الرئيسية / سلسلة التفسير الأثري / جزء فيه تفسير: قوله تعالى: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين [الجمعة: 5].
جزء فيه تفسير: قوله تعالى: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين [الجمعة: 5].
4 |
سلسلة التفسير الأثري |
جزء
فيه تفسير: قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5].
تأليف
العلامة المحدث المفسر فوزي بن عبد الله بن محمد الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه، وجعل الجنة مثواه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
ذكر الدليل على تأصيل قاعدة: «العبرة
بعموم اللفظ لا بخصوص السبب»
اعلم رحمك الله أنه إذا صح للآية سبب نزول، وجاءت ألفاظها أعم من سبب نزولها، فيصح الابتداء به، ويكون تاما مفيدا للعموم. ([1])
فتحمل الآية على عموم ألفاظها، شاملة لأفراد السبب، ولأفراد غيره مما شابهه.([2])
فالقول الحق هو قول من حملها على عموم ألفاظها، ولم يقصرها على سبب نزولها، بل تتعداه إلى غيره مما ينطبق عليه لفظ الآية.
وإليك الدليل:
(1) فعن ابن مسعود t: (أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي r يسأله عن كفارتها، فأنزل الله تعالى: ]وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات[ [هود: 114]، فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال r: لجميع أمتي كلهم).([3])
قلت: فبين النبي r للأمة أن العبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
فهذا الرجل الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي r ألي هذه؟، فبين له النبي r: «أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب».
قال العلامة الشيخ محمد الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج3 ص250): (فهذا الذي أصاب القبلة من المرأة نزلت في خصوصه آية عامة اللفظ، فقال للنبي r: ألي هذه؟، ومعنى ذلك: هل النص خاص بي لأني سبب وروده، أو هو على عموم لفظه، وقول النبي r: «لجميع أمتي» معناه: أن العبرة بعموم لفظ: «إن الحسنات يذهبن السيئات» ، لا بخصوص السبب). اهـ
(2) وقال تعالى: ]يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل[ [البقرة: 215].
قلت: فجاء الجواب على خلاف السؤال الذي كان سببا في النزول لبيان المهم؛ لأن الاعتبار للفظ في كلام الشارع، واللفظ يقتضي العموم بإطلاقه فيجب إجراؤه على عمومه إذا لم يمنع عنه مانع، والسبب لا يصلح مانعا، لأنه لا ينافي عمومه. ([4])
قلت: وأجمع الصحابة y على: «أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب». ([5])
(3) وقال تعالى: ]ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه[ [البقرة:114].
قلت: وظاهر الآية العموم في كل مانع، وفي كل مسجد، وفي كل زمان.
قال المفسر أبو حيان / في «البحر المحيط» (ج1 ص571): (قوله تعالى: ]ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه[ [البقرة:114]، وظاهر الآية العموم في كل مانع وفي كل مسجد، والعموم وإن كان سبب نزوله خاصا، فالعبرة به لا بخصوص السبب). اهـ
قلت: فالأخذ بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عليه إجماع السلف، وجماهير العلماء. ([6])
(4) وعن سلمة بن صخر الأنصاري t؛ أنه وقع على امرأته بعد أن ظاهر منها، فأتى النبي r فأخبره الخبر، فقال له النبي r: (حرر رقبة... فصم شهرين متتابعين... فأطعم وسقا من تمر ستين مسكينا) ([7]) الحديث.
قلت: أفتى النبي r بمضمون هذه القاعدة في قصة سلمة بن صخر الأنصاري t حين ظاهر من امرأته، حيث أجرى عليه عموم لفظ آيات الظهار دون أن يذكر قياسا، أو دليلا آخر من العتق، أو الصيام، أو الإطعام.
ولذلك لم يجعل الله تعالى الأحكام معلقة بالأسباب، بل يذكرها تعالى للعموم، ولا يقصرها على الأسباب ؛ لبيان المهم في ذلك. ([8])
قال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «التعليق على القواعد الحسان» (ص18)؛ عن آية الظهار (لكن الحكم يشملها، إما بالعموم اللفظي، وهو الصحيح، وإما بالعموم المعنوي، وهو القياس لعدم الفارق). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «أصول في التفسير» (ص84): (إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها ؛ لأن القران نزل تشريعا عاما لجميع الأمة، فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه). اهـ
قلت: واحتج السلف في جميع الأعصار، والأمصار في وقائع مختلفة بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة.
وهذا أمر شائع ذائع بينهم، ولم يعرف عنهم مخالف من السلف، ولم يعرف عنهم أنهم لجأوا إلى قياس، أو استدلال بغير ألفاظ الآيات، فدل ذلك على: «أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب». ([9])
(5) فعن عبد الله بن معقل بن مقرن قال: (جلست إلى كعب بن عجرة t، فسألته عن: «الفدية»، فقال t: نزلت في خاصة، وهي لكم عامة).([10])
(6) وعن ابن عباس t قال: في قوله تعالى: ]ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين[ [البقرة: 8]. يعني: المنافقين من الأوس والخزرج، ومن كان على أمرهم). ([11])يعني: من كان على أشكالهم في الانحراف.
(7) وعن قتادة / قال: في قوله تعالى: ]ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين[ [البقرة: 8]. قال: هؤلاء المنافقون). ([12])
قلت: يدخل في هذه الآية كل منافق في كل زمان، ومن كان على شاكلتهم من المبتدعة.
(8) وعن محمد بن كعب القرظي / قال: (إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون بعده عامة). ([13])
قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج14 ص165)؛ وهو يقرر هذه القاعدة: (وأن الآية كانت قد تنزل لسبب من الأسباب، ويكون الحكم بها عاما في كل ما كان بمعنى السبب الذي نزلت فيه). اهـ
قلت: فالآية وإن كانت تنزل لشخص، فمعناها يتناول كل من فعل فعله من خير أو شر، أو من أمر أو نهي. ([14])
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج13 ص339)؛ في معرض تقريره لهذه القاعدة: (فالآية التي لها سبب معين إن كانت أمرا ونهيا؛ فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته، وإن كانت خبرا بمدح، أو ذم، فهي متناولة لذلك الشخص وغيره ممن كان بمنزلته أيضا). اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية / في «الفتاوى» (ج15 ص346): (وقصر عمومات القرآن على أسباب نزولها باطل، فإن عامة الآيات نزلت بأسباب اقتضت ذلك، وقد علم أن شيئا منها لم يقصر على سببه). اهـ
قلت: فتبين من هذه القاعدة أن أحكام القرآن أغلبها كلية، بمعنى: أنها لا تختص بشخص دون آخر، ولا بحال دون حال، ولا زمان دون آخر.
وقد نص العلماء على هذه القاعدة بعد استقرائهم للقرآن الكريم.
قلت: فالقرآن أثره كلي على عموم الناس، أي: أن كل عام في القرآن ورد لسبب خاص من معالجة لحادثة ما، أو إجابة على سؤال خاص، يتنزل على عموم الأمة ؛ إذ القرآن الكريم نزل لكل البشر، لا لأناس دون آخرين.
فالعبرة في استنباط الأحكام من النصوص الشرعية بما دل عليه اللفظ من العموم، وعدم اختصاص الحكم بسببه.
قلت: فالأصل في نصوص الشرع أنها لكل المكلفين؛ وذلك إذا ورد لفظ العموم على سبب، فإنه يعم سائر البشر إن لم يدل الدليل على خصوصه. ([15])
والراغب الأصفهاني يطبق في «تفسيره» قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. ([16])
قال المفسر الراغب الأصفهاني / في «تفسير القرآن» (ج1 ص481)؛ في قوله تعالى: ]ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب[ [آل عمران: 23]؛ والآية تتناول اليهود والنصارى، وإن كانت واردة في اليهود). اهـ
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر
المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد،
لقد أدرك المسلمون الأولون عظم شأن هذا القرآن الكريم، فعنوا به عناية كبيرة، وأحاطوه بكل أسباب الرعاية، وكان أبرز شيء من هذه الرعاية هو تفسير آيات القرآن للمسلمين لعلهم يهتدون.
لذلك سقت في ديباجة هذا الجزء؛ تفسير؛ قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]، ليستفيد الناس منه؛ لأنه تفسير بالآثار الصحيحة.
وهذا الكتاب الذي بين يديك إنما كان الباعث على الشروع في تجميعه، ونشره بين المسلمين هو ما يرى من حاجة الناس إلى معرفة التفسير بالمأثور في الدين.
وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجزء جميع الأمة، وأن يتقبل مني هذا الجهد، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يتولانا بعونه، ورعايته إنه نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو عبدالرحمن
فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
وبه نستعين
قال تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5].
إعراب الآية الكريمة:
قوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل[ [الجمعة: 5].
* الكاف: في: «كمثل»؛ في موضع رفع؛ لأنها في موضع خبر المبتدأ، وهو: ]مثل الذين حملوا[.
* كمثل: جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ: (مثل).
* الحمار: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره؛ أي: يحمل على ظهره.
* الكاف: حرف تشبيه، أو تكون اسما مبنيا على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ.
* مثل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
* ويحمل: جملة فعلية في موضع نصب على الحال، وتقديره: كمثل الحمار حاملا أسفارا.([17])
* وجملة مثل: استئنافية لا محل لها.
ولفظ: (الحمار)؛ يقع على الذكر والأنثى، ويجمع على: «حمير»، و«حمر»، ويستخدم منذ القدم في حمل الأمتعة، وحرث الأرض، وهو شديد التحمل والصبر.([18])
وتخصيصه هنا: بالتمثيل به؛ لأنه كالعلم في الجهل، والبله، والضلال.
والمخصوص بالذم محذوف، تقديره: هذا المثل.
* مثل الذين: مبتدأ مضاف إلى اسم الموصول.
* مثل: مبتدأ مرفوع بالضمة، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
* الذين: مضاف إليه، وهو اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
* وجملة: (مثل الذين)؛ استئنافية.
* وجملة حملوا: صلة: (للذين)؛ يعني: جملة حملوا صلة الموصول([19]): (الذين) في محل جر نعت للقوم.
* حملوا: فعل ماض مبني للمجهول؛ وهو مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
* الواو: ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل، والألف: فارقة.
الألف الفارقة: لقد أضاف علماء اللغة العربية «الألف» هنا للتفريق بين: «واو» الجماعة، و«واو» جمع المذكر السالم المضاف.
مثل: «حضر معلمو المدرسة».
و«واو» الأسماء الستة المرفوعة؛ مثل: «جاء أبو خالد».
و«واو» العلة في الفعل المضارع؛ مثل: «ينمو النبات».
و«واو» أولو؛ بمعنى: «أصحاب» المضافة، مثل: «جاء أولو الحق».
فتزاد الألف بعد: «واو» الجماعة التي هي ضمير في محل رفع فاعل.
وتسمى: «ألف» الفصل، أو «ألف» الجماعة، ويقال لها: «ألف» التفريق أيضا؛ لأننا نفرق بها بين «واو» الجماعة التي هي ضمير في محل رفع فاعل، وبين كل «واو» تأتي في نهاية الكلمة.
ومثال ذلك: «عملوا» فسبب زيادة «الألف» هنا؛ لأن «الواو» التي قبلها ضمير في محل رفع فاعل.
ومثل هذا: «قاموا»، «صنعوا»، «لم يقوموا»، «اعملوا»، «أصبحوا»، «كونوا».
* وأما إذا كانت «الواو»: التي في نهاية الكلمة غير «واو» الجماعة؛ فإنه لا يجوز زيادة «الألف» بعدها.
مثل: «يعلو»؛ لم تزاد «الألف» بعد «الواو»؛ لأن حرف «الواو» هنا: حرف علة؛ يعني: «واو» العلة، ثم إنها من أصل الكلمة.
ومثل هذا: «يربو»، «يسمو»، «يعدو»، «يدنو»، «يصفو».
* وأما إذا كانت «الواو» التي في نهاية الكلمة في جمع المذكر السالم المضاف؛ فإنه لا يجوز زيادة «الألف» بعدها أيضا.
مثل: «عاملو المصنع» لم تزاد «الألف» بعد «الواو» لأن حرف، «الواو» هنا: علامة رفع جمع المذكر السالم.
ومثل هذا: «معلمو المدرسة»، «مهندسو المدينة»، «سائقو العربة»، «موظفو الوزارة».
* وأما إذا كانت «الواو» التي في نهاية الكلمة، وهي «واو» الأسماء الستة المرفوعة؛ فإنه لا يجوز زيادة «الألف» بعدها.
مثل: «جاء أبو خالد»؛ لم تزاد «الألف» بعد «الواو»؛ لأن حرف «الواو» هنا: علامة رفع الأسماء الستة.
ومثل هذا: «أبو عدنان»، «حمو خالد»، «ذو مال»، «فو هبة».([20])
إذا الألف الفارقة: هي «ألف» ترسم بعد «واو» الجماعة لتفرق بين: «واو» الجماعة، و«واو» الفعل الأصلية، و«الواو» التي تكون في نهاية بعض الأسماء.
مثل الألف الفارقة: «كتبوا»، «لم ينجحوا»، «لن تسألوا»، «اخرجوا»، فهذه الألف الفارقة.
والألف الفارقة: لا تتصل إلا بالأفعال المتصلة بـ«واو» الجماعة، وأنه لا يجوز مطلقا اتصالها بالأسماء بعد «واو» الجمع.
فلا يجوز أن تقول: «مهندسوا الشركة».
فالصواب: أن تكتبها بدون «الألف» الفارقة: «مهندسو الشركة»؛ لأن «الواو» أصلية في اسم جمع المذكر السالم المضاف.
والألف الفارقة: تفرق بين «واو» الجماعة، و«الواو» في آخر بعض الأسماء، و«واو» الفعل الأصلية؛ مثل: «يسمو»، «يرجو»، «يدعو»، فهذه «الواو» الأصلية في الأفعال.
والألف الفارقة: تكتب، ولا تنطق؛ لأنها ألف زائدة في الكلمة؛ مثل «كتبوا»، «نجحوا».
* التوراة: مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ أي: كلفوا بالعمل بها.
* ثم: حرف عطف للترتيب على التراخي.
فإن عدم وفائهم بما عهد([21]) إليهم أعجب من تحملهم لهذه العهود.
ونحو ذلك: قوله تعالى: ]إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان([22]) إنه كان ظلوما جهولا[ [الأحزاب: 72].
* لم: حرف نفي، وجزم، وقلب.
* يحملوها: فعل مضارع مجزم بـ: «لم»، وعلامة جزمه حذف النون.
* الواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل.
* الهاء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به؛ أي: ولم يعملوا بها، وغير منتفعين بآياتها.
* وجملة لم يحملوها: معطوفة على جملة الصلة؛ يعني: معطوفة على التي من قبلها.
* يحمل: فعل مضارع، وفاعله مستتر، والجملة حال.
* فيحمل: في موضع نصب على الحال، والعامل فيها معنى: المثل، أو صفة للحمار.
* فـ: «يحمل»؛ إما حال([23]) من الحمار؛ لكونه معرفة لفظا، والعامل فيه معنى: «المثل»، أو صفة له لأن تعريفه ذهني، فهو نكرة فيوصف بما توصف به على الأصح.([24])
قلت: فالذين حملوا التوراة هم: بنو إسرائيل الأحبار، وحملوا معناه: كلفوا القيام بأوامرها ونواهيها.
فهذا كما حمل الإنسان الأمانة، وليس ذلك من الحمل على الظهر.
قلت: وذكر تعالى أنهم لم يحملوها؛ أي: لم يطيعوا أمرها، ويقفوا عند حدها.
فكان كل حبر لم ينتفع بما حمل، كمثل حمار عليه أسفار.([25])
قلت: ومعنى الحمل هنا ليس من الحمل على الظهر، وإنما هو من الحمالة.
والحميل: الكفيل.
والحمالة: بفتح الحاء؛ أي: كفل وحمل الرسالة تحميلا كلفه حملها، وتحمل الحمالة حملها.
فقوله تعالى: ]حملوا التوراة[؛ ليس من الحمل على الظهر، وإن كان مشتقا منه، وإنما هو من الحمالة: بفتح الحاء؛ بمعنى: الكفالة، ومنه قيل؛ للكفيل: الحميل.
وقوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة[؛ فهذا مثل.
وقوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ مثل آخر.
قلت: وبين المثلين وجه شبه، دلت عليه كاف التشبيه([26])، وهو عدم الانتفاع بما من شأنه أن ينتفع به انتفاعا عظيما لسمو قيمته، وجلال منزلته، وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس المتعارف، ولذلك قال تعالى: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[ [الجمعة: 5].
قال تعالى: ]وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون[ [البقرة: 146].
قلت: فوجه الشبه هو حرمان الانتفاع من شيء عظيم النفع مع تحمل تعب استصحابه.
فبنو إسرائيل: ]حملوا التوراة[؛ أي كلفوا أن يقوموا بحقها: ]ثم لم يحملوها[؛ أي: لم يفوا بما كلفوا به، ولم يعملوا بموجبه؛ لأن حمل التوراة يبدأ أولا بالفهم والفقه والإدراك، وينتهي ثانيا بالعمل؛ لتحقيق مدلولها في الحياة.
* كمثل: متعلق بخبر المبتدأ: (مثل)؛ أي: خبر مثل.
* أسفارا: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره؛ أي: حاملا كتبا من كتب العلم يمشي بها، ولا يدري ما فيها من كنوز.
* وجملة يحمل: في محل نصب حال من الحمار؛ أي: في محل نصب على الحال من الجار.
وأجازوا أن تكون في محل جر نعتا للحمار؛ أي: في محل جر نعت لحمار؛ لأن: (أل) فيه جنسية.
* يحمل أسفارا: الجملة الفعلية في محل نصب حال.
وهي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: هو.
فيحمل: فعل مضارع، فاعله مستتر.
فقوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ كلام مستأنف مسوق لضرب المثل: (لليهود) عندما تركوا العمل بالتوراة، ولم يؤمنوا بمحمد r.
قال المفسر القيسي / في «غريب القرآن» (ص270): (قوله تعالى: ]أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ أي: كتبا، كما أن الحمار لا ينتفع بما يحمل من الكتب، كذلك هؤلاء لا ينتفعون بالتوراة، إذ لا يعملون بها). اهـ
* وقوله تعالى: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[ [الجمعة: 5].
* بئس: فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم.
* مثل القوم: فاعل بئس، وهو فاعل مضاف إلى القوم.
* مثل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
* القوم: مضاف إليه مجرور بالإضافة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
* وجملة بئس مثل: استئنافية.
* الذين: صفة القوم.
* الذين: إما في موضع رفع بتقدير: مضاف محذوف، تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين كذبوا، فحذف: «مثل»؛ وهو المضاف المرفوع، وأقيم المضاف إليه مقامه.
* وإما في موضع جر على أن يكون: «الذين» وصفا للقوم الذين كذبوا بآيات الله تعالى.
ويكون المقصود بالذم محذوفا، وتقديره: مثلهم، أو هذا المثل.
كذبوا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متصل في محل رفع] فاعل، والألف: فارقة.
فكذبوا: فعل ماض، وفاعله.
والجملة صلة الموصول لا محل لها من الأعراب.
بآيات الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل: (كذبوا)، ولفظ الجلالة: مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة، وعلامة جره الكسرة؛ أي: معجزات الله الدالة على صحة نبوة الرسول الكريم.
والله: لفظ الجلالة مبتدأ.
الواو: استئنافية.
لا: نافية.
يهدي: فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر؛ أي: والفاعل هو.
وجملة لا يهدي: خبر المبتدأ.
الظالمين: صفة القوم؛ أي: نعت القوم، والجملة الإسمية الإستئنافية لا محل لها.
أو أن: ]مثل القوم[؛ فاعل: (بئس)، والذين كفروا هو المخصوص بالذم على حذف مضاف، أي: (مثل الذين كذبوا بآيات الله)، وهم اليهود؛ أو يكون: (الذين كفروا)؛ صفة للقوم، والمخصوص بالذم محذوف، والتقدير: بئس مثل القوم المكذبين مثلهم؛ أي: مثل هؤلاء الذين حملوا التوراة.([27])
قلت: فبئس مثل القوم مثل الذين كذبوا، فحذف المضاف، وهو المخصوص بالذم، وأقيم المضاف إليه مقامه.
* فيجوز أن يكون: «الذين» صفة القوم، والمخصوص محذوف ؛ أي: بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله هو.
* والضمير راجع إلى: ]مثل الذين حملوا التوراة[ [الجمعة: 5].
قلت: والوصف وإن كان في الظاهر للمثل([28])، فهو راجع إلى القوم، فكأنه قال: بئس القوم قوما مثلهم.([29])
قال الإمام ابن الجوزي / في «تذكرة الأريب» (ج2 ص221): (شبههم بالحمار؛ لأنه لا يعقل ما يحمل). اهـ
* الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للقوم.
* وجملة كذبوا: صلة؛ أي: صلة الموصول: (الذين) الثاني.
* بآيات الله: متعلقان بكذبوا.
والمخصوص بالذم محذوف؛ أي: هذا المثل.
* والله: مبتدأ.
* وجملة لا يهدي: خبر؛ أي: في محل رفع خبر المبتدأ: (الله).
* القوم: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
* الظالمين: نعت للقوم.([30])
* الصرف:
* (أسفارا)؛ جمع سفر بكسر السين، وسكون الفاء، وهو اسم للكتاب الكبير، وزنه: فعل بكسر الفاء، وسكون العين، ووزن: أسفار؛ أفعال.
قال أبو جعفر النحاس / في «إعراب القرآن» (ج4 ص426): (]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ أي: حملوا القيام بها والانتهاء إلى ما فيها: ]ثم لم يحملوها[؛ أي: لم يفعلوا ذلك: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ «يحمل» في موضع نصب على الحال؛ أي: حاملا فإن قيل: فكيف جاز هذا ولا يقال: جاءني غلام هند مسرعة؟؛ فالجواب: أن المعنى مثلهم مثل الذين حملوا التوراة، وزعم الكوفيون أن يحمل: صلة للحمار، لأنه بمنزلة النكرة، وهم يسمون نعت النكرة صلة ثم نقضوا هذا فقالوا: المعنى كمثل الحمار حاملا؛ أسفارا. ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[؛ أي: هذا المثل؛ ثم حذف هذا، لأنه قد تقدم ذكره. ]والله لا يهدي القوم الظالمين[؛ المعنى: لا يوفقهم ولا يرشدهم إذ كان في علمه أنهم لا يؤمنون، وقيل: لا يهديهم إلى الثواب). اهـ
وقال أبو البقاء العكبري / في «التبيان في إعراب القرآن» (ج2 ص1222): (قال تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5].
قوله تعالى: (يحمل) : هو في موضع الحال من «الحمار» والعامل فيه معنى المثل.
قوله تعالى: (بئس مثل) : «مثل» هذا فاعل بئس، وفي «الذين» وجهان:
أحدهما: هو في موضع جر نعتا للقوم، والمخصوص بالذم محذوف؛ أي هذا المثل. والثاني: في موضع رفع تقديره: بئس مثل القوم مثل الذين، فمثل المحذوف هو المخصوص بالذم، وقد حذف وأقيم المضاف إليه مقامه). اهـ
قلت: و«بئس»؛ لفظ جامع لأنواع الذم كلها، وهو ضد لفظ: «نعم»؛ في المدح.
وهما جامدان، لا يتصرفان.
* «فنعم»: منقول من قولك: نعم فلان؛ إذا أصاب نعمة.
* و«بئس»: منقول من بئس فلان؛ إذا أصاب بؤسا.
فإذا قلت: «نعم الرجل محمد([31]»، دللت على أنه قد استوفى المدح الذي يكون في سائر جنسه.
وإذا قلت: «بئس الرجل خالد»، دللت على أنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه.
قلت: وعليه فإن هذا المثل قد دل على أنه استوفى الذم الذي يكون في سائر أمثال السوء.
* فالمخصوص بالمدح: هو الاسم الذي تمدحه؛ جملة: «نعم».
* والمخصوص بالذم: هو الاسم الذي تذمه؛ جملة: «بئس».
* و«نعم»، و«بئس»: فعلان جامدان ليس لهما مضارع، ولا أمر، ولا يشتق منهما.
* «فنعم»: من أفعال المدح.
* و«بئس»: من أفعال الذم.
* وهي أفعال لإنشاء: المدح أو الذم، فجملها إنشائية غير طلبية، ولا خبرية، ولابد لها من مخصوص: «بالذم» أو «المدح».
* و«نعم»: فعل ماض جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء المدح.
والجامد: هو الذي لا ينصرف، ولا يفارق الماضي؛ أي: «نعم» لا تستعمل في غير الماضي.
* و«نعم»: لازمة على صورة واحدة؛ يعني: لا تطلب مفعولا، فتكفي بالفاعل في الجملة.
* و«نعم»: ترفع الاسم.
* و«بئس»: فعل ماض جامد مبني على الفتح؛ لإنشاء الذم.
* والمخصوص بالمدح، أو بالذم يعرب: مبتدأ مؤخرا، والجملة الفعلية قبله المكونة من الفعل الجامد قبله: (نعم، أو بئس).
والفاعل: عبارة عن جملة فعلية في محل رفع خبر مقدم.
* أو يعرب المخصوص خبرا مرفوعا؛ لمبتدأ محذوف وجوبا.
* ويجوز في المخصوص بالمدح، أو الذم أن يتقدم على: «نعم»، و«بئس».
* ويجوز لك أن تقدم: المخصوص على: «نعم»، أو «بئس».
فتقول: «عمر بن الخطاب نعم العادل».
وتقول: «النفاق بئس الخلق».
فيعرب المخصوص هنا: مبتدأ خبره الجملة الفعلية بعده.
فالقواعد في: «نعم»، و«بئس» على ما يلي:
(1) نعم: فعل للمدح.
(2) بئس: فعل للذم.
وهما فعلان ماضيان جامدان، كما سبق ذلك.
(3) يجب في فاعل كل منهما:
1- أن يكون مقترنا بـ«أل».([32])
2- أو مضافا إلى اسم مقترن بـ«أل».
3- أو ضميرا مستترا وجوبا مميزا بنكرة.
4- أو كلمة «ما» الموصولة، أو «من» الموصولة.
فـ«ما» الموصولة؛ بمعنى: الذي للعاقل.
و«من» الموصولة؛ بمعنى: الذي لغير العاقل.
الأمثلة:
* يأتي الفاعل محلى بالألف واللام:
قال تعالى: ]إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب[ [ص: 44].
فالعبد: فاعل نعم.
والمخصوص: بالمدح محذوف لدلالة ما قبله عليه.
وتقديره: «هو»؛ أي: أيوب عليه السلام.
وقال تعالى: ]يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير[ [الحج: 13].
فالمولى: فاعل بئس.
* أن يكون مضافا إلى ما فيه: «أل».([33])
قال تعالى: ]ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين[ [النحل: 30].
فالدار: فاعل نعم، وهو مضاف إلى ما قبله: «أل»؛ (المتقين).
والمخصوص: بالمدح؛ يحتمل أن يكون المذكور بعدها، وهو: قوله تعالى: ]جنات عدن يدخلونها[ [النحل: 31].
ويحتمل أن يكون محذوفا؛ تقديره: هي الدار.
* أن يكون ضميرا مستترا مفسرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز؛ كقولك: «نعم خلقا الصدق».
ففاعل: نعم ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: «هو»؛ لأن تفسيره النكرة: «خلقا»؛ وهي: تمييز.
والصدق: مبتدأ، والتقدير: «نعم هو خلقا الصدق».
مثال: «بئس طريقا الضلال».
* «بئس»: فعل ماض جامد يفيد الذم مبني على الفتح لا محل له.
* وفاعله: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: «هو» يعود إلى التمييز بعد «طريقا».
* طريقا: تمييز للفاعل المبهم منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
* الضلال: مخصوص بالذم، مبتدأ مؤخر، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم، ويصح أن يعرب: خبرا لمبتدأ محذوف؛ تقديره: «هو».
قلت: فالمخصوص بالذم هو: «الضلال».
* فمخصوص: «نعم» أو «بئس»: هو الاسم الذي قصد مدحه، أو ذمه.
* ويجوز في إعرابه وجهان:
(1) أن يكون مبتدأ، والجملة قبله خبرا عنه.
(2) أن يكون خبرا لمبدأ محذوف وجوبا، تقديره: «الممدوح»، أو «المذموم».
* يجوز أن يتقدم مخصوص «نعم»، أو «بئس» عليهما، ويعرب حنيئذ: «مبتدأ» ليس غير، والجملة بعده خبر عنه.
* مثال: «نعم البطل خالد».
نعم: فعل ماض جامد يفيد المدح مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
البطل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
خالد: مخصوص بالمدح، مبتدأ مؤخر، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم.
ويصح: أن يعرب: خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: «هو».
* مثال: «الصدق نعم الخلق» أو «نعم الخلق الصدق».
* مثال: «الكذب بئس صفة» أو «بئس صفة الكذب».
(4) إذا كان المخصوص بالمدح، أو بالذم مفهوما من الكلام؛ فإنه قد يحذف.
مثل: «نعم عاقبة المتقين»؛ أي: الجنة.
ومثل: «بئس دار الكافرين»؛ أي: النار.
(5) إذا جاء بعد: «نعم»، أو «بئس» كلمة وهي نكرة منصوبة؛ فإنها تعرب: تمييزا.
* مثل: «نعم عملا الإخلاص».
عملا: تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(6) يجوز أن تلحق: تاء التأنيث الفعلين: «نعم»، و«بئس» إذا كان فاعلهما مؤنثا.
* مثل: «نعمت الصفة الوفاء».
* ومثل: «بئست الصفة الغدر».
* اسم النكرة؛ بعد: «نعم»، و«بئس» يعرب:
* «نعم عاملا المصري».
والمعرفة يعرب: «نعم العامل المصري».
معرب بـ«أل» التعريف.
قلت: إذا فاعل: «نعم»، و«بئس»؛ لا يكون إلا معرفا بـ«أل»([34])، أو مضافا إلى المعرف بـ«أل»، أو ضميرا مستترا وجوبا مميزا بنكرة، أو بكلمة «ما» أو «من» الموصولتين.
مثال: «نعم العادل عمر بن الخطاب».
العادل: فاعل «نعم»، وهو مقترن بـ«أل».
مثال: «نعم جزاء المتقين الجنة».
جزاء: مضاف إليه، وهو مضاف إلى الاسم المقترن بـ«أل»، والاسم: هو «المتقين».
مثال: «نعم مصيفا الطائف».
تجد الفاعل ضميرا مستترا وجوبا مفسرا؛ باسم منصوب بنكرة، يعرب تمييزا، وهو كله: «مصيفا».
مثال: «نعم ما يصنعه المعروف».
ما: الموصولة، ومثلها: «من» الموصولة أيضا؛ كقولك: «نعم من نكرم العالم».
* أمثلة على فعل «نعم»، وفعل «بئس»:
1) قال تعالى: ]ونعم أجر العاملين[ [آل عمران: 136].
2) وقال تعالى: ]فنعم عقبى الدار[ [الرعد: 24].
3) وقال تعالى: ]ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون[ [الصافات: 75].
4) وقال تعالى: ]بئس الشراب وساءت مرتفقا[ [الكهف: 29].
5) وقال تعالى: ] جهنم يصلونها وبئس القرار [ [إبراهيم: 29].
6) وقال تعالى: ]ومأواهم النار ولبئس المصير[ [النور: 57].
7) وقال تعالى: ]وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا[ [الكهف: 50].
8) «نعم الصديق من واساك».
9) «بئس الصديق من جفاك».
10) «بئس الخلق النفاق».
11) «بئس مصير الكفار جهنم».
12) «بئس صفة الكذب».
قلت: وهذا النص فيه تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب، أن يتعلم معانيه، ويعلم ما فيه، ويعمل بما فيه من أمر ونهي، لئلا يلحقه من الذم ما لحق أولئك اليهود، فهو تنديد باليهود، وفي الوقت نفسه تحذير لعامة المسلمين من أن يكونوا كاليهود في عدم الانتفاع بما فيه دواء من كل داء، وشفاء لما في الصدور.
قلت: ومن هنا فإن هذا المثل، وإن كان قد ضرب لليهود، فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن، أو العلم، فترك العمل به، ولم يؤده حقه.
البلاغة في الآية الكريمة:
فقوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5].
فيه تشبيه تمثيلي؛ لأن وجه الشبه منتزع من متعدد ؛ أي: مثلهم في عدم الانتفاع بالتوراة، كمثل الحمار الذي يحمل الكتب، وليس له إلا التعب.([35])
قلت: وهذا التمثيل لإظهار الجهل والبلادة، وهذا في الحمار أظهر.
والغرض من الكلام في هذا المقام تعيير القوم بالحمار، وتحقيرهم، فيكون تعيين الحمار أليق وأولى، ولما فيه من الذل والحقارة ما لا يكون في الغير.
قلت: نعت الله تعالى اليهود بالحيوان المعروف؛ لتركهم العمل بأحكام التوراة، وتشبيههم ب: «الحمار» الذي يحمل على ظهره الكتب النافعة([36])،ولكنه لا يفهم منها شيئا، ولا يناله إلا التعب، وذلك الشقاء بعينه.
القراءات في الآية:
* العظيم مثل:
أوجه القراءة: بالإدغام الكبير، وهو بإدغام المتماثلين في المتحركين من كلمتين؛ يعني: إدغام الميم في الميم هنا.([37])
القارئ:
1) قرأ أبو عمرو البصري المقرئ؛ برواية السوسي: على أحد الوجهين.
2) قرأ يعقوب بن إسحاق بن زيد البصري المقرئ.([38])
يعني: بخلف([39]) عن أبي عمرو، ويعقوب بإدغام المتماثلين، وقرأ الباقون بالإظهار.
* التوراة ثم:
أوجه القراءة: بالإدغام الكبير، وهو بإدغام المتقاربين بين: «التاء»، و«الثاء»؛ أي: إدغام التاء في الثاء هنا في المتحركين من كلمتين.([40])
والمراد من المتقاربين: ما تقاربا مخرجا، أو صفة.([41])
القارئ:
1) أبو عمرو البصري المقرئ؛ برواية السوسي: على أحد الوجهين.
2) يعقوب بن إسحاق بن زيد البصري المقرئ.
يعني: بخلف عن أبي عمرو، ويعقوب بإدغام المتماثلين، وقرأ الباقون([42]) بالإظهار.([43])
* حملوا: بتشديد الميم.
أوجه القراءة: «حملوا»؛ بتخفيف الميم، وفتح الحاء ؛ يعني: مخففا مبنيا للفاعل.([44])
القارئ:
1) يحيى بن يعمر البصري المقرئ.([45])
2) زيد بن علي بن أحمد الكوفي المقرئ.([46])
وقرأ الجمهور: «حملوا»: مشددا مبنيا للمفعول.
* التوراة:
1) أوجه القراءة: بالإمالة؛ أي: إمالة فتحة الراء والألف هنا، وهي الإمالة الكبرى، ويقال لها: إمالة محضة، وهي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء ؛ والإمالة تقع في الألف، وفي الفتحة، وفي هاء التأنيث الساكنة في الوقف.
ومعنى: إمالة الألف، والهاء الساكنة: تقريبهما من الياء، ومعنى إمالة الفتحة: تقريبهما من الكسرة.
يعني: هي نطق الحركة بين الفتحة والكسرة، وهي أقرب للكسرة، ونطق الحرف بين الألف والياء، وهي أقرب للياء.
فالإمالة تقع في الألف، والهاء، والراء.([47])
1) زبان بن العلاء أبو عمرو البصري المقرئ.([48])
2) حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المقرئ.([49])
3) علي بن حمزة الكسائي الكوفي المقرئ.([50])
4) محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم الأصبهاني المقرئ.([51])
5) خلف بن هشام الأسدي البغدادي المقرئ.([52])
6) ابن ذكوان: عبد الله بن أحمد الدمشقي المقرئ.([53])
2) أوجه القراءة: بالتقليل، وهذا التقليل هو الإمالة الصغرى، ويقال لها: الإمالة المتوسطة، وبين اللفظين.
والتقليل؛ أي: تقليل الفتح.
يعني: نطق الحركة بين الفتحة، وبين حركة الحرف الممال إمالة كبرى، ونطق الحرف بين الألف والألف الممالة إمالة كبرى.
والمفهوم عند إطلاق لفظ الإمالة: هي الإمالة الكبرى.([54])
القارئ:
1) حمزة بن حبيب الزيات الكوفي المقرئ.([55])
2) نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني المقرئ.([56])
3) قالون: عيسى بن مينا الزرقي المدني المقرئ.([57])
4) يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري الأزرق المقرئ.([58])
5) ورش: عثمان بن سعيد المصري المقرئ.([59])
* الحمار:
1) أوجه القراءة: بالإمالة([60])؛ أي: إمالة فتحة الميم والألف هنا، وهي الإمالة الكبرى، ويقال لها: إمالة محضة، وهي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء؛ والإمالة تقع في الألف، وفي الفتحة، وفي هاء التأنيث الساكنة في الوقف.
ومعنى: إمالة الألف، والهاء الساكنة: تقريبهما من الياء، ومعنى إمالة الفتحة: تقريبهما من الكسرة.
فالإمالة تقع في الألف، والهاء، والراء.([61])
القارئ:
1) زبان بن العلاء أبو عمرو البصري المقرئ.([62])
2) علي بن حمزة الكسائي الكوفي المقرئ.([63])
3) ابن ذكوان: عبد الله بن أحمد الدمشقي المقرئ.([64])
4) حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري البغدادي المقرئ.([65])
5) ورش: عثمان بن سعيد المصري المقرئ.([66])
6) الأخفش: هارون بن موسى بن شريك الدمشقي المقرئ.([67])
2) أوجه القراءة: بالتقليل، وهذا التقليل هو الإمالة الصغرى، ويقال لها: الإمالة المتوسطة، وبين اللفظين.
والتقليل؛ أي: تقليل الفتح.
والمفهوم عند إطلاق لفظ الإمالة: هي الإمالة الكبرى.([68])
القارئ:
1) يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري الأزرق المقرئ.([69])
2) ورش: عثمان بن سعيد المصري المقرئ.([70])
3) أوجه القراءة: «حمار»؛ بالتنوين؛ منكرا بدون: «ال» التعريف.([71])
القارئ: عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.([72])
* يحمل:
أوجه القراءة: «يحمل»؛ بشد الميم مبنيا للمفعول.([73])
القارئ: المأمون بن هارون المقرئ.([74])
قال أبو حيان المفسر / في «البحر المحيط» (ج8 ص370): (وقرأ عبد الله: حمار منكرا، والمأمون بن هارون: يحمل بشد الميم مبنيا للمفعول). اهـ
وقرأ الجمهور: «الحمار» معرفا، و«يحمل» مخففا مبنيا للفاعل.
* أسفارا:
أوجه القراءة: «الأسفار».([75])
لم يقرأ بها أحد، وهي من لغة العرب!.
* بئس:
أوجه القراءة: بالإبدال([76])؛ يعني: إبدال الهمزة ياء في «بئس» للتخفيف، يعني: بقلبها ياء ساكنة هكذا: «بيس»، وصلا، ووقفا، أي: بإبدال الهمزة ياء، وصلا، ووقفا.
القارئ:
1) ورش: عثمان بن سعيد المصري المقرئ.([77])
2) السوسي: صالح بن زياد بن عبد الله الرستبي المقرئ.([78])
3) أبو جعفر: يزيد بن القعقاع المدني المقرئ.([79])
الوقف والقطع والابتداء في الآية:
قوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ هذا قطع جائز، أي: القطع عليه كاف، وهو الوقف الكافي، ويسمى: الوقف المفهوم.([80])
وهذا الوقف جائز؛ عند أبي حاتم السجستاني([81])، وأبي جعفر النحاس([82])، وأبي عمرو الداني.([83])
* والابتداء: بما بعد ذلك.
وقوله تعالى: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[؛ هذا القطع جائز، وهو الوقف الكافي.([84])
وهذا الوقف جائز؛ عند أبي حاتم السجستاني، وأبي جعفر النحاس، وأبي عمرو الداني.
قال الإمام أبو عمرو الداني / في «المكتفى» (ص217): (]يحمل أسفارا[ كاف، ومثله: ]بآيات الله[). اهـ
* والابتداء: بما بعد ذلك.
وقال الإمام أبو عمرو الداني / في «المكتفى» (ص10): (الوقف الكافي: هو الذي يحسن الوقف عليه أيضا، والابتداء بما بعده، غير أن الذي بعده متعلق به من جهة المعنى دون اللفظ). اهـ
تفسير الآية الكريمة:
يقول سبحانه ذاما لليهود الذين أعطوا: «التوراة»، وحملوها للعمل بها، ثم لم يعملوا بها: ما مثل هؤلاء إلا كمثل الحمار يحمل الكتب لا يدري ما فيها، ولا كنه ما يحمل، بل هم أسوأ حالا من الحمر؛ لأن الحمر لا فهم لها.([85])
وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها فيما ينفعهم، إذ حرفوا: «التوراة»، فأولوها وبدلوها، فهم كما قال تعالى: ]أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون[ [الأعراف: 179].([86])
قلت: وقد وقع تمثيل الكفار، والمبتدعة بالأنعام.
قال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج2 ص281): (قال تعالى: ]أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا[ [الفرقان: 44]؛ فشبه أكثر الناس بالأنعام، والجامع بين النوعين التساوي في عدم قبول الهدى، والانقياد له، وجعل الأكثرين أضل سبيلا من الأنعام؛ لأن البهيمة يهديها سائقها فتهتدي، وتتبع الطريق، فلا تحيد عنها يمينا ولا شمالا، والأكثرون يدعوهم الرسل عليهم السلام ويهدونهم السبيل؛ فلا يستجيبون، ولا يهتدون، ولا يفرقون بين ما يضرهم، وبين ما ينفعهم، والأنعام تفرق بين ما يضرها من النبات والطريق فتجتنبه وما ينفعها فتؤثره، والله تعالى لم يخلق للأنعام قلوبا تعقل بها، ولا ألسنة تنطق بها، وأعطى ذلك لهؤلاء ثم لم ينتفعوا بما جعل لهم من العقول، والقلوب، والألسنة، والأسماع، والأبصار، فهم أضل من البهائم، فإن من لا يهتدي إلى الرشد وإلى الطريق مع الدليل إليه أضل وأسوأ حالا ممن لا يهتدي حيث لا دليل معه). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج2 ص570): (أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول r فيما أخبر به، ويطيعه فيما أمر، وذلك لا يكون إلا بعد معرفة أمره وخبره.
ولم يوجب الله سبحانه من ذلك على الأمة إلا ما فيه حفظ دينها، ودنياها، وصلاحها في معاشها ومعادها، وبإهمال ذلك تضيع مصالحها وتفسد أمورها، فما خراب العالم إلا بالجهل، ولا عمارته إلا بالعلم، وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها، وإذا خفى العلم هناك ظهر الشر والفساد. ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورا.
قال الإمام أحمد: (ولولا العلم كان الناس كالبهائم)، وقال: (الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا، والعلم يحتاج إليه كل وقت) ([87]) ). اهـ
قلت: فلم يكن لهم ما يشبههم من ذوي العقول من ملك، أو إنس، بل لا شبيه لهم إلا ما هو أحقر الحيوان، وأذله وهو: «الحمار»!.
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله r قال: (أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى انتصف النهار ثم عجزوا، ثم أوتي أهل الإنجيل الإنجيل، فعملوا به حتى صليت العصر ثم عجزوا)؛ يعني: عن العمل؛ أي: انقطعوا.([88])
أخرجه البخاري في «صحيحه» (7533) من طريق الزهري، أخبرني سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما به.
قال الإمام ابن القيم / في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص27): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة[ [الجمعة: 5]؛ الغرض تشبيه حال: «اليهود» في جهلها بما معها من: «التوراة» وآياتها الباهرة بحال: «الحمار» في جهله بما يحمل من أسفار الحكمة، وتساوي الحالتين عنده من حمل أسفار الحكمة، وحمل ما سواها من الأوقار، ولا يشعر من ذلك إلا بما يمر بدفيه من الكد والتعب). اهـ
وقال المفسر اللآلوسي / في «روح المعاني» (ج28 ص403): (وفي الآية دليل على سوء حال العالم الذي لا يعمل بعلمه، وتخصيص الحمار بالتشبيه به لأنه كالعلم في الجهل، ومن ذلك قول الشاعر:
زوامــــل للأســـفــــار لا عـــلــــم عــندهم |
|
|
بـــجيــدهــــــا إلا كـــعـــلـــم الأبـــاعـــــر |
لــعــمـــرك مــا يــدري الـبــعــيــر إذا غـــدا |
|
|
بأوســاقــه أو راح ما فـــي الــغـرائـــر). اهـ |
قلت: فهذا المثل وإن كان قد ضرب: «لليهود» فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل: «القرآن الكريم»؛ فترك العمل به([89])، ولم يؤد حقه، ولم يرعه حق رعايته، ولم يدعو به، ولم يتعلم ما فيه من علم، فهو مثل: «الحمار» يحمل الكتب ولا يدري ما فيها.([90])
قال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج1 ص216): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]؛ فقاس من حمله سبحانه كتابه ليؤمن به ويتدبره، ويعمل به، ويدعو إليه ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع، ولا تحكيم له، وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها، وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا؛ فحظه من: «كتاب الله» كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره؛ فهذا المثل وإن كان قد ضرب: «لليهود» فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل: «القرآن» فترك العمل به، ولم يؤد حقه، ولم يرعه حق رعايته). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «الرسالة التبوكية» (ص63): (وأما من لم يقبل هدى الله الذي بعث به رسوله ولم يرفع به رأسا فهو من الصنف الثالث([91])، وهم: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا [ [الجمعة: 5]). اهـ
قلت: فمثل اليهود الذين تركوا العمل بــ: «التوراة»، ولم يؤمنوا بمحمد r بالرغم من إخبار([92]): «التوراة» عنه؛ كمثل الحمار الذي يحمل الكتب الكبيرة، ولا ينتفع بها، وما أقبح هذا المثل الذي شبهوا به([93])، والله لا يوفق للحق كل من كان ظالما لنفسه، مبتدعا في دينه.([94])
قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج1 ص58): (إن الله لا يوفق للحق من هو متعد). اهـ
قلت: فهذا شأن من لم يعمل بالكتاب الذي أنزله الله إليه ليعمل به، لا يهتدي لظلم نفسه، وظلم غيره.
قال تعالى: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]؛ لأنفسهم إذ هم دسوها حتى أحاطت بهم الخطيئة، وأعمت أبصارهم، ورانت على قلوبهم، فلم ترنور الحق، ولم تشعر بحجة ولا برهان، بل هي في ظلام دامس لا تهتدي لطريق، ولا تصل إلى غاية: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[ [الجمعة: 5].
قال تعالى: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5].
قلت: فشبه الله تعالى الذين يقرؤوا القرآن، أو حفظوه عن ظهر قلب؛ ثم لم يعملوا به، ولم ينتفعوا به([95])، كـ: «الحمير» التي تحمل كتبا من كتب العلم([96])، فهم يمشون بها ولا تدري منها إلا ما يشعرون على ظهورهم من الألم والتعب بلا فائدة تذكر في ذلك: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[ [الجمعة: 5].
قال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج28 ص97): (يقول تعالى: مثل الذين أوتوا التوراة من اليهود والنصارى، فحملوا العمل بها ]ثم لم يحملوها[ [الجمعة: 5] يقول: ثم لم يعملوا بما فيها، وكذبوا بمحمد r، وقد أمروا بالإيمان به فيها، واتباعه والتصديق به ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5] يقول: كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبا من كتب العلم، لا ينتفع بها، ولا يعقل ما فيها). اهـ
وقد شنع الله تعالى عليهم لتركهم العمل بالتوراة في كثير من أوامره ونواهيه، فهم لا يقرنون العلم بالعمل، وضرب لهم في ذلك مثلا بالحمار يحمل أسفارا، في أن كلا منهما لا يستفيد مما يحمل، مع أنه من أعظم ما يستفاد منه ويعتمد عليه، والغرض من ذلك: التهجين لليهود، والتنفير للمؤمنين من أن يكونوا مثلهم، فيتركوا العمل بكتابهم هذا، فقال: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها[؛ أي: علموها وكلفوا العمل بها، فلم يعملوا بها فيها، ومن ذلك أنها تنطق بنبوة محمد r، وتحملهم على الإيمان به وهم منكرون، فمثلهم في ذلك: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ أي: كتبا من العلم لا يستفيد منها.
وهذا المثل من أعلى الأمثال بلاغة في الانطباق على هذا المقصود؛ لأن التوراة لم تؤثر على نفسيتهم فتزكيها، فهم وهذا الحمار في ذلك سواء.
ثم أنبهم ونعى عليهم بقوله: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[.
ثم بين السر في عدم اهتدائهم بالتوراة، فقال تعالى: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[؛ أي: مضت سنته في أخلاق البشر وطباعهم أن من تشبع منهم بالظلم والضلال يفقد الاستعداد للهداية والرشاد.([97])([98])
وقال المفسر الواحدي / في «الوسيط» (ج4 ص295): (وهذا المثل([99]) يلحق من لم يفهم معاني القرآن، ولم يعمل به). اهـ
وقال المفسر الخازن / في «لباب التأويل» (ج6 ص190): (وهذا المثل يلحق من لم يفهم معاني القرآن، ولم يعمل بما فيه، وأعرض عنه إعراض من لا يحتاج إليه). اهـ
وقال الحافظ ابن كثير / في «تفسير القرآن» (ج7 ص273): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]؛ يقول تعالى ذاما لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها، فلم يعملوا بها، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، أي: كمثل الحمار([100]) إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها، فهو يحملها حملا حسيا ولا يدري ما عليه. وكذلك هؤلاء([101]) في حملهم الكتاب الذي أوتوه، حفظوه لفظا، ولم يفهموه، ولا عملوا بمقتضاه، بل أولوه وحرفوه وبدلوه، فهم أسوأ حالا من الحمير؛ لأن الحمار لا فهم له، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها؛ ولهذا قال في الآية الأخرى: ]أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون[ [الأعراف: 179] وقال هاهنا: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «هداية الحيارى» (ص286): (ومن جهلهم أن الله سبحانه وتعالى شبههم في حملهم التوراة، وعدم الفقه فيها، والعمل بها بالحمار يحمل أسفارا، وفي هذا التشبيه من النداء على جهالتهم وجوه متعددة:
منها: أن الحمار من أبلد الحيوانات التي يضرب بها المثل في البلادة.
ومنها: أنه لو حمل غير الأسفار من طعام، أو علف، أو ماء لكان له به شعور ما.
ومنها: أنهم حين حملوها حيث حملوها تكليفا وقهرا؛ لا أنهم حملوها طوعا واختيارا، بل كانوا كالمكلفين لما حملوا لم يرفعوا به رأسا.
ومنها: أنهم حيث حملوها تكليفا، وقهرا لم يرضوا بها، ولم يحملوها رضاء واختيارا، وقد علموا أنهم لا بد لهم من حملها، وأنهم إن حملوها اختيارا كانت لهم العاقبة في الدنيا والآخرة.
ومنها: أنها مشتملة على مصالح معاشهم، ومعادهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وإعراضهم عن التزام ما فيه سعادتهم وفلاحهم إلى ضده من غاية الجهل والغباوة، وعدم الفطانة). اهـ
قلت: إن مثل اليهود الذين كلفوا العمل بــ: «التوراة»، والقيام! بأوامرها ونواهيها، ثم هجروها وتركوها، كمثل الحمار الذي يحمل الكتب الكبيرة على ظهره، وهو لا يقدر قيمتها وأهميتها.([102])
ولا الفرق بينها، وبين الأحمال الأخرى؛ لأنه عديم الفهم، وهذا كما حمل الإنسان الأمانة، فهم لم يلتزموا حدود: «التوراة» حيث كذبوا بمحمد r، و«التوراة» تنطق بثبوته، فكأن كل خير لم ينتفع به الإنسان، كمثل: «حمار» عليه أسفار، لا يميز بينها.
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي / في «تيسير الكريم الرحمن» (ج7 ص380): (أن الذين حملهم الله التوراة من اليهود وكذا النصارى، وأمرهم أن يتعلموها، ويعملوا بما فيها، وأنهم لم يحملوها، ولم يقوموا بما حملوا به، أنهم لا فضيلة لهم، وأن مثلهم كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفارا من كتب العلم، فهل يستفيد ذلك الحمار من تلك الكتب التي فوق ظهره؟ وهل تلحق به فضيلة بسبب ذلك([103])؟ أم حظه منها حملها فقط؟ فهذا مثل علماء اليهود الذين لم يعملوا بما في التوراة، الذي من أجله وأعظمه الأمر باتباع محمد r، والبشارة به، والإيمان بما جاء به من القرآن، فهل استفاد من هذا وصفه من التوراة إلا الخيبة والخسران، وإقامة الحجة عليه؟، فهذا المثل مطابق لأحوالهم.([104])
قال تعالى: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[([105])؛ الدالة على صدق رسولنا، وصدق ما جاء به.
قال تعالى: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[ أي: لا يرشدهم إلى مصالحهم، ما دام الظلم لهم وصفا، والعناد لهم نعتا، ومن ظلم اليهود وعنادهم، أنهم يعلمون أنهم على باطل، ويزعمون أنهم على حق([106])، وأنهم أولياء الله من دون الناس). اهـ
قلت: ويدخل المبتدع في هذه الآية، وأنه كـ: «الحمار» يحمل كتبا، ولا يعلم ما فيها، ولا يفهم ما فيها من علوم شرعية، فإن الله تعالى أمر هذا المبتدع أن يتعلم بما في: «القرآن الكريم»، ويعمل به، فلم يفعل، ولم يستفد بما في القرآن من العلوم النافعة، ولم يتبع الرسول r، ولم يقتدي بالصحابة y، فمثله كمثل الحمار الذي يحمل فوق ظهره أسفارا من كتب العلم، فهو لا يستفيد من تلك الكتب التي فوق ظهره، ولا تلحقه فضيلة([107]) في الدين بسبب ذلك، فليس حظه منها إلا حملها فقط.([108])
قال العلامة الشيخ الشنقيطي / في «أضواء البيان» (ج7 ص195): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]([109])؛ هذا مثل ضربه الله لليهود، وهو أنه شبههم بحمار، وشبه التوراة التي كلفوا العمل بما فيها بأسفار أي: كتب جامعة للعلوم النافعة، وشبه تكليفهم بالتوراة بحمل ذلك الحمار لتلك الأسفار، فكما أن الحمار لا ينتفع بتلك العلوم النافعة التي في تلك الكتب المحمولة على ظهره، فكذلك اليهود لم ينتفعوا بما في التوراة من العلوم النافعة([110])؛ لأنهم كلفوا باتباع محمد r وإظهار صفاته للناس فخانوا، وحرفوا وبدلوا فلم ينفعهم ما في كتابهم من العلوم). اهـ
قلت: فأشار الشيخ رحمة الله إلى أن وجه الشبه عدم الانتفاع بما تحملوه من التوراة وهم يعلمون ما فيها من رسالة محمد r.
وقال المفسر البيضاوي / في «أنوار التنزيل» (ج2 ص492): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة[ [الجمعة: 5]؛ علموها وكلفوا العمل بها. ]ثم لم يحملوها[؛ لم يعملوا بها أو لم ينتفعوا بما فيها. ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[؛ كتبا من العلم يتعب في حملها ولا ينتفع بها([111]». اهـ
قلت: والذي ينبغي التنبيه عليه أن دعوات أهل الأهواء والبدع، وأعمالهم، وتعبهم في إنشطتهم: ]كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف[ [إبراهيم: 18]، فليس في أعمالهم أي ثواب، أو أجر في الآخرة؛ فإن أجرهم الدنيوي أخذوه في دنياهم، وذلك بسبب مخالفتهم للكتاب، والسنة، والآثار، وجدالهم في الدين بالباطل، وإضلالهم الناس بالبدع: ]بئس للظالمين بدلا[ [الكهف: 50].
قال تعالى: ]مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد[ [إبراهيم: 18].
وقال تعالى: ]قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين[ [المؤمنين: 106].
وقال تعالى: ]فأما الذين شقواففي النار لهم فيها زفير وشهيق[ [هود: 106].
وقال تعالى: ]ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا[ [الكهف: 18].
قلت: وهكذا أكثر القراء للقرآن في هذا الزمان في البلدان الإسلامية، فإنهم حملوا القرآن ليتعلموا ما فيه من العلوم ويعملوا به في الدين، لكنهم أبوا إلا الحفظ فقط وحفظوه عن ظهر قلب فقط بلا فائدة تذكر لهم في الدين، ولم يعملوا به، ولم ينتفعوا به، ولم يتعلموا أحكامه في الأصول والفروع، فمثلهم كمثل الحمار يحمل كتبا لا يدري ما فيها، وليس له إلا ثقل الحمل من غير فائدة تذكر له، والله المستعان.([112])
قال ابن أبي حفصة الشاعر:
زوامــــل للأســـفــــار لا عـــلــــم عــندهم |
|
|
بـــجيــدهــــــا إلا كـــعـــلـــم الأبـــاعـــــر |
لــعــمـــرك مــا يــدري الـبــعــيــر إذا غـــدا |
|
|
بأوســاقــه أو راح مـــا فـــي الــغـــرائـــر([113]) |
وقال المفسر القرطبي / في «الجامع لأحكام القرآن» (ج18 ص94): (وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه ويعلم ما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء). اهـ
وقال الإمام البخاري / في «صحيحه» (ج6 ص2739): (]لا يمسه[ [الواقعة: 79]: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن بالقرآن، ولا يحمله بحقه إلا الموقن، لقوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها، كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]). اهـ
وقال الفقيه العيني / في «عمدة القاري» (ج20 ص384): (ولا يحمله بحقه –يعني: القرآن- إلا الموقن بكونه من عند الله المطهرون من الجهل والشك ونحوه، لا الغافل كالحمار مثلا الذي يحمل الأسفار، ولا يدري ما هي). اهـ
وقال الفقيه الكرماني / في «الكواكب الدراري» (ج25 ص224): (ولا يحمله بحقه –يعني: القرآن- إلا الموقن بكونه من عند الله المطهر من الجهل والشك ونحوه، لا الغافل كالحمار). اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح صحيح البخاري» (ج8 ص588): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ وهؤلاء هم: اليهود حملوا التوراة بإنزالها عليهم، وتعليمهم إياها، ولكنهم لم يحملوها؛ أي: لم يقوموا بحقها؛ فمثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا؛ أي: يحمل كتبا، فإنه لا ينتفع فيها.
وهؤلاء لما حملوا التوراة، ولكن لم يعملوا بها صاروا كمثل الحمار، وشبههم بالحمار؛ لأن الحمار أبلد الحيوان: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]؛ بئس هذه: فعل جامد لإنشاء الذم، ومثل: فاعل، والمخصوص محذوف؛ أي: بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله مثلهم: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[؛ هذه الجملة فيها دليل على أنهم ظلموا أنفسهم فحرموا الهدي). اهـ
وقال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج13 ص509): (ولا يحمله بحقه –يعني: القرآن- إلا المطهر من الجهل والشك؛ لا الغافل عنه الذي لا يعمل فيكون كالحمار الذي يحمل ما لا يدريه). اهـ
وعن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي r قال: (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل الذي لا يقرأ كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة، طعمها مر ولا ريح لها).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (7121) من طريق همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس، عن أبي موسى رضي الله عنه به.
وبوب عليه الحافظ البخاري / في «صحيحه» (ج6 ص2748): باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم.
والمراد: أن القراءة لا تصل إلى قلوبهم!، ولا يتأثرون بها.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي r قال: (يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (7123) من طريق محمد بن سيرين، يحدث عن معبد بن سيرين، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه به.
وبوب عليه الحافظ البخاري / في «صحيحه» (ج6 ص2748): باب قراءة الفاجر والمنافق، وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم.
قلت: فأعد الله تعالى العذاب الأليم للأشقياء من حملة القرآن الكريم الذين يعصون الله تعالى بسبب جهلهم بأحكامه، ولحبهم للمال، والرئاسة، والشهرة بين الناس في البلدان الإسلامية.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله r يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة ... ورجل تعلم العلم، وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم، وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (1905)، والترمذي في «سننه» (2383)، والنسائي في «السنن الكبرى» (4330)، وفي «المجتبى» (ج6 ص23 و24) من طريق سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن نبيكم r قد قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين).
أخرجه مسلم في «صحيحه» (817) من طريق ابن شهاب عن عامر بن واثلة به.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله r: (مثل المنافق الذي يقرأ القرآن، مثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج9 ص58 و59)، ومسلم في «صحيحه» (979)، وأبو داود في «سننه» (4829)، والترمذي في «سننه» (2869)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8027)، و(8028)، وفي «المجتبى» (ج8 ص124)، وأبو حامد المحمودي في «الأحاديث المنتقاة» (ص503) من طريق قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك عن أبي موسى رضي الله عنه به.
وبوب الإمام المستغفري في «فضائل القرآن» (ج1 ص135): باب ما جاء في الوعيد لمن يستأكل بالقرآن!.
قلت: فاقرؤوا القرآن الكريم، وأخلصوا فيه لله تعالى، ولا تأكلوا به([114]) من أجل الدنيا وزينتها.
وبوب الإمام المستغفري في «فضائل القرآن» (ج1 ص149): باب ما جاء في ذكر النبي r نشأ يتخذون القرآن مزامير، والنهي عن قراءة القرآن بهذه الألحان المبتدعة.
قلت: إنما يقرأ المسلم بلحون العرب، وطرائقها في القراءة والترتيل، مثل قراءة النبي r، والصحابة رضي الله عنهم، والسلف.([115])
وبوب الحافظ ابن الجوزي في «الحدائق» (ج1 ص508) باب: ذم من يقرأ القرآن، ولا يعمل به.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (إنه رب مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه).([116])
وعن مالك بن أنس / قال: (يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟ فإن القرآن ربيع المؤمن؛ كما أن الغيث ربيع الأرض).([117])
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (أكثر منافقي أمتي قراؤها). وفي رواية: (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها).([118])
حديث حسن
أخرجه الفريابي في «صفة النفاق» (32)، والبخاري في «خلق أفعال العباد» (614)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج12 ص282)، والسلفي في «الأربعين» (37)، والروياني في «المسند» (ج1 ص171 و172)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (ج10 ص357)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ مدينة السلام» (ج2 ص6)، والذهبي في «المعجم اللطيف» (2)، وفي «السير» (ج8 ص351)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج6 ص103)، وعبد الله بن المبارك في «الرقائق» (503)، وابن قتيبة في «غريب الحديث» (ج1 ص453)، وتمام الرازي في «الفوائد» (957)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (ج35 ص76)، وفي «معجم الشيوخ» (608)، وابن عدي في «الكامل» (ج4 ص1466)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص155)، وأبو نعيم في «صفة المنافقين والنفاق» (154)، والشحامي في «الأحاديث السباعيات الألف» (ص117)، والكلاباذي في «معاني الأخبار» (ج1 ص161)، وابن قراجا في «معجم الشيوخ» (ص425)، وابن وضاح في «البدع» (257)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (944) من طرق عن ابن لهيعة، والوليد بن المغيرة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده حسن، لحال مشرح بن هاعان، فإنه صدوق، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج2 ص276).
وتابعه أبو عشانة حي بن يؤمن، عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r يقول: (أكثر منافقي أمتي قراؤها).
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (ج17 ص305) من طريق ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه به.
وإسناده حسن في المتابعات.
وقال الحافظ الذهبي في «السير» (ج8 ص27)؛ فيما رواه من طريق قتيبة بن سعيد: (هذا حديث محفوظ، قد تابع فيه الوليد بن المغيرة: ابن لهيعة، عن مشرح).اهـ
وذكر الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج11 ص238) متابعة الوليد بن المغيرة؛ لابن لهيعة.
وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج6 ص229)؛ ثم قال: رواه أحمد، والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات.
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (ج11 ص238)، والهندي في «كنز العمال» (ج10 ص186).
قال الحافظ البغوي في «شرح السنة» (ج1 ص77): (وقوله: (أكثر منافقي أمتي قراؤها)؛ فهو أن يعتاد ترك الإخلاص في العمل). اهـ
وله شاهد: من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله r يقول: (أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها).([119])
حديث حسن
أخرجه أحمد في «المسند» (ج2 ص175)، وابن وضاح في «البدع» (282)، وابن المبارك في «الزهد» (451)، وفي «الرقائق» (504)، والفسوي في «المعرفة والتاريخ» (ج2 ص258)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (ج2 ص702)، والبغوي في «شرح السنة» (ج1 ص74)، والفريابي في «صفة النفاق» (ص42)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (ج12 ص280 و281)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج11 ص3575)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج2 ص575)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (ج1 ص257)، وفي «خلق أفعال العباد» (613)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج13 ص228) من طريق شراحيل بن يزيد، ودراج بن سمعان عن محمد بن هدية، وعبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما به.
قلت: وهذا سنده حسن، وقد حسنه الشيخ الألباني في «الصحيحة» (ج2 ص276).
وقال العقيلي في «الضعفاء الكبير» (ج2 ص90): (وقد روي هذا عن عبد الله بن عمرو، عن النبي عليه السلام بإسناد صالح). اهـ
وأورده الهيثمي في «الزوائد» (ج6 ص229)؛ ثم قال: رواه أحمد، والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، وتتخذ سنة يجرى عليها، إذا ترك([120]) منها شيء قيل: تركت السنة، وفي رواية: [غيرت السنة]. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم، وكثرت جهالكم، وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين).([121])
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في «المسند» (186)، واللالكائي في «الاعتقاد» (123)، وابن وضاح في «البدع» (285)، والحاكم في «المستدرك» (ج4 ص514)، والبيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (858)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1135)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (19003)، ونعيم بن حماد في «الفتن» (52)، ومعمر بن راشد في «الجامع» (ج11 ص359)، وأبو عمرو الداني في «السنن الواردة في الفتن» (281)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (758)، وابن حزم في «الإحكام» (ج7 ص881)، والخطابي في «العزلة» (ص11) من طرق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به.
وإسناده صحيح، وصححه الشيخ الألباني في «صحيح الترغيب والترهيب» (ج1 ص155).
قلت: في هذا الأثر التبيين الدقيق لواقع المتعالمة، والمقلدة، والقراء([122]) في زماننا هذا الذين بدلوا، وحرفوا في أحكام الدين في الأصول والفروع.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب بأصحابه، عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو يفتقر إلى ما عنده، إنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق).
أثر صحيح
أخرجه عبدالرزاق في «المصنف» (ج11 ص252)، وابن وضاح في «البدع» (60)، والأصبهاني في «الحجة» (ج2 ص492)، والدارمي في «المسند» (ج1 ص251)، واللالكائي في «الاعتقاد» (108)، ومحمد بن نصر المروزي في «السنة» (86)، والطبراني في «المعجم الكبير» (8845)، والبيهقي في «المدخل إلى علم السنن» (388)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (156)، وابن حبان في «روضة العقلاء» (ص37)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (169)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص152) من طريق أبي قلابة، وأبي إدريس الخولاني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله r قال: (أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم , يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية).
حديث صحيح
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (39045)، والدارمي في «المسند» (222)، وابن وضاح في «البدع» (278) من طريق عمرو بن يحيى عن أبيه عن جده عن ابن مسعود رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: فهؤلاء القراء في هذا الزمان يضلون ويفتنون بقراءتهم للقرآن، حيث أنهم يتحزبون ثم يتعاونون في المساجد مع أهل التحزب في البلدان الإسلامية لنيل مآربهم ومصالحهم الدنيوية([123])، والعياذ بالله.
وعن الحسن البصري / قال: (ألا إن من شرار الناس أقواما قرءوا هذا القرآن لا يعملون بسنته).
أثر صحيح
أخرجه ابن وضاح في «البدع» (283) من طريق أسد قال: أخبرنا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبيد الله عن الحسن البصري به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
قلت: فهؤلاء القوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء، مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم من الهمج والرعاع.([124])
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها[ [الجمعة: 5]. قال: (اليهود).
أثر لا بأس به
أخرجه عبد بن حميد في «تفسير القرآن» (ج14 ص457-الدر المنثور)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج14 ص457-الدر المنثور) من طريق أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
قلت: وهذا سنده لا بأس به.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص457).
قلت: وقد أجمع المفسرون على أن الذين حملوا التوراة، وهم اليهود.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في قوله: ]أسفارا[ [الجمعة: 5] قال: (كتبا).
أثر صحيح
أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3355)، والبخاري في «صحيحه» (ج8 ص693) في كتاب: «التفسير»، سورة: «عبس»، تعليقا بصيغة الجزم، والطبري في «جامع البيان» (ج28 ص97)، وابن حجر في «تغليق التعليق» (ج4 ص361)، وابن المنذر في «تفسير القرآن» (ج14 ص458-الدر المنثور) من طريق أبي صالح ثنا معاوية عن علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن حجر في «فتح الباري» (ج8 ص693).
قلت: فالأسفار: الكتب، فجعل الله تعالى مثل الذي يقرأ القرآن الكريم، ولا ينتفع ما فيه كمثل الحمار يحمل كتاب الله تعالى الثقيل لا يدري ما فيه!.([125])
قال تعالى: ]إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا[ [المزمل: 5]؛ يعني: القرآن.
وعن عطاء بن أبي رباح / قال: في قوله تعالى: ]أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ قال: (كتبا).
أثر لا بأس به
أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ج9 ص186) من طريق عباد بن أحمد العرزمي، قال: حدثني عمي، عن أبيه، عن السري بن واصل المدائني، قال: سمعت عطاء بن أبي رباح به.
قلت: وهذا سنده لا بأس به.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص458).
قلت: وقد أجمع المفسرون على أن الأسفار: هي الكتب.
والأسفار واحدها: سفر؛ بكسر السين، وهي الكتب الكبار الجامعة للعلوم النافعة على ما تشعر به صيغة التنكير: (أسفارا)
وعن الضحاك بن مزاحم /، يقول في قوله: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5] كتبا، والكتاب بالنبطية يسمى سفرا؛ ضرب الله هذا مثلا للذين أعطوا التوراة ثم كفروا).
أثر حسن
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج28 ص98)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج10 ص3355) من طريق أبي معاذ يقول: ثنا عبيد قال: سمعت الضحاك به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص458).
وعن مجاهد بن جبر / قال: في قوله تعالى: ]يحمل أسفارا [ [الجمعة: 5]؛ قال: (يحمل كتبا لا يدري ما فيها، ولا يعقلها).
أثر صحيح
أخرجه إسماعيل بن إسحاق في «أحكام القرآن» (ص193)، وآدم بن أبي إياس في «تفسير القرآن» (ص659)، والطبري في «جامع البيان» (ج28 ص97) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14 ص458).
وعن الحسن البصري / قال: في قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5]؛ قال: (يحمل على ظهره فلا يدري ما على ظهره، فكذلك المنافق يحمل كمثله).
أثر صحيح
أخرجه إسماعيل بن إسحاق في «أحكام القرآن» (ص193) من طريق عثمان بن عمر العبدي قال: حدثنا حوشب بن عقيل عن الحسن البصري به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وعن قتادة / قال: في قوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5] قال: (كمثل الحمار الذي يحمل كتبا، لا يدري ما على ظهره).
أثر صحيح
أخرجه إسماعيل بن إسحاق في «أحكام القرآن» (ص193)، والطبري في «جامع البيان» (ج28 ص97)، وعبد الرزاق في «تفسير القرآن» (ج2 ص291) من طريقين عن سعيد، ومعمر عن قتادة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (ج14ص458).
وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: (في قوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5] قال: الأسفار: التوراة التي يحملها الحمار على ظهره، كما تحمل المصاحف على الدواب، كمثل الرجل يسافر فيحمل مصحفه، قال: فلا ينتفع الحمار بها حين يحملها على ظهره، كذلك لم ينتفع هؤلاء بها حين لم يعملوا بها وقد أوتوها، كما لم ينتفع بها هذا وهي على ظهره).
أثر صحيح
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج22 ص634) من طريق ابن وهب قال: قال عبد الرحمن بن زيد به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص325): (قوله تعالى: ]مثل الذين حملوا التوراة[ [الجمعة: 5]؛ يعني: اليهود تحملوا العمل بما في التوراة فقرءوها: ]ثم لم يحملوها[ [الجمعة: 5] يقول: لم يعملوا بما فيها). اهـ
وقال مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص325): (قوله تعالى: ]كمثل الحمار يحمل أسفارا[ [الجمعة: 5] يقول: كمثل الحمار يحمل كتابا لا يدري ما فيه، كذلك اليهود حين لم يعملوا بما في التوراة، فضرب الله تعالى لهم مثلا؛ فقال: ]بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله[؛ يعني القرآن، ]والله لا يهدي[؛ إلى دينه من الضلالة: ]القوم الظالمين[؛ في علمه). اهـ
قلت: وقد بين رسول الله r ضلالة اليهود، والنصارى على ما في أيديهم من: «التوراة»، و«الإنجيل».
فعن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه؛ أن رسول الله ه وسلم نظر إلى السماء يوما، فقاله: «هذا أوان يرفع العلم، فقال له رجل من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد: يا رسول الله، يرفع العلم وقد أثبت، ووعته القلوب، فقال له رسول الله ه: إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة اليهود، والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله تعالى، قال: فلقيت شداد بن أوس، فحدثتهبحديث عوف، فقال: صدق عوف، ألا أخبرك بأول ذلك يرفع؟ الخشوع حتى لا ترى خاشعا». وفي رواية: «وذكر له ضلالة أهل الكتاب، وعندهم ما عندهم من كتاب الله».
حديث صحيح
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص277)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج5 ص329)، وفي «العلم» (ص191)، وابن حبان في «صحيحه» (ج1 ص433)، و(ج15 ص115)، والترمذي في «سننه» تعليقا (2653)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج1 ص357)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج18 ص43)، وفي «مسند الشاميين» (ج1 ص55)، وفي «الأوئل» (81)، والخطيب البغدادي في «اقتضاء العلم العمل» (89)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص98)، وأحمد في «المسند» (ج6 ص26)، والبخاري في «خلق أفعال العباد» (ص42)، وابن عبد البر في «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (ج4 ص38)، وفي «جامع بيان العلم» (ج1 ص152)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج5 ص138 و247)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (853)، وابن أبي عاصم في «الأوائل» (ص94)، والبزار في «المسند» (ج7 ص175) من طريق إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير، أنه قال: حدثني عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده صحيح على شرط مسلم.
وقال الشيخ الألباني في «تعليقه على اقتضاء العلم» (ص58): إسناده صحيح على شرط مسلم.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته، والشاهد لذلك فيه شداد بن أوس؛ فقد سمع جبير بن نفير الحديث منهما جميعا، ومن ثالث من الصحابة وهو أبو الدرداء.
وذكره المزي في «تحفة الأشراف» (ج8 ص211)، وابن حجر في «إتحاف المهرة» (16050).
والحديث صححه الشيخ الألباني في «صحيح موارد الظمان» (ج1 ص135)
قلت: وفي هذا الحديث من الفقه أن الكتب المدونة مهما كثرت، وتعددت، والأدمغة الحافظة مهما أتقنت لا تغني شيئا إذا لم يكن العلم عند أهله الذين يتقنونه نظرا ويطبقونه عملا، وسلوكا؛ فاليهود والنصارى بأيديهم الكتب، ولكنهم أبعد الناس عن تعاليم الله تعالى وهداه!.
فهذه «التوراة» بأيدي اليهود، وهذا «الإنجيل» بأيدي النصارى ما يرفعون بهما رأسا([126]).
قال الحافظ البيهقي / في «المدخل» (ج2 ص303): (يحتمل أن يكون المراد بقوله: «هذا أوان يذهب العلم ويختلس العلم»، تقريب الوقت؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: «كل ما هو آت قريب»؛ ويحتمل أن يكون المراد به اختلاس الانتفاع بالعلم، وإن كانوا له حافظين كما اختلس من اليهود، والنصارى، قال الله عز وجل: ]فنبذوه وراء ظهورهم [ [آل عمران: 187]). اهـ
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: كنا مع رسول اللهه فشخص ببصره إلى السماء، فقاله: «هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء»، فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله، وكيف يختلس منا، وقد قرأنا القرآن، فوالله لنقرأنه، ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا؟ فقال ه: «ثكلتك أمك يا زياد، وإن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة، والإنجيل عند اليهود والنصارى، فماذا يغني عنهم»([127]).
قال جبير بن نفير: فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت له: ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء؟ فأخبرته بالذي قال، قال: فقال: صدق أبو الدرداء، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس، الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه خاشعا».
حديث حسن
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص279)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص178)، والطبراني في «الأوائل» (81)، والترمذي في «سننه» (2653)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص99)، والدارمي في «المسند» (294)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج3 ص1205)، والبيهقي في «المدخل في السنن الكبرى» (854) من طريق عبد الله بن صالح حدثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده حسن في المتابعات فيه عبد الله بن صالح: هو كاتب الليث بن سعد، وقد توبع.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح من حديث البصريين، وفيه شاهد رابع على صحة الحديث وهو عبادة بن الصامت.
ولعل متوهما يتوهم أن جبير بن نفير، رواه مرة عن عوف بن مالك الأشجعي، ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث معلولا، وليس كذلك؛ فإن رواة الإسنادين جميعا ثقات، وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام، فإذا صح الحديث عنه بالإسنادين جميعا، فقد ظهر أنه سمعه من الصحابيين جميعا.
والدليل الواضح على ما ذكرته أن الحديث، قد روي بإسناد صحيح، عن زياد بن لبيد الأنصاري. اهـ
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (16084)، والمزي في «تحفة الأشراف» (ج8 ص211).
والحديث حسنه البغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص178).
3) وعن زياد بن لبيد رضي الله عنه قال: ذكر رسول اللهه شيئا، وذاك عند أوان ذهاب العلم، قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلم، ونحن نقرأ القرآن، ونقرئه أبناءنا ونساءنا، ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ قال ه: «ثكلتك أمك ابن أم لبيد، إن كنت أراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة، والإنجيل لا يفقهون مما فيهما شيئا». وفي رواية: «أوليس اليهود والنصارى فيهم كتاب الله، التوراة والإنجيل، ولم ينتفعوا بشئ!»، وفي رواية: «أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة، والإنجيل، لا يعملون بشيء مما فيهما».
حديث حسن
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (ج1 ص280)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (ج10 ص536)، وأحمد في «المسند» (ج4 ص218)، وأبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة» (ج2 ص497)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (ج4 ص54)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (ج2 ص317)، وابن الجوزي في «جامع المسانيد» (ج2 ص472)، والمزي في «تهذيب الكمال» (ج9 ص508)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (ج3 ص1205)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (477)، والطبراني في «المعجم الكبير» (ج5 ص305)، والبخاري في «التاريخ الأوسط» تعليقا (ج1 ص120)، وفي «التاريخ الكبير» (ج3 ص344)، وابن ماجه في «سننه» (4048)، وأبو خيثمة في «العلم» (52)، والحاكم في «المستدرك» (ج1 ص100)، والطيالسي في «المسند» (1292) من طريقين عن سالم بن أبي الجعد، عن زياد بن لبيد رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده رجاله ثقات، وهو حسن في المتابعات، والحديث صححه ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج2 ص79)، والشيخ الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (ج4 ص377).
وذكره ابن حجر في «إتحاف المهرة» (4668)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج5 ص381).
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (ج4 ص1170) من طريق جبير بن نفير؛ أن رسول الله هقال: «يوشك أن يرفع العلم» فقال زياد بن لبيد: يا رسول الله ... فذكره).
هكذا أورده ابن أبي حاتم مرسلا في أوله.
وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج2 ص79)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج5 ص380).
فقوله ه: «هذا أوان يرفع فيه العلم»؛ إنما هو إشارة منه ه إلى وقت يرفع فيه العلم، وهذا الوقت يكون بعده ه؛ لأن: «هذا»؛ إنما هو كلمة يشار بها إلى الأشياء، من ذلك قول الله تعالى: ]هذا يومكم الذي كنتم توعدون[ [الأنبياء: 103]، وقول الله تعالى: ]هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ[ [ق: 32]، فيكون الزمان الذي يرفع فيه العلم، أو يقل العلم بسبب الإعراض عنه من قبل أكثر الناس لقلة أتباع النبي ه؛ فيحرم الناس العلم من الذين أعرضوا عن أتباعهه قولا فعلا([128]).
قال الحافظ الطحاوي / في «مشكل الآثار» (ج1 ص281): (ومما يدل على ما ذكرنا من هذا احتجاجه عليه السلام بضلالة أهل الكتابين اليهود والنصارى، وعند اليهود منهم: «التوراة»، وعند النصارى منهم: «الإنجيل»، ولم يمنعاهم من الضلالة وإنما كان ذلك بعد ذهاب أنبيائهم صلوات الله عليهم لا في أيامهم.
فكذلك ما تواعد رسول الله عليه السلام به أمته في حديث عوف هذا يحتمل أن يكون بعد أيامه وبعد ذهاب من تبعهه، وخلفه بالرشد، والهداية من أصحابه رضوان الله عليهم، ومن سائر أمته سواهم). اهـ
قلت: وعلامات زمان رفع العلم، أو قلة العلم في الناس، هو الزمان الذي لا خشوع فيه مع الناس في صلاتهم في المساجد، وبيوتهم([129])، وإذا لم يكن معهم الخشوع، كانت معهم القسوة، والاستكبار، والعجب([130])، نعوذ بالله من ذلك([131]).
قال تعالى: ]وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين[ [البقرة: 45].
وإليك الدليل:
1) فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله هيقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» ([132]).
2) وعن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ه يقول: «من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزنا، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد» ([133]).
3) وعن أبي وائل، قال: كنت جالسا مع عبد الله، وأبي موسى رضي الله عنهما، فقالا: قال رسول الله ه: «إن بين يدي الساعة أياما يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل»([134]).
4) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ه: «يتقارب الزمان، ويقبض العلم، وتظهر الفتن». وفي رواية: «ينقص العلم» ([135]).
قلت: وفي هذه الأحاديث في رفع العلم من الناس بسبب ذنوبهم، وإعراضهم عن العلم، والركون إلى الجهل، نعوذ بالله من الخذلان.
فقوله ه: «أن يرفع العلم»؛ أي: يقل شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى العدم لانشغال الناس بالدنيا وزينتها، وقد جاء عند البخاري في «صحيحه» (ج1 ص315): (أن يقل العلم، ويظهر الجهل).
وقوله هفي رواية: «ويثبت الجهل»؛ أي: لم يعد يستحيا منه لثباته في الناس وشيوعه؛ أي: هو الظهور والفشو.
وهذا واقع، والله في زماننا، فإنك ترى الرجل الطويل العريض ذا الهيئة، والمنصب، والمال، والدنيا العريضة، لا يحسن الوضوء، ولا الصلاة، ولا يدرك معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فهل هناك جهل أعظم من الجهل بالله تعالى وفرائضه، اللهم غفرا([136]).
قال تعالى: ]وكثير منهم ساء ما يعملون [ [المائدة: 66].
وبوب الحافظ البخاري / في «صحيحه» (ج1 ص178)؛ باب رفع العلم وظهور الجهل.
وقال الحافظ البيهقي / في «المدخل» (ج2 ص294)؛ باب: ما يخش من رفع العلم وظهور الجهل.
وقال الحافظ ابن ماجه / في «السنن» (ج2 ص1345)؛ باب: ذهاب القرآن والعلم.
وقال الحافظ النووي / في «المنهاج» (ج3 ص208)؛ باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل.
قلت: فإذا تناقص العلماء([137])، وندروا، أو انقرضوا سود الناس جهالا لهم؛ إذ لابد للناس من سادة، فاتجهوا لهؤلاء بالسؤال، والفتوى، والحكم، فلم يعرفوا أحكام الله تعالى، فحكموا أهواءهم، وشهواتهم، فضلوا وأضلوا، نعوذ بالله من الخذلان([138]).
قلت: فيجب التحذير من ترئيس الجهلة؛ لأنهم قادة الضلالة، والعياذ بالله([139]).
قال الحافظ ابن حجر / في «فتح الباري» (ج1 ص165): (الحث على حفظ العلم والتحذير من ترئيس الجهلة ... وذم من يقدم عليها بغير علم). اهـ
وقال الإمام الخطابي / في «العزلة» (ص96): (قد أعلم رسول الله هأن آفة العلم ذهاب أهله، وانتحال الجهال، وترؤسهم على الناس باسمه، وحذر الناس أن يقتدوا بمن كان من أهل هذه الصفة، وأخبر أنهم ضلال مضلون). اهـ
قلت: والشاهد: أن «القرآن» هو كلام الله تعالى، وأن الانتفاع منه لا يكون بمجرد قراءته، وكتابته فحسب.
فهذا كتاب الله تعالى «التوراة» بين يدي اليهود، و«الإنجيل» بين يدي النصارى، وقد ضلوا عن سواء السبيل.
وهذا القرآن العظيم بين أيدي المسلمين، ولم ينتفع منه إلا القليل منهم.
قلت: وفي آخر الزمان لا يبقى منه إلا رسمه، ويرفع العمل به، فدل ذلك على التفريق بين القراءة والمقروء، فالمقروء هو كلام الله تعالى لا يختلف، ولكن فعل العبد الذي هو قراءته إن اتبعها بالعمل، والتدبر، والإيمان بما في كتاب الله تعالى انتفع، واهتدى، وإلا فلا.
قال الحافظ البغوي / في «شرح السنة» (ج1 ص3): (وغلب على أهل الزمان هوى النفوس، فلم يبق من الدين إلا الرسم، ولا من العلم إلا الاسم، حتى تصور الباطل عند أكثر أهل الزمان بصورة الحق([140])، والجهل بصورة العلم، وظهر فيهم تحقيق قول الرسول ه: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا»)([141]).اهـ
قلت: والحافظ البغوي / يحكي ذلك في زمانه، فكيف لو اطلع على أفكار الجماعات الحزبية في هذا الزمان لطار لبه!.
قلت: ما أسرع الناس إلى البدع المضلة([142]).
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب أهله، عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر، أو يفتقر إلى ما عنده، وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، والتنطع، والتعمق، وعليكم بالعتيق).
أثر صحيح
أخرجه الدارمي في «المسند» (ج1 ص251)، وابن حبان في «روضة العقلاء» (ص37)، وابن نصر في «السنة» (86)، وعبد الرزاق في «المصنف» (ج11 ص252)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (387)، والطبراني في «المعجم الكبير» (8845)، وابن وضاح في «البدع» (60)، وابن بطة في «الإبانة الكبرى» (169)، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» (ج1 ص167)، واللالكائي في «الاعتقاد» (108)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (ج1 ص592)، وأبو القاسم في «الحجة» (ج1 ص303)، وأبو الفتح في «الحجة» (ج2 ص492) من طرق عن أبي قلابة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به.
قلت: وهذا سنده رجاله ثقات إلا أن إسناده منقطع؛ فإن أبا قلابة لم يسمع من ابن مسعود.
انظر: «مجمع الزوائد» للهيثمي (ج1 ص126).
وقال البيهقي في «المدخل» (ص272): هذا مرسل.
وتابعه أبو إدريس الخولاني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به.
أخرجه البيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (388)، وأبو الفتح في «الحجة» (ج2 ص492).
وإسناده صحيح.
وقال البيهقي في «المدخل» (ص272): وروي موصولا من طريق الشامين.
والتنطع في الكلام: التعمق، والمقصود به: المغالاة في الأمور زيادة على الوجه المشروع([143]).
والعتيق: القديم، والمقصود منه: ملازمة طريقة رسول الله ه، وطريقة أصحابه رضي الله عنهم.
والتبدع: معناه اختراع عبادة لم يشرعها رسول الله ه ([144]).
قال الإمام ابن القيم / في «النونية» (ص190):
وتعــر مـن ثوبيـن مـن يلبسهـما |
يلـــق الـردى بمذمــة وهــوان |
ثوب من الجهل المركب فوقه |
ثوب التعصب بئست الثوبان |
وقال الإمام ابن القيم / في «النونية» (ص304):
والجهل داء قاتل وشفـاؤه |
أمران في التركيب متفقـان |
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
ذكر الدليل
من الآثار على أن من لم يعرف اللغة العربية الصحيحة؛ ليفهم بها معاني أحكام القرآن الكريم، والسنة النبوية، والآثار الصحابية؛ فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا لا يفهم ما فيها؛ لأنه جاهل بالفهم الصحيح لمعاني النصوص في الدين
عن الإمام حماد بن سلمة / قال: (من طلب الحديث، ولم يتعلم العربية؛ فهو كمثل الحمار؛ تعلق عليه مخلاته ليس فيها شعير).
أثر صحيح
أخرجه ابن الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» (ص73)، وأبو الحسين الأزدي في «حديث أبي مسلم الكاتب» (ص165) من طريق نصر بن داود الصاغاني قال: حدثنا محمد بن حاتم المؤدب قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال: حدثنا حماد بن سلمة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وأخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1074) من طريق محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، نا أحمد بن يحيى ثعلب نا محمد بن سلام، أخبرني عبد الله بن الحارث، قال: قال حماد بن سلمة: (مثل الذي يطلب الحديث ولا يعرف النحو مثل الحمار عليه مخلاة لا شعير فيها).
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص40).
وعن الإمام شعبة بن الحجاج / قال: (مثل صاحب الحديث الذي لا يعرف العربية؛ مثل الحمار عليه مخلاة لا علف فيها).
أثر صحيح
أخرجه ابن الأنباري في «إيضاح الوقف والابتداء» (ص73)، وأبو الحسين الأزدي في «حديث أبي مسلم الكاتب» (ص166) من طريق أبي العباس بن حسين الأنماطي قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: سمعت شعبة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وأخرجه ابن حبان في «روضة العقلاء» (ص223) من طريق عثمان بن حرزاذ قال: سمعت علي بن الجعد يقول: سمعت شعبة بن الحجاج: (مثل الذي يطلب الحديث، ولا يعرف النحو مثل الدابة عليها المخلاة ليس فيها شيء).
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره القرطبي في «الجامع لأحكام القرآن» (ج1 ص40).
ﭑ ﭑ ﭑ
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
قال الحافظ ابن عبد البر / في «جامع بيان العلم» (ج2 ص144):
(ومن جهل الأصل لم يصب الفرع أبدا). اهـ
قمع
المقلدة في الأصول والفروع
قال ابن عبد البر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا |
|
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
وقد علمت أنني لا أسلم |
|
|
من جاهل معاند لا يعلم([145]) |
وقال صالح بن عبد القدوس الشاعر([146]):
يا أيها الدارس علما ألا |
|
|
تلتمس العون على درسه |
لن تبلغ الفرع الذي رمته |
|
|
إلا ببحث منك عن أسه([147]) |
وقال منذر بن سعيد:
كبيرهم يصغر عند الحفل |
|
|
لأنه قلد أهل الجهل([148]) |
وقال ابن معدان:
وكـــل ســـاع بغيــر علـــــــــم |
|
|
فرشــــــــده غيــر مستبـــــــــان |
والعلــــــــم حـــق لــه ضيــــاء |
|
|
في القلب والعقل واللسـان([149]) |
وقال عمار الكلبي:
إن الرواة على جهل بما حملوا |
|
|
مثل الجمال عليها يحمل الودع |
لا الودع ينفعه حمل الجمال له |
|
|
ولا الجمال بحمل الودع تنتفع([150]) |
وقال الخشني:
قطعت بلاد الله للعلم طالبا |
|
|
فحملت أسفارا فصرت حمارها |
إذا ما أراد الله حتفا بنملة |
|
|
أتاح جناحين لها فأطارها([151]) |
وقال منذر بن سعيد:
انعق بما شئــت تجــد أنصـــارا |
|
|
ورم أسفــــــارا تجـــــد حمـــارا |
يحمل ما وضعت من أسفـــــار |
|
|
مثلــــــــه كمثـــــــــل الحمــــــار |
يحمــل أسفـــارا لــه ومــا درى |
|
|
إن كان ما فيها صوابا أو خطا ([152]) |
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
ذكر الدليل على تأصيل قاعدة: «العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب»................................................................................. |
02 |
2) |
المقدمة................................................................................................... |
11 |
3) |
إعراب الآية الكريمة............................................................................... |
13 |
4) |
البلاغة في الآية الكريمة....................................................................... |
32 |
5) |
القراءات في الآية.................................................................................... |
33 |
6) |
الوقف والقطع والابتداء في الآية...................................................... |
45 |
7) |
تفسير الآية الكريمة............................................................................. |
47 |
8) |
ذكر الدليل من الآثار على أن من لم يعرف اللغة العربية الصحيحة؛ ليفهم بها معاني أحكام القرآن الكريم، والسنة النبوية، والآثار الصحابية؛ فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا لا يفهم ما فيها؛ لأنه جاهل بالفهم الصحيح لمعاني النصوص في الدين........................................................................................................ |
91 |
9) |
قمع المقلدة في الأصول والفروع.......................................................... |
93 |
([2]) وانظر: «الاشباه والنظائر» لابن السبكي (ج2 ص136)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج3 ص782)، و«تفسير القرآن» للآلوسي (ج17 ص133)، و«مفاتيح الغيب» للرازي (ج6 ص157)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص343)، و«البحر المحيط» للزركشي (ج3 ص198 و212)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج2 ص12)، و«أضواء البيان» للشنقيطي (ج3 ص250)، و«القواعد الحسان» للشيخ السعدي (ص18)، و«التعليق على القواعد الحسان» لشيخنا ابن عثيمين (ص18)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج13 ص339)، و«جامع البيان» للطبري (ج2 ص313).
([4]) وانظر: «إرشاد الفحول» للشوكاني (ص232)، و«البحر المحيط» للزركشي (ج3 ص380)، و«المحصول» للرازي (ج1 ص189)، و«التمهيد» لأبي الخطاب (ج2 ص163)، و«الإتقان» للسيوطي (ج1 ص85)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج8 ص62)، و«العدة» لأبي يعلى (ج2 ص608).
أخرجه أحمد في «المسند» (ج4 ص137)، وأبو داود في «سننه» (ج2 ص265)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص378)، وابن ماجه في «سننه» (ج1 ص665).
وإسناده صحيح.
([8]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج1 ص125 و183)، و«أحكام القرآن» لابن العربي (ج1 ص50)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج3 ص582)، (ج8 ص62)، و«الفتاوى» لابن تيمية (ج15 ص364)، و«فتح القدير» للشوكاني (ج1 ص301)، و«إرشاد الفحول» له (ص232)، و«فتح البيان» لصديق خان (ج9 ص191)، و«مفاتيح الغيب» للرازي (ج23 ص194)، و«المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص343)، و«شرح الكوكب المنير» لابن النجار (ج3 ص179)، و«مناسبات تراجم البخاري» لابن جماعة (ص127).
([9]) وانظر: «الإتقان» للسيوطي (ج1 ص85)، و«أضواء البيان» للشنقيطي (ج1 ص36)، و«أحكام القرآن» لابن العربي (ج1 ص50)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج2 ص77)، و«إرشاد الفحول» للشوكاني (ص230)، و«البحر المحيط» للزركشي (ج3 ص198)، و«مناهل العرفان» للزرقاني (ج1 ص129)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج4 ص21).
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج1 ص116)، وابن أبي حاتم في «تفسير القرآن» (104)، وابن هشام في «السيرة النبوية» (ج2 ص172) من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس t به.
قلت: وهذا سنده حسن.
وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج1 ص73)، والشوكاني في «فتح القدير» (ج1 ص41).
أخرجه عبدالرزاق في «تفسير القرآن» (ج1 ص29- الدر المنثور)، والطبري في «جامع البيان» (ج1 ص116) من طريق معمر عن قتادة به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
وذكره ابن كثير في «تفسير القرآن» (ج1 ص73)، والسيوطي في «الدر المنثور» (ج1 ص29).
أخرجه الطبري في «جامع البيان» (ج1 ص116) من طريق محمد بن أبي معشر قال: أخبرني أبي أبو معشر نجيح قال: سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب به.
قلت: وهذا سنده صحيح.
([14]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (ج2 ص343)، و«فتح القدير» للشوكاني (ج1 ص301)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج3 ص582)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج17 ص133)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج1 ص571)، و«مفاتيح الغيب» للرازي (ج17 ص133)، و«التمهيد» لأبي الخطاب (ج2 ص164)، و«الأشباه والنظائر» لابن السبكي (ج2 ص134)، «العدة» لأبي يعلى (ج2 ص611)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج12 ص25).
([15]) وانظر: «الإحكام» للآمدي (ج1 ص190)، و«روضة الناظر» لابن قدامة (ج2 ص35)، و«المحصول» للرازي (ج3 ص125)، و«الفروق» للقرافي (ج1 ص614)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج8 ص161)، و«فتح الرباني» للساعاتي (ج17 ص133)، و«التمهيد» لأبي الخطاب (ج2 ص164)، و«الأشباه والنظائر» لابن السبكي (ج16 ص110)، «الكواكب الدراري» للكرماني (ج23 ص144).
([17]) وانظر: «التفسير المنير» للزحيلي (ج28 ص188)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370)، و«إعراب القرآن» لصافي (ج28 ص362 و363)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص85)، و«التفسير الكبير» للرازي (ج30 ص6)، و«إرشاد العقل السليم» لأبي السعود (ج8 ص248)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج28 ص403)، و«إعراب القرآن الكريم» لمحي الدين الدرويش (ج10 ص90 و91).
([20]) وانظر: «معجم علوم اللغة العربية» للأشقر (ص70)، و«معجم الإعراب والإملاء» لإميل بديع (ص18)، و«الواضح في الإملاء العربي» للفرخ (ص136 و137 و138)، و«القواعد الأساسية للغة العربية» للهاشمي (ص66 و69 و72 و73).
([21]) فلم يعودوا يصلحون لهذا الأمر، وهم على هذا الزيغ والضلال، ولم تعد لهم قلوب تحمل هذه الأمانة؛ التي لا تحملها إلا القلوب الحية البصيرة الواعية، العاملة بما تحمل من العلم.
([22]) وهو إشعار بأن هذا التكليف منه تعالى لهم كان عهدا مؤكدا عليهم، حتى لكأنهم تحملوه؛ كما يتحمل الإنسان شيئا قد وضع فوق ظهره، أو كتفيه، ولكنهم نبذوا هذا العهد، وألقوا بما فوق أكتافهم من أحمال، وانقادوا لأهوائهم، وشهواتهم انقياد الأعمى لقائده، اللهم غفرا.
([23]) يعني: جملة يحمل هي: حال من الحمار، ولا نقول: الفعل حال؛ الجملة حال.
وانظر: «شرح الأجرومية» لشيخنا ابن عثيمين (ص407).
([24]) وانظر: «البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص85)، و«إعراب القرآن» لصافي (ج28 ص362 و363)، و«معاني القرآن» للفراء (ج3 ص155)، و«إعراب القرآن الكريم» لمحي الدين الدرويش (ج10 ص90 و91)، و«إعراب القرآن» للنحاس (ج4 ص426)، و«التبيان في إعراب القرآن» للعكبري (ج2 ص1222)، و«التفسير الكبير» للرازي (ج30 ص6).
([25]) وانظر: «المحرر الوجيز» لابن عطية (ج16 ص9)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص94)، و«معاني القرآن» للفراء (ج3 ص155)، و«غريب الحديث» لأبي عبيد (ج2 ص258).
([27]) وانظر: «التفسير المنير» للزحيلي (ج28 ص188)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370)، و«التفسير الكبير» للرازي (ج30 ص6)، و«إرشاد العقل السليم» لأبي السعود (ج8 ص248)، و«شرح صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج8 ص588)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج28 ص403).
([28]) وهو مثل لليهود والنصارى، ويلحق بهم الأحزاب البدعية بجميع أنواعهم ؛ مثل: «حزب الإخوانية»، و«حزب التراثية»، و«حزب السرورية»، و«حزب القطبية»، و«حزب الصوفية»، و«حزب الداعشية»، و«حزب الربيعية»، و«حزب الطالحية»، و«حزب اللادنية»، و«حزب الأشعرية»، وغيرهم.
([29]) وانظر: «جامع البيان» للطبري (ج28 ص94)، و«زاد المسير» لابن الجوزيذ (ج8 ص259)، و«الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص93).
([35]) وانظر: «التفسير الكبير» للرازي (ج3 ص6 و7)، و«التفسير المنير» للزحيلي (ج28 ص188)، و«الوسيط» للواحدي (ج4 ص295)، و«أنوار التزيل» للبيضاوي (ج2 ص495)، و«إرشاد العقل السليم» لأبي السعود (ج28 ص248)، و«روح المعاني» للآلوسي (ج28 ص403).
([36]) واليهود وإن كان لهم عقول وأفهام، فإنهم لم ينتفعوا بها فيما ينفعهم، وفي إدراك الحقائق ؛ لأنهم حفظوا اللفظ، ولم يتفهموه، ولا عملوا بمقتضاه، بل أولوه، وحرفوه، وبدلوه، فهم أسوأ حالا من الحمير ؛ لأن الحمار لا فهم له.
وهؤلاء لهم فهم لم يستعملوه، لذا وصفهم الله تعالى: ]أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون[ [الأعراف: 179].
([37]) انظر: «مصحف القراءات العشر المتواترة على الأوجه الراجحة المعتبرة» للحمراني (ص576)، و«مصحف دار الصحابة في القراءات العشر المتواترة» لابن شرف (ص533)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص679 و697)، و«جمال القراء» للسخاوي (ج2 ص485)، و«التخليص في القراءات الثمان» لأبي معشر الطبري (ص436)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص201 و220 و221)، و«المبهج في القراءات الثمان» لسبط الخياط (ج1 ص148)، و«مصطلحات علم القراءات» لهدهد (ج2 ص687)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص121)، و«تهذيب القراءات» للمرعشي (ص234 و236)، و«القراءات العشر» للمعصراوي (ص553)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» له (ص553)، و«البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للقاضي (ص447)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص180)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص28 و29).
([38]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص328)، و«الطبقات» لخليفة (ص572)، و«وفيات الأعيان وأنباء الزمان» لابن خلكان (ج5 ص433)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج2 ص386)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص14)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص94)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص304)، و«بغية الوعاة في طبقات النحويين» للسيوطي (ج2 ص348)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص112)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص342) .
* يعقوب: قارئ أهل البصرة في عصره في القرن الثالث، وهو أحد القراء العشرة، توفي في سنة: (205) هـ.
([40]) انظر: «مصحف القراءات العشر المتواترة على الأوجه الراجحة المعتبرة» للحمراني (ص576)، و«التبصرة في قراءات الأئمة العشرة» للخياط (ص353)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص679 و700)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص226 و230)، و«غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار» للعطار (ج2 ص682)، و«القراءات العشر» للمعصراوي (ص553)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» له (ص753)، و«تهذيب القراءات» للمرعشي (ص234 و248)، و«جمال القراء» للسخاوي (ج2 ص485)، و«مصطلحات علم القراءات» لهدهد (ج2 ص687 و688)، و«التخليص في القراءات الثمان» لأبي معشر الطبري (ص436)، و«المبهج في القراءات الثمان» لسبط الخياط (ج1 ص188)، و«البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للقاضي (ص447)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص28 و29).
([41]) وصفات الحروف: هي كيفية تعرض للحرف عند حصوله في المخرج من: «الجهر»، و«الرخاوة»، و«الشدة»، و«الهمس»، و«الإطباق»، و«التوسط»، و«الاستعلاء»، و«الاستفال»، و«الانفتاح»، و«الإذلاق»، وهذه الصفات التي لها أضداد.
وانظر: «التبيين في أحكام تلاوة الكتاب المبين» لدريان (ص194).
([42]) وهم: «نافع المدني»، و«ابن كثير المكي»، و«علي الكسائي»، و«حمزة الزيات»، و«عاصم بن أبي النجود»، و«ابن عامر الشامي»، و«أبو جعفر المدني»، و«خلف بن هشام».
([44]) انظر: «البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص266)، و«الكشاف عن حقائق التنزيل» للزمخشري (ج4 ص103)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص121)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص226)، و«غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار» للعطار (ج2 ص682)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص78).
([45]) انظر: «سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج4 ص441)، و«معرفة القراء الكبار» له (ج1 ص162)، و«وفيات الأعيان وأنباء الزمان» لابن خلكان (ج5 ص222)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص368).
* يحيى بن يعمر: مقرئ البصرة، وإمامهم في الإقراء في القرن الأول؛ قرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وغيره، توفي في سنة: (90) هـ.
([46]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج2 ص606)، و«العبر في خبر من غبر» له (ج2 ص103) و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص298)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج8 ص449).
* زيد بن علي: المقرئ الكوفي، أحد الحذاق، وشيخ العراق في القراءة في القرن الرابع، توفي في سنة: (358) هـ.
([47]) انظر: «إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» لأبي شامة (ص205)، و«التذكرة في القراءات الثمان» لابن غلبون (ج1 ص190 و210)، و«تهذيب القراءات» للمرعشي (ص274)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص622)، و«البدور الزاهرة» لأبي حفص النشار (ج4 ص164)، و«التبصرة في قراءات الأئمة العشرة» للخياط (ص353)، و«إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للدمياطي (ص415 و416)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص50)، و«مصحف دار الصحابة في القراءات العشر المتواترة» لابن شرف (ص553)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» للمعصراوي (ص553)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص368)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج1 ص136)، و(ج5 ص121)، و«النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (ج2 ص29و30)، و«مصحف التجويد» (ص611)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص179).
([48]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص223)، و«سير أعلام النبلاء» له (ج6 ص407)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص288)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص88)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص170)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص78)، و«وفيات الأعيان وأنباء الزمان» لابن خلكان (ج3 ص136)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج10 ص112)، و«الاختلاف بين القراءات» للبيلي (ص81).
* أبو عمرو البصري: قارئ البصرة في القرن الثاني، وهو أحد القراء السبعة وإليه انتهت الإمامة في القراءة في البصرة ، توفي في سنة: (154) هـ.
([49]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص250)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج3 ص27)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص261)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج6 ص385)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج1 ص240)، و«الاختلاف بين القراءات» للبيلي (ص82).
* حمزة الزيات: قارئ الكوفة في القرن الثاني، وهو أحد القراء السبعة، توفي في سنة: (156) هـ.
([50]) انظر: «بغية الوعاة في طبقات النحويين» للسيوطي (ج2 ص162)، و«معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص296)، و«تاريخ الإسلام» له (ص181)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج1 ص321)، و«وفيات الأعيان وأنباء الزمان» لابن خلكان (ج2 ص457)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص105)، و«الأعلام» للزركلي (ج4 ص283)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص108).
* الكسائي: قارئ الكوفة في القرن الثاني، وهو أحد القراء السبعة، توفي في سنة: (189) هـ.
([51]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص459)، و«أخبار أصبهان» لأبي نعيم (ج2 ص226)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج2 ص364)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج4 ص169).
* الأصبهاني: قارئ بغداد، وشيخ القراء في القرن الثالث، نزل بغداد وهو صاحب رواية ورش عند العراقيين، توفي في سنة: (296) هـ.
([52]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص419)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص108)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص348)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص67)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج8 ص299)، و«الأعلام» للزركلي (ج2 ص309)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص107)، و«الاختلاف بين القراءات» للبيلي (ص84).
* خلف: قارئ بغداد في القرن الثالث، وهو أحد القراء العشرة، توفي في سنة: (229) هـ، ببغداد، وهو مختف من: «الجهمية» المبتدعة.
([53]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص402)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص404)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص172)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص170)، و«الأعلام» للزركلي (ج4 ص65).
* ابن ذكوان: شيخ القراء بالشام، وإمام جامع دمشق في القرن الثالث، توفي في سنة: (242) هـ.
([54]) انظر: «تهذيب القراءات» للمرعشي (ص275)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» للمعصراوي (ص553)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص226)، و«إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» لأبي شامة (ص203)، و«إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للدمياطي (ص415)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص368)، و«مصحف التجويد» (ص611)، و«البدور الزاهرة» لأبي حفص النشار (ج4 ص146)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص50).
([56]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص341)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج29 ص281)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص33)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص167)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج1 ص270)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص84)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص84)، و«الأعلام» للزركلي (ج8 ص5)، و«الاختلاف بين القراءات» للبيلي (ص82).
* نافع أبو رويم المدني: قارئ المدينة في القرن الثاني، وهو أحد القراء السبعة، توفي في سنة: (169) هـ.
([57]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص326)، و«العبر في خبر من غبر» له (ج1 ص300)، و«البداية والنهاية» لابن كثير (ج1 ص283)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص213)، و«الأعلام» للزركلي (ج8 ص110)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص48)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص615)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص97)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص168).
* قالون: قارئ المدينة في القرن الثالث، توفي في سنة: (220) هـ.
([58]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص373)، و«تاريخ الإسلام» له (ص231)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص84)، و«حسن المحاضرة في تاريخ مصر، والقاهرة» للسيوطي (ج1 ص486)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج2 ص33).
* الأزرق: قارئ مصر في عصره في القرن الثالث، توفي في سنة: (240) هـ.
([59]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص323)، و«العبر في خبر من غبر» له (ج1 ص253)، و«تاريخ الإسلام» له أيضا (ص491)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص169)، و«حسن المحاضرة في تاريخ مصر، والقاهرة» للسيوطي (ج1 ص485)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص502)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج1 ص349)، و«الأعلام» للزركلي (ج8 ص205).
* ورش: قارئ مصر وشيخ القراء في مصر في القرن الثاني، توفي في سنة: (197) هـ.
([60]) انظر: «النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (ج2 ص55)، و«الحجة في القراءات السبع» لابن خالويه (ص346)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص274)، و«إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للدمياطي (ص416)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص50)، و«مصحف دار الصحابة في القراءات العشر المتواترة» لابن شرف (ص553)، و«التخليص في القراءات الثمان» لأبي معشر الطبري (ص178 و179)، و«البدور الزاهرة» لأبي حفص النشار (ج4 ص146)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص416)، و«غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار» للعطار (ج2 ص682)، و«البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للقاضي (ص447)، و«لطائف اليسر من القراءات العشر» للحمصي (ص553).
([61]) انظر: «إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» لأبي شامة (ص205)، و«تهذيب القراءات» للمرعشي (ص274)، و«إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للدمياطي (ص415 و416)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص368)، و«الكامل في القراءات» لابن جبارة (ج1 ص659)، و«التبصرة في قراءات الأئمة العشرة» للخياط (ص535)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج1 ص136)، و(ج5 ص121)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» للمعصراوي (ص553)، و«النشر في القراءات العشر» لابن الجزري (ج2 ص29و30)، و«مصحف دار الصحابة في القراءات العشر المتواترة» لابن شرف (ص553).
([64]) انظر: «غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص404)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص172).
([65]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص386)، و«سير أعلام النبلاء» له (ج11 ص541)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص151)، و«الطبقات الكبرى» لابن سعد (ج7 ص364)، و«تاريخ بغداد» للخطيب (ج8 ص23)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص255)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص111)، و«الأعلام» للزركلي (ج2 ص246).
* الدوري: قارئ بغداد، وإمام القراءة، وشيخ العراق في زمانه في القرن الثالث، توفي في سنة: (246) هـ.
([66]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص323)، و«حسن المحاضرة في تاريخ مصر، والقاهرة» للسيوطي (ج1 ص485)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص121).
([67]) انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص485)، و«تذكرة الحفاظ» له (ج2 ص659)، و«بغية الوعاة في طبقات النحويين» للسيوطي (ج2 ص320)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص209).
* الأخفش: شيخ القراء بدمشق في زمانه، في القرن الثالث، توفي في سنة: (292) هـ.
([68]) انظر: «تهذيب القراءات» للمرعشي (ص275)، و«إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع» لأبي شامة (ص203)، و«إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر» للدمياطي (ص415)، و«مصحف دار الصحابة في القراءات العشر المتواترة» لابن شرف (ص553)، و«البدور الزاهرة» لأبي حفص النشار (ج4 ص146)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص368)، و«البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة» للقاضي (ص447)، و«لطائف اليسر من القراءات العشر» للحمصي (ص553)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» للمعصراوي (ص553).
([71]) انظر: «البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص266)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«معاني القرآن» للفراء (ج3 ص115).
([73]) انظر: «البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص266)، و«معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122).
([74]) انظر: «معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370).
([75]) انظر: «معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«الكشاف عن حقائق التنزيل» للزمخشري (ج4 ص103).
([76]) انظر: «معجم القراءات القرآنية» لمختار عمر، ومكرم (ج5 ص122)، و«غيث النفع في القراءات السبع» للصفاقسي (ص368)، و«مصحف القراءات العشر المتواترة» للحمراني (ص576)، و«لطائف اليسر من القراءات العشر» للحمصي (ص553)، و«التيسير في القراءات السبع» للداني (ص250)، و«البدور الزاهرة» لأبي حفص النشار (ج4 ص147)، و«المبهج في القراءات الثمان» لسبط الخياط (ص238)، و«التذكرة في القراءات الثمان» لابن غلبون (ج1 ص137 و141)، و«الشامل في قراءات الأئمة العشر الكوامل» للمعصراوي (ص553)، و«معجم علوم القرآن» للجرمي (ص308 و308)، و«القراءات القرآنية» لابن عباس (ص179)، و«التخليص في القراءات الثمان» لأبي معشر الطبري (ص148).
([78]) انظر: «غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص332)، و«معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص390)، و«العبر في خبر من غبر» له (ج1 ص375)، و«الأنساب» للسمعاني (ج3 ص335)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص172)، و«تهذيب التهذيب» لابن حجر (ج4 ص392)، و«طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (ج1 ص176)، و«شذرات الذهب في أخبار من ذهب» لابن العماد (ج2 ص143).
* السوسي: وهو مقرئ ضابط في عصره، في القرن الثالث، توفي في سنة: (261) هـ.
([79]) انظر: «تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص83)، و«معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص172)، و«الطبقات» لخليفة (ص654)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج2 ص382)، و«الأعلام» للزركلي (ج8 ص186)، و«الاختلاف بين القراءات» للبيلي (ص83).
* أبو جعفر المدني: كان شيخ قراء في المدينة في عصره في القرن الثاني، وهو أحد القراء العشرة، توفي في سنة: (127) هـ.
([80]) انظر: «القطع والائتناف، أو الوقف والابتداء» للنحاس (ص531)، و«نظام الأداء في الوقف والابتداء» لابن الطحان (ص28 و29)، و«مصطلحات علم القراءات» لهدهد (ج2 ص725 و753)، و«إيضاح الوقف والابتداء» لابن الأنباري (ص514).
([81]) وهو سهل بن محمد بن عثمان أبو حاتم السجستاني، قارئ أهل البصرة في زمانه وإمام جامع البصرة في القرن الثالث، توفي في سنة: «255هـ».
انظر: «معرفة القراء الكبار» للذهبي (ج1 ص434)، و«غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص320)، و«تهذيب الكمال» للمزي (ج12 ص201)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص155).
([82]) وهو أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحاس، وهو إمام في العربية، في القرن الرابع، توفي في سنة: «338هـ».
انظر: «المنتظم في تاريخ الأمم والملوك» لابن الجوزي (ج6 ص1364)، و«سير أعلام النبلاء» للذهبي (ج15 ص401)، و«العقد الفريد» لابن عبد ربه (ج5 ص130).
([83]) وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان القرطبي، وهو أحد الأئمة في القراءات، في القرن الخامس، توفي في سنة: «444هـ».
انظر: «غاية النهاية في طبقات القراء» لابن الجزري (ج1 ص225)، و«تذكرة الحفاظ» للذهبي (ج3 ص1120)، و«معرفة القراء الكبار» له (ج2 ص773)، و«الصلة» لابن بشكوال (ج1 ص129)، و«تاريخ القراءات والقراء» للأطرش (ص219).
([84]) انظر: «المكتفى في الوقف والابتداء» للداني (ص7 و10 و217)، و«مصحف القراءات والتجويد» (ص553)، و«القطع والائتناف، أو الوقف والابتداء» للنحاس (ص531).
([85]) فبين الله تعالى لهم أنهم لو فهموا التوراة حق الفهم، وعملوا بما فيها، لرأوا فيها وجوب اتباع الرسول r، ولكن ما مثلهم في حملهم: «للتوراة»، وتركهم العمل بها ؛ إلا مثل الحمار يحمل الكتب، ولا يحصل من حملها نفعا.
([86]) وانظر: «تفسيرالقرآن» للمراغي (ج28 ص98)، و«تفسير القرآن» لابن كثير (ج7 ص273)، و«معالم التنزيل» للبغوي (ج8 ص114)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج9 ص307)، و«مختصر صحيح البخاري» للشيخ الألباني (ج4 ص465)، و«الوسيط» للواحدي (ج4 ص295)، و«البحر المحيط» لأبي حيان (ج8 ص370).
([87]) قاله الإمام أحمد في رواية: «حرب» كما في «الآداب الشرعية» لابن مفلح (ج2 ص46).
قلت: والواجب على العبد أن يعرف ما يخصه من الأحكام في الدين عن طريق تعلم العلم الشرعي ليرفع عن نفسه الجهل؛ لأن الذي يفرق بين الإنسان والحيوان هو العلم فقط.
([89]) فأنتم إذا لم تعملوا بما في: «القرآن الكريم»، وهو حجة عليكم، إلا مثل: «الحمار» ليس له إلا ثقل الحمل من غير انتفاع له بما حمل.
ثم بين الله تعالى قبح الذي لا يعقل، ولا يتدبر، ولا يعمل: «بالقرآن الكريم»؛ فقال تعالى: ] بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5]؛ أي: ما أقبح هذا مثلا لهم لعدم عملهم بما فيه من الأحكام في الأصول والفروع.
([90]) وانظر: «تفسير القرآن» لابن كثير (ج7 ص273)، و«مفتاح دار السعادة» لابن القيم (ج1 ص85)، و«محاسن التأويل» للقاسمي (ج16 ص160)، و«معاني القرآن» للفراء (ج3 ص155)، و«الكشف والبيان» للثعلبي (ج9 ص307)، و«شرح صحيح البخاري» لشيخنا ابن عثيمين (ج8 ص588)، و«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (ج10 ص533)، و«مختصر صحيح البخاري» للشيخ الألباني (ج4 ص365).
([91]) وهم: المبتدعة الذين لم يعملوا بــ: «القرآن الكريم»، ولم يدعوا إليه، بل يدعون إلى أحزابهم، ويعملون بكتب أحزابهم الخبيثة!؛ فهؤلاء كــ: «الحمير» الذين يحملون كتبا على ظهورهم، ولم ينتفعوا بها، إلا بما يزيدهم بها من التعب في الحياة الدنيا، هذا مثل المبتدعة ودعواتهم الباطلة، اللهم غفرا.
([92])والله لا يوفق للحق والصواب الجماعة الظالمة الذين بدلوا الحق إلى الباطل، فاختاروا البدعة على السنة!.
قلت: ومن لم يوفق للحق، لم يوفق للخير، والله المستعان.
([93]) انظر: «تفسير القرآن» لابن جزي (ص765)، و«تفسير القرآن» لابن أبي زمنين (ج4 ص391)، و«إرشاد الساري» للقسطلاني (ج15 ص592)، و«المختصر النصيح» لابن أبي صفرة (ج4 ص402)، و«تحفة الباري» للأنصاري (ج6 ص579).
([94]) قلت: ما أقبح ما يمثل به للمخالفين الذين تركوا آيات الله تعالى، وسنة رسول r، وآثار الصحابة y، ما أشنع هذا التشبيه، وهو تشبيه أيضا لأهل الأهواء بــ: «الحمار»، والله تعالى لا يوفق للإسلام الصحيح من القوم المبتدعين؛ من: «الإخوانية»، و«السرورية»، و«القطبية»، و«التراثية»، و«التبليغية»، و«الربيعية»، و«الصوفية»، و«الداعشية»، و«الطالحية»، و«الأشعرية»، و«اللادنية»، وغيرهم: فـ: (بئس مثل القوم)؛ وتقديره: بئس المثل مثل القوم المبتدعين.
([96]) قلت: لأنهم لم يحملوا: «القرآن الكريم» في الحقيقة؛ لفقدهم العمل به، فهم يقرؤون القرآن، ولا ينتفعون به؛ لأنهم خالفوا ما فيه.
وانظر: «معالم التنزيل» للبغوي (ج8 ص115)، و«الوسيط» للواحدي (ج4 ص295)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص509).
([97]) المعنى أيضا: والله لا يحكم بالهداية للقوم الذين ظلموا أنفسهم بتكذيب آيات الله وأنبيائه، وعرضوا أنفسهم للعذاب الأليم في نار الجحيم.
قلت: يلحق به كل الجماعات الحزبية: كــ: «الإخوانية»، و«التراثية»، و«السرورية»، و«القطبية»، و«الداعشية»، و«الربيعية»، و«الصوفية»، و«الطالحية»، و«اللادنية»، و«التبليغية»، وغيرهم.
قال تعالى: ]والله لا يهدي القوم الظالمين[ [الجمعة: 5].
وقال تعالى: ]والله عليم بالظالمين [ [الجمعة: 5].
قلت: فجعلهم الله تعالى في حيرة من أمرهم تنتابهم الشكوك، والأوهام، ولا يجدون للخلاص منها سبيلا إلى أن يموتوا في الضلالة، والعياذ بالله.
([104]) فهذا مثل علماء السوء من أهل البدع أيضا الذين أمروا بالعمل بما في القرآن والسنة، فلم يعملوا بهما!.
([105]) أي: ما أقبح ما يمثل به للمخالفين لآيات الله تعالى، وما أشنع هذا التشبيه، وهو تشبيه اليهود بحق بالحمار، فلا تكونوا أيها المسلمون مثلهم، والله لا يوفق القوم المخالفين على العموم، ومنهم اليهود بصفة أولى.
([106]) أيضا المبتدعة بجميع أنواعهم في هذا الزمان، ومن ظلمهم وعنادهم يعلمون أنهم على باطل، ويزعمون أنهم على حق: ]كل حزب بما لديهم فرحون[ [الروم: 32].
([107]) قلت: وكذلك المبتدع ليس له أي فضيلة في الدين، وليس من حظه إلا التعب في هذه الحياة الدنيا، فمثله كمثل هذا الحمار الذي يحمل الكتب الكثيرة الثقيلة على ظهره بدون أي فائدة!.
([109]) وهذه الآية أشد ما ينبغي الحذر منها، وخاصة لطلاب العلم وحملته، كما قال تعالى: ]بئس مثل القوم[ [الجمعة: 5] أي: تشبيههم في هذا المثل بهذا الحيوان المعروف، وهو الحمار.
([110]) والمبتدع لا ينتفع من علوم القرآن، والسنة، والآثار، ولو نشرت بين عينيه، لظلمة بدعته، والعياذ بالله.
([111]) قلت: واختير الحمار في هذا التمثيل ؛ لإظهار الجهل والبلادة، والذل والحقارة، وقد قدم هذا تحذيرا للذين يتركون سنة الرسول r، ويذهبون إلى آراء الرجال، فهؤلاء هم: الحمير حقا.
([112]) فيقرأ أحدهم القرآن، ولا يتفهمه، ولا يتدبره، فمثله كمثل الحمار يحمل كتبا لا يدري ما فيها، ولا يفهم، ولا يعقل ما فيها من علم.
([113]) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج18 ص95).
قلت: ورأس ما لهم هذه الشهادات الآكاديمية، والله المستعان.
([114]) ولا تغلوا فيه، ولا تستكبروا به.
فتعلموا القرآن من أجل الآخرة، ولا تتعلموا القرآن من أجل أن تسئلوا به الدنيا، فمن تعلم القرآن ليأكل به جاء يوم القيامة، وليس له إلا النار، والعياذ بالله.
وانظر: «الأرجوزة» للداني (ص93).
([115]) قلت: وإياكم ولحون أهل التجويد المبتدعة فإنها لحون الغناء في هذا الزمان مفتونة قلوبهم، وقلوب الذين يعجبهم شأنهم من العامة.
وإياكم ولحون العجم؛ فإنها لحون التنطع.
([116]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (4351)، و(4667)، و(7432)، ومسلم في «صحيحه» (ج2 ص741 و742)، وأحمد في «المسند» (ج3 ص4).
أخرجه أحمد في «الزهد» (ج2 ص299)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (ج2 ص358)، وابن الجوزي في «الحدائق» (ج1 ص510).
وإسناده صحيح.
([118]) قلت: والمراد بالقراء هنا؛ هم: الذين يقرؤون القرآن رياءا، وتكسبا لمصلحة دنيوية، ولا يعملون بما يقرؤون؛ مثل: «قراء الإخوانية»، و«قراء الصوفية»، و«قراء السرورية»، و«قراء التراثية»، و«قراء القطبية»، و«قراء الداعشية»، و«قراء المرجئية»، وغيرهم في المساجد في البلدان الإسلامية، والله المستعان.
([119]) قراؤها: أي أنهم يحفظون القرآن نقيا لنفي التهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصر النبي r بهذه الصفة!، وهذه الصفة موجودة في «قراء الإخوانية»، و«قراء الصوفية»، و«قراء السرورية»، و«قراء التراثية»، و«قراء القطبية»، و«قراء الداعشية»، و«قراء المرجئية»، وغيرهم في المساجد في البلدان الإسلامية، والله المستعان.
وانظر: «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (ج4 ص30).
([121]) قلت: وهذا الأثر فيه تشخيص لحال القراء الذين اتخذوا هذا الأمر مهنة، فالتمسوا الدنيا بعمل الآخرة، فصارت النيات زائفة عند القراء، فهم يريدون أن يكونوا من القراء لكي يدر عليهم من المال الوفير وينالوا المناصب، والله المستعان.
([122]) إن العبرة ليست بكثرة العباد والقراء، بل العبرة بفقه هذه العبادة، وبفقه القراءة، والعمل بها.
وأدل دليل على هذا: حال الخوارج المبتدعة؛ حيث وصفهم النبي بكثرة العبادة، والقراءة.
لكن هذه العبادة، والقراءة لم تنفعهم؛ إذا هم: يمرقون من الدين، وهذا حال لواقعنا من القراء في هذا الزمان، فالعبرة إذا بموافقة السنة الصحيحة، اللهم غفرا.
([126]) أولم تكن التوراة، والإنجيل في بني إسرائيل، فلم يغنيا عنهم شيئا، إن ذهاب العلم أن يذهب حملته.
([127]) لقد أصاب أكثر المسلمين ما أصاب اليهود والنصارى من الجهل البسيط، والجهل المركب؛ فأكثرهم لا يحكمون كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ه في الأصول والفروع، فحكموا الجهل، وأعرضوا عن العلم، والله المستعان.
وانظر: «صحيح موارد الظمان» للشيخ الألباني (ج1 ص135).
([132]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص33)، ومسلم في «صحيحه» (ج3 ص208)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص31)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص456)، وفي «العلم» (ص188)، والبغوي في «مصابيح السنة» (ج1 ص169)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (850)، وابن ماجة في «سننه» (ج1 ص20).
([133]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص213)، وفي «خلق أفعال العباد» (356)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2056)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص491)، والنسائي في «السنن الكبرى» (ج3 ص455)، وفي «العلم» (ص186)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1343)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (846).
([134]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج13 ص16)، وفي «خلق أفعال العباد» (354)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2056)، والترمذي في «سننه» (ج4 ص489)، وابن ماجه في «سننه» (ج2 ص1345)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج1 ص357)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (845).
([135]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج1 ص471)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2057)، وأبو داود في «سننه» (ج5 ص15)، وعبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الشرعية الكبرى» (ج1 ص357)، والبيهقي في «المدخل إلى السنن الكبرى» (847).
([137]) قلت: أو ابعادهم عن المناصب الدينية!، ذلك بسبب غلبة الجهل في الناس فيقدم للمناصب أهل الجهل على أهل العلم، وإليه الإشارة بقوله ه: «اتخذ الناس رؤوسا جهالا»، فيزداد حينئذ غلبة الجهل، وترئيس أهله!، اللهم غفرا.
وانظر: «فتح الباري» لابن حجر (ج13 ص286 و287).
([138]) وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (ج1 ص286)، و«المنتقى» للشيخ الفوزان (ج1 ص220)، و«فتح الباري» لابن حجر (ج1 ص316).
([140]) قلت: كأنه / يصف لنا حال «الجماعات الحزبية» وأشكالها في زماننا هذا الذي ظهر فيه الجهل، وقل فيه العلم، واتخذ الناس رؤوسا جهالا فضلوا وأضلوا، والعياذ بالله.