): (وقد وهم: ابن الهاد حين ساق الحديث هذه السياقة بإسناد واحد؛ لأن أول الحديث كان معاذ بن رفاعة يرويه عن رجال من قومه ولا يسميهم عن النبي r مرسلا، وآخر الحديث كان يرويه عن جابر بن عبد الله عن النبي r، ولم يسمعه من جابر: كما حكى عبد الوهاب بن عطاء عنه، وإنما سمعه من رجل هو محمود، وقيل محمد بن عبد الرحمن ابن عمرو بن الجموح عن جابر بن عبد الله.
* بين ذلك: محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي، في روايته إياه عن معاذ بن رفاعة، وفصل بين أول الحديث وآخره، وميز إسناد كل واحد منهما.
* على أن الحمادين -حماد بن سلمة بن دينار، وحماد بن زيد بن درهم- قد رويا عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن رفاعة، هذا الحديث وساقاه كسياقة ابن أبي حازم عن ابن الهاد غير أنهما: أرسلاه عن النبي r، ولم يذكرا فيه جابرا، وهذا زيادة في الدلالة على وهم عبد الوهاب بن عطاء حين حكى في روايته أن معاذا سمعه من جابر بن عبد الله).
* ورواه عبد الوهاب بن عطاء، ثنا محمد بن عمرو، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة قال: مات ميت عندنا، فجلست أنا ويحيى بن سعيد، فجاء معاذ بن رفاعة الزرقي فأوسعت له بيني، وبين يحيى بن سعيد، فجلس، فقال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري t يقول: قال رسول الله r: (لسعد بن معاذ، وهو يدفن: العبد الصالح الذي فتحت له أبواب السماء، وتحرك له العرش).
حديث منكر
أخرجه الخطيب في «الفصل للوصل المدرج في النقل» (ج1 ص415 و416).
قال الحافظ الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص425): (قال موسى بن هارون: وقد وهم من قال في إسناد هذا الحديث عن معاذ بن رفاعة قال: سمعت جابرا؛ لأن بينهما رجلا، وهو محمود بن عبد الرحمن).
* ورواه هارون بن حاتم الكوفي، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر t قال: (لما مات سعد، نزل جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، رجل من أمتك مات اهتز له العرش، فخرج رسول الله r إلى المسجد، فإذا امرأة، فقالت: يا رسول الله، إن سعد بن معاذ مات، فشهد رسول الله r جنازته، فجلس على القبر، فقال: لا إلـٰه إلا الله، سبحان الله، هذا العبد الصالح لقد ضيق عليه في قبره حتى خشيت ألا يوسع عليه، ثم وسع عليه).
حديث منكر
أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول r» (ج3 ص91 و328).
قلت: وهذا سنده واه؛ فيه هارون بن حاتم الكوفي، وهو متروك الحديث. ([67])
قال الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج7 ص211)؛ في ترجمة: يحيى بن عيسى، بعد أن ساق حديثـا، من رواية: هارون بن حاتم، عنه: (لعله من وضع هارون بن حاتم).
وذكره الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج4 ص282)؛ ثم قال: «وهذا باطل».
وأورده الهندي في «كنز العمال» (ج15 ص271).
وعن الأعمش قال: (لما توفيت زينب بنت رسول الله r، فخرج رسول الله r في جنازتها، قال: فكأنما نسف على وجه رسول الله الرماد، فلما دفنت، ذهب عنه بعض ذلك، فقالوا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك ما نكرهه، قال: إني ذكرت ضعفها، وضغطة القبر، فعفي لي عنها، ولقد ضغطت ضغطة سمع صوتها كل شيء إلا الثقلين).
حديث منكر
أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول r» (ج3 ص331) من طريق الجارود قال: حدثنا جرير عن الأعمش به.
وهذا: مرسل.
قلت: وإسناده واه؛ فيه الجارود بن يزيد النيسابوري، وهو متهم بالكذب.
قال عنه أبو حاتم: «كذاب»، وقال برهان الدين الحلبي: «متروك»، وقال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال الدارقطني: «متروك»، وقال البخاري: «منكر الحديث».([68])
وأورده ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج2 ص60).
وعن أبي أيوب t، أن صبيا دفن، فقال رسول الله r: (لو أفلت أحد من ضمة القبر؛ لأفلت هذا الصبي).
حديث منكر
* هذا الحديث: مداره على حماد بن سلمة، واختلف عليه على ثلاثة أوجه:
فأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج4 ص121) من طريق الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب t به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه الحسين بن إسحاق التستري، لين الحديث، وقد ترجمه الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (ج14 ص57)، ثم قال: «وكان من الحفاظ الرحالة».
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص47)، ثم قال: «رواه الطبراني، ورجاله: رجال الصحيح».
* وفيه نظر.
قلت: وحماد بن سلمة البصري ساء حفظه لما كبر، فيخطئ ويخالف أحيانا. ([69])
قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص269) عن حماد بن سلمة: «وتغير حفظه بآخره».
وقال الحافظ الذهبي في «المغني في الضعفاء» (ج1 ص189): (حماد بن سلمة: إمام ثقة، له أوهام وغرائب، وغيره أثبت منه).
وقال الحافظ البيهقي / في «السنن الكبرى» (ج4 ص93): (وحماد بن سلمة: وإن كان من الثقات إلا أنه ساء حفظه في آخر عمره؛ فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به، عن قيس بن سعد خاصة وأمثاله).
وقال الإمام أحمد بن حنبل /: (كان حماد بن سلمة: يخطئ، وخطأ كثيرا).([70])
وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج2 ص50)؛ عن حماد بن سلمة: (لما طعن([71]) في السن ساء حفظه؛ فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه... فالاحتياط لمن راقب الله ألا يحتج بما يجد في أحاديثه، مما يخالف الثقات).
قلت: وهذا ينطبق على هذه الرواية التي تكلمنا عليها.
وقال الحافظ البيهقي في «الخلافيات» (ج4 ص210): (ساء حفظه في آخر عمره؛ فالحفاظ: لا يحتجون بما يخالف فيه، ويتجنبون ما يتفرد به).
قلت: فحماد بن سلمة، الراوي: لهذا الحديث غير محتج به في هذا الحديث؛ لمخالفته: للثقات الحفاظ.
قلت: وحماد بن سلمة، وإن كان أثبت الناس في ثابت البناني، وحميد الطويل؛ إلا أنه كان يهم في حديث غيرهما.
قال الإمام مسلم في «التمييز» (ص218): (وحماد بن سلمة: يعد عندهم إذا حدث عن غير ثابت، -كحديثه هذا: وأشباهه-... فإنه يخطئ في حديثهم كثيرا).
وقال الحافظ أبو يعلى الخليلي في «المنتخب من الإرشاد» (ج1 ص176): (والذي عليه حفاظ الحديث: الشاذ: ما ليس له إلا إسناد واحد، يشذ بذلك شيخ، ثقة كان، أو غير ثقة).
وقال الإمام النووي في «المجموع» (ج3 ص408): (وقد علم من قاعدة المحدثين، وغيرهم، أن ما خالف الثقات: كان حديثه، شاذا، مردودا).
فهو حديث غير محفوظ
قال الحافظ الهيثمي في «مجمع البحرين» (ج2 ص436): «لم يروه: عن ثمامة، إلا حماد بن سلمة».
* وخالفه: إبراهيم بن الحجاج السامي، فقال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك t: (أن النبي r، صلى على صبي، أو صبية، فقال: لو كان نجا أحد من ضمة القبر، لنجا هذا الصبي).
حديث منكر
أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (ج3 ص146)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج5 ص200 و201)، وابن عدي في «الكامل في الضعفاء» (ج2 ص109)، وأبو يعلى في «المسند الكبير» (ج5 ص97-المطالب العالية)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (1497).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه إبراهيم بن الحجاج السامي، وهو يهم في الحديث.([72])
والحديث استنكره الحافظ الذهبي في «ميزان الاعتدال» (ج1 ص372).
* وحماد بن سلمة، له أوهام، وهذه منها.
* فرجاله ثقات، لكنه: معلول بالإرسال.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص47)، ثم قال: «رواه الطبراني في «الأوسط»، ورجاله: موثقون».
ولم يصب الحافظ ابن حجر في «المطالب العالية» (ج5 ص97)؛ بقوله: «إسناده صحيح»؛ لضعف الإسناد.
* وأخطأ في تصحيحه السيوطي في «شرح الصدور» (ص158).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في «السنة» (1434) عن أبيه عن وكيع عن حماد بن سلمة، عن ثمامة، عن أنس بن مالك t به.
قلت: وهذا سنده منكر، كسابقه.
وأورده البوصيري في «إتحاف الخيرة المهرة» (ج3 ص270)، ثم قال: «رواه أبو يعلى الموصلي، ورجاله: ثقات».
وذكره الهيثمي في «مجمع البحرين في زوائد المعجمين» (ج2 ص436).
قلت: والحديث معلول بالإرسال، وهو غير محفوظ.
قال الحافظ ضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج5 ص201): (رواه أبو سلمة: موسى بن إسماعيل، عن حماد، عن ثمامة، أن النبي r: مرسل).
* فأعله بالإرسال.
وقال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج12 ص43): (يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه: فرواه حرمي بن عمارة، وسعيد بن عاصم الملحي -شيخ بصري- عن حماد بن سلمة عن ثمامة عن أنس بن مالك.
* وخالفهما: وكيع، وأبو عمر الحوضي؛ فروياه عن حماد عن ثمامة: مرسلا، وهو الصحيح).
* فأعله بالإرسال.
لذلك: لم يصب الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج5 ص196)، عندما رجح رواية الوصل؛ لضعف الإسناد.
* وأخطأ الشيخ الألباني، فأورده في «الجامع الصحيح» (ج2 ص939)، وهو حديث ضعيف، مضطرب.
* ورواه أبو سلمة: موسى بن إسماعيل، ووكيع، وأبو عمر الحوضي، جميعهم: عن حماد بن سلمة عن ثمامة مرسلا به.
أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» (ج2 ص187).
وأورده الدارقطني في «العلل» (ج12 ص43)، وضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج5 ص201).
فالأصح فيه، أنه: مرسل.
قال الحافظ الدارقطني في «العلل» (ج12 ص43): (ورواه وكيع، وأبو عمر الحوضي، فروياه عن حماد بن سلمة عن ثمامة، مرسلا، وهو الصحيح).
وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي في «الأحاديث المختارة» (ج5 ص201): (رواه أبو سلمة: موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثمامة، أن النبي r: مرسل).
قلت: ويتبين بعد النظر في الأوجه المذكورة، أن الوجه الثالث، هو الراجح، وهو: المرسل؛ لأن الذين رووه، هم جماعة، أثبت، وأضبط من غيرهم.
قال ابن أبي حاتم في «العلل» (ج2 ص187): (وسألت أبي عن حديث: رواه المؤمل، والعلاء بن عبد الجبار، وجماعة، عن حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس، أن النبي r: «صلى على صبي، أو صبية، فلما دفن قال: لو عوفي أحد من عذاب القبر، لعوفي هذا الصبي»، قال أبي: حدثنا أبو سلمة قال: حدثنا حماد، عن ثمامة: أن النبي r: مرسل([73])؛ وهذا أصح، وأقوى، من حديث العلاء والمؤمل). ([74])
وهذا هو الصحيح.
وقال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص155): (وقد اختلف فيه على حماد بن سلمة، فرواه جماعة عن ثمامة مرسلا، والمرسل: هو الصحيح، عند أبي حاتم الرازي، والدارقطني).
وأورده السيوطي في «الجامع الكبير» (ج7 ص141).
وأخرجه ابن معبد في «الطاعة والمعصية» (ص159) من طريق إبراهيم الغنوي، عن رجل قال: (كنت عند عائشة ڤ، فمرت جنازة صبي صغير، فبكت، فقلت لها: ما يبكيك؟، قالت: هذا الصبي؛ بكيت له شفقة عليه من ضمة القبر).
حديث منكر
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه رجل لم يسم، وهو مرسل أيضا، لا يصح.
وأورده السيوطي في «شرح الصدور» (ص159).
وذكره القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ج1 ص325)، وابن رجب في «أهوال القبور» (ص156).
وعن البختري، عن حذيفة t قال: كنا في جنازة مع رسول الله r، فلما انتهينا إلى القبر، جلس رسول الله r على شفيره، وجعل ينظر، ثم قال: (يضغط المؤمن في هذا ضغطة، تزول منها حمائله، ويملأ على الكافر نارا).
حديث منكر
أخرجه أحمد في «المسند» (ج5 ص407)، والبيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص113)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج2 ص615)، والحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (ج3 ص323)، وتمام الرازي في «الفوائد» (ج2 ص184)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص231).
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه محمد بن جابر بن سيار الحنفي اليمامي، وهو سيء الحفظ، وقد اختلط؛ فلا يحتج به. ([75])
قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص831): (صدوق: ذهبت كتبه؛ فساء حفظه، وخلط كثيرا، وعمي فصار يلقن).
قلت: وهذا الحديث أتى من تخاليطه.
* وأبو البختري، وهو سعيد بن فيروز الطائي، لم يدرك حذيفة بن اليمان؛ فالإسناد منقطع. ([76])
وهو كثير الإرسال عن الصحابة y.
قال الحافظ العلائي في «جامع التحصيل في أحكام المراسيل» (ص183): (سعيد بن فيروز أبو البختري الطائي: كثير الإرسال عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وحذيفة، وغيرهم).
وقال الحافظ العراقي في «المغني» (ج4 ص503): «رواه أحمد بسند ضعيف».
وقال الحافظ ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص231): (هذا حديث لا يصح، قال يحيى: «محمد بن جابر ليس بشيء»، وقال أحمد: «لا يحدث عنه إلا من هو شر منه»).
وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص35): (وأبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز لم يدرك حذيفة، ولكن مجرد هذا لا يدل على أن المتن موضوع؛ فإن له شواهد).
وقال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور» (ص153)؛ بعد ذكره لحديث حذيفة t: (ومحمد بن جابر، هو اليمامي، ضعيف، وأبو البختري: لم يدرك حذيفة بن اليمان t).
وقال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات على الموضوعات» (ص123): (حديث: حذيفة بن اليمان، في ضغطة القبر، فيه محمد بن جابر، ليس بشيء).
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» (ج3 ص46)؛ ثم قال: «رواه أحمد، وفيه محمد بن جابر، وهو ضعيف».
وأورده السيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص156).
وعن محمد بن علي بن أبي طالب قال: (لما استقر بفاطمة بنت أسد: وعلم بذلك رسول الله r قال: إذا توفيت فأعلموني، فلما توفيت خرج رسول الله r فأمر بقبرها، فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة، ثم لحد لها لحد، ولم يضرح لها ضريح، فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ فيه القرآن، ثم نزع قميصه، فأمر أن تكفن فيه، ثم صلى عليها عند قبرها، فكبر تسعا وقال: ما أعفي أحد من ضغطة القبر، إلا فاطمة بنت أسد، قيل: يا رسول الله، ولا القاسم، قال: ولا إبراهيم، وكان إبراهيم أصغرهما).
حديث منكر، وهو مرسل
أخرجه ابن شبه في «أخبار المدينة» (ج1 ص122) من طريق عبد العزيز، عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة، عن عمرو بن ذبيان، عن محمد بن علي بن أبي طالب به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز الزهري، وهو منكر الحديث.
قال عنه البخاري: «منكر الحديث، لا يكتب حديثه»، وقال النسائي: «متروك الحديث»، وقال ابن حبان: «يروي المناكير»، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث جدا»، وقال الدارقطني: «ضعيف الحديث»، وقال ابن شبه: «كان كثير الغلط في حديثه».([77])
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» (ج1 ص325).
وعن الحسن البصري / قال: (أصابت سعد بن معاذ جراحة، فجعله النبي r عند امرأة تداويه، فمات من الليل، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره، فقال: لقد مات الليلة فيكم رجل، لقد اهتز العرش لحب لقاء الله إياه، فإذا هو سعد بن معاذ، قال: فدخل رسول الله r قبره، فجعل يكبر، ويهلل، ويسبح، فلما خرج، قيل له: يا رسول الله ما رأيناك صنعت هكذا قط؟، قال: إنه ضم في القبر ضمة، حتى صار مثل: الشعرة، فدعوت الله أن يرفه عنه ذلك، وذلك أنه كان لا يستبرئ من البول).
حديث موضوع
وهذا من مراسيل الحسن البصري.
أخرجه هناد في «الزهد» (ج1 ص215 و216)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص234) من طريق ابن فضيل عن أبي سفيان عن الحسن البصري به.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه أبو سفيان طريف بن شهاب السعدي، وهو منكر الحديث، لا يحتج به.
قال عنه أحمد: «ليس بشيء، ولا يكتب حديثه»، وقال ابن معين: «ضعيف الحديث»، وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث»، وقال أبو داود: «ليس بشيء»، وقال البخاري: «ليس بالقوي عندهم»، وقال الذهبي: «تركوه»، وقال النسائي: «ضعيف الحديث»، وقال الدارقطني: «ضعيف»، وقال ابن المديني: «ليس بشيء». ([78])
قال الحافظ ابن حبان في «المجروحين» (ج1 ص381)؛ عن أبي سفيان: (كان مغفلا، يهم في الأخبار، حتى يقلبها، ويروي عن الثقات، ما لا يشبه حديث الأثبات).
وقال الحافظ ابن عبد البر في «الاستغناء» (ج2 ص785): (أجمعوا على أنه ضعيف الحديث).
وقال الحافظ ابن الجوزي في «الموضوعات» (ج3 ص234): (هذا حديث مقطوع؛ فإن الحسن البصري، لم يدرك سعدا، وأبو سفيان، اسمه: طريف بن شهاب السعدي، قال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: «ليس بشيء»، وقال النسائي: «متروك الحديث»، وقال ابن حبان: «كان مغفلا يهم في الأخبار، حتى يقلبها، ويروي عن الثقات، ما لا يشبه حديث الأثبات»، وحوشيت زينب من مثل هذا، وحوشي سعد بن معاذ، أن يقصر فيما يجب عليه من الطهارة).
وقال الحافظ السيوطي في «اللآلئ المصنوعة» (ج2 ص436): (مرسل، وأبو سفيان: طريف بن شهاب متروك).
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى» (ج1 ص400)، والسيوطي في «شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص159)، وفي «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص435).
وعن عبد الله بن الشخير قال: قال رسول الله r: (من قرأ: ]قل هو الله أحد[ [الإخلاص:1]، من مرضه الذي يموت فيه، لم يفتن في قبره، وأمن من ضغطة القبر).
حديث موضوع
أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص213) من طريق نصر بن حماد البلخي قال: ثنا مالك بن عبد الله الأزدي، عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه به.
هذا: مرسل.
قلت: وهذا سنده واه؛ فيه نصر بن حماد البلخي وهو متهم بالكذب، قال عنه ابن معين: «كذاب». ([79])
* وشيخه مالك بن عبد الله الأزدي، لا يعرف.
قال الشيخ الألباني في «الضعيفة» (ج1 ص316): «هذا إسناد موضوع».
وأورده القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى» (ج1 ص330)، والسيوطي في «شرح الصدور» (ص162).
وعن زاذان أبي عمر([80]) قال: (لما دفن رسول الله r: ابنته رقية ڤ، جلس عند القبر، فتربد([81]) وجهه، ثم سري عنه، فسأله أصحابه عن ذلك، فقال: ذكرت ابنتي، وضعفها، وعذاب القبر، فدعوت الله، ففرج عنها، وايم الله لقد ضمت ضمة سمعها ما بين الخافقين).
حديث موضوع
أخرجه ابن أبي الدنيا في «القبور» (ص216)، وسعيد بن منصور في «السنن» (ج2 ص434)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج22 ص433)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (ج2 ص908 و909)، وفي «الموضوعات» (ج3 ص232) من طريق مروان بن معاوية قال: أخبرنا العلاء بن المسيب، عن معاوية العبسي، عن زاذان أبي عمر به. ([82])
وهو: مرسل.
قلت: وهذا سنده منكر؛ فيه العلاء بن المسيب بن رافع الكاهلي له أوهام، وهذه منها، فقد وهم في السند، والمتن، وأتى: بالمنكر.
قال الحاكم: «له أوهام في الإسناد، والمتن»، وقال الأزدي: «في بعض حديثه نظر».([83])
* ومعاوية العبسي، لا يعرف.
وقال الحافظ ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (ج2 ص909): «هذا حديث لا يصح من جميع طرقه».
قلت: وهذا الحديث، لا دخل له في وفاة: رقية بنت الرسول r في ضغطة القبر، وإنما ذلك كان في وفاة: سعد بن معاذ، ولا يصح؛ لأنه غير محفوظ، وقد سبق.
وأورده السيوطي في «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» (ج2 ص434)، و«شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور» (ص158).
وعن محمد بن عبد الله التميمي قال: سمعت أبا بكر التيمي -شيخا من قريش- يقول: (إن ضمة القبر أصلها أنها أمهم، ومنها: خلقوا، فغابوا عنها الغيبة الطويلة، فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها، ثم قدم عليها، فمن كان لله مطيعا ضمته برأفة ورفق، ومن كان عاصيا ضمته بعنف، سخطا منها عليه لربها).
حديث منكر، وهو: مرسل
أخرجه ابن أبي الدنيا في «القبور» (ص216).
قلت: وهذا سنده مرسل، ضعيف، لا يصح، ومنكر المتن.
وأورده السيوطي في «شرح الصدور» (ص162)، وعزاه إلى ابن أبي الدنيا.
وعن محمد بن إسحاق قال: قال عبد الله بن عمرو ﭭ: (توفي سعد بن معاذ t، فخرج إليه رسول الله r فبينما هم: يمشون، إذ تخلف فوقفوا حتى أدركهم، فقالوا: يا نبي الله، ما خلفك عنا؟، قال: سمعت سعد بن معاذ حين ضم في قبره، قالوا: ضم في قبره، وقد اهتز له عرش الرحمن؟!، فقال r:سعد أكرم على الله، أم يحيى بن زكريا؟، فوالذي نفسي بيده، لقد ضم يحيى بن زكريا؛ لأنه شبع من خبز الشعير).
حديث موضوع
أخرجه الزبير بن بكار في «الأخبار الموفقيات» (ص103).
قلت: وهذا سنده منكر بمرة، وهو معضل، بين محمد بن إسحاق، وبين عبد الله بن عمرو.
وذكره السيوطي في «شرح الصدور» (ص160)؛ ثم قال: «هذا الحديث منكر بمرة، وإسناده معضل، والمعروف أن الأنبياء، لا يضغطون».
قلت: وكذا الصحابة، لا يضغطون في قبورهم.
* وكذا المؤمنون: لا يضغطون في قبورهم.
قلت: وهذه الضغطة في القبور، ليس لها: أصل في الشريعة المطهرة.
هذا آخر ما وفقني الله سبحانه وتعالى إليه في تصنيف هذا الكتاب النافع المبارك -إن شاء الله- سائلا ربي جل وعلا أن يكتب لي به أجرا، ويحط عني فيه وزرا، وأن يجعله لي عنده يوم القيامة ذخرا ... وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على ضعف حديث: «إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا، منها، نجا منها سعد بن معاذ»، وهذا مما يدل على أنه لا وجود للضغطة في القبر، لا للرجال، ولا للنساء، ولا للكبار، ولا للصغار، بل ولا وجود لها البتة، لا للمؤمن، ولا للكافر، فلا وجود في القبر، إلا النعيم للمؤمن، والنار للكافر، والعذاب للعاصي المسلم، إن كتب الله تعالى له العذاب في قبره، وقد ثبت ذلك في القرآن والسنة........................................................................................... |
17 |
[1]) انظر: «الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم» للرفاعي (ص18).
[2]) أثر صحيح.
أخرجه الرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (ص310)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1634) بإسناد صحيح.
[3]) انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (ج2 ص711)، و«الوهم في روايات مختلفي الأمصار» للوريكات (ص83).
[4]) ومعرفة مناهج النقاد، وفهم عباراتهم في علم علل الحديث.
[5]) انظر: «شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج1 ص339).
[6]) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص356)، بإسناد صحيح.
[7]) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (ص356)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج2 ص417 و418)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج52 ص11)، بإسناد صحيح.
[8]) أثر صحيح.
أخرجه ابن أبي حاتم في «العلل» (ج1 ص9)، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص112)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (ج2 ص295)، بإسناد صحيح.
[9]) قلت: أو يعرضه على المؤهلين لهذه المهمة من أهل الحديث.
* وهذا الأمر الذي أشرت إليه من حيث اعتماد العلماء على أهل العلل كمرجعية علمية... لأن هؤلاء كانوا أعلم بهذا العلم من غيرهم.
[10]) انظر: «النكت على كتاب ابن الصلاح» لابن حجر (ج2 ص782).
[11]) قلت: فوضعوا لصيانة الحديث من القواعد والضوابط، التي بها يكون التحاكم إليها عند اختلاف الناس، للحكم على الحديث بالصحة أو الضعف.
[12]) قلت: والكلام في وهم الرواة، ودخول الوهم في الرواية طويل متشعب، وضرورة النقاد التنبيه على مثل هذه الأوهام.
[13]) قلت: ولا ينظر إلى شهرة الأحاديث، والأحكام بين المسلمين، بدون نظر في هذه الأحاديث، هل هي صحيحة أم غير صحيحة، وإن صدرت من العلماء رحمهم الله تعالى؛ لأنهم بشر، ومن طبيعة البشر يخطئون ويصيبون، فافهم هذا ترشد.
قال العلامة الشوكاني / في «نيل الأوطار» (ج1 ص15): (ما وقع التصريح - يعني: الحديث- بصحته أو حسنه جاز العمل به، وما وقع التصريح بضعفه لم يجز العمل به، وما أطلقوه ولم يتكلموا عليه، ولا تكلم عليه غيرهم، لم يجز العمل به، إلا بعد البحث عن حاله إن كان الباحث أهلا لذلك). اهـ.
[14]) قلت: وهؤلاء المقلدة المتعصبة أكثرهم مقلدون لا يعرفون من الحديث إلا على أقله، ولا يكادون يميزون بين «صحيحه» من «سقيمه»، ولا يعرفون جيده من رديئه، ولا يعبئون بما يبلغهم منه أن يحتجوا به، والله المستعان.
* وعلى هذا عادة أهل التقليد في كل زمان ومكان، ليس لهم إلا آراء الرجال أصابوا أم أخطئوا، ألا إن عذر العالم ليس عذرا لغيره إن تبين الحق، أو بين له» وقد وردت أقوال العلماء تؤكد هذا الشيء، وتبين موقفهم من تقليدهم، وأنهم تبرءوا من ذلك جملة، وهذا من كمال علمهم، وتقواهم حيث أشاروا بذلك إلى أنهم لم يحيطوا بالسنة كلها.
انظر: «هداية السلطان» للمعصومي (ص19)، وكتابي «الجوهر الفريد في نهي الأئمة الأربعة عن التقليد».
والله ولي التوفيق.
[15]) وكيف كان أهله ينقدون الروايات.
([18]) انظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (ج4 ص128)، و«الصحيحة» للشيخ الألباني (ج4 ص269)، و«مشكل الآثار» للطحاوي (ج1 ص248)، و«أهوال القبور» لابن رجب (ص152)
([23]) تحرف عند البيهقي في «إثبات عذاب القبر» (ص108): من «أبي عتاب» في الإسناد، إلى: «أبي عائشة»، وهو خطأ.
([26]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص116)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص46)، و«لسان الميزان» لابن حجر (ج1 ص213).
([27]) انظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص54)، و«تقريب التهذيب» له (ص538)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص487 و502)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص76)، و(ج2 ص11 و12).
([31]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج6 ص76)، و«السنن» للدارقطني (ج4 ص42)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج3 ص483)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص482)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص157)، و«ديوان الضعفاء» له أيضا (ص79)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص145)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج2 ص288)، و«السنن» للترمذي (ج1 ص436)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص237)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج4 ص72)، و«السؤالات» لابن أبي شيبة (32)، و«السؤالات» للآجري (741)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص29).
([32]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص402)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج20 ص434)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج9 ص251)، و«العلل ومعرفة الرجال» لأحمد (ج2 ص48)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج4 ص250)، و«التاريخ» للدارمي (ص141)، و«التاريخ الكبير» لابن أبي خيثمة (ج1 ص491)، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج4 ص501)، و«الأسامي والكنى» لأبي أحمد الحاكم (ج3 ص276)، و«أحوال الرجال» للجوزجاني (ص194)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص187).
([33]) التحويش: التحويل، وتحوش القوم عني: تنحوا عني.
ولعل المراد: إبعاد ما ذكر في سعد بن معاذ، وتنحيته عنه.
انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج6 ص290).
([34]) له ترجمة في «تاريخ بغداد» للخطيب (ج6 ص250).
وانظر: «نصب الراية لأحاديث الهداية» للزيلعي (ج2 ص287).
([38]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص167 و168)، و«الضعفاء» لابن الجوزي (ج1 ص265)، و«السؤالات» للبرذعي (ج2 ص322)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج4 ص257).
([39]) سهل بن حماد الدلال، أبو عتاب: غير مشهور في الحديث، فهو صالح الحديث.
انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج5 ص477)، و«التاريخ» للدارمي (ص119)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص196)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج6 ص132)، و«الكامل في الضعفاء» لابن عدي (ج4 ص419).
([40]) عطاء بن السائب بن مالك الثقفي: تغير حفظه، واختلط، وروايته لهذا الحديث، تدل على اختلاطه.
انظر: «المختلطين» للعلائي (ص82)، و«الكواكب النيرات» لابن الكيال (ص319)، و«إختلاط الرواة الثقات» لابن سعيد (ص125)، و«هدي الساري» لابن حجر (ص425)، و«تقريب التهذيب» له (ج2 ص22)، و«تهذيب التهذيب» له أيضا (ج7 ص203)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج6 ص110)، و«ديوان الضعفاء» له (ص275)، و«شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص734).
([41]) وانظر: «الخلافيات» للبيهقي (ج2 ص27)، و«شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص633)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج8 ص87)، و«السنن» للترمذي (ج1 ص83)، و«تاريخ أسماء الثقات» لابن شاهين (ص292)، و«علل الحديث» لابن أبي حاتم (ج1 ص101).
([44]) انظر: «تاريخ بغداد» للخطيب (ج9 ص246 و247)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص674)، و«تقريب التهذيب» له (ص285)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج3 ص327).
([45]) انظر: «لسان الميزان» لابن حجر (ج2 ص188)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص89)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص479).
([46]) انظر: «تعريف أهل التقديس» لابن حجر (ص54)، و«تقريب التهذيب» له (ص538)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص487 و502)، و«المجروحين» لابن حبان (ج1 ص76)، و(ج2 ص11 و12).
([48]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج15 ص154)، في ترجمة: ابن عباس ﭭ.
وانظر: «الصحيحة» للشيخ الألباني (ج4 ص271).
([51]) فيستحيل أن يقع من: «سعد بن معاذ»، هذا الأمر.
* والصحابة y، فقهاء في أحكام: «الأصول»، وفي أحكام «الفروع».
([52]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج29 ص322)، و«المجروحين» لابن حبان (ج3 ص60)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج10 ص419)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج13 ص429).
([55]) قال الحافظ السيوطي في «النكت البديعات» (ص125): «أخرجه هناد بن السري في «الزهد»، من مرسل: ابن أبي مليكة».
([56]) وانظر: «الخلافيات» للبيهقي (ج2 ص27)، و«شرح العلل الصغير» لابن رجب (ج2 ص633)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج8 ص87)، و«السنن» للترمذي (ج1 ص83)، و«تاريخ أسماء الثقات» لابن شاهين (ص292)، و«علل الحديث» لابن أبي حاتم (ج1 ص101).
([62]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج12 ص154 و155)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج4 ص1265 و1267)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج1 ص178)، و«الكنى والأسماء» لمسلم (ج1 ص499)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص217)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج4 ص5 و6)، و«مناقب الشافعي» للبيهقي (ج1 ص548)، و«إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (ج10 ص290)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج8 ص21)، و«الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (ج3 ص88)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (ص347)، و«الشجرة في أحوال الرجال» للجوزجاني (ص230).
([63]) في رواية: «عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح»، أخرجها الخطيب في «الفصل للوصل» (ج1 ص422و423).
([64]) انظر: «التاريخ» لابن معين (ج2 ص332)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج13 ص38)، و«تعجيل المنفعة» له (ص396).
([65]) انظر: «نثل الهميان في معيار الميزان» للحلبي (ص324)، و«الإكمال» للحسيني (ص398)، و«الضعفاء والمتروكين» للنعمان (ج14 ص503)، و«تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة» لابن حجر (ص395).
([66]) انظر: «الفصل للوصل» للخطيب (ج1 ص419 و422 و423)، و«إثبات عذاب القبر» للبيهقي (ص112)، و«المسند» للإمام أحمد (ج3 ص360 و377).
([68]) انظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص384)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج2 ص525)، و«الضعفاء والمتروكين» للدارقطني (100)، و«الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث» للحلبي (ص82).
([69]) وانظر: «ميزان الاعتدال» للذهبي (ج1 ص590)، و«المغني في الضعفاء» له (ج1 ص189)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص11).
([73]) هكذا: بالتنوين من غير «ألف»، على لغة ربيعة، وهي لغة مشهورة من العرب، فإنهم لا يبدلون من التنوين في حال النصب «ألفا»، كما يفعل جمهور العرب.
انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج9 ص621)، و«عمدة القاري» للعيني (ج6 ص252)، و«شرح قطر الندى» لابن هشام (ص356)، و«الخصائص» لابن جني (ج2 ص197).
([75]) وانظر: «المختلطين» للعلائي (ص108)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج9 ص88)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج3 ص496).
([76]) وانظر: «القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد» لابن حجر (ص35)، و«تقريب التهذيب» له (ص386)، و«المراسيل» للذهبي (ص70).
([77]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص230)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج6 ص29)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص168)، و«تاريخ الإسلام» للذهبي (ج4 ص915)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج5 ص391)، و«العلل» له (ج4 ص417)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج3 ص471)، و«العلل» للدارقطني (ج1 ص220)، و«السنن» له (ص204)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج12 ص201)، و«تاريخ أسماء الضعفاء والمتروكين» لابن شاهين (ص135).
([78]) انظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج13 ص378)، و«السؤالات» للآجري (ج3 ص108)، و«السؤالات» للبرقاني (ص90)، و«التاريخ» لابن معين (ج2 ص276)، و«العلل ومعرفة الرجال» لأحمد (ج1 ص515)، و«ديوان الضعفاء» للذهبي (ص200)، و«ميزان الاعتدال» له (ج2 ص336)، و«المغني في الضعفاء» له أيضا (ج1 ص315)، و«المعرفة والتاريخ» للفسوي (ج3 ص37)، و«الضعفاء» للعقيلي (ج2 ص619)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج4 ص493)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج6 ص212)، و«تذكرة الحفاظ لابن القيسراني (ص423)، و«الأسامي والكنى» لأبي أحمد الحاكم (ج4 ص408)، و«التاريخ الكبير» للبخاري (ج4 ص357)، و«الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ص138).
([80]) تحرف عند ابن أبي الدنيا في «القبور» (ص216): «عن زاذان عن ابن عمر قال: ...»، وهو غلط، والصحيح: ما أثبتناه.
وكذا تحرف: في «العلل المتناهية» لابن الجوزي (ج2 ص908)، وفي «شرح الصدور» للسيوطي (ص158).
وانظر: «تهذيب الكمال» للمزي (ج9 ص263)، و«اللآلئ المصنوعة» للسيوطي (ج2 ص434)، و«تقريب التهذيب» لابن حجر (ص333).