القائمة الرئيسة
الرئيسية / سلسلة النصيحة الذهبية للعودة إلى السلفية / نصب الهجاء لقمع الفرقة الربيعية الحدادية الداعية إلى الإرجاء

2023-12-05

صورة 1
نصب الهجاء لقمع الفرقة الربيعية الحدادية الداعية إلى الإرجاء

سلسلة

النصيحة الذهبية

للعودة إلى السلفية

 

 

                                         

 

 

 
  شكل بيضاوي: 13

 

 

 

 

 

نصب الهجاء

لقمع

الفرقة الربيعية الحدادية

الداعية إلى الإرجاء

 

 

إعداد:

أبي عبدالرحمن فوزي بن عبدالله بن محمد الحميدي الأثري

غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب أعن

اثبت أحد

 

أيها المسلم الكريم إذا رأيت مقالات ربيع البالية، لا تهتز من نقده، وثبت على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

فإنه عجول جهول!، وهو خفيف دفيف([1])!، وركيك سخيف!، وخفيف الركانة([2])!، وضعيف الرزانة!، منحل العقيدة!، مختل المكيدة!، ضعيف البنيان!، قليل الرجحان!، بين النقصان!... لا تزيده الموعظة إلا خسارا!!، ولا تفيده النصيحة إلا إصرارا!!... إن داريته فار!، وإن حركته طار!... عقله طائش كالسراب!، وتحسبه قاعدا كالجبل([3]) وهو يمر مر السحاب!,,, جهله شديد!، وجنونه حديد!، طيشه عتيد!، وشيطانه مريد!... كثير الغدر!، وضيق الصدر!... قد فارق الحياء!، وحالف البذاء!... ويسيئ المقال!، ويجالس الأنذال!.

 

õõõõõõõ

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

توطئة أثرية

ذكر الدليل على عظم الجهاد

بالبيان، وهو من الجهاد الأكبر،

به يحرق الله تعالى قلوب أهل

الكفر في الخارج، وأهل الأهواء

في الداخل

 

اعلم رحمك الله تعالى أن محاربة أهل الضلالة في الخارج، والداخل من أعظم القربات في الدين، بل ذلك من الجهاد الكبير في سبيل الله تعالى، ويكون بأمرين:

الأول: بالسلاح والسنان، وهذا خاص بالجيش، والأشرطة فقط، لأنهم تحت أمر الحاكم، فلا يرفعوا سلاحا، ولا قوة إلا بأمره، وهذا من الجهاد في سبيل الله.

الثاني: بالحجة والبيان([4])، وهذا عام للجميع ممن عنده علم بالكتاب والسنة والآثار، وهذا هو الجهاد الأكبر!.

قلت: فإن فعل الناس ذلك حمى الله تعالى البلد من كيد أهل الكفر في الخارج، وأهل الضلالة في الداخل، لأن هذا الدفاع هو حماية للمسلمين، وبلدانهم، ومحل عبادتهم لله تعالى([5])، فافهم لهذا ترشد.([6])

قلت: فهذا هو جهاد النبي r، وصحابته الكرام لأهل الضلالة، فأنقذ الله تعالى بهم الناس من الضلال المبين، ومن الشرك والكفر، إلى الإيمان والتوحيد.

فجهاد النبي r، وأصحابه y لأهل الضلالة أعظم الجهاد؛ فصبروا وبذلوا أموالهم وأنفسهم، بل جاهدوا أقرب الناس لهم؛ لأجل إعلاء كلمة الله تعالى.

قلت: وميدان الجهاد من أوسع ميادين التربية العلمية:

فالصحابة الكرام شاركوا النبي r في كل ميادين الجهاد، جهاد النفس، وجهاد المال، وجهاد الدعوة، في كل أوجه الخير تسابقوا، وبعد أن فازوا، ونالوا مرتبة الرضى، ورضي الله عنهم.

قلت: فالحذر الحذر أن يصدك جاهل عن الجهاد الأكبر، اللهم سلم سلم.

قال محمد بن يحيى الذهلي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: (الذب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.

قال محمد: قلت ليحيى: الرجل ينفق ماله، ويتعب نفسه، ويجاهد، فهذا أفضل منه؟! قال: نعم؛ بكثير).([7])

وعلى هذا مضى أئمتنا، فيرون أن جهاد المبتدعة هو الأصل، وجهاد الكفار والملحدين هو الفرع عن ذلك الأصل.([8])

قال العلامة الشيخ السعدي رحمه الله في (وجوب التعاون بين المسلمين) (ص7): (الجهاد نوعان: جهاد يقصد به صلاح المسلمين، وإصلاحهم في عقائدهم، وأخلاقهم، وجميع شؤونهم الدينية والدنيوية، وفي تربيتهم العلمية والعملية، وهذا النوع هو أصل الجهاد وقوامه، وعليه يتأسس.

النوع الثاني: وهو جهاد يقصد به دفع المعتدين على الإسلام والمسلمين من الكفار، والمنافقين، والملحدين، وجميع أعداء الدين ومقاومتهم). اهـ

وقال تعالى: ]وجاهدوا في الله حق جهاده[ [الحج:78].

قال سبط ابن الجوزي رحمه الله في ((الجليس الصالح)) (ص110): (والجهاد خمسة أنواع... وذكر منها: وجهاد مع أصحاب الباطل بالعلم والحجة، وذلك لقوله تعالى: ]وجاهدوا في الله حق جهاده[، وقوله تعالى: ]وجادلهم بالتي هي أحسن[ [النحل:125]، يعني: بالحجة). اهـ

قلت: فنقد أهل البدع، وأهل التحزب، وأهل التعالم بالعلم والحجة من الجهاد فتأمل، ويجب على الحاكم أن يجاهدهم أيضا بالمنع والعقوبة، وغير ذلك.

قلت: إذا؛ فمواجهة هؤلاء حماية لديار المسلمين من أن تغتال من تحتها، بجهاد المنافقين، والحزبيين الذين يتسللون الصفوف لواذا.

قال تعالى: ]يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير[ [التوبة:73].

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (الجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان).([9]) اهـ

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((مفتاح دار السعادة)) (ج1 ص70): (فقوام الدين بالعلم والجهاد، ولهذا كان الجهاد نوعين:

الأول: جهاد باليد والسنان، وهذا المشارك فيه كثير.

والثاني: الجهاد بالحجة والبيان، وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل، وهو جهاد الائمة، وهو افضل الجهادين لعظم منفعته، وشدة مؤنته، وكثرة اعدائه. قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية: ]ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا[ [الفرقان:51 -52]). اهـ

وعن أبي سعيد الخدري t عن النبي r أنه قال: (لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يتكلم بحق، إذا علمه).

قال: أبو سعيد الخدري: (فما زال بنا البلاء حتى قصرنا).

حديث صحيح

أخرجه الترمذي في ((سننه)) (ج4 ص419)، وابن ماجه في ((سننه)) (ج2 ص1328)، وأحمد في ((المسند)) (ج3 ص44)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج3 ص98)، وعبدالرزاق في ((المصنف)) (ج11 ص346)، بإسناد صحيح.

والحديث صححه الشيخ الألباني في ((الصحيحة)) (ج1 ص322).

قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (ج1 ص325): (وفي الحديث: النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفا من الناس, أو طمعا في المعاش، فكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع الإيذاء، كالضرب والشتم، وقطع الرزق, أو مخافة عدم احترامهم إياه, ونحو ذلك, فهو داخل في النهي، ومخالف للنبي r, و إذا كان هذا حال من يكتم الحق وهو يعلمه، فكيف يكون حال من لا يكتفى بذلك، بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء، ويتهمهم في دينهم و عقيدتهم، مسايرة منه للرعاع, أو مخافة أن يتهموه هو أيضا بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم واتهامهم?! فاللهم ثبتنا على الحق, وإذا أردت بعبادك فتنة، فاقبضنا إليك غير مفتونين). اهـ

قال أبو عبد الرحمن العمري رحمه الله: (إن من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله، بأن ترى ما يسخطه فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى خوفا ممن لا يملك لك ضرا ولا نفعا).([10])

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الصارم المسلول)) (ج3 ص735): (أن المحاربة نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدين قد تكون أنكى من المحاربة باليد).([11]) اهـ

وعن البراء بن عازب t قال: سمعت رسول الله r يقول لحسان بن ثابت: (اهجهم، أو هاجهم وجبريل معك).

أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج6 ص351)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص1933).

وفي رواية للبخاري في ((صحيحه)) (ج1 ص652)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج4 ص1933) من حديث أبي هريرة بلفظ: (اللهم أيده بروح القدس).

وفي رواية للبخاري في ((صحيحه)) (ج10 ص652) من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: (إن جبريل معك ما دمت تنافح عن رسول الله r).

وفي رواية لمسلم في ((صحيحه)) من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: (اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل).([12])

قلت: فأهل البدع في الداخل أضر على الإسلام من أهل الكفر في الخارج!.

قال الحافظ أبو محمد عبدالغني المقدسي رحمه الله في ((الاقتصاد في الاعتقاد)) (ص222): (واعلم رحمك الله أن الإسلام وأهله أتو من طوائف ثلاث:

الأولى: فطائفة([13]) ردت أحاديث الصفات وكذبوا رواتها، فهؤلاء أشد ضررا على الإسلام، وأهله من الكفار.

الثانية: وأخرى([14]) قالوا بصحتها وقبولها، ثم تأولوها، فهؤلاء أعظم ضررا من الطائفة الأولى.

الثالثة([15]): جانبوا القولين الأولين، وأخذوا بزعمهم ينزهون وهم يكذبون، فأداهم ذلك إلى القولين، وكانوا أعظم ضررا من الطائفتين الأولتين). اهـ

قلت: إذا فأهل البدع والأهواء – ولا سيما دعاتهم – وأهل الشر بأصنافهم، الذين يشكلون على الناس في دينهم، وعقائدهم أعظم الأخطار أبعد وأبعد عن وجوب العدل في مقام النصيحة، والتحذير من شرورهم وبدعهم، وهذا ما عليه الكتاب والسنة، وما عليه أئمة الأمة، وأعلامها، وهداتها.

وقال الإمام ابن هبيرة رحمه الله: وفي حديث أبي سعيد الخدري: (في قتال الخوارج)، قال: (وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة فيه أن في قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى).([16]) اهـ

وعن أنس t أن رسول الله r قال: (جاهدوا المشركين؛ بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم).

حديث حسن

أخرجه أبو داود في ((سننه)) (354)، وأحمد في ((المسند)) (ج3 ص251)، وأبو يعلى في ((المسند)) (ج6 ص468)، وابن حزم في ((الإحكام)) (ج1 ص29)، وابن حبان في ((صحيحه)) (ج7 ص104). بإسناد صحيح.

قال النووي رحمه الله في ((رياض الصالحين)) (ص515): (رواه أبو داود بإسناد صحيح).

وقال ابن حزم رحمه الله في ((الإحكام)) (ج1 ص29): (وهذا الحديث في غاية الصحة).

قلت: فدل الحديث على وجوب جهاد المشركين باللسان واليد، وكذلك جهاد المبتدعين باللسان واليد؛ كما فعل أئمتنا رحمهم الله، بل رأوا جهادهم أكبر الجهادين.

وعن عبد الله بن مسعود t أن رسول الله r قال: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريون، وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان، حبة خردل).([17])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((حكم السماع)) (ص69): (ويجب الإنكار على هذا المبتدع وأمثاله بحسن القصد، بحيث يكون المقصود طاعة الله ورسوله، لا اتباع الهوى، ولا منافسة ولا غير ذلك، قال تعالى: ]وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله[ [الأنفال:39].

فالمقصود أن يكون الدين كله لله، ولا دين إلا شرعه الله تعالى على ألسن رسله، وفي الصحيحين: (أن النبي r قيل له: يا رسول الله، الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟، فقال: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله))).([18]) فيكون المقصود علو كلمة الله، وظهور دين الله، وأن يعلم المسلمون كلهم إنما عليه المبتدعون المراؤون ليس من الدين، ولا من فعل عباد الله الصالحين؛ بل من فعل أهل الجهل والضلال والإشراك بالله تعالى، الذين يخرجون عن توحيده، وإخلاص الدين له، وعن طاعة رسله). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((نقض المنطق)) (ص12): (الراد على أهل البدع مجاهد). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((إبطال وحدة الوجود)) – في رده على الصوفية -: (فهذه المقالات وأمثالها، من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يعرف معناها، وأنه باطل، والواجب إنكارها، فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين، أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون).اهـ

قلت: وهذا الإمام أحمد رحمه الله يرى أنه يستعان باليهود والنصارى، ولا يستعان بأهل البدع.

قال المروزي للإمام أحمد رحمه الله: (أيستعان باليهود والنصارى وهم مشركون، ولا يستعان بالجهمي؟

قال الإمام أحمد رحمه الله: يا بني، يغتر بهم المسلمون، وأولئك لا يغتر بهم المسلمون).([19])

فهؤلاء هم أعيان ورؤوس أهل السنة، وهذا من أقوالهم، ]فهل من مدكر[ [القمر:15].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج35 ص414): (فإذا كان الرجل مخالطا في السير لأهل الشر يحذر عنه). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((منهاج السنة)) (ج5 ص253): (والأمر بالسنة والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهو من أفضل الأعمال الصالحة). اهـ

قلت: ولا ينبغي للجماعات الإسلامية، والجمعيات الحزبية اليوم أن تضيق صدرها من (الجهاد الأكبر) لأنه من القيام بالقسط، اللهم سدد سدد!.

قلت: وفي الرد على المخالف دفاع عن الإسلام من جهتين:

الأولى: الخطر الخارجي([20]) وهو الكافر المحض، الذي لم يعرف نور الإسلام، بما يكيده للإسلام والمسلمين من غزو يحطم في مقوماتهم العقدية، والسلوكية، والسياسية...

والثانية: مواجهة التصدع الداخلي([21]) في الأمة بفشو فرق، ونحل، وجماعات طاف في أفئدة شباب الأمة... إذ التصدع الداخلي تحت لباس الدين يمثل انكسارا في رأس مال المسلمين، وقد كان للسالكين في ضوء الكتاب والسنة – الطائفة المنصورة – الحظ الوافر، والمقام في جبر كسر المسلمين بردهم إلى الكتاب والسنة، وذلك بتحطيم ما قامت عليه تلك الفرق المفرقة من مآخذ باطلة في ميزان الشرع.([22])

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج28 ص232) في أهل البدع وأشياعهم: (إذ تطهير سبيل الله، ودينه، ومنهاجه، وشرعته، ودفع بغي هؤلاء، وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب؛ فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب، وما فيها من الدين إلا تبعا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء، وقد قال النبي r: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم؛ وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))([23])). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج2 ص132) عن المبتدعة: (ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم، أو ذب عنهم، أو أثنى عليهم، أو عظم كتبهم، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم، أو كره الكلام فيهم، أو أخذ يعتذر لهم، بأن هذا الكلام لا يدري ما هو؟ أو من قال: إنه صنف هذا الكتاب؟... وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق؛ بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم، ولم يعاون على القيام عليهم، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء، وهم يسعون في الأرض فسادا، ويصدون عن سبيل الله). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج12 ص466): (وقسم آخر: أقوام لا يعرفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يعرفون بعضه، ويجهلون بعضه، وما عرفوه منه قد لا يبينونه للناس، بل يكتمونه، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة، ولا يذمون أهل البدع، ويعاقبونهم؛ بل لعلهم يذمون الكلام في السنة، وأصول الدين ذما مطلقا؛ لا يفرقون فيه بين ما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، وما يقوله أهل البدعة والفرقة، أو يقرون الجميع على مذاهبهم المختلفة، كما يقر العلماء في مواضع الاجتهاد التي يسوغ فيها النزاع، وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة، وبعض المتفقهة، والمتصوفة، والمتفلسفة). اهـ

قلت: والجهاد([24]) من أعظم الوسائل لتزكية العبد نفسه حتى تستقيم على شرع الله سبحانه.

قال تعالى: ]والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين[ [العنكبوت:69].

وعن أبي سليمان الداراني رحمه الله قال:( ليس الجهاد في الآية قتال الكفار فقط، بل هو نصر الدين، والرد على المبطلين وقمع الظالمين، وأعظمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن مجاهدة النفوس في طاعة الله، وهو الجهاد الأكبر).([25])

قلت: فالجهاد بالحجة والبرهان... أو يمكن القول بأن الجهاد مجاهدة العدو الخارجي والداخلي، ولا شك أن العدو الداخلي عندما يكون أمار بالسوء فهو عدم لصاحبه، وخطره أشد من خطر العدو الخارجي، لأنه لا يقتصر في إهلاكه لصاحبه على إيقاع الضرر به في دنياه، وإنما يجعله يخسر الدنيا والأخرة، وذلك هو الخسران المبين.

قال أبو الفضل الآلوسي رحمه الله في ((روح المعاني)) (ج21 ص24): (جهاد النفس هو الجهاد الأكبر). اهـ

قلت: وبذلك يتبين أن (الجهاد الأكبر) شاق على النفس، وأن هذه المشقة تزداد كلما ازدادت عداوة أهل الأهواء، وتحكم الأهواء فيهم، ولذلك كان لزاما على العبد أن يتحلى بالصبر، والمصابرة ليفلح في مجاهدته.

قلت: فالصبر زاد المجاهد، والدافع لاستمراره وتقويته، ومن عدم الصبر لم يفلح في جهاده الأكبر.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((عدة الصابرين)) (ص18): (الصبر ثبات باعث العقل والدين في مقابل باعث الهوى والشهوة). اهـ

وقال تعالى: ]وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج[ [الحج:78].

قلت: وبهذا يتبين ضرورة (الجهاد الأكبر) وخطر إهماله، أو الاستسلام للأهواء المضلة.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((إغاثة اللهفان)) (ج2 ص260): (وإذا اعتقد أن صاحب الحق لا ينصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، بل قد تكون العاقبة في الدنيا للكفار والمنافقين – والحزبيين والمبتدعين - على المؤمنين، وللفجار الظالمين، على الأبرار المتقين، فهذا من جهله بوعد الله تعالى ووعيده). اهـ

وقال تعالى: ]يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير[ [التوبة:73].

قال العلامة الشيخ السعدي رحمه الله في ((تفسيره)) (ص344): (]يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير[، أي: بالغ في جهادهم والغلظة عليهم حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم.

وهذا الجهاد يدخل فيه الجهاد باليد، والجهاد بالحجة واللسان، فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد، واللسان، والسيف، والبيان.

ومن كان مذعنا للإسلام بذمة أو عهد، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام، ومساوئ الشرك والكفر، فهذا ما لهم في الدنيا). اهـ

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)) (ج3 ص5): (لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما لهم الرفعة في الدنيا، فهم الأعلون في الدنيا والآخرة: كان رسول الله r في الذروة العليا منه، واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا، وأعظمهم عند الله قدرا، وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه، فقال: ]ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا (51) فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا[ [الفرقان:51 -52] فهذه سورة مكية، أمره فيها بجهاد الكفار بالحجة، والبيان، وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة، وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام، قال تعالى: ]يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير[ [التوبة:73].

فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار، وهو جهاد خواص الأمة، وورثة الرسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا.

ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض - مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه - كان للرسل صلوات الله عليهم وسلامه من ذلك الحظ الأوفر، وكان لنبينا صلوات الله وسلامه عليه من ذلك أكمل الجهاد وأتمه). اهـ

وقال الحافظ ابن حزم رحمه الله في ((الإحكام)) (ج1 ص28): (قال تعالى: ]ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح[ [التوبة:120]؛ ولا غيظ أغيظ على الكفار والمبطلين من هتك أقوالهم بالحجة الصادعة، وقد تهزم العساكر الكبار، والحجة الصحيحة لا تغلب أبدا، فهي أدعى إلى الحق، وأنصر للدين من السلاح الشاكي، والأعداد الجمة، وأفاضل الصحابة الذين لا نظير لهم، إنما أسلموا بقيام البراهين على صحة نبوة محمد r عندهم، فكانوا أفضل ممن أسلم بالغلبة بلا خلاف من أحد من المسلمين. وأول ما أمر الله عز وجل نبيه محمدا r أن يدعو له الناس بالحجة البالغة بلا قتال!، فلما قامت الحجة وعاندوا الحق، أطلق الله تعالى عليهم السيف حينئذ؛ وقال تعالى: ]قل فلله الحجة البالغة[ [الأنعام:149]؛ وقال تعالى: ]بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق[ [الأنبياء:18].

ولا شك في أن هذا إنما هو بالحجة؛ لأن السيف مرة لنا، ومرة علينا!، وليس كذلك البرهان، بل هو لنا أبدا!، ودامغ لقول مخالفينا، ومزهق له أبدا. ورب قوة باليد قد دمغت بالباطل حقا كثيرا فأزهقته، منها يوم الحرة، ويوم قتل عثمان t، ويوم قتل الحسين، وابن الزبير y، ولعن قتلتهم، وقد قتل أنبياء كثير، وما غلبت حجتهم قط.

وقد علمنا عز وجل الحجة على الدهرية في قوله تعالى: ]وكل شيء عنده بمقدار[ [الرعد:8]، وقوله تعالى: ]وأحصى كل شيء عددا[ [الجن:28]؛ وعلمنا الحجة على الثنوية بقوله تعالى: ]لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا[ [الأنبياء:22]؛ وعلى النصارى وعلى جميع الملل).اهـ

وقال العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله في ((الفتاوى)) (ج9 ص397): (فلا يجوز لأهل العلم السكوت، وترك الكلام للفاجر، والمبتدع، والجاهل، فإن هذا غلط عظيم، ومن أسباب انتشار الشر، والبدع، واختفاء الخير، وقلته، وخفاء السنة). اهـ

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الرد على البكري)) (ص274): (فإن البدع في الدين سبب الفواحش وغيرها من المنكرات؛ كما أن إخلاص الدين لله تعالى سبب التقوى، وفعل الحسنات). اهـ

 

õõõõõõõ

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رب زدني علما

قمع

الفرقة الحدادية الثانية

إذا

فهم أولى بهذا الوصف لوقوعهم في الصفات السيئة

للحدادية الأولى، بل هم أسوء حالا من الحدادية الأولى

 

(1)

أتى ربيع الحدادي هذا من أرض الحرميـــــن

 

 

 

لشيطــــــــــــــان بــــــــــــــــل حقيـــــــــــــــر الشــــــــــــــــــــــــان

(2)

قــــــال الصـــــــــــــــــواب والوقـــــــــــــف عنــــــــــــــــــــــده

 

 

 

بـــــــل والشـــــــــــك فيــــــــــه ظاهــــــــــر التبيــــــــــــــان

(3)

هـــــــــــذا قصــــــــــــارى علمــــــــــــــــه وفهمــــــــــــــــــــــــــه

 

 

 

فشـــــك في ديــــن الله العظيــــــــم الرحمـــــــــــــان

(4)

جهــــــــــــــــــــل مركـــــــــــــــــــــــــــــــب وظلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

 

 

 

نعــــــوذ بالله منـــــــــــــــــــــــــــــزل الفرقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(5)

فالجهـل سلـب العلـــم وهــــــــــــو نقيصـــــــــــــــــــة

 

 

 

والظلـــــم سلـــــــــــب العـــــــــدل والإحســــــــــــــان

(6)

فتحـت جــــــراب الجهـــــــل مــــــع كــــــــــــــــــذب

 

 

 

فخــــــــذ واحمـــــــــل بــــــلا كيـــــــــل ولا ميــــــــــــزان

(7)

تبا لك يا محرر شبكة ((سحاب)) شبكة أهل البعـــر

 

 

 

تبا لك لقد صاحبـــــــــة أهــــــــــــل البعـــــــــــــــران

(8)

فصدك سفيهك عـن أهــل الحديـــــــــــــــــــــــث

 

 

 

وعن منهج الرســــول وذا مــــــن الطغيــــــــان

(9)

وأيضـــــا سفيهـــــــــــــك قبــــــلـــــــــك اتهـــــــــــــــــــــــــــــم

 

 

 

أهل الهدى والعلــــــم والآثـــــــــــار والقــــــــــــرآن

(10)

ففســــا الشيطـــــان فــــــــــي آذانـــــــــــــــــــــــــــــــــك

 

 

 

فثقلـــــت عن سمـــــــــاع السنــــــــــــة والقـــــــــــــرآن

(11)

فلـــــــــــــــــــــــــــــذاك نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام عقلـــــــــــــــــــــــــــــــــــك

 

 

 

حتى تلاعب بك الشيطان تلاعب الصبيـــــان

(12)

يـــــــــا وارد الحداديـــــــــــــــــة طهـــــــــــــــــر فــــــــــــــــــــــاك

 

 

 

مــن جنـــب بــه واغسلـــــــــــه مـــــــن أنتــــــــــــــــان

(13)

يـــــــا وارد الحداديـــــــة ويحــــــــك لـــــــــو تـــــــــــــرى

 

 

 

أهــــــــــــل الأثـــــــــــــر بعيـــــــــــن مــــــــــــــن تبيـــــــــــــــــان

(14)

لكـــــــــــن يـــــــــــــــــــا وارد التعاســــــــــــــة تـــــــــــــــــــــــرى

 

 

 

أهــــــل الأثـــــــــــر بعيـــــــــــــــن مـــــــــن شيطــــــــــــــــان

(15)

والله أن نصيحتـــــــــــــــــــــــــك كنصيحـــــــــــــــــــــــــــــــة

 

 

 

الشيطـــــــان حين خــــــــــــلا بــــــــه الأبـــــــــــــــــــوان

(16)

فهـــــــــــــــو الــــــــــــذي غــــــــــــــــــــــرس العـــــــــــــــــــــــداوة

 

 

 

وواظب سقي الغراس كفعل ذي البستـــــان

(17)

فهنــــــــــــا لـــــــــــــك ابتليــــــــــــــــت جنــــــــــــــــــــــود الله

 

 

 

مــن جنـــــــــــد اللعين بسائــــــــــــــــر الألــــــــــــــــــوان

(18)

تكفيـــــــــــــــــــرا وتبديعــــــــــــــــــــــــــــــــا وسبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

وشتمـــــــــــــــــــــــا ظاهـــــــــــــــــــــــــــــــــر البهتـــــــــــــــــــــــــــــــان

(19)

تبــا لك إذ تشتــــــــــم زوامـــــــــــــل الإســـــــــــــلام

 

 

 

حـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزب الله والقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرآن

(20)

يـــا أبـــــــــا الحداديــــــــــــــة انظــــــــــــــر وتفكـــــــــــــــــــر

 

 

 

فـــــــي هــــــــــــذه الأخبـــــــــــــــــــــار والفرقــــــــــــــــــــــــــان

(21)

فاختـــــــــــــر لنفســـــــــــك أيـــــــــــــن تجعلهــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

عند أهل الأثر أو عند الحدادي الجـــــــــان

(22)

فانظــــــــــــــــر إليهـــــــــــــــــم بعيــــــــــــــــــــن تبيــــــــــــــــــــــان

 

 

 

ولا تنظر إليهم بعين ساحـــر شيطـــــــــــــــــان

(23)

هذا هـــــــــــــو منهجهــــــــــم سهــــــــل قريــــــــــــــب

 

 

 

كـــــــــــاف لكـــــــــــــــــل مبتــــــــــــــــــــدع جــــــــــــــــــــــــــان

(24)

فإنهــــــــــــــــم رأوا آثــــــــــــــــــــــــــارا شأنهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

محجوبــــــــــة عـــــــــــــن زمـــــــــــــــــرة العميـــــــــــــــــــــــــــــان

(25)

ووردوا المــــــــــاء أبيــــــــــــــــض صافيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

حصبـــــــــــــــــــاؤه كلآلــــــــــــــــــــــــئ التيجـــــــــــــــــــــــــــــان

(26)

فنفــــــــــــــــــــــــــــرت عــــــــــــــــــــــــــــــن ذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

 

 

 

كنفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرت البعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــران

(27)

فصــــــــــــاح بـــــــــــك أهـــــــــــــــــــــــــل الحديــــــــــــــــــــــث

 

 

 

بكـــل مكــــــــــــان، وفي كــــــــــــــــل زمــــــــــــــــــــــــــــــان

(28)

أسمـــــــــاء سميـــــــت بهـــــــــا أهـــــــــل الحديـــــــــــــــث

 

 

 

وناصــــــــــــــــــــــري القـــــــــــــــــــــرآن والإيمـــــــــــــــــــــــــــــــان

(29)

وجعلتهـــــــــــــــــــــــا سبــــــــــــــــــــــــــــــــــة لتنفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

 

 

 

عنهم كفعــــــل الساحـــــــــــــــر الشيطـــــــــــــــــــــــان

(30)

لهذا بيننا وبينك فرق بـــل هـــــــو الفــــــــرق

 

 

 

العظيـــــــــــــم لمـــــــــــــــــن لـــــــــــــــــــــه عينـــــــــــــــــــــــــــــــــان

(31)

إن الحقيقـــــــــــــــــــة عندنـــــــــــــــــــــــا مقصــــــــــــــــــــودة

 

 

 

بالنـــــــــــــــــــص والسنـــــــــــــــــــــــــــــــة والتبيــــــــــــــــــــــــــــــان

(32)

وكلامك فيمــــــــــا لديــــــــــــــــك لا حقيقــــــــــــــــة

 

 

 

تحتــــــــــــــــه تبـــــــــــــــــــــدو إلـــــــــى الأذهــــــــــــــــــــــــــــــــان

(33)

نبــــدي فضائحــــــــك ونهتـــــــــك ستــــــــــــــــــرك

 

 

 

ونبيـن جهلـــــــــــــــك مــــــــــــــــــع العــــــــــــــــــــــــــــــدوان

(34)

والله قـــــــــــــد جعلـــــــــــــك فـــــــــــــي ضلالــــــــــــــــــــــة

 

 

 

قدوة بأئمــة تدعــــــــــــــــــو إلــــــــــــــى النيـــــــــــــــــــران

(35)

والله أنت شـــــر مــــــن صاحـــــــب الجهـــــــــــل

 

 

 

وفي ضلالـــــة وشقـــــــــا مــــن ذاك الجـــــــــــــــــــان

(36)

نصرت الضلالة مــــن سفاهـــــــــة عقلـــــــــــك

 

 

 

فالله يفجــــــــــــــره تفجيـــــــــــــــــــر البركـــــــــــــــــــــــــــــان

(37)

فأبشـــــــــر بحكــــــــــم السلــــــــــــــف الصالـــــــــــــــــح

 

 

 

بالصد والقمع والتعذيــب بالهجــــــــــــــــــــــــران

(38)

اللـــــــه أكبــــــــــــــــر هتكــــــــــــــــــــت استاركــــــــــــــــــــــم

 

 

 

حتـى غدوتـــــــــــــم ضحكــــــــــــة الصبيـــــــــــــــــــان

(39)

يـــــا قـــــــوم أصــــــل بلائكـــــم ومصائـــبكـــــــــــم

 

 

 

مــن صاحـــــــــب الجهــــــــــل وهـــــــــو الجــــــــــــــان

(40)

يـــــــــا قــــــــوم اعتبـــروا بمصـــــــــــرع مــــــن خـــــــــــلا

 

 

 

من قبلكم من أهل البدع في هذه الأزمـــــــــان

(41)

لــــــــــم نغــــــــــــــــــــن عنهــــــــــــــــــــم كذبهــــــــــــــــــــــــــــــــم

 

 

 

وحزبهـــــــــــــــــم بالــــــــــــــــــــزور والبهتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(42)

كـــــــــــــــلا ولا التدليـــــــــــــــــــــس والتلبيـــــــــــــــــــــــــس

 

 

 

عنــــــــــــــــد المسؤوليـــــــــــــــــــــــن والسلطــــــــــــــــــــــــان

(43)

وبـــــدا لهـــــــم عنـــد انكشــــــــــــاف كذبهــــــــــــــــم

 

 

 

ما لم يكـــن للربيعية فـــــــي حسبــــــــــــــــــان

(44)

لــــــذا سمـــــــو مـــــا شئتــــــــم فليــــــــــــس الشــــــأن

 

 

 

في الأسمـــــــاء بالألقــــــــــاب ذات الشــــــــــــــــان

(45)

فالله ناصــــــــــــــــــر دينـــــــــــــــــــــــه وكتابـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 

 

والله كــــــــــــــــــــاف عبــــــــــــــــــــــــــده بأمــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(46)

قلنــــــــــا لكـــــــم فتعلمـــــــــــوا قلتــــــــــــم أمــــــــــــــــــــــا

 

 

 

نحـــــــــن العلمـــــــــــــــاء فاضلـــــــــــــــوا الأزمــــــــــــــــــان

(47)

يــــــــــــا قـــــــــــــوم والله العظيــــــــــــــــــــم كذبتــــــــــــــــــــم

 

 

 

وأتيتـــــــــــــــــــم بالـــــــــــــــــــــــــزور والبهتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(48)

ونسبتـــــــــــــم العلمــــــــاء للأمــــــــــــــــر الـــــــــــــــــــذي

 

 

 

هــــــم منــــــــه أهــــــــــــــــل بــــــــــــــــــــراءة وأمـــــــــــــــــــــان

(49)

من أيـــــن والعلمـــــــــــاء أنتـــــــــــم فاستحـــــــــــــــوا

 

 

 

أين النجـــوم مـــــــــــــن الثـــــــــــــرى التحتــــــــــــــــاني

(50)

أتـــــــــــــــرون أنــــــــــــــــــا تاركــــــــــــــــــوا ذا كلـــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 

 

لجعاجـــــــــــــــــع الحداديـــــــــــــــــــــة والهذيـــــــــــــــــــــــــــان

(51)

يا قـــــــــــوم مــــــــــــا أنتـــــــــــــم علــــــــــــــى شــــــــــــــــيء

 

 

 

إلى أن ترجعـــــوا للوحــــــــي بالإذعــــــــــــــــــــــــــان

(52)

وتحكمــــــــــــــوا فـــــي الجليـــــــــــــــــــــل ودقــــــــــــــــــــــــــــــه

 

 

 

تحكـيــــــــــم تسليــــــــــــــــم مـــــــــــــــع الرضــــــــــــــــــــــوان

(53)

والله مــــــــــــا استويــــــــــــــــــا ولــــــــــــن يتلاقيــــــــــــــــــــا

 

 

 

حتــــــى تشيـــــــــــــب مفـــــــــــــــارق الغربــــــــــــــــــــــــان

(54)

الله أكبر أنتم أو هـــــــــــــم علـــــــى الحــــــــــــــــــق

 

 

 

فانتـــــــــــم فـــــــي غـــــــــــي وفــــي خســـــــــــــــــــــــــــران

(55)

فالنـــــاس بيـــــــــــن إخـــــــــــــواني أو ســــــــــــــــروري

 

 

 

أو قطبي أو تراثــــــي أو صــــــــــــوفي جـــــــــــــــان

(56)

والله أنتــــــــــــم لستــــــــــــــــــم منهــــــــــم، بلــــــــــــــــــى

 

 

 

من الحدادية وهــــم مــن جملــــــة الثيـــــــــــــــــران

(57)

والله لا علـــــــــــم ولا عقــــــــــــــل عندكــــــــــــــــــــــــــم

 

 

 

ولا بمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروءة الإنســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(58)

لا أنتــــــــــــــم علمــــــــــــــــــــاء ولا متعلمـــــــــــــــــــــــون

 

 

 

تنقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادون للتبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(59)

كــــــــلا ولا أنتــــــــــــــــم تســـــــــــــون شيئـــــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

فمن ترى تدعون إذا فأنتـــــــم الفــــــــــــــــــأران

(60)

فمـــــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــــــــذي خيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر إذا

 

 

 

أنتــــــــــــــــــــم أم فواســـــــــــــــــــــــــــق الفــــــــــــــــــــــــــــــــــأران

(61)

بنشرهـــــــــــــــــــــا الفواســــــــــــــــــــق والأضـــــــــــــــــــــــــرار

 

 

 

إذا فوافقتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــأران

(62)

ما زال هذا النوع من النـــــاس موجـــــــــــــودا

 

 

 

ولا يفنى كذاك إلا إذا شاء رب الأكــوان

(63)

لكـــــــــــــــــن لا يفزعنـــــــــــــــــــــــــك فراقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

 

 

 

وجعاجع عريـــــــــــــت عـــــــــــــــن البرهــــــــــــــــــــــــــان

(64)

مــــــــا عندهــــــــــــــــــم شــــــــــــــــــــيء يهولـــــــــــــــــــــــــك

 

 

 

غير ذاك المنجنيق مقطــــــــع الأركــــــــــــــــــــان

(65)

فرمــــــــــــــــــــــــــــاه أهــــــــــــــــــــــــــــــــــل الأثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

 

 

 

صواعقا حجــــــــارة هدتــــــــــــــــه للإركــــــــــــــــــــــان

(66)

والحق فيـــــــه ليــــــــــــس يحملــــــــــــــــه عقــــــــــــــــــــول

 

 

 

الحداديــــــــــــــة لغلظـــــــــــــــــــــــــــــة الأذهـــــــــــــــــــــــــــــــان

(67)

سميتموهـــــــــــــــــم أنتــــــــــــــــــــم وشياطينكــــــــــــــــــــــم
ـــ

 

 

 

بهتا بهـــــــــــــا مــــــــــــــن غيـــــــــــــر مــــــــــــا قــــــــــــــــــرآن

(68)

ويظــــــــن جاهلهــــــــــم بأنهــــــــــــــم تكلمــــــــــــــــوا

 

 

 

بغيــــــــــــــــــــــر سنـــــــــــــــــــــــــــــــــــة ولا فرقــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(69)

فكسوهم هذا الاسم تلبيسا وتدليســـــــــــــا

 

 

 

علـــــــــــــــــى العميــــــــــــــــــــــــــــــــان والعــــــــــــــــــــــــــــــــــوران

(70)

فاستـــــــــــــــــــــــــن كــــــــــــــــــــــــــــــل مبتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدع

 

 

 

مـــــــــــــــــــــــــــن حزبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي جــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان

(71)

تدرون من أولى بهـــــــــذا الاســـــــــم وهــــــــــــــــــو

 

 

 

مناســـــــــــــب لصفاتكــــــــــــــــــــــــــم بــــــــــــــــــــــــــــــــوزان

(72)

من قد حشا الأوراق والأذهــــــــان مــــــــــــــــن

 

 

 

بــــــــــدع تخالـــــــــــــف موجــــــــــــــــــــب القـــــــــــــــــــرآن

(73)

هذا هو الحدادي القطبي السروري الإخواني المرجــــئ

 

 

 

لا أهل الحديث أئمة الإســلام والإيمــــــان

(74)

الشاتــــــــــم أهــــــــــــل الحديـــــــــــــــث عـــــــــــــــــــــداوة

 

 

 

للسنـــــــــــــــة العليـــــــــــــــــــا مــــــــــــــــــــــع القــــــــــــــــــــــــرآن

(75)

هذا الـــــذي ألقــــــــــى العــــــــــــــداوة بيننـــــــــــــــــــــا

 

 

 

في الله نحـــــــــــن لأجلـــــــــــــــــه خصمـــــــــــــــــــــــــــــان

(76)

نصروا الضلالة مـــن سفاهـــــــــــة رأيهــــــــــــــــــــم

 

 

 

لكـــــــــــن نصرنــــــــــــــا موجــــــــــــــب القــــــــــــــــــــــــرآن

(77)

فهنــــــــــــــاك كبكبــــــــــــــــــــــــــــــوا وأهلكــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا

 

 

 

جـــــــزاء وفاقــــــــــــــــــــا لأهـــــــــــــــل الخســــــــــــــــــــــــران

(78)

إذا ما ذنب أهل الحديث والله إلا أنهــم

 

 

 

أخــــــــــــذوا بوحـــــــــــــــــــــي الله والقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرآن

(79)

ما بعــــــــد تبيـــــــــــان الرســـــــــــــــــول لناظــــــــــــــــــــــر

 

 

 

إلا العمــــــــى والعيـــــــــــب فـي العميــــــــــــــــــــــــان

(80)

ثم الصـــــــلاة والســـــــــــلام علـــى نبينـــــــــــــــــــــــــــــا

 

 

 

وأكمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل الرضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان

 

 

 

õõõõõõõ

 



([1]) الدفيف: الدبيب.

([2]) الركانة: الوقار.

([3]) إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب [النمل:88].

     قلت: فلا تغتر به فإنه خاوي على عرشه؛ اللهم غفرا.

([4]) قلت: ويلزم من ذلك الدفاع عن ولي الوطن في البلاد.

([5]) قلت: لذلك فهذا الدفاع من الجهاد في سبيل الله تعالى: ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون [الأعراف:187].

([6]) قلت: لذلك وجب التعاون في محاربة أهل الضلالة في البلد.

     قال تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [المائدة:2].

([7]) أثر صحيح.

     أخرجه الهروي في ((ذم الكلام)) (ج4 ص254) بإسناد صحيح.

([8]) انظر: ((زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون)) للدكتور حمد العثمان (ص103).

([9]) انظر: ((شرح القصيدة النونية)) للشيخ محمد الهراس (ج1 ص12).

([10]) أثر صحيح.

     أخرجه عبدالغني المقدسي في ((الأمر بالمعروف)) (50)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (ج8 ص284)، وابن أبي الدنيا في ((الأمر بالمعروف)) (ص45) بإسناد صحيح.

     وذكره ابن الجوزي في ((صفة الصفوة)) (ج2 ص181).

     وأبو عبدالرحمن العمري هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز العدوي المدني الإمام القدوة الزاهد العابد.

     انظر: ((السير)) للذهبي (ج8 ص373)، و((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (ج8 ص283).

([11]) يعني: بالقوة والسيف.

     ولذلك تجد أهل التحزب بجميع أنواعهم يحاربون أهل السنة على ما عندهم من قوة فيفشلون، وأهل السنة يحاربون أهل التحزب على ما عندهم من علم فينتصرون، وهذا ظاهر ولله الحمد.

([12]) أهي أنكى فيهم من النبل والسيف، فتأمل.

([13]) وهم الجهمية أتباع الجهم بن صفوان الترمذي ومن قال برأيه من المعتزلة.

([14]) وهم جمهور الأشاعرة الذين قبلوا النصوص، وفضلوا جانب التأويل لمعانيها، وقد وصفهم ابن القيم أشد الناس اضطرابا.

([15]) وهؤلاء أيضا من الأشاعرة:

     انظر: ((الصواعق المرسلة)) لابن القيم (ج1 ص245).

([16]) انظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (ج12 ص301).

([17]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (ج2 ص27).

([18]) أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (ج13 ص441)، ومسلم في ((صحيحه)) (ج3 ص1513) من حديث أبي موسى t.

([19]) أثر صحيح.

     نقله عنه ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (ج1 ص256).

([20]) كـ(اليهود، والنصارى، والشيوعية، والعلمانية، وغيرهم).

([21]) كـ(الإخوان المسلمين، والقطبيين، والمذبذبين، والسروريين، والصوفيين، والتبليغيين، والمرجئيين، والترابيين، والتراثيين، والأشعريين وغيرهم).

([22]) انظر: ((حكم الانتماء إلى الأحزاب)) للشيخ بكر بن عبدالله (ص53).

([23]) أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (2564) من حديث أبي هريرة t.

([24]) فإن ذلك وظيفة اللسان الذي جعله النبي r أحد وسائل تغيير المنكر، والذي تتحقق به المرتبة الثانية من مراتب تغيير المنكر بعد مرتبة التغيير باليد.

([25]) انظر: ((إغاثة اللهفان)) لابن القيم (ج1 ص142)، و((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (ج13 ص365).


جميع الحقوق محفوظة لموقع الشبكة الأثرية
Powered By Emcan