القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة الإصابات في تصفية التوحيد من الاجتهادات / عطر العنبر في أن الطيرة من الشرك الأكبر

2023-12-08

صورة 1
عطر العنبر في أن الطيرة من الشرك الأكبر

                 سلسلة

الإصابات في تصفية التوحيد من الاجتهادات

3

                                                                                                  

 

                                                                                              

 

عطر العنبر

في

أن الطيرة من الشرك الأكبر

 

 

تأليف

فضيلة الشيخ المحدث الفقيه

أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري

حفظه الله ورعاه

    

المقدمة

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام، على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فإن أفضل العلوم نفعا، وأعلاها مرتبة ومنزلة: هو العلم النافع، بما يجب على العبد لربه سبحانه، وإلهه عز وجل، من توحيد الله في: «ربوبيته»، و«ألوهيته»، و«أسمائه وصفاته»، ومن أجل ذلك خلق الله الخلق، وبعث الرسل، وأنزل الكتب.

* فعلم التوحيد أشرف العلوم، وأفضلها على الإطلاق، وهو حق الله تعالى على عباده أجمعين، ولهذا خلق عباده: مفطورين على الإقرار به.

قال تعالى: ]واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون[ [الزخرف: 45].

وقال تعالى: ]وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون[ [الأنبياء: 25].

وقال تعالى: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ [الذاريات: 56].

* فتكون دلالة هذه الآية: إذا أن كل فرد من أفراد العبادة، يجب أن يكون لله وحده، دون ما سواه؛ لأن الذي خلقهم إنما خلقهم، لأجل أن يعبدوه.

* فكونهم يعبدون غيره، وهو الذي خلقهم، يعد من الاعتداء، والظلم العظيم، لأنه ليس من يخلق، كمن لا يخلق. ([1])

قال تعالى: ]أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون[ [النحل: 17].

وقال تعالى: ]واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا * إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا[ [مريم: 41 و42].

وقال تعالى: ]يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا[ [مريم: 44 و45].

وقال تعالى: ]ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت[ [النحل: 36].

وقال تعالى: ]اعبدوا الله ما لكم من إله غيره[ [الأعراف: 59].

وقال تعالى: ]يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون[ [البقرة: 21].

وقال تعالى: ]وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله[ [الزخرف: 84].

أي: مألوه، معبود فيها، يعني: يعبد في السماء والأرض. ([2])

* والله الواحد الأحد: المتفرد بالذات، والصفات: في عدم المثل والنظير، وأحد الله، ووحده؛ أي: نسبه إلى الوحدة والانفراد، فهو سبحانه منفرد في ذاته، وصفاته، وأفعاله. ([3])

* فإن مقام العبد ورفعته، إنما هو بقدر توحيده: لخالقه تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى الكبرى» (ج2 ص341): (ولهذا: كان الصحابة y: أعظم: إيمانا، وجهادا؛ ممن بعدهم، لكمال معرفتهم بالخير والشر، وكمال محبتهم للخير، وبغضهم للشر، لما علموه من حسن حال: الإيمان، والعمل الصالح، وقبح حال: الكفر، والمعاصي). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص460): (الإله: هو الذي تألهه القلوب: محبة وإجلالا، وإنابة، وإكراما، وتعظيما وذلا، وخضوعا وخوفا، ورجاء وتوكلا). اهـ

وقال العلامة الشوكاني / في «فتح القدير» (ج4 ص567): (لفظ: «إله»، إنما هو لبيان استحقاق الله؛ للألوهية: التي هي حقيقة العبودية). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج10 ص249): (فإن: «الإله»: هو المألوه، والمألوه: هو الذي يستحق أن يعبد، وكونه يستحق أن يعبد، هو بما اتصف به من الصفات، التي تستلزم أن يكون: هو المحبوب غاية الحب، المخضوع له، غاية الخضوع). اهـ

وقال الحافظ ابن رجب / في «كلمة الإخلاص» (ص23): (الإله: هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له، وإجلالا، ومحبة، وخوفا، ورجاء، وتوكلا عليه، وسؤالا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله؛ إلا لله عز وجل، فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية؛ كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول: «لا إله إلا الله»، ونقصا في توحيده، وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك، وهذا كله من فروع الشرك). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج2 ص14): (الإله: هو المعبود، المطاع). اهـ

وعن معاذ بن جبل t قال: (كنت رديف النبي r على حمار، فقال لي: يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟، قلت: الله ورسوله أعلم، قال r: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس، قال r: لا تبشرهم فيتكلوا). ([4])

وقوله r: «ولا يشركوا به شيئا»، أي: في عبادته، وما يختص به، و«شيئا»، نكرة في سياق النفي؛ فتعم: كل شيء، لا رسولا، ولا ملكا، ولا وليا، ولا غيرهم. ([5])

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج1 ص191): (قوله r: «قال: حق الله على العباد، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا»؛ أي: يوحدوه بالعبادة وحده، ولا يشركوا به شيئا، وفائدة هذه الجملة: بيان أن التجرد من الشرك لا بد منه في العبادة؛ وإلا فلا يكون العبد آتيا بعبادة الله، بل مشركا، وهذا هو معنى قول المصنف /: «إن العبادة هي التوحيد؛ لأن الخصومة فيه»([6]).

* وفيه: معرفة حق الله تعالى على العباد؛ وهو: عبادته وحده لا شريك له). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج1 ص189): (وحق الله تعالى على عباده هو: ما يستحقه عليهم، ويجعله متحتما، وحق العباد على الله؛ معناه: أنه متحقق لا محالة، لأنه قد وعدهم ذلك، جزاء لهم على توحيده، ووعده حق: ]إن الله لا يخلف الميعاد[ [الرعد:31]). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «شرح كتاب التوحيد» (ص14): (قوله تعالى: ]وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا[ [الإسراء: 23]؛ أي: أمر، وأوصى أن لا تعبدوا إلا الله؛ لأنه هو المستحق للعبادة، فلا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله، فاعبدوه وحده، ولا تشركوا معه في عبادته أحدا من نبي، أو ملك، أو ولي، أو غير ذلك، فعلى الإنسان أن يحذر من الشرك كله.

قال تعالى: ]واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا[ [النساء: 36].

وقال تعالى: ]قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا[ [الأنعام: 151]... الآيات). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج1 ص109): (قوله: «ولا يشركوا به شيئا»، أي: يوحدوه بالعبادة، فلا بد من التجرد من الشرك في العبادة، ومن لم يتجرد من الشرك، لم يكن آتيا، بعبادة الله وحده، بل هو: مشرك، قد جعل لله ندا). اهـ.

* فالنبي r: أراد أن يبين وجوب التوحيد على العباد وفضله.

* فألقى ذلك بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفس، وأبلغ في فهم المتعلم.

* وفي الحديث: تفسير التوحيد، بأنه عبادة الله وحده، لا شريك له. ([7])

فالشاهد من هذا الحديث: هو التأكيد على حق الله تعالى، وهذا الحق، هو عبادة الله، وعدم الإشراك به.

* فتوحيد الألوهية: هو أن يوحد العبد ربه، بأفعال العبد نفسه، فلا يعبد؛ إلا الله، ولا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا ينحر إلا لله، ولا يصلي إلا لله، ولا يزكي إلا لله، ولا يرجو إلا الله... فيفرده عز وجل: بجميع أنواع العبادة، الظاهرة والباطنة، قولا وفعلا.

* يؤمن بأنه سبحانه: المستحق، لهذه العبادة. ([8])

قال تعالى: ]فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا[ [مريم: 65].

وقال تعالى: ]ليس كمثله شيء وهو السميع البصير[ [الشورى: 11].

وقال تعالى: ]ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير[ [الحج: 62].

وقال تعالى: ]ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون[ [الزخرف: 87].

وقال تعالى: ]واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا[ [النساء: 36].

وقال تعالى: ]قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا[ [الأنعام: 151].

فدلت الآية: على النهي عن جميع أنواع الشرك، و«شيئا»؛ نكرة تدل على عموم الأشياء، فالنكرة جاءت في سياق النهي. ([9])

* فلا يجوز أن يشرك مع الله تعالى أحد في عبادته، لا ملك، ولا نبي، ولا صالح من الأولياء، ولا صنم، ولا قمر، ولا شمس، ولا شجرة، ولا غير ذلك من المخلوقات، لأن كلمة: «شيئا»، عامة. ([10])

* فهذا توحيد الألوهية: وهو أن يوحد العبد ربه سبحانه، بأفعال العبد نفسه، فلا يعبد إلا الله، ولا يدعو إلا الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا ينحر إلا لله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يصلي إلا لله، ولا يزكي إلا لله، ولا يرجو إلا الله، ولا يتبرك إلا بما شرعه الله، ولا يتوسل إلا بما شرعه الله، ولا يخاف إلا من الله، ولا يطوف إلا بالكعبة لله تعالى. ([11])

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج1 ص172): (ابتدأ تعالى هذه الآيات المحكمات بتحريم الشرك، والنهي عنه، فحرم علينا أن نشرك به شيئا، فشمل ذلك كل مشرك به، وكل مشرك فيه من أنواع العبادة، فإن: «شيئا» أنكر النكرات، فيعم جميع الأشياء، وما أباح تعالى لعباده أن يشركوا به شيئا، فإن ذلك أظلم الظلم، وأقبح القبيح.

ولفظ: «الشرك»، و«الشريك» يدل على أن المشركين كانوا يعبدون الله، ولكن يشركون به غيره من الأوثان، والصالحين، والأصنام، فكانت الدعوة واقعة على ترك عبادة ما سوى الله، وإفراد الله بالعبادة، وكانت: «لا إلـٰه إلا الله» متضمنة لهذا المعنى، فدعاهم النبي r إلى الإقرار بها نطقا، وعملا، واعتقادا). اهـ.

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج1 ص154): (فمن أشرك بين الله تعالى، وبين مخلوق، فيما يختص بالخالق تعالى، من هذه العبادات، أو غيرها؛ فهو: شرك). اهـ.

قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القول المفيد» (ج1 ص35): (وقوله تعالى: ]شيئا[ [النساء: 36]؛ نكرة في سياق النهي، فتعم كل شيء: لا نبيا، ولا ملكا، ولا وليا، بل ولا أمرا من أمور الدنيا.

* فلا تجعل الدنيا شريكا، مع الله تعالى، والإنسان إذا كان همه الدنيا، كان عابدا لها؛ كما قال r: «تعس عبد الدنيا، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة»([12])). اهـ.

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص» (ص15): (يأمر الله تعالى: عباده، بعبادته وحده، لا شريك له، وينهاهم عن الشرك، ولم يخص نوعا، من أنواع العبادة، لا دعاء، ولا صلاة، ولا غيرها، ليعم الأمر جميع أنواع العبادة، ولم يخص نوعا من أنواع الشرك: ليعم النهي جميع أنواع الشرك). اهـ.

* فكل من عبد غير الله تعالى؛ بأي نوع من أنواع العبادة، فقد أشرك بالله تعالى، سواء كان المعبود: «إنسيا»، أم «ملكا»، أم «جنيا»، أم «صنما»، أم «شجرا»، أم «حجرا»، فغير الله تعالى: يشمل كل ما سوى الله، من المخلوقين. ([13])

* فيجب على العبد، أن يوحد الله بأفعاله، فيقر بأن الله، هو: «الخالق»، «الرازق»، «المحيي»، «المميت»، «المدبر»، وأنه لا يشركه في ملكه: أحد.

* فهذه النصوص: تفيد أن أول واجب على العبد المكلف: هو توحيد الله تعالى، فيجب على المكلف: أن يؤمن بهذا التوحيد، إيمانا، عميقا، فهو أول، وأهم الواجبات، التي تبنى عليها سائر أمور الحياة.

* وإذا اعتقد المسلم هذا الاعتقاد، وسار عليه؛ فلا شك أن لهذا الاعتقاد: آثارا عليه في الدنيا والآخرة، فمن آثاره في الدنيا: الحياة المطمئنة، وفي الآخرة: الوصول إلى الجنة، وإلى رضوان الله تعالى. ([14])

والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال، والأعمال: الباطنة والظاهرة. ([15])

* وقد اتضح لنا من الكلام السابق، أن التوحيد ينقسم، إلى ثلاثة أقسام هي:

1) توحيد الربوبية.

2) توحيد الألوهية.

3) توحيد الأسماء والصفات.

* ولقد ثبت بالتتبع والاستقراء: أن التوحيد الذي نزلت به الكتب، ودعت إليه الرسل عليهم السلام، ينحصر في هذه الأقسام للتوحيد.

* لا يكمل توحيد العبد، وإيمانه؛ إلا باستكمالها جميعا... والقرآن كله في بيان هذه الأنواع: للتوحيد. ([16])

* فعلى المرء: أن يوحد الله تعالى، في أسمائه وصفاته، فيثبت لله ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله r، من الأسماء والصفات اللائقة: بجلاله، وعظمته، من دون تعطيل ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تكييف.

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص449): (كل سورة في القرآن، فهي: متضمنة، للتوحيد، بل نقول قولا كليا: إن كل آية في القرآن، فهي: متضمنة، للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه). اهـ.

* فما آمن بالتوحيد: من لم يؤمن، بهذه الأنواع المستمدة من نصوص الشرع؛ إذ التوحيد المطلوب شرعا:

هو الإيمان بوحدانية الله، في: «ربوبيته»، و«ألوهيته»، و«أسمائه وصفاته».

* ومن لم يأت بهذا جميعه، فليس موحدا، وهذا ثابت بالاستقراء.

والاستقراء: دليل يفيد القطع، إذا كان تاما.

* فهاهنا: نحن استقرينا النصوص الشرعية كلها فلم نجد إلا هذه الأقسام الثلاثة، وما يتعلق بها، مما يدل على أن هذه الأقسام قطعية.

* وهذه الأقسام تشكل بمجموعها جانب الإيمان بالله تعالى، الذي هو: التوحيد. ([17])

قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج3 ص410): (وقد دل استقراء القرآن العظيم: على أن توحيد الله، ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأول: توحيده في ربوبيته.

الثاني: توحيده تعالى في عبادته.

الثالث: توحيده تعالى في أسمائه وصفاته). اهـ باختصار.

إذا: فلا يصح لأحد توحيده؛ إلا باجتماع أنواع التوحيد الثلاثة، فهي متلازمة: يلزم بعضها بعضا، ولا يمكن الاستغناء ببعضها عن الآخر.

* فلا ينفع توحيد الربوبية، بدون: توحيد الألوهية.

وكذلك: لا يصح، ولا يقوم توحيد الألوهية، بدون: توحيد الربوبية.

وأيضا: توحيد الله: في ربوبيته، وألوهيته، لا يستقيم بدون توحيد الله في أسمائه وصفاته.

* فالخلل، والانحراف: في أي: نوع منها؛ خلل في التوحيد كله، فمعرفة الله تعالى، لا تكون بدون عبادته، والعبادة لا تكون بدون معرفته تعالى، فهما: متلازمان. ([18])

قال تعالى: ]فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا[ [الكهف: 110].

* فالشرك: هو صرف العبادة، لغير الله تعالى، من دعاء، وحلف، وتبرك، وذبح، ورجاء، وتوكل، وإنابة.

* يعني: تسوية غير الله تعالى، بالله تعالى: فيما هو من خصائص الله تعالى، فيدخل في ذلك: الشرك، في: «الربوبية»، و«الألوهية»، و«الأسماء والصفات». ([19])

قال القرطبي المفسر / في «الجامع لأحكام القرآن» (ج5 ص181): (أصل الشرك المحرم: اعتقاد شريك لله تعالى في الإلهية، وهو: «الشرك الأعظم»، وهو شرك الجاهلية). اهـ.

قلت: ولقد تتبعنا في كتاب الله تعالى؛ وفي سنة رسوله r، وفي آثار الصحابة y، فلم نجد: «الشرك القديم»؛ إلا وهو: في «الشرك الحديث»، حذو القذة بالقذة، سواء في: «شرك الربوبية»، أو في: «شرك الألوهية»، أو في: «شرك الأسماء والصفات».

قال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص342): (فإن الشرك الجديد: بعينه، هو الشرك القديم، ولكن أكثر الناس لا يشعرون، بدخول الواقع تحته، وتضمنه له، ويظنونه في نوح، وفي قوم قد خلوا من قبل، ولم يعقبوا وارثا). اهـ

* فهذا شرك القوم في هذا الزمان، واتخاذهم الآلهة، بجميع أنواعها، الذي كان سببا، أن سجل عليهم ربهم القاهر فوق عباده، بالشرك، والكفر، والضلال، والظلم.

قال تعالى: ]واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا[ [الفرقان: 3].

وقال تعالى: ]وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون[وسف: 106].

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج1 ص121): (فبالله: صف لي شرك المشركين، هل هو بعينه؛ إلا هذا، كما نطق به القرآن). اهـ

وقال تعالى: ]أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا[ [الفرقان: 43].

وقال تعالى: ]وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم[ [لقمان: 13].

قلت: فالشرك، أعظم الظلم، ولهذا أوعد الله تعالى، بأنه لا يغفر لصاحبه، ومن لا يعرف الشرك: يقع فيه، لا محالة، ثم عدل غير الله بالله تعالى، كما قال([20]) تعالى: ]ثم الذين كفروا بربهم يعدلون[ [الأنعام: 1].

وقال تعالى: ]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما[ [النساء: 48].

* وهذه الآية تدل على أن الشرك، هو الذنب العظيم، الذي ليس تحت المشيئة.

وبوب الشيخ محمد بن عبد الوهاب / في «التوحيد» (ج1 ص173)؛ باب: الخوف.

قلت: فدل على أن كل الذنوب، وهي المعاصي؛ داخلة: تحت مشيئته، إن شاء غفرها، وإن شاء عذب عليها، إلا الشرك، فإنه لا يغفره الله تعالى ألبتة.

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان / في «الدر النضيد» (ص49): (قوله: «وقول الله تعالى: ]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء[ [النساء: 48]؛ أخبر تعالى: أنه لا يغفر لعبد: لقيه، وهو مشرك به.

* وهذا هو الشاهد من الآية: للترجمة.

* ويغفر ما دون ذلك؛ أي: ما دون الشرك، من الذنوب، لمن يشاء من عباده). اهـ.

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج1 ص173): (فتبين بهذه الآية: أن الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره، لمن لم يتب منه، وما دونه من الذنوب، فهو داخل تحت المشيئة، إن شاء غفره لمن لقيه به، وإن شاء عذبه.

* وذلك يوجب للعبد شدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه عند الله تعالى؛ لأنه أقبح القبح، وأظلم الظلم.

* وتنقص لرب العالمين، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به، كما قال تعالى: ]الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون[ [الأنعام: 1]). اهـ

* وتضمنت وصية الله تعالى: للأولين، والآخرين، عدم الشرك بالله. ([21])

فقال تعالى: ]ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين[ [الزمر: 65].

وقال تعالى: ]قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون[ [الأعراف: 33].

* وقد كان الأنبياء يخافون من الوقوع في الشرك. ([22])

قال تعالى، عن إبراهيم عليه السلام: ]رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام[ [إبراهيم: 35].

* ومع ذلك، وقع من وقع من الخلق في الشرك، واجتالتهم الشياطين، من الإنس والجن، عن الصراط السوي، وذلك برميهم فيما يضاده ويناقضه، فكان واجبا أن يعرف ما يضاد هذا التوحيد، ويناقضه، لأن الأشياء تتبين بأضدادها، ألا وهو الشرك بالله تعالى.

ولهذا نرى الله تعالى؛ غالبا: يذكر التوحيد، ويذكر معه ما يقابله، واشترط لصحة التوحيد اجتناب الشرك.

* كما أن الله تعالى: اشترط لقبول الأعمال، ولدخول الجنة، ولغفران الذنوب: اجتناب الشرك، واشترط لمن يرجو لقاءه، أن لا يشرك به شيئا.

* فمن اجتنب الشرك: في أعماله، وأقواله، وعصم نفسه، عن أدرانه: فقد هدي إلى صراط مستقيم.

لذلك: أحببت أن أبين حقيقة الشرك، الذي وقعت فيه الأمم السابقة، وأن أبين شرك العرب في الجاهلية، وأن أبين الشرك في هذه الأمة في القديم، وأن أبين الشرك فيها في العصر الحديث، للدفاع عن التوحيد الخالص.

* فالدفاع عن التوحيد الخالص، برد أنواع الشرك، هذا مسلك الأنبياء والرسل عليهم السلام، من خلال ما بينه الله تعالى عنهم في كتابه، والرسول r في سنته.

* فرأيت أن أذكر أنواع الشرك، وما وقعت فيه هذه الأمة، حتى يتضح الحق من خلال هذا البحث العلمي، ويكون رادعا لأولـٰئك القبوريين، وغيرهم، الذين انتشروا في الديار، شرقا، وغربا.

* فالشرك: أحد نواقض الإسلام. ([23])

 قلت: فكل ما نهى عنه الشارع، مما هو: «شرك» بالله تعالى، فقد جاءت فيه النصوص: بتسميته: «شركا» مطلقا، وهذا يراد به: «الشرك الأكبر».

* ومن المعلوم، أن هذا: «الشرك» أعظم ما نهى الله تعالى عنه في الدين، وقد أطلق عليه بأنه: «شرك» مطلقا، دون تفصيل: فيما يسمى: بـ«الشرك الأصغر»، فإن هذا القسم لم يثبت في الشريعة المطهرة.

وإليك الدليل:

قال تعالى: ]واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا[ [النساء: 36].

وقال تعالى: ]ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور[ [النور: 40].

وقال تعالى: ]لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين[ [الزمر: 65].

وقال تعالى: ]أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم[ [الأعراف: 173].

وقال تعالى: ]وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا[ [الأنعام: 81].

وقال تعالى: ]لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء[ [الأنعام: 148].

وقال تعالى: ]سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله[ [آل عمران: 151].

وقال تعالى: ]ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا[ [آل عمران: 186].

وقال تعالى: ]ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم[ [الأنعام: 22].

وقال تعالى: ]ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون[ [الأنعام: 88].

وقال تعالى: ]قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به[ [الرعد: 36].

وقال تعالى: ]ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا[ [الكهف: 42].

وقال تعالى: ]قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا[ [الجن: 20].

وقال تعالى: ]وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم[ [لقمان: 13].

وقال تعالى: ]قل إنما هو إله واحد وإنني بريء مما تشركون[ [الأنعام: 19].

وقال تعالى: ]قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون[ود: 54].

وقال تعالى: ]ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما[ [النساء: 48].

وقال تعالى: ]ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا[ [النساء: 116].

وقال تعالى: ]إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة[ [المائدة: 72].

وقال تعالى: ]فتعالى الله عما يشركون[ [الأعراف: 190].

وقال تعالى: ]سبحانه وتعالى عما يشركون[ونس: 18].

وقال تعالى: ]يعبدونني لا يشركون بي شيئا[ [النور: 55].

وقال تعالى: ]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء[ [النساء: 48].

وقال تعالى: ]إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء[ [النساء: 116].

وقال تعالى: ]ولا تكونن من المشركين[ [الأنعام: 14].

وقال تعالى: ]أن الله بريء من المشركين ورسوله[ [التوبة: 3].

وقال تعالى: ]الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون[ [الأنعام: 82].

* والظلم: هو الشرك، وهو ضد التوحيد. ([24])

* وقد صح عن النبي r، أنه لما تلا هذه الآية، قال الصحابة: (وأينا لم يظلم نفسه، فقال r: ألم تقرؤوا، قول لقمان، لابنه: ]إن الشرك لظلم عظيم[ [لقمان: 13]). ([25])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري؛ تركته وشركه). ([26])

قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «عقيدة التوحيد» (ص92)؛ عن من أشرك مع الله تعالى غيره: (وهذا أعظم الظلم، قال تعالى: ]إن الشرك لظلم عظيم[ [لقمان: 13]؛ والظلم هو: وضع الشيء في غير موضعه، فمن عبد غير الله؛ فقد وضع العبادة، في غير موضعها، وصرفها لغير مستحقها، وذلك: أعظم الظلم).اهـ

* يدل عليه، أن النبي r: بعث في أناس متفرقين في عباداتهم:

منهم: من كان يعبد الشمس والقمر، فقال تعالى: ]لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون[ [فصلت: 37].

ومنهم: من كان يعبد الصالحين، فقال تعالى: ]قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا * أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا[ [الإسراء: 56 و57].

ومنهم: من كان يعبد الملائكة، فقال تعالى: ]ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون[ [سبأ: 40 و41].

ومنهم: من كان يعبد الأنبياء، فقال تعالى: ]وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب[ [النساء: 116].

وقال تعالى: ]إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله[ [النساء: 171].

وقال تعالى: ]وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم[ [الصف: 6].

ومنهم: من كان يعبد الأحجار والأشجار، فقال تعالى: ]أفرأيتم اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى[ [النجم: 19 و20].

وبوب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في «التوحيد» (ج1 ص53)؛ باب: من تبرك بشجر، أو حجر، ونحوهما.

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الرحمن الحمدان / في «الدر النضيد» (ص90): (والشاهد من الآيات للترجمة، أن أهل الجاهلية إنما عبدوا هذه الأوثان، وعظموها؛ لما يعتقدونه، ويرجونه، ويؤملونه من بركتها، وشفاعتها.

* وهذا هو الذي يقصده: مشركو أزماننا، ممن عبدوه: سواء بسواء، فالتبرك بالمشايخ، وقبور الصالحين، كالتبرك بـ«اللات»، والتبرك بالأشجار بـ«العزى»([27])، والتبرك بالأحجار، كالتبرك بـ«مناة»، وهذه الأوثان الثلاثة من أعظم أوثان أهل الجاهلية، من أهل الحجاز). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج1 ص258): (ومطابقة الآيات للترجمة: من جهة أن عباد الأوثان، إنما كانوا يعتقدون حصول البركة منها: بتعظيمها، ودعائها، والاستعانة بها، والاعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها، ويؤملونه ببركتها وشفاعتها، وغير ذلك.

فالتبرك بقبور الصالحين: كـ«اللات»، وبالأشجار والأحجار: كـ«العزى، ومناة»، من فعل جملة أولـٰئك المشركين مع تلك الأوثان، فمن فعل مثل ذلك، أو اعتقد في قبر، أو حجر، أو شجر، فقد ضاهى عباد هذه الأوثان فيما يفعلونه معها من هذا الشرك، على أن الواقع من هؤلاء المشركين مع معبوديهم، أعظم مما وقع من أولـٰئك). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» (ج1 ص284): (فتبين بهذا: أن الشرك أعظم الذنوب؛ لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره، أي: إلا بالتوبة منه، وما عداه، فهو داخل تحت مشيئة الله؛ إن شاء غفره بلا توبة، وإن شاء عذب به، وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه عند الله، وإنما كان كذلك، لأنه أقبح القبيح، وأظلم الظلم، إذ مضمونه تنقيص رب العالمين، وصرف خالص حقه لغيره، وعدل غيره به، كما قال تعالى: ]ثم الذين كفروا بربهم يعدلون[ [الأنعام: 1]). اهـ

قال تعالى: ]ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون * فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين[ونس: 28 و29].

وقال تعالى: ]ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون[ونس: 18]، فجعلهم الله تعالى مشركين؛ باتخاذهم الشفعاء، فلا واسطة بين الله تعالى، وبين خلقه في العبادة.

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «شرح كتاب التوحيد» (ص37): (والمشركون كانوا أقساما:

منهم: من يعبد الأصنام.

ومنهم: من يعبد غير الأصنام، كـ«الشجر»، و«الحجر»، و«الشمس»، و«القمر».

* كلهم: يجمعهم صرف العبادة لغير الله تعالى). اهـ 

* وقد قاتل رسول الله r: جميع هؤلاء الأصناف من المشركين، ولم يفرق بينهم.

قال تعالى: ]وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير[ [الأنفال: 39].

وقال تعالى: ]والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير[ [فاطر: 13 و14].

وقال تعالى: ]ومن أضل ممن يدعو من دون([28]) الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين[ [الأحقاف: 5 و6].

* فالتوحيد الذي يجب على العبد: هو أن يوحد الله بأفعاله، فلا يصرف شيئا من العبادة لغير الله تعالى، لا من: «نذر»، ولا «خوف»، ولا «رجاء»، ولا «رغبة»، ولا «رهبة»، ولا شيء من أمور العبادة، لغير الله تعالى. ([29])

قال تعالى: ]قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين[ [الأنعام: 162 و163].

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «أقسام التوحيد» (ص5): (الشرك: هو أعظم الذنوب، وقد وقع فيه أكثر الناس قديما وحديثا.

* فالواجب بيانه للناس، والتحذير منه في كل وقت، وذلك بالدعوة إلى توحيد الله سبحانه، والنهي عن الشرك). اهـ

قال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «أقسام التوحيد» (ص4): (والله بين على أيدي الرسل أن الواجب عبادته وحده سبحانه وأنه الإله الحق وأنه لا يجوز اتخاذ الوسائط بينه وبين عباده، بل يجب أن يعبد وحده مباشرة من دون واسطة، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب بذلك، وخلق الثقلين لذلك، قال تعالى: ]وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون[ [الذاريات: 56]). اهـ

هذا، وأسأل الله العظيم؛ بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى: أن يتقبله، وأن يجعله من الأعمال الصالحة، وأن ينفع به من قرأه، ويهدي به من ضل.

والحمد لله رب العالمين.

                                                                                    كتبه: أبو عبد الرحمن الأثري

    

المدخل

على مسألة الطيرة، وأنها من: «الشرك الأكبر» في الشريعة المطهرة

 

تعريف الطيرة في اللغة:

الطيرة: بكسر «الطاء»، وفتح: «الياء»، وقد تسكن، وهي التشاؤم بالشيء، ويقال: «الطيرة»، و«الطيرة»، و«الطورة».

* وهي مصدر تطير يتطير، يقال: تطير؛ طيرة، وتخير: خيرة.

* ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال: التطير، بالسوانح([30])، والبوارح([31])، من الطير، والظباء، وغيرهما.

فأصل الطيرة: هو التفاؤل، والتشاؤم([32]) بالطير، ونحوها.

قال الإمام الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج21 ص31): (باب: الطيرة، بكسر: «الطاء»، و«فتح» التحتانية.

* والتطير: التشاؤم، وأصله: أنهم كانوا ينفرون: «الظباء»، و«الطير»، فإن أخذت ذات اليمين، تبركوا به، ومضوا في حوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال، رجعوا عن ذلك، وتشاءموا بها، فأبطله الشرع، وأخبر بأنه لا تأثير له في نفع، أو ضر). اهـ

* ثم استعمل في كل ما يتفاءل به، ويتشاءم به من الحيوان، وغير الحيوان.

* إذا فالطيرة: ما يتشاءم به من الفأل الرديء، وتطير به، من الأقوال والأفعال.

* وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله، ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع، أو دفع ضر. ([33])

قال الأزهري اللغوي / في «تهذيب اللغة» (ج14 ص12): (وقيل: للشؤم طائر، وطير، وطيرة؛ لأن العرب كان من شأنها: عيافة الطير وزجرها.

* والتطير: ببارحها، وبنعيق غربانها، وأخذها ذات اليسار إذا أثاروها: فسموا الشؤم، طيرا، وطائرا، وطيرة؛ لتشاؤمهم: بها وبأفعالها). اهـ

وقال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج14 ص470): (والتطير: التشاؤم، وأصله: الشيء المكروه، من قول، أو فعل، أو مرئي.

* وكانوا يتطيرون: بـ«السوانح»، و«البوارح» من الطير، والظباء، وغيرهما؛ فينفرون: «الظباء»([34])، و«الطيور»، فإن أخذت ذات اليمين، تبركوا به، ومضوا في سفرهم، وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال: رجعوا عن سفرهم، وحاجتهم، وتشاءموا: بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم). اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر في «التمهيد» (ج9 ص282): (أصل التطير، واشتقاقه، عند أهل العلم باللغة، والسير، والأخبار: هو مأخوذ من زجر الطير، ومروره، سانحا، أو بارحا، منه اشتقوا: التطير، ثم استعملوا ذلك في كل شيء من الحيوان، وغير الحيوان، فتطيروا من: الأعور، والأعضب، والأبتر). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج3 ص268): (ومن ذلك هؤلاء أصحاب الطير: السانح والبارح، والقعيد والناطح، وأصل هذا أنهم: كانوا يزجرون الطير، والوحش، ويثيرونها، فما تيامن منها، وأخذ ذات اليمين سموه: سانحا، وما تياسر منها: سموه: بارحا.

* وما استقبلهم منها: فهو الناطح، وما جاءهم من الخلف، فهو: القعيد، فمن العرب من يتشاءم بالبارح، ويتبرك بالسانح، ومنهم: من يرى خلاف ذلك). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج1 ص27): (وأما الطيرة: فإن يكن قد بدأ في  فعل أمر، وعزم عليه؛ فيسمع كلمة مكروهة؛ مثل: «ما يتم»، فيتركه: فهذا منهي عنه). اهـ

تعريف الطيرة في الشرع:

الطيرة: هي الحامل على الفعل، أو الترك، والطيرة والشؤم بمعنى واحد.

* فأصل الطيرة: هو التشاؤم بالسوانح والبوارح من الطير والحيوان.

* وقد أطلق في الشرع بهذا المعنى؛ إلا أن العلماء توسعوا في إطلاقه، حتى شمل ذلك التشاؤم بكل مكروه من الأقوال والأفعال.

* فتسمية الطيرة بهذا الاسم: ظاهرة مما كان يفعله أهل الجاهلية، من زجر الطيور، والتشاؤم بها. ([35])

قال الإمام الخطابي / في «معالم السنن» (ج4 ص235): (إن الطيرة: إنما أخذت من اسم الطير، وذلك أن العرب كانت تتشاءم، ببروح الطير، إذا كانوا في سفر، أو مسير). اهـ

* فهذه الحقيقة: فالعرب، كانوا يتشاءمون، أو يتفاءلون بالطيور؛ فالطيرة: عندهم كانت على وجهين:

1) على الظن الحسن الذي يحمل على فعل الشيء.

2) وعلى الظن السيء: الكائن في القلب، الذي ينتج عنه: توهم، يترتب عليه ما يؤدي إلى إحجام الإنسان عن فعل الأسباب، أو عن الإقدام على الأشياء.

* سواء كان إحجاما قلبيا، أو إحجاما عمليا، بدون سبب شرعي، وإنما يعجبه، أو خطر له خاطر؛ فيعرض عن العمل، فهذا من الطيرة، وهذا كله ناتج عن ضعف الإيمان والتوكل على الله تعالى. ([36])

* ومما سبق ذكره، ثبت أن الطيرة، هي محرمة، وتبين أنها باطلة، وهي من: «الشرك»، وهذا الشرك من «الشرك الأكبر»؛ لأن الطيرة: من شرك أهل الجاهلية، وشركهم من «الشرك الأكبر»؛ لأن فعلهم للطيرة فيها تأثير في اعتقادهم، في جلب نفع، أو دفع ضر، وهذا من «الشرك الأكبر»، لقوله r: (الطيرة شرك، الطيرة شرك).([37])

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ص438): (قوله r: «الطيرة شرك» صريح في تحريم الطيرة، وأنها من: «الشرك»؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج3 ص280): (قوله r: «لا طيرة»، وهذا يحتمل أن يكون نفيا، أو أن يكون نهيا؛ أي: لا تتطيروا، ولكن قوله في الحديث: «ولا عدوى، ولا صفر، ولا هامة»([38])، يدل على أن المراد النفي، وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها.

* والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدل على بطلان ذلك، وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه). اهـ

* ويمكن أن يكون النفي متضمنا لمعنى النهي، فيدل على كلا المعنيين، يبطلان ذلك، وعدم تأثيره، والنهي عنه. ([39])

إذا الطيرة: من «الشرك الأكبر»؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى، وهي تنافي التوحيد. ([40])

فالطيرة: فإن فيها سوء الظن بالله تعالى، وتوقع البلاء.

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج2 ص854): (ولما كانت الطيرة بابا من: «الشرك» منافيا للتوحيد، أو كماله، لأنها من إلقاء الشيطان، وتخويفه، ووسوسته؛ ذكرها المصنف في: «كتاب التوحيد» تحذيرا منها، وإرشادا إلى كمال التوحيد بالتوكل على الله). اهـ

وقال الإمام ابن العربي / في «عارضة الأحوذي» (ج7 ص116): (الطيرة: نوع من التعلق بأسباب يزعم المتعلق بها أنها تطلعه على الغيب، وهي كلها كفر). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «القول المفيد على كتاب التوحيد» (ج2 ص77): (واعلم أن التطير، ينافي التوحيد، ووجه منافاته له من وجهين:

الأول: أن المتطير قطع توكله على الله تعالى، واعتمد على غيره.

الثاني: أنه تعلق بأمر، لا حقيقة له؛ فأي رابطة بين هذا الأمر، وبين ما يحصل لك؟

* وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد؛ لأن التوحيد عبادة، واستعانة، قال تعالى: ]إياك نعبد وإياك نستعين[ [الفاتحة: 5]، إذا فالطيرة محرمة: وهي منافية للتوحيد). اهـ

وقال الحافظ البيهقي / في «شعب الإيمان» (ج2 ص62): (الطيرة: «شرك»؛ أي: على ما كان أهل الجاهلية يعتقدون فيها). اهـ

وقال الإمام ابن مفلح / في «الآداب الشرعية» (ج3 ص362): (والأولى: القطع بتحريمها؛ لأنها: «شرك»، وكيف يكون «الشرك» مكروها الكراهة الاصطلاحية؟). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج2 ص 506): (ولما كانت الطيرة من: «الشرك» المنافي لكمال التوحيد الواجب -لكونها من إلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته- ذكرها المصنف في: «كتاب التوحيد»؛ تحذيرا مما ينافي كمال التوحيد الواجب). اهـ

قلت: فسبب شؤمهم معهم، هو بسبب سوء عقيدتهم، وأعمالهم السيئة؛ لأنهم قوم عادتهم الإسراف في: «الشرك»، و«الكفر»، و«العصيان»، فمن ثم جاءهم الشؤم، والتطير، والضلال. ([41])

* فتسمية الطيرة بهذا: الاسم ظاهرة، مما كان يفعله أهل الجاهلية من زجر الطيور، والتشاؤم بها.

* وإن كانوا قد يفعلون ذلك، مع غير الطيور، كـ«الظباء»، إلا أنه لما كان غالب ذلك، إنما يكون مع «الطيور»، سميت بذلك. ([42])

* ومن شواهد: «تطير» أهل الجاهلية، ما جاء في أشعارهم.

قال النابغة زيادة بن معاوية الذبياني في «ديوانه» (ص105):

زعـــــم البوارح أن رحلتنـــــــا غــــدا

 

 

وبذلك خبرنـــــا الغـــــــراب الأســــــــود

وقال عنترة بن شداد بن قراد العبسي في «ديوانه» (ص103):

ظعــــــــن الذين فراقهــــم أتوقــــــــع

 

 

وجـــرى ببينهــــم الغــــراب الأبقــــــــــع

وقال علقمة بن عبدة الفحل في «ديوانه» (ص67):

ومـــن تعــرض للغربــــان يزجــــرها

 

 

على ســــــلامته لا بــــد مشـــــــــــــــؤوم

* إذا التطير: التشاؤم، وأصله: الشيء المكروه، من قول، أو فعل، أو مرئي.

* وأهل الجاهلية كانوا يتطيرون: بالسوانح، والبوارح، فينفرون: «الظباء»، و«الطيور»، فإن أخذت ذات اليمين، تبركوا به، ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال، رجعوا عن سفرهم، وحاجتهم، وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم. ([43])

* والسانح: ما أتاك عن يمينك من طائر، أو ظبي، أو غير ذلك، وكانوا يتشاءمون بـ«الظبي»، إذا جرى من اليمين إلى اليسار.

* والبارح: ما أتاك من ذلك، عن يسارك.

قلت: فالتطير: هو التشاؤم بالشيء، وأصله، فيما يقال: التطير بالسوانح، والبوارح، من: «الطير»، و«الظباء»، وغيرها، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله، ونهى عنه. ([44])

قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني / في «التحرير في شرح صحيح مسلم» (ص532): (قوله r: «لا طيرة»؛ يعني: ما كانت العرب تفعله، تنفر: «الظباء»؛ فإذا أخذت ذات اليمين مضت، فإذا أخذت ذات الشمال رجعت.

* ويقال: إنها كانت تثير الطير، فتتيمن بما أخذت اليمين، وتتشاءم بما أخذت الشمال.

* فنفى الله تعالى ذلك كله؛ وأبطله: ليكون تثبيتا للقدر، أن خيره وشره: من الله تعالى). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج2 ص854): (باب: ما جاء في التطير؛ مصدر تطير، يتطير، والطيرة أيضا -بكسر «الطاء»، وفتح «الياء»، وقد تسكن- مصدر تطير، يقال: تطير طيرة وتخير خيرة، ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح، والبوارح من الطير، والظباء، وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فإذا أرادوا أمرا؛ فإن رأوا الطير مثلا: طائرا يمنة؛ تيمنوا به، وإن طار يسرة؛ تشاءموا به، فنفاه الشرع، وأبطله، ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع، أو دفع ضر). اهـ

وقال الحافظ ابن عبد البر / في «التمهيد» (ج9 ص282): (أصل التطير، واشتقاقه، عند أهل العلم باللغة، والسير، والأخبار: هو مأخوذ من زجر الطير، ومروره، سانحا، أو بارحا، منه اشتقوا التطير، ثم استعملوا ذلك في كل شيء من الحيوان، وغير الحيوان، فتطيروا من الأعور، والأعضب، والأبتر). اهـ

وقال الإمام ابن العربي / في «عارضة الأحوذي» (ج7 ص116): (كانت العرب في الجاهلية، تزجر الطير، وتحكم على كل طائر، بحكم.

* فالسانح: وهو الذي يمر على اليمين: محمود.

* والبارح: هو الذي يمر على الشمال: مذموم). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج3 ص268): (كانوا يزجرون الطير، والوحش، ويثيرونها، فما تيامن منها، وأخذ ذات اليمين سموه: سانحا، وما تياسر منها سموه: بارحا، وما استقبلهم منها: فهو الناطح، وما جاءهم من الخلف، فهو: القعيد، فمن العرب من يتشاءم بالبارح، ويتبرك بالسانح، ومنهم: من يرى خلاف ذلك). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج2 ص505): (باب: ما جاء في التطير؛ قال المصنف /: «باب: ما جاء في التطير»؛ أي: من النهي عنه، والوعيد فيه، مصدر تطير يتطير، تطيرا، والطيرة -بكسر «الطاء»، وفتح «الياء»، وقد تسكن-: اسم مصدر من تطير، طيرة.

وأصله: التطير بالسوانح والبوارح، من: «الطير»، و«الظباء»، وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله، وأخبر أنه لا تأثير له في جلب نفع، أو دفع ضر). اهـ

وقال الإمام الخطابي / في «معالم السنن» (ج4 ص235): (إن الطيرة: إنما أخذت من اسم الطير، وذلك أن العرب كانت تتشاءم ببروح الطير، إذا كانوا في سفر، أو مسير). اهـ

قلت: فأصل الطيرة في اللغة: هو التشاؤم بالسوانح، والبوارح: من الطير، والحيوان.

* وقد أطلق في الشرع بهذا المعنى؛ إلا أن العلماء توسعوا في إطلاقه، حتى شمل ذلك التشاؤم بكل مكروه، من الأقوال، والأفعال، والمناظر، وغيرها.

قال الإمام البيضاوي / في «تحفة الأبرار» (ج3 ص122): (والطيرة: التفاؤل بالطير، وكانوا يتفاءلون بأسمائها، وأصواتها، وسنوحها، وبروحها). اهـ

* ثم تعدى الأمر على أن تكون الطيرة في كل شيء، وهي: التشاؤم: بمرئي، أو مسموع، أو زمان، أو مكان، وهذا التطير لا أصل له، لأنه دعوى مجردة من المشركين.([45])

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج2 ص887): (الصواب: القطع بتحريمها؛ لأنها: «شرك»، وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الاصطلاحية). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص232): (الطيرة شرك: لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى). اهـ

وكذلك؛ هم: قد يتطيرون، بمعنى: أنه يحد من حرياتهم؛ فيما تهواه أنفسهم، فيكون هذا: شؤما، وتضييقا؛ مثل: أيضا أن أهل السنة، ينهونهم: عن البدع، والمعاصي، وهم يهوون ذلك، هذا نوع من التشاؤم، والتطير.

مثل: أن أهل السنة يأمرونهم، بعبادة الله وحده، وترك البدع، والمعاصي، فيقولون: ضيقت علينا العبادة، والحياة، فيجعلون هذا التضييق بزعمهم: شؤما، فيتطيرون بأهل السنة.

* والحاصل: أن التطير للرسل، وأتباعهم في كل زمان، له ثلاث حالات:

الأولى: تطير بحد الشريعة: من أهوائهم، وشهواتهم، فيقولون: هذا تضييق علينا، وهو: «شرك» في نفس الوقت، لأن الهوى هو: إله يعبد من دون الله تعالى.

قال تعالى: ]أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون[ [الجاثية: 23].

الثانية: تطير بما يصيبهم من العقوبات في كل زمان، بسبب العصيان، فيقولون: هذا شؤمكم.

الثالثة: دعوى مجردة، لا أصل لها، فيقولون: إنا تطيرنا بكم، لمجرد التشويه لما جاءت به الرسل وأتباعهم في كل زمان.

إذا: بأنهم، يتطيرون بالرسل ومن تابعهم، بسبب العقوبة التي تحل بهم لمخالفتهم للشريعة المطهرة.

* ويتطيرون بهم؛ بسبب الحد من بلوغ مآربهم في عباداتهم البدعية، وشهواتهم، ومعاملاتهم، ومأكولاتهم، ومشروباتهم المحرمة، فيقولون: ضيقت علينا!، فوقعوا في الشؤم، والتطير، وهم: لا يشعرون.  ([46])

قال الإمام القرافي الفقيه / في «الفروق» (ج4 ص238): (التطير: هو الظن السيء، الكائن في القلب، والطيرة: هو الفعل المترتب على هذا الظن، من فرار، وغيره). اهـ

 

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

    

ذكر الدليل

على أن الطيرة من الشرك الأكبر؛ لما فيها من التطلع على علم الغيب، بحيث يعتقد أهل الجاهلية أنالطيرة تجلب لهم نفعا، أو تدفع عنهم ضرا، ففيها من تعلق القلب بغير الله تعالى، فهي تنافي التوحيد الخالص

 

اعلم رحمك الله، أن الطيرة من: «الشرك الأكبر»، وهي محرمة، وهي منافية: «للتوحيد»، وللطيرة صور عدة:

1) التطير ببعض الأزمنة، من الشهور، والأيام، كشهر: «صفر»، و«شوال»، وكيوم: «الثلاثاء»، و«الأربعاء».

* وقد كان العرب يتشاءمون بشهر: «صفر»، فنهى عن ذلك الشارع، وبين: أنه لا شؤم فيه، بل هو كغيره من الشهور.

* ويقال ذلك أيضا، لكل من يتشاءم بشهر: «شوال»، كالذين لا يتزوجون فيه، خشية عدم السعادة الزوجية، وذلك لوقوعه بين عيدين.

قال العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ / في «الفتاوى» (ج1 ص147): (قوله r: «ولا صفر»، نفي لما كان عليه أهل الجاهلية من التشاؤم؛ بشهر: «صفر».

* ويقولون: هو شهر الدواهي، فنفى ذلك r، وأبطله، وأخبر أن شهر «صفر»، كغيره من الشهور، لا تأثير له في جلب نفع، ولا دفع ضرر.

* وكذلك: الأيام، والليالي، والساعات، لا فرق بينها، وكان أهل الجاهلية يتشاءمون، بيوم: «الأربعاء»، ويتشاءمون بشهر: «شوال»، في النكاح فيه خاصة). اهـ

2) التشاؤم ببعض الطيور، والحيوانات، والظباء، وغيرها من الحيوان.

* وهذا كثير عند أهل الجاهلية، وهو أصل الطيرة، ولا يزال موجودا في بعض المجتمعات الإسلامية، كما هو عند أهل الجاهلية، لا سيما التشاؤم بالبومة، والغراب.

3) التشاؤم من ذوي العاهات، من بني آدم، كـ«الأعور»، و«الأعرج»، ونحوهما، فإذا جاء أرباب العاهات إلى أصحاب التجارة في الصباح الباكر، تشاءموا بهم، حتى ربما أغلق بسببهم متجره، تشاؤما بصاحب العاهة.

4) التشاؤم ببعض الأرقام؛ كرقم: «سبعة»، أو «عشرة»، أو «ثلاثة»، فالرافضة: يكرهون التكلم بلفظ: «العشرة»، أو فعل شيء يكون: «عشرة»، حتى البناء لا يبنون على: «عشرة» أعمدة، ولا بعشرة جذوع، ونحو ذلك؛ لكونهم: يبغضون خيار الصحابة y، وهم: «العشرة» المشهود لهم بالجنة.

* وكثير من الكفار اليوم: يتشاءمون بالرقم: «13»، ولذا حذفته بعض شركات الطيران والسياحة في الدول الغربية، من ترقيم مقاعد المسافرين، كما حذف من ترقيم المصاعد، ونحوها في الفنادق، والعمائر، وغيرها.

* وقد عزا بعضهم: هذا التشاؤم إلى خيانة: «يهوذا» ذي الرقم: «13»، للمسيح في العشاء السري!.

* وعزا ذلك بعض علماء الأرقام، إلى كون هذا الرقم هو الذي يلي الرقم: «12»، الذي يدل على الكمال، إذ إن السنة مؤلفة منه، وكذا الأبراج وغيرها.

5) التشاؤم ببعض: «الألوان»، كاللون: «الأسود»، قالوا: إن هذا اللون يدل على: «الحزن والضيق».

* ولذا ربطوا بين هذا اللون، وبين ما يكرهون، حتى نسبوا: «السواد» إلى الأيام.

* فقالوا: «فلان نهاره أسود»، إشارة إلى وقوع ما يكره في ذلك اليوم، وكثيرا ما يتشاءمون بهذا اللون إذا رأوه مع بداية السنة.

قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص229): (إبطال ما يفعله بعض الناس من التشاؤم بالألوان، كالأسود، والأحمر، أو بعض الأرقام، والأسماء، والأشخاص، وذوي العاهات). اهـ

وقال الإمام ابن رجب / في «لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف» (ص74): (والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها.

* وكذلك التشاؤم بيوم من الأيام؛ كيوم الأربعاء، وتشاؤم أهل الجاهلية، بشوال في النكاح فيه خاصة). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج12 ص654): (إذا قال قائل: لماذا أتى المؤلف /، بهذا الباب -يعني: باب الفأل- في كتاب: «الطب والمرضى»؟.

فالجواب: لأن المرضى كثيرا ما يتطيرون، فقد يدخل على المريض رجل، فيتطير به، أو يكرهه، ويتشاءم.

* ويقول: زاد مرضي به، أو يتشاءم في بعض أيام كـ«الأربعاء»، أو: «الثلاثاء»، أو في بعض أيام الشهر، كيوم: «ثمانية وعشرين»، أو يوم: «عشرة»، أو ما أشبه ذلك). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج12 ص576): (وقوله r: «ولا يتطيرون»؛ أي: لا يتشاءمون، والتشاؤم يكون بالزمان، والمكان، والمرئي، والمسموع.

* فالزمان: كتشاؤم العرب في «شوال» بالنسبة لعقد النكاح، وتشاؤمهم في يوم «الأربعاء»، وكل هذا ليس له أصل، فإن من أحظى النساء عند زوجها: عائشة ڤ، وقد تزوجها النبي r في «شوال»، وبنى بها في «شوال».([47])

* والتشاؤم بالمكان: بأن يتشاءم الإنسان بمكان معين، يجلس فيه، فيرى ما يكره عند أول جلوسه، فيتشاءم، وهذا خطأ؛ لأن الأمكنة لا تؤثر.

* والتشاؤم بالمرئي: أي أن يتشاءم برؤية شيء، كتشاؤم بعض الناس الجهلة إذا فتح الدكان، وكان أول من يأتيه للشراء رجلا قبيح المنظر، تشاءم، وقال: اليوم لا رزق فيه؛ لأنه رأى هذا الرجل القبيح.

* والتشاؤم بالمسموع: بأن يسمع كلمة من شخص، فيتطير منها، ولنفرض أنه أراد أن يسافر، فسمع إنسانا يتكلم مع شخص، يقول: بكم شريت هذه السلعة؟، قال: شريتها بمائة، قال: أنت خاسر!، فسمعها الذي يريد أن يسافر، فتشاءم، وقال: إذا سفري سيكون خسارة، فيرجع، وهذا هو التطير.

* وإنما كان عدم التطير ممدوحا، ونهي عن التطير؛ لأنه يفتح على الإنسان باب الأوهام والتخيلات الفاسدة البعيدة، ويطرد عنه التوكل على الله عز وجل، ويكون متوكلا على الأوهام، كلما سمع شيئا تشاءم منه، وكلما رأى شيئا تشاءم، وكلما نزل مكانا تشاءم، وكلما أتى عليه زمن تشاءم منه، وهذا يقلق راحة الإنسان، ويبعده عما خلق له من عبادة الله، ومن انشراح الصدر، وسرور النفس، فلهذا نهي عنه). اهـ

قلت: وهذا يدل على أن التطير يجلب على العبد الآثار السيئة في هذه الحياة، منها:

1) الخوف، والقلق، بكثرة الوساوس، وتفتح أبوابها، في كل ما يسمعه، ويراه.

2) التعلق بغير الله تعالى، من المخلوقات، وتوقع الخير والنفع من غيره سبحانه.

3) تلاعب الشيطان بالمتطير، بتنكيد عيشه، وإفساد دينه ودنياه معا.

4) وقوع صاحب ذلك في «الشرك الأكبر»، واعتقاده أن النفع والضر من غير الله تعالى.

5) تركه لكثير من حاجاته، وتفويته: لمصالحه، اعتمادا على مثل هذه: الخرافات الزائفة.

6) مصير المتطير في نار جهنم بسبب ما وقع في: «الشرك الأكبر».

* ومن شواهد: «تطير» أهل الجاهلية، ما جاء في أشعارهم.

قال النابغة زيادة بن معاوية الذبياني في «ديوانه» (ص105):

زعـــــم البوارح أن رحلتنـــــــا غــــدا

 

 

وبذلك خبرنـــــا الغـــــــراب الأســــــــود

وقال عنترة بن شداد بن قراد العبسي في «ديوانه» (ص103):

ظعــــــــن الذين فراقهــــم أتوقــــــــع

 

 

وجــــرى ببينهــــم الغــــراب الأبقـــــــــع

وقال علقمة بن عبدة الفحل في «ديوانه» (ص67):

ومـــن تعــرض للغربــــان يزجــــرها

 

 

على ســـــــلامته لا بــــد مشـــــــــــــــؤوم

* واعلم أن النصوص تعددت في النهي عن: «الطيرة»، وذم ذلك في الشرع، وأخبر الله تعالى ورسوله r عن المشركين، أنهم كانوا يتطيرون بالمؤمنين، وأن الطيرة من: «الشرك الأكبر»؛ لأنها من فعل المشركين، وشركهم: من: «الشرك الأكبر».

وإليك الدليل:

1) قال تعالى: ]قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون[ [يس: 18 و19].

* وهذه الآية: تدل على حرمة التشاؤم، وأنه من: «الشرك الأكبر»، لأنه وقع من الكافرين والمشركين، وهو فعل أهل الجاهلية، وشركهم: هو من «الشرك الأكبر»، المخرج من الملة([48])، ليس هو من: «الشرك الأصغر»، كما يقال، فتنبه.

* وفي هذه الآية: يبين الله تعالى، أن الرسل عليهم السلام، لما جاءوا قومهم: بالوعظ، والتذكير، تشاءموا، وتطيروا بهم.

* لكن الرسل عليهم السلام رفضوا هذا التشاؤم، وبينوا: أن ما نزل بالكفار، حاصل: بسبب كفرهم، وتكذيبهم بآيات الله تعالى، لأنهم قوم تجاوزوا الحد في البعد عن الحق، واختاروا الكفر على الإيمان، وتلك عاقبة الكافرين. ([49])

قال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج3 ص568): (قوله تعالى: ]أئن ذكرتم[؛ أي: من أجل أنا ذكرناكم، وأمرناكم بتوحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا الكلام، وتوعدتمونا، بل أنتم قوم مسرفون). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص227): (في الآية الأولى: ذم الجهل؛ لأنه يؤدي إلى عدم معرفة الشرك ووسائله، ومن ثم الوقوع فيه). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص226): (مناسبة الآيتين للباب: أن الله ذكر أن التطير من عمل الجاهلية، والمشركين، وقد ذمهم الله تعالى، ومقتهم). اهـ

قلت: لأن الله تعالى لم يذكر التطير؛ إلا عن أعدائه، فهو من أمر الجاهلية، لا من أمر الإسلام.

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص226): (التطير: من عمل الجاهلية والمشركين). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج2 ص523): (الطيرة، شرك: وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من الشرك؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج2 ص508): (التطير: من عمل أهل الجاهلية، والمشركين، وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم، وقد نهى رسول الله r عن التطير، وأخبر أنه: شرك). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ج2 ص859): (الله تعالى لم يذكر التطير إلا عن أعدائه، فهو من أمر الجاهلية، لا من أمر الإسلام). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن الحمدان / في «الدر النضيد على أبواب التوحيد» (ص243)؛ عن حديث الطيرة: (وفيه التصريح، بأن الطيرة: شرك). اهـ

وقوله تعالى: ]قالوا إنا تطيرنا بكم[ [يس: 18]؛ أي: لم نر على قدومكم علينا، واتصالكم بنا، إلا الشر، ولم نر على وجوهكم خيرا في هذه الحياة.

* فتشاءموا من الرسل عليهم السلام، ومن دعوة التوحيد، فقالوا: إنا تشاءمنا منكم، ومن تبليغكم، ودعوتكم، وإنما أصابنا هذا من قبلكم.

* فتشاءموا بما نفروا عنه، وكرهوه من التوحيد وأهله.

* فقالوا هذا ببالغ غيهم، حيث إنهم: تمادوا في غيهم، وتشاءموا، وتطيروا بالمخلوق، وهذا هو: «الشرك» المبين، الذي نهى الله تعالى عنه في الكتاب ورسوله r في السنة.

* وهذا من أعجب العجائب، أن يجعل هؤلاء الرسل عليهم السلام أهل التوحيد، هم: أهل الشؤم، وأتى بسببهم الشر، واستشأموا بهم!.

* فهذا هو الخذلان المبين، وعدم التوفيق، وهو يصنع بصاحبه أعظم من كل شيء.

* لذلك قالت لهم: الرسل عليهم السلام: ]قالوا طائركم معكم[؛ أي: شؤمكم، هو معكم: بسبب الشرك، والكفر، وهذا هو المقتضي، لوقوع المكروه والنقمة عليكم، وارتفاع المحبوب والنقمة عنكم، وهذا الهلاك المبين.

* وهم: قوم مسرفون، متجاوزون للحد، في الشرك، والكفر، والعدوان، والشر، والحقد، والتطير، والشؤم، في هذه الحياة. ([50])

وقوله تعالى: ]لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم[ [يس: 18]؛ يعني: بالحجارة، مع عقوبة شديدة، فقالت لهم رسلهم عليهم السلام: من أجل أنا ذكرناكم، وأمرناكم، بتوحيد الله تعالى، وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا التهديد، والعدوان. ([51])

وهذا كقوله تعالى في قوم فرعون: ]فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله[ [الأعراف: 131].

وكقوله تعالى في مشركي مكة: ]وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا[ [النساء: 78].

وكقوله تعالى، في قوم صالح: ]اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون[ [النمل: 47].

* ومما لا شك فيه، أن هذا ورد على سبيل الذم لهم، على هذا الفعل القبيح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج1 ص27): (وأما الطيرة: فإن يكن قد بدأ في  فعل أمر، وعزم عليه، فيسمع كلمة مكروهة؛ مثل: «ما يتم»، فيتركه: فهذا منهي عنه). اهـ

وعن قتادة بن دعامة / قال: في قوله تعالى: ]قالوا إنا تطيرنا بكم[ [يس: 18]؛ قال: (يقولون: إن أصابنا شر؛ فإنما هو من أجلكم).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج14 ص153)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص141)، والطبري في «جامع البيان» (ج19 ص416)، ويحيى بن سلام في «تفسير القرآن» (ج2 ص804) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ومعمر بن راشد؛ كلاهما: عن قتادة بن دعامة السدوسي به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج12 ص336).

وقال الإمام يحيى بن سلام / في «تفسير القرآن» (ج2 ص804)؛ في قوله تعالى: ]قالوا إنا تطيرنا بكم[ [يس: 18]؛ (تشاءمنا بكم).

وعن ابن عباس قال: في قوله تعالى: ]قالوا طائركم معكم[ [يس: 18]؛ قال: (مصائبكم).

أثر صحيح

أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج4 ص1806)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج14 ص153)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج4 ص33) من طريق أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج6 ص467).

وعن ابن عباس قال: في قوله تعالى: ]قالوا طائركم معكم[ [يس: 18]؛ قال: (شؤمكم معكم).

أثر صحيح

أخرجه ابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج12 ص337-الدر المنثور).

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج12 ص337).

وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص576): (قوله تعالى: ]قالوا[؛ فقالت الرسل: ]طائركم معكم[ [يس: 18]؛ الذي أصابكم كان مكتوبا، في أعناقكم).

وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص576): (قوله تعالى: ]أئن ذكرتم[؛ أئن وعظتم بالله تعالى، تطيرتم بنا!، ]بل أنتم قوم مسرفون[ [يس: 19]؛ قوم مشركون، والشرك: أسرف الذنوب).

وقال الإمام يحيى بن سلام / في «تفسير القرآن» (ج2 ص804): (قوله تعالى: ]بل أنتم قوم مسرفون[ [يس: 19]؛ مشركون).

* فبين السلف، أن الذين: يتطيرون، ويتشاءمون، هم: مشركون بالله تعالى، وهذا هو: «الشرك الأكبر».

2) وقال تعالى: ]فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون[ [الأعراف: 131].

وهذه الآية: تدل على أن كل شيء بيد الله تعالى، فما قضى الله تعالى عليهم، وقدر لهم، فهو من عند الله تعالى.

* وشؤمهم عند الله تعالى، ومن قبل الله تعالى، والأمر من قبل الله تعالى، وما أصابهم من أمر الله تعالى، فمن الله تعالى، وبما كسبت أيديهم. ([52])

* وفي هذه الآية: يصف الله تعالى، سيرة فرعون، وقومه، مع موسى عليه السلام، وأصحابه، ويصور موقفهم نحوهم.

* وأنه إذا أنزل بهم شر تشاءموا بموسى عليه السلام، وأصحابه، ونسبوه إليهم.

* ثم يبين الله تعالى: بطلان زعمهم، ويؤكد أن ما أصابهم من الشر، هو من الله تعالى، حاصل: بسبب كفرهم، وتكذيبهم بآيات الله تعالى.

* ثم يبين الله تعالى: سبب تصرفهم هذا، وهو جهلهم، وعدم علمهم، بأن الله تعالى: هو المقدر، للخير والشر.

وقوله تعالى: ]ولكن أكثرهم لا يعلمون[؛ أي: أكثرهم جهال، لا يدرون، ولو فهموا وعقلوا لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام شيء يقتضي الطيرة.([53])  

* فالطير: خلق، مسخر، مملوك لله تعالى، لا يأتي بخير، ولا يدفع شرا.

* وأنه لا خير في الدنيا، والآخرة؛ إلا خير الله تعالى، فكل خير فيهما فهو من الله تعالى تفضلا على عباده، وإحسانا إليهم، وأن الإلهية كلها لله تعالى، ليس فيها لأحد من الخلق. ([54])

قال الواحدي المفسر / في «الوسيط في تفسير القرآن المجيد» (ج2 ص398): (قوله تعالى: ]يطيروا بموسى ومن معه[ [الأعراف: 131]؛ يتشاءمون بهم، وقالوا: إنما أصابنا هذا الشر: بشؤم موسى، وقومه، قال الله تعالى: ]ألا إنما طائرهم عند الله[؛ قال ابن عباس : شؤمهم عند الله تعالى، ومن قبل الله تعالى؛ أي: إنـمـا جـاءهـم الـشـؤم، بـكـفـرهــم بـالله تـعـالـى: ]ولكن أكثرهم لا يعلمون[ [الأعراف: 131]). اهـ

قلت: ودلت الآية على أن التطير: شرك؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله تعالى، وإثبات سبب، دون الشرع.

وعن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]فإذا جاءتهم الحسنة[ [الأعراف: 131]؛ قال: العافية والرخاء: ]قالوا لنا هذه[؛ ونحن أحق بها: ]وإن تصبهم سيئة[؛ قال: بلاء وعقوبة: ]يطيروا بموسى ومن معه[؛ قال: تشاءموا بموسى).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج5 ص1543)، والطبري في «جامع البيان» (ج10 ص376) من طريق عيسى، وورقاء؛ كلاهما: عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد به، وهو في «تفسير القرآن» لمجاهد (ص342).

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج6 ص507).

وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم / قال: في قوله تعالى: ]فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه[ [الأعراف: 131]، قالوا: ما أصابنا هذا الشر، إلا بك يا موسى، وبمن معك، وما رأينا شرا، ولا أصابنا حتى رأيناك، وقوله: ]فإذا جاءتهم الحسنة[، قال: الحسنة: ما يحبون، وإذا كان ما يكرهون، قالوا: إنما أصابنا هذا؛ بشؤم هؤلاء، الذين ظلموا، كما قال قوم صالح: ]اطيرنا بك وبمن معك[؛ فقال الله: إنما ]طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون[ [النمل:47]).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج5 ص1543)، والطبري في «جامع البيان» من طريق ابن وهب، وأصبغ بن الفرج؛ كلاهما: عن عبد الرحمن بن زيد به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وعن ابن عباس قال: في قوله تعالى: ]ألا إنما طائرهم عند الله[ [الأعراف: 131]؛ قال: (مصائبهم).

أثر صحيح

أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج10 ص377) من طريق أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج6 ص507).

وعن الضحاك بن مزاحم / قال: في قوله تعالى: ]طائرهم عند الله[ [الأعراف: 131]؛ يقول: (الأمر من قبل الله، ما أصابكم من أمر الله؛ فمن الله: فيما كسبت أيديكم).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم  في «تفسير القرآن» (ج7 ص210 و211) من طريق وهب بن جرير، ثنا أبي، عن علي بن الحكم، عن الضحاك بن مزاحم به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج6 ص507).

3) وقال تعالى: ]قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون[ [النمل: 47].

قلت: ومما لا شك فيه، أن هذا ورد على سبيل الذم لهم على هذا الفعل القبيح.

عن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]قالوا اطيرنا بك وبمن معك[ [النمل: 47]؛ قال: (تشاءمنا). وفي رواية: (يتشاءموا)

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص2899)، والطبري في «جامع البيان» (ج13 ص47) من طريق عيسى، وشبل، كلاهما: عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج1 ص386).

وعن الحسن البصري / قال: (كان قد أصابهم جوع، فقالوا: بشؤمك، وبشؤم الذين معك، أصابنا هذا، وهي: الطيرة).

علقه يحيى بن سلام في «تفسير القرآن» (ج2 ص551).

وعن قتادة بن دعامة /: في قوله تعالى: ]قالوا اطيرنا بك[ [النمل: 47]؛ قال: (قالوا: ما أصابنا من شر؛ فإنما هو من قبلك ومن قبل من معك).

أثر صحيح

أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج9 ص2899) من طريق يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج11 ص387).

وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص311): (قوله تعالى: ]طائركم عند الله[ [النمل: 47]؛ يقول: (الذي أصابكم، هو مكتوب في أعناقكم).

وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص311): (قوله تعالى: ]بل أنتم قوم تفتنون[ [النمل: 47]؛ يعني: تبتلون، وإنما ابتليتم بذنوبكم).

* ومن شواهد: «تطير» أهل الجاهلية، ما جاء في أشعارهم.

قال النابغة زيادة بن معاوية الذبياني في «ديوانه» (ص105):

زعـــــم البوارح أن رحلتنـــــــا غــــدا

 

 

وبذلك خبرنـــــا الغـــــــراب الأســــــــود

وقال عنترة بن شداد بن قراد العبسي في «ديوانه» (ص103):

ظعــــــــن الذين فراقهــــم أتوقــــــــع

 

 

وجـــرى ببينهــــم الغــــراب الأبقــــــــــع

وقال علقمة بن عبدة الفحل في «ديوانه» (ص67):

ومـــن تعــرض للغربــــان يزجــــرها

 

 

على ســـــــلامته لا بــــد مشـــــــــــــــؤوم

4) وعن أبي هريرة t؛ إن رسول الله r قال: (لا عدوى([55])، ولا صفر، ولا هامة). وفي رواية: (لا عدوى، ولا طيرة). وفي رواية: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر) ([56]). وفي رواية: (لا عدوى، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح). وفي رواية: (لا عدوى، ولا هامة([57])، ولا نوء([58])، ولا صفر). وفي رواية: (لا طيرة).

أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (5754)، و(5755)، وفي «الأدب المفرد» (ص511 و512)، وفي «التاريخ الكبير» (ج1 ص139)، وفي «المختصر من تاريخ هجرة النبي r» (ج3 ص466 و468)، ومسلم في «المسند الصحيح» (2220)، و(2223)، وأبو داود في «سننه» (3911)، و(3912)، و(3913)، والنسائي في «السنن الكبرى» (7591)، وابن ماجه في «السنن» (3541)، وعبد الرزاق في «المصنف» (9507)، والبغوي في «شرح السنة» (3248)، و(3249)، و(3255)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص250 و251)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص266 و267 و406 و434 و453 و487 و524)، ومالك في «الموطإ» (1894)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (6115) و(6116)، و(6123)، و(6124)، و(6125)، و(6133)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (1660)، وفي «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة» (ج4 ص303 و308 و309 و312 و314)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج7 ص216 و217)، و(ج8 ص139)، وفي «الخلافيات» (ج6 ص131)، وفي «شعب الإيمان» (1168)، وفي «الآداب» (ص267 و271)، والحدثاني في «الموطإ» (ص542)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج24 ص189 و190)، وفي «الاستذكار» (ج27 ص53)، وأبو مصعب في «الموطإ» (ج2 ص124)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج1 ص15-مسند علي)، وابن أبي عاصم في «السنة» (272)، و(273)، و(274)، والحميدي في «المسند» (1117)، والميانجي في «الأمالي والغرائب في الحديث النبوي» (ص94)، والطيالسي في «المسند» (2512)، والآجري في «ثمانين حديثا، عن ثمانين شيخا» (ص390)، وابن الطيوري في «الطيوريات» (ج1 ص7)، وابن بشران في «البشرانيات» (ج1 ص358)، و(ج2 ص125)، والمخلص في «المخلصيات» (ج1 ص219)، والفاكهي في «الفوائد» (ص285 و286)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج2 ص306 و307)، وفي «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج1 ص566)، وابن عدي في «الكامل» (ج6 ص217)، وابن خلاد النصيبي في «الفوائد» (ص139)، ومجاعة بن الزبير العتكي في «حديثه» (ص46)، والمراغي في «مشيخته» (ص305 و306)، وأبو الفضل الزهري في «حديثه» (ج2 ص542)، وابن المقرئ في «المعجم» (ص157)، وعلي بن حجر السعدي في «الحجريات» (ص340 و341)، والجرجاني  في «الأمالي» (51)، وأبو شجاع الديلمي في «الفردوس بمأثور الخطاب» (ج5 ص200)، وابن وهب في «الجامع في الحديث» (ج2 ص718 و726)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج9 ص40)، وفي «الآداب» (ص166 و221)، وابن خزيمة في «مختصر المختصر من المسند الصحيح» (3129)، وأبو يعلى في «المسند» (6112)، و(6508)، و(6632)، وفي «معجم الشيوخ» (ص131)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (6766)، وفي «مسند الشاميين» (ج3 ص67)، و(ج4 ص211)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج58 ص277 و278 و279)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج3 ص57 و58 و59)، وابن الجوزي في «الحدائق في علم الحديث» (ج3 ص425)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» (ج1 ص284 و285)، والبزار في «المسند» (ج16 ص268)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح» (ج3 ص290 و302)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج12 ص503 و513 و551 و553) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وعبد الرحمن الحرقي، وأبي زرعة ابن عمرو بن جرير، وحميد بن عبد الرحمن، وعتبة بن حميد، وعبد الرحمن الأعرج، ومضارب بن حزن([59]) التميمي، وأبي إسحاق مولى بني هاشم، وعبد الله بن عطية الأشجعي، وأبي صالح، وسنان بن أبي سنان الدؤلي، وسعيد بن ميناء، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي، جميعهم: عن أبي هريرة t به.

وقوله r: «ولا طيرة»، الطيرة: الشؤم؛ أي: لا معنى للطيرة، والأشياء كلها: تجري بقدر الله تعالى.

قلت: ونفي التطير، هو نفي لاتباع الأوهام.

وقوله r: «ولا صفر»، الصفر: هو داء في البطن، يصيب الإنسان، وكانت العرب: يتشاءمون منه، فأبطل الإسلام ذلك، لأنه من: «الشرك» بالله تعالى.

وقوله r: «ولا هامة»، الهامة: مشددة الميم، واحدة الهوام، وهي كل دابة تؤذي.

والهامة: أيضا بتخفيف الميم، وهي الأشهر، وهي رأس كل شيء من ذوات الأرواح.

* وفي الحقيقة ليست طيرا، وإنما أطلقته العرب على ما كانت تعتقده في التشاؤم ببعض الطيور، كـ«البومة»، وهي: من طيور الليل، فإذا وقعت على بيت أحدهم اعتقد فيها، أنها: تنعى له نفسه، أو أحدا من أهله.

فعلى هذا: فهي نوع من أنواع التطير، وهو من: «الشرك الأكبر»، وهذا من الخرافات الشركية. ([60])

وقيل: الهامة؛ فإن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تطير هامة فتطير، فأبطل النبي r ذلك من قولهم.

وقيل: أن الهامة، هي الطائر الذي كانت العرب تتشاءم به، وهو من طيور الليل.

وقيل: هي البومة إذا سقطت على دار أحدهم، فيراها ناعية له نفسه، أو أحدا من أهله، وهذا أشهر. ([61])

* حيث أبطل الحديث: التطير؛ لأنه تعليق للقلب بغير الله تعالى، وهذا من: «الشرك الأكبر»؛ لأنه شرك بالله تعالى.

* ونفى تأثير الطيرة بالكلية.

وفي الحديث: إبطال التشاؤم في شهر صفر أيضا.

* وفي الحديث: إبطال زعم الجاهلية، في طير الهامة.

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج14 ص466): (ويجوز أن يكون المراد النوعين؛ فإنهما جميعا باطلان، فبين النبي r إبطال ذلك، وضلالة الجاهلية، فيما تعتقده من ذلك). اهـ

وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج10 ص241): (فعلى هذا، فالمعنى: في الحديث: لا حياة لهامة الميت، وعلى الأول: لا شؤم بالبومة، ونحوها). اهـ

وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على صحيح البخاري» (ج12 ص599): (قوله r: «لا صفر»، لا: نافية للجنس، و«صفر»، اسمها، وخبرها: محذوف، تقديره: لا صفر، موجود). اهـ

وقوله r: «ولا نوء»، النوء: بفتح، فسكون؛ أي: طلوع النجم، وغروب ما يقابله، وهو من قول العرب: مطرنا بنوء كذا.

* فالنوء: مفرد أنواء: منازل القمر، وهي ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة منزلة منها.

* وكان للعرب اعتقاد في أن هذه المنازل لها دخل في سقوط المطر، وعدمه، فأبطل الإسلام ذلك. ([62])

عن أبي مالك الأشعري t، أن النبي r قال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة). وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب). ([63])

وبوب عليه الإمام محمد بن عبد الوهاب / في «التوحيد» (ص350)؛ باب: ما جاء في الأنواء.

هذا: «باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء»، والاستسقاء بالأنواء هو: نسبة السقيا إلى الأنواء، والأنواء هي: النجوم، يقال للنجم: نوء.

* والعرب والجاهليون كانوا يعتقدون أن النجوم والأنواء سبب في نزول المطر، فيجعلون النوء والنجم هو الذي يأتي بالمطر، وهذا حال: «الطائفة الفلكية» في هذا العصر، حيث يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم، وعن حركتها، بزعمهم.

فقوله /: «باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء»؛ يعني: باب ما جاء في نسبة السقيا إلى النوء، وعبر بلفظ الاستسقاء؛ لأنه جاء في الحديث: «والاستسقاء بالنجوم».

ومناسبة هذا الباب لما قبله من الأبواب: أن الاستسقاء بالأنواء نوع من التنجيم؛ لأنه نسبة السقيا إلى النجم، وذلك أيضا من السحر؛ لأن التنجيم من السحر؛ بمعناه العام.

ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد: أن الذي ينسب السقيا، والنعمة، والفضل الذي يؤتاه حين نزول المطر إلى النوء أو النجم، يكون قلبه ملتفتا عن الله تعالى إلى غيره، ومتعلقا بغيره، وناسبا النعم إلى غير الله تعالى، ومعتقدا أن النجوم أسباب لهذه المسببات من نزول المطر ونحوه، وهذا مناف للتوحيد، فإن التوحيد الواجب: يوجب على العبد أن ينسب النعم جميعا إلى الله وحده، وأن لا ينسب شيئا منها إلى غير الله تعالى، ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مسديها، ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب، فإنه لا ينسبها إلى غير الله تعالى، كيف وأن النجوم ليست بسبب أصلا. ([64])

والاستسقاء بالنجوم: وهو نسبة السقيا إلى النجوم، ويشمل ما هو أعظم من ذلك وهو أن تطلب السقيا من النجم، كحال الذين([65]) يعتقدون أن الحوادث الأرضية تحصل بالنجوم نفسها، وأن النجوم هي التي تحدث المقدرات الأرضية، والمنفعلات الأرضية.

* ففي ذلك نوعان من التعدي:

1) أن النجوم ليست بأسباب أصلا.

2) أن تجعل أسبابا، لم يجعلها الله تعالى أسبابا، وتنسب النعم، والفضل، والسقيا إليها، وهذا مناف للتوحيد، وهو: «كفر أكبر» بالله تعالى.

وعن زيد بن خالد الجهني t قال: (صلى لنا رسول الله r صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليلة، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب). ([66])

قال الإمام القرطبي / في «المفهم» (ج1 ص260)؛ في شرح حديث زيد بن خالد t: (وكانت العرب إذا طلع نجم من المشرق، وسقط آخر من المغرب، فحدث عند ذلك مطر أو ريح: فمنهم من ينسبه إلى الطالع، ومنهم من ينسبه إلى الغارب الساقط نسبة إيجاد واختراع، ويطلقون ذلك القول المذكور في الحديث، فنهى الشرع عن إطلاق ذلك؛ لئلا يعتقد أحد اعتقادهم، ولا يتشبه بهم في نطقهم). اهـ

وبوب عليه الإمام النووي في «المنهاج» (ج1 ص84)؛ باب: بيان كفر من قال مطرنا بالنوء.

وعن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد النبي r، فقال النبي r: (أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا). قال: فنزلت هذه الآية: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[، حتى بلغ: ]وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون[ [الواقعة: 75-82]. ([67])

وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (ألم تروا إلى ما قال ربكم؟، قال: ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين. يقولون: الكواكب وبالكواكب). ([68])

وعن أبي هريرة t، عن رسول الله r قال: (ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث فيقولون: الكوكب كذا وكذا). ([69])

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «شرح كتاب التوحيد» (ص158): (باب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء: وقول الله تعالى: ]وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون[ [الواقعة: 82]؛ أي: طلب السقيا وهو المطر، وقد شرع الله الاستسقاء به سبحانه، والاستسقاء: الضراعة إلى الله تعالى عند وجود الجدب، بدلا مما عليه أهل الشرك من الطلب من النجوم، والتعلق، والاستغاثة بها، وكانوا يستسقون بالنجوم، وهي الأنواء: وهي «ثمان وعشرون» نوءا ينزلها الشمس، والقمر في مدارها، ينزلها القمر في الشهر، والشمس في السنة، وكانوا في الجاهلية يتعلقون بها، ويستغيثون بها، وهذا من شركهم وضلالهم.

* كما قال سبحانه: ]وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون[ [الواقعة: 82]؛ تكذبون إنزال الله تعالى للمطر، وإغاثته لكم، وتسألون النجوم، وتستغيثون بها؛ فكذبهم لذلك؛ لأن هذه النجوم لا تنفع ولا تضر، ولا تملك شيئا من الأمر.

* فوجب على المؤمنين الأخذ بما جاء عن النبي r، والعمل به، والحذر مما عليه أهل الجاهلية). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز / في «شرح كتاب التوحيد» (ص159): (قوله r: «الاستسقاء بالنجوم»؛ فيقول: سقينا بنوء كذا، وكذا، ويسألونها مباشرة). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «المخلص في شرح كتاب التوحيد» (ص241): (باب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء؛ في الاستسقاء: أي: طلب السقيا ومجيء المطر.

بالأنواء: جمع نوء، وهي: منازل القمر، وهي: «ثمانية وعشرون» منزلة ينزل القمر كل ليلة منزلة منها، ومنه قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل[ [يس: 39]؛ وهي: عبارة عن: «ثمانية وعشرين» نجما معروفة المطالع، في كل ثلاثة عشر يوما يغيب واحد منها مع طلوع الفجر، ويطلع رقيبه من المشرق، وتنقضي كلها مع انقضاء السنة القمرية، وتزعم العرب في الجاهلية أنه إذا غاب واحد منها وطلع رقيبه يكون: مطر، وينسبونه إلى طلوع النجم، أو غروبه، ويقولون: مطرنا بنوء كذا). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ في «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» (ج2 ص915): (باب: ما جاء في الاستسقاء بالأنواء؛ أي: من الوعيد، والمراد: نسبة السقيا ومجيء المطر إلى الأنواء؛ جمع نوء، وهي منازل القمر). اهـ

وقال الإمام ابن الأثير / في «النهاية في غريب الحديث» (ج5 ص122): (والأنواء: هي: «ثمان وعشرون» منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل[ [يس: 39]، ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة.

* وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة، وطلوع رقيبها يكون: مطر، وينسبونه إليها؛ فيقولون: مطرنا بنوء كذا، وإنما سمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق، ينوء نوءا، أي: نهض وطلع). اهـ

وقال اللغوي ابن منظور / في «لسان العرب» (ج1 ص426): (والرقيب: النجم الذي في المشرق، يراقب الغارب، ومنازل القمر، كل واحد منها رقيب لصاحبه، كلما طلع منها واحد سقط آخر، مثل الثريا، رقيبها: الإكليل، إذا طلعت الثريا عشاء؛ غاب الإكليل، وإذا طلع الإكليل عشاء؛ غابت الثريا، ورقيب النجم: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثريا رقيبها: الإكليل... والرقيب: نجم من نجوم المطر، يراقب نجما آخر). اهـ

وقوله: «مؤمن به وكافر»، إذا اعتقد في النوء في إنزال المطر، أو لكونه أنه سبب، ونسب نعمة المطر إلى النوء، وليس لله تعالى، فهذا: كفر، لأنه شرك في الربوبية، والمشرك: كافر، لأن الله تعالى هو الذي ينزل المطر، ولم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه، وإنما هو فضل من الله تعالى ورحمة، يحبسه إذا شاء، وينزله إذا شاء.

* فالمطر قد يجيء في وقت، وقد لا يجيء فيه، وإنما يجيء المطر في الوقت الذي أراد الله تعالى مجيئه فيه، برحمته، وحكمته، وفضله.

قال تعالى: ]ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله[ [العنكبوت: 63].

* فدلت الآية: على أن أهل الجاهلية يعرفون ويقرون: بأن الله تعالى، هو الذي ينزل المطر من السماء، ومع هذا يعتقدون أن النوء، هو الذي ينزل المطر!. ([70])

وقال تعالى: ]يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها[ [النحل: 83].

فدلت هذه الآية: أن نسبة النعمة إلى غير الله تعالى كفر به.

وقال الإمام أبو عبيد / في «غريب الحديث» (ج1 ص320): (في حديث: النبي r أنه قال: «ثلاث من أمر الجاهلية: الطعن في الأنساب، والنياحة والأنواء».

سمعت عدة من أهل العلم يقولون: أما الطعن في الأنساب والنياحة فمعروفان.

وأما الأنواء: فإنها «ثمانية وعشرون» نجما معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها، في الصيف، والشتاء، والربيع، والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، وكلاهما معلوم مسمى، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين كلها مع انقضاء السنة، ثم يرجع الأمر إلى النجم الأول مع استئناف السنة المقبلة، فكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع آخر، قالوا: لا بد من أن يكون عند ذلك مطر ورياح، فينسبون كل غيث يكون عند ذاك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ، فيقولون: مطرنا بنوء الثريا، والدبران والسماك، وما كان من هذه النجوم، فعلى هذا؛ فهذه هي الأنواء، وواحدها نوء.

* وإنما سمي نوءا؛ لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق للطلوع، فهو ينوء نوءا، وذلك النهوض هو النوء، فسمي النجم به، وكذلك كل ناهض بثقل وإبطاء، فإنه ينوء عند نهوضه، وقد يكون النوء السقوط.

قال أبو عبيد: ولم أسمع أن النوء السقوط؛ إلا في هذا الموضع). اهـ

وقال الإمام البيضاوي / في «تحفة الأبرار» (ج3 ص122): (النوء: سقوط نجم من منازل القمر، مع طلوع الصبح، وهي: «ثمانية وعشرون» نجما، يسقط في كل ثلاثة عشرة ليلة نجم منها في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المغرب من ساعته، وكانوا يزعمون: أنه لا بد وأن يحدث عند كل نوء منها مطر، أو ريح، أو غير ذلك، ويضيفون الحوادث إليه، فأنكر عليهم ذلك ونفاه). اهـ

وقال الحافظ السيوطي / في «مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود» (ج4 ص260): (قوله r: «ولا نوء»، قال أبو عبيد: إنما غلظ النبي r في أمر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها، وكانوا يقولون إن مع سقوط المنزلة، وطلوع رقيبها، يكون مطر، وينسبونه إليها، والأنواء: «ثمان وعشرون» منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ويسقط في الغرب كل ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، ويطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة). اهـ

قلت: وما دام قال: «مطرنا بنوء، كذا، وكذا»، فهذا تعلقت نفسه بذلك، ولم ينسب نزول المطر إلى الله تعالى، فهذا: كافر؛ لأنا نلزمه بأنه مؤمن بالكوكب، الذي هو النجم، لأنه أنكر نعمة الله تعالى، ونسبها إلى سبب لم يجعله الله تعالى سببا، فتعلقت نفسه بهذا السبب، من دون الله تعالى، ونسي نعمة الله تعالى، وهذا: الكفر، مخرج من الملة، لأنه ينسب نزول المطر إلى النوء، من دون الله تعالى، فيجب عليه أن ينسب نزول المطر إلى الله تعالى وحده، ولا ينسبه إلى الكوكب.

* والنبي r نسب هذا القول إلى أنه من: شركوكفر أهل الجاهلية مطلقا، فهو من شأن الجاهلية.

* وقد أضافه النبي r إلى الجاهلية، وكانوا ينسبون المطر إلى النجم، ويقولون:

* إذا سقط النجم الفلاني جاء المطر، وإذا طلع النجم الفلاني جاء المطر، فينسبون نزول المطر إلى النجم مطلقا، وهذا: كفر أكبر.

لذلك: لا نفرق بين نسبة إيجاد، أو نسبة سبب، فكلتاهما شرك بالله تعالى، وهو من: «الشرك الأكبر»؛ لأن ذلك يقع من العبد من اعتقاد ولا بد. ([71])

يعني: لا نقول: إذا اعتقد من إيجاد، فهذا: «شرك أكبر»، وإذا اعتقد أنه سبب، فهذا: «شرك أصغر»، فإن هذا لم يثبت عن النبي r، ولا السلف y، هذا التفريق.

* وهذا يدل أن هذا العبد له تعلق بهذه النجوم، وتعظيمها، وأنه لم يعظم الله تعالى، وهو يعلم بأنه ربه سبحانه.

* فكيف أسند نزول المطر إلى النجم، وترك أن يسند نزول المطر إلى الله تعالى مطلقا، إلا بسبب اعتقاده الباطل. ([72])

قال تعالى: ]وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون * وعلامات وبالنجم هم يهتدون[ [النحل: 15 و16].

* الله تعالى جعل للخلق من العلامات التي يهتدون بها في مسالكهم، وطرقهم التي يسيرونها.

* فهي معالم الطرق، وأماراتها التي يهتدى بها إلى المستقيم منها نهارا، وأن يكون النجم الذي يهتدى به ليلا هو الجدي، والفرقدين، لأن بها اهتداء السفر دون غيرها من النجوم.([73])

عن إبراهيم النخعي / قال: في قوله تعالى: ]وعلامات[ [النحل: 16]؛ قال: (هي الأعلام التي في السماء). وفي رواية: (منها ما يكون علامات، ومنها ما يهتدون به). ([74])

يعني: يهتدون بها في البر والبحر في أسفارهم.

وعن مجاهد بن جبر / في قوله تعالى: ]وعلامات[ [النحل: 16]؛ قال: (منها ما يكون علامة). وفي رواية: (أراد بالكل النجوم؛ منها: ما يكون علامات، ومنها: ما يهتدون به). ([75])

وعن قتادة بن دعامة / قال في قوله تعالى: ]وعلامات[ [النحل: 16]، قال: (طرقا، وعلامات، هي: النجوم). ([76])

وعن محمد بن كعب القرظي / قال: (أراد بالعلامات: الجبال، فالجبال تكون علامات النهار، والنجوم علامات الليل). ([77])

وقال يحيى بن سلام / في «تفسير القرآن» (ج1 ص55): (قوله تعالى: ]وعلامات[ [النحل: 16]؛ جعلها في طرقهم يعرفون بها الطريق).

وعن إسماعيل السدي / قال: (أراد بالنجم: «الثريا»، و«بنات نعش»، و«الفرقدين»، و«الجدي»؛ يهتدى بها إلى الطرق، والقبلة). ([78])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج2 ص461): (في قوله تعالى: ]وبالنجم هم يهتدون[ [النحل: 16]؛ هي بنات نعش، والجدي، والفرقدان، والقطب، قال: بعينها؛ لأنهن لا يزلهن عن أماكنهن شتاء، ولا صيفا، يعني: بالجبال، والكواكب يهتدون، وبها يعرفون الطرق في البر والبحر، كقوله تعالى: ]ولا يهتدون سبيلا[ [النساء: 98]؛ يعني: لا يعرفون).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية / في «النبوات» (ج2 ص757)؛ أن النجوم، والجبال، والطرق، وأعلام الطرق: هي كلها آيات، وأعلام، وعلامات على ما هو لازم لها في العادة.

قال تعالى: ]ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام[ [الشورى: 32]؛ والأعلام: جمع: علم، والعلم: ما يعلم به، كالعلامة، والعلامات كلها يهتدى بها. ([79])

وقوله: «وعلامات»؛ أي: دلالات على الجهات، يهتدى بها؛ أي: يهتدي بها الناس في ذلك.

قال تعالى: ]وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر[ [الأنعام: 97]؛ أي: ليعرفوا بها جهة قصدهم، وليس المراد أنه يهتدى بها في علم الغيب، كما يعتقده المنجمون، الفلكيون. ([80])

قلت: وهذا في ذم التنجيم، والتحذير منه في الدين.

قال الإمام الخطابي / في «معالم السنن» (ج4 ص249): (أما علم النجوم الذي يدرك بطريق المشاهدة، والخبر الذي يعرف به الزوال، وتعلم به جهة القبلة؛ فإنه غير داخل فيما نهي عنه، وهذا علم يصح إدراكه بالمشاهدة). اهـ

قلت: فبين الإمام الخطابي / أن علم الفلك، يقتصر فيه على المشاهدة فقط، مما يعرف عن طريق العلامات التي وضعها الشارع في الكون، دون التدخل في علم الغيب.

عن زيد بن ثابت t أنه: (لم يكن يبيع ثمار أرضه حتى تطلع الثريا، فيتبين الأصفر من الأحمر). ([81])

قلت: فطلوع نجم: «الثريا»، علامة نضج الثمار، فيتبين الأصفر، من الأحمر.

قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج4 ص395): (قوله: «حتى تطلع الثريا»؛ أي: مع الفجر، ثم ذكر الحديث السابق، وقال: وطلوعها؛ أي: «الثريا» صباحا، يقع في أول فصل: «الصيف»، وذلك عند اشتداد: الحر، في بلاد الحجاز، وابتداء نضج الثمار.

* فالمعتبر في الحقيقة: النضج، وطلوع النجم: علامة له، وقد بينه في الحديث بقوله: «ويتبين الأصفر، من الأحمر»). اهـ

وعن محمد بن أبي سليم أبي هلال الراسبي قال: ذكر عند الحسن البصري حر سهيل، وبرده، فقال: (إن سهيلا، لا يحر، ولا يبرد، ولكنه قضاء الله وأمره). ([82])

وقال قتادة /: في قوله تعالى: ]ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح[ [الملك: 5]؛ (خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به).

أخرجه البخاري في «صحيحه»، تعليقا، في كتاب: «بدء الخلق»، في باب: «في النجوم» (ج3 ص1168)، ووصله ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (16536)، والطبري في «جامع البيان» (ج23 ص123)، وأبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1226)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج3 ص489)، والخطيب في كتاب «القول في النجوم» (ص185 و186) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وشيبان، كلاهما: عن قتادة بن دعامة به.

قلت: وهذا سنده صحيح.

وأخرجه الخطيب في كتاب: «القول في النجوم» (ص185)، عن قتادة /، بلفظ: (إن الله تعالى إنما جعل هذه النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة للسماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجوما للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك، فقد قال برأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به).

وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1226) من طريق أبي يعلى، حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة / قال: (إن الله تبارك وتعالى خلق هذه النجوم لثلاث خصال: جعلها زينة السماء، وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجوما للشياطين، فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قلل رأيه، وأخطأ حظه، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به، وإن ناسا جهلة بأمر الله تعالى قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة، من غرس بنجم كذا وكذا، كان كذا، ومن ولد بنجم كذا وكذا، كان كذا وكذا).

وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج6 ص295).

قوله: «أخطأ وأضاع نفسه»؛ قال الإمام الداودي: (قائل ذلك: كافر). ([83]) اهـ

قلت: فمن نسب الاختراع إلى النجوم، فهو: كافر، ومن جعلها علامة على حدوث أمر في الأرض، فهو: كافر أيضا، لأن ذلك من: «علم الغيب».

* فأناس من الجهلة، بأمر الله تعالى، قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة، يزعمون: أن من غرس بنجم كذا، كان كذا، ومن سافر بنجم كذا، كان كذا، وما شابه ذلك، وما علم هذا النجم بشيء من: «علم الغيب»، وهذا: كفر بالله تعالى. ([84])

* وما لأحد من أهل الأرض في السماء من نجم، ولكن يتبعون الكهنة، ويتخذون النجوم وسيلة، لباطلهم.

* فإياك والنظر في النجوم، فإنه يدعو إلى الكهانة.

* ومما يدخل في «علم الفلك» المباح، أن يتعلم منازل النجوم، لأجل أن يعلم القبلة، والوقت في الشتاء، وما يصلح من الوقت للزرع، وما لا يصلح.

* والاستدلال بذلك: على وقت هبوب الرياح، وعلى الوقت الذي جرت سنة الله تعالى أن ينزل فيه من المطر، مثل: «فصل الشتاء».

* فيجعل الفلكي لذلك: وقتا، وزمنا، ولا يجعله سببا، بل يجعله علامة فقط، لأن الله تعالى جعل النجم علامة، فقال تعالى: ]وعلامات وبالنجم هم يهتدون[ [النحل: 16].

* وكأن يعلم مثلا: أنه بطلوع النجم الفلاني، يدخل وقت الشتاء، فدخول الوقت ليس بسبب طلوع النجم، ولكن حين طلع وشاهدناه، استدللنا بطلوعه على دخول الوقت، وإلا فهو ليس بسبب لحصول البرد، وليس بسبب لحصول الحر، وليس بسبب لنزول المطر، وليس بسبب لمناسبة غرس النخل، أو زرع، ولكنه وقت لذلك.

* فإذا كان على هذا الحد من: «علم الفلك»، فهو لا بأس به، قولا، أو تعلما، وهذا ليس من: «علم التنجيم» المذموم، لأنه جعل النجوم علامات فقط، وهذا مأذون به في الشرع.

قال تعالى: ]أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر[ [النمل: 63].

وقال تعالى: ]وعلامات وبالنجم هم يهتدون[ [النحل: 16].

وقال تعالى: ]وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا[ [فصلت: 12].

فهي: علامات يهتدى بها إلى معرفة الجهات، من جهة القبلة، وجهة الشمال، وجهة الغرب، وجهة الشرق.

* ويهتدى بها أيضا: إلى معرفة أماكن المناطق، حيث يعرف أن المنطقة الفلانية باتجاه النجم الفلاني.

* فإذا أراد السائر ليلا في البر أو البحر، أن يتجه إلى بلد معين، استدل واهتدى بالنجوم إليه، ونحو ذلك مما أجرى الله تعالى سننه به.

إذا فالنجوم: خلق من خلق الله تعالى، ولا نفهم سرها؛ إلا بما أخبر الله تعالى به، فما أخبرنا به أخذناه، وما لم نخبر به، فلا يجوز أن نتكلف فيه. ([85])

عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي /؛ ذكر عنده «علم النجوم»، فقال: (والله ما في النجم: موت أحد، ولا حياته، إنما جعل الله عز وجل النجوم زينة، ورجوما للشياطين). ([86])

وقال تعالى: ]وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون * والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم * والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون([87]) القديم * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون[ [يس: 37 و38 و39 و40].

عن قتادة بن دعامة / قال: في قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم[ [يس: 39]؛ قال: (قدره الله تعالى منازل، فجعل ينقص حتى كان مثل عذق النخلة، فشبهه بذلك). ([88])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص579)؛ في قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل[ [يس: 39]: (في السماء يزيد، ثم يستوي، ثم ينقص في آخر الشهر).

وعن ابن عباس : في قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم[ [يس: 39]؛ قال: (في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في كل شهر؛ أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية؛ فأولها: الشرطين، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والدبرة، والصرفة، والعواء، والسماك وهو آخر الشامية، والغفر، والزبانا، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، ومقدم الدلو، ومؤخر الدلو، والحوت، وهو آخر اليمانية، فإذا سار هذه الثمانية والعشرين منزلا، عاد كالعرجون القديم، كما كان في أول الشهر). ([89])

وعن حسان بن بلال العنزي / قال: (من قال في هذه النجوم سوى هذه الثلاث، فهو: كاذب، آثم، مفتر، مبتدع؛ قال الله تعالى: ]ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح[ [الملك:5]، وقال تعالى: ]وجعلناها رجوما للشياطين[ [الملك: 5]، وقال تعالى: ]وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر[ [الأنعام: 97]؛ فهي: مصابيح، ورجوم، وتهتدون بها). ([90])

* فقد وردت الآثار عن السلف في النهي عن الاشتغال بـ«علم النجوم»، لأنه يوقع العبد في «الشرك»، ولأنه يدخل في: «علم الغيب» الذي هو من خصائص الله تعالى.

* ومن المعلوم أن الاشتغال بـ«علم النجوم» على أنواع، فالتي مضمونها في الأحكام، والتأثر، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية، بالأحوال الفلكية، والغوايل الأرضية([91])، فهي: محرمة بالكتاب والسنة، والأثر، وهي من: «الشرك الأكبر».

* وأما ما يدرك من طريق المشاهدة، من: «علم النجوم»، الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة، وما شابه ذلك، فإنه غير داخل فيما نهي عنه، قال تعالى: ]وبالنجم هم يهتدون[ [النحل: 16].

* فأخبر تعالى، أن النجوم طرق لمعرفة الأوقات، والمسالك، ولولاها، لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة.

* فتعلموا من: «علم النجوم»، ما تهتدون به في ظلمات: البحر، والبر، وما شابه ذلك، ثم أمسك عن: «علم النجوم» الذي تعلمه: الفلكيون المنجمون في هذا العصر الحاضر؛ فإنه جهل في الدنيا، وعذاب في الآخرة، نعوذ بالله من الخذلان. ([92])

* وقد رخص في هذا القدر من: «علم النجوم»، الإمام إبراهيم النخعي، والإمام مجاهد، والإمام أحمد، والإمام إسحاق بن راهويه، وغيرهم. ([93])

قلت: فلا بأس أن يتعلم المسلم من: «علم النجوم»، ما يهتدى به، وأن يتعلم منازل القمر في حدود الشريعة المطهرة.

عن إبراهيم النخعي /: (أنه كان لا يرى بأسا، أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به). ([94])

وعن مجاهد بن جبر /: (أنه كان لا يرى بأسا، أن يتعلم الرجل منازل القمر). ([95])

قال الحافظ ابن رجب / في «فضل علم السلف على علم الخلف» (ص34): (والمأذون في تعلمه: علم التسيير، لا علم التأثير؛ فإنه باطل، محرم: قليله وكثيره.

* وأما علم التسيير، فيتعلم منه ما يحتاج إليه؛ للاهتداء، ومعرفة القبلة، والطرق؛ جائز عند الجمهور.

* وما زاد عليه لا حاجة إليه لشغله عما هو أهم منه، وربما أدى تدقيق النظر فيه إلى إساءة الظن بمحاريب المسلمين، كما وقع من أهل هذا العلم: قديما وحديثا، وذلك يفضي إلى اعتقاد خطإ السلف في صلاتهم، وهو باطل). اهـ

* فعلم النجوم: هذا يرخص فيه بقدر الحاجة، وهو ما يكون الذي يدرك بطريق المشاهدة، والخبر الذي يعرف به؛ مثلا: معرفة القبلة، ومعرفة الأوقات، وما شابه ذلك، فإن ذلك غير داخل فيما نهي عنه، لأنه علم يصح إدراكه بالمشاهدة، دون التدخل في «علم الغيب». ([96])

* إلا أن أهل الفلك في هذا العصر، توسعوا بما اتخذوه من الآلات الحديثة، حتى بسببها تدخلوا في «علم الغيب» بالجزم، وهم لا يشعرون، على أنه سوف يكون في اليوم الفلاني، دخول شهر رمضان بالجزم، قبل أن يروا الهلال، أو في اليوم الفلاني سوف يدخل: «عيد الفطر» بالجزم قبل أن يروا الهلال، أو سوف يحدث كذا، وكذا في الشهر الفلاني، وما شابه ذلك، فإن ذلك من: «علم الغيب»، الذي لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه، حتى لو وافقوا الشرع أحيانا في ذلك.

وقال تعالى: ]هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون[ونس: 5].

قوله تعالى: ]جعل الشمس ضياء[؛ أي: جعلها تضيء على الأرض، والضوء أقوى من النور استعمالا.

وقوله تعالى: ]والقمر نورا[؛ أي: جعل القمر ينور الأرض، ولم يجعل الشمس كهيئة القمر، لكي يعرف الليل من النهار.

والله تعالى: هو الذي خلق ضوء الشمس، ونور القمر، والضوء والنور؛ بمعنى واحد لغة.

وقوله تعالى: ]وقدره منازل[؛ أي: قدر القمر: منازل([97])، والشمس كذلك.

وقوله تعالى: ]لتعلموا عدد السنين والحساب[؛ أي: قدرهما منازل، ليعلم الخلق عدد السنين، والحساب، والقمر خص بما ذكر، لكون منازله: معلومة، محسوسة، وتعلق أحكام الشريعة به. ([98])

* الله تعالى الذي جعل الشمس ضياء، والقمر نورا، وقدر القمر منازل، وهي: «ثمانية وعشرون» منزلة، ينتقل فيها القمر، ليعلم الناس عدد السنين والحساب، من السنوات، والشهور، والأيام([99])، لأن حياة الخلق تحتاج إلى ذلك.

* والله تعالى هو القادر على هذا الخلق، والتدبير، وهو المعبود بحق؛ الذي يجب أن تعبدوه، ولا تعبدوا سواه، فهذا تقرير لتوحيد الخالق، وتأكيد له، فما خلق الله تعالى ذلك إلا بالحق، فلم يخلق هذه الحياة الدنيا وهذه العوالم فيها عبثا، وهذا التفصيل المشاهد في هذا السياق، لقوم يعلمون، فهم الذين ينتفعون به، أما الجهلة، فلا ينتفعون بهذا التفصيل، والبيان. ([100])

قال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج4 ص383): (قوله تعالى: ]هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون * إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون[ونس: 5و6]؛ يخبر تعالى عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته، وعظيم سلطانه، وأنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس: ضياء، وجعل شعاع القمر: نورا، هذا فن وهذا فن آخر، ففاوت بينهما؛ لئلا يشتبها، وجعل سلطان الشمس بالنهار، وسلطان القمر بالليل، وقدر القمر منازل، فأول ما يبدو صغيرا، ثم يتزايد نوره وجرمه، حتى يستوسق ويكمل إبداره، ثم يشرع في النقص حتى يرجع إلى حالته الأولى في تمام شهر، كقوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون[ [يس: 39 و40]؛ وقوله تعالى: ]والشمس والقمر حسبانا[ الآية [الأنعام: 96]؛ قال في هذه الآية الكريمة: ]وقدره[؛ أي: القمر، ]وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب[؛ فبالشمس تعرف الأيام، وبسير القمر تعرف الشهور والأعوام.

وقوله تعالى: ]ما خلق الله ذلك إلا بالحق[؛ أي: لم يخلقه عبثا بل له حكمة عظيمة في ذلك، وحجة بالغة، كقوله تعالى: ]وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار[ [ص: 27]، وقال تعالى: ]أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم[ [المؤمنون: 115، 116] .

وقوله تعالى: ]نفصل الآيات[؛ أي: نبين الحجج والأدلة: ]لقوم يعلمون[.

وقوله تعالى: ]إن في اختلاف الليل والنهار[؛ أي: تعاقبهما إذا جاء هذا ذهب هذا، وإذا ذهب هذا جاء هذا، لا يتأخر عنه شيئا، كقوله تعالى: ]يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا[ [الأعراف: 54]، وقال تعالى: ]لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار[ [يس: 40]، وقال تعالى: ]فالق الإصباح وجعل الليل سكنا[ الآية [الأنعام: 96] .

وقوله تعالى: ]وما خلق الله في السماوات والأرض[؛ أي: من الآيات الدالة على عظمته تعالى، كما قال تعالى: ]وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون[ [يوسف: 105]، وقال تعالى: ]قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون[ [يونس: 101]، وقال تعالى: ]أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض[ [سبأ: 9]، وقال تعالى: ]إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب[ل عمران: 190]؛ أي: العقول، وقال هاهنا: ]لآيات لقوم يتقون[؛ أي: عقاب الله، وسخطه، وعذابه). اهـ

وعن إسماعيل السدي / قال: في قوله تعالى: ]جعل الشمس ضياء والقمر نورا[ونس: 5]؛ فلم يجعل الشمس؛ كهيئة القمر، لكي يعرف الليل من النهار، وهو قوله تعالى: ]فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب[ [الإسراء: 12]؛ في اختلافهما). ([101])

وعن إسماعيل السدي / قال: في قوله تعالى: ]يفصل الآيات[ونس: 5]؛ أما نفصل: نبين). ([102])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج2 ص226): (قوله تعالى: ]هو الذي جعل الشمس ضياء[ونس: 5]؛ بالنهار، لأهل الأرض: يستضيئون بها: ]والقمر نورا[؛ بالليل: ]وقدره منازل[؛ يزيد، وينقص؛ يعني: الشمس سراجا، والقمر نورا: ]لتعلموا[؛ بالليل، والنهار: ]عدد السنين والحساب[، وقدره منازل؛ لتعلموا بذلك عدد السنين، والحساب، ورمضان، والحج، والطلاق، وما يريدون بين العباد: ]ما خلق الله ذلك[؛ يعني: الشمس والقمر: ]إلا بالحق[؛ لم يخلقهما عبثا، خلقهما، لأمر هو كائن).

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج2 ص226): (قوله تعالى: ]يفصل[؛ يبين: ]الآيات[؛ يعني: العلامات: ]لقوم يعلمون[؛ بتوحيد الله تعالى، أن الله واحد، لما يرون من صنعه).

وقال تعالى: ]والشمس والقمر حسبانا[ [الأنعام: 96].

عن السدي / قال: في قوله تعالى: ]والشمس والقمر حسبانا[ [الأنعام: 96]؛ قال: (بحساب). ([103])

وقال تعالى: ]الشمس والقمر بحسبان[ [الرحمن: 5].

عن أبي مالك / قال: في قوله تعالى: ]الشمس والقمر بحسبان[ [الرحمن: 5]؛ قال: (بحساب، ومنازل). ([104])

* فأهل العلم: تعرضوا لذكر عظمة الله تعالى، وحكمته، من خلال: «الشمس»، و«القمر».

* وما كان لهم أن يغفلوا عن ذكر: «النجوم»، وما يوجد فيها من دلائل واضحة على عظمة الله تعالى، وقدرته.

* فإنه تعالى عندما يتحدث عن: «الشمس»، و«القمر»، يقرن معهما: «النجوم»، في بعض الآيات.

* وهو يلفت بذلك انتباه المخاطبين إلى آيات النعمة الدالة على وحدانية المنعم، ليعتبر بها أصحاب العقول منهم على وحدانية خالقها، ومدبر أمرها، لمصالح عباده، فيوحدوه بالعبادة، ولا يشركوا به شيئا، ومن هذه الآيات.

قوله تعالى: ]وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون[ [النحل: 12].

وقوله تعالى: ]والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين[ [الأعراف: 54].

* والآيتان تدلان: على أن كل واحدة من «الشمس»، و«القمر»، و«النجوم»، مسخرات بأمره تعالى لمصالح الخلق ومنافعهم.

قال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج4 ص673)؛ عند الآية الأولى: (قوله تعالى: ]وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون * وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون[ [النحل: 12 و13]؛ ينبه تعالى عباده على آياته العظام، ومننه الجسام، في تسخيره الليل والنهار يتعاقبان، والشمس والقمر يدوران، والنجوم الثوابت والسيارات في أرجاء السموات، نورا وضياء ليهتدى بها في الظلمات، وكل منها يسير في فلكه الذي جعله الله تعالى فيه، يسير بحركة مقدرة، لا يزيد عليها ولا ينقص عنها، والجميع تحت قهره، وسلطانه، وتسخيره، وتقديره، وتسهيله، كما قال تعالى: ]إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين[ [الأعراف: 54]؛ ولهذا قال تعالى: ]إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون[؛ أي: لدلالات على قدرته تعالى الباهرة، وسلطانه العظيم، لقوم يعقلون عن الله ويفهمون حججه.

وقوله تعالى: ]وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه[، لما نبه سبحانه على معالم السماوات، نبه على ما خلق في الأرض من الأمور العجيبة، والأشياء المختلفة من الحيوانات والمعادن، والنباتات والجمادات على اختلاف ألوانها وأشكالها، وما فيها من المنافع والخواص: ]إن في ذلك لآية لقوم يذكرون[؛ أي: آلاء الله ونعمه فيشكرونها). اهـ

* وقد تكلم الله تعالى في بعض الآيات، عن الوظيفة التي خلقت لها: «النجوم»، فقال تعالى: ]إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد[ [الصافات: 6 و7].

وقال تعالى: ]ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير[ [الملك: 5].

* فذكر تعالى لها في هذه الآيات؛ وظيفتين:

إحداهما: أنها زينة للسماء الدنيا.

والثانية: لرجم الشياطين، المتمردين: الذين يحاولون استراق السمع من: الملإ الأعلى.

* وقد بين النبي r: كيفية استراق الشياطين، للسمع، ورمي الملائكة: لهم بالشهب.

قال الحافظ البخاري / في «الجامع المسند الصحيح» (ج4 ص1804): (باب: ]حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير[ [سبأ: 23]؛ حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، قال: سمعت عكرمة، يقول: سمعت أبا هريرة t يقول: إن نبي الله r قال: إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها، وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء). ([105])

* وللنجوم وظيفة ثالثة، ورد ذكرها؛ في قوله تعالى: ]وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر[ [الأنعام: 97].

* فالنجوم تهدي السالكين في البر والبحر، ولا سيما الذين يسلكون في الفيافي، والصحاري، فتساعدهم في تحديدهم لجهة مسارهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج35 ص168)؛ عند ذكره لمنافع النجوم: (وقد أخبر سبحانه في كتابه من منافع النجوم، فإنه يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وأنها زينة للسماء الدنيا، وأن الشياطين ترجم بالنجوم، وإن كانت النجوم التي ترجم بها الشياطين، من نوع آخر، غير النجوم الثابتة في السماء التي يهتدى بها، فإن هذه لا تزول عن مكانها، بخلاف تلك، ولهذه حقيقة مخالفة لتلك، وإن كان اسم النجوم يجمعها). اهـ

* وقد استطاع الشيطان أن يغوي الناس بهذا المخلوق المطيع لله تعالى من مختلف الطرق، كما استطاع أن يغويهم بغيره من المظاهر الكونية، مثل الشمس والقمر.

* فصرف بعضهم؛ بعبادة النجوم، عن عبادة الله تعالى، وأضل آخرين؛ فيعتقدون فيها اختراق الحوادث، وتدبيرها، وأن لكل واحد منهم: نجما في السماء، وهو المتولي لسعده، ونحسه، والمدبر له.

* كما هيأ للدجاجلة، والمشعوذين؛ طرقا: خاصة بها؛ لابتزاز أموال الناس، وأكلها بالباطل، وهي كلها مخالفة لما خلقت له هذه النجوم.

* ومما يدخل في التنجيم في هذا العصر؛ بوضوح -مع غفلة الناس عنه- ما يكثر في المجلات: مما يسمونه «البروج»، فيخصصون صفحة، أو أقل منها في الجرائد، ويجعلون عليها رسم: «بروج» السنة، «برج الأسد»، و«العقرب»، و«الثور»، إلى آخره، ويجعلون أمام كل برج ما سيحصل فيه، فإذا كان الرجل، أو المرأة مولودا، في ذلك البرج؛ يقول: «سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا وكذا»، وهذا هو: «التنجيم» الذي هو التأثير، والاستدلال: بـ«النجوم»، و«البروج»، على التأثير في الأرض، وعلى ما سيحصل في الأرض، وهو نوع من: «الكهانة»، ووجوده في المجلات والجرائد على ذلك النحو، وجود للكهان فيها، فهذا يجب إنكاره إنكارا للشركيات ولادعاء معرفة: «الغيب»، و«للسحر»، و«للتنجيم»، لأن: «التنجيم»، من: «السحر»، ويجب إنكاره على كل صعيد، ويجب أيضا على كل مسلم أن لا يدخله بيته، وأن لا يقرأه، ولا يطلع عليه؛ لأن الاطلاع على تلك: «البروج» وما فيها -ولو لمجرد المعرفة- يدخل في النهي من جهة أنه أتى الكاهن غير منكر عليه.

* وإذا قرأ هذه الصفحة وهو يعلم: «برجه» الذي ولد فيه، أو يعلم: «البرج» الذي يناسبه، وقرأ ما فيه، فكأنه سأل كاهنا، فإن صدق بما في تلك: «البروج»، فقد كفر بما أنزل على محمد، وهذا يدلك على غربة التوحيد بين أهله، وغربة فهم حقيقة الإسلام الصحيح، فإنه يجب إنكار ذلك على كل صعيد، وأن لا يؤثم المرء نفسه، ولا من في بيته بإدخال شيء من الجرائد التي فيها ذلك في البيوت؛ لأن هذا معناه إدخال للكهنة إلى البيوت، فواجب إنكار ذلك، والسعي فيه بكل سبيل حتى يدحر أولـٰئك؛ لأن أهل التنجيم، وأهل البروج هم من الكهنة، والتنجيم له معاهد معمورة في الغرب، وفي غيره، يتعلم فيها الناس حركة النجوم، وما سيحصل بحسابات معروفة، وجداول معينة، ويخبرون بأنه من كان من أهل البرج الفلاني؛ فإنه سيحصل له كذا وكذا، عن طريق تعلم: وهمي يغرهم به رؤوسهم وكهانهم، فالواجب على طلبة العلم أن يسعوا في تبصير الناس بحقيقة: «علم الفلك» و«علم التنجيم»، والله المستعان.

وقال تعالى: ]وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم[ [فصلت: 12].

* الله تعالى: خلق في كل سماء خلقها، من الملائكة، وخلق فيها شمسها، وقمرها، ونجومها، وصلاحها. ([106])

عن ابن عباس قال: في قوله تعالى: ]وأوحى في كل سماء أمرها[ [فصلت: 12]؛ قال: (خلق في كل سماء خلقها من الملائكة). ([107])

وعن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]وأوحى في كل سماء أمرها[ [فصلت: 12]؛ قال: (مما أمر به، وأورده من خلق النيرات والرجوم، وغير ذلك). ([108])

وعن قتادة بن دعامة /: في قوله تعالى: ]وأوحى في كل سماء أمرها[ [فصلت: 12]؛ قال: (خلق فيها شمسها وقمرها، ونجومها، وصلاحها). ([109])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص737): (وقوله تعالى: ]وأوحى[؛ يقول: وأمر: ]في كل سماء أمرها[ [فصلت: 12]؛ الذي أراده).

وعن ابن عباس قال في قوله تعالى: ]وزينا السماء الدنيا بمصابيح[ [فصلت: 12]؛ (ثم زين السماء الدنيا بالكواكب، فجعلها زينة، وحفظا: تحفظ من الشياطين). ([110])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج3 ص737): (قوله تعالى: ]وزينا السماء الدنيا[ [فصلت: 12]؛ يقول: لأنها أدنى السماوات من الأرض: ]بمصابيح[؛ يعني: الكواكب، ]وحفظا[؛ بالكواكب، يعني: ما يرمى الشياطين بالشهاب؛ لئلا يستمعوا إلى السماء، يقول: ]ذلك[؛ الذي ذكر من صنعه في هذه الآية: ]تقدير العزيز[؛ في ملكه، ]العليم[؛ بخلقه).

وقال تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو تعلمون عظيم[ [الواقعة: 75 و76].

* فأقسم الله تعالى، بمساقط النجوم، ومغايبها في السماء.

وهذا الذي رجحه الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج22 ص361)؛ بقوله: (وذلك أن المواقع جمع موقع، والموقع المفعل، من وقع يقع موقعا، فالأغلب من معانيه، والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به). اهـ

* فاستند الإمام الطبري إلى الأغلب في اللغة. ([111])

عن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ قال: (نجوم السماء). ([112])

وعن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ قال: (في السماء، ويقال: مطالعها، ومساقطها). ([113])

وعن الحسن البصري / قال: في قوله تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ قال: (بمغايبها). ([114])

وعن عطاء بن أبي رباح / قال: في قوله تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ (أراد: منازلها). ([115])

وعن قتادة بن دعامة / قال: في قوله تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ قال: (بمساقطها). ([116])

وعن قتادة بن دعامة / قال: في قوله تعالى: ]فلا أقسم بمواقع النجوم[ [الواقعة: 75]؛ قال: (بمنازل النجوم). ([117])

* والمنازل هي البروج، وهي النجوم، وكانت العرب تنسب إليها: «الأنواء»، وهي: «ثمانية وعشرون» منزلة، وأسماؤها عندهم:

1) الشرطان.

2) والبطين.

3) والثريا.

4) والدبران.

5) والهقعة.

6) والهنعة.

7) والذراع.

8) والنشرة.

9) والطرف.

10) والجهعة.

11) والزبرة.

12) والصرفة.

13) والعواء.

14) والسماك.

15) والغفر.

16) والزبانى.

17) والإكليل.

18) والقلب.

19) والشولة.

20) والنعائم.

21) والبلدة.

22) وسعد الذابح.

23) وسعد بلع.

24) وسعد السعود.

25) وسعد الأخبية.

26) وفرع الدلو المقدم.

27) وفرع الدلو المؤخر.

28) والرشاء، وهو: الحوت. ([118])

وعن ابن عباس : في قوله تعالى: ]والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم[ [يس: 39]؛ قال: (في ثمانية وعشرين منزلا ينزلها القمر في كل شهر؛ أربعة عشر منها شامية، وأربعة عشر منها يمانية؛ فأولها: الشرطين، والبطين، والثريا، والدبران، والهقعة، والهنعة، والذراع، والنثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصرفة، والعواء، والسماك وهو آخر الشامية، والغفر، والزبانيين، والإكليل، والقلب، والشولة، والنعائم، والبلدة، وسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الأخبية، ومقدم الدلو، ومؤخر الدلو، والحوت، وهو آخر اليمانية، فإذا سار هذه الثمانية والعشرين منزلا، عاد كالعرجون القديم، كما كان في أول الشهر). ([119])

وقال تعالى: ]والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا[ [الذاريات: 1و2].

وقوله تعالى: ]فالحاملات وقرا[؛ يعني: السحاب تحمل المطر، ثم تمطر؛ بإذن الله تعالى. ([120])

* وهذا يدل على أن النجوم، لا تحمل المطر، ولا تمطر، وليس لها علاقة بالمطر، وعلاقة المطر بالسحب فقط.

فعن علي بن أبي طالب t قال في قوله تعالى: ]والذاريات ذروا[ [الذاريات:1]؛ قال: (الريح)، وقوله تعالى: ]فالحاملات وقرا[ [الذاريات:2]؛ قال: (السحاب). ([121])

وعن مجاهد بن جبر / قال في قوله تعالى: ]فالحاملات وقرا[ [الذاريات:2]؛ قال: (السحاب تحمل المطر). ([122])

قلت: وهذا يدل على أن المطر ينزل من السحاب؛ بإذن الله، ولم ينزل من: «النوء»، الذي هو: «النجم».

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص127): في قوله تعالى: ]فالحاملات وقرا[ [الذاريات:2]؛ يعني: (السحاب موقرة ([123])، من الماء).

قلت: فأفادت آثار السلف، أن: ]فالحاملات وقرا[؛ هي: السحاب تحمل المطر، ثم تمطر بإذن الله تعالى، وبمشيئته.

وقال تعالى: ]هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال[ [الرعد: 12].

وقوله تعالى: ]وينشئ السحاب الثقال[؛ أي: الذي فيه ماء المطر.

فعن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]وينشئ السحاب الثقال[ [الرعد: 12]؛ قال: (الذي فيه الماء). ([124])

وعن سفيان الثوري / قال: في قوله تعالى: ]وينشئ السحاب الثقال[ [الرعد: 12]؛ قال: (الذي فيه المطر). ([125])

وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج2 ص370): (قوله تعالى: ]وينشئ[ [الرعد: 12]؛ يعني: ويخلق، مثل قوله تعالى: ]وله الجوار المنشآت[ [الرحمن: 24]؛ يعني: المخلوقات: ]السحاب الثقال[، من الماء).

* فالله تعالى يبين في الآيات، التي تدل على عظمته، وقدرته، وتصرفه، وتدبيره للعالم كله.

* ومن هذه الآيات: السحاب؛ فإن الله تعالى يرحم عباده بهذه السحاب، فيسوقه: حمالا، وثقالا إلى الأرض الميتة، فينزل منه الماء، ويحيي به الأرض بعد موتها، وهذا يدل على وحدانية الرب سبحانه، وألوهيته.

قال تعالى: ]وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون[ [البقرة: 163 و164].

5) وعن جابر بن عبد الله عن النبي r قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول([126])).

أخرجه مسلم في «المسند الصحيح» (2222)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص293 و312)، وابن الجعد في «حديثه» (2693)، و(3183)، وابن أبي عاصم في «السنة» (268)، و(281)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (ج2 ص252 و253)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج1 ص13-مسند علي)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (498)، وابن طهمان في «مشيخته» (38)، والسلفي في «المشيخة البغدادية» (ج2 ص283)، وابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (ج16 ص408)، وأبو يعلى في «المسند» (1789)، والبغوي في «شرح السنة» (3251)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص251)، وابن أبي أسامة في «مسند المشايخ عن رسول الله r» (34)، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (ج1 ص149)، وابن خزيمة في «التوكل» (ج3 ص376-إتحاف المهرة)، وابن الأعرابي في «المعجم» (1520)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج17 ص507)، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (ج2 ص266 و422)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (ج1 ص409)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج24 ص194)، وابن عدي في «الكامل» (ج9 ص173)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص454)، وفي «الآداب» (ص219)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» (ج1 ص176)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج3 ص58)، وابن وهب في «الجامع في الحديث» (ج2 ص722)، ويزيد بن أبي حبيب المصري في «حديثه» (ص101) من طريق ابن جريج، وزهير بن معاوية، وحماد بن سلمة، ويزيد التستري، وإبراهيم بن طهمان، وابن لهيعة؛ جميعهم: عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله به.

قال ابن جريج: فسمعت أبا الزبير، يذكر أن جابرا t، فسر لهم قوله: «ولا صفر، فقال أبو الزبير: الصفر، داء يأخذ في البطن، فقيل لجابر t: كيف يقال؟، قال: كان يقال: دواب البطن، قال: ولم يفسر لهم الغول».

وقال أبو الزبير من قبله: «هذه الغول التي تغول الشيطانة التي يقولون».

* والغول: من الخرافات، التي كانت شائعة، تظهر للناس، بزعمهم، فأبطل الإسلام تصديقها.

قال الإمام أبو القاسمالأصبهاني / في «التحرير في شرح صحيح مسلم» (ص532): (قوله r: «لا غول»؛ أي: ليس في وسع الغول، أن يغوي الناس؛ أي: إن الجن لا تختطف الناس). اهـ

* فالغول: بالضم، والجمع: أغوال، وغيلان، هو وهم من أوهام الجاهلية، إذ كانوا يعتقدون أنه جنس من الشياطين، تتراءى للناس، وتتلون تلونا بصور شتى، وتغولهم؛ أي: تضلهم عن الطريق، وتهلكهم، فنفاه r، وأبطله. ([127])

وبوب الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج12 ص513)؛ باب: لا صفر؛ وهو داء يأخذ البطن. ([128])    

* وفي الحديث: إبطال ما زعمه أهل الجاهلية، في الغيلان.

* وفي الحديث: إبطال التطير، وتأثيره.

* حيث دل الحديث: على إبطال التطير.

* لما كانت الجاهلية: تعج بكثير من الخرافات، والأوهام، التي لا تستند إلى برهان.

* أراد الإسلام: أن يقي أتباعه من تلك الأباطيل، فأنكر ما كان يعتقده المشركون في هذه الأشياء المذكورة في الحديث، فبعضها: نفى وجوده أصلا: كالطيرة، والبعض الآخر نفى تأثيره بنفسه، لأنه لا يأتي بالحسنات؛ إلا الله تعالى، ولا يدفع السيئات إلا الله تعالى. ([129])

6) وعن أنس بن مالك t، أن النبي r قال: (لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟، قال r: كلمة طيبة). وفي رواية: (لا عدوى، ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة).

أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (5756)، و(5776)، وفي «الأدب المفرد» (ص513 و514)، ومسلم في «المسند الصحيح» (2224)، وأبو داود في «سننه» (ج6 ص59)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (1707)، وابن ماجه في «السنن» (3537)، وأحمد في «المسند» (12179)، و(13920)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج6 ص33)، وابن أبي صفرة في «المختصر النصيح في تهذيب الكتاب الجامع الصحيح» (ج3 ص302)، وابن جماعة في «مشيخته» (ق/76/ط-المدونة الكبرى للمخطوطات «المجموعة الأولى»، إعداد: أهل الأثر، بمملكة البحرين)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج18 ص139)، والطيالسي في «المسند» (2073)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (26925)، وفي «الآداب» (ص212)، وأبو يعلى في «المسند» (ج5 ص251 و373 و477)، والحنيني في «مسند أنس بن مالك» (ص110)، وابن الرسام في «الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشايخ الإسلام مروية» (ق/59/ط-المدونة الكبرى للمخطوطات «المجموعة الأولى»، إعداد: أهل الأثر، بمملكة البحرين)، والبغوي في «شرح السنة» (ج12 ص175)، وفي «الأنوار» (1130)، و(1131)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج1 ص15-مسند علي)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة» (ج4 ص312)، وفي «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (1841)، وابن عبد الهادي المقدسي في «النهاية في اتصال الرواية» (ص198 و199)، وابن الجوزي في «الوفا بفضائل المصطفى» (ج3 ص132)، وفي «جامع المسانيد» (ج1 ص251)، وفي «الحدائق في علم الحديث» (ج3 ص425)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج24 ص73)، وابن المنذر في «الأوسط» (ج8 ص217)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج12 ص553)، وأبو علي الطوسي في «مختصر الأحكام» (277)، وابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين» (ج2 ص1136 و1137)، والبزار في «المسند» (ج13 ص419)، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي r» (ج1 ص214)، والسلمي في «جزء من حديثه عن شيوخه» (1014)، وابن المحب في «الأربعين» (5) من عدة طرق عن همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وهشام الدستوائي، جميعهم: عن قتادة بن دعامة قال: سمعت أنس بن مالك t به.

وأخرجه أبو العباس الأصم في «حديثه» (ص198 و242)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (6123) من طريق مالك بن إسماعيل، حدثنا زهير بن معاوية، عن عتبة بن حميد قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر، أنه سمع أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: (لا طيرة، والطيرة على من تطير).

قلت: وهذا سنده معلول، وهو غير محفوظ، فيه عتبة بن حميد الضبي، ليس بالقوي، فيما تفرد به، قال أحمد: «ضعيف ليس بالقوي، ولم يشته الناس حديثه».([130])

* لذلك قال الحافظ ابن حجر في «التقريب» (ص657): «عتبة بن حميد الضبي: صدوق، له أوهام».

وهذا الحديث من أوهامه، لأنه معروف، من حديث أبي الزبير، ليس من حديث عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك.

وقوله r: «الفأل»: الكلمة الطيبة، وعلى هذا المعنى؛ يكون الفأل: فيما يسر، لأن هذا فيه حسن الظن بالله. ([131])

* والفأل، ضد الطيرة، والجمع: فؤول، وهو الكلمة الحسنة، يسمعها العبد، فيتأولها على المعنى الذي يطابق اسمها، إحسانا بالله تعالى: الظن. ([132])

قلت: فخير الطيرة، الفأل: وهو بـ«الهمزة الساكنة»، بعد: «الفاء»، لقوله r: «لا طيرة، وخيرها الفأل»([133])، ففيه التصريح بأن: «الفأل» من جملة: «الطيرة»، لكنه مستثنى.

* وحقيقة الفأل: أن يفعل أمرا، أو يعزم عليه، متوكلا على الله تعالى.

* فيسمع الإنسان الكلمة الحسنة، أو يرى شيئا يستحسنه: يرجو منه أن يحصل له غرضه الذي قصد تحصيله.

* كأن يسمع طالب لحاجة، أو ضالة، رجلا يقول: يا الله، فيقع في قلبه أنه يجد حاجته، رجاء بالله تعالى، أو يسمع المريض آخر، يقول: يا لله، فيقع في قلبه أنه سيشفى، بإذن الله تعالى، وهذا معنى ما فسر به النبي r الفأل. ([134])

* فاستعمال الفأل مما أذن فيه شرعا، وهو من الأمور المستحبة، لما فيه من حسن ظن بالله تعالى، وتقوية للعزائم، وفتح لأبواب الخير، وشحذ للهمم، ولهذا كان النبي r: يحبه، ويعجبه. ([135])

قال الإمام البغوي / في «شرح السنة» (ج12 ص175): (وإنما أحب النبي r الفأل؛ لأن فيه رجاء الخير، والعائدة، ورجاء الخير: أحسن بالإنسان من اليأس، وقطع الرجاء عن الخير). اهـ

وقال الإمام الخطابي / في «معالم السنن» (ج4 ص402): (قد أعلم النبي r، أن الفأل: إنما هو أن يسمع الإنسان الكلمة الحسنة، فيفأل بها؛ أي: يتبرك بها، ويتأولها على المعنى الذي يطابق اسمها، واستحب الفأل بالكلمة الحسنة: يسمعها من ناحية حسن الظن بالله تعالى). ([136]) اهـ

 وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج3 ص306): (ليس في الإعجاب بالفأل، ومحبته: شيء من الشرك.

* بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة، وموجب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يوافقها، ويلائمها مما ينفعها). اهـ

وقال الإمام الحليمي / في «المنهاج في شعب الإيمان» (ج2 ص25): (وإنما كان r: يعجبه الفأل، لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى، بغير سبب ظاهر.

* والتفاؤل: حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى، على كل حال). اهـ

قلت: فسمي الفأل بذلك؛ لأنه مما يتفاءل به، ويتبرك به، على معنى الاستبشار، والفرح بما يسمع من الكلام الحسن. ([137])

عن أبي هريرة t قال: سمعت النبي r يقول: (لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟، قال r: الكلمة الصالحة، يسمعها أحدكم). ([138])

* فالفأل: هو التفاؤل بالكلمة الطيبة، وانشراح الصدر لها، لما يسمعه من الكلام الحسن، وهو فيه حسن ظن بالله تعالى([139])، والاستعانة به، والتوكل عليه، وهذا يفضي إلى الطاعة، والتوحيد، ويبعث على انشراح الصدر وطمأنينته، ويفتح باب الرجاء والاستبشار المقوي لأمله السار لنفسه. ([140])

* واستفتاح الفأل من المصحف، لم ينقل عن السلف فيه شيء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج23 ص66): (وأما استفتاح الفأل من المصحف، فلم ينقل عن السلف فيه شيء... فإن هذا ليس الفأل الذي يحبه رسول الله r، فإنه كان r يحب الفأل، ويكره الطيرة.

* والفأل الذي يحبه: هو أن يفعل أمرا، أو يعزم عليه، متوكلا على الله تعالى، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره، فهو في كل واحد من محبته للفأل، وكراهته: «للطيرة»، إنما يسلك مسلك الاستخارة لله تعالى، والتوكل عليه). اهـ

* إذا التفاؤل بالمصحف: أمر غير مشروع، وليس من الفأل الذي يعجب النبي r، ويحبه؛ فتركه: هو المتعين المتحتم تأسيا بسلف الأمة وأئمتها، ولو كان خيرا لسبقونا إليه.

7) وعن ابن عمر ، أن رسول الله r قال: (لا عدوى، ولا طيرة).

أخرجه البخاري في «الجامع المسند الصحيح» (5753)، ومسلم في «المسند الصحيح» (2225)، و(2227)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (3034)، و(3035)، والنسائي في «السنن الكبرى» (9277)، و(9278)، وفي «المجتبى من السنن المسندة» (3569)، وأبو علي الحداد في «معجم شيوخه» (ق/44/ط- «المدونة الكبرى للمخطوطات «المجموعة الأولى»، إعداد: أهل الأثر، بمملكة البحرين»)، وأبو داود في «سننه» (ج6 ص65)، والبيهقي في «الآداب» (ص270)، وابن ماجه في «السنن» (1995)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص153)، وابن المنذر في «الأوسط» (ج8 ص216)، وابن وهب في «الجامع في الحديث» (ج2 ص735)، والجرجاني في «الأمالي» (35)، والقسطلاني في «إرشاد الساري» (ج12 ص550)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج4 ص346) من طريق حمزة، وسالم: ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه في «السنن» (ج4 ص562)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (6444)، وفي «الآداب» (ص207)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص25)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج4 ص379) من طريق أبي جناب، عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله r: (لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة).

قلت: وهذا سنده ضعيف، فيه: أبو جناب وهو يحيى بن أبي حية الكلبي، وهو ضعيف ([141])، لا يحتج به.

فهذا الوجه: غير محفوظ.

وقال البوصيري في «مصباح الزجاجة» (ج1 ص34): «هذا إسناد ضعيف».

قال الحافظ القسطلاني / في «إرشاد الساري» (ج12 ص553): (لا عدوى، ولا طيرة مشتقة من الطير، إذ كان أكثر تطير الجاهلية، ناشئا عنه). اهـ

8) وعن معاوية بن الحكم t قال: (قلت: يا رسول الله، أمورا كنا نصنعها في الجاهلية، كنا نأتي الكهان، قال r: فلا تأتوا الكهان، قال، قلت: كنا نتطير، قال r: ذاك شيء يجده أحدكم في نفسه، فلا يصدنكم).

أخرجه مسلم في «المسند الصحيح» (ج4 ص1748 و1749)، وابن وهب في «الجامع في الحديث» (ج2 ص715)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص447 و448)، والمخلص في «المخلصيات» (ج1 ص219)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص1038)، وفي «معرفة السنن» (ج7 ص242)، وفي «الآداب» (343)، والإسماعيلي في «معجم شيوخه» (ج1 ص423)، والطيالسي في «المسند» (ج2 ص426)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج2 ص189)، والجوهري في «مسند الموطإ» (151)، وابن خزيمة في «التوكل» (ج13 ص322-إتحاف المهرة)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ج3 ص254)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج4 ص429 و430)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج7 ص328)، ومعمر بن راشد الأزدي في «الجامع» (ج10 ص402)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج5 ص2501)، وابن عبد البر في «التمهيد» (ج22 ص79)، وابن أبي شيبة في «المسند» (ج2 ص327 و328)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1402)، وأبو عوانة في «المسند الصحيح» (ج17 ص525)، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (735)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج19 ص399 و400 و401)، والمهرواني في «المهروانيات» (155) من طريق مالك بن أنس، وابن أبي ذئب، ويونس بن يزيد، وابن سمعان، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي، وغيرهم، جميعهم: عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم السلمي t به.

* إذا الطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك، وتحمل العبد على الفعل، أو الترك، بسبب تشاؤمه، وتبعث على ضيق الصدر، وانقباضه، وتورث الحزن، والألم، فهي لا خير فيها.

* فالطيرة: فيها سوء ظن بالله تعالى، والعبد: منهي عن سوء الظن بالله تعالى، لأنها تعلق قلب المتطير بغير الله تعالى. ([142])

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «قرة عيون الموحدين» (ص231): (الطيرة: هي التشاؤم بالمرئي والمسموع، فإذا ردته عن سفر، أو عمل، أو حاجة، فقد: «أشرك»؛ لما يخامر قلبه من الخوف من ذلك، فيكون: «شركا»، بهذا الاعتبار). اهـ

قلت: والشرك من المهلكات. ([143])

فعن أبي هريرة t؛ أن رسول الله r قال: (اجتنبوا الموبقات: الشرك بالله، والسحر). ([144])

وبوب عليه الحافظ البخاري في «صحيحه» (ج7 ص137)؛ باب: الشرك، والسحر من الموبقات.

قال الإمام الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج21 ص39): (قوله r: «الموبقات»؛ أي: المهلكات). اهـ

قال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج3 ص281)؛ تعليقا على هذا الحديث: (فأخبر r، أن تأذيه، وتشاؤمه؛ بالتطير إنما هو في نفسه، وعقيدته، لا في المتطير به، فوهمه، وخوفه، وإشراكه: هو الذي يطيره، ويصده، لا ما رآه وسمعه، فأوضح r، لأمته: الأمر، وبين لهم فساد الطيرة.

* ليعلموا أن الله تعالى، لم يجعل لهم عليها علامة، ولا فيها دلالة، ولا نصبها سببا، لما يخافونه، ويحذرونه.

* ولتطمئن قلوبهم، وتسكن نفوسهم، إلى وحدانيته تعالى، التي أرسل بها رسله، وأنزل بها كتبه، وخلق لأجلها السموات والأرض، وعمر الدارين: الجنة والنار، بسبب التوحيد.

* فقطع r علق الشرك من قلوبهم؛ لئلا تبقى فيها علقة منها، ولا يتلبسوا بعمل من أعمال أهل النار ألبتة). اهـ

9) وعن السائب بن يزيد الكندي t، عن النبي r قال: (لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة).

أخرجه مسلم في «المسند الصحيح» (2220)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص449 و450)، ويعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (ج1 ص358)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة» (ج2 ص378)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج3 ص107)، والطبري في «تهذيب الآثار» (ج1 ص11)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج3 ص14)، وفي «الحدائق في علم الحديث» (ج3 ص425)، والطبراني في «المعجم الكبير» (6657)، و(6658)، و(6659)، وفي «مسند الشاميين» (ج4 ص158) من طريق شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد t به.

* ثم هناك قوم يعتقدون أن الأدوية: مؤثرة بطبعها، من غير نظر إلى تقدير الله تعالى لها.

قال الإمام القاضي عياض / في «إكمال المعلم بفوائد مسلم» (ج1 ص602): (ولا يصح هذا التأويل؛ لأن من اعتقد هذا: «كافر»، فلا يكون من جملة أمة النبي r، ليكون لهذه السبعين الألف عليه المزية). اهـ

7) وعن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: (الطيرة شرك، الطيرة شرك).

حديث صحيح

أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (909)، وأبو داود في «سننه» (3910)، والترمذي في «الجامع المختصر من السنن» (1614)، وفي «العلل الكبير» (ج2 ص690)، وابن أبي الدنيا في «التوكل» (ص78 و79)، والبزار في «المسند» (ج5 ص230)، وأبو علي الطوسي في «مختصر الأحكام» (1290)، وابن ماجه في «سننه» (3538)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص389 و440)، وفي «الإيمان» (ج1 ص659)، والطحاوي في «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (ج2 ص298)، وأبو يعلى الفراء في «التوكل» (ص35)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص139)، وفي «شعب الإيمان» (1167)، وأبو يعلى في «المسند» (ج9 ص140 و141)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (26391)، وفي «المسند» (265)، وفي «الأدب» (ص205)، والخلال في «السنة» (ج4 ص154 و157)، والسهمي في «تاريخ جرجان» (ص186)، والشاشي في «المسند» (655)، وابن حبان في «المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع» (6122)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الترغيب والترهيب» (729)، وابن المنذر في «الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف» (ج8 ص217)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج22 ص621) من طريق وكيع، ومحمد بن كثير العبدي، وأبي نعيم الفضل، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، ويعلى بن عبيد، جميعهم: عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم الأسدي، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود t به.

قلت: وهذا سنده صحيح، وقد صححه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج1 ص791).

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

والحديث صححه المناوي في «التيسير» (ج2 ص124)، والشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج3 ص197).

* وتابع: سفيان الثوري، شعبة بن الحجاج، عن سلمة بن كهيل به.

أخرجه ابن الجعد في «حديثه» (ج1 ص390)، والطيالسي في «المسند» (354)، وأحمد في «المسند» (ج1 ص438)، وفي «الإيمان» (ج1 ص661 و662)، وابن أبي الدنيا في «التوكل» (ص13)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص17 و18)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (ج8 ص139)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار المختلفة المأثورة» (ج4 ص312)، وفي «بيان مشكل أحاديث رسول الله r» (ج2 ص299)، وعبد الله بن أحمد في «السنة» (ج1 ص360)، والبغوي في «شرح السنة» (ج12 ص177 و178)، وفي «مصابيح السنة» (ج3 ص252)، والعلائي في «الأمالي الأربعين في أعمال المتقين» (ج2 ص254)، والخلال في «السنة» (ج4 ص157)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج22 ص622)، وأبو يعلى الفراء في «التوكل» (ص35)، وابن بشران في «البشرانيات» (ج1 ص202)، والشاشي في «المسند» (ج2 ص120 و121)، وابن خزيمة في «التوكل» (ج10 ص191-إتحاف المهرة) من طريق وهب بن جرير، وشبابة، وأبي النضر، وروح بن عبادة، وعفان، ومحمد بن كثير، وأبي عمر الحوضي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، وعاصم بن علي، وغندر، وعمرو بن مرزوق؛ جميعهم: عن شعبة، أخبرني سلمة بن كهيل قال: سمعت عيسى بن عاصم الأسدي، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود t عن النبي r قال: (الطيرة شرك). وفي رواية: (الطيرة من الشرك).

قلت: وهذا سنده صحيح.

وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه».

وقال الحاكم: «وعيسى هذا: هو ابن عاصم الأسدي، كوفي، ثقة».

وأورده ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج10 ص191).

* وتابعهما: منصور بن المعتمر عن سلمة بن كهيل به.

أخرجه أبو يعلى في «المسند» (ج9 ص26) من طريق أبي هاشم الرفاعي، حدثنا عبيد الله بن موسى باذان، حدثنا إسرائيل، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود t، عن النبي r قال: (الطيرة: الشرك).

قلت: وهذا سنده حسن.

* وتابعهم: يحيى بن سلمة، عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود t قال: قال رسول الله r: (الطيرة: شرك).

أخرجه الخلدي في «الفوائد» (ص211)، والشاشي في «المسند» (652).

قلت: وهذا سنده حسن.

وأورده المنذري في «الترغيب والترهيب» (ج4 ص64)، والهيثمي في «موارد الظمآن» (ص345).

* فجعل النبي r: «الطيرة» من: «الشرك الأكبر»، لأنه وقع في عهد الجاهلية، وشركهم من: «الشرك الأكبر»؛ لأنهم: كانوا يعتقدون أن التطير، يجلب لهم: «نفعا»، أو يدفع عنهم: «ضرا»، إذا عملوا بموجبه، فأنهم: قد أشركوه مع الله تعالى في ذلك. ([145])

قال العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ / في «تيسير العزيز الحميد» (ص438): (قوله r: «الطيرة شرك»، صريح في تحريم الطيرة، وأنها من: «الشرك»؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى). اهـ

وقال الإمام ابن القيم / في «مفتاح دار السعادة» (ج2 ص234): (وهو الصواب: فإن الطيرة، نوع من الشرك). اهـ

وقال فضل الله الهندي / في «فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» (ج2 ص356): (الطيرة: بكسر: «الطاء»، وفتح: «الياء»، وقد تسكن؛ أي: ليس المتطيرون من المسلمين). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص233): (المعنى الإجمالي للحديث: أن الرسول r، يخبر، ويكرر الإخبار؛ ليتقرر مضمونه في القلوب، أن الطيرة: «شرك»، لما فيها من تعلق القلب على غير الله تعالى، وسوء الظن به). اهـ

وقال العلامة الصنعاني / في «التنوير في شرح الجامع الصغير» (ج7 ص186): (الطيرة شرك؛ أي: من: «الشرك»؛ لأنها كانت تعتقد العرب أن ما يتشاءمون به شيئا مؤثرا في حصول المكروه). اهـ

* والطيرة: هي سوء الظن بالله تعالى، والهرب من قضائه. ([146])

قال فضل الله الهندي / في «فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» (ج2 ص357): (الطيرة: اعلم أن أهل الجاهلية، إذا خرجوا لحاجة: فإن رأوا الطير طار يمنة، تيمنوا به، واستمروا ومضوا.

* وإن رأوه طار يسرة: تشاءموا، وكفوا عن فعله.

* ففي التطير: شائبة التطلع على الغيب للطائر، فقوله r: «الطيرة: شرك»؛ أي: فيها: «شائبة شرك»، بحيث يعتقدون، أن الطيرة: تجلب لهم نفعا، وتدفع عنهم ضرا). اهـ

وقال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «الملخص في شرح كتاب التوحيد» (ص230): (الطيرة: فيها سوء ظن بالله، والعبد منهي عن سوء الظن بالله). اهـ

* فالطيرة: كان أهل الجاهلية، إذا خرجوا لحاجة لهم؛ فإن رأوا: الطير طار يمنة، تيمنوا به، وذهبوا في طريقهم.

* وإن رأوه طار يسرة، تشاءموا، وكفوا عما يفعلونه.

* ففي التطير التطلع على الغيب، بحيث يعتقدون: أن الطيرة تجلب لهم: نفعا، أو تدفع عنهم: ضرا.

قال الحافظ البيهقي / في «شعب الإيمان» (ج2 ص62): (الطيرة شرك؛ أي: على ما كان أهل الجاهلية، يعتقدون فيها). اهـ

وقال العلامة الشيخ سليمان الحمدان / في «الدر النضيد» (ص243): (الطيرة شرك: وهذا صريح في تحريمها، وأنها من: «الشرك»؛ لما فيها من تعلق القلب، على غير الله تعالى). اهـ

* وبسبب كونها من: «الشرك الأكبر»، أنهم: اعتقدوا أيضا، ما ليس سببا، لا شرعيا، ولا قدريا: سببا في جلب النفع، ودفع الضر، وهذا أيضا، من: «الشرك الأكبر»، فلا يجوز فصله عنه، ويقال: أنه من: «الشرك الأصغر» وهو لا أصل له في الشريعة المطهرة.

* فالطيرة شرك؛ أي: لاعتقادهم أن الطيرة: تجلب لهم نفعا، أو تدفع عنهم ضرا.

* فإذا عملوا بموجبها، فإنهم وقعوا في الشرك بالله تعالى في ذلك، وهذا كله من اعتقاد قلوبهم في هذه الحياة.

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «قرة عيون الموحدين» (ص230): (الطيرة شرك: وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من: «الشرك»؛ لما فيها من تعلق القلب بغير الله تعالى). اهـ

وقال الإمام ابن العربي / في «عارضة الأحوذي» (ج7 ص116): (الطيرة: زجر، وهو نوع من التعلق بأسباب يزعم المتعلق بها، أنها تطلعه على: الغيب، وهي كلها: كفر، وريب). اهـ

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ / في «فتح المجيد» (ج2 ص523): (الطيرة، شرك: وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من: «الشرك»، لما فيها من تعلق القلوب على غير الله تعالى). اهـ

وقال الإمام ابن العربي / في «عارضة الأحوذي» (ج7 ص117): (ولذلك جعله رسول الله r: من: «الشرك»؛ فإنهم: يريدون أن يشركوا الله تعالى، في غيبه، ويساوونه في علمه، فإذا وجد ذلك: أحدكم، فليطرحه عن نفسه، وليتوكل على ربه تعالى). اهـ

* ومن شواهد: «تطير» أهل الجاهلية، ما جاء في أشعارهم.

قال النابغة زيادة بن معاوية الذبياني في «ديوانه» (ص105):

زعـــــم البوارح أن رحلتنـــــــا غــــدا

 

 

وبذلك خبرنـــــا الغـــــــراب الأســــــــود

وقال عنترة بن شداد بن قراد العبسي في «ديوانه» (ص103):

ظعــــــــن الذين فراقهــــم أتوقــــــــع

 

 

وجـــرى ببينهــــم الغــــراب الأبقــــــــــع

وقال علقمة بن عبدة الفحل في «ديوانه» (ص67):

ومـــن تعــرض للغربــــان يزجــــرها

 

 

على ســــــــلامته لا بــــد مشــــــــــــــؤوم

* والذي يظهر من النصوص، أن الشؤم: هو محرم، وهو من: «الشرك الأكبر».

* وهو ما كان يعتقده أهل الجاهلية، فيما يتطيرون به، ومن سماته:

1) أنه يكون قبل إقدامهم على شيء، وقد يكون بعده، لكن عند حصول: أدنى حذر منه، وهو من: «الشرك الأكبر».

2) أنهم يعتقدون في المتطير به، أنه مؤثر بذاته، وأنه سبب في جلب النفع، ودفع الضر.

* وبالتالي، فإنه يصدهم عما هموا به، ويردهم عما قصدوه.

ولذلك: جعل النبي r، الطيرة من: «الشرك الأكبر»، كما في حديث ابن مسعود t: «الطيرة شرك».([147])

* لأن الشؤم المثبت في أحاديث رسول الله r، هو ما يجده العبد في نفسه من الكراهة، لهذه الأشياء، عند حصول الضرر منها، أو فيها، وهذا بسبب اعتقاد ما في القلوب.

قال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج14 ص471)؛ مبينا: سبب كون: «الطيرة» من الشرك: (لأنهم جعلوا لها -يعني: «الطيرة»- أثرا في العقل، والإيجاد). اهـ

وقال عنترة بن شداد بن قراد العبسي في «ديوانه» (ص103):

ظعــــــــن الذين فراقهــــم أتوقــــــــع

 

 

وجـــرى ببينهــــم الغــــراب الأبقــــــــــع

وقال علقمة بن عبدة الفحل في «ديوانه» (ص67):

ومـــن تعــرض للغربــــان يزجــــرها

 

 

على ســـــــلامته لا بــــد مشـــــــــــــــؤوم

قلت: وهذا يدل أن التطير جاء من أهل الجاهلية، فهو من: «الشرك الأكبر».

* لذلك يجب العلاج من التطير: وبين الشارع في علاج التطير، وذلك في أمور:

1) طلب العلم النافع، وعمل العمل الصالح.

2) الإخلاص في العمل لله تعالى.

3) اتباع الرسول r في الدين.

4) معرفة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

5) التوكل على الله تعالى، واليقين بأنه لا يأتي بالخير، ولا يدفع الشر؛ إلا هو سبحانه.

* وأنه تعالى هو المتصرف في خلقه، فإذا توكل على الله تعالى، تمام التوكل، فإن الطيرة، لا تضره.

6) التفقه، بفقه الصحابة y، في الأصول والفروع.

7) أن يمضي في حاجته التي أرادها، ولا يرجع، أو يتردد، بسبب ما شاهده، أو سمعه، مما يتعلق بالطيرة.

8) أن يدعو الله بالأدعية الواردة الصحيحة، أن يذهب عنه الطيرة، ويحفظه منها في الحياة الدنيا. ([148])

قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «المخلص في شرح كتاب التوحيد» (ص232): (الله يذهب الطيرة بالتوكل عليه، فلا تضر من وجد في نفسه شيئا منها، ثم توكل على الله تعالى، ولم يلتفت إليها). اهـ

 

ﭑ ﭑ ﭑ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فهرس الموضوعات

الرقم

الموضوع

الصفحة

1)

المقدمة.....................................................................................................

5

2)

المدخل على مسألة الطيرة، وأنها من: «الشرك الأكبر» في الشريعة المطهرة....................................................................................................

32

3)

ذكر الدليل على أن الطيرة من الشرك الأكبر، لما فيها من التطلع على علم الغيب، بحيث يعتقد أهل الجاهلية؛ أن الطيرة تجلب لهم: نفعا، أو تدفع عنهم: ضرا، ففيها من تعلق القلب بغير الله تعالى، فهي تنافي التوحيد الخالص....................................................

48

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



([1]) انظر: «التمهيد بشرح كتاب التوحيد» لآل الشيخ (ص13)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص9 و10)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص25 و26)، و«إبطال التنديد باختصار كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص17 و18)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص207).

([2]) انظر: «فتح القدير» للشوكاني (ج4 ص567)، و«تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص131 و132 و211)، و«فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج1 ص82).

([3]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج15 ص230 و232)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ج1 ص343)، و«الصحاح» للجوهري (ج2 ص547)، و«المفردات» للراغب (ص514)، و«معجم مقاييس اللغة» لابن فارس (ج2 ص90)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص9 و10 و11).

([4]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (128)، ومسلم في «صحيحه» (32).

([5]) وانظر: «القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص46)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» لابن الحمدان (ص67)، و«قاعدة التوسل» لابن تيمية (ص79)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج1 ص352)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص15).

([6]) فيه مسائل: المسألة الأولى.

([7]) انظر: «الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص22)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص14 و15)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» لابن الحمدان (ص18 و19)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج1 ص108 و109).

([8]) انظر: «شرح كتاب التوحيد» للصغير  (ص10 و11)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص14 و15)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص9 و10)، و«عقيدة التوحيد» له (ص92 و93).

([9]) انظر: «التمهيد بشرح كتاب التوحيد» آل الشيخ (ص16)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص15)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص35).

([10]) انظر: «الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص15)، و«عقيدة التوحيد» له (ص92 و93 و94)، و«تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص145 و146)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» لابن الحمدان (ص67)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص73)، و«شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن باز (ص14).

([11]) انظر: «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص152 و153 و154).

([12]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج2 ص327)، من حديث أبي هريرة t.

     تعس: هلك.

     الخميلة: هي ثوب له خمل من أي شيء كان.

     الخميصة: هي ثوب خز، أو صوف معلم.

     انظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج11 ص254)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج1 ص190)، و(ج2 ص81)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص1070 و1071)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص11).

([13]) وانظر: «تجريد التوحيد، من درن الشرك وشبه التنديد» للجاسم (ص28 و29).

([14]) انظر: «شرح كتاب التوحيد» للصغير  (ص46 و47).

([15]) انظر: «العبودية» لابن تيمية (ص1).

([16]) وانظر: «الشرك في القديم والحديث» لأبي بكر ابن زكريا (ج1 ص71)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص9 و14 و16 و17)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص14 و15 و16 و17)، و«القول السديد» للشيخ السعدي (ص10)، و«تيسير العزيز الحميد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص140 و143 و144)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج3 ص449)، و«لوامع الأنوار البهية» للسفاريني (ج1 ص57)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص7).

([17]) وانظر: «أضواء البيان» للشيخ الشنقيطي (ج3 ص410 و414)، و«تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص140 و143 و144)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص7 و9).

([18]) وانظر: «الشرك في القديم والحديث» لأبي بكر ابن زكريا (ص76)، و«تحذير أهل الإيمان في الحكم بغير ما أنزل الرحمن» للخطيب (ج1 ص140)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج3 ص449)، و«التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير» للشيخ بكر بن عبد الله (ص30)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ج1 ص344)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج1 ص367).

([19]) وانظر: «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص156 و157 و158)، و«أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص9).

([20]) وانظر: «عقيدة التوحيد» للشيخ الفوزان (ص92 و94 و95)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج1 ص173)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص44 و45).

([21]) وانظر: «شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن باز (ص14 و15)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص19 و20 و21 و22).

([22]) وانظر: «شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن باز (ص37).

([23]) انظر: «رعاية العهود» للغامدي (ص246).

([24]) وانظر: «عقيدة التوحيد» للشيخ الفوزان (ص92 و94)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» لابن الحمدان (ص22)، و«تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص284).

([25]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (32)، ومسلم في «صحيحه» (124) من حديث ابن مسعود t.

([26]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (ج4 ص2289).

([27]) العزى: كانت شجرة تعبد من دون الله تعالى.

     انظر: «الدر النضيد» لابن الحمدان (ص91)، و«جامع البيان» للطبري (ج27 ص34)، و«إبطال التنديد» للشيخ ابن عتيق (ص74).

([28]) من دون الله: يعني: من المعبودين، من دون الله: من بشر، أو جن، أو ملك، أو حجر، أو شجر، أو غير ذلك.

      وانظر: «أقسام التوحيد» للشيخ ابن باز (ص15).

([29]) وانظر: «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص144 و145)، و«كلمة الإخلاص» لابن رجب (ص23)، و«مدارج السالكين» لابن القيم (ج1 ص32)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج1 ص136)، و(ج10 ص249)، و(ج13 ص22).

([30]) السانح: ما أتاك عن يمينك من طائر، أو ظبي، أو غير ذلك.

     * وكان أهل الجاهلية: يتشاءمون بـ«الظبي»، إذا جرى من اليمين إلى اليسار.

([31]) البارح: ما أتاك من ذلك، عن يسارك.

     وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج1 ص490 و491)، و«عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج7 ص116).

([32]) الشؤم: بالهمز، هو ما كانوا يتطيرون به، ويقال لكل محذور: مشؤوم، ومشأمة.

     وانظر: «تفسير غريب الحديث» لابن حجر (ص129).

([33]) انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج4 ص511)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص152)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج9 ص282)، و«المنهاج» للنووي (ج14 ص470)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص550)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ص457)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص31 و32)، و«التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص356)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج9 ص436)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج5 ص529 و544)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص341)، و«مرقاة المفاتيح» للقاري (ج8 ص349)، و«شرح صحيح الأدب المفرد» للعوايشة (ج3 ص37)، و«عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» للعيني (ج17 ص412 و413).

([34]) الظباء: بكسر أوله بالمد، جمع: «الظبي».

     انظر: «تحفة الباري» للأنصاري (ج5 ص533).

([35]) انظر: «الدر النضيد على أبواب التوحيد» لابن حمدان (ص196)، و«الآداب الشرعية» لابن مفلح (ج3 ص361 و363)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج2 ص246)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص31 و33)، و«التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص854)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج12 ص599 و600)، و«مرقاة المفاتيح» للقاري (ج8 ص247)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص357)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن آل الشيخ (ج2 ص505)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص341)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص142)، و«عمدة القاري شرح صحيح البخاري» للعيني (ج17 ص412)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج5 ص529). 

([36]) انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب (ص74 و77).

([37]) حديث صحيح.

     أخرجه أبو داود في «سننه» (3910)، والبخاري في «الأدب المفرد» (912)، والترمذي في «سننه» (1614)، وابن ماجه في «سننه» (3538)، وأحمد في «المسند» (ج5 ص253)، وابن حبان في «صحيحه» (ج13 ص491)، وابن أبي الدنيا في «التوكل» (41)، و(42) من حديث عبد الله بن مسعود t.

      وإسناده صحيح.

([38]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (5707)، ومسلم في «صحيحه» (2220) من حديث أبي هريرة t.

([39]) انظر: «أحاديث العقيدة» للدبيخي (ص126).

([40]) وانظر: «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص523)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص887)، و«الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص172 و175 و179).

([41]) وانظر: «الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص172 و173 و175 و177).

([42]) وانظر: «المنهاج» للنووي (ج14 ص218)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج10 ص213)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص235)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج3 ص268)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص31 و32)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج5 ص533 و544)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج9 ص436)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص144)، و«شرح صحيح الأدب المفرد» للعوايشة (ج3 ص37 و38)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص854)، و«الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص176 و177)، و«تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» للمباركفوري (ج5 ص240 241)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص505)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج12 ص650 و651)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص341)، و«تحفة الأبرار بشرح مصابيح السنة» للبيضاوي (ج3 ص122 و123).

([43]) انظر: «المنهاج» للنووي (ج14 ص470)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص31 و32)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج5 ص529)، و«عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» للعيني (ج17 ص412 و413)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص144 و145)، و«التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص854)، و«شرح صحيح الأدب المفرد» للعوايشة (ج3 ص36 و37)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص505)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص341)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص357).

([44]) وانظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج1 ص490 و491)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص152)، و«تهذيب اللغة» (ج14 ص12)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج9 ص282)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج3 ص268)، و«الفروق» للقرافي (ج4 ص238)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص61)، و(ج10 ص213)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص31 و32)، و«تحفة الباري» للأنصاري (ج5 ص529)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص505)، و«قرة عيون الموحدين» له (ص244)، و«عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج7 ص116)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص361)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص341)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص854)، و«عمدة القاري» للعيني (ج17 ص412 و413)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص144 و145).

([45]) وانظر: «قرة عيون الموحدين» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ص231).

([46]) وانظر: «التفسير الثمين للإمامين السعدي والعثيمين» (ج9 ص27 و28).

([47]) أخرجه مسلم في «صحيحه»، في: كتاب: «النكاح»، باب: «استحباب التزوج والتزويج في شوال»، رقم (1423).

([48]) وانظر: «فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص356 و357)، و«عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج7 ص116)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص506 و508 و523)، و«قرة عيون الموحدين» له (ص230 و231)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» للشيخ الحمدان (ص241 و243)، و«الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص172 و175 و177 و179)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص226 و229 و233).

([49]) وانظر: «الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص173)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص225 و226 و227).

([50]) وهذا بسبب شؤمهم، وتطيرهم في هذه الحياة.

     وانظر: «الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص342).

([51]) وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج6 ص333 و334)، و«تيسير الكريم الرحمن» للشيخ السعدي (ج6 ص339 و340)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج7 ص13)، و«محاسن التأويل» للقاسمي (ج13 ص64)، و«الوسيط في تفسير القرآن المجيد» للواحدي (ج2 ص398)، و«تفسير القرآن» للمرعي (ج22 ص152 و153)، و«أنوار التنزيل وأسرار التأويل» للبيضاوي (ج2 ص279)، و«تفسير القرآن» للسمعاني (ج4 ص371 و372)، و«زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي (ج7 ص11 و12)، و«تفسير القرآن» لابن أبي زمنين (ج4 ص41)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج15 ص17)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج7 ص357)، و«جامع البيان» للطبري (ج19 ص416)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج8 ص125)، و«تفسير القرآن» لابن سلام (ج2 ص804)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج3 ص576).

([52]) وانظر: «معالم التنزيل» للبغوي (ج3 ص269)، و«جامع البيان» للطبري (ج10 ص376 و378)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج6 ص507)، و«تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (ج5 ص1543)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج2 ص56 و57)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص342)، و«الوسيط في تفسير القرآن المجيد» للواحدي (ج2 ص398)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج3 ص457).

([53]) وانظر: «تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص856).

([54]) وانظر: «تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص891).

([55]) العدوى: اسم من الإعداء، يقال: أعداه الداء، يعديه، إعداء، وهو أن يصيبه مثل: ما بصاحب الداء.

     انظر: «لسان العرب» لابن منظور (ج15 ص39)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص192).

([56]) أهل الجاهلية: يتشاءمون بشهر: «صفر»، ويقولون إنه شهر: مشئوم، فأبطل الشارع ذلك.

     انظر: «لطائف المعارف» لابن رجب (ص83).

([57]) الهامة: الرأس، واسم طائر، وهو المراد في الحديث، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة.

     وانظر: «أعلام الحديث» للخطابي (ج3 ص2119)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج5 ص83)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج12 ص624).

([58]) نوء: أي: لا تقولوا، مطرنا بنوء كذا، لأن العرب كانت تقول ذلك، فأبطل الشارع ذلك، بأن المطر إنما يقع بإذن الله، لا بفعل الكواكب.

     انظر: «المنهاج» للنووي (ج14 ص466)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج10 ص159)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج5 ص122).

     قال العلامة العظيم آبادي / في «عون المعبود» (ج10 ص292): (والنوء، بفتح: «النون»، وسكون: «الواو»، أي: طلوع نجم، وغروب ما يقابله، أحدهما: بالمشرق، والآخر: بالمغرب، وكانوا يعتقدون: أنه لا بد عنده، من مطر، أو ريح، ينسبونه إلى الطالع، أو الغارب، فنفى r صحة ذلك). اهـ

([59]) حزن: أوله: «حاء»، مهملة، مفتوحة، ثم «زاي»: ساكنة، ونون.

     انظر: «تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج58 ص280)، و«الإكمال» لابن ماكولا (ج2 ص453 و454).

([60]) وانظر: «مقاييس اللغة» لابن فارس (ج6 ص27)، و«تهذيب اللغة» للأزهري (ج6 ص27)، و«الصحاح» للجوهري (ج5 ص2063)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج15 ص162)، و«غريب الحديث» لأبي عبيد (ج1 ص151 و152)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص233 و234)، و«شرح السنة» للبغوي (ج12 ص170)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج5 ص283)، و«لطائف المعارف» لابن رجب (ص142 و147)، و«التحرير في شرح صحيح مسلم» لأبي القاسم الأصبهاني (ص532)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص44)، و«عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج7 ص116 و117)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص356 و357 363).

([61]) وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص503)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص44 و45)، و«تحفة الأبرار بشرح مصابيح السنة» للبيضاوي (ج3 ص122 و123)، و«شرح صحيح الأدب المفرد» للعوايشة (ج3 ص45 و55)، و«التعليق على صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج12 ص577 و600 و654)، و«تحفة الباري بشرح صحيح البخاري» للأنصاري (ج5 ص529 و530)، و«فيض الباري على صحيح البخاري» للكشميري (ج7 ص265)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج9 ص417)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي (ج5 ص622)، و«إبطال التنديد باختصار كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص177)، و« الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص174)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص343).

([62]) وانظر: «تفسير غريب الحديث» لابن حجر (ص253)، و«التحرير في شرح صحيح مسلم» لأبي القاسم الأصبهاني (ص532)، و«شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن باز (ص158)، و«تفسير القرآن» لعبد الرزاق (ج2 ص273)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص354)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج8 ص22)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص241)، و«غريب الحديث» لأبي عبيد (ج1 ص320 و321)، و«مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود» للسيوطي (ج4 ص260)، و«الدر المنثور» له (ج14 ص218)، و«تحفة الأبرار بشرح مصابيح السنة» للبيضاوي (ج3 ص122)، و«جامع البيان» للطبري (ج22 ص360 و361)، و«تفسير القرآن» لمجاهد (ص645).

([63]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (934).

([64]) انظر: «التمهيد لشرح كتاب التوحيد» لآل الشيخ (ص 352 و353)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص543).

([65]) منهم: الفلكيون المنجمون في هذا العصر الحاضر.

([66]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (846)، ومسلم في «صحيحه» (71).

([67]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (73).

([68]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (72).

([69]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (72).

([70]) وقد يعتقد الفلكيون المنجمون في هذا العصر، أن للنوء فيه شيئا من التأثير في إنزال المطر، وهذا: كفر أيضا، إذا اعتقد للنوء تأثيرا في إنزال المطر؛ لأنه شرك في الربوبية، والمشرك: كافر، وإن اعتقد ذلك في الإجمال، وإن لم يعتقد ذلك على التفصيل، وليس هذا من: «الشرك الأصغر»، كما يقال!.

([71]) فلا نأتي للناس بأمور فرضية، ونقول: إذا كان كذا، فهو من: «الشرك الأكبر»، وإن كان كذا فهو من: «الشرك الأصغر».

     * فإن النبي r بعث بين أهل الجاهلية، ورأى عليهم: «الشرك»، فكان r ينهاهم عنه مطلقا، ولم يسألهم هل يعتقدون أن ذلك من إيجاد، أو يعتقدون أنه سبب.

     * فأكيد كان يقع منهم هذا الاعتقاد، وهذا الاعتقاد على حسب الناس، وكان النبي r ينهاهم مطلقا، ولم يستفصل في ذلك، لأن النبي r كان يعلم ذلك أنه من: «الشرك» مطلقا.

([72]) لأنه يعظم هذه النجوم، ويعظم دراسة أحكامها عن طريق ما يسمى: بـ«علم الفلك»، فلم يكن فعله هذا عبثا، بل لا بد من اعتقاد باطل، واجتهاد فاسد، وهذا الأمر وقع فيه: «الفرقة الفلكية»، في هذا العصر، وأضلوا الناس بـ«علم الفلك»، وهو في الأصل، أن ذلك هو نوع من أنواع: «التنجيم»، وسموه بغير اسمه، كالعادة يسمون الأشياء بغير اسمها للتمويه على الناس، وهو: علم «الفلك»، بتسمية: «الغرب» له، وتغلغل بين المسلمين، وانتشر عن طريق الفلكيين العرب، حتى وقع في فتنتهم من وقع من الغافلين، ممن ينتسبون إلى العلم، وغيرهم، فأين دراسة التوحيد؟!.

([73]) انظر: «جامع البيان» للطبري (ج14 ص194)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج9 ص26)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج4 ص13)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج6 ص12)، و«النجوم» للخطيب (ص185)، و«العظمة» لأبي الشيخ (ج3 ص708).

([74]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج3 ص708)، والطبري في «جامع البيان» (ج14 ص191).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص26).

([75]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج14 ص192 و193)، والثعلبي في «الكشف والبيان» تعليقا (ج6 ص12).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص26)، والبغوي في «معالم التنزيل» (ج4 ص13).

([76]) أثر صحيح.

     أخرجه عبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج1 ص354)، والخطيب في كتاب «النجوم» (ص185)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص167)، والطبري في «جامع البيان» (ج14 ص191 و193).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص25).

([77]) أثر صحيح.

     أخرجه الثعلبي في «الكشف والبيان» تعليقا (ج6 ص12)، والبغوي في «معالم التنزيل» تعليقا (ج4 ص13)

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص25).

([78]) أثر حسن.

     أخرجه الثعلبي في «الكشف والبيان» تعليقا (ج6 ص12)، والبغوي في «معالم التنزيل» تعليقا (ج4 ص13)

     وإسناده حسن.

([79]) وانظر: «تفسير القرآن» لابن تيمية (ج4 ص155 و156)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج5 ص339 و340).

([80]) وانظر: «فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص529).

([81]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (2193).

([82]) أثر حسن.

     أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1215).

     وإسناده حسن.

([83]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص295).

([84]) وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج6 ص295).

([85]) وانظر: «التمهيد شرح كتاب التوحيد» لآل الشيخ (ص346).

([86]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1229).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الهيئة السنية» (ق/8/ط).

([87]) كالعرجون القديم: كعود عذق النخلة العتيق، وهو أصل العنقود من الرطب، والتمر، إذا عتق، ويبس، وانحنى، فإنه ينحني، ويصفر إذا قدم، ويجيء أشبه شيء بالهلال، والوجود يشهد له.

     وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج11 ص363)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج7 ص250)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج12 ص350)، و«جامع البيان» للطبري (ج19 ص437)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج10 ص239).

([88]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج19 ص438)، وأبو الشيخ الأصبهاني في «العظمة» (ج4 ص1205)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ق/ 118/ط).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج12 ص349).

([89]) أثر صحيح.

     أخرجه الخطيب في «القول في النجوم» (ص133).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج12 ص349).

([90]) أثر صحيح.

     أخرجه يحيى بن سلام في «تفسير القرآن» (ج1 ص56).

     وإسناده صحيح.

([91]) كما هو: «علم الفلك» في هذا الزمان، وما يحكم به الفلكيون في البلدان، فإنه كثير من هذا النوع.

([92]) إياك، وعلم النجوم، فإنه يدعو إلى الكهانة، والله المستعان.

([93]) وانظر: «الدر النضيد على أبواب التوحيد» للشيخ الحمدان (ص248)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج9 ص26)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص531)، و«فضل علم السلف على علم الخلف» لابن رجب (ص31 و32).

([94]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (5699)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج4 ص225).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص26).

([95]) أثر صحيح.

     أخرجه الخطيب في «القول في النجوم» (ص133)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج9 ص26-الدر المنثور)

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج9 ص26).

([96]) وانظر: «الدر النضيد على أبواب كتاب التوحيد» للشيخ الحمدان (ص248).

([97]) وقدر الله تعالى سير القمر في فلكه: منازل، في كل ليلة في واحد منها، لا يجاوزها، ولا يقصر دونها، وهي: «ثمانية وعشرون»، يرى القمر فيها بالأبصار، وليلة، أو ليلتان، يحتجب فيها، فلا يرى، والمنازل هذه معروفة لدى العرب بأسمائها.

([98]) وانظر: «تفسير القرآن» لابن أبي حاتم (ج6 ص192)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج7 ص631)، و«محاسن التأويل» للقاسمي (ج9 ص9)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج3 ص105)، و«زاد المسير» لابن الجوزي (ج4 ص9)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج5 ص167 و168)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج8 ص281)، و«جامع البيان» للطبري (ج6 ص532)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج2 ص226 و227)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج4 ص383)، و«تفسير القرآن» للمراغي (ج11 ص66 و67 و68).

([99]) لتعلموا بما ذكر من صفة التيسير، وتقدير المنازل حساب الأوقات، لضبط عباداتكم، ومعاملاتكم المالية والمدنية.

     * ولولا هذا النظام المشاهد، لتعذر العلم، بذلك على الأميين، من أهل الحضر، والبدو، إذ حساب السنين والشهور «الشمسية» لا يعلم إلا بالدراسة.

     * ومن ثم جعل الشارع الحكيم: «الصوم»، و«الحج»، و«عدة الطلاق»، وغير ذلك بـ«الحساب القمري»، الذي يعرفه كل أحد بالمشاهدة.

([100]) وانظر: «تفسير القرآن» للمراغي (ج11 ص67 و68)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج2 ص226 و227)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج4 ص383)، و«جامع البيان» للطبري (ج6 ص532 و533)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج8 ص280 و281)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج3 ص104 و105)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج5 ص169)، و«زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي (ج4 ص9).

([101]) أثر حسن.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج8 ص462)، وأبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1143).

     وإسناده حسن.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج7 ص631)، والشوكاني في «فتح القدير» (ج2 ص426).

([102]) أثر حسن.

     أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج8 ص463).

     وإسناده حسن.

([103]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في «العظمة» (ج4 ص1185)، والطبري في «جامع البيان» (ج7 ص284).

     وإسناده صحيح.

([104]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في «العظمة» (ج4 ص1188)، والطبري في «جامع البيان» (ج27 ص115).

     وإسناده صحيح.

([105]) وأخرجه ابن البجيري في «المستخرج على صحيح البخاري» (ج2 ص344).

([106]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج20 ص393)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج13 ص96)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص559)، و«تغليق التعليق» له (ج4 ص302)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج7 ص166)، و«تفسير القرآن» لابن أبي زمنين (ج4 ص147)، و«تفسير القرآن» لمقاتل بن سليمان (ج3 ص737).

([107]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج1 ص461)، والبغوي في «معالم التنزيل» تعليقا (ج7 ص166).

     وإسناده صحيح.

([108]) أثر صحيح.

     أخرجه البخاري في «صحيحه» تعليقا (ج4 ص1814)، وابن أبي زمنين في «تفسير القرآن» (ج4 ص147)، والطبري في «جامع البيان» (ج20 ص393)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج4 ص302).

     وإسناده صحيح.

     وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص559)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج13 ص96).

([109]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج20 ص393).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج13 ص96).

([110]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج1 ص461).

     وإسناده صحيح.

([111]) وانظر: «الدر المنثور» للسيوطي (ج14 ص217 و252)، و«جامع البيان» للطبري (ج22 ص359).

([112]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي إياس في «تفسير مجاهد» (ص645)، والطبري في «جامع البيان» (ج22 ص360).

     وإسناده صحيح.

     وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص218).

([113]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن أبي إياس في «تفسير مجاهد» (ص645)، والطبري في «جامع البيان» (ج22 ص360).

     وإسناده صحيح.

([114]) أثر صحيح.

     أورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص218).

([115]) أثر صحيح.

     أورده البغوي في «معالم التنزيل» (ج8 ص22).

([116]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج22 ص361).

     وإسناده صحيح.

      وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص218).

([117]) أثر صحيح.

     أخرجه عبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص273)، والطبري في «جامع البيان» (ج22 ص261).

     وإسناده صحيح.

([118]) وانظر: «البحر المحيط» لأبي حيان (ج5 ص168)، و«زاد المسير في علم التفسير» لابن الجوزي (ج4 ص9)، و«الدر المنثور» للسيوطي (ج12 ص349)، و«القول في النجوم» للخطيب (ص133 و134).

([119]) أثر صحيح.

     أخرجه الخطيب في «القول في النجوم» (ص133).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج12 ص349).

([120]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (ج8 ص61).

([121]) أثر صحيح.

     أخرجه ابن وهب في «تفسير القرآن» (ج2 ص66 و67)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص241)، والحاكم في «المستدرك» (ج2 ص466 و467)، والطبري في «جامع البيان» (ج21 ص479 و480)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3991)، وسعيد بن منصور في «تفسير القرآن» (ج7 ص410)، والبستي في «تفسير القرآن» (ق/210/ط)، والشاشي في «المسند» (620)، وسفيان بن عيينة في «تفسير القرآن» (ج4 ص318)، وابن أبي الدنيا في «المطر والرعد والبرق» (25)، و(152)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج17 ص334 و335)، و(ج27 ص99)، وابن راهويه في «المسند» (ج4 ص163-المطالب)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (334)، وابن منيع في «المسند» (ج8 ص164 و165-إتحاف المهرة)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج4 ص318)، وابن أبي أسامة في «المسند» (388)، والثعلبي في «الكشف والبيان» (ج9 ص110)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج14 ص451) من طريق محمد بن كعب القرظي، وزاذان الكندي، والنزال بن سبرة الهلالي، ورفيع بن أبي كثير، ومحمد بن جبير، وعامر بن واثلة أبي الطفيل، وعلي بن ربيعة، وظالم بن عمرو الديلي، وخالد بن عرعرة، وأبي الغريف، وعمر بن عبد الله، وحماد بن هلال، وصهيب البكري، والحارث الأعور، جميعهم: عن علي بن أبي طالب t به.

     قلت: وهذا سنده صحيح.

     وعلقه البخاري في «صحيحه» (ج8 ص598)؛ بصيغة الجزم، عن علي بن أبي طالب t قال: «الذاريات: الرياح».

     وقال ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص599): «وهذا التفسير: مشهور، عن علي بن أبي طالب t».

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج13 ص663).

([122]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1237)، والطبري في «جامع البيان» (ج26 ص188)، وابن أبي إياس في «تفسير مجاهد» (ص614).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج13 ص665).

([123]) موقرة: محملة مثقلة من الماء، والوقر: الثقل يحمل على الظهر، أو الرأس.

     انظر: «لسان العرب» لابن منظور: (ج5 ص289)

([124]) أثر صحيح.

     أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج13 ص476).

     وإسناده صحيح.

     وأورده السيوطي في «الدر المنثور» (ج8 ص398).

([125]) أثر صحيح.

     أخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ج4 ص1250)، وموسى بن مسعود النهدي في «تفسير سفيان الثوري» (ص152).

     وإسناده صحيح.

([126]) الغول: أحد الغيلان، وهي: جنس من الجن والشياطين، والمعنى: لا تستطيع، أن تضل أحدا، ولا تضله.

     انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص396)، و«إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج7 ص145 و146)، و«التحرير في شرح صحيح مسلم» لأبي القاسم الأصبهاني (ص532)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص504)، و«المفهم» للقرطبي (ج5 ص623).

([127]) انظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص396)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص504)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص878)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص178)، و«التحرير في شرح صحيح مسلم» لأبي القاسم الأصبهاني (ص532)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي (ج5 ص623).

([128]) وانظر: «الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص9)، و«فيض الباري على صحيح البخاري» للكشميري (ج7 ص265)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص145 و146)، و«الكاشف عن حقائق السنن» للطيبي (ج8 ص1345)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص228)، و«الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص174)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص516).

([129]) انظر: «الجديد في شرح كتاب التوحيد» للقرعاوي (ص175).

([130]) انظر: «تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج8 ص788)، و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (ج6 ص370).

([131]) وانظر: «المنهاج» للنووي (ج7 ص480).

([132]) وانظر: «الصحاح» للجوهري (ج5 ص1788)، و«مقاييس اللغة» لابن فارس (ج4 ص196)، و«تحفة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج5 ص142)، و«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» للقرطبي (ج5 ص626 و627)، و«شرح صحيح الأدب المفرد» للعوايشة (ج3 ص39)، و«فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد» للهندي (ج2 ص358 و365)، و«إكمال المعلم» للقاضي عياض (ج7 ص143)، و«القاموس المحيط» للفيروزآبادي (ج3 ص441)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج10 ص166 و167)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص441)، و«أعلام الحديث» له (ج4 ص2135)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص406)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص551 و552)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص32).

([133]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (5755) عن أبي هريرة t.

([134]) وانظر: «أعلام الحديث» للخطابي (ج4 ص2135)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج23 ص66 و67)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص406)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج3 ص306)، و«المنهاج في شعب الإيمان» للحليمي (ج2 ص25)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص551)، و«عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» للعيني (ج17 ص413 و414)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص144).

([135]) وانظر: «التمهيد لشرح كتاب التوحيد» لآل الشيخ (ص340 و341).

([136]) وقال أهل اللغة: الطيرة، تستعمل في الخير، والشر، وإذا قلنا: أنها بمعنى: «الفأل» أحيانا، فـ«الفأل»، يستعمل في المحبوب، وربما يكون في المكروه، نعم المشهور استعمال الطيرة في: المكروه.

     وانظر: «إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص552)، و«الكواكب الدراري بشرح صحيح البخاري» للكرماني (ج21 ص32).

([137]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج23 ص66 و67)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص402)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص518 و519)، و«إكمال المعلم بفوائد مسلم» للقاضي عياض (ج7 ص144 و145)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج2 ص880 و883).

([138]) أخرجه مسلم في «صحيحه» (2223)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص66 و67)، والطبراني في «مسند الشاميين» (ج4 ص211).

([139]) والعبد: مأمور، أن يحسن الظن بالله تعالى.

([140]) وانظر: «مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج3 ص312)، و«التمهيد لشرح كتاب التوحيد» لآل الشيخ (ص340).

([141]) وانظر: «تقريب التهذيب» لابن حجر (ص1052)، و«تهذيب التهذيب» له (ج11 ص201)، و«الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى» لابن عبد البر (ج1 ص600)، و«الكنى» لمسلم (ص223)، و«الأسامي والكنى» لأبي أحمد الحاكم (ج3 ص128)، و«فتح الباب في الكنى والألقاب» لابن منده (ص200)، و«ميزان الاعتدال» للذهبي (ج4 ص371).

([142]) وانظر: «الفتاوى» لابن تيمية (ج23 ص66 و67)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج3 ص309)، و«معارج القبول» للحكمي (ج3 ص1164)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص405)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج12 ص553 و554)، و«التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«قرة عيون الموحدين» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ص230 و231)، و«الملخص في شرح كتاب التوحيد» للشيخ الفوزان (ص226 و230 و233)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص177 و179).

([143]) وانظر: «عمدة القاري بشرح صحيح البخاري» للعيني (ج17 ص423).

([144]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (5764)، ومسلم في «صحيحه» (145).

([145]) وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص152)، و«التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ج2 ص523)، و«قرة عيون الموحدين» له (ص230)، و«عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي» لابن العربي (ج7 ص116 و117)، و«شعب الإيمان» للبيهقي (ج2 ص62)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» للشيخ الحمدان (ص241 و243).

([146]) وانظر: «التنوير في شرح الجامع الصغير» للصنعاني (ج7 ص186)، و«إبطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد» للشيخ ابن عتيق (ص179).

([147]) حديث صحيح.

     أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (909)، وأبو داود في «سننه» (910)، والترمذي في «سننه» (1614)، وابن ماجه في «سننه» (3538).

     وإسناده صحيح.

([148]) وانظر: «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (ج1 ص10)، و«الفتاوى» للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ج1 ص147)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج2 ص246 و247)، و«الدر النضيد على أبواب التوحيد» للشيخ ابن حمدان (ص196)، و«التمهيد» لابن عبد البر (ج8 ص282)، و«لسان العرب» لابن منظور (ج4 ص511)، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج3 ص152)، و«المنهاج» للنووي (ج14 ص218)، و«معالم السنن» للخطابي (ج4 ص235)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج10 ص213)، و«لطائف المعارف» لابن رجب (ص74 و77)، و«تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد» للشيخ سليمان آل الشيخ (ج1 ص360)، و«عارضة الأحوذي» لابن العربي (ج7 ص116)، و«القول المفيد على كتاب التوحيد» لشيخنا ابن عثيمين (ج2 ص77 و78).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan