القائمة الرئيسة
الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / البركان لنسف مقالات ربيع المدخلي في مسائل الإيمان أصل هذا الرد هي محاضرة مفرغة بتفريغ الأخ الفاضل/ سليمان الحربي

2023-12-07

صورة 1
البركان لنسف مقالات ربيع المدخلي في مسائل الإيمان أصل هذا الرد هي محاضرة مفرغة بتفريغ الأخ الفاضل/ سليمان الحربي

 

 

 

البركان

لنسف

مقالات ربيع المدخلي في مسائل الإيمان

 

 

أصل هذا الرد هي محاضرة مفرغة
بتفريغ الأخ الفاضل/ سليمان الحربي

 

 

 

كتبه:

فضيلة الشيخ فوزي بن عبدالله الحميدي

 

 

 

 

درة نادرة

 

قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: (المرجئة أربع طوائف:

     الطائفة الأولى: غلاة المرجئة، وهم هؤلاء الجهمية الذين يقولون: الإيمان مجرد المعرفة.

     الطائفة الثانية: الأشاعرة وهم الذين يقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، ولو لم ينطق بلسانه لا مجرد المعرفة.

الطائفة الثالثة: الكرامية الذين يقولون: إن الإيمان هو النطق باللسان، ولو لم يعتقد بقلبه.

     الطائفة الرابعة: مرجئة الفقهاء الذين يقولون: الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب، ولا تدخل الأعمال في حقيقة الإيمان.

     وهناك خامسة: ظهرت الآن وهم الذين يقولون: إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب، أو الكمال المستحب).([1]) اهـ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وأبتدئ السؤال عن مقال ربيع المدخلي الذي تكلم فيه من فترة قصيرة ويقرر فيه مذهب المرجئة ويريد كثير من الإخوان أن نجيب عليه إجابات أثرية.

فأولا أقول: السؤال هو من وضع ربيع، ثم أجاب عليه بكلام مخلط وخبط كعادته في الإجابة على بعض مسائل الإيمان، وخالف السلف فيها، فالسؤال يختلف عن الإجابة، والإجابة تختلف عن السؤال تماما، وأنا اطلعت على جميع ما كتبه، ثم رجعت إلى المراجع التي ذكرها بأكملها من قول ابن منده في كتابه الإيمان، وكذلك قول شيخ الإسلام ابن تيميه وابن رجب وغيرهم من علماء الأمة.

 فالسؤال الذي وضعه ربيع ثم أجاب عنه: هو هل يجوز أن يرمى بالإرجاء من يقول إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع)؟ ثم ذكر الآيات، وهي في الحقيقة عليه لا له؛ لأن أهل العلم أهل التوحيد وأهل العقيدة ردوا عليه في هذه المسألة وغيرها، وبينوا خطأه في مسائل الإيمان وغيرها، بل ردوا عليه في مسألة التنازل عن الأصول، وعدم تأدبه مع الله - سبحانه وتعالى -، ولا مع الرسول r، ولا مع الصحابة، وخطؤه كذلك في مسائل في الصفات، ومسألة نصيحة أهل البدع، والجلوس معهم للنصح - زعم-، ومسألة سفر وسلمان والقرني، وغير ذلك مما بينه أهل العلم بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في تبيين خطئه ومع هذا كله ما زال يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ليضل عن سبيل الله سبحانه وتعالى، بل جادل بالباطل ليدحض به المنهج السلفي الأثري.

 فهذا الرجل في كل فترة يفاجئنا بكلام غريب عن السلف في الاعتقاد والمنهج، وهذه الأخطاء التي يقع فيها في كل فترة؛ بسبب أنه يبحث في هذه المسائل، فيظن أنه وجد شيئا يتعلق به ليبرر به كلامه المنحرف في العقيدة والمنهج، فهو يريد أن يصحح الخطأ بالخطأ، فيقع في الخطأ وما زال، فهذا هو الجدال بالباطل .

واعلم أن أي شخص يخالف الحق لا بد أن يبتلى بالباطل، والجدل بالباطل ]فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون[، وجدل ربيع هذا يذكرني بجدل عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني القطبي مع علماء أهل السنة والجماعة، وهذا الكل يعرفه، والله سبحانه وتعالى يقول ]ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير[، وهذه الآية ذكرها ربيع وهي عليه ليست له، فهذا الرجل ضل عن سبيل الله سبحانه وتعالى  بما جادل بالباطل، فهو يذكر هذه الآية، وهذه الآية عليه، وكذلك قوله تعالى ]ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد[، فهو أول رجل من الداخلين في هذه الآية وذلك عندما ركن إلى وساوس الشيطان وخبط وخلط في دين الله سبحانه وتعالى أضله والله سبحانه وتعالى على علم والله المستعان.

وقوله تعالى ]وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق[، كذلك يدخل هو في هذه الآية، فهو له نصيب وافر من هذه الآيات التي ذكرها، وهذه الآيات تدحضه هو وأشكاله، فهذا الرجل اختـرع أصولا لا علاقة لها بالكتاب والسنة ومنهج السلف لا من قريب ولا من بعيد، والفترة التي رد عليه فيها أهل العلم كانت له الفرصة إلى أن يراجع أهل العلم، ويجلس معهم، ويتفاهم معهم عن أخطائه، وعن منهجه خاصة في الأصول، وكانت له الفرصة أن يتوب ويرجع، وهي فترة طويلة لكنه كان يبحث في الكتب وينظر، ومن هذه البحوث يفهم كلام السلف فهما خاطئا كما سوف يأتي بيانه.

 ولذلك ترى شيعته وأتباعه على هذا الفهم السقيم، بل ترى من منهجهم المنحرف تعاونهم الآن مع الإخوانية، ومنهم من يتعاون مع السرورية، ومنهم من يتعاون مع التراثية، ومنهم من يتعاون مع اللادينية وهكذا، فمن أصولهم الآن التمييع، ورأيناهم، وضربنا أمثلة وأدلة على ذلك في الدروس أو في الإنترنت، وهذا المنهج المميع جرهم إلى مخالفات كثيرة لمنهج السلف الصالح والآن مع ذكر مناقشه في مسائل الإيمان:

 فقوله: (الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص) إلى هاهنا وافق السلف، أما قوله: (حتى لا يبقى منه إلا مثقال ذرة) فهذا تضليل ليس في تفصيل، وهو مخالف لمنهج السلف، فهو لا يقول كما قال السلف: (حتى لا يبقى منه شيء) كما نطقت الآثار في ذلك، وبينا هذا الأمر في الرد عليه، وربيع المدخلي في ذلك لم يتبع الآثار السلفية، والأقوال الأثرية، وهو يدعي اتباع الأثر وأقوال السلف، فما باله هنا يخالف ولا يريد أن ينظر في قول السلف في هذا بأن الإيمان قول وعمل واعتقاد ويزيد وينقص، وينقص حتى لا يبقى منه شيء؛ لأن الإيمان أما أن يبقى منه شيء، وهذا بالنسبة كما بينا للمسلم، إن بقي من إيمانه شيء فهو مسلم، فممكن أن يبقى منه ذرة أو أدنى من ذلك كما نطقت الأدلة بذلك، وبينت هذا في كتابي ((القناعة في شذوذ زيادة لم يعملوا خيرا قط في حديث الشفاعة))، ونقلت عن السلف في هذا، وأقوال أهل العلم.

فالروايات تبين بأن هؤلاء العباد من المسلمين الذين دخلوا النار؛ بسبب ذنوبهم، وضعف إيمانهم، ومنهم من يكون إيمانه بقدر الذرة من الخير بقلبه، وهذا لا يكن إلا من المسلم، ثم يخرجون من النار لبقاء شيء من الخير فيهم.

قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ج1ص114): ((فأين هذا ممن الإيمان في قلبه ما يزن ذرة أو شعيرة كالذين يخرجون من أهل التوحيد من النار فهؤلاء يصح أن يقال لم يدخل الإيمان في قلوبهم لضعفه عندهم)). اهـ

وقال ابن رجب رحمه الله في التخويف من النار (ص203): ((قد تقدم في الأحاديث الصحيحة أن الموحدين يمرون على الصراط فينجو منهم من ينجو ويقع منهم من يقع في النار فإذا دخل أهل الجنة الجنة فقدوا من وقع من إخوانهم الموحدين في النار فيسألون الله عز وجل إخراجهم منها)). اهـ

وإليك الأدلة في ذلك: ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله r قال في حديث طويل وفيه: ((ويدخل أهل النار النار ثم يقول انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه فيخرجون))، وفي رواية عند مسلم: ((ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم))، وفي رواية عند ابن أبي عاصم في السنة: ((فيقول الله: انظروا من كان في قلبه زنة دينار من إيمان فأخرجوه ثم من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه))، وفي رواية عند أحمد: ((من كان في قلبه زنة قيراط من إيمان))، وثبت في صحيح مسلم من حديث جابر t في حديث الشفاعة: وفيه ((حتى يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة))، وفي حديث أنس t في الصحيحين: ((يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ما يزن برة... ما يزن ذرة))، وفي رواية عند مسلـم: ((فيقـال لي - يعني للنبي r - انطلق فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار)).

فدلت هذه الروايات بأن المقصود من هؤلاء هم المسلمون؛ بسبب ضعف إيمانهم وإسرافهم في المعاصي كما بين النبي r ذلك وما أصابتهم من الذنوب بدليل أن الروايات الأخرى تبين بأن هؤلاء لهم آثار السجود بسبب صلاتهم، بل هؤلاء يصلون ويصومون ويحجون لكن أسرفوا في الذنوب كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي هريرة t وفيه : ((ممن يشهد أن لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار بأثر السجود تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود))، وفي رواية عند مسلم من حديث جابر: ((إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة))، والدارات ما يحيط بالوجه، وثبت من حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي في السنن الكبرى والترمذي في سننه وأحمد في المسند وابن خزيمة في التوحيد بإسناد صحيح وفيه: ((إذا خلص المؤمنون من النار فأمنوا يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار فيخرجون من النار))، وفي رواية عند ابن خزيمة في التوحيد بإسناد حسن: ((يقولون أي رب كنا نغزوا جميعا ونحج جميعا ونعتمر جميعا)).

وهذه الأحاديث تدل على أن الله تعالى يعذب قوما من أهل الإيمان ثم يخرجهم بالشفاعة، وهذه بالنسبة للمسلمين بنقص إيمانهم حتى يبقى في قلوبهم ذرة أو أدنى من ذلك من إيمان كما في الروايات الأخرى، وبين ذلك ابن رجب وغيره من العلماء كما في كتابه (التخويف من النار)، لكن ممكن أن لا يبقى من إيمان العبد شيء كما بين السلف، فكان مثلا مسلما فارتد فلم يبقى من إيمانه شيء لتركه العمل كاملا، والذي يقول بخلاف ذلك فهو على مذهب المرجئة؛ لأنه يقول بأن الإيمان لا ينتهي من قلب العبد فمهما يفعل العبد سيبقى إيمانه وهذا خلاف مذهب السلف بأن الإيمان ينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء، فالإيمان يمكن أن يزول بالكلية، وهذا مذهب السلف وأهل السنة والجماعة.

وإليك أقوال أهل العلم في ذلك:

قال شيخنا الشيخ محمد العثيمين رحمه الله  في فتح رب البرية (ص44): (ترك الطاعة فإن الإيمان ينقص به والنقص به على حسب تأكد الطاعة، فكلما كانت الطاعة أوكد كان نقص الإيمان بتركها أعظم وربما فقد الإيمان كله كترك الصلاة). اهـ

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية (ص140): (فالرد عليهم من أن الذنوب تضر على كل حال منها ما يزيل الإيمان بالكلية، ومنها ما لا يزيل بالكلية، بل ينقصه وصاحبها معرض للوعيد المترتب عليها). اهـ

وكذلك هذا الذي بينه الشيخ فالح  الحربي حفظه الله في تنبيه الألباء، وبين بأن اعتقاد أهل السنة والجماعة: بأن الأعمال جزء من الإيمان ولا يصح بدونه ويذهب بذهابه بالكلية.

وسيأتي أقوال بعض أهل العلم في هذا الأمر كقول ابن تيمية وغيره، وهؤلاء العلماء وغيرهم من علماء السنة موافقون لمذهب السلف بذهاب الإيمان بالكلية، وربيع المدخلي لا يريد أن يعترف بهذا، وينطق به، فهو يريد أن يقرر بأن العمل شرط كمال في الإيمان يصح الإيمان بدون العمل، وهذا هو مذهب المرجئة، وهذا مذهب المرجئة الخامسة.

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في التعليق المختصر على العقيدة النونية (ج2 ص648) بعدما ذكر فرقة المرجئة قال: (وهناك فرقة خامسة([2]) ظهرت الآن وهم الذين يقولون: إن الأعمال شرط في كمال الإيمان الواجب، أو الكمال المستحب). اهـ

فأما إنكاره لفظ (ينقص حتى لا يبقى منه شيء) فنرد عليه من أقوال السلف وهو يدعي بأن السلف قالوا وقرروا بأن العمل من الإيمان، وأن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وهو يقول بذلك فقط، لأن ذلك من أقوال السلف، نقول كذلك: (بأن الإيمان ينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء) من أقوال السلف، فلماذا لا يأخذ بهذه الآثار، وهو في الحقيقة لا يريد أن يقول قد أخطأت في ذلك وأتوب إلى الله سبحانه وتعالى.

ثم نذكر له أقوال السلف في ذلك كما ذكرناها من قبل:

فيقول الإمام إسحاق رحمه الله: (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ينقص حتى لا يبقى منه شيء) وهذا الأثر أخرجه الخلال في السنة (ج3 ص582) وغيره بإسناد صحيح، وكذلك وافق الإمام إسحاق بن منصور قول إسحاق رحمه الله بقوله: (وأنا أقول بها) كما في مسائله (ج2 ص589).

وكذلك قول سفيان بن عيينة رحمه الله: (بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء) كما أخرج ذلك الحميدي في أصول السنة (ص41) والصابوني في الاعتقاد (ص270) واللالكائي في الاعتقاد (ج5 ص1032) والعدني في الإيمان (ص94) وغيرهم بإسناد صحيح.

وأقر الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله وابن عيينة على ذلك: (بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء) كما ذكر ذلك الخلال في السنة (ج3 ص583) بإسناد صحيح.

وذكر الإمام أحمد كذلك من نسبته للإيمان: (يزيد حتى يبلغ أعلى السماوات السبع وينقص حتى يصير إلى أسفل السافلين السبع) كما ذكر عنه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (ج2 ص210) وهو صحيح.

وكذلك قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة (ص67): (بأن الإيمان قول وعمل وعمل وقول ونية وإصابة يزيد وينقص يزيد ما شاء الله، وينقص حتى لا يبقى منه شيء).

وهكذا قال الإمام الأوزاعي رحمه الله: (نعم حتى يكون مثل الجبال، وينقص حتى لا يبقى منه شيء) كما ذكر عنه الأصم في حديثه (ص153)، وكذلك اللالكائي في الاعتقاد (ج5 ص1030)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج11 ص41) وإن كان في سنده ضعف، لكن هذا الأثر يشهد له الآثار الأخرى للسلف.

وكذلك قول بشار الخفاق رحمه الله: (الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص، حتى يكون أعظم من الجبل وينقص حتى لا يبقى منه شيء)، كما أخرج ذلك حرب في المسائل (ص370) بإسناد صحيح عنه.

وهذا كذلك قول الإمام ابن المديني رحمه الله عند ما سئل عن الإيمان فقال: (قول وعمل ونية، ثم قال: يزداد وينقص حتى لا يبقى منه شيء)، كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره (ج3 ص213).

وكذلك قول عمر الواسطي رحمه الله هذا كما ذكر عنه الثعلبي في تفسيره (ج3 ص213).

وكذلك قال الإمام ابن منده رحمه الله في كتابه الإيمان (ج1 ص345): (ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة من خردل، وأن المجاهد بالقلب واللسان واليد من الإيمان).

فهذا الإمام ابن منده يذكر هذا الأمر، وربيع ينقل منه ما يشاء ويترك من كتاب الإيمان لابن منده ما يشاء، فلماذا لا يقول بقول ابن منده هذا؟!.

ومن هنا يتبين بأن ربيع المدخلي لا يقول بقول السلف في هذه المسألة.

وأما قوله عن جنس العمل: فأخرجه من الإيمان بقوله: (جنس العمل: وهو لفظ لا وجود له في الكتاب والسنة ولا خاصم به السلف ولا ادخلوه في قضايا الإيمان)، انظروا أخرج العمل من الإيمان أو عن الإيمان بقوله (ولا ادخلوه في قضايا الإيمان)، وهذا هو الإرجاء، وهذا هو الإرجاء، فهو أخرج العمل عن الإيمان، والسلف ادخلوه في الإيمان، وقالوا: هو جزء من الإيمان.

وكلمة (جنس العمل) لا يبنى عليها أشياء، ونافح عنها ربيع كثيرا، وطعن في أهل العلم عندما تلفظوا (بجنس العمل)، وهذا الأمر تلفظ به بعض علماء أهل السنة والجماعة: (كشيخ الإسلام ابن تيمية، والشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ الفوزان، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ الغديان، والشيخ فالح الحربي وغيرهم).

فهو لماذا يتشدد في هذه المسألة ويقول لا وجود لها وما شابه ذلك؟!؛ كل ذلك يريد أن يقرر مذهب الإرجاء فمن لم يتلفظ به فله، ومن قال به فلا بأس في ذلك، وسؤاله واضح في جعل الإيمان أصل والعمل كمال أو فرع، وبهذا يريد أن يقول بأن العمل شرط كمال في الإيمان، ثم إن سؤاله يختلف عن الإجابة، خاصة نقله عن ابن منده وابن تيمية وابن القيم وغيرهم، فالسؤال يقول: (إن الإيمان أصل والعمل كمال (فرع).

ثم نقل ربيع المدخلي قول ابن منده في الإيمان (ج1 ص441): (وقال أهل الجماعة: الإيمان هو الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا: فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه، وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة فإذا أتى بهذا الأصل فقد دخل في الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه، ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفروعه، وفروعه المفترض عليه، أو الفرائض، واجتناب المحارم.....). اهـ

ومن قبل هذا قال ابن منده في الإيمان (ج1 ص331): (ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو؟ فقالت طائفة من المرجئة: الإيمان فعل القلب دون اللسان، وقالت طائفة منهم: الإيمان فعل اللسان دون القلب، وهم أهل الغلو في الإرجاء، وقال جمهور أهل الإرجاء: الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعا، وقالت الخوارج: الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح، وقال آخرون: الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر).

ثم ذكر قول الجماعة كما ذكرنا، ثم ذكر ابن منده حديث: (الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان).

يقول ابن منده رحمه الله: (فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين وبعضها بالقلب وبعضها بسائر الجوارح).

ثم ذكر حديث وفد عبد القيس: (أو آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) الحديث.

ثم ذكر الأحاديث فيه: (الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون) من حديث أبي هريرة، وابن عمر في الحياء، وعمران بن الحصين في صحيح البخاري ومسلم.

فهذه الأحاديث التي أوردها ابن منده رحمه الله دالة على مذهب أهل السنة والجماعة: (من أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح)، وهو ما يذهب إليه المصنف، وهو مراده في إيراد هذه الأحاديث، والرد على المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان، فهو مراده رحمه الله بأن يبين بأن الإيمان له شعب، ولم يقل (العمل كمال في الإيمان، أو شرط كمال في الإيمان، أو فرع في الإيمان)، فلم يقل ابن منده ذلك، فغلط ربيع في فهم قول ابن منده،وهذا قول ربيع ليس قول ابن منده، وأهل السنة والجماعة.

بل ذكر جزءا من قول ابن منده رحمه الله في الإيمان وهذا الجزء الذي ذكره ربيع لا يتبين منه مراد ابن منده رحمه الله، بل لا بد أن ينقل هذه الآثار وهذه الأحاديث وأقوال ابن منده في المرجئة وأهل السنة والجماعة حتى يتبين له مراد ابن منده رحمه الله وهو – يعني ابن منده - يريد أن يقرر بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح؛ إذن الجواب على مراد ابن منده، أن أهل السنة والجماعة يجعلون العمل من الإيمان، كما قال رسول الله r: (الإيمان بضع وسبعون شعبة) وذكر منها (إماطة الأذى عن الطريق) وهو فعل الجوارح وإن كان إماطة الأذى بنفسه من الفروع لا من الأصول لكن هذا تقرير بأن العمل جزء من الإيمان والعمل نفسه أصل في الإيمان ومن الإيمان وجزء من الإيمان بخلاف المرجئة فإنهم لا يعدون العمل من الإيمان أصلا، بل (فرعا)!!!.

إذن مراد ابن منده من ذكر العمل الرد على المرجئة الذي كلامه لم ينقله ربيع، وكل ما أورده ابن منده في رده على المرجئة بين وواضح، بل هذا أي كلام ابن منده رحمه الله فيه رد على قول ربيع هذا، وفهمه الذي فهمه بجعل العمل فرع وشرط كمال لم يقل به ابن منده، فابن منده خلاف مذهب ربيع في ذلك، فربيع لم يفهم كلام ابن منده جيدا.

وأكبر دليل بأن ابن منده ألحق هذا الباب بابا واضحا بأن مذهبه (بأن العمل من الإيمان حيث قال رحمه الله في الإيمان: (ذكر خبر يدل على أن الإيمان: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص). اهـ

فألحق ابن منده بعد الباب الذي ذكرناه، والذي نقل منه ربيع ولم يتفطن ربيع للباب الذي بعده حتى يتبين له مراد ابن منده جيدا، والأبواب هذه التي ذكرها ابن منده متلاحقة ويفسر بعضها بعضا، وهذا أكبر دليل بأن ابن منده يريد في هذه الأبواب أن يرد على المرجئة بذكر خبر يدل على أن (الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالأركان يزيد وينقص).

ثم ألحقه بباب أخفاه ربيع ولم يذكره؛ لأنه ضد مذهبه، فقال ابن منده رحمه الله في الإيمان (ج1 ص245): (ذكر خبر يدل على أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى في قلب العبد مثقال حبة خردل) ثم ذكر الأحاديث التي تدل على ذلك، فلماذا ربيع لم ينقل هذا الباب؟!!! ويقول بقول ابن منده بأن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء، وينكر هذه اللفظة أن الإيمان ينقص حتى لا يبقى منه شيء.

ثم أن ابن منده رحمه الله يقصد بالإيمان الإسلام؛ وربيع ذكر مقاطعا أو مقطعا من ذلك لكن لو اطلع ربيع على كلام ابن منده كاملا شاملا لتبين له بأنه يقصد بالإيمان الإسلام لأنه ذكر ابن منده حديث وفد عبد القيس: (الإيمان بالله، شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا حق الله) الحديث، فهذا الإسلام.

فابن منده رحمه الله يرى أن الإسلام والإيمان اسمان لمعنى واحد، فيقصد بالإيمان الإسلام، وليس مراد ابن منده رحمه الله من الإيمان الكلام الخاص وأصول الإيمان التي تكلم عليها أهل العلم بالنسبة لأركانه، وكذلك لنقصانه أو زيادته هذه مسائل خاصة، فابن منده رحمه الله يتكلم عن الإسلام، ولذلك ذكر ابن منده حديث جبريل المعروف الطويل في صحيح مسلم (أخبرني عن الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان....إلخ الحديث) ثم الإيمان: (أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره) قال: الإسلام والإيمان.

ثم ذكر ابن منده في الإيمان (ج1 ص350): (باب ذكر المثل الذي ضربه الله سبحانه وتعالى والنبي r للمؤمن يعني: المسلم والإيمان يعني: الإسلام) فذكر هذا الباب أن الله سبحانه وتعالى ضرب للمؤمن يعني: المسلم، وضرب الإيمان يعني: الإسلام، وضرب مثلا الله سبحانه وتعالى والنبي r في ذلك ثم ذكر الآية التي استدل بها ربيع ]ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء[ إلخ الآية التي ذكرها ربيع، وهذه الآية في سورة إبراهيم.

يقول ابن منده فضرب بها مثلا لكلمة الإيمان - ويدخل في ذلك الإسلام - وجعل لها أصلا وفروعا وثمرا ثم فسر النبي r الإيمان بسنته.

فمراد ابن منده هنا أن يستدل في هذه الآية بالإيمان يعني الإسلام والإسلام له أصول وفروع كما هو معروف، فابن منده رحمه الله يتكلم عن الإيمان عموما ولا يتكلم عن الإيمان خصوصا من نقصانه مثلا أو زيادته أو أنه قول وعمل وما شابه ذلك.

هذه المسائل خاصة بالإيمان يتكلم فيها أهل العلم لكن هنا بإيراد هذه الآية يريد أن يتكلم عن الإسلام عموما، ثم قال ابن منده: (فالذي سمى الإيمان التصديق هو الذي أخبر أن الإيمان ذو شعب فمن لم يسم الأعمال شعبا من الإيمان كما سماها النبي r ويجعل له أصلا وشعبا كما جعله الرسول r كما ضرب الله المثل به كان مخالفا له). فالإسلام أصولا وفروعا.

ثم ذكر حديث وفد عبد القيس ثم قال ابن منده في الإيمان (ج1 ص351): (فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، بيان ما تقدم من الخبر). اهـ

فبعد ما ذكر الآية والأحاديث التي ذكرها ربيع، ذكر ابن منده القول هذا الذي لم يذكره ربيع والذي يبين التفسير الصحيح لذكر ابن منده الإيمان، فلذلك يقول ابن منده رحمه الله بعد ذلك: (فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه) كل ما تقدم من الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم، فالإسلام الحقيقي ما تقدم وصفه وهو الإيمان، فجعل الإسلام هنا هو الإيمان، فالإيمان هنا هو الإسلام حتى أن المعلق على كتاب الإيمان ذكر بقوله: (وسبق أن المصنف - يعني ابن منده - يرى أن الإسلام والإيمان اسمان بمعنى واحد، فلعله يقصد بالإيمان الإسلام). فبلا شك بأن ابن منده يقصد بالإيمان الإسلام، فهذه الآية ليست أو ليس فيها أي دليل لمذهب ربيع بأن العمل كمال وفرع في الإيمان، بل هو أصل في الإيمان وجزء في الإيمان، والعمل من الإيمان كما سبق من كلام ابن منده رحمه الله.

إذا مقصد ابن منده  باسم الإيمان هنا هو الإسلام، فيتكلم عن الإسلام عموما، وعن الإيمانعموما، ولم يتكلم عن مسائل خاصة بالإيمان المعروفة، وهذا الذي بينه علماء السنة والأثر والحديث.

كما قال ابن رجب رحمه الله في التفسير (ج1 ص588): (وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة قال تعالى: ]ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها[ [إبراهيم:24،25] فالكلمة الطيبة هنا كلمة التوحيد، وهي أساس الإيمان، وهي جارية على لسان المؤمن، وثبوت أصلها هو ثبوت التصديق بها في قلب المؤمن وارتفاع فرعها في السماء هو علو هذه الكلمة - إلى أن قال -: ضرب العلماء مثل الإيمان بمثل الشجرة لها أصل وفروع وشعب، ثم قال: وقد ضرب الله مثل الإيمان بذلك فذكر الآية، والمراد بالكلمة كلمة التوحيد وبأصلها التوحيد الثابت في القلوب وأكلها هو الأعمال الصالحة الناشئة منه، وضرب النبي r مثل المؤمن والمسلم بالنخلة). اهـ

وهذا واضح في كلام ابن رجب، وهذا نهاية كلام ابن رجب في هذه المسألة فابن رجب بين مراد الله سبحانه وتعالى في هذه الآية حيث بين الإسلام عموما، والإيمان عموما، وأكبر دليل بأنه ذكر التوحيد والأعمال الصالحة وغير ذلك مما ذكرنا، والإسلام له أصول وفروع، كما هو معروف.

ويبين هذا الأمر كذلك ابن حيان رحمه الله في البحر المحيط (ج ص) في هذه الآية: (الكلمة الطيبة هي: لا إله إلا الله قاله ابن عباس، أو الإيمان قاله مجاهد، وابن جريج، أو المؤمن نفسه قاله العوفي، أو جمع طاعاته، أو القرآن قاله الأصم، أو دعوة الإسلام قاله ابن بحر، أو الثناء على الله أو التسبيح أو التنزيه....). اهـ

فيذكر بأن هنا الكلمة الطيبة والإيمان، فبين على سبيل العموم وكذلك يذكر هنا الإسلام، فمنهم من ذكر لا إله إلا الله، ومنهم من ذكر الإيمان، ومنهم من ذكر الطاعات والقرآن ودعوة الإسلام والثناء والتسبيح والتنزيه ....إلخ كلامه، وهذا هو الإسلام فلم يكن مراد العلماء الذي نقله ربيع بأن مرادهم بأن الأعمال فرع في الإيمان ليس المقصد هذا.

وقال الألوسي في روح المعاني (ج13 ص267) من هذه الآية: (والمراد بالكلمة الطيبة شهادة أن لا إله إلا الله على ما أخرجه البيهقي وغيره عن ابن عباس، وعن الأصم أنها القرآن، وعن ابن بحر دعوة الإسلام، وقيل التسبيح والتنزيه، وقيل الثناء على الله مطلقا، وقيل كل كلمة حسنة، وقيل جميع الطاعات، وقيل المؤمن نفسه). اهـ

وكذلك من أراد الزيادة في هذا فليرجع إلى تفسير السعدي رحمه الله، وتفسير ابن كثير رحمه الله، وتفسير ابن جرير رحمه الله وغيرهم من التفاسير، فبينوا بأن مراده الإيمان هنا عموما، وهو الإسلام ولذلك ما ترى أحدا يقول بقول ربيع وبفهمه هذا الذي فهمه من أقوال أهل العلم، ويوضح هذا الأمر ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ج1 ص24)، فيقول: - وهو يبين الفرق بين الإسلام والإيمان– (أن من الأسماء ما يكون شاملا لمسميات متعددة عند انفراده وإطلاقه، فإذا قرن لك الاسم بغيره صار دالا على بعض المسميات، والاسم المقرون به دالا على باقيها، وهذا كاسم الإسلام والإيمان. إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر، ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده فإذا قرن بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده، ودل الآخر على الباقي). اهـ

فقاعدة ابن رجب رحمه الله تبين أن الإسلام والإيمان إذا اجتمع افترقا وإذا افترقا اجتمعا بمعنى. إذا أفرد الإيمان شمل الإسلام كما في قوله تعالى ]فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين[ فهنا يشمل الإيمان والإسلام أي من المسلمين، وإذا أفرد الإسلام شمل الإيمان كقوله تعالى ]الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين[ فهنا يشمل الإسلام والإيمان يعني وكانوا مؤمنين.

وذكر ابن تيمية رحمه الله: (الإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام).([3])

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: (أعمال الإسلام داخلة في مسمى الإيمان شاملا لها ففسرت بالإسلام وهو جزء من مسمى الإيمان؛ لكون الإيمان مثلا لها ولغيرها من الأعمال الباطنة والظاهرة  فإذا أفرد الإيمان في آية أو حديث دخل فيه الإسلام).([4]) اهـ

فالآية تنص على الإيمان والمراد به الإسلام فيبين الشيخ عبد الرحمن بن حسن فإذا أفرد الإيمان بآية أو حديث دخل فيه الإسلام، وهذا هو الفهم الصحيح من الآية التي ذكرها ربيع.

ويقول أيضا الشيخ عبد الرحمن بن حسن: (وهذا الذي قلنا من معنى الإسلام والإيمان هو مذهب الإمام أحمد، وطائفة من السلف، والمحققين، وذهب طائفة من أهل السنة أيضا إلى أن الإسلام والإيمان شيء واحد، وهو الدين فيسمى إسلاما وإيمانا). اهـ

قلت: فلا يلتفت إلى ما يخالف ذلك.

وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في التعليق على صحيح مسلم من كتاب الإيمان (ص472): (إذا افترقا فالإسلام يشمل الدين كله والإيمان كذلك يشمل الدين كله).

فهؤلاء العلماء يبينون بأنه إذا أفرد الإيمان يشمل الدين كله، فكيف يدعي ربيع بأن الإيمان الخاص له أصول وفروع، والأعمال شرط كمال فيه، وما شابه ذلك مما ذكره، والمراد من الآية، وأقوال أهل العلم بأن هنا الإيمان وهو الإسلام والدين كله والدين له فروع وأصول، وإذا اجتمعا دل على كل واحد منهما على شيء معين فإذا اجتمع الإسلام والإيمان دل كل واحد منهما على شيء معين لحديث جبريل الطويل وفيه: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله والإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه....إلخ) الحديث، وهنا يكون الإسلام بمعنى الأعمال الظاهرة، والإيمان يكون بمعنى الأعمال الباطنة.

ومن هنا يظهر خطأ ربيع، وأن فهمه بأن مراد ابن منده أن يتكلم على مسائل الإيمان الخاصة، وهذا خلاف ذلك كما ثبت، بل يتكلم على الإيمان والإسلام عموما، ولا يقصد بأن الإيمان أصل والأعمال شرط كمال أو فرع، وكذلك فهمه الخاطيء لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وظن بأن ابن تيمية رحمه الله يقصد بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وأنها فرع في الإيمان، بل ابن تيمية رحمه الله تكلم عن الإسلام عموما كما هو واضح من كلامه، وأنه له أصول وفروع وليس مراد ابن تيمية رحمه الله من قوله (والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع، وهي كمال الإيمان) ليس مراده بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان أي: إذا انتفت بقي الإيمان، أي مراده بأن العبد إذا أتى بالأصول لا بد أن يكمل ذلك بالفروع، فالفروع مكملة للإيمان - إيمان العبد بالأعمال - والمقصد هنا الإيمان هو الإسلام ومراد ابن تيمية أن يقول بأن لا يكمل إيمان العبد حتى يكمله بالأعمال الظاهرة أعمال الجوارح، ومراده بأن الأعمال الظاهرة جزء من الأعمال وهذا كلام يدور عليه كلام ابن تيمية فالإيمان أصل والأعمال لازمة له هذا هو تخريج كلامه، وليس مراده ما فهمه ربيع بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وفرع في الإيمان، وفي الإسلام، فتنبه! كما قال عنه الذي نقله ربيع وقد بينا أن الإيمان إذا أطلق أدخل الله ورسوله فيه الأعمال المأمور بها ولذلك ابن تيمية رحمه الله يذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأعمال الظاهرة، وهو هل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وابن تيمية رحمه الله ذكر الصلاة والزكاة والحج وغير ذلك من الأصول! فهل هذه الأعمال عند ربيع شرط كمال في الإيمان؟ وهذا هو مذهب المرجئة! لأن ابن تيمية رحمه الله على عقيدة أهل السنة والجماعة، فلا بد أن يؤخذ كلامه كاملا شاملا من أوله إلى آخره حتى يتبين المراد منه، كما نقلنا عنه كثيرا بأن الأعمال جزء من الإيمان، ولا يبقى الإيمان في قلب العبد إذا ترك الأعمال بالكلية، ثم فسر ابن تيمية رحمه الله قول الله سبحانه وتعالى: ] ضرب الله مثلا كلمة طيبة[ على أصول أهل السنة والجماعة وأن الله سبحانه وتعالى هنا يتكلم عن الإسلام عموما والإيمان عموما وكذلك ابن القيم رحمه الله فسر هذه الآية كذلك، ونقلنا عن ابن رجب رحمه الله ولم يكن في كلامهم أي حجة لمذهب ربيع في الإرجاء، وقد بينا التفسير الصحيح من أقوال أهل السنة والجماعة، والكلام الذي نقله ربيع أو بعضه يتكلم عن الإسلام عموما وعن الإيمان عموما، وأنا اطلعت على كلام ابن تيمية الذي نقله ربيع من الفتاوى، وفي بعض كتبه كذلك لم يطلع عليها فبين ابن تيمية رحمه الله في نفس الصفحات التي نقلها ربيع كلاما واضحا بأنه يقصد الإسلام عموما فذكر ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج7 ص623) بقوله: (قد ذكرت فيما تقدم من القواعد أن الإسلام الذي هو دين الله الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله وهو أن يسلم العبد لله رب العالمين فيستسلم لله وحده لا شريك له.... ورأس الإسلام وهو شهادة أن لا إله إلا الله... ولفظ الإسلام يتضمن الاستسلام والسلامة التي هي الإخلاص - ثم ذكر الآيات في ذلك - وذكر عن الشرك والكفر والصراط والنفاق).

ثم ذكر في (ص635) قائلا: (لفظ الإسلام يستعمل على وجهين) فكلام ابن تيمية رحمه الله من (ص623 إلى ص637) كان يتكلم عن الإسلام عموما ولم يتكلم عن مسائل محدودة في الإيمان تكون حجة لمذهب ربيع في الإرجاء والعجيب إن ربيعا نقل كلام ابن تيمية في آخر (ص637) وترك ما تبقى الذي يتضح من مراد ابن تيمية رحمه الله لذكر هذه الآية وغير ذلك والذي نقله فقط ربيع لا يخدم مذهبه، بل لو اطلع العبد على كلام ابن تيمية في الصفحات التي أشرنا عليها لتبين بأن ابن تيمية تكلم عن الإسلام عموما، وله فروع وأصول، ثم في المجلد نفسه (ج7 ص638) تكلم ابن تيمية رحمه الله عن الإيمان عموما فقال: (معلوم أن أصل الإيمان هو الإيمان بالله ورسوله، وهو أصل العلم الإلهي) ثم قال: (ومعلوم أن الإيمان هو الإقرار لا مجرد التصديق، والإقرار ضمن قول القلب الذي هو التصديق وعمل القلب الذي هو الانقياد تصديق الرسول r فيما أخبر، والانقياد له فيما أمر كما أن الإقرار بالله هو الاعتراف به والعبادة له، ثم ذكر في (ص642) بقوله: (اسم الإيمان يستعمل مطلقا، ويستعمل مقيدا وإذا استعمل مطلقا فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال العبد، وأعماله الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يجعلون الإيمان قولا وعملا يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسماه) ثم ذكر (الإيمان بضع وستون أو سبعون و ذكر إماطة الأذى والحياء وقول لا إله إلا الله)، فابن تيمية هنا ذكر بأن الأعمال هذه داخلة في مسمى الإيمان، وهذا قول عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وربيع خالف هؤلاء السلف والأئمة، فكيف يدعي بأن الأئمة يوافقونه في ذلك وأنه وافق الأئمة؟ وذكر اسم الإيمان يستعمل مطلقا ويستعمل مقيدا على ما ذكرناه وهذا الكلام في الصفحات التي لم ينقلها ربيع.

ثم ذكر ابن تيمية رحمه الله حديث وفد عبد القيس بذكر الشهادتين والصلاة والزكاة، ثم قال في (ص644): (فأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه، - يعني: عدم الإيمان - وضعفه، ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه). فلا بد من العمل الظاهر والباطن.

ثم ذكر أحاديث وآيات تبين ذلك ثم رد على الفرق من الجهمية والمعتزلة والمرجئة وغيرهم في مسائل الإيمان ثم قال في (ص671): (الطرف الثاني قول من يقول إيمانهم – يعني أهل الفسق - باق كما كان لم ينقص بناء على أن الإيمان هو مجرد التصديق والاعتقاد الجازم وهو لم يتغير، وإنما نقصت شرائع الإسلام وهذا قول المرجئة والجهمية ومن سلك سبيلهم، وهو أيضا قول مخالف للكتاب والسنة وإجماع السابقين والتابعين لهم بإحسان) ثم ذكر الآيات والأحاديث التي تدل على مذهب السلف، وهذا واضح.

ثم قال في (ص672): (ويتبع الاعتقاد قول اللسان ويتبع عمل القلب الجوارح من الصلاة والزكاة والصوم والحج ونحو ذلك). فيذكر الأصول هذا إلى آخر (ص676) دائما يتكلم عن الإيمان عموما والإسلام عموما.

ويدل على بطلان قول ربيع قول ابن تيمية رحمه الله في أول كتاب الإيمان (ج7 ص5- الفتاوى): (اعلم أن الإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله وقد كثر كلام الناس في حقيقة الإيمان والإسلام وتنازعهم واضطرابهم). فالإيمان والإسلام يجتمع فيهما الدين كله، وقد اضطرب ربيع في الإيمان والإسلام.

ثم ذكر في (ص6) وهذا الكلام الذي سلف من الفتاوى (ج7 ص5) وهنا في (ص6) ثم ذكر في (ص6) مسمى الإسلام ومسمى الإيمان ومسمى الإحسان، وبين ذلك بالأحاديث والآيات.

ثم قال في (ص13): (فيقال اسم الإيمان تارة يذكر مفردا غير مقرون باسم الإسلام ولا باسم العمل الصالح ولا غيرهما  وتارة يذكر مقرونا إما بالإسلام كقوله في حديث جبريل: الإسلام والإيمان: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وكذلك ذكر الإيمان مع العمل الصالح وذلك في مواضع من القرآن في قوله تعالى ]إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات[، ثم قال في (ص14): (وإذا ذكر اسم الإيمان مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة كقوله في حديث الشعب: (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، وكذلك سائر الأحاديث التي يجعل فيها أعمال البر من الإيمان). اهـ فذكر ابن تيمية رحمه الله أن اسم الإيمان إذا ذكر مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة فلماذا ربيع يخرج الأعمال الصالحة من الإيمان؟!.

وقال في (ص170): (ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان فتارة يقول: هو قول وعمل وتارة يقول: هو قول وعمل ونية وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتباع السنة وتارة يقولون قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وكل هذا صحيح). اهـ هكذا يقول ابن تيمية رحمه الله، فلا يجوز لأي شخص أن يأخذ جزء كلام السلف أو العلماء ثم يفسره على فهمه فلا بد أن يبحث في كلام العلماء شاملا كاملا حتى يتبين له مراد أهل العلم في ذلك.

ويقول ابن تيمية رحمه الله في (ص171): (ولكن كان مقصودهم الرد على المرجئة - يعني السلف - الذين جعلوه قولا فقط فقالوا: بل هو قول وعمل والذين جعلوه أربعة أقسام: فسروا مرادهم، كما سئل سهل بن عبد الله التستري عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولا بلا عمل فهو كافر، وإذا كان قولا وعملا بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قول وعمل ونية بلا سنة فهو بدعة). اهـ وهذا الكلام واضح.

ونقل ربيع في (ص198، وص199) كلام ابن تيمية وقد قرر ابن تيمية في هذا الموضع بأن الأعمال جزء من الإيمان وليست شرط كمال في الإيمان أو فرع في الإيمان فيقول ابن تيمية: (أصل الإيمان هو ما في القلب، والأعمال الظاهرة لازمة لذلك لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح فلا يتصور إيمان العبد بقلبه مع عدم جميع أعمال الجوارح). وهذا واضح من كلام ابن تيمية فلماذا لا يفهمه جيدا ربيع المدخلي؟.

ثم قال ابن تيمية في (ص202): (الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت في الإيمان).

وهذا واضح بأن الأعمال الصالحة المعطوفة على الإيمان دخلت في الإيمان.

ثم يرد ابن تيمية على ربيع في (ص204) بقوله: (الوجه الثاني: من غلط يعني - من المرجئة - ظنهم أن ما في القلب من الإيمان ليس إلا  للتصديق فقط دون أعمال القلوب كما تقدم عن جهمية المرجئة).

ثم يقول: (الثالث: ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تاما بدون شيء من الأعمال، ولهذا يجعلون الأعمال ثمرة الإيمان ومقتضاه بمنزلة السبب مع المسبب ولا يجعلونها لازمة لها).

واستمر ابن تيمية على الرد على المرجئة في ذلك، وذكر ربيع عن ابن تيمية في الفتاوى (ج7 ص143) بأن ابن تيمية رحمه الله يقرر الأعمال من الإيمان، فنقل ربيع هذا ولم يفهمه.

فابن تيمية رحمه الله في هذه الصفحة يقرر الأعمال من الإيمان حتى في (ص142) قال: (ففي القرآن والسنة من نفى الإيمان عن من لم يأت بالعمل مواضع كثيرة كما نفى فيه الإيمان عن المنافق)، وكما رد على المرجئة في (ص14 و15) التي أشار إليها ربيع يقرر ابن تيمية عموم الإيمان والإسلام، حيث قال: (وإذا ذكر اسم الإيمان مجردا دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة"، ثم ذكر حديث الشعب.

وفي (ج10 ص355) يقول ابن تيمية: (والدين القائم بالقلب من الإيمان علما وحالا هو الأصل والأعمال الظاهرة هي الفروع وهي كمال الإيمان)، ومراد ابن تيمية هنا الدين له أصل وفرع أي له أصول وفروع وليس مراد ابن تيمية بأن الأعمال شرط كمال وفرع في الإيمان؛ لأن من ترك الأعمال يبقى إيمانه أو صح إيمانه عند المرجئة العصرية، فهذا ليس مراد ابن تيمية رحمه الله.

بعد هذا الكلام بين ابن تيمية رحمه الله مراده من هذا الكلام: (فالدين أول ما يبنى من أصوله ويكمل بفروعه كما أنزل الله بمكة أصوله من التوحيد والأمثال التي هي المقاييس العقلية والقصص والوعد والوعيد ثم أنزل بالمدينة لما صار له قوة فروعه الظاهرة من الجمعة والجماعة والآذان والإقامة والجهاد والصيام وتحريم الخمر والزنا والميسر وغير ذلك من واجباته ومحرماته... فأصوله

تمتد فروعه وتثبتها وفروعه تكمل أصوله وتحفظها). اهـ

فابن تيمية يبين أن مراده من هذا الكلام، الكلام على الدين كله وأن له فروع وأصول، والدين يبنى من أصوله ويكتمل بفروعه وهذا واضح؛ إذن فمن تمام الأصول فعل الفروع وهي من الأعمال الظاهرة وهي مكملة لها لكن هي جزء من الإيمان وداخلة تحت مسمى الإيمان.

وكذلك نقل ربيع عن ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين (ج1 ص224) في قوله: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة....إلخ) الآية، تكلم رحمه الله عن أنواع الأعمال والأعمال المردودة ومفهوم الكلمة الطيبة، والأصل الثابت والفرع الذي في السماء، وعن حال المؤمن وأثر التوحيد والأعمال الظاهرة والباطنة، وكلمة التوحيد ترفع إلى الله العمل الصالح، ثم تكلم عن الكلمة الخبيثة، فهو يتكلم عن الإسلام والدين والإيمان، لم يخصص أي شيء وهذا واضح من كلام ابن القيم رحمه الله.

ولذلك نقل قول ابن رجب في جامع العلوم والحكم في (ج1 ص151)، فربيع كذلك نقل قول ابن رجب، وقول ابن رجب بيناه في مقدمة هذه الكلمة، وأن مراده هنا يتكلم عن الإسلام عموما، وأن له فروع وأصول، فتكلم عن الكلمة الطيبة، فهو يتكلم عن عموم الدين كما بينا، ونقل ربيع كذلك قول ابن رجب في جامع العلوم والحكم، وبينا هذا، وكذلك في فتح الباري لابن رجب (ج1 ص27)، وبين ابن رجب رحمه الله في هذا الموضع  في قوله: (وقد ضرب الله ورسوله مثل الإيمان والإسلام بالنخلة)، ثم تكلم عن الإسلام عموما، ثم ذكر ابن رجب في الباب الذي بعده أمور الإيمان في شرح صحيح البخاري، وقرر بأن الأعمال من الإيمان؛ لأنه ذكر الآية: (وأقام الصلاة وآتى الزكاة...) الآية، في (ج1 ص26)، ثم ذكر ابن رجب حديث شعب الإيمان، ثم قال في (ج1 ص29): (فأشار إلى أن خصال الإيمان منها ما هو قول باللسان، ومنها ما هو عمل بالجوارح، ومنها ما هو قائم في القلب) فبين ابن رجب هذا الأمر بأن الإيمان قول باللسان وعمل بالجوارح واعتقاد بالقلب، وهذا الكلام لم ينقله ربيع.

وكذلك قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد نقله ولم يفهمه كذلك جيدا، وفي (ص8 و9) يبين الشيخ عبد الرحمن لم يذكر بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وهو يتكلم عن الدين والتوحيد عموما، وذكر الآية وآيات وأحاديث في ذلك، وليس مراد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأنه يقرر بأن الأعمال شرط كمال أو الأعمال فرع في الإيمان، بل تكلم عن الدين عموما وانظر في هذا (ص8 و9)، ولم يذكر الشيخ عبد الرحمن بأن الإيمان يصح بترك الأعمال، ونقلنا كلامه في الدرر.

ثم يقول ربيع بعد ذلك (إذن فللإيمان أصل وكمال عند هذا الإمام)، فهذا الرجل لم يفهم كلام الشيخ عبد الرحمن جيدا، ونقلنا كلامه من الدرر، وكذلك في المقدمة (ص8 و9).

وكذلك قرر الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز بذكر عن الإسلام، ولم يتطرق إلى أن الأعمال كمال في الإيمان، بل تكلم عن الإسلام عموما، وعن

الإيمان عموما.

ثم ختم ربيع بكلام الشيخ السعدي في تيسير الكريم الرحمن (ص465)، وكتاب التوضيح والبيان لشجرة الإيمان (ص87 و88)، وهو يفسر الآية السابقة ]ألم تر كيف ضرب الله... [الآية، وبين الإسلام وما فيه من الأعمال، ولم يعلق أحد من العلماء بهذه التعاليق التي علقها ربيع على كلامهم فجميع العلماء بينوا عموم الدين وعموم الإسلام وعموم الإيمان، وتكلموا عن الأعمال الصالحة، والأعمال الظاهرة والباطنة، وبينا تعاليق العلماء على هذه الآية، وعلى هذه الأحاديث، وعلى كلام السلف، ولم يعلق أحد من العلماء بتعليقات ربيع.

وختم ربيع هذا المقال بتقرير مذهبه بقوله: (وأهل السنة يعتبرون العمل من الإيمان وفرع وكمال للإيمان)، وهذا كلام باطل، وعقيدة أهل السنة والجماعة يجعلون العمل من الإيمان، ويدخلون العمل في مسمى الإيمان، والعمل جزء من الإيمان، ولم يقل أحد بأن العمل فرع في الإيمان، أو كمال للإيمان، وهذا من الكذب على أهل السنة والجماعة، كل هذا الكلام الذي ذكره يريد أن يقرر بأن العمل شرط كمال في الإيمان، وهذا قول المرجئة الفرقة الخامسة في هذا العصر، ولذلك وقع في مذهب المرجئة؛ لأنه يريد أن يصحح خطأه بأخطاء، فلو رجع ربيع للعلماء وتناقش معهم في هذا الأمر لبينوا له هذا الأمر جيدا، وبينوا له خطأه، لكن الرجل يبحث ثم يأتي ويقع في حفر، وفي شبه من مذهب الإرجاء، وكما ترى مقالاته القديمة بمثل مقالاته الجديدة، ولم يرجع عنها، فهذا الرجل مجادل بالباطل كما بينا في المقدمة، وأهل العلم ردوا على هذه الفرقة الخامسة: كالشيخ صالح الفوزان وغيره، وهو مصر على هذا المذهب مذهب الإرجاء، ونشر مذهب الإرجاء في بلد الحرمين، ويعتبر داعيا إلى مذهب الإرجاء والمرجئة، وهو القائم على هذه الفرقة، وهو الذي يحمل وزرها يوم القيامة وإلا الأصل يجب عليه أن يرجع، ويأمر علي الحلبي وأشكاله بالرجوع عن هذا المذهب إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ومن باطله ينسب هذا الكلام الباطل إلى أهل السنة والجماعة، وإلى أن أهل الحديث والأثر والسنة. وكل هؤلاء: أي العلماء ردوا على المرجئة بجميع أنواعها، ويتبين من ذلك خطأه في مسائل الإيمان.

ويبين هذا الأمر جيدا ابن القيم رحمه الله، وهو لم ينقل كلامه في كتابه الصلاة (ص54) يقول ابن القيم: (حقيقة الإيمان مركبة من قول وعمل، والقول قسمان: قول القلب وهو الاعتقاد، وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الإسلام، والعمل قسمان: عمل القلب وهو نيته وإخلاصه، وعمل الجوارح، فإذا زالت هذه الأربعة زال الإيمان بكماله، وإذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الأجزاء).اهـ، وهذا كلام واضح، لم ينقل ربيع كلام ابن القيم في الصلاة.

وقال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم (ج1 ص58): (والمشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان، وحكى الشافعي على ذلك إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن أدركهم وأنكر السلف على من أخرج الأعمال من الإيمان إنكارا شديدا). اهـ

وقال الشيخ السعدي في تعليق أصول الإيمان (ص22)، ولم ينقل هذا ربيع يقول: (الإيمان قسم جامع لعقائد القلب وأعماله وأعمال الجوارح وأقوال اللسان... فجميع الدين أصوله وفروعه داخل في الإيمان).

وقال أبو عبيد في الإيمان (ص65): (فلم يجعل الله للإيمان حقيقة إلا بالعمل على هذه الشروط والذي يزعم أنه بالقول خاصة يجعله مؤمنا حقا وإن لم يكن هناك عمل فهو معاند في كتاب الله والسنة). اهـ

وسبب تسمية هذه الفرقة بالمرجئة لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهذا الذي وقع فيه ربيع وتورط فيه إلى الآن، لاصق فيه ولا يريد أن ينفك عنه أو يرفضه، قال ابن حجر في هدي الساري (ص459): (فالإرجاء بمعنى التأخير).

وقد درج أهل السنة والجماعة على تسمية كل من أخر العمل عن الركنية في الإيمان مرجئا ولم تعد المرجئة فرقة مستقلة لها مدارس، لكنها تفرقت بين الناس وبين الفرق والمذاهب، وقال بها أناس متفرقون من أهل الكلام والفقهاء، وعليه الأشاعرة والماتريدية إلى اليوم، والمرجئة عند الإطلاق أصبحت تعني بمرجئة الفقهاء والأشاعرة والماتريدية وصارت ضمن أحوالهم الثابتة، وتابعهم ربيع المدخلي على ذلك ومقلدوه في هذه الأصول الكلامية، أما بإقرار أو بمتابعه كما في شبكة سحاب.

وأهل الإرجاء في الأصل أربعة أصناف من الطوائف كما بين علماء السنة:

الذين يؤخرون الأعمال عن مسمى الإيمان، أو بقولهم يصح الإيمان بدون
الأعمال، فعلماء السنة بينوا بأن هؤلاء هم المرجئة وهم أصناف:

فالطائفة الأولى: المرجئة الغالية وهم الجهمية الذين يقولون بأن الإيمان مجرد المعرفة بالقلب ولو لم يحصل عمل ولا تصديق.

الطائفة الثانية: الأشاعرة الذين يقولون بأن الإيمان هو التصديق بالقلب فقط.

الطائفة الثالثة: الكرامية الذين يقولون بأن الإيمان قول باللسان دون التصديق بالقلب أي حصروا الإيمان بالقول فقط.

الطائفة الرابعة: هم مرجئة الفقهاء وهم أخف الفرق في الإرجاء الذين يقولون بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب دون عمل الجوارح.

ونذكر طائفة خامسة: وهم المرجئة العصرية وهم أخف من سابقتها في الإرجاء لكنهم يوافقونهم في الجملة وهم الذين يقولون بقول غريب محدث، وهو بأن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب دون العمل في الحقيقة أي أثبتوا إمكان وجود إيمان في القلب ولو لم يظهر أي عمل على الجوارح فيصح الإيمان عندهم مع ترك العمل؛ لأن العمل عندهم شرط كمال في الإيمان وهذا هو قول المرجئة على الحقيقة الذين أرجئوا العمل عن الإيمان.

وهؤلاء القوم الذين فضلوا أن يسلكوا طرقا كلامية عقلية لإيضاح مسائل الإيمان قد تصل بهم كما هو مشاهد في بعض الأحيان إلى الإعراض عن مسلك الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في مسائل الإيمان كما فعل ربيع.

والمرجئة كلهم يجمعون في الجملة على أن العمل ليس داخلا في حقيقة الإيمان، ولا داخلا في مفهومه، وتفضل هذه الفرقة تلك المسالك العقلية على الأدلة النقلية، والآثار الصحابية، والأقوال السلفية، فهذه الأقوال العقلية أدت بهم إلى فهم خاطئ لا يتفق مع الوحي فكل من تكلم في مسائل الإيمان أو في بعضها في طريق المصطلحات العقلية فهو مرجئ كائنا من كان، خاصة إذا كان داعيا إلى ذلك ومصر على ذلك بمقالاته في كل فترة يكتب وينشر ويصر وهذا النقل كما يظهر قد جاء من قبل السلف الصالح في مسائل الإيمان بهذه الطريقة الكلامية فأتوا بالأمور العقلية وهلكوا فيها، وتورط فيها ربيع المدخلي فهلك بذلك، فمن نهج طريق القرآن الكريم والسنة النبوية بفهم السلف الصالح في إثبات مسائل الإيمان فهو سلفي، ومن حاد عنها واشتغل فيها بالطرق العقلية بعيدا عن الوحي فهو مرجئ كائنا من كان.

ولذلك بدع السلف أناسا أكبر من ربيع علما ودينا لتورطهم في الإرجاء، كما بين ذلك الإمام أحمد رحمه الله في العلل (ج2 ص63)، عن أبي معاوية محمد بن خازم: (أبو معاوية مرجئ) هكذا يقول.

وقال ابن معين عنه: (كان أبو معاوية يميل إلى الإرجاء).

وقال أبو داود عنه: (أبو معاوية رئيس المرجئة بالكوفة) ونقول ربيع  رئيس المرجئة في بلد الحرمين.

وقال أبو داود أيضا: (كان مرجئا) وانظر في هذا تهذيب الكمال للمزي (ج25 ص132)، وتاريخ بغداد للخطيب (ج5 ص249).

وقال العجلي في الثقات (ص47)، عنه: (كوفي ثقة وكان يرى الإرجاء).

وقال يعقوب بن شيبة: (كان من الثقات، وربما كان يرى الإرجاء، فيقال أن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك) تاريخ بغداد (ج5 ص249). لأنه وقع وتورط في الإرجاء، هكذا ينكر السلف عليهم حتى في جنائز أهل الإرجاء لا يحضرونها.

وقال ابن حبان في الثقات (ج4 ص241): (كان حافظا متقنا ولكنه كان مرجئا خبيثا) وحتى لو كان عنده علم وقام بالسنة ومات بعد ذلك، ونقل الأحاديث لكن عندما انحرف فيصنف مع المرجئة، وماذا قالوا عنه كان حافظا متقنا ولكنه كان مرجئا خبيثا، وهكذا السلف لا يخافون من أحد، ويتكلمون في الأشخاص حتى لو كانوا حفاظا إذا انحرفوا إلى مذهب الجهمية مثلا أو المعتزلة أو المرجئة أو الأشاعرة أو الخوارج أو ما شابه ذلك يصنفونهم وهذا هو الأصل.

وقال أبو زرعة في أبي معاوية: (كان يرى الإرجاء ويدعو إليه) كما يدعو ربيع الآن إلى الإرجاء.

وقال ابن سعد في الطبقات (ج6 ص392): (كان ثقة وكان مرجئا).

وقال أبو زرعة عن طلق بن حبيب: (ثقة ولكن كان يرى الإرجاء).

وقال ابن سعد في الطبقات (ج7 ص227): (كان مرجئا) وأين ربيع من طلق بن حبيب في حفظه وعلمه، وكذلك أبو معاوية؟، ومع هذا صنفوهم السلف في الإرجاء.

وذكر البخاري في الضعفاء الصغير(179)، وقال: (يرى الإرجاء وهو صدوق).

وذكره ابن حبان في الثقات (ج4 ص396) وقال: (كان عابدا مرجئا).

وقال أبو الفتح الأزدي: (كان داعية إلى مذهبه) كما كان ربيع داعية إلى مذهبه.

وقال سعيد بن جبير لأيوب: (لا تجالس طلقا؛ لأنه كان يرى رأي المرجئة) وانظر السنة لعبد الله بن أحمد (ج1 ص314)، وتهذيب الكمال للمزي (ج8 ص512).

وقال أبو داود عن ذر الكوفي: (كان مرجئا).

وقال ابن سعد في الطبقات (ج6 ص293): (وكان ذر من أبلغ الناس في القصص، وكان مرجئا، وكان فيمن من خرج مع القراء مع ابن الأشعث على الحجاج بن يوسف) فعندما سقط في الإرجاء سقط في مذهب الخوارج وذموه السلف، وبينوا أمره وحذروا منه.

وقال مغيرة: (سلم ذر على إبراهيم النخعي فلم يرد عليه؛ لأنه كان يرى الإرجاء) وانظر تهذيب الكمال للمزي (ج8 ص512)، وكان إبراهيم يعيب على ذر الكوفي قوله في الإرجاء، انظر السنة لعبد الله بن أحمد (ج1 ص313).

وقال ذهبي في تذكرة الحفاظ (ج1 ص140) عن عبد الكريم بن مالك: (وكان فقيها مرجئا).

وقال الإمام أحمد عن عبد العزيز بن أبي رواد كان مرجئا، انظر تذكرة الحفاظ للذهبي (ج7 ص187).

وقال أبو داود عن عمر بن ذر: (كان رأسا في الإرجاء) كما كان الآن ربيعا رأسا في الإرجاء.

وقال الإمام أحمد عن إبراهيم بن كرمان: (كان مرجئا) انظر تذكرة الحفاظ (ج1 ص213).

وقال الإمام أحمد عن أبي ثور: (كان داعية للإرجاء) انظر السير (ج9 ص514) وقال الإمام أحمد تركته للإرجاء، فلذلك يجب ترك ربيع إلى أن يتوب.

وقال الذهبي في السير (ج5 ص513) وكان من كبار الأئمة إلا أنه مرجيء، وكان سالم الأفطس يخاصم في الإرجاء داعيا إليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (ج13 ص40): (الذين رموا بالإرجاء من الأكابر مثل طلق بن حبيب وإبراهيم التيمي ونحوهما، كان إرجاؤهم من هذا النوع).

وقال الشيخ ابن تيمية في الفتاوى (ج7 ص507): (ثم إن السلف والأئمة اشتد إنكارهم على هؤلاء وتبديعهم وتغليظ القول فيهم ولم أعلم أحدا نطق بتكفيرهم)، فيبين ابن تيمية بأن السلف اشتدوا على المرجئة، والإنكار عليهم، رغم أنهم من الأئمة، فما بالك بربيع!! فيجب الإنكار عليه والتحذير منه إلى أن يتوب.

والعلماء الذين ردوا على ربيع في مسائل الإيمان وغيرها، كلامهم واضح في نصحه، وتبيين خطئه، وهو يعلم بأنه مخطئ، لكنه مكابر كما كابر الذين من قبله، لما جاءتهم البينات والحجج والبراهين من قبل علماء السنة، والمدة كافية له في الرجوع والتوبة عن منهجه المنحرف، وأن يفكر وينظر ويراجع نفسه، لكنه كان في هذه المدة يبحث ويخرج وينظر لعله يجد شيئا له ولمذهبه فوقع في أخطاء كثيرة، وتبين بأنه يخاصم في الإرجاء، وداعية للإرجاء، ومناضلا ومكابرا، وأكبر دليل مقاله الأخير الذي قرر فيه مذهب المرجئة، وكان يكتب باسم الناصح الصادق، وفي هذا المقال قرر كلام الناصح الصادق، فالذي ينشر بين الأمة الإسلامية الإرجاء والمنكرات يكون ناصحا صادقا، بل كذابا وغاشا، وربيع مقاله هذا وغيره ينضح من الإرجاء:

فأولا: فهو الذي يقول بأن الأعمال شرط كمال في الإيمان، وهو الذي يقول بأن الإيمان ينقص حتى يبقى ذرة، بدون أن يقول لا يبقى منه شيء، وهو الذي يقول بأن الإيمان أصل، والأعمال كمال و(فرع)، وهذا قول الناصح الصادق، فالكلام الأخير هو الذي بمقال الناصح الصادق.

ثانيا: وهو الذي لا يكفر (بجنس العمل)، بل هو متناقض في ذلك ويتهرب من لفظ (جنس العمل)، بزعمه بأن السلف لم يقولوا به، فالرجل خبط وخلط في مسائل الإيمان، ولا يريد أن يعترف بذلك، وهذا كله يخاف من اتباعه من قرر بخطئه وأنه كان مخطئا، فسوف يرمونه بأمور كثيرة، وبعوائب، وهو يخاف أن يعترف بخطئه، لكن العبد لا يخاف من الناس يخاف من الله سبحانه وتعالى، بل ويزعم في مقالاته هذه أننا لم نقف على كلام السلف، وبينا كثيرا من أقوال السلف في ما نقلناه من الآثار، وما نقلناه من أقوالهم، فلذلك كلام السلف وعلماء أهل السنة والجماعة واضح في هذه المسألة، وبين كذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (ج7 ص644)، بأن الإيمان يذهب بالكلية عندما تكلم عن نقصان الإيمان، قال: (ما إذا ذهب ذهب عن الأكمل، ومنه إذا ذهب نقص عن الكمال، ومنه إذا ذهب ذهب الإيمان بالكلية، وهو القول والاعتقاد).

وبين كذلك في شرح العمدة (ص86) هذا الأمر، حتى يقول: (فإذا خلا العبد عن العمل بالكلية لم يكن مؤمنا... فإن حقيقة الدين هو الطاعة والانقياد، وذلك إنما يتم بالفعل لا بالقول فقط، فمن لم يفعل لله شيئا فما دان لله دينا، ومن لا دين له فهو كافر). اهـ

وهذا واضح في كلام ابن تيمية رحمه الله، وبهذا يتبين بأن مقال ربيع المدخلي كله باطل، وليس له أصل، وكذب فيه على أهل السنة والجماعة وبينا هذا كله.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 



[1]) ((التعليق المختصر على القصيدة النونية)) (ج2 ص648).

[2]) قلت: فالمرجئة الآن خمس فرق:

    1) مرجئة الجهمية.                       2) مرجئة الكرامية.                           3) مرجئة الأشاعرة.

    4) مرجئة الحنفية (مرجئة الفقهاء.        5) المرجئة العصرية (الفرقة الخامسة).

     فالمرجئة خمس فرق، أبعدها الجهمية، وأدناها العصرية.

[3]) انظر الدرر السنية (ج1 ص336).

[4]) انظر الدرر السنية (ج1 ص335).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan