الرئيسية / سلسلة التفسير الأثري / إرشاد القاطن إلى التفسير الصحيح؛ لقوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) [الحديد: 3]
إرشاد القاطن إلى التفسير الصحيح؛ لقوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) [الحديد: 3]
سلسلة التفسير الأثري
|
8 |
إلى
التفسير الصحيح؛ لقوله تعالى:
(هو الأول والآخر والظاهر والباطن) [الحديد: 3]
تأليف
فضيلة الشيخ المحدث الفقيه
أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله الحميدي الأثري
حفظه الله ورعاه
ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ
رب يسر وأعن فإنك نعم المعين
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد،
فهذا تفسير أثري لطيف في باب: «الأسماء والصفات»([1])، وهو تفسير قوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
* جاءت هذه الأسماء الأربعة: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، متتابعة في قوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
* وقد فسر النبي r، هذه الأسماء الأربعة، تفسيرا، واضحا، فقال r: مناجيا ربه تعالى: (اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر). ([2])
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «شرح العقيدة الواسطية» (ص29): (قوله تعالى: ]هو الأول والآخر[ [الحديد: 3]؛ هذه الآية الكريمة، قد فسرها النبي r، في الحديث: الذي رواه مسلم، أنه r قال: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء».([3])
* فقد فسر النبي r: هذه الأسماء الأربعة، بهذا التفسير المختصر الواضح.
* وفي هذه الأسماء المباركة: إحاطته سبحانه من كل وجه، ففي اسمه: «الأول»، و«الآخر»، إحاطته الزمانية، وفي اسمه: «الظاهر»، و«الباطن»، إحاطته المكانية). اهـ
* ففسر كل اسم؛ بمعناه، ونفى عنه ما يضاده، وينافيه.
* وتدل هذه الأسماء على الكمال المطلق، والإحاطة المطلقة الزمانية، في: «الأول»، و«الآخر».
والإحاطة المطلقة المكانية، في: «الظاهر»، و«الباطن».
* فالأول: يدل على أن كل ما سواه حادث، كائن بعد أن لم يكن، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه تعالى، في كل نعمة: دينية، أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى.
* والآخر: يدل على أنه هو الغاية، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات: بعبوديتها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها.
* والظاهر: يدل على عظمة: «الباطن»، يدل على اطلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء. ([4])
قال تعالى: ]وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين[ [الأنعام: 59].
* فهو سبحانه: «الباطن»، يعلم السر وأخفى، والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء.
فهو: «الباطن» العليم بكل شيء، المحيط بكل شيء، الحافظ لكل شيء.
* فالأولية: صفة ذاتية لله تعالى، وذلك من اسمه: «الأول»، ومعناه: الذي ليس قبله شيء.
* والآخرية: صفة ذاتية لله تعالى، وذلك من اسمه: «الآخر»، ومعناه: الذي ليس بعده شيء، والباقي بعد الأشياء كلها.
* والظاهرية: صفة ذاتية لله تعالى، من اسمه: «الظاهر»، ومعناه: هو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه.
* والباطنية: صفة ذاتية لله تعالى، من اسمه: «الباطن»، ومعناه: العالم بكل شيء. ([5])
قلت: وبهذه الأسماء نثبت لله تعالى صفة الإحاطة، لقوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن[ [الحديد: 3].
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص27): («فأولية الله عز وجل»: سابقة على أولية كل ما سواه، و«آخريته»: ثابتة بعد آخرية كل ما سواه؛ «فأوليته»: سبقه لكل شيء، و«آخريته»: بقاؤه بعد كل شيء، و«ظاهريته» سبحانه: فوقيته وعلوه على كل شيء، ومعنى «الظهور» يقتضي العلو، وظاهر الشيء: هو ما علا منه وأحاط بباطنه، و«بطونه» سبحانه: إحاطته بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون، وهذا لون؛ فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانية، ومكانية، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل آخر انتهى إلى آخريته؛ فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أول إلا والله قبله، وما من آخر إلا والله بعده؛ فـ«الأول»: قدمه، و«الآخر»: دوامه وبقاؤه، و«الظاهر»: علوه وعظمته، و«الباطن»: قربه ودنوه؛ فسبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسر عنده علانية؛ فهذه الأسماء الأربعة: تشتمل على أركان التوحيد؛ فهو الأول في آخريته، والآخر في أوليته، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره، لم يزل أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا). اهـ
وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص237): (قوله تعالى: ]هو الأول[؛ قبل كل شيء: ]والآخر[؛ بعد الخلق: ]والظاهر[؛ فوق كل شيء؛ يعني: السموات، ]والباطن[؛ دون كل شيء، يعلم ما تحت الأرضين: ]وهو بكل شيء عليم[ [الحديد:3]). اهـ
* سبحانه؛ هو الأول: يعني: قبل كل شيء.
والآخر: بعد كل شيء.
والظاهر: فوق كل شيء.
والباطن: يعلم بكل شيء، بعلمه وقدرته، وسلطانه محيط بالخلق، وهو فوق عرشه
قال تعالى: ]هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير[ [الحديد:4].
* فأخبر سبحانه: مع علو عرشه يعلم كل شيء، فلا يمنعه علوه من العلم بجميع الأشياء. ([6])
* هذا: وأسأل الله تعالى، أن يرزقني الإخلاص، والصواب، وأن ينفعني بهذا الجزء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو عبد الرحمن الأثري
ذكر الدليل على التفسير الصحيح؛ لقوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
اعلم رحمك الله: أن من أعظم ما يقوي الإيمان؛ معرفة: أسماء الله الحسنى، وهي الثابتة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله تعالى بها.
قال تعالى: ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها[ [الأعراف: 180].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة).([7])
وإليكم التفسير الصحيح، لقوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
* جاءت هذه الأسماء الأربعة: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، متتابعة في قوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
* وقد فسر النبي r، هذه الأسماء الأربعة، تفسيرا، واضحا، فقال r: مناجيا ربه تعالى: (اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل، والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر). ([8])
قال العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في «شرح العقيدة الواسطية» (ص29): (قوله تعالى: ]هو الأول والآخر[ [الحديد: 3]؛ هذه الآية الكريمة، قد فسرها النبي r، في الحديث: الذي رواه مسلم، أنه r قال: «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء».([9])
* فقد فسر النبي r: هذه الأسماء الأربعة، بهذا التفسير المختصر الواضح.
* وفي هذه الأسماء المباركة: إحاطته سبحانه من كل وجه، ففي اسمه: «الأول»، و«الآخر»، إحاطته الزمانية، وفي اسمه: «الظاهر»، و«الباطن»، إحاطته المكانية). اهـ
* ففسر كل اسم؛ بمعناه، ونفى عنه ما يضاده، وينافيه.
* وتدل هذه الأسماء على الكمال المطلق، والإحاطة المطلقة الزمانية، في: «الأول»، و«الآخر»، والإحاطة المطلقة المكانية، في: «الظاهر»، و«الباطن».
* فالأول: يدل على أن كل ما سواه حادث، كائن بعد أن لم يكن، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه تعالى، في كل نعمة: دينية، أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى.
* والآخر: يدل على أنه هو الغاية، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات: بعبوديتها، ورغبتها، ورهبتها، وجميع مطالبها.
* والظاهر: يدل على عظمة.
* «الباطن»، يدل على اطلاعه على السرائر، والضمائر، والخبايا، والخفايا، ودقائق الأشياء. ([10])
قال تعالى: ]وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين[ [الأنعام: 59].
* فهو سبحانه: «الباطن»، يعلم السر وأخفى، والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء.
فهو: «الباطن» العليم بكل شيء، المحيط بكل شيء، الحافظ لكل شيء.
* فالأولية: صفة ذاتية لله تعالى، وذلك من اسمه: «الأول»، ومعناه: الذي ليس قبله شيء.
* والآخرية: صفة ذاتية لله تعالى، وذلك من اسمه: «الآخر»، ومعناه: الذي ليس بعده شيء، والباقي بعد الأشياء كلها.
* والظاهرية: صفة ذاتية لله تعالى، من اسمه: «الظاهر»، ومعناه: هو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه.
* والباطنية: صفة ذاتية لله تعالى، من اسمه: «الباطن»، ومعناه: العالم بكل شيء. ([11])
قلت: وبهذه الأسماء نثبت لله تعالى صفة الإحاطة، لقوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن[ [الحديد: 3].
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص27): («فأولية الله عز وجل»: سابقة على أولية كل ما سواه، و«آخريته»: ثابتة بعد آخرية كل ما سواه؛ «فأوليته»: سبقه لكل شيء، و«آخريته»: بقاؤه بعد كل شيء، و«ظاهريته» سبحانه: فوقيته وعلوه على كل شيء، ومعنى «الظهور» يقتضي العلو، وظاهر الشيء: هو ما علا منه وأحاط بباطنه، و«بطونه» سبحانه: إحاطته بكل شيء، بحيث يكون أقرب إليه من نفسه، وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون، وهذا لون؛ فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة، وهي إحاطتان: زمانية، ومكانية، فإحاطة أوليته وآخريته بالقبل والبعد، فكل سابق انتهى إلى أوليته، وكل آخر انتهى إلى آخريته؛ فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن، فما من ظاهر إلا والله فوقه، وما من باطن إلا والله دونه، وما من أول إلا والله قبله، وما من آخر إلا والله بعده؛ فـ«الأول»: قدمه، و«الآخر»: دوامه وبقاؤه، و«الظاهر»: علوه وعظمته، و«الباطن»: قربه ودنوه؛ فسبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته، وعلا على كل شيء بظهوره، ودنا من كل شيء ببطونه، فلا تواري منه سماء سماء، ولا أرض أرضا، ولا يحجب عنه ظاهر باطنا، بل الباطن له ظاهر، والغيب عنده شهادة، والبعيد منه قريب، والسر عنده علانية؛ فهذه الأسماء الأربعة: تشتمل على أركان التوحيد؛ فهو الأول في آخريته، والآخر في أوليته، والظاهر في بطونه، والباطن في ظهوره، لم يزل أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا). اهـ
وقال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص237): (قوله تعالى: ]هو الأول[؛ قبل كل شيء: ]والآخر[؛ بعد الخلق: ]والظاهر[؛ فوق كل شيء؛ يعني: السموات، ]والباطن[؛ دون كل شيء، يعلم ما تحت الأرضين: ]وهو بكل شيء عليم[ [الحديد:3]). اهـ
* سبحانه؛ هو الأول: يعني: قبل كل شيء.
والآخر: بعد كل شيء.
والظاهر: فوق كل شيء.
والباطن: يعلم بكل شيء، بعلمه وقدرته، وسلطانه محيط بالخلق، وهو فوق عرشه
قال تعالى: ]هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير[ [الحديد:4].
* فأخبر سبحانه: مع علو عرشه يعلم كل شيء، فلا يمنعه علوه من العلم بجميع الأشياء. ([12])
قال الإمام مقاتل بن سليمان / في «تفسير القرآن» (ج4 ص237): (قوله تعالى: ]وهو معكم[؛ يعني: علمه: ]أين ما كنتم[؛ من الأرض: ]والله بما تعملون بصير[ [الحديد:4]). اهـ
وقال الإمام أبو عمرو الداني / في «الرسالة الوافية» (ص46): (والإيمان بالله تعالى: يتضمن التوحيد له سبحانه، والوصف له بصفاته، ونفي النقائص عنه الدالة على حدوث من جازت عليه.
* والتوحيد له: هو الإقرار بأنه ثابت موجود، وواحد معبود، على ما ورد به، قوله تعالى: ]وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم[ [البقرة:163].
* وأنه: «الأول»، قبل جميع المحدثات، الباقي بعد فناء المخلوقات، على ما أخبر به تعالى، في قوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3]، والعالم: هو الذي لا يخفى عليه شيء). اهـ
وقال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص87): (الأول: هو السابق للأشياء كلها، الكائن الذي لم يزل قبل وجود الخلق، فاستحق الأولية، إذ كان موجودا، ولا شيء قبله، ولا معه). اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «الاعتقاد» (ص63): (الأول: هو الذي لا ابتداء لوجوده). اهـ
وقال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج27 ص124): (هو: «الأول»: قبل كل شيء بغير حد، و«الآخر»: بعد كل شيء بغير نهاية.
* وإنما قيل ذلك كذلك؛ لأنه كان ولا شيء موجودا سواه، وهو كائن بعد فناء الأشياء كلها، كما قال تعالى: ]كل شيء هالك إلا وجهه[ [القصص:88]). اهـ
وقال الإمام الفراء / في «معاني القرآن» (ج3 ص132): (قوله تعالى: ]هو الأول[؛ يريد: قبل كل شيء، و]الآخر[؛ بعد كل شيء). اهـ
وقال الإمام الحليمي / في «المنهاج» (ج1 ص188): («الأول»: الذي لا قبل له، و«الآخر»: هو الذي لا بعد له، وهذا لأن، «قبل»، و«بعد»: نهايتان:
* فقبل: نهاية الموجود من قبل ابتدائه.
* وبعد: غايته من قبل انتهائه، فإذا لم يكن له ابتداء، ولا انتهاء لم يكن للموجود قبل، ولا بعد، فكان هو: «الأول»، و«الآخر»). اهـ
وقال الإمام الزجاج / في «تفسير الأسماء الحسنى» (ص60): (الآخر: هو المتأخر عن الأشياء كلها، ويبقى بعدها). اهـ
وقال الإمام الخطابي / في «شأن الدعاء» (ص88): (الآخر: هو الباقي بعد فناء الخلق، وليس معنى: «الآخر»: ماله الانتهاء، كما ليس معنى: «الأول»: ماله ابتداء، فهو: «الأول»، و«الآخر»، وليس لكونه أول، ولا آخر). اهـ
وقال الحافظ البيهقي / في «الاعتقاد» (ص63): (الآخر: وهو الذي لا انتهاء لوجوده). اهـ
وقال الإمام الطبري / في «جامع البيان» (ج27 ص124): (وقوله: «والظاهر»؛ يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه). اهـ
وقال الإمام الفراء / في «معاني القرآن» (ج3 ص132): (الظاهر: على كل شيء علما، وكذلك؛ «الباطن»: على كل شيء علما). اهـ
وقال الإمام الزجاج / في «تفسير الأسماء الحسنى» (ص61): (الباطن: هو العالم ببطانة الشيء، يقال: بطنت فلانا، وخبرته: إذا عرفت باطنه، وظاهره.
* والله تعالى: عارف ببواطن الأمور، وظواهرها، فهو ذو الظاهر، وذو الباطن).اهـ
وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين / في «شرح العقيدة الواسطية» (ج1 ص180): (قول المؤلف: «وقوله سبحانه: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
* «وقوله سبحانه»: هذا معطوف على: «سورة»، في قول المؤلف: «ما وصف به نفسه في سورة الإخلاص».
* ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن[: هذه أربعة أسماء، كلها متقابلة، في الزمان والمكان، تفيد إحاطة الله سبحانه وتعالى بكل شيء: أولا وآخرا، وكذلك في المكان؛ ففيه الإحاطة الزمانية، والإحاطة المكانية.
* ]هو الأول[: «الأول»: فسره النبي r بقوله: «الذي ليس قبله شيء».([13])
* وهنا فسر الإثبات بالنفي، فجعل هذه الصفة الثبوتية صفة سلبية، وقد ذكرنا فيما سبق أن الصفات الثبوتية أكمل وأكثر؛ فلماذا؟
فنقول: فسرها النبي r بذلك؛ لتوكيد الأولية؛ يعني: أنها مطلقة، أولية ليست أولية إضافية، فيقال: هذا أول باعتبار ما بعده، وفيه شيء آخر قبله؛ فصار تفسيرها بأمر سلبي أدل على العموم على أنها أولية مطلقة، ولهذا قال: «ليس قبله شيء»، وهذا باعتبار التقدم الزمني.
* «والآخر»: فسره النبي r بقوله: «الذي ليس بعده شيء»، ولا يتوهم أن هذا يدل على غاية لآخريته؛ لأن هناك أشياء أبدية، وهي من المخلوقات؛ كالجنة والنار، وعليه؛ فيكون معنى: «والآخر»: أنه محيط بكل شيء؛ فلا نهاية لآخريته.
* «والظاهر»: من الظهور، وهو العلو؛ كما قال تعالى: ]هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله[ [التوبة:33]؛ أي: ليعليه، ومنه ظهر الدابة؛ لأنه عال عليها، ومنه قوله تعالى: ]فما اسطاعوا أن يظهروه[ [الكهف:97]؛ أي: يعلوا عليه، وقال النبي r في تفسيرها: «الذي ليس فوقه شيء»؛ فهو عال على كل شيء.
* «والباطن»: فسره النبي r قال: «الذي ليس دونه شيء»، وهذا كناية عن إحاطته بكل شيء، ولكن المعنى أنه مع علوه عز وجل؛ فهو باطن؛ فعلوه لا ينافي قربه عز وجل؛ فالباطن: قريب، من معنى: القريب.
* تأمل هذه الأسماء الأربعة؛ تجد أنها متقابلة، وكلها خبر عن مبتدأ واحد، لكن بواسطة حرف العطف، والأخبار: بواسطة حرف العطف أقوى من الأخبار بدون واسطة حرف العطف؛ فمثلا: ]وهو الغفور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد[ [البروج:14-16]؛ هي أخبار متعددة بدون حرف العطف، لكن أحيانا تأتي أسماء الله وصفاته مقترنة بواو العطف، وفائدتها:
أولا: توكيد السابق؛ لأنك إذا عطفت عليه؛ جعلته أصلا؛ والأصل الثابت.
ثانيا: إفادة الجمع، ولا يستلزم ذلك تعدد الموصوف، أرأيت قوله تعالى: ]سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى[ [الأعلى: 1-3]؛ فالأعلى الذي خلق فسوى هو الذي قدر فهدى.
فإذا قلت: المعروف أن العطف يقتضي المغايرة؟.
فالجواب: نعم؛ لكن المغايرة تارة تكون بالأعيان، وتارة تكون بالأوصاف، وهذا تغاير أوصاف، على أن التغاير قد يكون لفظيا غير معنوي؛ مثل قول الشاعر: فألقى قولها كذبا ومينا.
فالمين: هو الكذب، ومع ذلك عطفه عليه؛ لتغاير اللفظ، والمعنى واحد؛ فالتغاير إما عيني، أو معنوي، أو لفظي، فلو قلت: جاء زيد، وعمرو، وبكر، وخالد؛ فالتغاير عيني، ولو قلت: جاء زيد الكريم، والشجاع، والعالم؛ فالتغاير معنوي، ولو قلت: هذا الحديث كذب ومين؛ فالتغاير لفظي.
* واستفدنا من هذه الآية الكريمة: إثبات أربعة أسماء لله، وهي: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن».
* واستفدنا منها خمس صفات: «الأولية»، و«الآخرية»، و«الظاهرية»، و«الباطنية»، وعموم العلم.
* واستفدنا من مجموع الأسماء: إحاطة الله تعالى بكل شيء زمانا ومكانا؛ لأنه قد يحصل من اجتماع الأوصاف زيادة صفة.
فإذا قال قائل: هل هذه الأسماء متلازمة؛ بمعنى أنك إذا قلت: «الأول»؛ فلا بد أن تقول: «الآخر»، أو: يجوز فصل بعضها عن بعض؟!.
فالظاهر: أن المتقابل منها متلازم؛ فإذا قلت: «الأول»؛ فقل: «الآخر»، وإذا قلت: «الظاهر»؛ فقل: «الباطن»؛ لئلا تفوت صفة المقابلة الدالة على الإحاطة.
* قوله تعالى: ]وهو بكل شيء عليم[: هذا إكمال لما سبق من الصفات الأربع؛ يعني: ومع ذلك؛ فهو بكل شيء عليم.
* وهذه من صيغ العموم التي لم يدخلها تخصيص أبدا، وهذا العموم يشمل أفعاله، وأفعال العباد الكليات والجزئيات؛ يعلم ما يقع وما سيقع، ويشمل الواجب والممكن والمستحيل؛ فعلم الله تعالى واسع شامل محيط، لا يستثنى منه شيء؛ فأما علمه بالواجب؛ فكعلمه بنفسه وبما له من الصفات الكاملة، وأما علمه بالمستحيل، فمثل قوله تعالى: ]لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا[ [الأنبياء: 22]، وقوله تعالى: ]إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا[ [الحج: 73]؛ وأما علمه بالممكن؛ فكل ما أخبر الله تعالى به عن المخلوقات؛ فهو من الممكن: ]يعلم ما تسرون وما تعلنون[ [النحل: 19].
إذا؛ فعلم الله تعالى محيط بكل شيء.
والثمرة التي ينتجها الإيمان بـ«أن الله تعالى بكل شيء عليم»: كمال مراقبة الله عز وجل وخشيته؛ بحيث لا يفقده حيث أمره، ولا يراه حيث نهاه). اهـ
وقال العلامة الشيخ محمد هراس / في «شرح العقيدة الواسطية» (ص88): (وقوله سبحانه: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد:3].
* قوله: ]هو الأول[؛ الجملة هنا جاءت معرفة الطرفين، فهي تفيد اختصاصه سبحانه بهذه الأسماء الأربعة ومعانيها على ما يليق بجلاله وعظمته، فلا يثبت لغيره من ذلك شيء.
* وقد اضطربت عبارات المتكلمين في تفسير هذه الأسماء، ولا داعي لهذه التفسيرات بعدما ورد تفسيرها عن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه، فقد روى مسلم في «صحيحه» عن أبي هريرة t عن النبي r أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: «اللهم رب السموات السبع، ورب الأرض، رب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني من الفقر».([14])
* فهذا تفسير واضح جامع يدل على كمال عظمته سبحانه، وأنه محيط بالأشياء من كل وجه.
فالأول والآخر: بيان لإحاطته الزمانية.
والظاهر والباطن: بيان لإحاطته المكانية.
* كما أن اسمه «الظاهر» يدل على: أنه العالي فوق جميع خلقه، فلا شيء منها فوقه.
* فمدار هذه الأسماء الأربعة على: الإحاطة، فأحاطت أوليته وآخريته بالأوائل والأواخر، وأحاطت ظاهريته وباطنيته بكل ظاهر وباطن.
فاسمه الأول: دال على قدمه وأزليته.
واسمه الآخر: دال على بقائه وأبديته.
واسمه الظاهر: دال على علوه وعظمته.
واسمه الباطن: دال على قربه ومعيته.
* ثم ختمت الآية بما يفيد إحاطة علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة، ومن العالم العلوي والسفلي، ومن الواجبات والجائزات والمستحيلات، فلا يغيب عن علمه مثقال ذرة في الأرض، ولا في السماء.
* فالآية: كلها في شأن إحاطة الرب سبحانه بجميع خلقه من كل وجه). اهـ
* وقد بين الإمام ابن القيم / في تقرير أسماء الله تعالى: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن.
فتضمن هذا المطلب: تعيين أربعة من أسماء الله تعالى، المزدوجة، المتقابلة، وهي:
1) الأول.
2) والآخر.
3) والظاهر.
4) والباطن.
* وذكر بعض أدلة ثبوتها، وبيان بعض ما اشتملت عليه من المعاني، مع الإشارة إلى بعض الأسرار الجميلة، والحكم الجليلة، المتعلقة باقتران بعضها ببعض. ([15])
* وتقرير ذلك من كلام ابن القيم: منتظم في المسألتين الآتيتين:
المسألة الأولى: اسما الجلالة، «الأول»، و«الآخر».
فذكر الإمام ابن القيم /؛ اسمي الجلالة: «الأول»، و«الآخر»، في مواضع كثيرة من كتبه أيضا، حيث قرر ثبوت اسم الجلالة: «الأول»، وما يدل عليه.
فقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص249): (الأول: الذي دلت على وحدانيته، وأوليته: البراهين القطعية، والمشاهدة الإيمانية). اهـ
* وقد فسر النبي r، قوله تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد:3].
فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: (أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء). ([16])
* وقد قرر الإمام ابن القيم /، ما يحصل للقلب من مطالعة: أولية الرب تعالى، وسبقه للأشياء، ومشاهدة: انفراد الحق بأزليته وحده، وأنه كان، ولم يكن شيء غيره ألبتة، وكل ما سواه، فكائن بعد عدمه بتكوينه من الغنى. ([17])
فقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج2 ص471): (أما مطالعة أوليته: فهو سبحانه للأشياء جميعا، فهو: «الأول»، الذي ليس قبله شيء). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص340): (من سر اسميه: «الأول»، و«الآخر»، فهو المعد، وهو الممد، ومنه السبب، والمسبب، وهو الذي يعيذ من نفسه بنفسه). اهـ
* فدلالة اقتران: اسمي الجلالة، «الأول»، و«الآخر»، على أن من الله تعالى: الإعداد، والإمداد.
* ودلالة هذا الاقتران أيضا، على أن من الله تعالى: الإعداد، والإمداد، وأن منه تعالى: المبدأ، وإليه المعاد، وأنه ليس له تعالى: غاية، ولا نهاية، بل الغايات، والنهايات تنتهي إليه، وأن مرجع الأبد إلى الأزل، ومرد النهايات إلى الأول. ([18])
وقال الإمام ابن القيم / في «إعلام الموقعين» (ج1 ص143): (منه تعالى المبدأ، وإليه المعاد، وهو: «الأول»، و«الآخر»: ]وأن إلى ربك المنتهى[ [النجم:42]). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج2 ص278): (الغايات والنهايات: كلها إليه تنتهي: ]وأن إلى ربك المنتهى[ [النجم: 42].
* فانتهت إليه الغايات والنهايات؛ ليس له تعالى غاية، ولا نهاية، لا في وجوده، ولا في مزيد جوده؛ إذ هو: «الأول» الذي ليس قبله شيء، و«الآخر»، الذي ليس بعده شيء، ولا نهاية لحمده وعطائه.
* بل كلما ازداد له العبد شكرا: زاده فضلا، وكلما ازداد له طاعة: زاده لمجده مثوبة، وكلما ازداد منه قربا: لاح له من جلاله، وعظمته ما لم يشاهده قبل ذلك، وهكذا أبدا لا يقف على غاية، ولا نهاية) ([19]). اهـ
* فدلالة اقتران اسمي الجلالة: «الأول»، و«الآخر»، على أنه ليس لله تعالى: غاية، ولا نهاية، بل الغايات، والنهايات، تنتهي إليه.
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص542): (انتهى الأمر كله: إلى علمه، وحكمه، وحكمته؛ وذلك أزلي، وهذا رد النهايات إلى: «الأول»، فتصير الخاتمة هي عين السابقة، والله تعالى: ]هو الأول والآخر[ [الحديد:3]، وكل ما كان، ويكون آخرا، فمردود إلى سابق: علمه، وحكمه، فرجع الأبد إلى الأزل، والنهايات إلى: «الأول»). اهـ
* فدلالة اقتران اسمي الجلالة: «الأول»، و«الآخر»، على أن مرجع الأبد إلى الأزل، ومرد النهايات إلى: «الأول».
المسألة الثانية: اسما الجلالة: «الظاهر»، و«الباطن».
ذكر الإمام ابن القيم /، اسمي الجلالة: «الظاهر»، و«الباطن»، في مواضع كثيرة من كتبه.
حيث قرر بعض ما يدل عليه اسم الجلالة: «الظاهر»، من المعاني. ([20])
فقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج1 ص40): (اسمه: «الظاهر»، من لوازمه: أن لا يكون فوقه شيء، كما في «الصحيح» عن النبي r: «وأنت الظاهر فليس فوقك شيء»، بل هو تعالى فوق كل شيء، فمن جحد فوقيته، فقد جحد لوازم اسمه: «الظاهر»... ولا يصح أن يكون ظهور القهر، والغلبة فقط، وإن كان تعالى ظاهرا بالقهر، والغلبة، لمقابلة الاسم: «الباطن»، وهو الذي ليس دونه شيء، كما قابل: «الأول»، الذي ليس قبله شيء، بـ«الآخر»، الذي ليس بعده شيء).اهـ
* وفهم معنى: اسمي الجلالة: «الظاهر»، و«الباطن»، يوجب للعبد: معرفة إحاطة الله تعالى بكل شيء، وفوقيته على كل شيء.
قال الإمام ابن القيم / في «مختصر الصواعق المرسلة» (ج2 ص428): (لا يكون الرب، إلا فوق كل شيء، ففوقيته، وعلوه من لوازم ذاته، ولا تناقض بين نزوله، ودنوه، وهبوطه، ومجيئه، وإتيانه، وعلوه؛ لإحاطته وسعته، وعظمته، وأن السموات والأرض في قبضته، وأنه مع كونه: «الظاهر»، الذي ليس فوقه شيء، فهو: «الباطن»، الذي ليس دونه شيء، فظهوره بالمعنى الذي فسره به أعلم الخلق). اهـ
* فمطالعة العبد لسر ذلك الاقتران: هي جماع معرفة العبد بربه تعالى، وجماع عبوديته له.
وقد ورد اقتران أسماء الجلالة: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، في آية واحدة، كما سبق.
قال تعالى: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3].
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص46): (الرجوع إلى فضل الله تعالى، ومطالعة سبقه الأسباب، والوسائط، فبفضل الله تعالى، ورحمته، وجدت من الأحوال الشريفة، والمقامات العلية.
* وبفضله، ورحمته، وصلوا إلى رضاه، ورحمته، وقربه، وكرامته، وموالاته، وكان تعالى هو: «الأول»، في ذلك كله، كما أنه: «الأول»، في كل شيء، وكان هو: «الآخر»، في ذلك؛ كما هو: «الآخر»، في كل شيء، فمن عبده باسمه: «الأول»، و«الآخر»: حصلت له حقيقة هذا الفقر.
* فإن انضاف إلى ذلك عبوديته باسمه: «الظاهر»، و«الباطن»، فهذا هو العارف الجامع لمتفرقات التعبد، ظاهرا، وباطنا). اهـ
* فعبوديته؛ باسمه: «الأول»، تقتضي التجرد، من مطالعة الأسباب، والوقوف، أو الالتفات إليها.
* فمنه سبحانه وتعالى: الإعداد، ومنه الإمداد، وفضله سابق على الوسائل، والوسائل من مجرد فضله، وجوده؛ لم تكن بوسائل أخرى، فمن نزل اسمه: «الأول»، على هذا المعنى: أوجب له فقرا خاصا، وعبودية خاصة.
* وعبوديته باسمه: «الآخر»؛ تقتضي أيضا: عدم ركونه، ووثوقه بالأسباب والوقوف معها، فإنها تنعدم لا محالة، وتنقضي بالآخرية، ويبقى الدائم الباقي بعدها، فالتعلق بها: تعلق بعدم وينقضي.
* والتعلق بـ«الآخر» سبحانه: تعلق بـ: ]الحي الذي لا يموت[ [الفرقان:58]؛ ولا يزول، فالمتعلق به حقيق أن لا يزول، ولا ينقطع، بخلاف التعلق بغيره، مما له آخر يفنى به.
* كذا نظر العارف إليه بسبق الأولية، حيث كان قبل الأسباب كلها، وكذلك نظره إليه ببقاء الآخرية، حيث يبقى بعد الأسباب كلها، فكان الله تعالى، ولم يكن شيء غيره: ]كل شيء هالك إلا وجهه[ [القصص:88].
* فتأمل عبودية هذين الاسمين: وما يوجبانه من صحة الاضطرار إلى الله تعالى وحده، ودوام الفقر إليه دون كل شيء سواه، وأن الأمر ابتدأ منه، وإليه يرجع.
* فهو المبتدئ بالفضل، حيث لا سبب، ولا وسيلة، وإليه تنتهي الأسباب والوسائل، فهو: أول كل شيء وآخره.
قال تعالى: ]ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون * إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط[ [يونس:4].
وقال تعالى: ]الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين[ [السجدة:7].
* فهو: «الأول»، الذي ابتدأت منه المخلوقات، و«الآخر»، الذي انتهت إليه عبوديتها، وإرادتها، ومحبتها.
* فليس وراء الله تعالى شيء يقصد، ويعبد ويتأله؛ كما أنه ليس قبله شيء يخلق ويبرأ. ([21])
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص47): (فكما كان واحدا في إيجادك: فاجعله واحدا في تألهك إليه؛ لتصح عبوديتك، وكما ابتدأ وجودك، وخلقك منه: فاجعله نهاية حبك، وإرادتك، وتألهك إليه، لتصح لك عبوديته، باسمه: «الأول»، و«الآخر»، وأكثر الخلق تعبدوا له باسمه: «الأول»، وإنما الشأن في التعبد له باسمه: «الآخر»؛ فهذه عبودية الرسل وأتباعهم، فهو رب العالمين، وإله المرسلين سبحانه). اهـ
* فيجب على العبد أن يتعبد لله تعالى باسمه: «الظاهر»، من جمع القلب عليه، وجموده إليه، فعلو الله تعالى مطلقا على كل شيء بذاته، وأنه ليس فوقه شيء ألبتة، وأنه قاهر فوق عباده.
* قال تعالى: ]يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه[ [السجدة:5].
* وقال تعالى: ]إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه[ [فاطر:10].
* فصار لقلبه، إماما يقصده، وربا يعبده، وإلها يتوجه إليه. ([22])
قال تعالى: ]إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض[ [يونس:3].
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص49): (والمقصود: أن التعبد باسمه: «الظاهر»، يجمع القلب على المعبود، ويجعل له ربا يقصده، وصمدا: يصمد إليه في حوائجه، وملجأ يلجأ إليه.
* فإذا استقر ذلك في قلبه، وعرف ربه باسمه: «الظاهر»: استقامت له عبوديته، وصار له معقل، وموئل يلجأ إليه، ويهرب إليه، ويفر كل وقت إليه). اهـ
قلت: فمن رزق هذا؛ فهم معنى: اسمه «الظاهر».
* وما يوجبه تعبد العبد لله تعالى؛ باسمه: «الباطن»، من معرفة إحاطة الرب تعالى، بالعالم، وعظمته.
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص49): (وأما تعبده باسمه: «الباطن»، فأمر يضيق نطاق التعبير عن حقيقته، ويكل اللسان عن وصفه، وتصطلم الإشارة إليه، وتجفو العبارة عنه.
* فإنه يستلزم معرفة، بريئة: من شوائب التعطيل، ومخلصة من فرث التشبيه، منزهة عن رجس الحلول والاتحاد، وعبارة مؤدية للمعنى، كاشفة عنه، وذوقا، صحيحا، سليما: من أذواق أهل الإنحراف، فمن رزق هذا: فهم معنى اسمه: «الباطن»، وصح له التعبد به.
* وسبحان الله: كم زلت في هذا المقام أقدام، وضلت فيه أفهام، وتكلم فيه الزنديق بلسان الصديق). اهـ
قلت: والناجي من ذلك، من رزقه الله تعالى: بصيرة في الحق، ونورا يميز به بين الهدى والضلال، وفرقانا يفرق به بين الحق والباطل.
* ورزق مع ذلك اطلاعا على أسباب الخطأ، وتفرق الطرق، ومثار الغلط، وكان له بصيرة في الحق والباطل([23]): ]ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم[ [الحديد:21].
قال تعالى: ]وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس[ [الإسراء: 60].
وقال تعالى: ]والله من ورائهم محيط[ [البروج: 20].
قال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص50): (ولهذا يقرن سبحانه: بين هذين الاسمين الدالين على هذين المعنيين: اسم: «العلو»، الدال على أنه: «الظاهر»، وأنه لا شيء فوقه، واسم العظمة الدال على الإحاطة، وأنه لا شيء دونه، كما قال تعالى: ]وهو العلي العظيم[ [البقرة:255]، وقال تعالى: ]هو العلي الكبير[ [الحج: 62]؛ وقال تعالى: ]ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم[ [البقرة: 115]). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص54): (فمعرفة هذه الأسماء الأربعة: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»: هي أركان، «العلم»، و«المعرفة»، فحقيق بالعبد، أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهي به قواه، وفهمه.
* واعلم أن لك أنت: أولا، وآخرا، وظاهرا، وباطنا، بل كل شيء فله: أول، وآخر، وظاهر، وباطن؛ حتى الخطوة، واللحظة، والنفس، وأدنى من ذلك، وأكثر.
* فأولية الله تعالى: سابقة على أولية كل ما سواه.
* وآخريته: ثابتة بعد آخرية كل ما سواه.
* فأوليته: سابقة لكل شيء.
* وآخريته: بقاؤه بعد كل شيء.
* وظاهريته تعالى: فوقيته، تقتضي: العلو، وظاهر الشيء: هو ما علا منه، وأحاط بباطنه). اهـ
* فمعرفة أسماء الجلالة: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، هي: ركن العلم، والمعرفة.
* فمدار هذه الأسماء الأربعة: على الإحاطة، وهي: إحاطتان: «زمانية»، و«مكانية».
* فإحاطة: أوليته، وآخريته: بالقبل والبعد، فكل سابق: انتهى إلى أوليته، وكل آخر: انتهى إلى آخريته، فأحاطت أوليته، وآخريته: بالأوائل، والأواخر.
* وأحاطت: ظاهريته، وباطنيته، بكل ظاهر، وباطن، فما من ظاهر، إلا والله فوقه، وما من باطن؛ إلا والله دونه، وما من أول، إلا والله قبله، وما من آخر؛ إلا والله بعده. ([24])
قلت: فهذه الأسماء الأربعة: تشتمل على أركان التوحيد.
* ثم بين الإمام ابن القيم / أن التعبد بهذه الأسماء الحسنى: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، على مرتبتين.
فقال الإمام ابن القيم / في «طريق الهجرتين» (ص54): (والتعبد بهذه الأسماء له رتبتان:
الرتبة الأولى: أن تشهد الأولية منه تعالى، في كل شيء، والآخرية بعد كل شيء، والعلو، والفوقية، فوق كل شيء، والقرب، والدنو دون كل شيء.
والرتبة الثانية: من التعبد، أن يعامل كل اسم بمقتضاه، فيعامل سبقه تعالى: بأوليته لكل شيء، وسبقه بفضله، وإحسانه الأسباب كلها بما يقتضيه ذلك من إفراده، وعدم الالتفات إلى غيره، والوثوق بسواه، والتوكل على غيره). اهـ
* ثم تعبد الله تعالى؛ باسمه: «الآخر»؛ بأن تجعله وحده غايتك التي لا غاية لك سواه، ولا مطلوب لك وراءه، فكما انتهت إليه الأواخر، وكان بعد كل آخر، فكذلك اجعل نهايتك إليه سبحانه: فـ]أن إلى ربك المنتهى[ [النجم:42]؛ إليه سبحانه انتهت الأسباب، والغايات.
* وأما التعبد؛ باسمه: «الباطن»، فإذا شهدت إحاطته بالعوالم، وقرب العبيد منه، وظهور البواطن له، وبدو السرائر، وأنه لا شيء بينه وبينها، فعامله بمقتضى هذا الشهود، وطهر له سريرتك؛ فإنها عنده علانية، وأصلح له غيبك؛ فإنها عنده شهادة، وزك له باطنك، فإنه عنده ظاهر.([25])
قلت: فانظر كيف كانت هذه الأسماء الأربعة: جماع المعرفة بالله تعالى، وجماع العبودية له سبحانه وتعالى.
قال الإمام ابن القيم / في «زاد المعاد» (ج2 ص462): (كما أن ظهوره: هو العلو الذي ليس فوقه شيء، وبطونه، هو: الإحاطة التي لا يكون دونه فيها شيء).اهـ
وقد ذكر الإمام ابن القيم / في «نونيته» (ص240)؛ اقتران أسماء الله الحسنى: «الأول»، و«الآخر»، و«الظاهر»، و«الباطن»، فقال:
هــــــو أول هــــو آخـر هـــــو ظــاهر |
|
|
هـــو بــــاطـــــن هــــــي أربـــــــــع بـــوزان |
مـــا قبلـــــه شيء كـــــذا مــــا بعـــده |
|
|
شيء تعـــــــــــالى الله ذو السلطــــــــــــــان |
مــا فوقــــــه شيء كــــذا مـــا دونــــه |
|
|
شيء وذا تفسيـــــــــر ذي البرهـــــــــــــــان |
فانظـــــــــــــر إلى تفسيـــــــــره بتـدبر |
|
|
وتبصـــــــــــــر وتعقـــــــــــــل لمعــــــــــان |
وانظــــــــــر إلى مـــــا فيه مـــن أنواع |
|
|
معرفــــــة لخـــالقنا العظيـــــــم الشــــــــان |
* وقد ذكر الإمام ابن القيم /: سمة للأسماء الحسنى، التي تطلق على الله تعالى مقترنة بغيرها.
وذلك في سياق كلامه على قاعدة: «إن الشيء لا يعطف على نفسه».
فأوضح أن هذه الأسماء الحسنى، المقترنة بغيرها، كثيرا ما تجيء غير معطوفة على بعضها.
فقال الإمام ابن القيم / في «بدائع الفوائد» (ج1 ص170): (أما أسماء الرب تبارك وتعالى، فأكثر ما يجيء في القرآن الكريم بغير عطف.
نحو: ]السميع العليم[ [البقرة: 127]، ]العزيز الحكيم[ [البقرة:129]، ]الغفور الرحيم[ [يونس: 107]، ]الملك القدوس السلام[ [الحشر:23]؛ إلى آخرها.
* وجاءت معطوفة في موضعين:
أحدهما: في أربعة أسماء، وهي: ]الأول والآخر والظاهر والباطن[ [الحديد:3].
والثاني: في بعض الصفات بالاسم الموصول، مثل: قوله تعالى: ]الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى[ [الأعلى: 2و3و4].
ونظيره: ]الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها[ [الزخرف: 10و 11 و12]). اهـ
وقال الإمام ابن القيم / في «مدارج السالكين» (ج3 ص378): (وإله العالمين الحق: هو الذي دعت إليه الرسل عليهم السلام، وعرفوه بأسمائه، وصفاته، وأفعاله؛ فوق سماواته على عرشه، بائن من خلقه، موصوف بكل كمال؛ منزه عن كل نقص؛ لا مثال له، ولا شريك، ولا ظهير؛ ولا يشفع عنده أحد؛ إلا بإذنه: ]هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم[ [الحديد: 3]؛ غني بذاته عن كل ما سواه: وكل ما سواه فقير إليه بذاته). اهـ
فإن أهل السنة والجماعة: فهموا من نصوص الصفات، ما تبادر إلى أذهانهم السليمة من معاني اللغة المستقيمة، بخلاف أهل البدعة، والشناعة؛ الذين فهموا منها: ما تبادر إلى أذهانهم السقيمة من معاني البدعة الوخيمة.
ﭑ ﭑ ﭑ
فهرس الموضوعات
الرقم |
الموضوع |
الصفحة |
1) |
المقدمة..................................................................................................... |
5 |
2) |
ذكر الدليل على التفسير الصحيح؛ لقوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) [الحديد: 3]....................... |
11 |
([1]) ومن أعظم ما يقوي الإيمان؛ معرفة: أسماء الله الحسنى، وهي الثابتة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله تعالى بها.
قال تعالى: ]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها[ [الأعراف: 180].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة).
أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج5 ص354)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2063).
* فمن حفظها، وفهم معانيها، ومدلولها، وأثنى على الله تعالى بها، وسأله بها، واعتقدها، دخل الجنة؛ بإذن الله.
([4]) وانظر: «الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين» للشيخ السعدي (ص25)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص29)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص60)، و«اشتقاق أسماء الله» للزجاجي (ص204)، و«التوحيد» لابن منده (ج2 ص82)، و«جامع البيان» للطبري (ج27 ص124)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص87 و88)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص24 و30)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز الحنفي (ص111 و112 و113)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص180)، و«شرح العقيدة الواسطية» لابن هراس (ص88).
([5]) وانظر: «الاعتقاد» للبيهقي (ص64)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص27)، و«جامع الأصول» لابن الأثير (ج4 ص181)، و«عقيدة المسلم» للقحطاني (ص161 و162)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص29)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص180)، و«شرح العقيدة الواسطية» لابن هراس (ص88)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص87)، و«جامع البيان» للطبري (ج27 ص124).
([7]) أخرجه البخاري في «صحيحه» (ج5 ص354)، ومسلم في «صحيحه» (ج4 ص2063)، والترمذي في «سننه» (ج5 ص532)، وأحمد في «المسند» (ج2 ص258)، وأبو نعيم في «جزئه» (ج1 ص98 و99 و100)، وفي «أخبار أصبهان» (ج1 ص360)، وعبد الغني المقدسي في «التوحيد» (23)، وأبو يعلى في «المسند» (ج11 ص160)، والزجاجي في «اشتقاق أسماء الله» (ص20)، وابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (ج16 ص232)، وابن حجر في «جزئه» (24)، و(27)، وابن منده في «التوحيد» (ج2 ص14)، وعثمان الدارمي في «الرد على المريسي» (12)، والحميدي في «المسند» (ج2 ص479)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (4)، والخطابي في «شأن الدعاء» (ص23)، والطبراني في «الدعاء» (109).
([10]) وانظر: «الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين» للشيخ السعدي (ص25)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص29)، و«تفسير أسماء الله الحسنى» للزجاج (ص60)، و«اشتقاق أسماء الله» للزجاجي (ص204)، و«التوحيد» لابن منده (ج2 ص82)، و«جامع البيان» للطبري (ج27 ص124)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص87 و88)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص24 و30)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز الحنفي (ص111 و112 و113)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص180)، و«شرح العقيدة الواسطية» لابن هراس (ص88).
([11]) وانظر: «الاعتقاد» للبيهقي (ص64)، و«طريق الهجرتين» لابن القيم (ص27)، و«جامع الأصول» لابن الأثير (ج4 ص181)، و«عقيدة المسلم» للقحطاني (ص161 و162)، و«شرح العقيدة الواسطية» للشيخ الفوزان (ص29)، و«شرح العقيدة الواسطية» لشيخنا ابن عثيمين (ج1 ص180)، و«شرح العقيدة الواسطية» لابن هراس (ص88)، و«شأن الدعاء» للخطابي (ص87)، و«جامع البيان» للطبري (ج27 ص124).
([15]) وانظر: «طريق الهجرتين» لابن القيم (ص46 و47 و54)، و«تحفة المودود» له (ص108)، و«مدارج السالكين» له أيضا (ج1 ص40 و340)، و«الصواعق المرسلة» له أيضا (ج4 ص1338)، و«بدائع الفوائد» له أيضا (ج1 ص170)، و«زاد المعاد» له أيضا (ج2 ص462).
([17]) وانظر: «شفاء العليل» لابن القيم (ج1 ص92)، و«مدارج السالكين» له (ج2 ص74 و75)، و«إغاثة اللهفان» له أيضا (ج1 ص3)، و«إعلام الموقعين» له أيضا (ج1 ص143)، و«الوابل الصيب» له أيضا (ص90).
([18]) وانظر: «مدارج السالكين» لابن القيم (ج1 ص340)، و(ج2 ص278 و279)، و«إعلام الموقعين» له (ج1 ص143).
([19]) فإن نعيمهم متصل ممن لا نهاية لفضله، ولا لعطائه، ولا لمزيده، ولا لأوصافه، فتبارك الله: ]إن هذا لرزقنا ما له من نفاد[ [ص:54].