الرئيسية / كتب ليست ضمن سلاسل / حكم طواف التطوع للإنسان نفسه ولأبيه ولأمه وغير ذلك
حكم طواف التطوع للإنسان نفسه ولأبيه ولأمه وغير ذلك
حكم
طواف التطوع
للإنسان نفسه ولأبيه ولأمه وغير ذلك
بقلم
أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
ذكر الدليل من فعل النبي r،
والصحابة y على أنهم طافوا
طوافا مشروعا في الحج والعمرة،
ولم يطوفوا ما يسمى بـ(طواف التطوع)([1])
لا قبل النسك، ولا بعد النسك
1) عن عروة بن الزبير قال: قد حج النبي r فأخبرتني عائشة رضي الله عنها: (أن أول شيء بدأ به – يعني النبي r - حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف بالبيت، ثم حج أبو بكر فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم يكن غيره، ثم عمر مثل ذلك، ثم حج عثمان فرأيته أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم يكن غيره، ثم معاوية وعبدالله بن عمر ثم حججت مع أبي الزبير بن العوام فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم يكن غيره، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلون ذلك ثم لم يكن غيره، ثم آخر من رأيت فعل ذلك ابن عمر ثم لم ينقضها بعمرة وهذا ابن عمر عندهم أفلا يسألونه ولا أحد ممن مضى ما كانوا يبدءون بشيء حين يضعون أقدامهم أول من الطواف بالبيت ثم لا يحلون وقد رأيت أمي وخالتي حين تقدمان لا تبدأان بشيء أول من البيت تطوفان به ثم لا تحلان وقد أخبرتني أمي أنها هي وأختها والزبير وفلان وفلان بعمرة قط فلما مسحوا الركن حلوا).
أخرجه البخاري في صحيحه (ج3 ص477 و496) ومسلم في صحيحه (1235) واللفظ لمسلم.
ورواية البخاري (أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثن لم تكن عمرة، ثم حج أبو بكر t فكان أول شيء بدأ به الطواف بالبيت ثم لم تكن عمرة...).
وهذا الحديث يبين أن النبي r طاف طواف العمرة، ولم يذكر في الحديث بأنه طاف طواف ما يسمى بـ(طواف التطوع) وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان y أجمعين، وبقية الصحابة y.
ولم ينقل عن النبي r فعل ما يسمى بـ(طواف التطوع) ولا غيره.
ولذلك يجب الاقتصار على ما ثبت في السنة من الطواف: طواف العمرة، وطواف الإفاضة وطواف الوداع. والله ولي التوفيق.
2) وعن هشام عن الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح قالا: (إذا أقام الغريب بمكة أربعين يوما كانت الصلاة أفضل له من الطواف).
أثر صحيح
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (ج5 ص71) من طريق فضيل عن هشام به.
وإسناده صحيح.
فلم يأمرا بالطواف، بل أمرا بالصلاة بدلا من الطواف لأنه لم يثبت في السنة ما يسمى بـ(طواف التطوع).
3) وعن عبدالله بن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب مر بامرأة مجذومـة ،
وهي تطوف بالبيت، فقال لها: (يا أمة الله لا تؤذي الناس([2])، لو جلست في بيتك ففعلت).
أثر صحيح
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (ج5 ص71) من طريق عبدالله بن أبي بكر عن عبدالله بن أبي مليكة به.
وإسناده صحيح.
فأمرها عمر بن الخطاب t بترك ما يسمى بـ(طواف التطوع) لكي لا تؤذي الطوافين بمرضها، أو بإزدحامها لأن لو جاء حاج أو معتمر بعد انتهاء من نسكه وطاف بطواف ما يسمى بـ(طواف التطوع) لتزاحم الناس في الطوالف – كما هو مشاهد – ولم يتمكن الطوافون من حجهم وعمرتهم من تطبيق السنن كـ(تقبيل الحجر الأسود) وغيره، لأن هؤلاء يتزاحمون حتى عند الحجر الأسود لتقبيله بدون طواف.([3])
وكذلك الطواف له لباس خاص، وهو واجب من الرداء والإزار، وهذا لا يكون في طواف ما يسمى بـ(طواف التطوع).
وعلى هذا لم يشرع هذا الطواف لعدم ثبوت ذلك من السنة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1]) وذهب إليه بعض العلماء وقد اجتهدوا في ذلك رحمهم الله تعالى.
[2]) ولذلك ترى المطوفين بطواف التطوع يؤذون الطوافين من المعتمرين أو الحجاج بازدحامهم، والأولى بالطواف هم الحجاج والمعتمرون.
[3]) ولم يشرع هذا التقبيل للحجر بدون طواف الحج أو العمرة.
وعلى هذا إذا أحيينا شيئا لم يشرع، تمت السنن كما هو معروف والله المستعان.